النهاية في غريب الحديث
ابن الاثير ج 2
[ 1 ]
النهاية في غريب الحديث والاثر للامام مجدالدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزرى ابن الاثير (544 - 606 ه) الجزء الثاني تحقيق محمود محمد الطناحى طاهر احمد الزاوى مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع قم - ايران - تلفون 25212
[ 2 ]
* نام كتاب: النهايه * نويسنده: ابن الاثير * ناشر: مؤسسه مطبوعاتي اسماعيليان - قم - تلفن 25212 * تيراژ: 2000 دوره در " 5 " جلد * نوبت چاپ: چاپ چهارم * تاريخ انتشار: تابستان سال 1364
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم حرف الخاء (باب الخاء مع الباء) (خبأ) * في حديث ابن صياد (قد خبأت لك خبأ) الخبء كل شئ غائب مستور. يقال خبأت الشئ أخبؤه خبأ إذا أخفيته والخبء والخبئ، والخبيئة: الشئ المخبوء. (ه) ومنه الحديث: (ابتغوا الرزق في خبايا الارض) هي جمع خبيئة كخطيئة وخطايا، وأراد بالخبايا الزرع، لانه إذا ألقى البذر في الارض فقد خبأه فيها. قال عروة بن الزبير: ازرع فإن العرب كانت تتمثل بهذا البيت: تتبع خبايا الارض وادع مليكها * لعلك يوما أن تجاب وترزقا ويجوز أن يكون ما خبأه الله في معادن الارض. * وفى حديث عثمان (قال: اختبأت عند الله خصالا، إنى لرابع الاسلام، وكذا وكذا) أي ادخرتها وجعلتها عنده لى خبيئة. * ومنه حديث عائشة تصف عمر رضى الله عنهما (ولفظت له خبيئها) أي ما كان مخبوءا فيها من النبات، تعنى الارض، وهو فعيل بمعنى مفعول. (س) وفى حديث أبى أمامة (لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة) المخبأة: الجارية التى في خدرها لم تتزوج بعد، لان صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت * ومنه حديث الزبرقان (أبغض كنائنى إلى الطلعة الخبأة) هي التى تطلع مرة ثم تختبئ أخرى. (خبب) (س) فيه (إنه كان إذا طاف خب ثلاثا) الخبب: ضرب من العدو. ومنه الحديث: وسئل عن السير بالجنازة فقال: (ما دون الخبب). (س) ومنه حديث مفاخرة رعاء الابل والغنم (هل تخبون أو تصيدون) أراد أن
[ 4 ]
رعاء الغنم لا يحتاجون أن يخبوا في آثارها، ورعاء الابل يحتاجون إليه إذا ساقوها إلى الماء. (س) وفيه (أن يونس عليه السلام لما ركب البحر أخذهم خب شديد) يقال خب البحر إذا اضطرب. (س) وفيه (لا يدخل الجنة خب ولا خائن) الخب بالفتح: الخداع، وهو الجربز الذى يسعى بين الناس بالفساد. رجل خب وامرأة خبة. وقد تكسر خاؤه. فأما المصدر فبالكسر لا غير (س) ومنه الحديث الآخر (الفاجر خب لئيم) (س) ومنه الحديث (من خبب امرأة أو مملوكا على مسلم فليس منا) أي خدعه وأفسده. (خبت) * في حديث الدعاء (واجعلني لك مخبتا) أي خاشعا مطيعا، والاخبات: الخشوع والتواضع وقد أخبت لله يخبت. * ومنه حديث ابن عباس (فيجعلها مخبتة منيبة) وقد تكرر ذكرها في الحديث. وأصلها من الخبت: المطمئن من الارض. (س) وفى الحديث عمرو بن يثربى (إن رأيت نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت الجميش فلا تهجها) قال القتيبى: سألت الحجازيين فأخبروني أن بين المدينة والحجاز صحراء تعرف بالخبت، والجميش: الذى لا ينبت. وقد تقدم في حرف الجيم. (ه) وفى حديث أبى عامر الراهب (لما بلغه أن الانصار قد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تغير وخبت) قال الخطابى: هكذا روى بالتاء المعجمة بنقطتين من فوق. يقال رجل خبيت أي فاسد. وقيل هو كالخبيث بالثاء المثلثة. وقيل هو الحقير الردئ، والختيت بتاءين: الخسيس. (ه س) وفى حديث مكحول (أنه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، إنها ساعة تكون فيها الخبتة) يريد الخبطة بالطاء: أي يتخبطه الشيطان إذا مسه بخبل أو جنون. وكان في لسان مكحول لكنة فجعل الطاء تاء. (خبث) * فيه (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا) الخبث بفتحتين: النجس. (س) ومنه الحديث (أنه نهى عن كل دواء خبيث) هو من جهتين: إحداهما النجاسة وهو الحرام كالخمر والارواث والابوال كلها نجسة خبيثة، وتناولها حرام إلا ما خصته السنة من
[ 5 ]
أبوال الابل عند بعضهم، وروث ما يؤكل لحمه عند آخرين. والجهة الاخرى من طريق الطعم والمذاق، ولا ينكر أن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع وكراهية النفوس لها (1). (ه) ومنه الحديث (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا) يريد الثوم والبصل والكراث، خبثها من جهة كراهة طعمها وريحها، لانها طاهرة وليس أكلها من الاعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمرهم بالاعتزال عقوبة ونكالا، لانه كان يتأذى بريحها. (س) ومنه الحديث (مهر البغى خبيث، وثمن الكلب خبيث، وكسب الحجام خبيث) قال الخطابى: قد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ويفرق بينها في المعنى، ويعرف ذلك من الاغراض والمقاصد. فأما مهر البغى وثمن الكلب فيريد بالخبيث فيهما الحرام لان الكلب نجس، والزنا حرام، وبذل العوض عليه وأخذه حرام، وأما كسب الحجام فيريد بالخبيث فيه الكراهة، لان الحجامة مباحة. وقد يكون الكلام في الفصل الواحد بعضه على الوجوب، وبعضه على الندب، وبعضه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويفرق بينها بدلائل الاصول واعتبار معانيها. * وفى حديث هرقل (أصبح يوما وهو خبيث النفس) أي ثقيلها كريه الحال. * ومنه الحديث (لا يقولن أحدكم خبثت نفسي) أي ثقلت وغثت، كأنه كره اسم الخبث. (ه) وفيه (لا يصلين الرجل وهو يدافع الاخبثين) هما الغائط والبول. (س) وفيه (كما ينفى الكير الخبث) هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (إنه كتب للعداء بن خالد - اشترى منه عبدا أو أمة - لا داء، ولا خبثة، ولا غائلة) أراد بالخبثة الحرام، كما عبر عن الحلال بالطيب. والخبثة: نوع من أنواع الخبيث، أراد أنه عبد رقيق، لا أنه من قوم لا يحل سبيهم، كمن أعطى عهدا أو أمانا، أو من هو حر في الاصل. (1) قال في الدر النثير: قلت: فسر في رواية الترمذي بالسم. (*)
[ 6 ]
(س) ومنه حديث الحجاج (أنه قال لانس رضى الله عنه: يا خبثة) يريد يا خبيث. ويقال للاخلاق الخبيثة خبثة. (س) وفى حديث سعيد (كذب مخبثان) المخبثان الخبيث. ويقال للرجل والمرأة جميعا، وكأنه يدل على المبالغة. (س) وفى حديث الحسن يخاطب الدنيا (خباث، كل عيدانك مضضنا فوجدنا عاقبته مرا) خباث - بوزن قطام - معدول، من الخبث، وحرف النداء محذوف: أي يا خباث. والمض مثل المص: يريد إنا جربناك وخبرناك فوجدنا عاقبتك مرة. (ه) وفيه (أعوذ بك من الخبث والخبائث) بضم الباء جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، يريد ذكور الشياطين وإناثهم. وقيل هو الخبث بسكون الباء، وهو خلاف طيب الفعل من فجور وغيره. والخبائث يريد بها الافعال المذمومة والخصال الرديئة. (ه) وفيه (أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث) الخبيث ذو الخبث في نفسه، والمخبث الذى أعوانه خبثاء، كما يقال للذى فرسه ضعيف مضعف. وقيل هو الذى يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه. * ومنه حديث قتلى بدر (فألقوا في قليب خبيث مخبث) أي فاسد مفسد لما يقع فيه (ه) وفيه (إذا كثر الخبث كان كذا وكذا) أراد الفسق والفجور. (ه) ومنه حديث سعد بن عبادة (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل مخدج سقيم وجد مع أمة يخبث بها) أي يزنى. (خبج) (ه س) في حديث عمر (إذا أقيمت الصلاة ولى الشيطان وله خبج) الخبج بالتحريك: الضراط. ويروى بالحاء المهملة. * وفى حديث آخر (من قرأ آية الكرسي خرج الشيطان وله خبج كخبج الحمار). (خبخب) * فيه ذكر (بقيع الخبخبة) هو بفتح الخاءين وسكون الباء الاولى: موضع بنواحي المدينة. (خبر) * في أسماء الله تعالى (الخبير) هو العالم بما كان وبما يكون. خبرت الامر أخبره إذا عرفته على حقيقته.
[ 7 ]
(ه) وفى حديث الحديبية (أنه بعث عينا من خزاعة يتخبر له خبر قريش) أي يتعرف. يقال تخبر الخبر، واستخبر إذا سأل عن الاخبار ليعرفها. (ه) وفيه (أنه نهى عن المخابرة) قيل هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما. والخبرة النصيب (1)، وقيل هو من الخبار: الارض اللينة. وقيل أصل المخابرة من خيبر، لان النبي صلى الله عليه وسلم أقرها في أيدى أهلها على النصف من محصولها، فقيل خابرهم: أي عاملهم في خيبر. (س) وفيه (فدفعنا في خبار من الارض) أي سهلة لينة. (ه) وفى حديث طهفة (ونستخلب الخبير) الخبير: النبات والعشب، شبه بخبير الابل وهو وبرها، واستخلابه: احتشاشه بالمخلب وهو المنجل. والخبير يقع على الوبر والزرع والاكار. (س) وفى حديث أبى هريرة (حين لا آكل الخبير) هكذا جاء في رواية: أي الخبز المأدوم. والخبير والخبرة: الادام. وقيل هي الطعام من اللحم وغيره. يقال اخبر طعامك: أي دسمه. وأتانا بخبزة ولم يأتنا بخبرة. (خبط) (ه) في حديث تحريم مكة والمدينة (نهى أن يخبط شجرها) الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقط خبط بالتحريك، فعل بمعنى مفعول، وهو من علف الابل. * ومنه حديث أبى عبيدة (خرج في سرية إلى أرض جهينة فأصابهم جوع فأكلوا الخبط، فسموا جيش الخبط). (ه) ومنه الحديث (فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت جنينا) المخبط بالكسر: العصا التى يخبط بها الشجر. (1) أنشد الهروي: إذا ما جعلت الشاة للناس خبرة * فشأنك إنى ذاهب لشئونى (*)
[ 8 ]
(ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (لقد رأيتنى بهذا الجبل أحتطب مرة وأختبط أخرى) أي أضرب الشجر لينتثر الخبط منه. * ومنه الحديث (سئل هل يضر الغبط ؟ فقال: لا، إلا كما يضر العضاه الخبط) وسيجئ معنى الحديث مبينا في حرف الغين. * وفى حديث الدعاء (وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان) أي يصرعني ويلعب بى. والخبط باليدين كالرمح بالرجلين. (ه) ومنه حديث سعد (لا تخبطوا خبط الجمل، ولا تمطوا بآمين) نهاه أن يقدم رجله عند القيام من السجود. (ه) ومنه حديث على (خباط عشوات) أي يخبط في الظلام. وهو الذى يمشى في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل، وربما تردى في بئر أو سقط على سبع، وهو كقولهم: يخبط في عمياء، إذا ركب أمرا بجهالة. (س) وفى حديث ابن عامر (قيل له في مرضه الذى مات فيه: قد كنت تقرى الضيف، وتعطى المختبط) هو طالب الرفد من غير سابق معرفة ولا وسيلة، شبه بخابط الورق أو خابط الليل. (خبل) (ه) فيه (من أصيب بدم أو خبل) الخبل بسكون الباء: فساد الاعضاء. يقال خبل الحب قلبه: إذا أفسده، يخبله ويخبله خبلا. ورجل خبل ومختبل: أي من أصيب بقتل نفس، أو قطع عضو. يقال بنو فلان يطالبون بدماء وخبل: أي بقطع يد أو رجل. (ه س) ومنه الحديث (بين يدى الساعة الخبل) أي الفتن المفسدة. (ه س) ومنه حديث الانصار (أنها شكت إليه رجلا صاحب خبل يأتي إلى نخلهم فيفسده) أي صاحب فساد. (ه) وفيه (من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة) جاء تفسيره في الحديث: أن الخبال عصارة أهل النار. والخبال في الاصل: الفساد، ويكون في الافعال والابدان والعقول. (ه) ومنه الحديث (وبطانة لا تألوه خبالا) أي لا تقصر في إفساد أمره.
[ 9 ]
(ه) ومنه حديث ابن مسعود (إن قوما بنوا مسجدا بظهر الكوفة، فأتاهم، فقال: جئت لاكسر مسجد الخبال) أي الفساد. (خبن) * فيه (من أصاب بفيه من ذى حاجة غير متخذ خبنة فلا شئ عليه) الخبنة: معطف الازار وطرف الثوب: أي لا يأخذ منه في ثوبه. يقال أخبن الرجل إذا خبأ شيئا في خبنة ثوبه أو سراويله. (ه) ومنه حديث عمر (فليأكل منه ولا يتخذ خبنة). (خبا) * في حديث الاعتكاف (فأمر بخبائه فقوض) الخباء: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر. ويكون على عمودين أو ثلاثة. والجمع أخبية. وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. * ومنه حديث هند (أهل خباء أو أخباء) على الشك. وقد يستعمل في المنازل والمساكن. * ومنه الحديث (أنه أتى خباء فاطمة رضى الله عنها وهى بالمدينة) يريد منزلها. وأصل الخباء الهمز، لانه يختبأ فيه. (باب الخاء مع التاء) (ختت) (ه) في حديث أبى جندل (أنه) اختأت للضرب حتى خيف عليه) قال شمر: هكذا روى. والمعروف: أخت الرجل إذا انكسر واستحيا. والمختتئ مثل المخت، وهو المتصاغر المنكسر. (ختر) * فيه (ما ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو) الختر: الغدر. يقال: ختر يختر فهو خاتر وختار للمبالغة. (ختل) * فيه (من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد، وأن تختل الدنيا بالدين) أي تطلب الدنيا بعمل الآخرة. يقال ختله يختله إذا خدعه وراوغه. وختل الذئب الصيد إذا تخفى له. (س) ومنه حديث الحسن في طلاب العلم (وصنف تعلموه للاستطالة والختل) أي الخداع.
[ 10 ]
(س) ومنه الحديث (كأنى أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه) أي يداوره ويطلبه من حيث لا يشعر. (ختم) (ه) فيه (آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين) قيل معناه طابعه وعلامته التى تدفع عنهم الاعراض والعاهات، لان خاتم الكتاب يصونه ويمنع الناظرين عما في باطنه. وتفتح تاؤه وتكسر، لغتان. (س) وفيه (أنه نهى عن لبس الخاتم إلا لذى سلطان) أي إذا لبسه لغير حاجة، وكان للزينة المحضة، فكره له ذلك، ورخصها للسلطان لحاجته إليها في ختم الكتب. (س) وفيه (أنه جاء رجل عليه خاتم شبه فقال: مالى أجد منك ريح الاصنام) لانها كانت تتخذ من الشبه. وقال في خاتم الحديد (مالى أرى عليك حلية أهل النار) لانه كان من زى الكفار الذين هم أهل النار. * وفيه (التختم بالياقوت ينفى الفقر) يريد أنه إذا ذهب ماله باع خاتمه فوجد فيه غنى، والاشبه - إن صح الحديث - أن يكون لخاصية فيه. (ختن) (ه) فيه (إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل) هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج (1) الجارية. ويقال لقطعهما: الاعذار والخفض. (ه) وفيه (أن موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه، فقال له ختنه: إن لك في غنمي ما جاءت به قالب لون) أراد بختنه أبا زوجته. والاختان من قبل المرأة. والاحماء من قبل الرجل. والصهر يجمعهما. وخاتن الرجل الرجل إذا تزوج إليه. * ومنه الحديث (على ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي زوج ابنته. (ه) ومنه حديث ابن جبير (سئل أينظر الرجل إلى شعر ختنته ؟ فقرأ: ولا يبدين زينتهن... الآية. وقال: لا أراه فيهم، ولا أراها فيهن) أراد بالختنة أم الزوجة (2). (1) في الهروي: ونواة الجارية، وهى مخفضها. (2) في الهروي والدر النثير: قال ابن شميل سميت المصاهرة مخاتنة لالتقاء الختانين. (*)
[ 11 ]
(باب الخاء مع الثاء) (خثر) (س) فيه (أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاثر النفس) أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط. * ومنه الحديث (قال: يا أم سليم مالى أرى ابنك خاثر النفس ؟ قالت: ماتت صعوته). * ومنه حديث على (ذكرنا له الذى رأينا من خثوره). (خثل) * في حديث الزبرقان (أحب صبياننا إلينا العريض الخثلة) هي الحوصلة. وقيل: ما بين السرة إلى العانة. وقد تفتح الثاء. (خثا) * في حديث أبى سفيان (فأخذ من خثى الابل ففته) أي روثها. وأصل الخثى للبقر فاستعاره للابل. (باب الخاء مع الجيم) (خجج) (ه) في حديث على رضى الله عنه وذكر بناء الكعبة (فبعث الله السكينة، وهى ريح خجوج، فتطوقت بالبيت) هكذا قال الهروي. وفى كتاب القتيبى (فتطوت موضع البيت كالحجفة) يقال ريح خجوج أي شديدة المرور في غير استواء. وأصل الخج الشق وجاء في كتاب المعجم الاوسط للطبراني عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السكينة ريح خجوج). * ومنه حديثه الآخر (أنه كان إذا حمل فكأنه خجوج). (ه) وفى حديث عبيد بن عمير، وذكر الذى بنى الكعبة لقريش وكان روميا (كان في سفينة أصابتها ريح فخجتها) أي صرفتها عن جهتها ومقصدها بشدة عصفها. (خجل) (ه) فيه (أنه قال للنساء: إنكن إذا شبعتن خجلتن) أراد الكسل والتوانى، لان الخجل يسكت ويسكن ولا يتحرك. وقيل: الخجل أن يلتبس على الرجل أمره فلا يدرى
[ 12 ]
كيف المخرج منه. وقيل: الخجل هاهنا: الاشر والبطر من خجل الوادي: إذا كثر نباته وعشبه. (ه س) ومنه حديث أبى هريرة (إن رجلا ذهبت له أينق فطلبها، فأتى على واد خجل مغن معشب) الخجل في الاصل: الكثير النبات الملتف المتكاثف. وخجل الوادي والنبات: كثر صوت ذبانه لكثرة عشبه. (خجى) (س) في حديث حذيفة (كالكوز مخجيا) قال أبو موسى: هكذا أورده صاحب التنمة، وقال: خجى الكوز: أماله. والمشهور بالجيم قبل الخاء. وقد ذكر في حرف الجيم. (باب الخاء مع الدال) (خدب) (ه) في صفة عمر (خدب من الرجال كأنه راعى غنم) الخدب - بكسر الخاء وفتح الدال وتشديد الباء - العظيم الجافي. (س) ومنه حديث حميد بن ثور في شعره: * وبين نسعيه خدبا ملبدا * يريد سنام بعيره، أو جنبه: أي إنه ضخم غليظ. * ومنه حديث أم عبد الله بن الحارث بن نوفل: لانكحن ببه * جارية خدبه (1) (خدج) (ه) فيه (كل صلاة ليست فيها قراءة فهى خداج) الخداج: النقصان. يقال: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوانه وإن كان تام الخلق. وأخدجته إذا ولدته ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل. وإنما قال فهى خداج، والخداج مصدر على حذف المضاف: أي ذات خداج، أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة كقوله: (1) انظر هامش ص 92 من الجزء الاول من هذا الكتاب. (*)
[ 13 ]
* فإنما هي إقبال وإدبار (1) * (ه) ومنه حديث الزكاة (في كل ثلاثين بقرة تبيع خديج) أي ناقص الخلق في الاصل. يريد تبيع كالخديج في صغر أعضائه ونقص قوته عن الثنى والرباعى. وخديج فعيل بمعنى مفعل: أي مخدج. (ه) ومنه حديث سعد (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمخدج سقيم) أي ناقص الخلق. (ه) ومنه حديث ذى الثدية (إنه مخدج اليد). * ومنه حديث على (تسلم عليهم ولا تخدج التحية لهم) أي لا تنقصها. (خدد) * فيه ذكر (أصحاب الاخدود) الاخدود: الشق [ في الارض ] (2)، وجمعه الاخاديد. * ومنه حديث مسروق (أنهار الجنة تجرى في غير أخدود) أي في غير شق في الارض. (خدر) (س) فيه (أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا خطب إليه إحدى بناته أتى الخدر فقال: إن فلانا خطبك إلى، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها) الخدر ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر، خدرت فهى مخدرة. وجمع الخدر الخدور. وقد تكرر في الحديث. ومعنى طعنت في الخدر: أي دخلت وذهبت فيه، كما يقال طعن في المفازة إذا دخل فيها. وقيل: معناه ضربت بيدها على الستر، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى (نقرت الخدر) مكان طعنت. ومنه قصيد كعب بن زهير: من خادر من ليوث الاسد مسكنه * ببطن عثر غيل دونه غيل خدر الاسد وأخدر، فهو خادر ومخدر: إذا كان في خدره، وهو بيته. (س) وفى حديث عمر (أنه رزق الناس الطلاء، فشربه رجل فتخدر) أي ضعف وفتر كما يصيب الشارب قبل السكر. ومنه خدر الرجل واليد (س) ومنه حديث ابن عمر (أنه خدرت رجله، فقيل له: ما لرجلك ؟ قال: اجتمع عصبها. قيل له: اذكر أحب الناس إليك) قال: يا محمد، فبسطها. (1) أي مقبلة مدبرة. (2) الزيادة من ا واللسان (*)
[ 14 ]
(س) وفى حديث الانصاري (اشترط أن لا يأخذ تمرة خدرة) أي عفنة، وهى التى اسود باطنها. (خدش) (س) فيه (من سأل وهو غنى جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا في وجهه) خدش الجلد: قشره بعود أو نحوه. خدشه يخدشه خدشا. والخدوش جمعه، لانه سمى به الاثر وإن كان مصدرا. (خدع) (ه س) فيه (الحرب خدعة) يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، فالاول معناه أن الحرب ينقضى أمرها بخدعة واحدة، من الخداع: أي أن المقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة، وهى أفصح الروايات وأصحها. ومعنى الثاني: هو الاسم من الخداع. ومعنى الثالث أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفى لهم، كما يقال: فلان رجل لعبة وضحكة: أي كثير اللعب والضحك. (ه) وفيه (تكون قبل الساعة سنون خداعة) أي تكثر فيها الامطار ويقل الريع، فذلك خداعها، لانها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وقيل الخداعة: القليلة المطر، من خدع الريق إذا جف. (س) وفيه (أنه احتجم على الاخدعين والكاهل) الاخدعان: عرقان في جانبى العنق. (س) وفى حديث عمر (أن أعرابيا قال له: قحط السحاب، وخدعت الضباب، وجاعت الاعراب) خدعت: أي استترت في جحرتها، لانهم طلبوها ومالوا عليها للجدب الذى أصابهم. والخدع: إخفاء الشئ، وبه سمى المخدع، وهو البيت الصغير الذى يكون داخل البيت الكبير. وتضم ميمه وتفتح. (س) ومنه حديث الفتن (إن دخل على بيتى قال: أدخل المخدع). (خدل) (ه) في حديث اللعان (والذى رميت به خدل جعد) الخدل: الغليظ الممتلئ الساق.
[ 15 ]
(خدلج) (س) في حديث اللعان (إن جاءت به خدلج الساقين فهو لفلان) أي عظيمهما، وهو مثل الخدل أيضا. (خدم) (ه) في حديث خالد بن الوليد (الحمد لله الذى فض خدمتكم) الخدمة بالتحريك: سير غليظ مضفور مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ثم تشد إليها سرائح نعله، فإذا انفضت الخدمة انحلت السرائح وسقط النعل، فضرب ذلك مثلا لذهاب ما كانوا عليه وتفرقه، وشبه اجتماع أمر العجم واتساقه بالحلقة المستديرة، فلهذا قال: فض خدمتكم: أي فرقها بعد اجتماعها. وقد تكرر ذكر الخدمة في الحديث. وبها سمى الخلخال خدمة. (ه) ومنه الحديث (لا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شئ) هو جمع خدمة، يعنى الخلخال، ويجمع على خدام أيضا. (ه) ومنه الحديث (كن يدلحن بالقرب على ظهورهن، يسقين أصحابه بادية خدامهن). (ه) وفى حديث سلمان (أنه كان على حمار وعليه سراويل وخدمتاه تذبذبان) أراد بخدمتيه ساقيه، لانهما موضع الخدمتين. وقيل أراد بهما مخرج الرجلين من السراويل. * وفى حديث فاطمة وعلى رضى الله عنهما (اسألى أباك خادما يقيك حر ما أنت فيه) الخادم واحد الخدم، ويقع على الذكر والانثى لاجرائه مجرى الاسماء غير المأخوذة من الافعال، كحائض وعاتق. (س) ومنه حديث عبد الرحمن (أنه طلق امرأته فمتعها بخادم سوداء) أي جارية. وقد تكرر في الحديث. (خدن) * في حديث على (إن احتاج إلى معونتهم فشر خليل وألام خدين) الخدن والخدين: الصديق. (خدا) * في قصيد كعب بن زهير: * تخدى على يسرات وهى لاهية (1) * الخدى: ضرب من السير. خدى يخدى خديا فهو خاد. (1) في شرح ديوانه ص 13: (لاحقة) واللاحقة: الضامرة. (*)
[ 16 ]
(باب الخاء مع الذال) (خذع) (س) فيه (فخذعه بالسيف) الخذع: تحزيز اللحم وتقطيعه من غير بينونة، كالتشريح. وخذعه بالسيف: ضربه به. (خذف) (ه) فيه (أنه نهى عن الخذف) هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمى بها، أو تتخذ مخذفة من خشب ثم ترمى بها الحصاة بين إبهامك والسبابة. * ومنه حديث رمى الجمار (عليكم بمثل حصى الحذف) أي صغارا. (س) ومنه الحديث (لم يترك عيسى عليه السلام إلا مدرعة صوف ومخذفة) أراد بالمخذفة المقلاع. وقد تكرر ذكر الخذف في الحديث. (خذق) (ه) في حديث معاوية (قيل له أتذكر الفيل ؟ فقال: أذكر خذقه) يعنى روثه. هكذا جاء في كتاب الهروي والزمخشري وغيرهما عن معاوية. وفيه نظر، لان معاوية يصبو عن ذلك، فإنه ولد بعد الفيل بأكثر من عشرين سنة، فكيف يبقى روثه حتى يراه ؟ وإنما الصحيح حديث قباث بن أشيم (قيل له أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: رسول الله أكبر منى وأنا أقدم منه في الميلاد، وأنا رأيت خذق الفيل أخضر محيلا). (خذل) (ه) فيه (والمؤمن أخو المؤمن لا يخذله) الخذل: ترك الاغاثة والنصرة. (خذم) (ه) فيه (كأنكم بالترك وقد جاءتكم على براذين مخذمة الآذان) أي مقطعتها والخذم: سرعة القطع، وبه سمى السيف مخذما. (ه) ومنه حديث عمر (إذا أذنت فاسترسل، وإذا أقمت فاخذم) هكذا أخرجه الزمخشري، وقال هو اختيار أبى عبيد، ومعناه الترتيل كأنه يقطع الكلام بعضه عن بعض، وغيره يرويه بالحاء المهملة. * ومنه حديث أبى الزناد (أتى عبد الحميد - وهو أمير العراق - بثلاثة نفر قد قطعوا الطريق وخذموا بالسيوف) أي ضربوا الناس بها في الطريق.
[ 17 ]
(س) ومنه حديث عبد الملك بن عمير (بمواسى خذمة) أي قاطعة. (س) وحديث جابر (فضربا حتى جعلا يتخذمان الشجرة) أي يقطعانها. (خذا) (س) في حديث النخعي (إذا كان الشق أو الخرق أو الخذا في أذن الاضحية فلا بأس، الخذا في الاذن: انكسار واسترخاء. وأذن خذواء: أي مسترخية. * وفى حديث سعد الاسلمي (قال: رأيت أبا بكر بالخذوات وقد حل سفرة معلقة) الخذوات: اسم موضع. (باب الخاء مع الراء) (خرأ) (ه) في حديث سلمان (قال له الكفار: إن نبيكم يعلمكم كل شئ حتى الخراءة، قال أجل) الخراءة بالكسر والمد: التخلي والقعود للحاجة. قال الخطابى: وأكثر الرواة يفتحون الخاء. وقال الجوهرى: (إنها الخراءة بالفتح والمد. يقال خرئ خراءة، مثل كره كراهة). ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم. (خرب) (ه) فيه (الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بخربة) الخربة: أصلها العيب، والمراد بها هاهنا الذى يفر بشئ يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا تجيزه الشريعة. والخارب أيضا: سارق الابل خاصة، ثم نقل إلى غيرها اتساعا، وقد جاء في سياق الحديث في كتاب البخاري: أن الخربة: الجناية والبلية. قال الترمذي: وقد روى بخزية، فيجوز أن يكون بكسر الخاء، وهو الشى الذى يستحيا منه، أو من الهوان والفضيحة، ويجوز أن يكون بالفتح وهو الفعلة الواحدة منها. (س) وفيه (من اقتراب الساعة إخراب العامر وعمارة الخراب) الاخراب: أن يترك الموضع خربا، والتخريب الهدم، والمراد ما تخربه الملوك من العمران وتعمره من الخراب شهوة لا إصلاحا، ويدخل فيه ما يعمله المترفون من تخريب المساكن العامرة لغير ضرورة وإنشاء عمارتها.
[ 18 ]
* وفى حديث بناء مسجد المدينة (كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب، فأمر بالخرب فسويت) الخرب: يجوز أن يكون بكسر الخاء وفتح الراء جمع خربة، كنقمة ونقم، ويجوز أن تكون جمع خربة - بكسر الخاء وسكون الراء على التخفيف - كنعمة ونعم، ويجوز أن يكون الخرب بفتح الخاء وكسر الراء كنبقة ونبق، وكلمة وكلم. وقد روى بالحاء المهملة والثاء المثلثة، يريد به الموضع المحروث للزراعة. (ه) وفيه (أنه سأله رجل عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: في أي الخربتين، أو في أي الخرزتين، أو في أي الخصفتين) يعنى في أي الثقبين. والثلاثة بمعنى واحد، وكلها قد رويت. * ومنه حديث على (كأنى بحبشى مخرب على هذه الكعبة) يريد مثقوب الاذن. يقال مخرب ومخرم. (ه) وفى حديث المغيرة (كأنه أمة مخربة) أي مثقوبة الاذن. وتلك الثقبة هي الخربة. (ه س) في حديث ابن عمر (في الذى يقلد بدنته ويبخل بالنعل، قال: يقلدها خرابة) يروى بتخفيف الراء وتشديدها، يريد عروة المزادة. قال أبو عبيد: المعروف في كلام العرب أن عروة المزادة خربة، سميت بها لاستدارتها، وكل ثقب مستدير خربة. (ه س) وفى حديث عبد الله (ولا سترت الخربة) يعنى العورة. يقال ما فيه خربة: أي عيب. * وفى حديث سليمان عليه السلام (كان ينبت في مصلاه كل يوم شجرة، فيسألها ما أنت ؟ فتقول: أنا شجرة كذا أنبت في أرض كذا، أنا دواء من داء كذا، فيأمر بها فتقطع، ثم تصر ويكتب على الصرة اسمها ودواؤها، فلما كان في آخر ذلك نبتت الينبوتة، فقال: ما أنت ؟ فقالت أنا الخروبة وسكتت، فقال: الآن أعلم أن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك). فلم يلبث أن مات.
[ 19 ]
(ه) وفيه ذكر (الخريبة) هي بضم الخاء مصغرة: محلة من محال البصرة ينسب إليها خلق كثير. (خربز) * في حديث أنس (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز) هو البطيخ بالفارسية. (خربش) (ه) فيه (كان كتاب فلان مخربشا) أن مشوشا فاسدا، الخربشة والخرمشة: الافساد والتشويش. (خربص) (ه) فيه (من تحلى ذهبا أو حلى ولده مثل خربصيصة) هي الهنة التى تتراءى في الرمل لها بصيص كأنها عين جرادة. * ومنه الحديث (إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خربصيصة). (خرت) (س) في حديث عمرو بن العاص (قال لما احتضر: كأنما أتنفس من خرت إبرة) أي ثقبها. (ه) وفى حديث الهجرة (فاستأجرا رجلا من بنى الديل هاديا خريتا) الخريت: الماهر الذى يهتدى لاخرات المفازة، وهى طرقها الخفية ومضايقها. وقيل: إنه يهتدى لمثل خرت الابرة من الطريق. (خرث) * فيه (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى وخرثى) الخرثى: أثاث البيت ومتاعه. * ومنه حديث عمير مولى آبى اللحم (فأمر لى بشئ من خرثى المتاع). (خرج) (ه) فيه (الخراج بالضمان) يريد بالخراج ما يحصل من غلة العين المبتاعة عبدا كان أو أمة أو ملكا، وذلك أن يشتريه فيستغله زمانا ثم يعثر منه على عيب قديم لم يطلعه البائع عليه، أو لم يعرفه، فله رد العين المبيعة وأخذ الثمن، ويكون للمشترى ما استغله، لان المبيع لو كان تلف في يده لكان من ضمانه، ولم يكن له على البائع شئ. والباء في بالضمان متعلقة بمحذوف تقديره الخراج مستحق بالضمان: أي بسببه.
[ 20 ]
(ه) ومنه حديث شريح (قال لرجلين احتكما إليه في مثل هذا، فقال للمشترى: رد الداء بدائه، ولك الغلة بالضمان). (س) ومنه حديث أبى موسى (مثل الاترجة طيب ريحها طيب خراجها) أي طعم ثمرها، تشبيها بالخراج الذى هو نفع الارضين وغيرها. (ه) وفى حديث ابن عباس (يتخارج الشريكان وأهل الميراث) أي إذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه، أو بين شركاء وهو في يد بعضهم دون بعض، فلا بأس أن يتبايعوه بينهم، وإن لم يعرف كل واحد منهم نصيبه بعينه ولم يقبضه، ولو أراد أجنبي أن يشترى نصيب أحدهم لم يجز حتى يقبضه صاحبه قبل البيع، وقد رواه عطاء عنه مفسرا، قال: لا بأس أن يتخارج القوم في الشركة تكون بينهم، فيأخذ هذا عشرة دنانير نقدا، وهذا عشرة دنانير دينا. والتخارج: تفاعل من الخروج، كأنه يخرج كل واحد منهم عن ملكه إلى صاحبه بالبيع. * وفى حديث بدر (فاخترج تمرات من قرنه) أي أخرجها، وهو افتعل منه. (ه) ومنه الحديث (إن ناقة صالح عليه السلام كانت مخترجة) يقال ناقة مخترجة إذا خرجت على خلقة الجمل البختى. (ه) وفى حديث سويد بن عفلة قال (دخلت على على يوم الخروج فإذا بين يديه فاثور عليه خبز السمراء، وصحفة فيها خطيفة وملبنة) يوم الخروج هو يوم العيد، ويقال له يوم الزينة، ويوم المشرق. وخبز السمراء: الخشكار لحمرته، كما قيل للباب الحوارى لبياضه. (خردق) (س) في حديث عائشة رضى الله عنها (قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد كان يبيع الخرديق، كان لا يزال يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم) الخرديق: المرق، فارسي معرب، أصله خورديك. وأنشد الفراء: قالت سليمى اشتر لنا دقيقا * واشتر شحيما نتخذ خرديقا (خردل) (ه) في حديث أهل النار (فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل) هو المرمى المصروع. وقيل المقطع، تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوى في النار. يقال خردلت اللحم - بالدال والذال - أي فصلت أعضاءه وقطعته.
[ 21 ]
* ومنه قصيد كعب بن زهير: يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما * لحم من القوم معفور خراديل أي مقطع قطعا. (خرر) (ه) في حديث حكيم بن حزام (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائما) خريخر بالضم والكسر: إذا سقط من علو. وخر الماء يخر بالكسر. ومعنى الحديث: لا أموت إلا متمسكا بالاسلام. وقيل معناه: لا أقع في شئ من تجارتى وأمورى إلا قمت به منتصبا له. وقيل معناه: لا أغبن ولا أغبن. * وفى حديث الوضوء (إلا خرت خطاياه) أي سقطت وذهبت. ويروى جرت بالجيم: أي جرت مع ماء الوضوء (س) وفى حديث عمر (أنه قال للحارث بن عبد الله: خررت من يديك) أي سقطت من أجل مكروه يصيب يديك من قطع أو وجع. وقيل هو كناية عن الخجل، يقال خررت عن يدى: خجلت. وسياق الحديث يدل عليه. وقيل معناه سقطت إلى الارض من سبب يديك: أي من جنايتهما، كما يقال لمن وقع في مكروه: إنما أصابه ذلك من يده: أي من أمر عمله، وحيث كان العمل باليد أضيف إليها. (س) وفى حديث ابن عباس (من أدخل أصبعيه في أذنيه سمع خرير الكوثر) خرير الماء: صوته، أراد مثل صوت خرير الكوثر. * ومنه حديث قس (وإذا أنا بعين خرارة) أي كثيرة الجريان. * وفيه ذكر (الخرار) بفتح الخاء وتشديد الراء الاولى: موضع قرب الجحفة بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه في سرية. (خرس) (ه) فيه في صفة التمر (هي صمنة الصبى وخرسة مريم) الخرسة: ما تطعمه المرأة عند ولادها. يقال: خرست النفساء: أي أطعمتها الخرسة. ومريم هي أم المسيح عليه السلام،
[ 22 ]
أراد قوله تعالى (وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلى) فأما الخرس بلا هاء فهو الطعام الذى يدعى إليه عند الولادة. * ومنه حديث حسان (كان إذا دعى إلى طعام قال: أفى عرس، أم خرس، أم إعذار) فإن كان في واحد من ذلك أجاب، وإلا لم يجب. (خرش) (ه) في حديث أبى بكر رضى الله عنه (أنه أفاض وهو يخرش بعيره بمحجنه) أي يضربه به ثم يجذبه إليه، يريد تحريكه للاسراع، وهو شبيه بالخدش والنخس. (س) ومنه حديث أبى هريرة (لو رأيت العير تخرش ما بين لابتيها ما مسسته) يعنى المدينة. وقيل معناه من اخترشت الشئ إذا أخذته وحصلته. ويروى بالجيم والشين المعجمة، وقد تقدم. وقال الحربى: أظنه بالجيم والسين المهملة، من الجرس: الاكل. (س) ومنه حديث قيس بن صيفي (كان أبو موسى يسمعنا ونحن نخارشهم فلا ينهانا) يعنى أهل السواد، ومخارشتهم: الاخذ منهم على كره. والمخرشة والمخرش: خشبة يخط بها الخراز: أي ينقش الجلد، ويسمى المخط والمخرش. والمخراش أيضا: عصا معوجة الرأس كالصولجان. * ومنه الحديث (ضرب رأسه بمخرش). (خرص) * فيه (أيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل في أذنها مثله خرصا من النار) الخرص - بالضم والكسر - الحلقة الصغيرة من الحلى، وهو من حلى الاذن. قيل كان هذا قبل النسخ، فإنه قد ثبت إباحة الذهب للنساء. وقيل هو خاص بمن لم تؤد زكاة حليها. (ه) ومنه الحديث (أنه وعظ النساء وحثهن على الصدقة، فجعلت المرأة تلقى الخرص والخاتم). (ه) ومنه حديث عائشة (إن جرح سعد برأ فلم يبق منه إلا كالخرص) أي في قلة ما بقى منه. وقد تكرر ذكره في الحديث. (ه) وفيه (أنه أمر بخرص النخل والكرم) خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصا: إذا حزر ما عليها من الرطب تمرا ومن العنب زبيبا، فهو من الخرص: الظن، لان الحزر إنما هو
[ 23 ]
تقدير بظن، والاسم الخرص بالكسر. يقال كم خرص أرضك ؟ وفاعل ذلك الخارص. وقد تكرر في الحديث. * وفيه (أنه كان يأكل العنب خرصا) هو أن يضعه في فيه ويخرج عرجونه عاريا منه، هكذا جاء في بعض الروايات، والمروى خرطا بالطاء. وسيجئ. (س) وفى حديث على (كنت خرصا) أي بى جوع وبرد. يقال خرص بالكسر خرصا، فهو خرص وخارص: أي جائع مقرور. (خرط) (ه) فيه (أنه عليه الصلاة والسلام كان يأكل العنب خرطا) يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه. (ه) وفى حديث على (أتاه قوم برجل فقالوا إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له على: إنك لخروط) الخروط: الذى يتهور في الامور ويركب رأسه في كل ما يريد جهلا وقلة معرفة، كالفرس الخروط الذى يجتذب رسنه من يد ممسكه ويمضى لوجهه. * وفى حديث صلاة الخوف (فأخترط سيفه) أي سله من غمده، وهو افتعل، من الخرط. (ه) وفى حديث عمر (أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام) أي أرسل علينا، من قولهم خرط دلوه في البئر: أي أرسله. وخرط البازى إذا أرسله من سيره. (خرطم) (س) في حديث أبى هريرة - وذكر أصحاب الدجال فقال - (خفافهم مخرطمة) أي ذات خراطيم وأنوف، يعنى أن صدورها ورؤسها محددة. (خرع) (ه) فيه (إن المغيبة ينفق عليها من مال زوجها ما لم تخترع ماله) أي ما لم تقتطعه وتأخذه. والاختراع: الخيانة. وقيل: الاختراع: الاستهلاك. (ه) وفى حديث الخدرى (لو سمع أحدكم ضغطة القبر لخرع) أي دهش وضعف وانكسر. (ه) ومنه حديث أبى طالب (لولا أن قريشا تقول أدركه الخرع لقلتها) ويروى بالجيم والزاى، وهو الخوف. قال ثعلب: إنما هو بالخاء والراء.
[ 24 ]
(ه) وفى حديث يحيى بن أبى كثير (لا يجزى في الصدقة الخرع) هو الفصيل الضعيف. وقيل هو الصغير الذى يرضع. وكل ضعيف خرع. (خرف) (ه) فيه (عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع) المخارف جمع مخرف بالفتح وهو الحائط من النخل: أي أن العائد فيما يجوز من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها وقيل المخارف جمع مخرفة، وهى سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء: أي يجتنى. وقيل المخرفة الطريق: أي أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة. (ه) ومنه حديث عمر (تركتكم على مثل مخرفة النعم) أي طرقها التى تمهدها بأخفافها. (ه) ومن الاول حديث أبى طلحة (إن لى مخرفا)، وإنني قد جعلته صدقة) أي بستانا من نخل. والمخرف بالفتح يقع على النخل وعلى الرطب. (س) ومنه حديث أبى قتادة (فابتعت به مخرفا) أي حائط نخل يخرف منه الرطب. (س) وفى حديث آخر (عائد المريض في خرافة الجنة) أي في اجتناء ثمرها. يقال: خرفت النخلة أخرفها خرفا وخرافا. (ه) وفى حديث آخر (عائد المريض على خرفة الجنة) الخرفة بالضم: اسم ما يخترف من النخل حين يدرك. (ه) وفى حديث آخر (عائد المريض له خريف في الجنة) أي مخروف من ثمرها، فعيل بمعنى مفعول. (س) ومنه حديث أبى عمرة (النخلة خرفة الصائم) أي ثمرته التى يأكلها، ونسبها إلى الصائم لانه يستحب الافطار عليه. (ه) وفيه (أنه أخذ مخرفا فأتى عذقا) المخرف بالكسر: ما يجتنى فيه الثمر. (س) وفيه (إن الشجر أبعد من الخارف) هو الذى يخرف الثمر: أي يجتنيه. * وفيه (فقراء أمتى يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا) الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء. ويريد به أربعين سنة لان الخريف لا يكون
[ 25 ]
في السنة إلا مرة واحدة، فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة. (ه) ومنه الحديث (إن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا). (ه) والحديث الآخر (ما بين منكبي الخازن من خزنة جهنم خريف) أي مسافة تقطع ما بين الخريف إلى الخريف. (ه) وفى حديث سلمة بن الاكوع ورجزه: لم يغذها مد ولا نصيف * ولا تميرات ولا رغيف (1) * لكن غذاها لبن خريف * قال الازهرى: اللبن يكون في الخريف أدسم. وقال الهروي: الرواية اللبن الخريف، فيشبه أنه أجرى اللبن مجرى الثمار التى تخترف، على الاستعارة، يريد الطرى الحديث العهد بالحلب. (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه (إذا رأيت قوما خرفوا في حائطهم) أي أقاموا فيه وقت اختراف الثمار وهو الخريف، كقولك صافوا وشتوا: إذا أقاموا في الصيف والشتاء، فأما أخرف وأصاف وأشتى، فمعناه أنه دخل في هذه الاوقات. (س) وفى حديث الجارود (قلت: يارسول الله ذود نأتى عليهن في خرف، فنستمتع من ظهورهن، وقد علمت ما يكفينا من الظهر، قال: ضالة المؤمن حرق النار) قيل معنى قوله في خرف: أي في وقت خروجهن إلى الخريف. (س) وفى حديث المسيح عليه السلام (إنما أبعثكم كالكباش تلتقطون خرفان بنى إسرائيل) أراد بالكباش الكبار والعلماء، وبالخرفان الشبان والجهال. (س) وفى حديث عائشة (قال لها حدثينى، قالت ما أحدثك حديث خرافة) خرافة: اسم رجل من عذرة استهوته الجن، فكان يحدث بما رأى، فكذبوه وقالوا حديث خرافة، وأجروه على كل ما يكذبونه من الاحاديث، وعلى كل ما يستملح ويتعجب منه. ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خرافة حق) والله أعلم. (خرفج) (ه) في حديث أبى هريرة (أنه كره السراويل المخرفجة) هي الواسعة الطويلة التى تقع على ظهور القدمين. ومنه عيش مخرفج. (1) رواية الهروي والجوهري: (ولا تعجيف) والتعجيف: الاكل دون الشبع. (*)
[ 26 ]
(خرق) (ه) فيه (أنه نهى أن يضحى بشرقاء أو خرقاء) الخرقاء التى في أذنها ثقب مستدير. والخرق: الشق. * ومنه الحديث في صفة البقرة وآل عمران (كأنهما خرقان من طير صواف) هكذا جاء في حديث النواس، فإن كان محفوظا بالفتح فهو من الخرق: أي ما انخرق من الشئ وبان منه، وإن كان بالكسر فهو من الخرقة: القطعة من الجراد. وقيل الصواب (خزقان) بالحاء المهملة والزاى، من الحزقة وهى الجماعة من الناس والطير وغيرهما. * ومنه حديث مريم عليها السلام (فجاءت خرقة من جراد فاصطادت وشوته). * وفيه (الرفق يمن والخرق شؤم) الخرق بالضم: الجهل والحمق. وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق. والاسم الخرق بالضم. (س) ومنه الحديث (تعين صانعا أو تصنع لاخرق) أي جاهل بما يجب أن يعلمه ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. (س) ومنه حديث جابر (فكرهت أن أجيئهن بخرقاء مثلهن) أي حمقاء جاهلة، وهى تأنيث الاخرق. (ه) وفى حديث تزويج فاطمة عليا رضى الله عنهما (فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء) أي خجلة مدهوشة، من الخرق: التحير. وروى أنها أتته تعثر في مرطها من الخجل. (س) ومنه حديث مكحول (فوقع فخرق) أراد أنه وقع ميتا. (ه) وفى حديث على (البرق مخاريق الملائكة) هي جمع مخراق، وهو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، ويفسره حديث ابن عباس: (البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب). (س) ومنه الحديث (إن أيمن وفتية معه حلو أزرهم وجعلوها مخاريق واجتلدوا بها، فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا من الله استحيوا، ولا من رسوله استتروا، وأم أيمن تقول: استغفر لهم، فبلاى ما استغفر لهم). (س) وفى حديث ابن عباس (عمامة خرقانية) كأنه لواها ثم كورها كما يفعله أهل
[ 27 ]
الرساتيق. هكذا جاء في رواية. وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم والفتح وغير ذلك. (خرم) * فيه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقة خرماء) أصل الخرم الثقب والشق. والاخرم: المثقوب الاذن، والذى قطعت وترة أنفه أو طرفه شيئا لا يبلغ الجدع وقد انخرم ثقبه: أي انشق، فإذا لم ينشق فهو أخزم، والانثى خزماء. (ه) ومنه الحديث (كره أن يضحى بالمخرمة الاذن) قيل أراد المقطوعة الاذن، تسمية للشئ بأصله، أو لان المخرمة من أبنية المبالغة، كأن فيها خروما وشقوقا كثيرة. (س) وفى حديث زيد بن ثابت (في الخرمات الثلاث من الانف الدية، في كل واحدة منها ثلثها) الخرمات جمع خرمة: وهى بمنزلة الاسم من نعت الاخرم، فكأنه أراد بالخرمات المخرومات، وهى الحجب الثلاثة في الانف: إثنان خارجان عن اليمين واليسار، والثالث الوترة يعنى أن الدية تتعلق بهذه الحجب الثلاثة. (ه) وفى حديث سعد (لما شكاه أهل الكوفة إلى عمر في صلاته قال: ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا) أي ما تركت. * ومنه الحديث (لم أخرم منه حرفا) أي لم أدع. وقد تكرر في الحديث. * وفيه (يريد أن ينخرم ذلك القرن) القرن: أهل كل زمان، وانخرامه: ذهابه وانقضاؤه. * وفى حديث ابن الحنفية (كدت أن أكون السواد المخترم) يقال اخترمهم الدهر وتخرمهم: أي اقتطعهم واستأصلهم. * وفيه ذكر (خريم) هو مصغر: ثنية بين المدينة والروحاء، كان عليها طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من بدر. (س) وفى حديث الهجرة (مرا بأوس الاسلمي، فحملهما على جمل وبعث معهما دليلا وقال: اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطرق) المخارم جمع مخرم بكسر الراء: وهو الطريق في الجبل أو الرمل. وقيل: هو منقطع أنف الجبل. (خرنب) * في قصة محمد بن أبى بكر الصديق ذكر (خرنباء) هو بفتح الخاء وسكون الراء وفتح النون وبالباء الموحدة والمد: موضع من أرض مصر.
[ 28 ]
(باب الخاء مع الزاى) (خزر) (ه) في حديث عتبان (أنه حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة تصنع له) الخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهى عصيدة. وقيل هي حسا من دقيق ودسم. وقيل إذا كان من دقيق فهى حريرة، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة. * وفى حديث حذيفة (كأنى بهم خنس الانوف، خزر العيون) الخزر بالتحريك: ضيق العين وصغرها. ورجل أخزر، وقوم خزر. (س) وفى الحديث (أن الشيطان لما دخل سفينة نوح عليه السلام، قال: اخرج يا عدو الله من جوفها فصعد على خيزران السفينة) هو سكانها. ويقال له خيزرانة وكل غصن متثن خيزران. ومنه شعر الفرزدق في على بن الحسين زين العابدين: في كفه خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم (خزز) (س) في حديث على (أنه نهى عن ركوب الخز والجلوس عليه) الخز المعروف أولا: ثياب تنسج من صوف وإبريسم، وهى مباحة، وقد لبسها الصحابة والتابعون، فيكون النهى عنها لاجل التشبه بالعجم وزى المترفين. وإن أريد بالخز النوع الآخر، وهو المعروف الآن فهو حرام، لان جميعه معمول من الابريسم، وعليه يحمل الحديث الآخر (قوم يستحلون الخز والحرير). (خزع) (ه) فيه (أن كعب بن الاشرف عاهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقاتله ولا يعين عليه، ثم غدر فخزع منه هجاؤه له فأمر بقتله) الخزع: القطع. وخزع منه، كقولك نال منه ووضع منه، والهاء في منه للنبى صلى الله عليه وسلم: أي نال منه بهجائه. ويجوز أن يكون لكعب، ويكون المعنى: أن هجاءه [ إياه ] (1) قطع منه عهده وذمته. (س) وفى حديث أنس في الاضحية (فتوزعوها، أو تخزعوها) أي فرقوها، وبه سميت (1) الزيادة من ا واللسان. (*)
[ 29 ]
القبيلة خزاعة لتفرقهم بمكة، وتخزعنا الشئ بيننا: أي اقتسمناه قطعا. (خزق) * في حديث عدى (قلت يا رسول الله إنا نرمى بالمعراض، فقال: كل ما خزق، وما أصاب بعرضه فلا تأكل) خزق السهم وخسق: إذا أصاب الرمية ونفذ فيها. وسهم خازق وخاسق. (ه) وفى حديث سلمة بن الاكوع (فإذا كنت في الشجراء خزقتهم بالنبل) أي أصبتهم بها. (س) ومنه حديث الحسن (لا تأكل من صيد المعراض إلا أن يخزق) وقد تكرر في الحديث. (خزل) (س) في حديث الانصار (وقد دفت دافة منكم يريدون أن يختزلونا من أصلنا) أي يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين. * ومنه الحديث الآخر (أرادوا أن يختزلوه دوننا) أي ينفردون به. * ومنه حديث أحد (انخزل عبد الله بن أبى من ذلك المكان) أي انفرد. (ه) وفى حديث الشعبى (قصل الذى مشى فخزل) أي تفكك في مشيه. * ومنه (مشية الخيزلى). (خزم) (ه) فيه (لا خزام ولا زمام في الاسلام) الخزام: جمع خزامة، وهى حلقة من شعر تجعل في أحد جانبى منخرى البعير، كانت بنو إسرائيل تخزم أنوفها وتخرق تراقيها ونحو ذلك من أنواع التعذيب، فوضعه الله تعالى عن هذه الامة، أي لا يفعل الخزام في الاسلام. (ه) ومنه الحديث (ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا، وأنه خزم أنفه بخزامة). (س) ومنه حديث أبى الدرداء (اقرأ عليهم السلام ومرهم أن يعطوا القرآن بخزائمهم) هي جمع خزامة، يريد به الانقياد لحكم القرآن، وإلقاء الازمة إليه. ودخول الباء في خزائمهم - مع كون أعطى يتعدى إلى مفعولين - كدخولها في قوله: أعطى بيده: إذا انقاد ووكل أمره إلى من أطاعه
[ 30 ]
وعنا له. وفيها بيان ما تضمنت من زيادة المعنى على معنى الاعطاء المجرد. وقيل الباء زائدة. وقيل يعطوا مفتوحة الياء من عطا يعطو إذا تناول، وهو يتعدى إلى مفعول واحد، ويكون المعنى: أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقه، كما يؤخذ البعير بخزامته. والاول الوجه. (ه) وفى حديث حذيفة (إن الله يصنع صانع الخزم ويصنع كل صنعة) الخزم بالتحريك: شجر يتخذ من لحائه الحبال، الواحدة خزمة، وبالمدينة سوق يقال له سوق الخزامين، يريد أن الله يخلق الصناعة وصانعها، كقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) ويريد بصانع الخزم صانع ما يتخذ من الخزم. (خزا) * في حديث وفد عبد القيس (مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى) خزايا: جمع خزيان: وهو المستحيى. يقال خزى يخزى خزاية: أي استحيا، فهو خزيان، وامرأة خزياء. وخزى يخزى خزيا: أي ذل وهان. * ومنه الدعاء المأثور (غير خزايا ولا نادمين). * والحديث الآخر (إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بخزية) أي بجريمة يستحيا منها. هكذا جاء في رواية. (ه) ومنه حديث الشعبى (فأصابتنا خزية لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء) أي خصلة استحيينا منها. (ه) وحديث يزيد بن شجرة (انهكوا وجوه القوم ولا تخزوا الحور العين) أي لا تجعلوهن يستحيين من تقصيركم في الجهاد. وقد يكون الخزى بمعنى الهلاك والوقوع في بلية. * ومنه حديث شارب الخمر (أخزاه الله) ويروى (خزاه الله) أي قهره. يقال منه خزاه يخزوه. وقد تكرر ذكر الخزى والخزاية في الحديث.
[ 31 ]
باب الخاء مع السين) (خسأ) * فيه (فخسأت الكلب) أي طردته وأبعدته. والخاسئ: المبعد. ومنه قوله تعالى (قال اخسأوا فيها ولا تكلمون) يقال خسأته فخسئ، وخسأ وانخسأ، ويكون الخاسئ بمعنى الصاغر القمئ. (خسس) * في حديث عائشة (أن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبى زوجنى من ابن أخيه، وأراد أن يرفع بى خسيسته) الخسيس: الدنئ. والخسيسة والخساسة: الحالة التى يكون عليها الخسيس. يقال رفعت خسيسته ومن خسيسته: إذا فعلت به فعلا يكون فيه رفعته. (س) ومنه حديث الاحنف (إن لم ترفع خسيستنا). (خسف) * فيه (إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته) يقال خسف القمر بوزن ضرب إذا كان الفعل له، وخسف القمر على ما لم يسم فاعله. وقد ورد الخسوف في الحديث كثيرا للشمس، والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، فأما إطلاقه في مثل هذا الحديث فتغليبا للقمر لتذكيره على تأنيث الشمس، فجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعاوضة أيضا، فإنه قد جاء في رواية أخرى (إن الشمس والقمر لا ينكسفان) وأما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة، فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما. والانخساف مطاوع خسفته فانخسف. (ه) وفى حديث على (من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف) الخسف: النقصان والهوان. وأصله أن تحبس الدابة على غير علف، ثم استعير فوضع موضع الهوان. وسيم: كلف وألزم. (ه) وفى حديث عمر (أن العباس سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم، خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصرا) أي أنبطها وأغزرها لهم، من قولهم خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أنه ذلل لهم الطريق إليه، وبصرهم بمعانيه، وفنن أنواعه، وقصده، فاحتذى الشعراء على مثاله، فاستعار العين لذلك.
[ 32 ]
(ه) ومنه حديث الحجاج (قال لرجل بعثه يحفر بئرا: أخسفت أم أوشلت ؟ أي أطلعت ماء غزيرا أم قليلا. (خسا) (س) فيه (ما أدرى كم حدثنى أبى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخسا أم زكا) يعنى فردا أم زوجا. (باب الخاء مع الشين) (خشب) (ه) فيه (إن جبريل عليه السلام قال له: إن شئت جمعت عليهم الاخشبين، فقال دعني أنذر قومي) الاخشبان: الجبلان المطيفان بمكة، وهما أبو قبيس والاحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان. والاخشب كل جبل خشن غليظ الحجارة. (ه) ومنه الحديث الآخر (لا تزول مكة حتى يزول أخشباها). * ومنه حديث وفد مذحج (على حراجيج كأنها أخاشب) جمع الاخشب. (ه) وفى حديث عمر (اخشوشبوا وتمعددوا) اخشوشب الرجل إذا كان صلبا خشنا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله. ويروى. بالجيم وبالخاء المعجمة والنون، يريد عيشوا عيش العرب الاولى ولا تعودوا أنفسكم الترفه فيقعد بكم عن الغزو. (ه) وفى حديث المنافقين (خشب بالليل صخب بالنهار) أراد أنهم ينامون الليل كأنهم خشب مطرحة لا يصلون فيه، ومنه قوله تعالى: (كأنهم خشب مسندة) وتضم الشين وتسكن تخفيفا. (ه) وفيه ذكر (خشب) بضمتين، وهو واد على مسيرة ليلة من المدينة، له ذكر كثير في الحديث والمغازى. ويقال له ذو خشب. (س) وفى حديث سلمان (قيل كان لا يكاد يفقه كلامه من شدة عجمته، وكان يسمى الخشب الخشبان). وقد أنكر هذا الحديث، لان كلام سلمان يضارع كلام الفصحاء، وإنما الخشبان جمع خشب، كحمل وحملان قال: * كأنهم بجنوب القاع خشبان *
[ 33 ]
ولا مزيد على ما تتساعد على ثبوته الرواية والقياس. (س) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما (أنه كان يصلى خلف الخشبية) هم أصحاب المختار بن أبى عبيد. ويقال لضرب من الشيعة الخشبية. قيل لانهم حفظوا خشبة زيد بن على حين صلب، والوجه الاول، لان صلب زيد كان بعد ابن عمر بكثير. (خشخش) (س) فيه (أنه قال لبلال رضى الله عنه: ما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشة، فقلت من هذا ؟ فقالوا بلال) الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح. (خشر) (ه س) فيه (إذا ذهب الخيار وبقيت خشارة كخشارة الشعير) الخشارة: الردئ من كل شئ. (خشرم) (ه) فيه (لتركبن سنن من كان قبلكم ذراعا بذراع، حتى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه) الخشرم: مأوى النحل والزنابير (1)، وقد يطلق عليهما أنفسهما. والدبر: النحل. (خشش) (ه) في الحديث (أن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الارض) أي هوامها وحشراتها، الواحدة خشاشة. وفي رواية (من خشيشها) وهى بمعناه. ويروى بالحاء المهملة، وهو يابس النبات، وهو وهم. وقيل إنما هو خشيش بضم الخاء المعجمة تصغير خشاش على الحذف، أو خشيش من غير حذف. * ومنه حديث العصفور (لم ينتفع بى ولم يدعنى أختش من الارض) أي آكل من خشاشها. * ومنه حديث ابن الزبير ومعاوية (هو أقل في أنفسنا من خشاشة). (س) وفى حديث الحديبية (أنه أهدى في عمرتها جملا كان لابي جهل في أنفه خشاش من ذهب) الخشاش: عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده. (1) قال الهروي: وقد جاء الخشرم في الشعر اسما لجماعة الزنابير) وأنشد في صفة كلاب الصيد: وكأنها خلف الطري * - دة خشرم متبدد (*)
[ 34 ]
(س) ومنه حديث جابر (فانقادت معه الشجرة كالبعير المخشوش) هو الذى جعل في أنفه الخشاش. والخشاش مشتق من خش في الشئ إذا دخل فيه، لانه يدخل في أنف البعير. * ومنه الحديث (خشوا بين كلامكم لا إله إلا الله) أي أدخلوا. (ه) وفى حديث عبد الله بن أنيس (فخرج رجل يمشى حتى خش فيهم). (ه) وفى حديث عائشة ووصفت أباها فقالت: (خشاش المرآة والمخبر) أي أنه لطيف الجسم والمعنى. يقال خشاش وخشاش إذا كان حاد الرأس ماضيا لطيف المدخل. (س) ومنه الحديث (وعليه خشاشتان) أي بردتان، إن كانت الرواية بالتخفيف فيريد خفتهما ولطفهما، وإن كانت بالتشديد فيريد به حركتهما، كأنهما كانتا مصقولتين كالثياب الجدد المصقولة. (ه) وفى حديث عمر (قال له رجل: رميت ظبيا وأنا محرم فأصبت خششاءه) هو العظم الناتئ خلف الاذن، وهمزته منقلبة عن ألف التأنيث، ووزنها فعلاء كقوباء، وهو وزن قليل في العربية. (خشع) (ه) فيه (كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الارض) الخشعة: أكمة لاطئة بالارض، والجمع خشع. وقيل هو ما غلبت عليه السهولة: أي ليس بحجر ولا طين. ويروى خشفة بالخاء والفاء، وسيأتى. (س) وفى حديث جابر (أنه أقبل علينا فقال: أيكم يحب أن يعرض الله عنه ؟ قال فخشعنا) أي خشينا وخضعنا. والخشوع في الصوت والبصر كالخضوع في البدن. هكذا جاء في كتاب أبى موسى. والذى جاء في كتاب مسلم (فجشعنا) بالجيم وشرحه الحميدى في غريبه فقال: الجشع: الفزع والخوف. (خشف) (ه) فيه (قال لبلال: ما عملك ؟ فإنى لا أرانى أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك) الخشفة بالسكون: الحس والحركة. وقيل هو الصوت. والخشفة بالتحريك: الحركة. وقيل هما بمعنى، وكذلك الخشف. * ومنه حديث أبى هريرة (فسمعت أمي خشف قدمى).
[ 35 ]
(ه) وفى حديث الكعبة (إنها كانت خشفة على الماء فدحيت منها الارض) قال الخطابى: الخشفة واحدة الخشف: وهى حجارة تنبت في الارض نباتا. وتروى بالحاء المهملة، وبالعين بدل الفاء. (ه) وفى حديث معاوية (كان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج، خرج بالبصرة فأمنه عبد الله بن عامر، فكتب إليه معاوية: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها) أي سارعت إلى إخفارها. يقال: خاشف إلى الشر إذا بادر إليه، يريد لم يكن في قتلك له إلا أن يقال قد أخفر ذمته. (خشم) (س) فيه (لقى الله تعالى وهو أخشم) الاخشم: الذى لا يجد ريح الشئ، وهو الخشام. * ومنه حديث عمر (إن مرجانة وليدته أتت بولد زنا، فكان عمر يحمله على عاتقه ويسلت خشمه) الخشم: ما يسيل من الخياشيم: أي يمسح مخاطه. (خشن) (س) في حديث الخروج إلى أحد (فإذا بكتيبة خشناء) أي كثيرة السلاح خشنته. واخشوشن الشئ مبالغة في خشونته. واخشوشن: إذا لبس الخشن. (س) ومنه حديث عمر (اخشوشنوا) في إحدى رواياته. وحديثه الآخر (أنه قال لابن عباس: نشنشة من أخشن) أي حجر من جبل. والجبال توصف بالخشونة. * ومنه الحديث (أخيشن في ذات الله) هو تصغير الاخشن للخشن. (س) وفى حديث ظبيان (ذنبوا خشانه) الخشان: ما خشن من الارض. (خشى) في حديث عمر رضى الله عنه (قال له ابن عباس: لقد أكثرت من الدعاء بالموت حتى خشيت أن يكون ذلك أسهل لك عند نزوله) خشيت هاهنا بمعنى رجوت. (ه) وفى حديث خالد (أنه لما أخذ الراية يوم مؤتة دافع الناس وخاشى بهم) أي أبقى عليهم وحذر فانحاز. خاشى: فاعل من الخشية. يقال خاشيت فلانا: أي تاركته.
[ 36 ]
(باب الخاء مع الصاد) (خصب) * فيه ذكر (الخصب) متكررا في غير موضع، وهو ضد الجدب. أخصبت الارض، وأخصب القوم، ومكان مخصب وخصيب. (ه) وفى حديث وفد عبد القيس (فأقبلنا من وفادتنا، وإنما كانت عندنا خصبة نعلفها إبلنا وحميرنا) الخصبة: الدقل، وجمعها خصاب. وقيل هي النخلة الكثيرة الحمل. (خصر) (ه) فيه (أنه خرج إلى البقيع ومعه مخصرة له) المخصرة: ما يختصره الانسان بيده فيمسكه من عصا، أو عكازة، أو مقرعة، أو قضيب، وقد يتكئ عليه. (ه) ومنه الحديث (المختصرون يوم القيمامة على وجوههم النور) وفى رواية (المتخصرون) أراد أنهم يأتون ومعهم أعمال لهم صالحة يتكئون عليهم (1). (ه) ومنه الحديث (فإذا أسلموا فاسألهم قضبهم الثلاثة التى إذا تخصروا بها سجد لهم) أي كانوا إذا أمسكوها بأيديهم سجد لهم أصحابهم، لانهم إنما يمسكونها إذا ظهروا للناس. والمخصرة كانت من شعار الملوك. والجمع المخاصر. * ومنه حديث على وذكر عمر فقال (واختصر عنزته) العنزة: شبه العكازة. (ه) وفيه (نهى أن يصلى الرجل مختصرا) قيل هو من المخصرة، وهو أن يأخذ بيده عصا يتكئ عليها. وقيل: معناه أن يقرأ من آخر السورة آية أو آيتين ولا يقرأ السورة بتمامها في فرضه. هكذا رواه ابن سيرين عن أبى هريرة. ورواه غيره: متخصرا، أي يصلى وهو واضع يده على خصره، وكذلك المختصر. (ه) ومنه الحديث (أنه نهى عن اختصار السجدة) قيل أراد أن يختصر الآيات التى فيها السجدة في الصلاة فيسجد فيها. وقيل أراد أن يقرأ السورة، فإذا انتهى إلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها. (1) في الدر النثير: قال ثعلب: معناه المصلون بالليل، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم من التعب. حكاه ابن الجوزى. (*)
[ 37 ]
(ه) ومنه الحديث (الاختصار في الصلاة راحة أهل النار) أي أنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أهل النار، على أنه ليس لاهل النار الذين هم خالدون فيها راحة. * ومنه حديث أبى سعيد، وذكر صلاة العيد (فخرج مخاصرا مروان) المخاصرة: أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه. * ومنه الحديث (فأصابني خاصرة) أي وجع في خاصرتي. قيل: إنه وجع في الكليتين. (س) فيه (أن نعله عليه الصلاة والسلام كانت مخصرة) أي قطع خصراها حتى صارا مستدقين. ورجل مخصر: دقيق الخصر. وقيل المخصرة التى لها خصران. (خصص) (س) فيه أنه مر بعبد الله بن عمرو وهو يصلح خصاله وهى). الخص: بيت يعمل من الخشب والقصب وجمعه خصاص، وأخصاص (1)، سمى به لما فيه من الخصاص وهى الفرج والانقاب. (س) ومنه الحديث (أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه وسلم فألقم عينه خصاصة الباب) أي فرجته. * وفى حديث فضالة (كان يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة) أي الجوع والضعف. وأصلها الفقر والحاجة إلى الشئ. (ه) وفيه (بادروا بالاعمال ستا: الدجال وكذا وكذا وخويصة أحدكم) يريد حادثة الموت التى تخص كل إنسان، وهى تصغير خاصة، وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك. ومعنى مبادرتها بالاعمال. الانكماش (2) في الاعمال الصالحة والاهتمام بها قبل وقوعها. وفى تأنيث الست إشارة إلى أنها مصائب ودواه. * ومنه حديث أم سليم (وخويصتك أنس) أي الذى يختص بخدمتك، وصغرته لصغر سنه يومئذ. (خصف) (ه) فيه (أنه كان يصلى، فأقبل رجل في بصره سوء فمر ببئر عليها خصفة فوقع فيها) الخصفة بالتحريك: واحدة الخصف: وهى الجلة التى يكنز فيها التمر، وكأنها فعل بمعنى مفعول، من الخصف، وهو ضم الشئ إلى الشئ، لانه شئ منسوج من الخوص. (1) وخصوص أيضا كما في القاموس. (2) أي الاسراع. (*)
[ 38 ]
* ومنه الحديث (كان له خصفة يحجرها ويصلى عليها). (س) والحديث الآخر (أنه كان مضطجعا على خصفة) وتجمع على الخصاف أيضا. (ه) ومنه الحديث (أن تبعا كسا البيت المسوح فانتفض البيت منه ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الانطاع فقبلها) قيل أراد بالخصف ها هنا الثياب الغلاظ جدا، تشبيها بالخصف المنسوج من الخوص. * وفيه (وهو قاعد يخصف نعله) أي كان يخرزها، من الخصف: الضم والجمع. * ومنه الحديث في ذكر على (خاصف النعل). (ه) ومنه شعر العباس رضى الله عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: من قبلها طبت في الظلال وفى * مستودع حيث يخصف الورق أي في الجنة، حيث خصف آدم وحواء عليهما من ورق الجنة. * وفيه (إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير ولا يخصف) النشير: المئزر. وقوله لا يخصف: أي لا يضع يده على فرجه. (خصل) (ه) في حديث ابن عمر (أنه كان يرمى، فإذا أصاب خصلة قال: أنابها أنابها) الخصلة: المرة من الخصل، وهو الغلبة في النضال والقرطسة في الرمى. وأصل الخصل القطع، لان المتراهنين يقطعون أمرهم على شئ معلوم. والخصل أيضا: الخطر الذى يخاطر عليه. وتخاصل القوم: أي تراهنوا في الرمى، ويجمع أيضا على خصال. * وفيه (كانت فيه خصلة من خصال النفاق) أي شعبة من شعبه وجزء منه، أو حالة من حالاته (ه) وفى كتاب عبد الملك إلى الحجاج (كميش الازار منطوى الخصيلة) هي لحم العضدين والفخذين والساقين. وكل لحم في عصبة خصيلة، وجمعها خصائل (1). (خصم) (ه) فيه (قالت له أم سلمة أراك ساهم الوجه أمن علة ؟ قال لا، ولكن السبعة الدنانير التى أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش، فبت ولم أقسمها) خصم كل شئ: طرفه وجانبه، وجمعه خصوم، وأخصام (2). (1) وخصيل أيضا كما في القاموس. (2) ويروى بالضاد المعجمة، وسيأتى. (*)
[ 39 ]
(ه) ومنه حديث سهل بن حنيف يوم صفين لما حكم الحكمان (هذا أمر لا يسد منه خصم إلا انفتح علينا منه خصم آخر) أراد الاخبار عن انتشار الامر وشدته، وأنه لا يتهيأ إصلاحه وتلافيه، لانه بخلاف ما كانوا عليه من الاتفاق. (باب الخاء مع الضاد) (خضب) (ه) (فيه بكى حتى خضب دمعه الحصى) أي بلها، من طريق الاستعارة، والاشبه أن يكون أراد المبالغة في البكاء، حتى احمر دمعه فخضب الحصى. (ه) وفيه أنه قال في مرضه الذى مات فيه: (أجلسوني في مخضب فاغسلوني) المخضب بالكسر: شبه المركن، وهى إجانة تغسل فيها الثياب. (خضخض) (ه) في حديث ابن عباس (سئل عن الخضخضة فقال: هو خير من الزنا. ونكاح الامة خير منه) الخضخضة: الاستمناء، وهو استنزال المنى في غير الفرج. وأصل الخضخضة التحريك. (خضد) * في إسلام عروة بن مسعود (ثم قالوا السفر وخضده) أي تعبه وما أصابه من الاعياء. وأصل الخضد: كسر الشئ اللين من غير إبانة له. وقد يكون الخضد بمعنى القطع. * ومنه حديث الدعاء (تقطع به دابرهم وتخضد به شوكتهم). * ومنه حديث على (حرامها عند أقوام بمنزلة السدر المخضود) أي الذى قطع شوكه. * ومنه حديث ظبيان (يرشحون خضيدها) أي يصلحونه ويقومون بأمره. والخضيد فعيل بمعنى مفعول. * وفى حديث أمية بن أبى الصلت (بالنعم محفود، وبالذنب مخضود) يريد به هاهنا أنه منقطع الحجة كأنه منكسر. (ه) وفى حديث الاحنف حين ذكر الكوفة فقال (تأتيهم ثمارهم لم تخضد) أراد أنها تأتيهم بطراوتها لم يصبها ذبول ولا انعصار، لانها تحمل في الانهار الجارية. وقيل صوابه لم تخضد بفتح التاء على أن الفعل لها، يقال خضدت الثمرة تخضد خضدا إذا غبت أياما فضمرت وانزوت
[ 40 ]
وفى حديث معاوية (أنه رأى رجلا يجيد الاكل فقال: إنه لمخضد) الخضد: شدة الاكل وسرعته. ومخضد مفعل منه، كأنه آلة للاكل. (ه) ومنه حديث مسلمة بن مخلد (أنه قال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا لمخضد) أي يأكل بجفاء وسرعة. (خضر) (ه) فيه (إن أخوف ما أخاف عليكم بعدى ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا، وذكر الحديث، ثم قال: إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم، إلا آكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، وإنما هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم، هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل) هذا الحديث يحتاج إلى شرح ألفاظه مجتمعة، فإنه إذا فرق لا يكاد يفهم الغرض منه: الحبط بالتحريك: الهلاك. يقال حبط يحبط حبطا، وقد تقدم في الحاء. ويلم: يقرب. أي يدنو من الهلاك. والخضر بكسر الضاد: نوع من البقول. ليس من أحرارها وجيدها. وثلط البعير يثلط إذا ألقى رجيعه سهلا رقيقا. ضرب في هذا الحديث مثلين: أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقتصد في أخذها والنفع بها. فقوله: إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم، فإنه مثل للمفرط الذى يأخذ الدنيا بغير حقها، وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال، فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك أو تقارب الهلاك، وكذلك الذى يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مستحقها قد تعرض للهلاك في الآخرة بدخول النار، وفى الدنيا بأذى الناس له وحسدهم إياه، وغير ذلك من أنواع الاذى. وأما قوله إلا آكلة الخضر، فإنه مثل للمقتصد، وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التى ينبتها الربيع بتوالى أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من البقول التى ترعاها المواشى بعد هيج البقول ويبسها حيث لا تجد سواها، وتسميها العرب الجنبة، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمرئها، فضرب آكلة الخضر من المواشى مثلا لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها، فهو بنجوة من وبالها، كما نجت آكلة الخضر،
[ 41 ]
ألا تراه قال: أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت، أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمرئ بذلك ما أكلت، وتجتر وتثلط، فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط. وإنما تحبط الماشية لانها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول، فتنتفخ أجوافها، فيعرض لها المرض فتهلك. وأراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها، وببركات الارض نماءها وما يخرج من نباتها. (ه) ومنه الحديث (إن الدنيا حلوة خضرة) أي غضة ناعمة طرية. (س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (اغزوا والغزو حلو خضر) أي طرى محبوب لما ينزل الله فيه من النصر ويسهل من الغنائم. (ه) وفى حديث على (اللهم سلط عليهم فتى ثقيف الذيال (1) يلبس فروتها، ويأكل خضرتها) أي هنيئها، فشبهه بالخضر الغض الناعم. * ومنه حديث القبر (يملا عليه خضرا (2) أي نعما غضة. (ه) وفيه (تجنبوا من خضرائكم ذوات الريح) يعنى الثوم والبصل والكراث وما أشبهها. (ه) وفيه (أنه نهى عن المخاضرة) هي بيع الثمار خضرا لم يبد صلاحها. * ومنه حديث اشتراط المشترى على البائع (أنه ليس له مخضار) المخضار: أن ينتثر البسر وهو أخضر. (ه) وفى حديث مجاهد (ليس في الخضراوات صدقة) يعنى الفاكهة والبقول. وقياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أن لا يجمع هذا الجمع، وإنما يجمع به ما كان اسما لا صفة، نحو صحراء، وخنفساء، وإنما جمعه هذا الجمع لانه قد صار اسما لهذه البقول لا صفة، تقول العرب لهذه البقول: الخضراء لا تريد لونها. * ومنه الحديث (أتى بقدر فيه خضرات) بكسر الضاد أي بقول، واحدها خضرة. (1) هو الحجاج بن يوسف الثقفى (2) في الدر النثير: قلت قال القرطبى في التذكرة: فسر في الحديث بالريحان. (*)
[ 42 ]
(ه) وفيه (إياكم وخضراء الدمن) جاء في الحديث أنها المرأة الحسناء في منبت السوء، ضرب الشجرة التى تنبت في المزبلة فتجئ خضرة ناعمة ناضرة، ومنبتها خبيث قذر مثلا للمرأة الجميلة الوجه اللئيمة المنصب. (ه) وفى حديث الفتح (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء) يقال كتيبة خضراء إذا غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده بالخضرة، والعرب تطلق الخضرة على السواد. (س) ومنه حديث الحارث بن الحكم (أنه تزوج امرأة فرآها خضراء فطلقها) أي سوداء. * وفى حديث الفتح (أبيدت خضراء قريش) أي دهماؤهم وسوادهم. (س) ومنه الحديث الآخر (فأبيدوا خضراءهم). * وفى الحديث (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبى ذر) الخضراء السماء، والغبراء الارض. (ه) وفيه (من خضر له في شئ فليلزمه) أي بورك له فيه ورزق منه. وحقيقته أن تجعل حالته خضراء. * ومنه الحديث (إذا أراد الله بعبد شرا أخضر له في اللبن والطين حتى يبنى). (ه) وفي صفته صلى الله عليه وسلم (أنه كان أخضر الشمط) أي كانت الشعرات التى قد شابت منه قد أخضرت بالطيب والدهن المروح. (خضرم) (ه) فيه (أنه خطب الناس يوم النحر على ناقة مخضرمة) هي التى قطع طرف أذنها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم، فلما جاء الاسلام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرموا في غير الموضع الذى يخضرم فيه أهل الجاهلية. وأصل الخضرمة: أن يجعل الشئ بين بين، فإذا قطع بعض الاذن فهى بين الوافرة والناقصة. وقيل هي المنتوجة بين النجائب والعكاظيات. ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والاسلام مخضرم، لانه أدرك الخضرمتين.
[ 43 ]
* ومنه الحديث (إن قوما بيتوا ليلا وسيقت نعمهم فادعوا أنهم مسلمون، وأنهم خضرموا خضرمة الاسلام). (خضع) * فيه (أنه نهى أن يخضع الرجل لغير امرأته) أي يلين لها في القول بما يطمعها منه، والخضوع: الانقياد والمطاوعة. ومنه قوله تعالى (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى في قلبه مرض) ويكون لازما كهذا الحديث ومتعديا. (ه) كحديث عمر رضى الله عنه (إن رجلا مر في زمانه برجل وامرأة وقد خضعا بينهما حديثا، فضربه حتى شجه فأهدره عمر رضى الله عنه): أي لينا بينهما الحديث وتكلما بما يطمع كلا منهما في الآخر. (س) وفى حديث استراق السمع (خضعانا لقوله) الخضعان مصدر خضع يخضع خضوعا وخضعانا، كالغفران والكفران. ويروى بالكسر كالوجدان. ويجوز أن يكون جمع خاضع. وفى رواية خضعا لقوله، جمع خاضع. (ه) وفى حديث الزبير (أنه كان أخضع) أي فيه انحناء. (خضل) * فيه (أنه خطب الانصار فبكوا حتى أخضلوا لحاهم) أي بلوها بالدموع. يقال خضل واخضل إذا ندى، وأخضلته أنا. * ومنه حديث عمر (لما أنشده الاعرابي: * يا عمر الخير جزيت الجنة * الابيات بكى عمر حتى اخضلت لحيته. (س) وحديث النجاشي (بكى حتى أخضل لحيته). (ه) وحديث أم سليم (قال لها خضلى قنازعك) أي ندى شعرك بالماء والدهن ليذهب شعثه. والقنازع: خصل الشعر. (س) وفى حديث قس (مخضوضلة أغصانها) هو مفعوعلة منه للمبالغة. (ه) وفى حديث الحجاج (قالت له امرأة: تزوجني هذا على أن يعطينى خضلا نبيلا) تعنى لؤلؤا صافيا جيدا. الواحدة خضلة، والنبيل: الكبير، يقال درة خضلة.
[ 44 ]
(خضم) * في حديث على رضى الله عنه (فقام إليه بنو أمية يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع) الخضم: الاكل بأقصى الاضراس، والقضم بأدناها. خضم يخضم خضما. * ومنه حديث أبى ذر (تأكلون خضما ونأكل قضما). (ه) وفى حديث أبى هريرة (أنه مر بمروان وهو يبنى بنيانا له، فقال: ابنوا شديدا، وأملوا بعيدا، واخضموا فسنقضم). (س) وفى حديث المغيرة (بئس لعمر الله زوج المرأة المسلمة خضمة حطمة) أي شديد الخضم. وهو من أبنية المبالغة. (س) وفى حديث أم سلمة رضى الله عنها (الدنانير السبعة نسيتها في خضم الفراش) أي جانبه، حكاها أبو موسى عن صاحب التتمة، وقال الصحيح بالصاد المهملة. وقد تقدم. * وفى حديث كعب بن مالك وذكر الجمعة (في نقيع يقال له نقيع الخضمات) وهو موضع بنواحي المدينة (باب الخاء مع الطاء) (خطأ (ه) فيه (قتيل الخطأ ديته كذا وكذا) قتل الخطأ ضد العمد، وهو أن تقتل إنسانا بفعلك من غير أن تقصد قتله، أو لا تقصد ضربه بما قتلته به. قد تكرر ذكر الخطأ والخطيئة في الحديث. يقال خطئ في دينه خطأ إذا أثم فيه. والخطء: الذنب والاثم. وأخطأ يخطئ. إذا سلك سبيل الخطأ عمدا أو سهوا. ويقال خطئ بمعنى أخطأ أيضا. وقيل خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد. ويقال لمن أراد شيئا ففعل غيره، أو فعل غير الصواب: أخطأ. (ه) ومنه حديث الدجال (إنه تلده أمه فيحملن النساء بالخطائين) يقال رجل خطأ إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها، وهو من أبنية المبالغة. ومعنى يحملن بالخطائين: أي بالكفرة والعصاة الذين يكونون تبعا للدجال. وقوله يحملن النساء على لغة من يقول أكلوني البراغيث ومنه قول الشاعر:
[ 45 ]
ولكن ديافى أبوه وأمه * بحوران يعصرن السليط أقاربه (س) ومنه حديث ابن عباس (أنه سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها، فقالت أنت طالق ثلاثا، فقال: خطأ الله نوءها، ألا طلقت نفسها !) يقال لمن طلب حاجة فلم ينجح: أخطأ نوؤك، أراد جعل الله نوءها مخطئا لها لا يصيبها مطره. ويروى خطى الله نوءها بلا همز، ويكون من خطط، وسيجئ في موضعه. ويجوز أن يكون من خطى الله عنك السوء: أي جعله يتخطاك، يريد يتعداها فلا يمطرها. ويكون من باب المعتل اللام. (س) ومنه حديث عثمان (أنه قال لامرأة ملكت أمرها فطلقت زوجها: إن الله خطأ نوءها) أي لم تنجح في فعلها، ولم تصب ما أرادت من الخلاص. * وفى حديث ابن عمر (أنهم نصبوا دجاجة يترامونها، وقد جعلوا لصاحبها كل خاطئة من نبلهم) أي كل واحدة لا تصيبها. والخاطئة هاهنا بمعنى المخطئة. * وفى حديث الكسوف (فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه) أي غلط. يقال لمن أراد شيئا ففعل غيره: أخطأ، كما يقال لمن قصد ذلك، كأنه في استعجاله غلط فأخذ درع بعض نسائه عوض ردائه. ويروى خطا، من الخطو: المشى، والاول أكثر. (خطب) (ه) فيه (نهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه) هو أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه ويتفقا على صداق معلوم ويتراضيا، ولم يبق إلا العقد. فأما إذا لم يتفقا ويتراضيا ولم يركن أحدهما إلى الآخر فلا يمنع من خطبتها، وهو خارج عن النهى. تقول منه خطب يخطب خطبة بالكسر، فهو خاطب، والاسم منه الخطبة أيضا. فأما الخطبة بالضم فهو من القول والكلام. (س) ومنه الحديث (إنه لحرى إن خطب أن يخطب) أي يجاب إلى خطبته. يقال خطب إلى فلان فخطبه وأخطبه: أي أجابه. * وفيه (قال ما خطبك)، أي ما شأنك وحالك. وقد تكرر في الحديث. والخطب: الامر الذى يقع فيه المخاطبة، والشأن والحال، ومنه قولهم: جل الخطب: أي عظم الامر والشأن. * ومنه حديث عمر، وقد أفطر في يوم غيم من رمضان فقال: (الخطب يسير). * وفى حديث الحجاج (أمن أهل المحاشد والمخاطب ؟) أرداد بالمخاطب الخطب، جمع على
[ 46 ]
غير قياس، كالمشابه والملامح. وقيل هو جمع مخطبة، والمخطبة: الخطبة. والمخاطبة: مفاعلة، من الخطاب والمشاورة، تقول خطب يخطب خطبة بالضم فهو خاطب وخطيب، أراد: أأنت من الذين يخطبون الناس ويحثونهم على الخروج والاجتماع للفتن ؟. (خطر) (ه) في حديث الاستسقاء (والله ما يخطر لنا جمل) أي ما يحرك ذنبه هزالا لشدة القحط والجدب. يقال خطر البعير بذنبه يخطر إذا رفعه وحطه. وإنما يفعل ذلك عند الشبع والسمن. * ومنه حديث عبد الملك لما قتل عمرو بن سعيد (والله لقد قتلته وإنه لاعز على من جلدة ما بين عينى، ولكن لا يخطر فحلان في شول). * ومنه حديث مرحب (فخرج يخطر بسيفه) أي يهزه معجبا بنفسه متعرضا للمبارزة، أو أنه كان يخطر في مشيته: أي يتمايل ويمشى مشية المعجب وسيفه في يده، يعنى أنه كان يخطر وسيفه معه، والباء للملابسة. * ومنه حديث الحجاج لما نصب المجنيق على مكة: * خطارة كالجمل الفنيق * شبه رميها بخطران الجمل. * وفى حديث سجود السهو (حتى يخطر الشيطان بين المرء وقلبه)، يريد الوسوسة. * ومنه حديث ابن عباس (قام نبى الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلى فخطر خطرة، فقال المنافقون: إن له قلبين). (ه) وفيه (ألا هل مشمر للجنة ؟ فان الجنة لا خطر لها) أي لا عوض لها ولا مثل. والخطر بالتحريك في الاصل: الرهن وما يخاطر عليه. ومثل الشئ، وعدله. ولا يقال إلا في الشئ الذى له قدر ومزية. * ومنه الحديث (ألا رجل يخاطر بنفسه وماله) أي يلقيهما في الهلكة بالجهاد. (ه) ومنه حديث عمر في قسمة وادى القرى (فكان لعثمان منه خطر، ولعبد الرحمن خطر) أي حظ ونصيب.
[ 47 ]
(ه) ومنه حديث النعمان بن مقرن (قال يوم نهاوند: إن هؤلاء - يعنى المجوس - قد أخطروا لكم رثة ومتاعا، وأخطرتم لهم الاسلام، فنافحوا عن دينكم) الرثة: ردئ المتاع. المعنى أنهم قد شرطوا لكم ذلك وجعلوه رهنا من جانبهم، وجعلتم رهنكم دينكم، أراد أنهم لم يعرضوا للهلاك إلا متاعا يهون عليهم، وأنتم عرضتم لهم أعظم الاشياء قدرا وهو الاسلام. (ه) وفى حديث على رضى الله عنه (أنه أشار إلى عمار وقال: جروا له الخطير ما انجر) وفى رواية (ما جره لكم) الخطير: الحبل. وقيل زمام البعير. المعنى اتبعوه ما كان فيه موضع متبع، وتوقوا ما لم يكن فيه موضع. ومنهم من يذهب به إلى إخطار النفس وإشراطها في الحرب: أي اصبروا لعمار ما صبر لكم. (خطرف) * في حديث موسى والخضر عليهما السلام (وإن الاندلاث والتخطرف من الانقحام والتكلف) تخطرف الشئ إذا جاوزه وتعداه. وقال الجوهرى: خظرف البعير في سيره - بالظاء المعجمة - لغة في خذرف، إذا أسرع ووسع الخطو. (خطط) (ه س) في حديث معاوية بن الحكم (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط، فقال: كان نبى من الانبياء يخط، فمن وافق خطه علم مثل علمه) وفى رواية (فمن وافق خطه فذاك) قال ابن عباس: الخط هو الذى يخطه الحازى، وهو علم قد تركه الناس، يأتي صاحب الحاجة إلى الحازى فيعطيه حلوانا، فيقول له اقعد حتى أخط لك، وبين يدى الحازى غلام له معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، وغلامه يقول للتفاؤل: ابني عيان أسرعا البيان، فإن بقى خطان فهما علامة النجح، وإن بقى خط واحد فهو علامة الخيبة. وقال الحربى: الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا، وهو ضرب من الكهانة. قلت: الخط المشار إليه علم معروف، وللناس فيه تصانيف كثيرة، وهو معمول به إلى الآن، ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير، ويستخرجون به الضمير وغيره، وكثيرا ما يصيبون فيه. (س) وفى حديث ابن أنيس (ذهب بى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فدعا
[ 48 ]
بطعام قليل، فجعلت أخطط ليشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أخط في الطعام أريه أنى آكل ولست بآكل. (س) وفى حديث قيلة (أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة) أي إذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه. الخطة: الحال والامر والخطب. * ومنه حديث الحديبية (لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها). * وفى حديثها أيضا (أنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها) أي أمرا واضحا في الهدى والاستقامة. (ه) وفيه (أنه ورث النساء خططهن دون الرجال) الخطط جمع خطة بالكسر، وهى الارض يختطها الانسان لنفسه بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطأ ليعلم أنه قد احتازها، وبها سميت خطط الكوفة والبصرة. ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى نساء، منهن أم عبد خططا يسكنها بالمدينة شبه القطائع لا حظ للرجال فيها. (ه) وفى حديث أم زرع (وأخذ خطيا) الخطى بالفتح: الرمح المنسوب إلى الخط، وهو سيف البحر عند عمان والبحرين، لانها تحمل إليه وتثقف به. (س) وفيه (أنه نام حتى سمع غطيطه أو خطيطه) الخطيط قريب من الغطيط: وهو صوت النائم. والخاء والغين متقاربتان. (ه) وفى حديث ابن عباس (خط الله نوءها) هكذا جاء في رواية، وفسر أنه من الخطيطة، وهى الارض التى لا تمطر بين أرضين ممطورتين. (س) ومنه حديث أبى ذر (نرعى الخطائط ونرد المطائط). (ه) وفى حديث ابن عمر في صفة الارض الخامسة ([ فيها ] (1) حيات كسلاسل الرمل، وكالخطائط بين الشقائق) الخطائط: الطرائق، واحدتها خطيطة. (خطف) * فيه (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم) (1) زيادة من ا (*)
[ 49 ]
الخطف: استلاب الشئ وأخذه بسرعة، يقال خطف الشئ يخطفه، واختطفه يختطفه. ويقال خطف يخطف، وهو قليل. * ومنه حديث أحد (إن رأيتمونا تختطفنا الطير فلا تبرحوا) أي تستلبنا وتطير بنا، وهو مبالغة في الهلاك. * ومنه حديث الجن (يختطفون السمع) أي يسترقونه ويستلبونه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (أنه نهى عن المجثمة والخطفة) يريد ما اختطف الذئب من أعضاء الشاة وهى حية، لان كل ما أبين من حى فهو ميت، والمراد ما يقطع من أطراف الشاة، وذلك أنه لما قدم المدينة رأى الناس يجبون أسنمة الابل وأليات الغنم ويأكلونها. والخطفة المرة الواحدة من الخطف، فسمى بها العضو المختطف. (س) وفى حديث الرضاعة (لا تحرم الخطفة والخطفتان) أي الرضعة القليلة يأخذها الصبى من الثدى بسرعة. [ ه ] وفى حديث على رضى الله عنه (فإذا بين يديه صحفة فيها خطيفة وملبنة) الخطيفة: لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق بسرعة. (ه) ومنه حديث أنس (أن أم سليم رضى الله عنها كان عندها شعير فجشته وجعلته خطيفة للنبى صلى الله عليه وسلم). (س) وفى حديث على رضى الله عنه (نفقتك رياء وسمعة للخطاف) هو بالفتح والتشديد: الشيطان لانه يخطف السمع. وقيل هو بضم الخاء على أنه جمع خاطف، أو تشبيها بالخطاف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب يختطف بها الشئ، ويجمع على خطاطيف. * ومنه حديث القيامة. (فيه خطاطيف وكلاليب). (س) وفى حديث ابن مسعود (لان أكون نفضت يدى من قبور بنى أحب إلى من أن يقع منى بيض (1) الخطاف فينكسر) الخطاف: الطائر المعروف. قال ذلك شفقة ورحمة. (1) في الاصل واللسان (... من أن يقع من بيض الخطاف...) والمثبت من ا. (*)
[ 50 ]
(خطل) * في خطبة على (فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل) الخطل: المنطق الفاسد. وقد خطل في كلامه وأخطل. (خطم) * فيه (تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلى (1) وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم) أي تسمه بها، من خطمت البعير إذا كويته خطا من الانف إلى أحد خديه، وتسمى تلك السمة الخطام. (ه) ومنه حديث حذيفة رضى الله عنه (تأتى الدابة المؤمن فتسلم عليه، وتأتى الكافر فتخطمه). (ه) ومنه حديث لقيط في قيام الساعة والعرض على الله (وأما الكافر فتخطمه بمثل الحمم الاسود) أي تصيب خطمه وهو أنفه، يعنى تصيبه فتجعل له أثرا مثل أثر الخطام فترده بصغر (2). والحمم: الفحم. * وفى حديث الزكاة (فخطم له أخرى دونها) أي وضع الخطام في رأسها وألقاه إليه ليقودها به. خطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم يقاد البعير، ثم يثنى على مخطمه. وأما الذى يجعل في الانف دقيقا فهو الزمام. * وفى حديث كعب (يبعث الله من بقيع الغرقد سبعين ألفا هم خيار من ينحت عن خطمه المدر) أي تنشق عن وجهه الارض. وأصل الخطم في السباع: مقاديم أنوفها وأفواهها، فاستعارها للناس. * ومنه قصيد كعب بن زهير: كأن ما فات عينيها ومذبحها * من خطمها ومن اللحيين برطيل أي أنفها. * ومنه الحديث (لا يصلى أحدكم وثوبه على أنفه فإن ذلك خطم الشيطان). (ه) ومنه حديث عائشة (لما مات أبو بكر قال عمر: لا يكفن إلا فيما أوصى به، (1) في اللسان: فتحلى. وأشار مصححه إلى أنها في التهذيب: فتجلو. (2) الصغر - بالضم - الذل والضيم. (*)
[ 51 ]
فقالت عائشة: والله ما وضعت الخطم على أنفنا) أي ما ملكتنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد. والخطم جمع خطام، وهو الحبل الذى يقاد به البعير. * وفى حديث شداد بن أوس (ما تكلمت بكلمة إلا وأنا أخطمها) أي أربطها وأشدها، يريد الاحتراز فيما يقوله، والاحتياط فيما يلفظ به. * وفى حديث الدجال (خبأت لكم خطم شاة). (ه) وفيه (أنه وعد رجلا أن يخرج إليه فأبطأ عليه، فلما خرج قال: شغلنى عنك خطم) قال ابن الاعرابي: هو الخطب الجليل. وكأن الميم فيه بدل من الباء. ويحتمل أن يراد به أمر خطمه أي منعه من الخروج. * وفيه (أنه كان يغسل رأسه بالخطمى وهو جنب، يجتزئ بذلك ولا يصب عليه الماء) أي أنه كان يكتفى بالماء الذى يغسل به الخطمى وينوى به غسل الجنابة، ولا يستعمل بعده ماء آخر يخص به الغسل. (خطا) * في حديث الجمعة (رأى رجلا يتخطى رقاب الناس) أي يخطو خطوة خطوة. والخطوة بالضم: بعد ما بين القدمين في المشى، وبالفتح المرة (1). وجمع الخطوة في الكثرة خطا، وفى القلة خطوات بسكون الطاء وضمها وفتحها. * ومنه الحديث (وكثرة الخطا إلى المساجد) وخطوات الشيطان (2). (باب الخاء مع الظاء) (خظا) * في حديث سجاح امرأة مسيلمة (خاظى البضيع) يقال خظا لحمه يخظو أي اكتنز. ويقال لحمه خظا بظا: أي مكتنز، وهو فعل، والبضيع: اللحم. (1) وجمعها. خطوات بالتحريك، وخطاء بالكسر. كما في اللسان. (2) كذا في الاصل وا. والذى في اللسان: وقوله عزوجل (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قيل هي طرقه، أي لا تسلكوا الطريق التى يدعوكم إليها. (*)
[ 52 ]
(باب الخاء مع الفاء) (خفت) [ ه ] في حديث أبى هريرة رضى الله عنه (مثل المؤمن كمثل خافت الزرع يميل مرة ويعتدل أخرى) وفى رواية (كمثل خافتة الزرع) الخافت: والخافتة مالان وضعف من الزرع الغض، ولحوق الهاء على تأويل السنبلة. ومنه خفت الصوت إذا ضعف وسكن. يعنى أن المؤمن مرزأ في نفسه وأهله وماله، ممنو بالاحداث في أمر دنياه. ويروى كمثل خامة الزرع. وستجئ في بابها. (ه) ومنه الحديث (نوم المؤمن سبات، وسمعه خفات) أي ضعيف لا حس له. * ومنه حديث معاوية وعمرو بن مسعود (سمعه خفات، وفهمه تارات). * ومنه حديث عائشة رضى الله عنها قالت (ربما خفت النبي صلى الله عليه وسلم بقراءته، وربما جهر). * وحديثها الآخر (أنزلت (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) في الدعاء) وقيل في القراءة. والخفت ضد الجهر. * وفى حديثها الآخر (نظرت إلى رجل كاد يموت تخافتا، فقالت مالهذا ؟ فقيل إنه من القراء) التخافت: تكلف الخفوت، وهو الضعف والسكون وإظهاره من غير صحة. * ومنه حديث صلاة الجنازة (كان يقرأ في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب مخافتة) هو مفاعلة منه. (خفج) * في حديث عبد الله بن عمرو (فإذا هو يرى التيوس تنب على الغنم خافجة) الخفج: السفاد. وقد يستعمل في الناس. ويحتمل أن يكون بتقديم الجيم على الخاء، وهو أيضا ضرب من المباضعة. (خفر) (ه) فيه (من صلى الغداة فإنه في ذمة الله فلا تخفرن الله في ذمته) خفرت الرجل: أجرته وحفظته. وخفرته إذا كنت له خفيرا، أي حاميا وكفيلا. وتخفرت به إذا استجرت به. والخفارة - بالكسر والضم -: الذمام. وأخفرت الرجل، إذا نقضت عهده وذمامه. والهمزة فيه
[ 53 ]
للازالة: أي أزلت خفارته، كأشكيته إذا أزلت شكايته، وهو المراد في الحديث. * ومنه حديث أبى بكر (من ظلم أحدا من المسلمين فقد أخفر الله) وفى رواية (ذمة الله). (ه) وحديثه الآخر (من صلى الصبح فهو في خفرة الله) أي في ذمته. (س) وفى بعض الحديث (الدموع خفر العيون) الخفر: جمع خفرة، وهى الذمة: أي أن الدموع التى تجرى خوفا من الله تجير العيون من النار، لقوله عليه الصلاة والسلام (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله تعالى). (س) وفى حديث لقمان بن عاد (حيى خفر) أي كثير الحياء. والخفر بالفتح: الحياء. (س) ومنه حديث أم سلمة لعائشة (غض الاطراف وخفر الاعراض) أي الحياء من كل ما يكره لهن أن ينظرن إليه، فأضافت الخفر إلى الاعراض: أي الذى تستعمله لاجل الاعراض. ويروى الاعراض بالفتح: جمع العرض: أي إنهن يستحيين ويتسترن لاجل أعراضهن وصونها. (خفش) (س) في حديث عائشة (كأنهم معزى مطيرة في خفش) قال الخطابى: إنما هو الخفش، مصدر خفشت عينه خفشا إذا قل بصرها، وهو فساد في العين يضعف منه نورها، وتغمص دائما من غير وجع: تعنى أنهم في عمى وحيرة، أو في ظلمة ليل. وضربت المعزى مثلا لانها من أضعف الغنم في المطر والبرد. * ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج (قاتلك الله أخيفش العينين) هو تصغير الاخفش. وقد تكرر في الحديث. (خفض) * في أسماء الله تعالى (الخافض) هو الذى يخفض الجبارين والفراعنة: أي يضعهم ويهينهم، ويخفض كل شئ يريد خفضه. والخفض ضد الرفع. * ومنه الحديث (إن الله يخفض القسط ويرفعه) القسط: العدل ينزله إلى الارض مرة ويرفعه أخرى. * ومنه حديث الدجال (فرفع فيه وخفض) أي عظم فتنته ورفع قدرها، ثم وهن أمره وقدره وهونه. وقيل: أراد أنه رفع صوته وخفضه في اقتصاص أمرهء.
[ 54 ]
* ومنه حديث وفد تميم (فلما دخلوا المدينة بهش إليهم النساء والصبيان يبكون في وجوههم فأخفضهم ذلك) أي وضع منهم. قال أبو موسى: أظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة: أي أغضبهم. * وفي حديث الافك (ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم) أي يسكنهم ويهون عليهم الامر، من الخفض: الدعة والسكون. (س) ومنه حديث أبى بكر (قال لعائشة في شأن الافك: (خفضى عليك) أي هوني الامر عليك ولا تحزني له. (ه) وفى حديث أم عطية (إذا خفضت فأشمى) الخفض للنساء كالختان للرجال. وقد يقال للخا j ن خافض، وليس بالكثير. (خفف) * فيه (إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا المخف) يقال أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف، إذا خفت حاله ودابته، وإذا كان قليل الثقل، يريد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها. [ ه ] ومنه الحديث الآخر (نجا المخفون). (ه) ومنه حديث على، لما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال (يارسول الله يزعم المنافقون أنك استثقلتني وتخففت منى) أي طلبت الخفة بترك استصحابى معك. (س) وفى حديث ابن مسعود (أنه كان خفيف ذات اليد) أي فقيرا قليل المال والحظ من الدنيا. ويجمع الخفيف على أخفاف. (س) ومنه الحديث (خرج شبان أصحابه وأخفافهم حسرا) وهم الذين لا متاع معهم ولا سلاح. ويروى خفافهم وأخفاؤهم، وهما جمع خفيف أيضا. * وفى حديث خطبته في مرضه (أيها الناس إنه قد دنا منى خفوف من بين أظهركم) أي حركة وقرب ارتحال. يريد الانذار بموته صلى الله عليه وسلم.
[ 55 ]
(س) ومنه حديث ابن عمر (قد كان منى خفوف) أي عجلة وسرعة سير. (س) ومنه الحديث (لما ذكر له قتل أبى جهل استخفه الفرح) أي تحرك لذلك وخف. وأصله السرعة. [ ه ] ومنه قول عبد الملك لبعض جلسائه (لا تغتابن عندي الرعية فإنه لا يخفنى) أي لا يحملنى على الخفة فأغضب لذلك. * وفيه (كان إذا بعث الخراص قال خففوا الخرص، فان في المال العرية والوصية) أي لا تستقصوا عليهم فيه، فانهم يطعمون منها ويوصون. (ه) وفي حديث عطاء (خففوا على الارض) وفى رواية (خفوا) أي لا ترسلوا أنفسكم في السجود إرسالا ثقيلا فيؤثر في جباهكم. (ه) ومنه حديث مجاهد (إذا سجدت فتخاف) أي ضع جبهتك على الارض وضعا خفيفا. ويروى بالجيم، وقد تقدم. (ه) وفيه (لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر) أراد بالخف الابل، ولابد من حذف مضاف: أي في ذى خف وذى نصل وذى حافر. والخف للبعير كالحافر للفرس. * ومنه الحديث الآخر (نهى عن حمى الاراك إلا ما لم تنله أخفاف الابل) أي ما لم تبلغه أفواهها بمشيها إليه. قال الاصمعي: الخف: الجمل المسن، وجمعه أخفاف: أي ما قرب من المرعى لا يحمى، بل يترك لمسان الابل وما في معناها من الضعاف التى لا تقوى على الامعان في طلب المرعى. * وفى حديث المغيرة (غليظة الخف) استعار خف البعير لقدم الانسان مجازا. (خفق) (ه) فيه (أيما سرية غزت فأخفقت كان لها أجرها مرتين) الاخفاق: أن يغزو فلا يغنم شيئا، وكذلك كل طالب حاجة إذا لم تقض له. وأصله من الخفق: التحرك: أي صادفت الغنيمة خافقة غير ثابتة مستقرة. (ه) وفى حديث جابر (يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم) أي في حال
[ 56 ]
ضعف من الدين وقلة أهله، من خفق الليل إذا ذهب أكثره، أو خفق إذا اضطرب، أو خفق إذا نعس. هكذا ذكره الهروي عن جابر. وذكره الخطابى عن حذيفة بن أسيد. (س) ومنه الحديث (كانوا ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم) أي ينامون حتى تسقط أذقانهم على صدورهم وهم قعود. وقيل هو من الخفوق: الاضطراب. * وفى حديث منكر ونكير (إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه) يعنى الميت: أي يسمع صوت نعالهم على الارض إذا مشوا. وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث عمر (فضربهما بالمخفقة ضربات وفرق بينهما) المخفقة: الدرة. (ه) وفى حديث عبيدة السلمانى (سئل ما يوجب الغسل ؟ قال: الخفق والخلاط) الخفق: تغييب القضيب في الفرج، من خفق النجم وأخفق إذا انحط في المغرب. وقيل: هو من الخفق: الضرب. (ه) وفيه (منكبا إسرافيل يحكان الخافقين) هما طرفا السماء والارض. وقيل المغرب والمشرق. وخوافق السماء: الجهات التى تخرج منها الرياح الاربع. (خفا) (ه) فيه (أنه سأل عن البرق فقال: أخفوا أم وميضا) خفا البرق يخفو ويخفى خفوا وخفيا إذا برق برقا ضعيفا. (ه) وفيه (ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا، أو تختفوا بقلا) أي تظهرونه. يقال اختفيت الشئ إذا أظهرته (1)، وأخفيته إذا سترته. ويروى بالجيم والحاء، وقد تقدم. * ومنه الحديث (أنه كان يخفى صوته بآمين) رواه بعضهم بفتح الياء من خفى يخفى إذا أظهر، كقوله تعالى (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) في إحدى القراءتين. (ه) وفيه (إن الحزاءة تشتريها أكايس النساء للخافية والاقلات) الخافية: الجن، سموا بذلك لاستتارهم عن الابصار. (ه) ومنه الحديث (لا تحدثوا في القرع فإنه مصلى الخافين) أي الجن. والقرع بالتحريك: قطع من الارض بين الكلا لا نبات فيها. (1) في الدر النثير: (عبارة ابن الجوزى في قولك اختفيت الشئ أي استخرجته). ومثله في اللسان (*)
[ 57 ]
(س) وفيه (أنه لعن المختفى والمختفية) المختفى: النباش عند أهل الحجاز، وهو من الاختفاء: الاستخراج، أو من الاستتار، لانه يسرق في خفية. (س) ومنه الحديث الآخر (من اختفى ميتا فكأنما قتله). (س) وحديث على بن رباح (السنة أن تقطع اليد المستخفية ولا تقطع اليد المستعلية) يريد بالمستخفية يد السارق والنباش، وبالمستعلية يد الغاصب والناهب ومن في معناهما. (س) وفى حديث أبى ذر (سقطت كأنى خفاء) الخفاء: الكساء، وكل شئ غطيت به شيئا فهو خفاء. * وفيه (إن الله يحب العبد التقى الغنى الخفى) هو المعتزل عن الناس الذى يخفى عليهم مكانه. * ومنه حديث الهجرة (أخف عنا) أي استر الخبر لمن سألك عنا. (س) ومنه الحديث (خير الذكر الخفى) أي ما أخفاه الذاكر وستره عن الناس. قال الحربى: والذى عندي أنه الشهرة وانتشار خبر الرجل، لان سعد بن أبى وقاص أجاب ابنه عمر على ما أراده عليه ودعاه إليه من الظهور وطلب الخلافة بهذا الحديث. (س) وفيه (إن مدينة قوم لوط حملها جبريل عليه السلام على خوافى جناحه) هي الريش الصغار التى في جناح الطائر، ضد القوادم، واحداتها خافية. (س) ومنه حديث أبى سفيان (ومعى خنجر مثل خافية النسر) يريد أنه صغير. (باب الخاء مع القاف) (خقق) (ه) فيه (فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان فمات) الاخاقيق: شقوق في الارض كالاخاديد، واحدها أخقوق. يقال خق في الارض وخد بمعنى. وقيل إنما هي لخاقيق، واحدها لخقوق، وصحح الازهرى الاول وأثبته.
[ 58 ]
(ه) وفى حديث عبد الملك (كتب إلى الحجاج: أما بعد فلا تدع خقا من الارض ولا لقا إلا زرعته) الخق: الجحر، واللق بالفتح: الصدع. (باب الخاء مع اللام) (خلا) (ه) في حديث الحديبية (أنه بركت به راحلته فقالوا خلات القصواء، فقال ما خلات القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل) الخلاء للنوق كالالحاح للجمال، والحران للدواب. يقال: خلات الناقة، وألح الجمل، وحرن الفرس. (ه) وفى حديث أم زرع (كنت لك كأبى زرع لام زرع في الالفية والرفاء، لا في الفرقة والخلاء) الخلاء بالكسر والمد: المباعدة والمجانبة. (خلب) (ه) فيه (أتاه رجل وهو يخطب، فنزل إليه وقعد على كرسى خلب قوائمه من حديد) الخلب: الليف، واحدته خلبة. * ومنه الحديث (وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة) وقد يسمى الحبل نفسه خلبة. * ومنه الحديث (بليف خلبة) على البدل. * وفيه (أنه كان له وسادة حشوها خلب) * وفى حديث الاستسقاء (اللهم سقيا غير خلب برقها) أي خال عن المطر. الخلب: السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره، ثم يخلف ويقلع وينقشع، وكأنه من الخلابة وهى الخداع بالقول اللطيف. (س) ومنه حديث ابن عباس (كان أسرع من برق الخلب) إنما خصه بالسرعة لخفته بخلوه من المطر. (ه) ومنه الحديث (إذا بعت فقل لا خلابة) أي لا خداع. وجاء في رواية (فقل لا خيابة) بالياء، وكأنها لثغة من الراوى أبدل اللام ياء.
[ 59 ]
* ومنه الحديث (إن بيع المحفلات خلابة، ولا تحل خلابة مسلم) والمحفلات: التى جمع لبنها في ضرعها. (ه) ومنه الحديث (1) (إذا لم تغلب فاخلب) أي إذا أعياك الامر مغالبة فاطلبه مخادعة. * ومنه الحديث (إن كان خلبها). (ه) وفى حديث طهفة (ونستخلب الخبير) أي نحصده ونقطعه بالمخلب، وهو المنجل، والخبير: النبات. (س) وفى حديث ابن عباس وقد حاجه عمر في قوله تعالى (تغرب في عين حمئة) فقال عمر: حامية، فأنشد ابن عباس لتبع: فرأى مغار الشمس عند غروبها * في عين ذى خلب وثأط حرمد الخلب: الطين اللزج والحمأة. (خلج) (ه) فيه (أنه صلى صلاة فجهر فيها بالقراءة وجهر خلفه قارئ، فقال: لقد ظننت أن بعضهم خالجنيها) أي نازعنيها. وأصل الخلج: الجذب والنزع. (ه) ومنه الحديث (ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني) أي يجتذبون ويقتطعون. (ه) ومنه الحديث (يختلجونه على باب الجنة) أي يجتذبونه. * ومنه حديث عمار وأم سلمة (فاختلجها من جحرها). * ومنه حديث على رضى الله عنه في ذكر الحياة (إن الله تعالى جعل الموت خالجا لاشطانها) أي مسرعا في أخذ حبالها. * وحديثه الآخر (تنكب المخالج عن وضح السبيل) أي الطرق المتشعبة عن الطريق الاعظم الواضح. (1) هو في الهروي واللسان والتاج مثل. قال في اللسان: (ويروى فاخلب بالكسر. ومعناه على الضم: اخدع. وعلى الكسر: انتش قليلا شيئا يسيرا بعد شئ، كأنه أخذ من مخلب الجارحة). (*)
[ 60 ]
وحديث المغيرة (حتى تروه يخلج في قومه أو يحلج) أي يسرع في حبهم. يروى بالخاء والحاء. وقد تقدم. (ه) ومنه الحديث (فحنت الخشبة حنين الناقة الخلوج) هي التى اختلج ولدها: أي انتزع منها. (ه) ومنه حديث أبى مجلز (إذا كان الرجل مختلجا فسرك أن لا تكذب فانسبه إلى أمه): يقال رجل مختلج إذا نوزع في نسبه، كأنه جذب منهم وانتزع. وقوله فانسبه إلى أمه يريد إلى رهطها وعشيرتها، لا إليها نفسها. * وفى حديث عدى قال له عليه الصلاة والسلام (لا يختلجن في صدرك طعام) أي لا يتحرك فيه شئ من الريبة والشك. ويروى بالحاء، وقد تقدم. وأصل الاختلاج: الحركة والاضطراب. * وفى حديث عائشة، وسئلت عن لحم الصيد للمحرم فقالت: (إن تخلج في نفسك شئ فدعه). (س) ومنه الحديث (ما اختلج عرق إلا ويكفر الله به). (س) وفى حديث عبد الرحمن بن أبى بكر (إن الحكم بن أبى العاص بن أمية أبا مروان كان يجلس خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا تكلم اختلج بوجهه، فرآه فقال له: كن كذلك، فلم يزل يختلج حتى مات) أي كان يحرك شفتيه وذقنه استهزاء وحكاية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فبقى يرتعد ويضطرب إلى أن مات. وفى رواية (فضرب به شهرين، ثم أفاق خليجا) أي صرع ثم أفاق مختلجا قد أخذ لحمه وقوته. وقيل مرتعشا. (ه) وفى حديث شريح (إن نسوة شهدن عنده على صبى وقع حيا يتخلج) أي يتحرك. (ه) وحديث الحسن (أنه رأى رجلا يمشى مشية أنكرها، فقال: تخلج في مشيته خلجان المجنون) الخلجان بالتحريك: مصدر، كالنزوان.
[ 61 ]
(س) وفى بعض الحديث (إن فلانا ساق خليجا) الخليج: نهر يقتطع من النهر الاعظم إلى موضع ينتفع به فيه. (خلد) * في حديث على يذم الدنيا (من دان لها وأخلد إليها) أي ركن إليها ولزمها. ومنه قوله تعالى (ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه). (خلس) (س) فيه (أنه نهى عن الخليسة) وهى ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى، من خلست الشئ واختلسته إذا سلبته، وهى فعيلة بمعنى مفعولة. * ومنه الحديث (ليس في النهبة ولا في الخليسة قطع) وفى رواية (ولا في الخلسة) أي ما يؤخذ سلبا ومكابرة. * ومنه حديث على (بادروا بالاعمال مرضا حابسا أو موتا خالسا) أي يختلسكم على غفلة. (ه) وفيه (سر حتى تأتى فتيات قعسا ورجالا طلسا، ونساء خلسا) الخلس: السمر، ومنه (صبى خلاسى)، إذا كان بين أبيض وأسود (1) يقال خلست لحيته إذا شمطت. (خلص) * فيه (قل هو الله أحد هي سورة الاخلاص) سميت به لانها خالصة في صفة الله تعالى خاصة، أو لان اللافظ بها قد أخلص التوحيد لله تعالى. * وفيه (أنه ذكر يوم الخلاص، قالوا يارسول الله ما يوم الخلاص ؟ قال يوم يخرج إلى الدجال من المدينة كل منافق ومنافقة، فيتميز المؤمنون منهم ويخلص بعضهم من بعض). * وفى حديث الاستسقاء (فليخلص هو وولده ليتميز من الناس). * ومنه قوله تعالى: (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) أي تميزوا عن الناس متناجين. * وفى حديث الاسراء (فلما خلصت بمستوى) أي وصلت وبلغت. يقال خلص فلان إلى فلان: أي وصل إليه. وخلص أيضا إذا سلم ونجا (2). (1) كذا في الاصل وا، ولو قال: (... إذا كان بين أبوين أبيض وأسود) - كما عبر القاموس - لكان أبين. وعبارة اللسان: الخلاسى: الولد بين أبيض وسوداء، أو بين أسود وبيضاء). (2) في الاصل: (ونجا منه). وقد أسقطنا (منه) حيث لم ترد في ا واللسان والدر النثير: (*)
[ 62 ]
* ومنه حديث هرقل (إنى أخلص إليه) وقد تكرر في الحديث بالمعنيين. * وفى حديث على رضى الله عنه (أنه قضى في حكومة بالخلاص) أي الرجوع بالثمن على البائع إذا كانت العين مستحقة وقد قبض ثمنها: أي قضى بما يتخلص به من الخصومة. (س) ومنه حديث شريح (أنه قضى في قوس كسرها رجل بالخلاص). * وفى حديث سلمان (أنه كاتب أهله على كذا وكذا، وعلى أربعين أوقية خلاص). الخلاص بالكسر: ما أخلصته النار من الذهب وغيره، وكذلك الخلاصة بالضم. (ه) وفيه (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذى الخلصة) هو بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم. وقيل ذو الخلصة: الكعبة اليمانية التى كانت باليمن، فأنفذ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله فخربها. وقيل ذو الخلصة: اسم الصنم نفسه، وفيه نظر لان ذو لا يضاف إلا إلى أسماء الاجناس، والمعنى أنهم يرتدون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الاوثان، فيسعى نساء بنى دوس طائفات حول ذى الخلصة، فترتج أعجازهن. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (خلط) (ه) في حديث الزكاة (لا خلاط ولا وراط) الخلاط مصدر خالطه يخالطه مخالطة وخلاطا. والمراد به أن يخلط الرجل إبله بإبل غيره، أو بقره أو غنمه ليمنع حق الله منها ويبخس المصدق فيما يجب له، وهو معنى قوله في الحديث الآخر (لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة) أما الجمع بين المتفرق فهو الخلاط. وذلك أن يكون ثلاثة نفر مثلا، ويكون لكل واحد أربعون شاة، وقد وجب على كل واحد منهم شاة، فإذا أظلهم المصدق جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة واحدة. وأما تفريق المجتمع فأن يكون اثنان شريكان، ولكل واحد منهما مائة شاة وشاة، فيكون عليهما في ماليهما ثلاث شياه، فإذا أظلهما المصدق فرقا غنمهما، فلم يكن على كل واحد منهما إلا شاة واحدة. قال الشافعي: الخطاب في هذا للمصدق ولرب المال. قال: والخشية خشيتان: خشية الساعي أن تقل الصدقة، وخشية رب المال أن يقل ماله، فأمر كل واحد منهما أن لا يحدث في المال شيئا من الجمع والتفريق. هذا على مذهب الشافعي، إذا الخلطة مؤثرة عنده. أما أبو حنيفة فلا أثر لها عنده، ويكون معنى الحديث نفى الخلاط
[ 63 ]
لنفى الاثر، كأنه يقول: لا أثر للخلطة في تقليل الزكاة وتكثيرها. (ه) ومنه حديث الزكاة أيضا (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية) الخليط: المخالط، ويريد به الشريك الذى يخلط ماله بمال شريكه. والتراجع بينهما هو أن يكون لاحدهما مثلا أربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة، ومالهما مختلط، فيأخذ الساعي عن الاربعين مسنة، وعن الثلاثين تبيعا، فيرجع باذل المسنة بثلاثة أسباعها على شريكه، وباذل التبيع بأربعة أسباعه على شريكه، لان كل واحد من السنين واجب على الشيوع، كأن المال ملك واحد. وفى قوله بالسوية دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما فأخذ منه زيادة على فرضه فإنه لا يرجع بها على شريكه، وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب دون الزيادة. وفى التراجع دليل على أن الخلطة تصح مع تمييز أعيان الاموال عند من يقول به. (ه) وفى حديث النبيذ (أنه نهى عن الخليطين أن ينبذا) يريد ما ينبذ من البسر والتمر معا، أو من العنب والزبيب، أو من الزبيب والتمر ونحو ذلك مما ينبذ مختلطا. وإنما نهى عنه لان الانواع إذا اختلفت في الانتباذ كانت أسرع للشدة والتخمير. والنبيذ المعمول من خليطين، ذهب قوم إلى تحريمه وإن لم يسكر أخذا بظاهر الحديث، وبه قال مالك وأحمد. وعامة المحدثين قالوا: من شربه قبل حدوث الشدة فيه فهو آثم من جهة واحدة، ومن شربه بعد حدوثها فهو آثم من جهتين: شرب الخليطين وشرب المسكر. وغيرهم رخص فيه وعللوا التحريم بالاسكار. (س) وفيه (ما خالطت الصدقة مالا إلا هلكته) قال الشافعي: يعنى أن خيانة الصدقة تتلف المال المخلوط بها. وقيل هو تحذير للعمال عن الخيانة في شئ منها. وقيل هو حث على تعجيل أداء الزكاة قبل أن تختلط بماله * وفى حديث الشفعة (الشريك أولى من الخليط، والخليط أولى من الجار) الشريك: المشارك في الشيوع، والخليط: المشارك في حقوق الملك كالشرب والطريق ونحو ذلك. (س) وفى حديث الوسوسة (رجع الشيطان يلتمس الخلاط) أي يخالط قلب المصلى بالوسوسة.
[ 64 ]
(س) ومنه حديث عبيدة (وسئل ما يوجب الغسل ؟ قال: الخفق والخلاط) أي الجماع، من المخالطة. (س) ومنه خطبة الحجاج (ليس أوان يكثر الخلاط) يعنى السفاد. * وفى حديث معاوية (أن رجلين تقدما إليه فادعى أحدهما على صاحبه مالا، وكان المدعى حولا قلبا مخلطا مزيلا) المخلط بالكسر الذى يخلط الاشياء فيلبسها على السامعين والناظرين. * وفى حديث سعد (وإن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلط) أي لا يختلط نجوهم بعضه ببعض لجفافه ويبسه، فإنهم كانوا يأكلون خبز الشعير وورق الشجر لفقرهم وحاجتهم. * ومنه حديث أبى سعيد (كنا نرزق تمر الجمع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهو الخلط من التمر: أي المختلط من أنواع شتى. * وفى حديث شريح (جاءه رجل فقال: إنى طلقت امرأتي ثلاثا وهى حائض، فقال: أما أنا فلا أخلط حلالا بحرام) أي لا أحتسب بالحيضة التى وقع فيها الطلاق من العدة، لانها كانت له حلالا في بعض أيام الحيضة وحراما في بعضها. (س) وفى حديث الحسن يصف الابرار (وظن الناس أن قد خولطوا وما خولطوا، ولكن خالط قلبهم هم عظيم) يقال خولط فلان في عقله مخالطة إذا اختل عقله. (خلع) (س) فيه (من خلع يدا من طاعة لقى الله تعالى لا حجة له) أي خرج من طاعة سلطانه، وعدا عليه بالشر، وهو من خلعت الثوب إذا ألقيته عنك. شبه الطاعة واشتمالها على الانسان به، وخص اليد لان المعاهدة والمعاقدة بها. * ومنه الحديث (وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية) كانت العرب يتعاهدون ويتعاقدون على النصرة والاعانة، وأن يؤخذ كل منهم بالآخر، فإذا أرادوا أن يتبرأوا من إنسان قد حالفوه أظهروا ذلك إلى الناس، وسموا ذلك الفعل خلعا، والمتبرأ منه خليعا: أي مخلوعا، فلا يؤخذون بجنايته ولا يؤخذ بجنايتهم، فكأنهم قد خلعوا اليمين التى كانوا قد لبسوها
[ 65 ]
معه، وسموه خلعا وخليعا مجازا واتساعا، وبه يسمى الامام والامير إذا عزل خليعا، كأنه قد لبس الخلافة والامارة ثم خلعها. (ه) ومنه حديث عثمان (قال له إن الله سيقمصك قميصا وإنك تلاص على خلعه) أراد الخلافة وتركها والخروج منها. * ومنه حديث كعب (إن من توبتي أن أنخلع من مالى صدقة) أي أخرج منه جميعه وأتصدق به وأعرى منه كما يعرى الانسان إذا خلع ثوبه. (ه) وفى حديث عثمان (كان إذا أتى بالرجل الذى قد تخلع في الشراب المسكر جلده ثمانين) هو الذى انهمك في الشرب ولازمه، كأنه خلع رسنه وأعطى نفسه هواها، وهو تفعل، من الخلع. * وفى حديث ابن الصبغاء (فكان رجل منهم خليع) أي مستهتر بالشرب واللهو، أو من الخليع: الشاطر الخبيث الذى خلعته عشيرته وتبرأوا منه. (ه س) وفيه (المختلعات هن المنافقات) يعنى اللاتى يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن بغير عذر. يقال خلع امرأته خلعا، وخالعها مخالعة، واختلعت هي منه فهى خالع. وأصله من خلع الثوب. والخلع أن يطلق زوجته على عوض تبذله له، وفائدته إبطال الرجعة إلا بعقد جديد. وفيه عند الشافعي خلاف: هل هو فسخ أو طلاق، وقد يسمى الخلع طلاقا. (س) ومنه حديث عمر (إن امرأة نشزت على زوجها، فقال له عمر: اخلعها) أي طلقها واتركها. * وفيه (من شر ما أعطى الرجل شح هالع وجبن خالع) أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه، وهو مجاز في الخلع. والمراد به ما يعرض من نوازع الافكار وضعف القلب عند الخوف. (خلف) (ه) فيه (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأول الجاهلين) الخلف بالتحريك والسكون: كل من يجئ بعد من مضى،
[ 66 ]
إلا أنه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشر. يقال خلف صدق، وخلف سوء. ومعناهما جميعا القرن من الناس. والمراد في هذا الحديث المفتوح. (ه) ومن السكون الحديث (سيكون بعد ستين سنة خلف أضاعوا الصلاة). * وحديث ابن مسعود (ثم إنها تخلف من بعدهم (1) خلوف) هي جمع خلف. * وفى حديث الدعاء (اللهم أعط كل منفق خلفا) أي عوضا. يقال خلف الله لك خلفا بخير، وأخلف عليك خيرا: أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه. وقيل إذا ذهب للرجل ما يخلفه مثل المال والولد قيل أخلف الله لك وعليك، وإذا ذهب له مالا يخلفه غالبا كالاب والام قيل خلف الله عليك. وقد يقال خلف الله عليك إذا مات لك ميت: أي كان الله خليفة عليك. وأخلف الله عليك: أي أبدلك. (س) ومنه الحديث (تكفل الله للغازي أن يخلف نفقته). * وحديث أبى الدرداء في الدعاء للميت (اخلفه في عقبه) أي كن لهم بعده. * وحديث أم سلمة (اللهم اخلف لى خيرا منه). (ه) ومنه الحديث (فلينفض فراشه فإنه لا يدرى ما خلفه عليه) (أي) (2) لعل هامة دبت فصارت فيه بعده، وخلاف الشئ: بعده. * ومنه الحديث (فدخل ابن الزبير خلافه). * وفى حديث الدجال (قد خلفهم في ذرياتهم). * وحديث أبى اليسر (أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ؟) يقال خلفت الرجل في أهله إذا أقمت بعده فيهم وقمت عنه بما كان يفعله، والهمزة فيه للاستفهام. * وحديث ماعز (كلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس) * وحديث الاعشى الحرمازى. فخلفتني بنزاع وحرب * أي بقيت بعدى، ولو روى بالتشديد لكان بمعنى تركتني خلفها. والحرب: الغضب. (1) في ا والاصل: من بعده. وأشار مصححه إلى أنها هكذا في جميع نسخ النهاية التى بين يديه. وما أثبتناه نحن من اللسان وتاج العروس. (2) زيادة من ا والدر النثير. (*)
[ 67 ]
(ه) وفى حديث جرير (خير المرعى الاراك والسلم إذا أخلف كان لجينا) أي إذا أخرج الخلفة وهو ورق يخرج بعد الورق الاول في الصيف. * ومنه حديث خزيمة السلمى (حتى آل السلامى وأخلف الخزامى) أي طلعت خلفته من أصوله بالمطر. (س) وفى حديث سعد (أتخلف عن هجرتى) يريد خوف الموت بمكة، لانها دار تركوها لله تعالى وهاجروا إلى المدينة، فلم يحبوا أن يكون موتهم بها، وكان يومئذ مريضا. والتخلف: التأخر. * ومنه حديث سعد (فخلفنا فكنا آخر الاربع) أي أخرنا ولم يقدمنا. * والحديث الآخر (حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم) أي ما يتقدم عليهم ويتركهم وراءه. (س) وفيه (سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) أي إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم، ونشأ بينكم الخلف. (س) ومنه الحديث الآخر (لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم) يريد أن كلا منهم يصرف وجهه عن الآخر، ويوقع بينهم التباغض، فإن إقبال الوجه على الوجه من أثر المودة والالفة. وقيل أراد بها تحويلها إلى الادبار. وقيل تغيير صورها إلى صور أخرى. * وفيه (إذا وعد أخلف) أي لم يف بوعده ولم يصدق. والاسم منه الخلف بالضم. (س) وفى حديث الصوم (خلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) الخلفة بالكسر: تغير ريح الفم. وأصلها في النبات أن ينبت الشئ بعد الشئ، لانها رائحة حدثت بعد الرائحة الاولى. يقال خلف فمه يخلف خلفة وخلوفا. (ه) ومنه الحديث (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). (ه) ومنه حديث على، وسئل عن قبلة الصائم فقال: (وما أربك إلى خلوف فيها ؟).
[ 68 ]
(ه) وفيه (إن اليهود قالت: لقد علمنا أن محمدا لم يترك أهله خلوفا) أي لم يتركهن سدى لا راعى لهن ولا حامى. يقال حى خلوف: إذا غاب الرجال وأقام النساء. ويطلق على المقيمين والظاعنين. * ومنه حديث المرأة والمزادتين (ونفرنا خلوف) أي رجالنا غيب. * وحديث الخدرى (فأتينا القوم خلوفا). (س) وفى حديث الدية (كذا وكذا خلفة) الخلفة - بفتح الخاء وكسر اللام -: الحامل من النوق، وتجمع على خلفات وخلائف. وقد خلفت إذا حملت، وأخلفت إذا حالت. وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة. * ومنه الحديث (ثلاث آيات يقرؤهن أحدكم خير له من ثلاث خلفات سمان عظام). * ومنه حديث هدم الكعبة (لما هدموها ظهر فيها مثل خلائف الابل) أراد بها صخورا عظاما في أساسها بقدر النوق الحوامل. (س) وفيه (دع داعى اللبن، قال فتركت أخلافها قائمة) الاخلاف: جمع خلف بالكسر، وهو الضرع لكل ذات خف وظلف. وقيل هو مقبض يد الحالب من الضرع. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عائشة وبناء الكعبة (قال لها: لولا حدثان قومك بالكفر لبنيتها على أساس إبراهيم، وجعلت لها خلفين، فإن قريشا استقصرت من بنائها) الخلف: الظهر، كأنه أراد أن يجعل لها بابين، والجهة التى تقابل الباب من البيت ظهره، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران. ويروى بكسر الخاء: أي زيادتين كالثديين، والاول الوجه. * وفى حديث الصلاة (ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم) أي آتيهم من خلفهم، أو أخالف ما أظهرت من إقامة الصلاة وأرجع إليهم فآخذهم على غفلة، أو يكون بمعنى أتخلف عن الصلاة بمعاقبتهم. * ومنه حديث السقيفة (وخالف عنا على والزبير) أي تخلفا. (ه) وفى حديث عبد الرحمن ابن عوف (إن رجلا أخلف السيف يوم بدر) يقال
[ 69 ]
أخلف يده: إذا أراد سيفه فأخلف يده إلى الكنانة. ويقال: خلف له بالسيف: إذا جاءه من ورائه فضربه. (ه) ومنه حديث (جئت في الهاجرة فوجدت عمر يصلى، فقمت عن يساره فأخلفني فجعلني عن يمينه) أي أدارنى من خلفه. * ومنه الحديث (فأخلف بيده وأخذ يدفع الفضل). (ه) وفى حديث أبى بكر (جاءه أعرابي فقال له: أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لا. قال فما أنت ؟ قال: أنا الخالفة بعده) (1) الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسد مسده، والهاء فيه للمبالغة، وجمعه الخلفاء على معنى التذكير لا على اللفظ، مثل ظريف وظرفاء. ويجمع على اللفظ خلائف، كظريفة وظرائف. فأما الخالفة فهو الذى لا غناء عنده ولا خير فيه. وكذلك الخالف. وقيل هو الكثير الخلاف، وهو بين الخلافة بالفتح. وإنما قال ذلك تواضعا وهضما من نفسه حين قال له أنت خليفة رسول الله. (ه) ومنه الحديث (لما أسلم سعيد بن زيد قال له بعض أهله: إنى لاحسبك خالفة بنى عدى) أي الكثير الخلاف لهم. وقال الزمخشري: (إن الخطاب أبا عمر قاله لزيد بن عمرو أبى سعيد بن زيد لما خالف دين قومه. ويجوز أن يريد به الذى لا خير عنده). * ومنه الحديث (أيما مسلم خلف غازيا في خالفته) أي فيمن أقام بعده من أهله وتخلف عنه. (ه) وفى حديث عمر (لو أطقت الاذان مع الخليفى لاذنت) الخليفى بالكسر والتشديد والقصر: الخلافة، وهو وأمثاله من الابنية، كالرميا والدليلا، مصدر يدل على معنى الكثرة. يريد به كثرة اجتهاده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها. * وفيه ذكر (خليفة) بفتح الخاء وكسر اللام: جبل بمكة يشرف على أجياد. (ه) وفى حديث معاذ (من تحول من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه (1) أراد القاعد بعده. قاله الهروي نسبة إلى ثعلب. ثم قال: والخالفة: الذى يستخلفه الرئيس على أهله وماله ثقة به. (*)
[ 70 ]
الاول إذا حال عليه الحول) المخلاف في اليمن كالرستاق في العراق، وجمعه المخاليف، أراد أنه يؤدى صدقته إلى عشيرته التى كان يؤدى إليها. (ه) ومنه حديث ذى المشعار (من مخلاف خارف ويام) هما قبيلتان من اليمن. (خلق) * في أسماء الله تعالى (الخالق) وهو الذى أوجد الاشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة. وأصل الخلق التقدير، فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها، وباعتبار الايجاد على وفق التقدير خالق. * وفى حديث الخوارج (هم شر الخلق والخليقة) الخلق: الناس. والخليقة: البهائم. وقيل هما بمعنى واحد، ويريد بهما جميع الخلائق. * وفيه (ليس شئ في الميزان أثقل من حسن الخلق) الخلق - بضم اللام وسكونها -: الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الانسان الباطنة وهى نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الاحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع. (س) كقوله (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق). (س) وقوله (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا). (س) وقوله (إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم). * وقوله (بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) وأحاديث من هذا النوع كثيرة، وكذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة. (ه) وفى حديث عائشة (كان خلقه القرآن) أي كان متمسكا بآدابه وأوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والالطاف. (ه) وفى حديث عمر (من تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله) أي تكلف أن يظهر من خلقه خلاف ما ينطوى عليه، مثل تصنع وتجمل إذا أظهر الصنيع والجميل. * وفيه (ليس لهم في الآخرة من خلاق) الخلاق بالفتح: الحظ والنصيب.
[ 71 ]
* ومنه حديث أبى (وأما طعام لم يصنع إلا لك فإنك إن أكلته إنما تأكل منه بخلاقك) أي بحظك ونصيبك من الدين. قال له ذلك في طعام من أقرأه القرآن، وقد تكرر ذكره في الحديث. * وفى حديث أبى طالب (إن هذا إلا اختلاق) أي كذب، وهو افتعال من الخلق والابداع، كأن الكاذب يخلق قوله. وأصل الخلق: التقدير قبل القطع. * ومنه حديث أخت أمية بن أبى الصلت (قالت: فدخل على وأنا أخلق أديما) أي أقدره لاقطعه. * وفى حديث أم خالد (قال لها أبلى وأخلقي) يروى بالقاف والفاء، فبالقاف من إخلاق الثوب تقطيعه، وقد خلق الثوب وأخلق. وأما الفاء فبمعنى العوض والبدل، وهو الاشبه. وقد تكرر الاخلاق بالقاف في الحديث. (ه) وفى حديث فاطمة بنت قيس (وأما معاوية فرجل أخلق من المال) أي خلو عار. يقال حجر أخلق: أي أملس مصمت لا يؤثر فيه شئ. (ه) ومنه حديث عمر (ليس الفقير الذى لا مال له، إنما الفقير الاخلق الكسب). أراد أن الفقر الاكبر إنما هو فقر الآخرة، وأن فقر الدنيا أهون الفقرين. ومعنى وصف الكسب بذلك أنه وافر منتظم لا يقع فيه وكس ولا يتحيفه نقص، وهو مثل للرجل الذى لا يصاب في ماله ولا ينكب، فيثاب على صبره، فإذا لم يصب فيه ولم ينكب كان فقيرا من الثواب. * ومنه حديث عمر بن عبد العزيز (كتب له في امرأة خلقاء تزوجها رجل، فكتب إليه: إن كانوا علموا بذلك - يعنى أولياءها - فأغرمهم صداقها لزوجها) الخلقاء: هي الرتقاء، من الصخرة الملساء المصمتة. * وفيه ذكر (الخلوق) قد تكرر في غير موضع، وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهي عنه، والنهى أكثر وأثبت. وإنما نهى عنه لانه من طيب النساء، وكن أكثر استعمالا له منهم. والظاهر أن أحاديث النهى ناسخة.
[ 72 ]
* وفى حديث ابن مسعود وقتله أبا جهل (وهو كالجمل المخلق) أي التام الخلق. (س [ ه ]) وفى حديث صفة السحاب (واخلولق بعد تفرق) أي اجتمع وتهيأ للمطر وصار خليقا به. يقال خلق بالضم، وهو أخلق به، وهذا مخلقة لذلك: أي هو أجدر، وجدير به. (ه) ومنه خطبة ابن الزبير (إن الموت قد تغشاكم سحابه، وأحدق بكم ربابه، واخلولق بعد تفرق) وهذا البناء للمبالغة، وهو افعوعل، كاغدودن، واعشوشب. (خلل) * فيه (إنى أبرأ إلى كل ذى خلة من خلته) الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التى تخللت القلب فصارت خلاله: أي في باطنه. والخليل: الصديق، فعيل بمعنى مفاعل، وقد يكون بمعنى مفعول، وإنما قال ذلك لان خلته كانت مقصورة على حب الله تعالى، فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا والآخرة. وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد، فإن الطباع غالبة، وإنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، ومن جعل الخليل مشتقا من الخلة وهى الحاجة والفقر، أراد إنى أبرأ من الاعتماد والافتقار إلى أحد غير الله تعالى. وفى رواية (أبرأ إلى كل خل من خلته) بفتح الخاء وبكسرها وهما بمعنى الخلة والخليل. * ومنه الحديث (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر). * والحديث الآخر (المرء بخليله، أو قال على دين خليله، فلينظر امرؤ من يخالل) وقد تكرر ذكره في الحديث. وقد تطلق الخلة على الخليل، ويستوى فيه المذكر والمؤنث، لانه في الاصل مصدر. تقول خليل بين الخلة والخلولة، ومنه قصيد كعب بن زهير: يا ويحها خلة لو أنها صدقت * موعودها (1) أو لوان النصح مقبول * ومنه حديث حسن العهد (فيهديها في خلتها) أي أهل ودها وصداقتها. * ومنه الحديث الآخر (فيفرقها في خلائلها) جمع خليلة. (ه) وفيه (اللهم ساد الخلة) الخلة بالفتح: الحاجة والفقر: أي جابرها. (س) ومنه حديث الدعاء للميت (اللهم اسدد خلته) وأصلها من التخلل بين الشيئين، (1) الرواية في شرح ديوانه ص 7: (ما وعدت). (*)
[ 73 ]
وهى الفرجة والثلمة التى تركها بعده، من الخلل الذى أبقاه في أموره. (ه) ومنه حديث عامر بن ربيعة (فوالله ما عدا أن فقدناها اختللناها) أي احتجنا إليها فطلبناها. (ه) ومنه حديث ابن مسعود (عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدرى متى يختل إليه) أي يحتاج إليه. * وفيه (أنه أتى بفصيل مخلول أو محلول): أي مهزول، وهو الذى جعل على أنفه خلال لئلا يرضع أمه فتهزل. وقيل المخلول: السمين ضد المهزول. والمهزول إنما يقال له خل ومختل، والاول الوجه. ومنه يقال لابن المخاض خل لانه دقيق الجسم. (س) وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه (كان له كساء فدكى فإذا ركب خلة عليه) أي جمع بين طرفيه بخلال من عود أو حديد. * ومنه: خللته بالرمح إذا طعنته به. * ومنه حديث بدر وقتل أمية بن خلف (فتخللوه بالسيوف من تحتي) أي قتلوه بها طعنا حيث لم يقدروا أن يضربوه بها ضربا. (س) وفيه (التخلل من السنة) هو استعمال الخلال لاخراج ما بين الاسنان من الطعام. والتخلل أيضا والتخليل: تفريق شعر اللحية وأصابع اليدين والرجلين في الوضوء. وأصله من إدخال الشئ في خلال الشئ، وهو وسطه. (س) ومنه الحديث (رحم الله المتخللين من أمتى في الوضوء والطعام). (ه) ومنه الحديث (خللوا بين الاصابع لا يخلل الله بينها بالنار). * وفيه (إن الله يبغض البليغ من الرجال الذى يتخلل الكلام بلسانه كما تتخل الباقرة الكلا بلسانها) هو الذى يتشدق في الكلام ويفخم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلا بلسانها لفا. (ه) وفى حديث الدجال (يخرج من خلة بين الشام والعراق) أي في طريق بينهما.
[ 74 ]
وقيل للطريق والسبيل خلة، لانه خل ما بين البلدين: أي أخذ مخيط (1) ما بينهما. ورواه بعضهم بالحاء المهملة، من الحلول: أي سمت ذلك وقبالته. (س) وفى حديث المقدام (ما هذا بأول ما أخللتم بى) أي أوهنتموني ولم تعينوني. والخلل في الامر والحرب كالوهن والفساد. (س) وفى حديث سنان بن سلمة (إنا نلتقط الخلال) يعنى البسر أول إدراكه، واحدتها خلالة بالفتح. (خلا) (س) في حديث الرؤيا (أليس كلكم يرى القمر مخليا به) يقال خلوت به ومعه وإليه. وأخليت به إذا انفردت به: أي كلكم يراه منفردا لنفسه، كقوله: لا تضارون في رؤيته. (س) ومنه حديث أم حبيبة (قالت له: لست لك بمخلية) أي لم أجدك خاليا من الزوجات غيرى. وليس من قولهم امرأة مخلية إذا خلت من الزوج. (س) وفى حديث جابر (تزوجت امرأة قد خلا منها) أي كبرت ومضى معظم عمرها. * ومنه الحديث (فلما خلا سنى ونثرت له ذا بطني) تريد أنها كبرت وأولدت له. (ه) وفى حديث معاوية القشيرى (قلت يا رسول الله: ما آيات الاسلام ؟ قال: أن تقول أسلمت وجهى إلى الله وتخليت) التخلي: التفرغ. يقال تخلى للعبادة، وهو تفعل، من الخلو. والمراد التبرؤ من الشرك، وعقد القلب على الايمان. (ه) ومنه حديث أنس (أنت خلو من مصيبتي) الخلو بالكسر: الفارغ البال من الهموم. والخلو أيضا: المنفرد. * ومنه الحديث (إذا كنت إماما أو خلوا). (ه) ومنه حديث ابن مسعود (إذا أدركت من الجمعة ركعة، فإذا سلم الامام فأخل وجهك وضم إليها ركعة) يقال أخل أمرك، واخل بأمرك. أي تفرغ له وتفرد به. وورد في تفسيره (1) في الاصل: محيط - بضم الميم وكسر الحاء - والمثبت من ا واللسان والهروى. وفى الهروي: يقال: خطت اليوم خيطة، أي سرت سيرة. (*)
[ 75 ]
استتر بإنسان أو بشئ وصل ركعة أخرى، ويحمل الاستتار على أن لا يراه الناس مصليا ما فاته فيعرفوا تقصيره في الصلاة، أو لان الناس إذا فرغوا من الصلاة انتشروا راجعين فأمره أن يستتر بشئ لئلا يمروا بين يديه. * وفى حديث ابن عمر: في قوله تعالى (ليقض علينا ربك) قال فخلى عنهم أربعين عاما، ثم قال: (اخسأوا فيها ولا تكلمون) أي تركهم وأعرض عنهم. * وحديث ابن عباس (كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء) يتخلوا من الخلاء وهو قضاء الحاجة، يعنى يستحيون أن ينكشفوا عند قضاء الحاجة تحت السماء. (س) وفى حديث تحريم مكة (لا يختلى خلاها) الخلا مقصور: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبا، واختلاؤه: قطعه. وأخلت الارض: كثر خلاها، فإذا يبس فهو حشيش. (س) ومنه حديث ابن عمر (كان يختلى لفرسه) أي يقطع له الخلا. * ومنه حديث عمرو بن مرة: * إذا اختليت في الحرب هام الاكابر * أي قطعت رؤوسهم. * وفى حديث معتمر (سئل مالك عن عجين يعجن بدردى، فقال: إن كان يسكر فلا، فحدث الاصمعي به معتمرا فقال: أو كان كما قال: رأى في كف صاحبه خلاة * فتعجبه ويفزعه الجرير الخلاة: الطائفة من الخلا، ومعناه أن الرجل يند بعيره فيأخذ بإحدى يديه عشبا وبالاخرى حبلا، فينظر البعير إليهما فلا يدرى ما يصنع، وذلك أنه أعجبته فتوى مالك، وخاف التحريم لاختلاف الناس في المسكر، فتوقف وتمثل بالبيت. (س) وفى حديث ابن عمر (الخلية ثلاث) كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته: أنت خلية فكانت تطلق منه، وهى في الاسلام من كنايات الطلاق، فإذا نوى بها الطلاق وقع. يقال رجل خلى لا زوجة له، وامرأة خلية لا زوج لها. (س) ومنه حديث عمر (أنه رفع إليه رجل قالت له امرأته شبهني، فقال كأنك ظبية،
[ 76 ]
كأنك حمامة، فقالت لا أرضى حتى تقول خلية طالق، فقال ذلك: فقال عمر: خذ بيدها فإنها امرأتك). أراد بالخلية هاهنا الناقة تخلى من عقالها، وطلقت من العقال تطلق طلقا فهى طالق. وقيل أراد بالخلية الغزيرة يؤخذ ولدها فيعطف عليه غيرها وتخلى للحى يشربون لبنها. والطالق الناقة التى لا خطام عليها، وأرادت هي مخادعته بهذا القول ليلفظ به فيقع عليها (1) الطلاق، فقال له عمر: خذ بيدها فإنها امرأتك، ولم يوقع عليها الطلاق لانه لم ينوبه الطلاق، وكان ذلك خداعا منها. * وفى حديث أم زرع (كنت لك كأبى زرع لام زرع في الالفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء) يعنى أنه طلقها وأنا لا أطلقك. (ه) وفى حديث عمر (إن عاملا له على الطائف كتب إليه: إن رجالا من فهم كلمونى في خلايا لهم أسلموا عليها وسألوني أن أحميها لهم) الخلايا جمع خلية وهو الموضع الذى تعسل فيه النحل، وكأنها الموضع التى تخلى فيه أجوافها. * ومنه حديثه الآخر (في خلايا العسل العشر). * وفى حديث على (وخلاكم ذم ما لم تشردوا) يقال افعل ذلك وخلاك ذم، أي أعذرت وسقط عندك الذم. * وفى حديث بهز بن حكيم (إنهم ليزعمون أنك تنهى عن الغى وتستخلي به) أي تستقل به وتنفرد. * ومنه الحديث (لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه) يعنى الماء واللحم: أي ينفرد بهما. يقال خلا وأخلى. وقيل يخلو يعتمد، وأخلى إذا انفرد. (س) ومنه الحديث (فاستخلاه البكاء) أي انفرد به. ومنه قولهم: أخلى فلان على شرب اللبن إذا لم يأكل غيره. قال أبو موسى: قال أبو عمرو: هو بالخاء المعجمة، وبالحاء لا شئ. (1) في الاصل: عليه. والمثبت من ا واللسان (*)
[ 77 ]
(باب الخاء مع الميم) (خمر) (ه) فيه (خمروا الاناء وأوكئوا السقاء) التخمير: التغطية. * ومنه الحديث (إنه أتى بإناء من لبن، فقال: هلا خمرته ولو بعود تعرضه عليه). (ه) ومنه الحديث (لا تجد المؤمن إلا في إحدى ثلاث: في مسجد يعمره، أو بيت يخمره، أو معيشة يدبرها) أي يستره ويصلح من شأنه. (ه) ومنه حديث سهل بن حنيف (انطلقت أنا وفلان نلتمس الخمر) الخمر بالتحريك: كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره. (ه) ومنه حديث أبى قتادة (فأبغنا مكانا خمرا) أي ساترا يتكاثف شجره. * ومنه حديث الدجال (حتى ينتهوا (1) إلى جبل الخمر) هكذا يروى بالفتح، يعنى الشجر الملتف، وفسر في الحديث أنه جبل بيت المقدس لكثرة شجره. * ومنه حديث سلمان (أنه كتب إلى أبى الدرداء: يا أخي إن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب، وطير السماء على أرفه خمر الارض تقع) الارفه: الاخصب، يريد أن وطنه أرفق به وأرفه له فلا يفارقه. وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه إلى الارض المقدسة. (ه) وفى حديث أبى إدريس (قال دخلت المسجد والناس أخمر ما كانوا) أي أوفر. يقال دخل في خمار الناس: أي في دهمائهم. ويروى بالجيم (2). * ومنه حديث أويس القرنى (أكون في خمار الناس) أي في زحمتهم حيث أخفى ولا أعرف. * وفى حديث أم سلمة (قال لها وهى حائض ناوليني الخمرة) هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات، ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار (1) في ا: حتى ينتهى. وفى اللسان: تنتهوا (2) بمعنى أجمع. وقد تقدم (*)
[ 78 ]
وسميت خمرة لان خيوطها مستورة بسعفها، وقد تكررت في الحديث. هكذا فسرت. وقد جاء في سنن أبى داود عن ابن عباس قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التى كان قاعدا عليها، فأحرقت منها مثل موضع درهم. وهذا صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها. (س) وفيه (أنه كان يمسح على الخف والخمار) أراد به العمامة، لان الرجل يغطى بها رأسه، كما أن المرأة تغطيه بخمارها، وذلك إذا كان قد اعتم عمه العرب فأدارها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين، غير أنه يحتاج إلى مسح القليل من الرأس، ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب. (س) ومنه حديث عمرو (قال لمعاوية: ما أشبه عينك بخمرة هند) الخمرة هيئة الاختمار. * وفى المثل (إن العوان لا تعلم الخمرة) أي المرأة المجربة لا تعلم كيف تفعل. (ه) وفى حديث معاذ (من استخمر قوما أولهم أحرار وجيران مستضعفون فإن له ما قصر في بيته) استخمر قوما أي استعبدهم بلغة اليمن. يقول الرجل للرجل أخمرني كذا: أي أعطنيه وملكنى إياه: المعنى من أخذ قوما قهرا وتملكا، فإن من قصره: أي احتبسه واحتازه في بيته واستجراه في خدمته إلى أن جاء الاسلام فهو عبد له. قال الازهرى: المخامرة: أن يبيع الرجل غلاما حرا على أنه عبد، وقول معاذ من هذا، أراد من استعبد قوما في الجاهلية، ثم جاء الاسلام فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده. وقوله وجيران مستضعفون، أراد ربما استجار به قوم أو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم،، فكذلك لا يخرجون من يده، وهذا مبنى على إقرار الناس على ما في أيديهم. (س) ومنه الحديث (ملكه على عربهم وخمورهم) أي أهل القرى، لانهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكلف والاثقال، كذا شرحه أبو موسى. * وفي حديث سمرة (أنه باع خمرا، فقال عمر: قاتل الله سمرة) الحديث. قال الخطابى: إنما باع عصيرا ممن يتخذه خمرا، فسماه باسم ما يؤول إليه مجازا، كقوله تعالى (إنى أرانى أعصر خمرا)
[ 79 ]
فنقم عليه عمر ذلك لانه مكروه أو غير جائز. فأما أن يكون سمرة باع خمرا فلا، لانه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره. (خمس) * في حديث خيبر (محمد والخميس) الخميس: الجيش، سمى به لانه مقسوم بخمسة أقسام: المقدمة، والساقة، والميمنة، والميسرة، والقلب. وقيل لانه تخمس فيه الغنائم. ومحمد خبر مبتدأ محذوف، أي هذا محمد. * ومنه حديث عمرو بن معدى كرب (هم أعظمنا خميسا وأشدنا شريسا) أي أعظمنا جيشا. (س) ومنه حديث عدى بن حاتم (ربعت في الجاهلية وخمست في الاسلام) أي قدت الجيش في الحالين، لان الامير في الجاهلية كان يأخذ ربع الغنيمة، وجاء الاسلام فجعله الخمس، وجعل له مصارف، فيكون حينئذ من قولهم: ربعت القوم وخمستهم - مخففا - إذا أخذت ربع أموالهم وخمسها. وكذلك إلى العشرة. [ ه ] وفى حديث معاذ (كان يقول في اليمن: أئتونى بخميس أو لبيس آخذه منكم في الصدقة) الخميس: الثوب الذى طوله خمس أذرع. ويقال له المخموس أيضا. وقيل سمى خميسا لان أول من عمله ملك باليمن يقال له الخمس بالكسر. وقال الجوهرى: (الخمس: ضرب من برود اليمن). وجاء في البخاري خميص بالصاد، قيل إن صحت الرواية فيكون مذكر الخميصة، وهى كساء صغير، فاستعارها للثوب. (س) وفى حديث خالد (أنه سأل عمن يشترى غلاما تاما سلفا، فإذا حل الاجل قال: خذ منى غلامين خماسيين، أو علجا أمرد، قيل لا بأس) الخماسيان: طول كل واحد منهما خمسة أشبار، والانثى خماسية. ولا يقال سداسي ولا سباعى ولا في غير الخمسة. * وفى حديث الحجاج (أنه سأل الشعبى عن المخمسة) هي مسألة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة: عثمان، وعلى، وابن مسعود، وزيد، وابن عباس، وهى أم وأخت وجد. (خمش) (ه) فيه (من سأل وهو غنى جاءت مسألته يوم القيامة خموشا في وجهه) أي
[ 80 ]
خدوشا، يقال خمشت المرأة وجهها تخمشه خمشا وخموشا. الخموش مصدر، ويجوز أن يكون جمعا للمصدر حيث سمى به. (س) ومنه حديث ابن عباس (حين سئل هل يقرأ في الظهر والعصر ؟ فقال: خمشا) دعا عليه بأن يخمش وجهه أو جلده، كما يقال جدعا وقطعا، وهو منصوب بفعل لا يظهر. (ه) وفى حديث قيس بن عاصم (كان بيننا وبينهم خماشات في الجاهلية) واحدها خماشة: أي جراحات وجنايات، وهى كل ما كان دون القتل والدية من قطع، أو جدع، أو جرح، أو ضرب أو نهب ونحو ذلك من أنواع الاذى. (ه) ومنه حديث الحسن (وسئل عن قوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فقال: هذا من الخماش) أراد الجراحات التى لا قصاص فيها. (خمص) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (خمصان الاخمصين) الاخمص من القدم: الموضع الذى لا يلصق بالارض منها عند الوطئ، والخمصان المبالغ منه: أي أن ذلك الموضع من أسفل قدميه شديد التجافي عن الارض. وسئل ابن الاعرابي عنه فقال: إذا كان خمص الاخمص بقدر لم يرتفع جدا ولم يستو أسفل القدم جدا فهو أحسن ما يكون، وإذا استوى أو ارتفع جدا فهو مذموم، فيكون المعنى: أن أخمصه معتدل الخمص، بخلاف الاول. والخمص والخمصة والمخمصة: الجوع والمجاعة. * ومنه حديث جابر (رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا) ويقال رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر البطن، وجمع الخميص خماص. (ه) ومنه الحديث (كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا) أي تغدو بكرة وهى جياع، وتروح عشاء وهى ممتلئة الاجواف. (ه) ومنه الحديث الآخر (خماص البطون خفاف الظهور) أي أنهم أعفة عن أموال الناس، فهم ضامرو البطون من أكلها، خفاف الظهور من ثقل وزرها. (ه) وفيه (جئت إليه وعليه خميصة جونية) قد تكرر ذكر الخميصة في الحديث،
[ 81 ]
وهى ثوب خز أو صوف معلم. وقيل لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديما، وجمعها الخمائص. (خمط) (س) في حديث رفاعة بن رافع (قال: الماء من الماء، فتخمط عمر) أي غضب. (خمل) (س) فيه (أنه جهز فاطمة رضى الله عنها في خميل وقربة ووسادة أدم) الخميل والخميلة: القطيفة، وهى كل ثوب له خمل من أي شئ كان. وقيل: الخميل الاسود من الثياب. * ومنه حديث أم سلمة رضى الله عنها (إنه أدخلني معه في الخميلة) (س) وحديث فضالة (أنه مر ومعه جارية له على خملة بين أشجار فأصاب منها) أراد بالخملة الثوب الذى له خمل. وقيل الصحيح على خميلة، وهى الارض السهلة اللينة. [ ه ] وفيه (اذكروا الله ذكرا خاملا) أي منخفضا توقيرا لجلاله. يقال خمل صوته إذا وضعه وأخفاه ولم يرفعه. (خمم) (ه) فيه (سئل أي الناس أفضل ؟ فقال: الصادق اللسان، المخموم القلب) وفى رواية (ذو القلب المخموم، واللسان الصادق) جاء تفسيره في الحديث أنه النقى الذى لا غل فيه ولا حسد، وهو من خممت البيت إذا كنسته. (س) ومنه قول مالك (وعلى المساقى خم العين) أي كنسها وتنظيفها. (س) وفى حديث معاوية (من أحب أن يستخم له الرجال قياما) قال الطحاوي: هو بالخاء المعجمة، يريد أن تتغير روائحهم من طول قيامهم عنده. يقال: خم الشئ وأخم إذا تغيرت رائحته. ويروى بالجيم. وقد تقدم. [ ه ] وفيه ذكر (غدير خم) موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم. (خما) * فيه ذكر (خمى) بضم الخاء وتشديد الميم المفتوحة، وهى بئر قديمة كانت بمكة.
[ 82 ]
(باب الخاء مع النون) (خنب) (س) في حديث زيد بن ثابت (في الخنابتين إذا خرمتا، قال في كل واحدة ثلث دية الانف) هما بالكسر والتشديد: جانبا المنخرين عن يمين الوترة وشمالها. وهمزها الليث. وأنكره الازهرى، وقال: لا يصح. (خنث) (ه) فيه (نهى عن اختناث الاسقية) خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه، وقبعته إذا ثنيته إلى داخل. وإنما نهى عنه لانه ينتنها، فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها. وقيل لا يؤمن أن يكون فيها هامة. وقيل لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء. وقد جاء في حديث آخر إباحته. ويحتمل أن يكون النهى خاصا بالسقاء الكبير دون الاداوة. * ومنه حديث ابن عمر (أنه كان يشرب من الاداوة ولا يختنثها، ويسميها نفعة) سماها بالمرة، من النفع، ولم يصرفها للعلمية والتأنيث. (ه) ومنه حديث عائشة في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (قالت: فانخنث في حجري فما شعرت حتى قبض) أي انكسر وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت. (خنبج) * في حديث تحريم الخمر ذكر (الخنابج) قيل هي حباب تدس في الارض الواحدة خنبجة، وهى معربة. (خندف) (س) في حديث الزبير (سمع رجلا يقول: يالخنذف، فخرج وبيده السيف وهو يقول: أخندف إليك أيها المخندف) الخندفة: الهرولة والاسراع في المشى. يقول يامن يدعو خندفا أنا أجيبك وآتيك. وخندف في الاصل لقب ليلى بنت عمران بن إلحاف بن قضاعة، سميت بها القبيلة، وهذا كان قبل النهى عن التعزى بعزاء الجاهلية. (خندم) (س) في حديث العباس، حين أسره أبو اليسر يوم بدر، قال (إنه لاعظم في عينى من الخندمة) قال أبو موسى: أظنه جبلا. قلت: هو جبل معروف عند مكة.
[ 83 ]
(خنز) (ه) فيه (لولا بنو إسرائيل ما خنز اللحم) أي ما أنتن يقال خنز يخنز، وخزن يخزن، إذا تغيرت ريحه، (ه) وفى حديث على (أنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحرورية، فقال له: اسكت يا خناز) الخناز: الوزغة، وهى التى يقال لها سام أبرص. (س) وفيه ذكر (الخنزوانة) وهى الكبر ; لانها تغير عن السمت الصالح، وهى فعلوانة، ويحتمل أن تكون فنعلانة، من الخزو، وهو القهر، والاول أصح. (خنزب) (س) في حديث الصلاة (ذاك شيطان يقال له خنزب) قال أبو عمرو: وهو لقب له. والخنزب قطعة لحم منتنة، ويروى بالكسر والضم. (خنس) (ه) فيه (الشيطان يوسوس إلى العبد، فإذا ذكر الله خنس) أي انقبض وتأخر (1). (ه) ومنه الحديث (يخرج عنق من النار فتخنس بالجبارين في النار) أي تدخلهم وتغيبهم فيها. (ه) ومنه حديث كعب (فتخنس بهم النار) (2) * وحديث ابن عباس (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى، فأقامني حذاءه، فلما أقبل على صلاته انخنست). * ومنه حديث أبى هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة، قال فانخنست منه) وفى رواية (اختنست) على المطاوعة بالنون والتاء. ويروى (فانتجشت) بالجيم والشين، وسيجئ. * وحديث الطفيل (أتيت ابن عمر فخنس عنى أو حبس) هكذا جاء بالشك. (1) أنشد الهروي للعلاء الحضرمي - وأنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما * وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل وانظر (دحس) فيما يأتي. (2) في الدر النثير: قال ابن الجوزى: أي تجذبهم وتتأخر. (*)
[ 84 ]
(ه) وحديث صوم رمضان (وخنس إبهامه في الثالثة) أي قبضها. * وفى حديث جابر (أنه كان له نخل فخنست النخل) أي تأخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة. * ومنه الحديث (سمعته يقرأ (فلا أقسم بالخنس) هي الكواكب لانها تغيب بالنهار وتظهر بالليل. وقيل هي الكواكب الخمسة السيارة. وقيل زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد، يريد به مسيرها ورجوعها، لقوله تعالى (الجوارى الكنس) ولا يرجع من الكواكب غيرها. وواحد الخنس خانس. (س) وفيه (تقاتلون قوما خنس الآنف) الخنس بالتحريك: انقباض قصبة الانف وعرض الارنبة. والرجل أخنس. والجمع خنس. والمراد بهم الترك، لانه الغالب على آنافهم، وهو شبيه بالفطس. * ومنه حديث أبى المنهال في صفة النار (وعقارب أمثال البغال الخنس). (س) ومنه حديث عبد الملك بن عمير (والله لفطس خنس، بزبد جمس، يغيب فيها الضرس) أراد بالفطس نوعا من تمر المدينة، وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالانوف الخنس، لانها صغار الحب لاطئة الاقماع. (س) وفى حديث الحجاج (إن الابل ضمز (1) خنس ما جشمت جشمت) الخنس جمع خانس: أي متأخر. والضمز. جمع ضامز. وهو الممسك عن الجرة: أي أنها صوابر على العطش وما حملتها حملته. وفى كتاب الزمخشري (ضمر وحبس (2) بالحاء المهملة والباء الموحدة بغير تشديد. (خنع) (ه) فيه (إن أخنع الاسماء من تسمى ملك الاملاك) أي أذلها وأوضعها. والخانع: الذليل الخاضع. * ومنه حديث على يصف أبا بكر (وشمرت إذ خنعوا). (خنف) (ه) فيه (أتاه قوم فقالوا: أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف) هي جمع خنيف، وهو نوع غليظ من أردإ الكتان، أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها. (1) في الاصل وا (ضمر) بالراء. والتصويب من اللسان. وانظر تعليقنا ص 330 من الجزء الاول (2) الذى في الفائق 1 / 639 بالخاء المعجمة والنون المشددة المفتوحة وفيه (ضمر) بالراء. (*)
[ 85 ]
* ومنه رجز كعب: * ومذقة كطرة الخنيف * المذقة: الشربة من اللبن الممزوج، شبه لونها بطرة الخنيف. * وفى حديث الحجاج (إن الابل ضمز خنف) هكذا جاء في رواية بالفاء، جمع خنوف، وهى الناقة التى إذا سارت قلبت خف يدها إلى وحشيه من خارج. * وفى حديث عبد الملك (أنه قال لحالب ناقة: كيف تحلبها ؟ أخنفا، أم مصرا، أم فطرا) الخنف: الحلب بأربع أصابع يستعين معها بالابهام. (خنق) * في حديث معاذ رضى الله عنه (سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى) أي يضيقون وقتها بتأخيرها. يقال خنقت الوقت أخنقه إذا أخرته وضيقته. وهم في خناق من الموت، أي في ضيق. (خنن) (س) فيه (أنه كان يسمع خنينه في الصلاة) الخنين: ضرب من البكاء دون الانتحاب. وأصل الخنين خروج الصوت من الانف، كالحنين من الفم. * ومنه حديث أنس (فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين). (س) وحديث على (أنه قال لابنه الحسن: إنك تخن خنين الجارية). (س) وحديث خالد (فأخبرهم الخبر فخنوا يبكون). * وحديث فاطمة (قام بالباب له خنين) وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عائشة (قال لها بنو تميم: هل لك في الاحنف ؟ قالت: لا، ولكن كونوا على مخنته) أي طريقته. وأصل المخنة: المحجة البينة، والفناء، ووسط الدار، وذلك أن الاحنف تكلم فيها بكلمات، وقال أبياتا يلومها فيها في وقعة الجمل منها: فلو كانت الاكنان دونك لم يجد * عليك مقالا ذو أذاة يقولها فبلغها كلامه وشعره فقالت: ألى كان يستجم مثابة سفهه، وما للاحنف والعربية، وإنما هم علوج لآل عبيدالله سكنوا الريف، إلى الله أشكو عقوق أبنائى، ثم قالت: بنى اتعظ إن المواعظ سهلة * ويوشك أن تكتان وعرا سبيلها
[ 86 ]
ولا تنسين في الله حق أمومتي * فإنك أولى الناس أن لا تقولها ولا تنطقن في أمة لى بالخنا * حنيفية قد كان بعلى رسولها (خنا) * فيه (أخنى الاسماء عند الله رجل تسمى ملك الاملاك) الخنا: الفحش في القول، ويجوز أن يكون من أخنى عليه الدهر إذا مال عليه وأهلكه. * ومنه الحديث (من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه). (ه) وفى حديث أبى عبيدة (فقال رجل من جهينة: والله ما كان سعد ليخنى بابنه في شقة من تمر) أي يسلمه ويخفر ذمته، هو من أخنى عليه الدهر. وقد تكرر ذكر الخنا في الحديث. (باب الخاء مع الواو) (خوب) (ه) فيه (نعوذ بك من الخوبة) يقال خاب يخوب خوبا إذا افتقر. وأصابتهم خوبة إذا ذهب ما عندهم. * ومنه حديث التلب بن ثعلبة (أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خوبة فاستقرض منى طعاما)، أي حاجة. (خوت) (ه) في حديث أبى الطفيل وبناء الكعبة (قال: فسمعنا خواتا من السماء) أي صوتا مثل حفيف جناح الطائر الضخم. خاتت العقاب تخوت خوتا وخواتا. (خوث) (س) في حديث التلب (أصاب النبي صلى الله عليه وسلم خوثة) هكذا جاء في رواية. قال الخطابى: لا أراها محفوظة، وإنما هي بالباء المفردة. وقد ذكرت. (خوخ) (ه) فيه (لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت، إلا خوخة أبى بكر) وفى حديث آخر (إلا خوخة على) الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب. * وفى حديث حاطب ذكر (روضة خاخ) هي بخاءين معجمتين: موضع بين مكة والمدينة.
[ 87 ]
(خور) * في حديث الزكاة (يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار) الخوار: صوت البقر. * ومنه حديث مقتل أبى بن خلف (فخر يخور كما يخور الثور). (ه) وفى حديث عمر (لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو) خار يخور إذا ضعفت قوته ووهت: أي لن يضعف صاحب قوة يقدر أن ينزع في قوسه، ويثب إلى ظهر دابته. * ومنه حديث أبى بكر (قال لعمر: أجبار في الجاهلية وخوار في الاسلام). (ه) وفى حديث عمرو بن العاص (ليس أخو الحرب من يضع خور الحشايا عن يمينه وعن شماله) أي يضع ليان الفرش والاوطية وضعافها عنده، وهى التى لا تحشى بالاشياء الصلبة. (خوز) * فيه ذكر (خوز كرمان) وروى (خوز وكرمان) والخوز: جيل معروف، وكرمان: صقع معروف في العجم. ويروى بالراء المهملة، وهو من أرض فارس، وصوبه الدارقطني. وقيل إذا أضفت فبالراء، وإذا عطفت فبالزاي. (خوص) * في حديث تميم الدارى (ففقدوا جاما من فضة مخوصا بذهب) أي عليه صفائح الذهب مثل خوص النخل [ ه ] ومنه الحديث (مثل المرأة الصالحة مثل التاج المخوص بالذهب). (ه) والحديث الآخر (وعليه ديباج مخوص بالذهب) أي منسوج به كخوص النخل، وهو ورقه. (س) ومنه الحديث (أن الرجم أنزل في الاحزاب، وكان مكتوبا في خوصة في بيت عائشة فأكلتها شاتها). (س) وفى حديث أبان بن سعيد (تركت الثمام قد خاص) كذا جاء في الحديث، وإنما هو أخوص: أي تمت خوصته طالعة. * وفى حديث على وعطائه (أنه كان يزعب لقوم ويخوص لقوم) أي يكثر. ويقلل: يقال خوص ما أعطاك: أي خذه وإن قل.
[ 88 ]
(خوض) (س) فيه (رب متخوض في ماله الله تعالى) أصل الخوض: المشى في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالامر والتصرف فيه: أي رب متصرف في مال الله تعالى بما لا يرضاه الله. والتخوض: تفعل منه. وقيل هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن. * وفى حديث آخر (يتخوضون في مال الله). (خوف) * في حديث عمر (نعم المرء صهيب لو لم يخف الله لم يعصه) أراد أنه إنما يطيع الله حبا له لا خوف عقابه، فلو لم يكن عقاب يخافه ما عصى الله، ففى الكلام محذوف تقديره: لو لم يخف الله لم يعصه فكيف وقد خافه ! * وفيه (أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم) أي احترسوا منها، فإذا ظهر منها شئ فاقتلوه: المعنى اجعلوها تخافكم، واحملوها على الخوف منكم، لانها إذا رأتكم تقتلونها فرت منكم. * وفى حديث أبى هريرة (مثل المؤمن كمثل خافة الزرع) الخافة: وعاء الحب، سميت بذلك لانها وقاية له. والرواية بالميم، وستجئ. (خوق) * فيه (أما تستطيع إحداكن أن تأخذ خوقا من فضة فتطليه بزعفران) الخوق: الحلقة. (خول) * في حديث العبيد (هم إخوانكم وخولكم، جعلهم الله تحت أيديكم) الخول: حشم الرجل وأتباعه، واحدهم خائل. وقد يكون واحدا، ويقع على العبد والامة، وهو مأخوذ من التخويل: التمليك. وقيل من الرعاية. * ومنه حديث أبى هريرة (إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين كان عباد الله خولا) أي خدما وعبيدا. يعنى أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. (ه) وفيه (أنه كان يتخولنا بالموعظة) أي يتعهدنا، من قولهم فلان خائل مال، وهو الذى يصلحه ويقوم به. وقال أبو عمرو: الصواب: يتحولنا بالحاء، أي يطلب الحال التى ينشطون فيها للموعظة فيعظهم فيها، ولا يكثر عليهم فيملوا. وكان الاصمعي يرويه: يتخوننا بالنون، أي يتعهدنا. (س) ومنه حديث ابن عمر (أنه دعا خوليه) الخولى عند أهل الشام:
[ 89 ]
القيم بأمر الابل وإصلاحها، من التخول: التعهد وحسن الرعاية. [ ه ] وفى حديث طلحة قال لعمر: (إنا لا ننبو في يديك ولا نخول عليك): أي لا نتكبر عليك. يقال خال الرجل يخول، واختال يختال إذا تكبر. وهو ذو مخيلة. (خوم) (س) فيه (مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح) هي الطاقة الغضة اللينة من الزرع، وألفها منقلبة عن واو. (خون) (س) فيه (ما كان لنبى أن تكون له خائنة الاعين) أي يضمر في نفسه غير ما يظهره، فإذا كف لسانه وأومأ بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين سميت خائنة الاعين. ومنه قوله تعالى (يعلم خائنة الاعين) أي ما يخونون فيه من مسارقة النظر إلى ما لا يحل. والخائنة بمعنى الخيانة، وهى من المصارد التى جاءت على لفظ الفاعل، كالعافية. (س) وفيه (أنه رد شهادة الخائن والخائنة) قال أبو عبيد: لا نراه خص به الخيانة في أمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وائتمنهم عليه، فإنه قد سمى ذلك أمانة فقال (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) فمن ضيع شيئا مما أمر الله به، أو ركب شيئا مما نهى عنه فليس ينبغى أن يكون عدلا. (س) وفيه (نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا لئلا يتخونهم) أي يطلب خيانتهم وعثراتهم ويتهمهم. * وفى حديث عائشة وقد تمثلت ببيت لبيد بن ربيعة: يتحدثون مخانة وملاذة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب المخانة: مصدر من الخيانة. والتخون: التنقص. * ومنه قصيد كعب بن زهير: * لم تخونه الاحاليل * * وفى حديث أبى سعيد (فإذا أنا بأخاوين عليها لحوم منتنة) هي جمع خوان وهو ما يوضع عليه الطعام عند الاكل.
[ 90 ]
(ه) ومنه حديث الدابة (حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن، وهذا يا كافر) وجاء في رواية (الاخوان) بهمزة، وهى لغة فيه. وقد تقدمت. (خوة) * في صفة أبى بكر (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خوة الاسلام) كذا جاء في رواية. وهى لغة في الاخوة، وليس موضعها، وإنما ذكرناها لاجل لفظها. (ه) وفيه (فأخذ أبا جهل خوة فلا ينطق) أي فترة. وكذلك هذا ليس موضعه، والهاء فيهما زائدة. (خوى) (ه) فيه (أنه كان إذا سجد خوى) أي جافى بطنه عن الارض ورفعها، وجافى عضديه عن جنبيه حتى يخوى ما بين ذلك. * ومنه حديث على (إذا سجد الرجل فليخو، وإذا سجدت المرأة فلتحتفز). * وفى حديث صلة (فسمعت كخواية الطائر) الخواية: حفيف الجناح. * وفى حديث سهل (فإذا هم بديار خاوية على عروشها) خوى البيت إذا سقط وخلا فهو خاو، وعروشها: سقوفها. (باب الخاء مع الياء) (خيب) * في حديث على (من فاز بكم فقد فاز بالقدح الاخيب) أي بالسهم الخائب الذى لا نصيب له من قداح الميسر، وهى ثلاثة: المنيح، والسفيح، والوغد. والخيبة: الحرمان والخسران. وقد خاب يخيب ويخوب. * ومنه الحديث (خيبة لك) و (يا خيبة الدهر). وقد تكرر في الحديث. (خيتعور) * فيه (ذاك ذئب العقبة يقال له الخيتعور) يريد شيطان العقبة، فجعل الخيتعور اسما له، وهو كل شئ يضمحل ولا يدوم على حالة واحدة، أو لا تكون له حقيقة كالسراب ونحوه، وربما سموا الداهية والغول خيتعورا والياء فيه زائدة.
[ 91 ]
(خير) * فيه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في كل شئ) الخير ضد الشر. تقول منه خرت يارجل. فأنت خائر وخير. وخار الله لك: أي أعطاك ما هو خير لك. والخيرة بسكون الياء: الاسم منه. فأما بالفتح فهى الاسم، من قولك اختاره الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرة الله من خلقه. يقال بالفتح والسكون. والاستخارة: طلب الخيرة في الشئ، وهو استفعال منه. يقال استخر الله يخر لك. * ومنه دعاء الاستخارة (اللهم خر لى) أي اختر لى أصلح الامرين، واجعل لى الخيرة فيه. * وفيه (خير الناس خيرهم لنفسه) معناه إذا جامل الناس جاملوه، وإذا أحسن إليهم كافأوه بمثله. * وفى حديث آخر (خيركم خيركم لاهله) هو إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها. (ه) وفيه (رأيت الجنة والنار فلم أر مثل الخير والشر) أي لم أر مثلهما لا يميز بينهما، فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار. (ه) وفيه (أعطه جملا خيارا رباعيا) يقال جمل خيار وناقة خيار، أي مختار ومختارة. * وفيه (تخيروا لنطفكم) أي اطلبوا ما هو خير المناكح وأزكاها، وأبعد من الخبث والفجور. (س) [ ه ]) وفى حديث أبى ذر (أن أخاه أنيسا نافر رجلا عن صرمة له وعن مثلها، فخير أنيس فأخذ الصرمة) أي فضل وغلب. يقال نافرته فنفرته، وخايرته فخرته: أي غلبته. وقد كان خايره في الشعر. * وفى حديث عامر بن الطفيل (أنه خير في ثلاث) أي جعل له أن يختار منها واحدا، وهو بفتح الخاء. * وفى حديث بريرة (أنها خيرت في زوجها) بالضم. * فأما قوله (خير بين دور الانصار) فيريد: فضل بعضها على بعض. * وفيه (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا) الخيار: الاسم من الاختيار، وهو طلب خير الامرين إما إمضاء البيع، أو فسخه، وهو على ثلاثة أضرب: خيار المجلس، وخيار الشرط، وخيار النقيصة:
[ 92 ]
أما خيار المجلس فالاصل فيه قوله (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار) أي إلا بيعا شرط فيه الخيار فلا يلزم بالتفرق. وقيل معناه: إلا بيعا شرط فيه نفى خيار المجلس فيلزم بنفسه عند قوم. وأما خيار الشرط فلا تزيد مدته على ثلاثة أيام عند الشافعي، أولها من حال العقد أو من حال التفرق. وأما خيار النقيصة فأن يظهر بالمبيع عيب يوجب الرد أو يلتزم البائع فيه شرطا لم يكن فيه، ونحو ذلك. (خيس) * فيه (إنى لا أخيس بالعهد) أي لا أنقضه. يقال خاس بعهده يخيس، وخاس بوعده إذا أخلفه. [ ه ] وفى حديث على (أنه بنى سجنا فسماه المخيس)، وقال: بنيت بعد نافع مخيسا * بابا حصينا وأمينا كيسا نافع: اسم حبس كان له من قصب، هرب منه طائفة من المحبسين، فبنى هذا من مدر وسماه المخيس، وتفتح ياؤه وتكسر. يقال: خاس الشئ يخيس إذا فسد وتغير. والتخييس: التذليل. والانسان يخيس في الحبس، أي يذل ويهان. والمخيس بالفتح: موضع التخييس، وبالكسر فاعله. * ومنه الحديث (أن رجلا سار معه على جمل قد نوقه وخيسه) أي راضه وذلله بالركوب. (س) وفى حديث معاوية (أنه كتب إلى الحسين بن على: إنى لم أكسك ولم أخسك) أي لم أذلك ولم أهنك، أو لم أخلفك وعدا. (خيسر) * في حديث عمر ذكر (الخيسرى) وهو الذى لا يجيب إلى الطعام لئلا يحتاج إلى المكافأة، وهو من الخسار. قال الجوهرى: (الخسار والخسارة والخيسرى (1): الضلال والهلاك). والياء زائدة. (خيط) (ه) فيه (أدوا الخياط والمخيط) الخياط الخيط، والمخيط بالكسر الابرة. * وفى حديث عدى (الخيط الابيض من الخيط الاسود) يريد بياض النهار وسواد الليل. (1) في الاصل وأ: الخيسر والتصويب من الصحاح واللسان. (*)
[ 93 ]
(خيعم) * في حديث الصادق (لا يحبنا أهل البيت الخيعامة) قيل هو المأبون. والياء زائدة. والهاء للمبالغة. (خيف) (س) فيه (نحن نازلون غدا بخيف بنى كنانة) يعنى المحصب. الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. ومسجد منى يسمى مسجد الخيف، لانه في سفح جبلها. (س) وفى حديث بدر (مضى في مسيره إليها حتى قطع الخيوف) هي جمع خيف. (س) وفى صفة أبى بكر (أخيف بنى تيم) الخيف في الرجل أن تكون إحدى عينيه زرقاء والاخرى سوداء. كثير مما يقع في هذا الحرف تشتبه فيه الواو بالياء في الاصل، لانهما يشتركان في القلب والتصريف. وقد تقدم في الواو منها شئ، وسيجئ منه هاهنا شئ آخر. والعلماء مختلفون فيهما فمما جاء فيه. (خيل) (س) حديث طهفة (ونستخيل الجهام) هو نستفعل، من خلت إخال إذا ظننت: أي نظنه خليقا بالمطر. وقد أخلت السحابة وأخيلتها. * ومنه حديث عائشة (كان إذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه) الاختيال أن يخال فيها المطر. (ه) وفى حديث آخر (كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر) المخيلة: موضع الخيل، وهو الظن، كالمظنة، وهى السحابة الخليقة بالمطر. ويجوز أن تكون مسماة بالمخيلة التى هي مصدر، كالمحبسة من الحبس (1). (س) ومنه الحديث (ما إخالك سرقت) أي ما أظنك. يقال: خلت إخال بالكسر والفتح، والكسر أفصح وأكثر استعمالا، والفتح القياس. وفيه * (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه). الخيلاء والخيلاء بالضم والكسر - الكبر والعجب. يقال: اختال فهو مختال. وفيه خيلاء ومخيلة: أي كبر. (1) في اللسان نقلا عن المصنف (كالمحسبة من الحسب). (*)
[ 94 ]
(س) ومنه الحديث (من الخيلاء ما يحبه الله)، يعنى في الصدقة وفى الحرب، أما الصدقة فأن تهزه أريحية السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه، فلا يستكثر كثيرا، ولا يعطى منها شيئا إلا وهو له مستقل. وأما الحرب فأن يتقدم فيها بنشاط وقوة نخوة وجنان. * ومنه الحديث (بئس العبد عبد تخيل واختال) هو تفعل وافتعل منه. (ه) وحديث ابن عباس (كل ما شئت والبس ما شئت، ما أخطأتك خلتان: سرف ومخيلة). (س) وفى حديث زيد بن عمرو بن نفيل (البر أبغى لا الخال) يقال هو ذو خال أي ذو كبر. (س) وفى حديث عثمان (كان الحمى ستة أميال، فصار خيال بكذا وخيال بكذا) وفى رواية (خيال بإمرة، وخيال بأسود العين) وهما جبلان. قال الاصمعي: كانوا ينصبون خشبا عليها ثياب سود تكون علامات لمن يراها ويعلم أن ما في داخلها من الارض حمى. وأصلها أنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزدرعات فتظنه إنسانا فلا تسقط فيه. (ه) وفى الحديث (يا خيل الله اركبي) هذا على حذف المضاف، أراد: يا فرسان خيل الله اركبي. وهذا من أحسن المجازات وألطفها. * وفى صفة خاتم النبوة (عليه خيلان) هي جمع خال، وهو الشامة في الجسد. * ومنه الحديث (كان المسيح عليه السلام كثير خيلان الوجه). (خيم) (س) فيه (الشهيد في خيمة الله تحت العرش) الخيمة معروفة، ومنه خيم بالمكان: أي أقام فيه وسكنه، فاستعارها لظل رحمة الله ورضوانه وأمنه، ويصدقه الحديث الآخر (الشهيد في ظل الله وظل عرشه). (ه) وفيه (من أحب أن يستخيم له الرجال قياما) أي كما يقام بين يدى الملوك والامراء، وهو من قولهم خام يخيم، وخيم يخيم إذا أقام بالمكان. ويروى يستخم ويستجم. وقد تقدما في موضعيهما.
[ 95 ]
حرف الدال (باب الدال مع الهمزة) (دأب) * فيه (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم) الدأب: العادة والشأن، وقد يحرك، وأصله من دأب في العمل إذا جد وتعب، إلا أن العرب حولت معناه إلى العادة والشأن. * ومنه الحديث (فكان دأبي ودأبهم) وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث البعير الذى سجد له (فقال لصاحبه: إنه يشكو إلى أنك تجيعه وتدئبه) أي تكده وتتعبه. دأب يدأب دأبا ودؤوبا وأدأبته أنا. (دأدأ) * فيه (أنه نهى عن صوم الدأداء) قيل هو آخر الشهر. وقيل يوم الشك. والد آدى: ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالى المحاق. وقيل هي هي. * ومنه الحديث (ليس عفر الليالى كالد آدئ) العفر: البيض المقمرة، والد آدئ: المظلمة لاختفاء القمر فيها. * وفى حديث أبى هريرة (وبر تدأدأ من قدوم ضأن) أي أقبل علينا مسرعا، وهو من الدئداء: أشد عد والبعير. وقد دأدأ وتدأدأ. ويجوز أن تدهده فقلبت الهاء همزة: أي تدحرج وسقط علينا. (س) ومنه حديث أحد (فتدأدأ عن فرسه). (دأل) (ه) في حديث خزيمة (إن الجنة محظور عليها بالدآليل) أي بالدواهى والشدائد، واحدها دؤلول. وهذا كقوله (حفت الجنة بالمكاره).
[ 96 ]
(باب الخاء مع الباء) (دبب) * في حديث أشراط الساعة ذكر (دابة الارض) قيل إنها دابة طولها ستون ذراعا، ذات قوائم ووبر. وقيل هي مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات، ينصدع جبل الصفا فتخرج منه ليلة جمع والناس سائرون إلى منى. وقيل من أرض الطائف ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام، لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب، تضرب المؤمن بالعصا وتكتب في وجهه مؤمن، وتطبع الكافر بالخاتم وتكتب في وجهه كافر. [ ه ] وفيه (أنه نهى عن الدباء والحنتم) الدباء: القرع، واحدها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الاسلام ثم نسخ، وهو المذهب. وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. ووزن الدباء فعال، ولامه همزة لانه لم يعرف انقلاب لامه عن واو أو ياء، قاله الزمخشري، وأخرجه الهروي في هذا الباب على أن الهمزة زائدة، وأخرجه الجوهرى في المعتل على أن همزته منقلبة، وكأنه أشبه. (ه) وفيه (أنه قال لنسائه. ليت شعرى أيتكن صاحبة الجمل الادبب. تنبحها كلاب الحوأب) أراد الادب فأظهر الادغام لاجل الحوأب. والادب: الكثير وبر الوجه. (ه) وفيه (وحملها على حمار من هذه الدبابة) أي الضعاف التى تدب في المشى ولا تسرع. * ومنه الحديث (عنده غليم يدبب) أي يدرج في المشى رويدا. (ه) وفى حديث عمر رضى الله عنه قال: (كيف تصنعون بالحصون ؟ قال: نتخذ دبابات يدخل فيها الرجال) الدبابة: آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه، وتقيهم ما يرمون به من فوقهم. (ه) وفى حديث ابن عباس (اتبعوا دبة قريش ولا تفارقوا الجماعة). الدبة بالضم: الطريقة والمذهب. (ه) وفيه لا يدخل الجنة ديبوب ولا قلاع) هو الذى يدب بين الرجال والنساء،
[ 97 ]
ويسعى للجمع بينهم. وقيل هو النمام، لقولهم فيه إنه لتدب عقاربه، والياء فيه زائدة. (دبج) * فيه ذكر (الديباج) في غير موضع، وهو الثياب المتخذة من الابريسم، فارسي معرب، وقد تفتح داله، ويجمع على ديابيج ودبابيج بالياء والباء، لان أصله دباج. * ومنه حديث النخعي (كان له طيلسان مدبج) هو الذى زينت أطرافه بالديباج. (دبح) (ه) فيه (إنه نهى أن يدبح الرجل في الصلاة) هو الذى يطاطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره. وقيل دبح تدبيحا إذا طأطأ رأسه، ودبح ظهره إذا ثناه فارتفع وسطه كأنه سنام، قال الازهرى: رواه الليث بالذال المعجمة، وهو تصحيف والصحيح بالمهملة. (دبر) (س) في حديث ابن عباس (كانوا يقولون في الجاهلية: إذا برأ الدبر وعفا الاثر) الدبر بالتحريك: الجرح الذى يكون في ظهر البعير. يقال دبر يدبر دبرا. وقيل هو أن يقرح خف البعير. (س) ومنه حديث عمر (أنه قال لامرأة: أدبرت وأنقبت) أي دبر بعيرك وحفى. يقال: أدبر الرجل إذا دبر ظهر بعيره، وأنقب إذا حفى خف بعيره. (ه س) وفيه (لا تقاطعوا ولا تدابروا) أي لا يعطى كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره. (ه) ومنه الحديث (ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة: رجل أتى الصلاة دبارا) أي بعد ما يفوت وقتها. وقيل دبار جمع دبر، وهو آخر أوقات الشئ، كالادبار في قوله تعالى (وإدبار السجود) ويقال فلان ما يدرى قبال الامر من دباره: أي ما أوله من آخره. والمراد أنه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها. (س) ومنه الحديث (لا يأتي الجمعة إلا دبرا) يروى بالفتح والضم، وهو منصوب على الظرف. * ومنه حديث ابن مسعود (ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا).
[ 98 ]
* وحديث أبى الدرداء رضى الله عنه (هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا). (ه) والحديث الآخر (لا يأتي الصلاة إلا دبريا) يروى بفتح الباء وسكونها، وهو منسوب إلى الدبر: آخر الشئ، وفتح الباء من تغييرات النسب، وانتصابه على الحال من فاعل يأتي. * وفى حديث الدعاء (وابعث عليهم بأسا تقطع به دابرهم) أي جميعهم حتى لا يبقى منهم أحد. ودابر القوم: آخر من يبقى منهم ويجئ في آخرهم. * ومنه الحديث (أيما مسلم خلف غازيا في دابرته) أي من بقى بعده. (ه) وفى حديث عمر (كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا) أي يخلفنا بعد موتنا. يقال دبرت الرجل إذا بقيت بعده. * وفيه (إن فلانا أعتق غلاما له عن دبر) أي بعد موته. يقال دبرت العبد إذا علقت عنقه بموتك، وهو التدبير: أي أنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث أبى هريرة (إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم) هو بالفتح: الهلاك. (س) وفى الحديث (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور) هو بالفتح: الريح التى تقابل الصبا والقبول. قيل سميت به لانها تأتى من دبر الكعبة، وليس بشئ، وقد كثر اختلاف العلماء في جهات الرياح ومهابها اختلافا كثيرا فلم نطل بذكر أقوالهم. (ه س) وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه، قال له أبو جهل يوم بدر وهو صريع: (لمن الدبرة) أي الدولة والظفر والنصرة، وتفتح الباء وتسكن. ويقال على من الدبرة أيضا: أي الهزيمة. (ه) وفيه (نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة) المدابرة: أن يقطع من مؤخر أذن الشاة شئ ثم يترك معلقا كأنه زنمة. (ه) وفيه (أما سمعته من معاذ يدبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي يحدث به عنه. قال ثعلب: إنما هو يذبره، بالذال المعجمة: أي يتقنه. قال الزجاج: الذبر: القراءة.
[ 99 ]
(ه) وفيه (أرسل الله عليهم مثل الظلة من الدبر) هو بسكون الباء: النحل (1). وقيل الزنابير. والظلة: السحاب. * ومنه حديث سكينة (جاءت إلى أمها وهى صغيرة تبكى، فقالت: ما بك ؟ قالت: مرت بى دبيرة فلسعتني بأبيرة) هي تصغير الدبرة: النحلة. (ه س) وفى حديث النجاشي (ما أحب أن يكون دبرى لى ذهبا وأنى آذيت رجلا من المسلمين) هو بالقصر: اسم جبل. وفى رواية (ما أحب أن لى دبرا من ذهب) الدبر بلسانهم: الجبل، هكذا فسر، وهو في الاولى معرفة، وفى الثانية نكرة. * وفى حديث قيس بن عاصم (إنى لافقر البكر الضرع والناب المدبر) أي التى أدبر خيرها. (دبس) (ه) فيه (أن أبا طلحة كان يصلى في حائط له فطار دبسي فأعجبه) الدبسي: طائر صغير. قيل هو ذكر اليمام، وقيل إنه منسوب إلى طير دبس، والدبسة: لون بين السواد والحمرة. وقيل إلى دبس الرطب، وضمت داله في النسب كدهري وسهلي. قاله الجوهرى. (دبل) (ه) في حديث خيبر (دله الله على دبول كانوا يتروون منها) أي جداول ماء، واحدها دبل، سميت به لانها تدبل: أي تصلح وتعمر. * وفى حديث عمر (أنه مر في الجاهلية على زنباع بن روح، وكان يعشر من مر به، ومعه ذهبة، فجعلها في دبيل وألقمها شارفا له) الدبيل: من دبل اللقمة ودبلها إذا جمعها وعظمها، يريد أنه جعل الذهب في عجين وألقمه الناقة. (س) وفى حديث عامر بن الطفيل (فأخذته الدبيلة) هي خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا، وهى تصغير دبلة. وكل شئ جمع فقد دبل. (دبن) (س) في حديث جندب بن عامر (أنه كان يصلى في الدبن) الدبن: حظيرة الغنم إذا كانت من القصب، وهى من الخشب زريبة، ومن الحجارة صيرة. (1) في الدر النثير: قلت (عليك بغسل الدبر) اختلف فيه فقيل بعين مهملة، والدبر: النحل، وقيل بمعجمة يعنى الاستنجاء، وهو الارجح. (*)
[ 100 ]
(دبة) * فيه ذكر (دبة) هي بفتح الدال والباء المخففة: بلد بين بدر والاصافر، مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى بدر. (دبا) * في حديث عائشة (قالت: يا رسول الله كيف الناس بعد ذلك ؟ قال: دبا يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة) الدبا مقصور: الجراد قبل أن يطير. وقيل هو نوع يشبه الجراد، واحدته دباة. (س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه - (قال له رجل: أصبت دباة وأنا محرم، قال: اذبح شويهة). (باب الدال مع الثاء) (دثث) (س) فيه (دث فلان) أي أصابه التواء في جنبه. والدث: الرمى والدفع. * ومنه حديث أبى رئال (كنت في السوس، فجاءني رجل به شبه الدثانية) أي التواء في لسانه، كذا قال الزمخشري. (دثر) [ ه ] فيه (ذهب أهل الدثور بالاجور) الدثور: جمع دثر، وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجميع. (ه) ومنه حديث طهفة (وابعث راعيها في الدثر) وقيل أراد بالدثر هاهنا الخصب والنبات الكثير. * وفى حديث الانصار رضى الله عنهم (أنتم الشعار والناس الدثار) هو الثوب الذى يكون فوق الشعار، يعنى أنتم الخاصة والناس العامة. * ومنه الحديث (كان إذا نزل عليه الوحى يقول دثروني دثروني) أي غطوني بما أدفأ به. وقد تكرر ذكره في الحديث. (س) وفى حديث أبى الدرداء (إن القلب يدثر كما يدثر السيف، فجلاؤه ذكر الله) أي يصدأ كما يصدأ السيف. وأصل الدثور: الدروس، وهو أن تهب الرياح على المنزل فتغشى رسومه بالرمل وتغطيها بالتراب.
[ 101 ]
* وفى حديث عائشة (دثر مكان البيت فلم يحجه هود عليه السلام). (ه) ومنه حديث الحسن (حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور) يعنى دروس ذكر الله وامحاءه منها. يقول: اجلوها واغسلوا الرين والطبع الذى علاها بذكر الله. ودثور النفوس (1): سرعة نسيانها. (دثن) * فيه ذكر غزوة (داثن) وهى ناحية من غزة الشام أوقع بها المسلمون بالروم، وهى أول حرب جرت بينهم. * وفيه ذكر (الدثينة) وهى بكسر الثاء وسكون الياء: ناحية قرب عدن لها ذكر في حديث أبى سبرة النخعي. (باب الدال مع الجيم) (دجج) (ه) في حديث ابن عمر (أنه رأى قوما في الحج لهم هيأة أنكرها، فقال: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج) الداج: أتباع الحاج كالخدم والاجراء والجمالين، لانهم يدجون على الارض: أي يدبون ويسعون في السير. وهذان اللفظان وإن كانا مفردين فالمراد بهما الجمع، كقوله تعالى (مستكبرين به سامرا تهجرون). * وفيه (أنه قال لرجل: أين نزلت ؟ قال: بالشق الايسر من منى، قال: ذاك منزل الداج فلا تنزله). * ومنه الحديث (قال له رجل: ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت) هكذا جاء في رواية بالتشديد. قال الخطابى: الحاجة: القاصدون البيت، والداجة: الراجعون، والمشهور بالتخفيف. وأراد بالحاجة الحاجة الصغيرة، وبالداجة الحاجة الكبيرة. وقد تقدم في حرف الحاء. (س) وفى حديث وهب (خرج جالوت مدججا في السلاح) يروى بكسر الجيم وفتحها: أي عليه سلاح تام، سمى به لانه يدج: أي يمشى رويدا لثقله. وقيل: لانه يتغطى به، من دججت السماء إذا تغيمت. وقد تكرر في الحديث. (1) في الاصل: النفس. والمثبت من ا واللسان والهروى (*)
[ 102 ]
(دجر) (س) في حديث عمر (قال اشتر لنا بالنوى دجرا) الدجر بالفتح والضم: اللوبياء. وقيل: هو بالفتح والكسر، وأما بالضم فهى خشبة يشد عليها حديدة الفدان. * ومنه حديث ابن عمر (أنه أكل الدجر ثم غسل يده بالثفال). (دجل) (س) فيه (أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى وعدتها لعلى ولست بدجال) أي لست بخداع ولا ملبس عليك أمرك. وأصل الدجل: الخلط. يقال: دجل إذا لبس وموه. * ومنه الحديث (يكون في آخر الزمان دجالون) أي كذابون مموهون. وقد تكرر ذكر الدجال في الحديث، وهو الذى يظهر في آخر الزمان يدعى الالوهية. وفعال من أبنية المبالغة: أي يكثر منه الكذب والتلبيس. (دجن) * فيه (لعن الله من مثل بدواجنه) هي جمع داجن، وهى الشاة التى يعلفها الناس في منازلهم. يقال شاة داجن، ودجنت تدجن دجونا. والمداجنة: حسن المخالطة. وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها. والمثلة بها أن يخصيها ويجدعها. * ومنه حديث عمران بن حصين رضى الله عنه (كانت العضباء داجنا لا تمنع من حوض ولا نبت) هي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ه) وفى حديث الافك (تدخل الداجن فتأكل عجينها). * وفى حديث قس: * يجلو دجنات الدياجى والبهم * الدجنات: جمع دجنة، وهى الظلمة. والدياجى: الليالى المظلمة. (س) وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما. (إن الله مسح ظهر آدم بدجناء) هو بالمد والقصر: اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة. (دجا) (س) فيه (أنه بعث عيينة بن بدر حين أسلم الناس ودجا الاسلام فأغار على بنى عدى بن جندب وأخذ أموالهم) دجا الاسلام: أي شاع وكثر، من دجا الليل إذا تمت ظلمته وألبس كل شئ. ودجا أمرهم على ذلك: أي صلح.
[ 103 ]
[ ه ] ومنه الحديث (ما روى مثل هذا منذ دجا الاسلام) وفى رواية (منذ دجت الاسلام) فأنث على معنى الملة. * ومنه الحديث (من شق عصا المسلمين وهم في إسلام داج) ويروى (دامج). * ومنه حديث على رضى الله عنه (يوشك أن تغشاكم دواجى ظلله) أي ظلمها، واحدها داجية. (باب الدال مع الحاء) (دحح) (ه) في حديث أسامة (كان له بطن مندح) أي متسع، وهو مطاوع دحة يدحه دحا. (ه) ومنه حديث عطاء (بلغني أن الارض دحت من تحت الكعبة دحا) وهو مثل دحيت. * وفى حديث عبيد الله بن نوفل، وذكر ساعة يوم الجمعة (فنام عبيدالله فدح دحة) الدح: الدفع وإلصاق الشئ بالارض، وهو قريب من الدس. (دحدح) * في صفة أبرهة صاحب الفيل (كان قصيرا حادرا دحداحا) الدحدح والدحداح: القصير السمين. (س) ومنه حديث الحجاج، قال لزيد بن أرقم (إن محمديكم هذا لدحداح). (دحر) (ه) في حديث عرفة (ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق منه في يوم عرفة) الدحر: الدفع بعنف على سبيل الاهانة والاذلال، والدحق: الطرد والابعاد. وأفعل الذى للتفضيل من دحر ودحق، كأشهر وأجن من شهر وجن. وقد نزل وصف الشيطان بأنه أدحر وأدحق منزلة وصف اليوم به لوقوع ذلك فيه، فلذلك قال من يوم عرفة، كأن اليوم نفسه هو الادحر الادحق. * ومنه حديث ابن ذى يزن (ويدحر الشيطان). (دحس) (ه) في حديث سلخ الشاة (فدحس بيده حتى توارت إلى الابط،
[ 104 ]
ثم مضى وصلى ولم يتوضأ) أي دسها بين الجلد واللحم كما يفعل السلاخ. * وفى حديث جرير (أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوس من الناس فقام بالباب) أي مملوء، وكل شئ ملاته فقد دحسته. والدحس والدس متقاربان. * ومنه حديث طلحة (أنه دخل عليه داره وهى دحاس) أي ذات دحاس. وهو الامتلاء والزحام. (ه) ومنه حديث عطاء (حق على الناس يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فرج) أي يزدحموا فيها ويدسوا أنفسهم بين فرجها. ويروى بخاء معجمة، وهو بمعناه. * وفى شعر العلاء بن الحضرمي، أنشده النبي صلى الله عليه وسلم: وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما * وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل يروى بالحاء والخاء، يريد إن فعلوا الشر من حيث لا تعلم. (دحسم) (س ه) فيه (كان يبايع الناس وفيهم رجل دحسمان) الدحسمان والدحمسان: الاسود السمين الغليظ. وقيل: السمين الصحيح الجسم، وقد تلحق بهما ياء النسب كأحمرى. (دحص) (ه) في حديث إسماعيل عليه السلام (فجعل يدحص الارض بعقبيه) أي يفحص ويبحث بهما ويحرك التراب. (دحض) [ ه ] في حديث مواقيت الصلاة (حين تدحض الشمس) أي تزول عن وسط السماء إلى جهة المغرب، كأنها دحضت، أي زلقت. * ومنه حديث الجمعة (كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين والدحض) أي الزلق. * وحديث وفد مذحج (نجباء غير دحض الاقدام) الدحض: جمع داحض، وهم الذين لا ثبات لهم ولا عزيمة في الامور.
[ 105 ]
(ه) وفى حديث أبى ذر (إن النبي (1) صلى الله عليه وسلم قال: إن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض). (ه) وفى حديث معاوية (قال لابن عمرو: لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك) أي تزلق. ويروى بالصاد: أي تبحث فيها برجلك. (س) وفى حديث الحجاج في صفة المطر (فدحضت التلاع) أي صيرتها مزلقة. وقد تكرر في الحديث. (دحق) (ه) في حديث عرفة (ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق منه في يوم عرفة) وقد تقدم في دحر. (ه) ومنه الحديث حين عرض نفسه على أحياء العرب (بئس ما صنعتم، عمدتم إلى دحيق قوم فأجرتموه) أي طريدهم. والدحق: الطرد والابعاد. * وفى حديث على (سيظهر بعدى عليكم رجل مندحق البطن) أي واسعها، كأن جوانبها قد بعد بعضها من بعض فاتسعت. (دحل) [ ه ] في حديث أبى وائل (قال: ورد علينا كتاب عمر رضى الله عنه إذا قال الرجل للرجل لا تدحل فقد أمنه) يقال دحل يدحل إذا فر وهرب: معناه إذا قال له لا تفر ولا تهرب فقد أعطاه بذلك أمانا. وحكى الازهرى أن معنى لا تدحل بالنبطية: لا تخف. (ه) وفى حديث أبى هريرة (أن رجلا سأله فقال: إنى رجل مصراد أفأدخل المبولة معى في البيت ؟ فقال نعم، وادحل في الكسر) الدحل: هوة تكون في الارض وفى أسافل الاودية، يكون في رأسها ضيق ثم يتسع أسفلها، وكسر الخباء: جانبه، فشبه أبو هريرة جوانب الخباء ومداخله بالدحل. يقول: صر فيه كالذى يصير في الدحل. ويروى: وادح لها في الكسر: أي وسع لها موضعا في زاوية منه. (1) في ا والهروى: (ان خليلي). (*)
[ 106 ]
(دحم) (ه) فيه (أنه سئل هل يتناكح أهل الجنة فيها ؟ فقال: نعم دحما دحما) هو النكاح والوطئ بدفع وإزعاج. وانتصابه بفعل مضمر: أي يدحمون دحما. والتكرير للتأكيد وهو بمنزلة قولك لقيتهم رجلا رجلا: أي دحما بعد دحم. * ومنه حديث أبى الدرداء وذكر أهل الجنة فقال: (إنما تدحمونهن دحما). (دحمس) (س) في حديث حمزة بن عمرو (في ليلة ظلماء دحمسة) أي مظلمة شديدة الظلمة. (س [ ه ]) ومنه الحديث (أنه كان يبايع الناس وفيهم رجل دحمسان) وفى رواية (دحمسانى) أي أسود سمين. وقد تقدم. (دحن) (س) في حديث ابن جبير، وفى رواية عن ابن عباس (خلق الله آدم من دحناء ومسح ظهره بنعمان السحاب) دحناء: اسم أرض، ويروى بالجيم. وقد تقدم. (دحا) (ه) في حديث على وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم يا داحي المدحوات) وروى (المدحيات) الدحو: البسط، والمدحوات: الارضون. يقال دحا يدحو ويدحى: أي بسط ووسع. * ومنه حديثه الآخر (لا تكونوا كقيض بيض في أداحى) الاداحى: جمع الادحى، وهو الموضع الذى تبيض فيه النعامة وتفرخ، وهو أفعول، من دحوت، لانها تدحوه برجلها، أي تبسطه ثم تبيض فيه. * ومنه حديث ابن عمر (فدحا السيل فيه بالبطحاء) أي رمى وألقى. (ه) ومنه حديث أبى رافع (كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحى) هي أحجار أمثال القرصة، كانوا يحفرون حفيرة ويدحون فيها بتلك الاحجار، فإن وقع الحجر فيها فقد غلب صاحبها، وإن لم يقع غلب. والدحو: رمى اللاعب بالحجر والجوز وغيره. (ه) ومنه حديث ابن المسيب (أنه سئل عن الدحو بالحجارة فقال: لا بأس به) أي المراماة بها والمسابقة.
[ 107 ]
* وفى الحديث (كان جبريل عليه السلام يأتيه في صورة دحية الكلبى) هو دحية بن خليفة أحد الصحابة، كان جميلا حسن الصورة. ويروى بكسر الدال وفتحها. والدحية: رئيس الجند ومقدمهم. وكأنه من دحاه يدحوه إذا بسطه ومهده، لان الرئيس له البسط والتمهيد. وقلب الواو فيه ياء نظير قلبها في صبية وفتية. وأنكر الاصمعي فيه الكسر. [ ه ] ومنه الحديث (يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دحية مع كل دحية سبعون ألف ملك). (باب الدال مع الخاء). (دخخ) (س) فيه (أنه قال لابن صياد: خبأت لك خبيئا (1)، قال: هو الدخ) الدخ بضم الدال وفتحها: الدخان. قال: * عند رواق البيت يغشى الدخا * وفسر في الحديث أنه أراد بذلك (يوم تأتى السماء بدخان مبين) وقيل إن الدجال يقتله عيسى عليه السلام بجبل الدخان. فيحتمل أن يكون أراده تعريضا بقتله، لان ابن صياد كان يظن أنه الدجال. (دخر) * فيه (سيدخلون جهنم داخرين) الداخر: الذليل المهان. (دخس) (ه) في حديث سلخ الشاة (فدخس بيده حتى توارت إلى الابط) أي أدخلها بين اللحم والجلد. ويروى بالحاء، وقد تقدم. وكذلك ما فيه من حديث عطاء والعلاء بن الحضرمي. ويروى بالخاء أيضا. (دخل) (س) فيه (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدرى ما خلفه عليه) داخلة الازار: طرفه وحاشيته من داخل. وإنما أمره بداخلته دون خارجته لان المؤتزر يأخذ إزاره بيمينه وشماله فيلزق ما بشماله على جسده وهى داخلة إزاره، ثم يضع ما بيمينه فوق داخلته، فمتى عاجله أمر وخشى سقوط إزاره أمسكه بشماله ودفع عن نفسه بيمينه، (1) جاء في اللسان وتاج العروس بلفظ: ما خبأت لك ؟ قال: هو الدخ). وفى الفائق 1 / 393. (إنى خبأت لك خبيئا، فما هو ؟ قال: الدخ). (*)
[ 108 ]
فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره فإنما يحل بيمينه خارجة الازار، وتبقى الداخلة معلقة وبها يقع النفض، لانها غير مشغولة باليد. (ه) فأما حديث العائن (أنه يغسل داخلة إزاره) فإن حمل على ظاهره كان كالاول، وهو طرف الازار الذى يلى جسد المؤتزر، وكذلك: (ه) الحديث الآخر (فلينزع داخلة إزاره) وقيل: أراد يغسل العائن موضع داخلة إزاره من جسده لا إزاره. وقيل: داخلة الازار: الورك. وقيل: أراد به مذاكيره، فكنى بالداخلة عنها، كما كنى عن الفرج بالسراويل. * وفى حديث قتادة بن النعمان: (كنت أرى إسلامه مدخولا) الدخل بالتحريك: العيب والغش والفساد. يعنى أن إيمانه كان متزلزلا فيه نفاق. * ومنه حديث أبى هريرة: (إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين كان دين الله دخلا، وعباد الله خولا) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجر بها السنة. * وفيه: (دخلت العمرة في الحج) معناه أنها سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه وهذا تأويل من لم يرها واجبة. فأما من أوجبها فقال: معناه أن عمل العمرة قد دخل في عمل الحج، فلا يرى على القارن أكثر من إحرام واحد وطواف وسعى. وقيل: معناه أنها قد دخلت في وقت الحج وشهوره، لانهم كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فأبطل الاسلام ذلك وأجازه. [ ه ] وفى حديث عمر (من دخلة الرحم) يريد الخاصة والقرابة، وتضم الدال وتكسر (ه) وفى حديث الحسن (إن من النفاق اختلاف المدخل والمخرج) أي سوء الطريقة والسيرة. * وفى حديث معاذ وذكر الحور العين (لا تؤذيه فإنه دخيل عندك). الدخيل: الضيف والنزيل. * ومنه حديث عدى (وكان لنا جارا أو دخيلا) (1). (1) في الدر النثير: قال ابن الجوزى (في الدخيل صدقة) هو الجاورس اه. والجاورس - بفتح الواو - حب يشبه الذرة، وهو أصغر منها، وقيل نوع من الدخن. (المصباح المنير - جرس) (*)
[ 109 ]
(دخن) (ه) فيه (أنه ذكر فتنة فقال: دخنها من تحت قدمى رجل من أهل بيتى) يعنى ظهورها وإثارتها، بالدخان المرتفع. والدخن بالتحريك: مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقى عليها حطب رطب فكثر دخانها. وقيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد. (ه) ومنه الحديث (هدنة على دخن) أي على فساد واختلاف، تشبيها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر. وجاء تفسيره في الحديث أنه لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه: أي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها، كالكدورة التى في لون الدابة. (باب الدال مع الدال) (دد) (ه) فيه (ما أنا من دد ولا الدد منى) الدد: اللهو واللعب، وهى محذوفة اللام وقد استعملت متممة: ددا كندى، وددن كبدن، ولا يخلو المحذوف أن يكون ياء، كقولهم يد في يدى، أو نونا كقولهم لد في لدن. ومعنى تنكير الدد في الجملة الاولى: الشياع والاستغراق، وأن لا يبقى شئ منه إلا وهو منزه عنه: أي ما أنا في شئ من اللهو واللعب. وتعريفه في الجملة الثانية لانه صار معهودا بالذكر، كأنه قال: ولا ذلك النوع منى، وإنما لم يقل ولا هو منى، لان الصريح آكد وأبلغ. وقيل اللام في الدد لاستغراق جنس اللعب. أي ولا جنس اللعب منى، سواء كان الذى قلته أو غيره من أنواع اللعب واللهو. واختار الزمخشري الاول، وقال: ليس يحسن أن تكون لتعريف الجنس [ لان الكلام يتفكك ] (1) ويخرج عن التئامه. والكلام جملتان، وفى الموضعين مضاف محذوف تقديره: ما أنا من أهل دد ولا الدد من أشغالي. (درأ) (ه) فيه (ادرأوا الحدود بالشبهات) أي ادفعوا. درأ يدرأ درءا إذا دفع. (ه) ومنه الحديث (اللهم إنى أدرأ بك في نحورهم) أي أدفع بك في نحورهم لتكفينى أمرهم. وإنما خص النحور لانه أسرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع. * ومنه الحديث (إذا تدارأتم في الطريق) أي تدافعتم واختلفتم. (1) الزيادة من الفائق 1 / 394 (*)
[ 110 ]
(ه) والحديث الآخر (كان لا يدارى ولا يمارى) أي لا يشاغب ولا يخالف، وهو مهموز. وروى في الحديث غير مهموز ليزاوج يمارى، فأما المداراة في حسن الخلق والصحبة فغير مهموز، وقد يهمز. * ومنه الحديث (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى فجاءت بهمة تمر بين يديه، فما زال يدارئها) أي يدافعها، ويروى بغير همز، من المداراة. قال الخطابى: وليس منها. (ه) وفى حديث أبى بكر والقبائل (قال له دغفل: * صادف درء السيل درءا يدفعه * (1) يقال للسيل إذا أتاك من حيث لا تحتسبه: سيل درء أي يدفع هذا ذاك وذاك هذا. ودرأ علينا فلان يدرأ إذا طلع مفاجأة. (ه) وفى حديث الشعبى في المختلعة: (إذا كان الدرء من قبلها فلا بأس أن يأخذ منها) أي الخلاف والنشوز. (ه) وفيه (السلطان ذو تدرإ) أي ذو هجوم لا يتوقى ولا يهاب، ففيه قوة على دفع أعدائه، والتاء زائدة كما زيدت في ترتب وتنضب. * ومنه حديث العباس بن مرداس: وقد كنت في القوم ذا تدرإ * فلم أعط شيئا ولم أمنع (ه) وفى حديث عمر (أنه صلى المغرب، فلما انصرف درأ جمعة من حصى المسجد وألقى عليها رداءه واستلقى) أي سواها بيده وبسطها. ومنه قولهم: يا جارية ادرئى لى الوسادة: أي ابسطى. (س) وفى حديث دريد بن الصمة في غزوة حنين (دريئة أمام الخيل) الدريئة مهموزة: حلقة يتعلم عليها الطعن. والدرية بغير همز: حيوان يستتر به الصائد فيتركه يرعى مع الوحش، حتى إذا أنست به وأمكنت من طالبها رماها. وقيل على العكس منهما في الهمز وتركه. (1) تمامه في الهروي: * يهيضه حينا وحينا يصدعه * (*)
[ 111 ]
(درب) (س) في حديث أبى بكر رضى الله عنه (لا تزالون تهزمون الروم، فإذا صاروا إلى التدريب وقفت الحرب) التدريب: الصبر في الحرب وقت الفرار. وأصله من الدربة: التجربة. ويجوز أن يكون من الدروب وهى الطرق، كالتبويب من الابواب: يعنى أن المسالك تضيق فتقف الحرب. (س) ومنه حديث جعفر بن عمرو (وأدربنا) أي دخلنا الدرب، وكل مدخل إلى الروم درب. وقيل هو بفتح الراء للنافذ منه، وبالسكون لغير النافذ. * وفى حديث عمران بن حصين (فكانت ناقة مدربة) أي مخرجة مؤدبة قد ألفت الركوب والسير: أي عودت المشى في الدروب فصارت تألفها وتعرفها فلا تنفر. (درج) (ه) في حديث أبى أيوب (قال لبعض المنافقين وقد دخل المسجد: أدراجك يا منافق من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) الادراج: جمع درج وهو الطريق: أي اخرج من المسجد وخذ طريقك الذى جئت منه. يقال رجع أدراجه. أي عاد من حيث جاء. (ه) وفى حديث عبد الله ذى البجادين، يخاطب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم: تعرضى مدارجا وسومى * تعرض الجوزاء للنجوم هذا أبو القاسم فاستقيمي المدارج: الثنايا الغلاظ، واحدتها مدرجة، وهى المواضع التى يدرج فيها: أي يمشى. * وفى خطبة الحجاج (ليس هذا بعشك فادرجي) (1)، أي اذهبي، وهو مثل يضرب لمن يتعرض إلى شئ ليس منه، وللمطمئن في غير وقته فيؤمر بالجد والحركة. (س) وفى حديث كعب (قال له عمر: لاى ابني آدم كان النسل. فقال: ليس لواحد منهما نسل، أما المقتول فدرج، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان) درج أي مات. (س) وفى حديث عائشة (كن يبعثن بالدرجة فيها الكرسف) هكذا يروى بكسر الدال وفتح الراء. جمع درج، وهو كالسفط الصغير تضع فيه المرأة خف متاعها وطيبها. وقيل: إنما هو بالدرجة تأنيث درج. وقيل إنما هي الدرجة بالضم، وجمعها الدرج، وأصله شئ يدرج: (1) في الفائق 3 / 231: ليس أوان عشك فادرجي (*)
[ 112 ]
أي يلف، فيدخل في حياء الناقة، ثم يخرج ويترك على حوار فتشمه فتظنه ولدها فترأمه. (درد) (ه) فيه (لزمت السواك حتى خشيت أن يدردنى) أي يذهب بأسنانى. والدرد: سقوط الاسنان. * وفى حديث الباقر (أتجعلون في النبيذ الدردى ؟ قيل: وما الدردى ؟ قال: الرؤبة) أراد بالدردى الخميرة التى تترك على العصير والنبيذ ليتخمر، وأصله ما يركد في أسفل كل مائع كالاشربة والادهان. (دردر) * في حديث ذى الثدية (له ثدية مثل البضعة تدردر) أي ترجرج تجئ وتذهب. والاصل تتدردر، فحذف إحدى التاءين تخفيفا. (درر) (س) فيه (أنه نهى عن ذبح ذوات الدر) أي ذوات اللبن. ويجوز أن يكون مصدر در اللبن إذا جرى. (ه) ومنه الحديث (لا يحبس دركم) أي ذوات الدر، أراد أنها لا تحشر إلى المصدق، ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد: لما في ذلك من الاضرار بها. * وفى حديث خزيمة (غاضت لها الدرة) هي اللبن إذا كثر وسال. (ه) ومنه حديث عمر (أنه أوصى عماله فقال: أدروا لقحة المسلمين) أراد فيئهم وخراجهم، فاستعار له اللقحة والدرة. (س) وفى حديث الاستسقاء (ديما دررا) هو جمع درة. يقال للسحاب درة: أي صب واندفاق. وقيل الدرر الدار، كقوله تعالى: (دينا قيما) أي قائما. (ه) وفى صفته صلى الله عليه وسلم في ذكر حاجبيه (بينهما عرق يدره الغضب) أي يمتلئ دما إذا غضب كما يمتلئ الضرع لبنا إذا در. (س) وفى حديث أبى قلابة (صليت الظهر ثم ركبت حمارا دريرا) الدرير: السريع العدو من الدواب، المكتنز الخلق. (ه) وفى حديث عمرو. قال لمعاوية (تلافيت أمرك حتى تركته مثل فلكة المدر) المدر بتشديد الراء: الغزال. ويقال للمغزل نفسه الدرارة والمدرة، ضربه مثلا لاحكامه أمره
[ 113 ]
بعد استرخائه. وقال القتيبى: أراد بالمدر الجارية إذا فلك ثدياها ودر فيها الماء. يقول: كان أمرك مسترخيا فأقمته حتى صار كأنه حلمة ثدى قد أدر. والاول الوجه. (ه) وفيه (كما ترون الكوكب الدرى في أفق السماء) أي الشديد الانارة، كأنه نسب إلى الدر، تشبيها بصفائه. وقال الفراء: الكوكب الدرى عند العرب هو العظيم المقدار. وقيل هو أحد الكواكب الخمسة السيارة. (ه) ومنه حديث الدجال (إحدى عينيه كأنها كوكب درى). (درس) (س) فيه (تدارسوا القرآن) أي اقرأوه وتعهدوه لئلا تنسوه. يقال: درس يدرس درسا ودراسة. وأصل الدراسة الرياضة والتعهد للشئ. (س) ومنه حديث اليهودي الزانى (فوضع مدراسها كفه على آية الرجم) المدراس صاحب دراسة كتبهم. ومفعل ومفعال من أبنية المبالغة. * فأما الحديث الآخر (حتى أتى المدراس) فهو البيت الذى يدرسون فيه. ومفعال غريب في المكان. (س) وفى حديث عكرمة في صفة أهل الجنة (يركبون نجبا ألين مشيا من الفراش المدروس) أي الموطأ الممهد. وفى قصيد كعب بن زهير في رواية: * مطرح البز والدرسان مأكول * الدرسان: الخلقان من الثياب، واحدها درس ودرس. وقد يقع على السيف والدرع والمغفر. (درع) (س) في حديث المعراج (فإذا نحن بقوم درع، أنصافهم بيض وأنصافهم سود) الادرع من الشاء الذى صدره أسود وسائره أبيض. وجمع الادرع درع، كأحمر وحمر، وحكاه أبو عبيد بفتح الراء ولم يسمع من غيره، وقال: واحدتها درعة، كغرفة وغرف. * ومنه قولهم (ليال درع) أي سود الصدور بيض الاعجاز.
[ 114 ]
* وفى حديث خالد (جعل أدعرله وأعتده حبسا في سبيل الله) الادراع: جمع درع، وهى الزردية. * وفى حديث أبى رافع (فغل نمرة فدرع مثلها من نار) أي ألبس عوضها درعا من نار. ودرع المرأة: قميصها. والدراعة، والمدرعة، والمدرع واحد. وادرعها إذا لبسها. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (درك) * فيه (أعوذ بك من درك الشقاء) الدرك: اللحاق والوصول إلى الشئ، أدركته إدراكا ودركا. * ومنه الحديث (لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته) (1). * وفيه ذكر (الدرك الاسفل من النار) الدرك بالتحريك، وقد يسكن، واحد الادراك، وهى منازل في النار. والدرك إلى أسفل (2)، والدرج إلى فوق. (دركل) (ه) فيه (أنه مر على أصحاب الدركلة) هذا الحرف يروى بكسر الدال وفتح الراء وسكون الكاف، ويروى بكسر الدال وسكون الراء وكسر الكاف وفتحها، ويروى بالقاف عوض الكاف، وهى ضرب من لعب الصبيان، قال ابن دريد: أحسبها حبشية. وقيل هو الرقص. [ ه ] ومنه الحديث (أنه قدم عليه فتية من الحبشة يدرقلون) أي يرقصون. (درم) (س) في حديث أبى هريرة (إن العجاج أنشده: * ساقا بخنداة وكعبا أدرما * الادرم الذى لا حجم لعظامه. ومنه (الادرم) الذى لا أسنان له، يريد أن كعبها مستو مع الساق ليس بناتئ فإن استواءه دليل السمن، ونتوءه دليل الضعف. (درمك) (س) في صفة الجنة (وتربتها الدرمك) هو الدقيق الحوارى. * ومنه حديث قتادة بن النعمان (فقدمت ضافطة من الدرمك) ويقال له الدرمكة، وكأنها واحدته في المعنى. (1) في ا واللسان: وكان دركا له في حاجته. (2) في الاصل الاسفل. والتصويب من ا واللسان والهروى. (*)
[ 115 ]
* ومنه الحديث أنه سأل ابن صياد عن تربة الجنة فقال: (درمكة بيضاء). (درمق) (س) في حديث خالد بن صفوان (الدرهم يطعم الدرمق ويكسو النرمق) الدرمق هو الدرمك، فأبدل الكاف قافا. (درن) (س) في حديث الصلوات الخمس (تذهب الخطايا كما يذهب الماء الدرن) الدرن: الوسخ. (س) ومنه حديث الزكاة (ولم يعط الهرمة ولا الدرنة) أي الجرباء. وأصله من الوسخ. (ه) وفى حديث جرير (وإذا سقط كان درينا) الدرين: حطام المرعى إذا تناثر وسقط على الارض. (درنك) (س) في حديث عائشة (سترت على بابى درنوكا) الدرنوك: ستر له خمل، وجمعه درانك. * ومنه حديث ابن عباس (قال عطاء: صلينا معه على درنوك قد طبق البيت كله) وفى رواية (درموك) بالميم، وهو على التعاقب. (دره) في حديث المبعث (فأخرج علقمة سوداء، ثم أدخل فيه الدرهرهة) هي سكين معوجة الرأس، فارسي معرب. وبعضهم يرويه (البرهرهة) بالباء وقد تقدمت. (درى) (ه) فيه (رأس العقل بعد الايمان بالله مداراة الناس) المداراة غير مهموز: ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك. وقد يهمز. (س) ومنه الحديث (كان لا يدارى ولا يمارى) هكذا يروى غير مهموز. وأصله الهمز وقد تقدم. * وفيه (كان في يده مدرى يحك به رأسه) المدرى والمدراة: شئ يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لا مشط له. (س) ومنه حديث أبى (إن جارية له كانت تدرى رأسه بمدراها) أي تسرحه. يقال
[ 116 ]
ادرت المرأة تدرى ادراء إذا سرحت شعرها به، وأصلها تدترى، تفتعل، من استعمال المدرى، فأدغمت التاء في الدال. (باب الدال مع الزاى) (دزج) (س) فيه (أدبر الشيطان وله هزج ودزج) قال أبو موسى. الهزج صوت الرعد والذبان، وتهزجت القوس: صوتت عند خروج السهم منها، فيحتمل أن يكون معناه معنى الحديث الآخر (أدبر وله ضراط) قال: والدزج لا أعرف معناه هاهنا، إلا أن الديزج معرب ديزه، وهو لون بين لونين غير خالص. قال: ويروى بالراء المهملة وسكونها فيهما. فالهرج سرعة عدو الفرس والاختلاط في الحديث، والدرج مصدر درج إذا مات ولم يخلف نسلا على قول الاصمعي. ودرج الصبى: مشى. هذا حكاية قول أبى موسى في باب الدال مع الزاى، وعاد قال في باب الهاء مع الزاى (أدبر الشيطان وله هزج ودزج) وفى رواية (وزج) وقيل: الهزج: الرنة، والدزج دونه. (باب الدال مع السين) (دسر) * في حديث عمر (إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البرئ عند الله فيدسر كما يدسر الجزور) الدسر: الدفع ويكب للقتل كما يفعل بالجزور عند النحر. (ه) ومنه حديث ابن عباس، وسئل عن زكاة العنبر فقال (إنما هو شئ دسره البحر) أي دفعه وألقاه إلى الشط. (ه) ومنه حديث الحجاج (إنه قال لسنان بن يزيد النخعي [ عليه لعنة الله ] (1): كيف قتلت الحسين ؟ فقال: دسرته بالرمح دسرا، وهبرته بالسيف هبرا) أي دفعته به دفعا عنيفا. فقال الحجاج: أما والله لا تجتمعان في الجنة أبدا. * وفى حديث على (رفعها بغير عمد يدعمها ولا دسار ينتظمها) الدسار: المسمار، وجمعه دسر. (1) سقط من ا واللسان والهروى (*)
[ 117 ]
(دسس) * فيه (استجيدوا الخال فإن العرق دساس) أي دخال، لانه ينزع في خفاء ولطف. دسه يدسه دسا إذا أدخله في الشئ بقهر وقوة. (دسع) (ه) في حديث القيامة (ألم أجعلك تربع وتدسع) تدسع: أي تعطى فتجزل. والدسع الدفع. كأنه إذا أعطى دسع: أي دفع. * ومنه قولهم للجواد (هو ضخم الدسيعة) أي واسع العطية. * ومنه حديث كتابه بين قريش والانصار (وإن المؤمنين المتقين أيديهم على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعة ظلم) أي طلب دفعا على سبيل الظلم، فأضافه إليه، وهى إضافة بمعنى من. ويجوز أن يراد بالدسيعة العطية: أي ابتغى منهم أن يدفعوا إليه عطية على وجه ظلمهم: أي كونهم مظلومين أو أضافها إلى ظلمه لانه سبب دفعهم لها. (ه) ومنه حديث ظبيان وذكر حمير (فقال: بنوا المصانع، واتخذوا الدسائع) يريد العطايا. وقيل الدسائع: الدساكر. وقيل الجفان والموائد. * ومنه حديث على وذكر ما يوجب الوضوء فقال: (دسعة تملا الفم) يريد الدفعة الواحدة من القئ. وجعله الزمخشري حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هي من دسع البعير بجرته دسعا إذا نزعها من كرشه وألقاها إلى فيه. * ومنه حديث معاذ (قال مر بى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أسلخ شاة فدسع يده بين الجلد واللحم دسعتين) أي دفعها دفعتين. * ومنه حديث قس (ضخم الدسيعة) الدسيعة هاهنا مجتمع الكتفين. وقيل هي العنق. (دسكر) * في حديث أبى سفيان وهرقل (إنه أذن لعظماء الروم في دسكرة له) الدسكرة: بناء على هيئة القصر، فيه منازل وبيوت للخدم والحشم، وليست بعربية محضة. (دسم) [ ه ] فيه (أنه خطب الناس ذات يوم وعليه عمامة دسماء) أي سوداء. * ومنه الحديث الآخر (خرج وقد عصب رأسه بعصابة دسمة). (ه) ومنه حديث عثمان (رأى صبيا تأخذه العين جمالا، فقال: دسموا نونته) أي سودوا النقرة التى في ذقنه لترد العين عنه.
[ 118 ]
(ه) وفى حديث أبى الدرداء (أرضبتم إن شبعتم عاما ثم عاما لا تذكرون الله إلا دسما (1) يريد ذكرا قليلا، من التدسيم وهو السواد الذى يجعل خلف أذن الصبى لكيلا تصيبه العين ولا يكون إلا قليلا. وقال الزمخشري: هو من دسم المطر الارض إذا لم يبلغ أن يبل الثرى. والدسيم: القليل الذكر. * ومنه حديث هند (قالت يوم الفتح لابي سفيان: اقتلوا هذا الدسم الاحمش) أي الاسود الدنئ. (ه) وفيه (إن للشيطان لعوقا ودساما) الدسام: ما تسد به الاذن فلا تعى ذكرا ولا موعظة. وكل شئ سددته فقد دسمته. يعنى أن وساوس الشيطان مهما وجدت منفذا دخلت فيه. (ه) وفى حديث الحسن في المستحاضة (تغتسل من الاولى إلى الاولى وتدسم ما تحتها) أي تسد فرجها وتحتشي، من الدسام: السداد. (باب الدال مع العين) (دعب) (ه) فيه (أنه عليه الصلاة والسلام كان فيه دعابة) الدعابة: المزاح. (ه) ومنه الحديث (أنه قال لجابر: فهلا بكرا تداعبها وتداعبك). * ومنه حديث عمر وذكر له على للخلافة فقال (لولا دعابة فيه). (دعثر) (ه) في حديث الغيل (إنه ليدرك الفارس فيدعثره) أي يصرعه ويهلكه. والمراد النهى عن الغيلة، وهو أن يجامع الرجل امرأته وهى مرضع (2) وربما حملت، واسم ذلك اللبن الغيل بالفتح، فإذا حملت فسد لبنها، يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر. وسبب وهنه وانكساره الغيل. (1) في الهروي: (قال ابن الاعرابي: يكون هذا مدحا ويكون ذما، فإذا كان مدحا فالذكر حشو قلوبهم وأفواههم، وإذا كان ذما فإنما هم يذكرون الله ذكرا قليلا... الخ) اه. وانظر شارح القاموس (دسم). (2) في الاصل: مرضعة. والمثبت من ا واللسان (*)
[ 119 ]
(دعج) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (في عينيه دعج) الدعج والدعجة: السواد في العين وغيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد. وقيل: الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. (س) وفى حديث الملاعنة (إن جاءت به أدعج) وفى رواية (أديعج جعدا) الاديعج: تصغير الادعج. (س) ومنه حديث الخوارج (آيتهم رجل أدعج) وقد حمل الخطابى هذا الحديث على سواد اللون جميعه، وقال: إنما تأولناه على سواد الجلد، لانه قد روى في خبر آخر (آيتهم رجل أسود). (دعدع) * في حديث قس (ذات دعادع وزعازع) الدعادع: جمع دعدع، وهى الارض الجرداء التى لا نبات بها. (دعر) * في حديث عمر (اللهم ارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق) الدعارة: الفساد والشر. ورجل داعر: خبيث مفسد. (س) ومنه الحديث (كان في بنى اسرائيل رجل داعر) ويجمع على دعار. (س) ومنه حديث عدى (فأين دعارطى) أراد بهم قطاع الطريق. (دعس) (ه) فيه (فإذا دنا العدو كانت المداعسة بالرماح حتى تقصد) المداعسة: المطاعنة. وتقصد: تتكسر. (دعع) * في حديث السعي (أنهم كانوا لا يدعون عنه ولا يكرهون) الدع: الطرد والدفع. * ومنه الحديث (اللهم دعهما إلى النار دعا). (دعق) * في حديث على (وذكر فتنة فقال: حتى تدعق الخيل في الدماء) أي تطأ فيه. يقال دعقت الدواب الطريق إذا أثرت فيه. (دعلج) * في حديث فتنة الازد (إن فلانا وفلانا يدعلجان بالليل إلى دارك ليجمعا بين هذين الغارين) أي يختلفان.
[ 120 ]
(دعم) * فيه (لكل شئ دعامة) الدعامة بالكسر: عماد البيت الذى يقوم عليه، وبه سمى السيد دعامة. * ومنه حديث أبى قتادة (فمال حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته) أي أسندته. * ومنه حديث عمرو بن عبسة (شيخ كبير يدعم على عصا له) أصلها يدتعم، فأدغم التاء في الدال. * ومنه حديث الزهري (أنه كان يدعم على عسرائه) أي يتكئ على يده العسراء، تأنيث الاعسر. * ومنه حديث عمر بن عبد العزيز، ووصف عمر بن الخطاب فقال (دعامة للضعيف). (دعمص) (س) في حديث الاطفال (هم دعاميص الجنة) الدعاميص: جمع دعموص، وهى دويبة تكون في مستنقع الماء. والدعموص أيضا: الدخال في الامور: أي أنهم سياحون في الجنة دخالون في منازلها لا يمنعون من موضع، كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحرم ولا يحتجب منهم أحد. (دعا) (س ه) فيه (أنه أمر ضرار بن الازور أن يحلب ناقة وقال له: دع داعى اللبن لا تجهده) أي أبق في الضرع قليلا من اللبن ولا تستوعبه كله، فإن الذى تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله. وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ دره على حالبه. * وفيه (ما بال دعوى الجاهلية) هو قولهم: يال فلان، كانوا يدعون بعضهم بعضا عند الامر الحادث الشديد. * ومنه حديث زيد بن أرقم (فقال قوم يال الانصار، وقال قوم يال المهاجرين، فقال صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة). * ومنه الحديث (تداعت عليكم الامم) أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضا. (س) ومنه حديث ثوبان (يوشك أن تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها).
[ 121 ]
(س) ومنه الحديث (كمثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى). كأن بعضه دعا بعضا. * ومنه قولهم (تداعت الحيطان) أي تساقطت أو كادت. (ه) وفى حديث عمر (كان يقدم الناس على سابقتهم في أعطياتهم، فإذا انتهت الدعوة إليه كبر) أي النداء والتسمية، وأن يقال دونك يا أمير المؤمنين. يقال دعوت زيدا إذا ناديته، ودعوته زيدا إذا سميته. ويقال لبنى فلان الدعوة على قومهم إذا قدموا في العطاء عليهم. (ه) وفيه (لو دعيت إلى ما دعى إليه يوسف عليه السلام لاجبت) يريد حين دعى للخروج من الحبس فلم يخرج، وقال: (ارجع إلى ربك فاسأله) يصفه بالصبر والثبات: أي لو كنت مكانه لخرجت ولم ألبث. وهذا من جنس تواضعه في قوله: لا تفضلوني على يونس ابن متى. (ه) وفيه (أنه سمع رجلا يقول في المسجد: من دعا إلى الجمل الاحمر ؟ فقال: لا وجدت) يريد من وجده فدعا إليه صاحبه، لانه نهى أن تنشد الضالة في المسجد. (س) وفيه (لا دعوة في الاسلام) الدعوة في النسب بالكسر، وهو أن ينتسب الانسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنهى عنه وجعل الولد للفراش. * ومنه الحديث (ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر) وفى حديث آخر (فالجنة عليه حرام) وفى حديث آخر (فعليه لعنة الله) وقد تكررت الاحاديث في ذلك. والادعاء إلى غير الاب مع العلم به حرام، فمن اعتقد إباحة ذلك كفر لمخالفة الاجماع، ومن لم يعتقد إباحته ففى معنى كفره وجهان: أحدهما أنه أشبه فعله فعل الكفار، والثانى أنه كافر نعمة الله والاسلام عليه، وكذلك الحديث الآخر (فليس منا) أي إن اعتقد جوازه خرج من الاسلام، وإن لم يعتقده فالمعنى أنه لم يتخلق بأخلاقنا. * ومنه حديث على بن الحسين (المستلاط لا يرث ويدعى له ويدعى به). المستلاط: المستلحق في النسب. ويدعى له: أي ينسب إليه، فيقال فلان ابن فلان، ويدعى به أي يكنى فيقال هو أبو فلان، ومع ذلك لا يرث، لانه ليس بولد حقيقي.
[ 122 ]
(س) وفى كتابه إلى هرقل (أدعوك بدعاية الاسلام) أي بدعوته، وهى كلمة الشهادة التى يدعى إليها أهل الملل الكافرة، وفى رواية: بداعية الاسلام، وهى مصدر بمعنى الدعوة، كالعافية والعاقبة. (س) ومنه حديث عمير بن أفصى (ليس في الخيل داعية لعامل) أي لا دعوى لعامل الزكاة فيها، ولا حق يدعو إلى قضائه، لانها لا تجب فيها الزكاة. (ه) وفيه (الخلافة في قريش، والحكم في الانصار، والدعوة في الحبشة) أراد بالدعوة الاذان، جعله فيهم تفضيلا لمؤذنه بلال (1). * وفيه (لولا دعوة أخينا سليمان لاصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة) يعنى الشيطان الذى عرض له في صلاته، وأراد بدعوة سليمان عليه السلام قوله (وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى) ومن جملة ملكه تسخير الشياطين وانقيادهم له. * ومنه الحديث (سأخبركم بأول أمرى: دعوة أبى إبراهيم، وبشارة عيسى) دعوة إبراهيم عليه السلام هي قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك) وبشارة عيسى قوله (ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد). * ومنه حديث معاذ لما أصابه الطاعون قال: (ليس برجز ولا طاعون، ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم) أراد قوله (اللهم اجعل فناء أمتى بالطعن والطاعون). (س) ومنه الحديث (فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) أي تحوطهم وتكنفهم وتحفظهم، يريد أهل السنة دون أهل البدعة. والدعوة: المرة الواحدة من الدعاء. * وفى حديث عرفة (أكثر دعائي ودعاء الانبياء قبلى بعرفات (لا إله إلا إلله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) إنما سمى التهليل والتحميد والتمجيد دعاء لانه بمنزلته في استيجاب ثواب الله وجزائه، كالحديث الآخر (إذا شغل عبدى ثناؤه على عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين). (1) في الهروي: وجعل الحكم في الانصار لكثرة فقهائها. (*)
[ 123 ]
(باب الدال مع الغين) (دغر) (ه) فيه (لا تعذبن أولادكن بالدغر) الدغر: غمز الحلق بالاصبع، وذلك أن الصبى تأخذه العذرة، وهى وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأة فيه إصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتكبسه. (ه) ومنه الحديث قال لام قيس بنت محصن (علام تدغرن أولادكن بهذه العلق). (ه) وفى حديث على (لا قطع في الدغرة) قيل هي الخلسة، وهى من الدفع، لان المختلس يدفع نفسه على الشئ ليختلسه. (دغفق) (ه) فيه (فتوضأنا كلنا منها ونحن أربع عشرة مائة ندغفقها دغفقة). دغفق الماء إذا دفقه وصبه صبا كثيرا واسعا. وفلان في عيش دغفق: أي واسع. (دغل) (ه) فيه (اتخذوا دين الله دغلا) أي يخدعون به الناس. وأصل الدغل: الشجر الملتف الذى يكمن أهل الفساد فيه، وقيل هو من قولهم أدغلت في هذا الامر إذا أدخلت فيه ما يخالفه ويفسده. (س) ومنه حديث على (ليس المؤمن بالمدغل) وهو اسم فاعل من أدغل. (رغم) (ه) فيه (أنه ضحى بكبش أدغم) هو الذى يكون فيه أدنى سواد، وخصوصا في أرنبته وتحت حنكه. (باب الدال مع الفاء) (دفأ) (ه) فيه (أنه أتى بأسير يرعد، فقال لقوم: اذهبوا به فأدفوه، فذهبوا به فقتلوه. فوداه صلى الله عليه وسلم) أراد صلى الله عليه وسلم الادفاء من الدفء، فحسبوه الادفاء بمعنى القتل في لغة أهل اليمن. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أدفئوه بالهمز فخففه بحذف الهمزة، وهو تخفيف شاذ، كقولهم لا هناك المرتع، وتخفيفه القياسي أن تجعل الهمزة بين بين، لا أن تحذف، فارتكب
[ 124 ]
الشذوذ لان الهمز ليس من لغة قريش. فأما القتل فيقال فيه أدفأت الجريح، ودافأته، ودفوته، ودافيته، وداففته إذا أجهزت عليه. (ه) وفيه (لنا من دفئهم وصرامهم) أي من إبلهم وغنمهم. الدفء: نتاج الابل وما ينتفع به منها، سماها دفأ لانها يتخذ من أوبارها وأصوافها ما يستدفأ به. (دفدف) * في حديث الحسن (وإن دفدفت بهم الهماليج) أي أسرعت، وهو من الدفيف: السير اللبن، بتكرير الفاء. (دفر) (ه) في حديث قيلة (ألقى إلى ابنة أخى يادفار) أي يامنتنة. والدفر: النتن، وهى مبنية على الكسر بوزن قطام. وأكثر ما يرد في النداء. (ه) وفى حديث عمر، لما سأل كعبا عن ولاة الامر فأخبره فقال: (وادفراه) أي وانتناه من هذا الامر. وقيل أراد واذلاه. يقال دفره في قفاه إذا دفعه دفعا عنيفا. * ومن الاول حديثه الآخر (إنما الحاج الاشعث الادفر الاشعر). (ه) ومن الثاني حديث عكرمة في تفسير قوله تعالى (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) قال: يدفرون في أقفيتهم دفرا. (دفع) (س) فيه (إنه دفع من عرفات) أي ابتدأ السير ودفع نفسه منها ونحاها، أو دفع ناقته وحملها على السير. * ومنه حديث خالد (أنه دافع بالناس يوم مؤتة) أي دفعهم عن موقف الهلاك. ويروى بالراء، من رفع الشئ إذا أزيل عن موضعه. (دفف) * في حديث لحوم الاضاحي (إنما نهيتكم عنها من أجل الدافة التى دفت) الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد. يقال: هم يدفون دفيفا. والدافة: قوم من الاعراب يردون المصر، يريد أنهم قوم قدموا المدينة عند الاضحى، فنهاهم عن ادخار لحوم الاضاحي ليفرقوها ويتصدقوا بها، فينتفع أولئك القادمون بها. (ه) ومنه حديث عمر (قال لمالك بن أوس: قد دفت علينا من قومك دافة).
[ 125 ]
(ه) وحديث سالم (إنه كان يلى صدقة عمر، فإذا دفت دافة من الاعراب وجهها فيهم). (ه) وحديث الاحنف (قال لمعاوية: لولا عزمة أمير المؤمنين لاخبرته أن دافة دفت). (ه) ومنه الحديث (إن في الجنة لنجائب تدف بركبانها) أي تسير بهم سيرا لينا. (س) والحديث الآخر (طفق القوم يدفون حوله). (ه) وفيه (كل ما دف ولا تأكل ما صف) أي كل ما حرك جناحيه في الطيران كالحمام ونحوه، ولا تأكل ما صف جناحيه كالنسور والصقور. * وفيه (لعله يكون أوقر دف رحله ذهبا وورقا) دف الرحل: جانب كور البعير، وهو سرجه. * وفيه (فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف) هو بالضم والفتح معروف، والمراد به إعلان النكاح. (ه) وفى حديث ابن مسعود (أنه داف أبا جهل يوم بدر) أي أجهز عليه وحرر قتله. يقال: داففت على الاسير، ودافيته، ودففت عليه. وفى رواية أخرى (أقعص ابنا عفراء أبا جهل ودفف عليه ابن مسعود) ويروى بالذال المعجمة بمعناه. (ه) ومنه حديث خالد (انه أسر من بنى جذيمة قوما، فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافه) أي يقتله. وروى بالتخفيف بمعناه، من دافيت عليه. (ه) وفيه (إن خبيبا قال وهو أسير بمكة: ابغونى حديدة أستطيب بها، فأعطى موسى فاستدف بها) أي حلق عانته واستأصل حلقها، وهو من دففت على الاسير. (دفق) (ه) في حديث الاستسقاء (دفاق العزائل) الدفاق: المطر الواسع الكثير. والعزائل: مقلوب العزالى، وهو مخارج الماء من المزادة.
[ 126 ]
* وفى حديث الزبرقان (أبغض كنائنى إلى التى تمشى الدفقى) هي بالكسر والتشديد والقصر الاسراع في المشى. (دفن) (ه) في حديث على (قم عن الشمس فإنها تظهر الداء الدفين) هو الداء المستتر الذى قهرته الطبيعة. يقول: الشمس تعينه على الطبيعة وتظهره بحرها. * وفى حديث عائشة تصف أباها (واجتهر دفن الرواء) الدفن جمع دفين، وهو الشئ المدفون. (ه) وفى حديث شريح (كان لا يرد العبد من الادفان، ويرده من الاباق البات) الادفان: هو أن يختفى العبد عن مواليه اليوم واليومين، ولا يغيب عن المصر، وهو افتعال من الدفن، لانه يدفن نفسه في البلد: أي يكتمها. والاباق: هو أن يهرب من المصر. والبات: القاطع الذى لا شبهة فيه. (دفا) (ه) فيه (أنه أبصر في بعض أسفاره شجرة دفواء تسمى ذات أنواط) الدفواء: العظيمة الظليلة، الكثيرة الفروع والاغصان. (ه) وفى صفة الدجال (إنه عريض النحر فيه دفا) الدفا مقصور: الانحناء. يقال رجل أدفى، هكذا ذكره الجوهرى في المعتل. وجاء به الهروي في المهموز فقال: رجل أدفأ، وامرأة دفآء. (باب الدال مع القاف) (دقر) (ه) في حديث عمر (قال لاسلم مولاه: أخذتك دقرارة أهلك) الدقرارة: واحدة الدقارير، وهى الاباطيل وعادات السوء، أراد أن عادة السوء التى هي عادة قومك، وهى العدول عن الحق والعمل بالباطل قد نزعتك وعرضت لك فعملت بها، وكان أسلم عبدا بجاويا. (س) وفى حديث عبد خير (قال: رأيت على عمار دقرارة، وقال إنى ممثون) الدقرارة: التبان، وهو السراويل الصغير الذى يستر العورة وحدها. والممثون: الذى يشتكى مثانته.
[ 127 ]
* وفى حديث مسيره إلى بدر (إنه جزع الصفيراء ثم صب في دقران) هو واد هناك. وصب: انحدر. (دقع) (ه) فيه (قال للنساء: إنكن إذا جعتن دقعتن) الدقع: الخضوع في طلب الحاجة، مأخوذ من الدقعاء وهو التراب: أي لصقتن به. (ه) ومنه الحديث (لا تحل المسألة إلا لذى فقر مدقع) أي شديد يفضى بصاحبه إلى الدقعاء. وقيل هو سوء احتمال الفقر. (دقق) * في حديث معاذ (قال: فإن لم أجد ؟ قال له: استدق الدنيا واجتهد رأيك) أي احتقرها واستصغرها. وهو استفعل، من الشئ الدقيق الصغير. * ومنه حديث الدعاء (اللهم اغفر لى ذنبي كله، دقه وجله). * وفى حديث عطاء في الكيل (قال: لا دق ولا زلزلة) هو أن يدق ما في المكيال من المكيل حتى ينضم بعضه إلى بعض. * وفى مناجاة موسى عليه السلام (سلنى حتى الدقة) قيل هي بتشديد القاف: الملح المدقوق، وهى أيضا ما تسفيه الريح وتسحقه من التراب. (دقل) * في حديث ابن مسعود (هذا كهذ الشعر، ونثرا كنثر الدقل) هو ردئ التمر ويابسه، وما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورا. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه (فصعد القرد الدقل) هو خشبة يمد عليها شراع السفينة، وتسميها البحرية: الصارى.
[ 128 ]
(باب الدال مع الكاف) (دكدك) (ه) في حديث جرير ووصف منزله فقال (سهل ود كداك) الدكداك: ما تلبد من الرمل بالارض ولم يرتفع كثيرا: أي أن أرضهم ليست ذات حزونة، ويجمع على دكادك. * ومنه حديث عمرو بن مرة: * إليك أجوب القور بعد الدكادك * (دكك) * في حديث على (ثم تداككتم على تداكك الابل الهيم على حياضها) أي ازدحمتم. وأصل الدك: الكسر. (ه) ومنه حديث أبى هريرة (أنا أعلم الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، قال: فتداك الناسل عليه). (ه) وفى حديث أبى موسى (كتب إلى عمر إنا وجدنا بالعراق خيلا عراضا دكا) أي عراض الظهور قصارها. يقال فرس أدك، وخيل دك، وهى البراذين. (دكل) * في قصيدة مدح بها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: على له فضلان فضل قرابة * وفضل بنصل السيف والسمر الدكل الدكل والدكن واحد، يريد لون الرماح. (دكن) (س) في حديث فاطمة (أنها أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها) دكن الثوب إذا اتسخ واغبر لونه يدكن دكنا. * ومنه حديث أم خالد في القميص (حتى دكن). وفى حديث أبى هريرة (فبنينا له دكانا من طين يجلس عليه) الدكان: الدكة المبنية للجلوس عليها، والنون مختلف فيها، فمنهم من يجعلها أصلا، ومنهم من يجعلها زائدة.
[ 129 ]
(باب الدال مع اللام) (دلث) [ ه ] في حديث موسى والخضر عليهما السلام (وإن الاندلاث والتخطرف من الانقحام والتكلف) الاندلاث: النقدم بلا فكرة ولا روية. (دلج) (س ه) فيه (عليكم بالدلجة) هو سير الليل. يقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وادلج - بالتشديد - إذا سار من آخره. والاسم منهما الدلجة والدلجة، بالضم والفتح، وقد تكرر ذكرهما في الحديث. ومنهم من يجعل الادلاج لليل كله، وكأنه المراد في هذا الحديث، لانه عقبه بقوله (فإن الارض تطوى بالليل). ولم يفرق أوله وآخره. وأنشدوا لعلى رضى الله عنه: اصبر على السير والادلاج في السحر * وفى الرواح على الحاجات والبكر فجعل الادلاج في السحر. (دلح) (ه) فيه (كن النساء يدلحن بالقرب على ظهورهن في الغزو) والدلح: أن يمشى بالحمل وقد أثقله. يقال دلح البعير يدلح. والمراد أنهن كن يستقين الماء ويسقين الرجال. * ومنه حديث على ووصف الملائكة فقال: (ومنهم كالسحائب الدلح) جمع دالح. (ه) ومنه الحديث (ان سلمان وأبا الدرداء اشتريا لحما فتدالحاه بينهما على عود) أي وضعاه على عود واحتملاه آخذين بطرفيه. (دلدل) (س) في حديث أبى مرثد (فقالت عناق البغى: يا أهل الخيام هذا الدلدل الذى يحمل أسراركم) الدلدل: القنفذ. وقيل ذكر القنافذ، يحتمل أنها شبهته بالقنفذ لانه أكثر ما يظهر في الليل، ولانه يخفى رأسه في جسده ما استطاع. ودلدل في الارض: ذهب. ومر يدلدل ويتدلدل في مشيه إذا اضطرب. * ومنه الحديث (كان اسم بغلته عليه السلام دلدلا). (دلس) (ه) في حديث ابن المسيب (رحم الله عمر لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس
[ 130 ]
دولسيا) أي ذريعة إلى الزنا مدلسة. التدليس: إخفاء العيب. والواو فيه زائدة. (دلع) [ ه ] فيه (أنه كان يدلع لسانه للحسن) أي يخرجه حتى ترى حمرته فيهش إليه، يقال دلع وأدلع. (ه) ومنه الحديث (أن امرأة رأت كلبا في يوم حار قد أدلع لسانه من العطش). * ومنه الحديث يبعث شاهد الزور يوم القيامة مدلعا لسانه في النار). (دلف) * في حديث الجارود (دلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحسر لثامه) أي قرب منه وأقبل عليه، من الدليف وهو المشى الرويد. (ه) ومنه حديث رقيقة (وليدلف إليه من كل بطن رجل). (دلق) (ه) فيه (يلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه) الاندلاق: خروج الشئ من مكانه، يريد خروج أمعائه من جوفه. * ومنه (اندلق السيف من جفنه) إذ شقه وخرج منه. * ومنه الحديث (جئت وقد أدلقني البرد) أي أخرجنى. (ه) وفى حديث حليمة السعدية (ومعها شارف دلقاء) أي متكسرة الاسنان لكبرها، فإذا شربت الماء سقط من فيها. ويقال لها أيضا الدلوق، والدلقم، والميم زائدة. (دلك) * فيه ذكر (دلوك الشمس) في غير موضع من الحديث، ويراد به زوالها عن وسط السماء، وغروبها أيضا. وأصل الدلوك: الميل. (ه) وفى حديث عمر أنه كتب إلى خالد بن الوليد: (بلغني أنه أعد لك دلوك عجن بخمر، وإنى أظنكم آل المغيرة ذرء النار) الدلوك بالفتح: اسم لما يتدلك به من الغسولات، كالعدس، والاشنان، والاشياء المطيبة. * وفى حديث الحسن وسئل (أيدالك الرجل امرأته ؟ قال: نعم إذا كان ملفجا) المدالكة: المماطلة، يعنى مطله إياها بالمهر. (دلل) (ه) في حديث على في صفة الصحابة (ويخرجون من عنده أدلة) هو جمع
[ 131 ]
دليل: أي بما قد علموه فيدلون عليه الناس، يعنى يخرجون من عنده فقهاء، فجعلهم أنفسهم أدلة مبالغة. (ه) وفيه (كانوا يرحلون إلى عمر فينظرون إلى سمته ودله فيتشبهون به) وقد تكرر ذكر الدل في الحديث، وهو والهدى والسمت عبارة عن الحالة التى يكون عليها الانسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة. (ه) ومنه حديث سعد (بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة أعجبني دلها) أي حسن هيأتها. وقيل حسن حديثها. (س) وفيه (يمشى على الصراط مدلا) أي منبسطا لا خوف عليه، وهو من الا دلال والدالة على من لك عنده منزلة. (دلم) * فيه (أميركم رجل طوال أدلم) الادلم: الاسود الطويل. * ومنه الحديث (فجاء رجل أدلم فاستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم) قيل هو عمر بن الخطاب (س) ومنه حديث مجاهد في ذكر أهل النار (لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدلم) أي السود، جمع أدلم (دله) (س) في حديث رقيقة (دله عقلي) أي حيره وأدهشه. وقد دله يدله. (دلا) * في حديث الاسراء (تدلى فكان قاب قوسين) التدلى: النزول من العلو. وقاب القوس: قدره. والضمير في تدلى لجبريل عليه السلام. (س) وفى حديث عثمان (تطأطأت لكم تطأطأ الدلاة) هم جمع دال - مثل قاض وقضاة - وهو النازع بالدلو المستقى به الماء من البئر. يقال أدليت الدلو ودليتها إذا أرسلتها في البئر. ودلوتها أدلوها فأنا دال: إذا اخرجتها، المعنى تواضعت لكم وتطامنت كما يفعل المستقى بالدلو. (س) ومنه حديث ابن الزبير (إن حبشيا وقع في بئر زمزم فأمرهم أن يدلو ماءها) أي يستقوه.
[ 132 ]
(ه) ومنه حديث استسقاء عمر (وقد دلونا به إليك مستشفعين به) يعنى العباس. أي توسلنا، وهو من الدلو لانه يتوصل به إلى الماء. وقيل أراد به أقبلنا وسقنا، من الدلو: وهو السوق الرفيق. (باب الدال مع الميم) (دمث) * في صفته صلى الله عليه وسلم (دمث ليس بالجافى) أراد به أنه كان لين الخلق في سهولة. وأصله من الدمث، وهو الارض السهلة الرخوة، والرمل الذى ليس بمتلبد. يقال دمث المكان دمثا إذا لان وسهل. فهو دمث ودمث. (ه) ومنه الحديث (أنه مال إلى دمث من الارض فبال فيه) وإنما فعل ذلك لئلا يرتد عليه رشاش البول. * ومنه حديث ابن مسعود (إذا قرأت آل حم وقعت في روضات دمثات) جمع دمثة. * وحديث الحجاج في صفة الغيث (فلبدت الدماث) أي صيرتها لا تسوخ فيها الارجل. وهى جمع دمث. (ه) ومنه الحديث (من كذب على فإنما يدمث مجلسه من النار) أي يمهد ويوطئ. (دمج) (ه) فيه (من شق عصا المسلمين وهم في إسلام دامج فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه) الدامج: المجتمع. والدموج: دخول الشئ في الشئ. (س) وفى حديث زينب (أنها كانت تكره النقط والاطراف إلا أن تدمج اليد دمجا في الخضاب) أي تعم جميع اليد. * ومنه حديث على (بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الارشية في الطوى البعيدة) أي اجتمعت عليه، وانطويت واندرجت. * ومنه حديثه الآخر (سبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة). (دمر) (ه) فيه (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دمر) وفى رواية (من سبق)
[ 133 ]
طرفه استئذانه فقد دمر عليهم) أي هجم ودخل بغير إذن، وهو من الدمار: الهلاك، لانه هجوم بما يكره، والمعنى أن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر. * ومنه حديث ابن عمر (فدحا السيل بالبطحاء حتى دمر المكان الذى كان يصلى فيه) أي أهلكه. يقال: دمره تدميرا، ودمره عليه بمعنى. ويروى (حتى دفن المكان) والمراد منهما دروس الموضع وذهاب أثره. وقد تكرر في الحديث. (دمس) * في أراجيز مسيلمة (والليل الدامس) أي الشديد الظلمة. (ه) وفيه (كأنما خرج من ديماس) هو بالفتح والكسر: الكن: أي كأنه مخدر لم ير شمسا. وقيل هو السرب المظلم. وقد جاء في الحديث مفسرا أنه الحمام. (دمع) [ ه ] في ذكر الشجاج (الدامعة) هو أن يسيل الدم منها قطرا كالدمع، وليست الدامغة بالغين المعجمة. (دمغ) (ه) في حديث على (دامغ جيشات الاباطيل) أي مهلكها، يقال: دمغه يدمغه دمغا إذا أصاب دماغه فقتله. (ه) ومنه ذكر الشجاج (الدامغة) أي التى انتهت إلى الدماغ. * ومنه حديث على: (رأيت عينيه عينى دميغ) يقال رجل دميغ ومدموغ إذا خرج دماغه. (دمق) (ه) في حديث خالد (كتب إلى عمر: إن الناس قد دمقوا في الخمر وتزاهدوا في الحد) أي تهافتوا في شربها وانبسطوا وأكثروا منه. وأصله من دمق على القوم إذا هجم بغير إذن، مثل دمر. (دمك) * في حديث إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام (كانا يبنيان البيت فيرفعان كل يوم مدماكا) المدماك: الصف من اللبن والحجارة في البناء. عند أهل الحجاز: مدماك، وعند أهل العراق: ساف، وهو من الدمك: التوثيق. والمدماك: خيط البناء والنجار أيضا. (ه) ومنه الحديث (كان بناء الكعبة في الجاهلية مدماك حجارة ومدماك عيدان من سفينة انكسرت).
[ 134 ]
(دمل) (ه) في حديث سعد (كان يدمل أرضه بالعرة) أي يصلحها ويعالجها بها)، وهى السرقين. من دمل بين القوم إذا أصلح بينهم. واندمل الجرح إذا صلح. * ومنه حديث أبى سلمة (دمل جرحه على بغى فيه ولا يدرى به) أي انختم على فساد ولم يعلم به. (دملج) (س) في حديث خالد بن معدان (دملج الله لؤلؤة) دملج الشئ إذا سواه وأحسن صنعته. والدملج والدملوج: الحجر الاملس والمعضد من الحلى. (دملق) (ه) في حديث ظبيان وذكر ثمود (رماهم الله بالدمالق) أي بالحجارة الملس. يقال دملقت الشئ ودملكته إذا أدرته وملسته. (دمم) (س) في حديث البهى (كانت بأسامة دمامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أحسن بنا إذ لم يكن جارية) الدمامة بالفتح: القصر والقبح، ورجل دميم. * ومنه حديث المتعة (وهو قريب من الدمامة). * ومنه حديث عمر (لا يزوجن أحدكم ابنته بدميم). * وفى كلام الشافعي (وتطلى المعتدة وجهها بالدمام وتمسحه نهارا) الدمام: الطلاء. * ومنه: دممت الثوب إذا طليته بالصبغ. ودم البيت طينه. (ه) ومنه حديث النخعي (لا بأس بالصلاة في دمة الغنم) يريد مربضها، كأنه دم بالبول والبعر: أي ألبس وطلى. وقيل أراد دمنة الغنم، فقلب النون مما لوقوعها بعد الميم ثم أدغم. قال أبو عبيد: هكذا سمعت الفزارى يحدثه، وإنما هو في الكلام بالدمنة بالنون. (دمن) (ه) فيه (إياكم وخضراء الدمن) الدمن جمع دمنة: وهى ما تدمنه الابل والغنم بأبوالها وأبعارها: أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. * ومنه الحديث (فينبتون نبات الدمن في السيل) هكذا جاء في رواية بكسر الدال وسكون الميم، يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه.
[ 135 ]
* ومنه الحديث (فأتينا على جدجد متدمن) أي بئر حولها الدمنة. * وحديث النخعي (كان لا يرى بأسا بالصلاة في دمنة الغنم). (ه) وفيه (مدمن الخمر كعابد الوثن) هو الذى يعاقر شربها ويلازمه ولا ينفك عنه. وهذا تغليظ في أمرها وتحريمها. (ه) وفيه (كانوا يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحها، فإذا جاء التقاضى قالوا أصاب الثمر الدمان) هو بالفتح وتخفيف الميم: فساد الثمر وعفنه قبل إدراكه حتى يسود، من الدمن وهو السرقين. ويقال إذا طلعت النخلة عن عفن وسواد قيل أصابها الدمان. ويقال الدمال باللام أيضا بمعناه، هكذا قيده الجوهرى وغيره بالفتح والذى جاء في غريب الخطابى بالضم، وكأنه أشبه، لان ما كان من الادواء والعاهات فهو بالضم، كالسعال والنحاز والزكام. وقد جاء في الحديث: القشام والمراض، وهما من آفات الثمرة، ولا خلاف في ضمهما. وقيل هما لغتان. قال الخطابى: ويروى الدمار بالراء، ولا معنى له. (دما) (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام (كأن عنقه جيد دمية) الدمية: الصورة المصورة، وجمعها دمى، لانها يتنوق في صنعتها ويبالغ في تحسينها. * وفى حديث العقيقة (يحلق رأسة ويدمى) وفى رواية (ويسمى) كان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع به قال: إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفة واستقبلت بها أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبى ليسيل على رأسه مثل الخيط، ثم يغسل رأسه بعد ويحلق. أخرجه أبو داود في السنن. وقال: هذا وهم من همام. وجاء بتفسيره في الحديث عن قتادة وهو منسوخ. وكان من فعل الجاهلية. وقال يسمى أصح. وقال الخطابى: إذا كان قد أمرهم بإماطة الاذى اليابس عن رأس الصبى فكيف يأمرهم بتدمية رأسه ؟ والدم نجس نجاسة مغلظة. * وفيه (إن رجلا جاء معه أرنب فوضعها بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: إنى وجدتها تدمى) أي أنها ترمى الدم، وذلك أن الارنب تحيض كما تحيض المرأة. (ه) وفى حديث سعد (قال: رميت يوم أحد رجلا بسهم فقتلته، ثم رميت بذلك السهم أعرفه، حتى فعلت ذلك وفعلوه ثلاث مرات، فقلت هذا سهم مبارك مدمى، فجعلته
[ 136 ]
في كنانتي، فكان عنده حتى مات) المدمى من السهام: الذى أصابه الدم فحصل في لونه سواد وحمرة مما رمى به العدو، ويطلق على ما تكرر الرمى به، والرماة يتبركون به. وقال بعضهم: هو مأخوذ من الدامياء وهى البركة. * وفى حديث زيد بن ثابت (في الدامية بعير) الدامية: شجة تشق الجلد حتى يظهر منها الدم، فإن قطر منها فهى دامعة. * وفى حديث بيعة الانصار والعقبة (بل الدم الدم، والهدم الهدم) أي أنكم تطلبون بدمى وأطلب بدمكم، ودمى ودمكم شئ واحد. وسيجئ هذا الحديث مبينا في حرفي اللام والهاء. * وفى حديث عمر (أنه قال لابي مريم الحنفي: لانا أشد بغضا لك من الارض للدم) يعنى أن الدم لا تشربه الارض ولا يغوص فيها، فجعل امتناعها منه بغضا مجازا. ويقال: إن أبا مريم كان قتل أخاه زيدا يوم اليمامة. * وفى حديث ثمامة بن أثال (إن تقتل تقتل ذا دم) أي من هو مطالب بدم، أو صاحب دم مطلوب. ويروى ذا ذم بالذال المعجمة: أي ذا ذمام وحرمة في قومه. وإذا عقد ذمة وفى له. * ومنه حديث قتل كعب بن الاشرف (إنى لاسمع صوتا كأنه صوت دم) أي صوت طالب دم يستشفى بقتله. (س) وفى حديث الوليد بن المغيرة (والدم ما هو بشاعر) يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، هذه يمين كانوا يحلفون بها في الجاهلية، يعنى دم ما يذبح على النصب. * ومنه الحديث (لا والدماء) أي دماء الذبائح، ويروى (لا والدمى) جمع دمية، وهى الصورة، ويريد بها الاصنام.
[ 137 ]
(باب الدال مع النون) (دندن) (ه س) فيه (أنه سأل رجلا ما تدعو في صلاتك ؟ فقال: أدعو بكذا وكذا، وأسأل ربى الجنة، وأتعوذ به من النار، فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنها، فقال عليه الصلاة والسلام: حولهما ندندن) وروى (عنهما ندندن) الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا يفهم، وهو أرفع من الهينمة قليلا. والضمير في حولهما للجنة والنار: أي حولهما ندندن وفى طلبهما، ومنه دندن الرجل إذا اختلف في مكان واحد مجيئا وذهابا. وأما عنهما ندندن فمعناه أن دندنتنا صادرة عنهما وكائنة بسببهما. وقد تكرر في الحديث. (دنس) * في حديث الايمان (كان ثيابه لم يمسها دنس) الدنس: الوسخ. وقد تدنس الثوب: اتسخ. (دنق) (ه) في حديث الاوزاعي (لا بأس للاسير إذا خاف أن يمثل به أن يدنق للموت) أي يدنو منه. يقال دنق تدنيقا إذا دنا، ودنق وجه الرجل إذا اصفر من المرض ودنقت الشمس إذا دنت من الغروب، يريد له أن يظهر أنه مشف على الموت لئلا يمثل به. * وفى حديث الحسن (لعن الله الدانق ومن دنق الدانق) هو بفتح النون وكسرها: سدس الدينار والدرهم (1)، كأنه أراد النهى عن التقدير والنظر في الشئ التافه الحقير. (دنا) (ه س) فيه (سموا الله ودنوا وسمتوا) أي إذا بدأتم بالاكل كلوا مما بين أيديكم وقرب منكم، وهو فعلوا، من دنا يدنو. وسمتوا: أي ادعوا للمطعم بالبركة. * وفى حديث الحديبية (علام نعطى الدنية في ديننا) أي الخصلة المذمومة، والاصل فيه الهمز، وقد تخفف، وهو غير مهموز أيضا بمعنى الضعيف الخسيس. * وفى حديث الحج (الجمرة الدنيا) أي القريبة إلى منى، وهى فعلى من الدنو، والدنيا أيضا اسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها. والسماء الدنيا لقربها من ساكنى الارض. ويقال سماء الدنيا على الاضافة. (1) كذا في الاصل وا واللسان وشرح القاموس. والذى في الصحاح والمصباح والقاموس (الدانق: سدس الدرهم) وهو ما ذكره اللسان أيضا. (*)
[ 138 ]
* وفى حديث حبس الشمس (فادنى من القرية) (1) هكذا جاء في مسلم، وهو افتعل، من الدنو. وأصله ادتنا، فأدغمت التاء في الدال. * وفى حديث الايمان (ادنه) هو أمر بالدنو: القرب، والهاء فيه للسكت جئ بها لبيان الحركة. وقد تكررت في الحديث (باب الدال مع الواو) (دوبل) (س) في حديث معاوية (أنه كتب إلى ملك الروم: لاردنك إريسا من الارارسة ترعى الدوابل) هي جمع دوبل، وهو ولد الخنزير والحمار، وإنما خص الصغار لان راعيها أوضع من راعى الكبار، والواو زائدة. (دوج) (س) فيه (ما تركت حاجة ولا داجة إلا اقتطعتها) الداجة إتباع الحاجة، وعينها مجهولة فحملت على الواو، لان المعتل العين بالواو أكثر من الياء، ويروى بتشديد الجيم. وقد تقدم. (دوح) (ه) فيه (كم من عذق دواح في الجنة لابي الدحداح) الدواح: العظيم الشديد العلو، وكل شجرة عظيمة دوحة. والعذق بالفتح: النخلة. * ومنه حديث الرؤيا (فأتينا على دوحه عظيمة) أي شجرة. * ومنه حديث ابن عمر (إن رجلا قطع دوحة من الحرم فأمره أن يعتق رقبة). (دوخ) (ه) في حديث وفد ثقيف (أداخ العرب ودان له الناس) أي أذلهم. يقال داخ يدوخ إذا ذل، وأدخته أنا فداخ. (دوخل) (س) في حديث صلة بن أشيم (فإذا سب فيه دوخلة رطب فأكلت منها) هي بتشديد اللام: سفيفة من خوص كالزبيل، والقوصرة يترك فيها التمر وغيره، والواو زائدة. (دود) (س) فيه (إن المؤذنين لا يدادون) أي لا يأكلهم الدود. يقال داد الطعام، وأداد، ودود فهو مدود بالكسر، إذا وقع فيه الدود. (1) في الاصل واللسان: بالقرية. وما أثبتناه من ا. والذى في مسلم في باب تحليل الغنائم من كتاب الجهاد: فأدنى للقرية. (*)
[ 139 ]
(دور) (ه) فيه (ألا أخبركم بخير دور الانصار ؟ دور بنى النجار ثم كذا وكذا) الدور جمع دار وهى المنازل المسكونة والمحال، وتجمع أيضا على ديار، وأراد بها هاهنا القبائل، وكل قبيلة اجتمعت في محلة سميت تلك المحلة دارا، وسمى ساكنوها بها مجازا على حذف المضاف: أي أهل الدور. (ه) ومنه الحديث (ما بقيت دار إلا بنى فيها مسجد) أي قبيلة. * فأما قوله عليه الصلاة والسلام (وهل ترك لنا عقيل من دار) فإنما يريد به المنزل لا القبيلة. (س) ومنه حديث زيارة القبور (سلام عليكم دار قوم مؤمنين) سمى موضع القبور دارا تشبيها بدار الاحياء لاجتماع الموتى فيها. * وفى حديث الشفاعة (فأستأذن على ربى في داره) أي في حضرة قدسه. وقيل في جنته، فإن الجنة تسمى دار السلام. والله هو السلام. * وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه: ياليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت الدارة أخص من الدار * وفى حديث أهل النار (يحترقون فيها إلا دارات وجوههم) هي جمع دارة وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه، أراد أنها لا تأكلها النار لانها محل السجود. (ه) وفيه (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض) يقال دار يدور، واستدار يستدير بمعنى إذا طاف حول الشئ وإذا عاد إلى الموضع الذى ابتدأ منه. ومعنى الحديث أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر وهو النسئ ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك سنة بعد سنة، فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى يجعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل، ودارت السنة كهيئتها الاولى. * وفى حديث الاسراء (قال له موسى عليه السلام: لقد داورت بنى إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا) هو فاعلت، من دار بالشئ يدور به إذا طاف حوله. ويروى راودت.
[ 140 ]
وفيه (فيجعل الدائرة عليهم) أي الدولة بالغلبة والنصر. (ه) وفيه (مثل الجليس الصالح مثل الدارى) الدارى بتشديد الياء: العطار. قالوا لانه نسب إلى دارين، وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب. * ومنه كلام على رضى الله عنه (كأنه قلع دارى) أي شراع منسوب إلى هذا الموضع البحري. (دوس) (ه) في حديث أم زرع (ودائس ومنق) الدائس: هو الذى يدوس الطعام ويدقه بالفدان ليخرج الحب من السنبل، وهو الدياس، وقلبت الواو ياء لكسرة الدال. (دوف) (س) في حديث أم سليم (قال لها وقد جمعت عرقه: ما تصنعين ؟ قالت عرقك أدوف به طيبى) أي أخلط، يقال دفت الدواء أدوفه إذا بللته بماء وخلطته، فهو مدوف ومدووف على الاصل، مثل مصون ومصوون، وليس لهما نظير. ويقال فيه داف يديف بالياء، والواو فيه أكثر. (س) وفى حديث سلمان (أنه دعا في مرضه بمسك فقال لامرأته: أديفيه في تور من ماء). (دوفص) (س) في حديث الحجاج (قال لطباخه: أكثر دوفصها) قيل هو البصل الابيض الاملس. (دوك) (ه) في حديث خيبر (لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون تلك الليلة) أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه. يقال وقع الناس في دوكة ودوكة: أي في خوض واختلاط. (دول) * في حديث أشراط الساعة (إذا كان المغنم دولا) جمع دولة بالضم، وهو ما يتداول من المال، فيكون لقوم دون قوم * ومنه حديث الدعاء (حدثنى بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتداوله بينك وبينه الرجال) أي لم تتناقله الرجال ويرويه واحد عن واحد، إنما ترويه أنت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 141 ]
* وفى حديث وفد ثقيف (ندال عليهم ويدالون علينا) الادالة: الغلبة. يقال: أديل لنا على أعدائنا، أي نصرنا عليهم، وكانت الدولة لنا. والدولة الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء (1). * ومنه حديث أبى سفيان وهرقل (ندال عليه ويدال علينا) أي نغلبه مرة ويغلبنا أخرى. * ومنه حديث الحجاج (يوشك أن تدال الارض منا) أي تجعل لها الكرة والدولة علينا فتأكل لحومنا كما أكلنا ثمارها، وتشرب دماءنا كما شربنا مياهها. (ه) وفى حديث أم المنذر (قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه على وهو ناقة، ولنا دوال معلقة) الدوالي جمع دالية، وهى العذق من البسر يعلق، فإذا أرطب أكل، والواو فيه منقلبة عن الالف. وليس هذا موضعها، وإنما ذكرناها لاجل لفظها. (دولج) (ه) في حديث عمر (أن رجلا أتاه فقال: أتتنى امرأة أبايعها، فأدخلتها الدولج وضربت بيدى إليها) الدولج: المخدع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. وأصل الدولج وولج، لانه فوعل، من ولج يلج إذا دخل، فأبدلوا من الواو تاء فقالوا تولج، ثم أبدلوا من التاء دالا فقالوا دولج. وكل ما ولجت فيه من كهف أو سرب ونحوهما فهو تولج ودولج، والواو فيه زائدة. وقد جاء الدولج في حديث إسلام سلمان، وقالوا: هو الكناس مأوى الظباء. (دوم) (ه) فيه (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل دومة) الدومة واحدة الدوم، وهى ضخام الشجر. وقيل هو شجر المقل. (س) وفيه ذكر (دومة الجندل) وهى موضع، وتضم دالها وتفتح. (1) أنشد الهروي للخليل بن أحمد: وفيت كل صديق ودنى ثمنا * إلا المؤمل دولاتى وأيامى (*)
[ 142 ]
* وفى حديث قصر الصلاة ذكر (دومين) وهى بفتح الدال وكسر الميم. وقيل بفتحها: قرية قريبة من حمص. (س) وفى حديث قس والجارود (قد دوموا العمائم) أي أداروها حول رؤسهم. * ومنه حديث الجارية المفقودة (فحملني على خافية من خوافيه ثم دوم بى في السماء) أي أدارنى في الجو. (س) ومنه حديث عائشة (أنها كانت تصف من الدوام سبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق) الدوام بالضم والتخفيف: الدوار الذى يعرض في الرأس. يقال ديم به وأديم. (ه) وفيه (أنه نهى أن يبال في الماء الدائم) أي الراكد الساكن، من دام يدوم إذا طال زمانه. (س) ومنه حديث عائشة (قالت لليهود: عليكم السام الدام) أي الموت الدائم، فحذفت الياء لاجل السام. (دوا) (ه) في حديث أم زرع (كل داء له داء) أي كل عيب يكون في الرجال (1) فهو فيه. فجعلت العيب داء. وقولها له داء خبر لكل. ويحتمل أن يكون صفة لداء، وداء الثانية خبر لكل: أي كل داء فيه بليغ متناه، كما يقال إن هذا الفرس فرس. (ه س) ومنه الحديث (وأى داء أدوى من البخل) أي أي عيب أقبح منه: والصواب أدوأ بالهمز، وموضعه أول الباب، ولكن هكذا يروى، إلا أن يجعل من باب دوى يدوى دوى فهو دو، إذا هلك بمرض باطن. (ه) ومنه حديث العلاء بن الحضرمي (لا داء ولا خبثة) هو العيب الباطن في السلعة الذى لم يطلع عليه المشترى. (س) وفيه (إن الخمر داء وليست بدواء) استعمل لفظ الداء في الاثم كما استعمله في العيب. (ه) ومنه قوله (دب إليكم داء الامم قبلكم، البغضاء والحسد) فنقل الداء من الاجسام (1) في الاصل: الرجل. والمثبت من ا واللسان والهروى. (*)
[ 143 ]
إلى المعاني، ومن أمر الدنيا إلى أمر الآخرة. وقال: وليست بدواء وإن كان فيها دواء من بعض الامراض على التغليب والمبالغة في الذم. وهذا كما نقل الرقوب، والمفلس، والصرعة، وغيرها لضرب من التمثيل والتخييل. * وفى حديث على (إلى مرعى وبى ومشرب دوى) أي فيه داء، وهو منسوب إلى دو، من دوى بالكسر يدوى. (س) وفى حديث جهيش (وكأين قطعنا إليك من دوية سربخ) الدو: الصحراء التى لا نبات بها، والدوية منسوبة إليها، وقد تبدل من إحدى الواوين ألف، فيقال داوية على غير قياس، نحو طائى في النسب إلى طى. * وفى حديث الايمان (نسمع دوى صوته ولا نفقه ما يقول) الدوى: صوت ليس بالعالى، كصوت النحل ونحوه. ومنه خطبة الحجاج: قد لفها الليل بعصلبى * أروع خراج من الداوى (1) يعنى الفلوات، جمع داوية، أراد أنه صاحب أسفار ورحل، فهو لا يزال يخرج من الفلوات ويحتمل أن يكون أراد به أنه بصير بالفلوات فلا يشتبه عليه شئ منها. (باب الدال مع الهاء) (دهدأ) (ه) في حديث الرؤيا (فيتدهدى الحجر فيتبعه فيأخذه) أي يتدحرج. يقال دهديت الحجر ودهدهته. * ومنه الحديث (لما يدهده الجعل خير من الذين ماتوا في الجاهلية) هو الذى يدحرجه من السرجين. (1) بعده: * مهاجر ليس بأعرابى * (*)
[ 144 ]
* والحديث الآخر (كما يدهده الجعل النتن بأنفه). (دهر) (ه) فيه (لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله) وفى رواية (فإن الله هو الدهر) كان من شأن العرب أن تذم الدهر وتسبه عند النوازل والحوادث، ويقولون أبادهم الدهر، وأصابتهم قوارع الدهر وحوادثه، ويكثرون ذكره بذلك في أشعارهم. وذكر الله عنهم في كتابه العزيز فقال: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) والدهر اسم للزمان الطويل ومدة الحياة الدنيا، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذم الدهر وسبه: أي لا تسبوا فاعل هذه الاشياء، فإنكم إذا سببتموه وقع السب على الله تعالى لانه الفعال لما يريد لا الدهر، فيكون تقدير الرواية الاولى: فإن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير الرواية الثانية: فإن الله هو جالب للحوادث لا غيره الجالب، ردا لاعتقادهم أن جالبها الدهر. (ه) وفى حديث سطيح. * فإن ذا الدهر أطوار دهارير * حكى الهروي عن الازهرى أن الدهارير جمع الدهور، أراد أن الدهر ذو حالين من بؤس ونعم. وقال الجوهرى: يقال دهر دهارير: أي شديد، كقولهم ليلة ليلاء، ويوم أيوم. وقال الزمخشري: الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد. (ه) وفى حديث موت أبى طالب (لولا أن قريشا تقول دهره الجزع لفعلت) يقال دهر فلانا أمر إذا أصابه مكروه. (س) وفى حديث أم سليم (ما ذاك دهرك) يقال ما ذاك دهري، وما دهري بكذا: أي همتي وإرادتي. (س) وفى حديث النجاشي (فلا دهورة اليوم على حرب إبراهيم) الدهورة: جمعك الشئ وقذفك إياه في مهواة، كأنه أراد: لا ضيعة عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم. والواو زائدة.
[ 145 ]
(دهس) (ه) فيه (إنه أقبل من الحديبية فنزل دهاسا من الارض) الدهاس والدهس: ما سهل ولان من الارض، ولم يبلغ أن يكون رملا. * ومنه حديث دريد بن الصمة (لا حزن ضرس ولا سهل دهس). (دهق) * في حديث ابن عباس (كأسا دهاقا) أي مملوءة. أدهقت الكأس إذا ملاتها. (س) وفى حديث على (نطفة دهاقا وعلقة محاقا) أي نطفة قد أفرغت إفراغا شديدا، من قولهم أدهقت الماء إذا أفرغته إفراغا شديدا، فهو إذا من الاضداد. (دهقن) * في حديث حذيفة (أنه استسقى ماء فأتاه دهقان بماء في إناء من فضة) الدهقان بكسر الدال وضمها: رئيس القرية ومقدم التناء وأصحاب الزراعة، وهو معرب، ونونه أصلية، لقولهم تدهقن الرجل، وله دهقنة بموضع كذا. وقيل النون زائدة وهو من الدهق: الامتلاء. (س) ومنه حديث على (أهداها إلى دهقان) وقد تكرر في الحديث. (دهم) (ه) فيه لما نزل قوله تعالى (عليها تسعة عشر) قال أبو جهل: أما تستطيعون يا معشر قريش وأنتم الدهم أن يغلب كل عشرة منكم واحدا) الدهم: العدد الكثير. * ومنه الحديث (محمد في الدهم بهذا القوز). * ومنه حديث بشير بن سعد (فأدركه الدهم عند الليل). [ ه ] والحديث الآخر (من أراد أهل المدينة بدهم) أي بأمر عظيم وغائلة، من أمر يدهمهم: أي يفجأهم. * ومنه حديث بعضهم وسبق إلى عرفة فقال (اللهم اغفر لى من قبل أن يدهمك الناس). أي يكثروا عليك ويفجأوك. ومثل هذا لا يجوز أن يستعمل في الدعاء إلا لمن يقوله من غير تكلف. * وفى حديث على (لم يمنع ضوء نورها ادهمام سجف الليل المظلم) الادهمام مصدر
[ 146 ]
ادهم أي اسود، والادهيمام: مصدر ادهام، كالاحمرار والاحميرار في احمر واحمار. * وفى حديث قس (وروضة مدهامة) أي شديدة الخضرة المتناهية فيها، كأنها سوداء لشدة خضرتها. (ه) وفيه (إنه ذكر الفتن حتى ذكر فتنة الاحلاس ثم فتنة الدهيماء). * ومنه حديث حذيفة (أتتكم الدهيماء ترمى بالرضف) هي تصغير الدهماء، يريد الفتنة المظلمة، والتصغير فيها للتعظيم، وقيل أراد بالدهيماء الداهية، ومن أسمائها الدهيم، زعموا أن الدهيم اسم ناقة كان غزا عليها سبعة إخوة فقتلوا عن آخرهم، وحملوا عليها حتى رجعت بهم، فصارت مثلا في كل داهية. (دهمق) (ه) في حديث عمر (لو شئت أن يدهمق لى لفعلت) أي يلين لى الطعام ويجود. (دهن) * في حديث صفية ودحيبة (إنما هذه الدهناء مقيد الجمل) هو موضع معروف ببلاد تميم. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث سمرة (فيخرجون منه كأنما دهنوا بالدهان) هو جمع الدهن. ومنه حديث قتادة بن ملحان (وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان). * وفى حديث هرقل (وإلى جانبه صورة تشبهه إلا أنه مدهان الرأس) أي دهين الشعر، كالمصفار والمحمار. * وفى حديث طهفة (نشف المدهن) هو نقرة في الجبل يجتمع فيها المطر. * ومنه الحديث (كأن وجهه مدهنة) هي تأنيث المدهن، شبه وجهه لاشراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر. والمدهن أيضا والمدهنة: ما يجعل فيه الدهن، فيكون قد شبهه بصفاء الدهن. وقد جاء في بعض نسخ مسلم (كأن وجهه مذهبة) بالذال المعجمة والباء الموحدة، وسيذكر في الذال. (ده) (س) في حديث الكاهن (إلاده فلاده) هذا مثل من أمثال العرب
[ 147 ]
قديم، معناه إن لم تنله الآن لم تنله أبدا. وقيل أصله فارسي: أي إن لم تعط الآن لم تعط أبدا. (باب الدال مع الياء) (ديث) (ه) في حديث على (وديث بالصغار) أي ذلل. * ومنه (بعير مديث) إذا ذلل بالرياضة. (س) وفى حديث بعضهم (كان بمكان كذا وكذا، فأتاه رجل فيه كالدياثة واللخلخانية) الدياثة الالتواء في اللسان، ولعله من التذليل والتليين. * وفيه (تحرم الجنة على الديوث) هو الذى لا يغار على أهله. وقيل هو سرياني معرب. (ديجر) * في كلام على (تغريد ذوات المنطق في دياجير الاوكار) الدياجير: جمع ديجور وهو الظلام. والياء والواو زائدتان. (ديخ) * في حديث عائشة تصف عمر (ففنخ الكفرة وديخها) أي أذلها وقهرها. يقال ديخ ودوخ بمعنى واحد. * ومنه حديث الدعاء (بعد أن يديخهم الاسر) وبعضهم يرويه بالذال المعجمة، وهى لغة شاذة. (ديد) * في حديث ابن عمر (خرجت ليلة أطوف فإذا أنا بامرأة تقول كذا وكذا، ثم عدت فوجدتها وديدانها أن تقول ذلك) الديدان والديدن: العادة. (ديذ) (س) في حديث سفيان الثوري (منعتهم أن يبيعوا الداذى) هو حب يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر. (ديف) * فيه (وتديفون فيه من القطيعاء) أي تخلطون، والواو فيه أكثر من الياء. ويروى بالذال المعجمة، وليس بالكثير. (ديم) (ه) في حديث عائشة، وسئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادته
[ 148 ]
فقالت: (كان عمله ديمة) الديمة: المطر الدائم في سكون، شبهت عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر. وأصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها، وإنما ذكرناها هنا لاجل لفظها. (ه) ومنه حديث حذيفة وذكر الفتن فقال: (إنها لآتيتكم ديما) أي إنها تملا الارض في دوام. وديم جمع ديمة: المطر. (س) وفى حديث جهيش بن أوس (وديمومة سردح) هي الصحراء البعيدة وهى فعلولة، من الدوام: أي بعيدة الارجاء يدوم السير فيها. وياؤها منقلبة عن واو. وقيل هي فيعلولة، من دممت القدر إذا طليتها بالرماد: أي أنها مشتبهة لا علم بها لسالكها. (دين) * في أسماء الله تعالى (الديان) قيل هو القهار. وقيل هو الحاكم والقاضى، وهو فعال، من دان الناس: أي قهرهم على الطاعة، يقال دنتهم فدانوا: أي قهرتهم فأطاعوا. * ومنه شعر الاعشى الحرمازى، يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم. * يا سيد الناس وديان العرب * (1) * ومنه الحديث (كان على ديان هذه الامة). * ومنه حديث أبى طالب قال له صلى الله عليه وسلم: (أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب) أي تطيعهم وتخضع لهم. (ه) ومنه الحديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) أي أذلها واستعبدها، وقيل حاسبها. (ه) وفيه (إنه عليه الصلاة والسلام كان على دين قومه) ليس المراد به الشرك الذى كانوا عليه، وإنما أراد أنه كان على ما بقى فيهم من إرث إبراهيم عليه السلام من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أحكام الايمان. وقيل هو من الدين: العادة، يريد به أخلاقهم في الكرم والشجاعة وغيرها. (1) الرجز بتمامه في اللسان (ذرب) ونسبه إلى أعشى بنى مازن، ثم قال: وذكر ثعلب عن ابن الاعرابي أن هذا الرجز للاعور بن قراد بن سفيان، من بنى الحرماز، وهو أبو شيبان الحرمازى، أعشى بنى حرماز (*)
[ 149 ]
* وفى حديث الحج (كانت قريش ومن دان بدينهم) أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه واتخذ دينهم له دينا وعبادة. * وفى دعاء السفر (أستودع الله دينك وأمانتك) جعل دينه وأمانته من الودائع، لان السفر تصيب الانسان فيه المشقة والخوف فيكون ذلك سببا لاهمال بعض أمور الدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق. وأما الامانة هاهنا فيريد بها أهل الرجل وماله ومن يخلفه عند سفره. * وفى حديث الخوارج (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) يريد أن دخولهم في الاسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشئ، كالسهم الذى دخل في الرمية ثم نفذ فيها وخرج منها ولم يعلق به منها شئ. قال الخطابى: قد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم، وأكل ذبائحهم، وقبول شهادتهم. وسئل عنهم على بن أبى طالب فقيل: أكفارهم ؟ قال: من الكفر فروا، قيل: أفمنافقون هم ؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلا. فقيل: ما هم ؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا. قال الخطابى: فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين، أراد بالدين الطاعة: أي أنهم يخرجون من طاعة الامام المفترض الطاعة، وينسلخون منها. والله أعلم. (س) وفى حديث سلمان (إن الله ليدين للجماء من ذات القرن) أي يقتص ويجزى. والدين: الجزاء. (س) ومنه حديث ابن عمرو (لا تسبوا السلطان، فإن كان لابد فقولوا: اللهم دنهم كما يدينوننا) أي اجزهم بما يعاملوننا به. (ه) وفى حديث عمر (إن فلانا يدين ولا مال له) يقال دان واستدان وادان مشددا: إذا أخذ الدين واقترض، فإذا أعطى الدين قيل أدان مخففا. (ه) ومنه حديثه الآخر عن أسيفع جهينة (فادان معرضا) أي استدان معرضا عن الوفاء.
[ 150 ]
* وفيه (ثلاثة حق على الله عونهم، منهم المديان الذى يريد الاداء) المديان: الكثير الدين الذى علته الديون، وهو مفعال من الدين للمبالغة. (س) وفى حديث مكحول (الدين بين يدى الذهب والفضة، والعشر بين يدى الدين في الزرع والابل والبقر والغنم)، يعنى أن الزكاة تقدم على الدين، والدين يقدم على الميراث. (ديوان) (ه) فيه (لا يجمعهم ديوان حافظ) الديوان: هو الدفتر الذى يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. وأول من دون الدواوين عمر، وهو فارسي معرب.
[ 151 ]
حرف الذال (باب الذال مع الهمزة) (ذأب) (س) في حديث دغفل وأبى بكر (إنك لست من ذوائب قريش) الذوائب جمع ذؤابة وهى الشعر المضفور من شعر الرأس، وذؤابة الجبل: أعلاه، ثم استعير للعز والشرف والمرتبة: أي لست من أشرافهم وذوى أقدارهم. * وفى حديث على رضى الله عنه (خرج منكم إلى جنيد متذائب ضعيف) المتذائب: المضطرب، من قولهم تذاءبت الريح: أي اضطرب هبوبها. (ذأر) (ه) فيه (أنه لما نهى عن ضرب النساء ذئر النساء على أزواجهن) أي نشزن عليهم واجترأن. يقال: ذئرت المرأة تذأر فهى ذئر وذائر: أي ناشز. وكذا الرجل. (ذأف) * في حديث خالد بن الوليد قال في غزوة بنى جذيمة: (من كان معه أسير فليذئف عليه) أي يجهز عليه ويسرع قتله. يقال: أذأفت الاسير وذأفته إذا أجهزت عليه. ويروى بالدال المهملة، وقد تقدم. (ذأل) (ه) فيه (أنه مر بجارية سوداء وهى ترقص صبيا لها وتقول): * ذؤال يابن القرم يا ذؤاله (1) * فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تقولي ذؤال فإن ذؤال شر السباع) ذؤال ترخيم ذؤالة، وهو اسم علم للذئب. كأسامة للاسد. (ذأم) (س) في حديث عائشة قالت لليهود (عليكم السام والذام) الذام: العيب، ويهمز ولا يهمز. ويروى بالدال المهملة. وقد تقدم. (1) تمامه: * يمشى الثطا ويجلس الهبنقعه * وانظر (ثطا) من كتابنا هذا في الجزء الاول ص 211 (*)
[ 152 ]
(ذأن) (ه) في حديث حذيفة (قال لجندب بن عبد الله: كيف تصنع إذا أتاك من الناس مثل الوتد أو مثل الذؤنون يقول اتبعنى ولا أتبعك) الذؤنون: نبت طويل ضعيف له رأس مدور، وربما أكله الاعراب، وهو من ذأنه إذا حقره وضعف شأنه، شبهه به لصغره وحداثة سنه، وهو يدعو المشايخ إلى اتباعه، أي ما تصنع إذا أتاك رجل ضال وهو في نحافة جسمه كالوتد أو الذؤنون لكده نفسه بالعبادة يخدعك بذلك ويستتبعك. (باب الذال مع الباء) (ذبب) (ه) فيه (أنه رأى رجلا طويل الشعر فقال: ذباب) الذباب: الشؤم: أي هذا شؤم. وقيل الذباب الشر الدائم. يقال أصابك ذباب من هذا الامر. (س) ومنه حديث المغيرة (شرها ذباب). (ه) وفيه (قال رأيت أن ذباب سيفى كسر، فأولته أنه يصاب رجل من أهلى، فقتل حمزة) ذباب السيف: طرفه الذى يضرب به. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (أنه صلب رجلا على ذباب) هو جبل بالمدينة. (ه) وفيه (عمر الذباب أربعون يوما، والذباب في النار) قيل كونه في النار ليس بعذاب له، ولكن ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم. (س) وفى حديث عمر (كتب إلى عامله بالطائف في خلايا العسل وحمايتها: إن أدى ما كان يؤديه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشور نحله فاحم له، فإنما هو ذباب غيث يأكله من شاء) يريد بالذباب النحل، وإضافته إلى الغيث على معنى أنه يكون مع المطر حيث كان، ولانه يعيش بأكل ما ينبته الغيث، ومعنى حماية الوادي له أن النحل إنما يرعى أنوار النبات وما رخص منها ونعم، فإذا حميت مراعيها أقامت فيها ورعت وعسلت فكثرت منافع أصحابها، وإذا لم تحم مراعيها احتاجت إلى أن تبعد في طلب المرعى، فيكون رعيها أقل. وقيل معناه أن يحمى لهم الوادي الذى تعسل فيه فلا يترك أحد يعرض للعسل، لان سبيل العسل
[ 153 ]
المباح سبيل المياه والمعادن والصيود، وإنما يملكه من سبق إليه، فإذا حماه ومنع الناس منه وانفرد به وجب عليه إخراج العشر منه عند من أوجب فيه الزكاة. (ذبح) * في حديث القضاء (من ولى قاضيا فقد ذبح بغير سكين) معناه التحذير من طلب القضاء والحرص عليه: أي من تصدى للقضاء وتولاه فقد تعرض للذبح فليحذره. والذبح هاهنا مجاز عن الهلاك، فإنه من أسرع أسبابه. وقوله بغير سكين يحتمل وجهين: أحدهما أن الذبح في العرف إنما يكون بالسكين فعدل عنه ليعلم أن الذى أراد به ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه. والثانى أن الذبح الذى يقع به راحة الذبيحة وخلاصها من الالم إنما يكون بالسكين، فإذا ذبح بغير السكين كان ذبحه تعذيبا له، فضرب به المثل ليكون أبلغ في الحذر وأشد في التوقى منه. * وفى حديث الضحية (فدعا بذبح فذبحه) الذبح بالكسر ما يذبح من الاضاحي وغيرها من الحيوان، وبالفتح الفعل نفسه. * وفى حديث أم زرع (وأعطاني من كل ذابحة زوجا) هكذا جاء في رواية: أي أعطاني من كل ما يجوز ذبحه من الابل والبقر والغنم وغيرها زوجا، وهى فاعلة بمعنى مفعولة. والرواية المشهورة بالراء والياء، من الرواح. (ه) وفيه (أنه نهى عن ذبائح الجن) كانوا إذا اشتروا دارا، أو استخرجوا عينا، أو بنوا بنيانا ذبحوا ذبيحة مخافة أن تصيبهم الجن، فأضيفت الذبائح إليهم لذلك. * وفيه (كل شئ في البحر مذبوح) أي ذكى لا يحتاج إلى الذبح. (س) * وفى حديث أبى الدرداء (ذبح الخمر الملح والشمس والنينان) النينان جمع نون وهى السمكة، وهذه صفة مرى يعمل بالشام، تؤخذ الخمر فيجعل فيها الملح والسمك، وتوضع في الشمس فتتغير الخمر إلى طعم المرى فتستحيل عن هيأتها كما تستحيل إلى الخلية. يقول: كما أن الميتة حرام والمذبوحة حلال، فكذلك هذه الاشياء ذبحت الخمر فحلت، فاستعار الذبح للاحلال. والذبح في الاصل: الشق. * وفيه (أنه عاد البراء بن معرور وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار) الذبحة بفتح الباء
[ 154 ]
وقد تسكن: وجع يعرض في الحلق من الدم. وقيل هي قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فنقتل. [ ه ] ومنه الحديث (أنه كوى أسعد بن زرارة في حلقه من الذبحة). * وفى حديث كعب بن مرة وشعره: إنى لاحسب قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان ذباحا هكذا جاء في رواية. والذباح: القتل، وهو أيضا نبت يقتل آكله. والمشهور في الرواية: رياحا. (ه) وفى حديث مروان (أتى برجل ارتد عن الاسلام، فقال كعب: أدخلوه المذبح وضعوا التوراة وحلفوه بالله) المذبح واحد المذابح، وهى المقاصير. وقيل المحاريب. وذبح الرجل: إذا طأطأ رأسه للركوع. * ومنه الحديث (أنه نهى عن التذبيح في الصلاة) هكذا جاء في رواية، والمشهور بالدال المهملة. وقد تقدم. (ذبذب) (ه س) فيه (من وقى شر ذبذبه دخل الجنة) يعنى الذكر، سمى به لتذبذبه: أي حركته. * ومنه الحديث (فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان) أي تتحركان وتضطربان، يريد كميه. (س) ومنه حديث جابر (كان على بردة لها ذباذب) أي أهداب وأطراف، واحدها ذبذب بالكسر، سميت بذلك لانها تتحرك على لابسها إذا مشى. (ه) وفيه (تزوج وإلا فأنت من المذبذبين) أي المطرودين عن المؤمنين، لانك لم تقتد بهم، وعن الرهبان لانك تركت طريقتهم، وأصله من الذب وهو الطرد، ويجوز أن يكون من الاول. (ذبر) (ه) فيه (أهل الجنة خمسة أصناف، منهم الذى لا ذبر له) أي لا نطق له
[ 155 ]
ولا لسان يتكلم به من ضعفه. والذبر في الاصل: القراءة. وكتاب ذبر: سهل القراءة. وقيل المعنى لا فهم له، من ذبرت الكتاب إذا فهمته وأتقنته. ويروى بالزاى. وسيجئ في موضعه. (ه) ومنه حديث معاذ (أما سمعته كان يذبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي يتقنه. والذابر: المتقن. ويروى بالدال، وقد تقدم. * وفى حديث النجاشي (ما أحب أن لى ذبرا من ذهب) أي جبلا، بلغتهم. ويروى بالدال. وقد تقدم. (س) وفى حديث ابن جدعان (أنا مذابر) أي ذاهب. والتفسير في الحديث. (ذبل) (س) في حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية وقد كبر: (ما تسأل عمن ذبلت بشرته) أي قل ماء جلده وذهبت نضارته. (باب الذال مع الحاء) (ذحل) (س) في حديث عامر بن الملوح (ما كان رجل ليقتل هذا الغلام بذحله إلا قد استوفى) الذحل: الوتر وطلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح ونحو ذلك. والذحل: العداوة أيضا. (باب الذال مع الخاء) (ذخر) * في حديث الضحية (كلوا وادخروا). (س) وفى حديث أصحاب المائدة (أمروا أن لا يدخروا فادخروا) هذه اللفظة هكذا ينطق بها بالدال المهملة، ولو حملناها على لفظها لذكرناها في حرف الدال، وحيث كان المراد من ذكرها معرفة تصريفها لا معناها ذكرناها في حرف الذال. وأصل الادخار: إذتخار، وهو افتعال من الذخر. يقال ذخره يذخره ذخرا، فهو ذاخر، واذتخر يذتخر فهو مذتخر، فلما أرادوا أن يدغموا ليخف النطق قلبوا التاء إلى ما يقاربها من الحروف وهو الدال المهملة، لانهما من مخرج واحد، فصارت اللفظة: مذدخر بذال ودال، ولهم حينئذ فيه مذهبان: أحدهما - وهو الاكثر - أن
[ 156 ]
تقلب الذال المعجمة دالا وتدغم فيها فتصير دالا مشددة، والثانى - وهو الاقل - أن تقلب الدال المهملة ذالا وتدغم فتصير ذالا مشددة معجمة، وهذا العمل مطرد في أمثاله نحو ادكر واذكر، واتغر واثغر. * وفيه ذكر (تمر ذخيرة) هو نوع من التمر معروف (باب الذال مع الراء) (ذرأ) * في حديث الدعاء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر كل ما خلق وذرأ وبرأ) ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا إذا خلقهم، وكأن الذرء مختص بخلق الذرية. وقد تكرر في الحديث. (ه) ومنه حديث عمر كتب إلى خالد (وإنى لاظنكم آل المغيرة ذرء النار) يعنى خلقها الذين خلقوا لها. ويروى ذرو النار بالواو، أراد الذين يفرقون فيها، من ذرت الريح التراب إذا فرقته. (ذرب) (ه) فيه (في ألبان الابل وأبوالها شفاء للذرب) هو بالتحريك: الداء الذى يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، ويفسد فيها فلا تمسكه. (ه) ومنه حديث الاعشى (1) (أنه أنشد النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا في زوجته منها قوله: * إليك أشكو ذربة من الذرب * كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها. وذربة منقولة من ذربة، كمعدة من معدة. وقيل أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم ذرب لسانه إذا كان حاد اللسان لا يبالى ما قال. (ه) ومنه حديث حذيفة (قال يا رسول الله إنى رجل ذرب اللسان). * ومنه الحديث (ذرب النساء على أزواجهن) أي فسدت ألسنتهن وانبسطن عليهم في القول. والرواية ذئر النساء بالهمز. وقد تقدم. (1) انظر هامش ص 148 (*)
[ 157 ]
(س) وفى حديث أبى بكر (ما الطاعون ؟ قال: ذرب كالدمل) يقال ذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء. (ذرح) * في حديث الحوض (ما بين جنبيه كما بين جرباء وأذرح) هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال. (ذرر) (ه) فيه (أنه رأى امرأة مقتولة فقال: ما كانت هذه تقاتل ! الحق خالدا فقل له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا) الذرية اسم يجمع نسل الانسان من ذكر وأنثى، وأصلها الهمز لكنهم حذفوه فلم يستعملوها إلا غير مهموزة، وتجمع على ذريات، وذراري مشددا. وقيل أصلها من الذر بمعنى التفريق، لان الله تعالى ذرهم في الارض، والمراد بها في هذا الحديث النساء لاجل المرأة المقتولة. (ه) ومنه حديث عمر (حجوا بالذرية ولا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها) أي حجوا بالنساء، وضرب الارباق وهى القلائد مثلا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج. وقيل كنى بها عن الاوزار. * وفى حديث جبير بن مطعم (رأيت يوم حنين شيئا أسود ينزل من السماء، فوقع إلى الارض، فدب مثل الذر، وهزم الله المشركين) الذر: النمل الاحمر الصغير، واحدتها ذرة. وسئل ثعلب عنها فقال: إن مائة نملة وزن حبة، والذرة واحدة منها. وقيل الذرة ليس لها وزن، ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * وفى حديث عائشة (طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحرامه بذريرة) هو نوع من الطيب مجموع من أخلاط. (س) وفى حديث النخعي (ينثر على قميص الميت الذريرة) قيل: هي فتات قصب ما كان لنشاب وغيره (1). كذا جاء في كتاب أبى موسى. (س) وفى حديثه أيضا (تكتحل المحد بالذرور). الذرور بالفتح: ما يذر في العين من الدواء اليابس. يقال ذررت عينه إذا داويتها به (1) عبارة الاساس: وهى فتات قصب الطيب، وهو قصب يجاء به من الهند كقصب النشاب. (*)
[ 158 ]
(س) وفى حديث عمر رضى الله عنه (ذرى وأنا أحر لك) أي ذرى الدقيق في القدر لاعمل لك منه حريرة. (ذرع) (س ه) فيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أذرع ذراعيه من أسفل الجبة) أي أخرجهما. (س ه) ومنه الحديث الآخر (وعليه جمازة فأذرع منها يده) أي أخرجها. هكذا رواه الهروي، وفسره. وقال أبو موسى: اذرع ذراعيه اذراعا. وقال: وزنه افتعل، من ذرع: أي مد ذراعيه، ويجوز ادرع واذرع كما تقدم في اذخر، وكذلك قال الخطابى في المعالم: معناه أخرجهما من تحت الجبة ومدهما. والذرع: بسط اليد ومدها، وأصله من الذراع وهو الساعد. * ومنه حديث عائشة وزينب رضى الله عنهما: (قالت زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك إذ قلبت لك ابنة أبى قحافة ذريعتيها) الذريعة تصغير الذراع، ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثنتها مصغرة، وأرادت به ساعديها. * وفى حديث ابن عوف (قلدوا أمركم رحب الذراع) أي واسع القوة والقدرة والبطش. والذرع: الوسع والطاقة. * ومنه الحديث (فكبر في ذرعي) أي عظم وقعه وجل عندي. (ه) والحديث الآخر: (فكسر ذلك من ذرعي) أي ثبطني عما أردته. * ومنه حديث إبراهيم عليه الصلاة والسلام (أوحى الله إليه أن ابن لى بيتا، فضاق بذلك ذرعا) ومعنى ضيق الذراع والذرع: قصرها، كما أن معنى سعتها وبسطها طولها. ووجه التمثيل أن القصير الذراع لا ينال ما يناله الطويل الذراع ولا يطيق طاقته، فضرب مثلا للذى سقطت قوته دون بلوغ الامر والاقتدار عليه. (ه) وفى صفته عليه الصلاة والسلام (كان ذريع المشى) أي سريع المشى واسع الخطو. * ومنه الحديث (فأكل أكلا ذريعا) أي سريعا كثيرا. * وفيه (من ذرعه القئ فلا قضاء عليه) يعنى الصائم: أي سبقه وغلبه في الخروج.
[ 159 ]
(ه) وفى حديث الحسن (كانوا بمذارع اليمن) هي القرى القريبة من الامصار. وقيل هي قرى بين الريف والبر. (ه) ومنه الحديث (خيركن أذرعكن للمغزل) أي أخفكن به. وقيل أقدركن عليه. (ذرف) * في حديث العرباض (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون) ذرفت العين تذرف إذا جرى دمعها. (ه) وفى حديث على (ها أنا الآن قد ذرفت على الخمسين) أي زدت عليها. ويقال ذرف وذرف. (ذرق) (س) فيه (قاع كثير الذرق) الذرق بضم الذال وفتح الراء الحندقوق، وهو نبت معروف. (ذرا) * فيه (إن الله خلق في الجنة ريحا من دونها باب مغلق لو فتح ذلك الباب لاذرت ما بين السماء والارض) وفى رواية (لذرت الدنيا وما فيها) يقال ذرته الريح وأذرته تذروه، وتذريه: إذا أطارته. ومنه تذرية الطعام. * ومنه الحديث أن رجلا قال لاولاده (إذا مت فأحرقوني ثم ذروني في الريح). (ه) ومنه حديث على (يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم) أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت. (س) وفيه (أول الثلاثة يدخلون النار منهم ذو ذروة لا يعطى حق الله من ماله) أي ذو ثروة، وهى الجدة والمال، وهو من باب الاعتقاب لاشتراكهما في المخرج. * وفى حديث أبى موسى (أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبل غر الذرى) أي بيض الاسنمة سمانها. والذرى: جمع ذروة وهى أعلى سنام البعير. وذروة كل شئ أعلاه. (ه) ومنه الحديث (على ذروة كل بعير شيطان). * وحديث الزبير (سأل عائشة الخروج إلى البصرة فأبت عليه، فما زال يفتل في الذروة
[ 160 ]
والغارب حتى أجابته) جعل فتل وبر ذروة البعير وغاربه مثلا لازالتها عن رأيها، كما يفعل بالجمل النفور إذا أريد تأنيسه وإزلة نفاره. (س) وفى حديث سليمان بن صرد (قال بلغني عن على ذرو من قول تشذر لى فيه بالوعيد) الذرو من الحديث: ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه، من قولهم ذرا إلى فلان: أي ارتفع وقصد. (س) ومنه حديث أبى الزناد (كان يقول لابنه عبد الرحمن: كيف حديث كذا ؟ يريد أن يذرى منه) أي يرفع من قدره وينوه بذكره. * ومنه قول رؤبة: * عمدا أذرى حسبى أن يشتما (1) * أي أرفعه عن الشتيمة. * وفى حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم (ببئر ذروان) بفتح الذال وسكون الراء، وهى بئر لبنى زريق بالمدينة، فأما بتقديم الواو على الراء فهو موضع بين قديد والجحفة. (باب الذال مع العين) (ذعت) (ه) فيه (إن الشيطان عرض لى يقطع صلاتي فأمكنني الله منه فذعته) أي خنقته. والذعت والدعت بالذال والدال: الدفع العنيف. والذعت أيضا: المعك في التراب. (ذعذع) * في حديث على أنه قال لرجل: ما فعلت بإبلك ؟ وكانت له إبل كثيرة، فقال: (ذعذعتها النوائب، وفرقتها الحقوق، فقال: ذلك خير سبلها) أي خير ما خرجت فيه. الذعذعة التفريق. يقال ذعذعهم الدهر: أي فرقهم. (1) بعده: * لا ظالم الناس ولا مظلما * ولم أزل عن عرض قومي مرجما * بهدر هدار يمج البلغما اللسان (ذرا). (*)
[ 161 ]
(ه) ومنه حديث ابن الزبير (إن نابغة بنى جعدة لمدحه مدحة فقال فيها: لتجبر منه جانبا (1) ذعذعت به * صروف الليالى والزمان المصمم وزيادة الباء فيه للتأكيد. * وفى حديث جعفر الصادق رضى الله عنه (لا يحبنا أهل البيت المذعذع، قالوا: وما المذعذع ؟ قال: ولد الزنا). (ذعر) (س) في حديث حذيفة (قال له ليلة الاحزاب: قم فائت القوم ولا تذعرهم على) يعنى قريشا. الذعر: الفزع، يريد لا تعلمهم بنفسك وامش في خفية لئلا ينفروا منك ويقبلوا على. (ه) ومنه حديث نائل مولى عثمان (ونحن نترامى بالحنظل، فما يزيدنا عمر على أن يقول: كذاك لا تذعروا علينا) أي لا تنفروا إبلنا علينا. وقوله كذاك: أي حسبكم. (س) ومنه الحديث (لا يزال الشيطان ذاعرا من المؤمن) أي ذا ذعر وخوف، أو هو فاعل بمعنى مفعول: أي مذعور. وقد تكرر في الحديث. (ذعلب) (س) في حديث سواد بن مطرف (الذعلب الوجناء) الذعلب والذعلبة: الناقة السريعة. (باب الذال مع الفاء) (ذفر) (س) في صفة الحوض (وطينه مسك أذفر) أي طيب الريح. والذفر بالتحريك: يقع على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به. * ومنه صفة الجنة (وترابها مسك أذفر). (س) وفيه (فمسح رأس البعير وذفراه) ذفرى البعير أصل أذنه، وهما ذفريان. والذفرى مؤنثة، وألفها للتأنيث أو للالحاق. (1) في الاصل وا (خائفا) والمثبت من الهروي واللسان والفائق 1 / 432 وديوانه ص 137، طبع روما سنة 1953. (*)
[ 162 ]
* وفى حديث مسيره إلى بدر (أنه جزع الصفيراء ثم صب في ذفران) هو بكسر الفاء واد هناك. (ذفف) (س) فيه أنه قال لبلال: (إنى سمعت ذف نعليك في الجنة) أي صوتهما عند الوطئ عليهما. ويروى بالدال المهملة. وقد تقدم. (س) وكذلك يروى حديث الحسن (وإن ذففت بهم الهماليج) أي أسرعت. * وفى حديث على (أنه أمر يوم الجمل فنودى أن لا يتبع مدبر، ولا يقتل أسير، ولا يذفف على جريح) تذفيف الجريح: الاجهاز عليه وتحرير قتله. * ومنه حديث ابن مسعود (فذففت على أبى جهل). * وحديث ابن سيرين (أقعص ابنا عفراء أبا جهل وذفف عليه ابن مسعود) ويروى بالدال المهملة. وقد تقدم. * وفيه (سلط عليهم آخر الزمان موت طاعون ذفيف يحوف القلوب) الذفيف: الخفيف السريع. (س) ومنه حديث سهل (قال: دخلت على أنس وهو يصلى صلاة خفيفة ذفيفة كأنها صلاة مسافر). * وفى حديث عائشة (أنه نهى عن الذهب والحرير، فقالت: شئ ذفيف يربط به المسك) أي قليل يشد به. (باب الذال مع القاف) (ذقن) (ه) في حديث عائشة (توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتى وذاقنتى) الذاقنة: الذقن. وقيل طرف الحلقوم. وقيل ما يناله الذقن من الصدر. (ه) وفى حديث عمر (إن عمران بن سوادة قال له: أربع خصال عاتبتك عليها رعيتك، فوضع عود الدرة ثم ذقن عليها وقال: هات) يقال ذقن على يده وعلى عصاه - بالتشديد والتخفيف - إذا وضعه تحت ذقنه واتكأ عليه.
[ 163 ]
(باب الذال مع الكاف) (ذكر) * فيه (الرجل يقاتل للذكر، ويقاتل ليحمد) أي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة. والذكر: الشرف والفخر. * ومنه الحديث في صفة القرآن (وهو الذكر الحكيم) أي الشرف المحكم العارى من الاختلاف. * وفى حديث عائشة (ثم جلسوا عند المذكر حتى بدا حاجب الشمس) المذكر: موضع الذكر، كأنها أرادت عند الركن الاسود أو الحجر. وقد تكرر ذكر الذكر في الحديث، ويراد به تمجيد الله تعالى، وتقديسه، وتسبيحه وتهليله، والثناء عليه بجميع محامده. (ه) وفى حديث على (إن عليا يذكر فاطمة) أي يخطبها. وقيل يتعرض لخطبتها. * وفى حديث عمر (ما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا) أي ما تكلمت بها حالفا، من قولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أي قلته له. وليس من الذكر بعد النسيان. * وفيه (القرآن ذكر فذكروه) أي أنه جليل خطير فأجلوه. (س) ومنه الحديث (إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة أذكرا) أي ولدا ذكرا، وفى رواية (إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرت بإذن الله) أي ولدته ذكرا. يقال أذكرت المرأة فهى مذكر إذا ولدت ذكرا، فإذا صار ذلك عادتها قيل مذكار. [ ه ] ومنه حديث عمر (هبلت أمه لقد أذكرت به) أي جاءت به ذكرا جلدا. * ومنه حديث طارق مولى عثمان (قال لابن الزبير حين صرع: والله ما ولدت النساء أذكر منك) يعنى شهما ماضيا في الامور. * وفى حديث الزكاة (ابن لبون ذكر) ذكر الذكر توكيدا. وقيل تنبيها على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن. وقيل لان الابن يطلق في بعض الحيوانات على الذكر والانثى، كابن آوى، وابن عرس، وغيرهما، لا يقال فيه بنت آوى ولا بنت عرس، فرفع الاشكال بذكر الذكر.
[ 164 ]
* وفى حديث الميراث (لاولى رجل ذكر) قيل: قاله احترازا من الخنثى. وقيل تنبيها على اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية. (س) وفيه (كان يطوف على نسائه ويغتسل من كل واحدة ويقول إنه أذكر) أي أحد. (س) وفى حديث عائشة (أنه كان يتطيب بذكارة الطيب) الذكارة بالكسر: ما يصلح للرجال، كالمسك والعنبر والعود، وهى جمع ذكر، والذكورة مثله * ومنه الحديث (كانوا يكرهون المؤنث من الطيب، ولا يرون بذكورته بأسا) هو مالا لون له ينفض، كالعود والكافور، والعنبر. والمؤنث: طيب النساء كالخلوق والزعفران. * وفيه (أن عبدا أبصر جارية لسيده، فغار السيد فجب مذاكيره) هي جمع الذكر على غير قياس. (ذكا) * فيه (ذكاة الجنين ذكاة أمه) التذكية: الذبح والنحر. يقال: ذكيت الشاة تذكية، والاسم الذكاة، والمذبوح ذكى. ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب، فمن رفعه جعله خبر المبتدأ الذى هو ذكاة الجنين، فتكون ذكاة الام هي ذكاة الجنين فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف، ومن نصب كان التقدير ذكاة الجنين كذكاة أمه، فلما حذف الجار نصب، أو على تقدير يذكى تذكية مثل ذكاة أمه، فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامه، فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا. ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين: أي ذكوا الجنين ذكاة أمه. * ومنه حديث الصيد (كل ما أمسكت عليك كلابك ذكى وغير ذكى) أراد بالذكى ما أمسك عليه فأدركه قبل زهوق روحه فذكاه في الحلق أو اللبة، وأراد بغير الذكى ما زهقت نفسه قبل أن يدركه فيذكيه مما جرحه الكلب بسنه أو ظفره. (ه) وفى حديث محمد بن على (ذكاة الارض يبسها) يريد طهارتها من النجاسة، جعل يبسها من النجاسة الرطبة في التطهير بمنزلة تذكية الشاة في الاحلال، لان الذبح يطهرها ويحل أكلها.
[ 165 ]
(س) وفى حديث ذكر النار (قشبنى ريحها وأحرقني ذكاؤها) الذكاء: شدة وهج النار، يقال ذكيت النار إذا أتممت إشعالها ورفعتها. وذكت النار تذكو ذكا - مقصور -: أي اشتعلت. وقيل هما لغتان. (باب الذال مع اللام) (ذلذل) * في حديث أبى ذر (يخرج من ثديه يتذلذل) أي يضطرب، من ذلاذل الثوب وهى أسافله. وأكثر الروايات يتزلزل، بالزاى. (ذلف) (س) فيه (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الاعين ذلف الآنف) الذلف بالتحريك: قصر الانف وانبطاحه. وقيل ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. والذلف بسكون اللام جمع أذلف كأحمر وحمر. والآنف جمع قلة للانف وضع موضع جمع الكثرة، ويحتمل أنه قللها لصغرها. (ذلق) (ه) في حديث ماعز (فلما أذلقته الحجارة جمز وفر) أي بلغت منه الجهد حتى قلق. [ ه ] ومنه حديث عائشة (أنها كانت تصوم في السفر حتى أذلقها الصوم (1) أي جهدها وأذابها. يقال أذلقه الصوم وذلقه: أي ضعفه. (س) ومنه الحديث (إنه ذلق يوم أحد من العطش) أي جهده حتى خرج لسانه. (ه) وفى مناجاة أيوب عليه السلام (أذلقني البلاء فتكلمت) أي جهدني. * ومنه حديث الحديبية (يكسعها بقائم السيف حتى أذلقه) أي أقلقه. (ه) وفى حديث الرحم (جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق طلق) أي فصيح بليغ، هكذا جاء في الحديث على فعل بوزن صرد. ويقال طلق ذلق، وطلق ذلق، وطليق ذليق، ويراد بالجميع المضاء والنفاذ. وذلق كل شئ حده. [ ه ] وفى حديث أم زرع (على حد سنان مذلق) أي محدد، أرادت أنها معه على مثل السنان المحدد فلا تجد معه قرارا. (1) كذا في الاصل واللسان. والذى في ا والهروى وأصل الفائق 1 / 436 (السموم). (*)
[ 166 ]
(س) ومنه حديث جابر (فكسرت حجرا وحسرته فانذلق) أي صار له حد يقطع. * وفى حديث حفر زمزم (ألم نسق الحجيج وننحر المذلاقة الرفد). المذلاقة: الناقة السريعة السير. * وفى أشراط الساعة ذكر (ذلقية) هي بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء تحتها نقطتان: مدينة للروم. (ذلل) * في أسماء الله تعالى (المذل) هو الذى يلحق الذل بمن يشاء من عباده، وينفى عنه أنواع العز جميعها. (ه) وفيه (كم من عذق مذلل لابي الدحداح) تذليل العذوق: أنها إذا خرجت من كوافيرها التى تغطيها عند انشقاقها عنها يعمد الآبر فيسمحها (1) ويبسرها حتى تتدلى خارجة من بين الجريد والسلاء، فيسهل قطافها عند إدراكها، وإن كانت العين مفتوحة فهى النخلة، وتذليلها: تسهيل اجتناء ثمرها وإدناؤها من قاطفها. (ه) ومنه الحديث (يتركون المدينة على خير ما كانت مذللة لا يغشاها إلا العوافي) أي ثمارها دانية سهلة المتناول مخلاة غير محمية ولا ممنوعة على أحسن أحوالها. وقيل أراد أن المدينة تكون مخلاة خالية من السكان لا يغشاها إلا الوحوش. * ومنه الحديث (اللهم اسقنا ذلل السحاب) هو الذى لا رعد فيه ولا برق، وهو جمع ذلول، من الذل بالكسر ضد الصعب. * ومنه حديث ذى القرنين (أنه خير في ركوبه بين ذلل السحاب وصعابه فاختار ذلله). * ومنه حديث عبد الله (ما من شئ من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاله) أي على وجوهه وطرقه، وهو جمع ذل بالكسر. يقال: ركبوا ذل الطريق، وهو ما مهد منه وذلل. [ ه ] ومنه خطبة زياد (إذا رأيتموني أنفذ فيكم الامر فأنفذوه على أذلاله). * وفى حديث ابن الزبير (بعض الذل أبقى للاهل والمال) معناه أن الرجل إذا أصابته خطة (1) في بعض النسخ (فيمسحها) قاله مصحح الاصل. (*)
[ 167 ]
ضيم يناله فيها ذل فصبر عليها كان أبقى له ولاهله وماله، فإذا لم يصبر ومر فيها طالبا للعز غرر بنفسه وأهله وماله، وربما كان ذلك سببا لهلاكه. (ذلا) (ه) في حديث فاطمة رضى الله عنها (ما هو إلا أن سمعت قائلا يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذلوليت حتى رأيت وجهه) أي أسرعت. يقال اذلولى الرجل إذا أسرع مخافة أن يفوته شئ. وهو ثلاثى كررت عينه وزيد واوا للمبالغة، كاقلولى واغدودن. (باب الذال مع الميم) (ذمر) (س) في حديث على (إلا أن عثمان فضح الذمار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه) الذمار: ما لزمك حفظه مما وراءك وتعلق بك. (س) ومنه حديث أبى سفيان (قال يوم الفتح: حبذا يوم الذمار) يريد الحرب، لان الانسان يقاتل على ما يلزمه حفظه. (س) ومنه الحديث (فخرج يتذمر) أي يعاتب نفسه ويلومها على فوات الذمار. (س) ومنه حديث موسى عليه السلام (أنه كان يتذمر على ربه) أي يجترئ عليه ويرفع صوته في عتابه. * ومنه حديث طلحة (لما أسلم إذا أمه تذمره وتسبه) أي تشجعه على ترك الاسلام وتسبه على إسلامه. وذمر يذمر إذا غضب. * ومنه الحديث (وأم أيمن تذمر وتصخب) ويروى تذمر بالتشديد. (ه) ومنه الحديث (فجاء عمر ذامرا) أي متهددا. * ومنه حديث على (ألا وإن الشيطان قد ذمر حزبه) أي حضهم وشجعهم. (س) وحديث صلاة الخوف (فتذامر المشركون وقالوا هلا كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة) أي تلاوموا على ترك الفرصة، وقد يكون بمعنى تحاضوا على القتال. والذمر: الحث مع لوم واستبطاء.
[ 168 ]
(ه) وفى حديث ابن مسعود (فوضعت رجلى على مذمر أبى جهل) المذمر: الكاهل والعنق وما حوله. * وفيه ذكر (ذمار) وهو بكسر الذال، وبعضهم يفتحها: اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء. وقيل هو اسم صنعاء. (ذمل) (س) في حديث قس (يسير ذميلا) أي سيرا سريعا لينا. وأصله في سير الابل. (ذمم) * قد تكرر في الحديث ذكر (الذمة والذمام) وهما بمعنى العهد، والامان، والضمان، والحرمة، والحق. وسمى أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. (ه) ومنه الحديث (يسعى بذمتهم أدناهم) أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس أن يخفروه، ولا أن ينقضوا عليه عهده. وقد أجاز عمر أمان عبد على جميع الجيش. * ومنه الحديث (ذمة المسلمين واحدة). * والحديث الآخر في دعاء المسافر (اقلبنا بذمة) أي ارددنا إلى أهلنا آمنين. (س) ومنه الحديث (فقد برئت منه الذمة) أي إن لكل أحد من الله عهدا بالحفظ والكلاءة، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة، أو فعل ما حرم عليه، أو خالف ما أمر به خذلته ذمة الله تعالى. * وفيه (لا تشتروا رقيق أهل الذمة وأرضيهم) المعنى أنهم إذا كان لهم مماليك وأرضون وحال حسنة ظاهرة كان أكثر لجزيتهم، وهذا على مذهب من يرى أن الجزية على قدر الحال، وقيل في شراء أرضيهم أنه كرهه لاجل الخراج الذى يلزم الارض لئلا يكون على المسلم إذا اشتراها فيكون ذلا وصغارا. * وفى حديث سلمان (قيل له ما يحل من ذمتنا) أراد من أهل ذمتنا، فحذف المضاف.
[ 169 ]
* وفى حديث على (ذمتي رهينة وأنا به زعيم) أي ؟ ضماني وعهدي رهن في الوفاء به. (ه) وفيه (ما يذهب عنى مذمة الرضاع ؟ فقال: غرة: عبد أو أمة) المذمة بالفتح مفعلة من الذم، وبالكسر من الذمة والذمام. وقيل هي بالكسر والفتح الحق والحرمة التى يذم مضيعها، والمراد بمذمة الرضاع: الحق اللازم بسبب الرضاع، فكأنه سأل ما يسقط عنى حق المرضعة حتى أكون قد أديته كاملا ؟ وكانوا يستحبون أن يعطوا للمرضعة عند فصال الصبى شيئا سوى أجرتها. (ه) وفيه (خلال المكارم كذا وكذا والتذمم للصاحب) هو أن يحفظ ذمامه ويطرح عن نفسه ذم الناس له إن لم يحفظه. (ه) وفيه (أرى عبد المطلب في منامه احفر زمزم لا تنزف ولا تذم) أي لا تعاب، أو لا تلفى مذمومة، من قولك أذممته إذا وجدته مذموما. وقيل لا يوجد ماؤها قليلا، من قولهم بئر ذمة، إذا كانت قليلة الماء. [ ه ] ومنه حديث البراء (فأتينا على بئر ذمة فنزلنا فيها) سميت بذلك لانها مذمومة. * ومنه حديث أبى بكر (قد طلع في طريق معورة حزنة، وإن راحلته أذمت) أي انقطع سيرها، كأنها حملت الناس على ذمها. * ومنه حديث حليمة السعدية (فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذمت بالركب) أي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها. * ومنه حديث المقداد حين أحرز لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإذا فيها فرس أذم) أي كال قد أعيا فوقف. (ه) وفى حديث يونس عليه السلام (إن الحوت قاءه رذيا ذما) أي مذموما شبه الهالك، والذم والمذموم واحد. * وفى حديث الشؤم والطيرة (ذروها ذميمة) أي اتركوها مذمومة، فعيلة بمعنى مفعولة، وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب سكنى الدار،
[ 170 ]
فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة. * وفى حديث موسى والخضر عليهما السلام (أخذته من صاحبه ذمامة) أي حياء وإشفاق، من الذم واللوم. * ومنه حديث ابن صياد (فأصابتني منه ذمامة). (باب الذال مع النون) (ذنب) (ه) فيه (أنه كان يكره المذنب من البسر مخافة أن يكونا شيئين فيكون خليطا) المذنب بكسر النون: الذى بدا فيه الارطاب من قبل ذنبه: أي طرفه. ويقال له أيضا: التذنوب. (ه) ومنه حديث أنس (أنه كان لا يقطع التذنوب من البسر إذا أراد أن يفتضخه). * ومنه حديث ابن المسيب (كان لا يرى بالتذنوب أن يفتضخ بأسا). (س) وفيه (من مات على ذنابى طريق فهو من أهله) يعنى على قصد طريق. وأصل الذنابى منبت ذنب الطائر. (س) ومنه حديث ابن عباس: (كان فرعون على فرس ذنوب) أي وافر شعر الذنب. (ه) وفى حديث حذيفة (حتى يركبها الله بالملائكة فلا يمنع ذنب تلعة) وصفه بالذل والضعف وقلة المنعة، وأذناب المسايل: أسافل الاودية. وقد تكرر في الحديث. * ومنه الحديث (يقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد). ويقال لها أيضا المذانب. * ومنه حديث ظبيان (وذنبوا خشانه) أي جعلوا له مذانب ومجارى. والخشان: ما خشن من الارض. (ه) وفى حديث على - وذكر فتنة تكون في آخر الزمان - قال: (فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه) أي سار في الارض مسرعا بأتباعه ولم يعرج على الفتنة. والاذناب: الاتباع، جمع ذنب، كأنهم في مقابل الرؤوس وهم المقدمون.
[ 171 ]
وفى حديث بول الاعرابي في المسجد (فأمر بذنوب من ماء فأريق عليه) الذنوب: الدلو العظيمة، وقيل لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء. وقد تكرر في الحديث. (باب الذال مع الواو) (ذوب) (ه) فيه (من أسلم على ذوبة أو مأثرة فهى له) الذوبة: بقية المال يستذيبها الرجل: أي يستبقيها. والمأثرة: المكرمة. (س) وفى حديث عبد الله (فيفرح المرء أن يذوب له الحق) أي يجب. (س) وفى حديث قس. * أذوب الليالى أو يجيب صداكما * أي أنتظر في مرور الليالى وذهابها، من الاذابة: الاغارة. يقال أذاب علينا بنو فلان: أي أغاروا. (ه) وفى حديث ابن الحنفية (إنه كان يذوب أمه) أي يضفر ذوائبها. والقياس يذئب بالهمز، لان عين الذؤابة همزة، ولكنه جاء غير مهموز، كما جاء الذوائب على غير القياس (1). * وفى حديث الغار (فيصبح في ذوبان الناس) يقال لصعاليك العرب ولصوصها ذوبان، لانهم كالذئاب. والذوبان: جمع ذئب، والاصل فيه الهمز، ولكنه خفف فانقلب واوا. وذكرناه هاهنا حملا على لفظه. (ذود) (ه) فيه (ليس فيما دون خمس ذود صدقة) الذود من الابل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل ما بين الثلاث إلى العشر. واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعم. وقال أبو عبيد: الذود من الاناث دون الذكور، والحديث عام فيهما، لان من ملك خمسة من الابل وجبت عليه فيها الزكاة ذكورا كانت أو إناثا. وقد تكرر ذكر الذود في الحديث. (1) والقياس: ذآئب. الفائق 1 / 441. (*)
[ 172 ]
* وفى حديث الحوض (إنى لبعقر حوضى أذود الناس عنه لاهل اليمن) أي أطردهم وأدفعهم. * وفى حديث على (وأما إخواننا بنو أمية فقادة ذادة) الذادة جمع ذائد: وهو الحامى الدافع. قيل أراد أنهم يذودون عن الحرم. * ومنه الحديث (فليذادن رجال عن حوضى) أي ليطردن، ويروى: فلا تذادن: أي لا تفعلوا فعلا يوجب طردكم عنه، والاول أشبه. وقد تكرر في الحديث. (ذوط) (ه) في حديث أبى بكر (لو منعوني جديا أذوط لقاتلتهم عليه) الاذوط: الناقص الذقن من الناس وغيرهم. وقيل هو الذى يطول حنكه الاعلى ويقصر الاسفل. (ذوق) (ه) فيه (لم يكن يذم ذواقا) الذواق: المأكول والمشروب، فعال بمعنى مفعول، من الذوق يقع على المصدر والاسم. يقال ذقت الشئ أذوقه ذواقا وذوقا، وما ذقت ذواقا، أي شيئا. [ ه ] ومنه الحديث (كانوا إذا خرجوا من عنده لا يتفرقون إلا عن ذواق) ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير: أي لا يتفرقون إلا عن علم وأدب يتعلمونه، يقوم لانفسهم وأرواحهم مقام الطعام والشراب لاجسامهم. * وفى حديث أحد (إن أبا سفيان لما رأى حمزة مقتولا معفرا قال له: ذق عقق) أي ذق طعم مخالفتك لنا وتركك دينك الذى كنت عليه يا عاق قومه، جعل إسلامه عقوقا. وهذا من المجاز أن يستعمل الذوق - وهو مما يتعلق بالاجسام - في المعاني، كقوله تعالى (ذق إنك أنت العزيز الكريم) وقوله (فذاقوا وبال أمرهم). (ه) ومنه الحديث (إن الله لا يحب الذواقين والذواقات) يعنى السريعى النكاح السريعى الطلاق. (ذوى) * في حديث عمر (أنه كان يستاك وهو صائم بعود قد ذوى) أي يبس: يقال ذوى العود يذوى ويذوى. [ ه ] وفى حديث صفة المهدى (قرشي يمان ليس من ذى ولا ذو) أي ليس نسبه نسب
[ 173 ]
اذواء اليمن، وهم ملوك حمير، منهم ذو يزن، وذو رعين (1) وقوله قرشي يمان: أي قرشي النسب يمانى المنشأ. وهذه الكلمة عينها واو، وقياس لامها أن تكون ياء، لان باب طوى أكثر من باب قوى. * ومنه حديث جرير (يطلع عليكم رجل من ذى يمن على وجهه مسحة من ذى ملك) كذا أورده أبو عمر الزاهد، وقال ذى هاهنا صلة: أي زائدة (باب الذال مع الهاء) (ذهب) * في حديث جرير وذكر الصدقة (حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة) هكذا جاء في سنن النسائي وبعض طرق مسلم. والرواية بالدال المهملة والنون، وقد تقدمت، فإن صحت الرواية فهى من الشئ المذهب، وهو المموه بالذهب، أو من قولهم فرس مذهب، إذا علت حمرته صفرة. والانثى مذهبة. وإنما خص الانثى بالذكر لانهما أصفى لونا وأرق بشرة. (س) وفى حديث على (فبعث من اليمن بذهيبة) هي تصغير ذهب، وأدخل الهاء فيها لان الذهب يؤنث، والمؤنث الثلاثي إذا صغر ألحق في تصغيره الهاء، نحو قويسة وشميسة. وقيل هو تصغير ذهبة على نية القطعة منها، فصغرها على لفظها. * وفى حديث على (لو أراد الله أن يفتح لهم كنوز الذهبان لفعل) هو جمع ذهب، كبرق وبرقان. وقد يجمع بالضم نحو حمل وحملان. (ه) وفيه (كان إذا أراد الغائط أبعد المذهب) هو الموضع الذى يتغوط فيه، وهو مفعل من الذهاب. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على في الاستسقاء (لا قزع ربابها، ولا شفان ذهابها) الذهاب: الامطار (1) أنشد الهروي للكميت: وما أعنى بقولى أسفليكم * ولكني أريد به الذوينا (*)
[ 174 ]
اللينة، واحدتها ذهبة بالكسر. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره: ولا ذات شفان ذهابها. (ه) وفى حديث عكرمة (سئل عن أذاهب من بر وأذاهب من شعير، فقال: يضم بعضها إلى بعض ثم تزكى) الذهب بفتح الهاء: مكيال معروف باليمن، وجمعه أذهاب، وجمع الجمع أذاهب. (باب الذال مع الياء) (ذيت) * في حديث عمران والمرأة والمزادتين (كان من أمره ذيت وذيت) هي مثل كيت وكيت، وهو من ألفاظ الكنايات. (ذيح) (ه) في حديث على (كان الاشعث ذا ذيح) الذيح: الكبر. (ذيخ) * في حديث القيامة (وينظر الخليل عليه السلام إلى أبيه فإذا هو بذيخ متلطخ) الذيخ: ذكر الضباع، والانثى ذيخة. وأراد بالتلطخ التلطخ برجيعه، أو بالطين كما قال في الحديث الآخر (بذيخ أمدر): أي متلطخ بالمدر. (ه) ومنه حديث خزيمة (والذيخ محر نجما) أي إن السنة تركت ذكر الضباع مجتمعا منقبضا من شدة الجدب. (ذيع) (س) في حديث على ووصف الاولياء (ليسوا بالمذاييع البذر) هو جمع مذياع، من أذاع الشئ إذا أفشاه. وقيل أراد الذين يشيعون الفواحش، وهو بناء مبالغة. (ذيف) (س) في حديث عبد الرحمن بن عوف: يفديهم وودوا لو سقوه * من الذيفان مترعة ملايا الذيفان: السم القاتل، ويهمز ولا يهمز، والملايا يريد بها المملوءة، فقلب الهمزة ياء، وهو قلب شاذ.
[ 175 ]
(ذيل) * فيه (بات جبريل يعاتبني في إذالة الخيل) أي إهانتها والاستخفاف بها. (ه س) ومنه الحديث الآخر (أذال الناس الخيل) وقيل أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها. * وفى حديث مصعب بن عمير (كان مترفا في الجاهلية يدهن بالعبير ويذيل يمنة اليمن) أي يطيل ذيلها. واليمنة: ضرب من برود اليمن. (ذيم) (ه) فيه (عادت محامده ذاما) الذام والذيم: العيب، وقد يهمز. * ومنه حديث عائشة (قالت لليهود: عليكم السام والذام) وقد تقدم في أول الحرف.
[ 176 ]
حرف الراء (باب الراء مع الهمزة) (رأب) (س) في حديث على يصف أبا بكر رضى الله عنهما (كنت للدين رأبا) الرأب: الجمع والشد، يقال رأب الصدع إذا شعبه. ورأب الشئ إذا جمعه وشده برفق. * ومنه حديث عائشة تصف أباها (يرأب شعبها). (س) وفى حديثها الآخر (ورأب الثأى) أي أصلح الفاسد وجبر الوهن. * ومنه حديث أم سلمة لعائشة رضى الله عنهما (لا يرأب بهن إن صدع) قال القتيبى: الرواية صدع، فإن كان محفوظا فإنه يقال صدعت الزجاجة فصدعت، كما يقال جبرت العظم فجبر، وإلا فإنه صدع، أو انصدع. (رأس) (ه) فيه (إنه عليه الصلاة والسلام كان يصيب من الرأس وهو صائم) هو كناية عن القبلة. (ه) وفى حديث القيامة (ألم أذرك ترأس وتربع) رأس القوم يرأسهم رئاسة: إذا صار رئيسهم ومقدمهم. * ومنه الحديث (رأس الكفر من قبل المشرق) ويكون إشارة إلى الدجال أو غيره من رؤساء الضلال الخارجين بالمشرق. (رأف) * في أسماء الله تعالى (الرؤوف) هو الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه. والرأفة أرق من الرحمة، ولا تكاد تقع في الكراهة،، والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة. وقد رأفت به أرأف، ورؤفت أرؤف فأنا رؤوف. وقد تكرر ذكر الرأفة في الحديث. (رأم) (س) في حديث تصف عمر (ترأمه ويأباها) تريد الدنيا: أي تعطف عليه كما ترأم الام ولدها والناقة حوارها فتشمه وتترشفه، وكل من أحب شيئا وألفه فقد رئمه يرأمه.
[ 177 ]
(رأه) (ه) في حديث لقمان بن عاد (ولا تملا رئتي جنبى) الرئة التى في الجوف معروفة. يقول: لست بجبان تنتفخ رئتي فتملا جنبى. هكذا ذكرها الهروي، وليس موضعها، فإن الهاء فيها عوض من الياء المحذوفة، تقول منه رأيته إذا أصبت رئته. (رأى) (ه) فيه (أنا برئ من كل مسلم مع مشرك، قيل: لم يا رسول الله ؟ قال: لا تراءى ناراهما) أي يلزم المسلم ويجب عليه أن يباعد منزله عن منزل المشرك، ولا ينزل بالموضع الذى إذا أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر لنار المشرك إذا أوقدها في منزله، ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم. وإنما كره مجاورة المشركين لانهم لا عهد لهم ولا أمان، وحث المسلمين على الهجرة. والترائى: تفاعل من الرؤية، يقال: تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا، وتراءى لى شئ: أي ظهر حتى رأيته. وإسناد الترائى إلى النارين مجاز، من قولهم دارى تنظر إلى دار فلان: أي تقابلها. يقول ناراهما مختلفتان، هذه تدعو إلى الله، وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف يتفقان. والاصل في تراءى تتراءى، فحذف إحدى التاءين تخفيفا. (ه) ومنه الحديث (إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدرى في أفق السماء) أي ينظرون ويرون. (ه) ومنه حديث أبى البخترى (تراءينا الهلال) أي تكلفنا النظر إليه هل نراه أم لا. * ومنه حديث رمل الطواف (إنما كنا راءينا به المشركين) هو فاعلنا، من الرؤية: أي أريناهم بذلك أنا أقوياء. (ه) وفيه (أنه خطب فرئى أنه لم يسمع) رئى: فعل لم يسم فاعله، من رأيت بمعنى ظننت، وهو يتعدى إلى مفعولين، تقول: رأيت زيدا عاقلا، فإذا بنيته لما لم يسم فاعله تعدى إلى معفول واحد، فقلت: رئى زيد عاقلا، فقوله إنه لم يسمع جملة في موضع المفعول الثاني. والمفعول الاول ضميره. * وفى حديث عثمان (أراهم أراهمنى الباطل شيطانا) أراد أن الباطل جعلني عندهم شيطانا، وفيه شذوذ من وجهين: أحدهما أن ضمير الغائب إذا وقع متقدما على ضمير المتكلم والمخاطب
[ 178 ]
فالوجه أن يجاء بالثاني منفصلا، تقول أعطاه إياى، فكان من حقه أن يقول أراهم إياى، والثانى أن واو الضمير حقها أن تثبت مع الضمائر كقولك أعطيتموني، فكان حقه أن يقول أراهمونى. (س) وفى حديث حنظلة (تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأى عين) تقول جعلت الشئ رأى عينك وبمرأى منك: أي حذاءك ومقابلك بحيث تراه، وهو منصوب على المصدر: أي كأنا نراهما رأي العين. (س) وفى حديث الرؤيا (فإذا رجل كريه المرآة) أي قبيح المنظر. يقال رجل حسن المنظر والمرآة، وحسن في مرآة العين، وهى مفعلة من الرؤية. * ومنه الحديث (حتى يتبين له رئيهما) هو بكسر الراء وسكون الهمزة: أي منظرهما وما يرى منهما. وقد تكرر. (ه) وفى الحديث (أرأيتك، وأرأيتكما، وأرأيتكم) وهى كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى أخبرني، وأخبرانى، وأخبروني. وتاؤها مفتوحة أبدا. * وكذلك تكرر أيضا (ألم تر إلى فلان، وألم تر إلى كذا) وهى كلمة تقولها العرب عند التعجب من الشئ، وعند تنبيه المخاطب، كقوله تعالى (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم)، (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) أي ألم تعجب بفعلهم، وألم ينته شأنهم إليك. * وفى حديث عمر (قال لسواد بن قارب: أنت الذى أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم) يقال للتابع من الجن رئى بوزن كمى، وهو فعيل، أو فعول، سمى به لانه يتراءى لمتبوعه، أو هو من الرأى، من قولهم فلان رئى قومه إذا كان صاحب رأيهم، وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها. (ه) وفى حديث الخدرى (فإذا رئى مثل نحى) يعنى حية عظيمة كالزق، سماها بالرئى الجنى، لانهم يزعمون أن الحيات من مسخ الجن، ولهذا سموه شيطانا وحبابا وجانا. (س) وفى حديث عمر وذكر المتعة (ارتأى امرؤ بعد ذلك ما شاء أن يرتئى) أي أفكر وتأنى، وهو افتعل من رؤية القلب، أو من الرأى.
[ 179 ]
* ومنه حديث الازرق بن قيس (وفينا رجل له رأى) يقال فلان من أهل الرأى: أي أنه يرى رأى الخوارج ويقول بمذهبهم وهو المراد هاهنا، والمحدثون يسمون أصحاب القياس أصحاب الرأى، يعنون أنهم يأخذون برأيهم فيما يشكل من الحديث، أو ما لم يأت فيه حديث ولا أثر. (باب الراء مع الباء) (ربأ) (ه س) فيه (مثلى ومثلكم كرجل ذهب يربأ أهله) أي يحفظهم من عدوهم، والاسم الربيئة، وهو العين والطليعة الذى ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه. وارتبأت الجبل: أي صعدته. وقد تكرر في الحديث. (ربب) (ه) في أشراط الساعة (وأن تلد الامة ربها أو ربتها) الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربى، والقيم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أضيف، فيقال رب كذا. وقد جاء في الشعر مطلقا على غير الله تعالى، وليس بالكثير، وأراد به في هذا الحديث المولى والسيد، يعنى أن الامة تلد لسيدها ولدا فيكون لها كالمولى، لانه في الحسب كأبيه، أراد أن السبى يكثر والنعمة تظهر في الناس فتكثر السرارى. (س) ومنه حديث إجابة المؤذن (اللهم رب هذه الدعوة التامة) أي صاحبها. وقيل المتمم لها والزائد في أهلها والعمل بها والاجابة لها. (س) ومنه حديث أبى هريرة (لا يقل المملوك لسيده ربى) كره أن يجعل مالكه ربا له، لمشاركة الله تعالى في الربوبية. فأما قوله تعالى (اذكرني عند ربك) فإنه خاطبه على المتعارف عندهم، وعلى ما كانوا يسمونهم به. ومثله قول موسى عليه السلام للسامري (وانظر إلى إلهك) أي الذى اتخذته إلها. (س) فأما الحديث في ضالة الابل (حتى يلقاها ربها) فإن البهائم غير متعبدة ولا مخاطبة فهى بمنزلة الاموال التى يجوز إضافة مالكيها إليها وجعلهم أربابا لها.
[ 180 ]
* ومنه حديث عمر (رب الصريمة ورب الغنيمة) وقد كثر ذلك في الحديث. (س) ومنه حديث عروة بن مسعود (لما أسلم وعاد إلى قومه دخل منزله، فأنكر قومه دخوله قبل أن يأتي الربة) يعنى اللات، وهى الصخرة التى كانت تعبدها ثقيف بالطائف. * ومنه حديث وفد ثقيف (كان لهم بيت يسمونه الربة يضاهئون به بيت الله تعالى، فلما أسلموا هدمه المغيرة). (س) وفى حديث ابن عباس مع الزبير (لان يربنى بنو عمى أحب إلى من أن يربنى غيرهم) وفى رواية (وإن ربوني ربنى أكفاء كرام) أي يكونون على أمراء وسادة مقدمين، يعنى بنى أمية، فإنهم في النسب إلى ابن عباس أقرب من ابن الزبير. يقال ربه يربه: أي كان له ربا. * ومنه حديث صفوان بن أمية قال لابي سفيان بن حرب يوم حنين: (لان يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن). (ه) وفيه (ألك نعمة تربها) أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربى الرجل ولده. يقال: رب فلان ولده يربه ربا ورببه ورباه، كله بمعنى واحد. * وفى حديث عمر (لا تأخذ الاكولة ولا الربى ولا الماخض) الربى التى تربى في البيت من الغنم لاجل اللبن. وقيل هي الشاة القريبة العهد بالولادة، وجمعها رباب بالضم. * ومنه الحديث الآخر (ما بقى في غنمي إلا فحل أو شاة ربى). (س) وفى حديث النخعي (ليس في الربائب صدقة) الربائب: الغنم التى تكون في البيت، وليست بسائمة، واحدتها ربيبة بمعنى مربوبة، لان صاحبها يربها. * ومنه حديث عائشة (كان لنا جيران من الانصار لهم ربائب، فكانوا يبعثون إلينا من ألبانها). * ومنه حديث ابن عباس (إنما الشرط في الربائب) يريد بنات الزوجات من غير أزواجهن الذين معهن.
[ 181 ]
* وفى حديث ابن ذى يزن: * أسد تربب في الغيضات أشبالا * أي تربى، وهو أبلغ منه ومن ترب، بالتكرير الذى فيه. * وفيه (الراب كافل) هو زوج أم اليتيم، وهو اسم فاعل، من ربه يربه: أي أنه تكفل بأمره. * ومنه حديث مجاهد (كان يكره أن يتزوج الرجل امرأة رابه) يعنى امرأة زوج أمه لانه كان يربيه. (س) وفى حديث المغيرة (حملها رباب) رباب المرأة: حدثان ولادتها. وقيل هو ما بين أن تضع إلى أن يأتي عليها شهران. وقيل عشرون يوما، يريد أنها تحمل بعد أن تلد بيسير، وذلك مذموم في النساء، وإنما يحمد أن لا تحمل بعد الوضع حتى تتم رضاع ولدها. (ه) ومنه حديث شريح (إن الشاة تحلب في ربابها). (ه) وفى حديث الرؤيا (فإذا قصر مثل الربابة البيضاء) الربابة - بالفتح - السحابة التى ركب بعضها بعضا. * ومنه حديث ابن الزبير (وأحدق بكم ربابه) وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (اللهم إنى أعوذ بك من غنى مبطر وفقر مرب) أو قال (ملب) أي لازم غير مفارق، من أرب بالمكان وألب: إذا أقام به ولزمه. (ه) وفى حديث على (الناس ثلاثة: عالم ربانى) هو منسوب إلى الرب بزيادة الالف والنون للمبالغة. وقيل هو من الرب بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها. والربانى: العالم الراسخ في العلم والدين. أو الذى يطلب بعلمه وجه الله تعالى. وقيل العالم العامل المعلم. (ه) ومنه حديث ابن الحنيفة قال حين توفى ابن عباس: (مات ربانى هذه الامة). (س) وفى صفة ابن عباس (كأن على صلعته الرب من مسك وعنبر) الرب ما يطبخ من التمر، وهو الدبس أيضا.
[ 182 ]
(ربث) (ه) في حديث على (إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها فيأخذون الناس بالربائث فيذكرونهم الحاجات) أي ليربثوهم بها عن الجمعة. يقال ربثته عن الامر إذا حبسته وثبطنه. والربائث جمع ربيثة وهى الامر الذى يحبس الانسان عن مهامه. وقد جاء في بعض الروايات (يرمون الناس بالترابيث) قال الخطابى: وليس بشئ. قلت: يجوز - إن صحت الرواية - أن يكون جمع تربيثة وهى المرة الواحدة من التربيث. تقول: ربثته تربيثا وتربيثة واحدة، مثل قدمته تقديما وتقديمة واحدة. (ربح) (ه) في حديث أبى طلحة (ذلك مال رابح) أي ذو ربح، كقولك لابن وتامر ويروى بالياء. وسيجئ. (ه) وفيه (أنه نهى عن ربح ما لم يضمن) هو أن يبيعه سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها بربح، فلا يصح البيع ولا يحل الربح، لانها في ضمان البائع الاول، وليست من ضمان الثاني، فربحها وخسارتها للاول. (ربحل) * في حديث ابن ذى يزن (وملكا ربحلا) الربحل - بكسر الراء وفتح الباء الموحدة - الكثير العطاء. (ربخ) (س) في حديث على (إن رجلا خاصم إليه أبا امرأته فقال: زوجنى ابنته وهى مجنونة، فقال: ما بدالك من جنونها ؟ فقال: إذا جامعتها غشى عليها، فقال: تلك الربوخ، لست لها بأهل) أراد أن ذلك يحمد منها. وأصل الربوخ من تربخ في مشيه إذا استرخى. يقال: ربخت المرأة تربخ فهى ربوخ، إذا عرض لها ذلك عند الجماع. (ربد) (ه) فيه (إن مسجده صلى الله عليه وسلم كان مربدا ليتيمين) المربد: الموضع الذى تحبس فيه الابل والغنم، وبه سمى مربد المدينة والبصرة. وهو بكسر الميم وفتح الباء، من ربد بالمكان إذا أقام فيه. وربده إذا حبسه. (ه) ومنه الحديث (إنه تيمم بمربد النعم) والمربد أيضا: الموضع الذى يجعل فيه التمر لينشف، كالبيدر للحنطة.
[ 183 ]
(ه) ومنه الحديث (حتى يقوم أبو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره) يعنى موضع تمره. (س) وفى حديث صالح بن عبد الله بن الزبير (إنه كان يعمل ربدا بمكة) الربد بفتح الباء: الطين، والرباد: الطيان: أي بناء من طين كالسكر، ويجوز أن يكون من الربد: الحبس، لانه يحبس الماء. ويروى بالزاى والنون. وسيجئ في موضعه. (ه) وفيه (إنه كان إذا نزل عليه الوحى اربد وجهه) أي تغير إلى الغبرة. وقيل الربدة: لون بين السواد والغبرة. (ه) ومنه حديث حذيفة في الفتن (أي قلب أشربها صار مربدا) وفى رواية (صار مربادا) هما من اربد وارباد. ويريد اربداد القلب من حيث المعنى لا الصورة، فإن لون القلب إلى السواد ما هو. (ه) ومنه حديث عمرو بن العاص (إنه قام من عند عمر مربد الوجه في كلام أسمعه). (ربذ) (ه) في حديث عمر بن عبد العزيز (إنه كتب إلى عامله عدى بن أرطاة: إنما أنت ربذة من الربذ) الربذة بالكسر والفتح: صوفة يهنأ بها البعير بالقطران، وخرقة يجلو بها الصائغ الحلى، يعنى إنما نصبت عاملا لتعالج الامور برأيك وتجلوها بتدبيرك. وقيل هي خرقة الحائض، فيكون قد ذمه على هذا القول ونال من عرضه. ويقال هي صوفة من العهن تعلق في أعناق الابل وعلى الهوادج ولا طائل لها، فشبهه بها أنه من ذوى الشارة والمنظر مع قلة النفع والجدوى. وحكى الجوهرى فيها الربذة بالتحريك وقال: هي لغة. والربذة بالتحريك أيضا: قرية معروفة قرب المدينة، بها قبر أبى ذر الغفاري. (ربز) (س) في حديث عبد الله بن بسر (قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دارى فوضعنا له قطيفة ربيزة) أي ضخمة، من قولهم كيس ربيز وصرة ربيزة. ويقال للعاقل الثخين: ربيز. وقد ربز ربازة، وأربزته إربازا. ومنهم من يقول رميز بالميم. وقال الجوهرى في فصل الراء من حرف الزاى: كبش ربيز أي مكتنز أعجر، مثل ربيس.
[ 184 ]
(ربس) (س) فيه (إن رجلا جاء إلى قريش فقال: إن أهل خيبر أسروا محمدا ويريدون أن يرسلوا به إلى قومه ليقتلوه، فجعل المشركون يربسون به العباس) يحتمل أن يكون من الارباس وهو المراغمة: أي يسمعونه ما يسخطه ويغيظه. ويحتمل أن يكون من قولهم جاءوا بأمور ربس: أي سود، يعنى يأتونه بداهية. ويحتمل أن يكون من الربيس وهو المصاب بمال أو غيره: أي يصيبون العباس بما يسوءه. (ربص) * فيه (إنما يريد أن يتربص بكم الدوائر) التربص: المكث والانتظار. وقد تكرر في الحديث. (ربض) (ه) في حديث أم معبد (فدعا بإناء يربض الرهط) أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الارض. من ربض في المكان يربض إذا لصق به وأقام ملازما له. يقال أربضت الشمس إذا اشتد حرها حتى تربض الوحش في كناسها. أي تجعلها تربض فيه. ويروى بالياء وسيجئ. (ه) ومنه الحديث (أنه بعث الضحاك بن سفيان إلى قومه وقال: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا) أي أقم في دارهم آمنا لا تبرح، كأنك ظبى في كناسه قد أمن حيث لا يرى إنسيا. وقيل المعنى أنه أمره أن يأتيهم كالمتوحش، لانه بين ظهرانى الكفرة فمتى رابه منهم ريب نفر عنهم شاردا كما ينفر الظبى. (س) وفى حديث عمر (ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض) أي الجالس المقيم. * ومنه الحديث (كربضة العنز) ويروى بكسر الراء: أي جثتها إذا بركت. (س) ومنه الحديث (إنه رأى قبة حولها غنم ربوض) جمع رابض. * وحديث عائشة (رأيت كأنى على ظرب وحولي بقر ربوض). (س) وحديث معاوية (لا تبعثوا الرابضين الترك والحبشة) أي المقيمين الساكنين، يريد لا تهيجوهم عليكم ماداموا لا يقصدونكم. (س) ومنه الحديث (الرابضة ملائكة أهبطوا مع آدم يهدون الضلال) ولعله من الاقامة أيضا. قال الجوهرى: الرابضة: بقية حملة الحجة، لا تخلو منهم الارض. وهو في الحديث.
[ 185 ]
(ه) وفيه (مثل المنافق كمثل الشاة بين الربضين) وفى رواية (بين الربيضين) الربيض: الغنم نفسها. والربض: موضعها الذى تربض فيه. أراد أنه مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم، أو بين مربضيهما. * ومنه حديث على (والناس حولي كربيضة الغنم) أي كالغنم الربض. (س) وفيه (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة) هو بفتح الباء: ما حولها خارجا عنها، تشبيها بالابنية التى تكون حول المدن وتحت القلاع. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث ابن الزبير وبناء الكعبة (فأخذ ابن مطيع العتلة من شق الربض الذى يلى دار بنى حميد) الربض بضم الراء وسكون الباء: أساس البناء. وقيل وسطه، وقيل هو والربض سواء، كسقم وسقم. (س) وفى حديث نجبة (زوج ابنته من رجل وجهزها، وقال: لا يبيت عزبا وله عندنا ربض) ربض الرجل: المرأة التى تقوم بشأنه. وقيل هو كل من استرحت إليه، كالام والبنت والاخت، وكالقيم والمعيشة والقوت. (ه) وفى حديث أشراط الساعة (وأن تنطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يارسول الله ؟ فقال: الرجل: التافه ينطق في أمر العامة (الرويبضة، تصغير الرابضة وهو العاجز الذى ربض عن معالى الامور وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغه. والتافه: الخسيس الحقير. (ه) وفى حديث أبى لبابة (أنه ارتبط بسلسلة ربوض إلى أن تاب الله عليه) هي الضخمة الثقيلة اللازقة بصاحبها. وفعول من أبنية المبالغة يستوى فيه المذكر والمؤنث. (س) وفى حديث قتل القراء يوم الجماجم (كانوا ربضة) الربضة: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة. (ربط) (ه) فيه (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) الرباط في الاصل: الاقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخليل وإعدادها، فشبه به ما ذكر من الافعال الصالحة والعبادة. قال القتيبى: أصل المرابطة أن
[ 186 ]
يربط الفريقان خيولهم في ثغر، كل منهما معد لصاحبه (1) فسمى المقام في الثغور رباطا. ومنه قوله (فذلكم الرباط) أي أن المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة. كالجهاد في سبيل الله، فيكون الرباط مصدر رابطت: أي لازمت. وقيل الرباط هاهنا اسم لما يربط به الشئ: أي يشد، يعنى أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عن المحارم. * ومنه الحديث (إن ربيط بنى إسرائيل قال: زين الحكيم الصمت) أي زاهدهم وحكيمهم الذى ربط نفسه عن الدنيا: أي شدها ومنعها. * ومنه حديث عدى (قال الشعبى: وكان لنا جارا وربيطا بالنهرين). * ومنه حديث ابن الاكوع (فربطت عليه أستبقى نفسي) أي تأخرت عنه، كأنه حبس نفسه وشدها. (ربع) (س) في حديث القيامة (ألم أذرك تربع وترأس) أي تأخذ ربع الغنيمة. يقال ربعت القوم أربعهم: إذا أخذت ربع أموالهم، مثل عشرتهم أعشرهم. يريد ألم أجعلك رئيسا مطاعا، لان الملك كان يأخذ الربع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه، ويسمى ذلك الربع: المرباع. (ه) ومنه قوله لعدى بن حاتم (إنك تأكل المرباع وهو لا يحل لك في دينك) وقد تكرر ذكر المرباع في الحديث. * ومنه شعر وفد تميم. * نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع * يقال ربع وربع، يريد ربع الغنيمة، وهو واحد من أربعة. (س) وفى حديث عمرو بن عبسة (لقد رأيتنى وإنى لربع الاسلام) أي رابع أهل الاسلام، تقدمنى ثلاثة وكنت رابعهم. (س) ومنه الحديث (كنت رابع أربعة) أي واحدا من أربعة. (1) فسر القاموس المرابطة بقوله (أن يربط كل من الفريقين خيولهم في ثغره، وكل معد لصاحبه). (*)
[ 187 ]
(س) وفى حديث الشعبى في السقط (إذا نكس في الخلق الرابع) أي إذا صار مضغة في الرحم، لان الله عزوجل قال: فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة). (س) وفى حديث شريح: حدث امرأة حديثين، فإن أبت فأربع) هذا مثل يضرب للبليد الذى لا يفهم ما يقال له، أي كرر القول عليها أربع مرات. ومنهم من يرويه بوصل همزة أربع بمعنى قف واقتصر، يقول حدثها حديثين فإن أبت فأمسك ولا تتعب نفسك. (س) وفى بعض الحديث (فجاءت عيناه بأربعة) أي بدموع جرت من نواحى عينيه الاربع. * وفى حديث طلحة (إنه لما ربع يوم أحد وشلت يده قال له: باء طلحة بالجنة) ربع: أي أصيبت أرباع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصابه حمى الربع. وقيل أصيب جبينه. (ه) وفى حديث سبيعة الاسلمية (لما تعلت من نفاسها تشوفت للخطاب، فقيل لها لا يحل لك، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: اربعى على نفسك) له تأويلان: أحدهما أن يكون بمعنى التوقف والانتظار، فيكون قد أمرها أن تكف عن التزوج وأن تنتظر تمام عدة الوفاة، على مذهب من يقول إن عدتها أبعد الاجلين، وهو من ربع يربع إذا وقف وانتظر، والثانى أن يكون من ربع الرجل إذا أخصب، وأربع إذا دخل في الربيع: أي نفسي عن نفسك وأخرجيها من بؤس العدة وسوء الحال. وهذا على مذهب من يرى أن عدتها أدنى الاجلين، ولهذا قال عمر: إذا ولدت وزوجها على سريره - يعنى لم يدفن - جاز أن تتزوج. * ومنه الحديث (فإنه لا يربع على ظلعك من لا يحزنه أمرك) أي لا يحتبس عليك ويصبر إلا من يهمه أمرك. * ومنه حديث حليمة السعدية (اربعى علينا) أي ارفقى واقتصرى. * ومنه حديث صلة بن أشيم (قلت أي نفس، جعل رزقك كفافا فاربعى فربعت ولم تكد) أي اقتصرى على هذا وارضى به.
[ 188 ]
(ه) وفى حديث المزارعة (ويشترط ما سقى الربيع والاربعاء) الربيع: النهر الصغير، والاربعاء: جمعه. * ومنه الحديث (وما ينبت على ربيع الساقى) هذا من إضافة الموصوف إلى الصفة: أي النهر الذى يسقى الزرع. (ه) ومنه الحديث (فعدل إلى الربيع فتطهر). (ه) ومنه الحديث (إنهم كانوا يكرون الارض بما ينبت على الاربعاء) أي كانوا يكرون الارض بشئ معلوم ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت على الانهار والسواقى. * ومنه حديث سهل بن سعد (كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سلق كنا نغرسه على أربعائنا). * وفى حديث الدعاء (اللهم اجعل القرآن ربيع قلبى) جعله ربيعا له لان الانسان يرتاح قلبه في الربيع من الازمان ويميل إليه. (ه) وفى دعاء الاستسقاء (اللهم اسقنا غيثا مغيثا مربعا) أي عاما يغنى عن الارتياد والنجعة، فالناس يربعون حيث شاءوا: أي يقيمون ولا يحتاجون إلى الانتقال في طلب الكلا، أو يكون من أربع الغيث إذا أنبت الربيع. (س) وفى حديث ابن عبد العزيز (أنه جمع في متربع له) المربع والمتربع والمرتبع: الموضع الذى ينزل فيه أيام الربيع، وهذا على مذهب من يرى إقامة الجمعه في غير الامصار. * وفيه ذكر (مربع) بكسر الميم، وهو مال مربع بالمدينة في بنى حارثة، فأما بالفتح فهو جبل قرب مكة. (س) وفيه (لم أجد إلا جملا خيارا رباعيا) يقال للذكر من الابل إذا طلعت رباعيته رباع، والانثى رباعية بالتخفيف، وذلك إذا دخلا في السنة السابعة. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه (مرى بنيك أن يحسنوا غذاء رباعهم) الرباع بكسر الراء جمع ربع،
[ 189 ]
وهو ما ولد من الابل في الربيع. وقيل ما ولد في أول النتاج، وإحسان غذائها أن لا يستقصى حلب أمهاتها إبقاء عليها. * ومنه حديث عبد الملك بن عمير (كأنه أخفاف الرباع). * ومنه حديث عمر (سأله رجل من الصدقة فأعطاه ربعة يتبعها ظئراها) هو تأنيث الربع. (س) ومنه حديث سليمان بن عبد الملك: إن بنى صبية صيفيون * أفلح من كان له ربعيون الربعي: الذى ولد في الربيع على غير قياس، وهو مثل للعرب قديم. (ه س) وفى حديث هشام في وصف ناقة (إنها لمرباع مسياع) هي من النوق التى تلد في أول النتاج. وقيل هي التى تبكر في الحمل. ويروى بالياء، وسيذكر. * وفى حديث أسامة قال له عليه الصلاة والسلام: (وهل ترك لنا عقيل من ربع) وفى رواية (من رباع) الربع: المنزل ودار الاقامة. وربع القوم محلتهم، والرباع جمعه. (س) ومنه حديث عائشة (أرادت بيع رباعها) أي منازلها. (س) ومنه الحديث (الشفعة في كل ربعة أو حائط أو أرض) الربعة أخص من الربع. * وفى حديث هرقل (ثم دعا بشئ كالربعة العظيمة) الربعة: إناء مربع كالجونة. (ه) وفى كتابه للمهاجرين والانصار (إنهم أمة واحدة على رباعتهم) يقال القوم على رباعتهم ورباعهم: أي على استقامتهم، يريد أنهم على أمرهم الذى كانوا عليه. ورباعة الرجل: شأنه وحاله التى هو رابع عليها: أي ثابت مقيم. * وفى حديث المغيرة (إن فلانا قد ارتبع أمر القوم) أي انتظر أن يؤمر عليهم. * ومنه (المستربع) المطيق للشئ. وهو على رباعة قومه: أي هو سيدهم. (ه) وفيه (أنه مر بقوم يربعون حجرا) ويروى يرتبعون. ربع الحجر وارتباعه:
[ 190 ]
إشالته ورفعه لاظهار القوة. ويسمى الحجر المربوع والربيعة، وهو من ربع بالمكان إذا ثبت فيه وأقام. (ه) وفى صفته عليه الصلاة والسلام (أطول من المربوع) هو بين الطويل والقصير. يقال رجل ربعة ومربوع. (ه) وفيه (أغبوا عيادة المريض وأربعوا) أي دعوه يومين بعد العيادة وأتوه اليوم الرابع، وأصله من الربع في أوراد الابل، وهو أن ترد يوما وتترك يومين لا تسقى، ثم ترد اليوم الرابع. (ربغ) * فيه (إن الشيطان قد أربغ في قلوبكم وعشش) أي أقام على فساد اتسع له المقام معه. قاله الازهرى. * وفى حديث عمر (هل لك في ناقتين مربغتين سمينتين) أي مخصبتين. الارباغ: إرسال الابل على الماء ترده أي وقت شاءت، أربغتها فهى مربغة، وربغت هي، أراد ناقتين قد أربغتا حتى أخصبت أبدانهما وسمنتا. * وفيه ذكر (رابغ) هو بكسر الباء: بطن واد عند الجحفة. (ربق) [ ه ] فيه (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه) مفارقة الجماعة: ترك السنة واتباع البدعة. والربقة في الاصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للاسلام، يعنى ما يشد به المسلم نفسه من عرى الاسلام: أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه. وتجمع الربقة على ربق، مثل كسرة وكسر. ويقال للحبل الذى تكون فيه الربقة: ربق، وتجمع على أرباق ورباق. (س) ومنه الحديث (لكم الوفاء بالعهد ما لم تأكلوا الرباق) شبه ما يلزم الاعناق من العهد بالرباق، واستعار الاكل لنقض العهد، فإن البهيمة إذا أكلت الربق خلصت من الشد. * ومنه حديث عمر (وتذروا أرباقها في أعناقها) شبه ما قلدته أعناقها من الاوزار والآثام، أو من وجوب الحج، بالارباق اللازمة لاعناق البهم.
[ 191 ]
(ه) ومنه حديث عائشة تصف أباها (واضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه) تريد لما اضطرب الامر يوم الردة أحاط به من جوانبه وضمه، فلم يشذ منهم أحد، ولم يخرج عما جمعهم عليه. وهو من تربيق البهم: شده في الرباق. (ه) ومنه حديث على (قال لموسى بن طلحة: انطلق إلى العسكر فما وجدت من سلاح أو ثوب ارتبق فاقبضه، واتق الله واجلس في بيتك) ربقت الشئ وارتبقته لنفسي، كربطته وارتبطته، وهو من الربقة: أي ما وجدت من شئ أخذ منكم وأصيب فاسترجعه. كان من حكمه في أهل البغى أن ما وجد من مالهم في يد أحد يسترجع منه. (ربك) (ه) في صفة أهل الجنة (إنهم يركبون المياثر على النوق الربك) هي جمع الاربك، مثل الارمك، وهو الاسود من الابل الذى فيه كدرة. * وفى حديث على (تحير في الظلمات وارتبك في المهلكات) ارتبك في الامر: إذا وقع فيه ونشب ولم يتخلص، ومنه ارتبك الصيد في الحبالة. (س) ومنه حديث ابن مسعود (ارتبك والله الشيخ). (ربل) * في حديث بنى إسرائيل (فلما كثروا وربلوا) أي غلظوا، ومنه تربل جسمه إذا انتفخ وربا. (ه) وفى حديث عمرو بن العاص (انظروا لنا رجلا يتجنب بنا الطريق، فقالوا: ما نعلم إلا فلانا فإنه كان ربيلا في الجاهلية) الربيل: اللص الذى يغزو القوم وحده. ورابلة العرب هم الخبثاء المتلصصون على أسؤقهم. هكذا قال الهروي. وقال الخطابى: هكذا جاء به المحدث بالباء الموحدة قبل الياء. قال: وأراه الريبل، الحرف المعتل قبل الحرف الصحيح. يقال ذئب ريبال، ولص ريبال. وسمى الاسد ريبالا لانه يغير وحده، والياء زائدة. وقد يهمز ولا يهمز. (س) ومنه حديث ابن أنيس (كأنه الرئبال الهصور) أي الاسد، والجمع الرآبيل والريابيل، على الهمز وتركه. (ربا) * قد تكرر ذكر (الربا) في الحديث والاصل فيه الزيادة. ربا المال يربو ربوا إذا
[ 192 ]
زاد وارتفع، والاسم الربا مقصور، وهو في الشرع: الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايع، وله أحكام كثيرة في الفقه. يقال: أربى الرجل فهو مرب. * ومنه الحديث (من أجبى فقد أربى). * ومنه حديث الصدقة (فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل). (ه) وفيه (الفردوس ربوة الجنة) أي أرفعها. الربوة بالضم والفتح: ما ارتفع من الارض. (ه) وفى حديث طهفة (من أبى فعليه الربوة) أي من تقاعد عن أداء الزكاة فعليه الزيادة في الفريضة الواجبة عليه، كالعقوبة له، ويروى (من أقر بالجزية فعليه الربوة) أي من امتنع عن الاسلام لاجل الزكاة كان عليه من الجزية أكثر مما يجب عليه بالزكاة. (ه) وفى كتابه في صلح نجران (أنه ليس عليهم ربية ولا دم) قيل إنما هي ربية من الربا، كالحبية من الاحتباء، وأصلهما الواو، والمعنى أنه أسقط عنهم ما استسلفوه في الجاهلية من سلف، أو جنوه من جناية. والربية - مخففة - لغة في الربا، والقياس ربوة. والذى جاء في الحديث ربية، بالتشديد، ولم يعرف في اللغة. قال الزمخشري: سبيلها أن تكون فعولة من الربا، كما جعل بعضهم السرية فعولة من السرو، لانها أسرى جواري الرجل. * وفى حديث الانصار يوم أحد (لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنر بين عليهم في التمثيل) أي لنزيدن ولنضاعفن. (ه) وفى حديث عائشة (مالك حشياء رابية) الرابية: التى أخذها الربو، وهو التهيج وتواتر النفس الذى يعرض للمسرع في مشيه وحركته. (باب الراء مع التاء) (رتب) (ه) في حديث لقمان بن عاد (رتب رتوب الكعب) أي انتصب كما ينتصب الكعب إذا رميته. وصفه بالشهامة وحدة النفس (1). (1) أنشد الهروي لابي كبير: وإذا يهب من المنام رأيته * كرتوب كعب الساق ليس بزمل (*)
[ 193 ]
* ومنه حديث ابن الزبير (كان يصلى في المسجد الحرام، وأحجار المنجنيق تمر على أذنه وما يلتفت كأنه كعب راتب). (س) وفيه (من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها) المرتبة: المنزلة الرفيعة، أراد بها الغزو والحج ونحوهما من العبادات الشاقة، وهى مفعلة، من رتب إذا انتصب قائما والمراتب جمعها. * وفى حديث حذيفة قال يوم الدار: (أما إنه سيكون لها وقفات ومراتب، فمن مات في وقفاتها خير ممن مات في مراتبها) المراتب: مضايق الاودية في حزونة. (رتت) (س) في حديث المسور (أنه رأى رجلا أرت يؤم الناس فأخره) الارت: الذى في لسانه عقدة وحبسة، ويعجل في كلامه فلا يطاوعه لسانه. (رتج) (ه) فيه (إن أبواب السماء تفتح فلا ترتج) أي لا تغلق. * ومنه الحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرتاج الباب) أي إغلاقه. * ومنه حديث ابن عمر (أنه صلى بهم المغرب فقال: ولا الضالين، ثم أرتج عليه) أي استغلقت عليه القراءة. ويقال أيضا للباب رتاج. (ه) ومنه الحديث (جعل ماله في رتاج الكعبة) أي لها، فكنى عنها بالباب، لان منه يدخل إليها. وجمع الرتاج: رتج. (ه) ومنه حديث مجاهد عن بنى إسرائيل (كانت الجراد تأكل مسامير رتجهم) أي أبوابهم. * ومنه حديث قس (وأرض ذات رتاج). * وفيه ذكر (راتج) بكسر التاء، وهو أطم من آطام المدينة، كثير الذكر في الحديث والمغازى. (رتع) (ه) في حديث الاستسقاء (اللهم اسقنا غيثا مربعا مرتعا) أي ينبت من الكلا ما ترتع فيه المواشى وترعاه. والرتع: الاتساع في الخصب. وكل مخصب مرتع.
[ 194 ]
(ه) ومنه حديث ابن زمل (فمنهم المرتع) أي الذى يخلى ركابه ترتع. (ه) ومنه حديث أم زرع (في شبع ورى ورتع) أي تتعم. * ومنه الحديث (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) أراد برياض الجنة ذكر الله، وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب. (ه) ومنه الحديث (وأنه من يرتع حول الحمى يوشك أن يخالطه) أي يطوف به ويدور حوله. * ومنه حديث عمر (إنى والله أرتع فأشبع) يريد حسن رعايته للرعية، وأنه يدعهم حتى يشبعوا في المرتع. (ه) وفى حديث الغضبان الشيباني (قال له الحجاج: سمنت، قال: أسمنني القيد والرتعة) الرتعة بفتح التاء وسكونها: الاتساع في الخصب. (رتك) (ه) في حديث قيلة (ترتكان بعيريهما) أي يحملانهما على السير السريع. يقال رتك يرتك رتكا ورتكانا. (رتل) * في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (كان يرتل آية آية) ترتيل القراءة: التأني فيها والتمهل وتبيين الحروف والحركات، تشبيها بالثغر المرتل، وهو المشبه بنور الاقحوان. يقال رتل القراءة وترتل فيها. وقد تكرر في الحديث. (رتم) (س) في حديث أبى ذر (في كل شئ صدقة حتى في بيانك عن الارتم) كذا وقع في الرواية، فإن كان محفوظا فلعله من قولهم: رتمت الشئ إذا كسرته، ويكون معناه معنى الارت، وهو الذى لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يبينه، وإن كان بالثاء المثلثة فيذكر في بابه. * وفيه (النهى عن شد الرتائم) هي جمع رتيمة، وهى خيط يشد في الاصبع لتستذكر به الحاجة. (رتا) (ه) فيه (الحسا يرتوا فؤاد الحزين) أي يشده ويقويه.
[ 195 ]
* وفى حديث فاطمة (أنها أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: ادنى يا فاطمة، فدنت رتوة، ثم قال لها: ادنى يا فاطمة، فدنت رتوة) الرتوة هاهنا: الخطوة. (ه) وفى حديث معاذ (أنه يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة) أي برمية سهم (1). وقيل بميل. وقيل مدى البصر. (ه) ومنه حديث أبى جهل (فيغيب في الارض ثم يبدو رتوة) (باب الراء مع الثاء) (رثأ) * في حديث عمرو بن معدى كرب (وأشرب التبن من اللبن رثيئة أو صريفا) الرثيئة: اللبن الحليب يصب عليه اللبن الحامض فيرب من ساعته. ومن أمثالهم (الرثيئة تفثأ الغضب) أي تكسره وتذهبه. (ه) ومنه حديث زياد (لهو أشهى إلى من رثيئة فثئت بسلالة ثغب في يوم شديد الوديقة). (رثث) (س) فيه (عفوت لكم عن الرثة) وهى متاع البيت الدون. وبعضهم يرويه الرثية، والصواب الرثة بوزن الهرة. (ه) ومنه حديث على (أنه عرف رثة أهل النهر، فكان آخر ما بقى قدر). (ه) ومنه حديث النعمان بن مقرن يوم نهاوند (ألا إن هؤلاء قد أخطروا لكم رثة وأخطرتم لهم الاسلام) وجمع الرثة: رثاث. (ه) ومنه الحديث (فجمعت الرثاث إلى السائب). (ه) وفى حديث ابن نهيك (أنه دخل على سعد وعنده متاع رث، ومثال رث) أي خلق بال. * وفى حديث كعب بن مالك (أنه ارتث يوم أحد، فجاء به الزبير يقود بزمام راحلته) الارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح. والرثيث أيضا: الجريح، كالمرتث. (1) الذى في الهروي: (أي بدرجة ومنزلة. ويقال بخطوة) وفسر الرتوة في حديث أبى جهل بما فسرها به ابن الاثير في حديث معاذ. (*)
[ 196 ]
(س) ومنه حديث زيد بن صوحان (أنه ارتث يوم الجمل وبه رمق). (س) ومنه حديث أم سلمة (فرأني مرتثة) أي ساقطة ضعيفة. وأصل اللفظة من الرث: الثوب الخلق. والمرتث: مفتعل منه. (رثد) (ه) في حديث عمر (إن رجلا ناداه فقال: هل لك في رجل رثدت حاجته وطال انتظاره) أي دافعت بحوائجه ومطلته، من قولك: رثدت المتاع إذا وضعت بعضه فوق بعض. وأراد بحاجته حوائجه، فأوقع المفرد موقع الجمع، كقوله تعالى (فاعترفوا بذنبهم) أي بذنوبهم. (رثع) (ه) في حديث ابن عبد العزيز يصف القاضى (ينبغى أن يكون ملقيا للرثع متحملا للائمة) الرثع بفتح الثاء: الدناءة والشره والحرص، وميل النفس إلى دنئ المطامع. (رثم) (س) فيه (خير الخيل الارثم الاقرح) الارثم: الذى أنفه أبيض وشفته العليا. * وفى حديث أبى ذر (بيانك عن الارثم صدقة) هو الذى لا يصحح كلامه ولا يبينه لآفة في لسانه أو أسنانه. وأصله من رثيم الحصى، وهو مادق منه بالاخفاف، أو من رثمث أنفه إذا كسرته حتى أدميته، فكأن فمه قد كسر فلا يفصح في كلامه. ويروى بالتاء وقد تقدم. (رثى) (ه) فيه (أن أخت شداد بن أوس) بعثت إليه عند فطره بقدح لبن وقالت: يارسول الله إنما بعثت به إليك مرثية لك من طول النهار وشدة الحر) أي توجعا لك وإشفاقا، من رثى له إذا رق وتوجع. وهى من أبنية المصادر، نحو المغفرة والمعذرة. وقيل الصواب أن يقال مرثاة لك، من قولهم رثيت للحى رثيا ومرثاة، ورثيت الميت مرثية. (س) ومنه الحديث (أنه نهى عن الترثى) وهو أن يندب الميت فيقال: وافلاناه.
[ 197 ]
(باب الراء مع الجيم) (رجب) (ه) في حديث السقيفة (أنا جذيلها المحكك: وعذيقها المرجب) الرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع. ورجبتها فهى مرجبة. والعذيق: تصغير العذق بالفتح، وهى النخلة، وهو تصغير تعظيم، وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها، ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين. وقيل: أراد بالترجيب التعظيم. يقال رجب فلان مولاه: أي عظمه. ومنه سمى شهر رجب، لانه كان يعظم. * ومنه الحديث (رجب مضر الذى بين جمادى وشعبان) أضاف رجبا إلى مضر، لانهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصوا به، وقوله بين جمادى وشعبان تأكيد للبيان وإيضاح، لانهم كانوا ينسئونه ويؤخرونه من شهر إلى شهر، فيتحول عن موضعه المختص به، فبين لهم أنه الشهر الذى بين جمادى وشعبان، لاما كانوا يسمونه على حساب النسئ. * وفيه (هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التى تسمونها الرجبية) كانوا يذبحون في شهر رجب ذبيحة وينسبونها إليه. (س) وفيه (ألا تنقون رواجبكم) هي ما بين عقد الاصابع من داخل، واحدها راجبة، والبراجم: العقد المتشنجة في ظاهر الاصابع. (رجج) (ه) فيه (من ركب البحر إذا ارتج فقد برئت منه الذمة) أي اضطرب، وهو افتعل، من الرج، وهو الحركة الشديدة. ومنه قوله تعالى (إذا رجت الارض رجا) * وروى أرتج، من الارتاج: الاغلاق، فإن كان محفوظا فمعناه أغلق عن أن يركب، وذلك عند كثرة أمواجه. * ومنه حديث النفخ في الصور (فترتج الارض بأهلها) أي تضطرب. * ومنه حديث ابن المسيب (لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة بصوت عال).
[ 198 ]
* ومنه حديث على (وأما شيطان الردهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه ورجة صدره). * وحديث ابن الزبير (جاء فرج الباب رجا شديدا) أي زعزعه وحركه. (س) ومنه حديث عمر بن عبد العزيز (الناس رجاج بعد هذ الشيخ) يعنى ميمون بن مهران) هم رعاع الناس وجهالههم. (رجح) (س) في حديث عائشة وزواجها (إنها كانت على أرجوحة) وفى رواية (مرجوحة) الارجوحة: حبل يشد طرفاه في موضع عال ثم يركبه الانسان ويحرك وهو فيه، سمى به لتحركه ومجيئه وذهابه. (رجحن) * في حديث على (في حجرات القدس مرجحنين) ارجحن الشئ إذا مال من ثقله وتحرك. * ومنه حديث ابن الزبير في صفة السحاب (وارجحن بعد تبسق) أي ثقل ومال بعد علوه، أورد الجوهرى هذا الحرف في حرف النون، على أن النون أصلية، وغيره يجعلها زائدة من رجح الشئ يرجح إذا ثقل. (رجرج) (ه) في حديث ابن مسعود (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس كرجرجة الماء الخبيث (1) الرجرجة - بكسر الراءين - بقية الماء الكدرة في الحوض المختلطة بالطين، فلا ينتفع بها. قال أبو عبيد: الحديث يروى كرجراجة الماء. والمعروف في الكلام رجرجة. وقال الزمخشري (الرجراجة: هي المرأة التى يترجرج كفلها. وكتيبة رجراجة: تموج من كثرتها، فكأنه - إن صحت الرواية - قصد الرجرجة، فجاء بوصفها، لانها طينة رقيقة تترجرج). [ ه ] في حديث الحسن، وذكر يزيد بن المهلب، فقال: (نصب قصبا علق عليها خرقا فاتبعه رجرجة من الناس) أراد رذالة الناس ورعاعهم الذين لا عقول لهم. (1) رواية الهروي: رجرجة كرجرجة الماء الخبيث (*)
[ 199 ]
(رجز) (س) في حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبى صلى الله عليه وسلم إنه شاعر فقال: (لقد عرفت الشعر، رجزه وهزجه وقريضه فما هو به) الرجز: بحر من بحور الشعر معروف ونوع من أنواعه، يكون كل مصراع منه مفردا، وتسمى قصائده أراجيز، واحدها أرجوزة، فهو كهيئة السجع إلا أنه في وزن الشعر. ويسمى قائله راجزا، كما يسمى قائل بحور الشعر شاعرا. قال الحربى: ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم من ضروب الرجز إلا ضربان: المنهوك، والمشطور. ولم يعدهما الخليل شعرا، فالمنهوك كقوله في رواية البراء أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم على بغلة بيضاء يقول: أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب والمشطور كقوله في رواية جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم دميت إصبعه فقال: هل أنت إلا إصبع دميت * وفى سبيل الله ما لقيت وروى أن العجاج أنشد أبا هريرة: * ساقا بخنداة وكعبا أدرما * فقال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه نحو هذا من الشعر. قال الحربى: فأما القصيدة فلم يبلغني أنه أنشد بيتا تاما على وزنه، إنما كان ينشد الصدر أو العجز، فإن أنشده تاما لم يقمه على ما بنى عليه، أنشد صدر بيت لبيد: * ألا كل شئ ما خلا الله باطل * وسكت عن عجزه وهو: * وكل نعيم لا محالة زائل * وأنشد عجز بيت طرفة: * ويأتيك بالاخبار من لم تزود * وصدره، * ستبدى لك الايام ما كنت جاهلا * وأنشد ذات يوم: أتجعل نهبى ونهب العبي * - د بين الاقرع وعيينة
[ 200 ]
فقالوا: إنما هو: * بين عيينة والاقرع * فأعادها: بين الاقرع وعيينة، فقام أبو بكر فقال: أشهد أنك رسول الله. ثم قرأ (وما علمناه الشعر وما ينبغى له). والرجز ليس بشعر عند أكثرهم. وقوله: * أنا ابن عبد المطلب * لم يقله افتخارا به، لانه كان يكره الانتساب إلى الآباء الكفار، ألا تراه لما قال له الاعرابي: يا ابن عبد المطلب، قال: قد أجبتك، ولم يتلفظ بالاجابة كراهة منه لما دعاه به، حيث لم ينسبه إلى ما شرفه الله به من النبوة والرسالة، ولكنه أشار بقوله: أنا ابن عبد المطلب إلى رؤيا رآها عبد المطلب كانت مشهورة عندهم، رأى تصديقها، فذكرهم إياها بهذا القول. والله أعلم. * وفى حديث ابن مسعود (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز) إنما سماه راجزا لان الرجز أخف على لسان المنشد، واللسان به أسرع من القصيد. (ه) وفيه (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له المرتجز) سمى به لحسن صهيله. * وفيه (إن معاذا أصابه الطاعون فقال عمرو بن العاص: لا أراه إلا رجزا أو طوفانا، فقال معاذ: ليس برجز ولا طوفان) قد جاء ذكر الرجز مكررا في غير موضع، وهو بكسر الراء: العذاب والاثم والذنب. ورجز الشيطان: وساوسه. (رجس) (س) فيه (أعوذ بك من الرجس النجس) الرجس: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح، والعذاب، واللعنة، والكفر، والمراد في هذا الحديث الاول. قال الفراء: إذا بدأوا بالنجس ولم يذكروا معه الرجس فتحوا النون والجيم، وإذا بدأوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا الجيم. * ومنه الحديث (نهى أن يستنجى بروثة وقال: إنها رجس) أي مستقذرة. وقد تكرر في الحديث
[ 201 ]
(ه) وفى حديث سطيح (لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى) أي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. * ومنه الحديث (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد رجسا أو رجزا فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا). (رجع) * في حديث الزكاة (فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية) التراجع بين الخليطين: أن يكون لاحدهما مثلا أربعون بقرة، وللآخر ثلاثون ومالهما مشترك، فيأخذ العامل عن الاربعين مسنة، وعن الثلاثين تبيعا، فيرجع باذل المسنة بثلاثة أسباعها على خليطه، وباذل التبيع بأربعة أسباعه على خليطه، لان كل واحد من السنين واجب على الشيوع، كأن المال ملك واحد. وفى قوله: بالسوية دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما فأخذ منه زيادة على فرضه فإنه لا يرجع بها على شريكه، وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب عليه دون الزيادة. ومن أنواع التراجع أن يكون بين رجلين أربعون شاة، لكل واحد منهما عشرون، ثم كل واحد منهما يعرف عين ماله، فيأخذ العامل من غنم أحدهما شاة، فيرجع على شريكه بقيمة نصف شاة. وفيه دليل على أن الخلطة تصح مع تمييز أعيان الاموال عند من يقول به. (ه) وفيه (أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء، فسأل عنها المصدق فقال: إنى ارتجعتها بإبل فسكت) الارتجاع: أن يقدم الرجل بإبله المصر فيبيعها ثم يشترى بثمنها غيرها فهى الرجعة بالكسر، وكذلك هو في الصدقة، إذا وجب غلى رب المال سن من الابل فأخذ مكانها سنا أخرى، فتلك التى أخذ رجعة، لانه ارتجعها من الذى وجبت عليه. * ومنه حديث معاوية (شكت بنو تغلب إليه السنة، فقال: كيف تشكون الحاجة مع اجتلاب المهارة وارتجاع البكارة) أي تجلبون أولاد الخيل فتبيعونها وترتجعون بأثمانها البكارة للقنية، يعنى الابل. (ه) وفيه ذكر (رجعة الطلاق في غير موضع) وتفتح راؤها وتكسر على المرة والحالة، وهو ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائنة إلى النكاح من غير استئناف عقد. * وفى حديث السحور (فإنه يؤذن بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم) القائم: هو الذى
[ 202 ]
يصلى صلاة الليل، ورجوعه: عوده إلى نومه، أو قعوده عن صلاته إذا سمع الاذان ويرجع: فعل قاصر ومتعد، تقول رجع زيد، ورجعته أنا، وهو هاهنا متعد، ليزاوج يوقظ. (س) وفى صفة قراءته عليه الصلاة والسلام يوم الفتح (أنه كان يرجع) الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الاذان. وقيل هو تقارب ضروب الحركات في الصوت. وقد حكى عبد الله ابن مغفل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو: آء آء آء، وهذا إنما حصل منه والله أعلم يوم الفتح، لانه كان راكبا، فجعلت الناقة تحركه وتنزيه، فحدث الترجيع في صوته. (س) وفى حديث آخر (غير أنه كان لا يرجع) ووجهه أنه لم يكن حينئذ راكبا، فلم يحدث في قراءته الترجيع. (س) وفيه (أنه نفل في البدأة الربع، وفى الرجعة الثلث) أراد بالرجعة عود طائفة من الغزاة إلى الغزو بعد قفولهم، فينفلهم الثلث من الغنيمة، لان نهوضهم بعد القفول أشق، والخطر فيه أعظم. وقد تقدم هذا مستقصى في حرف الباء. والرجعة: المرة من الرجوع. * ومنه حديث ابن عباس (من كان له مال يبلغه حج بيت الله، أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل، سأل الرجعة عند الموت) أي سأل أن يرد إلى الدنيا ليحسن العمل، ويستدرك ما فات. والرجعة: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم. ومذهب طائفة من فرق المسلمين من أولى البدع والاهواء، يقولون: إن الميت يرجع إلى الدنيا ويكون فيها حيا كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرافضة يقولون: إن على بن أبى طالب مستتر في السحاب، فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء: اخرج مع فلان، ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون. لعلى أعمل صالحا) يريد الكفار، نحمد الله على الهداية والايمان. (س) وفى حديث ابن مسعود (أنه قال للجلاد: اضرب وارجع يديك) قيل: معناه أن لا يرفع يديه إذا أراد الضرب، كأنه كان قد رفع يده عند الضرب، فقال: ارجعها إلى موضعها. (س) وفى حديث ابن عباس (أنه حين نعى له قثم استرجع) أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. يقال منه: رجع واسترجع. وقد تكرر ذكره في الحديث.
[ 203 ]
(ه) وفيه (أنه نهى أن يستنجى برجيع أو عظم) الرجيع: العذرة والروث، سمى رجيعا لانه رجع عن حالته الاولى بعد أن كان طعاما أو علفا. (ه) وفيه ذكر (غزوة الرجيع) وهو ماء لهذيل. (رجف) * فيه (أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة) الراجفة: النفخة الاولى التى يموت لها الخلائق، والرادفة: النفخة الثانية التى يحيون لها يوم القيامة. وأصل الرجف: الحركة والاضطراب. * ومنه حديث المبعث (فرجع ترجف بها بوادره). (رجل) (ه) فيه (أنه نهى عن الترجل إلا غبا) الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، كأنه كره كثرة الترفه والتنعم. والمرجل والمسرح: المشط، وله في الحديث ذكر، وقد تكرر ذكر الترجيل في الحديث بهذا المعنى. * وفى صفته عليه الصلاة والسلام (كان شعر رجلا) أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة، بل بينهما. (س) وفيه أنه (لعن المترجلات من النساء) يعنى اللاتى يتشبهن بالرجال في زيهم وهيأتهم، فأما في العلم والرأى فمحمود. وفى رواية (لعن الرجلة من النساء) بمعنى المترجلة. ويقال امرأة رجلة، إذا تشبهت بالرجال في الرأى والمعرفة. (ه) ومنه الحديث (إن عائشة كانت رجلة الرأى). (س) وفى حديث العرنيين (فما ترجل النهار حتى أتى بهم) أي ما ارتفع النهار، تشبيها بارتفاع الرجل عن الصبى. * وفى حديث أيوب عليه السلام (أنه كان يغتسل عريانا، فخر عليه رجل من جراد ذهب) الرجل بالكسر: الجراد الكثير. (ه) ومنه الحديث (كأن نبلهم رجل جراد). (س) وحديث ابن عباس (أنه دخل مكة رجل من جراد، فجعل غلمان مكة يأخذون منه، فقال: أما إنهم لو علموا لو يأخذوه) كره ذلك في الحرم لانه صيد.
[ 204 ]
(ه) وفيه (الرؤيا لاول عابر، وهى على رجل طائر) أي أنها على رجل قدر جار، وقضاء ماض من خير أو شر، وأن ذلك هو الذى قسمه الله لصاحبها، من قولهم: اقتسموا دارا فطار سهم فلان في ناحيتها: أي وقع سهمه وخرج، وكل حركة من كلمة أو شئ يجرى لك فهو طائر. والمراد أن الرؤيا هي التى يعبرها المعبر الاول، فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الذى يكون على رجل الطائر بأدنى حركة. [ ه ] وفى حديث عائشة (أهدى لنا رجل شاة فقسمتها إلا كتفها) تريد نصف شاة طولا، فسمتها باسم بعضها. * ومنه حديث الصعب بن جثامة (أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل حمار وهو محرم) أي أحد شقيه. وقيل أراد فخذه. (ه) وفى حديث ابن المسيب (لا أعلم نبيا هلك على رجله من الجبابرة ما هلك على رجل موسى عليه السلام) أي في زمانه. يقال: كان ذلك على رجل فلان: أي في حياته. (ه) وفيه (أنه عليه الصلاة والسلام اشترى رجل سراويل) هذا كما يقال اشترى زوج خف، وزوج نعل، وإنما هما زوجان، يريد رجلى سراويل، لان السراويل من لباس الرجلين. وبعضهم يسمى السراويل رجلا. (س) وفيه (الرجل جبار) أي ما أصابت الدابة برجلها فلا قود على صاحبها. والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقودها وسوقها، وما أصابت برجلها أو يدها، وقد تقدم ذلك في حرف الجيم. وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعا، وجعله الخطابى من كلام الشعبى. * وفي حديث الجلوس في الصلاة (إنه لجفاء بالرجل) أي بالمصلى نفسه. ويروي بكسر الراء وسكون الجيم، يريد جلوسه على رجله في الصلاة. * وفى حديث صلاة الخوف (فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا وركبانا) الرجال جمع راجل: أي ماش.
[ 205 ]
* وفى قصيد كعب بن زهير: تظل منه سباع الجو ضامزة (1) * ولا تمشى بواديه الاراجيل هم الرجالة، وكأنه جمع الجمع. وقيل أراد بالاراجيل الرجال، وهو جمع الجمع أيضا. * وفى حديث رفاعة الجذامي ذكر (رجلى) هي بوزن دفلى: حرة رجلى في ديار جذام (1). (رجم) (ه) فيه (أنه قال لاسامة: انظر هل ترى رجما) الرجم بالتحريك: حجارة مجتمعة يجمعها الناس للبناء وطى الآبار، وهى الرجام أيضا. [ ه ] ومنه حديث عبد الله بن مغفل (لا ترجموا قبري) أي لا تجعلوا عليه الرجم، وهى الحجارة، أراد أن يسووه بالارض ولا يجعلوه مسنما مرتفعا. وقيل: أراد لا تنوحوا عند قبري، ولا تقولوا عنده كلاما سيئا قبيحا، من الرجم: السب والشتم. قال الجوهرى: المحدثون يروونه لا ترجموا قبري، مخففا، والصحيح لا ترجموا مشددا: أي لا تجعلوا عليه الرجم، وهى جمع رجمة بالضم: أي الحجارة الضخام: قال: والرجم بالتحريك: القبر نفسه. والذى جاء في كتاب الهروي: والرجم بالفتح والتحريك: الحجارة. * وفى حديث قتادة (خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها) الرجوم: جمع رجم وهو مصدر سمى به، ويجوز أن يكون مصدرا لا جمعا. ومعنى كونها رجوما للشياطين: أن الشهب التى تنقض في الليل منفصلة من نار الكواكب ونورها، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها، لانها ثابتة لا تزول، وما ذاك إلا كقبس يؤخذ من نار، والنار ثابتة في مكانها. وقيل أراد بالرجوم الظنون التى تحزر وتظن. ومنه قوله تعالى: (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) وما يعانيه المنجمون من الحدس والظن والحكم على اتصال النجوم وافتراقها، وإياهم عنى بالشياطين لانهم شياطين الانس. وقد جاء في بعض الاحاديث (من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن، (1) الرواية في شرح ديوانه ص 22 (منه تظل حمير الوحش ضامزة). (2) زاد صاحب الدرالنثير من أحاديث المادة: قال الفارسى (وكان إبليس ثنى رجلا) معناه اتكل على ذلك ومال طمعا في أن يرحم ويعتق من النار. (*)
[ 206 ]
والكاهن ساحر، والساحر كافر) فجعل المنجم الذى يتعلم النجوم للحكم بها وعليها، وينسب التأثيرات من الخير والشر إليها كافرا، نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العصمة في القول والعمل. وقد تكرر ذكر رجم الغيب والظن في الحديث. (رجن) (ه) في حديث عمر، أنه كتب في الصدقة إلى بعض عماله كتابا فيه: (ولا تحبس الناس أولهم على آخرهم، فإن الرجن للماشية عليها شديد ولها مهلك) رجن الشاة رجنا إذا حبسها وأساء علفها، وهى شاة راجن وداجن: أي آلفة للمنزل. والرجن: الاقامة بالمكن. (ه) وفى حديث عثمان (أنه غطى وجهه وهو محرم بقطيفة حمراء أرجوان) أي شديدة الحمرة، وهو معرب من أرغوان، وهو شجر له نور أحمر، وكل لون يشبهه فهو أرجوان. وقيل هو الصبغ الاحمر الذى يقال له النشاستج، والذكر والانثى فيه سواء. يقال ثوب أرجوان، وقطيفة أرجوان. والاكثر في كلامهم إضافة الثوب أو القطيفة إلى الارجوان. وقيل إن الكلمة عربية والالف والنون زائدتان. ما يرد في الحرف يشتبه فيه المهموز بالمعتل، فلذلك أخزناه وجمعناه هاهنا. (رجا) * في حديث توبة كعب بن مالك (وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا) أي أخره. والارجاء: التأخير، وهذا مهموز. (س) ومنه حديث ذكر (المرجئة) وهم فرقة من فرق الاسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة. سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي: أي أخره عنهم. والمرجئة تهمز ولا تهمز. وكلاهما بمعنى التأخير. يقال: أرجأت الامر وأرجيته إذا أخرته. فتقول من الهمز رجل مرجئ، وهم المرجئة، وفى النسب مرجئى، مثال مرجع، ومرجعة، ومرجعي، وإذا لم تهمزه قلت رجل مرج ومرجية. ومرجى، مثل معط، ومعطية، ومعطى. (س) ومنه حديث ابن عباس (ألا ترى أنهم يتبايعون الذهب والطعام مرجى) أي مؤجلا مؤخرا، ويهمز ولا يهمز. وفى كتاب الخطابى على اختلاف نسخه: مرجى
[ 207 ]
بالتشديد للمبالغة. ومعنى الحديث: أن يشترى من إنسان طعاما بدينار إلى أجل، ثم يبيعه منه أو من غيره قبل أن يقبضه بدينارين مثلا، فلا يجوز، لانه في التقدير بيع ذهب بذهب والطعام غائب، فكأنه قد باعه ديناره الذى اشترى به الطعام بدينارين، فهو ربا، ولانه بيع غائب بناجز ولا يصح. وقد تكرر فيه ذكر الرجاء بمعنى التوقع والامل. تقول رجوته أرجوه رجوا ورجاء ورجاوة، وهمزته منقلبة عن واو، بدليل ظهورها في رجاوة، وقد جاء فيها رجاءة. * ومنه الحديث (إلا رجاءة أن أكون من أهلها). (س) وفى حديث حذيفة (لما أتى بكفنه قال: إن يصب أخوكم خيرا فعسى وإلا فليترام بى رجواها إلى يوم القيامة) أي جانبا الحفرة، والضمير راجع إلى غير مذكور، يريد به الحفرة. والرجا مقصور: ناحية الموضع، وتثنيته رجوان، كعصا وعصوان، وجمعه أرجاء. وقوله: فليترام بى، لفظه أمر، والمراد به الخبر: أي وإلا ترامى بى رجواها، كقوله (فليمدد له الرحمن مدا). (ه) ومنه حديث ابن عباس (1) ووصف معاوية فقال: (كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب) أي نواحيه، وصفه بسعة العطن والاحتمال والاناة. (باب الراء مع الحاء) (رحب) [ ه ] فيه أنه قال لخزيمة بن حكيم: (مرحبا) أي لقيت رحبا وسعة. وقيل: معناه رحب الله بك مرحبا، فجعل المرحب موضع الترحيب. [ ه ] ومنه حديث ابن زمل (على طريق رحب) أي واسع. * وفى حديث كعب بن مالك (فنحن كما قال الله فينا: وضاقت عليهم الارض بما رحبت). (1) هو كذلك في الفائق 1 / 468. وأخرجه الهروي من حديث ابن الزبير يصف معاوية. (*)
[ 208 ]
(س) ومنه حديث ابن عوف (قلدوا أمركم رحب الذراع) أي واسع القوة عند الشدائد. (س) ومنه حديث ابن سيار (أرحبكم الدخول في طاعة فلان ؟) أي أوسعكم ؟ ولم يجئ فعل - بضم العين - من الصحيح متعديا غيره. (رحرح) (س) في حديث أنس (فأتى بقدح رحراح فوضع فيه أصابعه) الرحراح: القريب القعر مع سعة فيه. (ه) ومنه الحديث في صفة الجنة (وبحبوحتها رحرحانية) أي وسطها فياح واسع، والالف والنون زيدتا للمبالغة. (رحض) في حديث أبى ثعلبة سأله عن أواني المشركين فقال: (إن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء، وكلوا واشربوا) أي اغسلوها. والرحض: الغسل. (ه) ومنه حديث عائشة (قالت في عثمان: استتابوه حتى إذا ما تركوه كالثوب الرحيض أحالوا عليه فقتلوه) الرحيض: المغسول، فعيل بمعنى مفعول، تريد أنه لما تاب وتطهر من الذنب الذى نسبوه إليه قتلوه. * ومنه حديث ابن عباس في ذكر الخوارج (وعليهم قمص مرحضة) أي مغسولة. [ ه ] وحديث أبى أيوب (فوجدنا مراحيضهم قد استقبل بها القبلة) أراد المواضع التى بنيت للغائط، واحدها مرحاض: أي مواضع الاغتسال. (س) وفى حديث نزول الوحى (فمسح عنه الرحضاء) هو عرق يغسل الجلد لكثرته، وكثيرا ما يستعمل في عرق الحمى والمرض. * ومنه الحديث (جعل يمسح الرحضاء عن وجهه في مرضه الذى مات فيه) وقد تكرر ذكرها في الحديث. (رحق) * فيه (أيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم) الرحيق: من أسماء الخمر، يريد خمر الجنة. والمختوم: المصون الذى لم يبتذل لاجل ختامه.
[ 209 ]
(رحل) (ه) فيه (تجدون الناس كإبل مائة ليس فيها راحلة) الراحلة من الابل: البعير القوى على الاسفار والاحمال، والذكر والانثى فيه سواء، والهاء فيها للمبالغة، وهى التى يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الابل عرفت. وقد تقدم معنى الحديث في حرف الهمزة عند قوله كإبل مائة. (ه) ومنه حديث النابغة الجعدى (إن ابن الزبير أمر له براحلة رحيل) أي قوى على الرحلة، ولم تثبت الهاء في رحيل، لان الراحلة تقع على الذكر. * ومنه الحديث (في نجابة ولا رحلة) الرحلة بالضم: القوة، والجودة أيضا، وتروى بالكسر بمعنى الارتحال. (ه) وفيه (إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال) يعنى الدور والمساكن والمنازل، وهى جمع رحل. يقال لمنزل الانسان ومسكنه: رحله. وانتهينا إلى رحالنا: أي منازلنا. (ه) ومنه حديث يزيد بن شجرة (وفى الرحال ما فيها). (س) وفى حديث عمر (قال يارسول الله حولت رحلى البارحة) كنى برحله عن زوجته، أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها، لان المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلى وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحل الذى تركب عليه الابل، وهو الكور. وقد تكرر ذكر رحل البعير مفردا ومجموعا في الحديث، وهو له كالسرج للفرس. * ومنه حديث ابن مسعود (إنما هو رحل وسرج، فرحل إلى بيت الله، وسرج في سبيل الله) يريد أن الابل تركب في الحج، والخيل تركب في الجهاد. (ه) وفيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فركبه الحسن فأبطأ في سجوده، فلما فرغ سئل عنه فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله) أي جعلني كالراحلة فركب على ظهرى. (ه) وفيه (عند اقتراب الساعة تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس) أي تحملهم على
[ 210 ]
الرحيل، والرحيل والترحيل والارحال بمعنى الازعاج والاشخاص. وقيل ترحلهم أي تنزلهم المراحل. وقيل ترحل معهم إذا رحلوا وتنزل معهم إذا نزلوا. * وفيه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل) المرحل الذى قد نقش فيه تصاوير الرحال. (ه) ومنه حديث عائشة وذكرت نساء الانصار (فقامت [ كل ] (1) امرأة إلى مرطها المرحل. (ه) ومنه الحديث (كان يصلى وعليه من هذه المرحلات) يعنى المروط المرحلة، وتجمع على المراحل. (ه) ومنه الحديث (حتى يبنى الناس بيوتا يوشونها وشى المراحل) ويقال لذلك العمل: الترحيل. (س ه) وفيه (لتكفن عن شتمه أو لارحلنك بسيفي) أي لاعلونك به. يقال رحلته بما يكره: أي ركبته. (رحم) * في أسماء الله تعالى (الرحمن الرحيم) وهما اسمان مشتقان من الرحمة، مثل ندمان ونديم، وهما من أبنية المبالغة. ورحمان أبلغ من رحيم. والرحمن خاص لله لا يسمى به غيره، ولا يوصف. والرحيم يوصف به غير الله تعالى، فيقال: رجل رحيم، ولا يقال رحمن. * وفيه (ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا، ويدرك بهن في الآخرة ما هو أعظم من ذلك: الرحم، والحياء، وعى اللسان) الرحم بالضم: الرحمة، يقال رحم رحما، ويريد بالنقصان ما ينال المرء بقسوة القلب، ووقاحة الوجه، وبسطة اللسان التى هي أضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا. (س) ومنه حديث مكة (هي أم رحم) أي أصل الرحمة. * وفيه (من ملك ذا رحم محرم فهو حر) ذو الرحم هم الاقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب، ويطلق في الفرائض على الاقارب من جهة النساء، يقال ذو رحم محرم ومحرم، (1) الزيادة من ا واللسان والفائق 3 / 21. (*)
[ 211 ]
وهم من لا يحل نكاحه كالام والبنت والاخت والعمة والخالة. والذى ذهب إليه أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه وأحمد أن من ملك ذا رحم محرم عتق عليه ذكرا كان أو أنثى، وذهب الشافعي وغيره من الائمة والصحابة والتابعين إلى أنه يعتق عليه الاولاد (1) والآباء والامهات، ولا يعتق عليه غيرهم من ذوى قرابته. وذهب مالك إلى أنه يعتق عليه الولد والوالدان والاخوة، ولا يعتق غيرهم. (رحا) (ه) فيه (تدور رحا الاسلام لخمس أو ست أو سبع وثلاثين سنة، فإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين سنة، وإن يهلكوا فسبيل من هلك من الامم) وفى رواية (تدور في ثلاث وثلاثين سنة، أو أربع وثلاثين سنة، قالوا: يا رسول الله سوى الثلاث والثلاثين ؟ قال: نعم). يقال دارت رحا الحرب إذا قامت على ساقها. وأصل الرحا: التى يطحن بها. والمعنى أن الاسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى تقضى هذه المدة التى هي بضع وثلاثون. ووجهه أن يكون قاله وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا انضمت إلى مدة خلافة الائمة الراشدين وهى ثلاثون سنة كانت بالغة ذلك المبلغ، وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان رضى الله عنه وجرى فيها ما جرى، وإن كانت ستا وثلاثين، ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعا وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين. وأما قوله: يقم لهم سبعين عاما، فإن الخطابى قال: يشبه أن يكون أراد مدة ملك بنى أمية وانتقاله إلى بنى العباس، فإنه كان بين استقرار الملك لبنى أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان نحو من سبعين سنة، وهذا التأويل كما تراه، فإن المدة التى أشار إليها لم تكن سبعين سنة، ولا كان الدين فيها قائما. ويروى (تزول رحا الاسلام) عوض تدور: أي تزول عن ثبوتها واستقرارها. (س) وفى حديث صفة السحاب (كيف ترون رحاها) أي استدارتها، أو ما استدار منها. (1) في الاصل: أولاد الآباء. والمثبت من ا واللسان (*)
[ 212 ]
(ه) وفى حديث سليمان بن صرد (أتيت عليا حين فرغ من مرحى الجمل) المرحى: الموضع الذى دارت عليه رحا الحرب. يقال رحيت الرحا ورحوتها إذا أدرتها. (باب الراء مع الخاء) (رخخ) (ه) فيه (يأتي على الناس زمان أفضلهم رخاخا أقصدهم عيشا) الرخاخ: لين العيش. ومنه أرض رخاخ: أي لينة رخوة. (رخل) (س) في حديث ابن عباس (وسئل عن رجل أسلم في مائة رخل فقالا: لا خير فيه) الرخل بكسر الخاء: الانثى من سخال الضأن، والجمع رخال ورخلان بالكسر والضم. وإنما كره السلم فيها لتفاوت صفاتها وقدر سنها. (رخم) (س) في حديث الشعبى، وذكر الرافضة فقال (لو كانوا من الطير لكانوا رخما) الرخم: نوع من الطير معروف، واحدته رخمة، وهو موصوف بالغدر والموق. وقيل بالقذر. * ومنه قولهم (رخم السقاء، إذا أنتن). * وفيه ذكر (شعب الرخم بمكة). (ه) وفى حديث مالك بن دينار (بلغنا أن الله تبارك وتعالى يقول لداود يوم القيامة: يا داود مجدنى اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم) هو الرقيق الشجى الطيب النغمة. (رخا) * في حديث الدعاء (اذكر الله في الرخاء يذكرك في الشدة). * والحديث الآخر (فليكثر الدعاء عند الرخاء) الرخاء: سعة العيش. (ه) ومنه الحديث (ليس كل الناس مرخى عليه) أي موسعا عليه في رزقه ومعيشته. (ه) والحديث الآخر (استرخيا عنى) أي انبسطا واتسعا. * وحديث الزبير وأسماء في الحج (قال لها استرخى عنى) وقد تكرر ذكر الرخاء في الحديث.
[ 213 ]
(باب الراء مع الدال) (ردأ) * في وصية عمر عند موته (وأوصيه بأهل الامصار خيرا، فإنهم ردء الاسلام وجباة المال) الردء: العون والناصر. (ردح) (ه) في حديث أم زرع (عكومها رداح) يقال امرأة رداح: ثقيلة الكفل. والعكوم: الاعدال، جمع عكم، وصفها بالثقل لكثرة ما فيها من المتاع والثياب. (ه) ومنه حديث على (إن من ورائكم أمورا متماحلة ردحا) المتماحلة: المتطاولة. والردح: الثقيلة العظيمة، واحدها رداح: يعنى الفتن، وروى (إن من ورائكم فتنا مردحة) أي مثقلة. وقيل مغطية على القلوب. من أردحت البيت إذا سترته. ومن الاول: * حديث ابن عمر في الفتن (لاكونن فيها مثل الجمل الرداح) أي الثقيل الذى لا انبعاث له. (ه) ومنه حديث أبى موسى وذكر الفتن فقال (وبقيت الرداح المظلمة) أي الثقيلة العظيمة. (ردد) * في صفته عليه الصلاة والسلام (ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردد) أي المتناهى في القصر، كأنه تردد بعض خلقه على بعض، وتداخلت أجزاؤه. * وفى حديث عائشة (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود عليه. يقال أمر رد، إذا كان مخالفا لما عليه أهل السنة، وهو مصدر وصف به. (س ه) وفيه (أنه قال لسراقة بن جعشم: ألا أدلك على أفضل الصدقة ؟ ابنتك مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك) المردودة: التى تطلق وترد إلى بيت أبيها، وأراد: ألا أدلك على أفضل أهل الصدقة ؟ فحذف المضاف. (ه س) ومنه حديث الزبير في وصيته بدار وقفها (وللمردودة من بناته أن تسكنها) لان المطلقة لا مسكن لها على زوجها.
[ 214 ]
(س ه) وفيه (ردوا السائل ولو بظلف محرق) أي أعطوه ولو ظلفا محرقا، ولم يرد رد الحرمان والمنع، كقولك سلم فرد عليه: أي أجابه. * وفى حديث آخر (لا تردوا السائل ولو بظلف محرق) أي لا تردوه رد حرمان بلا شئ، ولو أنه ظلف. (س) وفى حديث أبى إدريس الخولانى (قال لمعاوية: إن كان داوى مرضاها، ورد أولاها على أخراها) أي إذا تقدمت أوائلها وتباعدت عن الاواخر لم يدعها تتفرق، ولكن يحبس المتقدمة حتى تصل إليها المتأخرة. (س) وفى حديث القيامة والحوض (فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم) أي متخلفين عن بعض الواجبات، ولم يرد ردة الكفر، ولهذا قيده بأعقابهم، لانه لم يرتد أحد من الصحابة بعده، وإنما ارتد قوم من جفاة الاعراب. * وفى حديث الفتن (ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة) هو بالفتح: أي عطفة قوية. (ه س) وفى حديث ابن عبد العزيز (لارد يدى في الصدقة) رد يدى بالكسر والتشديد والقصر: مصدر من رد يرد، كالقتيتى (1) والخصيصى، المعنى أن الصدقة لا تؤخذ في السنة مرتين، كقوله عليه الصلاة والسلام (لا ثنى في الصدقة). (ردع) في حديث الاسراء (فمررنا بقوم ردع) الردع: جمع أردع، وهو من الغنم الذى صدره أسود وباقيه أبيض. يقال تيس أردع وشاة ردعاء. (ه) وفى حديث عمر (إن رجلا قال له: رميت ظبيا فأصبت خششاءه، فركب ردعه فمات) الردع: العنق: أي سقط على رأسه فاندقت عنقه. وقيل ركب ردعه: أي خر صريعا لوجهه، فكلما هم بالنهوض ركب مقاديمه. قال الزمخشري: الردع هاهنا اسم للدم على سبيل التشبيه بالزعفران، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال دمه فسقط فوقه متشحطا فيه. قال: ومن (1) القتيتى: النميمة. (*)
[ 215 ]
جعل الردع العنق فالتقدير ركب ذات ردعه: أي عنقه، فحذف المضاف (1)، أو سمى العنق ردعا على سبيل الاتساع (2). * وفى حديث ابن عباس (لم ينه عن شئ من الاردية إلا عن المزعفرة التى تردع على الجلد) أي تنفض صبغها عليه. وثوب رديع: مصبوغ بالزعفران. (س) ومنه حديث عائشة (كفن أبو بكر في ثلاثة أثواب أحدها به ردع من زعفران) أي لطخ لم يعمه كله. (ه) وفى حديث حذيفة (وردع لها ردعة) أي وجم لها حتى تغير لونه إلى الصفرة. (ردغ) (س) فيه (من قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال) جاء تفسيرها في الحديث (أنها عصارة أهل النار) والردغة بسكون الدال وفتحها: طين ووحل كثير، وتجمع على ردغ ورداغ. (س) ومنه حديث حسان بن عطية (من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال). (س) ومنه الحديث (من شرب الخمر سقاه الله من ردغة الخبال) والحديث الآخر (خطبنا في يوم ذى ردغ). (س) والحديث الآخر (منعتنا هذه الرداغ عن الجمعة) ويروى بالزاى بدل الدال، وهى بمعناه. * والحديث الآخر (إذا كنتم في الرداغ أو الثلج وحضرت الصلاة فأومئوا إيماء). (س) وفى حديث الشعبى (دخلت على مصعب بن الزبير فدنوت منه حتى وقعت يدى على مرادغه) هي ما بين العنق إلى الترقوة. وقيل لحم الصدر، الواحدة مردغة. (ردف) (ه) في حديث وائل بن حجر (أن معاوية سأله أن يردفه وقد صحبه في (1) انظر الفائق 1 / 345، 346 (2) زاد في الدر النثير: قال لفارسي قال أبو عبيد: وفيه معنى آخر أنه ركب ردعه: أي لم يردعه شئ فيمنعه عن وجهه، ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه. والردع: المنع. ا ه وانظر اللسان (ردع). (*)
[ 216 ]
طريق، فقال: لست من أرداف الملوك) هم الذين يخلفونهم في القيام بأمر المملكة بمنزلة الوزراء في الاسلام، واحدهم ردف، والاسم الردافة كالوزارة. * وفى حديث بدر (فأمدهم الله بألف من الملائكة مردفين) أي متتابعين يردف بعضهم بعضا. * وفى حديث أبى هريرة (على أكتافها أمثال النواجذ شحما تدعونه أنتم الروادف) هي طرائق الشحم، واحدتها رادفة. (ردم) * فيه (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد بيده تسعين) ردمت الثلمة ردما إذا سددتها، والاسم والمصدر سواء: الردم. وعقد التسعين من مواضعات الحساب، وهو أن تجعل رأس الاصبع السبابة في أصل الابهام وتضمها حتى لا يبين بينهما إلا خلل يسير. (رده) (ه) في حديث على (أنه ذكر ذا الثدية فقال: شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة) الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء. وقيل الردهة: قلة الرابية. * وفى حديثه أيضا (وأما شيطان الردهة فقد كفيته بصيحة سمعت لها وجيب قلبه) قيل أراد به معاوية لما انهزم أهل الشام يوم صفين، وأخلد إلى المحاكمة. (ردا) فيه (أنه قال في بعير تردى في بئر: ذكه من حيث قدرت) تردى: أي سقط. يقال ردى وتردى لغتان، كأنه تفعل، من الردى: الهلاك: أي اذبحه في أي موضع أمكن من بدنه إذا لم تتمكن من نحره. (س) ومنه حديث ابن مسعود (من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذى ردى فهو ينزع بذنبه) أراد أنه وقع في الاثم وهلك، كالبعير إذا تردى في البئر. وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه. * وفى حديثه الآخر (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والارض) أي توقعه في مهلكة.
[ 217 ]
* وفى حديث عاتكة: * بجأواء تردى حافتيه المقانب * أي تعدو. يقال ردى الفرس يردى رديا، إذا أسرع بين العدو والمشى الشديد. * وفى حديث ابن الاكوع (فرديتهم بالحجارة) أي رميتهم بها. يقال ردى يردى رديا إذا رمى. والمردى والمرداة: الحجر، وأكثر ما يقال في الحجر الثقيل. (س) ومنه حديث أحد (قال أبو سفيان: من رداه ؟) أي من رماه. (ه) وفى حديث على (من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء. قيل: وما خفة الرداء ؟ قال: قلة الدين) سمى رداء لقولهم: دينك في ذمتي، وفى عنقي، ولازم في رقبتي، وهو موضع الرداء، وهو الثوب، أو البرد الذى يضعه الانسان على عاتقيه وبين كتفيه فوق ثيابه (1)، وقد كثر في الحديث. وسمى السيف رداء، لان من تقلده فكأنه قد تردى به. * ومنه حديث قس (تردوا بالصماصم) أي صيروا السيوف بمنزلة الاردية. * ومنه الحديث (نعم الرداء القوس) لانها تحمل في موضع الرداء من العاتق. (باب الراء مع الذال) (رذذ) (س) فيه (ما أصاب أصحاب محمد يوم بدر إلا رذاذ لبد لهم الارض) الرذاذ: أقل ما يكون من المطر، وقيل هو كالغبار. (رذل) * فيه (وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر) أي آخره في حال الكبر والعجز والخرف. والارذل من كل شئ: الردئ منه. (رذم) * في حديث عبد الملك بن عمير (في قدور رذمة) أي متصببة من الامتلاء. والرذم: القطر والسيلان. وجفنة رذوم، وجفان رذم، كأنها تسيل دسما لامتلائها. * ومنه حديث عطاء في الكيل (لا دق ولا رذم ولا زلزلة) هو أن يملا المكيال حتى يجاوز رأسه. (1) في الدر النثير: قال الفارسى: ويجوز أن يقال: كنى بالرداء عن الظهر، لان الرداء يقع عليه، فمعناه: فليخفف ظهره ولا يثقله بالدين. (*)
[ 218 ]
(رذا) (س) في حديث الصدقة (ولا يعطى الرذية ولا الشرط اللئيمة) أي الهزيلة. يقال ناقة رذية، ونوق رذايا. والرذى: الضعيف من كل شئ. (ه) ومنه حديث يونس عليه السلام (فقاءه الحوت رذيا) أي ضعيفا. (س) ومنه حديث ابن الاكوع (وأرذوا فرسين فأخذتهما) أي تركوهما لضعفهما وهزالهما. وروى بالدال المهملة من الردى: الهلاك: أي أتعبوهما حتى أسقطوهما وخلفوهما. والمشهور بالذال المعجمة. (باب الراء مع الزاى) (رزأ) (س) في حديث سراقة بن جعشم (فلم يرزأنى شيئا) أي لم يأخذا منى شيئا. يقال رزأته أرزؤه. وأصله النقص. (س) ومنه حديث عمران والمرأة صاحبة المزادتين (أتعلمين أنا ما رزأنا من مائك شيئا) أي ما نقصنا منه شيئا ولا أخذنا. * ومنه حديث ابن العاص (وأجد نجوى أكثر من رزئى) النجو: الحدث: أي أجده أكثر مما آخذ من الطعام (س) وفى حديث الشعبى أنه قال لبنى العنبر (إنما نهينا عن الشعر إذا أبنت فيه النساء، وتروزئت فيه الاموال) أي استجلبت به الاموال واستنقصت من أربابها وأنفقت فيه. (س) وفيه (لولا أن الله تعالى لا يحب ضلالة العمل ما رزيناك عقالا) جاء في بعض الروايات هكذا غير مهموز، والاصل الهمز، وهو من التخفيف الشاذ. وضلالة العمل: بطلانه وذهاب نفعه. * وفى حديث المرأة التى جاءت تسأل عن ابنها (إن أرزأ ابني فلم أرزأ حياى) أي إن أصبت به وفقدته فلم أصب بحياى. والرزء: المصيبة بفقد الاعزة. وهو من الانتقاص أيضا.
[ 219 ]
* ومنه حديث ابن ذى يزن (فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزأة) أي المصيبة. (رزب) * في حديث أبى جهل (فإذا رجل أسود يضربه بمرزبة فيغيب في الارض) المرزبة بالتخفيف: المطرقة الكبيرة التى تكون للحداد. * ومنه حديث الملك (وبيده مرزبة) ويقال لها: الارزبة، بالهمز والتشديد. (رزز) (ه) في حديث على (من وجد في بطنه رزا فلينصرف وليتوضأ) الرز في الاصل: الصوت الخفى، ويريد به القرقرة. وقيل هو غمز الحدث وحركته للخروج. وأمره بالوضوء لئلا يدافع أحد الاخبثين، وإلا فليس بواجب إن لم يخرج الحدث. وهذا الحديث هكذا جاء في كتب الغريب عن على نفسه. وأخرجه الطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. * وفى حديث أبى الاسود (إن سئل ارتز) أي ثبت وبقى مكانه وخجل ولم ينبسط، وهو افتعل، من رز إذا ثبت. يقال ارتز البخيل عند المسألة إذا بخل. ويروى أرز بالتخفيف: أي تقبض. وقد تقدم في الهمز. (رزغ) (ه) في حديث عبد الرحمن بن سمرة (قيل له: أما جمعت ؟ فقال منعنا هذا الرزغ) هو الماء والوحل. وقد أرزغت السماء فهى مرزغة. * ومنه الحديث الآخر (خطبنا في يوم ذى رزغ) ويروى الحديثان بالدال وقد تقدما. * ومنه حديث خفاف بن ندبة (إن لم ترزغ الامطار غيثا). (رزق) * في أسماء الله تعالى (الرزاق) وهو الذى خلق الارزاق وأعطى الخلائق أرزاقها وأوصلها إليهم. وفعال من أبنية المبالغة. والارزاق نوعان: ظاهرة للابدان كالاقوات، وباطنة للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم. (س) * وفى حديث الجونية التى أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها (قال: اكسها رازقيين) وفى رواية (رازفيتين) الرازقية: ثياب كتان بيض. والرازقي: الضعيف من كل شئ.
[ 220 ]
(رزم) (ه) فيه (إن ناقته تلحلحت وأرزمت) أي صوتت. والارزام: الصوت لا يفتح به الفم. (ه) وفى حديث سليمان بن يسار (وكان فيهم رجل على ناقة له رازم) هي التى لا تتحرك من الهزال. وناقة رازم، أي ذات رزام، كامرأة حائض. وقد رزمت رزاما. * ومنه حديث خزيمة في رواية الطبراني (تركت المخ رزاما) إن صحت الرواية فيكون على حذف مضاف تقديره: تركت ذوات المخ رزاما، ويكون رزاما جمع رازم. (ه) وفى حديث عمر (إذا أكلتم فرازموا) المرازمة: الملازمة والمخالطة) أراد اخلطوا الاكل بالشكر وقولوا بين اللقم: الحمدلله. وقيل أراد اخلطوا أكلكم، فكلوا لينا مع خشن، وسائغا مع جشب. وقيل المرازمة في الاكل: المعاقبة، وهو أن يأكل يوما لحما، ويوما لبنا، ويوما تمرا، ويوما خبزا قفارا. يقال لابل إذا رعت يوما خلة ويوما حمضا: قد رازمت. [ ه ] ومنه حديثه الآخر (أنه أمر بغرائر جعل فيهن رزم من دقيق) جمع رزمة وهى مثل ثلث الغرارة أو ربعها. (رزن) * في شعر حسان يمدح عائشة رضى الله عنها: حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل يقال امرأة رزان بالفتح ورزينة: إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون. والرزانة في الاصل: الثقل. (باب الراء مع السين) (رسب) (س) فيه (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف يقال له الرسوب) أي يمضى في الضريبة ويغيب فيها. وهو فعول من رسب يرسب إذا وهب إلى أسفل، وإذا ثبت. (س) ومنه الحديث خالد بن الوليد (كان له له سيف سماه مرسبا) وفيه يقول:
[ 221 ]
* ضربت بالمرسب رأس البطريق * كأنه آلة للرسوب. (س) وفى حديث الحسن يصف أهل النار (أذا طفت بهم النار أرسبتهم الاغلال) أي إذا رفعتهم وأظهرتهم حطتهم الاغلال بثقلها إلى أسفلها. (رسح) (س) في حديث الملاعنة (إن جاءت به أرسح فهو لفلان) الارسح: الذى لا عجز له، أو هي صغيرة لاصقة بالظهر. (س) ومنه الحديث (لا تسترضعوا أولادكم الرسح ولا العمش، فإن اللبن يورث الرسح والعمش) جمع رسحاء وعمشاء. (رسس) (ه) في حديث ابن الاكوع (إن المشركين راسونا الصلح وابتدأونا (1) في ذلك) يقال رسست بينهم أرس رسا: أي أصلحت. وقيل معناه فاتحونا، من قولهم بلغني رس من خبر: أي أوله. ويروى واسونا بالواو: أي اتفقوا معنا عليه. والواو فيه بدل من همزة الاسوة. [ ه ] ومنه حديث النخعي (إنى لاسمع الحديث أرسه في نفسي وأحدث به الخادم) أرسه في نفسي: أي أثبته. وقيل أراد: أبتدئ بذكره ودرسه في نفسي، وأحدث به خادمي أستذكره بذلك. (ه) ومنه حديث الحجاج (أنه قال للنعمان بن زرعة: أمن أهل الرس والرهمسة أنت ؟) أهل الرس: هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه في أفواه الناس. وقال الزمخشري: هو من رس بين القوم إذا أفسد، فيكون قد جعله من الاضداد (2). * وفى حديث بعضهم (إن أصحاب الرس قوم رسوا نبيهم) أي رسوه في بئر حتى مات. (رسع) [ ه ] في حديث ابن عمرو (3) بن العاص (بكى حتى رسعت عينه) أي تغيرت وفسدت والتصقت أجفانها. وتفتح سينها وتكسر وتشدد أيضا. ويروى بالصاد. وسيذكر. (1) في الاصل: أي ابتدأونا، وما أثبتناه من ا والهروى واللسان. (2) انظر الفائق 1 / 480. (3) هو عبد الله كما في اللسان. (*)
[ 222 ]
(رسف) (س) في حديث الحديبية (فجاء أبو جندل يرسف في قيوده) الرسف والرسيف: مشى المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد. (رسل) (ه) فيه (إن الناس دخلوا عليه بعد موته أرسالا يصلون عليه) أي أفواجا وفرقا متقطعة، يتبع بعضهم بعضا، واحدهم رسل بفتح الراء والسين. * ومنه الحديث (إنى فرط لكم على الحوض، وإنه سيؤتى بكم رسلا رسلا فترهقون عنى) أي فرقا. والرسل: ما كان من الابل والغنم من عشر إلى خمس وعشرين. وقد تكرر ذكر الارسال في الحديث. [ ه ] ومنه حديث طهفة (ووقير كثير الرسل قليل الرسل) يريد أن الذى يرسل من المواشى إلى الرعى كثير العدد، لكنه قليل الرسل، وهو اللبن، فهو فعل بمعنى مفعل: أي أرسلها فهى مرسلة. قال الخطابى: هكذا فسره ابن قتيبة. وقد فسره العذري وقال: كثير الرسل: أي شديد التفرق في طلب المرعى، وهو أشبه، لانه قال في أول الحديث: مات الودى وهلك الهدى، يعنى الابل، فإذا هلكت الابل مع صبرها وبقائها على الجدب كيف تسلم الغنم وتنمى حتى يكثر عددها ؟ وإنما الوجه ما قاله العذري، فإن الغنم تتفرق وتنتشر في طلب المرعى لقلته. (ه) وفى حديث الزكاة (إلا من أعطى في نجدتها ورسلها) النجدة: الشدة، والرسل بالكسر: الهينة والتأنى. قال الجوهرى: يقال افعل كذا وكذا على رسلك بالكسر: أي اتئد فيه، كما يقال على هينتك. قال: ومنه الحديث (إلا من أعطى في نجدتها ورسلها) أي الشدة والرخاء. يقول يعطى وهى سمان حسان يشتد عليه إخراجها فتلك نجدتها. ويعطى في رسلها وهى مهازيل مقاربة. وقال الازهرى: معناه إلا من أعطى في إبله ما يشق عليه عطاؤه، فيكون نجدة عليه، أي شدة، ويعطى ما يهون عليه إعطاؤه منها مستهينا به على رسله. وقال الازهرى: قال بعضهم (1): في رسلها أي بطيب نفس منه. وقيل ليس للهزال فيه معنى، لانه ذكر الرسل بعد النجدة، على جهة التفخيم (1) هو ابن الاعرابي، كما صرح به الهروي واللسان. (*)
[ 223 ]
[ للابل ] (1) فجرى مجرى قولهم: إلا من أعطى في سمنها وحسنها ووفور لبنها، وهذا كله يرجع إلى معنى واحد، فلا معنى للهزال، لان من بذل حق الله من المضنون به كان إلى إخراجه مما يهون عليه أسهل، فليس لذكر الهزال بعد السمن معنى. قلت: والاحسن - والله أعلم - أن يكون المراد بالنجدة: الشدة والجدب، وبالرسل: الرخاء والخصب، لان الرسل اللبن، وإنما يكثر في حال الرخاء والخصب، فيكون المعنى أنه يخرج حق الله في حال الضيق والسعة، والجدب والخصب، لانه إذا أخرج حقها في سنة الضيق والجدب كان ذلك شاقا عليه، فإنه إجحاف به، وإذا أخرجها في حال الرخاء كان ذلك سهلا عليه، ولذلك قيل في الحديث: يارسول الله ما نجدتها ورسلها ؟ قال: عسرها ويسرها، فسمى النجدة عسرا والرسل يسرا، لان الجدب عسر والخصب يسر، فهذا الرجل يعطى حقها في حال الجدب والضيق وهو المراد بالنجدة، وفى حال الخصب والسعة، وهو المراد بالرسل. والله أعلم. (ه) وفى حديث الخدرى (رأيت في عام كثر فيه الرسل البياض أكثر من السواد، ثم رأيت بعد ذلك في عام كثر فيه التمر، السواد أكثر من البياض) أراد بالرسل اللبن، وهو البياض إذا كثر قل التمر، وهو السواد. * وفى حديث صفية (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما) أي اثبتا ولا تعجلا. يقال لمن يتأنى ويعمل الشئ على هينته. وقد تكررت في الحديث. (ه س) وفيه (كان في كلامه ترسيل) أي ترتيل. يقال ترسل الرجل في كلامه ومشيه إذا لم يعجل، وهو والترتيل سواء. (س) ومنه حديث عمر (إذا أذنت فترسل) أي تأن ولا تعجل. (س) وفيه (أيما مسلم استرسل إلى مسلم فغبنه فهو كذا) الاسترسال: الاستئناس والطمأنينة إلى الانسان والثقة به فيما يحدثه به، وأصله السكون والثبات. * ومنه الحديث (غبن المسترسل ربا). (1) الزيادة من ا واللسان والهروى. (*)
[ 224 ]
(ه) وفى حديث أبى هريرة (أن رجلا من الانصار تزوج امرأة مراسلا) أي ثيبا. كذا قال الهروي. وفى قصيد كعب بن زهير: أمست سعاد بأرض لا يبلغها * إلا العتاق النجيبات المراسيل المراسيل: جمع مرسال، وهى السريعة السير (رسم) (ه) فيه (لما بلغ كراع الغميم إذا الناس يرسمون نحوه) أي يذهبون إليه سراعا. والرسم: ضرب من السير سريع يؤثر في الارض. (س) وفى حديث زمزم (فرسمت بالقباطى والمطارف حتى نزحوها) أي حشوها حشوا بالغا، كأنه مأخوذ من الثياب المرسمة، وهى المخططة خطوطا خفية. ورسم في الارض: غاب. (رسن) (ه) في حديث عثمان (وأجررت المرسون رسنه) المرسون: الذى جعل عليه الرسن، وهو الحبل الذى يقاد به البعير وغيره. يقال رسنت الدابة وأرسنتها. وأجررته أي جعلته يجره، وخليته يرعى كيف شاء. والمعنى أنه أخبر عن مسامحته وسجاحة أخلاقه، وتركه التضييق على أصحابه. * وفى حديث عائشة (قالت ليزيد بن الاصم ابن أخت ميمونة وهى تعاتبه: ذهبت والله ميمونة ورمى برسنك على غاربك) أي خلى سبيلك، فليس لك أحد يمنعك مما تريده. (باب الراء مع الشين) (رشح) * في حديث القيامة (حتى يبلغ الرشح آذانهم) الرشح: العرق لانه يخرج من البدن شيئا فشيئا كما يرشح الاناء المتخلخل الاجزاء. (ه) وفى حديث ظبيان (يأكلون حصيدها ويرشحون خضيدها) الخضيد: المقطوع من شجر الثمر. وترشيحهم له: قيامهم عليه وإصلاحهم له إلى أن تعود ثمرته تطلع، كما يفعل بشجر الاعناب والنخيل.
[ 225 ]
(س) ومنه حديث خالد بن الوليد (أنه رشح ولده لولاية العهد) أي أهله لها. والترشيح: التربية والتهيئة للشئ. (رشد) * في أسماء الله تعالى (الرشيد) هو الذى أرشد الخلق إلى مصالحهم: أي هداهم ودلهم عليها، فعيل بمعنى مفعل. وقيل هو الذى تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السداد، من غير إشارة مشير ولا تسديد مسدد. * وفيه (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى): الراشد: اسم فاعل، من رشد يرشد رشدا، ورشد يرشد رشدا، وأرشدته أنا. والرشد: خلاف الغى. ويريد بالراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضى الله عنهم، وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم من الائمة. * ومنه الحديث (وإرشاد الضال) أي هدايته الطريق وتعريفه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه (من ادعى ولدا لغير رشدة فلا يرث ولا يورث) يقال هذا ولد رشدة إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما. وقال الازهرى في فصل بغى: كلام العرب المعروف: فلان ابن زنية وابن رشدة، وقد قيل زنية ورشدة، والفتح أفصح اللغتين. (رشش) * فيه (فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك) أي ينضحونه بالماء. (رشق) * في حديث حسان قال له النبي صلى الله عليه وسلم في هجائه للمشركين: (لهو أشد عليهم من رشق النبل) الرشق: مصدر رشقه يرشقه رشقا إذا رماه بالسهام. (س) ومنه حديث سلمة (فألحق رجلا فأرشقه بسهم). * ومنه الحديث (فرشقوهم رشقا)، ويجوز أن يكون هاهنا بالكسر وهو الوجه، من الرمى. وإذا رمى القوم كلهم دفعة واحداة قالوا رمينا رشقا. والرشق أيضا أن يرمى الرامى بالسهام، ويجمع على أرشاق. (س) ومنه حديث فضالة (أنه كان يخرج فيرمى الارشاق).
[ 226 ]
(ه) وفى حديث موسى عليه السلام (كأنى برشق القلم في مسامعي حين جرى على الالواح بكتبه التوراة) الرشق والرشق: صوت القلم إذا كتب به. (رشا) (س) فيه (لعن الله الراشى والمرتشي والرائش) الرشوة والرشوة: الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة. وأصله من الرشاء الذى يتوصل به إلى الماء. فالراشي من يعطى الذى بعينه على الباطل. والمرتشي الآخذ. والرائش الذى يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا. فأما ما يعطى توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه. روى أن ابن مسعود أخذ بأرض الحبشة في شئ، فأعطى دينارين حتى خلى سبيله، وروى عن جماعة من أئمة التابعين قالوا: لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم. (باب الراء مع الصاد) (رصح) (ه) في حديث اللعان (إن جاءت به أريصح) هو تصغير الارصح، وهو الناتئ الاليتين)، ويجوز بالسين، هكذا قال الهروي. والمعروف في اللغة أن الارسح والارصح هو الخفيف لحم الاليتين، وربما كانت الصاد بدلا من السين. وقد تقدم ذكر الارسح. (رصد) * في حديث أبى ذر (قال له عليه الصلاة والسلام: ما أحب عندي مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله وتمسى ثالثة وعندي منه دينار، إلا دينارا أرصده لدين) أي أعده. يقال رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه، وأرصدت له العقوبة إذا أعددتها له. وحقيقته جعلتها على طريقه كالمترقبة له. * ومنه الحديث (فأرصد الله على مدرجته ملكا) أي وكله بحفظ المدرجة، وهى الطريق، وجعله رصدا: أي حافظا معدا. (ه) ومنه حديث الحسن بن على، وذكر أباه فقال (ما خلف من دنياكم إلا ثلاثمائة درهم كان أرصدها لشراء خادم). (ه) وفى حديث ابن سيرين (كانوا لا يرصدون الثمار في الدين، وينبغى أن يرصدوا العين في الدين) أي إذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة، فإن كان عليه
[ 227 ]
دين وأخرجت أرضه ثمرا فإنه فيه العشر، ولم يسقط عنه في مقابلة الدين لاختلاف حكمهما، وفيه بين الفقهاء خلاف. (رصص) (ه) فيه (تراصوا في الصفوف) أي تلاصقوا حتى لا تكون بينكم فرج. وأصله تراصصوا، من رص البناء يرصه رصا إذا ألصق بعضه ببعض، فأدغم. (ه) ومنه الحديث (لصب عليكم العذاب صبا ثم لرص رصا). (ه) ومنه حديث ابن صياد (فرصه رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي ضم بعضه إلى بعض. وقد تكرر في الحديث. (رصع) * في حديث الملاعنة (إن جاءت به أريصع) هو تصغير الارصع، وهو بمعنى الارسح. وقد تقدم. قال الجوهرى: الارصع لغة في الارسح، والانثى رصعاء. (س) وفى حديث ابن عمرو (أنه بكى حتى رصعت عينه) أي فسدت. وهو بالسين أشهر. وقد تقدم. (س) وفى حديث قس (رصيع أيهقان) الترصيع: التركيب والتزيين. وسيف مرصع أي محلى بالرصائع، وهو حلق من الحلى، واحدتها رصيعة. والايهقان: نبت. يعنى أن هذا المكان قد صار بحسن هذا النبت كالشئ المحسن المزين بالترصيع. ويروى رضيع أيهقان بالضاد. (رصغ) (س) فيه (إن كمه كان إلى رصغه) هي لغة في الرسغ، وهو مفصل ما بين الكف والساعد. (رصف) * فيه (أنه مضغ وترا في رمضان ورصف به وتر قوسه): أي شده به وقواه. والرصف: الشد والضم. ورصف السهم إذا شده بالرصاف، وهو عقب يلوى على مدخل النصل فيه. (ه س) ومنه حديث الخوارج (ينظر في رصافه، ثم في قذذه فلا يرى شيئا) وواحد الرصاف: رصفة بالتحريك. وقد تكرر في الحديث.
[ 228 ]
(ه) وفى حديث عمر (أتى في المنام فقيل له تصدق بأرض كذا، قال: ولم يكن لنا مال أرصف بنا منها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدق واشترط) أي أرفق بنا وأوفق لنا. والرصافة: الرفق في الامور. * وفى حديث ابن الصبغاء. * بين القران السوء والتراصف * التراصف: تنضيد الحجارة وصف بعضها إلى بعض. (ه) ومنه حديث المغيرة (لحديث من عاقل (1) أحب إلى من الشهد بماء رصفة) الرصفة بالتحريك واحدة الرصف، وهى الحجارة التى يرصف بعضها إلى بعض في مسيل فيجتمع فيها ماء المطر. (س) وفى حديث معاذ في عذاب القبر (ضربه بمرصافة وسط رأسه) أي مطرقة، لانها يرصف بها المضروب: أي يضم (2). (باب الراء مع الضاد) (رضب) (ه) فيه (فكأني أنظر إلى رضاب بزاق رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال الهروي: إنما أضاف الرضاب إلى البزاق، لان البزاق هو الريق السائل، والرضاب ما تحبب منه وانتشر، يريد كأنى أنظر إلى ما تحبب وانتشر من بزاقه حين تفل فيه. (رضخ) (ه) في حديث عمر (وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم) الرضخ: العطية القليلة. * ومنه حديث على رضى الله عنه (ويرضخ له على ترك الدين رضيخة) هي فعيلة من الرضخ: أي عطية. (ه) وفى حديث العقبة (قال لهم: كيف تقاتلون ؟ قالوا: إذا دنا القوم كانت المراضخة) (1) رواية الهروي: (لحديث من في العاقل). (2) في الدر النثير: قال الفارسى: ويروى بمرضاخة، بالحاء والخاء وهى حجر ضخم. (*)
[ 229 ]
هي المراماة بالسهام (1) من الرضخ: الشدخ. والرضخ أيضا: الدق والكسر. (س) ومنه حديث الجارية المقتولة على الاوضاح (فرضخ رأس اليهودي قاتلها بين حجرين). (ه س) ومنه حديث بدر (شبهتها النواة تنزو من تحت المراضخ) هي جمع مرضخة وهى حجر يرضخ به النوى، وكذلك المرضاخ. (ه) وفى حديث صهيب (أنه كان يرتضخ لكنة رومية، وكان سلمان يرتضخ لكنة فارسية) أي كان هذا ينزع في لفظه إلى الروم، وهذا إلى الفرس، ولا يستمر لسانهما على العربية استمرارا. (رضرض) (س) في صفة الكوثر (طينه المسك ورضراضه التوم) الرضراض: الحصى الصغار. والتوم: الدر. (ه) وفيه (أن رجلا قال له: مررت بجبوب بدر فإذا برجل أبيض رضراض وإذا رجل أسود بيده مرزبة من حديد يضربه بها الضربة بعد الضربة، فقال: ذاك أبو جهل) الرضراض: الكثير اللحم. (رضض) * في حديث الجارية المقتولة على الاوضاح (إن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين) الرض: الدق الجريش. (س) ومنه الحديث (لصب عليكم العذاب صبا، ثم لرض رضا) هكذا جاء في رواية، والصحيح بالصاد المهملة. وقد تقدم. (رضع) [ ه ] فيه (فإنما الرضاعة من المجاعة) الرضاعة بالفتح والكسر: الاسم من الارضاع، فأما من اللؤم فالفتح لا غير. يعنى أن الارضاع الذى يحرم النكاح إنما هو في الصغر عند جوع الطفل، فأما في حال الكبر فلا. يريد أن رضاع الكبير لا يحرم. (س) وفى حديث سويد بن غفلة (فإذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يأخذ (1) جاء في الدر النثير: قال الفارسى: فيه نظر، والاوجه أن تحمل على المراماة بالحجارة بحيث يرضخ بعضهم رأس بعض. (*)
[ 230 ]
من راضع لبن) أراد بالراضع ذات الدر واللبن. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره: ذات راضع، فأما من غير حذف فالراضع الصغير الذى هو بعد يرضع. ونهيه عن أخذها لانها خيار المال، ومن زائدة، كما تقول: لا تأكل من الحرام: أي لا تأكل الحرام. وقيل هو أن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أو اللقحة قد اتخذها للدر، فلا يؤخذ منها شئ. (س) وفى حديث ثقيف (أسلمها الرضاع وتركوا المصاع) الرضاع جمع راضع وهو اللئيم، سمى به لانه للؤمه يرضع إبله أو غنمه [ ليلا ] (1) لئلا يسمع صوت حلبه. وقيل لانه لا يرضع الناس: أي يسألهم. وفى المثل: لئيم راضع. والمصاع: المضاربة بالسيف. [ ه ] ومنه حديث سلمة خذها وأنا ابن الاكوع * واليوم يوم الرضع جمع راضع كشاهد وشهد: أي خذ الرمية منى واليوم يوم هلاك اللئام. * ومنه رجز يروى لفاطمة عليها السلام: * مابى من لؤم ولا رضاعه * والفعل منه رضع بالضم. * ومنه حديث أبى ميسرة (لو رأيت رجلا يرضع فسخرت منه خشيت أن أكون مثله) أي يرضع الغنم من ضروعها، ولا يحلب اللبن في الاناء للؤمه، أي لو عيرته بهذا لخشيت أن أبتلى به. (ه) وفى حديث الامارة (قال نعمت المرضعة وبئست الفاطمة) ضرب المرضعة مثلا للامارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع، وضرب الفاطمة مثلا للموت الذى يهدم عليه لذاته ويقطع منافعها دونه. (س) وفى حديث قس (رضيع أيهقان) رضيع: فعيل بمعنى مفعول، يعنى أن النعام في هذا المكان ترتع هذا النبت وتمصه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه. ويروى بالصاد. وقد تقدم. (1) زيادة من ا. (*)
[ 231 ]
(رضف) * في حديث الصلاة (كان في التشهد الاول كأنه على الرضف) الرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. (ه) ومنه حديث حذيفة، وذكر الفتن (ثم التى تليها ترمى بالرضف) أي هي في شدتها وحرها كأنها ترمى بالرضف. (ه) ومنه حديث (أنه أتى برجل نعت له الكى فقال: اكووه أو ارضفوه) أي كمدوه بالرضف. * وحديث أبى ذر (بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم). (ه) ومنه حديث الهجرة (فيبيتان في رسلهما ورضيفهما) الرضيف: اللبن المرضوف، وهو الذى طرح فيه الحجارة المحماة ليذهب وخمه. * وحديث وابصة (مثل الذى يأكل القسامة كمثل جدى بطنه مملوء رضفا). (س) وفى حديث أبى بكر (فإذا قريص من ملة فيه أثر الرضيف) يريد قرصا صغيرا قد خبز بالملة، وهى الرماد الحار. يقال رضفه يرضفه. والرضيف: ما يشوى من اللحم على الرضف: أي مرضوف، يريد أثر ما علق بالقرص من دسم اللحم المرضوف. (س) ومنه (أن هندا بنت عتبة لما أسلمت أرسلت إليه بجديين مرضوفين. (ه) وفى حديث معاذ في عذاب القبر (ضربه بمرضافة وسط رأسه) أي بآلة من الرضف. ويروى بالصاد. وقد تقدم. (رضم) (ه) فيه (أنه لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) أتى رضمة جبل فعلا أعلاها حجرا) الرضمة واحدة الرضم والرضام. وهى دون الهضاب. وقيل صخور بعضها على بعض. * ومنه حديث أنس في المرتد نصرانيا) فألقوه بين حجرين ورضموا عليه الحجارة). (س ه) ومنه حديث أبى الطفيل (لما أرادت قريش بناء البيت بالخشب وكان البناء الاول رضما). (ه) ومنه الحديث (حتى ركز الراية في رضم من حجارة).
[ 232 ]
(رضى) * في حديث الدعاء (اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) وفى رواية بدأ بالمعافاة ثم بالرضا، إنما ابتدأ بالمعافاة من العقوبة، لانها من صفات الافعال كالاماتة والاحياء. والرضا والسخط من صفات الذات. وصفات الافعال أدنى رتبة من صفات الذات، فبدأ بالادنى مترقيا إلى الاعلى. ثم لما ازداد يقينا وارتقاء ترك الصفات وقصر نظره على الذات فقال: أعوذ بك منك، ثم لما ازداد قربا استحيا معه من الاستعاذة على بساط القرب، فالتجأ إلى الثناء فقال: لا أحصى ثناء عليك، ثم علم أن ذلك قصور فقال: أنت كما أثنيت على نفسك، وأما على الرواية الاولى فإنما قدم الاستعاذة بالرضا على السخط، لان المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضا، وإنما ذكرها لان دلالة الاولى عليها دلالة تضمين، فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة، فكنى عنها أولا، ثم صرح بها ثانيا، ولان الراضي قد يعاقب للمصلحة، أو لاستيفاء حق الغير. (باب الراء مع الطاء) (رطأ) * في حديث ربيعة (أدركت أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدهنون بالرطاء) وفسره فقال: الرطاء التدهن الكثير، أو قال الدهن الكثير. وقيل الرطاء هو الدهن بالماء، من قولهم: رطأت القوم إذا ركبتهم بما لا يحبون، لان الماء يعلوه الدهن. (رطب) (س) فيه (إن امرأة قالت: يا رسول الله إنا كل على آبائنا وأبنائنا فما يحل لنا من أموالهم ؟ قال: الرطب تأكلنه وتهدينه) أراد مالا يدخر ولا يبقى كالفواكه والبقول والاطبخة، وإنما خص الرطب لان خطبه أيسر والفساد إليه أسرع، فإذا ترك ولم يؤكل هلك ورمى، بخلاف اليابس إذا رفع وادخر، فوقعت المسامحة في ذلك بترك الاستئذان، وأن يجرى على العادة المستحسنة فيه، وهذا فيما بين الآباء والامهات والابناء، دون الازواج والزوجات، فليس لاحدهما أن يفعل شيئا إلا بإذن صاحبه. (س) وفيه (من أراد أن يقرأ القرآن رطبا) أي لينا لا شدة في صوت قارئه. (رطل) (ه) في حديث الحسن (لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسئ
[ 233 ]
بإساءته عن تجديد ثوب أو ترطيل شعر) هو تليينه بالدهن وما أشبهه. (رطم) (س) في حديث الهجرة (فارتطمت بسراقة فرسه) أي ساخت قوائمها كما تسوخ في الوحل. * ومنه حديث على (من اتجر قبل أن يتفقه فقد ارتطم في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم) أي وقع فيه وارتبك ونشب. (رطن) (س) في حديث أبى هريرة (قال أتت امرأة فارسية فرطنت له) الرطانة بفتح الراء وكسرها، والتراطن: كلام لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص بها غالبا كلام العجم. * ومنه حديث عبد الله بن جعفر والنجاشى (قال له عمرو: أما ترى كيف يرطنون بحزب الله) أي يكنون، ولم يصرحوا بأسمائهم. وقد تكرر في الحديث. (باب الراء مع العين) (رعب) * فيه (نصرت بالرعب مسيرة شهر) الرعب: الخوف والفزع. كان أعداء النبي صلى الله عليه وسلم قد أوقع الله تعالى في قلوبهم الخوف منه، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه. * ومنه حديث الخندق: * إن الاولى رعبوا علينا * هكذا جاء في رواية بالعين المهملة، ويروى بالغين المعجمة. والمشهور: بغوا، من البغى. وقد تكرر الرعب في الحديث. (رعبل) (ه) فيه (أن أهل اليمامة رعبلوا فسطاط خالد بالسيف) أي قطعوه. وثوب رعابيل: أي قطع. * ومنه قصيد كعب بن زهير: ترمى (1) اللبان بكفيها ومدرعها * مشقق عن تراقيها رعابيل (1) الرواية في شرح ديوانه ص 18: (تفرى). (*)
[ 234 ]
(رعث) (ه) فيه (قالت أم زينب بنت نبيط: كنت أنا وأختاى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يحلينا رعاثا من ذهب ولؤلؤ) الرعاث: القرطة، وهى من حلى الاذن، واحدتها رعثة ورعثة، وجنسها الرعث. (ه) وفى حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم (ودفن تحت راعوثة البئر) هكذا جاء في رواية، والمشهور بالفاء، وهى هي وستذكر. (رعج) (س) في حديث الافك (فارتعج العسكر) يقال رعجه الامر وأرعجه: أي أقلقه. ومنه رعج البرق وأرعج، إذا تتابع لمعانه. (ه) ومنه حديث قتادة في قوله تعالى: خرجوا من ديارهم بطرا ورثاء الناس، هم مشركو قريش يوم بدر خرجوا ولهم ارتعاج) أي كثرة واضطراب وتموج. (رعد) * في حديث يزيد بن الاسود (فجئ بهما ترعد فرائصهما) أي ترجف وتضطرب من الخوف. (س) ومنه حديث ابني مليكة (إن أمنا ماتت حين رعد الاسلام وبرق) أي حين جاء بوعيده وتهدده. يقال رعد وبرق، وأرعد وأبرق: إذا توعد وتهدد. (رعرع) (ه) في حديث وهب (لو يمر على القصب الرعراع لم يسمع صوته) هو الطويل، من ترعرع الصبى إذا نشأ وكبر. (رعص) (ه) في حديث أبى ذر (خرج بفرس له فتمعك ثم نهض ثم رعص) أي لما قام من متمعكه انتفض وارتعد. يقال ارتعصت الشجرة: أي تحركت. ورعصتها الريح وأرعصتها. وارتعصت الحية إذا تلوت (1). (ه) ومنه الحديث (فضربت بيدها على عجزها فارتعصت) أي تلوت وارتعدت. (رعظ) (س) فيه (أهدى له يكسوم سلاحا فيه سهم قد ركب معبله في رعظه) الرعظ: مدخل النصل في السهم. والمعبل والمعبلة: النصل. (1) قال العجاج - وأنشده الهروي: إنى لا أسعى إلى داعيه * إلا ارتعاصا كارتعاص الحيه (اللسان - رعص). (*)
[ 235 ]
(رعع) (س) في حديث عمر (أن الموسم يجمع رعاع الناس) أي غوغاءهم وسقاطهم وأخلاطهم، الواحد رعاعة. * ومنه حديث عثمان حين تنكر له الناس (إن هؤلاء النفر رعاع غثرة). * وحديث على (وسائر الناس همج رعاع). (رعف) (ه) في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم (ودفن تحت راعوفة البئر) هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حفرت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقى عليها. وقيل هي حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقى عليه. ويروى بالثاء المثلثة. وقد تقدم. (ه) وفى حديث أبى قتادة (أنه كان في عرس فسمع جارية تضرب بالدف، فقال لها ارعفى) أي تقدمي (1). يقال: منه رعف بالكسر يرعف بالفتح، ومن الرعاف رعف بالفتح يرعف بالضم. (ه) ومنه حديث جابر (يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتعفوا) أي قويت أقدامهم فركبوها وتقدموا. (رعل) * في حديث ابن زمل (فكأني بالرعلة الاولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم جاءت الرعلة الثانية، ثم جاءت الرعلة الثالثة) يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعة الخيل رعيل. * ومنه حديث على (سراعا إلى أمره رعيلا) أي ركابا على الخيل. (رعم) (ه) فيه (صلوا في مراح الغنم وامسحوا رعامها) الرعام ما يسيل من أنوفها. وشاة رعوم. (رعى) * في حديث الايمان (حتى ترى رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) الرعاء بالكسر والمد جمع راعى الغنم، وقد يجمع على رعاة بالضم. (س) وفى حديث عمر (كأنه راعى غنم) أي في الجفاء والبذاذة. (س) وفى حديث دريد (قال يوم حنين لمالك بن عوف: إنما هو راعى ضأن ماله (1) قال الهروي: ومنه قيل للفرس إذا تقدم الخيل: راعف. وأنشد يرعف الالف بالمدجج ذى القو * نس حتى يؤوب كالتمثال (*)
[ 236 ]
وللحرب !) كأنه يستجهله ويقصر به عن رتبة من يقود الجيوش ويسوسها. * وفيه (نساء قريش خير نساء، أحناه على طفل في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده) هو من المراعاة الحفظ والرفق وتخفيف الكلف والاثقال عنه. وذات يده كناية عما يملك من مال وغيره. * ومنه الحديث (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أي حافظ مؤتمن. والرعية كل من شمله حفظ الراعى ونظره. * وفيه (إلا إرعاء عليه) أي إبقاء ورفقا. يقال أرعيت عليه. والمراعاة الملاحظة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عمر (لا يعطى من الغنائم شئ حتى تقسم إلا لراع أو دليل) الراعى هاهنا عين القوم على العدو، من الرعاية والحفظ. (س) ومنه حديث لقمان بن عاد (إذا رعى القوم غفل) يريد إذا تحافظ القوم لشئ يخافونه غفل ولم يرعهم. * وفيه (شر الناس رجل يقرأ كتاب الله لا يرعوى إلى شئ منه) أي لا ينكف ولا ينزجر، من رعا يرعو إذا كف عن الامور. وقد ارعوى عن القبيح يرعوى ارعواء. والاسم الرعيا بالفتح والضم. وقيل الارعواء: الندم على الشئ والانصراف عنه وتركه. (ه) ومنه حديث ابن عباس (إذا كانت عندك شهادة فسئلت عنها فأخبر بها ولا تقل حتى آتى الامير لعله يرجع أو يرعوى). (باب الراء مع الغين) (رغب) (س) فيه (أفضل العمل منح الرغاب، لا يعلم حسبان أجرها إلا الله عزوجل) الرغاب: الابل الواسعة الدر الكثيرة النفع، جمع الرغيب وهو الواسع. يقال جوف رغيب وواد رغيب. (س) ومنه حديث حذيفة (ظعن بهم أبو بكر ظعنة رغيبة، ثم ظعن بهم عمر كذلك)
[ 237 ]
أي ظعنة واسعة كبيرة. قال الحربى: هو إن شاء الله تسيير أبى بكر الناس إلى الشام وفتحه إياها بهم، وتسيير عمر إياهم إلى العراق وفتحها بهم. * ومنه حديث أبى الدرداء (بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن رغيب). (ه) وحديث الحجاج (لما أراد قتل سعيد بن جبير رضى الله عنه ائتونى بسيف رغيب) أي واسع الحدين يأخذ في ضربته كثيرا من المضروب. (ه) وفيه (كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة) أي قلت العفة وكثر السؤال. يقال: رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشئ وطمع فيه. والرغبة السؤال والطلب. (ه) ومنه حديث أسماء (أتتنى أمي راغبة (1) وهى مشركة) أي طامعة تسألني شيئا. * وفى حديث الدعاء (رغبة ورهبة إليك) أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعملهما معا لقال: رغبة إليك ورهبة منك، ولكن لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على الآخر كقول الشاعر (2): * وزججن الحواجب والعيونا * وقول الآخر: * متقلدا سيفا ورمحا * * ومنه حديث عمر رضى الله عنه (قالوا له عند موته: جزاك الله خيرا فعلت وفعلت، فقال: راغب وراهب) يعنى أن قولكم لى هذا القول إما قول راغب فيما عندي، أو راهب منى. وقيل أراد: إننى راغب فيما عند الله وراهب من عذابه، فلا تعويل عندي على ما قلتم من الوصف والاطراء. (ه) ومنه الحديث (إن ابن عمر كان يزيد في تلبيته: والرغبى إليك والعمل) * وفى رواية (والرغباء إليك) بالمد، وهما من الرغبة، كالنعمى والنعماء من النعمة. (1) رواية الهروي: أتتنى أمي راغبة في العهد الذى كان بين قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) هو الراعى النميري وصدر البيت: * إذا ما الغانيات برزن يوما * (*)
[ 238 ]
وفى حديثه أيضا (لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب) أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم. وبه سميت صلاة الرغائب، واحدتها رغيبة. * وفيه (إنى لارغب بك عن الاذان) يقال رغبت بفلان عن هذا الامر إذا كرهته له وزهدت له فيه. (ه) وفيه (الرغب شؤم) أي الشره والحرص على الدنيا. وقيل سعة الامل وطلب الكثير. * ومنه حديث مازن. * وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا * أي بسعة البطن وكثرة الاكل. ويروى بالزاى يعنى الجماع. وفيه نظر. (رغث) (ه) في حديث أبى هريرة (ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم ترغثونها) يعنى الدنيا. أي ترضعونها، من رغث الجدى أمه إذا رضعها. * ومنه حديث الصدقة (أن لا يؤخذ فيها الربى والماخض والرغوث) أي التى ترضع. (رغس) (ه) فيه (إن رجلا رغسه الله مالا وولدا) أي أكثر له منهما وبارك له فيهما. والرغس: السعة في النعمة، والبر كة والنماء. (رغل) * في حديث ابن عباس (أنه كان يكره ذبيحة الارغل) أي الاقلف. وهو مقلوب الاغرل، كجبذ وجذب. (ه) وفى حديث مسعر (أنه قرأ على عاصم فلحن فقال أرغلت ؟) أي صرت صبيا ترضع بعد ما مهرت القراءة. يقال رغل الصبى يرغل إذا أخذ ثدى أمه فرضعه بسرعة. ويجوز بالزاى لغة فيه. (رغم) * فيه (أنه عليه السلام قال: رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل من يا رسول الله ؟ قال: من أدرك أبويه أو أحدهما حيا ولم يدخل الجنة) يقال رغم يرغم، ورغم يرغم رغما ورغما ورغما، وأرغم الله أنفه: أي ألصقه بالرغام وهو التراب. هذا هو الاصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف، والانقياد على كره.
[ 239 ]
* ومنه الحديث (إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الارض حتى يخرج منه الرغم) أي يظهر ذله وخضوعه. (ه) ومنه الحديث (وإن رغم أنف أبى الدرداء) (1) أي وإن ذل: وقيل وإن كره. (ه) ومنه حديث معقل بن يسار (رغم أنفى لامر الله) أي ذل وانقاد. * ومنه حديث سجدتي السهو (كانتا ترغيما للشيطان). (ه) وحديث عائشة في الخضاب (وأرغميه) أي أهينيه وارمي به في التراب. (ه) وفيه (بعثت مرغمة) المرغمة: الرغم، أي بعثت هوانا للمشركين وذلا. (ه) وفى حديث أسماء (إن أمي قدمت على راغمة (2) مشركة أفأصلها ؟ قال: نعم) لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب قالوا: ترغم إذا غضب، وراغمه إذا غاضبه، تريد أنها قدمت على غضبى لاسلامي وهجرتي متسخطة لامرى، أو كارهة مجيئها إلى لولا مسيس الحاجة، وقيل هاربة من قومها، من قوله تعالى (يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة) أي مهربا ومتسعا. (ه) ومنه الحديث (إن السقط ليراغم ربه إن أدخل أبويه النار) أي يغاضبه. (س) وفى حديث الشاة المسمومة (فلما أرغم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرغم بشر بن البراء ما في فيه) أي ألقى اللقمة من فيه في التراب. (س) وفى حديث أبى هريرة (صل في مراح الغنم وامسح الرغام عنها) كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة، وقال: إنه ما يسيل من الانف. والمشهور فيه والمروى بالعين المهملة. ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها. (رغن) (ه) في حديث ابن جبير (في قوله تعالى: أخلد إلى الارض: أي رغن) يقال رغن إليه وأرغن إذا مال إليه وركن. قال الخطابى: الذى جاء في الرواية بالعين المهملة وهو غلط. (1) في الدر النثير: وإن رغم أنف أبى ذر. (2) رويت راغبة. وتقدمت في رغب. (*)
[ 240 ]
(رغا) * فيه (لا يأتي أحدكم يوم القيامة ببعير له رغاء) الرغاء: صوت الابل. وقد تكرر في الحديث. يقال رغا يرغو رغاء، وأرغيته أنا. (س) ومنه حديث الافك (وقد أرغى الناس للرحيل) أي حملوا رواحلهم على الرغاء. وهذا دأب الابل عند رفع الاحمال عليها. (س) ومنه حديث أبى رجاء (لا يكون الرجل متقيا حتى يكون أذل من قعود، كل من أتى عليه أرغاه) أي قهره وأذله، لان البعير لا يرغو إلا عن ذل واستكانة. وإنما خص القعود لان الفتى من الابل يكون كثير الرغاء. * وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه (فسمع الرغوة خلف ظهره فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء) الرغوة بالفتح: المرة من الرغاء، وبالضم الاسم كالغرفة والغرقة. * وفى حديث (تراغوا عليه فقتلوه) أي تصايحوا وتداعوا على قتله. (س) وفى حديث المغيرة (مليلة الارغاء) أي مملولة الصوت، يصفها بكثرة الكلام ورفع الصوت، حتى تضجر السامعين. شبه صوتها بالرغاء، أو أراد إزباد شدقيها لكثرة كلامها، من الرغوة: الزبد. (باب الراء مع الفاء) (رفأ) (س) فيه (نهى أن يقال للمتزوج: بالرفاء والبنين) الرفاء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء، وهو من قولهم رفأت الثوب رفأ ورفوته رفوا. وإنما نهى عنه كراهية، لانه كان من عادتهم، ولهذا سن فيه غيره. (س) ومنه الحديث (كان إذا رفأ الانسان قال: بارك الله لك وعليك، وجمع بينكما على خير) ويهمز الفعل ولا يهمز. * ومنه حديث أم زرع (كنت لك كأبى زرع لام زرع في الالفة والرفاء). (س) ومنه الحديث (قال لقريش: جئتكم بالذبح، فأخذتهم كلمته، حتى إن أشدهم
[ 241 ]
فيه وضاءة ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول) أي يسكنه ويرفق به ويدعو له. * ومنه حديث شريح (قال له رجل: قد تزوجت هذه المرأة، قال: بالرفاء والبنين). (س) وفى حديث تميم الدارى (إنهم ركبوا البحر ثم أرفأوا إلى جزيرة) أرفأت السفينة إذا قربتها من الشط. والموضع الذى تشد فيه: المرفأ، وبعضهم يقول: أر فينا بالياء، والاصل الهمز. * ومنه حديث موسى عليه السلام (حتى أرفأ به عند فرضة الماء). * وحديث أبى هريرة في القيامة (فتكون الارض كالسفينة المرفأة في البحر تضربها الامواج). (رفت) (س) في حديث ابن الزبير (لما أراد هدم الكعبة وبناءها بالورس قيل له إن الورس يرفت) أي يتفتت ويصير رفاتا. يقال: رفت الشئ فارفت، وترفت: أي تكسر. والرفات كل ما دق وكسر. (رفث) (ه) في حديث ابن عباس (أنشد وهو محرم: وهن يمشين بنا هميسا * إن تصدق الطير ننك لميسا (1) فقيل له: أتقول الرفث وأنت محرم ؟ فقال: إنما الرفث ما روجع به النساء) كأنه يرى الرفث الذى نهى الله عنه ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه. وقال الازهرى: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. (رفح) (ه) فيه (كان إذا رفح إنسانا قال: بارك الله عليك) أراد رفأ: أي دعا له بالرفاء، فأبدل الهمزة حاء. وبعضهم يقول رقح بالقاف. والترقيح: إصلاح المعيشة. (ه) ومنه حديث عمر (لما تزوج أم كلثوم بنت على قال: رفحونى) أي قولوا لى ما يقال للمتزوج. (رفد) (ه) في حديث الزكاة (أعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه) الرافدة فاعلة، من الرفد وهو الاعانة. يقال رفدته أرفده، إذا أعنته: أي تعينه نفسه على أدائها. (1) هذا البيت ساقط في الهروي. (*)
[ 242 ]
(ه) ومنه حديث عبادة (ألا ترون أنى لا أقوم إلا رفدا) أي إلا أن أعان على القيام. ويروى بفتح الراء وهو المصدر. (ه) ومنه ذكر (الرفادة) وهو شئ كانت قريش تترافد به في الجاهلية: أي تتعاون، فيخرج كل إنسان بقدر طاقته، فيجمعون مالا عظيما، فيشترون به الطعام والزبيب للنبيذ، ويطعمون الناس ويسقونهم أيام موسم الحج حتى ينقضى. * ومنه حديث ابن عباس (والذين عاقدت أيمانكم من النصر والرفادة) أي الاعانة. * ومنه حديث وفد مذحج (حى حشد رفد) جمع حاشد ورافد. (ه) وفى حديث أشراط الساعة (وأن يكون الفئ رفدا) أي صلة وعطية. يريد أن الخراج والفئ الذى يحصل وهو لجماعة المسلمين يصير صلات وعطايا، ويخص به قوم دون قوم، فلا يوضع مواضعه. (ه) وفيه (نعم المنحة اللقحة، تغدو برفد وتروح برفد) الرفد والمرفد: قدح تحلب فيه الناقة. * ومنه حديث حفر زمزم: ألم نسق الحجيج ونن * - حر المذلاقة الرفدا الرفد بالضم، جمع رفود، وهى التى تملا الرفد في حلبة واحدة. (س) وفيه (أنه قال للحبشة: دونكم يا بنى أرفدة) هو لقب لهم. وقيل هو اسم أبيهم الاقدم يعرفون به. وفاؤه مكسورة، وقد تفتح. (رفرف) (ه) في حديث وفاته صلى الله عليه وسلم (فرفع الرفرف فرأينا وجهه كأنه ورقة) الرفرف: البساط (1)، أو الستر، أراد شيئا كان يحجب بينهم وبينه، وكل ما فضل من شئ فثنى وعطف فهو رفرف. (ه) ومنه حديث ابن مسعود (في قوله تعالى (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال (1) جاء في الهروي والدر النثير: قال ابن الاعرابي: الرفرف هاهنا الفسطاط. والرفرف في حديث المعراج: البساط والرفرف: الرف يجعل عليه طرائف البيت. (*)
[ 243 ]
رأى رفرفا أخضر سد الافق) أي بساطا. وقيل فراشا. ومنهم من يجعل الرفرف جمعا، واحده رفرفة، وجمع الرفرف رفارف. وقد قرئ به (متكئين على رفارف خضر). (ه) وفى حديث المعراج ذكر (الرفرف) وأريد به البساط. وقال بعضهم: الرفرف في الاصل ما كان من الديباج وغيره رقيقا حسن الصنعة، ثم اتسع فيه. (س) وفيه (رفرفت الرحمة فوق رأسه) يقال رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شئ يحوم عليه ليقع فوقه. (س) ومنه حديث أم السائب (أنه مر بها وهى ترفرف من الحمى، فقال: مالك ترفرفين !) أي ترتعد. ويروى بالزاى، وسيذكر. (رفش) (ه) في حديث سلمان (إنه كان أرفش الاذنين) أي عريضهما، تشبيها بالرفش الذى يجرف به الطعام. (رفض) * في حديث البراق (أنه استصعب على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارفض عرقا وأقر) أي جرى عرقه وسال، ثم سكن وانقاد وترك الاستصعاب. * وفى حديث الحوض (حتى يرفض عليهم) أي يسيل. * وفى حديث عمر رضى الله عنه (أن امرأة كانت تزفن والصبيان حولها، إذ طلع عمر فارفض الناس عنها) أي تفرقوا. * ومنه حديث مرة بن شراحيل (عوتب في ترك الجمعة فذكر أن به جرحا ربما ارفض في إزاره) أي سال فيه قيحه وتفرق. وقد تكرر في الحديث. (رفع) * في أسماء الله تعالى (الرافع) هو الذى يرفع المؤمنين بالاسعاد، وأولياءه بالتقريب. وهو ضد الخفض. (ه) وفيه (كل رافعة رفعت علينا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد أو تخبط) أي كل نفس أو جماعة تبلغ عنا وتذيع ما نقوله فلتبلغ ولتحك، إنى حرمتها أن يقطع شجرها أو يخبط ورقها. يعنى المدينة. والبلاغ بمعنى التبليغ، كالسلام بمعنى التسليم. والمراد من أهل البلاغ: أي المبلغين، فحذف المضاف. ويروى من البلاغ، بالتشديد بمعنى المبلغين، كالحداث بمعنى المحدثين.
[ 244 ]
والرفع هاهنا من رفع فلان على العامل إذا أذاع خبره وحكى عنه. ورفعت فلانا إلى الحاكم إذا قدمته إليه. (س) وفيه (فرفعت ناقتي) أي كلفتها المرفوع من السير، وهو فوق الموضوع ودون العدو. يقال ارفع دابتك أي أسرع بها. * ومنه الحديث (فرفعنا مطينا، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيته، وصفية خلفه). * وفى حديث الاعتكاف (كان إذا دخل العشر أيقظ أهله ورفع المئزر) جعل رفع المئزر - وهو تشميره عن الاسبال - كناية عن الاجتهاد في العبادة. وقيل كنى به عن اعتزال النساء. * وفى حديث ابن سلام (ما هلكت أمة حتى ترفع القرآن على السلطان) أي يتأولونه ويرون الخروج به عليه. (رفغ) (ه) فيه (عشر من السنة: كذا وكذا ونتف الرفغين) أي الابطين. الرفغ بالضم والفتح: واحد الارفاغ، وهى أصول المغابن كالآباط والحوالب، وغيرها من مطاوى الاعضاء وما يجتمع فيه من الوسخ والعرق. (ه) ومنه الحديث (كيف لا أوهم (1) ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته) أراد بالرفغ هاهنا وسخ الظفر، كأنه قال: ووسخ رفغ أحدكم. والمعنى أنكم لا تقلمون أظفاركم ثم تحكون بها أرفاغكم، فيعلق بها ما فيها من الوسخ. * وفى حديث عمر رضى الله عنه (إذا التقى الرفغان وجب الغسل) يريد التقاء الختانين، فكنى عنه بالتقاء أصول الفخذين، لانه لا يكون إلا بعد التقاء الختانين. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على رضى الله عنه (أرفغ لكم المعاش) أي واسع عليكم. وعيش رافغ: أي واسع. * ومنه حديثه (النعم الروافغ) جمع رافغة. (رفف) * فيه (من حفنا أو رفنا فليقتصد) أراد المدح والاطراء. يقال فلان يرفنا: أي يحوطنا ويعطف علينا. (1) انظر (وهم) فيما يأتي: (*)
[ 245 ]
[ ه ] وفى حديث ابن زمل (لم ترعيني مثله (1) قط يرف رفيفا يقطر نداه (2)) يقال للشئ إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتز: رف يرف رفيفا. * ومنه حديث معاوية (قالت له امرأة: أعيذك بالله أن تنزل واديا فتدع أوله يرف وآخره يقف). [ ه ] ومنه حديث النابغة الجعدى (وكأن فاه البرد يرف) أي تبرق أسنانه، من رف البرق يرف إذا تلالا. (ه) ومنه الحديث الآخر (ترف غروبه) الغروب: الاسنان. [ ه ] وفى حديث أبى هريرة، وسئل عن القبلة للصائم فقال: (إنى لارف شفتيها وأنا صائم) أي أمص وأترشف. يقال منه رف يرف بالضم. (ه) ومنه حديث عبيدة السلمانى (قال له ابن سيرين: ما يوجب الجنابة ؟ فقال: الرف والاستملاق) يعنى المص (3) والجماع، لانه من مقدماته. [ ه ] وفى حديث عثمان رضى الله عنه (كان نازلا بالابطح فإذا فسطاط مضروب، وإذا سيف معلق في رفيف الفسطاط) الفسطاط: الخيمة. ورفيفه: سقفه. وقيل هو ما تدلى منه. (ه) وفى حديث أم زرع (زوجي إن أكل رف) الرف: الاكثار من الاكل، هكذا جاء في رواية. (س) وفيه (أن امرأة قالت لزوجها: أحجنى، قال: ما عندي شئ، قالت: بع تمر رفك) الرف بالفتح: خشب يرفع عن الارض إلى جنب الجدار يوقى به ما يوضع عليه. وجمعه رفوف ورفاف. (1) الضمير في مثله يعود إلى مرج ذكر في الحديث. قاله في الدر النثير. (2) في الفائق 2 / 453 (نداوة). (3) قال السيوطي في الدر النثير: قال الفارسى: أراد امتصاص فرج المرأة ذكر الرجل وقبولها ماءه، على مذهب من قال الماء من الماء. (*)
[ 246 ]
(س) ومنه حديث كعب بن الاشرف (إن رفافى تقصف تمرا من عجوة يغيب فيها الضرس). (ه) وفيه (بعد الرف والوقير) الرف بالكسر: الابل العظيمة: والوقير: الغنم الكثيرة، أي بعد الغنى واليسار. (رفق) (ه) في حديث الدعاء (وألحقني بالرفيق الاعلى) الرفيق: جماعة الانبياء الذين يسكنون أعلى عليين، وهو اسم جاء على فعيل، ومعناه الجماعة، كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع. [ ه ] ومنه قوله تعالى (وحسن أولئك رفيقا) والرفيق: المرافق في الطريق. وقيل معنى ألحقنى بالرفيق الاعلى: أي بالله تعالى (1) يقال الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل. * ومنه حديث عائشة (سمعته يقول عند موته: بل الرفيق الاعلى) وذلك أنه خير بين البقاء في الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث المزارعة (نهانا عن أمر كان بنا رافقا) أي ذا رفق. والرفق: لين الجانب، وهو خلاف العنف. يقال منه رفق يرفق ويرفق. * ومنه الحديث (ما كان الرفق في شئ إلا زانه) أي اللطف. * والحديث الآخر (أنت رفيق والله الطبيب) أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه، والله الذى يبرئه ويعافيه. * ومنه الحديث (في إرفاق ضعيفهم وسد خلتهم) أي إيصال الرفق إليهم. (س) وفيه (أيكم أبن عبد المطلب ؟ قالوا: هو الابيض المرتفق) أي المتكئ على المرفقة وهى كالوسادة، وأصله من المرفق، كأنه استعمل مرفقه واتكأ عليه. * ومنه حديث ابن ذى يزن. (1) في الهروي: غلط الازهرى قائل هذا واختار المعنى الاول. (*)
[ 247 ]
* اشرب هنيئا عليك التاج مراتفقا ؟ * (ه) وفى حديث أبى أيوب (وجدنا مرافقهم قد استقبل بها القبلة) يريد الكنف والحشوش، واحدها مرفق بالكسر. * وفى حديث طهفة في رواية (ما لم تضمروا الرفاق) وفسر بالنفاق. (رفل) (ه) فيه (مثل الرافلة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة) هي التى ترفل في ثوبها: أي تتبختر (1) والرفل: الذيل. ورفل إزاره إذا أسبله وتبختر فيه. * ومنه حديث أبى جهل (يرفل في الناس). ويروى يزول بالزاى والواو: أي يكثر الحركة ولا يستقر. (ه) وفى حديث وائل بن حجر (يسعى ويترفل على الاقوال) أي يتسود ويترأس، استعاره من ترفيل الثوب وهو إسباغه وإسباله. (رفن) (ه) فيه (إن رجلا شكا إليه التعزب فقال له: عف شعرك، ففعل فارفأن) أي سكن ما كان به. يقال ارفأن عن الامر وارفهن، ذكره الهروي في رفأ، على أن النون زائدة. وذكره الجوهرى في حرف النون على أنها أصلية، وقال: ارفأن الرجل [ ارفئنانا ] (2) على وزن اطمأن: أي نفر ثم سكن. (رفه) (ه) فيه أنه نهى عن الارفاه) هو كثرة التدهن والتنعم. وقيل التوسع في المشرب والمطعم، وهو من الرفه: ورد الابل، وذاك أن ترد الماء متى شاءت، أراد ترك التنعم والدعة ولين العيش، لانه من زى العجم وأرباب الدنيا. * ومنه حديث عائشة رضى الله عنها (فلما رفه عنه) أي أريح وأزيل عنه الضيق والتعب. (س) منه حديث جابر رضى الله عنه (أراد أن يرفه عنه) أي ينفس ويخفف. (س) ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه (إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والارض) الرفاهية: السعة والتنعم: أي أنه ينطق بالكلمة (1) في الدر النثير: قال الفارسى وابن الجوزى: هي المتبرجة بالزينة لغير زوجها. (2) زيادة من الصحاح. (*)
[ 248 ]
على حسبان أن سخط الله تعالى لا يلحقه إن نطق بها وأنه في سعة من التكلم بها، وربما أوقعنه في مهلكة، مدى عظمها عند الله ما بين السماء والارض. وأصل الرفاهية: الخصب والسعة في المعاش. (س) ومنه حديث سلمان رضى الله عنه (وطير السماء على أرفه خمر الارض يقع) قال الخطابى: لست أدرى كيف رواه الاصم بفتح الالف أو ضمها، فإن كانت بالفتح فمعناه: على أخصب خمر الارض، وهو من الرفه، وتكون الهاء أصلية. وإن كانت بالضم فمعناه الحد والعلم يجعل فاصلا بين أرضين، وتكون التاء للتأنيث مثلها في غرفة. (رفا) (ه) فيه (أنه نهى أن يقال بالرفاء والبنين) ذكره الهروي في المعتل هاهنا ولم يذكره في المهموز. وقال: يكون على معنيين: أحدهما الاتفاق وحسن الاجتماع، والآخر أن يكون من الهدوء والسكون (1). قال: وكان إذا رفى رجلا: أي إذا أحب أن يدعو له بالرفاء، فترك الهمز ولم يكن الهمز من لغته. وقد تقدم. (باب الراء مع القاف) (رقأ) * فيه (لا تسبوا الابل فإن فيها رقوء الدم) يقال رقأ الدمع والدم والعرق يرقأ رقوءا بالضم، إذا سكن وانقطع، والاسم الرقوء بالفتح: أي أنها تعطى في الديات بدلا من القود فيسكن بها الدم. (س) ومنه حديث عائشة (فبت ليلتى لا يرقأ لى دمع) وقد تكرر في الحديث. (رقب) * في أسماء الله تعالى (الرقيب) وهو الحافظ الذى لا يغيب عنه شئ، فعيل بمعنى فاعل. * ومنه الحديث (ارقبوا محمدا في أهل بيته) أي احفظوه فيهم. * ومنه الحديث (ما من نبى إلا أعطى سبعة نجباء رقباء) أي حفظة يكونون معه. (1) زاد الهروي: (وفى حديث آخر: كان إذا رفأ رجلا قال: جمع الله بينكما في خير) أي إذا تزوج رجل. وأصل الرفء الاجتماع. ومن رواه (إذا رفى رجلا) أراد إذا أحب أن يدعو له بالرفاء، فترك الهمز. ولم يكن الهمز من لغته). (*)
[ 249 ]
(ه) وفيه أنه قال: (ما تعدون الرقوب فيكم ؟ قالوا: الذى لا يبقى له ولد، فقال: بل الرقوب الذى لم يقدم من ولده شيئا)، الرقوب في اللغة: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لانه يرقب موته ويرصده خوفا عليه، فنقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذى لم يقدم من الولد شيئا: أي يموت قبله، تعريفا أن الاجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد، وأن الاعتداد به أكثر، والنفع فيه أعظم. وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيما فإن فقد الاجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم، وأن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه، ومن لم يرزق ذلك فهو كالذى لا ولد له. ولم يقله إبطالا لتفسيره اللغوى، كما قال: إنما المحروب من حرب دينه، ليس على أن من أخذ ماله غير محروب. (ه) وفيه (الرقبى لمن أرقبها) هو أن يقول الرجل للرجل قد وهبت لك هذه الدار، فإن مت قبلى رجعت إلى، وإن مت قبلك فهى لك. وهى فعلى من المراقبة، لان كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والفقهاء فيها مختلفون، منهم من يجعلها تمليكا، ومنهم من يجعلها كالعارية، وقد تكررت الاحاديث فيها. * وفيه (كأنما أعتق رقبة) قد تكررت الاحاديث في ذكر الرقبة وعتقها وتحريرها وفكها وهى في الاصل العنق، فجعلت كناية عن جميع ذات الانسان، تسمية للشئ ببعضه، فإذا قال: أعتق رقبة، فكأنه قال أعتق عبدا أو أمة. * ومنه قولهم (ذنبه في رقبته). * ومنه حديث قسم الصدقات (وفى الرقاب) يريد المكاتبين من العبيد يعطون نصيبا من الزكاة يفكون به رقابهم، ويدفعونه إلى مواليهم. (س) ومنه حديث ابن سيرين (لنا رقاب الارض) أي نفس الارض، يعنى ما كان من أرض الخراج فهو للمسلمين، ليس لاصحابه الذين كانوا فيه قبل الاسلام شئ، لانها فتحت عنوة. * ومنه حديث بلال (والركائب المناخة لك رقابهن وما عليهن) أي ذواتهن وأحمالهن. * ومنه حديث الخيل (ثم لم ينس حق الله في رقابها وظهورها) أراد بحق رقابها الاحسان إليها، وبحق ظهورها الحمل عليها.
[ 250 ]
(س) وفى حديث حفر بئر زمزم. * فغار سهم الله ذى الرقيب * الرقيب: الثالث من سهام الميسر * وفى حديث عيينة بن حصن ذكر (ذى الرقيبة) وهو بفتح الراء وكسر القاف: جبل بخيبر. (رقح) (س) في حديث الغار والثلاثة الذين أووا إليه (حتى كثرت وارتقحت) أي زادت، من الرقاحة: الكسب والتجارة. وترقيح المال: إصلاحه والقيام عليه. * ومنه الحديث (كان إذا رقح إنسانا) يريد إذا رفأ إنسانا. وقد تقدم في الراء والفاء. (رقد) (س) في حديث عائشة (لا تشرب في راقود ولا جرة) الراقود: إناء خزف مستطيل مقير، والنهى عنه كالنهي عن الشرب في الحناتم والجرار المقيرة. (رقرق) (ه) فيه (إن الشمس تطلع ترقرق) أي تدور وتجئ وتذهب، وهو كناية عن ظهور حركتها عند طلوعها، فإنها يرى لها حركة متخيلة، بسبب قربها من الافق وأبخرته المعترضة بينها وبين الابصار، بخلاف ما إذا علت وارتفعت. (رقش) (ه) في حديث أم سلمة (قالت لعائشة: لو ذكرتك قولا تعرفينه نهشتني (1) نهش الرقشاء المطرق) الرقشاء: الافعى، سميت بذلك لترقيش في ظهرها، وهى نقط وخطوط. وإنما قالت المطرق: لان الحية تقع على الذكر والانثى. (رقط) (ه) في حديث حذيفة (أتتكم الرقطاء والمظلمة) يعنى فتنة شبهها بالحية الرقطاء، وهو لون فيه بياض وسواد. والمظلمة التى تعم، والرقطاء التى لا تعم. (ه) وفى حديث أبى بكرة وشهادته على المغيرة (لو شئت أن أعد رقطا كانت بفخذيها) أي فخذي المرأة التى رمى بها. (1) هكذا بالاصل واللسان. وفى ا والهروى وأصل الفائق 1 / 585: (نهشته). (*)
[ 251 ]
* وفى حديث صفة الحزورة (اغفر بطحاؤها وارقاط عوسجها) ارقاط من الرقطة وهو البياض والسواد. يقال ارقط وارقاط، مثل احمر واحمار. قال القتيبى. أحسبه ارقاط عرفجها، يقال إذا مطر العرفج فلان عوده: قد ثقب عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد قيل: قد ارقاط، فإذا زاد قيل: قد أدبى. (رقع) (ه) فيه: (أنه قال لسعد بن معاذ حين حكم في بنى قريظة: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة (1) أرقعة) يعنى سبع سموات. وكل سماء يقال لها رقيع، والجمع أرقعة. وقيل الرقيع اسم سماء الدنيا، فأعطى كل سماء اسمها. * وفيه (يجئ أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته رقاع تخفق) أراد بالرقاع ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع. وخفوقها حركتها. (ه) وفيه (المؤمن واه راقع) أي يهى دينه بمعصيته، ويرقعه بتوبته، من رقعت الثوب إذا رممته. (ه) وفى حديث معاوية (كان يلقم بيد ويرقع بالاخرى) أي يبسطها ثم يتبعها اللقمة يتقى بها ما ينتثر منها. (رقق) (س) فيه (يودى المكاتب بقدر ما رق منه دية العبد، وبقدر ما أدى دية الحر) قد تكرر ذكر الرق والرقيق في الحديث. والرق: الملك. والرقيق: المملوك، فعيل بمعنى مفعول. وقد يطلق على الجماعة كالرفيق، تقول رق العبد وأرقة واسترقه. ومعنى الحديث: أن المكاتب إذا جنى عليه جناية وقد أدى بعض كتابته، فإن الجاني عليه يدفع إلى ورثته بقدر ما كان أدى من كتابته دية حر، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقى من كتابته دية عبد، كأن كاتب على ألف وقيمته مائة، فأدى خمسمائة ثم قتل، فلورثة العبد خمسة آلاف، نصف دية حر، ولمولاه خمسون، نصف قيمته. وهذا الحديث أخرجه أبو داود في السنن عن ابن عباس، وهو مذهب النخعي. ويروى عن على شئ منه. وأجمع الفقهاء على أن المكاتب عبد ما بقى عليه درهم. (1) في الاصل: سبع أرقعة. والمثبت من ا واللسان والهروى. قال في اللسان: (جاء به على التذكير كأنه ذهب به إلى معنى السقف. وعنى سبع سموات). (*)
[ 252 ]
* وفى حديث عمر (فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حظ وحق، إلا بعض من تملكون من أرقائكم) أي عبيدكم. قيل أراد به عبيدا مخصوصين، وذلك أن عمر رضى الله عنه كان يعطى ثلاثة مماليك لبنى غفار شهدوا بدرا، لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة. وقيل أراد جميع المماليك. وإنما استثنى من جملة المسلمين بعضا من كل، فكان ذلك منصرفا إلى جنس المماليك، وقد يوضع البعض موضع الكل حتى قيل إنه من الاضداد. (س) وفيه (أنه ما أكل مرققا حتى لقى الله تعالى) هو الارغفة الواسعة الرقيقة. يقال رقيق ورقاق، كطويل وطوال. (ه) وفي حديث ظبيان (ويخفضها بطنان الرقاق) الرقاق: ما اتسع من الارض ولان، واحدها رق بالكسر. (ه) وفيه (كان فقهاء المدينة يشترون الرق فيأكلونه) هو بالكسر: العظيم من السلاحف، ورواه الجوهرى مفتوحا (1). (ه) وفيه (استوصوا بالمعزى فإنه مال رقيق) أي ليس له صبر الضأن على الجفاء وشدة البرد. * ومنه حديث عائشة (إن أبا بكر رجل رقيق) أي ضعيف هين لين. * ومنه الحديث (أهل اليمن أرق قلوبا) أي ألين وأقبل للموعظة. والمراد بالرقة ضد القسوة والشدة. (ه) ومنه حديث عثمان رضى الله عنه (كبرت سنى ورق عظمي) أي ضعف. وقيل هو من قول عمر رضى الله عنه. (ه) وفى حديث الغسل (إنه بدأ بيمينه فغسلها، ثم غسل مراقه بشماله). المراق: ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التى ترق جلودها، واحدها مرق. قاله الهروي. وقال الجوهرى: لا واحد لها (2). (1) ورواه الهروي بالفتح أيضا. وقال: وجمعه رقوق. (2) في الصحاح: له. (*)
[ 253 ]
* ومنه الحديث (أنه اطلى حتى إذا بلغ المراق ولى هو ذلك بنفسه). (ه) وفى حديث الشعبى (سئل عن رجل قبل أم امرأته، فقال: أعن صبوح ترقق ؟ حرمت عليه امرأته) هذا مثل للعرب. يقال لمن يظهر شيئا وهو يريد غيره، كأنه أراد أن يقول: جامع أم امرأته فقال قبل. وأصله: أن رجلا نزل بقوم فبات عندهم، فجعل يرقق كلامه ويقول: إذا أصبحت غدا فاصطبحت فعلت كذا (1)، يريد إيجاب الصبوح عليهم، فقال بعضهم: أعن صبوح ترقق: أي تعرض بالصبوح. وحقيقته أن الغرض الذى يقصده كأن عليه ما يستره، فيريد أن يجعله رقيقا شفافا ينم على ما وراءه. وكأن الشعبى اتهم السائل، وأراد بالقبلة ما يتبعها فغلظ عليه الامر. * وفيه (وتجئ فتنة فيرقق بعضها بعضا) أي تشوق بتحسينها وتسويلها. (رقل) * في حديث على رضى الله عنه (ولا يقطع عليهم رقلة) الرقلة: النخلة الطويلة، وجنسها الرقل، وجمعها الرقال. * ومنه حديث جابر في غزوة خيبر (خرج رجل كأنه الرقل في يده حربة). [ ه ] ومنه حديث أبى حثمة (ليس الصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل) الصقر: الدبس. (س) وفى حديث قس ذكر (الارقال) وهو ضرب من العدو فوق الخبب. يقال أرقلت الناقة ترقل إرقالا، فهى مرقل ومرقال. * ومنه قصيد كعب بن زهير: * فيها على الاين إرقال وتبغيل * (رقم) (ه) فيه (أتى فاطمة فوجد على بابها سترا موشى فقال: ما أنا والدنيا والرقم) يريد النقش والوشى، والاصل فيه الكتابة. * ومنه الحديث (كان يزيد في الرقم) أي ما يكتب على الثياب من أثمانها لتقع المرابحة عليه، أو يغتر به المشترى، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه. (1) زاد الهروي: (أو قال: إذا صبحتموني غدا فكيف آخذ في حاجتى). (*)
[ 254 ]
(ه) ومنه الحديث (كان يسوى بين الصفوف حتى يدعها مثل القدح أو الرقيم) الرقيم الكتاب، فعيل بمعنى مفعول: أي حتى لا يرى فيها عوجا، كما يقوم الكاتب سطوره. [ ه ] ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما (ما أدرى ما الرقيم ؟ كتاب أم بنيان (1) يعنى في قوله تعالى (إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا). * ومنه حديث على رضى الله عنه في صفة السماء (سقف سائر ورقيم مائر) يريد به وشى السماء بالنجوم (س) وفيه (ما أنتم في الامم إلا كالرقمة في ذراع الدابة) الرقمة هنا: الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رقمتان في ذراعيها. * وفيه (صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رقمة من جبل) رقمة الوادي: جانبه. وقيل مجتمع مائ ؟. (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه (هو إذا كالارقم) أي الحية التى على ظهرها رقم: أي نقش، وجمعها أراقم. (رقن) (ه) فيه (ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير، منهم المترقن بالزعفران) أي المتلطخ به. والرقون والرقان: الزعفران والحناء. (رقه) (ه) في حديث الزكاة (وفى الرقة ربع العشر). (ه) وفى حديث آخر (عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، فهاتوا صدقة الرقة) يريد الفضة والدراهم المضروبة منها. وأصل اللفظة الورق، وهى الدراهم المضروبة خاصة، فحذفت الواو وعوض منها الهاء. وإنما ذكرناها هاهنا حملا على لفظها، وتجمع الرقة على رقات ورقين (2). وفى الورق ثلاث لغات: الورق والورق والورق. (رقى) * فيه (ما كنا نأبنه برقية) قد تكرر ذكر الرقية والرقى والرقى والاسترقاء في الحديث. والرقية: العوذة التى يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات. وقد جاء في بعض الاحاديث جوازها، وفى بعضها النهى عنها: (1) الذى في الهروي: سأل ابن عباس كعبا عن الرقيم، فقال: هي القرية التى خرج منها أصحاب الكهف... وقال الفراء: الرقيم: لوح كانت أسماؤهم مكتوبة فيه. (2) وفى المثل: (وجدان الرقين يغطى أفن الافين) أي الغنى وقاية للحمق. قاله الهروي. (*)
[ 255 ]
(س) فمن الجواز قوله (استرقوا لها فإن بها النظرة) أي اطلبوا لها من يرقيها. (س) ومن النهى قوله (لا يسترقون ولا يكتوون) والاحاديث في القسمين كثيرة، ووجه الجمع بينهما أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي، وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أن الرقيا نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياها أراد بقوله (ما توكل من استرقى) ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك، كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى، والرقى المروية، ولذلك قال للذى رقى بالقرآن وأخذ عليه أجرا: (من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق). (س) وكقوله في حديث جابر (أنه عليه الصلاة والسلام قال: اعرضوها على، فعرضناها فقال: لا بأس بها، إنما هي مواثيق) كأنه خاف أن يقع فيها شئ مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية، وما كان بغير اللسان العربي، مما لا يعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله. (س) وأما قوله (لا رقية إلا من عين أو حمة) فمعناه لا رقية أولى وأنفع. وهذا كما قيل: لا فتى إلا على. وقد أمر عليه الصلاة والسلام غير واحد من أصحابه بالرقية. وسمع بجماعة يرقون فلم ينكر عليهم. (س) وأما الحديث الآخر في صفة أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) فهذا من صفة الاولياء المعرضين عن أسباب الدنيا الذين لا يلتفتون إلى شئ من علائقها. وتلك درجة الخواص لا يبلغها غيرهم، فأما العوام فمرخص لهم في التداوى والمعالجات، ومن صبر على البلاء وانتظر الفرج من الله بالدعاء كان من جملة الخواص والاولياء، ومن لم يصبر رخص له في الرقية والعلاج والدواء، ألا ترى أن الصديق لما تصدق بجميع ماله لم ينكر عليه، علما منه بيقينه وصبره، ولما أتاه الرجل بمثل بيضة الحمام من الذهب وقال: لا أملك غيره ضربه به، بحيث لو أصابه عقره، وقال فيه ما قال. (س) وفي حديث استراق السمع (ولكنهم يرقون فيه) أي يتزيدون. يقال: رقى فلان على الباطل إذا تقول ما لم يكن وزاد فيه، وهو من الرقى: الصعود والارتفاع. يقال رقى يرقى
[ 256 ]
رقيا، ورقى، شدد للتعدية إلى المفعول. وحقيقة المعنى أنهم يرتفعون إلى الباطل ويدعون فوق ما يسمعونه. * ومنه الحديث (كنت رقاء على الجبال) أي صعادا عليها. وفعال للمبالغة. (باب الراء مع الكاف) (ركب) (ه) فيه (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها) الركب بضم الراء والكاف جمع ركاب، وهى الرواحل من الابل. وقيل جمع ركوب، وهو ما يركب من كل دابة، فعول بمعنى مفعول. والركوبة أخص منه. (س) ومنه الحديث (ابغنى ناقة حلبانة ركبانة) أي تصلح للحلب والركوب، والالف والنون زائدتان للمبالغة، ولتعطيا معنى النسب إلى الحلب والركوب. (س) وفيه (سيأتيكم ركيب مبغضون، فإذا جاءوكم فرحبوا بهم) يريد عمال الزكاة، وجعلهم مبغضين، لما في نفوس أرباب الاموال من حبها وكراهة فراقها. والركيب: تصغير ركب، والركب اسم من أسماء الجمع، كنفر ورهط، ولهذا صغره على لفظه، وقيل هو جمع راكب كصاحب وصحب، ولو كان كذلك لقال في تصغيره: رويكبون، كما يقال صويحبون. والراكب في الاصل هو راكب الابل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة. (ه) وفيه (بشر ركيب السعاة بقطع من جهنم مثل قور حسمى) الركيب - بوزن القتيل - الراكب، كالضريب والصريم، للضارب والصارم. وفلان ركيب فلان، للذى يركب معه، والمراد بركيب السعاة من يركب عمال الزكاة بالرفع عليهم ويستخينهم ويكتب عليهم أكثر مما قبضوا، وينسب إليهم الظلم في الاخذ. ويجوز أن يراد من يركب منهم الناس بالغشم والظلم، أو من يصحب عمال الجور. يعنى أن هذا الوعيد لمن صحبهم، فما الظن بالعمال أنفسهم ! (س) وفي حديث الساعة (لو نتج رجل مهرا له لم يركب حتى تقوم الساعة) يقال أركب المهر يركب فهو مركب بكسر الكاف، إذا حان له أن يركب. (ه) وفى حديث حذيفة (إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل)
[ 257 ]
الركبة: المرة من الركوب، وجمعها ركبات بالتحريك، وهى منصوبة بفعل مضمر هو حال من فاعل تمشون، والركبات واقع موقع ذلك الفعل مستغنى به عنه. والتقدير: تمشون تركبون الركبات، مثل قولهم أرسلها العراك: أي أرسلها تعترك العراك. والمعنى تمشون راكبين رؤسكم هائمين مسترسلين فيما لا ينبغى لكم، كأنكم في تسرعكم إليه ذكور الحجل في سرعتها وتهافتها، حتى إنها إذا رأت الانثى مع الصائد ألقت أنفسها عليها حتى تسقط في يده. هكذا شرحه الزمخشري. وقال الهروي: معناه أنكم تركبون رؤسكم في الباطل. والركبات: جمع ركبة، يعنى بالتحريك، وهم أقل من الركب. وقال القتيبى: أراد تمضون على وجوهكم من غير تثبت يركب بعضكم بعضا. (س) وفى حديث أبى هريرة (فإذا عمر قد ركبني) أي تبعني وجاء على أثرى، لان الراكب يسير بسير المركوب. يقال ركبت أثره وطريقه إذا تبعته ملتحقا به. (ه) وفي حديث المغيرة مع الصديق (ثم ركبت أنفه بركبتى) يقال ركبته أركبه بالضم: إذا ضربته بركبتك. (س [ ه ]) ومنه حديث ابن سيرين (أما تعرف الازد وركبها ؟ اتق الازد لا يأخذوك فيركبوك) أي يضربونك بركبهم، وكان هذا معروفا في الازد. * ومنه الحديث (أن المهلب ابن أبى صفرة دعا بمعاوية بن عمرو وجعل يركبه برجله، فقال: أصلح الله الامير، أعفنى من أم كيسان) وهى كنية الركبة بلغة الازد. (س) وفيه ذكر (ثنية ركوبة) وهى ثنية معروفة بين مكة والمدينة عند العرج، سلكها النبي صلى الله عليه وسلم. * وفى حديث عمر رضى الله عنه (لبيت بركبة أحب إلى من عشرة أبيات بالشام) ركبة: موضع بالحجاز بين غمرة وذات عرق. قال مالك بن أنس: يريد لطول الاعمار والبقاء، ولشدة الوباء بالشام.
[ 258 ]
(ركح) (ه) فيه (لا شفعة في فناء ولا طريق ولا ركح) الركح بالضم: ناحية البيت من ورائه، وربما كان فضاء لا بناء فيه. * ومنه الحديث (أهل الركح أحق بركحهم). (س) وفى حديث عمر (قال لعمرو بن العاص: ما أحب أن أجعل لك علة تركح إليها) أي ترجع وتلجأ إليها. يقال ركحت إليه، وأركحت، وارتكحت. (ركد) (ه) فيه (نهى أن يبال في الماء الراكد) هو الدائم الساكن الذى لا يجرى. * ومنه حديث الصلاة (في ركوعها وسجودها وركودها) هو السكون الذى يفصل بين حركاتها، كالقيام والطمأنينة بعد الركوع، والقعدة بين السجدتين وفى التشهد. (س) ومنه حديث سعد بن أبى وقاص (أركد بهم في الاوليين وأحذف في الاخريين) أي أسكن وأطيل القيام في الركعتين الاوليين من الصلاة الرباعية، وأخفف في الاخريين. (ركز) (ه) في حديث الصدقة (وفى الركاز الخمس) الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الارض، وعند أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لان كلا منهما مركوز في الارض: أي ثابت. يقال ركزه يركزه ركزا إذا دفنه، وأركز الرجل إذا وجد الركاز. والحديث إنما جاء في التفسير الاول وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه. وقد جاء في مسند أحمد في بعض طرق هذا الحديث (وفى الركائز الخمس) كأنها جمع ركيزة أو ركازة، والركيزة والركزة: القطعة من جواهر الارض المركوزة فيها. وجمع الركزة ركاز. (ه) ومنه حديث عمر (إن عبدا وجد ركزة على عهده فأخذها منه) أي قطعة عظيمة من الذهب. وهذا يعضد التفسير الثاني. (ه) وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى (فرت من قسورة) قال: هو ركز الناس) الركز: الحس والصوت الخفى، فجعل القسورة نفسها ركزا. لان القسورة جماعة الرجال.
[ 259 ]
وقيل جماعة الرماة، فسماهم باسم صوتهم، وأصلها من القسر وهو القهر والغلبة. ومنه قيل للاسد قسورة. (ركس) (ه) في حديث الاستنجاء (إنه أتى بروث فقال إنه ركس) هو شبيه المعنى بالرجيع، يقال ركست الشئ وأركسته إذا رددته ورجعته. وفى رواية (إنه ركيس) فعيل بمعنى مفعول. * ومنه الحديث (اللهم اركسهما في الفتنة ركسا). (س) والحديث الآخر (الفتن ترتكس بين جراثيم العرب) أي تزدحم وتتردد. (ه) وفيه (أنه قال لعدى بن حاتم: إنك من أهل دين يقال لهم الركوسية) هو دين بين النصارى والصابئين. (ركض) (س) في حديث المستحاضة (إنما هي ركضة من الشيطان) أصل الركض: الضرب بالرجل والاصابة بها، كما تركض الدابة وتصاب بالرجل، أراد الاضرار بها والاذى. المعنى أن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من ركضاته. (ه) وفي حديث ابن عمرو بن العاص (لنفس المؤمن أشد ارتكاضا على الذنب من العصفور حين يغدف به) أي أشد حركة واضطرابا. [ ه ] وفى حديث عمر بن عبد العزيز (قال: إنا لما دفنا الوليد ركض في لحده) أي ضرب برجله الارض. (ركع) * في حديث على قال: (نهانى أن أقرأ وأنا راكع أو ساجد) قال الخطابى: لما كان الركوع والسجود (وهما غاية الذل والخضوع - مخصوصين بالذكر والتسبيح نهاه عن القراءة فيهما، كأنه كره أن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الناس في موطن واحد، فيكونان على السواء في المحل والموقع. (ركك) (ه) فيه (إنه لعن الركاكة) هو الديوث الذى لا يغار على أهله، سماه
[ 260 ]
ركاكة على المبالغة في وصفه بالركاكة، وهى الضعف، يقال رجل ركيك وركاكة: إذا استضعفته النساء ولم يهبنه ولا يغار عليهن، والهاء فيه للمبالغة. (س) ومنه الحديث (إنه يبغض الولاة الرككة) جمع ركيك، مثل ضعيف وضعفة، وزنا ومعنى. (ه) وفيه (إن المسلمين أصابهم يوم حنين رك من مطر) هو بالكسر والفتح: المطر الضعيف، وجمعه ركاك. (ركل) * فيه (فركله برجله) أي رفسه. (س) ومنه حديث عبد الملك (أنه كتب إلى الحجاج: لاركلنك ركلة). (ركم) * في حديث الاستسقاء (حتى رأيت ركاما) الركام: السحاب المتراكب بعضها فوق بعض. * ومنه الحديث (فجاء بعود وجاء ببعرة حتى ركموا فصار سوادا). (ركن) (ه) فيه (أنه قال: رحم الله لوطا، إن كان ليأوى (1) إلى ركن شديد) أي إلى الله تعالى الذى هو أشد الاركان وأقواها، وإنما ترحم عليه لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال (أو آوى إلى ركن شديد) أراد عز العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط. * وفى حديث الحساب (ويقال لاركانه انطقي) أي لجوارحه. وأركان كل شئ جوانبه التى يستند إليها ويقوم بها. (ه س) وفي حديث حمنة (كانت تجلس في مركن أختها (2) وهى مستحاضة) المركن بكسر الميم: الاجانة التى يغسل فيها الثياب. والميم زائدة، وهى التى تخص الآلات. (ه) وفي حديث عمر (دخل الشام فأتاه أركون قرية فقال: قد صنعت لك طعاما) هو (1) في الاصل: أنه كان يأوى. وما أثبتناه في ا واللسان والهروى. (2) هي زينب، كما ذكر الهروي. (*)
[ 261 ]
رئيسها ودهقانها الاعظم، وهو أفعول من الركون: السكون إلى الشئ والميل إليه، لان أهلها إليه يركنون: أي يسكنون ويميلون. (ركا) (ه) في حديث المتشاحنين (اركوا هذين حتى يصطلحا) يقال ركاه يركوه إذا أخره. وفى رواية (اتركوا هذين)، من الترك. ويروى (ارهكوا هذين) بالهاء: أي كلفوهما وألزموهما، من رهكت الدابة إذا حملت عليها في السير وجهدتها. (س) وفي حديث البراء (فأتينا على ركى ذمة) الركى: جنس للركية، وهى البئر، وجمعها ركايا. والذمة: القليلة الماء. * ومنه حديث على (فإذا هو في ركى يتبرد) وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. * وفى حديث جابر (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بركوة فيها ماء) الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والجمع ركاء. (باب الراء مع الميم) (رمث) (ه) فيه (إنا نركب أرماثا لنا في البحر) الارماث: جمع رمث - بفتح الميم - وهو خشب يضم بعضه إلى بعض ثم يشد ويركب في الماء، ويسمى الطوف، وهو فعل بمعنى مفعول، من رمثت الشئ إذا لممته وأصلحته. (س) وفى حديث رافع بن خديج وسئل عن كراء الارض البيضاء بالذهب والفضة فقال: (لا بأس، إنما نهى عن الارماث) هكذا يروى، فإن كان صحيحا فيكون من قولهم: رمثت الشئ بالشئ إذا خلطته، أو من قولهم: رمث عليه وأرمث إذا زاد، أو من الرمث وهو بقية اللبن في الضرع. قال: فكأنه نهى عنه من أجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أو لزيادة يأخذها بعضهم من بعض، أو لابقاء بعضهم على البعض شيئا من الزرع. والله أعلم. (س) وفي حديث عائشة (نهيتكم عن شرب ما في الرماث والنقير) قال أبو موسى: إن كان اللفظ محفوظا فلعله من قولهم: حبل أرماث: أي أرمام، ويكون المراد به الاناء الذى قد قدم وعتق، فصارت فيه ضراوة بما ينبذ فيه، فإن الفساد يكون إليه أسرع.
[ 262 ]
(رمح) (س) فيه (السلطان ظل الله ورمحه) استوعب بهاتين الكلمتين نوعي ما على الوالى للرعية: أحدهما الانتصار من الظالم والاعانة، لان الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة، ولهذا قال في تمامه: (يأوى إليه كل مظلوم) والآخر إرهاب العدو، ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم فيأمنوا بمكانه من الشر. والعرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع. (رمد) (س) فيه (قال: سألت ربى أن لا يسلط على أمتى سنة فترمدهم فأعطانيها) أي تهلكهم. يقال رمده وأرمده إذا أهلكه وصيره كالرماد. ورمد وأرمد إذا هلك. والرمد والرمادة الهلاك. (ه) ومنه حديث عمر (أنه أخر الصدقة عام الرمادة) وكانت سنة جدب وقحط في عهده فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم. وقيل سمى به لانهم لما أجدبوا صارت ألوانهم كلون الرماد. (س) وفي حديث وافد عاد (خذها رمادا رمددا، لا تذر من عاد أحدا) الرمدد بالكسر. المتناهى في الاحتراق والدقة، كما يقال ليل أليل ويوم أيوم إذا أرادوا المبالغة. (ه) وفي حديث أم زرع (زوجي عظيم الرماد) أي كثير الاضياف والاطعام، لان الرماد يكثر بالطبخ. (ه) وفي حديث عمر (شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد) أي ألقاه في الرماد، وهو مثل يضرب للذى يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أو يقطعه. (ه) وفى حديث المعراج (وعليهم ثياب رمد) أي غبر فيها كدورة كلون الرماد، واحدها أرمد. * وفيه ذكر (رمد) بفتح الراء: ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم جميلا العدوى حين وفد عليه. (ه) وفى حديث قتادة (يتوضأ الرجل بالماء الرمد) أي الكدر الذى صار على لون الرماد.
[ 263 ]
(رمرم) (ه) في حديث الهرة (حبستها فلا أطعمتها ولا أرسلتها ترمرم من خشاش الارض) أي تأكل. وأصلها من رمت الشاة وارتمت من الارض إذا أكلت. والمرمة - من ذوات الظلف - بالكسر والفتح كالفم من الانسان. (ه) وفي حديث عائشة (كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج - تعنى النبي صلى الله عليه وسلم - لعب وجاء وذهب، فإذ جاء ربض فلم يترمرم ما دام في البيت) أي سكن ولم يتحرك، وأكثر ما يستعمل في النفى (1). (رمس) (س) في حديث ابن عباس (أنه رامس عمر بالجحفة وهما محرمان) أي أدخلا رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما. وهو كالغمس بالغين. وقيل هو بالراء: أن لا يطيل اللبث في الماء وبالغين أن يطيله. [ ه ] ومنه الحديث (الصائم يرتمس ولا يغتمس). * ومنه حديث الشعبى (إذا ارتمس الجنب في الماء أجزأه ذلك). (س) وفى حديث ابن مغفل (ارمسوا قبري رمسا) أي سووه بالارض ولا تجعلوه مسنما مرتفعا. وأصل الرمس: الستر والتغطية. ويقال لما يحثى على القبر من التراب رمس، وللقبر نفسه رمس. * وفيه ذكر (رامس) هو بكسر الميم: موضع في ديار محارب، كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لعظيم بن الحارث المحاربي. (رمص) (س) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (كان الصبيان يصبحون غمصا رمصا، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صقيلا دهينا) أي في صغره. يقال غمصت العين ورمصت، من الغمص والرمص، وهو البياض الذى تقطعه العين ويجتمع في زوايا الاجفان، والرمص: الرطب منه، والغمص: اليابس، والغمص والرمص: جمع أغمص وأرمص، وانتصبا على الحال لا على الخبر، لان أصبح تامة، وهى بمعنى الدخول في الصباح. قاله الزمخشري. * ومنه الحديث (فلم تكتحل (2) حتى كادت عيناها ترمصان) ويروى بالضاد، من الرمضاء: شدة الحر، يعنى تهيج عيناها. (1) قال الهروي: ويجوز أن يكون مبنيا من رام يريم، كما تقول خضخضت الاناء، وأصله من خاض يخوض. ونخنخت البعير، وأصله أناخ. (2) هي صفية بنت أبى عبيد. كما في الفائق 1 / 244 (*)
[ 264 ]
(س) ومنه حديث صفية (اشتكت عينها حتى كادت ترمص) وإن روى بالضاد أراد حتى تحمى. (رمض) (ه) فيه (صلاة الاوابين إذا رمضت الفصال) وهى أن تحمى الرمضاء وهى الرمل، فتبرك الفصال من شدة حرها وإحراقها أخفافها. (ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (قال لراعي الشاء: عليك الظلف من الارض لا ترمضها) رمض الراعى ماشيته وأرمضها إذا رعاها في الرمضاء. * ومنه حديث عقيل (فجعل يتتبع القئ من شدة الرمض) هو بفتح الميم: المصدر، يقال رمض يرمض رمضا. وقد تكرر في الحديث * ومنه سمى (رمضان) لانهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالازمنة التى وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام شدة الحر ورمضه. وقيل فيه غير ذلك. (ه) وفيه (إذا مدحت الرجل في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا) الرميض: الحديد الماضي، فعيل بمعنى مفعول، من رمض السكين يرمضه إذا دقه بين حجرين ليرق، ولذلك أوقعه صفة للمؤنث. (رمع) (ه) فيه (أنه استب عنده رجلان فغضب أحدهما حتى خيل إلى من رآه أن أنفه يترمع) قال أبو عبيد، هذا هو الصواب، والرواية: يتمزع. ومعنى يترمع: كأنه يرعد من الغضب. وقال الازهرى: إن صح يتمزع فإن معناه يتشقق. يقال مزعت الشئ إذا قسمته. وسيجئ في موضعه. * وفيه ذكر (رمع) هي بكسر الراء وفتح الميم: موضع من بلاد عك باليمن. (رمق) (ه) في حديث طهفة (ما لم تضمروا الرماق) أي النفاق. يقال رامقه رماقا، وهو أن ينظر إليه شزرا نظر العداوة، يعنى ما لم تضق قلوبكم عن الحق. يقال عيشه رماق: أي ضيق. وعيش رمق ومرمق: أي يمسك الرمق، وهو بقية الروح وآخر النفس. * ومنه الحديث (أتيت أبا جهل وبه رمق). (س) وفي حديث قس (أرمق فدفدها) أي أنظر نظرا طويلا شزرا.
[ 265 ]
(رمك) (ه) في حديث جابر (وأنا على جمل أرمك) هو الذى في لونه كدورة. (س) ومنه الحديث (اسم الارض العليا الرمكاء)، وهو تأنيث الارمك. ومنه الرامك، وهو شئ أسود يخلط بالطيب. (رمل) (ه) في حديث أم معبد (وكان القوم مرملين) أي نفد زادهم. وأصله من الرمل، كأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير الترب. * ومنه حديث جابر (كانوا في سرية وأرملوا من الزاد). (ه) وحديث أبى هريرة (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأرملنا) وقد تكرر في الحديث عن أبى موسى الاشعري، وابن عبد العزيز، والنخعي، وغيرهم. (ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وإذا هو جالس على رمال سرير) وفي رواية (على رمال حصير) الرمال: ما رمل أي نسج. يقال رمل الحصير وأرمله فهو مرمول ومرمل، ورملته، شدد للتكثير. قال الزمخشري: ونظيره: الحطام والركام، لما حطم وركم. وقال غيره: الرمال جمع رمل بمعنى مرمول، كخلق الله بمعنى مخلوقه. والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. وقد تكرر في الحديث. * وفي حديث الطواف (رمل ثلاثا ومشى أربعا) يقال رمل يرمل رملا ورملانا إذا أسرع في المشى وهز منكبيه. (س) ومنه حديث عمر (فيم الرملان والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الاسلام ؟) يكثر مجئ المصدر على هذا الوزن في أنواع الحركة. كالنزوان، والنسلان، والرسفان وأشباه ذلك. وحكى الحربى فيه قولا غريبا قال: إنه تثنية الرمل، وليس مصدرا، وهو أن يهز منكبيه ولا يسرع، والسعى أن يسرع في المشى، وأراد بالرملين الرمل والسعى. قال: وجاز أن يقال للرمل والسعى الرملان، لانه لما خف اسم الرمل وثقل اسم السعي غلب الاخف فقيل الرملان كما قالوا القمران، والعمران، وهذا القول من ذلك الامام كما تراه، فإن الحال التى شرع فيها رمل الطواف، وقول عمر فيه ما قال يشهد بخلافه، لان رمل الطواف هو الذى أمر به النبي صلى الله
[ 266 ]
عليه وسلم أصحابه في عمرة القضاء، ليرى المشركين قوتهم حيث قالوا وهنتهم حمى يثرب، وهو مسنون في بعض الاطواف دون البعض. وأما السعي بين الصفا والمروة فهو شعار قديم من عهد هاجر أم إسماعيل عليهما السلام، فإذا المراد بقول عمر رملان الطواف وحده الذى سن لاجل الكفار، وهو مصدر. وكذلك شرحه أهل العلم لا خلاف بينهم فيه، فليس للتثنية وجه. والله أعلم. (س) وفى حديث الحمر الاهلية (أمر أن تكفأ القدور وأن يرمل اللحم بالتراب) أي يلت بالرمل لئلا ينتفع به. (ه) وفى حديث أبى طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل الارامل: المساكين من رجال ونساء. ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده أرامل، وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالا، والواحد أرمل وأرملة. وقد تكرر ذكر الارمل والارملة في الحديث. فالارمل الذى ماتت زوجته، والارملة التى مات زوجها. وسواء كانا غنيين أو فقيرين. (رمم) (س) فيه (قال: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت) قال الحربى: هكذا يرويه المحدثون، ولا أعرف وجهه، والصواب: أرمت، فتكون التاء لتأنيث العظام، أو رممت: أي صرت رميما. وقال غيره: إنما هو أرمت بوزن ضربت. وأصله أرممت: أي بليت، فحذفت إحدى الميمين، كما قالوا أحست في أحسست. وقيل: إنما هو أرمت بالتشديد التاء على أنه أدغم إحدى الميمين في التاء، وهذا قول ساقط، لان الميم لا تدغم في التاء أبدا. وقيل يجوز أن يكون أرمت بضم الهمزة بوزن أمرت، من قولهم أرمت الابل تأرم إذا تناولت العلف وقلعته من الارض. قلت: أصل هذه الكلمة من رم الميت، وأرم إذا بلى. والرمة العظم البالى، والفعل الماضي من أرم للمتكلم والمخاطب أرممت وأرممت بإظهار التضعيف، وكذلك كل فعل مضعف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما، تقول في شد: شددت، وفى أعد: أعددت، وإنما ظهر التضعيف لان تاء المتكلم والمخاطب متحركة ولا يكون ما قبلهما إلا ساكنا، فإذا سكن ما قبلها وهى الميم الثانية التقى
[ 267 ]
ساكنان، فإن الميم الاولى سكنت لاجل الادغام ولا يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني لانه وجب سكونه لاجل تاء المتكلم والمخاطب، فلم يبق إلا تحريك الاول، وحيث حرك ظهر التضعيف، والذى جاء في هذا الحديث بالادغام، وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يشددوا التاء ليكون ما قبلها ساكنا حيث تعذر تحريك الميم الثانية، أو يتركوا القياس في التزام ما قبل تاء المتكلم والمخاطب. فإن صحت الرواية ولم تكن محرفة فلا يمكن تخريجه إلا على لغة بعض العرب، فإن الخليل زعم أن ناسا من بكر بن وائل يقولون: ردت وردت، وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون: ردن ومرن، يريدون رددت ورددت، وارددن وامررن. قال: كأنهم قدروا الادغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث: أرمت بتشديد الميم وفتح التاء. والله أعلم. (ه) وفى حديث الاستنجاء (أنه نهى عن الاستنجاء بالروث والرمة) الرمة والرميم: العظم البالى. ويجوز أن تكون الرمة جمع الرميم، وإنما نهى عنها لانها ربما كانت ميتة، وهى نجسة، أو لان العظم لا يقوم مقام الحجر لملاسته. (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه (قبل أن يكون ثماما ثم رماما) الرمام بالضم: مبالغة في الرميم، يريد الهشيم المتفتت من النبت. وقيل هو حين تنبت رؤوسه فترم: أي تؤكل. (ه) وفيه (أيكم المتكلم بكذا وكذا ؟ فأرم القوم) أي سكتوا ولم يجيبوا. يقال أرم فهو مرم. ويروى: فأزم بالزاى وتخفيف الميم، وهو بمعناه، لان الازم الامساك عن الطعام والكلام، وقد تقدم في حرف الهمزة. * ومنه الحديث الآخر (فلما سمعوا بذلك أرموا ورهبوا، أي سكتوا وخافوا. (ه) وفى حديث على رضى الله عنه يذم الدنيا (وأسبابها رمام) أي بالية، وهى بالكسر جمع رمة بالضم، وهى قطعة حبل بالية. (ه) ومنه حديث على (إن جاء بأربعة يشهدون وإلا دفع إليه برمته) الرمة بالضم: قطعة حبل يشد بها الاسير أو القاتل إذا قيد إلى القصاص: أي يسلم إليهم بالحبل الذى شد به تمكينا لهم منه لئلا يهرب، ثم اتسعوا فيه حتى قالوا أخذت الشئ برمته: أي كله.
[ 268 ]
* وفيه ذكر (رم) بضم الراء وتشديد الميم، وهى بئر بمكة من حفر مرة بن كعب. (س) وفي حديث النعمان بن مقرن (فلينظر إلى شسعه ورم ما دثر من سلاحه) الرم: إصلاح ما فسد ولم ما تفرق. (ه) وفيه (عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر) أي تأكل، وفى رواية: ترتم، وهى بمعناه، وقد تقدم في رمرم. (س) وفي حديث زياد بن حدير (حملت على رم من الاكراد) أي جماعة نزول، كالحى من الاعراب. قال أبو موسى: وكأنه اسم أعجمى. ويجوز أن يكون من الرم، وهو الثرى. ومنه قولهم: جاء بالطم والرم. (ه) وفي حديث أم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم (قالت حين أخذه عم المطلب (1) منها: كنا ذوى ثمه ورمه) يقال ماله ثم ولا رم، فالثم قماش البيت، والرم مرمة البيت، كأنها أرادت كنا القائمين بأمره منذ ولد إلى أن شب وقوى. وقد تقدم في حرف الثاء مبسوطا. وهذا الحديث ذكره الهروي في حرف الراء من قول أم عبد المطلب، وقد كان رواه في حرف الثاء من قول أخوال أحيحة بن الجلاح فيه، وكذا رواه مالك في الموطأ عن أحيحة، ولعله قد قيل في شأنهما معا، ويشهد لذلك أن الازهرى قال: هذا الحرف روته الرواة هكذا، وأنكره أبو عبيد في حديث أحيحة، والصحيح ماروته الرواة. (رمن) * في حديث أم زرع (يلعبان من تحت خصرها برمانتين) أي أنها ذات ردف كبير، فإذا نامت على ظهرها نبا الكفل بها حتى يصير تحتها متسع يجرى فيه الرمان، وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان، فكان أحدهما يرمى رمانته إلى أخيه، ويرمى أخوه الاخرى إليه من تحت خصرها. (رمى) (ه) فيه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) الرمية: الصيد الذى ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك. وقيل هي كل دابة مرمية. * وفى حديث الكسوف (خرجت أرتمى بأسهمى) وفى رواية أترامى. يقال رميت (1) في الاصل: عبد المطلب. والمثبت من ا واللسان. (*)
[ 269 ]
بالسهم رميا، وارتميت، وتراميت تراميا، وراميت مراماة، إذا رميت بالسهام عن القسى. وقيل خرجت أرتمى إذا رميت القنص، وأترمى إذا خرجت ترمى في الاهداف ونحوها. * ومنه الحديث (ليس وراء الله مرمى) أي مقصد ترمى إليه الآمال ويوجه نحوه الرجاء. والمرمى: موضع الرمى، تشبيها بالهدف الذى ترمى إليه السهام. * وفى حديث زيد بن حارثة رضى الله عنه (أنه سبى في الجاهلية، فترامى به الامر إلى أن صار إلى خديجة رضى الله عنها، فوهبته للنبى صلى الله عليه وسلم فأعتقه) ترامى به الامر إلى كذا: أي صار وأفضى إليه، وكأنه تفاعل من الرمى: أي رمته الاقدار إليه. (س) وفيه (من قتل في عمية في رميا تكون بينهم بالحجارة) الرميا بوزن الهجيرا والخصيصا، من الرمى، وهو مصدر يراد به المبالغة. (س) وفى حديث عدى الجذامي (قال: يا رسول الله كان لى امرأتان فاقتتلتا، فرميت إحداهما، فرمى في جنازتها، أي ماتت، فقال: اعقلها ولا ترثها) يقال رمى في جنازة فلان إذا مات، لان جنازته تصير مرميا فيها. والمراد بالرمي: الحمل والوضع، والفعل فاعله الذى أسند إليه هو الظرف بعينه، كقولك سير بزيد، ولذلك لم يؤنث الفعل. وقد جاء في رواية: فرميت في جنازتها بإظهار التاء. (ه) وفى حديث عمر (إنى أخاف عليكم الرماء) يعنى الربا. والرماء بالفتح والمد: الزيادة على ما يحل. ويروى: الارماء. يقال أرمى على الشئ إرماء إذا زاد عليه، كما يقال أربى. (ه) وفى حديث صلاة الجماعة (لو أن أحدهم دعى إلى مرماتين لاجاب وهو لا يجيب إلى الصلاة) المرماة): ظلف الشاة. وقيل ما بين ظلفيها، وتكسر ميمه وتفتح. وقيل المرماة بالكسر: السهم الصغير الذى يتعلم به الرمى، وهو أحقر السهام وأدناها (1): أي لو دعى إلى أن يعطى سهمين من هذه السهام لاسرع الاجابة. قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله (1) قال السيوطي في الدر النثير: وقيل: هي لعبة كانوا يلعبون بها بنصال محددة يرمونها في كوم من تراب فأيهم أثبتها في الكوم غلب. حكاه ابن سيد الناس في شرح الترمذي عن الاخنس. (*)
[ 270 ]
في الرواية الاخرى (لو دعى إلى مرماتين أو عرق) وقال أبو عبيد: هذا حرف لا أدرى ما وجهه، إلا أنه هكذا يفسر بما بين ظلفى الشاة، يريد به حقارته. (باب الراء مع النون) (رنح) (ه) في حديث الاسود بن يزيد (أنه كان يصوم في اليوم الشديد الحر الذى إن الجمل الاحمر ليرنح فيه من شدة الحر) أي يدار به ويختلط. يقال رنح فلان ترنيحا إذا اعتراه وهن في عظامه من ضرب، أو فزع، أو سكر. ومنه قولهم: رنحه الشراب، ومن رواه يريح - بالياء - أراد يهلك، من أراح الرجل إذا مات. (س) ومنه حديث يزيد الرقاشى (المريض يرنح والعرق من جبينه يترشح). (س) ومنه حديث عبد الرحمن بن الحارث (أنه كان إذا نظر إلى مالك بن أنس قال: أعوذ بالله من شر ما ترنح له) أي تحرك له وطلبه. (رنف) * فيه (كان إذا نزل عليه الوحى وهو على القصواء تذرف عيناها وترنف بأذنيها من ثقل الوحى) يقال أرنفت الناقة بأذنيها إذا أرختهما من الاعياء. (ه) وفي حديث عبد الملك (أن رجلا قال له: خرجت بى قرحة، فقال له: في أي موضع من جسدك ؟ فقال: بين الرانفة والصفن: فأعجبه حسن ما كنى به) الرانفة: ما سال من الالية على الفخذين، والصفن: جلدة الخصية. (رنق) (س) فيه أنه ذكر النفخ في الصور فقال (ترتج الارض بأهلها فتكون كالسفينة المرنقة في البحر تضربها الامواج) يقال رنقت السفينة إذا دارت في مكانها ولم تسر. والترنيق: قيام الرجل لا يدرى أيذهب أم يجئ. ورنق الطائر: إذا رفرف فوق الشئ. (س) ومنه حديث سليمان عليه السلام (احشروا الطير إلا الرنقاء) هي القاعدة على البيض. (ه) وفى حديث الحسن (وسئل: أينفخ الرجل في الماء ؟ فقال: إن كان من رنق فلا بأس) أي من كدر. يقال ماء رنق بالسكون، وهو بالتحريك المصدر.
[ 271 ]
* ومنه حديث ابن الزبير (وليس للشارب إلا الرنق والطرق). (رنم) (س) فيه (ما أذن الله لشئ إذنه لنبى حسن الترنم بالقرآن) وفى رواية (حسن الصوت يترنم بالقرآن) الترنم: التطريب والتغنى وتحسين الصوت بالتلاوة، ويطلق على الحيوان والجماد، يقال ترنم الحمام والقوس. (رنن) * فيه (فتلقاني أهل الحى بالرنين) الرنين: الصوت، وقد رن يرن رنينا. (باب الراء مع الواو) (روب) (س) في حديث الباقر (أتجعلون في النبيذ الدردى ؟ قيل: وما الدردى ؟ قال الروبة قالوا: نعم) الروبة في الاصل خميرة اللبن، ثم تستعمل في كل ما أصلح شيئا، وقد تهمز. * ومنه الحديث (لا شوب ولا روب في البيع والشراء) أي لا غش ولا تخليط. ومنه قيل للبن الممخوض: رائب، لانه يخلط بالماء عند المخض ليخرج زبده. (روث) (س) في حديث الاستنجاء (نهى عن الروث والرمة) الروث: رجيع ذوات الحافر، والروثة أخص منه، وقد راثت تروث روثا. (س) ومنه حديث ابن مسعود (فأتيته بحجرين وروثة فرد الروثة). (ه) وفي حديث حسان بن ثابت (أنه أخرج لسانه فضرب به روثة أنفه) أي أرنبته وطرفه من مقدمه. (س) ومنه حديث مجاهد (في الروثة ثلث الدية) وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفيه (إن روثة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت فضة) فسر أنها أعلاه مما يلى الخنصر من كف القابض. (روح) * قد تكرر ذكر (الروح) في الحديث، كما تكرر في القرآن، ووردت فيه على معان، والغالب منها أن المراد بالروح الذى يقوم به الجسد وتكون به الحياة، وقد أطلق على
[ 272 ]
القرآن، والوحى، والرحمة، وعلى جبريل في قوله تعالى (الروح الامين) وروح القدس. والروح يذكر ويؤنث. (ه) وفيه (تحابوا بذكر الله وروحه) أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون، فيكون حياة لهم. وقيل أراد أمر النبوة. وقيل هو القرآن. (س) ومنه الحديث (الملائكة الروحانيون) يروى بضم الراء وفتحها، كأنه نسبة إلى الروح أو الروح، وهو نسيم الريح، والالف والنون من زيادات النسب، ويريد به أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر. (س) ومنه حديث ضمام (أنى أعالج من هذه الارواح) الارواح هاهنا كناية عن الجن، سموا أرواحا لكونهم لا يرون، فهم بمنزلة الارواح. (ه) وفيه (من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة) أي لم يشم ريحها. يقال راح يريح، وراح يراح، وأراح يريح: إذا وجد رائحة الشئ، والثلاثة قد روى بها الحديث. * وفيه (هبت أرواح النصر) الارواح جمع ريح لان أصلها الواو، وتجمع على أرياح قليلا، وعلى رياح كثيرا، يقال الريح لآل فلان: أي النصر والدولة. وكان لفلان ريح. * ومنه حديث عائشة رضى الله عنها (كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم، فيتأذى به الناس فأمروا بالغسل) الروح بالفتح: نسيم الريح، كانوا إذا مر عليهم النسيم تكيف بأرواحهم وحملها إلى الناس. (س) ومنه الحديث (كان يقول إذا هاجت الريح: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا) العرب تقول: لا تلقح السحاب إلا من رياح مختلفة، يريد اجعلها لقاحا للسحاب، ولا تجعلها عذابا. ويحقق ذلك مجئ الجمع في آيات الرحمة، والواحد في قصص العذاب، كالريح العقيم، وريحا صرصرا. * وفيه (الريح من روح الله) أي من رحمته بعباده. (س) وفيه (أن رجلا حضره الموت فقال لاولاده: أحرقوني ثم انظروا يوما راحا فأذرونى فيه)
[ 273 ]
يوم راح: أي ذو ريح، كقولهم رجل مال. وقيل: يوم راح وليلة راحة إذا اشتدت الريح فيهما. (س) وفيه (رأيتهم يتروحون في الضحى) أي احتاجوا إلى التروح من الحر بالمروحة، أو يكون من الرواح: العود إلى بيوتهم، أو من طلب الراحة. [ ه ] ومنه حديث ابن عمر (ركب ناقة فارهة فمشت به مشيا جيدا فقال: كأن راكبها غصن بمروحة * إذا تدلت به أو شارب ثمل المروحة بالفتح: الموضع الذى تخترقه الريح، وهو المراد، وبالكسر: الآلة التى يتروح بها. أخرجه الهروي من حديث ابن عمر، والزمخشري من حديث عمر. (س) وفى حديث قتادة (أنه سئل عن الماء الذى قد أروح أيتوضأ منه ؟ فقال: لا بأس) يقال أروح الماء وأراح إذا تغيرت ريحه. (ه) وفيه (من راح إلى الجمعة في الساعة الاولى فكانما قرب بدنة) أي مشى إليها وذهب إلى الصلاة، ولم يرد رواح آخر النهار. يقال راح القوم وتروحوا إذا ساروا أي وقت كان. وقيل أصل الرواح أن يكون بعد الزوال، فلا تكون الساعات التى عددها في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهى بعد الزوال، كقولك قعدت عندك ساعة، وإنما تريد جزءا من الزمان وإن لم تكن ساعة حقيقية التى هي جزء من أربعة وعشرين جزءا مجموع الليل والنهار. * وفى حديث سرقة الغنم (ليس فيه قطع حتى يؤويه المراح) المراح بالضم: الموضع الذى تروح إليه الماشية: أي تأوى إليه ليلا. وأما بالفتح فهو الموضع الذى يروح إليه القوم أو يروحون منه، كالمغدى، للموضع الذى يغدى منه. * ومنه حديث أم زرع (وأراح على نعما ثريا) أي أعطاني، لانها كانت هي مراحا لنعمه. * وفي حديثها أيضا (وأعطاني من كل رائحة زوجا) أي مما يروح عليه من أصناف المال أعطاني نصيبا وصنفا. ويروى ذابحة بالذال المعجمة والباء. وقد تقدم. (س) ومنه حديث الزبير (لولا حدود فرضت وفرائض حدت تراح على أهلها) أي
[ 274 ]
ترد إليهم، وأهلها هم الائمة. ويجوز بالعكس، وهو أن الائمة يردونها إلى أهلها من الرعية. * ومنه حديث عائشة (حتى أراح الحق على أهله). (س) وفى حديث عقبة (روحتها بالعشى) أي رددتها إلى المراح. (س) وحديث أبى طلحة (ذاك مال رائح) أي يروح عليك نفعه وثوابه، يعنى قرب وصوله إليه. ويروى بالباء وقد سبق. * ومنه الحديث (على روحة من المدينة) أي مقدار روحة، وهى المرة من الرواح. (ه) وفيه (أنه قال لبلال: أرحنا بها يا بلال) أي أذن بالصلاة نسترح بأدائها من شغل القلب بها. وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإنه كان يعد غيرها من الاعمال الدنيوية تعبا، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولهذا قال (قرة عينى في الصلاة) وما أقرب الراحة من قرة العين. يقال: أراح الرجل واستراح إذا رجعت نفسه إليه بعد الاعياء. (ه) ومنه حديث أم أيمن (إنها عطشت مهاجرة في يوم شديد الحر، فدلى إليها دلو من السماء فشربت حتى أراحت). (س) وفيه (أنه كان يراوح بين قدميه من طول القيام) أي يعتمد على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل منهما. (س) ومنه حديث ابن مسعود (أنه أبصر رجلا صافا قدميه فقال: لو راوح كان أفضل). * ومنه حديث بكر بن عبد الله (كان ثابت يراوح ما بين جبهته وقدميه) أي قائما وساجدا، يعنى في الصلاة. (س) ومنه حديث (صلاة التراويح) لانهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. والتراويح جمع ترويحة، وهى المرة الواحدة من الراحة، تفعيلة منها، مثل تسليمة من السلام. (ه) وفى شعر النابغة الجعدى يمدح ابن الزبير: حكيت لنا الصديق لما وليتنا * وعثمان والفاروق فارتاح معدم أي سمحت نفس المعدم وسهل عليه البذل. يقال: رحت للمعروف أراح ريحا، وارتحت أرتاح ارتياحا، إذا ملت إليه وأحببته.
[ 275 ]
[ ه ] ومنه قولهم (رجل أريحى) إذا كان سخيا يرتاح للندى. [ ه ] وفيه (نهى أن يكتحل المحرم بالاثمد المروح) أي المطيب بالمسك، كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة. * ومنه الحديث الآخر (أنه أمر بالاثمد المروح عند النوم). * وفى حديث جعفر (ناول رجلا ثوبا جديدا فقال: اطوه على راحته) أي على طيه الاول. (ه) وفى حديث عمر رضى الله عنه (أنه كان أروح كأنه راكب والناس يمشون) الا روح الذى تتدانى عقباه ويتباعد صدرا قدميه. (ه) ومنه الحديث (لكأنى أنظر إلى كنانة بن عبد ياليل قد أقبل تضرب درعه روحتى رجليه). (س) ومنه الحديث (أنه أتى بقدح أروح) أي متسع مبطوح. (س) وفى حديث الاسود بن يزيد (إن الجمل الاحمر ليريح فيه من الحر) الاراحة هاهنا: الموت والهلاك. ويروى بالنون. وقد تقدم. (رود) (ه) في حديث على رضى الله عنه، في صفة الصحابة رضى الله عنهم (يدخلون روادا ويخرجون أدلة) أي يدخلون عليه طالبين العلم وملتمسين الحكم من عنده، ويخرجون أدلة هداة للناس. والرواد: جمع رائد، مثل زائر وزوار. وأصل الرائد الذى يتقدم القوم يبصر لهم الكلا ومساقط الغيث. وقد راد يرود ريادا. * ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث (وسمعت الرواد تدعو إلى ريادتها) أي تطلب الناس إليها. [ ه ] ومنه الحديث (الحمى رائد الموت) أي رسوله الذى يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه. (ه) ومنه حديث المولد (أعيذك بالواحد، من شر كل حاسد، وكل خلق رائد) أي متقدم بمكروه. [ ه ] ومنه حديث وفد عبد القيس (إنا قوم رادة) هو جمع رائد، كحائك وحاكة: أي نرود الخير والدين لاهلنا.
[ 276 ]
(ه) ومنه الحديث (إذا بال أحدكم فليرتد لبوله) أي يطلب مكانا لينا لئلا يرجع عليه رشاش بوله. يقال راد وارتاد واستراد. (س) ومنه حديث معقل بن يسار وأخته (1) (فاستراد لامر الله) أي رجع ولان وانقاد. * وفى حديث أبى هريرة (حيث يراود عمه أبا طالب على الاسلام) أي يراجعه ويرادده. * ومنه حديث الاسراء (قال له موسى عليه السلام: قد والله راودت بنى اسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه). * وفى حديث أنجشة (رويدك رفقا بالقوارير) أي أمهل وتأن، وهو تصغير رود. يقال أرود به إروادا: أي رفق. ويقال رويد زيد، ورويدك زيدا، وهى فيه مصدر مضاف. وقد تكون صفة نحو: ساروا سيرا رويدا، وحالا نحو: ساروا رويدا، وهى من أسماء الافعال المتعدية. (س) وفي حديث قس * ومرادا لمحشر الخلق طرا * أي موضعا يحشر فيه الخلق، وهو مفعل من راد يرود، وإن ضمت الميم فهو اليوم الذى يراد أن تحشر فيه الخلق. (روذس) * لها ذكر في الحديث، وهى اسم جزيرة بأرض الروم. وقد اختلف في ضبطها، فقيل هي بضم الراء وكسر الذال المعجمة. وقيل هي بفتحها. وقيل بشين معجمة. (روز) (س) في حديث مجاهد في قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات). قال: يروزك ويسألك). الروز: الامتحان والتقدير. يقال رزت ما عند فلان إذا اختبرته وامتحنته، المعنى يمتحنك ويذوق أمرك هل تخاف لائمته إذا منعته منه أم لا. (س) ومنه حديث البراق (فاستصعب فرازه جبريل عليه السلام بأذنه) أي اختبره. (ه) ومنه الحديث (كان راز سفينة نوح عليه السلام جبريل) الراز: رأس البنائين، أراد أنه كان رأس مدبري السفينة، وهو من راز يروز. (روض) * في حديث طلحة (فتراوضنا حتى اصطرف منى) أي تجاذبنا في البيع (1) جاء بهامش الاصل: في بعض النسخ: وأخيه. (*)
[ 277 ]
والشراء، وهو ما يجرى بين المتبايعين من الزيادة والنقصان، كأن كل واحد منهما يروض صاحبه، من رياضة الدابة، وقيل هي المواصفة بالسلعة، وهو أن تصفها وتمدحها عنده. (ه) ومنه حديث ابن المسيب (أنه كره المراوضة) وهو أن تواصف الرجل بالسلعة ليست عندك، ويسمى بيع المواصفة. وبعض الفقهاء يجيزه إذا وافقت السلعة الصفة. (ه س) وفي حديث أم معبد (فدعا بإناء يريض الرهط) أي يرويهم بعض الرى، من أراض الحوض إذا صب فيه من الماء ما يوارى أرضه. والروض نحو من نصف قربة. والرواية المشهورة فيه بالباء، وقد تقدم. (ه) وفى حديثها أيضا (فشربوا حتى أراضوا) أي شربوا عللا بعد نهل، مأخوذ من الروضة وهو الموضع الذى يستنقع فيه الماء. وقيل معنى أراضوا: صبوا اللبن على اللبن. (روع) (ه) فيه (إن روح القدس نفث في روعى) أي في نفسي وخلدى. وروح القدس: جبريل. [ ه ] ومنه (إن في كل أمة محدثين ومروعين) المروع: الملهم، كأنه ألقى في روعه الصواب. * وفي حديث الدعاء (اللهم آمن روعاتي) هي جمع روعة، وهى المرة الواحدة من الروع: الفزع. (ه) ومنه حديث على رضى الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ليدى قوما قتلهم خالد بن الوليد، فأعطاهم ميلغة الكلب، ثم أعطاهم بروعة الخيل) يريد أن الخيل راعت نساءهم وصبيانهم، فأعطاهم شيئا لما أصابهم من هذه الروعة. (ه) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما (إذا شمط الانسان في عارضيه فذلك الروع) كأنه أرد الانذار بالموت. (ه) ومنه الحديث (كان فزع بالمدينة، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرس أبى طلحة ليكشف الخبر، فعاد وهو يقول: لن تراعوا، لن تراعوا، إن وجدناه لبحرا). * ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما (فقال له الملك: لم ترع) أي لا فزع ولا خوف.
[ 278 ]
* ومنه حديث ابن عباس (فلم يرعنى إلا رجل آخذ بمنكبي) أي لم أشعر، وإن لم يكن من لفظه، كأنه فاجأه بغتة من غير موعد ولا معرفة، فراعه ذلك وأفزعه. (ه) وفى حديث وائل بن حجر (إلى الاقيال العباهلة الارواع) الارواع: جمع رائع، وهم الحسان الوجوه. وقيل هم الذين يروعون الناس، أي يفزعونهم بمنظرهم هيبة لهم. والاول أوجه. * ومنه حديث صفة أهل الجنة (فيروعه ما عليه من اللباس) أي يعجبه حسنه. (س) ومنه حديث عطاء (كان يكره للمحرم كل زينة رائعة) أي حسنة. وقيل معجبة رائقة. (روغ) (ه) فيه (إذا كفى أحدكم خادمه حر طعامه فليقعده معه، وإلا فليروغ له لقمة) أي: يطعمه لقمة مشربة من دسم الطعام. * ومنه حديث عمر رضى عنه (أنه سمع بكاء صبى فسأل أمه فقالت: إنى أريغه على الفطام: أي أديره عليه وأريده منه. يقال فلان يريغنى على أمر وعن أمر: أي يراودني ويطلبه منى. * ومنه حديث قس (خرجت أريغ بعيرا شرد منى) أي أطلبه بكل طريق. * ومنه (روغان الثعلب). (س) وفى حديث الاحنف (فعدلت إلى رائغة من روائغ المدينة) أي طريق يعدل ويميل عن الطريق الاعظم. ومنه قوله تعالى (فراغ عليهم ضربا باليمين) أي مال عليهم وأقبل. (روق) (ه) فيه (حتى إذا ألقت السماء بأرواقها) أي بجميع ما فيها من الماء. والارواق: الاثقال، أراد مياهها المثقلة للسحاب. [ ه ] وفى حديث عائشة رضى الله عنها (ضرب الشيطان روقه) الروق: الرواق، وهو ما بين يدى البيت. وقيل رواق البيت: سماوته، وهى الشقة التى تكون دون العليا. * ومنه حديث الدجال (فيضرب رواقه فيخرج إليه كل منافق) أي فسطاطه وقبته وموضع جلوسه.
[ 279 ]
* وفى حديث على رضى الله عنه: تلكم قريش تمنانى لتقتلني * فلا وربك ما بروا وما ظفروا فإن هلكت فرهن ذمتي لهم * بذات روقين لا يعفو لها أثر الروقان: تثنية الروق وهو القرن، وأراد بها هاهنا الحرب الشديدة. وقيل الداهية. ويروى بذات ودقين، وهى الحرب الشديدة أيضا. * ومنه شعر عامر بن فهيرة: * كالثور يحمى أنفه بروقه * (ه) وفي حديث ذكر الروم (فيخرج إليهم روقة المؤمنين) أي خيارهم وسراتهم. وهى جمع رائق، من راق الشئ إذا صفا وخلص. وقد يكون للواحد، يقال غلام روقة وغلمان روقة. (روم) (ه) في حديث أبى بكر، وقيل بعض التابعين (أنه أوصى رجلا في طهارته، فقال: عليك بالمغفلة والمنشلة والروم) الروم: شحمة الاذن. * وفيه ذكر (بئر رومة) هي بضم الراء: بئر بالمدينة اشتراها عثمان رضى الله عنه وسبلها. (روى) (ه) فيه أنه عليه السلام (سمى السحاب روايا البلاد) الروايا من الابل: الحوامل للماء، واحدتها راوية، فشبهها بها. ومنه سميت المزادة راوية. وقيل بالعكس. (س) ومنه حديث بدر (وإذا بروايا قريش) أي إبلهم التى كانوا يستقون عليها. (ه) وفي حديث عبد الله (شر الروايا روايا الكذب) هي جمع روية، وهى ما يروى الانسان في نفسه من القول والفعل: أي يزور ويفكر. وأصلها الهمز، يقال روأت في الامر وقيل هي جمع راوية، للرجل الكثير الرواية، والهاء للمبالغة. وقيل جمع راوية: أي الذين يروون الكذب: أي تكثر رواياتهم فيه. (س) وفى حديث عائشة تصف أباها رضى الله عنهما (واجتهر دفن الرواء) هو بالفتح والمد: الماء الكثير. وقيل العذب الذى فيه للواردين رى، فإذا كسرت الراء قصرته، يقال: ماء روى.
[ 280 ]
(س) وفي حديث قيلة (إذا رأيت رجلا ذا رواء طمح بصرى إليه) الرواء بالمد والضم: المنظر الحسن، كذا ذكره أبو موسى في الراء والواو، وقال هو من الرى والارتواء، وقد يكون من المرأى والمنظر، فيكون في الراء والهمزة. وفيه ذكره الجوهرى. (ه) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما (كان يأخذ مع كل فريضة عقالا ورواء) الرواء بالكسر والمد: حبل يقرن به البعيران. وقال الازهرى: الرواء: الحبل الذى يروى به على البعير: أي يشد به المتاع عليه. فأما الحبل الذى يقرن به البعيران فهو القرن والقران. * ومنه الحديث (ومعى إداوة عليها خرقة قد روأتها) هكذا جاء في رواية بالهمز، والصواب بغير همز: أي شددتها بها وربطتها عليها. يقال رويت البعير، مخفف الواو، إذا شددت عليه بالرواء. * وفي حديث ابن عمر (كان يلبى بالحج يوم التروية) هو اليوم الثامن من ذى الحجة، سمى به لانهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده: أي يسقون ويستقون. * وفيه (ليعقلن الدين من الحجاز معقل الاروية من رأس الجبل) الاروية: الشاة الواحدة من شياه الجبل، وجمعها أروى. وقيل هي أنثى الوعول وهى تيوس الجبل. وقد تكرر في الحديث. (باب الراء مع الهاء) (رهب) (س) في حديث الدعاء (رغبة ورهبة إليك) الرهبة: الخوف والفزع، جمع بين الرغبة والرهبة، ثم أعمل الرغبة وحدها. وقد تقدم في الرغبة. * وفي حديث رضاع الكبير (فبقيت سنة لا أحدث بها رهبته) هكذا جاء في رواية: أي من أجل رهبته، وهو منصوب على المفعول له، وتكررت الرهبة في الحديث. (ه) وفيه (لا رهبانية في الاسلام) هي من رهبنة النصارى. وأصلها من الرهبة: الخوف، كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا، وترك ملاذها، والزهد فيها، والعزلة عن أهلها، وتعمد مشاقها، حتى إن منهم من كان يخصى نفسه، ويضع السلسلة في عنقه، وغير ذلك من
[ 281 ]
أنواع التعذيب، فنفاها النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام ونهى المسلمين عنها. والرهبان: جمع راهب، وقد يقع على الواحد ويجمع على رهابين ورهابنة. والرهبنة فعلنة، منه، أو فعللة على تقدير أصلية النون وزيادتها. والرهبانية منسوبة إلى الرهبنة بزيادة الالف. (س) ومنه الحديث (عليكم بالجهاد فإنه رهبانية أمتى) يريد أن الرهبان وإن تركوا الدنيا وزهدوا فيها وتخلو عنها، فلا ترك ولا زهد ولا تخلى أكثر من بذل النفس في سبيل الله، وكما أنه ليس عند النصارى عمل أفضل من الترهب، ففى الاسلام لا عمل أفضل من الجهاد، ولهذا قال (ذروة سنام الاسلام الجهاد في سبيل الله). * وفي حديث عوف بن مالك (لان يمتلئ ما بين عانتي إلى رهابتى قيحا أحب إلى من أن يمتلئ شعرا) الرهابة بالفتح: غضروف كاللسان معلق في أسفل الصدر مشرف على البطن. قال الخطابى: ويروى بالنون وهو غلط. (ه) ومنه الحديث (فرأيت السكاكين تدور بين رهابته ومعدته). * وفي حديث بهز بن حكيم (إنى لاسمع الراهبة) هي الحالة التى ترهب: أي تفزع وتخوف. وفي رواية (أسمعك راهبا) أي خائفا. (رهج) * فيه (ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار) الرهج: الغبار. (س) وفى حديث آخر (من دخل جوفه الرهج لم يدخله حر النار). (رهره) (ه) في حديث المبعث (فشق عن قلبه وجئ بطست رهرهة) قال القتيبى: سألت أبا حاتم عنها فلم يعرفها. وقال: سألت الاصمعي عنها فلم يعرفها. قال القتيبى: كأنه أراد بطست رحرحة بالحاء، وهى الواسعة، فأبدل الهاء من الحاء)، كما قالوا مدهت في مدحت (1). (1) جاء في الهروي وفى الدر النثير يحكى عن الفارسى وابن الجوزى: قال ابن الانباري (هذا بعيد جدا، لان الهاء لا تبدل من الحاء إلا في المواضع التى استعملت العرب فيها ذلك، ولا يقاس عليها، لان الذى يجيز القياس عليها يلزم أن يبدل الحاء هاء في قولهم (رحل الرجل)... و ليس هذا من كلام العرب، وإنما هو (درهرهة) فأخطأ الراوى فأسقط الدال). والدرهرهة: سكين معوجة الرأس. (*)
[ 282 ]
وقيل: يجوز أن يكون من قولهم جسم رهرهة، أي أبيض من النعمة، يريد طستا بيضاء متلالئة. ويروى برهرهة، وقد تقدمت في حرف الباء. (رهس) (ه س) في حديث عبادة (وجراثيم العرب ترتهس) أي تضطرب في الفتنة. ويروى بالشين المعجمة: أي تصطك قبائلهم في الفتن. يقال: ارتهش الناس إذا وقعت فيهم الحرب، وهما متقاربان في المعنى. ويروى ترتكس. وقد تقدم. * ومنه حديث العرنيين (عظمت بطوننا وارتهست أعضادنا) أي اضطربت. ويجوز أن يكون بالشين والسين. (رهش) (س) في حديث قزمان (أنه جرح يوم أحد فاشتدت به الجراحة، فأخذ سهما فقطع به رواهش يديه فقتل نفسه) الرواهش: أعصاب في باطن الذراع، واحدها راهش. (س) وفي حديث ابن الزبير (ورهيش الثرى عرضا) الرهيش من التراب: المنثال الذى لا يتماسك، من الارتهاش: الاضطراب. والمعنى لزوم الارض: أي يقاتلون على أرجلهم لئلا يحدثوا أنفسهم بالفرار، فعل البطل الشجاع إذا غشى نزل عن دابته واستقبل لعدوه، ويحتمل أن يكون أراد القبر: أي اجعلوا غايتكم الموت. (رهص) (س) فيه (إنه عليه السلام احتجم وهو محرم من رهصة أصابته) أصل الرهص: أن يصيب باطن حافر الدابة شئ يوهنه، أو ينزل فيه الماء من الاعياء. وأصل الرهص: شدة العصر. * ومنه الحديث (فرمينا الصيد حتى رهصناه) أي أوهناه. (س) ومنه حديث مكحول (أنه كان يرقى من الرهصة: اللهم أنت الواقى وأنت الباقي وأنت الشافي). (ه) وفيه (وإن ذنبه لم يكن عن إرهاص) أي عن إصرار وإرصاد. وأصله من الرهص: وهو تأسيس البنيان. (رهط) * في حديث ابن عمر رضى الله عنهما (فأيقظنا ونحن ارتهاط) أي فرق مرتهطون، وهو مصدر أقامه مقام الفعل، كقول الخنساء:
[ 283 ]
* وإنما هي إقبال وإدبار * أي مقبلة ومدبرة، أو على معنى ذوى ارتهاط. وأصل الكلمة من الرهط، وهم عشيرة الرجل وأهله. والرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل إلى الاربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على أرهط وأرهاط، وأراهط جمع الجمع. (رهف) (س) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (كان عامر بن الطفيل مرهوف البدن) أي لطيف الجسم دقيقه. يقال رهفت السيف وأرهفته فهو مرهوف ومرهف: أي رققت حواشيه، وأكثر ما يقال مرهف. * ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما (أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بمدية، فأتيته بها، فأرسل بها فأرهفت) أي سنت وأخرج حداها. (س) وفي حديث صعصعة بن صوحان (إنى لاترك الكلام مما أرهف به) أي لا أركب البديهة، ولا أقطع القول بشئ قبل أن أتأمله وأروى فيه. ويروى بالزاى من الازهاف: الاستقدام. (رهق) * فيه (إذا صلى أحدكم إلى شئ فليرهقه) أي فليدن منه ولا يبعد عنه. (ه) ومنه الحديث الآخر (ارهقوا القبلة) أي ادنوا منها. * ومنه قولهم (غلام مراهق) أي مقارب للحلم. (ه) وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام (فلو أنه أدرك أبويه أرهقهما طغيانا وكفرا) أي أغشاهما وأعجلهما. يقال: رهقه بالكسر يرهقه رهقا: أي غشيه، وأرهقه أي أغشاه إياه، وأرهقنى فلان إثما حتى رهقته: أي حملني إثما حتى حملته له. * ومنه الحديث (فإن رهق سيده دين) أي لزمه أداؤه وضيق عليه. (س) ومنه حديث ابن عمر (أرهقنا الصلاة ونحن نتوضأ) أي أخرناها عن وقتها حتى كدنا نغشيها ونلحقها بالصلاة التى بعدها. (ه) وفيه (إن في سيف خالد رهقا) أي عجلة.
[ 284 ]
(ه) وحديث سعد رضى الله عنه (كان إذا دخل مكة مراهقا خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت) أي إذا ضاق عليه الوقت بالتأخير حتى يخاف فوت الوقوف، كأنه كان يقدم يوم التروية أو يوم عرفة. (ه) وفي حديث على رضى الله عنه (أنه وعظ رجلا في صحبة رجل رهق) أي فيه خفة وحدة: يقال رجل فيه رهق إذا كان يخفف إلى الشر ويغشاه. والرهق: السفه وغشيان المحارم. (ه) ومنه حديث أبى وائل (أنه صلى على امرأة كانت ترهق) أي تتهم بشر. * ومنه الحديث (سلك رجلان مفازة، أحدهما عابد والآخر به رهق). (س) والحديث الآخر (فلان مرهق) أي متهم بسوء وسفه. ويروى مرهق أي ذو رهق. (ه) ومنه الحديث (حسبك من الرهق والجفاء أن لا يعرف بيتك) الرهق هاهنا: الحمق والجهل، أراد حسبك من هذا الخلق أن يجهل بيتك ولا يعرف، يريد أن لا تدعو أحدا إلى طعامك فيعرف بيتك، وذلك أنه كان اشترى منه إزارا فقال للوزان: زن وأرجح، فقال: من هذا ؟ فقال المسئول: حسبك جهلا أن لا يعرف بيتك. هكذا ذكره الهروي، وهو وهم، وإنما هو حسبك من الرهق والجفاء أن لا تعرف نبيك: أي أنه لما سأل عنه حيث قال زن وأرجح لم يكن يعرفه، فقال له المسئول: حسبك جهلا أن لا تعرف نبيك، على أنى رأيته في بعض نسخ الهروي مصلحا (1)، ولم يذكر فيه التعليل بالطعام والدعاء إلى البيت. (رهك) (س) في حديث المتشاحنين (ارهك هذين حتى يصطلحا) أي كلفهما وألزمها، من رهكت الدابة إذا حملت عليها في السير وجهدتها. (رهم) (س) في حديث طهفة (ونستخيل الرهام) هي الامطار الضعيفة، واحدتها رهمة. وقيل الرهمة أشد وقعا من الديمة. (1) وهو كذلك في نسخته التى بأيدينا. (*)
[ 285 ]
(رهمس) (ه) في حديث الحجاج (أمن أهل الرس والرهمسة (أنت) (1) ؟) هي المساررة في إثارة الفتنة وشق العصابين المسلمين. (رهن) (ه) فيه (كل غلام رهينة بعقيقته الرهينة: الرهن، والهاء للمبالغة، كالشتيمة والشتم، ثم استعملا بمعنى المرهون، فقيل هو رهن بكذا، ورهينة بكذا. ومعنى قوله رهينة بعقيقته أن العقيقة لازمة له لابد منها، فشبهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرهن في يد المرتهن. قال الخطابى: تكلم الناس في هذا، وأجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أحمد بن حنبل. قال: هذا في الشفاعة، يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلا لم يشفع في والديه. وقيل معناه أنه مرهون بأذى شعره، واستدلوا بقوله: فأميطوا عنه الاذى، وهو ما علق به من دم الرحم (2). (رها) (ه) فيه (نهى أن يباع رهو (3) الماء) أراد مجتمعه، سمى رهوا باسم الموضع الذى هو فيه لانخفاضه. والرهوة: الموضع الذى تسيل إليه مياه القوم. (ه) ومنه الحديث (سئل عن غطفان فقال: رهوة تنبع ماء) الرهوة تقع على المرتفع كما تقع على المنخفض، أراد أنهم جبل ينبع منه الماء، وأن فيهم خشونة وتوعرا. (ه) ومنه الحديث (لا شفعة في فناء، ولا منقبة، ولا طريق، ولا ركح، ولا رهو) أي أن المشارك في هذه الاشياء الخمسة لا تكون له شفعة إن لم يكن شريكا في الدار والمنزل التى هذه الاشياء من حقوقها، فإن واحدا من هذه الاشياء لا يوجب له شفعة (4). * وفى حديث على رضى الله عنه يصف السماء (ونظم رهوات فرجها) أي المواضع المتفتحة منها، وهى جمع رهوة. (ه) وفي حديث رافع بن خديج (أنه اشترى بعيرا من رجل ببعيرين، فأعطاه أحدهما وقال: (1) زيادة من الهروي. (2) في الدر النثير: وقال ابن الجوزى في حديث أم معبد (فغادرها رهنا) أي خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر. (3) في الهروي: (نهى أن يمنع رهو الماء) وفي اللسان: (نهى أن يباع رهو الماء أو يمنع). (4) وهذا قول أهل المدينة، لانهم لا يوجبون الشفعة إلا للشريك المخالط. قاله الهروي. (*)
[ 286 ]
آتيك بالآخر غدا رهوا) أي عفوا سهلا لا احتباس فيه. يقال: جاءت الخيل رهوا. أي متتابعة. (ه) وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه (إذ مرت به عنانة ترهيأت) أي سحابة تهيأت للمطر، فهى تريده ولم تفعل. (باب الراء مع الياء) (ريب) * قد تكرر في الحديث ذكر (الريب) وهو بمعنى الشك. وقيل هو الشك مع الهمة. يقال رابنى الشئ وأرابني بمعنى شككني. وقيل أر ابني في كذا أي شككني وأوهمني الريبة فيه، فإذا استيقنته قلت رابنى بغير ألف (1). (ه) ومنه الحديث (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) يروى بفتح الياء وضمها: أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه. (ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (مكسبة فيها بعض الريبة خير من المسألة) أي كسب فيه بعض الشك أحلال هو أم حرام خير من سؤال الناس. (ه) وفى حديث أبى بكر (قال لعمر رضى الله عنهما: عليك بالرائب من الامور، وإياك والرائب منها) الرائب من اللبن: ما مخض وأخذ زبده، المعنى: عليك بالذى لا شبهة فيه، كالرائب من الالبان وهو الصافى الذى ليس فيه شبهة ولا كدر، وإياك والرائب منها: أي الامر الذى فيه شبهة وكدر. وقيل اللبن إذا أدرك وخثر فهو رائب وإن كان فيه زبده، وكذلك إذا أخرج منه زبده، فهو رائب أيضا. وقيل إن الاول من راب اللبن يروب فهو رائب، والثانى من راب يريب إذا وقع في الشك: أي عليك بالصافي من الامور ودع المشتبه منها. * وفيه (إذا ابتغى الامير الريبة في الناس أفسدهم) أي إذا أتهمهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا. (1) أنشد الهروي: أخوك الذى إن ربته قال إنما * أربت، وإن عاتبته لان جانبه أي إن أصبته بحادث قال أربت: أي أوهمت، ولم تحقق على سبيل المقاربة. (*)
[ 287 ]
* وفى حديث فاطمة رضى الله عنها (يريبنى ما يريبها) أي يسوءني ما يسوءها، ويزعجني ما يزعجها. يقال رابنى هذا الامر، وأرابني إذا رأيت منه ما تكره. (س) ومنه حديث الظبى الحاقف (لا يريبه أحد بشئ) أي لا يتعرض له ويزعجه. (س) وفيه (إن اليهود مروا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: سلوه. وقال بعضهم: ما رابكم إليه) أي ما إربكم وحاجتكم إلى سؤاله. (س) ومنه حديث ابن مسعود (ما رابك إلى قطعها) قال الخطابى: هكذا يروونه، يعنى بضم الباء، وإنما وجهه ما إربك إلى قطعها: أي ما حاجتك إليه. قال أبو موسى: ويحتمل أن يكون الصواب: ما رابك إليه بفتح الباء: أي ما أقلقك وألجأك إليه. وهكذا يرويه بعضهم. (ريث) (ه) في حديث الاستسقاء (عجلا غير رائث) أي غير بطئ متأخر. راث علينا خبر فلان يريث إذا أبطأ. * ومنه الحديث (وعد جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فراث عليه). * والحديث الآخر (كان إذا استراث الخبر تمثل بقول طرفة. * ويأتيك بالاخبار من لم تزود (1) * هو استفعل من الريث. وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه (فلم يلبث إلا ريثما) قلت: أي إلا قدر ذلك. وقد يستعمل بغير ما ولا أن، كقوله * لا يصعب الامر إلا ريث تركبه (2) * وهى لغة فاشية في الحجاز، يقولون: يريد يفعل، أي أن يفعل، وما أكثر ما رأيتها واردة في كلام الشافعي رحمة الله عليه. (1) صدره: * ستبدى لك الايام ما كنت جاهلا * (2) هو لاعشى باهلة، كما في اللسان، وتمامه: * وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر * (*)
[ 288 ]
(ريح) * قد تكرر ذكر (الريح والرياح) في الحديث. وأصلها الواو، وقد تقدم ذكرها فيه فلم نعدها هاهنا وإن كان لفظها يقتضيه. (ريحان) * فيه (إنكم لتبخلون وتجهلون وتجبنون، وإنكم لمن ريحان الله) يعنى الاولاد. الريحان: يطلق على الرحمة والرزق والراحة، وبالرزق سمى الولد ريحانا. (ه) ومنه الحديث (قال لعلى رضى الله عنه: أوصيك بريحانتي خيرا في الدنيا قبل أن ينهد ركناك) فلما مات رسول الله عليه وسلم قال: هذا أحد الركنين، فلما ماتت فاطمة رضى الله عنها قال: هذا الركن الآخر. وأراد بريحانتيه الحسن والحسين رضى الله عنهما. (س) وفيه (إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده) هو كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم. (ريد) (س) في حديث عبد الله (إن الشيطان يريد ابن آدم بكل ريدة) أي بكل مطلب ومراد. يقال: أراد يريد إرادة. و الريدة: الاسم من الارادة. قالوا: أصلها الواو. وإنما ذكرت هاهنا للفظها. * وفيه ذكر (ريدان بفتح الراء وسكون الياء: أطم من آطام المدينة لآل حارثة ابن سهل. (رير) (س [ ه ]) في حديث خزيمة وذكر السنة، فقال: (تركت المخ رارا) أي ذائبا رقيقا، للهزال وشدة الجدب. (ريش) (ه) في حديث على (أنه اشترى قميصا بثلاثة دراهم وقال: الحمد لله الذى هذا من رياشه) الرياش والريش: ما ظهر من اللباس، كاللبس واللباس. وقيل الرياش جمع الريش. (ه) ومنه حديثه الآخر (أنه كان يفضل على امراة مؤمنة من رياشه) أي مما يستفيده. ويقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد. (ه) ومنه حديث عائشة تصف أباها رضى الله عنهما (يفك عانيها ويريش مملقها) أي يكسوه ويعينه، وأصله من الريش، كأن الفقير المملق لا نهوض به كالقصوص الجناح.
[ 289 ]
يقال راشه يريشه إذا أحسن إليه. وكل من أوليته خيرا فقد رشته. ومنه الحديث (إن رجلا راشه الله مالا) أي أعطاه. ومنه حديث أبى بكر والنسابة: الرائشون وليس يعرف رائش * والقائلون هلم للاضياف (ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (قال لجرير بن عبد الله. وقد جاءه من الكوفة: أخبرني عن الناس، فقال: هم كسهام الجعبة، منها القائم الرائش) أي ذو الريش، إشارة إلى كماله واستقامته. * ومنه حديث أبى جحيفة (أبرى النبل وأريشها) أي أنحتها وأعمل لها ريشا. يقال منه: رشت السهم أريشه. (ه) وفيه (لعن الله الراشى والمرتشي والرائش) الرائش: الذى يسعى بين الراشى والمرتشي ليقضى أمرهما. (ريط) [ ه ] في حديث حذيفة رضى الله عنه (ابتاعوا لى ريطتين نقيتين) وفي رواية (إنه أتى بكفنه ريطتين فقال: الحى أحوج إلى الجديد من الميت) الريطة: كل ملاءة ليست بلفقين. وقيل كل ثوب رقيق لين. والجمع ريط ورياط. * ومنه حديث أبى سعيد في ذكر الموت (ومع كل واحد منهم ريطة من رياط الجنة) وقد تكررت في الحديث. * ومنه حديث ابن عمر (أتى برائطة فتمندل بعد الطعام (1) بها) قال سفيان: يعنى بمنديل. وأصحاب العربية يقولون ريطة. (ريع) (س) في حديث عمر رضى الله عنه (أملكوا العجين فإنه أحد الريعين) الريع: الزيادة والنماء على الاصل، يريد زيادة الدقيق عند الطحن على كيل الحنطة، وعند الخبز على الدقيق. والملك والاملاك: إحكام العجن وإجادته. (1) رواية الهروي: (أتى عمر برائطة يتمندل بها بعد الطعام فكرهها) وفي اللسان (فطرحها) وأخرجه من حديث ابن عمر. (*)
[ 290 ]
* ومنه حديث ابن عباس في كفارة اليمين (لكل مسكين مد حنطة ريعه إدامه) أي لا يلزمه مع المد إدام، وأن الزيادة التى تحصل من دقيق المد إذا طحنه يشترى به الادام. (س) وفى حديث جرير (وماؤنا يريع) أي يعود ويرجع. [ ه ] ومنه حديث الحسن في القئ (إن راع منه شئ إلى جوفه فقد أفطر) أي إن رجع. (ه) ومنه حديث هشام في صفة ناقة (إنها لمرياع مسياع) أي يسافر عليها ويعاد. * وفيه ذكر (رائعة) هو موضع بمكة به قبر آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في قول. (ريف) (س) فيه (تفتح الارياف فيخرج إليها الناس) هي جمع ريف، وهو كل أرض فيها زرع ونخل. وقيل هو ما قارب الماء من أرض العرب ومن غيرها. * ومنه حديث العرنيين (كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف) أي إنا من أهل البادية لا من أهل المدن. * ومنه حديث فروة بن مسيك (وهى أرض ريفنا وميرتنا). (ريق) (س) في حديث على رضى الله عنه (فإذا بريق سيف من ورائي) هكذا يروى بكسر الباء وفتح الراء، من راق السراب إذا لمع، ولو روى بفتحها على أنها أصلية من البريق لكان وجها بينا. قال الواقدي: لم أسمع أحدا إلا يقول بريق سيف من ورائي، يعنى بكسر الباء وفتح الراء. (ريم) [ ه ] فيه (قال للعباس رضى الله عنه: لا ترم من منزلك غدا أنت وبنوك) أي لا تبرح. يقال: رام يريم إذا برح وزال من مكانه، وأكثر ما يستعمل في النفى. (ه) ومنه الحديث (فوالكعبة ماراموا) أي ما برحوا. وقد تكرر في الحديث. * وفيه ذكر (ريم) هو بكسر الراء: اسم موضع قريب من المدينة. (رين) (ه) في حديث عمر (قال عن أسيفع جهينة: أصبح قد رين به) أي أحاط
[ 291 ]
الدين بماله. يقال رين بالرجل رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه. وأصل الرين: الطبع والتغطية. ومنه قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم) أي طبع وختم. * ومنه حديث على (لتعلم أينا المرين على قلبه، والمغطى على بصره) المرين: المفعول به الرين. [ ه ] ومنه حديث مجاهد في قوله تعالى (وأحاطت به خطيئته) قال: هو الران) الران والرين سواء، كالذام والذيم، والعاب والعيب. * وفيه (إن الصيام يدخلون الجنة من باب الريان) قال الحربى: إن كان هذا اسما للباب، وإلا فهو من الرواء، وهو الماء الذى يروى. يقال روى يروى فهو ريان، وامرأة ريا. فالريان فعلان من الرى، والالف والنون زائدتان، مثلهما في عطشان، فيكون من باب ريالارين. والمعنى أن الصيام بتعطيشهم أنفسهم في الدنيا يدخلون من باب الريان ليأمنوا من العطش قبل تمكنهم في الجنة. (ريهقان) (ه س) في حديث عمر (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميص مصبوغ بالريهقان) هو الزعفران، والياء والالف والنون زوائد. (ريا) * في حديث خيبر (سأعطى الراية غدا رجلا يحبه الله عزوجل ورسوله) الراية هاهنا: العلم. يقال رييت الراية: أي ركزتها. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفيه (الدين راية الله في الارض يجعلها في عنق من أذله) الراية: حديدة مستديرة على قدر العنق تجعل فيه. (س) ومنه حديث قتادة في العبد الآبق (كره له الراية ورخص في القيد).
[ 292 ]
حرف الزاى (باب الزاى مع الهمزة) (زأد) (س) في حديث (فزئد) يقال زأدته أزأده زأدا، فهو مزءود إذا أفزعته وذعرته. (زأر) (س) فيه (فسمع زئير الاسد) يقال زأر الاسد يزأر زأرا وزئيرا إذا صاح وغضب. (س) ومنه قصة فتح العراق وذكر مرزبان (الزأرة) هي الاجمة. سميت بها لزئير الاسد فيها. والمرزبان: الرئيس المقدم. وأهل اللغة يضمون ميمه. * ومنه الحديث (إن الجارود لما أسلم وثب عليه الحطم فأخذه وشده وثاقا وجعله في الزأرة). (باب الزاى مع الباء) (زبب) (س) في حديث الزكاة (يجئ كنز أحدكم شجاعا أقرع له زبيبتان) الزبيبة: نكتة سوداء فوق عين الحية. وقيل هما نقطتان تكتنفان فاها. وقيل هما زبدتان في شدقيها. * ومنه حديث بعض القرشيين (حتى عرقت وزبب صماغاك) أي خرج زبد فيك في جانبى شفتك. (ه) وفي حديث على رضى الله عنه (أنا إذا والله مثل التى أحيط بها فقيل: زباب زباب حتى دخلت جحرها، ثم احتفر عنها فاجتر برجلها فذبحت) أراد الضبع إذا أرادوا صيدها أحاطوا
[ 293 ]
بها، ثم قالوا لها: زباب زباب. كأنهم يؤنسونها بذلك. والزباب: جنس من الفأر لا يسمع، لعلها تأكله كما تأكل الجراد. المعنى: لا أكون مثل الضبع تخادع عن حتفها. (ه) وفي حديث الشعبى (كان إذا سئل عن مسألة معضلة قال: زباء ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعضلت بهم) يقال للداهية الصعبة: زباء ذات وبر. والزبب: كثرة الشعر. يعنى أنها جمعت بين الشعر والوبر. (س) وفي حديث عروة (يبعث أهل النار وفدهم فيرجعون إليهم زبا حبنا) الزب: جمع الازب، وهو الذى تدق أعاليه ومفاصله وتعظم سفلته. والحبن: جمع الاحبن، وهو الذى اجتمع في بطنه الماء الاصفر. (زبد) (ه) فيه (إنا لا نقبل زبد المشركين) الزبد بسكون الباء: الرفد والعطاء. يقال منه زبده يزبده بالكسر. فأما يزبده بالضم فهو إطعام الزبد. قال الخطابى: يشبه أن يكون هذا الحديث منسوخا، لانه قد قبل هدية غير واحد من المشركين، أهدى له المقوقس مارية والبغلة، وأهدى له أكيدر دومة، فقبل منهما. وقيل إنما رد هديته (1) ليغيظه بردها فيحمله ذلك على الاسلام. وقيل ردها لان للهدية موضعا من القلب، ولا يجوز عليه أن يميل بقلبه إلى مشرك، فردها قطعا لسبب الميل، وليس ذلك مناقضا لقبوله هدية النجاشي والمقوقس وأكيدر، لانهم أهل كتاب. (زبر) (ه) في حديث أهل النار (وعد منهم الضعيف الذى لا زبر له) أي لا عقل له يزبره وينهاه عن الاقدام على مالا ينبغى. * ومنه الحديث (إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره) أي تنهره وتغلظ له في القول والرد. (س) وفي حديث صفية بنت عبد المطلب (كيف وجدت زبرا ؟ أقطا وتمرا، أو مشمعلا صقرا ؟) الزبر بفتح الزاى وكسرها: القوى الشديد، وهو مكبر الزبير، تعنى ابنها: أي كيف وجدته ؟ كطعام يؤكل، أو كالصقر ؟ (ه) وفي حديث أبى بكر رضى الله عنه (أنه دعا في مرضه بدواة ومزبر فكتب اسم الخليفة بعده) المزبر بالكسر: القلم. يقال زبرت الكتاب أزبره إذا أتقنت كتابته. (1) المهدى هو عياض بن حمار، قبل أن يسلم. الفائق 1 / 521. (*)
[ 294 ]
(ه) وفي حديث الاحنف (كان له جارية سليطة اسمها زبراء، فكان إذا غضبت قال: هاجت زبراء) فذهبت كلمته هذه مثلا، حتى يقال لكل شئ هاج غضبه. وزبراء: تأنيث الازبر، من الزبرة، وهى ما بين كتفي الاسد من الوبر. (ه) ومنه حديث عبد الملك (إنه أتى بأسير مصدر أزبر) أي عظيم الصدر والكاهل، لانهما موضع الزبرة. (س) وفي حديث شريح (إن هي هرت وازبارت فليس لها) أي اقشعرت وانتفشت. ويجوز أن يكون من الزبرة، وهى مجتمع الوبر في المرفقين والصدر. * وفيه ذكر (الزبير) هو بفتح الزاى وكسر الباء: اسم الجبل الذى كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام في قول. (زبرج) * في حديث على رضى الله عنه (حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها) الزبرج: الزينة والذهب والسحاب. (زبع) (ه) في حديث عمرو بن العاص لما عزله معاوية عن مصر (جعل يتزبع لمعاوية) التزبع: التغير وسوء الخلق وقلة الاستقامة، كأنه من الزوبعة: الريح المعروفة. (زبق) * فيه ذكر (الزابوقة) هي بضم الباء: موضع قريب من البصرة كانت به وقعة الجمل أول النهار. (زبل) (س) في حديث عمر رضى الله عنه (أن امرأة نشزت على زوجها فحبسها في بيت الزبل) هو بالكسر السرجين، وبالفتح مصدر زبلت الارض إذا أصلحتها بالزبل. وإنما ذكرنا هذه اللفظة مع ظهورها لئلا تصحف بغيرها، فإنها بمكان من الاشتباه. (زبن) (ه) فيه (أنه نهى عن المزابنة والمحاقلة) قد تكرر ذكر المزابنة في الحديث، وهى بيع الرطب في رؤس النخل بالتمر، وأصله من الزبن وهو الدفع، كأن كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه. وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة.
[ 295 ]
* وفى حديث على رضى الله عنه (كالناب الضروس تزبن برجلها) أي تدفع. (ه) وفى حديث معاوية (وربما زبنت فكسرت أنف حالبها) يقال للناقة إذا كان من عادتها أن تدفع حالبها عن حلبها: زبون. (ه) ومنه الحديث (لا يقبل الله صلاة الزبين) هو الذى يدافع الاخبثين، وهو بوزن السجيل، هكذا رواه بعضهم، والمشهور بالنون. (زبا) (س) فيه (أنه نهى عن مزابى القبور) هي ما يندب به الميت ويناح به عليه، من قولهم مازباهم إلى هذا: أي ما دعاهم. وقيل هي جمع مزباة، من الزبية وهى الحفرة، كأنه - والله أعلم - كره أن يشق القبر ضريحا كالزبية ولا يلحد، ويعضده قوله (اللحد لنا والشق لغيرنا) وقد صحفه بعضهم فقال: عن مراثي القبور (1). (س) وفى حديث على رضى الله عنه (أنه سئل عن زبية أصبح الناس يتدافعون فيها، فهوى فيها رجل، فتعلق بآخر، وتعلق الثاني بثالث، والثالث برابع، فوقعوا أربعتهم فيها فخدشهم الاسد فماتوا، فقال: على حافرها الدية: للاول ربعها، وللثاني ثلاثة أرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم به فأجاز قضاءه) الزبية: حفيرة تحفر للاسد والصيد ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها. ويروى الحكم في هذه المسألة على غير هذا الوجه. (ه) وفى حديث عثمان رضى الله عنه (أما بعد فقد بلغ السيل الزبى) هي جمع زبية وهى الرابية التى لا يعلوها الماء، وهى من الاضداد. وقيل إنما أراد الحفرة التى تحفر للسبع ولا تحفر إلا في مكان عال من الارض لئلا يبلغها السيل فتنطم. وهو مثل يضرب للامر يتفاقم ويتجاوز الحد. (س) وفى حديث كعب بن مالك (جرت بينه وبين غيره محاورة، قال كعب: فقلت له (1) جاء في الدر النثير: قلت: المصنف انعكس عليه الامر، فإن الاول التصحيف، والثانى هو المحفوظ، كذا ذكره الخطابى والفارسي قالا: وإنما كره من المراثى النياحة على مذهب الجاهلية. (*)
[ 296 ]
كلمة أزبيه بذلك) أي أزعجه وأقلقه، من قولهم: أزبيت الشئ أزبيه إذا حملته. ويقال فيه زبيته لان الشئ إذا حمل أزعج وأزيل عن مكانه. (باب الزاى مع الجيم) (زجج) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (أزج الحواجب) الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. (س) وفى حديث الذى استسلف ألف دينار في بنى إسرائيل (فأخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة، ثم زجج موضعها) أي سوى موضع النقر وأصلحه، من تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر. ويحتمل أن يكون مأخوذا من الزج: النصل، وهو أن يكون النقر في طرف الخشبة، فترك فيه زجا ليمسكه ويحفظ ما في جوفه. (س) وفي حديث عائشة رضى الله عنها (قالت: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة في رمضان فتحدثوا بذلك، فأمسى المسجد من الليلة المقبلة زاجا) قال الحربى: أظنه أراد جأزا. أي غاصا بالناس، فقلب، من قولهم جئز بالشراب جأزا إذا غص به. قال أبو موسى: ويحتمل أن يكون راجا بالراء. أراد أن له رجة من كثرة الناس. * وفيه ذكر (زج لاوة) هو بضم الزاى وتشديد الجيم: موضع نجدى بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك بن سفيان يدعو أهله إلى الاسلام. وزج أيضا: ماء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء بن خالد. (زجر) (س) في حديث ابن مسعود رضى الله عنه (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو زاجر) من زجر الابل يزجرها إذا حثها وحملها على السرعة. والمحفوظ (راجز) وقد تقدم. * ومنه الحديث (فسمع وراءه زجرا) أي صياحا على الابل وحثا. * وفى حديث العزل (كأنه زجر) أي نهى عنه. وحيث وقع الزجر في الحديث فإنما يراد به النهى.
[ 297 ]
(س) وفيه (كان شريح زاجرا شاعرا) الزجر للطير: هو التيمن والتشؤم بها والتفؤل بطيرانها، كالسانح والبارح، وهو نوع من الكهانة والعيافة. (زجل) (ه) فيه (أنه أخذ الحربة لابي بن خلف فزجله بها) أي رماه بها فقتله. * ومنه حديث عبد الله بن سلام (فأخذ بيدى فزجل بى) أي رماني ودفع بى. (س) وفى حديث الملائكة (لهم زجل بالتسبيح) أي صوت رفيع عال. (زجا) * فيه (كان يتخلف في المسير فيزجى الضعيف) أي يسوقه ليلحقه بالرفاق. (س) ومنه حديث على (مازالت تزجينى حتى دخلت عليه) أي تسوقنى وتدفعني. (س) وحديث جابر (أعيا ناضحى فجعلت أزجيه) أي أسوقه. (س) وفيه (لا تزجو صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب) هو من أزجيت الشئ فزجا إذا روجته فراج وتيسر. المعنى: لا تجزئ صلاة وتصح إلا بفاتحة. (باب الزاى مع الحاء) (زحزح) * فيه (من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا) زحزحه أي نحاه عن مكانه وباعده منه، يعنى باعده عن النار مسافة تقطع في سبعين سنة، لانه كلما مر خريف فقد انقضت سنة. [ ه ] ومنه حديث على رضى الله عنه (أنه قال لسليمان بن صرد لما حضره بعد فراغه من الجمل: تزحزحت وتربصت فكيف رأيت الله صنع ؟). * ومنه حديث الحسن بن على رضى الله عنهما (كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح) أي وإن أريد تنحيته عن ذلك وأزعج وحمل على الكلام. (زحف) * فيه (اللهم اغفر له وإن كان فر من الزحف) أي فر من الجهاد ولقاء العدو في الحرب. والزحف: الجيش يزحفون إلى العدو: أي يمشون. يقال زحف إليه زحفا إذا مشى نحوه.
[ 298 ]
(ه) وفيه (إن راحلته أزحفت) أي أعيت ووقفت. يقال أزحف البعير فهو مزحف إذا وقف من الاعياء، وأزحف الرجل إذا أعيت دابته، كأن أمرها أفضى إلى الزحف، وقال الخطابى: صوابه: أزحفت عليه، غير مسمى الفاعل. يقال زحف البعير إذا قام من الاعياء. وأزحفه السفر. وزحف الرجل إذا انسحب على استه. * ومنه الحديث (يزحفون على أستاههم) وقد تكرر في الحديث. (زحل) (ه) فيه (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان رجل من المشركين يدقنا ويزحلنا من ورائنا) أن ينحينا. يقال زحل الرجل عن مقامه وتزحل إذا زال عنه. ويروى يزجلنا بالجيم: أي يرمينا. ويروى: يدفنا بالفاء، من الدف: السير. (ه) ومنه حديث أبى موسى أتاه عبد الله يتحدث عنده، فلما أقيمت الصلاة زحل وقال: (ما كنت أتقدم رجلا من أهل بدر) أي تأخر ولم يؤم القوم. * ومنه حديث الخدرى (فلما رآه زحل له وهو جالس إلى جنب الحسين). * ومنه حديث ابن المسيب (قال لقتادة: ازحل عنى فقد نزحتنى) أي أنفدت ما عندي. (باب الزاى مع الخاء) (زخخ) * فيه (مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح، من تخلف عنها زخ به في النار) أي دفع ورمى. يقال زخه يزخه زخا. (ه) ومنه حديث أبى موسى (اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم، فإنه من يتبعه القرآن يزخ في قفاه). * وحديث أبى بكرة ودخولهم على معاوية (قال: فزخ في أقفائنا) أي دفعنا وأخرجنا. [ ه ] ومنه حديث على رضى الله عنه (أنه كتب إلى عثمان بن حنيف: لا تأخذن من الزخة والنخة شيئا) الزخة: أولاد الغنم لانها تزخ: أي تساق وتدفع من ورائها، وهى فعلة بمعنى مفعول، كالقبضة والغرفة. وإنما لا تؤخذ منها الصدقة إذا كانت منفردة، فإذا كانت مع أمهاتها اعتد بها في الصدقة ولا تؤخذ، ولعل مذهبه كان لا يأخذ منها شيئا.
[ 299 ]
(ه) ومنه حديثه الآخر: أفلح من كانت له مزخه * يزخها ثم ينام الفخه المزخة بالكسر: الزوجة، لانه يزخها: أي يجامعها. وقال الجوهرى: هو بالفتح. (زخر) (س) في حديث جابر رضى الله عنه (فزخر البحر) أي مد وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه. (زخرف) (ه) (إنه لم يدخل الكعبة حتى أمر بالزخرف فنحى) هو نقوش وتصاوير بالذهب كانت زينت بها الكعبة، أمر بها فحكت. والزخرف في الاصل: الذهب وكمال حسن الشئ. * ومنه الحديث (نهى أن تزخرف المساجد) أي تنقش وتموه بالذهب. ووجه النهى يحتمل أن يكون لئلا تشغل المصلى. * والحديث الآخر (لتزخر فنها كما زخرفت اليهود والنصارى) يعنى المساجد. * ومنه حديث صفة الجنة (لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والارض). * وفى وصيته لعياش بن أبى ربيعة لما بعثه إلى اليمن (فلن تأتيك حجة إلا دحضت، ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره) أي كتاب تمويه وترقيش يزعمون أنه من كتب الله، وقد حرف أو غير ما فيه وزين ذلك التغيير وموه. (زخزب) (ه) في حديث الفرع وذبحه، قال: (وأن تتركه حتى يصير ابن مخاض أو ابن لبون زخزبا خير من أن تكفأ إناءك وتوله ناقتك) الزخزب: الذى قد غلظ جسمه واشتد لحمه. والفرع: هو أول ما تلده الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم، فكره ذلك: وقال لان تتركه حتى يكبر وتنتفع بلحمه خير من أنك تذبحه فينقطع لبن أمه فتكب إناءك الذى كنت تحلب فيه، وتجعل ناقتك والهة بفقد ولدها. (زخم) * فيه ذكر (زخم) هو بضم الزاى وسكون الخاء: جبل قرب مكة.
[ 300 ]
(باب الزاى مع الراء) (زرب) (س) في حديث بنى العنبر (فأخذوا زربية أمي فأمر بها فردت) الزربية: الطنفسة. وقيل البساط ذو الخمل، وتكسر زايها وتفتح وتضم، وجمعها زرابى. (ه) وفى حديث أبى هريرة (ويل للزربية، قيل: وما الزربية ؟ قال: الذين يدخلون على الامراء، فإذا قالوا شرا أو قالوا شيئا (1) قالوا: صدق) شبههم في تلونهم بواحدة الزرابى، وما كان على صبغتها وألوانها، أو شبههم بالغنم المنسوبة إلى الزرب: وهو الحظيرة التى تأوى إليها، في أنهم ينقادون للامراء ويمضون على مشيتهم انقياد الغنم لراعيها. * ومنه رجز كعب: * تبيت بين الزرب والكنيف * وتكسر زايه وتفتح. والكنيف: الموضع الساتر، يريد أنها تعلف في الحظائر والبيوت لا بالكلا والمرعى. (زرر) (س) في صفة خاتم النبوة (إنه مثل زر الحجلة) الزر: واحد الازرار التى تشد بها الكلل والستور على ما يكون في حجلة العروس. وقيل إنما هو بتقديم الراء على الزاى، ويريد بالحجلة القبجة، مأخوذ من أرزت الجرادة إذا كبست ذنبها في الارض فباضت، ويشهد له ما رواه الترمذي في كتابه بإسناده عن جابر بن سمرة (وكان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة). (ه) وفي حديث أبى ذر: قال يصف عليا (وإنه لعالم الارض وزرها الذى تسكن إليه) أي قوامها، وأصله من زر القلب، وهو عظيم صغير يكون قوام القلب به، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان. (1) في الهروي: أو قالوا سيئا. (*)
[ 301 ]
(س) وفى حديث أبى الاسود (قال لانسان: ما فعلت امرأته التى كانت تزاره وتماره ؟) المزارة من الزر وهو العض، وحمار مزر: كثير العض. (زرع) * قد تكرر فيه ذكر (الزراعة) وهى معروفة. وقد جاء في بعض الحديث (الزراعة) بفتح الزاى وتشديد الراء. قيل هي الارض التى تزرع. (زرف) (ه) في خطبة الحجاج (إياى وهذه الزرافات) يعنى الجماعات، واحدهم زرافة بالفتح، نهاهم أن يجتمعوا فيكون ذلك سببا لثوران الفتنة. (ه) وفى حديث قرة بن خالد (كان الكلبى يزرف في الحديث) أي يزيد فيه، مثل يزلف. (زرم) (ه) فيه (أنه بال عليه الحسن بن على فأخذ من حجره، فقال: لا تزرموا ابني) أي لا تقطعوا عليه بوله. يقال زرم الدمع والبول إذا انقطعا، وأزرمته أنا. * ومنه حديث الاعرابي الذى بال في المسجد قال: (لا تزرموه). (زرمق) (ه) في حديث ابن مسعود (إن موسى عليه السلام أتى فرعون وعليه زرمانقة) أي جبة صوف. والكلمة أعجمية. قيل هي عبرانية، والتفسير في الحديث. وقيل فارسية، وأصلة أشتربانه: أي متاع الجمال. (زرنب) (ه) في حديث أم زرع (المس مس أرنب، والريح ريح زرنب) الزرنب: نوع من أنواع الطيب. وقيل هو نبت طيب الريح. وقيل هو الزعفران (1). (زرنق) (ه) في حديث على رضى الله عنه (لا أدع الحج ولو تزرنقت) وفى رواية (ولو أن أتزرنق) أي ولو استقيت على الزرنوق بالاجرة، وهى آلة معروفة من الآلات التى يستقى بها من الآبار، وهو أن ينصب على البئر أعواد وتعلق عليها البكرة. وقيل أراد من الزرنقة، وهى العينة، وذلك بأن يشترى الشئ بأكثر من ثمنه إلى أجل ثم يبيعه منه أو من غيره بأقل مما اشتراه، كأنه معرب زرنه: أي ليس الذهب معى. (ه) ومنه الحديث (كانت عائشة تأخذ الزرنقة) أي العينة. (1) في الهروي: (قال ابن السكيت: أرادت: زوجي لين العريكة طيب الذكر والعرض). (*)
[ 302 ]
* ومنه حديث ابن المبارك (لا بأس بالزرنقة). [ ه ] وفى حديث عكرمة (قيل له: الجنب ينغمس في الزرنوق أيجزئه ؟ قال: نعم) الزرنوق: هو النهر الصغير، وكأنه أراد الساقية التى يجرى فيها الماء الذى يستقى بالزرنوق، لانه من سببه. (زرا) * فيه (فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) الازدراء: الاحتقار والانتقاص والعيب، وهو افتعال، من زريت عليه زراية إذا عبته، وأزريت به إزراء إذا قصرت به وتهاونت. وأصل ازدريت ازتريت، وهو افتعلت منه، فقلبت التاء دالا لاجل الزاى. (باب الزاى مع الطاء) (زطا) (س) في بعض الاخبار (فحلق رأسه زطية) قيل هو مثل الصليب، كأنه فعل الزط، وهم جنس من السودان والهنود. (باب الزاى مع العين) (زعب) (ه) فيه (أنه قال لعمرو بن العاص: إنى أرسلت إليك لابعثك في وجه يسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك زعبة من المال) أي أعطيك دفعة من المال. وأصل الزعب: الدفع والقسم. (س) ومنه حديث أبى الهيثم (فلم يلبث أن جاء بقربة يزعبها) أي يتدافع بها ويحملها لثقلها. وقيل زعب بحمله إذا استقام. * وفى حديث على وعطيته (أنه كان يزعب لقوم ويخوص لآخرين) الزعب: الكثرة. * وفى حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان تحت زعوبة أو زعوفة) هي بمعنى راعوفة، وقد تقدمت في حرف الراء. (زعج) (س) في حديث أنس (رأيت عمر يزعج أبا بكر إزعاجا يوم السقيفة) أي يقيمه ولا يدعه يستقر حتى بايعه.
[ 303 ]
(س) وفى حديث ابن مسعود (الحلف يزعج السلعة ويمحق البركة) أي ينفقها ويخرجها من يد صاحبها ويقلقها. (زعر) (س) في حديث ابن مسعود (إن امرأة قالت له: إنى امرأة زعراء) أي قليلة الشعر، وهو الزعر بالتحريك. ورجل أزعر، والجمع زعر. * ومنه حديث على رضى الله عنه يصف الغيث (أخرج به من زعر الجبال الاعشاب) يريد القليلة النبات، تشبيها بقلة الشعر. (زعم) (ه) فيه (الزعيم غارم) الزعيم: الكفيل، والغارم الضامن. * ومنه حديث على (ذمتي رهينة وأنا به زعيم) أي كفيل. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (أنه ذكر أيوب عليه السلام فقال: كان إذا مر برجلين يتزاعمان، فيذكران الله، كفر عنهما) أي يتداعيان شيئا فيختلفان فيه، فيحلفان عليه كان يكفر عنهما لاجل حلفهما. وقال الزمخشري: (معناه أنهما يتحادثان بالزعمات: وهى مالا يوثق به من الاحاديث، وقوله فيذكران الله: أي على وجه الاستغفار). * ومنه الحديث (بئس مطية الرجل زعموا) معناه أن الرجل إذا أراد المسير إلى بلد والظعن في حاجة ركب مطيته، وسار حتى يقضى أربه، فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه - من قوله زعموا كذا وكذا - بالمطية التى يتوصل بها إلى الحاجة. وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، وإنما يحكى على الالسن على سبيل البلاغ، فذم من الحديث ما كان هذا سبيله. والزعم بالضم والفتح: قريب من الظن. (س) وفى حديث المغيرة (زعيم الانفاس) أي موكل بالانفاس يصعدها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أو أراد أنفاس الشرب، كأنه يتحسس كلام الناس ويعيبهم بما يسقطهم. والزعيم هنا بمعنى الوكيل. (زعن) (س) في حديث عمرو بن العاص (أردت أن تبلغ الناس عن مقالة يزعنون إليها) أي يميلون إليها. يقال زعن إلى الشئ إذا مال إليه. قال أبو موسى: أظنه يركنون إليها فصحف. قلت: الاقرب إلى التصحيف أن يكون: يذعنون من الاذعان وهو الانقياد، فعداها بإلى بمعنى اللام. وأما يركنون فما أبعدها من يزعنون.
[ 304 ]
(زعنف) (ه) في حديث عمرو بن ميمون (إياكم وهذه الزعانيف الذين رغبوا عن الناس وفارقوا الجماعة) هي الفرق المختلفة. وأصلها أطراف الاديم والاكارع. وقيل أجنحة السمك، واحدتها زعنفة، وجمعها زعانف، والياء في الزعانيف للاشباع، وأكثر ما تجئ في الشعر، شبه من خرج عن الجماعة بها. (باب الزاى مع الغين) (زغب) (س) فيه (أنه أهدى له أجر زغب) أي قثاء صغار. والزغب جمع الازغب، من الزغب: صغار الريش أول ما يطلع، شبه به ما على القثاء من الزغب. (زغر) * في حديث الدجال (أخبروني عن عين زغر هل فيها ماء ؟ قالوا: نعم) زغر بوزن صرد: عين بالشام من أرض البلقاء. قيل هو اسم لها. وقيل اسم امرأة نسبت إليها. * وفى حديث على رضى الله عنه (ثم يكون بعد هذا غرق من زغر) وسياق الحديث يشير إلى أنها عين في أرض البصرة، ولعلها غير الاولى. فأما زعر - بسكون العين المهملة - فموضع بالحجاز. (باب الزاى مع الفاء) (زفت) (ه) فيه (أنه نهى عن المزفت من الاوعية) هو الاناء الذى طلى بالزفت وهو نوع من القار، ثم انتبذ فيه. (زفر) (س) فيه (وكان النساء يزفرن القرب يسقين الناس في الغزو)، أي يحملنها مملوءة ماء. زفر وازدفر إذا حمل. والزفر: القربة. * ومنه الحديث (كانت أم سليط تزفر لنا القرب يوم أحد). (ه) وفى حديث على رضى الله عنه (كان إذا خلا مع صاغيته وزافرته انبسط) زافرة الرجل: أنصاره وخاصته.
[ 305 ]
(زفزف) (س) في حديث أم السائب (أنه مر بها وهى تزفزف من الحمى) أي ترتعد من البرد. ويروى بالراء. وقد تقدم. (زفف) (ه) في حديث تزويج فاطمة رضى الله عنها (أنه صنع طعاما وقال لبلال: أدخل الناس على زفة زفة) أي طائفة بعد طائفة، وزمرة بعد زمرة، سميت بذلك لزفيفها في مشيها وإقبالها بسرعة. (س) ومنه الحديث (يزف على بينى وبين إبراهيم عليه السلام إلى الجنة) إن كسرت الزاى فمعناه يسرع، من زف في مشيه وأزف إذا أسرع، وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهديتها إلى زوجها. * ومنه الحديث (إذا ولدت الجارية بعث الله إليها ملكا يزف البركة زفا). * ومنه حديث المغيرة (فما تفرقوا حتى نظروا إليه قد تكتب يزف في قومه). (زفل) * في حديث عائشة (أنها أرسلت إلى أزفلة من الناس) أي جماعة. وقد تقدم هو وأمثاله في حرف الهمزة، لاجل لفظه وإن كان هذا موضعه. (زفن) * في حديث فاطمة رضى الله عنها (أنها كانت تزفن للحسن) أي ترقصه. وأصل الزفن: اللعب والدفع. (س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها (قدم وفد الحبشة فجعلوا يزفنون ويلعبون) أي يرقصون. (س) ومنه حديث عبد الله بن عمرو (إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب والزفن، والزمارات والمزاهر، والكنارات) ساق هذه الالفاظ سياقا واحدا. (باب الزاى مع القاف) (زقف) (ه) فيه (يأخذ الله السموات والارض يوم القيامة بيده ثم يتزقفها تزقف الرمانة).
[ 306 ]
[ ه ] ومنه الحديث (بلغ عمر أن معاوية قال: لو بلغ هذا الامر إلينا بنى عبدمناف - يعنى الخلافة - تزقفناه تزقف الاكرة) التزقف: كالتلقف. يقال تزقفت الكرة وتلقفتها، وهو أخذها باليد على سبيل الاختطاف والاستلاب من الهواء. وهكذا جاء الحديث (الاكرة) والافصح الكرة. وبنى عبد مناف: منصوب على المدح، أو مجرور على البدل من الضمير في إلينا. * ومنه الحديث (إن أبا سفيان قال لبنى أمية: تزقفوها تزقف الكرة) يعنى الخلافة. (ه) ومنه حديث ابن الزبير (لما اصطف الصفان يوم الجمل كان الاشتر زقفنى منهم فأتخذنا، فوقعنا إلى الارض، فقلت اقتلوني ومالكا (1) أي اختطفني واستلبنى من بينهم. والائتخاذ: افتعال من الاخذ بمعنى التفاعل: أي أخذ كل واحد منا صاحبه. (زقق) (ه) فيه (من منح منحة لبن أو هدى زقاقا) الزقاق بالضم: الطريق، يريد من دل الضال أو الاعمى على طريقه. وقيل أراد من تصدق بزقاق من النخل، وهى السكة منها. والاول أشبه، لان هدى من الهداية لا من الهدية. (ه) وفى حديث على (قال سلام: أرسلني أهلى إليه وأنا غلام فقال: مالى أراك مزققا) أي محذوف شعر الرأس كله، وهو من الزق: الجلد يجز شعره ولا ينتف نتف الاديم: يعنى مالى أراك مطموم الرأس كما يطم الزق ؟ * ومنه حديث سلمان (أنه رئى مطموم الرأس مزققا). (س) ومنه حديث بعضهم (أنه حلق رأسه زقية) أي حلقة منسوبة إلى التزقيق. ويروى بالطاء. وقد تقدم. (زقم) * في صفة النار (لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا) الزقوم: ما وصف الله في كتابه العزيز فقال: (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين) وهى فعول من الزقم: اللقم الشديد، والشرب المفرط. (1) مالك: هو اسم الاشتر: الفائق 1 / 536. (*)
[ 307 ]
(س) ومنه الحديث (إن أبا جهل قال: إن محمدا يخوفنا شجرة الزقوم، هاتوا الزبد والتمر وتزقموا) أي كلوا. وقيل أكل الزبد والتمر بلغة إفريقية: الزقوم. (زقا) * في حديث هشام بن عروة (أنت أثقل من الزواقى) هي الديكة، واحدها زاق يقال: زقا يزقو إذا صاح. وكل صائح زاق. يريد أنها إذا زقت سحرا تفرق السمار والاحباب. ويروى: أثقل من الزاووق، وسيجئ. (باب الزاى مع الكاف) (زكت) (س) في صفة على رضى الله عنه (أنه كان مزكوتا) أي مملوء علما، من قولهم زكت الاناء إذا ملاته، وزكته الحديث زكتا إذا أوعاه إياه. وقيل: أراد كان مذاء، من المذى. (زكن) (س) في ذكر إياس بن معاوية قاضى البصرة، يضرب به المثل في الذكاء، قال بعضهم (أزكن من إياس) الزكن والازكان: الفطنة، والحدس الصادق. يقال زكنت منه كذا زكنا وزكانة، وأزكنته. (زكا) (ه) قد تكرر في الحديث ذكر (الزكاة والتزكية) وأصل الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فعلة كالصدقة، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا، وهى من الاسماء المشتركة بين المخرج والفعل، فتطلق على العين، وهى الطائفة من المال المزكى بها، وعلى المعنى، وهو التزكية. ومن الجهل بهذ البيان أتى من ظلم نفسه بالطعن على قوله تعالى (والذين هم للزكاة فاعلون) ذاهبا إلى العين، وإنما المراد المعنى الذى هو التزكية، فالزكاة طهرة للاموال، وزكاة الفطر طهرة للابدان. * وفى حديث زينب (كان اسمها برة، فغيره، وقال: تزكى نفسها !) زكى الرجل نفسه إذا وصفها وأثنى عليها.
[ 308 ]
* وفى حديث الباقر (أنه قال: زكاة الارض يبسها) يريد طهارتها من النجاسة كالبول وأشباهه بأن يجف ويذهب أثره. (س) وفى حديث معاوية (أنه قدم المدينة بمال، فسأل عن الحسن بن على فقيل إنه بمكة فأزكى المال ومضى فلحق (1) الحسن، فقال: قدمت بمال، فلما بلغني شخوصك أزكيته، وها هو ذا) كأنه يريد أوعيته مما تقدم. هكذا فسره أبو موسى. (باب الزاى مع اللام) (زلحف) (ه) في حديث سعيد بن جبير (ما ازلحف ناكح الامة عن الزنا إلا قليلا، لان الله تعالى يقول: وأن تصبروا خير لكم) أي ما تنحى وما تباعد. يقال ازلحف وازحلف، على القلب، وتزلحف. قال الزمخشري: الصواب ازلحف كاقشعر، وازلحف (2) بوزن اطهر، على أن أصله ازتلحف فأدغمت التاء في الزاى. (زلخ) (ه) فيه (إن فلانا المحاربي أراد أن يفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه ومعه السيف، فقال: اللهم اكفنيه بما شئت، فانكب لوجهه من زلخة زلخها بين كتفيه وندر سيفه) يقال رمى الله فلانا بالزلخة - بضم الزاى وتشديد اللام وفتحها - وهو وجع يأخذ في الظهر لا يتحرك الانسان من شدته (3)، واشتقاقها من الزلخ وهو الزلق، ويروى بتخفيف اللام. قال الجوهرى: (الزلخ: المزلة تزل منها الاقدام، والزلخة مثال القبرة: الزحلوقة التى تتزلخ منها الصبيان) قال الخطابى: رواه بعضهم: فزلج بين كتفيه، يعنى بالجيم وهو غلط. (زلزل) * فيه (اللهم اهزم الاحزاب وزلزلهم) الزلزلة في الاصل: الحركة العظيمة والازعاج الشديد، ومنه زلزلة الارض، وهو ها هنا كناية عن التخويف والتحذير: أي اجعل أمرهم مضطربا متقلقلا غير ثابت. (1) في الاصل: (فلقى) والمثبت من ا واللسان. (2) الذى في الفائق 1 / 539: وازحلف، على أن الاصل تزلحف قلب تزحلف، فادغمت التاء في الزاى. (3) أنشد الهروي: داو بها ظهرك من توجاعه * من زلخات فيه وانقطاعه (*)
[ 309 ]
* ومنه حديث عطاء (لا دق ولا زلزلة في الكيل) أي لا يحرك ما فيه ويهز لينضم ويسع أكثر مما فيه. * وفى حديث أبى ذر رضى الله عنه (حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل). (زلع) * فيه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حتى تزلع قدماه) يقال زلع قدمه بالكسر، يزلع زلعا بالتحريك إذا تشقق. * ومنه حديث أبى ذر (مر به قوم وهم محرمون وقد تزلعت أيديهم وأرجلهم، فسألوه بأى شئ نداويها ؟ فقال بالدهن). (ه) ومنه الحديث (إن المحرم إذا تزلعت رجله فله أن يدهنها). (زلف) (ه) في حديث يأجوج ومأجوج (فيرسل الله مطرا فيغسل الارض حتى يتركها كالزلفة الزلفة بالتحريك، وجمعها زلف: مصانع الماء، وتجمع على المزالف أيضا. أراد أن المطر يغدر في الارض فتصير كأنها مصنعة من مصانع الماء. وقيل الزلفة: المرآة، شبهها بها لاستوائها ونظافتها. وقيل الزلفة: الروضة. ويقال بالقاف أيضا. (س) وفيه (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة أزلفها) أي أسلفها وقدمها. والاصل فيه القرب والتقدم. * ومنه حديث الضحية (أتى ببدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ) أي يقربن منه، وهو يفتعلن من القرب، فأبدل التاء دالا لاجل الزاى. * ومنه الحديث (إنه كتب إلى مصعب بن عمير - وهو بالمدينة - انظر من اليوم الذى تتجهز فيه اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازدلف إلى الله بركعتين واخطب فيهما) أي تقرب. * ومنه حديث أبى بكر والنسابة (فمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة الفردة) إنما سمى المزدلف لاقترابه إلى الاقران وإقدامه عليهم. وقيل لانه قال في حرب كليب: ازدلفوا قوسى أو قدرها) أي تقدموا في الحرب بقدر قوسى.
[ 310 ]
(ه) ومنه حديث الباقر (مالك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك) أي تقربك إلى موتك. * ومنه سمى المشعر الحرام (مزدلفة) لانه ينقرب إلى الله فيها (1). * وفى حديث ابن مسعود ذكر (زلف الليل) وهى ساعاته، واحدتها زلفة. وقيل هي الطائفة من الليل قليلة كانت أو كثيرة. (ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه (إن رجلا قال له: إنى حججت من رأس هر، أو خارك، أو بعض هذه المزالف) رأس هر وخارك: موضعان من ساحل فارس يرابط فيهما. والمزالف: قرى بين البر والريف، واحدتها مزلفة. (زلق) (ه) في حديث على (أنه رأى رجلين خرجا من الحمام متزلقين) تزلق الرجل إذا تنعم حتى يكون للونه بريق وبصيص. * وفيه (كان اسم ترس النبي صلى الله عليه وسلم الزلوق) أي يزلق عنه السلاح فلا يخرقه. * وفيه (هدر الحمام فزلقت الحمامة) الزلق: العجز: أي لما هدر الذكر ودار حول الانثى أدارت إليه مؤخرها. (زلل) (ه) فيه (من أزلت إليه نعمة فليشكرها) أي أسديت إليه وأعطيها، و أصله من الزليل، وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان، فاستعير لانتقال النعمة من المنعم إلى المنعم عليه. يقال زلت منه إلى فلان نعمة وأزلها إليه. (س) وفى صفة الصراط (مدحضة مزلة) المزلة: مفعلة من زل يزل إذا زلق، وتفتح الزاى وتكسر، أراد أنه تزلق عليه الاقدام ولا تثبت. * وفى حديث عبد الله بن أبى سرح (فأزله الشيطان فلحق بالكفار) أي حمله على الزلل وهو الخطأ والذنب. وقد تكرر في الحديث. (1) في الهروي أنها سميت المزدلفة، من الازدلاف وهو الاجتماع، لاجتماع الناس بها اه. وانظر المصباح والقاموس (زلف) (*)
[ 311 ]
(س) ومنه حديث على، كتب إلى ابن عباس رضى الله عنهم (اختطفت ما قدرت عليه من أموال الامة اختطاف الذئب الازل دامية المعزى) الازل في الاصل: الصغير العجز، وهو في صفات الذئب الخفيف. وقيل هو من قولهم زل زليلا إذا عدا. وخص الدامية لان من طبع الذئب محبة الدم، حتى إنه يرى ذئبا داميا فيثب عليه ليأكله. (زلم) (ه) في حديث الهجرة (قال سراقة: فأخرجت زلما) وفى رواية (الازلام) الزلم والزلم واحد الازلام: وهى القداح التى كانت في الجاهلية عليها مكتوب الامر والنهى، افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما، فإن خرج الامر مضى لشأنه، وإن خرج النهى كف عنه ولم يفعله. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (ه) وفى حديث سطيح: * أم فاز (1) فازلم به شأو العنن * ازلم: أي ذهب مسرعا، والاصل فيه ازلام فحذف الهمزة تخفيفا. وقيل أصلها ازلام كاشهاب فحذف الالف تخفيفا أيضا، وشأو العنن: اعتراض الموت على الخلق. وقيل ازلم: قبض. والعنن الموت: أي عرض له الموت فقبضه. (باب الزاى مع الميم) (زمت) (ه) فيه (أنه كان عليه السلام من أزمتهم في المجلس) أي أرزنهم وأوقرهم. يقال: رجل زميت وزميت، هكذا ذكره الهروي في كتابه عن النبي صلى الله عليه وسلم (2). والذى جاء في كتاب أبى عبيد وغيره قال في حديث زيد بن ثابت (كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله وأزمتهم في المجلس) ولعلهما حديثان. (زمخر) (ه) في حديث ابن ذى يزن: يرمون عن عتل كأنها غبط * بزمخر يعجل المرمى إعجالا (3) (1) يروى (فاد) بالدال المهملة، والفعلان بمعنى (مات). (2) وكذا فعل الزمخشري في الفائق 3 / 37. (3) نسبه في اللسان لابي الصلت الثقفى. ثم قال: (وفى التهذيب. قال أمية بن أبى الصلت...) وذكر البيت. (*)
[ 312 ]
الزمخر: السهم الدقيق الطويل. والغبط: خشب الرحال، وشبه القسى الفارسية بها. (زمر) (ه) فيه (نهى عن كسب الزمارة) هي الزانية. وقيل هي بتقديم الراء على الزاى، من الرمز وهى الاشارة بالعين أو الحاجب الشفه (1)، والزوانى يفعلن ذلك، والاول الوجه. قال ثعلب: الزمارة هي البغى الحسناء، والزمير: الغلام الجميل. وقال الازهرى: يحتمل أن يكون أراد المغنية. يقال غناء زمير: أي حسن. وزمر إذا غنى، والقصبة التى يزمر بها زمارة. (س) ومنه حديث أبى بكر (أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفى رواية (مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم) المزمور - بفتح الميم وضمها - والمزمار سواء، وهو الآلة التى يزمر بها. * وفى حديث أبى موسى (سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فقال أعطيت مزمارا من مزامير آل داود) شبه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار. وداود هو النبي عليه السلام، وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. والآل في قوله آل داود مقحمة. قيل معناه هاهنا الشخص. (ه س) وفى حديث ابن جبير رضى الله عنه (أنه أتى به إلى الحجاج وفى عنقه زمارة) الزمارة: الغل والساجور الذى يجعل في عنق الكلب. (ه) ومنه حديث الحجاج (ابعث إلى بفلان مزمرا مسمعا) أي مسجورا مقيدا. قال الشاعر: ولى مسمعان (2) وزمارة * وظل مديد وحصن أمق [ كان محبوسا ] (3) فمسمعاه: قيداه لصوتهما إذا مشى، وزمارته: الساجور. والظل والحصن السجن وظلمته. (1) أنشد الهروي: رمزت إلى مخافة من بعلها * من غير أن يبدو إلى كلامها (2) رواه الهروي بكسر الميم الاولى وفتح الثانية. ثم قال: ويروى بالضم والكسر. (3) الزيادة من ا واللسان والهروى. (*)
[ 313 ]
(زمزم) * في حديث قباث بن أشيم (والذى بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا تزمزمت به شفتاى) الزمزمة: صوت خفى لا يكاد يفهم. * ومنه حديث عمر (كتب إلى أحد عماله في أمر المجوس: وانههم عن الزمزمة) هي كلام يقولونه عند أكلهم بصوت خفى. * وفيه (ذكر زمزم) وهى البئر المعروفة بمكة. قيل سميت بها لكثرة مائها. يقال: ماء زمازم وزمزم. وقيل هو اسم علم لها. (زمع) (س) في حديث أبى بكر والنسابة (إنك من زمعات قريش) الزمعة بالتحريك: التلعة الصغيرة: أي لست من أشرافهم، وقيل هي ما دون مسايل الماء من جانبى الوادي. (زمل) (ه) في حديث قتلى أحد (زملوهم بثيابهم ودمائهم) أي لفوهم فيها. يقال تزمل بثوبه إذا التف فيه. * ومنه حديث السقيفة (فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم) أي مغطى مدثر، يعنى سعد بن عباة. (ه) وفى حديث أبى الدرداء (لئن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما) الزمل: الحمل، يريد حملا عظيما من العلم. قال الخطابى: رواه بعضهم زمل بالضم والتشديد، وهو خطأ. * وفى حديث ابن رواحة (أنه غزا معه ابن أخيه على زاملة) الزاملة: البعير الذى يحمل عليه الطعام والمتاع، كأنها فاعلة من الزمل: الحمل. * ومنه حديث أسماء (وكانت زمالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمالة أبى بكر واحدة) أي مركوبهما وأداتهما وما كان معهما في السفر. (ه) وفيه (أنه مشى عن زميل) الزميل: العديل الذى حمله مع حملك على البعير. وقد زاملني: عادلني. والزميل أيضا: الرفيق في السفر الذى يعينك على أمورك، وهو الرديف أيضا.
[ 314 ]
* وفيه (للقسى أزاميل وغمغمة) الازاميل: جمع الازمل، وهو الصوت، والياء للاشباع، وكذلك الغمغمة، وهى في الاصل كلام غير بين. (زمم) (ه) فيه لا زمام ولا خزام في الاسلام) أراد ما كان عباد بنى إسرائيل يفعلونه من زم الانوف، وهو أن يخرق الانف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به. [ ه ] وفيه (أنه تلا القرآن على عبد الله بن أبى وهو زام لا يتكلم) أي رافع رأسه لا يقبل عليه. والزم: الكبر. وزم بأنفه إذا شمخ وتكبر. وقال الحربى في تفسيره: رجل زام أي فزع. (زمن) (ه) فيه (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب) أراد استواء الليل والنهار واعتدالهما. وقيل: أراد قرب انتهاء أمد الدنيا. والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه (1). (زمهر) (ه س) في حديث ابن عبد العزيز (قال: كان عمر مزمهرا على الكافر) أي شديد الغضب عليه. والزمهرير: شدة البرد، وهو الذى أعده الله عذابا للكفار في الدار الآخرة. (باب الزاى مع النون) (زنأ) (ه) فيه (لا يصلين أحدكم وهو زناء) أي حاقن بوله. يقال زنأ بوله يزنأ زنئا فهو زناء بوزن جبان، إذا احتقن. وأزنأه حقنه. والزنء في الاصل: الضيق، فاستعير للحاقن لانه يضيق ببوله. (ه) ومنه الحديث الآخر (أنه كان لا يحب من الدنيا إلا أزنأها) أي أضيقها. (س) وفى حديث سعد بن ضمرة (فزنأوا عليه بالحجارة) أي ضيقوا. (1) في الدر النثير: قال الفارسى: ويحتمل أنه عبارة عن قرب الاجل، وهو أن يطعن المؤمن في السن ويبلغ أوان الكهولة والمشيب، فإن رؤياه أصدق، لاستكمال تمام الحلم والاناة وقوة النفس. (*)
[ 315 ]
(ه) وفيه (لا يصلى زانئ) يعنى الذى يصعد في الجبل حتى يستتم الصعود، إما لانه لا يتمكن، أو مما يقع عليه من البهر والنهيج فيضيق لذلك نفسه. يقال: زنأ في الجبل يزنأ إذا صعد. (زنج) (س) في حديث زياد (قال عبد الرحمن بن السائب: فزنج شئ أقبل طويل العنق، فقلت: ما أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة) قال الخطابى: لا أدرى ما زنج، وأحسبه بالحاء. والزنح: الدفع، كأنه يريد هجوم هذا الشخص وإقباله. ويحتمل أن يكون زلج باللام والجيم، وهو سرعة ذهاب الشئ ومضيه. وقيل هو بالحاء بمعنى سنح وعرض، وتزنح على فلان أي تطاول. (زنخ) (ه) فيه (إن رجلا دعاه فقدم إليه إهالة زنخة فيها عرق) أي متغيرة الرائحة. ويقال سنخة بالسين. (زند) (ه) في حديث صالح بن عبد الله بن الزبير (أنه كان يعمل زندا بمكة) الزند بفتح النون: المسناة من خشب وحجارة يضم بعضها إلى بعض. والزمخشري أثبتها بالسكون وشبهها بزند الساعد. ويروى بالراء والباء وقد تقدم. * وفيه ذكر (زندورد) وهو بسكون النون وفتح الواو والراء: ناحية في أواخر العراق لها ذكر كثير في الفتوح. (زنق) (ه) في حديث أبى هريرة (وإن جهنم يقاد بها مزنوقة) المزنوق: المربوق بالزناق، وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة، ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه تمنع جماحه. والزناق: الشكال أيضا. وزنقت الفرس إذا شكلت قوائمه الاربع. * ومنه حديث مجاهد (في قوله تعالى (لاحتنكن ذريته إلا قليلا) قال: شبه الزناق، (س) وفي حديث أبى هريرة الآخر (أنه ذكر المزنوق فقال: المائل شقه لا يذكر الله) قيل أصله من الزنقة، وهى ميل في جدار في سكة أو عرقوب واد. هكذا فسره الزمخشري. * ومنه حديث عثمان (قال: من يشترى هذه الزنقة فيزيدها في المسجد ؟).
[ 316 ]
(زنم) فيه ذكر (الزنيم) وهو الدعى في النسب الملحق بالقوم وليس منهم، تشبيها له بالزنمة، وهى شئ يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا بها، وهى أيضا هنة مدلاة في حلق الشاة كالملحقة بها. * ومنه حديث على وفاطمة رضى الله عنهما: * بنت نبى ليس بالزنيم * (س) وحديث لقمان (الضائنة الزنمة) أي ذات الزنمة. ويروى الزلمة، وهو بمعناه. (زنن) (ه) فيه لا يصلين أحدكم وهو زنين) أي حاقن. يقال زن فذن: أي حقن فقطر. وقيل هو الذى يدافع الاخبثين معا. * ومنه الحديث (لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزنين). * ومنه الحديث (لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع). (س) وفى حديث ابن عباس يصف عليا رضى الله عنهم (ما رأيت رئيسا محربا يزن به) أي يتهم بمشاكلته. يقال زنه بكذا وأزنه إذا اتهمه به وظنه فيه. (س) ومنه حديث الانصار وتسويدهم جد بن قيس، (إنا لنزنه بالبخل) أي نتهمه به. * والحديث الآخر (فتى من قريش يزن بشرب الخمر). (س) ومنه شعر حسان في عائشة: * حصان رزان ما تزن بريبة (1) * (زنه) * فيه (سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه) أي بوزن عرشه في عظم قدره. وأصل الكلمة الواو، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من أولها، تقول: وزن يزن وزنا وزنة، كوعد يعد عدة، وإنما ذكرناها لاجل لفظها. (1) تمامه: * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل * (*)
[ 317 ]
(زنا) (ه) فيه ذكر (قسطنطينية الزانية) يريد الزانى أهلها. كقوله تعالى (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة) أي ظالمة الاهل. (س) وفيه (إنه وفد عليه بنو مالك بن ثعلبة، فقال: من أنتم ؟ قالوا: نحن بنو الزنية، فقال: بل أنتم بنو الرشدة) الزنية بالفتح والكسر: آخر ولد الرجل والمرأة، كالعجزة. وبنو مالك يسمون بنى الزنية لذلك. وإنما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بل أنتم بنو الرشدة، نفيا لهم عما يوهمه لفظ الزنية من الزنا، وهو نقيض الرشدة. وجعل الازهرى الفتح في الزنية والرشدة أفصح اللغتين. ويقال للولد إذا كان من زنا: هو لزنية، وهو في الحديث أيضا. (باب الزاى مع الواو) (زوج) (ه) فيه (من أنفق زوجين في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة. قيل: وما زوجان ؟ قال: فرسان، أو عبدان أو بعيران) الاصل في الزوج: الصنف والنوع من كل شئ، وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجان. وكل واحد منهما زوج. يريد من أنفق صنفين من ماله في سبيل الله. جعله الزمخشري من حديث أبى ذر، وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى مثله أبو هريرة أيضا عنه. (زود) * فيه (قال لوفد عبد القيس: أمعكم من أزودتكم شئ ؟ قالوا: نعم) الازودة: جمع زاد على غير القياس. (س) ومنه حديث أبى هريرة (ملانا أزودتنا) يريد مزاودنا، جمع مزود، حملا له على نظيره، كالاوعية في وعاء، مثل ما قالوا الغدايا والعشايا، وخزايا وندامى. (س) وفى حديث ابن الاكوع (فأمرنا نبى الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا تزاودنا) أي ما تزودناه (1) في سفرنا من طعام. (1) في الدر النثير: قال الفارسى: لست أتحقق أنه بالفتح أو بالكسر، فإن كان بالفتح فهو مصدر بمنزلة التزويد فمعناه: جمعنا ما تزودنا به، فعبر بلفظ المصدر عن الزاد. ومن قال بالكسر فيحتمل أنه اسم موضوع للزاد كالتمثال والتمساح. قال: وإنما يتمحل هذا لاجل النقل، وإلا فالوجه: فجمعنا أزوادنا. (*)
[ 318 ]
(زور) (ه) فيه (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) الزور: الكذب، والباطل، والتهمة. وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهى من الكبائر. * فمنها قوله (عدلت شهادة الزور الشرك بالله) وإنما عادلته لقوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) ثم قال بعدها (والذين لا يشهدون الزور). (س) وفيه (إن لزورك عليك حقا) الزور: الزائر، وهو في الاصل مصدر وضع موضع الاسم، كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم. وقد يكون الزور جمع زائر، كراكب وركب. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث طلحة (حتى أزرته شعوب) أي أوردته المنية فزارها. وشعوب من أسماء المنية. (ه) وفى حديث عمر يوم السقيفة (كنت زورت في نفسي مقالة) أي هيأت وأصلحت. والتزوير: إصلاح الشئ. وكلام مزور: أي محسن. (ه) ومنه حديث الحجاج (رحم الله امرأ زور نفسه على نفسه) أي قومها وحسنها. قاله القتيبى. وقيل إنما أراد: اتهم نفسه على نفسه، وحقيقته نسبتها إلى الزور، كفسقه وجهله. (ه) وفى حديث الدجال (رآه مكبلا بالحديد بأزورة) هي جمع زوار وزيار: وهو حبل يجعل بيت التصدير والحقب. والمعنى أنه جمعت يداه إلى صدره وشدت. وموضع بأزورة النصب، كأنه قال مكبلا مزورا. * وفى حديث أم سلمة (أرسلت إلى عثمان: يا بنى، مالى أرى رعيتك عنك مزورين) أي معرضين منحرفين. يقال ازور عنه وازوار بمعنى. * ومنه شعر عمر رضى الله عنه: * بالخيل عابسة زورا مناكبها * الزور: جمع أزور، من الزور: الميل.
[ 319 ]
* وفى قصيد كعب بن زهير: * في خلقها عن بنات الزور (1) تفضيل * الزور: الصدر، وبناته: ما حواليه من الاضلاع وغيرها (2). (زوق) (س) فيه (ليس لى ولنبي أن ندخل بيتا مزوقا) أي مزينا، قيل أصله من الزاووق وهو الزئبق، لانه يطلى به مع الذهب ثم يدخل النار. فيذهب الزئبق ويبقى الذهب. * ومنه الحديث (أنه قال لابن عمر: إذا رأيت قريشا قد هدموا البيت ثم بنوه فزوقوه، فإن استطعت أن تموت فمت) كره تزويق المساجد لما فيه من الترغيب في الدنيا وزينتها، أو لشغلها المصلى. (ه) ومنه حديث هشام بن عروة (أنه قال لرجل: أنت أثقل من الزاووق) يعنى الزئبق. كذا يسميه أهل المدينة. (3). (زول) * في حديث كعب بن مالك (رأى رجلا مبيضا يزول به السراب) أي يرفعه ويظهره. يقال زال به السراب إذا ظهر شخصه فيه خيالا. * ومنه قصيد كعب: يوما تظل حداب الارض ترفعها * من اللوامع تخليط وتزييل يريد أن لوامع السراب تبدو دون حداب الارض، فترفعها تارة وتخفضها أخرى. (ه) وفي حديث جندب الجهنى (والله لقد خالطه سهمي ولو كان زائلة لتحرك) الزائلة: كل شئ من الحيوان يزول عن مكانه ولا يستقر، (4) وكان هذا المرمى قد سكن نفسه لا يتحرك لئلا يحس به فيجهز عليه. (1) الرواية في شرح ديوانه 10 (عن بنات الفحل) وبنات الفحل: النوق. (2) في الدر النثير: قلت: ونهى عن الزور. فسر بوصل الشعر. اه، وانظر مادة (سقف) فيما يأتي. (3) انظر (زقا) فيما سبق. (4) قال الهروي: يقع على الانسان وغيره، وأنشد: وكنت امرءا أرمى الزوائل مرة * وأصبحت قد ودعت رمى الزوائل قال: هذا رجل كان يختل النساء في شبيبته ويصيبهن. (*)
[ 320 ]
وفى قصيد كعب: في فتية (1) من قريش قال قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا زولوا أي انتقلوا عن مكة مهاجرين إلى المدينة. (ه) وفى حديث قتادة (أخذه العويل والزويل) أي القلق والانزعاج، بحيث لا يستقر على المكان. وهو والزوال بمعنى. * وفى حديث أبى جهل (يزول في الناس) أي يكثر الحركة ولا يستقر. ويروى يرفل. وقد تقدم. (س) وفي حديث النساء (بزولة وجلس) الزولة: المرأة الفطنة الداهية. وقيل الظريفة. والزول: الخفيف الحركات. (زوى) (ه) فيه (زويت لى الارض فرأيت مشارقها ومغاربها) أي جمعت: يقال زويته أزويه زيا. * ومنه دعاء السفر (وازولنا البعيد) أي اجمعه واطوه. [ ه ] والحديث الآخر (إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة في النار) أي ينضم وينقبض. وقيل أراد أهل المسجد، وهم الملائكة. [ ه ] ومنه الحديث (أعطاني ربى اثنتين، وزوى عنى واحدة). * ومنه حديث الدعاء (وما زويت عنى مما أحب) أي صرفته عنى وقبضته. [ ه ] ومنه حديث عمر (قال للنبى صلى الله عليه وسلم: عجبت لما زوى الله عنك من الدنيا). (ه) وفى حديث آخر (ليزوأن الايمان بين هذين المسجدين) هكذا روى بالهمز، والصواب: ليزوين بالياء: أي ليجمعن ويضمن. (ه) ومنه حديث أم معبد: * فيا لقصى ما زوى الله عنكم * أي ما نحى عنكم من الخير والفضل. (1) الرواية في شرح ديوانه 23: في عصبة. (*)
[ 321 ]
(س) وفى حديث عمر: (كنت زويت في نفسي كلاما) أي جمعت. والرواية: زورت بالراء. وقد تقدم. * وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما (كان له أرض زوتها أرض أخرى) أي قربت منها فضيقتها. وقيل أحاطت بها. (باب الزاى مع الهاء) (زهد) (ه) فيه (أفضل الناس مؤمن مزهد) المزهد: القليل الشئ. وقد أزهد إزهادا وشئ زهيد: قليل. * ومنه الحديث (ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد). (س) ومنه حديث ساعة الجمعة (فجعل يزهدها) أي يقللها. * وحديث على رضى الله عنه (إنك لزهيد). (س) ومنه حديث خالد (كتب إلى عمر رضى الله عنهما: أن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الحد) أي احتقروه وأهانوه، ورأوه زهيدا. * ومنه حديث الزهري، وسئل عن الزهد في الدنيا فقال: (هو أن لا يغلب الحلال شكره، ولا الحرام صبره) أراد أن لا يعجز ويقصر شكره على من رزقه الله من الحلال، ولا صبره عن ترك الحرام. (زهر) (ه) في صفته عليه السلام (أنه كان أزهر اللون) الازهر: الابيض المستنير: والزهر والزهرة: البياض النير، وهو أحسن الالوان. * ومنه حديث الدجال (أعور جعد أزهر). * ومنه الحديث (سألوه عن جد بنى عامر بن صعصعة فقال: جمل أزهر متفاج). (ه) ومنه الحديث (سورة البقرة وآل عمران الزهراوان) أي المنيرتان، واحدتهما زهراء.
[ 322 ]
(ه) ومنه الحديث (أكثروا الصلاة على في الليلة الغراء واليوم الازهر) أي ليلة الجمعة ويومها، هكذا جاء مفسرا في الحديث. * ومنه الحديث (إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) أي حسنها وبهجتها وكثرة خيرها. (ه) وفيه (أنه قال لابي قتادة في الاناء الذى توضأ منه: ازدهر به فإن له شأنا) أي احتفظ به واجعله في بالك (1)، من قولهم: قضيت منه زهرتي: أي وطرى. وقيل هو من ازدهر إذا فرح: أي ليسفر وجهك وليزهر. وإذا أمرت صاحبك أن يجد فيما أمرته به قلت له: ازدهر. والدال فيه منقلبة عن تاء الافتعال. وأصل ذلك كله من الزهرة: الحسن والبهجة. (زهف) (س) في حديث صعصعة (قال لمعاوية: إنى لاترك الكلام فما أزهف به) الازهاف: الاستقدام. وقيل هو من أزهف في الحديث إذا زاد فيه. ويروى بالراء. وقد تقدم. (زهق) (ه) فيه (دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، وما تسمع نفس من حس تلك الحجب شيئا إلا زهقت) أي هلكت وماتت. يقال زهقت نفسه تزهق. * ومنه حديث عثمان رضى الله عنه في الذبح (أقروا الانفس حتى تزهق) أي حتى تخرج الروح من الذبيحة ولا يبقى فيها حركة، ثم تسلخ وتقطع. (ه) وفى حديث عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه (أن حابيا خير من زاهق) الزاهق: السهم الذى يقع وراء الهدف ولا يصيب، والحابى: الذى يقع دون الهدف ثم يزحف إليه ويصيب، أراد أن الضعيف الذى يصيب الحق خير من القوى الذى لا يصيبه. (زهل) في قصيد كعب بن زهير: يمشى القراد عليها ثم يزلقه * عنها (2) لبان وأقراب زهاليل الزهاليل: الملس، واحدها زهلول. والاقراب: الخواصر. (1) أنشد الهروي لجرير. فإنك قين وابن قينين فازدهر * بكيرك إن الكير للقين نافع (2) الرواية في شرح ديوانه 12: منها. (*)
[ 323 ]
(زهم) (س) في حديث يأجوج ومأجوج (وتجأى الارض من زهمهم) الزهم بالتحريك. مصدر زهمت يده تزهم من رائحة اللحم. والزهمة بالضم: الريح المنتنة، أراد أن الارض تنتن من جيفهم. (زها) (ه) فيه (نهى عن بيع الثمر حتى يزهى) وفى رواية حتى يزهو. يقال زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته. وأزهى يزهى إذا اصفر وأحمر. وقيل هما بمعنى الاحمرار والاصفرار. ومنهم من أنكر يزهو. ومنهم من أنكر يزهى. * وفى حديث أنس (قيل له: كم كانوا ؟ قال: زهاء ثلاثمائة) أي قدر ثلاثمائة، من زهوت القوم إذا حزرتهم. (ه) ومنه الحديث (إذا سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أولى زهاء يعجب الناس من زيهم فقد أظلت الساعة) أي ذوى عدد كثير. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث. (س) وفيه (من اتخذ الخيل زهاء ونواء على أهل الاسلام فهى عليه وزر) الزهاء بالمد، والزهو: الكبر والفخر. يقال زهى الرجل فهو مزهو، هكذا يتكلم به على سبيل المفعول، كما يقولون عنى بالامر، ونتجت الناقة، وإن كان بمعنى الفاعل، وفيه لغة أخرى قليلة زها يزهو زهوا. (س) ومنه الحديث (إن الله لا ينظر إلى العائل المزهو). (س) وحديث عائشة (إن جاريتي تزهى أن تلبسه في البيت) أي تترفع عنه ولا ترضاه، تعنى درعا كان لها.
[ 324 ]
(باب الزاى مع الياء) (زيب) * في حديث الريح (اسمها عند الله الازيب وعندكم الجنوب) الازيب: من أسماء ريح الجنوب. وأهل مكة يستعملون هذا الاسم كثيرا. (زيح) * في حديث كعب بن مالك (زاح عنى الباطل) أي زال وذهب. يقال زاح عنى الامر يزيح. (زيد) * في حديث القيامة (عشر أمثالها وأزيد) هكذا يروى بكسر الزاى، على أنه فعل مستقبل، ولو روى بسكون الزاى وفتح الياء على أنه اسم بمعنى أكثر لجاز. (زير) (س) في صفة أهل النار (الضعيف الذى لا زير له) هكذا رواه بعضهم، وفسره أنه الذى لا رأى له، والمحفوظ بالباء الموحدة وفتح الزاى. وقد تقدم. * وفيه (لا يزال أحدكم كاسرا وساده يتكئ عليه ويأخذ في الحديث فعل الزير) الزير من الرجال: الذى يحب محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيارته لهن. وأصله من الواو، وذكرناه هاهنا للفظه. * وفيه (إن الله تعالى قال لايوب عليه السلام: لا ينبغى أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الاسد) الزيار: شئ يجعل في فم الدابة إذا استصعبت لتنقاد وتذل. (س) وفي حديث الشافعي رضى الله عنه (كنت أكتب العلم وألقيه في زير لنا) الزير: الحب الذى يعمل فيه الماء. (زيغ) * في حديث الدعاء (لا تزغ قلبى) أي لا تمله عن الايمان. يقال زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه. * ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه (أخاف إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ) أي أجور وأعدل عن الحق. * وحديث عائشة رضى الله عنها (وإذا زاغت الابصار) أي مالت عن مكانها، كما يعرض للانسان عند الخوف.
[ 325 ]
(س) وفي حديث الحكم (أنه رخص في الزاغ) هو نوع من الغربان صغير. (زيف) * في حديث على رضى الله عنه (بعد زيفان وثباته) الزيفان بالتحريك: التبختر في المشى، من زاف البعير يزيف إذا تبختر، وكذلك ذكر الحمام عند الحمامة إذا رفع مقدمه بمؤخره واستدار عليها. * وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه (أنه باع نفاية بيت المال وكانت زيوفا وقسية) أي رديئة. يقال درهم زيف وزائف. (زيل) (ه) في حديث على رضى الله عنه، ذكر المهدى فقال (إنه أزيل الفخدين) أي منفرجهما، وهو الزيل والتزيل. (ه) وفي بعض الاحاديث (خالطوا الناس وزايلوهم) أي فارقوهم في الافعال التى لا ترضى الله ورسوله. (زيم) * في قصيد كعب: سمر العجايات يتركن الحصى زيما * لم يقهن رؤوس الاكم تنعيل الزيم: المتفرق، يصف شدة وطئها أنه يفرق الحصى. * وفي حديث خطبة الحجاج: * هذا أوان الحرب (1) فاشتدى زيم * هو اسم ناقة أو فرس، وهو يخاطبها ويأمرها بالعدو. وحرف النداء محذوف. (زين) (ه) فيه (زينو القرآن بأصواتكم) قيل هو مقلوب، أي زينوا أصواتكم بالقرآن. والمعنى: الهجوا بقراءته وتزينوا به، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين، كقوله (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب. هكذا قال الهروي والخطابى ومن تقدمهما. وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل الذى أمر به في قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن، كما يقال: ويل (1) يروى: أوان الشد. (*)
[ 326 ]
للشعر من رواية السوء، فهو راجع إلى الراوى لا للشعر: فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الاداء، وحث لغيره على التوقى من ذلك، فكذلك قوله (زينو القرآن) يدل على ما يزين به من الترتيل والتدبر ومراعاة الاعراب. وقيل أراد بالقرآن القراءة، فهو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا: أي زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم. ويشهد لصحة هذا، وأن القلب لا وجه له، حديث أبى موسى (أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى قراءته فقال: لقد أتيت مزمارا من مزامير آل داود، فقال: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا) أي حسنت قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك تأييدا لا شبهة فيه حديث ابن عباس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل شئ حلية، وحلية القرآن حسن الصوب) والله أعلم. (ه) وفي حديث الاستسقاء قال: (اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها) أي نباتها الذى يزينها. * وفي حديث خزيمة (ما منعنى ألا أكون مزدانا بإعلانك) أي متزينا بإعلان أمرك، وهو مفتعل من الزينة، فأبدل التاء دالا لاجل الزاى. (س) وفي حديث شريح (أنه كان يجيز من الزينة ويرد من الكذب) يريد تزيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أو صفتها.
[ 327 ]
حرف السين (باب السين مع الهمزة) (سأب) (ه) في حديث المبعث (فأخذ جبريل بحلقى فسأبنى حتى أجهشت بالبكاء) السأب العصر في الحلق، كالخنق. (سأر) * فيه (إذا شربتم فأسئروا) أي أبقوا منه بقية. والاسم السؤر. (س) ومنه حديث الفضل بن العباس (لا أوثر بسورك أحدا) أي لا أتركه لاحد غيرى. (س) ومنه الحديث (فما أسأروا منه شيئا) ويستعمل في الطعام والشراب وغيرهما. * ومنه الحديث (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) أي باقيه. والسائر مهموز: الباقي. والناس يستعملونه في معنى الجميع، وليس بصحيح. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث، وكلها بمعنى باقى الشئ. (ساسم) * في وصيته لعياش بن أبى ربيعة (والاسود البهيم كأنه من ساسم) الساسم: شجر أسود، وقيل هو الآبنوس. (سأف) * في حديث المبعث (فإذا الملك الذى جاءني بحراء فسئفت منه) أي فزعت، هكذا جاء في بعض الروايات. (سأل) * فيه (للسائل حق وإن جاء على فرس) السائل: الطالب. معناه الامر بحسن الظن بالسائل إذا تعرض لك، وأن لا تجبهه بالتكذيب والرد مع إمكان الصدق: أي لا تخيب السائل وإن رابك منظره وجاء راكبا على فرس، فإنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أو دين يجوز معه أخذ الصدقة، أو يكون من الغزاة، أو من الغارمين وله في الصدقة سهم. (س) وفيه (أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن أمر لم يحرم، فحرم على الناس
[ 328 ]
من أجل مسألته) السؤال في كتاب الله والحديث نوعان: أحدهما ما كان على وجه التبيين والتعلم مما تمس الحاجة إليه، فهو مباح، أو مندوب، أو مأمور به، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنت، فهو مكروه، ومنهى عنه. فكل ما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فإنما هو ردع وزجر للسائل، وإن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ. * ومنه الحديث (أنه نهى عن كثرة السؤال) قيل هو من هذا. وقيل هو سؤال الناس أموالهم من غير حاجة. (س) ومنه الحديث الآخر (أنه كره المسائل وعابها) أراد المسائل الدقيقة التى لا يحتاج إليها. * ومنه حديث الملاعنة (لما سأله عاصم عن أمر من يجد مع أهله رجلا، فأظهر النبي صلى الله عليه وسلم الكراهة في ذلك) إيثارا لستر العورة وكراهة لهتك الحرمة. وقد تكرر ذكر السؤال والمسائل وذمها في الحديث. (سئم) (س) فيه (إن الله لا يسأم حتى تسأموا) هذا مثل قوله (لا يمل حتى تملوا) وهو الرواية المشهورة. والسآمة: الملل والضجر. يقال: سئم يسأم سأما وسآمة، وسيجئ معنى الحديث مبينا في حرف الميم. * ومنه حديث أم زرع (زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا سآمة) أي أنه طلق معتدل في خلوه من أنواع الاذى والمكروه بالحر والبرد والضجر: أي لا يضجر منى فيمل صحبتي. * وفي حديث عائشة رضى الله عنها (أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السأم عليكم، فقالت عائشة: عليكم السأم والذأم واللعنة) هكذا جاء في رواية مهموزا من السأم، ومعناه أنكم تسأمون دينكم. والمشهور فيه ترك الهمز، ويعنون به الموت. وسيجئ في المعتل.
[ 329 ]
(باب السين مع الباء) (سبأ) (س) في حديث عمر رضى الله عنه (إنه دعا بالجفان فسبأ الشراب فيها) يقال: سبأت الخمر أسبؤها سبئا وسباء: اشتريتها. والسبيئة: الخمر. قال أبو موسى: المعنى في الحديث فيما قيل: جمعها وخبأها. * وفيه ذكر (سبأ) وهو اسم مدينة بلقيس باليمن. وقيل هو اسم رجل ولد عامة قبائل اليمن. وكذا جاء مفسرا في الحديث. وسميت المدينة به. (سبب) (ه) فيه (كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي) النسب بالولادة والسبب بالزواج. وأصله من السبب، وهو الحبل الذى يتوصل به إلى الماء، ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى شئ، كقوله تعالى (وتقطعت بهم الاسباب) أي الوصل والمودات. (س) ومنه حديث عقبة (وإن كان رزقه في الاسباب) أي في طرق السماء وأبوابها. (س) وحديث عوف بن مالك (أنه رأى في المنام كأن سببا دلى من السماء) أي حبلا. وقيل لا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بالسقف أو نحوه. (س) وفيه (ليس في السبوب زكاة) هي الثياب الرقاق، الواحد سب، بالكسر، يعنى إذا كانت لغير التجارة. و قيل إنما هي السيوب، بالياء، وهى الركاز، لان الركاز يجب فيه الخمس لا الزكاة. * ومنه حديث صلة بن أشيم (فإذا سب فيه دوخلة رطب) أي ثوب رقيق. (س) وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما (أنه سئل عن سبائب يسلف فيها) السبائب: جمع سبيبة، وهى شقة من الثياب أي نوع كان. وقيل هي من الكتان. * ومنه حديث عائشة (فعمدت إلى سبيبة من هذه السبائب فحشتها صوفا ثم أتتنى بها).
[ 330 ]
(ه) ومنه الحديث (دخلت على خالد وعليه سبيبة). (ه) وفي حديث استسقاء عمر (رأيت العباس رضى الله عنه وقد طال عمر، وعيناه تنضمان (1) وسبائبه تجول على صدره) يعنى ذوائبه، واحدها سبيب. وفي كتاب الهروي على اختلاف نسخه (وقد طال عمره) (2) وإنما هو طال عمر: أي كان أطول منه، لان عمر لما استسقى أخذ العباس إليه وقال: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك. وكان إلى جانبه، فرآه الراوى وقد طاله: أي كان أطول منه. * وفيه (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) السب: الشتم. يقال سبه يسبه سبا وسبابا. قيل هذا محمول على من سب أو قاتل مسلما من غير تأويل. وقيل إنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أنه يخرجه إلى الفسق والكفر. (س) وفى حديث أبى هريرة (لا تمشين أمام أبيك، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستسب له) أي لا تعرضه للسب وتجره إليه، بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك. وقد جاء مفسرا في الحديث الآخر (إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه. قيل: وكيف يسب والديه ؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه وأمه). (ه) ومنه الحديث (لا تسبوا الابل فإن فيها رقوء الدم). (سبت) (ه) فيه (يا صاحب السبتين اخلع نعليك) السبت بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال، سميت بذلك، لان شعرها قد سبت عنها: أي حلق وأزيل. وقيل لانها انسبتت بالدباغ: أي لانت، يريد: يا صاحب النعلين. وفى تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع، مثل قولهم: فلان يلبس الصوف والقطن والابريسم: أي الثياب المتخذة منها. ويروى السبتيين، على النسب إلى السبت. وإنما أمره بالخلع احتراما للمقابر، لانه كان يمشى بينها. وقيل لانها كان بها قذر، أو لاختياله في مشيه (3). (1) كذا في الاصل وا واللسان وتاج العروس. والذى في الهروي (تبصان) وفي الفائق 2 / 366 (تنضحان) وبص: برق ولمع، ونضحت العين: فارت بالدمع (القاموس). (2) في نسخة الهروي التى بين أيدينا: وقد طال عمر. (3) قال الهروي: ويدل على أن السبت ما لا شعر له حديث ابن عمر (قيل له: إنك تلبس النعال السبتية ! فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس النعال التى ليس عليها شعر وأنا أحب أن ألبسها). (*)
[ 331 ]
(ه) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما (قيل له: إنك تلبس النعال السبتية) إنما اعترض عليه لانها نعال أهل النعمة والسعة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * وفي حديث عمرو بن مسعود (قال لمعاوية: ما تسأل عن شيخ نومه سبات، وليله هبات) السبات: نوم المريض والشيخ المسن، وهو النومة الخفيفة. وأصله من السبت: الراحة والسكون، أو من القطع وترك الاعمال. [ ه ] وفيه ذكر (يوم السبت) وسبت اليهود وسبتت اليهود تسبت إذا أقاموا عمل يوم السبت. والاسبات: الدخول في السبت. وقيل سمى يوم السبت، لان الله تعالى خلق العالم في ستة أيام آخرها الجمعة، وانقطع العمل، فسمى اليوم السابع يوم السبت. * ومنه الحديث (فما رأينا الشمس سبتا) قيل أراد أسبوعا من السبت إلى السبت فأطلق عليه اسم اليوم، كما يقال عشرون خريفا، ويراد عشرون سنة. وقيل أراد بالسبت مدة من الزمان قليلة كانت أو كثيرة. (سبج) (ه) في حديث قيلة (وعليها سبيج لها) هو تصغير سبيج، كرغيف ورغيف وهو معرب شبى، للقميص بالفارسية. و قيل هو ثوب صوف أسود. (سبح) * قد تكرر في الحديث ذكر (التسبيح) على اختلاف تصرف اللفظة. وأصل التسبيح: التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعا. يقال سبحته أسبحه تسبيحا وسبحانا، فمعنى سبحان الله: تنزيه الله، وهو نصب على المصدر بفعل مضمر، كأنه قال: أبرئ الله من السوء براءة. وقيل معناه: التسرع إليه والخفة في طاعته. وقيل معناه: السرعة إلى هذه اللفظة. وقد يطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر مجازا، كالتحميد والتمجيد وغيرهما. وقد يطلق على صلاة التطوع والنافلة. و يقال أيضا للذكر ولصلاة النافلة: سبحة. يقال: قضيت سبحتي. والسبحة من التسبيح، كالسخرة من التسخير. وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لان التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة، لانها نافلة كالتسبيحات والاذكار في أنها غير واحبة. وقد تكرر ذكر السبحة في الحديث كثيرا. (ه) فمنها الحديث (اجعلوا صلاتكم معهم سبحة) أي نافلة.
[ 332 ]
* ومنها الحديث (كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى تحل الرحال) أراد صلاة الضحى، يعنى أنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يحطوا الرحال ويريحوا الجمال، رفقا بها وإحسانا. (س) وفي حديث الدعاء (سبوح قدوس) يرويان بالضم والفتح، والفتح أقيس، والضم أكثر استعمالا، وهو من أبنية المبالغة. والمراد بهما التنزيه. * وفي حديث الوضوء (فأدخل أصبعيه السباحتين في أذنه) السباحة والمسبحة: الاصبع التى تلى الابهام، سميت بذلك لانها يشار بها عند التسبيح. (ه) وفيه (أن جبريل عليه السلام قال: (لله دون العرش سبعون حجابا، لو دنونا من أحدها لاحرقتنا سبحات وجه ربنا). (س) وفى حديث آخر (حجابه النور أو النار، لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره) سبحات الله: جلاله وعظمته، وهى في الاصل جمع سبحة. وقيل أضواء وجهه. وقيل سبحات الوجه: محاسنه، لانك إذا رأيت الحسن الوجه. قلت: سبحان الله. وقيل معناه تنزيه له: أي سبحان وجهه. وقيل: إن سبحات وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول: أي لو كشفها لاحرقت كل شئ أدركه بصره، فكأنه قال: لاحرقت سبحات الله كل شئ أبصره، كما تقول: لو دخل الملك البلد لقتل والعياذ بالله كل من فيه. وأقرب من هذا كله أن المعنى: لو انكشف من أنوار الله التى تحجب العباد عنه شئ لاهلك كل من وقع عليه ذلك النور كما خر موسى عليه السلام صعقا، وتقطع الجبل دكا لما تجلى الله سبحانه وتعالى. (س) وفي حديث المقداد (أنه كان يوم بدر على فرس يقال له سبحة) هو من قولهم فرس سابح، إذا كان حسن مد اليدين في الجرى. (سبحل) * فيه (خير الابل السبحل) أي الضخم. (سبخ) (ه) في حديث عائشة (أنه سمعها تدعو على سارق سرقها، فقال: لا تسبخى عنه بدعائك عليه) أي لا تخففى عنه الاثم الذى استحقه بالسرقة. * ومنه حديث على رضى الله عنه (أمهلنا يسبخ عنا الحر) أي يخف.
[ 333 ]
* وفيه (أنه قال لانس - وذكر البصرة - إن مررت بها ودخلتها فإياك وسباخها وكلاها) السباخ: جمع سبخة، وهى الارض التى تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (سبد) (ه) في حديث الخوارج (التسبيد فيهم فاش) هو الحلق واستئصال الشعر. وقيل هو ترك التدهن وغسل الرأس. * وفي حديث آخر (سيماهم التحليق والتسبيد). (ه) ومنه حديث ابن عباس (أنه قدم مكة مسبدا رأسه) يريد ترك التدهن والغسل. (سبذ) (س) في حديث ابن عباس (جاء رجل من الاسبذيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم). هم قوم من المجوس لهم ذكر في حديث الجزية. قيل كانوا مسلحة لحصن المشقر من أرض البحرين، الواحد أسبذى، والجمع الاسابذة. (سبر) (ه) فيه (يخرج رجل من النار قد ذهب حبره وسبره) السبر: حسن الهيئة والجمال. وقد تفتح السين. (ه) ومنه حديث الزبير (قيل له: مر بنيك حتى يتزوجوا في الغرائب، فقد غلب عليهم سبر أبى بكر ونحوله) السبر هاهنا: الشبه. يقال عرفته بسبر أبيه: أي بشبهه وهيأته. وكان أبو بكر نحيفا دقيق المحاسن، فأمره أن يزوجهم للغرائب ليجتمع لهم حسن أبى بكر وشدة غيره. (ه) وفيه (إسباغ الوضوء في السبرات) السبرات: جمع سبرة بسكون الباء، وهى شدة البرد. * ومنه حديث زواج فاطمة رضى الله عنها (فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة سبرة). (س) وفي حديث الغار (قال له أبو بكر: لا تدخله حتى أسبره قبلك) أي اختبره وأعتبره وأنظر هل فيه أحد أو شئ يؤذى.
[ 334 ]
* وفيه (لا بأس أن يصلى الرجل وفي كمه سبورة) قيل هي الالواح من الساج يكتب فيها التذاكر، وجماعة من أصحاب الحديث يروونها سنورة، وهو خطأ. (س) وفي حديث حبيب بن أبى ثابت (قال: رأيت على ابن عباس ثوبا سابريا أستشف ما وراءه) كل رقيق عندهم سابرى. والاصل فيه الدروع السابرية، منسوبة إلى سابور. (سبسب) (س) فيه (أبدلكم الله تعالى بيوم السباسب يوم العيد) يوم السباسب عيد للنصارى، ويسمونه السعانين. (س) وفي حديث قس (فبينا أنا أجول سبسبها) السبسب: القفر، والمفازة. ويروى بسبسها، وهما بمعنى. (سبط) (ه) في صفته عليه السلام (سبط القصب) السبط بسكون الباء وكسرها: الممتد الذى ليس فيه تعقد ولا نتو، والقصب يريد بها ساعديه وساقيه. (س) وفى حديث الملاعنة إن جاءت به سبطا فهو لزوجها) أي ممتد الاعضاء تام الخلق. (ه) ومنه الحديث في صفة شعره صلى الله عليه وسلم (ليس بالسبط ولا الجعد القطط) السبط من الشعر: المنبسط المسترسل، والقطط: الشديد الجعودة: أي كان شعره وسطا بينهما. (ه) وفيه (الحسين سبط من الاسباط) أي أمة من الامم في الخير. والاسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل، واحدهم سبط، فهو واقع على الامة، والامة واقعة عليه. (ه) ومنه الحديث الآخر (الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي طائفتان وقطعتان منه. وقيل الاسباط خاصة: الاولاد. وقيل أولاد الاولاد. وقيل أولاد البنات. * ومنه حديث الضباب (إن الله غضب على سبط من بنى إسرائيل فمسخهم دواب). (ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها (كانت تضرب اليتيم يكون في حجرها حتى
[ 335 ]
يسبط) أي يمتد على وجه الارض. يقال أسبط على الارض إذا وقع عليها ممتدا من ضرب أو مرض. (س) وفيه (أنه أتى سباطة قوم فبال قائما) السباطة والكناسة: الموضع الذى يرمى فيه التراب والاوساخ وما يكنس من المنازل. وقيل هي الكناسة نفسها. وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا ملك، لانها كانت مواتا مباحة. وأما قوله: قائما، فقيل لانه لم يجد موضعا للقعود، لان الظاهر من السباطة أن لا يكون موضعها مستويا. وقيل لمرض منعه عن القعود. وقد جاء في بعض الروايات: لعله بمأبضية. وقيل فعله للتداوي من وجع الصلب، لانهم كانوا يتداوون بذلك. * وفيه (أن مدافعة البول مكروهة، لانه بال قائما في السباطة ولم يؤخره). (سبطر) (ه) في حديث شريح (إن هي قرت ودرت واسبطرت فهو لها) أي امتدت للارضاع ومالت إليه. * ومنه حديث عطاء (أنه سئل عن رجل أخذ من الذبيحة شيئا قبل أن تسبطر، فقال: ما أخذت منها فهو ميتة) أي قبل أن تمتد بعد الذبح. (سبع) * فيه (أوتيت السبع المثانى) وفي رواية (سبعا من المثانى) قيل هي الفاتحة لانها سبع آيات. وقيل السور الطوال من البقرة إلى التوبة، على أن تحسب التوبة والانفال بسورة واحدة، ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة. ومن في قوله: من المثانى، لتبيين الجنس، ويجوز أن تكون للتبعيض: أي سبع آيات أو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات. * وفيه (إنه ليغان على قلبى حتى أستغفر الله في اليوم سبعين مرة) قد تكرر ذكر السبعين والسبعة والسبعمائة في القرآن والحديث. والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير، كقوله تعالى (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) وكقوله (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) وكقوله [ عليه السلام ]) الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة) وأعطى رجل أعرابيا درهما فقال: سبع الله لك الاجر، أراد التضعيف. (ه) وفيه (للبكر سبع وللثيب ثلاث) يجب على الزوج أن يعدل بين نسائه في القسم فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند الاخرى، فإن تزوج عليهن بكرا أقام عندها سبعة أيام لا تحسبها
[ 336 ]
عليه نساؤه في القسم، وإن تزوج ثيبا أقام عندها ثلاثة أيام لا تحسب عليه. * ومنه الحديث (قال لام سلمة حين تزوجها - وكانت ثيبا - إن شئت سبعت عندك ثم سبعت عند سائر نسائى، وإن شئت ثلثت ثم درت) أي لا أحتسب بالثلاث عليك. اشتقوا فعل من الواحد إلى العشرة، فمعنى سبع: أقام عندها سبعا، وثلث أقام عندها ثلاثا. وسبع الاناء إذا غسله سبع مرات، وكذلك من الواحد إلى العشرة في كل قول أو فعل. (ه) وفيه (سبعت سليم يوم الفتح) أي كملت سبعمائة رجل. (ه) وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسألة فقال (إحدى من سبع) أي اشتدت فيها الفتيا وعظم أمرها. ويجوز أن يكون شبهها بإحدى الليالى السبع التى أرسل الله فيها الريح على عاد، فضربها لها مثلا في الشدة لاشكالها. وقيل أراد سبع سنى يوسف الصديق عليه السلام في الشدة. * ومنه الحديث (إنه طاف بالبيت أسبوعا) أي سبع مرات. * ومنه (الاسبوع للايام السبعة). ويقال له سبوع بلا ألف لغة فيه قليلة. وقيل هو جمع سبع أو سبع، كبرد وبرود، وضرب وضروب. * ومنه حديث سلمة بن جنادة (إذا كان يوم سبوعه) يريد يوم أسبوعه من العرس: أي بعد سبعة أيام. (ه س) وفيه (إن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعها الراعى منه، فقال الذئب: من لها يوم السبع ؟) قال ابن الاعرابي: السبع بسكون الباء: الموضع الذى إليه يكون المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة. والسبع أيضا: الذعر، سبعت فلانا إذا ذعرته. وسبع الذئب الغنم إذا فرسها: أي من لها يوم الفزع. وقيل هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث: يوم لا راعى لها، غيرى. والذئب لا يكون لها راعيا يوم القيامة. وقيل أراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعى لها، نهبة للذئاب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء. وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التى يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. وقال أبو موسى بإسناده عن أبى
[ 337 ]
عبيدة: يوم السبع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولهوهم، وليس بالسبع الذى يفترس الناس. قال: وأملاه أبو عامر العبدرى الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والاتقان بمكان. * وفيه (نهى عن جلود السباع) السباع تقع على الاسد والذئاب والنمور وغيرها. وكان مالك يكره الصلاة في جلود السباع وإن دبغت، ويمنع من بيعها. واحتج بالحديث جماعة، وقالوا إن الدباغ لا يؤثر فيما لا يؤكل لحمه. وذهب جماعة إلى أن النهى تناولها قبل الدباغ، فأما إذا دبغت فقد طهرت. وأما مذهب الشافعي فإن الدباغ (1) يطهر جلود الحيوان المأكول وغير المأكول إلا الكلب والخنزير وما تولد منهما، والدباغ يطهر كل جلد ميتة غيرهما. وفي الشعور والاوبار خلاف هل تطهر بالدباغ أم لا. وقيل إنا نهى عن جلود السباع مطلقا، وعن جلد النمر خاصا، ورد فيه أحاديث لانه من شعار أهل السرف والخيلاء. * ومنه الحديث (أنه نهى عن أكل كل ذى ناب من السباع) هو ما يفترس الحيوان ويأكله قهرا وقسرا، كالاسد والنمر والذئب ونحوها. (ه) وفيه (أنه صب على رأسه الماء من سباع كان منه في رمضان) السباع: الجماع. وقيل كثرته. (ه) ومنه الحديث (أنه نهى عن السباع) هو الفخار بكثرة الجماع. وقيل هو أن يتساب الرجلان فيرمى كل واحد صاحبه بما يسوءه. يقال سبع فلان فلانا إذا اننقصه وعابه (2). * وفيه ذكر (السبيع) هو بفتح السين وكسر الباء: محلة من محال الكوفة منسوبة إلى القبيلة، وهم بنو سبيع من همدان. (سبغ) (ه) في حديث قتل أبى بن خلف (زجله بالحربة فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة) التسبغة: شئ من حلق الدروع والزرد يعلق بالخوذة دائرا معها ليستر الرقبة وجيب الدرع. (1) في الاصل وا واللسان (فإن الذبح) والمثبت أفاده مصحح الاصل. وهو الصواب المعروف في مذهب الشافعية. (2) في الدر النثير: قلت الاول تفسير ابن لهيعة. وقال ابن وهب: يريد جلود السباع، حكاه البيهقى في سننه. (*)
[ 338 ]
(س) ومنه حديث أبى عبيدة (إن زردتين من زرد التسبغة نشبتا في خد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد) وهى تفعلة مصدر سبغ، من السبوغ: الشمول. (س) ومنه الحديث (كان اسم درع النبي صلى الله عليه وسلم ذو السبوغ) لتمامها وسعتها. (س) وفي حديث الملاعنة (إن جاءت به سابغ الاليتين) أي تامهما وعظيمهما، من سبوغ الثوب والنعمة. (س) ومنه حديث شريح (أسبغوا لليتيم في النفقة) أي أنفقوا عليه تمام ما يحتاج إليه، ووسعوا عليها فيها. (سبق) (س) فيه (لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل) السبق بفتح الباء: ما يجعل من المال رهنا على المسابقة. وبالسكون: مصدر سبقت أسبق سبقا. المعنى لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في هذه الثلاثة، وهى الابل والخيل والسهام، وقد ألحق بها الفقهاء ما كان بمعناها، وله تفصيل في كتب الفقه. قال الخطابى: الرواية الصحيحة بفتح الباء. (س) ومنه الحديث (أنه أمر بإجراء الخيل، وسبقها ثلاثة أعذق من ثلاث نخلات) سبق هاهنا بمعنى أعطى السبق. وقد يكون بمعنى أخذ، وهو من الاضداد، أو يكون مخففا وهو المال المعين. * ومنه الحديث (استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا) يروى بفتح السين وبضمها على ما لم يسم فاعله، والاول أولى، لقوله بعده: وإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم. * وفي حديث الخوارج (سبق الفرث والدم) أي مر سريعا في الرمية وخرج منها لم يعلق منها بشئ من فرثها ودمها لسرعته شبه به خروجهم من الدين ولم يعلقوا بشئ منه. (سبك) (س) في حديث عمر (لو شئت لملات الرحاب صلائق وسبائك) أي ما سبك من الدقيق ونخل فأخذ خالصه. يعنى الحوارى، وكانوا يسمون الرقاق السبائك. (سبل) * قد تكرر في الحديث ذكر (سبيل الله وابن السبيل) فالسبيل: في الاصل الطريق ويذكر ويؤنث، والتأنيث فيها أغلب. وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق
[ 339 ]
التقرب إلى الله تعالى بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد، حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه. وأما ابن السبيل فهو المسافر الكثير السفر، سمى ابنا لها لملازمته إياها. (ه) وفيه (حريم البئر أربعون ذراعا من حواليها لاعطان الابل والغنم، وابن السبيل أول شارب منها) أي عابر السبيل المجتاز بالبئر أو الماء أحق به من المقيم عليه، يمكن من الورد والشرب، وأن يرفع لشفته ثم يدعه للمقيم عليه. (س) وفي حديث سمرة (فإذا الارض عند أسبله) أي طرقه، وهو جمع قلة للسبيل إذا أنثت، وإذا ذكرت فجمعها أسبلة. * وفى حديث وقف عمر (احبس أصلها وسبل ثمرتها) أي اجعلها وقفا، وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه، سبلت الشئ إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقا مطروقة. (ه) وفيه (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المسبل إزاره) هو الذى يطول ثوبه ويرسله إلى الارض إذا مشى. وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا. وقد تكرر ذكر الاسبال في الحديث، وكله بهذا المعنى. * ومنه حديث المرأة والمزادتين (سابلة رجليها بين مزادتين) هكذا جاء في رواية. والصواب في اللغة مسبلة: أي مدلية رجليها. والرواية سادلة: أي مرسلة. (ه) ومنه حديث أبى هريرة (من جر سبله من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) السبل بالتحريك: الثياب المسبلة، كالرسل، والنشر، في المرسلة والمنشورة. وقيل: إنها أغلظ ما يكون من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان. * ومنه حديث الحسن (دخلت على الحجاج وعليه ثياب سبلة). (ه) وفيه (إنه كان وافر السبلة) السبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السبال، قاله الجوهرى. وقال الهروي (1) هي الشعرات التى تحت اللحى الاسفل. والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر. (1) حكاية عن الازهرى. (*)
[ 340 ]
* ومنه حديث ذى الثدية (عليه شعيرات مثل سبالة السنور). (س) وفى حديث الاستسقاء (اسقنا غيثا سابلا) أي هاطلا غزيرا. يقال أسبل المطر والدمع إذا هطلا. والاسم السبل بالتحريك. (س) ومنه حديث رقيقة. * فجاد بالماء جونى له سبل * أي مطر جود هاطل. (س) وفي حديث مسروق (لا تسلم في قراح حتى يسبل) أسبل الزرع إذا سنبل. والسبل: السنبل، والنون زائدة. (سبن) (س) في حديث أبى بردة، في تفسير الثياب القسية (قال: فلما رأيت السبنى عرفت أنها هي) السبنية: ضرب من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان، منسوبة إلى موضع بناحية المغرب يقال له سبن. (سبنت) (س) في مرثية عمر رضى الله عنه: وما كنت أرجو أن تكون وفاته * بكفى سبنتى أزرق العين مطرق السبنتى والسبندى: النمر. (سبنج) (س) فيه (كان لعلى بن الحسين سبنجونة من جلود الثعالب، كان إذا صلى لم يلبسها)، هي فروة. وقيل هي تعريب آسمان جون: أي لون السماء. (سبهل) (س) فيه (لا يجيئن أحدكم يوم القيامة سبهللا) أي فارغا، ليس معه من عمل الآخرة شئ. يقال جاء يمشى سبهللا، إذا جاء وذهب فارغا في غير شئ. (س) ومنه حديث عمر (إنى لاكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة) التنكير في دنيا وآخرة يرجع إلى المضاف إليهما وهو العمل، كأنه قال: لا في عمل من أعمال الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة. (سبا) * قد تكرر في الحديث ذكر (السبى والسبية والسبايا) فالسبي: النهب وأخذ الناس عبيدا وإماء، والسبية: المرأة المنهوبة، فعيلة بمعنى مفعولة، وجمعها السبايا.
[ 341 ]
(س) وفيه (تسعة أعشار الرزق في التجارة، والجزء الباقي في السابياء) يريد به النتاج في المواشى وكثرتها. يقال إن لآل فلان سابياء: أي مواشي كثيرة. والجمع السوابى، وهى في الاصل الجلدة التى يخرج فيها الولد. وقيل هي المشيمة. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه (قال لظبيان: ما مالك ؟ قال: عطائي ألفان. قال: اتخذ من هذا الحرث والسابياء قبل أن يليك غلمة من قريش لا تعد العطاء معهم مالا) يريد الزراعة والنتاج. (باب السين مع التاء) (ستت) (ه س) فيه (إن سعدا خطب امرأة بمكة فقيل: إنها تمشى على ست إذا أقبلت، وعلى أربع إذا أدبرت) يعنى بالست يديها وثدييها ورجليها: أي أنها لعظم ثدييها ويديها كأنها تمشى مكبة. والاربع رجلاها وأليتاها، وأنهما كادتا تمسان الارض لعظمهما، وهى بنت غيلان الثقفية التى قيل فيها: تقبل بأربع وتدبر بثمان، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف. (ستر) * فيه (إن الله حيى ستير يحب الحياء والستر) ستير: فعيل بمعنى فاعل: أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون. (ه) وفيه أيما رجل أغلق بابه على امرأته وأرخى دونها إستارة فقد تم صداقها) الاستارة من الستر كالستارة، وهى كالاعظامة من العظامة. قيل لم تستعمل إلا في هذا الحديث. ولو رويت أستاره، جمع ستر لكان حسنا. * ومنه حديث ماعز (ألا سترته بثوبك يا هزال) إنما قال ذلك حبا لاخفاء الفضيحة وكراهية لاشاعتها. (ستل) (ه) في حديث أبى قتادة (قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فبينا نحن ليلة متساتلين عن الطريق نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم) تساتل القوم إذا تتابعوا واحدا في أثر واحد. والمساتل: الطرق الضيقة، لان الناس يتساتلون فيها.
[ 342 ]
(سته) (ه) في حديث الملاعنة (إن جاءت به مستها جعدا فهو لفلان) أراد بالمسته الضخم الاليتين. يقال أسته فهو مسته، وهو مفعل من الاست. وأصل الاست سته، فحذفت الهاء وعوض منها الهمزة. ومنها حديث البراء (قال: مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستها). (باب السين مع الجيم) (سجج) (ه) (فيه إن الله قد أراحكم من السجة والبجة) السجة والسجاج: اللبن الذى رقق بالماء ليكثر. وقيل هو اسم صنم كان يعبد في الجاهلية. (سجح) (ه) في حديث على يحرض أصحابه على القتال (وامشوا إلى الموت مشية سححا أو سجحاء). السجح: السهلة. والسجحاء تأنيث الاسجح وهو السهل. (ه) ومنه حديث عائشة (قالت لعلى يوم الجمل حين ظهر: ملكت فأسجح) أي قدرت فسهل وأحسن العفو، وهو مثل سائر. * ومنه حديث ابن الاكوع في غزوة ذى قرد (ملكت فأسجح). (سجد) (س) فيه (كان كسرى يسجد للطالع) أي يتطامن وينحنى. والطالع هو السهم الذى يجاوز الهدف من أعلاه، وكانوا يعدونه كالمقرطس، والذى يقع عن يمينه وشماله يقال له عاضد. والمعنى أنه كان يسلم لراميه ويستسلم. وقال الازهرى: معناه أنه كان يخفض رأسه إذا شخص سهمه وارتفع عن الرمية، ليتقوم السهم فيصيب الدارة. يقال أسجد الرجل: طأطأ رأسه وانحنى. قال: * وقلن له أسجد لليلى فأسجدا * يعنى البعير: أي طأطأ لها لتركبه. فأما سجد فبمعنى خضع. * ومنه (سجود الصلاة) وهو وضع الجبهة على الارض، ولا خضوع أعظم منه. (سجر) (س) في صفته عليه السلام (أنه كان أسجر العين) السجرة: أن يخالط بياضها حمرة يسيرة. وقيل هو أن يخالط الحمرة الزرقة. وأصل السجر والسجرة: الكدرة.
[ 343 ]
(س) وفى حديث عمرو بن عبسة (فصل حتى يعدل الرمح ظله، ثم اقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها) أي توقد، كأنه أراد الابراد بالظهر لقوله (أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم) وقيل أراد به ما جاء في الحديث الآخر (إن الشمس إذا استوت قارنها الشيطان، فإذا زالت فارقها) فلعل سجر جهنم حينئذ لمقارنة الشيطان الشمس، وتهيئته لان يسجد له عباد الشمس، فلذلك نهى عن الصلاة في ذلك الوقت. قال الخطابى: قوله: (تسجر جهنم)، و (بين قرنى الشيطان وأمثالها) من الالفاظ الشرعية التى أكثرها ينفرد الشارع بمعانيها، ويجب علينا التصديق بها والوقوف عند الاقرار بصحتها والعمل بموجبها. (سجس) (ه) في حديث المولد (ولا تضروه في يقظة ولا منام سجيس الليالى والايام) أي أبدا. يقال لا آتيك سجيس الليالى: أي آخر الدهر. ومنه قيل للماء الراكد سجيس، لانه آخر ما يبقى. (سجسج) (ه) فيه (ظل الجنة سجسج) أي معتدل لا حر ولا قر. * ومنه حديث ابن عباس (وهواؤها السجسج). (ه) ومنه الحديث (أنه مر بواد بين المسجدين فقال: هذه سجاسج مر بها موسى عليه السلام) هي جمع سجسج، وهو الارض ليست بصلبة ولا سهلة. (سجع) (ه) فيه (أن أبا بكر اشترى جارية فأراد وطأها، فقالت: إنى حامل، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أحدكم إذا سجع ذلك المسجع فليس بالخيار على الله وأمر بردها) أراد سلك ذلك المسلك وقصد ذلك المقصد. وأصل السجع: القصد المستوى على نسق واحد. (سجف) (س) فيه (وألقى السجف) السجف: الستر. وأسجفه إذا أرسله وأسبله. وقيل لا يسمى سجفا إلا أن يكون مشقوق الوسط كالمصراعين. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث أم سلمة (أنها قالت لعائشة: وجهت سجافته) أي هتكت ستره وأخذت وجهه. ويروى بالدال. وسيجئ. (سجل) (ه) فيه (أن أعرابيا بال في المسجد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 344 ]
بسجل من ماء فصب على بوله) السجل: الدلو الملاى ماء. ويجمع على سجال. (ه) ومنه حديث أبى سفيان وهرقل (والحرب بيننا سجال) أي مرة لنا ومرة علينا. وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل. (ه) وفى حديث ابن مسعود (افتتح سورة النساء فسجلها) أي قرأها قراءة متصلة. من السجل: الصب. يقال سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا. (ه) وفى حديث ابن الحنيفة (قرأ: هل جزاء الاحسان إلا الاحسان، فقال: هي مسجلة للبر والفاجر) أي هي مرسلة مطلقة في الاحسان إلى كل أحد، برا كان أو فاجرا. والمسجل: المال المبذول. * ومنه الحديث (ولا تسجلوا أنعامكم) أي لا تطلقوها في زروع الناس. * وفى حديث الحساب يوم القيامة (فتوضع السحلات في كفة) هي جمع سجل بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير. (سجلط) (س) فيه (أهدى له طيلسان من خز سجلاطى) قيل هو الكحلي. وقيل هو على لون السجلاط، وهو الياسمين، وهو أيضا ضرب من ثياب الكتان ونمط من الصوف تلقيه المرأة على هودجها. يقال سجلاطى وسجلاط، كرومى وروم. (سجم) (س) في شعر أبى بكر رضى الله عنه: * فدمع العين أهونه سجام * سجم الدمع والعين والماء: يسجم سجوما وسجاما إذا سال. (سجن) * في حديث أبى سعيد (ويؤتى بكتابه مختوما فيوضع في السجين) هكذا جاء بالالف واللام، وهو بغيرهما اسم علم للنار. * ومنه قوله تعالى (إن كتاب الفجار لفى سجين) وهو فعيل من السجن: الحبس. (سجا) (س) فيه (أنه لما مات صلى الله عليه وسلم سجى ببرد حبرة) أي غطى. والمتسجى: المتغطى، من الليل الساجى، لانه يغطى بظلامه وسكونه.
[ 345 ]
* ومنه حديث موسى والخضر عليهما السلام (فرأى رجلا مسجى عليه بثوب) وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث على رضى الله عنه (ولا ليل داج ولا بحر ساج) أي ساكن. * وفيه (أنه كان خلقه سجية) أي طبيعة من غير تكلف. (باب السين مع الحاء) (سحب) * فيه (كان اسم عمامة النبي صلى الله عليه وسلم السحاب) سميت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء. (س) وفى حديث سعد وأروى (فقامت فتسحبت في حقه) أي اغتصبته وأضافته إلى أرضها. (سحت) (ه) فيه (أنه أحمى لجرش حمى، وكتب لهم بذلك كتابا فيه: فمن رعاه من الناس فماله سحت) يقال مال فلان سحت: أي لا شئ على من استهلكه، ودمه سحت: أي لا شئ على من سفكه. واشتقاقه من السحت وهو الاهلاك والاستئصال. والسحت: الحرام الذى لا يحل كسبه، لانه يسحت البركة: أي يذهبها. * ومنه حديث ابن رواحة وخرص النخل (أنه قال ليهود خيبر لما أرادوا أن يرشوه: أتطعموني السحت) أي الحرام. سمى الرشوة في الحكم سحتا. * ومنه الحديث (يأتي على الناس زمان يستحل فيه كذا وكذا، والسحت بالهدية) أي الرشوة في الحكم والشهادة ونحوهما. ويرد في الكلام على الحرام مرة وعلى المكروه أخرى، ويستدل عليه بالقرائن. وقد تكرر في الحديث. (سحح) (ه) فيه (يمين الله سحاء لا يغيضها شئ الليل والنهار) أي دائمة الصب والهطل بالعطاء. يقال سح يسح سحا فهو ساح، والمؤنثة سحاء، وهى فعلاء لا أفعل لها كهطلاء، وفى رواية (يمين الله ملاى سحا) بالتنوين على المصدر. واليمين هاهنا كناية عن محل عطائه. ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثرة التى لا يغيضها الاستقاء ولا ينقصها الامتياح.
[ 346 ]
وخص اليمين لانها في الاكثر مظنة العطاء على طريق المجاز والاتساع، والليل والنهار منصوبان على الظرف. (ه) ومنه حديث أبى بكر (أنه قال لاسامة حين أنفذ جيشه إلى الشام: أغر عليهم غارة سحاء) أي تسح عليهم البلاء دفعة من غير تلبث (1). (ه) وفي حديث الزبير (وللدنيا أهون على من منحة ساحة) أي شاة ممتلئة سمنا. ويروى سحساحة، وهو بمعناه. يقال سحت الشاة تسح بالكسر سحوحا وسحوحة، كأنها تصب الودك صبا. * ومنه حديث ابن عباس (مررت على جزور ساح) أي سمينة. * وحديث ابن مسعود (يلقى شيطان الكافر شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولا، وهذا ساح) أي سمين، يعنى شيطان الكافر. (سحر) (ه) فيه (إن من البيان لسحرا) أي منه ما يصرف قلوب السامعين وإن كان غير حق. وقيل معناه إن من البيان ما يكتسب به من الاثم ما يكتسبه الساحر بسحره، فيكون في معرض الذم، ويجوز أن يكون في معرض المدح، لانه يستمال به القلوب، ويترضى به الساخط، ويستنزل به الصعب. والسحر في كلامهم: صرف الشئ عن وجهه. (س) وفى حديث عائشة (مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحرى) السحر: الرئة، أي أنه مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سحرها منه. وقيل السحر ما لصق بالحلقوم من أعلى البطن. وحكى القتيبى عن بعضهم أنه بالشين المعجمة والجيم، وأنه سئل عن ذلك فشبك بين أصابعه وقدمها عن صدره، كأنه يضم شيئا إليه: أي أنه مات وقد ضمته بيديها إلى نحرها وصدرها، والشجر التشبيك، وهو الذقن أيضا. والمحفوظ الاول. (س) ومنه حديث أبى جهل يوم بدر (قال لعتبة بن ربيعة: انتفخ سحرك) أي رئتك. يقال ذلك للجبان. (1) ويروى (سنحاء) بالنون، و (مسحاء) بالميم، وسيأتى. (*)
[ 347 ]
(س) وفيه ذكر (السحور) مكررا في غير موضع، وهو بالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب. وبالضم المصدر والفعل نفسه. وأكثر ما يروى بالفتح. وقيل إن الصواب. بالضم، لانه بالفتح الطعام. والبركة والاجر والثواب في الفعل لا في الطعام. (سحط) * في حديث وحشى (فبرك عليه فسحطه سحط الشاة) أي ذبحه ذبحا سريعا. (ه) ومنه الحديث (فأخرج لهم الاعرابي شاة فسحطوها). (سحق) * في حديث الحوض (فأقول لهم سحقا سحقا) أي بعدا بعدا. ومكان سحيق: بعيد. (ه) وفى حديث عمر (من يبيعني بها سحق ثوب) السحق: الثوب الخلق الذى انسحق وبلى، كأنه بعد من الانتفاع به. (س) وفى حديث قس (كالنخلة السحوق): أي الطويلة التى بعد ثمرها على المجتنى. (سحك) * في حديث خزيمة (والعضاه مسحنككا) المسحنكك: الشديد السواد. يقال اسحنكك الليل إذا اشتدت ظلمته. ويروى مستحنكا. أي منقلعا من أصله. * وفى حديث المحرق (إذا مت فاسحكونى) أو قال (فاسحقوني) هكذا جاء في رواية، وهما بمعنى. ورواه بعضهم (اسهكونى) بالهاء، وهو بمعناه. (سحل) (ه) فيه (أنه كفن في ثلاثة أثواب سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة) يروى بفتح السين وضمها، فالفتح منسوب إلى السحول، وهو القصار، لانه يسحلها: أي يغسلها، أو إلى سحول وهى قرية باليمن: وأما الضم فهو جمع سحل، وهو الثوب الابيض النقى، ولا يكون إلا من قطن، وفيه شذوذ لانه نسب إلى الجمع، وقيل إن اسم القرية بالضم أيضا. (ه) وفيه (إن أم حكيم بنت الزبير أتته بكتف، فجعلت تسحلها له، فأكل منها ثم صلى ولم يتوضأ) السحل: القشر والكشط: أي تكشط ما عليها من اللحم: وروى (فجعلت تسحاها) وهو بمعناه.
[ 348 ]
وفي حديث ابن مسعود (أنه افتتح سورة النساء فسحلها) أي قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة، وهو من السحل بمعنى السح والصب. ويروى بالجيم. وقد تقدم. (ه) وفيه (إن الله تعالى قال لايوب عليه السلام: لا ينبغى لاحد أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الاسد والسحال في فم العنقاء) السحال والمسحل واحد، وهى الحديدة التى تجعل في فم الفرس ليخضع، ويروى بالشين المعجمة والكاف، وسيجئ. (ه) ومنه حديث على رضى الله عنه (إن بنى أمية لا يزالون يطعنون في مسحل ظلالة) أي إنهم يسرعون فيها ويجدون فيها الطعن. يقال طعن في العنان، وطعن في مسحله إذا أخذ في أمر فيه كلام ومضى فيه مجدا. (ه) وفي حديث معاوية (قال له عمرو بن مسعود: ما تسأل عمن سحلت مريرته) أي جعل حبله المبرم سحيلا. السحيل: الحبل الرخو المفتول على طاق، والمبرم على طاقين، وهو المرير والمريرة، يريد استرخاء قوته بعد شدتها. (س) ومنه الحديث (إن رجلا جاء بكبائس من هذه السحل) قال أبو موسى. هكذا يرويه أكثرهم بالحاء المهملة، وهو الرطب الذى لم يتم إدراكه وقوته، ولعله أخذ من السحيل: الحبل. ويروى بالخاء المعجمة، وسيجئ في بابه. (س) وفي حديث بدر (فساحل أبو سفيان بالعير) أي أتى بهم ساحل البحر. (سحم) (س) في حديث الملاعنة (إن جاءت به أسحم أحتم) الاسحم: الاسود. (س) ومنه حديث أبى ذر (وعنده امرأة سحماء) أي سوداء. وقد سمى بها النساء. * ومنه (شريك بن سحماء) صاحب حديث اللعان. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه (قال له رجل: احملني وسحيما) هو تصغير أسحم، وأراد به الزق، لانه أسود، وأوهمه بأنه اسم رجل. (سحن) * فيه ذكر (السحنة) وهى بشرة الوجه وهيأته وحاله، وهى مفتوحة السين، وقد تكسر. ويقال فيها السحناء أيضا بالمد. (سحا) * في حديث أم حكيم (أتته بكتف تسحاها) أي تقشرها وتكشط عنها اللحم.
[ 349 ]
(ه) ومنه الحديث (فإذا عرض وجهه عليه السلام منسح) أي منقشر. * ومنه حديث خيبر (فخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم) المساحى: جمع مسحاة، وهى المجرفة من الحديد، والميم زائدة، لانه من السحو: الكشف والازالة. (س) وفى حديث الحجاج (من عسل الندغ والسحاء) الندغ بالفتح والكسر: السعتر البرى. وقيل شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء. والسحاء بالكسر والمد: شجرة صغيرة مثل الكف لها شوك وزهرة حمراء في بياض تسمى زهرتها البهرمة، وإنما خص هذين النبتين لان النحل إذا أكلتهما طاب عسلها وجاد. (باب السين مع الخاء) (سخب) * فيه (حض النساء على الصدقة، فجعلت المرأة تلقى القرط والسخاب) هو خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجوارى. وقيل هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شئ. * ومنه حديث فاطمة رضى الله عنها (فألبسته سخابا) أي الحسن ابنها. * والحديث الآخر (إن قوما فقدوا سخاب فتاتهم فاتهموا به امرأة). (ه) ومنه حديث ابن الزبير (وكأنهم صبيان يمرثون سخبهم) هي جمع سخاب. [ ه ] وفى حديث المنافقين (خشب بالليل سخب بالنهار) أي إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما كأنهم خشب، فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحا وحرصا. والسخب والصخب: بمعنى الصياح. وقد تكرر في الحديث. (سخبر) (ه) في حديث ابن الزبير (قال لمعاوية: لا تطرق إطراق الافعوان في أصل السخبر) هو شجر تألفه الحيات فتسكن في أصوله، الواحدة سخبرة، يريد لا تتغافل عما نحن فيه. (سخد) (ه) في حديث زيد بن ثابت رضى الله عنه (كان يحيى ليلة سبع عشرة (1) من (1) في الهروي: ليلة سبع وعشرين من رمضان. (*)
[ 350 ]
رمضان، فيصبح وكأن السخد على وجهه) هو الماء الاصفر الغليظ الذى يخرج مع الولد إذا نتج. شبه ما بوجهه من التهيج بالسخد في غلظه من السهر. (سخر) (ه) فيه (أتسخر منى وأنت الملك (1) أي أتستهزئ بى ؟ وإطلاق ظاهره على الله لا يجوز، وإنما هو مجاز بمعنى أتضعني فيما لا أراه من حقى، فكأنها صورة السخرية. وقد تكرر ذكر السخرية [ في الحديث (2) ] والتسخير، بمعنى التكليف والحمل على الفعل بغير أجرة. تقول من الاول: سخرت منه وبه أسخر سخرا بالفتح والضم في السين والخاء. والاسم السخرى بالضم والكسر، والسخرية، وتقول من الثاني: سخره تسخيرا، والاسم السخرى بالضم، والسخرة. (سخط) * في حديث هرقل (فهل يرجع أحد منهم سخطة لدينه) السخط والسخط: الكراهية للشئ وعدم الرضا به. * ومنه الحديث (إن الله يسخط لكم كذا) أي يكرهه لكم ويمنعكم منه ويعاقبكم عليه، أو يرجع إلى إرادة العقوبة عليه. وقد تكرر في الحديث. (سخف) * في إسلام أبى ذر (أنه لبث أياما فما وجد سخفة جوع) يعنى رقته وهزاله. والسخف بالفتح. رقة العيش، وبالضم رقة العقل. وقيل هي الخفة التى تعترى الانسان إذا جاع، من السخف وهى الخفة في العقل وغيره. (سخل) (ه) فيه (أنه خرج إلى ينبع حين وادع بنى مدلج، فأهدت إليه امرأة رطبا سخلا فقبله) السخل بضم السين وتشديد الخاء: الشيص عند أهل الحجاز. يقولون سخلت النخلة إذا حملت شيصا. * ومنه الحديث الآخر (إن رجلا جاء بكبائس من هذه السخل) ويروى بالحاء المهملة. وقد تقدم. (ه) وفيه (كأنى بجبار يعمد إلى سخلى فيقتله) السخل: المولود المحبب إلى أبويه. وهو في الاصل ولد الغنم. (1) في اللسان وتاج العروس (وأنا الملك). (2) الزيادة من ا. (*)
[ 351 ]
(سخم) (س) فيه (اللهم اسلل سخيمة قلبى) السخيمة: الحقد في النفس. * وفى حديث آخر (اللهم إنا نعوذ بك من السخيمة). * ومنه حديث الاحنف (تهادوا تذهب الاحن والسخائم) أي الحقود، وهى جمع سخيمة. * وفيه (من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله) يعنى الغائط والنجو (1). (سخن) (س) في حديث فاطمة رضى الله عنها (أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببرمة فيها سخينة) أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن. وقيل دقيق وتمر، أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة. وكانت قريش تكثر من أكلها، فعيرت بها حتى سموا سخينة. (س) ومنه الحديث (أنه دخل على عمه حمزة فصنعت لهم سخينة فأكلوا منها). * ومنه حديث الاحنف ومعاوية (قال له: ما الشئ الملفف في البجاد ؟ قال: السخينة يا أمير المؤمنين) وقد تقدم. * وفى حديث معاوية بن قرة (شر الشتاء السخين) أي الحار الذى لا برد فيه. والذى جاء في غريب الحربى (شر الشتاء السخيخين) وشرحه: أنه الحار الذى لا برد فيه، ولعله من تحريف بعض النقلة. (س) وفى حديث أبى الطفيل (أقبل رهط معهم امرأة، فخرجوا وتركوها مع أحدهم، فشهد عليه رجل منهم، فقال: رأيت سخينتيه تضرب استها) يعنى بيضتيه، لحرارتهما. * وفى حديث واثلة (أنه عليه السلام دعا بقرص فكسره في صحفة وصنع فيها ماء سخنا) ماء سخن بضم السين وسكون الخاء: أي حار. وقد سخن الماء وسخن وسخن. (1) زاد الهروي: (في حديث عمر رضى الله عنه في شاهد الزور (يسخم وجهه) أي يسود. وقال الاصمعي: السخام: الفحم. ومنه قيل: سخم الله وجهه. قال شمر: السخام: سواد القدر) اه وهذا الحديث ذكره السيوطي في الدر النثير عن ابن الجوزى. وانظره في اللسان (سخم). (*)
[ 352 ]
(س) وفيه (أنه قال له رجل: يا رسول الله هل أنزل عليك طعام من السماء ؟ فقال: نعم أنزل على طعام في مسخنة) هي قدر كالتور (1) يسخن فيها الطعام. (ه) وفي الحديث (أنه أمرهم أي يمسحوا على المشاوذ والتساخين) التساخين: الخفاف، ولا واحد لها من لفظها. وقيل واحدها تسخان وتسخين. هكذا شرح في كتب اللغة والغريب. وقال حمزة الاصفهانى في كتاب الموازنة: التسخان تعريب تشكن، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس، كان العلماء والموابذة يأخذونه على رؤسهم خاصة دون غيرهم. قال: وجاء ذكر التساخين في الحديث فقال من تعاطى تفسيره: هو الخف، حيث لم يعرف فارسيته. وقد تقدم في حرف التاء. (باب السين مع الدال) (سدد) (س) فيه (قاربوا وسددوا) أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الامر والعدل فيه. (س) ومنه الحديث (أنه قال لعلى: سل الله السداد، واذكر بالسداد تسديدك السهم) أي إصابة القصد. * ومنه الحديث (ما من مؤمن يؤمن بالله ثم يسدد) أي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. (ه) ومنه حديث أبى بكر، وسئل عن الازار فقال (سدد وقارب) أي اعمل به شيئا لا تعاب على فعله، فلا تفرط في إرساله ولا تشميره. جعله الهروي من حديث أبى بكر، والزمخشري من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأن أبا بكر سأله. (س) وفى صفة متعلم القرآن (يغفر لابويه إذا كانا مسددين) أي لازمي الطريقة المستقيمة، يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول. * ومنه الحديث (كان له قوس تسمى السداد) سميت به تفاؤلا بإصابة ما يرمى عنها. وقد تكررت هذه اللفظه في الحديث. (1) التور: إناء يشرب فيه، مذكر. (*)
[ 353 ]
[ ه ] وفى حديث السؤال (حتى يصيب سدادا من عيش) أي ما يكفى حاجته. والسداد بالكسر: كل شئ سددت به خللا. وبه سمى سداد الثغر والقارورة والحاجة. والسد بالفتح والضم: الجبل والردم. * ومنه (سد الروحاء، وسد الصهباء) وهما موضعان بين مكة والمدينة، والسد بالضم أيضا: ماء سماء عند جبل لغطفان، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسده. * وفيه (أنه قيل له: هذا على وفاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما) السدة: كالظلة على الباب لتقى الباب من المطر. وقيل هي الباب نفسه. وقيل هي الساحة بين يديه. (ه) ومنه حديث واردى الحوض (هم الذين لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات) أي لا تفتح لهم الابواب. * وحديث أبى الدرداء (أنه أتى باب معاوية فلم يأذن له، فقال: من يغش سدد السلطان يقم ويقعد). (ه) وحديث المغيرة (أنه كان لا يصلى في سدة المسجد الجامع يوم الجمعة مع الامام. وفى رواية أنه كان يصلى) يعنى الظلال التى حوله، وبذلك سمى إسماعيل السدى، لانه كان يبيع الخمر في سدة مسجد الكوفة. (ه) ومنه حديث أم سلمة (أنها قالت لعائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة: إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته) أي باب فمتى أصيب ذلك الباب بشئ فقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حريمه وحوزته، واستفتح ما حماه، فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذى لا يجب عليك، فتحوجى الناس إلى أن يفعلوا مثلك. (ه) وفى حديث الشعبى (ما سددت على خصم قط) أي ما قطعت عليه فأسد كلامه. (سدر) * في حديث الاسراء (ثم رفعت إلى سدرة المنتهى) السدر: شجر النبق. وسدرة المنتهى: شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهى علم الاولين والآخرين ولا يتعداها. (س) ومنه (من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار). قيل أراد به سدر مكة لانها
[ 354 ]
حرم. وقيل سدر المدينة، نهى عن قطعه ليكون أنسا وظلا لمن يهاجر إليها. وقيل أراد السدر الذى يكون في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان، أو في ملك إنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق، ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية، فإن أكثر ما يروى عن عروة بن الزبير، وكان هو يقطع السدر ويتخذ منه أبوابا. قال هشام: وهذه أبواب من سدر قطعه أبى. وأهل العلم مجمعون على إباحة قطعه. (س) وفيه (الذى يسدر في البحر كالمتشحط في دمه) السدر بالتحريك: كالدوار وهو كثيرا ما يعرض لراكب البحر. يقال سدر يسدر سدرا، والسدر بالكسر من أسماء البحر. * وفى حديث على (نفر مستكبرا وخبط سادرا) أي لاهيا. (س) وفي حديث الحسن (يضرب أسدريه) أي عطفيه ومنكبيه، يضرب بيديه عليهما وهو بمعنى الفارغ. ويروى بالزاى والصاد بدل السين بمعنى واحد. وهذه الاحرف الثلاثة تتعاقب مع الدال. * وفي حديث بعضهم (قال: رأيت أبا هريرة يلعب السدر) السدر: لعبة يقامر بها، وتكسر سينها وتضم، وهى فارسية معربة عن ثلاثة أبواب (1). (س) ومنه حديث يحيى بن أبى كثير (السدر هي الشيطانة الصغرى) يعنى أنها من أمر الشيطان. (سدس) * في حديث العلاء بن الحضرمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الاسلام بدا جذعا، ثم ثنيا، ثم رباعيا، ثم سديسا، ثم بازلا. قال عمر: فما بعد البزول إلا النقصان) السديس من الابل ما دخل في السنة الثامنة، وذلك إذا ألقى السن التى بعد الرباعية. (سدف) (ه) في حديث علقمة الثقفى (كان بلال يأتينا بالسحور ونحن مسدفون، فيكشف لنا القبة فيسدف لنا طعاما) السدفة: من الاضداد تقع على الضياء والظلمة، ومنهم من (1) في الدر النثير: قال الفارسى: وقيل هي أن يدور دورانا بشدة حتى يبقى سادرا، يدور رأسه حتى يسقط على الارض (*)
[ 355 ]
يجعلها اختلاط الضوء والظلمة معا، كوقت ما بين طلوع الفجر والاسفار، والمراد به في هذا الحديث الاضاءة، فمعنى مسدفون داخلون في السدفة، ويسدف لنا: أي يضئ. ويقال اسدف الباب: أي افتحه حتى يضئ البيت. والمراد بالحديث المبالغة في تأخير السحور. * ومنه حديث أبى هريرة (فصل الفجر إلى السدف) أي إلى بياض النهار. * ومنه حديث على (وكشفت عنهم سدف الريب) أي ظلمها. (ه) وفى حديث أم سلمة (قالت لعائشة: قد وجهت سدافته) السدافة: الحجاب والستر من السدفة: الظلمة، يعنى أخذت وجهها وأزلتها عن مكانها الذى أمرت به. (س) وفى حديث وفد تميم: ونطعم الناس عند القحط كلهم * من السديف إذا لم يؤنس القزع السديف: شحم السنام، والقزع: السحاب: أي نطعم الشحم في المحل. (سدل) * فيه (نهى عن السدل في الصلاة) هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك. وكانت اليهود تفعله فنهوا عنه. وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب. وقيل هو أن يضع وسط الازار على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه. (ه) ومنه حديث على (أنه رأى قوما يصلون قد سدلوا ثيابهم فقال: كأنهم اليهود). [ ه ] ومنه حديث عائشة (إنها سدلت قناعها وهى محرمة) أي أسبلته.. وقد تكرر ذكر السدل في الحديث. (سدم) (س) فيه (من كانت الدنيا همه وسدمه جعل الله فقره بين عينيه) السدم: اللهج والولوع بالشئ (1) (سدن) (ه) فيه ذكر (سدانة الكعبة) هي خدمتها وتولى أمرها، وفتح بابها وإغلاقه يقال سدن يسدن فهو سادن. والجمع سدنة. وقد تكرر في الحديث. (1) في الدر النثير: قال الفارسى: هو هم في ندم. (*)
[ 356 ]
(سدا) * فيه (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه) أسدى وأولى وأعطى بمعنى. يقال أسديت إليه معروفا أسدى إسداء. (ه) وفيه (أنه كتب ليهود تيماء: إن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء، النهار مدى والليل سدى) السدى: التخلية، والمدى: الغاية. يقال إبل سدى: أي مهملة. وقد تفتح السين. أراد أن ذلك لهم أبدا ما كان الليل والنهار. (باب السين مع الراء) (سرب) (ه) فيه (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه) يقال فلان آمن في سربه بالكسر: أي في نفسه. وفلان واسع السرب: أي رخى البال. ويروى بالفتح، وهو المسلك والطريق. يقال خل سربه: أي طريقه. * ومنه حديث ابن عمرو (إذا مات المؤمن تخلى له سربه يسرح حيث شاء) أي طريقه ومذهبه الذى يمر فيه. * وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام (فكان للحوت سربا) السرب بالتحريك: المسلك في خفية. (س) وفيه (كأنهم سرب ظباء) السرب بالكسر، والسربة: القطيع من الظباء والقطا والخيل ونحوها، ومن النساء على التشبيه بالظباء. وقيل السربة: الطائفة، من السرب. * وفى حديث عائشة: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن إلى فيلعبن معى) أي يبعثهن ويرسلهن إلى. (س) ومنه حديث على (إنى لاسربه عليه) أي أرسله قطعة قطعة. (س) ومنه حديث جابر (فإذا قصر السهم قال سرب شيئا) أي أرسله. يقال سربت إليه الشئ إذا أرسلته واحدا واحدا. وقيل: سربا سربا، وهو الاشبه. (س) وفي صفته عليه السلام (أنه كان ذا مسربة) المسربة بضم الراء: مادق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف.
[ 357 ]
(س) وفى حديث آخر (كان دقيق المسربة). (ه) وفى حديث الاستنجاء (حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة) هي بفتح الراء وضمها مجرى الحدث من الدبر. وكأنها من السرب: المسلك. * وفي بعض الاخبار (دخل مسربته) قيل هي مثل الصفة بين يدى الغرفة، وليست التى بالشين المعجمة، فإن تلك الغرفة. (سربخ) (س) في حديث جهيش (وكائن قطعنا إليك من دوية سربخ) أي مفازة واسعة بعيدة الارجاء. (سربل) * في حديث عثمان رضى الله عنه (لا أخلع سربالا سربلنيه الله) السربال: القميص، وكنى به عن الخلافة، ويجمع على سرابيل. * ومنه الحديث (النوائح عليهن سرابيل من قطران) وقد تطلق السرابيل على الدروع. ومنه قصيد كعب بن زهير: شم العرانين أبطال لبوسهم * من نسج داود في الهيجا سرابيل (سرج) (س) فيه (عمر سراج أهل الجنة) قيل أراد أن الاربعين الذين تموا بإسلام عمر رضى الله عنه وعنهم كلهم من أهل الجنة، وعمر فيما بينهم كالسراج، لانهم اشتدوا بإسلامه، وظهروا للناس، وأظهروا إسلامهم بعد أن كانوا مختفين خائفين، كما أن بضوء السراج يهتدى الماشي. (سرح) (ه) في حديث أم زرع (له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك) المسارح: جمع مسرح، وهو الموضع الذى تسرح إليه الماشية بالغداة للرعى. يقال سرحت الماشية تسرح فهى سارحة، وسرحتها أنا، لازما ومتعديا. والسرح: اسم جمع وليس بتكسير سارح، أو هو تسمية بالمصدر، تصفه بكثرة الاطعام وسقى الالبان: أي إن إبله على كثرتها لا تغيب عن الحى ولا تسرح إلى المراعى البعيدة، ولكنها تبرك بفنائه ليقرب الضيفان من لبنها و لحمها، خوفا من أن ينزل به ضيف وهى بعيدة عازبة. وقيل معناه أن إبله كثيرة في حال بروكها، فإذا سرحت كانت قليلة لكثرة ما نحر منها في مباركها للاضياف.
[ 358 ]
ومنه حديث جرير (ولا يعزب سارحها) أي لا يبعد ما يسرح منها إذا غدت للمرعى. (ه) ومنه (لا تعدل سارحتكم) أي لا تصرف ماشيتكم عن مرعى تريده. (ه) والحديث الآخر (لا يمنع سرحكم) السرح والسارح والسارحة سواء: الماشية. وقد تكرر في الحديث. (ه س) وفي حديث ابن عمر (فإن هناك سرحة لم تجرد ولم تسرح) السرحة: الشجرة العظيمة، وجمعها سرح. ولم تسرح: أي لم يصبها السرح فيأكل أغصانها وورقها. وقيل هو مأخوذ من لفظ السرحة، أراد لم يؤخذ منها شئ، كما يقال: شجرت الشجرة إذا أخذت بعضها. (ه) ومنه حديث ظبيان (يأكلون ملاحها ويرعون سراحها) جمع سرحة أو سرح. (س) وفي حديث الفارعة (إنها رأت إبليس ساجدا تسيل دموعه كسرح الجنين) السرح: السهل. يقال ناقة سرح، ونوق سرح، ومشية سرح: أي سهلة. وإذا سهلت ولادة المرأة قيل ولدت سرحا. ويروى (كسريح الجنين) وهو بمعناه. والسرح والسريح أيضا: إدرار البول بعد حتباسه. (ه) ومنه حديث الحسن (يالها نعمة - يعنى الشربة من الماء - تشرب لذة وتحرج سرحا) أي سهلا سريعا. (سرحان) (س) في حديث الفجر الاول (كأنه ذنب السرحان) السرحان: الذئب. وقيل الاسد، وجمعه سراح وسراحين. (سرد) * في صفة كلامه (لم يكن يسرد الحديث سردا) أي يتابعه ويستعجل فيه. * ومنه الحديث (إنه كان يسرد الصوم سردا) أي يواليه ويتابعه. (س) ومنه الحديث (أن رجلا قال له: يا رسول الله إنى أسرد الصيام في السفر، فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر). (سردح) (ه) في حديث جهيش (وديمومة سردح) السردح: الارض اللينة
[ 359 ]
المستوية. قال الخطابى: الصردح بالصاد: هو المكان المستوى، فأما بالسين فهو السرداح. وهى الارض اللينة. (سردق) * فيه ذكر (السرادق) في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشئ من حائط أو مضرب أو خباء. (سرر) (ه) فيه (صوموا الشهر وسره) أي أوله. وقيل مستهله. وقيل وسطه. وسر كل شئ جوفه، فكأنه أراد الايام البيض. قال الازهرى: لا أعرف السر بهذا المعنى. إنما يقال سرار الشهر وسراره وسرره، وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس (1). (ه) ومنه الحديث (هل صمت من سرار هذا الشهر شيئا) قال الخطابى: كان بعض أهل العلم يقول في هذا: إن سؤاله سؤال زجر وإنكار، لانه قد نهى أن يستقبل الشهر بصوم يوم أو يومين. قال: ويشبه أن يكون هذا الرجل قد أوجبه على نفسه بنذر، فلذلك قال له في سياق الحديث: إذا أفطرت - يعنى من رمضان - فصم يومين، فاستحب له الوفاء بهما. (ه) وفي صفته صلى الله عليه وسلم (تبرق أسارير وجهه) الاسارير: الخطوط التى تجتمع في الجبهة وتتكسر، واحدها سر أو سرر، وجمعها أسرار، وأسرة، وجمع الجمع أسارير. (ه) ومنه حديث على رضى الله عنه في صفته أيضا (كأن ماء الذهب يجرى في صفحة خده، ورونق الجلال يطرد في أسرة جبينه). * وفيه (أنه عليه السلام ولد معذورا مسرورا) أي مقطوع السرة، وهى ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة، والسرر ما تقطعه، وهو السر بالضم أيضا. (س) ومنه حديث ابن صائد (أنه ولد مسرورا). (س) وحديث ابن عمر رضى الله عنهما (فإن بها سرحة سر تحتها سبعون نبيا) أي قطعت سررهم، يعنى أنهم ولدوا تحتها، فهو يصف بركتها، والموضع الذى هي فيه يسمى وادى السرر، بضم السين وفتح الراء. وقيل هو بفتح السين والراء. وقيل بكسر السين. (1) في الدر النثير: قال البيهقى في سننه (الصحيح أن سره آخره وأنه أراد به اليوم أو اليومين اللذين يتسرر فيهما القمر) وقال الفارسى: انه الاشهر، قال: وروى (هل صمت من سرة هذا الشهر) كأنه أراد وسطه لآن السرة وسط قامة الانسان. (*)
[ 360 ]
(ه) ومنه حديث السقط (أنه يجتر والديه بسرره حتى يدخلهما الجنة). (س) وفي حديث حذيفة (لا تنزل سرة البصرة) أي وسطها وجوفها، من سرة الانسان فإنها في وسطه. (ه) وفى حديث ظبيان (نحن قوم من سرارة مذحج) أي من خيارهم. وسرارة الوادي: وسطه وخير موضع فيه. (ه) وفى حديث عائشة رضى الله عنها، وذكر لها المتعة فقالت (والله ما نجد في كتاب الله إلا النكاح والاستسرار) تريد اتخاذ السرارى. وكان القياس الاستسراء، من تسريت إذا اتخذت سرية، لكنها ردت الحرف إلى الاصل وهو تسررت، من السر: النكاح، أو من السرور فأبدلت إحدى الراآت ياء. وقيل إن أصلها الياء، من الشئ السرى النفيس. (س) ومنه حديث سلامة (فاستسرنى) أي اتخذني سرية. والقياس أن تقول: تسررنى أو تسرانى. فأما استسرني فمعناه ألقى إلى سرا، كذا قال أبو موسى، ولا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز. (س) وفي حديث طاوس (من كانت له إبل لم يؤد حقها أتت يوم القيامة كأسر (1) ما كانت، تطؤه بأخفافها) أي كأسمن ما كانت وأوفره، من سر كل شئ وهو لبه ومخه. وقيل هو من السرور، لانها إذا سمنت سرت الناظر إليها. (س) وفي حديث عمر رضى الله عنه (إنه كان يحدثه عليه السلام كأخى السرار) السرار: المساررة: أي كصاحب السرار، أو كمثل المساررة لخفض صوته. والكاف صفة لمصدر محذوف. * وفيه (لا تقتلوا أولادكم سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره من فرسه) الغيل: لبن المرأة المرضع إذا حملت، وسمى هذا الفعل قتلا لانه قد يفضى به إلى القتل، وذلك أنه يضعفه ويرخى قواه ويفسد مزاجه، فإذا كبر واحتاج إلى نفسه في الحرب ومنازلة الاقران عجز عنهم وضعف فربما قتل، إلا أنه لما كان خفيا لا يدرك جعله سرا. (1) يروى: كآشر ما كانت) و: كأبشر) وقد تقدم في (أشر) و (بشر). (*)
[ 361 ]
* وفى حديث حذيفة (ثم فتنة السراء): السراء: البطحاء. وقال بعضهم: هي التى تدخل الباطن وتزلزله، ولا أدرى ما وجهه. (سرع) (س) في حديث سهو الصلاة (فخرج سرعان الناس) السرعان بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشئ ويقبلون عليه بسرعة. ويجوز تسكين الراء. * ومنه حديث يوم حنين (فخرج سرعان الناس وأخفاؤهم). * وفي حديث تأخير السحور (فكانت سرعتي أن أدرك الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) يريد إسراعى. والمعنى أنه لقرب سحوره من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإسراعه. (س) وفى حديث خيفان (مساريع في الحرب) جمع مسراع، وهو الشديد الاسراع في الامور، مثل مطعان ومطاعين، وهو من أبنية المبالغة. (ه) وفى صفته عليه السلام (كأن عنقه أساريع الذهب) أي طرائقه وسبائكه، واحدها أسروع، ويسروع. [ ه ] ومنه الحديث (كان على صدره الحسن أو الحسين فبال، فرأيت بوله أساريع) أي طرائق. (ه) وفي حديث الحديبية (فأخذ بهم بين سروعتين ومال بهم عن سنن الطريق) السروعة. رابية من الرمل. (سرغ) (ه) في حديث الطاعون (حتى إذا كان بسرغ) هي بفتح الراء وسكونها: قرية بوادي تبوك من طريق الشام. وقيل على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة. (سرف) (س) في حديث ابن عمر (فإن بها سرحة لم تعبل ولم تسرف) أي لم تصبها السرفة، وهى دويبة صغيرة تثقب الشجر تتخذه بيتا، يضرب بها المثل، فيقال: أصنع من سرفة. (ه س) وفى حديث عائشة (إن للحم سرفا كسرف الخمر) أي ضراوة كضراوتها، وشدة كشدتها، لان من اعتاده ضرى بأكله فأسرف فيه، فعل مدمن الخمر في ضراوته بها وقلة صبره عنها. وقيل أراد بالسرف الغفلة، يقال رجل سرف الفؤاد، أي غافل، وسرف العقل: أي
[ 362 ]
قليله. وقيل هو من الاسراف والتبذير في النفقة لغير حاجة، أو في غير طاعة الله، شبهت ما يخرج في الاكثار من اللحم بما يخرج في الخمر. وقد تكرر ذكر الاسراف في الحديث. والغالب على ذكره الاكثار من الذنوب والخطايا، واحتقاب الاوزار والآثام. * ومنه الحديث (أردتكم فسرفتكم) أي أخطأتكم. * وفيه (أنه تزوج ميمونة بسرف) هو بكسر الراء: موضع من مكة على عشرة أميال. وقيل أقل وأكثر. (سرق) (ه) في حديث عائشة (قال لها: رأيتك يحملك الملك في سرقة من حرير) أي في قطعة من جيد الحرير، وجمعها سرق. * ومنه حديث ابن عمر (رأيت كأن بيدى سرقة من حرير). * ومنه حديث ابن عباس (إذا بعتم السرق فلا تشتروه) أي إذا بعتموه نسيئة فلا تشتروه، وإنما خص السرق بالذكر لانه بلغه عن تجار أنهم يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن، وهذا الحكم مطرد في كل المبيعات، وهو الذى يسمى العينة. (ه) ومنه حديث ابن عمر (أن سائلا سأله عن سرق الحرير. فقال: هلا قلت شقق الحرير) قال أبو عبيد: هي الشقق إلا أنها البيض منها خاصة، وهى فارسية، أصلها سره، وهو الجيد. * وفى حديث عدى (ما تخاف على مطيتها السرق) السرق بالتحريك بمعنى السرقة، وهو في الاصل مصدر. يقال سرق يسرق سرقا. * ومنه الحديث (تسرق الجن السمع) هو تفتعل، من السرقة، أي أنها تستمعه مختفية كما يفعل السارق. وقد تكرر في الحديث فعلا ومصدرا. (سرم) (س) في حديث على (لا يذهب أمر هذه الامة إلا على رجل واسع السرم ضخم البلعوم) السرم: الدبر، والبلعوم: الحلق، يريد رجلا عظيما شديدا. * ومنه قولهم إذا استعظموا الامر واستصغروا فاعله (إنما يفعل هذا من هو أوسع سرما منك) ويجوز أن يريد به أنه كثير التبذير والاسراف في الاموال والدماء، فوصفه بسعة المدخل والمخرج.
[ 363 ]
(سرمد) * في حديث لقمان (جواب ليل سرمد) السرمد: الدائم الذى لا ينقطع، وليل سرمد: طويل. (سرى) (س ه) فيه (يرد متسريهم على قاعدهم) المتسرى: الذى يخرج في السرية، وهى طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وجمعها السرايا، سموا بذلك لانهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشئ السرى النفيس. وقيل سموا بذلك لانهم ينفذون سرا وخفية، وليس بالوجه، لان لام السر راء، وهذه ياء. ومعنى الحديث أن الامام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو، فإذا غنموا شيئا كان بينهم وبين الجيش عامة، لانهم ردء لهم وفئة، فأما إذا بعثهم وهو مقيم، فإن القاعدين معه لا يشاركونهم في المغنم، فإن كان جعل لهم نفلا من الغنيمة لم يشركهم غيرهم في شئ منه على الوجهين معا. * وفي حديث سعد رضى الله عنه (لا يسير بالسرية) أي لا يخرج بنفسه مع السرية في الغزو. وقيل معناه لا يسير فينا بالسيرة النفيسة. (س) ومنه حديث أم زرع (فنكحت بعده سريا) أي نفيسا شريفا. وقيل سخيا ذا مروءة، والجمع سراة بالفتح على غير قياس، وقد تضم السين، والاسم منه السرو. (ه) ومنه الحديث (أنه قال لاصحابه يوم أحد: اليوم تسرون) أي يقتل سريكم، فقتل حمزة. * ومنه الحديث (لما حضر بنى شيبان وكلم سراتهم ومنهم المثنى بن حارثة) أي أشرافهم. وتجمع السراة على سروات. * ومنه حديث الانصار (قد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم) أي أشرافهم. * ومنه حديث عمر (أنه مر بالنخع فقال: أرى السرو فيكم متربعا) أي أرى الشرف فيكم متمكنا. * وفي حديثه الآخر (لئن بقيت إلى قابل ليأتين الراعى بسرو حمير حقه لم يعرق جبينه فيه) السرو: ما انحدر من الجبل وارتفع عن الوادي في الاصل: والسرو أيضا محله حمير. * ومنه حديث رياح بن الحارث (فصعدوا سروا) أي منحدرا من الجبل. ويروى
[ 364 ]
حديث عمر (ليأتين الراعى بسروات حمير) والمعروف في واحد سروات سرأة، وسراة الطريق: ظهره ومعظمه. (ه) ومنه الحديث (ليس للنساء سروات الطرق) أي لا يتوسطنها، ولكن يمشين في الجوانب. وسراة كل شئ ظهره وأعلاه. (س) ومنه الحديث (فمسح سراة البعير وذفراه). (ه) وفي حديث أبى ذر (كان إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة في ضبعها) يريد ضبع الناقة. والسروة بالضم والكسر: النصل القصير. * ومنه الحديث (أن الوليد بن المغيرة مر به فأشار إلى قدمه، فأصابته سروة فجعل يضرب ساقه حتى مات). (ه) وفيه (الحسا يسرو عن فؤاد السقيم) أي يكشف عن فؤاده الالم ويزيله. (ه) ومنه الحديث (فإذا مطرت - يعنى السحابة - سرى عنه) أي كشف عنه الخوف. وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وخاصة في ذكر نزول الوحى عليه، وكلها بمعنى الكشف والازالة. يقال سروت الثوب وسريته إذا خلعته. والتشديد فيه للمبالغة. (ه) وفي حديث مالك بن أنس رحمه الله (يشترط صاحب الارض على المساقى خم العين وسرو الشرب) أي تنقية أنهاره وسواقيه. قال القتيبى: أحسبه من قولك سروت الشئ إذا نزعته. * وفي حديث جابر رضى الله عنه (قال له: ما السرى يا جابر ؟) السرى: السير بالليل، أراد ما أوجب مجيئك في هذا الوقت. يقال سرى يسرى سرى، وأسرى يسرى إسراء، لغتان. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث موسى عليه السلام والسبعين من قومه (ثم تبرزون صبيحة سارية) أي صبيحة ليلة فيها مطر. والسارية: سحابة تمطر ليلا، فاعلة، من السرى: سير الليل، وهى من الصفات الغالبة.
[ 365 ]
* ومنه قصيد كعب بن زهير: تنفى (1) الرياح القذى عنه وأفرطه * من صوب سارية بيض يعاليل (س) وفيه (نهى أن يصلى بين السوارى) هي جمع سارية وهى الاسطوانة. يريد إذا كان في صلاة الجماعة لاجل انقطاع الصف. (باب السين مع الطاء) (سطح) (ه) فيه (فضربت إحداهما الاخرى بمسطح) المسطح بالكسر: عود من أعواد الخباء (ه) وفى حديث على وعمران (فإذا هما بامرأة بين سطيحتين) السطيحة من المزاد: ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وتكون صغيرة وكبيرة. وهى من أو ابى المياه. وقد تكررت في الحديث. (س) وفي حديث عمر رضى الله عنه (قال للمرأة التى معها الصبيان: أطعميهم وأنا أسطح لك) أي أبسطه حتى يبرد. (سطر) * فيه (لست على بمسيطر) أي مسلط. يقال سيطر يسيطر، وتسيطر يتسيطر فهو مسيطر ومتسيطر. وقد تقلب السين صادا لاجل الطاء. (ه) وفي حديث الحسن (سأله الاشعث عن شئ من القرآن فقال له: إنك والله ما تسطر على بشئ) أي ما تروج وتلبس. يقال سطر فلان على فلان إذا زخرف له الاقاويل ونمقها، وتلك الاقاويل: الاساطير والسطر. (سطع) (ه) في حديث أم معبد (في عنقه سطع) أي ارتفاع وطول. (ه) وفي حديث السحور: (كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد) يعنى الصبح الاول المستطيل. يقال سطع الصبح يسطع فهو ساطع، أول ما ينشق مستطيلا. (ه) ومنه حديث ابن عباس (كلوا واشربوا مادام الضوء ساطعا). (1) الرواية في شرح ديوانه ص 7 (تجلو). (*)
[ 366 ]
(سطم) (ه) فيه (من قضيت له بشئ من حق أخيه فلا يأخذنه، فإنما أقطع له سطاما من النار) ويروى (إسطاما من النار) وهما الحديدة التى تحرك بها النار وتسعر: أي أقطع له ما يسعر به النار على نفسه ويشعلها، أو أقطع له نارا مسعرة. وتقديره ذات إسطام. قال الازهرى: لا أدرى أهى عربية أم أعجمية عربت. ويقال لحد السيف سطام وسطم. (س) ومنه الحديث (العرب سطام الناس) أي هم في شوكتهم وحدتهم كالحد من السيف. (سطة) (س) في حديث صلاة العيد (فقامت امرأة من سطة النساء) أي من أوساطهن حسبا ونسبا. وأصل الكلمة الواو وهو بابها، والهاء فيها عوض من الواو كعدة وزنة، من الوعد والوزن. (سطا) (س) في حديث الحسن (لا بأس أن يسطو الرجل على المرأة إذا لم توجد امرأة تعالجها وخيف عليها) يعنى إذا نشب ولدها في بطنها ميتا فله - مع عدم القابلة - أن يدخل يده في فرجها ويستخرج الولد، وذلك الفعل السطو، وأصله القهر والبطش. يقال سطا عليه وبه. (باب السين مع العين) (سعد) (س) في حديث التلبية (لبيك وسعديك) أي ساعدت طاعتك مساعدة، بعد مساعدة، وإسعادا بعد إسعاد، ولهذا ثنى، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال. قال الجرمى: لم يسمع سعديك مفردا. (ه) وفيه (لا إسعاد ولا عقر في الاسلام) هو إسعاد النساء في المناحات، تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة. وقيل كان نساء الجاهلية يسعد بعضهن بعضا على ذلك سنة فنهين عن ذلك. * ومنه الحديث الآخر (قالت له أم عطية: إن فلانة أسعدتني فأريد أن أسعدها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. وفى رواية قال: فاذهبي فأسعديها ثم بايعينى) قال الخطابى: أما الاسعاد فخاص في هذا المعنى. وأما المساعدة فعامة في كل معونة. يقال إنها من وضع الرجل يده على ساعد صاحبه إذا تماشيا في حاجة.
[ 367 ]
(ه) وفي حديث البحيرة (ساعد الله أشد، وموساه أحد) أي لو أراد الله تحريمها بشق آذانها لخلقها كذلك، فإنه يقول لها كونى فتكون. (ه) وفي حديث سعد (كنا نكرى الارض بما على السواقى وما سعد من الماء فيها، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك) أي ما جاء من الماء سيحا لا يحتاج إلى دالية. وقيل معناه ما جاء من غير طلب. قال الازهرى: السعيد: النهر، مأخوذ من هذا وجمعه سعد. * ومنه الحديث (كنا نزارع على السعيد). (ه) وفى خطبة الحجاج (انج سعد فقد قتل سعيد) هذا مثل سائر، وأصله أنه كان لضبة ابنان سعد وسعيد فخرجا يطلبان إبلالهما، فرجع سعد ولم يرجع سعيد، فكان ضبة إذا رأى سوادا تحت الليل قال: سعد أم سعيد، فسار قوله مثلا يضرب في الاستخبار عن الامرين الخير والشر أيهما وقع. (س) وفى صفة من يخرج من النار (يهتز كأنه سعدانة) هو نبت ذو شوك، وهو من جيد مراعى الابل تسمن عليه. * ومنه المثل (مرعى ولا كالسعدان). * ومنه حديث القيامة والصراط (عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان) شبه الخطاطيف بشوك السعدان. وقد تكرر في الحديث. (سعر) (س) في حديث أبى بصير (ويل أمه مسعر حرب لو كان له أصحاب) يقال سعرت النار والحرب إذا أوقدتهما، وسعرتهما بالتشديد للمبالغة. والمسعر والمسعار: ما تحرك به النار من آلة الحديد. يصفه بالمبالغة في الحرب والنجدة، ويجمعان على مساعر ومساعير. * ومنه حديث خيفان (وأما هذا الحى من همدان فأنجاد بسل مساعير غير عزل). (س) وفى حديث السقيفة: * ولا ينام الناس من سعاره * أي من شره. والسعار: حر النار. * ومنه حديث عمر (أنه أراد أن يدخل الشام وهو يستعر طاعونا) استعار استعار النار
[ 368 ]
لشدة الطاعون يريد كثرته وشدة تأثيره. وكذلك يقال في كل أمر شديد. وطاعونا منصوب على التمييز، كقوله (واشتعل الرأس شيبا). * ومنه حديث على رضى الله عنه يحث أصحابه (اضربوا هبرا، وارموا سعرا) أي رميا سريعا، شبهه باستعار النار. * وفى حديث عائشة رضي الله عنها (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج من البيت أسعرنا قفزا) أي ألهبنا وآذانا. (س) وفيه (قالوا يا رسول الله: سعر لنا، فقال: إن الله هو المسعر) أي أنه هو الذى يرخص الاشياء ويغليها، فلا اعتراض لاحد عليه. ولذلك لا يجوز التسعير. (سعسع) (ه) في حديث عمر (إن الشهر قد تسعسع، فلو صمنا بقيته) أي أدبر وفنى إلا أقله. ويروى بالشين. وسيجئ (1). (سعط) (س) فيه (أنه شرب الدواء واستعط) يقال سعطته وأسعطته فاستعط، والاسم السعوط بالفتح، وهو ما يجعل من الدواء في الانف. (سعف) (س) فيه (فاطمة بضعة منى يسعفنى ما أسعفها) الاسعاف: الاعانة وقضاء الحاجة والقرب: أي ينالني ما نالها، ويلم بى ما ألم بها. (س) وفيه (أنه رأى جارية في بيت أم سلمة بها سعفة) هي بسكون العين: قروح تخرج على رأس الصبى. ويقال هو مرض يسمى داء الثعلب يسقط معه الشعر. كذا رواه الحربى، وفسره بتقديم العين على الفاء، والمحفوظ بالعكس. وسيذكر. (س) وفي حديث عمار (لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر) السعفات جمع سعفة بالتحريك، وهى أغصان النخيل. وقيل إذا يبست سميت سعفة، وإذا كانت رطبة فهى شطبة. وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولانها موصوفة بكثرة النخيل. (س) ومنه حديث ابن جبير في صفة الجنة ونخيلها (كربها ذهب، وسعفها كسوة أهل الجنة). (1) في الدر النثير: قال الفارسى: وروى بالشين أولا ثم السين، أي الشاسع، وهو الذاهب البعيد. (*)
[ 369 ]
(سعل) (س) فيه (لا صفر ولا غول ولكن السعالى) هي جمع سعلاة، وهم سحرة الجن: أي أن الغول لا تقدر أن تغول أحدا أو تضله، ولكن في الجن سحرة كسحرة الانس، لهم تلبيس وتخييل. (سعن) (ه) في حديث عمر (وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سعن) السعن: قربة أو إداوة ينتبذ فيها وتعلق بوتد أو جذع نخلة، وقيل هو جمع، واحده سعنة. [ ه ] وفى بعض الحديث (اشتريت سعنا مطبقا) قيل هو القدح العظيم يحلب فيه. (س) وفى حديث شرط النصارى (ولا يخرجوا سعانين) هو عيد لهم معروف قبل عيدهم الكبير بأسبوع. وهو سرياني معرب. وقيل هو جمع واحده سعنون. (سعى) (س) فيه (لا مساعاة في الاسلام، ومن ساعى في الجاهلية فقد لحق بعصبته) المساعاة الزنا، وكان الاصمعي يجعلها في الاماء دوون الحرائر لانهن كن يسعين لمواليهن فيكسبن لهم بضرائب كانت عليهن. يقال: ساعت الامة إذا فجرت. وساعاها فلان إذا فجر بها، وهو مفاعلة من السعي، كأن كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه، فأبطل الاسلام ذلك ولم يلحق النسب بها، وعفا عما كان منها في الجاهلية ممن ألحق بها. (ه) ومنه حديث عمر (أنه أتى في نساء أو إماء ساعين في الجاهلية، فأمر بأولادهن أن يقوموا على آبائهم ولا يسترقوا). معنى التقويم: أن تكون قيمتهم على الزانين لموالى الاماء، ويكونوا أحرارا لاحقى الانساب بآبائهم الزناة، وكان عمر رضى الله عنه يلحق أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الاسلام، على شرط التقويم. وإذا كان الوطئ والدعوى جميعا في الاسلام فدعواه باطلة، والولد مملوك، لانه عاهر، وأهل العلم من الائمة على خلاف ذلك. ولهذا أنكروا بأجمعهم على معاوية في استلحاقه زيادا، وكان الوطئ في الجاهلية والدعوى في الاسلام. (ه) وفي حديث وائل بن حجر (أن وائلا يستسعى ويترفل على الاقوال) أي يستعمل على الصدقات، ويتولى استخراجها من أربابها، وبه سمى عامل الزكاة الساعي. وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا
[ 370 ]
* ومنه قوله (ولتدركن القلاص فلا يسعى عليها) أي تترك زكاتها فلا يكون لها ساع. (س ه) ومنه حديث العتق (إذا أعتق بعض العبد فإن لم يكن له مال استسعى غير مشقوق عليه) استسعاء العبد إذا عتق بعضه ورق بعضه: هو أن يسعى في فكاك ما بقى من رقه، فيعمل ويكسب ويصرف ثمنه إلى مولاه، فسمى تصرفه في كسبه سعاية. وغير مشقوق عليه: أي لا يكلفه فوق طاقته. وقيل معناه استسعى العبد لسيده: أي يستخدمه مالك باقيه بقدر ما فيه من الرق، ولا يحمله مالا يقدر عليه. قال الخطابى: قوله: استسعى غير مشقوق عليه، لا يثبته أكثر أهل النقل مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه من قول قتادة. (ه) وفي حديث حذيفة في الامانة (وإن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه على ساعيه)، يعنى رئيسهم الذى يصدرون عن رأيه ولا يمضون أمرا دونه. وقيل أراد الوالى الذى عليه: أي ينصفني منه، وكل من ولى أمر قوم فهو ساع عليهم. (ه) وفيه (إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون) السعي: العدو، وقد يكون مشيا، ويكون عملا وتصرفا، ويكون قصدا، وقد تكرر في الحديث، فإذا كان بمعنى المضى عدى بإلى، وإذا كان بمعنى العمل عدى باللام. * ومنه حديث على في ذم الدنيا (من ساعاها فاتته) أي سابقها، وهى مفاعلة، من السعي، كأنها تسعى ذاهبة عنه، وهو يسعى مجدا في طلبها، فكل منهما يطلب الغلبة في السعي. (ه) وفى حديث ابن عباس (الساعي لغير رشدة) أي الذى يسعى بصاحبه إلى السلطان ليؤذيه، يقول هو ليس بثابت النسب وولد حلال. (ه) ومنه حديث كعب (الساعي مثلث) يريد أنه يهلك (1) بسعايته ثلاثة نفر: السلطان والمسعى به ونفسه. (1) كذا بالاصل واللسان وفى ا والهروى والدر النثير: (مهلك) (*)
[ 371 ]
(باب السين مع الغين) (سغب) (س) فيه (ما أطعمته إذا كان ساغبا) أي جائعا. وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب. يقال: سغب يسغب سغبا وسغوبا فهو ساغب. (ه) ومنه الحديث (أنه قدم خيبر بأصحابه وهم مسغبون) أي جياع. يقال أسغب إذا دخل في السغوب، كما يقول: أقحط إذا دخل في القحط. وقد تكرر في الحديث. (سغسغ) (ه) في حديث واثلة (وصنع منه ثريدة ثم سغسغها) أي رواها بالدهن والسمن. ويروى بالشين. * ومنه حديث ابن عباس في طيب المحرم (أما أنا فأسغسغه في رأسي) أي أرويه به. ويروى بالصاد. وسيجئ. (باب السين مع الفاء) (سفح) * فيه (أوله سفاح وآخره نكاح) السفاح: الزنا، مأخوذ من سفحت الماء إذا صببته. ودم مسفوح: أي مراق. وأراد به هاهنا أن المرأة تسافح رجلا مدة ثم يتزوجها بعد ذلك، وهو مكروه عند بعض الصحابة. (س) وفى حديث أبى هلال (فقتل على رأس الماء حتى سفح الدم الماء) جاء تفسيره في الحديث أنه أعطى الماء، وهذا لا يلائم اللغة لان السفح الصب، فيحتمل أنه أراد أن الدم غلب على الماء فاستهلكه، كالاناء الممتلئ إذا صب فيه شئ أثقل مما فيه فإنه يخرج مما فيه بقدر ما صب فيه، فكأنه من كثرة الدم انصب الماء الذى كان في ذلك الموضع فخلفه الدم. (سفر) * فيه (مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة) هم الملائكة، جمع سافر، والسافر في الاصل الكاتب، سمى به لانه يبين الشئ ويوضحه. * ومنه قوله تعالى (بأيدى سفرة. كرام بررة). وفى حديث المسح على الخفين (أمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين)، الشك من الراوى في السفر والمسافرين. السفر: جمع سافر، كصاحب وصحب. والمسافرون جمع مسافر. والسفر والمسافرون بمعنى
[ 372 ]
ومنه الحديث (أنه قال لاهل مكة عام الفتح: يا أهل البلد صلوا أربعا فإنا سفر) ويجمع السفر على أسفار. (ه) ومنه حديث حذيفة، وذكر قوم لوط قال (وتتبعت أسفارهم بالحجارة) أي القوم الذين سافروا منهم. (س) وفيه (أسفروا بالفجر فإنه أعظم للاجر) أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء. قالوا: يحتمل أنهم حين أمرهم بتغليس صلاة الفجر في أول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الاول حرصا ورغبة، فقال أسفروا به: أي أخروها إلى أن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه، ويقوى ذلك أنه قال لبلال: نور بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم. وقيل إن الامر بالاسفار خاص في الليالى المقمرة، لان أول الصبح لا يتبين فيها، فأمروا بالاسفار أحتياطا. (ه) ومنه حديث عمر (صلوا المغرب والفجاج مسفرة) أي بينة مضيئة لا تخفى. * وحديث علقمة الثقفى (كان يأتينا بلال بفطرنا ونحن مسفرون جدا). (ه) وفى حديث عمر (أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لو أمرت بهذا البيت فسفر) أي كنس. والمسفرة: المكنسة، وأصله الكشف. (س) ومنه حديث النخعي (أنه سفر شعره) أي استأصله وكشفه عن رأسه. (س) وفى حديث معاذ (قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم سفرا سفرا، فقال: هكذا فاقرأ) جاء تفسيره في الحديث (هذا هذا) قال الحربى: إن صح فهو من السرعة والذهاب. يقال أسفرت الابل إذا ذهبت في الارض، وإلا فلا أعرف وجهه (1). * وفى حديث على (أنه قال لعثمان رضى الله عنهما. إن الناس قد استسفروني بينك وبينهم) أي جعلوني سفيرا بينك وبينهم، وهو الرسول المصلح بين القوم، يقال سفرت بين القوم أسفر سفارة إذا سعيت بينهم في الاصلاح. (1) في الدر النثير: قال الفارسى: السفر: الكتاب وجمعه أسفار، كأنه قال: قرأت عليه كتابا كتابا أي سورة سورة لان كل سورة ككتاب، أو قطعة قطعة. قال: وهذا أوجه من أن يحمل على السرعة فإنها غير محمودة. (*)
[ 373 ]
(ه) وفيه (فوضع يده على رأس البعير ثم قال: هات السفار، فأخذه فوضعه في رأسه) السفار: الزمام، والحديدة التى يخطم بها البعير ليذل وينقاد. يقال سفرت البعير وأسفرته: إذا خطمته وذللته بالسفار. (س) ومنه الحديث (ابغنى ثلاث رواحل مسفرات) أي عليهن السفار، وإن روى بكسر الفاء فمعناه القوية على السفر، يقال منه: أسفر البعير واستسفر. (س) ومنه حديث الباقر (تصدق بجلال بدنك وسفرها) هو جمع السفار. (س) وفى حديث ابن مسعود (قال له ابن السعدى: خرجت في السحر أسفر فرسا لى، فمررت بمسجد بنى حنيفة) أراد أنه خرج يدمنه على السير ويروضه ليقوى على السفر. وقيل هو من سفرت البعير إذا رعيته السفير، وهو أسافل الزرع. ويروى بالقاف والدال. (س) وفى حديث زيد بن حارثه (قال: ذبحنا شاة فجعلناها سفرتنا أو في سفرتنا) السفرة طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمى به كما سميت المزادة راوية، وغير ذلك من الاسماء المنقولة. فالسفرة في طعام السفر كاللهنة للطعام الذى يؤكل بكرة. (س) ومنه حديث عائشة (صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر سفرة في جراب) أي طعاما لما هاجرا. (ه) وفى حديث ابن المسيب (لو لا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس [ و ] (1) السافرة أمة من الروم)، هكذا جاء متصلا بالحديث. (سفسر) * في حديث أبى طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: فإنى والضوابح كل يوم * وما تتلو السفاسرة الشهور السفاسرة: أصحاب الاسفار، وهى الكتب. (سفسف) (ه) فيه (إن الله يحب معالى الامور ويبغض سفسافها). * وفي حديث آخر (إن الله رضى لكم مكارم الاخلاق وكره لكم سفسافها) السفساف: (1) الزيادة من الهروي واللسان (*)
[ 374 ]
الامر الحقير والردئ من كل شئ، وهو ضد المعالى والمكارم. وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل، والتراب إذا أثير. * وفى حديث فاطمة بنت قيس (إنى أخاف عليك سفاسفه) هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره. وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف (1)، ولم يورده أيضا في السين والقاف. والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو (إنى أخاف عليك قسقاسته) بقافين قبل السينين، وهى العصا، فأما سفاسفه وسقاسقه بالفاء أو القاف فلا أعرفه، إلا أن يكون من قولهم لطرائق السيف سفاسقه، بفاء بعدها قاف، وهى التى يقال لها الفرند، فارسية معربة. (سفع) (ه) فيه (أنا وسفعاء الخدين، الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين، وضم أصبعيه) السفعة: نوع من السواد ليس بالكثير. وقيل هو سواد مع لون آخر، أراد أنها بذلت نفسها، وتركت الزينة والترفه حتى شحب لونها واسود إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها. (ه) وفى حديث أبى عمرو النخعي (لما قدم عليه فقال: يا رسول الله إنى رأيت في طريقي هذا رؤيا: رأيت أتانا تركتها في الحى ولدت جديا أسفع أحوى، فقال له: هل لك من أمة تركتها مسرة حملا ؟ قال: نعم. قال: فقد ولدت لك غلاما وهو ابنك. قال فماله أسفع أحوى ؟ قال: ادن، فدنا منه، قال: هل بك من برص تكتمه ؟ قال: نعم والذى بعثك بالحق ما رأه مخلوق ولا علم به، قال: هو ذاك). * ومنه حديث أبى اليسر (أرى في وجهك سفعة من غضب) أي تغيرا إلى السواد. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث. (ه) وفيه (ليصيبن أقواما سفع من النار) أي علامة تغير ألوانهم. يقال سفعت الشئ إذا جعلت عليه علامة، يريد أثرا من النار (2). (1) في الاصل: بالقاف والفاء. وأثبتنا ما في ا واللسان (2) أنشد الهروي: وكنت إذا نفس الجبان نزت به * سفعت على العرنين منه بميسم قال: معناه: أعلمته (*)
[ 375 ]
(ه) وفي حديث أم سلمة (أنه دخل عليها وعندها جارية بها سفعة، فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها) أي علامة من الشيطان، وقيل ضربة واحدة منه، وهى المرة من السفع: الاخذ. يقال سفع بناصية الفرس ليركبه، المعنى أن السفعة أدركتها من قبل النظرة فاطلبوا لها الرقية. وقيل: السفعة: العين، والنظرة: الاصابة بالعين. * ومنه حديث ابن مسعود (قال لرجل رآه: إن بهذا سفعة من الشيطان، فقال له الرجل: لم أسمع ما قلت، فقال: نشدتك بالله هل ترى أحدا خيرا منك ؟ قال: لا. قال: فلهذا قلت ما قلت) جعل ما به من العجب مسا من الجنون. * ومنه حديث عباس الجشمى (إذا بعث المؤمن من قبره كان عند رأسه ملك، فإذا خرج سفع بيده وقال: أنا قرينك في الدنيا) أي أخذ بيده. (سفف) (ه) فيه (أتى برجل فقيل إنه سرق، فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تغير واكمد كأنما ذر عليه شئ غيره، من قولهم أسففت الوشم، وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم تحشى المغارز كحلا. (س) ومنه الحديث الآخر (أن رجلا شكا إليه جيرانه مع إحسانه إليهم، فقال: إن كان كذلك فكأنما تسفهم المل) المل: الرماد: أي تجعل وجوههم كلون الرماد. وقيل هو من سففت الدواء أسفه، وأسففته غيرى، وهو السفوف بالفتح. * ومنه الحديث الآخر (سف الملة خير من ذلك). * وفي حديث على (لكنى أسففت إذ (1) أسفوا) أسف الطائر إذا دنا من الارض، وأسف الرجل للامر إذا قاربه. (س) وفي حديث أبى ذر (قالت له امرأة: ما في بيتك سفة ولا هفة) السفة: ما يسف من الخوص كالزبيل ونحوه: أي ينسج. ويحتمل أن يكون من السفوف: أي ما يستف. (ه) ومنه حديث النخعي (كره أن يوصل الشعر، وقال: لا بأس بالسفة) هو شئ من القراميل تضعه المرأة في شعرها ليطول. وأصله من سف الخوص ونسجه. (1) في الاصل: إذا. وأثبتنا ما في ا واللسان. (*)
[ 376 ]
(ه) وفي حديث الشعبى (أنه كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو أخته) أي يحد النظر إليهن ويديمه. (سفق) (س) في حديث أبى هريرة (كان يشغلهم السفق بالاسواق) يروى بالسين والصاد، يريد صفق الاكف عند البيع والشراء. والسين والصاد يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكلمات يكثر في الصاد، وبعضها يكثر في السين. وهكذا يروى: (س) حديث البيعة (أعطاه صفقة يمينه) بالسين والصاد. وخص اليمين لان البيع [ والبيعة (1) ] بها يقع. (سفك) * فيه (أن يسفكوا دماءهم) السفك: الاراقة والاجراء لكل مائع. يقال: سفك الدم والدمع والماء يسفكه سفكا، وكأنه بالدم أخص. وقد تكرر في الحديث. (سفل) * في حديث صلاة العيد (فقالت امرأة من سفلة النساء) السفلة بفتح السين وكسر الفاء السقاط من الناس. والسفالة: النذالة. يقال هو من السفلة، ولا يقال هو سفلة، والعامة تقول رجل سفلة من قوم سفل، وليس بعربي. وبعض العرب يخفف فيقول فلان من سفلة الناس، فينقل كسرة الفاء إلى السين. (سفوان) * فيه ذكر (سفوان) هو بفتح السين والفاء: واد من ناحية بدر، بلغ إليه رسول الله عليه وسلم في طلب كرز الفهرى لما أغار على سرح المدينة، وهى غزوة بدر الاولى. (سفه) (ه) فيه (إنما البغى من سفه الحق) أي من جهله. وقيل جهل نفسه ولم يفكر فيها. وفى الكلام محذوف تقديره: إنما البغى فعل من سفه الحق. والسفه في الاصل: الخفة والطيش. وسفه فلان رأيه إذا كان مضطربا لا استقامة له. والسفيه: الجاهل. ورواه الزمخشري (من سفه الحق) على أنه اسم مضاف إلى الحق. قال: وفيه وجهان: أحدهما أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل، كأن الاصل: سفه على الحق، والثانى أن يضمن معنى فعل متعد كجهل، والمعنى الاستخاف بالحق، وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. (1) الزيادة من ا واللسان (*)
[ 377 ]
(سفا) (ه) في حديث كعب (قال لابي عثمان النهدي: إلى جانبكم جبل مشرف على البصرة يقال له سنام ؟ قال: نعم، قال: فهل إلى جانبه ماء كثير السافى ؟ قال: نعم. قال: فإنه أول ماء يرده الدجال من مياه العرب) السافى: الريح التى تسفى التراب. وقيل للتراب الذى تسفيه الريح أيضا ساف، أي مسفى، كماء دافق. والماء السافى الذى ذكره هو سفوان، وهو على مرحلة من باب المربد بالبصرة. (باب السين مع القاف) (سقب) (س) فيه (الجار أحق بسقبه) السقب بالسين والصاد في الاصل: القرب يقال سقبت الدار وأسقبت: أي قربت. ويحتج بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار، وإن لم يكن مقاسما: أي أن الجار أحق بالشفعة من الذى ليس بجار، ومن لم يثبتها للجار تأول الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارا. ويحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره، كما جاء في الحديث الآخر (أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: إن لى جارين فإلى أيهما أهدى ؟ قال: إلى أقربهما منك بابا). (سقد) (ه) في حديث ابن السعدى (خرجت سحرا أسقد فرسا لى) أي أضمره. يقال أسقد فرسه وسقده. هكذا أخرجه الزمخشري (1) عن ابن السعدى. وأخرجه الهروي عن أبى وائل. ويروى بالفاء والراء وقد تقدم. (سقر) * في ذكر النار (سماها سقر) وهو اسم عجمى علم لنار الآخرة، لا ينصرف للعجمة والتعريف. وقيل هو من قولهم: سقرته الشمس إذا أذابته، فلا ينصرف للتأنيث والتعريف. (س) وفيه (ويظهر فيهم السقارون، قالوا: وما السقارون يا رسول الله ؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمان، تحيتهم إذا التقوا التلاعن) السقار والصقار: اللعان لمن لا يستحق اللعن، سمى بذلك لانه يضرب الناس بلسانه، من الصقر وهو ضربك الصخرة بالصاقور، وهو المعول. (1) والرواية عنده 1 / 603 (أسقد بفرس لى) قال: والباء في (أسقد بفرس) مثل (في) في قوله: يجرح في عراقيبها. والمعنى: أفعل التضمير لفرسي. (*)
[ 378 ]
* وجاء ذكر (السقارين) في حديث آخر. وجاء تفسيره في الحديث أنهم الكذابون. قيل: سموا به لخبث ما يتكلمون به. (سقسق) (س [ ه ]) فيه (أن ابن مسعود كان جالسا إذ سقسق على رأسه عصفور فنكته بيده) أي ذرق. يقال سقسق وزقزق، وسق وزق إذا حذف بذرقه (1). (سقط) (س) فيه (لله عزوجل أفرح بتوبة عبده من أحدكم يسقط على بعيره قد أضله) أي يعثر على موضعه ويقع عليه، كما يسقط الطائر على وكره. * ومنه حديث الحارث بن حسان (قال له النبي صلى الله عليه وسلم، وسأله عن شئ، فقال: على الخبير سقطت) أي على العارف به وقعت، وهو مثل سائر للعرب. (س) وفيه (لان أقدم سقطا أحب إلى من مائة مستلئم) السقط بالكسر والفتح والضم، والكسر أكثرها: الولد الذى يسقط من بطن أمه قبل تمامه، والمستلئم: لابس عدة الحرب. يعنى أن ثواب السقط أكثر من ثواب كبار الاولاد، لان فعل الكبير يخصه أجره وثوابه، وإن شاركه الاب في بعضه، وثواب السقط موفر على الاب. * ومنه الحديث (يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني مردا جردا مكحلين) وقد تكرر ذكره في الحديث (س) وفي حديث الافك (فأسقطوا لها به) يعنى الجارية: أي سبوها وقالوا لها من سقط الكلام، وهو رديئه بسبب حديث الافك. * ومنه حديث أهل النار (مالى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس وسقطهم) أي أراذلهم وأدوانهم. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه (كتب إليه أبيات في صحيفة منها: يعقلهن جعدة من سليم * معيدا يبتغى سقط العذارى (1) في الدر النثير: قال الفارسى: كذا ذكره الهروي، وقال الحربى: معناه صوت وصاح. (*)
[ 379 ]
أي عثراتهن وزلاتهن. والعذارى جمع عذراء. (س) ومنه حديث ابن عمر (كان لا يمر بسقاط أو صاحب بيعة إلا سلم عليه) هو الذى يبيع سقط المتاع وهو رديئه وحقيره. (س) وفي حديث أبى بكر (بهذه الاظرب السواقط) أي صغار الجبال المنخفضة اللاطئة بالارض. (ه) وفي حديث سعد (كان يساقط في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي يرويه عنه في خلال كلامه، كأنه يمزج حديثه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو من أسقط الشئ إذا ألقاه ورمى به. * وفي حديث أبى هريرة (أنه شرب من السقيط) ذكره بعض المتأخرين في حرف السين. وفسره بالفخار. والمشهور فيه لغة ورواية الشين المعجمة. وسيجئ. فأما السقيط بالسين فهو الثلج والجليد. (سقع) (س) في حديث الاشج الاموى (أنه قال لعمرو بن العاص في كلام جرى بينه وبين عمر: إنك سقعت الحاجب، وأوضعت الراكب) السقع والصقع: الضرب بباطن الكف: أي إنك جبهته بالقول، وواجهته بالمكروه حتى أدى عنك وأسرع. ويريد بالايضاع - وهو ضرب من السير - إنك أذعت ذكر هذا الخبر حتى سارت به الركبان. (سقف) * في حديث أبى سفيان وهرقل (أسقفه على نصارى الشام) أي جعله أسقفا عليهم، وهو عالم رئيس من علماء النصارى ورؤسائهم، وهو اسم سرياني، ويحتمل أن يكون سمى به لخضوعه وانحنائه في عبادته. والسقف في اللغة طول في انحناء. (ه) ومنه حديث عمر (لا يمنع أسقف من سقيفاء) السقيفى مصدر كالخليفى من الخلافة: أي لا يمنع من تسقفه وما يعانيه من أمر دينه وتقدمه. (س) وفى حديث مقتل عثمان رضى الله عنه (فأقبل رجل مسقف بالسهام فأهوى بها إليه) أي طويل، وبه سمى السقف لعلوه وطول جداره (1). (1) في الدر النثير قلت: زاد الفارسى وابن الجوزى: وفيه مع طوله انحناء. (*)
[ 380 ]
* ومنه حديث اجتماع المهاجرين والانصار (في سقيفة بنى ساعدة) هي صفة لها سقف، فعيلة بمعنى مفعولة. (س) وفي حديث الحجاج (إياى وهذه السقفاء) هكذا يروى، ولا يعرف أصله. قال الزمخشري: (قيل هو تصحيف، والصواب الشفعاء جمع شفيع، لانهم كانوا يجتمعون إلى السلطان فيشفعون في أصحاب الجرائم (1)، فنهاهم عن ذلك)، لان كل واحد منهم يشفع للآخر، كما نهاهم عن الاجتماع في قوله: وإياى وهذه الزرافات. (سقم) (س) في قصة إبراهيم الخليل عليه السلام (فقال إنى سقيم) السقم والسقم: المرض. قيل إنه استدل بالنظر في النجوم على وقت حمى كانت تأتيه، وكان زمانه زمان نجوم، فلذلك نظر فيها. وقيل إن ملكهم أرسل إليه أن غدا عيدنا اخرج معنا، فأراد التخلف عنهم، فنظر إلى نجم، فقال: إن هذا النجم لم يطلع قط إلا أسقم. وقيل أراد أنى سقيم بما أرى من عبادتكم غير الله. والصحيح أنها إحدى كذباته الثلاث، والثانية قوله (بل فعله كبيرهم هذا)، والثالثة قوله عن زوجته سارة إنها أختى، وكلها كانت في ذات الله ومكابدة عن دينه. (سقه) * فيه (والله ما كان سعد ليخنى بابنه في سقة من تمر) قال بعض المتأخرين في غريب جمعه في باب السين والقاف: السقة جمع وسق، وهو الحمل، وقدره الشرع بستين صاعا: أي ما كان ليسلم ولده ويخفر ذمته في وسق تمر. وقال: قد صحفه بعضهم بالشين المعجمة، وليس بشئ. والذى ذكره أبو موسى في غريبه بالشين المعجمة، وفسره بالقطعة من التمر، وكذلك أخرجه الخطابى والزمخشري بالشين المعجمة، فأما السين المهملة فموضعه حرف الواو حيث جعله من الوسق، وإنما ذكره في السين حملا على ظاهر لفظه. وقوله إن سقة جمع وسق غير معروف، ولو قال إن السقة الوسق، مثل العدة في الوعد، والزنة في الوزن، والرقة في الورق، والهاء فيها عوض من الواو لكان أولى. (سقا) * فيه (كل مأثرة من مآثر الجاهلية تحت قدمى إلا سقاية الحاج وسدانة البيت) (1) عبارة الزمخشري 3 / 233: يشفعون في المريب. (*)
[ 381 ]
هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والاسلام. * وفيه (أنه خرج يستسقى فقلب رداءه) قد تكرر ذكر الاستسقاء في الحديث في غير موضع. وهو استفعال من طلب السقيا: أي إنزال الغيث على البلاد والعباد. يقال سقى الله عباده الغيث، وأسقاهم. والاسم السقيا بالضم. واستسقيت فلانا إذا طلبت منه أن يسقيك. (ه) وفى حديث عثمان (وأبلغت الراتع مسقاته) المسقاة بالفتح والكسر: موضع الشرب. وقيل هو بالكسر آلة الشرب، يريد أنه رفق برعيته ولان لهم في السياسة، كمن خلى المال يرعى (1) حيث شاء ثم يبلغه المورد في رفق. * وفى حديث عمر (أن رجلا من بنى تميم قال له: يا أمير المؤمنين اسقنى شبكة على ظهر جلال بقلة الحزن) الشبكة: بئار مجتمعة، واسقني أي اجعلها لى سقيا وأقطعنيها تكون لى خاصة. * ومنه الحديث (أعجلتهم أن يشربوا سقيهم) هو بالكسر اسم الشئ المسقى. * ومنه حديث معاذ في الخراج (وإن كان نشر أرض يسلم عليها صاحبها، فإنه يخرج منها ما أعطى نشرها ربع المسقوى وعشر المظمئى) المسقوى - بالفتح وتشديد الياء من الزرع - ما يسقى بالسيح. والمظمئى ما تسقيه السماء. وهما في الاصل مصدرا أسقى وأظمأ، أو سقى وظمئ منسوبا إليهما. * ومنه حديثه الآخر (إنه كان إمام قومه، فمر فتى بناضحه يريد سقيا) وفي رواية (يريد سقية) السقى والسقية: النخل الذى يسقى بالسواقي: أي بالدوالى. (ه) وفى حديث عمر (قال لمحرم قتل ظبيا: خذ شاة من الغنم فتصدق بلحمها، وأسق إهابها) أي أعط جلدها من يتخذه سقاء. والسقاء: ظرف الماء من الجلد، ويجمع على أسقية، وقد تكرر ذكره في الحديث مفردا ومجموعا. (1) عبارة الهروي: ترعى حيث شاءت ثم يبلغها... الخ اه. والمال أكثر ما يطلق عند العرب على الابل. (*)
[ 382 ]
* وفى حديث معاوية (إنه باع سقاية من ذهب بأكثر من وزنها) السقاية: إناء يشرب فيه. (س) وفى حديث عمران بن حصين (أنه سقى بطنه ثلاثين سنة) يقال سقى بطنه، وسقى بطنه، واستسقى بطنه: أي حصل فيه الماء الاصفر. والاسم السقى بالكسر. والجوهري لم يذكر إلا سقى بطنه واستسقى. (س) وفى حديث الحج (وهو قائل السقيا) السقيا: منزل بين مكة والمدينة. قيل هي على يومين من المدينة. (س) ومنه الحديث (أنه كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا). (س) وفيه (أنه تفل في فم عبد الله بن عامر وقال: أرجو أن تكون سقاء) أي لا تعطش. (باب السين مع الكاف) (سكب) (ه) فيه (كان له فرس يسمى السكب) يقال فرس سكب أي كثير الجرى كأنما يصب جريه صبا. وأصله من سكب الماء يسكبه. (ه) ومنه حديث عائشة (أنه كان يصلى فيما بين العشاءين (1) حتى ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة، فإذا سكب المؤذن بالاولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين) أرادت إذا أذن، فاستعير السكب للافاضة في الكلام، كما يقال أفرغ في أذنى حديثا: أي ألقى وصب. (ه) وفي بعض الحديث (ما أنا بمنط عنك شيئا يكون على أهل بيتك سبة سكبا (2) يقال: هذا أمر سكب: أي لازم. وفى رواية (انا نميط عنك شيئا). (1) كذا في الاصل وا والفائق 1 / 605 والذى في اللسان (فيما بين العشاء إلى انصداع الفجر) ورواية الهروي (كان يصلى كذا وكذا ركعة فإذا سكب المؤذن... الخ). (2) كذا في الاصل وا والدر النثير والهروى. والذى في اللسان (سنة). (*)
[ 383 ]
(سكت) (ه) في حديث ماعز (فرميناه بجلاميد الحرة حتى سكت) أي سكن ومات. (س) وفيه (ما تقول في إسكاتتك) هي إفعالة، من السكوت، معناها سكوت يقتضى بعده كلاما أو قراءة مع قصر المدة. وقيل أراد بهذا السكوت ترك رفع الصوت بالكلام، ألا تراه قال: ما تقول في إسكاتتك: أي سكوتك عن الجهر، دون السكوت عن القراءة والقول. (س) وفى حديث أبى أمامة (وأسكت واستغضب ومكث طويلا) أي أعرض لم يتكا. يقال تكلم الرجل ثم سكت بغير ألف، فإذا انقطع كلامه فلم يتكلم قيل أسكت. (سكر) (ه) فيه (حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب) السكر بفتح السين والكاف: الخمر المعتصر من العنب، هكذا رواه الاثبات. ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السكران، فيجعلون التحريم للسكر لا لنفس المسكر فيبيحون قليله الذى لا يسكر. والمشهور الاول. وقيل السكر بالتحريك: الطعام. قال الازهرى: أنكر أهل اللغة هذا، والعرب لا تعرفه. * ومنه حديث أبى وائل (أن رجلا أصابه الصفر فنعت له السكر، فقال: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم). (س) وفيه (أنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسكريه) أي سديه بخرقة وشديه بعصابة، تشبيها بسكر الماء (سكركة) * فيه (أنه سئل عن الغبيراء فقال: لا خير فيها) ونهى عنها. قال مالك: فسألت زيد بن أسلم ما الغبيراء ؟ فقال: (هي السكركة) هي بضم السين والكاف وسكون الراء: نوع من الخمور يتخذ من الذرة. قال الجوهرى: (هي خمر الحبش)، وهى لفظة حبشية، وقد عربت فقيل السقرقع. وقال الهروي: (ه) وفي حديث الاشعري (وخمر الحبش السكركة).
[ 384 ]
(سكرجة) * فيه (لا آكل في سكرجة) (هي بضم السين والكاف والراء والتشديد: إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الادم، وهى فارسية. وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ (1) ونحوها. (سكع) * في حديث أم معبد * وهل يستوى ضلال قوم تسكعوا * أي تحيروا. والتسكع: التمادي في الباطل. (سكك) (ه) فيه (خير المال سكة مأبورة) السكة: الطريقة المصطفة من النخل. ومنها قيل للازقة سكك لاصطفاف الدور فيها. و المأبورة: الملقحة. (ه) وفيه (أنه نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم) أراد الدنانير والدراهم المضروبة، يسمى كل واحد منهما سكة، لانه طبع بالحديدة. واسمها السكة والسك. وقد تقدم معنى هذا الحديث في بأس من حرف الباء. (ه) وفيه (ما دخلت السكة دار قوم إلا ذلوا) هي التى تحرث بها الارض: أي أن المسلمين إذا أقبلوا على الدهقنة والزراعة شغلوا عن الغزو، وأخذهم السلطان بالمطالبات والجبايات. وقريب من هذا الحديث قوله (العز في نواصى الخيل، والذل في أذناب البقر). (س) وفيه (أنه مر بجدى أسك) أي مصطلم الاذنين مقطوعهما. (ه) وفى حديث الخدرى (أنه وضع يديه على أذنيه وقال: استكتا إن لم أكن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب) الحديث: أي صمتا. والاستكاك الصمم وذهاب السمع، وقد تكرر ذكره في الحديث. (ه) وفى حديث على (أنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو غير مسكوك) أي غير مسمر بمسامير الحديد. والسك: تضبيب الباب. والسكى: المسمار. ويروى بالشين، وهو المشدود. * وفى حديث عائشة (كنا نضمد جبا هنا بالسك المطيب عند الاحرام) هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. (1) هي ما يؤتدم به. مفردها: كامخ، بفتح الميم، وربما كسرت، وهو معرب. (المصباح). (*)
[ 385 ]
(ه) وفي حديث الصبية المفقودة (قالت: فحملني على خافية من خوافيه ثم دوم بى في السكاك) السكاك والسكاكة: الجو، وهو ما بين السماء والارض. * ومنه حديث على (شق الارجاء وسكائك الهواء) السكائك: جمع السكاكة، وهى السكاك، كذؤابة وذوائب. (سكن) * قد تكرر في الحديث ذكر (المسكين، والمساكين، والمسكنة، والتمسكن) وكلها يدور معناها على الخضوع والذلة، وقلة المال، والحال السيئة. واستكان إذا خضع. والمسكنة: فقر النفس. وتمسكن إذا تشبه بالمساكين، وهم جمع المسكين، وهو الذي لا شئ له. وقيل هو الذى له بعض الشئ. وقد تقع المسكنة على الضعف. (ه) ومنه حديث قيلة (قال لها: صدقت المسكينة) أراد الضعف ولم يرد الفقر (1). (ه) وفيه (اللهم أحينى مسكينا، وأمتنى مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين) أراد به التواضع والاخبات، وأن لا يكون من الجبارين المتكبرين. (ه) وفيه (أنه قال للمصلى: تبأس وتمسكن) أي تذلل وتخضع، وهو تمفعل من السكون. والقياس أن يقال تسكن وهو الاكثر الافصح. وقد جاء على الاول أحرف قليلة، قالوا: تمدرع وتمنطق وتمندل (2). (س) وفي حديث الدفع من عرفة (عليكم السكينة) أي (3) الوقار والتأنى في الحركة والسير. (س) وفي حديث الخروج إلى الصلاة (فليأت وعليه السكينة). * وفي حديث زيد بن ثابت (كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة) يريد ما كان يعرض له من السكون والغيبة عند نزول الوحى. (ه) وحديث ابن مسعود (السكينة مغنم وتركها مغرم) وقيل أراد بها هاهنا الرحمة. (1) قال الهروي: (وفى بعض الروايات أنه قال لقيلة: (يا مسكينة عليك السكينة). أراد: عليك الوقار. يقال: رجل وديع ساكن: وقور هادئ) اه. وانظر لهذه الرواية اللسان. (2) من المدرعة والمنطقة والمنديل. والقياس: تدرع وتنطق وتندل. (3) في ا واللسان: والوقار. (*)
[ 386 ]
(س) ومنه حديثه الآخر (ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر) وفي رواية: (كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تكلم على لسان عمر) قيل هو من الوقار والسكون. وقيل الرحمة. وقيل أراد السكينة التى ذكرها الله في كتابه العزيز. قيل في تفسيرها أنها حيوان له وجه كوجه الانسان مجتمع، وسائرها خلق رقيق كالريح والهواء. وقيل هي صورة كالهرة كانت معهم في جيوشهم، فإذا ظهرت انهزم أعداؤهم. وقيل هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التى أعطيها موسى عليه السلام. والاشبه بحديث عمر أن يكون من الصورة المذكورة. * ومنه حديث على وبناء الكعبة (فأرسل الله إليه السكينة، وهى ريح خجوج (أي سريعة الممر. وقد تكرر ذكر السكينة في الحديث. * وفى حديث توبة كعب (أما صاحباى فاستكانا وقعدا في بيوتهما) أي خضعا وذلا، والاستكانة: استفعال من السكون. (ه) وفى حديث المهدى (حتى إن العنقود ليكون سكن أهل الدار) أي قوتهم من بركته، وهو بمنزلة النزل، وهو طعام القوم الذى ينزلون عليه. * وفي حديث يأجوج ومأجوج (حتى إن الرمانة لتشبع السكن) هو بفتح السين وسكون الكاف: أهل البيت، جمع ساكن كصاحب وصحب. (ه) وفيه (اللهم أنزل علينا في أرضنا سكنها) أي غياث أهلها الذى تسكن أنفسهم إليه، وهو بفتح السين والكاف. (ه) وفيه (أنه قال يوم الفتح: استقروا على سكناتكم فقد انقطعت الهجرة) أي على مواضعكم ومساكنكم، واحدتها سكنة، مثل مكنة ومكنات، يعنى أن الله تعالى قد أعز الاسلام وأغنى عن الهجرة والفرار عن الوطن خوف المشركين. (ه) وفي حديث المبعث (قال الملك لما شق بطنه [ للملك الآخر (1) ] ائتنى بالسكينة) هي لغة في السكين، والمشهور بلا هاء. (س) ومنه حديث أبى هريرة (إن سمعت بالسكين إلا في هذا الحديث، ما كنا نسميها إلا المدية). (1) الزيادة في الهروي (*)
[ 387 ]
(باب السين مع اللام) (سلا) * فيه في صفة الجبان (كأنما يضرب جلده بالسلاءة) هي شوكة النخلة، والجمع سلاء، بوزن جمار. وقد تكررت في الحديث. (سلب) (ه) فيه (إنه قال لاسماء بنت عميس بعد مقتل جعفر: تسلبي ثلاثا، ثم اصنعي ما شئت) أي البسى ثوب الحداد وهو السلاب، والجمع سلب. وتسلبت المرأة إذا لبسته وقيل هو ثوب أسود تغطى به المحد رأسها. * ومنه حديث بنت أم سلمة (أنها بكت على حمزة ثلاثة أيام وتسلبت). (س) وفيه (من قتل قتيلا فله سلبه) وقد تكرر ذكر السلب في الحديث، وهو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى مفعول: أي مسلوب. (ه) وفى حديث صلة (خرجت إلى جشر لنا والنخل سلب) أي لا حمل عليها، وهو جمع سليب، فعيل بمعنى مفعول. (ه) وفى حديث ابن عمر (دخل عليه ابن جبير وهو متوسد مرفقة حشوها ليف أو سلب) السلب بالتحريك: قشر شجر معروف باليمن يعمل منه الحبال. وقيل هو ليف المقل، وقيل خوص الثمام. وقد جاء في حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له وسادة حشوها سلب). (ه) ومنه حديث صفة مكة (وأسلب ثمامها) أي أخرج خوصه. (سلت) (ه) فيه (أنه لعن السلتاء والمرهاء) السلتاء من النساء: التى لا تختضب. وسلتت الخضاب عن يدها إذا مسحته وألقته. [ ه ] ومنه حديث عائشة وسئلت عن الخضاب فقالت (اسلتيه وأرغميه). * ومنه الحديث (أمرنا أن نسلت الصحفة) أي نتتبع ما بقى فيها من الطعام، ونمسحها بالاصبع ونحوها. (س) ومنه الحديث (ثم سلت الدم عنها) أي أماطه.
[ 388 ]
[ ه ] وفى حديث عمر (فكان يحمله على عاتقه ويسلت خشمه) أي يسمح مخاطه عن أنفه. هكذا جاء الحديث مرويا عن عمر، وأنه كان يحمل ابن أمته مرجانة ويفعل به ذلك. وأخرجه الهروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يحمل الحسين على عاتقه ويسلت خشمه) ولعله حديث آخر. وأصل السلت القطع. * ومنه حديث أهل النار (فينفذ الحميم إلى جوفه فيسلت ما فيها) أي يقطعه ويستأصله. * وحديث سلمان (أن عمر رضى الله عنه قال: من يأخذها بما فيها) يعنى الخلافة، فقال سلمان: (من سلت الله أنفه) أي جدعه وقطعه. (ه) وحديث حذيفة وأزد عمان (سلت الله أقدامها) أي قطعها. [ ه ] وفيه (أنه سئل عن بيع البيضاء بالسلت فكرهه) السلت: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له. وقيل هو نوع من الحنطة، والاول أصح، لان البيضاء الحنطة. (سلح) * في حديث عقبة بن مالك (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا) أي جعلته سلاحه. والسلاح: ما أعددته للحرب من آلة الحديد مما يقاتل به، والسيف وحده يسمى سلاحا، يقال سلحته أسلحه إذا أعطيته سلاحا، وإن شدد فللتكثير. وتسلح: إذا لبس السلاح. (س) ومنه حديث عمر (لما أتى بسيف النعمان بن المنذر دعا جبير بن مطعم فسلحه إياه). * ومنه حديث أبى (قال له: من سلحك هذا القوس ؟ فقال: طفيل). * وفي حديث الدعاء (بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان) المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو. وسموا مسلحة لانهم يكونون ذوى سلاح، أو لانهم يسكنون المسلحة، وهى كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. وجمع المسلح: مسالح. * ومنه الحديث (حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح) وهو موضع قريب من خيبر.
[ 389 ]
* والحديث الآخر (كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب). (سلخ) (س) في حديث عائشة (ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مسلاخها من سودة) كأنها تمنت أن تكون في مثل هديها وطريقتها. ومسلاخ الحية جلدها. والسلخ بالكسر: الجلد. (ه) ومنه حديث سليمان عليه السلام والهدهد (فسلخوا موضع الماء كما يسلخ الاهاب فخرج الماء) أي حفروا حتى وجدوا الماء. (ه) وفى حديث ما يشترطه المشترى على البائع (إنه ليس له مسلاخ، ولا مخضار، ولا معرار ولا مبسار) المسلاخ: الذى ينتثره بسره. (سلسل) (س) فيه (عجب ربك من أقوام يقادون إلى الجنة بالسلاسل) قيل هم الاسرى يقادون إلى الاسلام مكرهين، فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة، ليس أن ثم سلسلة. ويدخل فيه كل من حمل على عمل من أعمال الخير. (س) ومنه حديث ابن عمرو (في الارض الخامسة حيات كسلاسل الرمل) هو رمل ينعقد بعضه على بعض ممتدا. * وفيه (اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسل الجنة) هو الماء البارد. وقيل السهل في الحلق. يقال سلسل وسلسال. ويروى (من سلسبيل الجنة) وهو اسم عين فيها. * وفيه ذكر (غزوة ذات السلاسل) هو بضم السين الاولى وكسر الثانية. ماء بأرض جذام، وبه سميت الغزوة. وهو في اللغة الماء السلسال. وقيل هو بمعنى السلسال. (سلط) (ه س) في حديث ابن عباس (رأيت عليا وكأن عينيه سراجا سليط) وفى رواية (كضوء سراج السليط) السليط: دهن الزيت. وهو عند أهل اليمن دهن السمسم. (سلع) (س) في حديث خاتم النبوة (فرأيته مثل السلعة) هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت. (سلف) (ه) فيه (من سلف فليسلف في كيل معلوم إلى أجل معلوم) يقال سلفت
[ 390 ]
وأسلفت تسليفا وإسلافا، والاسم السلف، وهو في المعاملات على وجهين: أحدهما القرض الذى لا منفعة فيه للمقرض غير الاجر والشكر، وعلى المقترض رده كما أخذه، والعرب تسمى القرض سلفا. والثانى هو أن يعطى مالا في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف، وذلك منفعة للمسلف. ويقال له سلم دون الاول. (س) ومنه الحديث (إنه استسلف من أعرابي بكرا) أي استقرض. (س) ومنه الحديث (لا يحل سلف وبيع) هو مثل أن يقول: بعتك هذا العبد بألف على أن تسلفني ألفا في متاع، أو على أن تقرضني ألفا، لانه إنما يقرضه ليحابيه في الثمن فيدخل في حد الجهالة، ولان كل قرض جر منفعة فهو ربا، ولان في العقد شرطا ولا يصح. * وفي حديث دعاء الميت (واجعله لنا سلفا) قيل هو من سلف المال، كأنه قد أسلفه وجعله ثمنا للاجر والثواب الذى يجازى على الصبر عليه. وقيل سلف الانسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوى قرابته، ولهذا سمى الصدر الاول من التابعين السلف الصالح. * ومنه حديث مذحج (نحن عباب سلفها) أي معظمها والماضون منها. (س) وفي حديث الحديبية (لاقاتلنهم على أمرى حتى تنفرد سالفتي) السالفة: صفحة العنق، وهما سالفتان من جانبيه. وكنى بانفرادها عن الموت لانها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت. وقيل: أراد حتى يفرق بين رأسي وجسدى. (س) وفى حديث ابن عباس (أرض الجنة مسلوفة) أي ملساء لينة ناعمة. هكذا أخرجه الخطابى والزمخشري عن ابن عباس. وأخرجه أبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثى. وأخرجه الازهرى عن محمد بن الحنفية. (ه) وفى حديث عامر بن ربيعة (وما لنا زاد إلا السلف من التمر) السلف بسكون اللام: الجراب الضخم. والجمع سلوف. ويروى إلا السف من التمر، وهو الزبيل من الخوص. (سلفع) (ه) في حديث أبى الدرداء (وشر نسائكم السلفعة) هي الجريئة على الرجال، وأكثر ما يوصف به المؤنث، وهو بلا هاء أكثر.
[ 391 ]
* ومنه حديث ابن عباس (في قوله تعالى: فجاءته إحداهما تمشى على استحياء) قال ليست بسلفع). * وحديث المغيرة (فقماء سلفع). (سلق) (ه) فيه (ليس منا من سلق أو حلق) سلق: أي رفع صوته عند المصيبة. وقيل هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشه، والاول أصح. (ه) ومنه الحديث (لعن الله السالقة والحالقة) ويقال بالصاد. * ومنه حديث على (ذاك الخطيب المسلق الشحشاح) يقال مسلق ومسلاق إذا كان نهاية في الخطابة. (ه) وفى حديث عتبة بن غزوان (وقد سلقت أفواهنا من أكل الشجر) أي خرج فيها بثور، وهو داء يقال له السلاق. (ه) وفى حديث المبعث (فانطلقا بى إلى ما بين المقام وزمزم فسلقاني على قفاى) أي ألقياني على ظهرى. يقال سلقه وسلقاه بمعنى. ويروى بالصاد، والسين أكثر وأعلى. * ومنه الحديث الآخر (فسلقني لحلاوة القفا). (ه) وفى حديث آخر (فإذا رجل مسلنق) أي مستلق على قفاه. يقال اسلنقى يسلنقى اسلنقاء. والنون زائدة. (س) وفى حديث أبى الاسود (أنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب وغلبت السليقة) (1) أي اللغة التى يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته: أي سجيته وطبيعته من غير تعمد (2) إعراب ولا تجنب لحن. قال: ولست بنحوى يلوك لسانه * ولكن سليقى أقول فأعرب أي أجرى على طبيعتي ولا ألحن. (1) كذا في الاصل والفائق 1 / 611. وفى ا واللسان وتاج العروس: (السليقية) (2) في تاج العروس (تعهد) وفى الفائق (تقيد). (*)
[ 392 ]
(سلل) (ه) فيه (لا إغلال ولا إسلال) الاسلال: السرقة الخفية. يقال سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الابل، وهى السلة. وأسل: أي صار ذا سلة، وإذا أعان غيره عليه. ويقال الاسلال الغارة الظاهرة. وقيل سل السيوف. (س) وفى حديث عائشة (فانسللت من بين يديه) أي مضيت وخرجت بتأن وتدريج. (س) ومنه حديث حسان (لاسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين). (س) وحديث الدعاء (اللهم اسلل سخيمة قلبى). (س) والحديث الآخر (من سل سخيمته في طريق الناس). (س) وحديث أم زرع (مضجعه كمسل شطبة) المسل: مصدر بمعنى المسلول: أي ماسل من قشره، والشطبة: السعفة الخضراء. وقيل السيف. * وفى حديث زياد (بسلالة من ماء ثغب) أي ما استخرج من ماء الثغب وسل منه. (س) وفيه (اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة) قيل هو الشراب البارد. وقيل الخالص الصافى من القذى والكدر، فهو فعيل بمعنى مفعول. ويروى (سلسال الجنة، وسلسبيلها) وقد تقدما. * وفيه (غبار ذيل المرأة الفاجرة يورث السل) يريد أن من اتبع الفواجر وفجر ذهب ماله وافتقر، فشبه خفة المال وذهابه بخفة الجسم وذهابه إذا سل. (سلم) * في أسماء الله تعالى (السلام) قيل معناه سلامته مما يلحق الخلق من العيب والفناء. والسلام في الاصل السلامة. يقال سلم يسلم سلامة وسلاما. ومنه قيل للجنة دار السلام، لانها دار السلامة من الآفات. (س) ومنه الحديث (ثلاثة كلهم ضامن على الله، أحدهم من يدخل بيته بسلام) أراد أن يلزم بيته طلبا للسلامة من الفتن ورغبة في العزلة. وقيل أراد أنه إذا دخل بيته سلم. والاول الوجه.
[ 393 ]
(س) وفى حديث التسليم (قل السلام عليك، فإن عليك السلام تحية الموتى) هذا إشارة إلى ما جرت به عادتهم في المراثى، كانوا يقدمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله: عليك سلام من أمير وباركت * يد الله في ذاك الاديم الممزق وكقول الآخر: عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما * وإنما فعلوا ذلك لان المسلم على القوم يتوقع الجواب، وأن يقال له عليك السلام، فلما كان الميت لا يتوقع منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب. وقيل: أراد بالموتى كفار الجاهلية. * وهذا في الدعاء بالخير والمدح، فأما في الشر والذم فيقدم الضمير كقوله تعالى (وإن عليك لعنتي) وقوله: (عليهم دائرة السوء). * والسنة لا تختلف في تحية الاموات والاحياء. ويشهد له الحديث الصحيح أنه كان إذا دخل القبور قال: (سلام عليكم دار قوم مؤمنين). * والتسليم مشتق من السلام اسم الله تعالى لسلامته من العيب والنقص. وقيل معناه أن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا. وقيل معناه اسم السلام عليك: أي اسم الله عليك، إذا كان اسم الله يذكر على الاعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيه وانتفاء عوارض الفساد عنه. وقيل معناه سلمت منى فاجعلني أسلم منك، من السلامة بمعنى السلام. * ويقال السلام عليكم، وسلام عليكم، وسلام، بحذف عليكم، ولم يرد في القرآن غالبا إلا منكرا كقوله تعالى (سلام عليكم بما صبرتم) فأما في تشهد الصلاة فيقال فيه معرفا ومنكرا، والظاهر الاكثر من مذهب الشافعي رحمه الله أنه اختار التنكير، وأما في السلام الذى يخرج به من الصلاة فروى الربيع عنه أنه لا يكفيه إلا معرفا، فإنه قال: أقل ما يكفيه أن يقول السلام عليكم، فإن نقص من هذا حرفا عاد فسلم. ووجهه أن يكون أراد بالسلام اسم الله تعالى، فلم يجز حذف الالف واللام منه، وكانوا يستحسنون أن يقولوا في الاول سلام عليكم، وفى الآخر السلام عليكم، وتكون الالف واللام للعهد. يعنى السلام الاول.
[ 394 ]
* وفى حديث عمران بن حصين (كان يسلم على حتى اكتويت) يعنى أن الملائكة كانت تسلم عليه، فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السلام عليه، لان الكى يقدح في التوكل والتسليم إلى الله والصبر على ما يبتلى به العبد وطلب الشفاء من عنده، وليس ذلك قادحا في جواز الكى ولكنه قادح في التوكل، وهى درجة عالية وراء مباشرة الاسباب. (س) وفى حديث الحديبية (أنه أخذ ثمانين من أهل مكة سلما) يروى بكسر السين وفتحها، وهما لغتان في الصلح، وهو المراد في الحديث على ما فسره الحميدى في غريبه. وقال الخطابى: أنه السلم بفتح السين واللام، يريد الاستسلام والاذعان، كقوله تعالى (وألقوا إليكم السلم) أي الانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجميع. وهذا هو الاشبه بالقضية، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح. وإنما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا، وللاول وجه، وذلك أنهم لم تجر معهم حرب، وإنما لما عجزوا عن دفعهم أو النجاة منهم رضوا أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوا، فكأنهم قد صولحوا على ذلك فسمى الانقياد صلحا وهو السلم. * ومنه كتابه بين قريش والانصار (وإن سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن) أي لا يصالح واحد دون أصحابه، وإنما يقع الصلح بينهم وبين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك. (ه) ومن الاول حديث أبى قتادة (لآتينك برجل سلم) أي أسير لانه استسلم وانقاد. * وفيه (أسلم سالمها الله) هو من المسالمة وترك الحرب. ويحتمل أن يكون دعاء وإخبارا: إما دعاء لها أن يسالمها الله ولا يأمر بحربها أو أخبر أن الله قد سالمها ومنع من حربها. * وفيه (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) يقال: أسلم فلان فلانا إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه، وهو عام في كل من أسلمته إلى شئ، لكن دخله التخصيص، وغلب عليه الالقاء في الهلكة. * ومنه الحديث (إنى وهبت لخالتى غلاما، فقلت لها لا تسلميه حجاما ولا صائغا ولا قصابا) أي لا تعطيه لمن يعلمه إحدى هذه الصنائع، إنما كره الحجام والقصاب لاجل النجاسة التى يباشرانها مع تعذر الاحتراز، وأما الصائغ فلما يدخل صنعته من الغش، ولانه يصوغ الذهب
[ 395 ]
والفضة، وربما كان من آنية أو حلى للرجال وهو حرام، ولكثرة الوعد والكذب في إنجاز ما يستعمل عنده. (س) وفيه (ما من آدمى إلا ومعه شيطان، قيل: ومعك ؟ قال: نعم، ولكن الله أعانني عليه فأسلم) وفي رواية (حتى أسلم) أي انقاد وكف عن وسوستي. وقيل دخل في الاسلام فسلمت من شره. وقيل إنما هو فأسلم بضم الميم، على أنه فعل مستقبل: أي أسلم أنا منه ومن شره. ويشهد للاول: (س) الحديث الآخر (كان شيطان آدم كافرا وشيطانى مسلما). * وفي حديث ابن مسعود (أنا أول من أسلم) يعنى من قومه، كقوله تعالى عن موسى عليه السلام (وأنا أول المؤمنين) يعنى مؤمنى زمانه، فإن ابن مسعود لم يكن أول من أسلم، وإن كان من السابقين الاولين. (ه) وفيه (كان يقول إذا دخل شهر رمضان: اللهم سلمني من رمضان وسلم رمضان لى وسلمه منى) قوله سلمني منه أي لا يصيبني فيه ما يحول بينى وبين صومه من مرض أو غيره. وقوله سلمه لى: هو أن لا يغم عليه الهلال في أوله أو آخره فيلتبس عليه الصوم والفطر. وقوله وسلمه منى: أي يعصمه من المعاصي فيه. * وفى حديث الافك (وكان على مسلما في شأنها) أي سالما لم يبد بشئ من أمرها. ويروى بكسر اللام: أي مسلما للامر، والفتح أشبه: أي أنه لم يقل فيها سوءا. (ه س) وفى حديث الطواف (أنه أتى الحجر فاستلمه) هو افتعل من السلام: التحية. وأهل اليمن يسمون الركن الاسود المحيا: أي أن الناس يحيونه بالسلام. وقيل هو افتعل من السلام وهى الحجارة، واحدتها سلمة بكسر اللام. يقال استلم الحجر إذا لمسه وتناوله. (س) وفي حديث جرير (بين سلم وأراك) السلم شجر من العضاه واحدتها سلمة بفتح اللام، وورقها القرظ الذى يدبغ به. وبها سمى الرجل سلمة، وتجمع على سلمات. * ومنه حديث ابن عمر (أنه كان يصلى عند سلمات في طريق مكة). ويجوز أن يكون بكسر اللام جمع سلمة وهى الحجر.
[ 396 ]
(ه) وفيه (على كل سلامى من أحدكم صدقة) السلامى: جمع سلامية وهى الانملة من أنامل الاصابع. وقيل واحده وجمعه سواء. ويجمع على سلاميات وهى التى بين كل مفصلين من أصابع الانسان. وقيل السلامى: كل عظم مجوف من صغار العظام: المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. وقيل: إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف السلامى والعين. قال أبو عبيد: هو عظم يكون في فرسن البعير. (ه) ومنه حديث خزيمة في ذكر السنة (حتى آل السلامى) أي رجع إليه المخ. * وفيه (من تسلم في شئ فلا يصرفه إلى غيره) يقال أسلم وسلم إذا أسلف. والاسم السلم، وهو أن تعطى ذهبا أو فضة في سلعة معلومة إلى أمد معلوم، فكأنك قد أسلمت الثمن إلى صاحب السلعة وسلمته إليه. ومعنى الحديث أن يسلف مثلا في بر فيعطيه المستسلف غيره من جنس آخر، فلا يجوز له أن يأخذه. قال القتيبى: لم أسمع تفعل من السلم إذا دفع إلا في هذا. * ومنه حديث ابن عمر (كان يكره أن يقال: السلم بمعنى السلف، ويقول الاسلام لله عز وجل) كأنه ضن بالاسم الذى هو موضوع للطاعة والانقياد لله عن أن يسمى به غيره، وأن يستعمله في غير طاعة الله، ويذهب به إلى معنى السلف. وهذا من الاخلاص باب لطيف المسلك. وقد تكرر ذكر السلم في الحديث. (س) وفيه (أنهم مروا بماء فيه سليم، فقالوا: هل فيكم من راق) السليم اللديغ. يقال سلمته الحية أي لدغته. وقيل إنما سمى سليما تفاؤلا بالسلامة، كما قيل للفلاة المهلكة مفازة. * وفي حديث خيبر ذكر (السلالم) هي بضم السين، وقيل بفتحها: حصن من حصون خيبر. ويقال فيه أيضا السلاليم. (سلا) (س) فيه (أن المشركين جاءوا بسلى جزور فطرحوه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى) السلى: الجلد الرقيق الذى يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه. وقيل هو في الماشية السلى، وفى الناس المشيمة، والاول أشبه، لان المشيمة تخرج بعد الولد، ولا يكون الولد فيها حين يخرج.
[ 397 ]
(س) ومنه الحديث (أنه مر بسخلة تتنفس في سلاها). (س) وفى حديث عمر (لا يدخلن رجل على مغيبة، يقول: ما سليتم العام وما نتجتم الآن) أي ما أخذتم من سلى ماشيتكم، وما ولد لكم. وقيل يحتمل أن يكون أصله ما سلاتم بالهمز، من السلاء وهو السمن، فترك الهمز فصارت ألفا ثم قلب الالف ياء. (س) وفي حديث ابن عمر (وتكون لكم سلوة من العيش) أي نعمة ورفاهية ورغد يسليكم عن الهم. (باب السين مع الميم) (سمت) * في حديث الاكل (سموا الله ودنوا وسمتوا) أي إذا فرغتم فادعوا بالبركة لمن طعمتم عنده. والتسميت الدعاء. (ه) ومنه الحديث (في تسميت العاطس) لمن رواه بالسين المهملة. وقيل اشتقاق تسميت العاطس من السمت، وهو الهيئة الحسنة: أي جعلك الله على سمت حسن، لان هيئته تنزعج للعطاس. (ه) ومنه حديث عمر (فينظرون إلى سمته وهديه) أي حسن هيئته ومنظره في الدين، وليس من الحسن والجمال. وقيل هو من السمت: الطريق: يقال الزم هذا السمت، وفلان حسن السمت: أي حسن القصد. * ومنه حديث حذيفة (ما نعلم أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد) يعنى ابن مسعود. (ه) ومنه حديث عوف بن مالك (فانطلقت لا أدرى أين أذهب إلا أنى أسمت) أي ألزم سمت الطريق، يعنى قصده. وقيل هو بمعنى أدعوا الله له. وقد تكرر ذكر السمت والتسميت في الحديث.
[ 398 ]
(سمج) في حديث على (عاث في كل جارحة منه جديد يلى سمجها) سمج الشئ بالضم سماجة فهو سمج: أي قبح فهو قبيح. وقد تكرر ذكره في الحديث. (سمح) (ه) فيه (فيقول الله تعالى: أسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبادي) الاسماح: لغة في السماح. يقال سمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء. وقيل إنما يقال في السخاء سمح، وأما أسمح فإنما يقال في المتابعة والانقياد. يقال أسمحت نفسه: أي انقادت. والصحيح الاول والمسامحة المساهلة. (ه) وفيه (اسمح يسمح لك) أي سهل يسهل عليك. (س) ومنه حديث عطاء (اسمح يسمح بك). * ومنه الحديث المشهور (السماح رباح) أي المساهلة في الاشياء يربح صاحبها. (سمحق) (ه) في أسماء الشجاج (السمحاق) وهى التى بينها وبين العظم قشرة رقيقة. وقيل تلك القشرة هي السمحاق، وهى فوق قحف الرأس، فإذا انتهت الشجة إليها سميت سمحاقا. (سمخ) (س) في حديث ابن عمر (أنه كان يدخل أصبعيه في سماخيه) السماخ: ثقب الاذن الذى يدخل فيه الصوت. ويقال بالصاد لمكان الخاء. (سمد) (ه) في حديث على (أنه خرج والناس ينتظرونه للصلاة قياما، فقال: مالى أراكم سامدين) السامد: المنتصب إذا كان رافعا رأسه ناصبا صدره، أنكر عليهم قيامهم قبل أن يروا إمامهم. وقيل السامد: القائم في تحير. (ه) ومنه الحديث الآخر (ماهذا السمود) هو من الاول. وقيل هو الغفلة والذهاب عن الشئ. (ه) ومنه حديث ابن عباس في قوله تعالى (وأنتم سامدون) قال مستكبرون. وحكى الزمخشري: أنه الغناء في لغة حمير. يقال اسمدى لنا أي غنى. (س) وفى حديث عمر (إن رجلا كان يسمد أرضه بعذرة الناس، فقال: أما يرضى
[ 399 ]
أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منه) السماد: ما يطرح في أصول الزرع والخضر من العذرة والزبل ليجود نباته. (س) وفي حديث بعضهم (اسمادت رجلها) أي انتفخت وورمت، وكل شئ ذهب أو هلك فقد اسمد واسماد. (سمر) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم (أنه كان أسمر اللون) وفي رواية (أبيض مشربا حمرة) ووجه الجمع بينهما أن ما يبرز إلى الشمس كان أسمر، وما تواريه الثياب وتستره كان أبيض. (س) وفى حديث المصراة (يردها ويرد معها صاعا من تمر لا سمراء) وفي رواية (صاعا من طعام لا سمراء) وفي أخرى (من طعام سمراء) السمراء: الحنطة. ومعنى نفيها: أي لا يلزم بعطية الحنطة لانها أغلى من التمر بالحجاز. ومعنى إثباتها إذا رضى بدفعها من ذات نفسه. ويشهد لها رواية ابن عمر (رد مثلى لبنها قمحا) والقمح الحنطة. * ومنه حديث على (فإذا عنده فأثور عليه خبز السمراء) وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث العرنيين (فسمر (1) أعينهم) أي أحمى لهم مسامير الحديد ثم كحلهم بها. (ه) وفى حديث عمر في الامة يطؤها مالكها يلحق به ولدها قال (فمن شاء فليمسكها ومن شاء فليسمرها) يروى بالسين والشين. ومعناهما الارسال والتخلية. قال أبو عبيد: لم نسمع السين المهملة إلا في هذا الحديث. وما أراه إلا تحويلا، كما قالوا سمت وشمت. (س) وفى حديث سعد (وما لنا طعام إلا هذا السمر) هو ضرب من شجر الطلح، الواحدة سمرة. * ومنه الحديث (يا أصحاب السمرة) هي الشجره التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث قيلة (إذ جاء زوجها من السامر) هم القوم الذين يسمرون بالليل: أي (1) يروى (سمل) وسيأتى (*)
[ 400 ]
يتحدثون. السامر: اسم للجمع، كالباقر، والجامل للبقر والجمال. يقال سمر القوم يسمرون، فهم سمار وسامر. * ومنه حديث (السمر بعد العشاء) الرواية بفتح الميم من المسامرة وهو الحديث بالليل. ورواه بعضهم بسكون الميم. وجعله المصدر. وأصل السمر لون ضوء القمر، لانهم كانوا يتحدثون فيه. وقد تكرر في الحديث. * وفي حديث على (لا أطور به ما سمر سمير) أي أبدا. والسمير: الدهر. ويقال فيه: لا أفعله ما سمر ابنا سمير، وابناه: الليل والنهار: أي لا أفعله ما بقى الدهر. (سمسر) (ه) في حديث قيس بن أبى غرزة (كنا نسمى السماسرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمانا التجار) السماسرة: جمع سمسار، وهو القيم بالامر الحافظ له، وهو في البيع اسم للذى يدخل بين البائع والمشترى متوسطا لامضاء البيع (1). والسمسرة: البيع والشراء. * ومنه حديث ابن عباس في تفسير قوله (لا يبع حاضر لباد) قال: لا يكون له سمسارا. (سمسم) * في حديث أهل النار (فيخرجون منها قد امتحشوا كأنهم عيدان السماسم) هكذا يروى في كتاب مسلم على اختلاف طرقه ونسخه، فإن صحت الرواية بها فمعناه - والله أعلم - أن السماسم جمع سمسم، وعيدانه تراها إذا قلعت وتركت ليؤخذ حبها دقاقا سودا كأنها محترقة، فشبه بها هؤلاء الذين يخرجون من النار وقد امتحشوا. وطالما تطلبت معنى هذه الكلمة وسألت عنها فلم أر شافيا ولا أجبت فيها بمقنع. وما أشبه أن تكون هذه اللفظة محرفة، وربما كانت كأنهم عيدان الساسم، وهو خشب أسود كالآبنوس. والله أعلم. (سمط) (س) فيه (أنه ما أكل شاة سميطا) أي مشوية، فعيل بمعنى مفعول. (1) أنشد الهروي للاعشى: فأصحبت لا أستطيع الكلام * سوى أن أراجع سمسارها قال الزمخشري في الفائق 1 / 613: يريد السفير بينهما (*)
[ 401 ]
وأصل السمط: أن ينزع صوف الشاة المذبوحة بالماء الحار، وإنما يفعل بها ذلك في الغالب لتشوى. * وفي حديث أبى سليط (رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم نعل أسماط) هو جمع سميط. والسميط من النعل: الطاق الواحد لا رقعة فيه. يقال نعل أسماط إذا كانت غير مخصوفة، كما يقال ثوب أخلاق وبرمة أعشار. * وفى حديث الايمان (حتى سلم من طرف السماط) السماط: الجماعة من الناس والنخل. والمراد به في الحديث الجماعة الذين كانوا جلوسا عن جانبيه. (سمع) * في أسماء الله تعالى (السميع) وهو الذى لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفى فهو يسمع بغير جارحة. وفعيل من أبنية المبالغة. (ه) وفي دعاء الصلاة (سمع الله لمن حمده) أي أجاب من حمده وتقبله. يقال اسمع دعائي: أي أجب، لان غرض السائل الاجابة والقبول. (س ه) ومنه الحديث (اللهم إنى أعوذ بك من دعاء لا يسمع) أي لا يستجاب ولا يعتد به، فكأنه غير مسموع. (س) ومنه الحديث (سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا) أي ليسمع السامع، وليشهد الشاهد حمدنا لله على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه. وحسن البلاء: النعمة. والاختبار بالخير ليتبين الشكر، وبالشر ليظهر الصبر. (ه) وفى حديث عمرو بن عبسة (قال له: أي الساعات أسمع ؟ قال: جوف الليل الآخر) أي أوفق لاستماع الدعاء فيه، وأولى بالاستجابة. وهو من باب نهاره صائم وليله قائم. * ومنه حديث الضحاك (لما عرض عليه الاسلام: قال فسمعت منه كلاما لم أسمع قط قولا أسمع منه) يريد أبلغ وأنجع في القلب. (ه س) وفيه (من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه) وفي رواية (أسامع خلقه) يقال سمعت بالرجل تسميعا وتسمعة إذا شهرته ونددت به. وسامع: اسم فاعل من سمع،
[ 402 ]
وأسامع: جمع أسمع، وأسمع: جمع قلة لسمع. وسمع فلان بعمله إذا أظهره ليسمع. فمن رواه سامع خلقه بالرفع جعله من صفة الله تعالى: أي سمع الله سامع خلقه به الناس، ومن رواه أسامع أراد أن الله يسمع به أسماع خلقه يوم القيامة. وقيل أراد من سمع الناس بعمله سمعه الله وأراه ثوابه من غير أن يعطيه. وقيل من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس، وكان ذلك ثوابه. وقيل أراد أن من يفعل فعلا صالحا في السر ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإن الله يسمع به ويظهر إلى الناس غرضه، وأن عمله لم يكن خالصا. وقيل يريد من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله، وادعى خيرا لم يصنعه، فإن الله يفضحه ويظهر كذبه. * ومنه الحديث (إنما فعله سمعة ورياء) أي ليسمعه الناس ويروه. وقد تكرر هذا اللفظ في غير موضع. (ه) ومنه الحديث (قيل لبعض الصحابة: لم لا تكلم عثمان ؟ قال: أترونني أكلمه سمعكم) أي بحيث تسمعون. (ه) وفي حديث قيلة (لا تخبر أختى فتتبع أخا بكر بن وائل بين سمع الارض وبصرها) يقال خرج فلان بين سمع الارض وبصرها إذا لم يدر أين يتوجه، لانه لا يقع على الطريق. وقيل أرادت بين طول الارض وعرضها. وقيل: أرادت بين سمع أهل الارض وبصرهم، فحذفت المضاف. ويقال للرجل إذا غرر بنفسه وألقاها حيث لا يدرى أين هو: ألقى نفسه بين سمع الارض وبصرها. وقال الزمخشري: (هو تمثيل. أي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إلا الارض) تعنى أختها والبكرى الذى تصحبه. (س) وفيه (ملا الله مسامعه) هي جمع مسمع، وهو آلة السمع، أو جمع سمع على غير قياس: كمشابه وملامح. والمسمع بالفتح: خرقها. (س) ومنه حديث أبى جهل (إن محمدا نزل يثرب، وأنه حنق عليكم، نفيتموه نفى القراد عن المسامع) يعنى عن الآذان: أي أخرجتموه من مكة إخراج استئصال، لان أخذ القراد عن الدابة قلعه بالكلية، والاذن أخف الاعضاء شعرا بل أكثرها لا شعر عليه، فيكون النزع منها أبلغ.
[ 403 ]
* وفي حديث الحجاج (كتب إلى بعض عماله: ابعث إلى فلانا مسمعا مزمرا) أي مقيدا مسجورا. والمسمع (1) من أسماء القيد. والزمارة: الساجور. (سمعمع) (س) في حديث على: * سمعمع كأننى من جن * أي سزيع ؟ خفيف، وهو في وصف الذئب أشهر. [ ه ] ومنه حديث سفيان بن نبيح الهذلى (ورأسه متمزق الشعر سمعمع) أي لطيف الرأس. (سمغد) (س) فيه (أنه صلى حتى اسمغدت رجلاه) أي تورمتا وانتفختا. والمسمغد: المتكبر المنتفخ غضبا. واسمغد الجرح إذا ورم. (سمك) (ه) في حديث على (وبارئ المسموكات) أي السموات السبع. والسامك: العالي المرتفع. وسمك الشئ يسمكه إذا رفعه. (س) وفي حديث ابن عمر (أنه نظر فإذا هو بالسماك، فقال: قد دنا طلوع الفجر فأوتر بركعه) السماك: نجم في السماء المعروف. وهما سما كان: رامح وأعزل. والرامح لا نوء له، وهو إلى جهة الشمال، والاعزل من كواكب الانواء، وهو إلى جهة الجنوب. وهما في برج الميزان. وطلوع السماك الاعزل مع الفجر يكون في تشرين الاول. (سمل) (س) في حديث العرنيين (فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم) أي فقأها بحديدة محماة أو غيرها. وقيل هو فقؤها بالشوك، وهو بمعنى السمر. وقد تقدم وإنما فعل بهم ذلك لانهم فعلوا بالرعاة مثله وقتلوهم، فجازاهم على صنيعهم بمثله. وقيل إن هذا كان قبل أن تنزل الحدود، فلما نزلت نهى عن المثلة. * وفى حديث عائشة (ولنا سمل قطيفة كنا نلبسها) السمل: الخلق من الثياب. وقد سمل الثوب وأسمل. (1) في ا والهروى بكسر الميم الاولى وفتح الثانية. وانظر (زمر) فيما سبق. (*)
[ 404 ]
(ه) ومنه حديث قيلة (وعليها أسمال مليتين) هي جمع سمل. والملية تصغير الملاءة (1)، وهى الازار. * ومنه حديث على (فلم يبق منها إلا سملة كسملة الاداوة) هي بالتحريك الماء القليل يبقى في أسفل الاناء. (سملق) * في حديث على (ويصير معهدها قاعا سملقا) السملق: الارض المستوية الجرداء التى لا شجر فيها. (سمم) (ه) فيه (أعيذ كما بكلمات الله التامة، من كل سامة وهامة) السامة: ما يسم ولا يقتل مثل العقرب والزنبور ونحوهما. والجمع سوام. (س) ومنه حديث عياض (ملنا إلى صخرة فإذا بيض، قال: ما هذا ؟ قلنا: بيض السام) يريد سام أبرص، وهو نوع من الوزغ. * وفى حديث ابن المسيب (كنا نقول إذا أصبحنا: نعوذ بالله من شر السامة والعامة) السامة هاهنا خاصة الرجل. يقال سم إذا خص. (س) وفي حديث عمير بن أفصى (يورده السامة) أي الموت. والصحيح في الموت أنه السام بتخفيف الميم. * ومنه حديث عائشة (أنها قالت لليهود: عليكم السام والذام). (س) وفيه (فأتوا حرثكم أنى شئتم سماما واحدا) أي مأتى واحدا، وهو من سمام الابرة: ثقبها. وانتصب على الظرف: أي في سمام واحد، لكنه ظرف محدود أجرى مجرى المبهم. (س) وفى حديث عائشة (كانت تصوم في السفر حتى أذلقها السموم) هو حر النهار. يقال للريح التى تهب حارة بالنهار: سموم. وبالليل حرور. (1) قال في الفائق 2 / 261: (ملية تصغير ملاءة، على الترخيم) اه والرواية في الهروي بالهمز (مليئة ومليئتين). (*)
[ 405 ]
(س) وفى حديث على يذم الدنيا (غذاؤها سمام) السمام - بالكسر - جمع السم القاتل. (سمن) (ه) فيه (يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون) أي يتكثرون بما ليس عندهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف. وقيل أراد جمعهم الاموال. وقيل يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهى أسباب السمن. * ومنه الحديث الآخر (ويظهر فيهم السمن). (ه) وفيه (ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام) أي اللاتى يستعملن السمنة، وهو دواء يتسمن به النساء. وقد سمنت فهى مسمنة. (ه) وفي حديث الحجاج (إنه أتى بسمكة مشوية، فقال للذى جاء بها: سمنها، فلم يدر ما يريد) يعنى بردها قليلا. (سمه) * في حديث على (إذا مشت هذه الامة السميهى فقد تودع منها) السمهى، والسميهى بضم السين وتشديد الميم: التبختر من الكبر، وهو في غير هذا الباطل والكذب. (سما) (س) في حديث أم معبد (وإن صمت (1) سما وعلاه البهاء) أي ارتفع وعلا على جلسائه والسمو: العلو. يقال: سما يسمو سموا فهو سام. (ه) ومنه حديث ابن زمل (رجل طوال إذا تكلم يسمو) أي يعلو برأسه ويديه إذا تكلم. يقال فلان يسمو إلى المعالى إذا تطاول إليها. (س) ومنه حديث عائشة (قالت زينب: يا رسول الله أحمى سمعي وبصرى، وهى التى كانت تسامينى منهن) أي تعالينى وتفاخرنى، وهو مفاعلة من السمو: أي تطاولنى في الحظوة عنده. (1) الضمير يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والرواية في الفائق 1 / 78: (إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء). (*)
[ 406 ]
(س) ومنه حديث أهل أحد (إنهم خرجوا بسيوفهم يتسامون كأنهم الفحول) أي يتبارون ويتفاخرون ويجوز أن يكون يتداعون بأسمائهم. (س) وفيه (إنه لما نزل: (فسبح باسم ربك العظيم) قال: اجعلوها في ركوعكم) الاسم هاهنا صلة وزيادة، بدليل أنه كان يقول في ركوعه سبحان ربى العظيم وبحمده، فحذف الاسم. وهذا على قول من زعم أن الاسم هو المسمى. ومن قال إنه غيره لم يجعله صلة. (س) وفيه (صلى بنا في إثر سماء من الليل) أي إثر مطر. وسمى المطر سماء لانه ينزل من السماء. يقال: مازلنا نطأ السماء حتى أتيناكم: أي المطر، ومنهم من يؤنثه، وإن كان بمعنى المطر، كما يذكر السماء، وإن كانت مؤنثة، كقوله تعالى (السماء منفطر به). (س) وفى حديث هاجر (تلك أمكم يا بنى ماء السماء) تريد العرب، لانهم يعيشون بماء المطر ويتتبعون مساقط الغيث. (س) وفي حديث شريح (اقتضى مالى مسمى) أي باسمى. (باب السين مع النون) (سنبك) * فيه (كره أن يطلب الرزق في سنابك الارض) أي أطرافها، كأنه كره أن يسافر السفر الطويل في طلب المال. (ه) ومنه الحديث (تخرجكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الارض) أي طرف. شبه الارض في غلظها بسنبك الدابة وهو طرف حافرها. أخرجه الهروي في هذا الباب وأخرجه الجوهرى في سبك وجعل النون زائدة. (سنبل) * في حديث عثمان (أنه أرسل إلى امرأة بشقيقة سنبلانية) أي سابغة الطول، يقال ثوب سنبلانى، وسنبل ثوبه إذا أسبله وجره من خلفه أو أمامه. والنون زائدة مثلها في سنبل الطعام. وكلهم ذكروه في السين والنون حملا على ظاهر لفظه.
[ 407 ]
(ه س) ومنه حديث سلمان (وعليه ثوب سنبلانى) قال الهروي: يحتمل أن يكون منسوبا إلى موضع من المواضع. (سنت) (ه) فيه (عليكم بالسنى والسنوت) السنوت: العسل. وقيل الرب. وقيل الكمون. ويروى بضم السين، والفتح أفصح (1). * ومنه الحديث الآخر (لو كان شئ ينجى من الموت لكان السنى والسنوت). (س) وفيه (وكان القوم مسنتين) أي مجدبين، أصابتهم السنة، وهى القحط والجدب. يقال أسنت فهو مسنت إذا أجدب. وليس بابه، وسيجئ فيما بعد. * ومنه حديث أبى تميمة (الله الذى إذا أسنت أنبت لك) أي إذا أجدبت أخصبك. (سنح) (س) في حديث عائشة واعتراضها بين يديه في الصلاة (قالت: أكره أن أسنحه) أي أكره أن أستقبله ببدني في صلاته، من سنح لى الشئ إذا عرض. ومنه السانح ضد البارح. (س) وفي حديث أبى بكر (كان منزله بالسنح) هي بضم السين والنون. وقيل بسكونها موضع بعوالي المدينة فيه منازل بنى الحارث بن الخزرج. (س) ومنه حديث أبى بكر (أنه قال لاسامة: أغر عليهم غارة سنحاء) من سنح له الشئ إذا اعترضه، هكذا جاء في رواية. والمعروف غارة سحاء. وقد تقدم (2). (سنحف) (ه) في حديث عبد الملك (إنك لسنجف) أي عظيم طويل، وهو السنحاف أيضا، هكذا ذكره الهروي في السين والحاء. والذى في كتاب الجوهرى وأبى موسى بالشين والخاء المعجمتين. وسيجئ. (سنحنح) (ه) في حديث على. * سنحنح الليل كأنى جنى * أي لا أنام الليل، فأنا متيقظ أبدا. ويروى سمعمع. وقد تقدم. (1) وفيه لغة أخرى (سنوت) (الهروي والقاموس). (2) وتروى بالميم (مسحاء) وستجئ. (*)
[ 408 ]
(سنخ) (ه) فيه (أن خياطا دعاه فقدم إليه إهالة سنخة) السنخة: المتغيرة الريح. ويقال بالزاى. وقد تقدم. (س) وفي حديث على (ولا يظلمأ على التقوى سنخ أصل) السنخ والاصل واحد، فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلى الآخر. (س) ومنه حديث الزهري (أصل الجهاد وسنخه الرباط) يعنى المرابطة عليه. (سند) (س) في حديث أحد (رأيت النساء يسندن في الجبل) أي يصعدن فيه. والسند ما ارتفع من الارض. وقيل ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. ويروى بالشين المعجمة، وسيذكر. (ه) ومنه حديث عبد الله بن أنيس (ثم أسندوا إليه في مشربة) أي صعدوا. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث أبى هريرة (خرج ثمامة بن أثال وفلان متساندين) أي متعاونين، كأن كل واحد منهما يستند على الآخر ويستعين به. (ه) وفي حديث عائشة (أنه رئى عليها أربعة أثواب سند) هو نوع من البرود اليمانية. وفيه لغتان: سند وسند، والجمع أسناد. (س) وفى حديث عبد الملك (إن حجرا وجد عليه كتاب بالمسند) هي كتابة قديمة. وقيل هو خط حمير. (سندر) (ه) في حديث على: * أكيلكم بالسيف كيل السندره * أي أقتلكم قتلا واسعا ذريعا. السندرة: مكيال واسع. قيل يحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهى شجرة يعمل منها النبل والقسى. والسندرة أيضا العجلة. والنون زائدة وذكرها الهروي في هذا الباب ولم ينبه على زيادتها.
[ 409 ]
(سندس) (ه) فيه (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بجبة سندس) السندس: مارق من الديباج ورفع (1). وقد تكرر في الحديث. (سنط) * فيه ذكر (السنوط) هو بفتح السين الذى لا لحية له أصلا. يقال رجلا سنوط وسناط بالكسر. (سنع) (س) في حديث هشام يصف ناقة (إنها لمسناع) أي حسنة الخلق. والسنع الجمال. ورجل سنيع، ويروى بالياء. وسيجئ. (سنم) (س) فيه (خير الماء السنم) أي المرتفع الجارى على وجه الارض. ونبت سنم أي مرتفع. وكل شئ علا شيئا فقد تسنمه. ويروى بالشين والباء. (ه) ومنه حديث لقمان (يهب المائة البكرة السنمة) أي العظيمة السنام. وسنام كل شئ أعلاه. وفي شعر حسان: وأن سنام المجد من آل هاشم * بنو بنت مخزوم ووالدك العبد أي أعلى المجد. * ومنه حديث ابن عمير (هاتوا كجزور سنمة في غداة شبمة) ويجمع السنام على أسنمة. (س) ومنه الحديث (نساء على رؤسهن كأسنمة البخت) هن اللواتى يتعممن بالمقانع على رؤسهن يكبرنها بها، وهو من شعار المغنيات. (سنن) * قد تكرر في الحديث ذكر (السنة) وما تصرف منها. والاصل فيها الطريقة والسيرة. وإذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، مما لم ينطق به الكتاب العزيز. ولهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث. (1) وغليظه: الاستبرق. (*)
[ 410 ]
(س) ومنه الحديث (إنما أنسى لاسن) أي إنما أدفع إلى النسيان لاسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان. ويجوز أن يكون من سننت الابل إذا أحسنت رعيتها والقيام عليها. * ومنه حديث (أنه نزل المحصب ولم يسنه) أي لم يجعله سنة يعمل بها. وقد يفعل الشئ لسبب خاص فلا يعم غيره. وقد يفعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على حاله متبعا، كقصر الصلاة في السفر للخوف، ثم استمر القصر مع عدم الخوف. (س) ومنه حديث ابن عباس (رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بسنة) أي أنه لم يسن فعله لكافة الامة، ولكن لسبب خاص، وهو أن يرى المشركين قوة أصحابه، وهذا مذهب ابن عباس، وغيره يرى أن الرمل في طواف القدوم سنة. * وفي حديث محلم بن جثامة (اسنن اليوم وغير غدا) أي اعمل بسنتك التى سننتها في القصاص، ثم بعد ذلك إذا شئت أن تغير فغير: أي تغير ما سننت. وقيل تغير: من أخذ الغير، وهى الدية. * وفيه (إن أكبر الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك، وتبدل سنتك) أراد بتبديل السنة أن يرجع أعرابيا بعد هجرته. (ه) وفي حديث المجوس (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) أي خذوهم على طريقتهم وأجروهم في قبول الجزية منهم مجراهم. (س) ومنه الحديث (لا ينقض عهدهم عن سنة ما حل) أي لا ينقض بسعي ساع بالنميمة والافساد، كما يقال: لا أفسد ما بينى وبينك بمذاهب الاشرار وطرقهم في الفساد. والسنة الطريقة، والسنن أيضا. (ه) ومنه الحديث (ألا رجل يرد عنا من سنن هؤلاء). (س) وفي حديث الخيل (استنت شرفا أو شرفين) استن الفرس يستن استنانا: أي عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب عليه.
[ 411 ]
(ه) ومنه الحديث (إن فرس المجاهد ليستن في طوله). (س) وحديث عمر (رأيت أباه يستن بسيفه كما يستن الجمل) أي يمرح ويخطر به. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث السواك (أنه كان يستن بعود من أراك) الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من الاسنان: أي يمره عليها. (س) ومنه حديث الجمعة (وأن يدهن ويستن). (س) وحديث عائشة في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (فأخذت الجريدة فسننته بها) أي سوكته بها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (أعطوا الركب أسنتها) قال أبو عبيد (1): إن كانت اللفظة محفوظة فكأنها جمع الاسنان. يقال لما تأكله الابل وترعاه من العشب سن وجمعه أسنان، ثم أسنة. وقال غيره (2): الاسنة جمع السنان لا جمع الاسنان، تقول العرب: الحمض يسن الابل على الخلة: أي يقويها كما يقوى السن حد السكين. فالحمض سنان لها على رعى الخلة. والسنان الاسم، وهو القوة. واستصوب الازهرى القولين معا. وقال الفراء: السن الاكل الشديد. وقال الازهرى: أصابت الابل سنا من الرعى (3) إذا مشقت منه مشقا صالحا. ويجمع السن بهذا المعنى أسنانا [ ثم تجمع الاسنان أسنة (4) ]. مثل كن وأكنان وأكنة (5) وقال الزمخشري: (المعنى أعطوها ما تمتنع به من النحر، لان صاحبها إذا أحسن رعيها سمنت وحسنت في عينه فيبخل بها من أن تنحر، فشبه ذلك بالاسنة في وقوع الامتناع بها). (1) أول كلام أبى عبيد كما في الهروي واللسان (لا أعرف الاسنة إلا جمع سنان، للرمح، فإن كان الحديث محفوظا... الخ) (2) هو أبو سعيد [ الضرير ] كما ذكر الهروي واللسان. (3) في الاصل والدر النثير (المرعى) وأثبتنا ما في ا واللسان والهروى. (4) الزيادة من اللسان. (5) زاد الهروي واللسان: (ويقويه حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها). قال أبو منصور: وهذا اللفظ يدل على صحة ما قال أبو عبيد في الاسنة أنها جمع الاسنان، والاسنان جمع السن، وهو الاكل والرعى). (*)
[ 412 ]
هذا على أن المراد بالاسنة جمع سنان، وإن أريد بها جمع سن فالمعنى أمكنوها من الرعى. (س) ومنه الحديث (أعطوا السن حظها من السن) أي أعطوا ذوات السن وهى الدواب حظها من السن وهو الرعى. (ه) ومنه حديث جابر (فأمكنوا الركاب أسنانا) أي ترعى أسنانا. * وفي حديث الزكاة (أمرنى أن آخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعا ومن كل أربعين مسنة (قال الازهرى: والبقرة الشاة يقع عليهما اسم المسن إذا أثنيا، وتثنيان في السنة الثالثة، وليس معنى إسنانها كبرها كالرجل المسن، ولكن معناه طلوع سنها في السنة الثالثة. (ه) وفى حديث ابن عمر (ينفى (1) من الضحايا التى لم تسنن) رواه القتيبى بفتح النون الاولى، قال: وهى التى لم تنبت أسنانها، كأنها لم تعط أسنانا، كما يقال لم يلبن فلان إذا لم يعط لبنا. قال الازهرى: وهم في الرواية، وإنما المحفوظ عن أهل الثبت والضبط بكسر النون، وهو الصواب في العربية. يقال لم تسنن ولم تسن. وأراد ابن عمر أنه لا يضحى بأضحية لم تثن: أي لم تصر تنية، فإذا أثنت فقد أسنت. وأدنى الاسنان الاثناء. (س) وفي حديث عمر (أنه خطب فذكر الربا فقال: إن فيه أبوابا لا تخفى على أحد منها السلم في السن) يعنى الرقيق والدواب وغيرهما من الحيوان. أراد ذوات السن. وسن الجارحة مؤنثة. ثم استعيرت للعمر استدلالا بها على طوله وقصره. وبقيت على التأنيث. (س) ومنه حديث على: * بازل عامين حديث سنى (2) * أي أنا شاب حدث في العمر، كبير قوى في العقل والعلم. (ه) وحديث عثمان (وجاوزت أسنان أهل بيتى) أي أعمارهم. يقال فلان سن فلان، إذا كان مثله في السن. (1) كذا بالاصل وا والدر النثير والفائق 1 / 618 والذى في اللسان والهروى (يتقى) (2) يروى (حديث سنى) بالاضافة. (*)
[ 413 ]
* وفي حديث ابن ذى يزن (لاوطئن أسنان العرب كعبه) يريد ذوى أسنانهم، وهم الاكابر والاشراف. [ ه ] وفى حديث على (صدقنى سن بكره) هذا مثل يضرب للصادق في خبره، ويقوله الانسان على نفسه وإن كان ضارا له. وأصله أن رجلا ساوم رجلا في بكر ليشتريه، فسأل صاحبه عن سنه فأخبره بالحق، فقال المشترى: صدقنى سن بكره. * وفى حديث بول الاعرابي في المسجد (فدعا بدلو من ماء فسنه عليه) أي صبه. والسن الصب في سهولة. ويروى بالشين. وسيجئ. (ه) ومنه حديث الخمر (سنها في البطحاء). (ه) وحديث ابن عمر (كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه) أي كان يصبه ولا يفرقه عليه * ومنه حديث عمرو بن العاص عند موته (فسنوا على التراب سنا) أي ضعوه وضعا سهلا. (س) وفيه (أنه حض على الصدقة، فقام رجل قبيح السنة): السنة: الصورة، وما أقبل عليك من الوجه. وقيل سنة الخد: صفحته. (س) وفي حديث بروع بنت واشق (وكان زوجها سن في بئر) أي تغير وأنتن، من قوله تعالى: (من حمأ مسنون) أي متغير. وقيل أراد بسن أسن بوزن سمع، وهو أن يدور رأسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه. (سنه) * في حديث حليمة السعدية (خرجنا نلتمس الرضعاء بمكة في سنة سنهاء) أي لا نبات بها ولا مطر. وهى لفظة مبنية من السنة، كما يقال ليلة ليلاء ويوم أيوم. ويروى في سنة شهباء، وسيجئ. * ومنه الحديث (اللهم أعنى على مضر بالسنة) السنة: الجدب، يقال أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهى من الاسماء الغالبة، نحو الدابة في الفرس، والمال في الابل: وقد خصوها بقلب لامها تاء في أسنتوا إذا أجدبوا.
[ 414 ]
(ه) ومنه حديث عمر (أنه كان لا يجيز نكاحا عام سنة) أي عام جدب، يقول لعل الضيق يحملهم على أن ينكحوا غير الاكفاء. (ه) وكذلك حديثه الآخر (كان لا يقطع في عام سنة) يعنى السارق. وقد تكررت في الحديث. (ه) وفي حديث طهفة (فأصابتنا سنية حمراء) أي جدب شديد، وهو تصغير تعظيم. (س) ومنه حديث الدعاء على قريش (أعنى عليهم بسنين كسنى يوسف) هي التى ذكرها الله تعالى في كتابه (ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد) أي سبع سنين فيها قحط وجدب. (س) وفيه أنه نهى عن بيع السنين) هو أن يبيع ثمرة نخله لاكثر من سنة، نهى عنه لانه غرر، وبيع ما لم يخلق. وهو مثل الحديث الآخر (أنه نهى عن المعاومة). وأصل السنة سنهة بوزن جبهة، فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون فبقيت سنة، لانها من سنهت النخلة وتسنهت إذا أتى عليها السنون. وقيل إن أصلها سنوة بالواو فحذفت الهاء، لقولهم: تسنيت عنده إذا أقمت عنده سنة فلهذا يقال على الوجهين: استأجرته مسانهة ومساناة. وتصغر سنيهة وسنية، وتجمع سنهات وسنوات فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين، فقلت سنون وسنين. وبعضهم يضمها، ومنهم من يقول سنين على كل حال في الرفع والنصب والجر، ويجعل الاعراب على النون الاخيرة، فإذا أضفتها على الاول حذفت نون الجمع للاضافة، وعلى الثاني لا تحذفها فتقول سنى زيد، وسنين زيد. (سنا) (س) فيه (بشر أمتى بالسناء) أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله تعالى. وقد سنى يسنى سناء أي ارتفع. والسنى بالقصر: الضوء. (ه) وفيه (عليكم بالسنى والسنوت، السنى بالقصر: نبات معروف من الادوية،
[ 415 ]
له حمل (1) إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلا. الواحدة سناة. وبعضهم يرويه بالمد. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (إنه ألبس الخميصة أم خالد وجعل يقول يا أم خالد سناسنا) قيل سنا بالحبشية حسن، وهى لغة، وتخفف نونها وتشدد. وفي رواية (سنه سنه) وفى أخرى: (سناه سناه) بالتشديد والتخفيف فيهما. (س) وفى حديث الزكاة (ما سقى بالسوانى ففيه نصف العشر) السوانى جمع سانية، وهى الناقة التى يستقى عليها. (س) ومنه حديث البعير الذى شكا إليه صلى الله عليه وسلم فقال أهله (إنا كنا نسنو عليه) أي نسستقى. * ومنه حديث فاطمة رضى الله عنها (لقد سنوت حتى اشتكيت صدري). * وحديث العزل (إن لى جارية هي خادمنا وسانيتنا في النخل) كأنها كانت تسقى لهم نخلهم عوض البعير. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث معاوية، أنه أنشد: * إذا الله سنى عقد شئ تيسرا (2) * يقال سنيت الشئ إذا فتحته وسهلته. وتسنى لى كذا: أي تيسر وتأتى. (1) في اللسان: حمل أبيض. (2) صدره كما في اللسان: * وأعلم علما ليس بالظن أنه * أو * فلا تيأسا واستغورا الله إنه * ومعنى قوله: استغورا الله: اطلبا منه الغيرة، وهى الميرة. (*)
[ 416 ]
(باب السين مع الواو) (سوأ) * في حديث الحديبية والمغيرة (وهل غسلت سوأتك إلا أمس) السوأة في الاصل الفرج، ثم نقل إلى كل ما يستحيا منه إذا ظهر من قول أو فعل. وهذا القول إشارة إلى غدر كان المغيرة فعله مع قوم صحبوه في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم. * ومنه حديث ابن عباس في قوله تعالى (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) قال يجعلانه على سوأتهما) أي على فروجهما. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (ه) وفيه (سوآء ولود خير من حسناء عقيم) السوآء: القبيحة. يقال: رجل أسوأ وامرأة سوآء. وقد يطلق على كل كلمة أو فعلة قبيحة. أخرجه الازهرى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه غيره حديثا عن عمر. (س) ومنه حديث عبد الملك بن عمير (السوآء بنت السيد أحب إلى من الحسناء بنت الظنون). (س) وفيه (أن رجلا قص عليه رؤيا فاستاء لها، ثم قال: خلافة نبوة، ثم يؤتى الله الملك من يشاء) استاء بوزن استاك، افتعل من السوء، وهو مطاوع ساء. يقال استاء فلان بمكانى أي ساءه ذلك. ويروى (فاستالها) أي طلب تأويلها بالتأمل والنظر. [ ه ] ومنه الحديث (فما سوأ عليه ذلك) أي ما قال له أسأت. (سوب) * في حديث ابن عمر ذكر (السوبية) وهى بضم السين وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء تحتها نقطتان: نبيذ معروف يتخذ من الحنطة. وكثيرا ما يشربه أهل مصر. (سوخ) (س) في حديث سراقة والهجرة (فساخت يد فرسى) أي غاصت في الارض. يقال ساخت الارض به تسوخ وتسيخ. * ومنه حديث موسى صلوات الله عليه (فساخ الجبل وخر موسى صعقا). (س) وفي حديث الغار (فانساخت الصخرة) كذا روى بالخاء: أي غاصت في الارض، وإنما هو بالحاء المهملة. وسيجئ.
[ 417 ]
(سود) (ه س) فيه (أنه جاءه رجل فقال: أنت سيد قريش، فقال: السيد الله) أي هو الذى تحق له السيادة. كأنه كره أن يحمد في وجهه، وأحب التواضع. (س) ومنه الحديث (لما قالوا له أنت سيدنا، قال: قولوا بقولكم) أي ادعوني نبيا ورسولا كما سمانى الله، ولا تسمونى سيدا كما تسمون رؤساءكم، فإنى لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا. (ه) ومنه الحديث (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) قاله إخبارا عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسودد، وتحدثا بنعمة الله تعالى عنده، وإعلاما لامته ليكون إيمانهم به على حسبه وموجبه. ولهذا أتبعه بقوله ولا فخر: أي أن هذه الفضيلة التى نلتها كرامة من الله لم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتى، فليس لى أن أفتخر بها. (س) وفيه (قالوا يا رسول الله من السيد ؟ قال: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، قالوا: فما في أمتك من سيد ؟ قال: بلى، من آتاه الله مالا، ورزق سماحة فأدى شكره، وقلت شكايته في الناس). (س) ومنه (كل بنى آدم سيد، فالرجل سيد أهل بيته، والمرأة سيدة أهل بيتها). (س) وفى حديثه للانصار (قال: من سيدكم ؟ قالوا: الجد بن قيس، على أنا نبخله،. قال وأى داء أدوى من البخل). (ه س) وفيه (أنه قال للحسن بن على رضى الله عنهما: إن ابني هذا سيد) قيل أراد به الحليم، لانه قال في تمامه (وإن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). (س) وفيه (أنه قال للانصار: قوموا إلى سيدكم) يعنى سعد بن معاذ. أراد أفضلكم رجلا. (س) ومنه (أنه قال لسعد بن عبادة: انظروا إلى سيدنا هذا ما يقول) هكذا رواه الخطابى، وقال يريد: انظروا إلى من سودناه على قومه ورأسناه عليهم، كما يقول السلطان الاعظم: فلان أميرنا وقائدنا: أي من أمرناه على الناس ورتبناه لقود الجيوش. وفي رواية (انظروا إلى سيدكم) أي مقدمكم.
[ 418 ]
* وفى حديث عائشة (إن امرأة سألتها عن الخضاب فقالت: كان سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحه) أرادت معنى السيادة تعظيما له، أو ملك الزوجية، من قوله تعالى (وألفيا سيدها لدى الباب). * ومنه حديث أم الدرداء (قالت: حدثنى سيدى أبو الدرداء). (ه) وفى حديث عمر رضى الله عنه (تفقهوا قبل أن تسودوا) أي تعلموا العلم مادمتم صغارا، قبل أن تصيروا سادة منظورا إليكم فتستحيوا أن تتعلموه بعد الكبر فتبقوا جهالا. وقيل: أراد قبل أن تتزوجوا وتشتغلوا بالزواج عن العلم، من قولهم: استاد الرجل إذا تزوج في سادة. * ومنه حديث قيس بن عاصم (اتقو الله وسودوا أكبركم). (ه) وفي حديث ابن عمر (ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية، قيل: ولا عمر ! قال: كان عمر خيرا منه، وكان هو أسود من عمر) قيل أراد أسخى وأعطى للمال وقيل أحلم منه. والسيد يطلق على الرب والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم. وأصله من ساد يسود فهو سيود، فقلبت الواو ياء لاجل الياء الساكنة قبلها ثم أدغمت. (س) وفيه (لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن كان سيدكم وهو منافق فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك). (س) وفيه (ثنى الضأن خير من السيد من المعز) هو المسن. وقيل الجليل وإن لم يكن مسنا. (س) وفيه (أنه قال لعمر: انظر إلى هؤلاء الاساود حولك) أي الجماعة المتفرقة. يقال: مرت بنا أساود من الناس وأسودات، كأنها جمع أسودة، وأسودة جمع قلة لسواد، وهو الشخص، لانه يرى من بعيد أسود. [ ه ] ومنه حديث سلمان (دخل عليه سعد رضى الله عنهما يعوده فجعل يبكى ويقول: لا أبكى جزعا من الموت أو حزنا على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا
[ 419 ]
ليكف أحدكم مثل زاد الراكب، وهذه الاساود حولي، وما حوله إلا مطهرة وإجانة، وجفنة) يريد الشخوص من المتاع الذى كان عنده. وكل شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد. ويجوز أن يريد بالاساود الحيات، جمع أسود، شبهها بها لاستضراره بمكانها. (ه) ومنه الحديث، وذكر الفتن (لتعودن فيها أساود صبا) والاسود أخبث الحيات وأعظمها، وهو من الصفة الغالبة، حتى استعمل استعمال الاسماء وجمع جمعها (1). [ ه ] ومنه الحديث (أنه أمر بقتل الاسودين) أي الحية والعقرب. (ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها (لقد رأيتنا ومالنا طعام إلا الاسودان) هما التمر والماء. أما التمر فأسود وهو الغالب على تمر المدينة، فأضيف الماء إليه ونعت بنعته إتباعا. والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فيسميان معا باسم الاشهر منهما، كالقمرين والعمرين. (ه) وفي حديث أبى مجلز (أنه خرج إلى الجمعة وفي الطريق عذرات يابسة، فجعل يتخطاها ويقول: ما هذه الاسودات) هي جمع سودات، وسودات جمع سودة، وهى القطعة من الارض فيها حجارة سود خشنة، شبه العذرة اليابسة بالحجارة السود. (ه) وفيه (ما من داء إلا في الحبة السوداء له شفاء إلا السام) أراد الشونيز (2). (ه) وفيه (فأمر بسواد البطن فشوى له) أي الكبد. (ه) وفيه (أنه ضحى بكبش يطؤ في سواد، وينظر في سواد، ويبرك في سواد) أي أسود القوائم والمرابض والمحاجر. (ه) وفيه (عليكم بالسواد الاعظم) أي جملة الناس ومعظمهم الذين يجتمعون على طاعة السلطان وسلوك النهج المستقيم. (ه) وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه (قال له: إذنك على أن ترفع (3) الحجاب وتستمع سوادى حتى أنهاك) السواد بالكسر (4): السرار. يقال ساودت (1) في الهروي: وقال ابن الاعرابي في تفسيره: يعنى جماعات، وهو جمع سواد من الناس أي جماعة، ثم أسودة، ثم أساود. (2) في الهروي والدر النثير: وقيل هي الحبة الخضراء. والعرب تسمى الاخضر أسود، والاسود أخضر. (3) في اللسان (أذنك على أن ترفع) والحديث أخرجه مسلم في باب (جواز جعل الاذن رفع حجاب، من كتاب السلام) بلفظ (إذنك على أن يرفع الحجاب...) (4) قال في الدر النثير: قال أبو عبيد: ويجوز الضم. (*)
[ 420 ]
الرجل مساودة إذا ساررته. قيل هو من إدناء سوادك من سواده: أي شخصك من شخصه. (ه) وفيه (إذا رأى أحدكم سوادا بليل فلا يكن أجبن السوادين) أي شخصا. (ه) وفيه (فجاء بعود وجاء ببعرة حتى ركموا فصار سوادا) أي شخصا يبين من بعد. * ومنه الحديث (وجعلوا سوادا حيسا) أي شيئا مجتمعا، يعنى الازودة. (سور) (ه) في حديث جابر رضى الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه: قوموا فقد صنع جابر سورا) أي طعاما يدعو إليه الناس. واللفظة فارسية. (ه) وفيه (أتحبين أن يسورك الله بسوارين من نار) السوار من الحلى معروف، وتكسر السين وتضم. وجمعه أسورة ثم أساور وأساورة. وسورته السوار إذا ألبسته إياه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث صفة الجنة (أخذه سوار فرح) السوار بالضم: دبيب الشراب في الرأس: أي دب فيه الفرح دبيب الشراب. * وفي حديث كعب بن مالك (مشيت حتى تسورت جدار أبى قتادة) أي علوته. يقال تسورت الحائط وسورته. (س) ومنه حديث شيبة (لم يبق إلا أن أسوره) أي أرتفع إليه وآخذه. * ومنه الحديث (فتساورت لها) أي رفعت لها شخصي. (س) وفي حديث عمر (فكدت أساوره في الصلاة) أي أواثبه وأقاتله. * ومنه قصيد كعب بن زهير: إذا يساور قرنا لا يحل له * أن يترك القرن إلا وهو مجدول (1) (ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها (أنها ذكرت زينب فقالت: كل خلالها محمود (2) ما خلا سورة من غرب) أي ثورة (2) من حدة. ومنه يقال للمعربد سوار. (1) الرواية في شرح ديوانه 22: مغلول. (2) في الاصل: محمودة، وأثبتنا ما في ا والهروى واللسان. (3) في الاصل واللسان: سورة، وأثبتنا ما في ا والدر النثير والهروى. (*)
[ 421 ]
* ومنه حديث الحسن (ما من أحد عمل عملا إلا سار في قلبه سورتان). (ه) وفيه (لا يضر المرأة أن لا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سور رأسها) أي أعلاه، وكل مرتفع سور. وفي رواية (سورة الرأس) ومنه سور المدينة. ويروى (شوى رأسها) جمع شواة، وهى جلدة الرأس. هكذا قال الهروي. وقال الخطابى: ويروى شور الرأس. ولا أعرفه. وأراه شوى الرأس، جمع شواة. قال بعض المتأخرين: الروايتان غير معروفتين. والمعروف (شؤون رأسها) وهى أصول الشعر. وطرائق الرأس (1). (سوس) * فيه (كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم) أي تتولى أمورهم كما تفعل الامراء والولاة بالرعية. والسياسة: القيام على الشئ بما يصلحه. (سوط) (س) في حديث سودة (أنه نظر إليها وهى تنظر في ركوة فيها ماء فنهاها وقال: إنى أخاف عليكم منه المسوط) يعنى الشيطان، سمى به من ساط القدر بالمسوط: والمسواط، وهو (2) خشبة يحرك بها ما فيها ليختلط، كأنه يحرك الناس للمعصية يجمعهم فيها. * ومنه حديث على رضى الله عنه (لتساطن سوط القدر). * وحديثه مع فاطمة رضى الله عنهما: * مسوط لحمها بدمى ولحمي * أي ممزوج ومخلوط. * ومنه قصيد كعب بن زهير: لكنها خلة قد سيط من دمها * فجع وولع وإخلاف وتبديل أي كأن هذه الاخلاق قد خلطت بدمها. * ومنه حديث حليمة (فشقا بطنه، فهما يسوطانه) (س) وفيه (أول من يدخل النار السواطون) قيل هم الشرط الذين يكون معهم الاسواط يضربون بها الناس. (1) في اللسان: طرائق الناس. (2) في الاصل والدر: وهى. وأثبتنا ما في ا واللسان. (*)
[ 422 ]
(سوع) (ه) فيه (في السوعاء الوضوء) السوعاء: المذى، وهو بضم السين وفتح الواو والمد. * وفيه ذكر (الساعة) هو يوم القيامة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. والساعة في الاصل تطلق بمعنيين: أحدهما أن تكون عبارة عن جزء من أربعة وعشرين جزءا هي مجموع اليوم والليلة. والثانى أن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل. يقال جلست عندك ساعة من النهار: أي وقتا قليلا منه، ثم استعير لاسم يوم القيامة. قال الزجاج: معنى الساعة في كل القرآن: الوقت الذى تقوم فيه القيامة، يريد أنها ساعة خفيفة يحدث فيها أمر عظيم، فلقلة الوقت الذى تقوم فيه سماها ساعة. والله أعلم. (سوغ) (س) في حديث أبى أيوب رضى الله عنه (إذا شئت فاركب ثم سغ في الارض ما وجات مساغا) أي ادخل فيها ما وجدت مدخلا. وساغت به الارض: أي ساخت وساغ الشراب في الحلق يسوغ: أي دخل سهلا. (سوف) (س) فيه (لعن الله المسوفة) هي التى إذا أراد زوجها أن يأتيها لم تطاوعه، وقالت سوف أفعل. والتسويف: المطل والتأخير. (س) وفى حديث الدؤلى (وقف عليه أعرابي فقال: أكلني الفقر، وردنى الدهر ضعيفا مسيفا) المسيف: الذى ذهب ماله. من السواف، وهو داء يهلك الابل. وقد تفتح سينه خارجا عن قياس نظائره. وقيل هو بالفتح الفناء. (ه) وفيه (اصطدت نهسا بالاسواف) هو اسم لحرم المدينة الذى حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تكرر في الحديث. (سوق) * في حديث القيامة (يكشف عن ساقه) الساق في اللغة الامر الشديد. وكشف الساق مثل في شدة الامر، كما يقال للاقطع الشحيح: يده مغلولة، ولا يد ثم ولا غل، وإنما هو مثل في شدة البخل. وكذلك هذا لا ساق هناك، ولا كشف. وأصله أن الانسان إذا وقع في أمر شديد يقال شمر عن ساعده، وكشف عن ساقه، للاهتمام بذلك الامر العظيم. وقد تكرر ذكرها في الحديث.
[ 423 ]
(ه) ومنه حديث على رضى الله عنه (قال في حرب الشراة: لابد لى من قتالهم ولو تلفت ساقى) قال ثعلب: الساق هاهنا النفس. (س) وفيه (لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة) السويقة تصغير الساق، وهى مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها. وإنما صغر الساق لان الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة. (ه) وفي حديث معاوية (قال رجل: خاصمت إليه ابن أخى فجعلت أحجه، فقال أنت كما قال: إنى أتيح له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا أراد بالساق هاهنا الغصن من أغصان الشجرة، المعنى لا تنقضي له حجة حتى يتعلق بأخرى، تشبيها بالحرباء وانتقالها من غصن إلى غصن تدور مع الشمس. * وفي حديث الزبرقان (الاسوق الاعنق) هو الطويل الساق والعنق. * وفي صفه مشيه صلى الله عليه وسلم (كان يسوق أصحابه) أي يقدمهم أمامه ويمشى خلفهم تواضعا، ولا يدع أحدا يمشى خلفه. * ومنه الحديث (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) هو كناية عن استقامة الناس وانقيادهم إليه واتفاقهم عليه، ولم يرد نفس العصا، وإنما ضربها مثلا لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلا أن في ذكرها دليلا على عسفه بهم وخشونته عليهم. (س) وفي حديث أم معبد (فجاء زوجها يسوق أعنزا ما تساوق) أي ما تتابع. والمساوقة: المتابعة، كأن بعضها يسوق بعضا. والاصل في تساوق تتساوق، كأنها لضعفها وفرط هزالها تتخاذل، ويتخلف بعضها عن بعض. * وفيه (وسواق يسوق بهن) أي حاد يحدو بالابل، فهو يسوقهن بحدائه، وسواق الابل يقدمها. * ومنه (رويدك سوقك بالقوارير).
[ 424 ]
* وفى حديث الجمعة (إذا جاءت سويقة) أي تجارة، وهى تصغير السوق، سميت بها لان التجارة تجلب إليها، وتساق المبيعات نحوها. (س) وفيه (دخل سعيد على عثمان وهو في السوق) أي في النزع، كان روحه تساق لتخرج من بدنه. ويقال له السياق أيضا، وأصله سواق، فقلبت الواو ياء لكسرة السين، وهما مصدران من ساق يسوق. * ومنه الحديث (حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت). (س) وفيه في صفة الاولياء (إن كانت الساقة كان فيها، وإن كان في الحرس كان فيه) (1) الساقة جمع سائق، وهم الذين يسوقون جيش الغزاة، ويكونون من ورائه يحفظونه. * ومنه ساقة الحاج. (س) وفي حديث المرأة الجونية التى أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل بها فقال لها (هبى لى نفسك، فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة) السوقة من الناس: الرعية ومن دون الملك. وكثير من الناس يظنون أن السوقة أهل الاسواق. (ه) وفيه (أنه رأى بعبد الرحمن وضرا من صفرة فقال: مهيم ؟ فقال: تزوجت امرأة من الانصار، فقال: ما سقت منها ؟) (2) أي ما أمهرتها بدل بضعها. قيل للمهر سوق، لان العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الابل والغنم مهرا، لانها كانت الغالب على أموالهم، ثم وضع السوق موضع المهر، وإن لم يكن إبلا وغنما. وقوله منها بمعنى البدل، كقوله تعالى، (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) أي بدلكم (3). (1) رواية اللسان: (وإن كان في الجيش كان فيه). والحديث أخرجه البخاري في باب (الحراسة في الغزو في سبيل الله) من كتاب (الجهاد والسير) بلفظ (إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة). (2) الرواية في اللسان (ما سقت إليها) وذكر رواية ابن الاثير. (3) أنشد الهروي: أخذت ابن هند من على وبئسما * أخذت وفيها منك ذاكية اللهب يقول: أخذته بدلا من على. (*)
[ 425 ]
(سوك) (س [ ه ]) في حديث أم معبد (فجاء زوجها يسوق أعنزا عجافا تساوك هرالا) وفى رواية (ما تساوك هزالا) يقال تساوكت الابل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد أنها تتمايل من ضعفها. ويقال أيضا: جاءت الابل ما تساوك هزالا: أي ما تحرك رؤسها. * وفيه (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) السواك بالكسر، والمسواك: ما تدلك به الاسنان من العيدان. يقال ساك فاه يسوكه إذا دلكه بالسواك. فإذا لم تذكر الفم قلت استاك. (سول) * في حديث عمر رضى الله عنه (اللهم إلا أن تسول لى نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن) التسويل: تحسين الشئ وتزيينه وتحبيبه إلى الانسان ليفعله أو يقوله. وقد تكرر في الحديث. (سوم) (ه) فيه (أنه قال يوم بدر: سوموا فإن الملائكة قد سومت) أي اعلموا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا، والسومة والسمة: العلامة. * وفيه (إن لله فرسانا من أهل السماء مسومين) أي معلمين. * ومنه حديث الخوارج (سيماهم التحالق) أي علامتهم. والاصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين، وتمد وتقصر. * وفيه (نهى أن يسوم الرجل على سوم أخيه) المساومة: المجاذبة بين البائع والمشترى على السلعة وفصل ثمنها. يقال سام يسوم سوما، وساوم واستام. والمنهى عنه أن يتساوم المتبايعان في السلعة ويتقارب الانعقاد، فيجئ رجل آخر يريد أن يشترى تلك السلعة ويخرجها من يد المشترى الاول بزيادة على ما اسنقر الامر عليه بين المتساومين ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة، لما فيه من الافساد، ومباح في أول العرض والمساومة. [ ه ] ومنه الحديث (أنه نهى عن السوم قبل طلوع الشمس) هو أن يساوم بسلعته في ذلك الوقت، لانه وقت ذكر الله تعالى، فلا يشتغل فيه بشئ غيره. وقد يجوز أن يكون من
[ 426 ]
رعى الابل، لانها إذا رعت قبل طلوع الشمس والمرعى ند أصابها منه الوباء، وربما قتلها، وذلك معروف عند أرباب المال من العرب (1). * وفيه (في سائمة الغنم زكاة) السائمة من الماشية: الراعية. يقال سامت تسوم سوما، وأسمتها أنا. * ومنه الحديث (السائمة جبار) يعنى أن الدابة المرسلة في مرعاها إذا أصابت إنسانا كانت جنايتها هدرا. * ومنه حديث ذى البجادين يخاطب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم: تعرضى مدارجا وسومى * تعرض الجوزاء للنجوم * وفي حديث فاطمة رضى الله عنها (أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم ببرمة فيها سخينة فأكل وما سامنى غيره، وما أكل قط إلا سامنى غيره) هو من السوم: التكليف. وقيل معناه عرض على، من السوم وهو طلب الشراء. * ومنه حديث على رضى الله عنه (من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف) أي كلف وألزم. وأصله الواو فقلبت ضمة السين كسرة، فانقلبت الواو ياء. (ه) وفيه (لكل داء دواء إلا السام) يعنى الموت. وألفه منقلبة عن واو. (ه) ومنه الحديث (إن اليهود كانوا يقولون للنبى: السام عليكم) يعنى الموت ويظهرون أنهم يريدون السلام عليكم. * ومنه حديث عائشة رضى الله عنها (إنها سمعت اليهود يقولون للنبى صلى الله عليه وسلم: السام عليك يا أبا القاسم، فقالت: عليكم السام والذام واللعنة) ولهذا قال (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم، يعنى الذى يقولونه لكم ردوه عليهم. قال الخطابى: عامة المحدثين يروون هذا الحديث: فقولوا وعليكم، بإثبات واو العطف. وكان ابن عيينة يرويه بغير واو. وهو الصواب، (1) في الدر النثير: قلت: هذا هو الذى اختاره الخطابى وبدأ به الفارسى، وقال ابن الجوزى إنه أظهر الوجهين قال: لانه ينزل في الليل على النبات داء فلا ينحل إلا بطلوع الشمس. (*)
[ 427 ]
لانه إذا حذف الواو صار قولهم الذى قالوه بعينه مردودا عليهم خاصة، وإذا أثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه، لان الواو تجمع بين الشيئين. (سوأ) (س) فيه (سألت ربى أن لا يسلط على أمتى عدوا من سواء أنفسهم، فيستبيح بيضتهم) أي من غير أهل دينهم. سواء بالفتح والمد مثل سوى بالكسر والقصر، كالقلاء والقلى. (س) وفي صفته صلى الله عليه وسلم (سواء البطن والصدر) أي هما متساويان لا ينبو أحدهما عن الآخر. وسواء الشئ: وسطه لاستواء المسافة إليه من الاطراف. * ومنه حديث ابى بكر رضى الله عنه والنسابة (أمكنت من سواء الثغرة) أي وسط ثغرة النحر. (س) ومنه حديث ابن مسعود (يوضع الصراط على سواء جهنم). * وحديث قس (فإذا أنا بهضبة في تسوائها) أي في الموضع المستوى منها، والتاء زائدة للتفعال. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث على رضى الله عنه (كان يقول: حبذا أرض الكوفة، أرض سواء سهلة) أي مستوية. يقال: مكان سواء: أي متوسطة بين المكانين. وإن كسرت السين فهى الارض التى ترابها كالرمل. * وفيه (لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا، فإذا تساووا هلكوا) معناه أنهم إنما يتساوون إذا رضوا بالنقص وتركوا التنافس في طلب الفضائل ودرك المعالى. وقد يكون ذلك خاصا في الجهل، وذلك أن الناس لا يتساوون في العلم، وإنما يتساوون إذا كانوا كلهم جهالا. وقيل أراد بالتساوى التحزب والتفرق، وألا يجتمعوا على إمام، ويدعى كل واحد الحق لنفسه فينفرد برأيه. (ه) وفي حديث على (صلى بقوم فأسوى برزخا فعاد إلى مكانه فقرأه) الاسواء في القراءة والحساب كالاشواء في الرمى: أي أسقط وأغفل. والبرزخ: ما بين الشيئين. قال الهروي: ويجوز أشوى بالشين بمعنى أسقط. والرواية بالسين.
[ 428 ]
(باب السين مع الهاء) (سهب) (س) في حديث الرؤيا (أكلوا وشربوا وأسهبوا) أي أكثروا وأمعنوا. يقال أسهب فهو مسهب - بفتح الهاء - إذا أمعن في الشئ وأطال. وهو أحد الثلاثة التى جاءت كذلك. (س) ومنه الحديث (أنه بعث خيلا فأسهبت شهرا) أي أمعنت في سيرها. (س) وحديث ابن عمر (قيل له: ادع الله لنا، فقال: أكره أن أكون من المسهبين) بفتح الهاء: أي الكثيرى الكلام. وأصله من السهب، وهى الارض الواسعة، ويجمع على سهب. * ومنه حديث على (وفرقها بسهب بيدها). * وفى حديثه الآخر (وضرب على قلبه بالاسهاب) قيل هو ذهاب العقل. (سهر) * فيه (خير المال عين ساهرة لعين نائمة) أي عين ماء تجرى ليلا ونهارا وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سهرا لها. (سهل) (س) فيه (من كذب على [ معتمدا ] (1) فقد استهل مكانه من جهنم) أي تبوأ واتخذ مكانا سهلا من جهنم، وهو افتعل، من السهل، وليس في جهنم سهل. * وفي حديث رمى الجمار (ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل، فيقوم مستقبل القبلة) أسهل يسهل إذا صار إلى السهل من الارض، وهو ضد الحزن. أراد أنه صار إلى بطن الوادي. (س) ومنه حديث أم سلمة في مقتل الحسين رضى الله عنه (أن جبريل عليه السلام أتاه بسهلة أو تراب أحمر) السهلة: رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. * وفي صفته عليه الصلاة والسلام (أنه سهل الخدين صلتهما) أي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين. وقد تكرر ذكر السهل في الحديث، وهو ضد الصعب، وضد الحزن. (1) زيادة من ا واللسان. (*)
[ 429 ]
(سهم) * فيه (كان للنبى صلى الله عليه وسلم سهم من الغنيمة شهد أو غاب) السهم في الاصل واحد السهام التى يضرب بها في الميسر، وهى القداح، ثم سمى به ما يفوز به الفالج سهمه، ثم كثر حتى سمى كل نصيب سهما. ويجمع السهم على أسهم، وسهام، وسهمان. * ومنه الحديث (ما أدرى ما السهمان). * وحديث عمر (فلقد رأيتنا نستفئ سهمانهما). * ومنه حديث بريدة (خرج سهمك) أي بالفلج والظفر. * ومنه الحديث (اذهبا فتوخيا ثم استهما) أي اقترعا. يعنى ليظهر سهم كل واحد منكما. * وحديث ابن عمر (وقع في سهمي جارية) يعنى من المغنم. وقد تكرر ذكره في الحديث مفردا ومجموعا ومصرفا. (س) وفى حديث جابر رضى الله عنه (أنه كان يصلى في برد مسهم أخضر) أي مخطط فيه وشئ كالسهام. (ه) وفيه (فدخل على ساهم الوجه) أي متغيره. يقال سهم لونه يسهم: إذا تغير عن حاله لعارض. * ومنه حديث أم سلمة (يا رسول الله مالى أراك ساهم الوجه). * وحديث ابن عباس رضى الله عنهما في ذكر الخوارج (مسهمة وجوههم). (سه) (ه) فيه (العين وكاء السه) السه: حلقة الدبر، وهو من الاست. وأصلها سته بوزن فرس، وجمعها أستاه كأفراس، فحذفت الهاء وعوض منها الهمزة فقيل أست. فإذا رددت إليها الهاء وهى لامها وحذفت العين التى هي التاء انحذفت الهمزة التى جئ بها عوض الهاء، فتقول سه بفتح السين، ويروى في الحديث (وكاء الست) بحذف الهاء وإثبات العين، والمشهور الاول. ومعنى الحديث أن الانسان مهما كان مستيقظا كانت استه كالمشدودة الموكى عليها،
[ 430 ]
فإذا نام انحل وكاؤها. كنى بهذا اللفظ عن الحدث وخروج الريح، وهو من أحسن الكنايات وألطفها. (سها) * فيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم سها في الصلاة) السهو في الشئ: تركه عن عن غير علم. والسهو عنه تركه مع العلم. * ومنه قوله تعالى (الذين هم عن صلاتهم ساهون). (ه) وفيه (أنه دخل على عائشة وفي البيت سهوة عليها ستر) السهوة: بيت صغير منحدر في الارض قليلا، شبيه بالمخدع والخزانة. وقيل هو كالصفة تكون بين يدى البيت. وقيل شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشئ. (ه) وفيه (وإن عمل أهل النار سهلة بسهوة) السهوة: الارض اللينة التربة. شبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالارض السهلة التى لا حزونة فيها. (ه) ومنه حديث سلمان (حتى يغدو الرجل على البغلة السهوة فلا يدرك أقصاها) يعنى الكوفة. السهوة: اللينة السير التى لا تتعب راكبها. * ومنه الحديث (آتيك به غدا سهوا رهوا) أي لينا ساكنا. (باب السين مع الياء) (سيأ) (س) فيه (لا تسلم ابنك سياء) جاء تفسيره في الحديث أنه الذى يبيع الاكفان ويتمنى موت الناس، ولعله من السوء والمساءة، أو من السئ بالفتح، وهو اللبن الذى يكون في مقدم الضرع. يقال سيأت الناقة إذا اجتمع السئ في ضرعها. وسيأتها: حلبت ذلك منها، فيحتمل أن يكون فعالا، من سيأتها إذا حلبتها، كذا قال أبو موسى. (س) ومنه حديث مطرف (قال لابنه لما اجتهد في العبادة: خير الامور أوساطها، والحسنة بين السيئتين) أي الغلو سيئة والتقصير سيئة، والاقتصاد بينهما حسنة. وقد كثر ذكر السيئة في الحديث، وهى والحسنة من الصفات الغالبة. يقال كلمة حسنة، وكلمة سيئة،
[ 431 ]
وفعلة حسنة وفعلة سيئة، وأصلها سيوئة فقلبت الواو ياء وأدغمت، وإنما ذكرناها هنا لاجل لفظها. (سيب) [ ه ] قد تكرر في الحديث ذكر (السائبة، والسوائب). كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر، أو برء من مرض، أو غير ذلك قال ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب. وكان الرجل إذا أعتق عبدا فقال هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث. وأصله من تسييب الدواب، وهو إرسالها تذهب وتجئ كيف شاءت. * ومنه الحديث (رأيت عمرو بن لحى يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب وهى التى نهى الله عنها في قوله: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة) فالسائبة أم البحيرة، وقد تقدمت في حرف الباء. (ه س) ومنه حديث عمر (الصدقة والسائبة ليومهما) أي يراد بهما ثواب يوم القيامة: أي من أعتق سائبته، وتصدق بصدقته، فلا يرجع إلى الانتفاع بشئ منها بعد ذلك في الدنيا، وإن ورثهما عنه أحد فليصرفهما في مثلهما. وهذا على وجه الفضل وطلب الاجر، لا على أنه حرام، وإنما كانوا يكرهون أن يرجعوا في شئ جعلوه الله وطلبوا به الاجر. (س) ومنه حديث عبد الله (السائبة يضع ماله حيث شاء) أي العبد الذى يعتق سائبة، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له، فيضع ماله حيث شاء. وهو الذى ورد النهى عنه. (س) ومنه الحديث (عرضت على النار فرأيت صاحب السائبتين يدفع بعصا) السائبتان: بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فأخذهما رجل من المشركين فذهب بهما، سماهما سائبتين، لانه سيبهما لله تعالى. (س) وفيه (إن رجلا شرب من سقاء، فانسابت في بطنه حية، فنهى عن الشرب من فم السقاء) أي دخلت وجرت مع جريان الماء. يقال ساب الماء وانساب إذا جرى. (س) وفي حديث عبد الرحمن بن عوف (إن الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوب في الكلم) السيوب: ما سيب وخلى فساب: أي ذهب. وساب في الكلام: خاض فيه بهذر. أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الاكثار.
[ 432 ]
(ه) وفي كتابه لوائل بن حجر (وفي السيوب الخمس) السيوب: الركاز. قال أبو عبيد: ولا أراه أخذ إلا من السيب، وهو العطاء وقيل السيوب عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن: أي تتكون فيه وتظهر. قال الزمخشري: السيوب [ الركاز ] (1) جمع سيب، يريد به المال المدفون في الجاهلية، أو المعدن [ وهو العطاء ] (1) لانه من فضل الله تعالى وعطائه لمن أصابه. (س) وفي حديث الاستسقاء (واجعله سيبا نافعا) أي عطاء. ويجوز أن يريد مطرا سائبا: أي جاريا. (ه) وفي حديث أسيد بن حضير (لو سألتنا سيابة ما أعطيناكها) السيابة بفتح السين والتخفيف: البلحة، وجمعها سياب، وبها سمى الرجل سيابة. (سيج) * في حديث ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس في الحرب من القلانس ما يكون من السيجان الخضر) السيجان جمع ساج وهو الطيلسان الاخضر. وقيل هو الطيلسان المقور ينسج كذلك، كأن القلانس كانت تعمل منها أو من نوعها. ومنهم من يجعل ألفه منقلبة عن الواو ومنهم من يجعلها عن الياء. * ومنه حديثه الآخر (أنه زر ساجا عليه وهو محرم فافتدى). (ه) ومنه حديث أبى هريرة (أصحاب الدجال عليهم السيجان) وفي رواية (كلهم ذو سيف محلى وساج). * ومنه حديث جابر (فقام في ساجة) هكذا جاء في رواية. والمعروف (نساجة) وهى ضرب من الملاحف منسوجة. (سيح) (ه) فيه (لا سياحة في الاسلام) يقال ساح في الارض يسيح سياحة إذا ذهب فيها. وأصله من السيح وهو الماء الجارى المنبسط على وجه الارض، أراد مفارقة الامصار وسكنى البراري وترك شهود الجمعة والجماعات. وقيل أراد الذين يسيحون في لارض بالشر والنميمة والافساد بين الناس. (ه) ومنه حديث على رضى الله عنه (ليسوا بالمساييح البذر) أي الذين يسعون بالشر والنميمة. وقيل هو من التسبيح في الثوب، وهو أن تكون فيه خطوط مختلفة. (1) الزيادة من الفائق 1 / 6 (*)
[ 433 ]
ومن الاول الحديث (سياحة هذه الامة الصيام) قيل للصائم سائح، لان الذى يسيح في الارض متعبد يسيح ولا زاد له ولا ماء، فحين يجد يطعم. والصائم يمضى نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئا فشبه به. * وفي حديث الزكاة (ما سقى بالسيح ففيه العشر) أي بالماء الجارى. * ومنه حديث البراء في صفة بئر (فلقد أخرج أحدنا بثوب مخافة الغرق ثم ساحت) أي جرى ماؤها وفاضت. * وفيه ذكر (سيحان) وهو نهر بالعواصم قريبا من المصيصة وطرسوس، ويذكر مع جيحان. (س) وفي حديث الغار (فانساحت الصخرة) أي اندفعت واتسعت. * ومنه (ساحة الدار) ويروى بالخاء (1)، وقد سبق. وبالصاد وسيجئ. (سيخ) * في حديث يوم الجمعة (ما من دابة إلا وهى مسيخة) أي مصغية مستمعة. ويروى بالصاد، وهو الاصل. (سيد) (س) في حديث مسعود بن عمرو (لكأنى بجندب بن عمرو أقبل كالسيد) أي الذئب. وقد يسمى به الاسد. وقد تقدمت أحاديث السيد والسيادة في السين والواو لانه موضعها. (سير) * فيه (أهدى له أكيدر دومة حلة سيراء) السيراء بكسر السين وفتح الياء والمد: نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور، فهو فعلاء من السير: القد. هكذا يروى على الصفة. وقال بعض المتأخرين: إنما هو حلة سيراء على الاضافة، واحتج بأن سيبويه قال: لم يأت فعلاء صفة، ولكن اسما. وشرح السيراء بالحرير الصافى، ومعناه حلة حرير. (س) ومنه (أنه أعطى عليا بردا سيراء وقال: اجعله خمرا). (س) ومنه حديث عمر (أنه رأى حلة سيراء تباع، فقال: لو اشتريتها). (1) أي انساخت الصخرة. (*)
[ 434 ]
* ومنه حديثه الآخر (إن أحد عماله وفد إليه وعليه حلة مسيرة) أي فيها خطوط من إبريسم كالسيور. ويروى عن على حديث مثله. (س) وفيه (نصرت بالرعب مسيرة شهر) أي المسافة التى يسار فيها من الارض، كالمنزلة، والمتهمة، وهو مصدر بمعنى السير، كالمعيشة، والمعجزة، من العيش والعجز. وقد تكرر في الحديث. * وفي حديث بدر ذكر (سير) بفتح السين وتشديد الياء المكسورة: كثيب بين بدر والمدينة، قسم عنده النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بدر. (س) وفي حديث حذيفة (تساير عنه الغضب) أي سار وزال. (سيس) (س) في حديث البيعة (حملتنا العرب على سيسائها) سيساء الظهر من الدواب مجتمع وسطه، وهو موضع الركوب: أي حملتنا على ظهر الحرب وحاربتنا. (سيط) * فيه (معهم سياط كأذناب البقر) السياط: جمع سوط وهو الذى يجلد به. والاصل سواط بالواو فقلبت ياء للكسرة قبلها. ويجمع على الاصل أسواطا. * وفى حديث أبى هريرة (فجعلنا نضربه بأسياطنا وقسينا) هكذا روى بالياء، وهو شاذ، والقياس أسواطنا، كما قالوا في جمع ريح أرياح شاذا، والقياس أرواح. وهو المطرد المستعمل. وإنما قلبت الواو في سياط للكسرة قبلها، ولا كسرة في أسواط. (سيع) (ه) في حديث هشام في وصف ناقة (إنها لمسياع مرباع) أي تحتمل الضيعة وسوء الولاية. يقال: أساع ماله. أي أضاعه. ورجل مسياع: أي مضياع. (سيف) (س) في حديث جابر (فأتينا سيف البحر): أي ساحله. (سيل) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (سائل الاطراف) أي ممتدها. ورواه بعضهم بالنون وهو بمعناه، كجبريل وجبرين. (سيم) (ه) في حديث هجرة الحبشة (قال النجاشي للمهاجرين إليه: امكثوا فأنتم سيوم) أي آمنون. كذا جاء تفسيره في الحديث، وهى كلمة حبشية. وتروى بفتح السين.
[ 435 ]
وقيل سيوم جمع سائم:: أي تسومون في بلدي كالغنم السائمة لا يعارضكم أحد. (سيه) (س) فيه (وفي يده قوس آخذ بسيتها) سية القوس: ما عطف من طرفيها، ولها سيتان، والجمع سيات وليس هذا بابها، فإن الهاء فيها عوض من الواو المحذوفة كعدة. (ه) ومنه حديث أبى سفيان (فانثنت على سيتاها) يعنى سيتى قوسه. (سيا) (ه س) في حديث جبير بن مطعم (قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بنو هاشم وبنو المطلب سى واحد) هكذا رواه يحيى بن معين: أي مثل وسواء. يقال هما سيان: أي مثلان. والرواية المشهورة فيه (شئ واحد) بالشين المعجمة.
[ 436 ]
حرف الشين (باب الشين مع الهمزة) (شأب) * في حديث على (تمريه الجنوب درر أهاضيبه ودفع شآبيبه) الشآبيب: جمع شؤبوب، وهو الدفعة من المطر وغيره. (شأز) (ه) في حديث معاوية (دخل على خاله أبى هاشم بن عتبة وقد طعن فبكى، فقال: أوجع يشئزك ؟ أم حرص على الدنيا) يشئزك: أي يقلقك. يقال شئز وشئز فهو مشئوز، وأشأزه غيره. وأصله الشأز، وهو الموضع الغليظ الكثير الحجارة. (شأشأ) * فيه (أن رجلا من الانصار قال لبعيره: شأ، لعنك الله) يقال شأشأت بالبعير: إذا زجرته وقلت له شأ. ورواه بعضهم بالسين المهملة، وهو بمعناه. وقال الجوهرى: (شأشأت بالحمار: دعوته وقلت له: تشؤتشؤ) (1) ولعل الاول منه وليس بزجر. (شأف) (ه) فيه (خرجت بآدم شأفة في رجله) الشأفة بالهمز وغير الهمز: قرحة تخرج في أسفل القدم فتقطع أو تكوى فتذهب. * ومنه قولهم (استأصل الله شأفته) أي أذهبته. (ه) ومنه حديث على رضى الله عنه (قال له أصحابه: لقد استأصلنا شأفتهم) يعنون الخوارج. (شأم) * في حديث ابن الحنظلية (حتى تكونوا كأنكم شأمة في الناس) الشأمة: الخال في الجسد معروفة، أراد: كونوا في أحسن زى وهيئة حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم، كما تظهر الشامة وينظر إليها دون باقى الجسد. (1) زاد في الصحاح: وقال رجل من بنى الحرماز: تشأتشأ)، وفتح الشين. (*)
[ 437 ]
(ه) وفيه (إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة) أي أخذت نحو الشأم. يقال أشأم وشاءم إذا أتى الشأم، كأيمن ويامن، في اليمن. (س) وفي صفة الابل (ولا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم) يعنى الشمال. * ومنه قولهم لليد الشمال: (الشؤمى) تأنيث الاشأم. يريد بخيرها لبنها، لانها إنما تحلب وتركب من الجانب الايسر. * ومنه حديث عدى (فينظر أيمن منه وأشأم منه فلا يرى إلا ما قدم). (شأن) * في حديث الملاعنة (لكان لى ولها شأن) الشأن: الخطب والامر والحال، والجمع شؤون: أي لولا ما حكم الله به من آيات الملاعنة، وأنه أسقط عنها الحد لاقمته عليها حيث جاءت بالولد شبيها بالذى رميت به. (س) ومنه حديث الحكم بن حزن (والشأن إذ ذاك دون) أي الحال ضعيفة، ولم ترتفع ولم يحصل الغنى. * ومنه الحديث (ثم شأنك بأعلاها) أي استمتع بما فوق فرجها، فإنه غير مضيق عليك فيه. وشأنك منصوب بإضمار فعل. ويجوز رفعه على الابتداء والخبر محذوف تقديره: مباح أو جائز. * وفى حديث الغسل (حتى تبلغ به شؤون رأسها) هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله، وهى أربعة بعضها فوق بعض. (س) وفى حديث أيوب المعلم (لما انهزمنا ركبت شأنا من قصب، فإذا الحسن على شاطئ دجلة، فأدنيت الشأن فحملته معى) قيل الشأن: عرق في الجبل فيه تراب ينبت، والجمع شؤون. قال أبو موسى: ولا أرى هذا تفسيرا له. (شأو) (س) فيه (فطلبته أرفع فرسى شأوا وأسير شأوا) الشأو: الشوط والمدى. (س) ومنه حديث ابن عباس (قال لخالد بن صفوان صاحب ابن الزبير، وقد ذكر سنة العمرين فقال: تركتما سنتهما شأوا بعيدا) وفي رواية (شأوا مغربا)، والمغرب: البعيد. ويريد بقوله تركتما: خالدا وابن الزبير.
[ 438 ]
(س) وفي حديث عمر (أنه قال لابن عباس: هذا الغلام الذى لم يجتمع شوى رأسه) يريد شئونه. وقد تقدمت. (باب الشين مع الباء) (شبب) [ ه ] فيه (أنه ائتزر ببردة سوداء، فجعل سوادها يشب بياضه، وجعل بياضه يشب سوادها) وفى رواية (أنه لبس مدرعة سوداء، فقالت عائشة رضى الله عنها: ما أحسنها عليك يشب سوادها بياضك، وبياضك سوادها) أي تحسنه ويحسنها. ورجل مشبوب إذا كان أبيض الوجه أسود الشعر، وأصله من شب النار إذا أوقدها فتلالات ضياء ونورا. (ه) ومنه حديث أم سلمة رضى الله عنها حين توفى أبو سلمة (قالت: جعلت على وجهى صبرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه يشب الوجه فلا تفعليه) أي يلونه ويحسنه. (س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه في الجواهر التى جاءته من فتح نهاوند (يشب بعضها بعضا). (س [ ه ]) وفي كتابه لوائل بن حجر (إلى الاقيال العباهلة، والارواع المشابيب) أي السادة الرؤوس، الزهر الالوان، الحسان المناظر، واحدهم مشبوب، كأنما أوقدت ألوانهم بالنار. ويروى الاشباء، جمع شبيب، فعيل بمعنى مفعول. * وفي حديث بدر (لما برز عتبة وشيبة والوليد، برز إليهم شببة من الانصار) أي شبان، واحدهم شاب، وقد صحفه بعضهم: ستة، وليس بشئ. (ه) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما (كنت أنا وابن الزبير في شببة معنا) يقال شب يشب شبابا، فهو شاب، والجمع شببة وشبان. (س) ومنه حديث شريح (تجوز شهادة الصبيان على الكبار يستشبون) أي يستشهد من شب وكبر إذا بلغ، كأنه يقول: إذا تحملوها في الصبى، وأدوها في الكبر جاز. (ه) وفى حديث سراقة (استشبوا على أسوقكم في البول) أي استوفزوا عليها،
[ 439 ]
ولا تستقروا على الارض بجميع أقدامكم وتدنوا منها، من شب ؟ الفرس يشب شبابا، إذا رفع يديه جميعا من الارض. * وفي حديث أم معبد (فلما سمع حسان شعر الهاتف شبب يجاوبه) أي ابتدأ في جوابه، من تشبيب الكتب، وهو الابتداء بها والاخذ فيها، وليس من تشبيب النساء في الشعر، ويروى: نشب بالنون: أي أخذ في الشعر وعلق فيه. (س) وفي حديث عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما (أنه كان يشبب بليلى بنت الجودى في شعره) تشبيب الشعر: ترقيقه بذكر النساء. * وفي حديث أسماء (أنها دعت بمركن وشب يمان) الشب: حجر معروف يشبه الزاج، وقد يدبغ به الجلود. (شبث) * في حديث عمر قال: (الزبير ضرس ضبس شبث) الشبث بالشئ: المتعلق به. يقال شبث يشبث شبثا. ورجل شبث إذا كان من طبعه ذلك. * وفيه ذكر (شبيث) بضم الشين مصغر: ماء معروف. * ومنه (دارة شبيث). (شبح) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (أنه كان مشبوح الذراعين) أي طويلهما. وقيل عريضهما (1). وفي رواية (كان شبح الذراعين) والشبح: مدك الشئ (2) بين أوتاد كالجلد والحبل. وشبحت العود إذا نحته حتى تعرضه. (ه) وفي حديث أبى بكر رضى الله عنه (أنه مر ببلال وقد شبح في الرمضاء) أي مد في الشمس على الرمضاء ليعذب. * ومنه حديث الدجال (خذوه فاشبحوه) وفي رواية (فشبحوه). (س) وفيه (فنزع سقف بيتى شبحة شبحة) أي عودا عودا. (1) في الدر النثير: قلت: رجح الفارسى وابن الجوزى الثاني. (2) في الاصل: مد الشى، والمثبت من ا واللسان والهروى. (*)
[ 440 ]
(شبدع) (ه) فيه (من عض على شبدعه سلم من الآثام) أي على لسانه. يعنى سكت ولم يخض مع الخائضين، ولم يلسع به الناس، لان العاض على لسانه لا يتكلم. والشبدع في الاصل: العقرب. (شبر) (س) في دعائه لعلى وفاطمة رضى الله عنهما (جمع الله شملكما، وبارك في شبركما) الشبر في الاصل: العطاء. يقال شبره شبرا إذا أعطاه، ثم كنى به عن النكاح لان فيه عطاء. (ه س) ومنه الحديث (نهى عن شبر الجمل) أي أجرة الضراب. ويجوز أن يسمى به الضراب نفسه، على حذف المضاف: أي عن كراء شبر الجمل، كما قال: نهى عن عسب الفحل: أي عن ثمن عسبه. (ه) ومنه حديث يحيى بن يعمر (قال لرجل خاصم امرأته في مهرها: أإن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها) أراد بالشبر النكاح. * وفي حديث الاذان ذكر له (الشبور) وجاء في الحديث تفسيره أنه البوق، وفسروه أيضا بالقبع (1). واللفظة عبرانية. (شبرق) (س) في حديث عطاء (لا بأس بالشبرق والضغابيس ما لم تنزعه من أصله) الشبرق: نبت حجازى يؤكل وله شوك، وإذا يبس سمى الضريع: أي لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يستأصلا. * ومنه في ذكر المستهزئين (فأما العاص بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أخمص رجله شبرقة فهلك). (شبرم) (س) في حديث أم سلمة رضى الله عنها (أنها شربت الشبرم، فقال إنه حار جار) الشبرم: حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي. وقيل إنه نوع من الشيح. وأخرجه الزمخشري عن أسماء بنت عميس. ولعله حديث آخر. (1) في ا: القنع. وهو والقبع والقثع بالمعنى المذكور. (*)
[ 441 ]
(شبع) * فيه (المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور) أي المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك، كالذى يرى أنه شبعان، وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه. وهو من أفعال ذوى الزور، بل هو في نفسه زور: أي كذب. (ه) وفيه (أن زمزم كان يقال لها في الجاهلية شباعة) لان ماءها يروى ويشبع. (شبق) (ه) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (قال لرجل وطئ وهو محرم قبل الافاضة: شبق شديد) الشبق بالتحريك: شدة الغلمة وطلب النكاح. (شبك) (س) فيه (إذا مضى أحدكم إلى الصلاة فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة) تشبيك اليد: إدخال الاصابع بعضها بعض. قيل كره ذلك كما كره عقص الشعر، واشتمال الصماء والاحتباء. وقيل التشبيك والاحتباء مما يجلب النوم، فنهى عن التعرض لما ينقض الطهارة. وتأوله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها. واحتج بقوله عليه السلام حين ذكر الفتن (فشبك بين أصابعه وقال: اختلفوا فكانوا هكذا). (س) ومنه حديث مواقيت الصلاة (إذا اشتبكت النجوم) أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. (س) وفيه (أنه وقعت يد بعيره في شبكة جرذان) أي أنقابها. وجحرتها تكون متقاربة بعضها من بعض. (ه) وفى حديث عمر (أن رجلا من بنى تميم التقط شبكة على ظهر جلال، فقال: يا أمير المؤمنين اسقنى شبكة) الشبكة: آبار متقاربة قريبة الماء يفضى بعضها إلى بعض، وجمعها شباك، ولا واحد لها من لفظها. * وفي حديث أبى رهم (الذين لهم نعم بشبكة جرح) هي موضع بالحجاز في ديار غفار. (شبم) (ه) في حديث جرير (خير الماء الشبم) أي البارد. والشبم بفتح الباء: البرد. ويروى بالسين والنون. وقد سبق. * ومنه حديث زواج فاطمة رضى الله عنها (فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة شبمة).
[ 442 ]
* وفى حديث عبد الملك بن عمير (في غداة شبمة). ومنه قصيد كعب بن زهير: شجت بذى شبم من ماء محنية * صاف بأبطح أضحى وهو مشمول يروى بكسر الباء وفتحها، على الاسم والمصدر. (شبه) (س) في صفة القرآن (آمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه) المتشابه: ما لم يتلق معناه من لفظه. وهو على ضربين: أحدهما إذا رد إلى المحكم عرف معناه، والآخر مالا سبيل إلى معرفة حقيقته. فالمتتبع له مبتغ للفتنة، لانه لا يكاد ينتهى إلى شئ تسكن نفسه إليه. (ه) ومنه حديث حذيفة وذكر فتنة فقال (تشبه مقبلة وتبين مدبرة) أي أنها إذا أقبلت شبهت على القوم وأرتهم أنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويركبوا منها مالا يجوز، فإذا أدبرت وانقضت بان أمرها، فعلم من دخل فيها أنه كان على الخطأ. (ه) وفيه (أنه نهى أن تسترضع الحمقاء، فإن اللبن يتشبه) أي إن المرضعة إذا أرضعت غلاما فإنه ينزع إلى أخلاقها فيشبهها، ولذلك يختار للرضاع العاقلة الحسنة الاخلاق، الصحيحة الجسم. (ه) ومنه حديث عمر (اللبن يشبه عليه). * وفي حديث الديات (دية شبه العمد أثلاث) شبه العمد أن ترمى إنسانا بشئ ليس من عادته أن يقتل مثله، وليس من غرضك قتله، فيصادف قضاء وقدرا فيقع في مقتل فيقتل، فتجب فيه الدية دون القصاص. (شبا) * في حديث وائل بن حجر (أنه كتب لاقوال شبوة بما كان لهم فيها من ملك) شبوة: اسم الناحية التى كانوا بها من اليمن وحضرموت. * وفيه (فما فلوا له شباة) الشباة: طرف السيف وحده، وجمعها شبا.
[ 443 ]
(باب الشين مع التاء) (شتت) * فيه (يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى) أي مختلفة. يقال شت الامر شتا وشتاتا. وأمر شت وشتيت. وقوم شتى: أي متفرقون. * ومنه الحديث في الانبياء عليهم السلام (وأمهاتهم شتى) أي دينهم واحد، وشرائعهم مختلفة. وقيل أراد اختلاف أزمانهم. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (شتر) (ه) في حديث عمر (لو قدرت عليهما لشترت بهما) أي أسمعتهما القبيح. يقال شترت به تشتيرا. ويروى بالنون من الشنار، وهو العار والعيب. * ومنه حديث قتادة (في الشتر ربع الدية) هو قطع الجفن الاسفل. والاصل انقلابه إلى أسفل. والرجل أشتر. (س) وفى حديث على رضى الله عنه يوم بدر (فقلت قريب مفر ابن الشتراء) هو رجل كان يقطع الطريق، يأتي الرفقة فيدنو منهم، حتى إذا هموا به نأى قليلا، ثم عاودهم حتى يصيب منهم غرة. المعنى أن مفره قريب وسيعود، فصار مثلا. (شتن) * في حديث حجة الوداع ذكر (شتان) هو بفتح الشين وتخفيف التاء: جبل عند مكة. يقال بات به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مكة. (شتا) (ه) في حديث أم معبد (وكان القوم مرملين مشتين) المشتى: الذى أصابته المجاعة (1). والاصل في المشتى الداخل في الشتاء، كالمربع والمصيف للداخل في الربيع والصيف. والعرب تجعل الشتاء مجاعة لان الناس يلزمون فيه البيوت ولا يخرجون للانتجاع. والرواية المشهورة: مسنتين، بالسين المهملة والنون قبل التاء، من السنة: الجدب. وقد تقدم. (1) أنشد الهروي للحطيئة: إذا نزل الشتاء بدار قوم * تجنب دار بيتهم الشتاء أراد: لا يتبين على جارهم أثر ضيق الشتاء لتوسيعهم عليه. (*)
[ 444 ]
(باب الشين مع الثاء) (شثث) * فيه (أنه مر بشاة ميتة، فقال عن جلدها: أليس في الشث والقرظ ما يطهره) الشث: شجر طيب الريح مر الطعم، ينبت في جبال الغور ونجد. والقرظ: ورق السلم، وهما نبتان يدبغ بهما. هكذا يروى هذا الحديث بالثاء المثلثة، وكذا يتداوله الفقهاء في كتبهم وألفاظهم. وقال الازهرى في كتاب لغة الفقه. إن الشب - يعنى بالباء الموحدة - هو من الجواهر التى أنبتها الله في الارض يدبغ به، شبه الزاج، قال: والسماع الشب بالباء، وقد صحفه بعضهم فقال الشث، والشث: شجر مر الطعم، ولا أدرى أيدبغ به أم لا. وقال الشافعي في الام: الدباغ بكل ما دبغت به العرب من قرظ وشب، يعنى بالباء الموحدة. (ه) وفى حديث ابن الحنفية (ذكر رجلا يلى الامر بعد السفياني، فقال: يكون بين شث وطباق) الطباق: شجر ينبت بالحجاز إلى الطائف. أراد أن مخرجه ومقامه المواضع التى ينبت بها الشث والطباق. (شثن) (ه س) في صفته صلى الله عليه وسلم (شثن الكفين والقدمين) أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر. وقيل هو الذى في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال، لانه أشد لقبضهم، ويذم في النساء. * ومنه حديث المغيرة (شثنة الكف) أي غليظته. (باب الشين مع الجيم) (شجب) (ه) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شجب فاصطب منه الماء وتوضأ) الشجب بالسكون: السقاء الذى قد أخلق وبلى وصار شنا. وسقاء شاجب: أي يابس. وهو من الشجب: الهلاك، ويجمع على شجب وأشجاب. * ومنه حديث عائشة رضى الله عنها (فاستقوا من كل بئر ثلاث شجب).
[ 445 ]
* وحديث جابر رضى الله عنه (كان رجل من الانصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجابه). [ ه ] وحديث الحسن (المجالس ثلاثة: فسالم، وغانم، وشاجب) أي هالك. يقال شجب يشجب فهو شاجب، وشجب يشجب فهو شجب: أي إما سالم من الاثم، وإما غانم للاجر، وإما هالك آثم. وقال أبو عبيد: ويروى (الناس ثلاثة: السالم الساكت، والغانم الذى يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب الناطق بالخنا المعين على الظلم). (س) وفى حديث جابر (وثوبه على المشجب) هو بكسر الميم عيدان تضم رؤوسها ويفرج بين قوائمها وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الاسقية لتبريد الماء، وهو من تشاجب الامر: إذا اختلط. (شجج) (ه) في حديث أم زرع (شجك، أو فلك، أو جمع كلالك) الشج في الرأس خاصة في الاصل، وهو أن يضربه بشئ فيجرحه فيه ويشقه، ثم استعمل في غيره من الاعضاء. يقال شجه يشجه شجا. * ومنه الحديث في ذكر (الشجاج) وهى جمع شجة، وهى المرة من الشج. * وفي حديث جابر (فأشرع ناقته فشربت فشجت فبالت) هكذا ذكره الحميدى في كتابه. وقال: معناه قطعت الشرب، من شججت المفازة إذا قطعتها بالسير. والذى رواه الخطابى في غريبه وغيره: فشجت وبالت، على أن الفاء أصلية والجيم مخففة، ومعناه تفاجت وفرقت ما بين رجليها لتبول * وفي حديث جابر رضى الله عنه (أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فألتقمت خاتم النبوة فكان يشج على مسكا) أي أشم منه مسكا، وهو من شج الشراب إذا مزجه بالماء، كأنه كان يخلط النسيم الواصل إلى مشمه بريح المسك. ومنه قصيد كعب: * شجت بذى شبم من ماء محنية * أي مزجت وخلطت.
[ 446 ]
(شجر) فيه (إياكم وما شجر بين أصحابي) أي ما وقع بينهم من الاختلاف. يقال شجر الامر يشجر شجورا إذا اختلط. واشتجر القوم وتشاجروا إذا تنازعوا واختلفوا. (ه) ومنه حديث أبى عمرو النخعي (يشتجرون اشتجار أطباق الرأس) أراد أنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشتباك أطباق الرأس، وهى عظامه التى يدخل بعضها في بعض. وقيل أراد يختلفون. (ه) وفى حديث العباس رضى الله عنه (كنت آخذا بحكمة بغلة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وقد شجرتها بها) أي ضربتها بلجامها أكفها حتى فتحت فاها، وفى رواية (والعباس يشجرها، أو يشتجرها بلجامها) والشجر: مفتح الفم. وقيل هو الذقن. (س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها في إحدى رواياته (قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شجري ونحرى) وقيل هو التشبيك: أي أنها ضمته إلى نحرها مشبكة أصابعها. (ه) ومن الاول حديث أم سعد (فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها شجروا فاها) أي أدخلوا في شجره عودا حتى يفتحوه به. * وحديث بعض التابعين (تفقد في طهارتك كذا وكذا، والشاكل، والشجر) أي مجتمع اللحيين تحت العنفقة. [ ه ] وفى حديث الشراة (فشجرناهم بالرماح) أي طعناهم بها حتى اشتبكت فيهم (ه) وفي حديث حنين (ودريد بن الصمة يومئذ في شجار له) هو مركب مكشوف دون الهودج، ويقال له مشجر أيضا. * وفيه (الصخرة والشجرة من الجنة) قيل أراد بالشجرة الكرمة. وقيل يحتمل أن يكون أراد شجرة بيعة الرضوان بالحديبية، لان أصحابها استوجبوا الجنة. (س) وفي حديث ابن الاكوع (حتى كنت في الشجراء) أي بين الاشجار المتكاثفة، وهو للشجرة كالقصباء للقصبة، فهو اسم مفرد يراد به الجمع. وقيل هو جمع، والاول أوجه. * ومنه الحديث (ونأى بى الشجر) أي بعد بى المرعى في الشجر.
[ 447 ]
(شجع) (ه) فيه (يجئ كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع) الشجاع بالضم والكسر: الحية الذكر. وقيل الحية مطلقا. وقد تكرر في الحديث. * وفي حديث أبى هريره في منع الزكاة (إلا بعث عليه يوم القيامة سعفها وليفها أشاجع تنهشه) أي حيات، وهى جمع أشجع وهى الحية الذكر. وقيل جمع أشجعة، وأشجعة جمع شجاع وهى الحية. (س) وفي صفة أبى بكر رضى الله عنه (عارى الاشاجع) هي مفاصل الاصابع، واحدها أشجع: أي كان اللحم عليها قليلا. (شجن) (ه) فيه (الرحم شجنة من الرحمن) أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازا واتساعا. وأصل الشجنة بالكسر والضم: شعبة في غصن من غصون الشجرة. (ه) ومنه قولهم (الحديث ذو شجون) أي ذو شعب وامتساك بعضه ببعض. (ه) وفي حديث سطيح. * تجوب بى الارض علنداة شجن * الشجن: الناقة المتداخلة الخلق، كأنها شجرة متشجنة: أي متصلة الاغصان بعضها ببعض. ويروى شزن. وسيجئ. (شجا) (ه) في حديث عائشة تصف أباها رضى الله عنهما قالت: (شجى النشيج) الشجو: الحزن. وقد شجى يشجى فهو شج. والنشيج: الصوت الذى يتردد في الحلق. (س) وفي حديث الحجاج (إن رفقة ماتت بالشجى) هو بكسر الجيم وسكون الياء: منزل على طريق مكة.
[ 448 ]
(باب الشين مع الحاء) (شحب) * فيه (من سره أن ينظر إلى فلينظر إلى أشعث شاحب) الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض ونحوهما. وقد شحب يشحب شحوبا. * ومنه حديث ابن الاكوع (رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحبا شاكيا). * وحديث ابن مسعود (يلقى شيطان الكافر شيطان المؤمن شاحبا). * وحديث الحسن (لا تلقى المؤمن إلا شاحبا) لان الشحوب من آثار الخوف وقلة المأكل والتنعم. (شحث) (س) فيه (هلمى المدية فاشحثيها بحجر) أي حديها وسنيها. ويقال بالذال. (شحج) (ه) في حديث ابن عمر رضى الله عنهما (أنه دخل المسجد فرأى قاصا صياحا، فقال: اخفض من صوتك، ألم تعلم أن الله يبغض كل شحاج) الشحاج: رفع الصوت. وقد شحج يشحج فهو شحاج، وهو بالبغل والحمار أخص، كأنه تعريض بقوله تعالى (إن أنكر الاصوات لصوت الحمير). (شحح) (س) فيه (إياكم والشح). الشح: أشد البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل. وقيل هو البخل مع الحرص. وقيل البخل في أفراد الامور وآحادها، والشح عام: وقيل البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف. يقال شح يشح شحا، فهو شحيح. والاسم الشح. (س) وفيه (برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف، وأعطى في النائبة). * ومنه الحديث (أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر). (س) ومنه حديث ابن عمر (إن رجلا قال له: إنى شحيح، فقال: إن كان شحك لا يحملك على أن تأخذ ما ليس لك فليس بشحك بأس).
[ 449 ]
(س) ومنه حديث ابن مسعود (قال له رجل: ما أعطى ما أقدر على منعه، قال: ذاك البخل، والشح أن تأخذ مال أخيك بغير حقه). (س) وفى حديث ابن مسعود (أنه قال: الشح منع الزكاة وإدخال الحرام). (شحذ) * فيه (هلمى المدية واشحذيها) يقال شحذت السيف والسكين إذا حددته بالمسن وغيره مما يخرج حده. (شحشح) (ه) في حديث على (أنه رأى رجلا يخطب، فقال: هذا الخطيب الشحشح) أي الماهر الماضي في كلامه، من قولهم قطاة شحشح، وناقة شحشحة: أي سريعة. (شحط) (س) في حديث محيصة (وهو يتشحط في دمه) أي يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ. (ه) وفي حديث ربيعة (في الرجل يعتق الشقص من العبد، قال: يشحط الثمن ثم يعتق كله) أي يبلغ به أقصى القيمة. يقال شحط فلان في السوم إذا أبعد فيه. وقيل معناه يجمع ثمنه، من شحطت الاناء إذا ملاته. (شحم) * فيه (ومنهم من يبلغ العرق إلى شحمة أذنيه) شحمة الاذن: موضع خرق القرط، وهو مالان من أسفلها. (س) ومنه حديث الصلاة (إنه كان يرفع يديه إلى شحمة أذنيه). (س) وفيه (لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها) الشحم المحرم عليهم هو شحم الكلى والكرش والامعاء، وأما شحم الظهور والالية فلا. (س) وفي حديث على (كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة) شحم الرمان: ما في جوفه سوى الحب. (شحن) * فيه (يغفر الله لكل عبد ما خلا مشركا أو مشاحنا). المشاحن: المعادي والشحناء العداوة. والتشاحن تفاعل منه. وقال الاوزاعي: أراد بالمشاحن هاهنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الامة.
[ 450 ]
ومن الاول (إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء) أي عداوة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (شحا) (ه) في حديث على (ذكر فتنة فقال لعمار: والله لتشحون فيها شحوا لا يدركك الرجل السريع) الشحو: سعة الخطو. يريد أنك تسعى فيها وتتقدم. (ه) ومنه حديث كعب يصف فتنة قال: (ويكون فيها فتى من قريش يشحو فيها شحوا كثيرا) أي يمعن فيها ويتوسع. يقال ناقة شحواء أي واسعة الخطو. (ه) ومنه (أنه كان للنبى صلى الله عليه وسلم فرس يقال له الشحاء) هكذا روى بالمد، وفسر بأنه الواسع الخطو (باب الشين مع الخاء) (شخب) * فيه (يبعث الشهيد يوم القيامة وجرحه يشخب دما) الشخب: السيلان. وقد شخب يشخب ويشخب. وأصل الشخب: ما يخرج من تحت يد الحالب عند كل غمزة وعصرة لضرع الشاة. (س) ومنه الحديث (إن المقتول يجئ يوم القيامة تشخب أوداجه دما). (س) والحديث الآخر (فأخذ مشاقص فقطع براجمه فشخبت يداه حتى مات). (س) ومنه حديث الحوض (يشخب فيه ميزابان من الجنة). (شخت) (ه) في حديث عمر (أنه قال للجنى: إنى أراك ضئيلا شخيتا) الشخت والشخيت: النحيف الجسم الدقيقه. وقد شخت يشخت شخوتة. (شخص) * في حديث ذكر الميت (إذا شخص بصره) شخوص البصر: ارتفاع الاجفان إلى فوق، وتحديد النظر وانزعاجه. (ه) وفى حديث قيلة (قالت: فشخص بى) يقال للرجل إذا أتاه ما يقلقه: قد شخص به، كأنه رفع من الارض لقلقه وانزعاجه. [ ه ] ومنه (شخوص المسافر) خروجه عن منزله.
[ 451 ]
* ومنه حديث عثمان رضى الله عنه (إنما يقصر الصلاة من كان شاخصا أو بحضرة عدوه) أي مسافرا. * ومنه حديث أبى أيوب (فلم يزل شاخصا في سبيل الله تعالى). * وفيه (لا شخص أغير من الله) الشخص: كل جسم له ارتفاع وظهور. والمراد به في حق الله تعالى إثبات الذات، فاستعير لها لفظ الشخص. وقد جاء في رواية أخرى (لا شئ أغير من الله) وقيل معناه: لا ينبغى لشخص أن يكون أغير من الله (باب الشين مع الدال) (شدخ) (س) فيه (فشدخوه بالحجارة) الشدخ: كسر الشئ الاجوف. تقول شدخت رأسه فانشدخ. (ه) وفي حديث ابن عمر في السقط (إذا كان شدخا أو مضغة فادفنه في بيتك) هو بالتحريك: الذى يسقط من بطن أمه رطبا رخصا لم يشتد (1). (شدد) * فيه (يرد مشدهم على مضعفهم) المشد: الذى دوابه شديدة قوية، والمضعف الذى دوابه ضعيفة. يريد أن القوى من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة. * وفيه (لا تبيعوا الحب حتى يشتد) أراد بالحب الطعام، كالحنطة والشعير، واشتداده: قوته وصلابته. (س) وفيه (من يشاد الدين يغلبه) أي يقاويه ويقاومه، ويكلف نفسه من العبادة فيه فوق طاقته. والمشاددة: المغالبة. وهو مثل الحديث الآخر (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق). * (ه) ومنه الحديث (ألا تشد فنشد معك) أي تحمل على العدو فنحمل معك. يقال شد في الحرب يشد بالكسر. * ومنه الحديث (ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب) أي حمل عليه فقتله. (1) في الهروي والدر النثير: وقيل الذى يولد لغير تمام. (*)
[ 452 ]
* وفى حديث قيام رمضان (أحيا الليل وشد المئزر) هو كناية عن اجتناب النساء، أو عن الجد والاجتهاد في العمل، أو عنهما معا. * وفي حديث القيامة (كحضر الفرس، ثم كشد الرجل) الشد: العدو. * ومنه حديث السعي (لا تقطع الوادي إلا شدا) أي عدوا. (س) وفي حديث الحجاج: * هذا أوان الحرب فاشتدى زيم * زيم: اسم ناقته أو فرسه. * وفي حديث أحد (حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل) أي يعدون، هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدى. والذى جاء في كتاب البخاري (يشتدن) هكذا جاء بدال واحدة. والذى جاء في غيرهما (يسندن) بالسين المهملة والنون: أي يصعدن فيه، فإن صحت الكلمة على مافى البخاري - وكثيرا ما يجئ أمثالها في كتب الحديث، وهو قبيح في العربية، لان الادغام إنما جاز في الحرف المضعف لما سكن الاول وتحرك الثاني، فأما مع جماعة النساء فإن التضعيف يظهر، لان ما قبل نون النساء لا يكون إلا ساكنا فيلتقي ساكنان، فيحرك الاول وينفك الادغام، فتقول يشتددن - فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل، يقولون: ردت، وردت، وردن، يريدون رددت، ورددت، ورددن. قال الخليل: كأنهم قدروا الادغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث يشتدن. * وفى حديث عتبان بن مالك (فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اشتد النهار) أي علا وارتفععت شمسه. * ومنه قصيد كعب بن زهير: شد النهار ذراعا عيطل نصف قامت فجاوبها نكد مثاكيل أي وقت ارتفاعه وعلوه. (شدف) [ س ] في حديث ابن ذى يزن (يرمون عن شدف) هي جمع شدفاء، والشدفاء العوجاء: يعنى القوس الفارسية. قال أبو موسى: أكثر الروايات بالسين المهملة، ولا معنى لها.
[ 453 ]
(شدق) (س) في صفته عليه السلام (يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه) الاشداق جوانب الفم، وإنما يكون ذلك لرحب شدقيه. والعرب تمتدح بذلك. ورجل أشدق: بين الشدق. (س) فأما حديثه الآخر (أبغضكم إلى الثرثارون المتشدقون) فهم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز. وقيل: أراد بالمتشدق: المستهزئ بالناس يلوى شدقه بهم وعليهم. (شدقم) (س) في حديث جابر رضى الله عنه (حدثه رجل بشئ فقال: ممن سمعت هذا ؟ فقال: من ابن عباس، فقال: من الشدقم !) هو الواسع الشدق، ويوصف به المنطيق البليغ المفوه. والميم زائدة. (باب الشين مع الذال) (شذب) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (أقصر من المشذب) هو الطويل البائن الطول مع نقص في لحمه. وأصله من النخلة الطويلة التى شذب عنها جريدها: أي قطع وفرق. (ه) ومنه حديث على (شذ بهم عنا تخرم الآجال) وقد تكرر في الحديث. (شذذ) (ه) في حديث قتادة وذكر قوم لوط فقال (ثم أتبع (1) شذان القوم صخرا منضودا) أي من شذ منهم وخرج عن جماعته. وشذان جمع شاذ، مثل شاب وشبان. ويروى بفتح الشين وهو المتفرق من الحصى وغيره. وشذان الناس: متفرقوهم. كذا قال الجوهرى. (شذر) (ه) في حديث عائشة (إن عمر شرد الشرك شذر مذر) أي فرقه وبدده في كل وجه. ويروى بكسر الشين والميم وفتحهما. * وفي حديث حنين (أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا للحملة) أي تهيأوا لها وتأهبوا. (ه) ومنه حديث على (قال له سليمان بن صرد: لقد بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من (1) الفاعل مستتر يعود على جبريل عليه السلام (*)
[ 454 ]
قول تشذر لى به) أي توعد وتهدد. ويروى (تشزر) بالزاى، كأنه من النظر الشزر. وهو نظر المغضب. (شذا) * في حديث على (أوصيتهم بما يجب عليهم من كف الاذى وصرف الشذا) هو بالقصر: الشر والاذى. يقال أذيت وأشذيت. (باب الشين مع الراء) (شرب) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم (أبيض مشرب حمرة) الاشراب: خلط لون بلون، كأن أحد اللونين سقى اللون الآخر. يقال بياض مشرب حمرة بالتخفيف. وإذا شدد كان للتكثير والمبالغة. (س) ومنه حديث أحد (أن المشركين نزلوا على زرع أهل المدينة وخلوا فيه ظهرهم وقد شرب الزرع الدقيق) وفي رواية (شرب الزرع الدقيق) وهو كناية عن اشتداد حب الزرع وقرب إدراكه. يقال شرب قصب الزرع إذا صار الماء فيه، وشرب السنبل الدقيق إذا صار فيه طعم. والشرب فيه مستعار، كأن الدقيق كان ماء فشربه. * ومنه حديث الافك (لقد سمعتموه وأشربته قلوبكم) أي سقيته قلوبكم كما يسقى العطشان الماء. يقال شربت الماء وأشربته إذا سقيته. وأشرب قلبه كذا: أي حل محل الشراب واختلط به كما يختلط الصبغ بالثوب. * وفي حديث أبى بكر (وأشرب قلبه الاشفاق). (س ه) وفى حديث أيام التشريق (إنها أيام أكل وشرب) يروى بالضم والفتح وهما بمعنى، والفتح أقل اللغتين (1)، وبها قرأ أبو عمرو (شرب الهيم) يريد أنها أيام لا يجوز صومها. (1) في الهروي: قال الفراء: (الشرب والشرب والشرب ثلاث لغات، وفتح الشين أقلها، إلا أن الغالب على الشرب جمع شارب، وعلى الشرب الحظ والنصيب من الماء.) (*)
[ 455 ]
* وفيه (من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة) وهذا من باب التعليق في البيان، أراد أنه لم يدخل الجنة، لان الخمر من شراب أهل الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة لم يكن قد دخل الجنة. * وفى حديث على وحمزة رضى الله عنهما (وهو في هذا البيت في شرب من الانصار) الشرب بفتح الشين وسكون الراء: الجماعة يشربون الخمر. (ه) وفي حديث الشورى (جرعة شروب أنفع من عذب موب) الشروب من الماء: الذى لا يشرب إلا عند الضرورة، ويستوى فيه المؤنث والمذكر، ولهذا وصف بها الجرعة. ضرب الحديث مثلا لرجلين أحدهما أدون وأنفع، والآخر أرفع وأضر. * وفي حديث عمر (اذهب إلى شربة من الشربات فادلك رأسك حتى تنقيه) الشربة بفتح الراء: حوض يكون في أصل النخلة وحولها يملا ماء لتشربه. (ه) ومنه حديث جابر (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعدل إلى الربيع فتطهر وأقبل إلى الشربة) الربيع: النهر. (ه) ومنه حديث لقيط (ثم أشرفت عليها وهى شربة واحدة) قال القتيبى: إن كان بالسكون فإنه أراد أن الماء قد كثر، فمن حيث أردت أن تشرب شربت. ويروى بالياء تحتها نقطتان وسيجئ. (ه س) وفيه (ملعون ملعون من أحاط على مشربة) المشربة بفتح الراء من غير ضم: الموضع الذى يشرب منه كالمشرعة، ويريد بالاحاطة تملكه ومنع غيره منه. (ه) وفيه (أنه كان في مشربة له) المشربة بالضم والفتح: الغرفة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (فينادى يوم القيامة مناد فيشرئبون لصوته) أي يرفعون رؤسهم لينظروا إليه. وكل رافع رأسه مشرئب. (ه) ومنه حديث عائشة (واشرأب النفاق) أي ارتفع وعلا.
[ 456 ]
(شرج) (ه) فيه (فتنحى السحاب فأفرغ ماءه في شرجة من تلك الشراج) الشرجة: مسيل الماء من الحرة إلى السهل. والشرج جنس لها، والشراج جمعها. (ه) ومنه حديث الزبير (أنه خاصم رجلا في شراج الحرة). * ومنه الحديث (أن أهل المدينة اقتتلوا وموالى معاوية على شرج من شراج الحرة). * ومنه حديث كعب بن الاشرف (شرج العجوز) هو موضع قرب المدينة. (ه) وفي حديث الصوم (فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفطر فأصبح الناس شرجين) يعنى نصفين نصف صيام ونصف مفاطير. (س) وفي حديث مازن: * فلا رأيهم رأيى ولا شرجهم شرجي * يقال: ليس هو من شرجه: أي من طبقته وشكله. (ه) ومنه حديث علقمة (وكان نسوة يأتينها مشارجات لها) أي أتراب وأقران. يقال هذا شرج هذا وشريجه ومشارجه: أي مثله في السن ومشاكله. (ه) ومنه حديث يوسف بن عمر (أنا شريج الحجاج) أي مثله في السن. (س) وفي حديث الاحنف (فأدخلت ثياب صوني العيبة فأشرجتها) يقال أشرجت العيبة وشرجتها إذا شددتها بالشرج، وهى العرى. (شرجب) (س) في حديث خالد (فعارضنا رجل شرجب) الشرجب: الطويل. وقيل هو الطويل القوائم العارى أعالي العظام. (شرح) [ ه ] فيه (وكان هذا الحى من قريش يشرحون النساء شرحا) يقال شرح فلان جاريته إذا وطئها نائمة على قفاها. (ه) وفي حديث الحسن (قال له عطاء: أكان الانبياء صلى الله عليهم يشرحون إلى الدنيا والنساء ؟ فقال: نعم، إن الله ترائك في خلقه) أراد كانوا ينبسطون إليها ويشرحون صدورهم لها. (شرخ) (ه) فيه (اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم) أراد بالشيوخ الرجال
[ 457 ]
المسان أهل الجلد والقوة على القتال، ولم يرد الهرمى. والشرخ: الصغار الذين لم يدركوا. وقيل أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة، وأراد بالشرخ الشباب أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة. وشرخ الشباب: أوله. وقيل نضارته وقوته. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع. وقيل هو جمع شارخ، مثل شارب وشرب. * وفى حديث عبد الله بن رواحة (قال لابن أخيه في غزوة مؤتة: لعلك ترجع بين شرخى الرحل) أي جانبيه، أراد أنه يستشهد فيرجع ابن أخيه راكبا موضعه على راحلته فيستريح. وكذا كان، استشهد ابن رواحة رضى الله عنه فيها. (س) ومنه حديث ابن الزبير مع أزب. (جاء وهو بين الشرخين) أي جانبى الرحل. * وفي حديث أبى رهم (لهم نعم بشبكة شرخ) هو بفتح الشين وسكون الراء: موضع بالحجاز. وبعضهم يقوله بالدال. (شرد) * فيه (لتدخلن الجنة أجمعون أكتعون إلا من شرد على الله) أي خرج عن طاعته وفارق الجماعة. يقال شرد البعير يشرد شرودا وشرادا إذا نفر وذهب في الارض. (ه) ومنه الحديث (إنه قال لخوات بن جبير: ما فعل شرادك) قال الهروي: أراد بذلك التعريض له بقصته مع ذات النحيين في الجاهلية، وهى معروفة (1) يعنى أنه لما فرغ منها شرد وانفلت خوفا من التبعة. وكذلك قال الجوهرى في الصحاح، وذكر القصة. وقيل إن هذا وهم من الهروي والجوهري ومن فسره بذلك. والحديث له قصة مروية عن خوات إنه قال: نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، فخرجت من خبائى، فإذا نسوة يتحدثن فأعجبننى، فرجعت فأخرجت حلة من عيبتي فلبستها ثم جلست إليهن، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبته، فقلت: يا رسول الله جمل لى شرود وأنا أبتغى له قيدا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته، فألقى إلى رداءه ودخل الاراك فقضى حاجته وتوضأ، ثم جاء فقال: أبا عبد الله: ما فعل شراد جملك ؟ ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني إلا قال: السلام عليكم أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك ؟ قال: (1) انظر الصحاح (نحا) (*)
[ 458 ]
فتعجلت إلى المدينة، واجتنبت المسجد ومجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك على تحينت ساعة خلوة المسجد، ثم أتيت المسجد فجعلت أصلى. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره، فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطولت الصلاة رجاء أن يذهب ويدعنى، فقال طول يا أبا عبد الله ما شئت فلست بقائم حتى تنصرف، فقلت: والله لاعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابرئن صدره، فانصرفت، فقال: السلام عليكم أبا عبد الله ما فعل شراد الجمل (1) ؟ فقلت: والذى بعثك بالحق ماشرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال: رحمك الله، مرتين أو ثلاثا، ثم أمسك عنى فلم يعد. (شرر) (ه) في حديث الدعاء (الخير بيديك، والشر ليس إليك) أي أن الشر لا يتقرب به إليك، ولا يبتغى به وجهك، أو أن الشر لا يصعد إليك، وإنما يصعد إليك الطيب من القول والعمل. وهذا الكلام إرشاد إلى استعمال الادب في الثناء على الله، وأن تضاف إليه محاسن الاشياء دون مساويها، وليس المقصود نفى شئ عن قدرته وإثباته لها، فإن هذا في الدعاء مندوب إليه. يقال يا رب السماء والارض، ولا يقال يا رب الكلاب والخنازير، وإن كان هو ربها. ومنه قوله تعالى (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها). * وفيه (ولد الزنا شر الثلاثة) قيل هذا جاء في رجل بعينه كان موسوما بالشر. وقيل هو عام. وإنما صار ولد الزنا شرا من والديه لانه شرهم أصلا ونسبا وولادة، ولانه خلق من ماء الزانى والزانية، فهو ماء خبيث. وقيل لان الحد يقام عليهما فيكون تمحيصا لهما، وهذا لا يدرى ما يفعل به في ذنوبه. (س) وفيه (لا يأتي عليكم عام إلا والذى بعده شر منه) سئل الحسن عنه فقيل: ما بال زمان عمر بن عبد العزيز بعد زمان الحجاج ؟ فقال: لابد للناس من تنفيس. يعنى أن الله ينفس عن عباده وقتا ما، ويكشف البلاء عنهم حينا. (ه) فيه (إن لهذا القرآن شرة، ثم إن للناس عنه فترة) الشرة: النشاط والرغبة. (س) ومنه الحديث الآخر (لكل عابد شرة). (1) في ا: ما فعل شراد جملك (*)
[ 459 ]
(س) وفيه (لا تشار أخاك) هو تفاعل من الشر: أي لا تفعل به شرا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله. ويروى بالتخفيف. * ومنه حديث أبى الاسود (ما فعل الذى كانت امرأته تشاره وتماره). (س) وفى حديث الحجاج (لها كظة تشتر) يقال اشتر البعير واجتر، وهى الجرة لما يخرجه البعير من جوفه إلى فمه ويمضغه ثم يبتلعه. والجيم والشين من مخرج واحد. (شرس) (ه) في حديث عمرو بن معد يكرب (هم أعظمنا خميسا وأشدنا شريسا) أي شراسة. وقد شرس يشرس فهو شرس. وقوم فيهم شرس وشريس وشراسة: أي نفور وسوء خلق. وقد تكرر في الحديث. (شرسف) * في حديث المبعث (فشقا من بين ثغرة نحرى إلى شرسوفى) الشرسوف واحد الشراسيف، وهى أطراف الاضلاع المشرفة على البطن. وقيل هو غضروف معلق بكل بطن. (شرشر) (ه) في حديث الرؤيا (فيشرشر شدقه إلى قفاه) أي يشققه ويقطعه. (شرص) (ه) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (ما رأيت أحسن من شرصة على) الشرصة بفتح الراء: الجلحة، وهى انحسار الشعر عن جانبى مقدم الرأس. هكذا قال الهروي. وقال الزمخشري: هو بكسر الشين وسكون الراء، وهما شرصتان، والجمع شراص. (شرط) * فيه (لا يجوز شرطان في بيع) هو كقولك: بعتك هذا الثوب نقدا بدينار، ونسيئة بدينارين، وهو كالبيعتين في بيعة، ولا فرق عند أكثر الفقهاء في عقد البيع بين شرط واحد أو شرطين، وفرق بينهما أحمد، عملا بظاهر الحديث. * ومنه الحديث الآخر (نهى عن بيع وشرط) وهو أن يكون الشرط ملازما في العقد لا قبله ولا بعده. * ومنه الحديث بريرة (شرط الله أحق) يريد ما أظهره وبينه من حكم الله تعالى بقوله (الولاء لمن أعتق) وقيل هو إشارة إلى قوله تعالى (فإخوانكم في الدين ومواليكم).
[ 460 ]
(ه) وفيه ذكر (أشراط الساعة) في غير موضع. الاشراط: العلامات، واحدها شرط بالتحريك. وبه سميت شرط السلطان، لانهم جعلوا لانفسهم علامات يعرفون بها. هكذا قال أبو عبيد. وحكى الخطابى عن بعض أهل اللغة أنه أنكر هذا التفسير، وقال: أشراط الساعة: ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة. وشرط السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده. وقال ابن الاعرابي: هم الشرط، والنسبة إليهم شرطى. والشرطة) والنسبة إليهم شرطى (ه) وفي حديث ابن مسعود (وتشرط شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين) الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة. * وفيه (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الارض، فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا) يعنى أهل الخير والدين. والاشراط من الاضداد يقع على الاشراف والارذال. قال الازهرى: أظنه شرطته: أي الخيار، إلا أن شمرا كذا رواه. (ه) وفي حديث الزكاة (ولا الشرط اللئيمة) أي رذال المال. وقيل صغاره وشراره. (ه) وفيه (نهى عن شريطة الشيطان) قيل هي الذبيحة التى لا تقطع أوداجها ويستقصى ذبحها، وهو من شرط الحجام. وكان أهل الجاهلية يقطعون بعض حلقها ويتركونها حتى تموت. وإنما أضافها إلى الشيطان لانه هو الذى حملهم على ذلك، وحسن هذا الفعل لديهم، وسوله لهم. (شرع) * قد تكرر في الحديث ذكر (الشرع والشريعة) في غير موضع، وهو ما شرع الله لعباده من الدين: أي سنه لهم وافترضه عليهم. يقال: شرع لهم يشرع شرعا فهو شارع. وقد شرع الله الدين شرعا إذا أظهره وبينه. والشارع: الطريق الاعظم. والشريعة مورد الابل على الماء الجارى. (س) وفيه (فأشرع ناقته) أي أدخلها في شريعة الماء. يقال شرعت الدواب في الماء تشرع شرعا وشروعا إذا دخلت فيه. وشرعتها أنا، و أشرعتها تشريعا وإشراعا. وشرع في الامر والحديث: خاض فيهما. (ه) ومنه حديث على (إن أهون السقى التشريع) هو إيراد أصحاب الابل إبلهم شريعة لا يحتاج معها إلى الاستقاء من البئر. وقيل معناه إن سقى الابل هو أن تورد شريعة الماء أولا ثم يستقى لها، يقول: فإذا اقتصر على أن يوصلها إلى الشريعة و يتركها فلا يستقى لها فإن هذا أهون السقى وأسهله مقدور عليه لكل أحد، وإنما السقى التام أن ترويها.
[ 461 ]
(س) وفى حديث الوضوء (حتى أشرع في العضد) أي أدخله في الغسل وأوصل الماء إليه. (س) وفيه (كانت الابواب شارعة إلى المسجد) أي مفتوحة إليه. يقال شرعت الباب إلى الطريق: أي أنفذته إليه. (س) وفيه (قال رجل: إنى أحب الجمال حتى في شرع نعلي) أي شراكها، تشبيه بالشرع وهو وتر العود، لانه ممتد على وجه النعل كامتداد الوتر على العود. والشرعة أخص منه، وجمعها: شرع. (س) وفى حديث صور الانبياء عليهم السلام (شراع الانف) أي ممتد الانف طويله. (س) وفي حديث أبى موسى (بينا نحن نسير في البحر والريح طيبة والشراع مرفوع) شراع السفينة بالكسر: ما يرفع فوقها من ثوب لتدخل فيه الريح فتجريها. * وفيه (أنتم فيه شرع سواء) أي متساوون لا فضل لاحدكم فيه على الآخر، وهو مصدر بفتح الراء وسكونها، يستوى فيه الواحد والاثنان والجمع، والمذكر والمؤنث. (ه) وفي حديث على: * شرعك ما بلغك المحلا * أي حسبك وكافيك. وهو مثل يضرب في التبليغ (1) باليسير. * ومنه حديث ابن مغفل (سأله غزوان عما حرم من الشراب فعرفه، قال فقلت: شرعى) أي حسبى. (شرف) (س) فيه (لا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن) أي ذات قدر وقيمة ورفعة يرفع الناس أبصارهم للنظر إليها، ويستشرفونها. (ه) ومنه الحديث (كان أبو طلحة حسن الرمى، فكان إذا رمى استشرفه (1) كذا في الاصل وفى ا والدر النثير. والذى في الصحاح والقاموس وشرحه: التبلغ. (*)
[ 462 ]
النبي صلى الله عليه وسلم لينظر إلى مواقع نبله) أي يحقق نظره ويطلع عليه. وأصل الاستشراف: أن تضع يدك على حاجبك وتنظر، كالذى يستظل من الشمس حتى يستبين الشئ. وأصله من الشرف: العلو، كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لادراكه. (ه) ومنه حديث الاضاحي (أمرنا أن نستشرف العين والاذن) أي نتأمل سلامتهما من آفة تكون بهما. وقيل هو من الشرفة، وهى خيار المال. أي أمرنا أن نتخيرها. (ه) ومن الاول حديث أبى عبيدة (قال لعمر لما قدم الشام وخرج أهله يستقبلونه: ما يسرنى أن أهل البلد استشرفوك) أي خرجوا إلى لقائك. وإنما قال له ذلك لان عمر رضى الله عنه لما قدم الشام ما تزيا بزى الامراء، فخشى أن لا يستعظموه. (ه) ومنه حديث الفتن (من تشرف لها استشرفت له) أي من تطلع إليها وتعرض لها واتته فوقع فيها. (ه) ومنه الحديث (لا تتشرفوا للبلاء) أي لا تتطلعوا إليه وتتوقعوه. (ه) ومنه الحديث (ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف له فخذه) يقال أشرفت الشئ أي علوته. وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق. أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه. * ومنه الحديث (لا تشرف يصبك سهم) أي لا تتشرف من أعلى الموضع. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه (حتى إذا شارفت انقضاء عدتها) أي قربت منها وأشرفت عليها. (ه) وفى حديث ابن زمل (وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف) الشارف: الناقة المسنة (1). (ه) ومنه حديث على وحمزة رضى الله عنهما: ألا ياحمز للشرف النواء * وهن معقلات بالفناء (1) زاد الهروي: وكذلك الناب، ولا يقالان للذكر. (*)
[ 463 ]
هي جمع شارف، وتضم راؤها وتسكن تخفيفا. ويروى (ذا الشرف النواء) بفتح الشين والراء: أي ذا العلاء والرفعة. (ه) ومنه الحديث (تخرج بكم الشرف الجون، قيل يا رسول الله: وما الشرف الجون ؟ فقال: فتن كقطع الليل المظلم) شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنون المسنة السود، هكذا يروى بسكون الراء، وهو جمع قليل في جمع فاعل، لم يرد إلا في أسماء معدودة. قالوا: بازل وبزل، وهو في المعتل العين كثير نحو عائذ وعوذ، ويروى هذا الحديث بالقاف وسيجئ. (ه) وفي حديث سطيح (يسكن مشارف الشام) المشارف: القرى التى تقرب من المدن. وقيل القرى التى بين بلاد الريف وجزيرة العرب. قيل لها ذلك لانها أشرفت على السواد. * وفى حديث ابن مسعود (يوشك أن لا يكون بين شراف وأرض كذا جماء ولا ذات قرن) شراف: موضع. وقيل ماء لبنى أسد. * وفيه (أن عمر حمى الشرف والربذة) كذا روى بالشين وفتح الراء. وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء. * ومنه الحديث (ما أحب أن أنفخ في الصلاة وأن لى ممر الشرف). (س) وفى حديث الخيل (فاستنت شرفا أو شرفين) أي عدت شوطا أو شوطين. (ه) وفى حديث ابن عباس (أمرنا أن نبنى المدائن شرفا والمساجد جما) الشرف التى طولت أبنيتها بالشرف، واحدتها شرفة. (س) وفى حديث عائشة (أنها سئلت عن الخمار يصبغ بالشرف فلم تر به بأسا) الشرف: شجر أحمر يصبغ به الثياب. (ه) وفي حديث الشعبى (قيل للاعمش: لم لم تستكثر من الشعبى ؟ فقال: كان يحتقرنى، كنت آتيه مع إبراهيم فيرحب به ويقول لى: اقعد ثم أيها العبد، ثم يقول: لا نرفع العبد فوق سنته * ما دام فينا بأرضنا شرف
[ 464 ]
أي شريف. يقال هو شرف قومه وكرمهم: أي شريفهم وكريمهم. (شرق) (ه) في حديث الحج ذكر (أيام التشريق في غير موضع) وهى ثلاثة أيام تلى عيد النحر، سميت بذلك من تشريق اللحم، وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجف، لان لحوم الاضاحي كانت تشرق فيها بمنى. وقيل سميت به لان الهدى والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس: أي تطلع. (ه) وفيه (أن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير) ثبير: جبل بمنى، أي ادخل أيها الجبل في الشروق، وهو ضوء الشمس: كيما نغير: أي ندفع للنحر. وذكر بعضهم أن أيام التشريق بهذا سميت. * وفيه (من ذبح قيل التشريق فليعد) أي قبل أن يصلى صلاة العيد، وهو من شروق الشمس لان ذلك وقتها. (ه) ومنه حديث على (لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع) أراد صلاة العيد. ويقال لموضعها المشرق. (س) ومنه حديث مسروق (انطلق بنا إلى مشرقكم) يعنى المصلى. وسأل أعرابي رجلا فقال: أين منزل المشرق، يعنى الذى يصلى فيه العيد. ويقال لمسجد الخيف المشرق، وكذلك لسوق الطائف. * وفى حديث ابن عباس (نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس) يقال شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت. فإن أراد في الحديث الطلوع فقد جاء في حديث آخر حتى تطلع الشمس، وإن أراد الاضاءة فقد جاء في حديث آخر حتى ترتفع الشمس، والاضاءة مع الارتفاع. (ه) وفيه (كأنهما ظلتان سوداوان بينهما شرق) الشرق هاهنا: الضوء، وهو الشمس، والشق أيضا. [ ه ] وفى حديث ابن عباس (في السماء باب للتوبة يقال له المشريق، وقد رد حتى ما بقى إلا شرقه) أي الضوء الذى يدخل من شق الباب.
[ 465 ]
(ه) ومنه حديث وهب (إذا كان الرجل لا ينكر عمل السوء على أهله جاء طائر يقال له القرقفنة فيقع على مشريق بابه فيمكث أربعين يوما، فإن أنكر طار، وإن لم ينكر مسح بجناحيه على عينيه فصار قنذعا ديوثا). (س) وفيه (لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا) هذا أمر لاهل المدينة ومن كانت قبلته على ذلك السمت ممن هو في جهتى الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة الشرق أو الغرب، فلا يجوز له أن يشرق ولا يغرب، إنما يجتنب أو يشتمل. * وفيه (أناخت بكم الشرق الجون) يعنى الفتن التى تجئ من جهة المشرق، جمع شارق. ويروى بالفاء. وقد تقدم. (ه) وفيه (أنه ذكر الدنيا فقال: إنما بقى منها كشرق الموتى) له معنيان: أحدهما أنه أراد به آخر النهار، لان الشمس في ذلك الوقت إنما تلبث قليلا ثم تغيب، فشبه ما بقى من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخر من قولهم شرق الميت بريقه إذا غص به، فشبه قلة ما بقى من الدنيا بما بقى من حياة الشرق بريقه إلى أن تخرج نفسه. وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال: ألم تر إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان فصارت بين القبور كأنها لجة، فذلك شرق الموتى. يقال شرقت الشمس شرقا إذا ضعف ضوءها (1). (ه) ومنه حديث ابن مسعود (ستدركون أقواما يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى). (ه) وفيه (أنه قرأ سورة المؤمنين في الصلاة) فلما أتى على ذكر عيسى وأمه أخذته شرقة فركع) الشرقة: المرة من الشرق: أي شرق بدمعه فعيى بالقراءة. وقيل أراد أنه شرق بريقه فترك القراءة وركع. * ومنه الحديث (الحرق والشرق شهادة) هو الذى يشرق بالماء فيموت. * ومنه الحديث (لا تأكل الشريقة فإنها ذبيحة الشيطان) فعيلة بمعنى مفعولة. (ه) ومنه حديث ابن أبى (اصطلحوا على أن يعصبوه فشرق بذلك) أي غص به. وهو (1) قال الهروي: وهذا وجه ثالث. (*)
[ 466 ]
مجاز فيما ناله من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحل به، حتى كأنه شئ لم يقدر على إساغته وابتلاعه فغص به. (ه) وفيه (نهى أن يضحى بشرقاء) هي المشقوقة الاذن باثنتين. شرق أذنها يشرقها شرقا إذا شقها. واسم السمة الشرقة بالتحريك. * وفي حديث عمر (قال في الناقة المنكسرة: ولا هي بفقئ فتشرق عروقها) أي تمتلئ دما من مرض يعرض لها في جوفها. يقال شرق الدم بجسده شرقا إذا ظهر ولم يسل. (س) ومنه حديث ابن عمر (أنه كان يخرج يديه في السجود وهما متفلقتان قد شرق بينهما الدم). (س) ومنه حديث عكرمة (رأيت ابنين لسالم عليهما ثياب مشرقة) أي محمرة يقال شرق الشئ إذا اشتدت حمرته، وأشرقته بالصبغ إذا بالغت في حمرته. (س) ومنه حديث الشعبى (سئل عن رجل لطم عين آخر فشرقت بالدم ولما يذهب ضوءها فقال: لها أمرها حتى إذا ما تبوأت * بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا الضمير في لها للابل يهملها الراعى، حتى إذا جاءت إلى الموضع الذى أعجبها فأقامت فيه مال الراعى إلى مضجعه. ضربه مثلا للعين: أي لا يحكم فيها بشئ حتى تأتى على آخر أمرها وما تؤول إليه، فمعنى شرقت بالدم: أي ظهر فيها ولم يجر منها. (شرك) (س) فيه (الشرك أخفى في أمتى (1) من دبيب النمل) يريد به الرياء في العمل، فكأنه أشرك في عمله غير الله. * ومنه قوله تعالى (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) يقال شركته في الامر أشركه شركة، والاسم الشرك. وشاركته إذا صرت شريكه. وقد أشرك بالله فهو مشرك إذا جعل له شريكا. والشرك: الكفر. (1) في الاصل: في أمتى أخفى. والمثبت من ا واللسان وتاج العروس. (*)
[ 467 ]
(س) ومنه الحديث (من حلف بغير الله فقد أشرك) حيث جعل ما لا يحلف به محلوفا به كاسم الله الذى يكون به القسم. (س) ومنه الحديث (الطيرة شرك، ولكن الله يذهبه بالتوكل) جعل التطير شركا بالله في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس الكفر بالله، لانه لو كان كفرا لما ذهب بالتوكل. * وفيه (من أعتق شركا له في عبد) أي حصة ونصيبا. (ه) وحديث معاذ (أنه أجاز بين أهل اليمن الشرك) أي الاشتراك في الارض، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك. (ه) وحديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه (إن شرك الارض جائز). * ومنه الحديث (أعوذ بك من شر الشيطان وشركه) أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الاشراك بالله تعالى. ويروى بفتح الشين والراء: أي حبائله ومصايده. واحدها شركة. (س) ومنه حديث عمر (كالطير الحذر يرى أن له في كل طريق شركا). * وفيه (الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلا والنار) أراد بالماء ماء السماء والعيون والانهار الذى لا مالك له، وأراد بالكلا المباح الذى لا يختص بأحد، وأراد بالنار الشجر الذى يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه. وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقا. وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة. والصحيح الاول. * وفي حديث تلبية الجاهلية (لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك) يعنون بالشريك الصنم، يريدون أن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التى تكون عنده وحوله والنذور التى كانوا يتقربون بها إليه ملك لله تعالى، فذلك معنى قولهم: تملكه وما ملك. (س) وفيه (أنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفئ بقدر الشراك) الشراك أحد سيور
[ 468 ]
النعل التى تكون على وجهها، وقدره هاهنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يرى من الظل، وكان حينئذ بمكة هذا القدر. والظل يختلف باختلاف الازمنة والامكنة، وإنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التى يقل فيها الظل. فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم ير لشئ من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومعدل (1) النهار يكون الظل فيه أقصر، وكل ما بعد عنهما إلى جهة الشمال يكون الظل [ فيه (2) ] أطول. [ ه ] وفي حديث أم معبد: * تشاركن هزلى مخهن قليل * أي عمهن الهزال، فاشتركن فيه (3). (شرم) (ه) في حديث ابن عمر (أنه اشترى ناقة فرأى بها تشريم الظئار فردها) التشريم: التشقيق. وتشرم الجلد إذا تشقق وتمزق. وتشريم الظئار: هو أن تعطف الناقة على غير ولدها. وسيجئ بيانه في الظاء. (ه) ومنه حديث كعب (أنه أتى عمر بكتاب قد تشرمت نواحيه، فيه التوراة). [ ه ] ومنه الحديث (أن أبرهة جاءه حجر فشرم أنفه فسمى الاشرم). (شرا) (ه) في حديث السائب (كان النبي صلى الله عليه وسلم شريكي، فكان خير شريك لا يشارى، ولا يمارى، ولا يدارى) المشاراة: الملاجة. وقد شرى واستشرى إذا لج في الامر. وقيل لا يشارى من الشر: أي لا يشارره، فقلب إحدى الراءين ياء. والاول الوجه. (س) ومنه الحديث الآخر (لا تشار أخاك) في إحدى الروايتين. (ه) ومنه حديث المبعث (فشرى الامر بينه وبين الكفار حين سب آلهتهم) أي عظم وتفاقم ولجوا فيه. (1) في اللسان (معتدل). (2) زيادة من ا واللسان. (3) انظر (سوك) فيما سبق. (*)
[ 469 ]
(ه) والحديث الآخر (حتى شرى أمرهما). * وحديث أم زرع (ركب شريا) أي ركب فرسا يستشرى في سيره، يعنى يلج ويجد. وقيل الشرى: الفائق الخيار. (ه) ومنه حديث عائشة تصف أباها (ثم استشرى في دينه) أي جد وقوى واهتم به. وقيل هو من شرى البرق واستشرى إذا تتابع لمعانه (1). * وفى حديث الزبير (قال لابنه عبد الله: والله لا أشرى عملي بشئ، وللدنيا أهون على من منحة ساحة) لا أشرى: أي لا أبيع: يقال شرى بمعنى باع واشترى. (س) ومنه حديث ابن عمر (أنه جمع بنيه حين أشرى أهل المدينة مع ابن الزبير وخلعوا بيعة يزيد) أي صاروا كالشراة في فعلهم، وهم الخوارج وخروجهم عن طاعة الامام. وإنما لزمهم هذا اللقب لانهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالآخرة: أي باعوها. والشراة جمع شار. ويجوز أن يكون من المشارة: الملاجة. (س) وفي حديث أنس في قوله تعالى (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) قال: هو الشريان. قال الزمخشري: الشريان والشرى: الحنظل: وقيل هو ورقه، ونحوهما الرهوان والرهو، للمطمئن من الارض، الواحدة شرية. وأما الشريان - بالكسر والفتح - فشجر يعمل منه القسى، الواحدة شريانة. * ومن الاول حديث لقيط (ثم أشرفت عليها وهى شرية واحدة) هكذا رواه بعضهم. أراد أن الارض اخضرت بالنبات، فكأنها حنظلة واحدة. والرواية شربة بالباء الموحدة. (س) وفي حديث ابن المسيب (قال لرجل: انزل أشراء الحرم) أي نواحيه وجوانبه، الواحد شرى. * وفيه ذكر (الشراة) وهو بفتح الشين: جبل شامخ من دون عسفان، وصقع بالشام (1) في الاصل: (إذا تتابع في لمعانه) وأسقطنا (في) حيث لم ترد في ا واللسان والهروى. (*)
[ 470 ]
قريب من دمشق كان يسكنه على بن عبد الله بن العباس وأولاده إلى أن أتتهم الخلافة. * وفي حديث عمر في الصدقة (فلا يأخذ إلا تلك السن من شروى إبله، أو قيمة عدل) أي من مثل إبله. والشروى: المثل. وهذا شروى هذا: أي مثله. * ومنه حديث على (ادفعوا شرواها من الغنم). * وحديث شريح (قضى في رجل نزع في قوس رجل فكسرها، فقال: له شرواها) وكان يضمن القصار شروى الثوب الذى أهلكه. * وحديث النخعي (في الرجل يبيع الرجل ويشترط الخلاص قال: له الشروى) أي المثل. (باب الشين مع الزاى) (شزب) [ ه ] فيه (وقد توشح بشزبة كانت معه) الشزبة من أسماء القوس، وهى التى ليست بجديد ولا خلق، كأنها التى شزب قضيبها: أي ذبل. وهى الشزيب أيضا (1). * وفي حديث عمر (يرثى عروة بن مسعود الثقفى: بالخيل عابسة زورا مناكبها تعدو شوازب بالشعث الصناديد الشوازب: المضمرات، جمع شازب، ويجمع على شزب أيضا. (شزر) (س) في حديث على (الحظوا الشزر واطعنوا اليسر) الشزر: النظر عن اليمين والشمال، وليس بمستقيم الطريقة. وقيل هو النظر بمؤخر العين، وأكثر ما يكون النظر الشزر في حال الغضب وإلى الاعداء. * ومنه حديث سليمان بن صرد (قال: بلغني عن أمير المؤمنين ذرو تشزر لى به) أي تغضب على فيه. هكذا جاء في رواية. (شزن) * فيه (أنه قرأ سورة ص، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود، فقال (1) أنشد الهروي: لو كنت ذا نبل وذا شزيب * ما خفت شدات الخبيث الذيب (*)
[ 471 ]
عليه السلام: إنما هي توبة نبى، ولكني رأيتكم تشزنتم، فنزل وسجد وسجدوا). التشزن: التأهب والتهيؤ للشئ والاستعداد له، مأخوذ من عرض الشئ وجانبه، كأن المتشزن يدع الطمأنينة في جلوسه ويقعد مستوفزا على جانب. * ومنه حديث عائشة (أن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقطب وتشزن له). أي تأهب. [ ه ] وحديث عثمان (قال لسعد وعمار رضى الله عنهم: ميعادكم يوم كذا حتى أتشزن) أي أستعد للجواب. (ه) وحديث الخدرى (أنه أتى جنازة، فلما رآه القوم تشزنوا ليوسعوا له). (ه) وحديث ابن زياد (نعم الشئ الامارة لولا قعقعة البرد، والتشزن للخطب). (ه) وحديث ظبيان (فترامت مذحج بأسنتها وتشزنت بأعنتها). (س) وفي حديث الذى اختطفته الجن (كنت إذا هبطت شزنا أجده بين ثندوتى) الشزن بالتحريك: الغليظ من الارض. (ه) وفي حديث لقمان بن عاد (وولاهم شزنه) يروى بفتح الشين والزاى، وبضمهما، وبضم الشين وسكون الزاى، وهى لغات في الشدة والغلظة. وقيل هو الجانب: أي يولى أعداءه شدته وبأسه، أو جانبه: أي إذا دهمهم أمر ولاهم جانبه فحاطهم بنفسه. يقال وليته ظهرى إذا جعله وراءه وأخذ يذب عنه. * وفي حديث سطيح * تجوب بى الارض علنداة شزن * أي تمشى من نشاطها على جانب. وشزن فلان إذا نشط. والشزن: النشاط. وقيل الشزن: المعيى من الحفاء.
[ 472 ]
(باب الشين مع السين) (شسع) (س) فيه (إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشى في نعل واحدة) الشسع: أحد سيور النعل، وهو الذى يدخل بين الاصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذى في صدر النعل المشدود في الزمام. والزمام السير الذى يعقد فيه الشسع. وإنما نهى عن المشى في نعل واحدة لئلا تكون إحدى الرجلين أرفع من الاخرى، ويكون سببا للعثار، ويقبح في المنظر، ويعاب فاعله. (س) وفي حديث ابن أم مكتوم (إنى رجل شاسع الدار) أي بعيدها. وقد تكرر ذكر الشسع والشسوع في الحديث. (باب الشين مع الصاد) (شصص) (ه) في حديث عمر (رأى أسلم (1) يحمل متاعه على بعير من إبل الصدقة، قال: فهلا ناقة شصوصا) الشصوص: التى قد قل لبنها جدا، أو ذهب. وقد شصت وأشصت. والجمع شصائص وشصص. (ه) ومنه الحديث (أن فلانا اعتذر إليه من قلة اللبن، وقال: إن ماشيتنا شصص). (س) وفى حديث ابن عمير (في رجل ألقى شصه وأخذ سمكة) الشص بالكسر والفتح: حديدة عقفاء يصاد بها السمك. (باب الشين مع الطاء) (شطأ) [ ه ] في حديث أنس (في قوله تعالى (فأخرج شطأه)، قال نباته وفروخه) يقال أشطأ الزرع فهو مشطئ إذا فرخ. وشاطئ النهر: جانبه وطرفه. (شطب) (ه) في حديث أم زرع (مضجعه كمسل شطبة) الشطبة: السعفة من سعف النخلة مادامت رطبة، أرادت أنه قليل اللحم دقيق الخصر، فشبهته بالشطبة: أي موضع نومه دقيق (1) هو غلام عمر. (*)
[ 473 ]
لنحافته. وقيل أرادت بمسل الشطبة سيفا سل من غمده. والمسل مصدر بمعنى السل، أقيم مقام المفعول: أي كمسلول الشطبة، تعنى ما سل من قشره أو من غمده. (ه) وفى حديث عامر بن ربيعة (أنه حمل على عامر بن الطفيل وطعنه. فشطب الرمح عن مقتله) أي مال وعدل عنه ولم يبلغه، وهو من شطب بمعنى بعد. (شطر) * فيه (أن سعدا رضى الله عنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق بماله قال: لا، قال: الشطر، قال: لا، قال: الثلث، فقال: الثلث، والثلث كثير) الشطر: النصف، ونصبه بفعل مضمر: أي أهب الشطر، وكذلك الثلث. (ه) ومنه الحديث (من أعان على قتل مؤمن (1) بشطر كلمة) قيل هو أن يقول أق، في أقتل، كما قال عليه الصلاة والسلام (كفى بالسيف شا) يريد شاهدا (2). (س) ومنه (أنه رهن درعه بشطر من شعير) قيل أراد نصف مكوك. وقيل أراد نصف وسق. يقال شطر وشطير، مثل نصف ونصيف. * ومنه الحديث (الطهور شطر الايمان) لان الايمان يطهر نجاسة الباطن، والطهور يطهر نجاسة الظاهر. * ومنه حديث عائشة (كان عندنا شطر من شعير). (ه س) وفي حديث مانع الزكاة (إنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا) قال الحربى: غلط [ بهز ] (3) الراوى في لفظ الرواية، وإنما هو (وشطر ماله) أي يجعل ماله شطرين ويتخير عليه المصدق فيأخذ الصدقة من خير النصفين عقوبة لمنعه الزكاة، فأما مالا تلزمه فلا. وقال الخطابى في قول الحربى: لا أعرف هذا الوجه. وقيل معناه إن الحق مستوفى منه غير متروك (1) في الاصل (ولو بشطر كلمة) وقد سقطت (ولو) من ا واللسان والهروى. والحديث كما أثبتناه أخرجه ابن ماجه في باب (التغليظ في قتل مسلم ظلما) من كتاب (الديات) وتمامه: (لقى الله عزوجل مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله). (2) زاد اللسان: وقيل هو أن يشهد اثنان عليه زورا بأنه قتل فكأنهما قد اقتسما الكلمة فقال هذا شطرها وهذا شطرها، إذ كان لا يقتل بشهادة أحدهما. (3) زيادة من اللسان والهروى. (*)
[ 474 ]
عليه وإن تلف شطر ماله، كرجل كان له ألف شاة مثلا فتلفت حتى لم يبق له إلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الالف وهو شطر ماله الباقي. وهذا أيضا بعيد، لانه قال: إنا آخذوها وشطر ماله، ولم يقل إنا آخذوا شطر ماله. وقيل إنه كان في صدر الاسلام يقع بعض العقوبات في الاموال، ثم نسخ، كقوله في الثمر المعلق: من خرج بشئ منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة. وكقوله في ضالة الابل المكتومة: غرامتها ومثلها معها، وكان عمر يحكم به، فغرم حاطبا ضعف ثمن ناقة المزني لما سرقها رفيقه ونحروها. وله في الحديث نظائر. وقد أخذ أحمد بن حنبل بشئ من هذا وعمل به، وقال الشافعي في القديم: من منع زكاة ماله أخذت منه وأخذ شطر ماله عقوبة على منعه، واستدل بهذا الحديث. وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إلا الزكاة لا غير. وجعل هذا الحديث منسوخا. وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في المال ثم نسخت. ومذهب عامة الفقهاء أن لا واجب على متلف الشئ أكثر من مثله أو قيمته. (س) وفى حديث الاحنف (قال لعلى وقت التحكيم: يا أمير المؤمنين إنى قد عجمت الرجل وحلبت أشطره، فوجدته قريب القعر كليل المدية، وإنك قد رميت بحجر الارض) الاشطر جمع شطر وهو خلف الناقة. وللناقة أربعة أخلاف كل خلفين منها شطر، وجعل الاشطر موضع الشطرين كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين، يقال حلب فلان الدهر أشطره: أي اختبر ضروبه من خيره وشره، تشبيها بحلب جميع أخلاف الناقة ما كان منها حفلا وغير حفل، ودارا وغير دار. وأراد بالرجلين الحكمين: الاول أبو موسى، والثانى عمرو بن العاص. (ه) وفى حديث القاسم بن محمد (لو أن رجلين شهدا على رجل بحق أحدهما شطير فإنه يحمل شهادة الآخر) الشطير: الغريب، وجمعه شطر. يعنى لو شهد له قريب من أب أو ابن أو أخ ومعه أجنبي صححت شهادة الأجنبي شهادة القريب، فجعل ذلك حملا له. ولعل هذا مذهب للقاسم، وإلا فشهادة الاب والابن لا تقبل. * ومنه حديث قتادة (شهادة الاخ إذا كان معه شطير جازت شهادته) وكذا هذا، فإنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الاخ أو القريب، فإنها مقبولة. (شطط) (ه) في حديث تميم الدارى (أن رجلا كلمه في كثرة العبادة، فقال: أرأيت
[ 475 ]
إن كنت مؤمنا ضعيفا، وأنت مؤمن قوى إنك لشاطى حتى أحمل قوتك على ضعفى، فلا أستطيع فأنبت) أي إذا كلفتني مثل عملك مع قوتك وضعفى فهو جور منك، وقوله إنك لشاطى: أي أي لظالم لى، من الشطط وهو الجور والظلم والبعد عن الحق. وقيل هو من قولهم شطنى فلان يشطنى شطا إذا شق عليك وظلمك. * ومنه حديث ابن مسعود (لا وكس ولا شطط) (ه) وفيه (أعوذ بك من الضبنة وكآبة الشطة): الشطة بالكسر: بعد المسافة، من شطت الدار إذا بعدت. (شطن) (س) في حديث البراء (وعنده فرس مربوطة بشطنين) الشطن: الحبل وقيل هو الطويل منه. وإنما شده بشطنين لقوته وشدته. * ومنه حديث على (وذكر الحياة فقال: إن الله جعل الموت خالجا لاشطانها). هي جمع شطن، والخالج: المسرع في الاخذ، فاستعار الاشطان للحياة لامتدادها وطولهما. (ه) وفيه (كل هوى شاطن في النار) الشاطن: البعيد عن الحق. وفي الكلام مضاف محذوف، تقديره كل ذى هوى. وقد روى كذلك. (ه) وفيه (أن الشمس تطلع بين قرنى شيطان) إن جعلت نون الشيطان أصلية كان من الشطن: البعد: أي بعد عن الخير، أو من الحبل الطويل، كأنه طال في الشر. وإن جعلتها زائدة كان من شاط يشيط إذا هلك، أو من استشاط غضبا إذا احتد في غضبه والتهب، والاول أصح، قال الخطابى: قوله تطلع بين قرنى الشيطان، من ألفاظ الشرع التى أكثرها ينفرد هو بمعانيها، ويجب علينا التصديق بها، والوقوف عند الاقرار بأحكامها والعمل بها. وقال الحربى: هذا تمثيل: أي حينئذ يتحرك الشيطان ويتسلط، وكذلك قوله (الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم) إنما هو أن يتسلط عليه فيوسوس له، لا أنه يدخل جوفه. (س) وفيه (الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب) يعنى أن الانفراد والذهاب في الارض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان، أو شئ يحمله عليه الشيطان. وكذلك
[ 476 ]
الراكبان، وهو حث على اجتماع الرفقة في السفر. وروى عن عمر أنه قال في رجل سافر وحده: أرأيتم إن مات من أسأل عنه ؟ * وفي حديث قتل الحيات (حرجوا عليه فإن امتنع وإلا فاقتلوه فإنه شيطان) أراد أحد شياطين الجن. وقد تسمى الحية الدقيقة الخفيفة شيطانا وجانا على التشبيه. (باب الشين مع الظاء) (شظظ) (ه) فيه (أن رجلا كان يرعى لقحة له ففجئها الموت فنحرها بشظاظ) الشظاظ خشبة محددة (1) الطرف تدخل في عروتي الجوالقين لتجمع بينهما عند حملهما على البعير، والجمع أشظة. ومنه حديث أم زرع (مرفقه كالشظاظ). (شظف) (ه) فيه (أنه عليه السلام لم يشبع من طعام إلا على شظف) الشظف بالتحريك شدة العيش وضيقه. (شظم) (س) في حديث عمر رضى الله عنه. * يعقلهن جعد شيظمى * الشيظم: الطويل. وقيل الجسيم. والياء زائدة. (شظى) (ه) فيه (يعجب ربك من راع في شظية يؤذن ويقيم الصلاة) الشظية: قطعة مرتفعة في رأس الجبل. والشظية: الفلقة من العصا ونحوها، والجمع الشظايا، وهو من التشظى: التشعب والتشقق. (ه) ومنه الحديث (فانشظت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أنكسرت. * ومنه الحديث (أن الله لما أراد أن يخلق لابليس نسلا وزوجة ألقى عليه الغضب، فطارت منه شظية من نار فخلق منها امرأته). (1) في ا واللسان: (خشيبة) على التصغير. (*)
[ 477 ]
* ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما (فطارت منه شظية ووقعت منه أخرى من شدة الغضب). (باب الشين مع العين) (شعب) * فيه (الحياء شعبة من الايمان) الشعبة: الطائفة من كل شئ، والقطعة منه. وإنما جعله بعضه لان المستحيى ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم تكن له تقية، فصار كالايمان الذى يقطع بينها وبينه. وقد تقدم في حرف الحاء. * ومنه حديث ابن مسعود (الشباب شعبة من الجنون) إنما جعله شعبة منه لان الجنون يزيل العقل، وكذلك الشباب قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشهوات والاقدام على المضار. (ه) وفيه (إذا قعد الرجل من المرأة بين شعبها الاربع وجب عليه الغسل) هي اليدان والرجلان. وقيل الرجلان والشفران، فكنى بذلك عن الايلاج. * وفي المغازى (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قريشا وسلك شعبة) هي بضم الشين وسكون العين موضع قرب بليل، ويقال له شعبة بن عبد الله. (ه) وفي حديث ابن عباس (قيل له: ما هذه الفتيا التى شعبت الناس) أي فرقتهم. يقال شعب الرجل أمره يشعبه إذا فرقه، وفي رواية تشعبت بالناس (1). (ه) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها وصفت أباها (يرأب شعبها) أي يجمع متفرق أمر الامة وكلمتها. وقد يكون الشعب بمعنى الاصلاح في غير هذا الباب، وهو من الاضداد. (ه) ومنه حديث ابن عمر (وشعب صغير من شعب كبير) أي صلاح قليل من فساد كثير. * وفيه (اتخذ مكان الشعب سلسلة) أي مكان الصدع والشق الذى فيه. (1) تروى (شغبت) بالغين المعجمة، و (تشغفت) وستجئ. (*)
[ 478 ]
(ه) وفي حديث مسروق (أن رجلا من الشعوب أسلم فكانت تؤخذ منه الجزية) قال أبو عبيد: الشعوب هاهنا: العجم، ووجهه أن الشعب ما تشعب منه قبائل العرب أو العجم، فخص بأحدهما، ويجوز أن يكون جمع الشعوبى، وهو الذى يصغر شأن العرب ولا يرى لهم فضلا على غيرهم، كقولهم اليهود والمجوس في جمع اليهودي والمجوسي. (ه) وفى حديث طلحة (فما زلت واضعا رجلى على خده حتى أزرته شعوب) شعوب من أسماء المنية غير مصروف، وسميت شعوب لانها تفرق، وأزرته من الزيارة. (شعث) (س) فيه لما بلغه هجاء الاعشى علقمة بن علاثة العامري نهى أصحابه أن يرووا هجاءه وقال: إن أبا سفيان شعث منى عند قيصر، فرد عليه علقمة وكذب أبا سفيان) يقال شعثت من فلان إذا غضضت منه وتنقصته، من الشعث وهو انتشار الامر. ومنه قولهم: لم الله شعثه. (س) ومنه حديث عثمان (حين شعث الناس في الطعن عليه) أي أخذوا في ذمه والقدح فيه بتشعيث عرضه. (س) ومنه حديث الدعاء (أسألك رحمة تلم بها شعثى) أي تجمع بها ما تفرق من أمرى. (س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (أنه كان يغتسل وهو محرم، وقال: إن الماء لا يزيده إلا شعثا) أي تفرقا فلا يكون متلبدا. * ومنه الحديث (رب أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره). (س) ومنه حديث أبى ذر رضى الله عنه (أحلقتم الشعث) أي الشعر ذا الشعث. (ه) ومنه حديث عمر (أنه قال لزيد بن ثابت رضى الله عنهما لما فرع أمر الجد مع الاخوة في الميراث: شعث ما كنت مشعثا) أي فرق ما كنت مفرقا. (س) ومنه حديث عطاء (أنه كان يجيز أن يشعث سنى الحرم ما لم يقلع من أصله) أي يؤخذ من فروعه المتفرقة ما يصير به شعثا ولا يستأصله.
[ 479 ]
(شعر) * قد تكرر في الحديث ذكر (الشعائر) وشعائر الحج آثاره وعلاماته، جمع شعيرة. وقيل هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعى والرمى والذبح وغير ذلك. وقال الازهرى: الشعائر: المعالم التى ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. (س ه) ومنه (سمى المشعر الحرام) لانه معلم للعبادة وموضع. (ه) ومنه الحديث (أن جبريل عليه السلام قال له: مر أمتك حتى يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج). (ه) ومنه الحديث (أن شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان في الغزو يا منصور أمت أمت) أي علامتهم التى كانوا يتعارفون بها في الحرب. وقد تكرر ذكره في الحديث. (س [ ه ]) ومنه (إشعار البدن) وهو أن يشق أحد جنبى سنام البدنة حتى يسيل دمها ويجعل ذلك لها علامة تعرف بها أنها هدى. (ه) وفي حديث مقتل عمر رضى الله عنه (أن رجلا رمى الجمرة فأصاب صلعة عمر فدماه فقال رجل من بنى لهب: أشعر أمير المؤمنين) أي أعلم للقتل، كما تعلم البدنة إذا سيقت للنحر، تطير اللهبى بذلك، فحقت طيرته، لان عمر لما صدر من الحج قتل (1). (ه) ومنه حديث مقتل عثمان رضى الله عنه (أن التجيبى دخل عليه فأشعره مشقصا) أي دماه به. * وحديث الزبير (أنه قاتل غلاما فأشعره). (ه) ومنه حديث مكحول (لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله) أي طعنه حتى يدخل السنان جوفه. (س) وفي حديث معبد الجهنى (لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أمه: إنك أشعرت ابني في الناس) أي شهرته بقولك، فصار له كالطعنة في البدنة. (ه) وفيه (أنه أعطى النساء اللواتى غسلن ابنته حقوه فقال: أشعرنها إياه) (1) في الهروي والدر النثير: كانت العرب تقول للملوك إذا قتلوا: أشعروا، صيانة لهم عن لفظ القتل. (*)
[ 480 ]
(أي: اجعلنه شعارها. والشعار: الثوب الذى يلى الجسد لانه يلى شعره. (ه) ومنه حديث الانصار (أنتم الشعار والناس الدثار) أي أنتم الخاصة والبطانة، والدثار: الثوب الذى فوق الشعار. * ومنه حديث عائشة (أنه كان ينام في شعرنا) هي جمع الشعار، مثل كتاب وكتب. وإنما خصتها بالذكر لانها أقرب إلى أن تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد. * ومنه الحديث الآخر (أنه كان لا يصلى في شعرنا ولا في لحفنا) إنما امتنع من الصلاة فيها مخافة أن يكون أصابها شئ من دم الحيض، وطهارة الثوب شرط في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها. * وفي حديث عمر رضى الله عنه (أن أخا الحاج الاشعث الاشعر) أي الذى لم يحلق شعره ولم يرجله. (س) ومنه حديثه الآخر (فدخل رجل أشعر) أي كثير الشعر. وقيل طويله. (س) وفي حديث عمرو بن مرة (حتى أضاء لى أشعر جهينة) هو اسم جبل لهم. (س) وفي حديث المبعث (أتانى آت فشق من هذه إلى هذه، أي من ثغرة نحره إلى شعرته) الشعرة بالكسر: العانة وقيل منبت شعرها. (س) وفي حديث سعد (شهدت بدرا ومالى غير شعرة واحدة، ثم أكثر الله لى من اللحى بعد) قيل أراد مالى إلا بنت واحدة، ثم أكثر الله من الولد بعد. هكذا فسر. (ه) وفيه (أنه لما أراد قتل أبى بن خلف تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن البعير. ثم طعنه في حلقه) الشعر بضم الشين وسكون العين جمع شعراء، وهى ذبان حمر. وقيل زرق تقع على الابل والحمير وتؤذيها أذى شديدا. وقيل هو ذباب كثير الشعر. * وفي رواية (أن كعب بن مالك ناوله الحربة، فلما أخذها انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنها تطاير الشعارير) هي بمعنى الشعر، وقياس واحدها شعرور. وقيل هي ما يجتمع على دبرة البعير من الذبان، فإذا هيجت تطايرت عنها.
[ 481 ]
(ه) وفيه (أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعارير) هي صغار القثاء، واحدها شعرور. (س) وفي حديث أم سلمة رضى الله عنها (أنها جعلت شعارير الذهب في رقبتها) هو ضرب من الحلى أمثال الشعير. * وفيه (وليت شعرى ما صنع فلان) أي ليت علمي حاضر أو محيط بما صنع، فحذف الخبر وهو كثير في كلامهم. وقد تكرر في الحديث. (شعشع) (س) في حديث البيعة (فجاء رجل أبيض شعشاع) أي طويل. يقال رجل شعشاع وشعشع وشعشعان. (ه) ومنه حديث سفيان بن نبيح (تراه عظيما شعشعا). (ه) وفيه (أنه ثرد ثريدة فشعشعها) أي خلط بعضها ببعض. كما يشعشع الشراب بالماء. ويروى بالسين والغين المعجمة. وقد تقدم. (ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه (إن الشهر قد تشعشع فلو صمنا بقيته). كأنه ذهب به إلى رقة الشهر وقلة ما بقى منه، كما يشعشع اللبن بالماء. ويروى بالسين والعين. وقد تقدم. (شعع) (ه) في حديث أبى بكر رضى الله عنه (سترون بعدى ملكا عضوضا، وأمة شعاعا) أي: متفرقين مختلفين. يقال ذهب دمه شعاعا. أي متفرقا. (شعف) (ه) في حديث عذاب القبر (فإذا كان الرجل صالحا أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف) الشعف: شدة الفزع، حتى يذهب بالقلب. والشعف: شدة الحب وما يغشى قلب صاحبه. (ه) وفيه (أو رجل في شعفة من الشعاف في غنيمة له حتى يأتيه الموت وهو معتزل الناس) شعفة كل شئ أعلاه، وجمعها شعاف. يريد به رأس جبل من الجبال. * ومنه (قيل لاعلى شعر الرأس شعفة).
[ 482 ]
(ه) ومنه حديث يأجوج ومأجوج (صغار العيون صهب الشعاف) أي صهب الشعور. (ه) ومنه الحديث (ضربني عمر فأغاثني الله بشعفتين في رأسي) أي ذؤابتين من شعره وقتاه الضرب. (شعل) (ه) فيه (أنه شق المشاعل يوم خيبر) هي زقاق كانوا ينتبذون فيها، واحدها مشعل ومشعال. (ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه (كان يسمر مع جلسائه فكاد السراج يخمد، فقام وأصلح الشعيلة، وقال: قمت وأنا عمر وقعدت وأنا عمر) الشعيلة: الفتيلة المشعلة. (شعن) (ه) فيه (فجاء رجل طويل مشعان بغنم يسوقها) هو المنتفش الشعر، الثائر الرأس. يقال شعر مشعان ورجل مشعان و مشعان الرأس. والميم زائدة. (باب الشين مع الغين) (شغب) (س) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما (قيل له: ما هذه الفتيا التى شغبت (1) في الناس) الشغب بسكون الغين: تهييج الشر والفتنة والخصام، والعامة تفتحها. يقال شغبتهم، وبهم، وفيهم، وعليهم. * ومنه الحديث (أنه نهى عن المشاغبة) أي المخاصمة والمفاتنة. * وفي حديث الزهري (أنه كان له مال بشغب وبدا) هما موضعان بالشام، وبه كان مقام على بن عبد الله بن العباس و أولاده إلى أن وصلت إليهم الخلافة. وهو بسكون الغين. (شغر) (ه) فيه (أنه نهى عن نكاح الشغار) قد تكرر ذكره في غير حديث، وهو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل: شاغرني: أي زوجنى أختك أؤ بنتك أو من تلى أمرها، حتى أزوجك أختى أو بنتى أو من ألى أمرها، ولا يكون بينهما مهر، ويكون بضع كل واحدة منهما في مقابلة بضع الاخرى. وقيل له شغار لارتفاع المهر بينهما، من شغر الكلب إذا رفع إحدى رجليه ليبول. وقيل الشغر: البعد. وقيل الاتساع. (1) رويت (شعبت) بالمهملة، وسبقت. وستأتى (تشغفت). (*)
[ 483 ]
* ومنه الحديث (فإذا نام شغر الشيطان برجله فبال في أذنه). * ومنه حديث على (قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها). * وحديثه الآخر (والارض لكم شاغرة) أي واسعة. * ومنه حديث ابن عمر (فحجن ناقته حتى أشغرت) أي اتسعت في السير وأسرعت. (شغزب) (س) في حديث الفرع (تتركه حتى يكون شغزبا) هكذا رواه أبو داود في السنن. قال الحربى: الذى عندي أنه زخزبا، وهو الذى اشتد لحمه وغلظ. وقد تقدم في الزاى. قال الخطابى: ويحتمل أن تكون الزاى أبدلت شينا والخاء غينا فصحف. وهذا من غرائب الابدال. (س) وفي حديث ابن معمر (أنه أخذ رجلا بيده الشغزبية) قيل هو ضرب من الصراع، وهو اعتقال المصارع رجله برجل صاحبه ورميه إلى الارض. وأصل الشغزبية الالتواء والمكر. وكل أمر مستصعب شغزبى. (شغف) * في حديث على (أنشاه في ظلم الارحام وشغف الاستار) الشغف: جمع شغاف القلب، وهو حجابه، فاستعاره لموضع الولد. * ومنه حديث ابن عباس (ما هذه الفتيا التى تشغفت الناس) أي وسوستهم وفرقتهم، كأنها دخلت شغاف قلوبهم. * ومنه حديث يزيد الفقير (كنت قد شغفني رأى من رأى الخوارج) وقد تكرر في الحديث. (شغل) (ه) فيه (أن عليا رضى الله عنه خطب الناس بعد الحكمين على شغلة) هي البيدر، بفتح الغين وسكونها. (شغا) (س) في حديث عمر رضى الله عنه (أن رجلا من تميم شكا إليه الحاجة فماره، فقال بعد حول لالمن بعمر، وكان شاغى السن، فقال: ما أرى عمر إلا سيعرفني، فعالجها حتى قلعها، ثم أتاه) الشاغية من الاسنان: التى تخالف نبتتها نبتة أخواتها. وقيل هو خروج الثنيتين
[ 484 ]
وقيل هو الذى تقع أسنانه العليا تحت رؤوس السفلى. والاول أصح (1). ويروى (شاغن) بالنون، وهو تصحيف. يقال شغى يشغى فهو أشغى. (ه) ومنه حديث عثمان رضى الله عنه (جئ إليه بعامر بن قيس فرأى شيخا أشغى). * ومنه حديث كعب (تكون فتنة ينهض فيها رجل من قريش أشغى) وفي رواية (له سن شاغية). (س) وفى حديث عمر (أنه ضرب امرأة حى أشاغت ببولها) هكذا يروى، وإنما هو أشغت. والاشغاء أن يقطر البول قليلا قليلا. (باب الشين مع الفاء) (شفر) (ه) في حديث سعد بن الربيع (لا عذر لكم إن وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف) الشفر بالضم، وقد يفتح: حرف جفن العين الذى ينبت عليه الشعر. * ومنه حديث الشعبى (كانوا لا يوقتون في الشفر شيئا) أي لا يوجبون فيه شيئا مقدرا. وهذا بخلاف الاجماع، لان الدية واجبة في الاجفان، فإن أراد بالشفر هاهنا الشعر ففيه خلاف، أو يكون الاول مذهبا للشعبى. (ه س) وفيه (إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا فلا تهجها) الشفرة: السكين العريضة. (ه) ومنه الحديث (أن أنسا كان شفرة القوم في سفرهم) أي أنه كان خادمهم الذى يكفيهم مهنتهم) شبه بالشفرة لانها تمتهن في قطع اللحم وغيره. (1) في الدر النثير: وقيل هي السن الزائدة على الاسنان. حكاه الفارسى وابن الجوزى. (*)
[ 485 ]
* وفي حديث ابن عمر (حتى وقفوا بى على شفير جهنم) أي جانبها وحرفها. وشفير كل شئ: حرفه. * وفي حديث كرز الفهرى (لما أغار على سرح المدينة وكان يرعى بشفر) هو بضم الشين وفتح الفاء: جبل بالمدينة يهبط إلى العقيق. (شفع) (س) فيه (الشفعة في كل ما لم يقسم) الشفعة في الملك معروفة، وهى مشتقة من الزيادة، لان الشفيع يضم المبيع إلى ملكه فيشفعه به، كأنه كان واحدا وترا فصار زوجا شفعا. والشافع هو الجاعل الوتر شفعا. (ه) ومنه حديث الشعبى (الشفعة على رؤوس الرجال) هو أن تكون الدار بين جماعة مختلفى السهام، فيبيع واحد منهم نصيبه، فيكون ما باع لشركائه بينهم على رؤوسهم لا على سهامهم. وقد تكرر ذكر الشفعة في الحديث. * وفي حديث الحدود (إذا بلغ الحد السلطان فلعن الله الشافع والمشفع) قد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهى السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم. يقال شفع يشفع شفاعة، فهو شافع وشفيع، والمشفع: الذى يقبل الشفاعة، والمشفع الذى تقبل شفاعته. (ه) وفيه (أنه بعث مصدقا فأتاه رجل بشاة شافع فلم يأخذها) هي التى معها ولدها، سميت به لان ولدها شفعها وشفعته هي، فصارا شفعا. وقيل شاة شافع، إذا كان في بطنها ولدها ويتلوها آخر، وفي رواية (هذه شاة الشافع) بالاضافة، كقولهم: صلاة الاولى ومسجد الجامع. (ه) وفيه (من حافظ على شفعة الضحى غفر له ذنوبه) يعنى ركعتي الضحى، من الشفع: الزوج. ويروى بالفتح والضم، كالغرفة والغرفة، وإنما سماها شفعة لانها أكثر من واحدة. قال القتيبى: الشفع الزوج، ولم أسمع به مؤنثا إلا هاهنا، وأحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفعلة الواحدة، أو إلى الصلاة.
[ 486 ]
(شفف) (ه) فيه (أنه نهى عن شف ما لم يضمن) الشف: الربح والزيادة (1)، وهو كقوله: نهى عن ربح ما لم يضمن. وقد تقدم. (ه) ومنه الحديث (فمثله كمثل ما لا شف له). (ه) ومنه حديث الربا (ولا تشفوا أحدهما على الآخر) أي لا تفضلوا. والشف: النقصان أيضا، فهو من الاضداد. يقال شف الدرهم يشف، إذا زاد وإذا نقص. وأشفه غيره يشفه. (ه) ومنه الحديث (فشف الخلخالان نحوا من دانق فقرضه). (ه) وفي حديث أنس رضى الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه يوما وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا شف) أي شئ قليل. الشف [ والشفا ] (2) والشفافة: بقية النهار. (ه) وفي حديث أم زرع (وإن شرب اشتف) أي شرب جميع ما في الاناء. والشفافة: الفضلة التى تبقى في الاناء. وذكر بعض المتأخرين أنه روى بالسين المهملة، وفسره بالاكثار من الشرب. وحكى عن أبي زيد أنه قال: شففت الماء إذا أكثرت به من شربه ولم ترو. * ومنه حديث رد السلام (قال إنه تشافها) أي استقصاها، وهو تفاعل منه. (ه) وفي حديث عمر (لا تلبسوا نساءكم القباطى، إن لا يشف فإنه يصف) يقال شف الثوب يشف شفوفا إذا بدا ما وراءه ولم يستره: أي أن القباطى ثياب رقاق ضعيفة النسج، فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها، فنهى عن لبسها، وأحب أن يكسين الثخان الغلاظ. * ومنه حديث عائشة (وعليها ثوب قد كاد يشف). (س) ومنه حديث كعب (يؤمر برجلين إلى الجنة، ففتحت الابواب ورفعت (1) ويقال الشف والشف. والمعروف بالكسر. (اللسان). (2) زيادة من ا واللسان والهروى. (*)
[ 487 ]
الشفوف) هي جمع شف بالكسر والفتح، وهو ضرب من الستور يستشف ما وراءه. وقيل ستر أحمر رقيق من صوف. (س) وفي حديث الطفيل (في ليلة ذات ظلمة وشفاف) الشفاف: جمع شفيف، وهو لذع البرد. ويقال لا يكون إلا برد ريح مع نداوة. ويقال له الشفان أيضا. (شفق) * في مواقيت الصلاة (حتى يغيب الشفق) الشفق من الاضداد، يقع على الحمرة التى ترى في المغرب بعد مغيب الشمس، وبه أخذ الشافعي، وعلى البياض الباقي في الافق الغربي بعد الحمرة المذكورة، وبه أخذ أبو حنيفة. * وفي حديث بلال (وإنما كان يفعل ذلك شفقا من أن يدركه الموت) الشفق والاشفاق: الخوف. يقال أشفقت أشفق إشفاقا، وهى اللغة العالية. وحكى ابن دريد: شفقت أشفق شفقا. * ومنه حديث الحسن (قال عبيدة: أتيناه فازدحمنا على مدرجة رثة، فقال: أحسنوا ملاكم أيها المرءون، وما على البناء شفقا، ولكن عليكم) انتصب شفقا بفعل مضمر تقديره: وما أشفق على البناء شفقا، وإنما أشفق عليكم، وقد تكرر في الحديث. (شفن) (ه) فيه (أن مجالدا رأى الاسود يقص في المسجد فشفن إليه) الشفن: أن يرفع الانسان طرفه ينظر إلى الشئ كالمتعجب منه، أو الكاره له، أو المبغض. وقد شفن يشفن، وشفن يشفن. * وفي رواية أبى عبيد عن مجالد: (رأيتكم صنعتم شيئا فشفن الناس إليكم، فإياكم وما أنكر المسلمون). (س) ومنه حديث الحسن (تموت وتترك مالك للشافن) أي الذى ينتظر موتك. استعار (1) النظر للانتظار، كما استعمل فيه النظر. ويجوز أن يريد به العدو، لان الشفون نظر المبغض. (1) في الاصل: (استعمل) وأثبتنا ما في ا واللسان والدر النثير. (*)
[ 488 ]
* وفيه (أنه صلى بنا ليلة ذات ثلج وشفان) أي ريح باردة. والالف والنون زائدتان. وذكرناه لاجل لفظه. * وفي حديث استسقاء على رضى الله عنه (لا قزع ربابها، ولا شفان ذهابها) والذهاب بالكسر: الامطار اللينة. ويجوز أن يكون شفان فعلان من شف إذا نقص: أي قليلة أمطارها. (شفه) (س) فيه (إذا صنع لاحدكم خادمه طعاما فليقعده معه، فإن كان مشفوها فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين) المشفوه: القليل. وأصله الماء الذى كثرت عليه الشفاه حتى قل. وقيل: أراد فإن كان مكثورا عليه: أي كثرت أكلته. (شفا) (ه) في حديث حسان (فلما هجا كفار قريش شفى واشتفى) أي شفى المؤمنين واشتفى هو. وهو من الشفاء: البرء من المرض. يقال شفاه الله يشفيه، واشتفى افتعل منه، فنقله من شفاء الاجسام إلى شفاء القلوب والنفوس. وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث الملدوغ (فشفوا له بكل شئ) أي عالجوه بكل ما يشتفى به، فوضع الشفاء موضع العلاج والمداواة. * وفيه ذكر (شفية) هي بضم الشين مصغرة: بئر قديمة حفرتها بنو أسد. (س) وفيه (أن رجلا أصاب من مغنم ذهبا، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له فيه، فقال: ما شفى فلان أفضل مما شفيت، تعلم خمس آيات) أراد ما ازداد وربح بتعلمه الآيات الخمس أفضل مما استزدت وربحت من هذا الذهب، ولعله من باب الابدال، فإن الشف الزيادة والربح، فكأن أصله شففت، فأبدل إحدى الفاآت ياء، كقوله تعالى (دساها) في دسسها، وتقضى البازى في تقضض. (ه) وفي حديث ابن عباس (ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم لولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزناء إلا شفى) أي إلا قليل من الناس (1)، من قولهم غابت الشمس إلا شفى: أي إلا قليلا من ضوئها عند غروبها. وقال الازهرى: قوله إلا شفى، أي إلا (1) في الهروي واللسان: أي إلا خطيئة من الناس قليلة لا يجدون شيئا يستحلون به الفروج. (*)
[ 489 ]
أن يشفى، يعنى يشرف على الزنا ولا يواقعه، فأقام الاسم وهو الشفى مقام المصدر الحقيقي وهو الاشفاء على الشئ (1) وحرف كل شى شفاه. * ومنه حديث على (نازل بشفى جرف هار) أي جانبه. (ه) ومنه حديث ابن زمل (فأشفوا على المرج) أي أشرفوا عليه. ولا يكاد يقال أشفى إلا في الشر. (ه) ومنه حديث سعد (مرضت مرضا أشفيت منه على الموت). (ه) ومنه حديث عمر (لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى ورعه إذا أشفى) أي أشرف على الدنيا وأقبلت عليه. (ه) وفى حديثه الآخر (إذا ائتمن أدى، وإذا أشفى ورع) أي إذا أشرف على شئ تورع عنه. وقيل أراد المعصية والخيانة. (باب الشين مع القاف) (شقح) (ه) في حديث البيع (نهى عن بيع التمر حتى يشقح) هو أن يحمر أو يصفر، يقال أشقحت البسرة وشقحت إشقاحا وتشقيحا، والاسم: الشقحة. [ ه ] ومنه الحديث (كان على حيى بن أخطب حلة شقحية) أي حمراء. (ه) وفى حديث عمار (أنه قال لمن تناول من عائشة: اسكت مقبوحا مشقوحا منبوحا) المشقوح: المكسور، أو المبعد، من الشقح: الكسر أو البعد. * ومنه حديثه الآخر (قال لام سلمة: دعى هذه المقبوحة المشقوحة) يعنى بنتها زينب، وأخذها من حجرها وكانت طفلة. (شقشق) (ه) في حديث على رضى الله عنه (إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان) الشقشقة: الجلدة الحمراء التى يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه، (1) في اللسان: قال أبو منصور [ الازهرى ]: وهذا الحديث يدل على أن ابن عباس علم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة فرجع إلى تحريمها بعد ما كان باح بإحلالها. (*)
[ 490 ]
ولا تكون إلا للعربي، كذا قال الهروي. وفيه نظر. شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، ونسبها إلى الشيطان لما يدخل فيه من الكذب والباطل، وكونه لا يبالى بما قال. وهكذا أخرجه الهروي عن على، وهو في كتاب أبى عبيدة (1) وغيره من كلام عمر. * ومنه حديث على في خطبة له (تلك شقشقة هدرت، ثم قرت). [ ه ] ويروى له شعر فيه: لسانا كشقشقة الارحبي أو كالحسام اليماني (2) الذكر * وفي حديث قس (فإذا أنا بالفنيق يشقشق النوق) قيل إن يشقشق هاهنا بمعنى يشقق، ولو كان مأخوذا من الشقشقة لجاز، كأنه يهدر وهو بينها. (شقص) (ه) فيه (أنه كوى سعد بن معاذ أو أسعد بن زرارة في أكحله بمشقص ثم حسمه) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض، فإذا كان عريضا فهو المعبلة. * ومنه الحديث (أنه قصر عند المروة بمشقص) ويجمع على مشاقص. * ومنه الحديث (فأخذ مشاقص فقطع براجمه) وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. (ه) وفيه (من باع الخمر فليشقص الخنازير) أي فليقطعها قطعا ويفصلها أعضاء كما تفصل الشاة إذا بيع لحمها. يقال شقصه يشقصه. وبه سمى القصاب مشقصا. المعنى: من استحل بيع الخمر فليستحل بيع الخنزير، فإنهما في التحريم سواء. وهذ لفظ أمر معناه النهى، تقديره: من باع الخمر فليكن للخنازير قصابا. جعله الزمخشري من كلام الشعبى. وهو حديث مرفوع رواه المغيرة بن شعبة. وهو في سنن أبى داود. * ومنه الحديث (أن رجلا أعتق شقصا من مملوك) الشقص والشقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شئ، وقد تكرر في الحديث. (1) كذا في الاصل واللسان والذى في ا: أبى عبيد. (2) رواية الهروي: * أو كالحسام البتار الذكر * قال: ويروى (اليماني الذكر). (*)
[ 491 ]
(شقط) (ه) في حديث ضمضم (قال: رأيت أبا هريرة يشرب من ماء الشقيط) الشقيط: الفخار. وقال الازهرى: هي جرار من خزف يجعل فيها الماء. وقد رواه بعضهم بالسين. وقد تقدم. (شقق) (ه) فيه (لولا أن أشق على أمتى لامرتهم بالسواك عند كل صلاة) أي لولا أن أثقل عليهم، من المشقة وهى الشدة. (ه) ومنه حديث أم زرع (وجدني في أهل غنيمة بشق) يروى بالكسر والفتح فالكسر من المشقة، يقال هم بشق من العيش إذا كانوا في جهد، ومنه قوله تعالى (لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس) وأصله من الشق: نصف الشئ، كأنه قد ذهب نصف أنفسكم حتى بلغتموه. وأما الفتح فهو من الشق: الفصل في الشئ، كأنها أرادت أنهم في موضع حرج ضيق كالشق في الجبل. وقيل (شق) اسم موضع بعينه. * ومن الاول الحديث (اتقوا النار ولو بشق تمرة) أي نصف تمرة، يريد أن لا تستقلوا من الصدقة شيئا. (ه س) وفيه (أنه سأل عن سحائب مرت وعن برقها، فقال: أخفوا أم وميضا أم يشق شقا) يقال شق البرق إذا لمع مستطيلا إلى وسط السماء، وليس له اعتراض، ويشق معطوف على الفعل الذى انتصب عنه المصدران، تقديره: أيخفى أم يومض أم يشق. [ ه ] ومنه الحديث (فلما شق الفجران أمر بإقامة الصلاة) يقال شق الفجر وانشق إذا طلع، كأنه شق موضع طلوعه وخرج منه. * ومنه (ألم تروا إلى الميت إذا شق بصره) أي انفتح. وضم الشين فيه غير مختار. (س) وفي حديث قيس بن سعد (ما كان ليخنى بابنه في شقة من تمر) أي قطعة تشق منه. هكذا ذكره الزمخشري وأبو موسى بعده في الشين. ثم قال: (س) ومنه الحديث (أنه غضب فطارت منه شقة) أي قطعة، ورواه بعض المتأخرين بالسين المهملة. وقد تقدم. * ومنه حديث عائشة (فطارت شقة منها في السماء وشقة في الارض) هو مبالغة في الغضب
[ 492 ]
والغيظ، يقال قد انشق فلان من الغضب والغيظ، كأنه امتلا باطنه منه حتى انشق. ومنه قوله تعالى (تكاد تميز من الغيظ). (س) وفي حديث قرة بن خالد (أصابنا شقاق ونحن محرمون، فسألنا أبا ذر فقال: عليكم بالشحم) الشقاق: تشقق الجلد، وهو من الادواء، كالسعال، والزكام، والسلاق. (س) وفى حديث البيعة (تشقيق الكلام عليكم شديد) أي التطلب فيه ليخرجه أحسن مخرج. * وفي حديث وفد عبد القيس (إنا نأتيك من شقة بعيدة) أي مسافة بعيدة. والشقة أيضا: السفر الطويل. (س) وفي حديث زهير (على فرس شقاء مقاء) أي طويلة. * وفيه (أنه احتجم وهو محرم من شقيقة كانت به) الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه. (س) وفي حديث عثمان (أنه أرسل إلى امرأة بشقيقة سنبلانية) الشقة: جنس من الثياب وتصغيرها شقيقة. وقيل هي نصف ثوب. (س) وفيه (النساء شقائق الرجال) أي نظائرهم وأمثالهم في الاخلاق والطباع، كأنهن شققن منهم، ولان حواء خلقت من آدم عليه السلام. وشقيق الرجل: أخوه لابيه وأمه، ويجمع على أشقاء. (س) ومنه الحديث (أنتم إخواننا وأشقاؤنا). * وفي حديث ابن عمرو (وفي الارض الخامسة حيات كالخطائط بين الشقائق) هي قطع غلاظ بين حبال الرمل، واحدتها شقيقة. وقيل هي الرمال نفسها. (س) وفي حديث أبى رافع (إن في الجنة شجرة تحمل كسوة أهلها، أشد حمرة من شقائق النعمان) هو هذا الزهر الاحمر المعروف. ويقال له الشقر. وأصله من الشقيقة وهى الفرجة بين الرمال. وإنما أضيفت إلى النعمان وهو ابن المنذر ملك العرب، لانه نزل شقائق
[ 493 ]
رمل قد أنبتت هذا الزهر، فاستحسنه، فأمر أن يحمى له، فأضيفت إليه، وسميت شقائق النعمان، وغلب اسم الشقائق عليها. وقيل النعمان اسم الدم، وشتمائقة: قطعه، فشبهت به لحمرتها. والاول أكثر وأشهر. (شقل) * فيه (أول من شاب إبراهيم عليه السلام، فأوحى الله تعالى إليه: اشقل وقارا) الشقل: الاخذ. وقيل الوزن. (شقه) * فيه (نهى عن بيع التمر حتى يشقه) جاء تفسيره في الحديث: الاشقاه: أن يحمر أو يصفر، وهو من أشقح يشقح، فأبدل من الحاء هاء. وقد تقدم، ويجوز فيه التشديد. (شقى) * فيه (الشقى من شقى في بطن أمه) قد تكرر ذكر الشقى، والشقاء، والاشقياء، في الحديث، وهو ضد السعيد والسعادة والسعداء. يقال أشقاه الله فهو شقى بين الشقوة والشقاوة. والمعنى أن من قدر الله عليه في أصل خلقته أن يكون شقيا فهو الشقى على الحقيقة، لا من عرض له الشقاء بعد ذلك، وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا شقاء الدنيا. (باب الشين مع الكاف) (شكر) * في أسماء الله تعالى (الشكور) هو الذى يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم. والشكور من أبنية المبالغة. يقال: شكرت لك، وشكرتك، والاول أفصح، أشكر شكرا وشكورا فأنا شاكر وشكور. والشكر مثل الحمد، إلا أن الحمد أعم منه، فإنك تحمد الانسان على صفاته الجميلة، وعلى معروفه، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته. والشكر: مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية، فيثنى على المنعم بلسانه، ويذيب نفسه في طاعته، ويعتقد أنه موليها، وهو من شكرت الابل تشكر: إذا أصابت مرعى فسمنت عليه. * ومنه الحديث (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) معناه أن الله لا يقبل شكر العبد
[ 494 ]
على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الامرين بالآخر. وقيل: معناه أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفر نعمة الله تعالى وترك الشكر له. وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله وإن شكره، كما تقول لا يحبنى من لا يحبك: أي أن محبتك مقرونة بمحبتي، فمن أحبنى يحبك، ومن لم يحبك فكأنه لم يحبنى. وهذه الاقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه. وقد تكرر ذكر الشكر في الحديث. (ه) وفي حديث يأجوج ومأجوج (وإن دواب الارض تسمن وتشكر شكرا من لحومهم) أي تسمن وتمتلئ شحما. يقال شكرت الشاة بالكسر تشكر شكرا بالتحريك إذا سمنت وامتلا ضرعها لبنا. (ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز (أنه قال لسميره هلال بن سراج بن مجاعة: هل بقى من كهول بنى مجاعة أحد ؟ قال: نعم، وشكير كثير) أي ذرية صغار، شبههم بشكير الزرع، وهو ما ينبت منه صغارا في أصول الكبار. (ه) وفيه (أنه نهى عن شكر البغى) الشكر بالفتح: الفرج (1) أراد ما تعطى على وطئها: أي نهى عن ثمن شكرها، فحذف المضاف، كقوله نهى عن عسب الفحل: أي عن ثمن عسبه. (ه) ومنه حديث يحيى بن يعمر (أإن سألتك تمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها). (س) وفي حديث (فشكرت الشاة) أي أبدلت شكرها وهو الفرج. (شكس) [ ه ] في حديث على (فقال: أنتم شركاء متشاكسون) أي مختلفون متنازعون. (شكع) (ه) في حديث عمر (لما دنا من الشام ولقيه الناس جعلوا يتراطنون فأشكعه، وقال لاسلم: إنهم لن يروا على صاحبك بزة قوم غضب الله عليهم) الشكع بالتحريك: شدة الضجر. يقال شكع، وأشكعه غيره. وقيل معناه أغضبه. (1) في اللسان: وقيل لحم الفرج. (*)
[ 495 ]
* ومنه الحديث (أنه دخل على عبد الرحمن بن سهيل وهو يجود بنفسه، فإذا هو شكع البزة) أي ضجر الهيئة والحالة. (شكك) (ه) فيه (أنا أولى بالشك من إبراهيم) لما نزلت (وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى، قال أولم تؤمن ؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبى) قال قوم سمعوا الآية: شك إبراهيم ولم يشك نبينا صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تواضعا منه وتقديما لابراهيم على نفسه (أنا أحق بالشك من إبراهيم) أي أنا لم أشك وأنا دونه فكيف يشك هو. وهذا كحديثه الآخر (لا تفضلوني على يونس بن متى). * وفي حديث فداء عياش بن أبى ربيعة (فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفديه إلا بشكة أبيه) أي بسلاح أبيه جميعه. الشكة بالكسر: السلاح. ورجل شاك السلاح وشاك في السلاح. (س) ومنه حديث محلم بن جثامة (فقام رجل عليه شكة). (س) وفي حديث الغامدية (أنه أمر بها فشكت عليها ثيابها ثم رجمت) أي جمعت عليها ولفت لئلا تنكشف، كأنها نظمت وزرت عليها بشوكة أو خلال. وقيل معناه أرسلت عليها ثيابها. والشك: الاتصال واللصوق. (س) ومنه حديث الخدرى (أن رجلا دخل بيته فوجد حية فشكها بالرمح) أي خرقها وانتظمها به. * وفي حديث على رضى الله عنه (أنه خطبهم على منبر الكوفة وهو غير مشكوك) أي غير مشدود ولا مثبت. ومنه قصيد كعب بن زهير: بيض سوابغ قد شكت لها حلق * كأنها حلق القفعاء مجدول ويروى بالسين المهملة، من السكك وهو الضيق. (شكل) (ه) في صفته عليه السلام (كان أشكل العينين) أي في بياضهما شئ من حمرة، وهو محمود محبوب. يقال ماء أشكل، إذا خالطه الدم.
[ 496 ]
(ه) ومنه حديث مقتل عمر رضى الله عنه (فخرج النبيذ مشكلا) أي مختلطا بالدم غير صريح، وكل مختلط مشكل. * وفي وصية على رضى الله عنه (وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى يشكل أرضها غراسا) أي حتى يكثر غراس النخل فيها، فيراها الناظر عن غير الصفة التى عرفها به فيشكل عليه أمرها. (ه) وفيه (قال: فسألت أبى عن شكل النبي صلى الله عليه وسلم) أي عن مذهبه وقصده. وقيل عما يشاكل أفعاله. والشكل بالكسر: الدل، وبالفتح: المثل والمذهب. * ومنه الحديث (في تفسير المرأة العربة أنها الشكلة) بفتح الشين وكسر الكاف، وهى ذات الدل. (ه س) وفيه (أنه كره الشكال في الخيل) هو أن تكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، تشبيها بالشكال الذى تشكل به الخيل، لانه يكون في ثلاث قوائم غالبا. وقيل هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة. وقيل هو أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين. وإنما كرهه لانه كالمشكول صورة تفؤلا. ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة. وقيل إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال. والله أعلم. (س) وفيه (أن ناضحا تردى في بئر فذكى من قبل شاكلته) أي خاصرته. (س) وفي حديث بعض التابعين (تفقدوا الشاكل في الطهارة) هو البياض الذى بين الصدغ والاذن. (شكم) (ه) فيه (أنه حجمه أبو طيبة وقال لهم: اشكموه) الشكم بالضم: الجزاء. يقال شكمه يشكمه. والشكد: العطاء بلا جزاء. وقيل هو مثله، وأصله من شكيمة اللجام، كأنها تمسك فاه عن القول. (س) ومنه حديث عبد الله بن رباح (أنه قال للراهب: إنى صائم، فقال: ألا أشكمك
[ 497 ]
على صومك شكمة ! توضع يوم القيامة مائدة، وأول من يأكل منها الصائمون) أي ألا أبشرك بما تعطى على صومك. (ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها تصف أباها (فما برحت شكيمته في ذات الله) أي شدة نفسه. يقال فلان شديد الشكيمة إذا كان عزيز النفس أبيا قويا، وأصله من شكيمة اللجام فإن قوتها تدل على قوة الفرس. (شكا) (ه) فيه (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا) أي شكوا إليه حر الشمس وما يصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى صلاة الظهر، وسألوه تأخيرها قليلا فلم يشكهم: أي لم يجبهم إلى ذلك، ولم يزل شكواهم. يقال أشكيت الرجل إذا أزلت شكواه، وإذا حملته على الشكوى. وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة، لاجل قول أبى إسحق أحد رواته. وقيل له في تعجيلها، فقال: نعم. والفقهاء يذكرونه في السجود، فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم في السجود من شدة الحر، فنهوا عن ذلك، وأنهم لما شكوا إليه ما يجدون من ذلك لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم. * وفي حديث ضبة بن محصن (قال: شاكيت أبا موسى في بعض ما يشاكى الرجل أميره) هو فاعلت، من الشكوى، وهو أن تخبر عن مكروه أصابك. (ه) وفي حديث ابن الزبير (لما قيل له يا ابن ذات النطاقين أنشد: * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها (1) * الشكاة: الذم والعيب، وهى في غير هذا المرض. (س) ومنه حديث عمرو بن حريث (أنه دخل على الحسن في شكو له) الشكو، والشكوى، والشكاة، والشكاية: المرض. (س) وفي حديث عبد الله بن عمرو (كان له شكوة ينقع فيها زبيبا) الشكوة: (1) صدره: * وعيرها الواشون أنى أحبها * وهو لابي ذؤيب (ديوان الهذليين القسم الاول ص 21 ط دار الكتب). (*)
[ 498 ]
وعاء كالدلو أو القربة الصغيرة، وجمعها شكى. و قيل جلد السخلة ما دامت ترضع شكوة، فإذا فطمت فهو البدرة، فإذا أجذعت فهو السقاء. (س) ومنه حديث الحجاج (تشكى النساء) أي اتخذن الشكى للبن. يقال شكى، وتشكى، واشتكى إذا اتخذ شكوة. (باب الشين مع اللام) (شلح) (ه) فيه (الحارب المشلح) هو الذى يعرى الناس ثيابهم، وهى لغة سوادية. كذا قال الهروي. * ومنه حديث على في وصف الشراة (خرجوا لصوصا مشلحين). (شلشل) (ه) فيه (فإنه يأتي يوم القيامة، وجرحه يتشلشل) أي يتقاطر دما. يقال شلشل الماء فتشلشل. (شلل) * فيه (وفى اليد الشلاء إذا قطعت ثلث ديتها) هي المنتشرة العصب التى لا تواتى صاحبها على ما يريد لما بها من الآفة. يقال شلت يده تشل شللا، ولا تضم الشين. * ومنه الحديث (شلت يده يوم أحد). * ومنه حديث بيعة على (يد شلاء وبيعة لا تتم) يريد يد طلحة، كانت أصيبت يده يوم أحد، وهو أول من بايعه. (شلا) (ه) فيه (أنه قال لابي بن كعب في القوس التى أهداها له الطفيل بن عمرو على إقرائه القرآن: تقلدها شلوة من جهنم) ويروى (شلوا من جهنم) أي قطعة منها. والشلو: العضو. (ه) ومنه الحديث (ائتنى بشلوها الايمن) أي بعضوها الايمن، إما يدها أو رجلها. * ومنه حديث أبى رجاء (لما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في القتل هربنا، فاستثرنا شلو أرنب دفينا) ويجمع الشلو على أشل وأشلاء. (س) فمن الاول حديث بكار (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم ينالون من الثعد
[ 499 ]
والحلقان وأشل من لحم) أي قطع من اللحم، ووزنه أفعل كأضرس، فحذفت الضمة والواو استثقالا وألحق بالمنقوص كما فعل بدلو وأدل. (س) ومن الثاني حديث على (وأشلاء جامعة لاعضائها). (س [ ه ]) وفي حديث عمر (أنه سأل جبير بن مطعم ممن كان النعمان بن المنذر ؟ فقال: كان من أشلاء قنص بن معد) أي من بقايا أولاده، وكأنه من الشلو: القطعة من اللحم، لانها بقية منه. قال الجوهرى: يقال بنو فلان أشلاء في بنى فلان: أي بقايا فيهم. (ه) وفيه (اللص إذا قطعت يده سبقت إلى النار، فإن تاب اشتلاها) أي استنقذها. ومعنى سبقها: أنه بالسرقة استوجب النار، فكانت من جملة ما يدخل النار، فإذا قطعت سبقته إليها لانها فارقته، فإذا تاب استنقذ بنيته حتى يده. (ه) ومنه حديث مطرف (وجدت العبد بين الله وبين الشيطان، فإن استشلاه ربه نجاه، وإن خلاه والشيطان هلك) أي استنقذه. يقال: اشتلاه واستشلاه إذا استنقذه من الهلكة وأخذه. وقيل هو من الدعاء. يقال: أشليت الكلب وغيره، إذا دعوته إليك، أي إن أغاثه الله ودعاه إليه أنقذه. (ه) وفيه (أنه عليه السلام قال في الورك: ظاهره نسا وباطنه شلا) يريد لا لحم على باطنه، كأنه اشتلى ما فيه من اللحم: أي أخذ. (باب الشين مع الميم) (شمت) * في حديث الدعاء (اللهم إنى أعوذ بك من شماتة الاعداء) الشماتة: فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه. يقال: شمت به يشمت فهو شامت، وأشمته غيره. (ه) ومنه الحديث (ولا تطع في عدوا شامتا) أي لا تفعل بى ما يحب، فتكون كأنك قد أطعته في. (س) وفي حديث العطاس (فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر) التشميت بالشين والسين: الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما. يقال شمت فلانا، وشمت عليه تشميتا، فهو مشمت.
[ 500 ]
واشتقاقه من الشوامت، وهى القوائم، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى. وقيل معناه: أبعدك الله عن الشماتة، وجنبك ما يشمت به عليك. (ه) ومنه حديث زواج فاطمة رضى الله عنها (فأتاهما فدعا لهما وشمت عليهما ثم خرج. (شمخ) (س) في حديث قس (شامخ الحسب) الشامخ: العالي، وقد شمخ يشمخ شموخا. * ومنه الحديث (فشمخ بأنفه) أي ارتفع وتكبر. وقد تكرر في الحديث. (شمر) (ه) في حديث عمر (لا يقرن أحد أنه يطأ جاريته إلا ألحقت به ولدها، فمن شاء فليمسكها ومن شاء فليشمرها) التشمير: الارسال. قال أبو عبيد: هو في الحديث بالسين المهملة، وهو بمعناه. وقد تقدم. * وفي حديث سطيح: * شمر فإنك ماضى الامر شمير * الشمير بالكسر والتشديد: من التشمر في الامر. والتشمير: الهم، وهو الجد فيه والاجتهاد. وفعيل من أبنية المبالغة. * وفي حديث ابن عباس (فلم يقرب الكعبة، ولكن شمر إلى ذى المجاز) أي قصد وصمم وأرسل إبله نحوها. (س) وفي حديث عوج مع موسى عليه السلام (إن الهدهد جاء بالشمور، فجاب الصخرة على قدر رأس إبرة) قال الخطابى: لم أسمع في الشمور شيئا أعتمده، وأراه الالماس. يعنى الذى يثقب به الجوهر، وهو فعول من الانشمار، والاشتمار: المضى والنفوذ. (شمرخ) (ه) فيه (خذوا عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به) العثكال: العذق، وكل غصن من أغصانه شمراخ، وهو الذى عليه البسر. (شمز) * فيه (سيليكم أمراء تقشعر منهم الجلود، وتشمئز منهم القلوب) أي تتقتض وتجتمع. وهمزته زائدة. يقال اشمأز يشمئز اشمئزازا.
[ 501 ]
(شمس) (س) فيه (مالى أراكم رافعي أيديكم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس) هي جمع شموس، وهو النفور من الدواب الذى لا يستقر لشغبه وحدته. (شمط) * في حديث أنس (لو شئت أن أعد شمطات كن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت) الشمط: الشيب، والشمطات: الشعرات البيض التى كانت في شعر رأسه، يريد قلتها. (س) وفي حديث أبى سفيان: * صريح لؤى لا شماطيط جرهم * الشماطيط: القطع المتفرقة، الواحد شمطاط وشمطيط. (شمع) (ه) فيه (من يتتبع المشمعة يشمع الله به) المشمعة: المزاح والضحك. أراد من استهزأ بالناس جازاه الله مجازاة فعله. وقيل أراد: من كان من شأنه العبث والاستهزاء بالناس أصاره الله إلى حالة يعبث به ويستهزأ منه فيها. (ه) ومنه حديث أبى هريرة (قلنا للنبى صلى الله عليه وسلم: إذا كنا عندك رقت قلوبنا، وإذا فارقناك شمعنا أو شممنا النساء والاولاد) أي لاعبنا الاهل وعاشرناهن. والشماع: اللهو واللعب. (شمعل) (س) في حديث صفية أم الزبير (أقطا وتمرا، أو مشمعلا صقرا) المشمعل: السريع الماضي. وناقة مشمعلة: سريعة. (شمل) (س) فيه (ولا تشتمل اشتمال اليهود) الاشتمال: افتعال من الشملة، وهو كساء يتغطى به ويتلفف فيه، والمنهى عنه هو التجلل بالثوب وإسباله من غير أن يرفع طرفه. [ ه ] ومنه الحديث (نهى عن اشتمال الصماء). (س) والحديث الآخر (لا يضر أحدكم إذا صلى في بيته شملا) أي في ثوب واحد يشمله. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث الدعاء (أسألك رحمة تجمع بها شملى) الشمل: الاجتماع. (ه) وفيه (يعطى صاحب القرآن الخلد بيمينه والملك بشماله) لم يرد أن شيئا يوضع في
[ 502 ]
يديه، وإنما أراد أن الخلد والملك يجعلان له، فلما كانت اليد على الشئ سبب الملك له والاستيلاء عليه استعير لذلك. (ه) وفى حديث على رضى الله عنه (قال للاشعث بن قيس: إن أبا هذا كان ينسج الشمال بيمينه) وفي رواية (ينسج الشمال باليمين) الشمال: جمع شملة، وهو الكساء والمئزر يتشح به. وقوله الشمال بيمينه، من أحسن الالفاظ وألطفها بلاغة وفصاحة. * وفي حديث مازن (بقرية يقال لها شمائل) يروى بالشين والسين، وهى من أرض عمان. * وفي قصيد كعب بن زهير: * صاف بأبطح أضحى وهو مشمول * أي ماء ضربته ريح الشمال * وفيه أيضا: * وعمها خالها قوداء شمليل * الشمليل - بالكسر -: السريعة الخفيفة. (شمم) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم (يحسبه من لم يتأمله أشم) الشمم: ارتفاع قصبة الانف واستواء أعلاها وإشراف الارنبة قليلا. ومنه قصيد كعب: * شم العرانين أبطال لبوسهم * شم جمع أشم، والعرانين: الانوف، وهو كناية عن الرفعة والعلو وشرف الانفس. ومنه قولهم للمتكبر المتعالى: شمخ بأنفه. (ه) وفي حديث على حين أراد أن يبرز لعمرو بن عبدود (قال: أخرج إليه فأشامه قبل اللقاء) أي أختبره وأنظر ما عنده. يقال شاممت فلانا إذا قاربته وتعرفت ما عنده بالاختبار والكشف، وهى مفاعلة من الشم، كأنك تشم ما عنده ويشم ما عندك، لتعملا بمقتضى ذلك. * ومنه قولهم (شاممناهم ثم ناوشناهم).
[ 503 ]
(ه) وفى حديث أم عطية (أشمى ولا تنهكي) شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة، والنهك بالمبالغة فيه: أي اقطعي بعض النواة ولا تستأصليها. (باب الشين مع النون) (شنأ) (ه) في حديث عائشة رضى الله عنها (عليكم بالمشنيئة النافعة التلبينة) تعنى الحساء، وهى مفعولة، من شنئت: أي أبغضت. وهذا البناء شاذ، فإن أصله مشنوء بالواو، ولا يقال في مقروء وموطوء: مقرى وموطى، ووجهه أنه لما خفف الهمزة صارت ياء فقال مشنى كمرضى، فلما أعاد الهمزة استصحب الحال المخففة. وقولها التلبينة: هي تفسير للمشنيئة، وجعلتها بغيضة لكراهتها. * ومنه حديث أم معبد (لا تشنؤه من طول) كذا جاء في رواية، أي لا يبغض لفرط طوله. ويروى (لا يتشنى من طول) أبدل من الهمزة ياء. يقال شنئته أشنؤه شنئا وشنآنا. (س) ومنه حديث على (ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني) (س) وفى حديث كعب (يوشك أن يرفع عنكم الطاعون ويفيض عليكم (1) شنآن الشتاء، قيل: وما شنآن الشتاء ؟ قال: برده) استعار الشنآن للبرد لانه يفيض في الشتاء. وقيل أراد بالبرد سهولة الامر والراحة، لان العرب تكنى بالبرد عن الراحة، والمعنى: يرفع عنكم الطاعون والشدة، ويكثر فيكم التباغض، أو الدعة والراحة. (شنب) (س ه) في صفته صلى الله عليه وسلم (ضليع الفم أشنب) الشنب: البياض والبريق والتحديد في الاسنان. (شنج) * فيه (إذا شخص البصر وتشنجت الاصابع) أي انقبضت وتقلصت. (س) ومنه حديث الحسن (مثل الرحم كمثل الشنة، إن صببت عليها ماء لانت وانبسطت، وإن تركتها تشنجت ويبست). (1) كذا في الاصل. وفي ا: (منكم)، وفي اللسان (فيكم). (*)
[ 504 ]
(س) وفى حديث مسلمة (أمنع الناس من السراويل المشنجة) قيل هي الواسعة التى تسقط على الخلف حتى تغطى نصف القدم، كأنه أراد إذا كانت واسعة طويلة لا تزال ترفع فتتشنج. (شنخب) (ه) في حديث على (ذوات الشناخيب الصم) الشناخيب: رؤس الجبال العالية، واحدها شنخوب، والنون زائدة. وذكرناها هنا للفظها. (شنخف) (س) في حديث عبد الملك (سلم عليه إبراهيم بن متمم بن نويرة بصوت جهورى فقال: إنك لشنخف، فقال: إنى من قوم شنخفين) الشنخف: الطويل العظيم. هكذا رواه الجماعة في الشين والخاء المعجمتين بوزن جردحل. وذكره الهروي في السين والحاء المهملتين. وقد تقدم. (شنذ) (ه) في حديث سعد بن معاذ (لما حكم في بنى قريظة حملوه على شنذة من ليف) هي بالتحريك شبه إكاف يجعل لمقدمته حنو. قال الخطابى: ولست أدرى بأى لسان هي. (شنر) (س [ ه ]) في حديث النخعي (كان ذلك شنارا فيه نار) الشنار: العيب والعار. وقيل هو العيب الذى فيه عار. وقد تكرر في الحديث. (شنشن) (ه) في حديث عمر، قال لابن عباس رضى الله عنهما في كلام: (شنشنة أعرفها من أخزم). أي فيه شبه من أبيه في الرأى والحزم والذكاء. الشنشنة: السجية والطبيعة. وقيل القطعة والمضغة من اللحم. وهو مثل. وأول من قاله أبو أخزم الطائى. وذلك أن أخزم كان عاقا لابيه، فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وأدموه فقال: إن بنى زملوني بالدم * شنشنة أعرفها من أخزم ويروى نشنشة، بتقديم النون. وسيذكر. (شنظر) (ه) في ذكر أهل النار (الشنظير الفحاش) وهو السيئ الخلق. (ه) وفى حديث الحرب (ثم تكون جراثيم ذات شناظير) قال الهروي:
[ 505 ]
هكذا الرواية، والصواب الشناظى جمع شنظوة بالضم، وهى كالانف الخارج من الجبل. (شنع) (ه) في حديث أبى ذر (وعنده امرأة سوداء مشنعة) أي قبيحة. يقال منظر شنيع وأشنع ومشنع. (شنف) (ه) في إسلام أبى ذر (فإنهم قد شنفوا له) أي أبغضوه. يقال شنف له شنفا إذا أبغضه. * ومنه حديث زيد بن عمرو بن نفيل (قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مالى أرى قومك قد شنفوا لك). * وفي حديث بعضهم (كنت أختلف إلى الضحاك وعلى شنف ذهب فلا ينهاني) الشنف من حلى الاذن، وجمعه شنوف. وقيل هو ما يعلق في أعلاها. (شنق) (ه س) فيه (لا شناق ولا شغار) الشنق - بالتحريك: ما بين الفريضتين من كل ما تجب فيه الزكاة، وهو ما زاد على الابل من الخمس إلى التسع، وما زاد منها على العشر إلى أربع عشرة: أي لا يؤخذ في الزيادة على الفريضة زكاة إلى أن تبلغ الفريضة الاخرى، وإنما سمى شنقا لانه لم يؤخذ منه شئ فأشنق إلى ما يليه مما أخذ منه: أي أضيف وجمع، فمعنى قوله لا شناق: أي لا يشنق الرجل غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة، يعنى لا تشانقوا فتجمعوا بين متفرق، وهو مثل قوله: لا خلاط. والعرب تقول إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الابل: قد أشنق: أي وجب عليه شنق، فلا يزال مشنقا إلى أن تبلغ إبله خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض، وقد زال عنه اسم الاشناق. ويقال له معقل: أي مؤد للعقال مع ابنة المخاض، فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين فهو مفرض: أي وجبت في إبله الفريضة. والشناق: المشاركة في الشنق والشنقين، وهو ما بين الفريضتين. ويقول بعضهم لبعض: شانقنى، أي اخلط مالى ومالك لتخف علينا الزكاة. وروى عن أحمد بن حنبل أن الشنق ما دون الفريضة مطلقا، كما دون الاربعين من الغنم (1) (1) انظر اللسان (شنق) ففيه بسط لما أجمل المصنف. (*)
[ 506 ]
(ه) وفيه (أنه قام من الليل يصلى فحل شناق القربة) الشناق: الخيط أو السير الذى تعلق به القربة، والخيط الذى يشد به فمها. يقال شنق القربة وأشنقها إذا أوكأها، وإذا علقها. * وفي حديث على (إن أشنق لها خرم) يقال شنقت البعير أشنقه شنقا، وأشنقته إشناقا إذا كففته بزمامه وأنت راكبه: أي إن بالغ في إشناقها خرم أنفها. ويقال شنق لها وأشنق لها. * ومنه حديث جابر (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول طالع، فأشرع ناقته فشربت وشنق لها). (ه) ومنه حديث طلحة (أنه أنشد قصيدة وهو راكب بعيرا، فما زال شانقا رأسه (1) حتى كتبت له). (س) ومنه حديث عمر (سأله رجل محرم فقال: عنت لى عكرشة فشنقتها بجبوبة) أي رميتها حتى كفت عن العدو. (س) وفى حديث الحجاج ويزيد بن المهلب: * وفي الدرع ضخم المنكبين شناق * الشناق بالفتح (2): الطويل. (س) وفي قصة سليمان عليه السلام (احشروا الطير إلا الشنقاء) هي التى تزق فراخها. (شنن) (ه) فيه (أنه أمر بالماء فقرس في الشنان) الشنان: الاسقية الخلقة، واحدها شن وشنة، وهى أشد تبريدا للماء من الجدد. (س) ومنه حديث قيام الليل (فقام إلى شن معلقة) أي قربة. (1) أي: رأس البعير (2) قال في القاموس: الشناق - ككتاب: الطويل، للمذكر والمؤنث والجمع. (*)
[ 507 ]
* والحديث الآخر (هل عندكم ماء بات في شنة) وقد تكرر ذكرها في الحديث. (ه) ومنه حديث ابن مسعود في صفة القرآن (لا يتفه ولا يتشان) أي لا يخلق على كثرة الرد (1). (س) وحديث عمر بن عبد العزيز (إذا استشن ما بينك وبين الله فأبلله بالاحسان إلى عباده) أي إذا أخلق. * وفيه (إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء) أي فليرشه عليه رشا متفرقا. الشن: الصب المنقطع، والسن: الصب المتصل. (ه) ومنه حديث ابن عمر (كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه) أي يجريه عليه ولا يفرقه. وقد تقدم. وكذلك يروى حديث بول الاعرابي في المسجد بالشين أيضا. (ه) ومنه حديث رقيقة (فليشنوا الماء وليمسوا الطيب). * ومنه الحديث (أنه أمره أن يشن الغارة على بنى الملوح) أي يفرقها عليهم من جميع جهاتهم. (ه) ومنه حديث على (اتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات) وقد تكرر في الحديث. (باب الشين مع الواو) (شوب) (ه) فيه (لا شوب ولا روب) أي لا غش ولا تخليط في شراء أو بيع. وأصل الشوب: الخلط، والروب من اللبن: الرائب لخلطه بالماء. ويقال للمخلط في كلامه: هو يشوب ويروب. وقيل معنى لا شوب ولا روب: أنك برئ من هذه السلعة. (1) قال في الفائق 1 / 133: وقيل معنى التشان: الامتزاج بالباطل، من الشنانة وهى اللبن المذيق اه واللبن المذيق: هو الممزوج بالماء. (*)
[ 508 ]
(ه) وفيه (يشهد بيعكم الحلف واللغو فشوبوه بالصدقة) أمرهم بالصدقة لما يجرى بينهم من الكذب والربا والزيادة والنقصان في القول، لتكون كفارة لذلك. (شوحط) (س) فيه (أنه ضربه بمخرش من شوحط: الشوحط: ضرب من شجر الجبال تتخذ منه القسى. والواو زائدة. (شور) (س) فيه (أنه أقبل رجل وعليه شورة حسنة) الشورة - بالضم: الجمال والحسن، كأنه من الشور، وهو عرض الشئ وإظهاره. ويقال لها أيضا: الشارة، وهى الهيئة. (ه) ومنه الحديث (أن رجلا أتاه وعليه شارة حسنة) وألفها مقلوبة عن الواو. * ومنه حديث عاشوراء (كانوا يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم) أي لباسهم الحسن الجميل. (ه) وفي حديث أبى بكر (أنه ركب فرسا يشوره) أي يعرضه. يقال: شار الدابة يشورها إذا عرضها لتباع، والموضع الذى تعرض فيه الدواب يقال له المشوار. (ه) ومنه حديث أبى طلحة (أنه كان يشور نفسه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: يعرضها على القتل. والقتل في سبيل الله بيع النفس. وقيل يشور نفسه: أي يسعى ويخف، يظهر بذلك قوته. ويقال شرت الدابة، إذا أجريتها لتعرف قوتها. (ه) ومنه حديث طلحة (أنه كان يشور نفسه على غرلته) أي وهو صبى لم يختتن بعد. والغرلة: القلفة. (س) وفي حديث ابن اللتبية (أنه جاء بشوار كثير) الشوار - بالفتح: متاع البيت. (ه) وفي حديث عمر (في الذى تدلى بحبل ليشتار عسلا) يقال شار العسل يشوره، واشتاره يشتاره (1) إذا اجتناه من خلاياه ومواضعه. (شوس) * في حديث الذى بعثه إلى الجن (فقال: يا نبى الله أسفع شوس ؟) الشوس: الطوال، جمع أشوس. كذا قال الخطابى. (1) وأشاره، واستشاره. كما في القاموس. (*)
[ 509 ]
(س) وفي حديث التيمى (ربما رأيت أبا عثمان النهدي يتشاوس، ينظر أزالت الشمس أم لا) التشاوس: أن يقلب رأسه ينظر إلى السماء بإحدى عينيه. والشوس: النظر بأحد شقى العين. وقيل هو الذى يصغر عينيه ويضم أجفانه لينظر. (شوص) (ه) فيه (أنه كان يشوص فاه بالسواك) أي يدلك أسنانه وينقيها. وقيل هو أن يستاك من سفل إلى علو. وأصل الشوص: الغسل. * ومنه الحديث (استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك) أي بغسالته. وقيل بما يتفتت منه عند التسوك. (س) وفيه (من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعلوص) الشوص: وجع الضرس. وقيل الشوصة: وجع في البطن من ريح تنعقد تحت الاضلاع. (شوط) * في حديث الطواف (رمل ثلاثة أشواط) هي جمع شوط، والمراد به المرة الواحدة من الطواف حول البيت، وهو في الاصل مسافة من الارض يعدوها الفرس كالميدان ونحوه. (ه) ومنه حديث سليمان بن صرد (قال لعلى: يا أمير المؤمنين إن الشوط بطين، وقد بقى من الامور ما تعرف به صديقك من عدوك) البطين: البعيد، أي الزمان طويل يمكن أن أستدرك فيه ما فرطت. (س) وفي حديث المرأة الجونية ذكر (الشوط) وهو اسم حائط من بساتين المدينة. (شوف) * في حديث عائشة (أنها شوفت جارية، فطافت بها وقالت: لعلنا نصيد بها بعض فتيان قريش) أي زينتها، يقال شوف وشيف وتشوف: أي تزين. وتشوف للشئ أي طمح بصره إليه. (س) ومنه حديث سبيعة (أنها تشوفت للخطاب) أي طمحت وتشرفت. * ومنه حديث عمر (ولكن انظروا إلى ورعه إذا أشاف) أي أشرف على الشئ، وهو بمعنى أشفى. وقد تقدم.
[ 510 ]
(شوك) (س) فيه (أنه كوى أسعد بن زرارة من الشوكة) هي حمرة تعلو الوجه والجسد. يقال منه: شيك الرجل فهو مشوك. وكذلك إذا دخل في جسمه شوكة. (س) ومنه الحديث (وإذا شيك فلا انتقش) أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها، وهو إخراجها بالمنقاش. * ومنه الحديث (ولا يشاك المؤمن). * والحديث الآخر (حتى الشوكة يشاكها). * وفي حديث أنس رضى الله عنه: (قال لعمر حين قدم عليه بالهرمزان: تركت بعدى عدوا كبيرا وشوكة شديدة) أي: قتالا شديدا وقوة ظاهرة. وشوكة القتال شدته وحدته. * ومنه الحديث (هلم إلى جهاد لا شوكة فيه) يعنى الحج. (شول) (ه) في حديث نضلة بن عمرو (فهجم عليه شوائل له فسقاه من ألبانها) الشوائل: جمع شائلة، وهى الناقة التى شال لبنها: أي ارتفع. وتسمى الشول: أي ذات شول، لانه لم يبق في ضرعها إلا شول من لبن: أي بقية. ويكون ذلك بعد سبعة أشهر من حملها. * ومنه حديث على (فكأنكم بالساعة تحدوكم حدو الزاجر بشوله) أي الذى يزجر إبله لتسير. (س) ومنه حديث ابن ذى يزن: أتى هرقلا وقد شالت نعامتهم * فلم يجد عنده النصر الذى سألا يقال شالت (1) نعامتهم إذا ماتوا وتفرقوا، كأنهم لم يبق منهم إلا بقية. والنعامة: الجماعة. (شوم) * فيه (إن كان الشوم ففى ثلاث: المرأة والدار والفرس) أي إن كان ما يكره ويخاف عاقبته ففى هذه الثلاثة، وتخصيصه لها لانه لما أبطل مذهب العرب في التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحوهما قال: فإن كانت لاحدكم دار يكره سكناها، أو امرأة (1) الذى في الصحاح (نعم): يقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفرقوا: قد شالت نعامتهم. (*)
[ 511 ]
يكره صحبتها، أو فرس يكره ارتباطها فليفارقها، بأن ينتقل عن الدار، ويطلق المرأة، ويبيع الفرس. وقيل إن شوم الدار ضيقها وسوء جارها، وشوم المرأة أن لا تلد، وشوم الفرس أن لا يغزى عليها. والواو في الشوم همزة، ولكنها خففت فصارت واوا، وغلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها مهموزة، ولذلك أثبتناها هاهنا. والشوم: ضد اليمن. يقال: تشاءمت بالشئ وتيمنت به. (شوه) (ه) فيه (بينا أنا نائم رأيتنى في الجنة، فإذا امرأة شوهاء إلى جنب قصر) الشوهاء: المرأة الحسنة الرائعة، وهو من الاضداد. يقال للمرأة القبيحة شوهاء، والشوهاء: الواسعة الفم والصغيرة الفم. * ومنه حديث ابن الزبير رضى الله عنهما (شوه الله حلوقكم) أي وسعها. (ه) ومنه حديث بدر (قال حين رمى المشركين بالتراب: شاهت الوجوه) أي قبحت يقال شاه يشوه شوها، وشوه شوها، ورجل أشوه، وامرأة شوهاء. ويقال للخطبة التى لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم شوهاء. * ومنه الحديث (أنه قال لابن صياد: شاه الوجه) وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه (أنه قال لصفوان بن المعطل حين ضرب حسان بالسيف: أتشوهت على قومي أن هداهم الله عزوجل للاسلام) أي أتنكرت وتقبحت لهم. وجعل الانصار قومه لنصرتهم إياه. وقيل الاشوه: السريع الاصابة بالعين (1) ورجل شائه البصر، وشاهى البصر: أي حديده. قال أبو عبيدة: يقال لا تشوه على: أي لا تقل ما أحسنك، فتصيبني بعينك. (شوى) (س) في حديث عبد المطلب (كان يرى أنه السهم إذا أخطأه فقد أشوى) يقال رمى فأشوى إذا لم يصب المقتل. وشويته: أصبت شواته. والشوى: جلد الرأس، وقيل أطراف البدن كالرأس واليد والرجل، الواحدة شواة. (1) في الدر النثير: (قلت: هذا قاله الحربى ظنا) بل إنه قال: لم أسمع فيه شيئا. وقال الفارسى: ليس في هذا المعنى ما يليق بلفظ الحديث. وقال الاصمعي: يقال: فرس أشوه، إذا كان مديد العنق في ارتفاع، فعلى هذا يمكن أن يقال: معناه: ارتفعت وامتد عنقك على قومي). (*)
[ 512 ]
* ومنه الحديث (لا تنقض الحائض شعرها إذا أصاب الماء شوى رأسها) أي جلده. (ه) ومنه حديث مجاهد (كل ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة) أي شئ هين لا يفسد صومه، وهو من الشوى: الاطراف: أي إن كل شئ أصابه لا يبطل صومه إلا الغيبة فإنها تبطله، فهى كالمقتل. والشوى: ما ليس بمقتل. يقال: كل شئ شوى ما سلم لك دينك: أي هين. (ه) وفي حديث الصدقة (وفي الشوى في كل أربعين واحدة) الشوى: اسم جمع للشاة. وقيل وهو جمع لها، نحو كلب وكليب. * ومنه كتابه لقطن بن حارثة (وفي الشوى الورى مسنة). (س) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما (أنه سئل عن المتعة أتجزئ فيها شاة ؟ فقال: مالى وللشوى) أي الشاء، كان من مذهبه أن المتمتع بالعمرة إلى الحج تجب عليه بدنة. (باب الشين مع الهاء) (شهب) (ه) في حديث العباس رضى الله عنه (قال يوم الفتح: يا أهل مكة: أسلموا تسلموا، فقد استنطنتم بأشهب بازل) أي رميتم بأمر صعب شديد لا طاقة لكم به. يقال يوم أشهب، وسنة شهباء، وجيش أشهب: أي قوى شديد. وأكثر ما يستعمل في الشدة والكراهة. وجعله بازلا لان بزول البعير نهايته في القوة. (س) ومنه حديث حليمة (خرجت في سنة شهباء) أي ذات قحط وجدب. والشهباء: الارض البيضاء التى لا خضرة فيها لقلة المطر، من الشهبة، وهى البياض، فسميت سنة الجدب بها. * وفي حديث استراق السمع (فربما أدركه الشهاب قبل أي يلقيها) يعنى الكلمة المسترقة، وأراد بالشهاب الذى ينقض في الليل شبه الكوكب، وهو في الاصل الشعلة من النار. (شهبر) (س) فيه (لا تتزوجن شهبرة، ولا لهبرة، ولا نهبرة ولا هيذرة، ولا لفوتا) الشهبرة والشهربة: الكبيرة الفانية.
[ 513 ]
(شهد) * في أسماء الله تعالى (الشهيد) هو الذى لا يغيب عنه شئ. والشاهد: الحاضر وفعيل من أبنية المبالغة في فاعل، فإذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم، وإذا أضيف إلى الامور الباطنة فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الامور الظاهرة فهو الشهيد. وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم. * ومنه حديث على (وشهيدك يوم الدين) أي شاهدك على أمته يوم القيامة. (ه) ومنه الحديث (سيد الايام يوم الجمعة، هو شاهد) أي هو يشهد لمن حضر صلاته. وقيل في قوله تعالى (وشاهد ومشهود) إن شاهدا يوم الجمعة، ومشهودا يوم عرفة، لان الناس يشهدونه: أي يحضرونه ويجتمعون فيه. * ومنه حديث الصلاة (فإنها مشهودة مكتوبة) أي تشهدها الملائكة وتكتب أجرها للمصلى. * ومنه حديث صلاة الفجر (فإنها مشهودة محضورة) أي يحضرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعدة وهذه نازلة. (ه س) وفيه (المبطون شهيد والغرق (1) شهيد) قد تكرر ذكر الشهيد والشهادة في الحديث. والشهيد في الاصل من قتل مجاهدا في سبيل الله، ويجمع على شهداء، ثم اتسع فيه فأطلق على من سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المبطون، والغرق، والحرق، وصاحب الهدم، وذات الجنب وغيرهم. وسمى شهيدا لان الله وملائكته شهود له بالجنة. وقيل لانه حى لم يمت، كأنه شاهد: أي حاضر. وقيل لان ملائكة الرحمة تشهده. وقيل لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قتل. وقيل لانه يشهد ما أعد الله له من الكرامة بالقتل. وقيل غير ذلك. فهو فعيل بمعنى فاعل، وبمعنى مفعول على اختلاف التأويل. (س) وفيه (خير الشهداء الذى يأتي بشهادته قبل أن يسألها) هو الذى لا يعلم (2) صاحب (1) في الاصل واللسان: الغريق. و المثبت من ا وهو رواية المصنف في (غرق) وسيجئ. (2) في الاصل وا: (لا يعلم بها صاحب الحق...) وقد أسقطنا (بها) حيث أسقطها اللسان. (*)
[ 514 ]
الحق أن له معه شهادة. وقيل هي في الامانة والوديعة ومالا يعلمه غيره. وقيل هو مثل في سرعة إجابة الشاهد إذا استشهد أن لا يؤخرها ولا يمنعها. وأصل الشهادة الاخبار بما شاهده وشهده. (س) ومنه الحديث (يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون) هذا عام في الذى يؤدى الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق منه، فلا تقبل شهادته ولا يعمل بها، والذى قبله خاص. وقيل معناه هم الذين يشهدون بالباطل الذى لم يحملوا الشهادة عليه، ولا كانت عندهم. ويجمع الشاهد على شهداء، وشهود، وشهد، وشهاد. [ ه ] وفى حديث عمر (مالكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن لا تعربوا (1) عليه ؟ قالوا: نخاف لسانه، قال: ذلك أحرى أن لا تكونوا شهداء) أي إذا لم تفعلوا ذلك لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يستشهدون يوم القيامة على الامم التى كذبت أنبياءها. * ومنه الحديث (اللعانون لا يكونون شهداء) أي لا تسمع شهادتهم. وقيل لا يكونون شهداء يوم القيامة على الامم الخالية. * وفى حديث اللقطة (فليشهد ذا عدل) الامر بالشهادة أمر تأديب وإرشاد، لما يخاف من تسويل النفس وانبعاث الرغبة فيها فتدعوه إلى الخيانة بعد الامانة، وربما نزل به حادث الموت فادعاها ورثته وجعلوها من جملة تركته. * ومنه الحديث (شاهداك أو يمينه) ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه: ما قال شاهداك. (ه س) وفى حديث أبى أيوب رضى الله عنه (أنه ذكر صلاة العصر ثم قال: لا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد، قيل: وما الشاهد ؟ قال: النجم) سماه الشاهد لانه يشهد بالليل: أي يحضر ويظهر. * ومنه قيل لصلاة المغرب (صلاة الشاهد). * وفي حديث عائشة (قالت لامرأه عثمان بن مظعون وقد تركت الخضاب والطيب: (1) في اللسان: (ألا تعزموا)، وسيعيده المصنف في (عرب). (*)
[ 515 ]
أمشهد أم مغيب ؟ فقالت: مشهد كمغيب) يقال امرأة مشهد إذا كان زوجها حاضرا عندها، وامرأة مغيب إذا كان زوجها غائبا عنها. ويقال فيه مغيبة، ولا يقال مشهدة. أرادت أن زوجها حاضر لكنه لا يقربها فهو كالغائب عنها. (س) وفى حديث ابن مسعود (كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن) يريد تشهد الصلاة، وهو التحيات، سمى تشهدا لان فيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهو تفعل من الشهادة. (شهر) (ه س) فيه (صوموا الشهر وسره) الشهر: الهلال، سمى به لشهرته وظهوره، أراد صوموا أول الشهر وآخره. وقيل سره وسطه. * ومنه الحديث (الشهر تسع وعشرون) وفي رواية (إنما الشهر) أي إن فائدة ارتقاب الهلال ليلة تسع وعشرين ليعرف نقص الشهر قبله، وإن أريد به الشهر نفسه فتكون اللام فيه للعهد. * وفيه (سئل أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال: شهر الله المحرم) أضاف الشهر إلى الله تعظيما له وتفخيما، كقولهم بيت الله، وآل الله، لقريش. (س) وفيه (شهرا عيد لا ينقصان) يريد شهر رمضان وذا الحجة: أي إن نقص عددهما في الحساب فحكمهما على التمام، لئلا تحرج أمته إذا صاموا تسعة وعشرين، أو وقع حجهم خطأ عن التاسع أو العاشر، لم يكن عليهم قضاء، ولم يقع في نسكهم نقص. وقيل فيه غير ذلك. وهذا أشبه. (س) وفيه (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة) الشهرة: ظهور الشئ في شنعة حتى يشهره الناس. * ومنه حديث عائشة (خرج أبى شاهرا سيفه راكبا راحلته) تعنى يوم الردة: أي مبرزا له من غمده. (س) ومنه حديث ابن الزبير (من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر) أي من أخرجه من غمده للقتال، وأراد بوضعه ضرب به.
[ 516 ]
(ه) وفي شعر أبى طالب: فإنى والضوابح كل يوم * وما تتلو السفاسرة الشهور أي العلماء، واحدهم شهر. كذا قال الهروي. (شهق) (س) في حديث بدء الوحى (ليتردى من رءوس شواهق الجبال) أي عواليها. يقال جبل شاهق: أي عال. (شهل) (س) في صفته عليه السلام (كان أشهل العين) الشهلة: حمرة في سواد العين كالشكلة في البياض. (شهم) (س) فيه (كان شهما) أي نافذا في الامور ماضيا. والشهم: الذكى الفؤاد. (شها) (ه) في حديث شداد بن أوس (عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية) قيل هي كل شئ من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وإن لم يعمله. وقيل هو أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه كما كان ينظر بعينه. قال الازهرى: والقول الاول، غير أنى أستحسن أن أنصب الشهوة الخفية وأجعل الواو بمعنى مع، كأنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء مع الشهوة الخفية للمعاصي، فكأنه يرائى الناس بتركه المعاصي، والشهوة في قلبه مخفاة. وقيل: الرياء ما كان ظاهرا من العمل، والشهوة الخفية حب اطلاع الناس على العمل (1). (س) وفي حديث رابعة (يا شهواني) يقال رجل شهوان وشهوانى إذا كان شديد الشهوة، والجمع شهاوى كسكارى. (1) في الدر النثير: قلت: هذا أرجح، ولم يحك ابن الجوزى سواه، وسياق الحديث يدل عليه (*)
[ 517 ]
(باب الشين مع الياء) (شيأ) * فيه (أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تنذرون وتشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا ما شاء الله ثم شئت). المشيئة مهموزة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه. وإنما فرق بين قول ما شاء الله وشئت، وما شاء الله ثم شئت، لان الواو تفيد الجمع دون الترتيب، وثم تجمع وترتب، فمع الواو يكون قد جمع بين الله وبينه في المشيئة، ومع ثم يكون قد قدم مشيئة الله على مشيئته. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (شيح) (ه) فيه (أنه ذكر النار ثم أعرض وأشاح) المشيح: الحذر والجاد في الامر. وقيل المقبل إليك، المانع لما وراء ظهره، فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني: أي حذر النار كأنه ينظر إليها، أو جد على الايصاء باتقائها، أو أقبل إليك في خطابه. * ومنه في صفته (إذا غضب أعرض وأشاح) وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث سطيح (على جمل مشيح) أي جاد مسرع. (شيخ) (س) وفيه ذكر (شيخان قريش) هو جمع شيخ، مثل ضيف وضيفان. * وفي حديث أحد ذكر (شيخان) هو بفتح الشين وكسر النون: موضع بالمدينة عسكر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خرج إلى أحد، وبه عرض الناس. (شيد) * في الحديث (من أشاد على مسلم عورة يشينه بها بغير حق شانه الله بها يوم القيامة) يقال أشاده وأشاد به إذا أشاعه ورفع ذكره، من أشدت البنيان فهو مشاد، وشيدته إذا طولته، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك. (ه) ومنه حديث أبى الدرداء رضى الله عنه (أيما رجل أشاد على امرئ مسلم كلمة هو منها برئ) ويقال: شاد البنيان يشيده شيدا إذا جصصه وعمله بالشيد، وهو كل ما طليت به الحائط من حص وغيره.
[ 518 ]
(شير) (ه) فيه (أنه رأى امرأة شيرة عليها مناجد) أي حسنة الشارة والهيئة. وأصلها الواو. وذكرناها هاهنا لاجل لفظها. * وفيه (أنه كان يشير في الصلاة) أي يومى باليد أو الرأس، يعنى يأمر وينهى. وأصلها الواو. * ومنه الحديث (قوله للذى كان يشير بأصبعه في الدعاء: أحد أحد). * ومنه الحديث (كان إذا أشار أشار بكفه كلها) أراد أن إشاراته كانت مختلفة، فما كان منها في ذكر التوحيد والتشهد فإنه كان يشير بالمسبحة وحدها، وما كان منها في غير ذلك فإنه كان يشير بكفه كلها ليكون بين الاشارتين فرق. * ومنه الحديث (وإذا تحدث اتصل بها) أي وصل حديثه بإشارة تؤكده. (س) ومنه حديث عائشة (من أشار إلى مؤمن بحديدة يريد قتله فقد وجب دمه) أي حل للمقصود بها أن يدفعه عن نفسه ولو قتله، فوجب هاههنا بمعنى حل. (ه) وفى حديث إسلام عمرو بن العاص (فدخل أبو هريرة فتشايره الناس) أي اشتهروه بأبصارهم، كأنه من الشارة، وهى الهيئة واللباس. (ه) وفى حديث ظبيان (وهم الذين خطوا مشايرها) أي ديارها، الواحدة مشارة، وهى مفعلة من الشارة، والميم زائدة. (شيز) (س) في حديث بدر، في شعر ابن سوادة: وماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تزين بالسنام الشيزى: شجر يتخذ منه الجفان، وأراد بالجفان أربابها الذين كانوا يطعمون فيها وقتلوا ببدر وألقوا في القليب، فهو يرثيهم. وسمى الجفان شيزى باسم أصلها. (شيص) (س) فيه (نهى قوما عن تأبير نخلهم فصارت شيصا) الشيص: التمر الذى لا يشتد نواه ويقوى. وقد لا يكون له نوى أصلا، وقد تكرر في الحديث. (شيط) (ه) فيه (إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان) أي إذا تلهب وتحرق
[ 519 ]
من شدة الغضب وصار كأنه نار تسلط عليه الشيطان فأغراه بالايقاع بمن غضب عليه. وهو استفعل، من شاط يشيط إذا كاد يحترق. (ه) ومنه الحديث (ما رئى ضاحكا مستشيطا) أي ضاحكا ضحكا شديدا كالمتهالك في ضحكه، يقال استشاط الحمام إذا طار. (س) وفي صفة أهل النار (ألم تروا إلى الرأس إذا شيط) من قولهم شيط اللحم أو الشعر أو الصوف إذا أحرق بعضه. (ه) وفي حديث زيد بن حارثة يوم مؤتة (أنه قاتل براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم) أي هلك. * ومنه حديث عمر (لما شهد على المغيرة ثلاثة نفر بالزنا قال: شاط ثلاثة أرباع المغيرة). (ه) ومنه حديثه الآخر (إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البرئ فيشاط لحمه كما تشاط الجزور) يقال أشاط الجزور إذا قطعها وقسم لحمها. وشاطت الجزور إذا لم يبق فيها نصيب إلا قسم. [ ه ] وفيه (إن سفينة أشاط دم جزور بجذل فأكله) أي سفك وأراق. يعنى أنه ذبحها بعود. [ ه ] وفي حديث عمر (القسامة توجب العقل، ولا تشيط الدم) أي تؤخذ بها الدية ولا يؤخذ بها القصاص. يعنى لا تهلك الدم رأسا بحيث تهدره حتى لا يجب فيه شئ من الدية. (س) وفيه (أعوذ بك من شر الشيطان وفتونه، وشيطاه وشجونه) قيل الصواب وأشطانه: أي حباله التى يصيد بها. (شيع) (ه) فيه (القدرية شيعة الدجال) أي أولياؤه وأنصاره. وأصل الشيعة الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، ومعنى واحد. وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليا رضى الله عنه وأهل بيته، حتى
[ 520 ]
صار لهم اسما خاصا، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا: أي عندهم. وتجمع الشيعة على شيع. وأصلها من المشايعة، وهى المتابعة والمطاوعة (س) ومنه حديث صفوان (إنى لارى موضع الشهادة لو تشايعني نفسي) أي تتابعنى. * ومنه حديث جابر لما نزلت (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاتان أهون وأيسر) الشيع: الفرق، أي يجعلكم فرقا مختلفين. (ه س) وفي حديث الضحايا (نهى عن المشيعة) هي التى لا تزال تتبع الغنم عجفا: أي لا تلحقها، فهى أبدا تشيعها: أي تمشى وراءها. هذا إن كسرت الياء، وإن فتحتها فلانها تحتاج إلى من يشيعها: أي يسوقها لتأخرها عن الغنم. (ه س) وفي حديث خالد (أنه كان رجلا مشيعا) المشيع: الشجاع، لان قلبه لا يخذله كأنه يشيعه أو كأنه يشيع بغيره. * ومنه حديث الاحنف (وإن حسكة كان رجلا مشيعا) أراد به هاهنا العجول، من قولك: شيعت النار إذا ألقيت عليها حطبا تشعلها به. (ه س) وفي حديث مريم عليها السلام (أنها دعت للجراد فقالت: اللهم أعشه بغير رضاع، وتابع بينه بغير شياع) الشياع بالكسر: الدعاء بالابل لتساق وتجتمع. وقيل لصوت الزمارة شياع، لان الراعى يجمع إبله بها: أي تابع بينه من غير أي يصاح به. * ومنه حديث على رضى الله عنه (أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع). (س) وفيه (الشياع حرام) كذا رواه بعضهم. وفسره بالمفاخرة بكثرة الجماع. وقال أبو عمر: إنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة. وقد تقدم. وإن كان محفوظا فلعله من تسمية الزوجة شاعة. [ ه ] ومنه حديث سيف بن ذى يزن (أنه قال لعبد المطلب: هل لك من شاعة) أي زوجة، لانها تشايعه: أي تتابعه.
[ 521 ]
* ومنه الحديث (أنه قال لفلان: ألك شاعة ؟). (س) وفيه (أيما رجل أشاع على رجل عورة ليشينه بها) أي أظهر عليه ما يعيبه. يقال شاع الحديث وأشاعه، إذا ظهر وأظهره. (س) وفي حديث عائشة رضى الله عنها (بعد بدر بشهر أو شيعه) أي أو نحوا من شهر. يقال أقمت به شهرا أو شيع شهر: أي مقداره أو قريبا منه. (شيم) (ه) في حديث أبى بكر رضى الله عنه (أنى شكى إليه خالد بن الوليد، فقال: لا أشيم سيفا سله الله على المشركين) أي لا أغمده. والشيم من الاضداد، يكون سلا وإغمادا. (س) ومنه حديث على (أنه قال لابي بكر رضى الله عنهما لما أراد أن يخرج إلى أهل الردة وقد شهر سيفه: شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك) وأصل الشيم النظر إلى البرق، ومن شأنه أنه كما يخفق يخفى من غير تلبث، فلا يشام إلا خافقا وخافيا، فشبه بهما السل والاغماد. وفي شعر بلال: وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لى شامة وطفيل قيل هما جبلان مشرفان على مجنة. وقيل عينان عندها، والاول أكثر. ومجنة: موضع قريب من مكة كانت تقام به سوق في الجاهلية. وقال بعضهم: إنه شابة، بالباء، وهو جبل حجازى. (شين) * في حديث أنس رضى الله عنه يصف شعر النبي صلى الله عليه وسلم (ما شانه الله ببيضاء) الشين: العيب. وقد شانه يشينه. وقد تكرر في الحديث. جعل الشيب هاهنا عيبا وليس بعيب، فإنه قد جاء في الحديث أنه وقار وأنه نور. ووجه الجمع بينهما أنه لما رأى عليه السلام أبا قريب من مكة كانت تقام به سوق في الجاهلية. وقال بعضهم: إنه شابة، بالباء، وهو جبل حجازى. (شين) * في حديث أنس رضى الله عنه يصف شعر النبي صلى الله عليه وسلم (ما شانه الله ببيضاء) الشين: العيب. وقد شانه يشينه. وقد تكرر في الحديث. جعل الشيب هاهنا عيبا وليس بعيب، فإنه قد جاء في الحديث أنه وقار وأنه نور. ووجه الجمع بينهما أنه لما رأى عليه السلام أبا قحافة ورأسه كالثغامة أمرهم بتغييره وكرهه، ولذلك قال (غيروا الشيب) فلما علم أنس ذلك من عادته قال: ما شانه الله ببيضاء، بناء على هذا القول، وحملا له على هذا الرأى، ولم يسمع الحديث الآخر، ولعل أحدهما ناسخ للآخر. (شيه) (س) في حديث سوادة بن الربيع (أتيته بأمى فأمر لها بشياه غنم) الشياه: جمع شاة،
[ 522 ]
وأصل الشاة شاهة، فحذفت لامها. والنسب إليها شاهى وشاوى، وجمعها شياه وشاء، وشوى وتصغيرها شويهة وشوية، فأما عينها فواو، وإنما قلبت في شياه لكسرة الشين، ولذلك ذكرناها هاهنا. وإنما أضافها إلى الغنم لان العرب تسمى البقرة الوحشية شاة، فميزها بالاضافة لذلك. (س) وفيه (لا ينقض عهدهم عن شية ماحل) هكذا جاء في رواية: أي من أجل وشى واش. وأصل شية وشى، فحذفت الواو وعوضت منها الهاء. وذكرناها هاهنا على لفظها. والماحل: الساعي بالمحال. (س) وفي حديث الخيل (فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية) الشية: كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، وأصله من الوشى، والهاء عوض من الواو المحذوفة، كالزنة والوزن. يقال وشيت الثوب أشيه وشيا وشية. وأصلها وشية. والوشى: النقش. أراد على هذه الصفة وهذا اللون من الخيل. وباب هذه الكلمات الواو. والله أعلم. انتهى الجزء الثاني من نهاية ابن الاثير ويليه الجزء الثالث وأوله (حرف الصاد)