الموضوعات
ابن الجوزي ج 3
وقد رواه أحمد بن عيسى الخشاب عن مصعب بن ماهان عن الثوري. وهذا حديث موضوع. قال العقيلى: عبدالله بن المغيرة يحدث بما لا أصل، له، وأحمد ابن عيسى يحدث بأحاديث لا يحدث بها غيره. قال ابن حبان: أحمد ابن عيسى يروى عن المجاهيل الاشياء المناكير وعن المشاهير الاشياء المقلوبة. قال: وهذا حديث موضوع.
[ 305 ]
قال المصنف قلت: وقد روى بإسناد مظلم عن مقاتل بن سليمان عن عطية عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأكلوا اللحم ". وهذا محال. قال ابن حبان: أما عطية فلا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب وأما مقاتل فإنه كان يكذب. قال المصنف قلت: وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل اللحم ويحبه ويعجبه، وإنما يهجر اللحم المهوسون من المتصوفة والمتزهدة حتى قال بعضهم: أكل درهم من اللحم يقسى القلب أربعين صباحا. ولا جرم لما هجروه قويت الماليخوليا عليهم فخلطوا.
[ 306 ]
انتهى - بحمد الله - الجزء الثاني من كتاب " الموضوعات " ويليه الجزء الثالث وأوله باب ذكر البقر وما ورد في ذلك من الاحاديث الموضوعة المنسوبة زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 1 ]
كتاب الموضوعات للعلامة السلفي الامام أبى الفرج عبدالرحمن بن على بن الجوزى القرشى 510 - 597 الجزء الثالث ضبط وتقديم وتحقيق عبدالرحمن محمد عثمان الناشر محمد عبد المحسن صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة
[ 2 ]
الطبعة الاولى حقوق الطبع محفوظة 1388 ه - 1968 م
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم باب ذكر البقر أنبأنا عبد الاول بن عيسى أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري أنبأنا أحمد بن محمد بن منصور المزكى حدثنا عبدالله بن عدى الحافظ حدثنا موسى بن الحسن الكوفى حدثنا إبراهيم بن شريح الكندى حدثنا عبدالله بن وهب عن يحيى ابن أيوب عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا البقر فإنها سيدة البهائم. ما رفعت رأسها إلى السماء حياء منذ عبد العجل ". هذا حديث موضوع والمتهم به عبدالله بن وهب النسوي. قال ابن حبان: كان دجالا يضع الحديث على الثقاه لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. باب فضل الديك أنبأنا محمد بن أبى طاهر عن الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد العزيز بن سلام حدثنا عبدالله بن صالح عن رشدين عن الحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبى حبيب عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الديك فإنه صديقى وأنا صديقه، وعدوه عدوى، والذى بعثنى بالحق لو يعلم بنو آدم ما في صوته لا شتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن ". هذا حديث موضوع. ورشدين لا يعول عليه. قال أحمد: كان لا يبالى عن من روى، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما عبدالله
[ 4 ]
ابن صالح فقال أحمد: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان منكر الحديث يحدث عن الاثبات ما ليس من حديث الثقاة، وكان في نفسه صدوقا، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبدالله بن صالح ويكتبه بخط يشبه خط عبدالله ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبدالله أنه خطه فيحدث به. باب في الديك الابيض فيه عن أنس وأبى هريرة وأبى زيد: فأما حديث أنس: أنبأنا على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا أبو الحسن بن عبد الجبار بن أحمد القاضى حدثنا الزبير بن عبد الواحد الاسد لباذى أنبأنا عبدالله بن محمد بن فرح حدثنا جعفر بن عامر حدثنا يحيى بن عنبسة حدثنا حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتخذ ديكا أبيض في داره لم يقربه الشيطان ولا السحرة ". وأما حديث أبى هريرة: فروى عبدالله بن جعفر أبو على المدينى عن سهيل ابن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الديك الابيض صديقى وصديق صديقى و - عد - [ عدوه ] عدوى ". وأما حديث أبى زيد: فروى أبو بكر البرقى حدثنا ابن أبى السرى حدثنا محمد بن حمير حدثنا محمد بن مهاجر عن عبدالله بن عبد العزيز القرشى عن أبى زيد الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الديك الابيض صديقى وصديق صديقى وعدو عدوالله " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت. وقد روى لنا هذا الحديث مقطوعا. فأنبأنا عبد الخالق بن عبد الصمد
[ 5 ]
أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا البغوي حدثنا أبو روح البلدى حدثنا أبو شهاب عن طلحة بن زيد عن الاحوص بن حكيم عن خالد بن معدان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الديك الابيض صديقى وعدو عدو الله، يحرس دار صاحبه وسبع - أدر - [ دور ] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت ". هذه الاحاديث ليس فيها شئ صحيح. أما الطريق الاول فإن يحيى بن عنبسة كذاب، وقد سبق الجرح فيه في مواضع. وقال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث لا يحل الرواية عنه. وأما الثاني فإن أبا على بن المدينى قال فيه يحيى بن معين: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك. وأما الثالث فقال يحيى: عبدالله بن عبد العزيز ليس بشئ. وقال ابن حبان: اختلط بآخره، فكان يقلب الاسانيد ولا يعلم ويرفع المراسيل فاستحق الترك. وأما محمد بن مهاجر فقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. وقد روى حديث أبى زيد أبو بكر الخطيب من طريق أيوب بن عتبة ثم ضعف أيوب وقال لا يصح متن هذا الحديث ولا إسناده. وأما حديث خالد بن معدان فمقطوع، وفيه طلحة بن زيد، قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. باب فضل الديك الابيض الافرق أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا حاتم بن منصور حدثنا أحمد بن محمد بن أبى بزة حدثنا أبو سعيد عبدالرحمن بن عبدالله مولى بنى هاشم حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الديك
[ 6 ]
الابيض الافرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل، يحرس بيته وستة عشر بيتا من جيرته، أربعة من اليمين وأربعة من الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والربيع بن صبيح قد ضعفه يحيى والنسائي. قال العقيلى: أحمد بن محمد بن أبى بزة منكر الحديث ويوصل الاحاديث. باب ما ذكر أن في السماء ديكا فيه عن جابر وابن عباس والعرس بن عميرة. فأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن البصري حدثنا على بن بحر أنبأنا على بن أبى على عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ديكا عنقه مطوية تحت العرش ورجلاه في التخوم، فإذا كانت هدة من الليل صاح: سبوج قدوس، فصاحت الديكة ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مبشر بن موسى حدثنا الحميدى حدثنا على ابن أبى على اللهبى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله عزوجل ديكا براثنه في الارض السابعة وعنقه منطوية بالعرش، فإذا كان هوى من الليل قال: سبوح قدوس. قال: فعند ذلك تصيح الديكة ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم حدثنا محمد بن سدوست النسوي حدثنا حميد
[ 7 ]
ابن زنجويه حدثنا محمد بن خداش حدثنا على بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان الدمشقي عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسرى بى إلى السماء رأيت فيها أعاجيب من عباد الله وخلقه، ومن ذلك الذى رأيت في السماء ديك له زغب أخضر وريش أبيض، بياض ريشه كأشد بياض رأيته قط، وزغبه أحمر كأشد حمرة رأيتها قط، وإذا رجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى، ورأسه عند عرش الرحمن، مبنى عنقه تحت العرش، له جناحان في منكبيه، إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب، فإذا كان في بعض الليل نشر جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح لله تعالى يقول: سبحان الملك القدوس، سبحان الله العظيم المتعال، لا إله إلا الله الحى القيوم، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الارض وخفقت بأجنحتها وأخذت في الصراخ، فإذا سكن ذلك الديك في السماء سكنت الديكة ". وذكر حديثا طويلا في قصة المعراج شبيها بعشرين ورقة. وأما حديث العرس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا على بن إبراهيم بن الهيثم حدثنا أحمد بن على بن الافطح حدثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري عن أبيه عن العرس بن عميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ديكا براثنه في الارض السفلى وعرقه تحت العرش، يصرخ عند مواقيت الصلاة، ويصرخ له ديك السموات سماء سماء، ثم يصرخ بصراخ ديك السموات ديك الارض يقول في صراخه: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ". هذه أحاديث كلها موضوعة. فأما حديث جابر ففي طريقيه على بن أبى على اللهبى. قال البخاري: هو منكر الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به.
[ 8 ]
وأما حديث ابن عباس فالمتهم به ميسرة. قال البخاري: يرمى بالكذب، وقال ابن حماد: كان كذابا، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال العقيلى: أحاديثه بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات ويضع المعضلات على الثقاة في الحث على الخير، وهو صاحب حديث فضائل القرآن " من قرأ كذا فله كذا " لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار ". وأما حديث العرس فقال ابن حبان: يحيى بن زهدم روى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب. باب في اتخاذ الدجاج أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا عبدالله بن محمد القيراطى حدثنا عبدالله بن يزيد محمش حدثنا هشام ابن عبيدالله الرازي عن ابن أبى ذئب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدجاج غنم فقراء أمتى، والجمعة حج فقرائها ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث كذب موضوع لا أصل له ولا يحتج بحديث هشام. قال الدار قطني: هذا الحديث كذب موضوع والحمل فيه على محمش فإنه كان يضع الحديث على الثقاة. باب فضل الحمام الاحمر فيه عن على وأبى كبشة وعائشة: فأما حديث على رضى الله عنه فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا إسحاق بن أحمد القطان حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد عن أبيه عن جده عن على
[ 9 ]
قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى الحمام الاحمر والاترج " وأما حديث أبى كبشة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا هبة الله ابن محمد الطبري أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبدالله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا حيوة بن شريح ومحمد بن عبد العزيز ومحمد بن المصفى قالوا حدثنا بقية حدثنى أبو سفيان الانمارى عن جندب بن عبد الله بن أبى كبشة عن أبيه عن جده قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى الابرج ويعجبه النظر إلى الحمام الاحمر ". وأما طريق عائشة: أنبأنا زاهر بن أحمد طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو سعيد بن أبى بكر بن أبى عثمان حدثنا محمد بن إسحاق بن نصر اللباد حدثنا أبو النضر سعيد بن النضر النيسابوري حدثنا أبو حفص عمرو بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمى عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب النظر إلى الخضرة وإلى الابرج وإلى الحمام الاحمر ". هذه الاحاديث كلها غير صحاح. فأما حديث على ففى طريقه عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب. قال ابن حبان: يروى عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة. وأما حديث أبى كبشة ففيه أبو سفيان الانمارى. قال ابن حبان: يروى الطامات، وقال أبو حاتم الرازي: مجهول. وأما حديث عائشة ففيه عمرو بن شمر. قال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدى: كذاب، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
[ 10 ]
باب اتخاذ الحمام في البيت للاستئناس فيه عن على وابن عباس وعبادة وجابر: فأما حديث على عليه السلام فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل الاسماعيلي حدثنا حمزة بن يوسف السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا حسين بن أبى زيد الدباغ حدثنا يحيى بن ميمون عن ميمون بن عطاء عن أبى إسحاق عن الحارث عن على " أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحشة، فقال: لو اتخذت زوجا من حمام فآنسك وأصبت من فراخه، واتخذت ديكا فآنسك وأيقظك للصلاة ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني الحسين بن على الطناجيرى حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن هاشم بن محمد الفيدى حدثنا محمد بن نوح بن حبيب حدثنا مدار بن آدم حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: " جاء رجل فشكا الوحشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اتخذ زوج حمام يؤنسك بالليل ". وأما حديث عبادة: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا الصلت بن الحجاج أنبأنا ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن عبادة بن الصامت قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الوحشة، فأمره أن يتخذ زوج حمام ". وأما حديث جابر فأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد حدثنا محمد بن عبد الوهاب الدعلجى حدثنا أبان بن سفيان الكنانى عن عاصم ابن سليمان البصري عن حزام بن عثمان عن ابن عنترة عن جابر قال قال رسول الله
[ 11 ]
صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أحدكم في بيته خاليا فليتخذ فيه زوج حمام ". هذه الاحاديث ليس فيها ما يصح. أما حديث على عليه السلام ففيه الحارث الاعور، وقد تردد في كتابنا أنه كذاب. وأما ميمون بن عطاء فقال أبو الفتح الازدي: هو ضعيف الحديث. وأما يحيى بن ميمون فقال الفلاس: كان كذابا، وقال يحيى: ليس بشئ خرقنا حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه بحال. وأما حديث ابن عباس فالمتهم به محمد بن زياد اليشكرى. قال أحمد ويحيى: هو كذاب خبيث. زاد أحمد: يضع الحديث. وقال البخاري والنسائي والفلاس والرازي: متروك الحديث. وأما حديث عبادة فقال ابن عدى: لا أعلم يرويه عن ثور إلا الصلت وعامة ما يرويه منكر. وأما حديث جابر ففيه ابن عنترة واسمه هارون. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به فإنه يروى المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى القلب المستمع لها أنه المتعمد لها. وفيه عاصم بن سليمان. قال عمرو بن على الفلاس: كان يضع الحديث وقال النسائي: متروك. وقال الدار قطني: كذاب. وفيه أبان بن سفيان. قال ابن حبان: روى عن الثقاة أشياء موضوعة، وقال الدار قطني: متروك. باب اتخاذ الحمام في البيت لدفع الشياطين أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن على بن الفتح أنبأنا على بن عمر الحافظ حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم حدثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب حدثنا محمد بن زياد حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ 12 ]
" اتخذوا الحمام المقاصيص فإنه يلهى الجن عن صبيانكم ". هذا حديث موضوع، والمتهم به محمد بن زياد، وقد ذكرنا آنفا أنه كان يضع الحديث. باب تطيير الحمام أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا البرقانى حدثنى محمد بن أحمد بن محمد الآدمى حدثنا محمد بن على الايادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجى قال: بلغني أن أبا البخترى دخل على الرشيد وهو قاض وهارون إذ ذاك يطير الحمام، فقال: هل تحفظ في هذا شيئا ؟ فقال: حدثنى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطير الحمام، فقال هارون: اخرج عنى، ثم قال: لولا أنه رجل من قريش لعزلته ". هذا الحديث من عمل أبى البخترى، واسمه وهب بن وهب، كان من كبار الوضاعين. باب النهى عن صيد الفراخ أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب أنبأنا القاضى أبوالعلا محمد بن على الواسطي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن على بن أيوب بن المعافى ابن العتار العكبرى وأبو القاسم الحسن بن محمد بن إسحاق المعروف بابن السيوطي حدثنا أبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبه ح. وأنبأنا عبدالرحمن أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنى هناد بن إبراهيم النسفى أنبأنا أبو محمد الحسين بن موسى القاملاى حدثنا محمد بن الفرخان بن روزبه حدثنا زيد بن محمد الطحان الكوفى حدثنا زيد بن أخزم حدثنا زيد بن الحباب العكلى حدثنا زيد بن محمد ابن ثوبان حدثنا زيد بن فورم حدثنا زيد بن محمد بن ثوبان حدثنا زيد بن أسامة ابن زيد عن جده زيد بن حارثة عن زيد بن أرقم قال: " أتى النبي صلى الله
[ 13 ]
عليه وسلم أعرابي وهو شاد عليه ردنه، أو قال عليه عباءة، فقال: أيكم محمد ؟ فقالوا: صاحب الوجه الازهر، فقال إن تكن نبيا فما معى ؟ قال: إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة. وقال أبو العلاء: فهل أنت مؤمن ؟ قال: نعم. قال: إنك مررت بوادي ال فلان، أو قال: شعب آل فلان، وإنك بصرت فيه بوكر حمامة وإنك أخذت الفرخين من وكرها، وإن الحمامة أتت وكرها فلم تر فرخيها فهاهى ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها. ففتح الاعرابي ردنه، أو قال عباءته، فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منها وإقبالها على فرخيها. فقال: أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها ؟ فالله أشد فرحا وأشد إقبالا على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها، ثم قال: الفروخ في أسر ما لم تطر فإذا طارت فرفرفت فانصب لها فخك وحبلك ". ومساق الحديث لابي العلاء. هذا الحديث موضوع لا يشك فيه، والعجب من جرأة واضعه وقلة حيلته، أتراه ما علم أن من عرف الحديث لا يخفى عليه كذبه في إسناده عن زيد، ومن فعل هذا فما أبقى من الحياء شيئا، وليس المتهم به إلا ابن الفرخان. قال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث منكر جدا عجيب الاسناد وما أبعد أن يكون من وضع ابن الفرخان. باب فضل الجراد أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبدالله بن حسنويه الكاتب حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد ابن معبد السمسار حدثنا أبو الحسين عمر بن أحمد بن السنى حدثنا عبدالحميد بن بيان البكري حدثنا عبيد بن واقد عن محمد بن عيسى الهذلى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال: " فقد عمر بن الخطاب رضى الله عنه الجراد فأرسل
[ 14 ]
راكبا يضرب إلى الشام وراكبا يضرب إلى اليمن وراكبا يضرب إلى العراق يسأل هل رأى من الجراد شئ ؟ فأتاه الراكب الذى من قبل اليمن بكف من جراد فألقاه بين يديه. فلما رآه عمر كبر ثلاثا ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلق الله عزوجل ألف أمة فستمائة في البحر وأربعمائة في البر، وأول هذه الامم هلاكا الجراد، فإذا هلك الجراد تابعت الامم مثل سلك النظام إذا قطع ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا شئ لا يشك فيه أنه موضوع، ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن عيسى يروى عن ابن المنكدر العجائب وعن الثقاة الاوابد. وقال البخاري: عمرو بن على منكر الحديث. وقال ابن عدى: وعبيد بن واقد لا يتابع على عامة ما يروى ومن حديثه هذا الحديث. قال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث. باب ذم الجراد أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الحسن بن على الجوهرى حدثنا عمر بن محمد بن على حدثنا محمد بن على الحفار حدثنا هارون بن عبدالله حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زياد بن عبدالله بن علاثة عن أبيه عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبيه عن جابر وأنس قالا: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على الجراد: اللهم واقتل كباره وأهلك صغاره وأفسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء. فقال رجل: يا رسول الله تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الجراد نثره حوت في البحر. قال زياد: فحدثني من رأى الحوت ينثره ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: موسى بن
[ 15 ]
محمد ليس بشئ ولا يكتب حديثه. وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدار قطني: متروك. باب في لحم الطير روى بشر بن الوليد عن عبدالله بن زياد بن سمعان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا بأس بأكل كل طير ما خلا البوم والرخم ". هذا لا يصح والمتهم به ابن سمعان. قال مالك: كان كذابا. باب أكل السمك أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو شافع معبد بن جمعة بن خاقان حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن يونس حدثنا العلاء بن مسلمة الرواس حدثنا عبد الرحمن بن مغراء عن برد ابن سنان عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكل السمك يذهب الجسد ". قال أبو شافع: قلت لابي يعقوب ما معنى هذا الحديث ؟ قال: يعنى أن أكله يجرب حتى لا يذكر الجسد. وهذا حديث ليس بشى لا في إسناده ولا في معناه ولعله يذيب الحسد فاختلط على الراوى وفسره على الغلط. والسمك لا يذيب الجسد ولا يذهب - الجعد - [ الحسد ]. أما منفعته فإنه بارد رطب يخضب البدن ويزد في الباه وإنما السمك المملوح يذهب البلغم وربما أورث الجرب. وأما الاسناد فإن القاسم مجروح. قال أحمد بن حنبل: هو منكر الحديث حدث عنه على بن زيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم. وقال ابن حبان: كان يروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. وأما عبدالرحمن بن مغراء قال ابن
[ 16 ]
المدينى: ليس بشئ. وأما العلاء فقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل الاحتجاج به وفيه غيرهم من الضعفاء. وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحاشى عن مثل هذا. باب أكل البيض والبصل لطلب الولد أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا الجوهرى عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا على بن محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يحيى بن ضرار المازنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا مفضل بن فضالة عن حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه قلة الولد فأمره أن يأكل البيض والبصل ". قال أبو حاتم: محمد بن يحيى يروى المقلوبات والملزقات لا يجوز الاحتجاج بخبره. قال: وهذا الحديث سرقه منه جماعة فحدثوه وأدخل على أحمد بن الازهر عن أبى الربيع فحدث به، وأدخل على محمد بن أبى طاهر البلدى عن أبى الربيع فحدث به. قال: والخبر لا نشك أنه موضوع لا يحل ذكر مثل هذا في الكتب. باب فضل الهريسة فيه عن معاذ وحذيفة وابن عباس وجابر بن سمرة وأبى هريرة: فأما حديث معاذ فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا سعيد بن المعلى حدثنا محمد بن الحجاج عن عبدالملك بن عمر عن ربعى عن معاذ بن جبل قال: " قلت يا رسول الله هل أتيت من الجنة بطعام ؟ قال: نعم، أتيت بهريسة فأكلتها فزادت قوتي قوة أربعين، وفى نكاحي نكاح أربعين، فكان معاذ لا يعمل طعاما إلا بدأ بالهريسة ".
[ 17 ]
وأما حديث حذيفة فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبدالله الكاتب أنبأنا عبدالله بن الحسن ابن سليمان المقرى حدثنا محمد هارون السواق حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا محمد ابن الحجاج عن عبدالملك بن عمير عن ربعى بن خراش عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أطعمني جبريل الهريسة ليشد ظهرى لقيام الليل ". وأما حديث ابن عباس: فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا الحسن بن أبى معشر حدثنا أيوب الوزان حدثنا سلام بن سليمان حدثنا نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتانى جبريل بهريسة من الجنة فأكلتها فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع ". وأما حديث جابر بن سمرة: فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي حدثنا أبو بلال الاشعري حدثنا بسطام عن محمد بن الحجاج عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة وعبد الرحمن بن أبى ليلى قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرنى جبريل بالهريسة أشد بها ظهرى لصلاة الليل. وقال أحدهما: لقيام الليل ". وأما حديث أبى هريرة: فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفيريابى حدثنا عمرو بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبى هريرة قال: " شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع، فتبسم جبريل حتى تلالا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل، ثم قال: أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا ".
[ 18 ]
وأما حديث يعلى: فأنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أخبرني الازهرى حدثنا على بن عمر حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبى حدثنا أبو الحسين الواسطي على بن إبراهيم بن عبدالمجيد حدثنا منصور بن المهاجر البزورى حدثنا محمد بن الحجاج اللخمى عن عبدالملك بن عمير عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرنى جبريل بأكل الهريسة، أشد بها ظهرى، وأتقوى بها على الصلاة ". هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج وكل الطرق تدور عليه إلا طريق ابن عباس، فإن فيها نهشل. قال ابن راهويه: كان كذابا. وقال النسائي: متروك الحديث. وفيها سلام. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري والنسائي والدار قطني: متروك الحديث. وقال ابن عدى: من حديثه حديث الهريسة. قال المصنف قلت: فنحن نظن أن أحدهما سرقه من محمد بن الحجاج وركب له إسنادا. وكذلك طريق أبى هريرة فإنا نرى من إبراهيم بن محمد الفيريابى سرقه فركب له إسنادا. وقال أبو الفتح الازدي: إبراهيم بن محمد ساقط. قال يحيى بن معين: محمد بن الحجاج كذاب خبيث كان يحدث: " أطعمني جبريل الهريسة " وقال العقيلى: هذا حديث باطل ليس له أصل. وقال ابن عدى: هو حديث موضوع وضعه محمد بن الحجاج. قال ابن حبان: وكان يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه والاحتجاج به. وقال الدار قطني: محمد بن الحجاج كذاب من أهل واسط وهو صاحب الهريسة. قال ابن عدى: ومنهم محمد بن الحجاج فإنه وضع حديث المرأة التى كانت تهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قتلت قال: لا تنتطح فيها عنزان.
[ 19 ]
باب الجمع بين إدامين أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبدالله بن الحسين الهمداني حدثنا الدار قطني حدثنا على بن عبدالله بن مبشر حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي حدثنا نعيم بن مودع حدثنا هشام بن عروة عن عائشة قالت: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال: أشربتان في شربة وإدامان في قدح لا حاجة لى فيه، أما أنى لا أزعم أنه حرام، ولكني أكره أن يسألنى الله عزوجل عن فضول الدنيا يوم القيامة أتواضع، فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله ". تفرد به نعيم. قال ابن عدى: كان يسرق الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب مدح الحلواء فيه عن أبى موسى وأبى هريرة وعائشة: فأما حديث أبى موسى فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت أخبرني الحسن بن أبى طالب حدثنا الحسين بن أحمد بن دينار حدثنا محمد بن العباس بن سهيل البزاز حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبى بردة عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر الخطيب: الرجال المذكورون في إسناد هذا الحديث كلهم ثقاة غير أبى سهيل وهو الذى وضعه وركبه على الاسناد.
[ 20 ]
وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا ابن قتيبة حدثنا ابن أبى السرى حدثنا فضالة بن حصين عن محمد بن عمر وعن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وضعت الحلواء بين يدى أحدكم فليصب منها ولا يردها ". وهذا لا يصح. قال ابن حبان: فضالة يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم. وأما حديث عائشة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا هبيل بن محمد حدثنا عبدالله بن عبد الجبار حدثنا الحكم بن عبدالله حدثنى الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ابتاع مملوكا فليحمد الله وليكن أول ما يطعمه الحلواء فإنه أطيب لنفسه ". وهذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الحكم بن عبدالله بن خطاب. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة، وقال أبو حاتم الرازي: هو كذاب. باب ذكر العسل أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عمرو بن هشام الحرانى حدثنا عثمان بن عبدالرحمن عن على بن عروة عن عبدالملك بن أبى سليمان عن عطاء عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول رحمة ترفع عن الارض الطاعون، وأول نعمة ترفع عن الارض العسل ". هذا حديث لا أصل له. قال أبو حاتم: على بن عروة يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ. وقد أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
[ 21 ]
حمزة بن يوسف السهمى حدثنا أبو بكر الاسماعيلي حدثنى حبيب بن فهد بن عبد العزيز البابلي حدثنا محمد بن دوسى حدثنا سليمان الاصبهاني حدثنا سحنويه عن عاصم عن إسماعيل عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليك بالعسل فوالذي نفسي بيده ما من بيت فيه عسل إلا ويستغفر ملائكة ذلك البيت له، فإن شربه رجل دخل في جوفه ألف دواء ويخرج منه ألف داء وإن مات وهو في جوفه لم تمس الناس جلده " قال الاسماعيلي: هذا حديث منكر لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ. قال المصنف قلت: هذا حديث موضوع، وجمهور رواياته مجاهيل. باب ذكر الفالوذج أنبأنا عبد الخالق بن أحمد بن يوسف أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا محمد بن على بن الفتح أنبأنا أبو الحسين بن أخى ميمى أنبأنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد القرشى حدثنى إبراهيم بن سعد الجوهرى حدثنا أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن عثمان بن يحيى عن ابن عباس قال: " أول ما سمعت أنا بالفالوذج أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمتك تفتح لهم الارض ويفاض عليهم من الدنيا حتى إنهم ليأكلون فقال: إن أمتك تفتح لهم الارض ويفاض عليهم من الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج. قال النبي صلى الله عليه وسلم: وما الفالوذج ؟ قال: يخلطون السمن والعسل جميعا ". قال المصنف قلت: وقد حدثنا بهذا الحديث المبارك بن على الصيرفى من طريق أبى الحسن اللبيانى عن ابن أبى الدنيا فزاد فيه: " فشهق النبي صلى الله عليه وسلم شهقة ". وأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ أنبأنا القاسم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن الورد حدثنا أبى حدثنا محمد بن
[ 22 ]
طلحة عن عثمان بن يحيى عن ابن عباس قال: " أول ما سمعت بالفالوذج أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمتك ستفتح لهم الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما الفالوذج ؟ فقال: يأخذون السمن والعسل فيخلطونه جميعا. فشهق رسول الله صلى الله عليه وسلم " وهذا حديث باطل لا أصل له. ومحمد بن طلحة قد ضعفه يحيى بن معين. وقال أبو كامل: ليس هو بشئ. قال أبو الفتح الازدي: وعثمان بن يحيى الحضرمي لا يكتب حديثه عن ابن عباس. قال النسائي: وإسماعيل بن عياش ضعيف. قال أحمد بن حنبل: روى إسماعيل عن كل ضرب، وقال ابن حبان: لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم حتى خرج عن حد الاحتجاج به. باب فضل التمر البرنى فيه عن على وابن عمر وأبى سعيد وأبى هريرة وأنس وبريدة. فأما حديث على فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل حدثنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن إبراهيم البصري حدثنا سفيان ابن وكيع حدثنى أبى عن الاعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن زاذان عن على ابن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جاءني جبريل - فأرى لى - [ فرمانى ] بتمرة، فقال: ما تسمون هذه في أرضكم ؟ قلت: نسميه تمر البرنى. قال: كله فإن فيه سبع خصال: أوله يطيب المعدة، والثانى يهضم الطعام، والثالث يزيد في الفقار - يعنى ماء الظهر - والرابع يزيد في السمع والبصر، والخامس - يحيد - [ يخبل ] شيطانه، والسادس يقربه إلى الله ويباعده من الشيطان، والسابع خير تمراتكم البرنى ". الطريق الثاني: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا
[ 23 ]
أبو أحمد الحافظ حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد حدثنا حماد بن إسحاق بن إسماعيل حدثنى الفروى حدثنى عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن جده عن أبيه على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير تمراتكم البرنى، يخرج الداء ولا داء فيه ". الطريق الثالث: أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا أبو إسحاق البرمكى أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن بخيت أنبأنا هبة الله بن أحمد بن عامر حدثنى أبى حدثنا على بن موسى الرضى حدثنى أبى موسى بن جعفر حدثنى أبى جعفر بن محمد حدثنى أبى محمد بن على حدثنى أبى على بن الحسين حدثنى أبى الحسين بن على حدثنى أبى على بن أبى طالب قال: " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليكم بالبرنى فإنه خير تموركم، يقرب من الله ويباعد من النار ". وأما حديث ابن عمر فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن على بن بيان حدثنا أبو صالح كاتب الليث حدثنا وكيع عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: " قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد البحرين فأهدوا إليه حلة من تمر، فقال: ما تسمون هذا ؟ قالوا: هو البرنى. قال: أتانى جبريل فيه آنفا فقال لى: يا محمد كل البرنى ومر أمتك بأكله فإن فيه سبع خصال: يهضم الطعام وينشط الانسان، و - يحيد - [ يخبل ] الشيطان، ويقرب من الرحمن، ويزيد ماء الظهر، ويذهب النسيان، ويطيب النفس، وخير تموركم البرنى ". وأما حديث أبى سعيد فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد حدثنا عبدالرحمن بن محمد القرشى حدثنا أبو قلابة حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أبى عمرو الغفاري حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبدالرحمن بن أبى سعيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله
[ 24 ]
عليه وسلم: " نزل على جبريل بالبرنى من الجنة ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد الحافظ حدثنا ابن قتيبة حدثنا إبراهيم بن محمد الفريابى حدثنا محمد بن بشر القاضى عن الحسين بن علوان عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالتمر البرنى فإنه يشبع الجائع ويدفئ العريان ". وأما حديث أنس فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا أحمد بن عبدالملك حدثنا أحمد بن خالد بن خداش حدثنا ابن واقد حدثنا عثمان ابن عبدالله العبدى عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير تمراتكم البرنى، يذهب الداء ولا داء فيه ". وأما حديث بريدة فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد حدثنا محمود بن محمد الواسطي حدثنا أبو بكر الاعين حدثنى أبو معمر صاحب عبد الوارث حدثنا عبدالله بن السكن حدثنا عقبة بن عبدالله الاصم عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير تمراتكم البرنى، يذهب الداء ولا داء فيه ". ليس في هذه الاحاديث كلها شئ يصح. أما حديث على ففى الطريق الاول سفيان بن وكيع. قال البخاري: يتكلمون فيه لاشياء لقنوه إياها. قال ابن عدى: كان إذا لقن يلقن. قال وإسناد هذه الطرق باطل. وأما الطريق الثاني ففيها إسحاق الفروى وهو إسحاق ابن عبدالله بن أبى فروة. قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عنه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال الدار قطني: متروك. وفى الطريق الثالث عبدالله بن أحمد ابن عامر يروى عن أبيه نسخة عن أهل البيت كلها باطلة.
[ 25 ]
وأما حديث ابن عمر فقال ابن عدى: هو حديث موضوع، ولا نشك أن جعفر بن بيان وضعه. وأما حديث أبى سعيد فالمتهم به عبدالله بن إبراهيم، نسبه ابن حبان إلى أنه كان يضع الحديث. وأما حديث أبى هريرة فالمتهم به حسين بن علوان. قال ابن عدى وابن حبان: كان يضع الحديث. وأما حديث أنس فقال العقيلى: لا نعرف إلا نعمان بن عبدالله وهو مجهول. وأما حديث بريدة ففيه عقبة بن عبدالله الاصم. قال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير حتى يشهد لها بالوضع. باب أكل التمر على الريق أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا الحسين بن محمد بن غفير أنبأنا شعيب بن سلمة حدثنا عصمة بن محمد حدثنا موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين: عصمة بن محمد كذاب يضع الحديث. وقال العقيلى: حدث بالبواطيل عن الثقاة. وقال الدار قطني: متروك. باب أكل البلح بالتمر أنبأنا يحيى بن الحسن بن البنا أنبأنا القاضى أبو الحسين بن المهتدى أنبأنا أحمد بن عبدالله السرسنجردى ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن مباح السكوني قالا أنبأنا محمد
[ 26 ]
ابن عبدالله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن شداد حدثنا يحيى بن محمد بن قيس أبو زكير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق ". طريق آخر: أنبأنا عبد الاول أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين القضاوى أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد الهروي أنبأنا المطلب بن يوسف حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا يحيى بن محمد بن قيس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول بقى ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق ". قال الدار قطني: تفرد به أبو زكير عن هشام. قال العقيلى: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. قال ابن حبان: وهو يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل من غير تعمد فلا يحتج به روى هذا الحديث لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المصنف قلت: هذا مدح ابن حبان في يحيى، وقد أخرج عنه مسلم بن الحجاج، ولعل الزلل كان من قبل ابن شداد. وقد قال الدار قطني: محمد بن شداد المسمعى لا يكتب حديثه. وأما طريق يحيى (1) بن حماد. قال يحيى بن معين: سئل عن حديثه فقال: ليس له أصل فقيل له يرويه نعيم بن حماد فقال شبه له وقال يحيى مرة: ليس في الحديث بشئ. وقال النسائي: ضعيف ليس بثقة. وقال الدار قطني: كثير الوهم. باب إطعام النفساء التمر أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الحسين بن لعله نعيم.
[ 27 ]
الحسن المخزومى حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو عبد الله محمد بن خلف المروزى حدثنا داود بن سليمان الجرجاني حدثنا سليمان بن عمرو عن سعد بن طارق عن سلمة بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها ذلك حليما، فإنه كان طعام مريم حيث ولدت عيسى، ولو علم الله طعاما كان خيرا لها من التمر أطعمها إياه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل: كان سليمان يضع الحديث. وقال يزيد بن هارون: لا يحل لاحد أن يروى عنه. وقال النسائي والدار قطني: متروك. وقال يحيى بن معين: سليمان وداود بن سليمان كذابان. باب فضل الرطب أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن علان حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعى حدثنا محمد بن موسى الخرشى حدثنا حسان بن سياه حدثنى ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال قالت عائشة: " قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء الرطب فهنينى ". قال الدار قطني: تفرد به حسان عن ثابت. قال ابن عدى: لا يرويه عن عن ثابت غير حسان. وقد حدث حسان بما لا يتابع عليه. قال ابن حبان: يأتي عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات. طريق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار حدثنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا أبو جعفر
[ 28 ]
عبدالله بن محمد الزرقى حدثنا يحيى بن عبدالله بن ماهان حدثنا محمد بن سعيد حدثنا مجاشع بن عمرو عن إسحاق بن عبدالله الدمشقي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو علم الناس وجدى بالرطب لعزونى به إذا ذهب ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ به الامر إلى هذا. ومن أبى بكر بن عبد الخالق إلى يمام بين ضعيف وكذاب، وإسحاق ذاهب الحديث. باب من لقم أخاه حلاوة فيه عن أنس وأبى هريرة: فأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي حدثنا أبو بلال الاشعري حدثنا مجاشع بن عمرو عن خالد العبد عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقم أخاه لقمة حلاوة صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة ". الطريق الثاني: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أنبأنا أبو على الحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز حدثنا أبو القاسم بن السيوطي الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا الطيب بن الفرخان يقول: سمعت أحمد بن عبد الجبار الصوفى يقول: " دخلت على أبى الربيع الزهراني فناولني لقمة فالوذج. ثم قال لى: كل. ثم قال اكتب حدثنى فليح بن سليمان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ 29 ]
" من لقم أخاه لقمة حلو لا يرجو بها خيره ولا يخشى بها شره، لا يريد بها إلا الله وقاه الله مرارة الموقف يوم القيامة ". وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الحسن بن المهتدى حدثنا أبو حفص بن شاهين حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي حدثنا أحمد بن خالد بن يزيد بن المغيرة حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا عبدالله ابن المثنى البصري حدثنا فضالة بن حصين حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أطعم أخاه لقمة حلاوة لم يذق مرارة يوم القيامة ". هذه الاحاديث ليس فيها ما يصح. أما حديث أنس ففى طريقه الاول يزيد الرقاشى وهو متروك. وخالد العبد رماه الفلاس بأنه يضع الحديث. وقال الدار قطني: هو متروك الحديث. وأما الطريق الثاني فقال أبو بكر الخطيب: الحمل فيه على ابن الفرخان وهو ذاهب الحديث. قال وقد أباه أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الفقاعى حدثنا أحمد بن الحسن الصوفى فنرى أن الفقاعى رواه عن ابن الفرخان وسقط امم ابن الفرخان من كتاب شيخنا المقدسي إلا أن في رواة الفقاعى فليح عن الزهري عن أنس ونرى أن الاختلاف بين الاسنادين لا يمتنع أن يكون من جهة ابن الفرخان فإنه كان يرويه عن ما يتفق له أو من جهة ابن السيوطي فإنه كان ظاهر التخليط. وأما حديث أبى هريرة ففيه فضالة بن حصين. قال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم. وفيه عبدالله بن المثنى. وقد ضعفوه. وفيه زكريا بن يحيى وهو متروك.
[ 30 ]
باب النهى عن أكل كل ما يشتهى أنبأنا محمد بن عمر الارموى وأحمد بن ظفر المغازلى قالا أنبأنا عبد الصمد المأمون أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ج. وأنبأنا على بن عبدالله أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا على بن عبد العزيز بن مزدك قالا حدثنا عبد الغافر بن سلامة حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا بقية حدثنا يوسف بن أبى كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: يحيى بن عثمان منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج به. قال: ويجب التنكب على حديث نوح. باب ترك الطيبات أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى أنبأنا على بن عمر القزويني أنبأنا أبو جعفر عمر بن محمد الزيات حدثنا عبدالله بن محمد بن ناجية حدثنا أزهر بن جميل حدثنا نزيع أبو الخليل الحصاف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احرموا أنفسكم طيب الطعام فإنما قوى الشيطان أن يجرى في العروق به ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به نزيع. قال أحمد: أحاديثه مناكير لا يتابعه عليها أحد. وقال الدار قطني: هو متروك. باب النهى عن أكل الطين فيه عن على وجابر وسلمان وأبى هريرة وأنس وابن عباس والبراء وعائشة رضى الله عنهم.
[ 31 ]
فأما حديث على وجابر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن على بن بيان حدثنا يوسف بن يعقوب بن سالم حدثنا هشام بن الحكم قال جعفر حدثنى عمى الحسن بن بيان حدثنا هشام بن سالم قالا جميعا أنبأنا جعفر بن محمد حدثنى أبى عن أبيه عن أبيه الحسين عن أبيه على بن أبى طالب وجابر بن عبدالله قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم من طين فحرم أكل الطين على ذريته ". قال جعفر وحدثنا عثمان بن عيسى الطباع حدثنا طلحة بن زيد عن زرارة ابن أعين عن جابر الجعفي عن محمد بن على عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكل الطين يورث النفاق ". وأما حديث سلمان فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أحمد بن على بن الحسين المحتسب حدثنا عبدالله بن أحمد بن يعقوب المقرى حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يزيد حدثنا محمد بن نوح السكرى حدثنا يحيى ابن يزيد الاهوازي حدثنا محمد بن الزبرقان حدثنا سليمان التيمى عن أبى عثمان عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل الطين فقد أعان على نفسه ". وأما حديث أبى هريرة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد الحافظ حدثنا الحسين بن أبى معشر حدثنا المسيب بن واضح حدثنا بقية عن عبدالملك بن مهران عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه ".
[ 32 ]
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مطين حدثنا حفص بن عمر الحلواني حدثنا مروان بن معاوية عن سهل بن عبدالله المروزى عن عبدالملك ابن صفوان عن ذكوان أبى سهيل عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ولع بأكل الطين فكأنما أعان على نفسه ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد الحافظ حدثنا أحمد بن عبدالله بن سالم حدثنا أبو شهاب عبد القدوس بن عبدالقاهر حدثنا على بن عاصم عن حميد عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أكل الطين - وفيه: فقد أكل من لحم أبيه آدم واغتسل به ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا خالد بن غسان بن مالك حدثنا أبى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكل الطين حرام على كل مسلم، ومن مات وفى قلبه مثقال ذرة من طين كبه الله على وجهه في النار ". وأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا الجوهرى أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مخلد حدثنا عاصم بن زمزم البلخى حدثنا صالح ابن محمد الترمذي حدثنا مقاتل بن الفضل الثمالى عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا من أكل الطين حشا الله بطنه يوم القيامة نارا على قدر ما أكل من الطين ". الطريق الثاني: روى محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسن الحمصى عن محمد
[ 33 ]
ابن سلمة الحرانى عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقسم ربكم غزوجل ليعذبن آكل الطين كعذاب شارب الخمر ". وأما حديث البراء: روى محمد بن عكاشة عن النضر بن سهل عن إسرائيل عن أبى المخارق عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليعذب العبد على أكله الطين لما غير من جسمه ". وأما حديث عائشة فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا الحسن بن على الجوهرى أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا أبو عبد الله بن مخلد حدثنا حمدون بن عباد الفرغانى حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يعظم البطن ويصفر اللون ويذهب ببهاء الوجه ". هذه الاحاديث ليس فيها شئ يصح. أما حديث على وجابر فهما من وضع جعفر بن أحمد بن بيان. قال ابن عدى: كان يضع الحديث. وأما حديث سلمان فقال الدار قطني: تفرد به يحيى بن يزيد الاهوازي. قال المصنف قلت: وهذا الرجل كالمجهول. وأما حديث أبى هريرة ففى الطريق الاول عبدالملك بن مهران. وفى الثاني سهل بن عبدالله. قال أبو حاتم الرازي: هما مجهولان والحديث باطل. وأما حديث أنس ففى الطريق الاول على بن عاصم. قال يزيد بن هارون: مازلنا نعرفه بالكذب، وقال يحيى: ليس بشئ. وأما الطريق الثاني ففيه خالد بن غسان. قال ابن عدى: حدث عن أبيه بحديثين باطلين والحديثان في أكل الطين أنه حرام على كل مسلم. وأبوه معروف لا بأس به.
[ 34 ]
وأما حديث ابن عباس فإن عاصم بن زمزم ومقاتل بن أبى الفضل مجهول وأما صالح بن محمد فقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه. وأما محمد بن عكاشة فقال الدارقطني: يضع الحديث. وأما حديث عائشة ففيه يحيى بن هاشم. قال أحمد: لا يكتب عنه، وقال يحيى: هو دجال هذه الامة، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث. قال العقيلى: ليس لهذا الحديث أصل ولا يحفظ من وجه يثبت. قال أحمد بن حنبل: ما أعلم في الطين شيئا يصح، وقال مرة: ليس فيه شئ يثبت إلا أنه يضر بالبدن. باب مدح اللبان أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا هنبل بن محمد حدثنا عبدالله بن عبد الجبار حدثنا الحكم بن عبدالله حدثنى الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ست من النسيان: سور الفار، والقاء القملة وهى حية، والبول في الماء الراكد، ومضغ العلك، وأكل التفاح، ويحل ذلك اللبان الذكر ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الحكم. قال أحمد بن حنبل: كل أحاديثه موضوعة، وقال أبو حاتم الرازي: هو كذاب. باب مايصنع م ن نسى التسمية على طعامه أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أبنأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم بن ميمون حدثنا شريح بن يونس حدثنا على ابن ثابت عن حمزة الضبى عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نسى أن يسمى على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ ". هذا حديث موضوع، والمتهم به حمزة، وهو حمزة بن أبى حمزة الجعفي النصيبى. قال أحمد: هو مطروح الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ لا يساوى
[ 35 ]
فلسا، وقال ابن عدى: يضع الحديث، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه، وقال الدار قطني: متروك. باب قلة الاكل أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد بن صعصعة حدثنا عبدالرحمن بن صالح الازدي حدثنا عبدالله بن المطلب العجلى عن الحسن بن ذكوان عن يحيى بن أبى كبير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل البيت ليقل طعامهم فتستفسر بيوتهم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل: الحسن بن ذكوان أحاديثه أباطيل. قال العقيلى: وعبد الله بن المطلب مجهول وحديثه منكر غير محفوظ. باب النهى عن النفخ في الطعام أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا أبو الحسن سهل بن عبدالله الغازى أنبأنا أبو سعيد محمد بن على النقاش حدثنا أبو حازم محمد بن أحمد الاعرج حدثنا على بن عمار حدثنا عبدالله بن الحارث الصنعانى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " النفخ في الطعام يذهب بالبركة ". قال النقاش: وضعه عبدالله بن الحارث. قال المصنف قلت: وقد قال ابن حبان: كان عبدالله دجالا يضع الحديث. باب الاكل بجميع الكف حدثت عن محمد بن الحسين بن محمد حدثنا أبى حدثنا أحمد بن جعفر بن
[ 36 ]
حمدان حدثنا مسبح بن أحمد حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى حدثنا إبراهيم بن سعيد عن ابن أخى الزهري عن امرأته عن أبيها قالت " رأيته يأكل بكفه كلها فقلت له: ألا تأكل بثلاث أصابع ؟ فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بكفه كلها ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرأة مجهولة، وأبوها لا يعرف. وفى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع. باب الامر بالعشاء أنبأنا الكروجى أنبأنا الازدي والغورجي قالا أنبأنا ابن الجراح حدثنا المحبوبى حدثنا الترمذي حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن يعلى الكوفى حدثنا عنبسة بن عبدالرحمن القرشى عن عبدالملك بن علاق عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة " قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعنبسة ضعيف في الحديث، وعبد الملك بن علاق مجهول. قال المصنف قلت: أما عنبسة فقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث. باب الاكل في السوق فيه عن أبى هريرة وأبى أمامة. فأما حديث أبى هريرة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا القاسم بن زكريا أنبأنا محمد بن
[ 37 ]
عبيد ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا على بن عمر الحربى قال قرئ على أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأنا أسمع حدثنى أبو القاسم الحسن بن إبراهيم المكتب حدثنا محمد بن الفضل الوصيفى حدثنا سهل بن نصر المطيحى قالا حدثنا محمد بن الفرات حدثنى سعيد بن لقمان عن عبدالرحمن الانصاري عن أبى هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الاكل في السوق دناءة ". الطريق الثاني: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا محمد بن على بن يعقوب حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسن الرازي حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد الصفار حدثنا أبو بشر الهيثم بن سهل حدثنا مالك بن سعيد عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الاكل في السوق دناءة " وأما حديث أبى أمامة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ سمعت عمران السختيانى يقول حدثنا سويد بن سعيد حدثنا بقية عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الاكل في السوق دناءة ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن داود حدثنا يحيى بن سليمان لوين حدثنا بقية عن عمر بن موسى الوجيهى عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الاكل في السوق دناءة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما حديث أبى هريرة ففى طريقه الاول محمد بن الفرات. قال يحيى: ليس بشئ، وقال أبو بكر بن أبى شيبة: كان كذابا، وقال ابن حبان: يروى
[ 38 ]
المعضلات عن الاثبات لا يحل الاحتجاج به. وأما الطريق الثاني فقال الدار قطني: الهيثم بن سهل ضعيف. وأما حديث أبى أمامة ففى طريقه القاسم وهو مجروح. قال ابن حبان: يروى عن الصحابة المعضلات. وفى الطريق الاول جعفر. قال شعبة: كان يكذب. وفى الثاني الوجيهى. قال يحيى: ليس بثقة، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال ابن عدى: هو في عداد من يضع الحديث متنا وإسنادا. قال العقيلى: ولا يثبت في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ. باب ذكر الحلال. أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا جعفر بن سهل البالسى حدثنا أحمد بن الفرج حدثنا يحيى بن سعيد العطار حدثنا محمد بن عبدالملك الانصاري عن عطاء عن ابن عباس قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتحلل بالقصب والآس، وقال إنهما يسقيان عرق الجذام ". أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبى عن شيخ روى عنه يحيى بن صالح الوحاظى فقال له محمد بن عبدالملك الانصاري حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتحلل بالقصب والآس، قال إنهما يسقيان عرق الجذام " فقال أبى: قد رأيت محمد بن عبدالملك وكان أعمى وكان يضع الحديث ويكذب، وقال النسائي والدار قطني: هو متروك، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. قال العقيلى: ولا يتابع على هذا إلا من جهة هي أوهى من جهته. قال المصنف قلت: وقد روى رقبة بن مصقلة عن أنس عن رسول الله
[ 39 ]
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " حبذا المتحللون من أمتى " رقبة لم يسمع من أنس شيئا فهو مرسل. باب من دعى إلى طعام فلم يرده أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا القاسم بن نصر حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا محمد بن عبدالله بن علاثة عن كثير بن شنظير عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعى أحدكم إلى طعام فلم يرده فلا يقل هنيئا فإن الهنى لاهل الجنة، ولكن ليقل أطعمنا الله وإياكم طيبا ". هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه كثير بن شنظير. قال يحيى: ليس بشئ. وابن علاثة قال فيه ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل ذكره إلا على جهة القدح. وقال الدار قطني: عمرو ابن الحصين متروك.
[ 40 ]
كتاب الاشربة باب شرب الماء على الريق أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ قال قال عمرو بن على سمعت عاصم بن سليمان العبدى وكان يضع الحديث ما رأيت مثله قط يحدث بأحاديث ليس لها أصول سمعته يحدث عن هشام بن حسان عن محمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شرب الماء على الريق يعقد الشحم ". قال المصنف قلت: ما أخوفني أن يكون هذا الوضع قصد شين الشريعة، وإلا فأى شئ في الماء حتى يعقد الشحم. باب الشرب من سؤر المسلم أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني أنبأنا أبو سعيد بن مشكان حدثنا أحمد بن روح أنبأنا سويد بن نصر حدثنا نوح بن أبى مريم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من التواضع ان يشرب الرجل من سؤر أخيه، ومن شرب من سؤر أخيه ابتغاء وجه الله رفعت له سبعون درجة، ومحيت عنه سبعون خطية، وكتب له سبعون حسنة ". تفرد به نوح. قال يحيى: ليس بشئ، وقال مسلم بن الحجاج والدار قطني: متروك. باب إثم شارب الخمر أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى أنبأنا أبو الحسن الدار قطني أنبأنا عبدالله بن محمد حدثنا منصور بن أبى مزاحم حدثنا أبو شيبة عن الحكم عن خيثمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله
[ 41 ]
صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر ظل يومئذ مشركا، ومن سكر منها لم تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن مات مات كافرا ". قال الدار قطني: تفرد به أبو شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان كان شعبة يكذبه وقال ابن المبارك: ارم به، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقد روى من طريق آخر: أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا أبو محمد الصريفينى أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن على الصيدلانى حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد حدثنا على بن حرب حدثنا محمد بن فضيل حدثنا يزيد بن أبى زناد عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل له صلاة سبعا، فإن مات فيهن مات كافرا، فإذا أذهبت عقله عن شئ من الفرائض لم تقبل منه صلاة أربعين يوما، وإن مات فيها مات كافرا ". هذا حديث لا يصح. قال على ويحيى: يزيد بن أبى زياد لا يحتج بحديثه، وقال ابن المبارك: ارم به، وقال النسائي: متروك الحديث. وقد روى من طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا حدثنا عباد بن يعقوب أنبأنا عمرو بن ثابت عن الاعمش عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن مات منها مات كافرا مادام في عروقه منها شئ ". تفرد به عباد عن عمرو بن ثابت. فأما عباد فقال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. وأما عمرو فقال يحيى: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. وقد روى نحوه عن إبراهيم
[ 42 ]
ابن عبدالله المصيصى من حديث ابن عمر. وكان المصيصى يسرق الحديث ويسويه في حديث عطاء بن السائب من حديث ابن عمر نحوه إلا أنه لم يذكر فيه الكفر إلا أن عطاء اختلط في آخر عمره، فقال يحيى: لا يحتج بحديثه. حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن البيهقى أنبأنا أبو عبد الله الحاكم أنبأنا على بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن أيوب بن سويد الرملي حدثنى أبى حدثنا الاوزاعي عن يحيى ابن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا تناول العبد كأس الخمر في يده ناداه الايمان: نشدتك بالله ألا تدخله على فإنى لا أستقر أنا وهو في موضع، فإن شربه نفر منه الايمان نفرة لم يعد إليه أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، وسلب من عقله شيئا لا يرد عليه إلى يوم القيامة ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن أيوب يروى الموضوع لا يحل الاحتجاج به. قال ابن المبارك: وأما أيوب فارم به. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بثقة. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا مكى بن عبدان حدثنا موسى بن يزيد السلمى حدثنا أبو مطيع حدثنا أبو الأشهب جعفر بن الحارث عن ليث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجالسوا شربة الخمر ولا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم، فإن شارب الخمر يحيى يوم القيامة مسودا وجهه مدلعا لسانه على صدره يسيل لعابه على صدره يقذره كل من رآه " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه جماعة ضعفاء،
[ 43 ]
منهم ليث. قال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل ويأتى عن الثقاة ما ليس من حديثهم. ومنهم جعفر بن الحارث. قال يحيى: ليس بشئ. ومنهم أبو مطيع البلخى. قال أحمد بن حنبل: لا ينبغى أن يروى عنه شئ. وقال يحيى: ليس بشئ. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا موسى بن محمد بن حبان حدثنا عبد القدوس بن الحوارى حدثنا أبو هدبة عن الاعمش عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال ]: " من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكرانا وبعث من قبره سكرانا وأمر به إلى النار سكرانا إلى جبل يقال له سكران فيه عين تجرى فيها القيح والدم [ وهو ] طعامهم وشرابهم ما دامت السموات والارض ". قال ابن عدى: هذا الحديث باطل وأبو هدبة متروك الحديث كذبه يحيى وعلى، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. حديث آخر: روى إبراهيم بن يزيد عن أبى الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من شرب الخمر فقد أشرك ". قال أحمد والنسائي: إبراهيم بن يزيد متروك، وقال يحيى: ليس بشئ. باب من يعتقد الخمر حلالا أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أحمد بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا عبدالرحمن بن إسماعيل الكوفى حدثنا عبدالله بن مسلمة البلدى حدثنا عمار بن مطر عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل كأس خمر فقيل له إنه حرام فقال لا بل هو حلال مات مشركا وبانت منه امرأته ".
[ 44 ]
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: عمار أحاديثه بواطيل وهو متروك الحديث. باب شرب الدادى أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الخطيب حدثنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا عبدالملك بن أحمد بن نعيم الاستراباذى حدثنا عبدالله بن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن ابن نافع بن عمرو بن معدى كرب حدثنى أبى بن نافع قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة حب عمل من الهندباء. يقال له الدادى من شرب منه لم تقبل له صلاة أربعين سنة فإن تاب تاب الله عليه ". قال الخطيب: كل رجال إسناده ما وراء ابن عدى لا يعرف. وقال الدار قطني إسحاق بن إبراهيم دجال.
[ 45 ]
كتاب اللباس باب فضل العمائم أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن عبدالرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا على ابن الحسين البزاز حدثنا سعيد بن سلام حدثنا عبيدالله بن أبى حميد عن أبى المليح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعتموا تزدادوا حلما " هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: سعيد بن سلام كذاب كذاب وقال على: رميت حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث. وقال الدار قطني: متروك يحدث بالاباطيل. وأما عبيدالله بن أبى حميد فيكنى أبا الخطاب واسم أبى حميد غالب. قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يستحق الترك وهو الذى يروى عنه البصريون يقولون عبيدالله بن غالب حتى لا يعرف. باب فضل السراويل فيه عن على وسعيد بن طريف وأبى هريرة: فأما حديث على فأنبأنا إسماعيل بن أبى بكر المقرى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا أسامة بن أحمد حدثنا محمد بن سنجر حدثنا إبراهيم بن زكريا الضرير حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الاصبغ بن نباتة عن على أنه قال: " كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دخن ومطر فمرت امرأة على حمار ومعها مكارى فهوت يد الحمار في وهدة من الارض فسقطت المرأة، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم
[ 46 ]
عنها بوجهه. فقالوا: يا رسول الله إنها متسرولة ؟ فقال: اللهم [ اغفر ] للمتسرولات من أمتى، يا أيها الناس اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم وحصنوا بها نساءكم إذا خرجن ". هذا حديث موضوع والمتهم به إبراهيم بن زكريا. قال العقيلى: لا يعرف مسندا إلا به ولا يتابع عليه. وقال ابن عدى: حدث عن الثقاة بالبواطيل. وأما حديث سعيد بن طريف فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت أنبأنا البرقانى أنبأنا أبو بكر الاسماعيلي أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا بشر بن بشار حدثنا سهل بن عبيد أبو محمد الواسطي حدثنا يوسف بن زياد حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن عن سعد بن طريف قال: " بينا أمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طش إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق فصرعت المرأة، فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه كراهة أن يرى منها عورة، فقلت: يا رسول الله إنها متسرولة فقال: رحم الله المتسرولات. وقال: البسوا السراويلات، وحصنوابها نساءكم عند خروجهن ". هذا حديث لا أصل له. فقد ذكره أبو بكر الخطيب وجعل سعد بن طريف من الصحابة، وفرق بينه وبين سعد بن طريف الاسكاف، ولا أراه إلا هو وليس في الصحابة من اسمه سعد بن طريف ويوشك أن يكون الاسكاف قد رواه عن الاصبغ عن على فسقط ذلك في النقل وكان الاسكاف وضاعا للحديث بلا شك، على أن يوسف بن زياد ليس بشئ. قال الدار قطني: هو مشهور بالاباطيل. وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عباد بن موسى
[ 47 ]
حدثنا يوسف بن زياد حدثنا عبدالرحمن بن زياد عن الاغر أبى مسلم عن أبى هريرة قال: " دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم، وكان لاهل السوق وازن يزن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيزن وأرجح، فقال الوزان: إن هذه لكلمة ما سمعتها من أحد ؟ قال أبو هريرة فقلت له: كفى بك من الوهن والجفا في دينك ألا تعرف نبيك ؟ فطرح الميزان ووثب إلى [ يد ] النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقبلها، فجذب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده منه، وقال: هذا إنما تفعله الاعاجم بملوكها ولست بملك، إنما أنا رجل منكم، فوزن وأرجح، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل. قال أبو هريرة: فذهبت أحمله عنه فقال: صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم. قال قلت: يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل ؟ قال: نعم في السفر والحضر وبالليل والنهار فإنى أمرت بالتستر فلم أر شيئا أستر منه ". هذا حديث لا يصح. قال الدار قطني: الحمل فيه على يوسف بن زياد لانه مشهور بالاباطيل ولم يحدث عن الافريقى غيره. وقال ابن حبان: الافريقى يروى الموضوعات عن الاثبات، وضعفه يحيى. باب لبس القباء الاسود أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو الطيب حدثنا المعافا بن زكريا حدثنا محمد بن يحيى الصولى حدثنا وكيع حدثنا محمد ابن الحسن بن مسعود الزرقى حدثنا عمر بن عثمان حدثنا أبو سعيد العقيلى قال: " لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقه فقال أبوالبخترى حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة محتجزا فيها بخنجر ".
[ 48 ]
هذا حديث [ موضوع ] وضعه أبوالبخترى، وقد أجمعوا على أنه كان يضع الحديث. أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا التنوخى حدثنا طلحة بن محمد ابن جعفر حدثنى عمر بن الحسن الاشنانى حدثنا جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة ابوالبخترى فإذا هو يحدث هذا الحديث عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جابر فقال له: كذبت يا عدو الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأخذني الشرط. قال فقلت: هذا يزعم أن رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء. قال فقالوا لى: هذا والله قاص كذاب وأفرجوا عنى. روى شاه الخراساني من حديث جابر: " أتانى جبريل وعليه قباء أسود " وشاه كان يضع الحديث. باب لبس الصوف أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكلى أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبى جعفر أنبأنا أبو على عيسى بن محمد بن أحمد الطومارى حدثنا محمد بن يونس حدثنا عبدالله بن داود التمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الايمان في قلوبكم، وعليكم بلباس الصوف تجدوا قلة الاكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفونه في الآخرة، وإن لباس الصوف يورث القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تجرى في الجوف مجرى الدم، فمن كثر تفكره قل طمعه وكل لسانه، ومن قل تفكره كثر طمعه وعظم بدنه وقسى قلبه، والقلب القاسي بعيد من الله، بعيد من الجنة، قريب من النار ".
[ 49 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإسماعيل بن عياش ضعيف، قاله النسائي. قال ابن حبان: لا يحتج به ولا بعبد الله بن داود. قال: والكديمي يضع الحديث ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي عن ابن محمد التميمي عن أبى عبدالرحمن السلمى حدثنا عبدالله بن أحمد بن جعفر حدثنا أحمد بن على بن رزين حدثنا أحمد بن عبدالله الجويبارى حدثنا مسلم ابن سالم عن عباد بن كثير عن مالك بن دينار عن الحسن عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من سره أن يجلس مع الله فليجلس مع أهل الصوف ". هذا موضوع والمتهم به الجويبارى وقد بينا في مواضع أنه كذاب وضاع وقد روى سليمان بن أرقم عن الزهري عن ابن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يجد حلاوة الايمان فليلبس الصوف " وسليمان تركوه. باب لبس المرقع من الصوف أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى أنبأنا المنصور بن ربيعة بن أحمد الدينورى حدثنا عبدالرحمن بن محمد الصومعى حدثنا على بن محمد بن أحمد البخاري حدثنا أبو زرعة محمد بن على بن محمد حدثنا أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البردعى حدثنا فارس بن محمد بن على حدثنا يحيى ابن خالد المهلبى حدثنا سعدان عن مقاتل بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال: " مات النبي صلى الله عليه وسلم في الصوف وعليه إحدى عشرة رقعة بعضها من أدم، ومات أبو بكر الصديق رضى الله عنه في الصوف وعليه اثنا عشرة رقعة بعضها من أدم، ومات عمر بن الخطاب وعليه ثلاث عشرة رقعة بعضها من أدم ".
[ 50 ]
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده مجاهيل وكذابون، فهناد من الضعفاء المتهمين، ومقاتل من الكذابين. قال النسائي: كان مقاتل يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الرجلين مجهول. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن على المدائني حدثنا بحر بن نصر قال قرئ على أسد بن موسى حدثك سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن الاعرج عن أبى هريرة وحدثك سليمان عن صالح بن كيسان عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من سره أن يجد حلاوة الايمان فليلبس الصوف وليعتقل بثيابه ". هذا حديث موضوع. قال أحمد: سليمان ليس بشئ لا يروى عنه الحديث، وقال يحيى: لا يساوى فلسا، وقال النسائي وأبو داود: متروك، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات. باب صفة لباس الملائكة أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا موسى بن عمران الجرجاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبى إسرائيل حدثنا الفضل بن حرب البجلى حدثنا عبدالرحمن بن بديلة عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنس لباس الملائكة إلى أنصاف سوقها ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عبد الرحمن بن بديل ضعيف، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس يشبه حديث الاثبات. قال العقيلى: وحديث الفضل بن حرب غير محفوظ.
[ 51 ]
باب ذم من كان ثوبه خيرا من عمله أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا أبو صالح كاتب الليث حدثنا سليم بن عيسى أبويحيى عن سفيان الثوري عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبغض العباد إلى الله من كان ثوباه خيرا من عمله، يكون ثيابه ثياب الاغنياء وعمله عمل الجبارين ". هذا حديث موضوع. قال العقيلى: سليم مجهول في النقل حديثه منكر عن الثوري غير محفوظ، وفى الاسناد كاتب الليث. قال أحمد بن حنبل: ليس بشئ.
[ 52 ]
كتاب الزينة باب الاخذ من الشارب حدثت عن عبد الواحد بن محمد بن جابان الواعظ أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن علويه حدثنا أحمد بن جعفر عن جده عن محمد بن إبراهيم العباداني عن الحسن بن على عن بشر بن السرى عن الهيثم عن حماد بن زيد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من طول شاربه في دار الدنيا طول ندامته يوم القيامة، وسلط الله عليه بكل شعرة على شاربه سبعين شيطانا، فإن مات على ذلك الحال لاتستجاب له دعوة ولا تنزل عليه رحمة. ومن قص شاربه فله بكل شعرة من الثواب ألف مدينة من در وياقوت في كل مدينة ألف قصر ". وذكر حديثا طويلا في الترغيب والترهيب في ذلك، وهو من أنتن الوضع وأسمجه. ولولا حماقة من وضع هذا وأنه ما شم ريح العلم لعلم أن غاية ما في تطويل الشارب مخالفة سنة لا يصلح التواعد عليها بمثل هذا. والمتهم به ابن جابان، وقد خلط في الاسناد كما رأيت وأتى بجماعة مجهولين. باب الاخذ من طول اللحية أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا على بن المحسن حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الازرق حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا أحمد بن الوليد وإبراهيم بن الهيثم البلدى قالا حدثنا أبو اليمان حدثنا عفير بن معدان عن عطاء عن سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يأخذ أحدكم من طول لحيته ولكن من الصدغين ". قال ابن مخلد: هذا أحمد بن الوليد لا يساوى فلسا، وقال ابن عدى: إبراهيم ابن الهيثم كذبه الناس.
[ 53 ]
باب قص الشارب في أيام الاسبوع أنبأنا المبارك بن على الصدفى أنبأنا سعد الله بن على بن أيوب أنبأنا هناد ابن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن محمد بن على البخاري حدثنا محمد بن نصر بن خلف حدثنا سيف بن حفص السمرقندى حدثنا على بن الحسين حدثنا الحسن بن شبل أنبأنا الفضل بن خالد النحوي عن أبى عصمة نوح بن أبى مريم عن عطاء عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قلم أظفاره يوم السبت خرج منه الداء ودخل فيه الشفاء، ومن قلم أظفاره يوم الاحد خرجت منه الفاقة ودخل فيه الغنى، ومن قلم أظفاره يوم الاثنين خرجت منه العلة ودخلت فيه الصحة، ومن قلم أظفاره يوم الثلاثاء خرج منه البرص ودخل فيه العافية، ومن قلم أظفاره يوم الاربعاء خرج الوسواس والخوف ودخل فيه الامن والصحة، ومن قلم أظفاره يوم الخميس خرج منه الجذام ودخل فيه العافية، ومن قلم أظفاره يوم الجمعة دخلت فيه الرحمة وخرج منه الذنوب ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أفبح الموضوعات وأبردها، وفيه مجهولون وضعفاء، ففى أوله هناد ولا يوثق، وفى آخره نوح، قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال السعدى: سقط حديثه، وقال الدار قطني: (1) باب تسريح الرأس واللحية كل ليلة أنبأنا عبد الاول بن عيسى أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري أنبأنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشيرازي أن محمد بن عبدالله شيرونه حدثه حدثنا محمد بن المسيب الارغيانى حدثنا الفضل بن نصير الفارسى حدثنا حسان بن غالب حدثنى مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سرح رأسه ولحيته بالمشط في كل ليلة (1) هي كذلك بالاصل والكلام منقطع.
[ 54 ]
عوفي من أنواع البلاء ويزيد في عمره " هذا حديث موضوع، والبلاء فيه من حسان بن غالب المصرى. قال أبو حاتم بن حبان: كان يروى عن الثقاة الملزقات لا يحل الاحتجاج به بحال. قال: ومما روى هذا الحديث. باب ذم الامتشاط قائما أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن بهرام حدثنا أحمد بن عبدالله الهروي عن أبى البخترى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من امتشط قائما ركبه الدين " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده الهروي وهو الجويبارى، وأبو البختري وهو وهب بن وهب، وهما كذابان وضاعان الحديث. باب تسريح الحاجبين أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم البستى حدثنا سليمان بن محمد الخزاعى حدثنا هشام عن خالد الازرق حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدمن على حاجبيه بالمشط عوفي من البلاء ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم البستى: كان بقية مدلسا وسمع من كذابين يروى عن الثقاة بالتدليس ما سمع من الضعفاء، وامتحن بتلامذته، فكانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، فيشبه أن يكون بقية سمع هذا الحديث من إنسان ضعيف فدلس عنه فالتزق ذلك. قال: وهذا موضوع.
[ 55 ]
باب النهى عن الخضاب بالسواد أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا ابن ناجية حدثنا البغوي حدثنا هاشم بن الحارث الرمادي حدثنا عبدالله بن عمرو عن عبد الكريم عن ابن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة ". قال البغوي: حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثنا عبيدالله بإسناده نحوه عن ابن عباس ولم يرفعه. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عبد الكريم ابن أبى المخارق أبو أمية البصري. قال أيوب السختيانى: والله إنه لغير ثقة، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشئ يشبه المتروك، وقال الدار قطني: متروك. واعلم أنه قد خضب جماعة من الصحابة بالسواد منهم الحسن والحسين وسعد ابن أبى وقاص وخلق كثير من التابعين، وإنما كرهه قوم لما فيه من التدليس فأما أن يرتقى إلى درجة التحريم إذ لم يدلس فيجب فيه هذا الوعيد، فلم يقل بذلك أحد، ثم نقول على تقدير الصحة: يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل يصدر منهم أو اعتقاد، لا لعلة الخضاب، ويكون الخضاب سيماهم، فعرفهم بالسيما كما قال في الخوارج: سيماهم التحليق، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام. باب في الحناء أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا الحسن ابن أبى بكر حدثنا محمد بن عبدالله الشافعي حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري حدثنا أبو بشر يونس بن حبيب حدثنا بكر بن بكار حدثنا
[ 56 ]
شعبة عن قتادة عن عكرمة عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد ريحان الجنة الحناء " قال الخطيب: تفرد بروايته بكر بن بكار عن شعبة. قال يحيى بن معين: بكر بن بكار ليس بشئ. أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن الحسين بن زهراء أنبأنا القاضى أبو الحسن محمد بن على بن صخر الازدي حدثنا عمر بن محمد بن سيف حدثنا عبيدالله بن عبدالله حدثنا داود بن صغير حدثنا أبو عبد الرحمن النواء عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما مات مخضوب ولا دخل القبر إلا ومنكر ونكير لا يسألانه، يقول منكر: يا نكير سائله، قال: كيف أسائله ونور الاسلام عليه ". قال القاضى: وحدثنا أبو محمد إسماعيل بن عمران أنبأنا الحسن بن الفرج حدثنا محمد بن حاتم يحيى بن شبيب حدثنا دينار عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحناء سنة الله وسنة رسوله، يسبح الحناء على الرجل والمرأة والصبى، وركعتان في الحناء تعدل أربعا وعشرين، وإذا ما تدلى الرجل في القبر يدخل عليه منكر ونكير، يقول أحدهما لصاحبه: سله، فيقول: كيف أسأله ومعه حجة الاسلام - يعنى الخضاب - ". وهذان حديثان لا يثبتان. قال الدار قطني: داود بن صغير منكر الحديث، وقال يحيى بن معين: يحيى بن شبيب كذاب. قال ابن حبان: ودينار يروى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا بالقدح فيه. وقد رويت أحاديث في فضائل الحناء ليس فيها شئ صحيح. باب التختم بالعقيق فيه عن على وفاطمة وعائشة وأنس رضى الله عنهم: فأما حديث على رضى الله عنه فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا
[ 57 ]
أبو الحسن بن النقور أنبأنا أبو عبد الله بن الحسين بن هارون الضبى قال وجدت في كتاب حدثنى أبو سعيد الحسن بن على في منزلي حدثنا صهيب بن عباد حدثنا أبو بكر الازرقي حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تختم بالعقيق ونقش عليه: وما توفيقي إلا بالله وفقه الله لكل خير وأحبه الملكان الموكلان به ". وأما حديث فاطمة: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم البستى حدثنا محمد بن جعفر البغدادي حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد حدثنا زهير بن عباد حدثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا ". وأما حديث عائشة فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على حدثنا ابن بكير حدثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد العطار حدثنا هارون بن الحسين النجاد حدثنا محمود بن خداش حدثنا يعقوب بن الوليد المدنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تختموا بالعقيق فإنه مبارك ". الطريق الثاني: أنبأنا أبو المعمر الانصاري أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو طالب يحيى بن على الدسكرى أنبأنا أبو بكر بن المقرى حدثنا ابن قتيبة حدثنا محمد بن أيوب بن سويد حدثنى أبى حدثنى نوفل بن الفرات عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: " أتى ببعض بنى جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله
[ 58 ]
أرسل معى من يشترى لى نعلا وخاتما، فدعا له بلال بن رباح فقال: انطلق إلى السوق فاشتر لها نعلا واستحدها ولا تكن سوداء، واشترلها خاتما وليكن فصه عقيقا فإنه من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالذى هو أسعد ". الطريق الثالث: أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن على حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا عبيد بن الغازى حدثنا سلم الزاهد حدثنا القاسم بن معن عن أخته آمنة بنت معن عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر خرز أهل الجنة العقيق ". وأما حديث أنس فروى أبو أحمد بن عدى حدثنا عيسى بن محمد البغدادي حدثنا الحسين بن إبراهيم البابى حدثنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تختموا بالعقيق فإنه ينفى الفقر ". هذه الاحاديث كلها ليس فيها ما يصح. أما حديث على فهو [ من ] عمل أبى سعيد الحسن بن على. وأما حديث فاطمة ففى إسناده أبو بكر بن شعيب ولا نعرف اسمه. قال ابن حبان: يروى عن مالك ما ليس من حديثه لا يحل الاحتجاج به. وأما حديث عائشة ففى الطريق الاول يعقوب بن الوليد. قال أحمد بن حنبل: هو من الكذابين الكبار كان يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. قال ابن عدى: هذا الحديث يعرف بيعقوب بن إيراهيم الزهري، سرقه منه يعقوب بن الوليد، ويعقوب بن إبراهيم ليس بالمعروف. وفى الطريق الثاني محمد بن أيوب. قال ابن حبان: يروى الموضوع لا يحل الاحتجاج به. فأما أبوه أيوب فقال ابن المبارك: ارم به، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة. وفى الطريق الثالث سلم بن
[ 59 ]
سالم كذاب كان ابن المبارك يكذبه، وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه، وقال السعدى: غير ثقة، وقال ابن حبان: روى عن القاسم ما ليس من حديثه لا يحل ذكره إلا اعتبارا. وأما حديث أنس فقال ابن عدى: هو حديث باطل. والحسن بن إبراهيم مجهول. قال العقيلى: ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ. وقد ذكر حمزة بن الحسن الاصبهاني في كتاب التنبيه على حدوث التصحيف قال: كثير من رواة الحديث يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تختموا بالعقيق، وهو اسم واد بظاهر المدينة. قال المصنف قلت: وهذا بعيد، وقائل هذا أحق أن ينسب إليه التصحيف لما ذكرنا في طريق هذا الحديث. باب التختم بالياقوت فيه عن ابن عباس وأنس: فأما حديث ابن عباس: أنبأنا محمد بن على النرسى حدثنا على بن المحسن التنوخى حدثنا محمد بن عبدالله الشيباني حدثنى إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي حدثنا أحمد بن سليمان بن أبى شيخ الواسطي حدثنى أبى حدثنا حجر بن عبد الجبار الحضرمي عن تميم بن النعمان عن المنصور أبى جعفر عن أبيه عن جده عن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تختموا بالياقوت فإنه ينفى الفقر ". وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا الحسن بن شقيق حدثنا أحمد بن عبدالله بن حكيم الفريابانى حدثنا أنس بن عياض عن
[ 60 ]
حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من اتخذ خاتما فصه ياقوت نفى الله عنه الفقر ". هذان حديثان لا أصل لهما. أما حديث ابن عباس ففيه محمد بن عبدالله الشيباني. قال أبو بكر الخطيب: كان يضع الحديث. قال الازهرى: كان دجالا. وأما حديث أنس فقال ابن حبان: هذا خبر باطل ماقاله أنس ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حدث به حميد، وأحمد بن عبدالله الفريابانى كان يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم.
[ 61 ]
كتاب الطيب باب في فضل النرجس أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا زيد بن سعد ابن محمد الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن على بن عبد العزيز البصري حدثنا القاضى أبو الحسن على بن الحسن الشافعي حدثنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضى حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا محمد بن مسلمة حدثنا مالك بن أنس حدثنا ربيعة حدثنا شريح حدثنا على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شموا النرجس ولو في اليوم مرة، ولو في الشهر مرة، ولو في السنة مرة، ولو في الدهر مرة، فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص لا يقطعها إلا شم النرجس ". هذا حديث موضوع. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه اللالكانى، وأبو محمد الخلال جدا. وهناد ضعيف ولا أصل للحديث. باب فضل الورد الاحمر والاصفر فيه عن على وأنس وجابر وعائشة: فأما حديث على عليه السلام: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا الحسن بن على العدوى حدثنا محمد بن صدقة العنبري ومحمد بن تميم وإبراهيم بن موسى قالوا حدثنا موسى ابن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه على عن أبيه الحسين عن أبيه على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسرى بى إلى السماء سقط إلى الارض من عرقي فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشتم رائحتي فليشتم الورد ".
[ 62 ]
وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا عبد المحسن بن محمد بن على أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أنبأنا القاضى أبو الفرج المعافا بن زكريا حدثنا الليث بن محمد بن الليث المروزى حدثنا أبو الحسن صعصعة بن الحسين الرقى حدثنى محمد بن عنبسة بن حماد حدثنا أبى عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بى إلى السماء بكت الارض من بعدى فنبت اللصف من مائها، فلما أن رجعت قطر من عرقي على الارض نبت ورد أحمر، ألا من أراد أن يشتم رائحتي فليشتم الورد الاحمر ". قال القاضى: اللصف: الكبر. الطريق الثاني: رواه أبو الحسين بن فارس في كتاب الريحان والراح. قال حدثنا مكى بن بندار حدثنا الحسن بن على بن عبد الواحد ببيت المقدس حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الورد الاحمر خلق من عرق ليلة المعراج، وخلق الورد الاحمر من عرق جبريل عليه السلام، وخلق الورد الاصفر من عرق البراق ". وأما حديث جابر رواه أحمد بن يحيى بن حمزة من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن يشم رائحتي فليشم رائحة الورد ". وجابر المتهم به. قال الدار قطني: متروك. وأما حديث عائشة فذكر أبو الحسين بن فارس في هذا الكتاب، قال روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن يشتم رائحتي فليشتم الورد الاحمر ". هذه الاحاديث كلها محال. أما حديث على عليه السلام فموضوع على أهل البيت. ومحمد بن صدقة
[ 63 ]
وإبراهيم بن موسى ومحمد بن تميم لا يعرفون، والمتهم به العدوى لانه معروف بوضع الحديث. وأما حديث أنس فالطريق الاول فيه مجاهيل لا يعرفون، والطريق الثاني يتهم به المقدسي فإنه شئ ما رواه مالك ولا الزهري ولا أنس. وكذلك حديث عائشة ما رواه هشام قط. قال محمد بن ناصر: لا أصل لهذا الحديث. باب فضل المرزنجوش فيه عن ابن عباس وأنس: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن السمنانى حدثنا مهدى بن على القومسى حدثنا الخضر بن سلام حدثنا يحيى بن عباد البصري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء رجل في يده حزمة ريحان فلم يمسها، ثم جاء رجل آخر بحزمة مرزنجوش فطرحها بين يديه، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فتناوله ثم شمه، ثم قال: نعم الريحان ينبت تحت العرش وماؤه شفاء من العين ". وأما حديث أنس فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالى أنبأنا أحمد بن عبدالله الذارع حدثنا حميد بن الربيع السمرقندى حدثنا قتيبة حدثنا مالك عن حميد عن أنس قال: " أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم رياحين شتى فرد سائرهن واختار المرزنجوش، فقلت: يا رسول الله رددت سائر الرياحين واخترت المرزنجوش.
[ 64 ]
فقال: ليلة أسرى بى إلى السماء رأيت المرزنجوش نابتا تحت العرش ". هذان حديثان موضوعان. أما الاول قال العقيلى: هو حديث باطل لا أصل له. قال: ويحيى بن عباد يدلك حديثه على الكذب. وأما الثاني فقال أبو بكر الخطيب: هو موضوع المتن والاسناد، وحميد ابن الربيع فيه مجهول، وأحمد بن نصر الذارع غير ثقة. قال المصنف قلت: قد قال يحيى بن معين: حميد بن الربيع كذاب. وقد روى بإسناد مجهول عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في الجنة نبتا من مرزنجوش " وهذا الحديث لا أصل له. باب فضل دهن البنفسج فيه عن على والحسين وأبى سعيد وأبى هريرة: أما حديث على عليه السلام فأنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم ابن عمر البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن خلف بن بخيت حدثنا عبدالله بن أحمد بن عامر حدثنى أبى حدثنا موسى بن جعفر حدثنى أبى جعفر ابن محمد قال: " دعا لى محمد بن على بدهن لادهن وقال لى ادهن، فقلت: قد ادهنت. قال: إن البنفسج. قلت: وما فضل البنفسج ؟ قال حدثنى أبى على ابن الحسين حدثنى أبى الحسين بن على حدثنى أبى على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل البنفسج على سائر الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان ". وأما حديث الحسين فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على محمد بن محمد بن المهدى
[ 65 ]
حدثنا عبيدالله بن عمر بن شاهن ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله قالا حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ابن كوثر حدثنا محمد بن يونس الشامي حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف حدثنا عمر بن حفص المازنى عن بشر بن عبدالله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فضل البنفسج على الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان ". الطريق الثاني: أنبأنا سعيد بن أحمد بن الحسن بن الحبناء أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الزبيبى أنبأنا محمد بن عمر بن على بن خلف حدثنا محمد بن السرى حدثنا الكديمى حدثنا إبراهيم بن الحسن بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فضل البنفسج على سائر الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان ". وأما حديث أبى سعيد فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا جعفر بن أحمد أنبأنا عثمان بن عبيدالله القرشى عن مسلم بن خالد الزنجي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل دهن البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الخلق، بارد في الصيف، حار في الشتاء ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إدريس ابن جعفر عن يزيد العطار حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الاديان ". وأما حديث أنس: فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن
[ 66 ]
على أنبأنا القاضى أبوالعلا الواسطي حدثنا على بن محمد بن عبدالله السرى حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الناس ". هذه الاحاديث كلها موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث على فالحمل فيه على أحمد بن عامر وابنه، فإنهما رويا أحاديث كثيرة منكرة، وأكثرها نسخة عن أهل البيت ليس فيها شئ له أصل، وقد رواه أبو الحسن محمد بن محمد بن الاشعث الكوفى عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده إلى أن ينتهى إلى على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فضلنا الله أهل البيت على الناس كفضل البنفسج على سائر الادهان ". قال ابن عدى: أبو الحسن الكوفى متهم بهذا الحديث. قال المصنف قلت: قد كتبنا هذا الحديث من طريق آخر عن على في باب البقل، وقد تقدم. وأما حديث الحسين ففى الطريق الاول عمر بن حفص. قال أحمد: خرقنا حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه محمد ابن يونس وهو الكديمى وهو في الطريق الثاني. قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وأما حديث أبى سعيد ففيه عثمان بن عبدالله. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على الاعتبار. وقال ابن عدى: له أحاديث موضوعة. وأما حديث أبى هريرة ففيه إدريس بن جعفر. قال الدار قطني: وهو متروك.
[ 67 ]
وأما حديث أنس ففيه الحسن بن أحمد الحربى. قال أبو بكر الخطيب: وهو شيخ مجهول والحديث منكر. باب دهن البان أنبأنا إسماعيل أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا أبو سعيد العدوى حدثنا محمد بن تميم النهشلي ومحمد بن صدقة وإبراهيم بن سليمان قالوا حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد ابن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادهنوا بالبان فإنه أحظى لكم عند نسائكم ". قال ابن عدى: هذا حديث موضوع على أهل البيت. ومحمد بن تميم ومحمد ابن صدقة وإبراهيم بن سليمان لا يعرفون، وكان العدوى يضع الحديث.
[ 68 ]
كتاب النوم باب ذم كثرة النوم أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن غياث بن المرقع حدثنا سنيد بن داود حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم " قالت أم سليمان بن داود النبي صلى الله عليه وسلم لسليمان بن داود: يا بنى لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم تدع الرجل فقيرا يوم القيامة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويوسف لا يتابع على حديثه. قال الدارقطني: يوسف ضعيف. وقال ابن حماد: متروك. باب نوم الصبحة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور حدثنى يحيى بن عثمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبى فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصبحة تمنع الرزق ". هذا حديث لا يصح. وابن أبى فروة اسمه إسحاق. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال الدارقطني: متروك. باب النوم بعد العصر أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا عيسى بن أبى حرب الصفار حدثنا
[ 69 ]
خالد بن القاسم عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه ". هذا حديث لا يصح. قال ابن راهويه والسعدنى: خالد بن القاسم كذاب. وقال البخاري والنسائي: متروك. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه. قال المصنف قلت: إنما هذا حديث ابن لهيعة فأخذه خالد فنسبه إلى الليث. أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا منصور بن عمار حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه ". وابن لهيعة ذاهب الحديث ويدل على أنه ليس من حديث الليث أن الليث قيل له: تنام بعد العصر. وقد روى ابن لهيعة كذا ؟ فقال: لا أدع ما ينفعني لحديث ابن لهيعة. باب النهى عن النوم بعد الطعام أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الفضل بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن المبارك حدثنا بزيع أبو الخليل حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أذيبوا طعامكم بذكر الله عزوجل والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو له قلوبكم ". طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا بشر بن أنس أبو الخير حدثنا أبو الأشعث حدثنا أصرم بن حوشب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
[ 70 ]
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أذيبوا طعامكم بالصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم ". طريق ثالث: أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن بهمود حدثنا أبو الأشعث حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا عبدالله بن إبراهيم أبو على - الساى - [ النيسابوري ] عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكر نحو الطريق الذى قبله. هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: هو معروف بزيع فلعل أصرم سرقه منه، وأحاديث بزيع كلها مناكير لا يتابعه عليها أحد. وقال الدار قطني: هو متروك. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. باب التهى أن يقص المنام على النساء أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن سنان - الشيزرى - [ الشيرازي ] حدثنا موسى ابن أيوب المصفى حدثنا عبدالملك بن مهران عن عبد الوارث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقتص الرؤيا على النساء ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلى: عبد الملك بن مهران صاحب مناكير يغلب على حديثه الوهم. وهذا الحديث لا أصل له ولا يحفظ من وجه يثبت.
[ 71 ]
كتاب الادب باب في اللغات فيه عن ابن عمر وأنس وأبى هريرة: فأما حديث ابن عمر: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم البستى حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا عثمان بن فايد عن جعفر بن برقان عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلام أهل الجنة بالعربية وكلام أهل الموقف بين يدى الله عزوجل بالعربية ". وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبيدالله بن إسحاق المدائني والحسين بن أبى معشر قالا حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان حدثنا أبى حدثنا طلحة ابن زيد الرقى عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تكلم بالفارسية زادت في حبه ونقصت مروته ". وأما حديث أبى هريرة: أخبرت عن محمد بن الحسين بن فنجويه حدثنا أبى حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد التميمي حدثنا أبو عصمة عاصم بن عبدالله البجلى حدثنا إسماعيل بن زياد عن غالب القطان عن المقبرى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أبغض الكلام إلى الله عزوجل الفارسية، وكلام الشياطين بالحورية، وكلام أهل النار - بالنجارية - [ بالبخارية ] وكلام أهل الجنة العربية " هذه الاحاديث كلها موضوعة. أما حديث ابن عمر فقال أبو حاتم بن حبان: كان عثمان بن فايد يأتي عن الثقاة بالمعضلات حتى يسبق إلى القلب أنه كان يعملها تعمدا، لا يجوز الاحتجاج به.
[ 72 ]
وأما حديث أنس فقال الدار قطني: تفرد به طلحة ولم يروه عنه غير محمد ابن يزيد. قال البخاري: طلحة منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. وأما حديث أبى هريرة فالمتهم بوضعه إسماعيل بن زياد. قال ابن حبان: هو الذى [ وضع ] هذا الحديث، وهو موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حدث به أبو هريرة، ولا رواه المقبرى، ولا يحل ذكر إسماعيل في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. قال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. قال الدار قطني: كذاب متروك. باب ما يقال عند رؤية الهلال أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن الحسين النعالى ومحمد بن عبد الواحد بن جعفر قالا أنبأنا على بن محمد الوراق حدثنا زكريا ابن يحيى الساجى حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبدالله المعبر أخبرني أبى عن جدى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد رأى الهلال فحمد الله وأثنى عليه وقرأ الحمد سبع مرات إلا أعفاه الله من وجع العين ذلك الشهر ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: عثمان ابن عبدالله يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. باب ربط الخيط في اليد يتذكر به الشئ فيه عن ابن عمر وواثلة ورافع بن خديج. فأما حديث ابن عمر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
[ 73 ]
حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن عمر بن عبد العزيز العسقلاني حدثنا هارون بن زيد بن أبى الزرقاء حدثنا أبى حدثنا أبو الفيض سالم بن عبد الاعلى ح. وقرأت على أبى القاسم الجريرى عن أبى طالب العشارى أنبأنا الدار قطني حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن غيلان حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا سعيد ابن زكريا عن سالم بن عبدالاعلى عن نافع عن ابن عمر قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في يده خيطا ليذكرها ". الطريق الثاني: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا ابن أبى عصمة حدثنا عمر بن حفص الشيباني حدثنا محمد بن يعلى بن زنبور حدثنا عمر بن صبح عن سالم بن غيلان عن نافع عن ابن عمر قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يذكر حاجة ربط في إصبعه خيطا ". وأما حديث واثلة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى حدثنا ابن عدى ح. وأنبأنا هبة الله بن أحمد أنبأنا محمد بن على بن الفتح أنبأنا الدار قطني قالا حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا عبيدالله بن يوسف الحبيرى حدثنا أبو عمرو بشر بن إبراهيم الانصاري حدثنا الاوزاعي عن مكحول عن واثلة بن الاسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطا ". وأما حديث رافع فأنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى أنبأنا على بن عمر الحافظ حدثنا أحمد بن العباس البغوي حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد البزاز حدثنا على بن أبى طالب البزاز حدثنا غياث بن إبراهيم حدثنا عبدالرحمن ابن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن رافع بن خديج قال: " رأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خيطا فقلت: ما هذا ؟ قال: أستذكره ". هذه الاحاديث ليس فيها شئ صحيح.
[ 74 ]
أما حديث ابن عمر فتفرد به سالم. قال العقيلى: لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه، وفى اسم أبيه ثلاثة أقوال: أحدها عبدالاعلى، والثانى غيلان، والثالث عبدالرحمن. قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ، وقال ابن حبان: يضع الحديث. وأما حديث واثلة فتفرد به بشر عن الاوزاعي. قال العقيلى: يروى عن الاوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها، وقال ابن عدى: منكر الحديث عن الائمة، له أحاديث بواطيل، وهو عندي من الحديث على الثقاة، وكذلك قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. وأما حديث رافع فقال الدار قطني: تفرد به غياث عن عبدالرحمن. قال أحمد والبخاري والدار قطني: غياث متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدى وابن حبان: يضع الحديث. باب على ضد هذا أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن أحمد بن على المقرى أنبأنا ابن الاخضر حدثنا ابن شاهين ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى قالا حدثنا الحسين بن محمد بن عفير حدثنا الحجاج بن يوسف الاصبهاني حدثنا بشر بن الحسين حدثنا الزبير بن عدى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حرك خاتمه أو عمامته. وقال ابن عدى من حول عمامته أو علق خيطا في إصبعه ليذكر حاجة فقد أشرك بالله عزوجل إن الله تعالى يذكر الحاجات ". هذا الحديث لا أصل له. قال ابن عدى: بشر يروى عن الزبير بن عدى بواطيل، وقال الدار قطني: هو متروك.
[ 75 ]
باب الركوع عند دخول الدار أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي قال إبراهيم بن يزيد ابن فديد ليس حديثه بشئ، روى عن الاوزاعي مناكير منها عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ". قال الازدي: هذا لا أصل له في الحديث. باب ما يقرأ عند دخول المنزل أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله الانباري حدثنا إسحاق بن سيار حدثنا عبدالله بن أبى بكر حدثنا إسماعيل بن شهاب عن محمد بن سالم عن أبى زرعة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى منزله فقرأ الحمد لله وقل هو الله أحد نفى الله عنه الفقر وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد به محمد بن سالم قال أحمد: هو شبه المتروك، وقال يحيى القطان: ليس بشئ. باب ما يقال عند العطاس أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا أنبأنا على بن أحمد بن البسرى أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا البغوي حدثنا محمد بن كثير الفهرى حدثنى ابن لهيعة عن أبى قبيل عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عطش أو تجشأ فقال الحمد لله على كل حال دفع عنه سبعون داء أهونها الجذام ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل
[ 76 ]
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن كثير حدثنى ابن لهيعة عن أبى قبيل عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عطش أو تجشأ أو سمع عطسة أو جشأ فقال الحمد لله على كل حال من الحال صرف الله عنه سبعين داء أهونها الجذام ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن لهيعة ذاهب الحديث. قال ابن عدى: ومحمد بن كثير يروى البواطيل والبلاء منه، وقال أبو الفتح الازدي: محمد بن كثير هو ابن مروان الفهرى متروك الحديث. باب ما يقال عند طنين الاذن أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا محمد بن أحمد بن النضر الازدي حدثنا يحيى بن يوسف الزبيبى حدثنا حبان بن على عن محمد بن عبيدالله بن أبى رافع عن أخيه عن أبيه عن جده أبى رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طنت أذن أحدكم فليصل على وليقل: ذكر الله بخير من يذكرنى ". قال العقيلى: وحدثني يعقوب بن غيلان حدثنا أبو كريب حدثنا معتمر بن محمد بن عبيدالله بن أبى رافع حدثنى أبى عن أبيه عن أبى رافع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل على وليقل: اللهم اذكر بخير من ذكرني ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين: عبيدالله (1) ليس بشئ، وقال محمد بن طاهر: هو متروك الحديث، وقال البخاري: معمر وأبوه كلاهما منكر الحديث. (1) لعله محمد.
[ 77 ]
باب سبق العاطس إلى التحميد أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أحمد بن على بن الباد أنبأنا عبد الباقي بن قانع القاضى حدثنا يعقوب بن يوسف الطحان حدثنا الحسن ابن يزيد الوراق حدثنا بشير بن زاذان عن عمر بن صبح عن أيوب السختيانى عن أبى قلابة عن أبى أيوب الانصاري " أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فسبقه رجل إلى الحمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدر العاطس إلى محامد الله عوفي من وجع الدا والدبيلة ". هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن حبان: عمر بن صبح يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا للتعجب، وقال يحيى بن معين: وبشير بن زاذان ليس بشئ. باب العطاس عند الحديث أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا محمد بن على بن الفتح حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا البغوي حدثنا حاجب بن الوليد بن أحمد الاعور حدثنا بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ". هذا حديث باطل تفرد به معاوية بن يحيى. قال يحيى بن معين: هو هالك ليس بشئ، وقال البغوي: ذاهب الحديث. وقد رواه عبدالله بن جعفر المدينى أبو على على عن أبى الزناد فقال فيه: " إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقا " قال النسائي: أبو على المتروك الحديث.
[ 78 ]
باب السبق بالحمام أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا الحسن بن على الصيمري حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير سمعت أبى يقول: " قدم على المهدى بعشرة محدثين فيهم غياث ابن إبراهيم، وكان المهدى يحب الحمام، فقال لغياث: حدث أمير المؤمنين. فحدثه بحديث أبى هريرة: لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل، وزاد فيه: أو جناح. فأمر له المهدى بعشرة آلاف درهم. فلما قام قال المهدى: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما استجلبت ذلك أنا. وأمر بالحمام فذبحت ".
[ 79 ]
كتاب معاشرة الناس باب السلام أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا محمد بن عبدالله بن شهريار أنبأنا سليمان الطبراني حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن يحيى الاميسى حدثنا عصمة بن محمد الانصاري حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الاسلام اسم من أسماء الله جعل في الارض تحية لاهل ديننا وأمانا لاهل ملتنا ". قال سليمان: لم يروه عن يحيى إلا عصمة. قال يحيى بن معين: عصمة كذاب يضع الحديث. وقال العقيلى: يحدث بالبواطيل عن الثقاة، ليس ممن يكتب حديثه إلا اعتبارا. باب البشاشة في اللقاء أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا القاضى أبو العلاء الواسطي حدثنا على بن الحسن الجراحى حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الاشنانى حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا جرير عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صافح المؤمن المؤمن نزلت عليهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لانسبهما وأحسنهما اللقاء ". طريق آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا عبيدالله بن أبى الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثل الحديث الذى قبله سواء ". هذان الطريقان على الاشنانى وهو المتهم بهما، وقد غاير بين الاسنادين.
[ 80 ]
قال الدار قطني: الاشنانى كذاب دجال. وقال أبو بكر الخطيب: كان كذابا يضع الحديث. باب دفع الشر بمثله أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك وعبد الرحمن بن محمد قالا أنبأنا عبد الصمد بن المأمون حدثنا الدار قطني حدثنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلانى حدثنا إسحاق بن وهب العلاف حدثنا سهل بن سعد حدثنا زياد بن أبى زياد الجصاص حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان هم فيه ذئاب، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب ". قال الدار قطني: تفرد به زياد وهو متروك. وقال يحيى: زياد ليس بشئ. باب في تخير الاصحاب أنبأنا إسماعيل بن [ أحمد ] أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد ابن عدى أنبأنا أبو عوانة حدثنا المسيب بن واضح حدثنا سليمان بن عمرو حدثنا إسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس سواء كأسنان المشط، إنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كبير بأخيه، يرفده ويكسوه ويحمله، ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له ". قال ابن عدى: هذا حديث وضعه سليمان بن عمرو على إسحاق. قال: وأجمعوا على أنه كان يضع الحديث. باب في الخلق الحسن والسيئ روى عبدالرحمن بن محمد، بن الحسن البلخى عن قتيبة حدثنا النضر بن شميل عن سفيان الثوري عن سعيد بن أبى بردة عن أبيه عن أبى موسى قال: قال
[ 81 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الخلق الحسن طوق من رضوان الله في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من رحمة الله، والسلسلة مشدودة إلى حلقة من أبواب الجنة حيث ما ذهب الخلق الحسن جرته السلسلة إلى نفسها. وإن الخلق السيئ طوق من سخط الله عزوجل، والسلسلة مشدودة إلى حلقة من أبواب النار حيث ما ذهب الخلق السوء جرته السلسلة إلى نفسها فأدخله ذلك من أبواب النار ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبدالرحمن بن محمد يضع الحديث على قتيبة. باب بداية الانسان باسمه إذا كتب إلى غيره أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن النضر العسكري والحسين بن إسحاق التسترى قالا حدثنا جعفر بن عاصم الحرانى حدثنا محمد بن عبدالرحمن القشيرى عن مسعر بن كدام عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العجم يبدأون بكبارهم إذا كتبوا إليهم، فإذا كتب أحدكم إلى أخيه فليبدأ بنفسه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلى: هذا الحديث غير محفوظ وليس له أصل، ومحمد بن عبدالرحمن مجهول ولا يتابع عليه. باب رد جواب الكتاب أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن يزيد المروزى حدثنا
[ 82 ]
عبدالله بن محمود المروزى حدثنا أحمد بن عبدالله بن حكيم - الفريانابى - [ الفريابى ] - حدثنا الحسن بن محمد أبو محمد قاضى مرو عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رد الجواب حق كرد السلام ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: كان - الفاريانانى [ الفريابى ] يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم. وقال ابن عدى: كان يحدث بالمناكير. وهذا الحديث منكر جدا وليس من جهة - الفريانانى - [ الفريابى ] ولكن من الحسن بن محمد البلخى. قال ابن حبان: كان يروى الاشياء الموضوعة لا يحل الاحتجاج به. باب من عير أخاه بذنب أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو الفضل بن عمروس حدثنا أبو حفص بن شاهين حدثنا الحسين بن محمد بن عفير حدثنا أحمد بن منيع حدثنا محمد بن الحسن بن أبى يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به محمد بن الحسن. قال أحمد بن حنبل: ما أراه يساوى شيئا. وقال يحيى: كان كذابا. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدار قطني: لا شئ. باب التلطف بالعوام والغوغاء أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن عيسى المقرى حدثنا أحمد بن عبدالله البجلى حدثنا محمد بن الخليل الذهلى حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم عن ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه
[ 83 ]
وسلم: " استوصوا بالغوغاء خيرا، فإنهم يسدون السوق، ويحفرون الخنادق، ويطفئون الحريق ". قال أبو حاتم: لا أشك أن هذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن الخليل يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب. باب التحذير من تعيير الناس أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو القاسم على بن محمد الايادي حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن أحمد ابن برد حدثنا محمد بن عيسى الطباع حدثنا نصر بن باب عن الحجاج عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البلاء موكل بالمنطق، فلو أن رجلا عير رجلا برضاع كلبة لرضعها ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المدينى: رميت حديث نصر بن باب. قال يحيى: كذاب خبيث. قال النسائي: متروك. وقد روى محمد بن أبى يزيد الهمداني عن يزيد بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله ". قال يحيى: محمد ليس بثقة يكذب. وقال أحمد: ما أراه يساوى شيئا. وقال النسائي: متروك الحديث. باب التحذير من الجرأة على النطق أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا العتيقي حدثنا الحسن بن أحمد بن عون الجريرى حدثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن
[ 84 ]
إسماعيل المحاملى حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن البلاء موكل بالقول، ما قال عبد لشئ: لا والله لا أفعله أبدا إلا ترك الشيطان كل عمله وولع بذلك حتى يؤثمه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد به عبدالملك. قال يحيى والسعدى: هو كذاب. وقال ابن حبان: يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب.
[ 85 ]
كتاب البر باب بر الوالدين أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا أبو الحسن عفيف بن محمد الخطيب حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب حدثنا يحيى بن أبى طالب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا أبو بكر ياسين بن معاذ حدثنا عبدالله بن قرين عن طلق بن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لو أدركت والدى أو أحدهما وأنا في الصلاة صلاة العشاء وقد قرأت فيها فاتحة الكتاب ينادى يا محمد لاجبتك لبيك ". هذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه ياسين. قال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة ويتفرد بالمعضلات عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج به. باب في الحث على البر أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن طلحة النعالى حدثنا عثمان بن محمد بن بشر السقطى حدثنا محمد بن يونس حدثنا على بن قتيبة الرفاعي حدثنا مالك بن أنس عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بروا آباؤكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه فلم يقبل فلن يرد على الحوض ". هذا حديث لا يصح. وقد غلط بعض الرواة فرواه عن محمد بن يونس وهو الكديمى عن محمد بن خالد بن عثمان عن مالك ولم يروه الكديمى كذلك إنما رواه عن على بن قتيبة. ورواه آخر عن إبراهيم بن الحسين ديزيل عن على بن قادم عن مالك وهو غلط إنما هو حديث على بن قتيبة عن مالك. قال العقيلى:
[ 86 ]
على ابن قتيبة يحدث عن الثقاة بالاباطيل مالا أصل له عنهم، وليس - هذا - [ لهذا ] الحديث أصل. قال المصنف قلت: والكديمي عندهم ممن يضع الحديث. باب انقطاع الرزق بقطع الدعاء للوالدين أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو جعفر محمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن خالد الشيباني حدثنا الحسن بن محمد البرى حدثنا يزيد بن عتبة بن المغيرة النوفلي حدثنا الحسن البصري سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع على الوالد الرزق في الدنيا ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمتهم به الجويبارى وهو أحمد بن خالد، نسبوه إلى جده لانه أحمد بن عبدالله بن خالد، وإنما قصدوا التدليس وهو محرم. باب تقبيل الام أنبأنا إسماعيل بن أبى بكر المقرى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا مكى بن عبدان حدثنا محمد بن عقيل بن خويلد حدثنا أبو صالح خلف بن يحيى القاضى حدثنا أبو مقاتل الترمذي عن عبد العزيز بن أبى داود عن عبدالله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قبل بين عينى أمه كان له سترا من النار " قال ابن عدى: هذا منكر إسنادا ومتنا. وأبو مقاتل لا يعتمد على روايته. قال عبدالرحمن بن مهدى: والله ما تحل الرواية عنه.
[ 87 ]
باب دعاء الوالد لولده روى يحيى بن سعيد العطار عن سعيد أبى حبيب عن يزيد الرقاشى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعاء الوالد لولده مثل دعاء النبي لامته ". قال أحمد بن حنبل: هذا حديث باطل منكر، وسعيد ليس حديثه بشئ. باب تأثير عقوق الام أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن أيوب بن الضريس حدثنا داود بن إبراهيم القاضى حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا فايد العطار سمعت عبدالله بن أبى أوفى يقول: " إن شابا حضره الموت فدعى له رسول الله صلى الله عليه وسم فقال قل: لا إله إلا الله، فقال: لا أقدر أن أقولها، قال: ولم ؟ قال: كهيئة - الغفل - [ الففل ] على قلبى إذا أردت أن أقولها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أله والدان أو أحدهما ؟ قالوا: أم، فدعيت، فقال: ارضى عن ابنك، فقالت: أشهدك يا رسول الله أنى عن ابني راضية، فقال قل: لا إله إلا الله، فقال: لا إله إلا الله، فقال: الحمد لله الذى نجاه بى ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى طريقه فايد. قال أحمد بن حنبل: فايد متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال العقيلى: لا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو مثله. وفى إسناد داود بن إبراهيم. قال أبو حاتم الرازي: كان يكذب.
[ 88 ]
باب استغفار العاق لوالديه بعد الموت روى لا حق بن الحسين عن عمران أبى عمر المقدسي عن أبى بكر محمد بن عبدالله بن أبى درة القاضى عن محمد بن طلحة بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن محمد بن جحادة عن أبيه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لعاق، فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتب عند الله تعالى بارا ". هذا حديث لا أصل له، والمتهم به لاحق. قال أبو سعد الادريسي: كان كذابا يضع الحديث على الثقاة. باب النهى عن مجاورة الاقارب أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنى عبيدالملقب حدثنا أحمد بن محمد بن زيد حدثنا داود بن المحبر حدثنا أبو بكر عبدالله بن عبد الجبار القرشى عن سعيد بن أبى بكر بن أبى موسى عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلوا قراباتكم ولا تجاوروهم فإن الجوار يورث الضغائن ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وداود ضعيف. وعبد الله بن عبد الجبار مجهول. قال العقيلى: لايعرف هذا الحديث إلا بسعيد ابن أبى بكر وليس للحديث أصل. باب صلة [ الجار ] أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد ابن زياد حدثنا خالد بن أبى كريمة عن عبدالله بن المسور قال: " جاء رجل
[ 89 ]
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه ليس لى ثوب أتوارى به وكنت - الحق - [ أحق ] من شكوت إليه فذكرت ذلك لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك جيران ؟ قال: نعم. قال: فمنهم أحد له ثوبان ؟ قال: نعم. قال: ويعلم أن لا ثوب لك ؟ قال: نعم. قال: ولا يعود عليك بأحد ثوبيه ؟ قال: لا. قال: ما ذلك بأخيك ". هذا حديث لا أصل له وهو مقطوع، لان عبدالله بن المسور يضع الاحاديث ويكذب وليس بصحابى، لانه ابن المسور بن عون بن جعفر بن أبى طالب. قال رقبة بن مصقلة: كان عبدالله بن المسور يضع الاحاديث ويكذب، وكذلك قال فيه أحمد بن حنبل، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث.
[ 90 ]
كتاب الهدايا باب الهدية أمام الحاجة فيه عن أنس وعائشة: فأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا أبو القاسم حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن عبدالله بن محمد النيسابوري حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر النسوي قال أملى علينا الخليل بن محمد النسوي حدثنا خداش بن مخلد حدثنا يعيش بن هشام حدثنا مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أحسن الهدية أمام الحاجة ". وقد روى عن الموقرى عن الزهري عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عباد عن شيخ عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وقال أحمد: يقولون أنه سليمان بن أرقم. وأما حديث عائشة: فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو طاهر محمد بن على بن يوسف أنبأنا مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا أبو غانم حميد بن يونس الدقاق أنبأنا يوسف بن موسى حدثنا سفيان بن عقبة أخو قبيصة حدثنا عمرو بن خالد الاعشى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم مفتاح الحاجة الهدية بين يديها ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الحديث الاول قال الدار قطني: هو باطل عن مالك لا يصح عنه. قال: والموقرى ضعيف والحديث عن ثابت عن أنس قال: ولا يصح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 91 ]
قال المصنف قلت: قال يحيى: الموقرى وسليمان بن أرقم ليسا بشئ. وقال النسائي متروكان. قال المصنف قلت: وقد رواه عبد بن محمد الزمن عن فليح عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بعمرو. وأما حديث عائشة ففيه عمرو بن خالد وقد كذبه العلماء منهم أحمد ويحيى وقال ابن راهويه: كان يضع الحديث. قال المصنف قلت: وإنى لا تعجب من العلماء الحديث العارفين بالموضوع كيف يروونه ولا يبينونه، وقد علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من روى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ". وقد سبق ذكر تعجبي من الدار قطني كيف خرج حديث التفاحة في فاطمة ولم يتكلم عليه. ومن أعجب ما رأيت له ما أنبأنا - له - [ به ] أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت الخطيب حدثنا العتيقي قال: حضرت أبا الحسن الدار قطني، وقد جاء أبو الحسين البيضاوى ببعض الغرباء، فسأله أن يملى عليه أحاديث فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرة متون جمعها: " نعم الشئ الهدية أمام الحاجة "، وانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه، وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متونا جميعها: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ". قال المصنف قلت: واعجبا من الدار قطني كيف روى حديثين ليس فيهما ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين. أما الاول فقد تكلمنا عليه. وأما الثاني فقال ابن عدى هو حديث يعرف بشيخ يقال له الخليل بن مسلم
[ 92 ]
الباهلى ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه ثم سرقه منهما أبو ميسرة أحمد بن عبدالله الحرانى، وكان يحدث عن الثقاة بمناكير وعن من لايعرف ويسرق حديث الناس. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بأبى ميسرة. قال المصنف قلت: وقد روى هذا الحديث من حديث جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم. باب من أهديت له هدية فجلساؤه شركاؤه فيه عن ابن عباس وعائشة: فأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد ابن على أنبأنا على بن أحمد الرزاز حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن الفضل الدقاق حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا مندل بن على عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أتى أحدكم بهدية فجلساؤه شركاؤه فيها ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس حدثنى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أهديت له هدية ومعه قوم جلوس فهم شركاؤه فيها ". وأما حديث عائشة: فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا بكار بن محمد ابن سعيد حدثنا الوضاح بن خيثمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
[ 93 ]
" أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية وعنده أربعة نفر من أصحابه، فقال لجلسائه: أنتم شركائي فيها، إن الهدية إذا أهديت إلى رجل وعنده جلساؤه فهم شركاؤه فيها ". هذا حديث لا يصح. أما حديث ابن عباس ففى طريقه الاول يحيى الحمانى. قال أحمد بن حنبل: كان يكذب جهارا. وفيه مندل وقد ضعفه أحمد ويحيى والنسائي. وأما طريقه الثاني ففيه عبد السلام. قال ابن حبان: يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج به بحال. وأما حديث عائشة فقال العقيلى: لا يتابع وضاح عليه، ولا يصح في هذا المتن حديثه ولا في هذا الباب شئ.
[ 94 ]
كتاب الاحكام والقضايا باب في ذم القضاة أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الببع حدثنى عبدالله بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن قريش الكاتب حدثنا أحمد بن حفص حدثنا عمران بن على الخزاعى حدثنا عبدالله بن المبارك عن إسماعيل عن الزهري عن سالم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شكت مواضع النواويس إلى الله عزوجل وبقاع الارض فقالت: يا رب لم تخلق بقعة أقذر مني ولا أنتن، يلقى على أهل نارك وأهل معصيتك، قال الجبار تبارك وتعالى: اسكني فموضع القضاة أنتن منك ". هذا حديث موضوع بلاشك كذب واضعه كذبا فاحشا وأتى ببدع قبيح وأحد المجاهيل الذين فيه قد وضعه على أن أحمد بن حفص حدث بأحاديث مناكير لم يتابعه عليها. باب ذم القول بالرأى أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا على بن أحمد بن ثابت حدثنا محمد ابن على المقرى أنبأنا أبو مسلم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن مهران أنبأنا عبدالمؤمن بن خلف حدثنا أبو على صالح بن محمد البغدادي حدثنا سويد بن سعيد ح. وأنبأنا عاليا محمد بن عمر الارموى حدثنا عبد الصمد بن المأمون حدثنا الدار قطني أحمد بن محمد بن أبى بكر حدثنا محمد بن على بن خلف قالا حدثنا إسحاق بن نجيح الملطى حدثنا عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في ديننا برأيه فافتلوه ".
[ 95 ]
طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن حفص السعدى حدثنا سويد ونوح بن حبيب قالا حدثنا إسحاق بن نجيح الملطى عن الاوزاعي عن عطاء عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن نصر النصيبى حدثنا ابن أبى الرجال حدثنا ابن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ". هذا حديث لا يصح، تفرد به إسحاق وهو المتهم به وكان يضع الحديث، شهد عليه بذلك يحيى والفلاس وابن حبان، وهو غير إسناده، فتارة يرويه عن الاوزاعي، وتارة عن عبد العزيز عن نافع، وتارة عنهما عن نافع، وهذا من فعله فإنه معروف بهذا. وأما رواية سويد عن ابن أبى الرجال فقد اعتذر قوم لسويد فقالوا: وهم وأراد أن يقول إسحاق فقال ابن أبى الرجال، على أن هذا الاعتذار لم يقبله كثير من العلماء. قيل ليحيى أن سويد روى هذا الحديث عن ابن أبى الرجال فقال ينبغى أن يبدأ به ويقتل فإنه حلال الدم ولو كان عندي سيف ودرقة لغزوته، وإنما قال هذا لان ابن أبى الرجال لا يحتمل هذا وإسحاق يحتمله، وقال النسائي: سويد ليس بثقة. باب المنع من قبول شهادة بعض العلماء على بعض أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله الحاكم حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البغوي حدثنا المسيب بن مسلم حدثنا أحمد بن جعفر البغوي حدثنا أبو إسحاق الطلقانى عن عبدالملك بن حازم عن أبى هارون
[ 96 ]
العبدى عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة، ولا يجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لانهم حسد ". قال الحاكم: ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده فاسد من أوجه كثيرة يطول شرحها. قال المصنف قلت: منها أن في إسناده مجاهيل وضعفاء منهم أبو هارون العبدى. باب قدر التعزير أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم قال: روى محمد بن إبراهيم الشامي عن الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعزير فوق عشرين سوطا ". قال أبو حاتم بن حبان: محمد بن إبراهيم يضع الحديث ويروى ما لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الرواية عنه إلا اعتبارا.
[ 97 ]
كتاب الاحكام السلطانية باب إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بيده فيه عن أبى هريرة وأنس وكعب بن مالك رضى الله عنهم: فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا الحسن بن عبدالملك بن يوسف أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال حدثنا على بن عمرو ابن سهل الجريرى حدثنا البغوي حدثنا عبيدالله بن موسى بن شيبة السلمى حدثنا مصعب النوفلي من آل نوفل بن الحارث عن ابن أبى ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بيده ". وأما حديث أنس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا بشرى بن عبدالله الرومي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر القاضى قال: قرئ على أبى شاكر مسرة بن عبدالله مولى المتوكل على الله حدثنا الحسن بن يزيد حدثنا عبدالله بن المبارك حدثنا سليمان بن مهران حدثنا إبراهيم بن جعفر الانصاري المعروف بالراهب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح يده على جبهته ". وأما حديث كعب أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو عمر بن مهدى أنبأنا الحسين بن إسماعيل القاضى حدثنا عبدالله بن شبيب حدثنى ذؤيب بن عمامة حدثنى موسى بن شيبة حدثنى سليمان بن معقل ابن عبدالله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما استخلف الله عزوجل بخليفة حتى يمسح الله ناصيته بيده ".
[ 98 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث أبى هريرة فقال العقيلى: مصعب مجهول النقل حديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه. وقال أبو أحمد بن عدى: هذا حديث منكر بهذا الاسناد، والبلاء فيه من مصعب. وأما حديث أنس فقال أبو بكر الخطيب: مسرة ليس بثقة ذاهب الحديث. وأما حديث كعب فإن عبدالله بن شبيب ليس بشئ. قال ابن عدى: حدث بمناكير. وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه، وقد ضعف الدار قطني ذؤيب بن عمامة. باب خروج الخلافة من بيت على بن أبى طالب أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالملك بن محمد حدثنا أبو الأحوص العكبرى حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا عثمان بن فايد حدثنا إسحاق بن يحيى عن عمه موسى بن طلحة عن سعد بن أبى وقاص قال: " تذاكروا الامراء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم على، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها ليست لك ولا لاحد من ولدك ". هذا حديث ليس بصحيح. قال أحمد والنسائي: إسحاق بن يحيى متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ. قال ابن حبان: وعثمان بن فايد يأتي بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به. باب ذم الشرط فيه عن ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبى هريرة، وأبى أمامة رضى الله عنهم.
[ 99 ]
فأما حديث ابن عباس فله حديثان: الحديث الاول: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل الاسماعيلي أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الحسن ابن قتيبة وأنبأنا على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى أنبأنا أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الاسد ابادى حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ حدثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عمر الديناسى قالوا حدثنا عمرو بن خلف الحناوي حدثنا أيوب بن سويد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فرأيت فيها ذئبا فقلت أذئب فقال إنى أكلت ابن شرطى ". قال ابن عباس: هذا وقد أكل ابنه فلو أكله رفع في عليين. قال ابن عدى هذا الحديث بهذا الاسناد وبغيره باطل لم يروه غير عمرو بن خلف عن أيوب وأيوب إن كان فيه ضعف لا يحتمل هذا كله. ولعمرو أحاديث موضوعات كان يتهم بوضعها. قال ابن حبان: كان عمرو يضع الحديث. قال المصنف قلت: فأما أيوب بن سويد فقال ابن المبارك: ارم به. وقال أحمد: ضعيف. وقال يحيى: ليس يشئ يسرق الاحاديث. وقال النسائي: ليس بثقة. الحديث الثاني عن ابن عباس: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن محمد الجهنى حدثنا إسحاق ابن إبراهيم السراج حدثنا عبدالرحمن بن صالح حدثنا محمد بن مروان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقال للجلواز يوم القيامة ضع سوطك وادخل النار ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرد به محمد بن
[ 100 ]
مروان وهو السدى. قال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن نمير: كذاب. وقال النسائي والرازي: متروك. وقال أبو على: صالح بن محمد كان يضع الحديث. أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى سمعت موسى بن القاسم الاشيب يقول: حدثنى ابن بكير حدثنى عبدالله المخزومى قال حدث عمر بن قيس، سند له عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال للشرطي ضع سوطك وادخل النار فجاء الشرط إليه فعاتبوه في ذلك فقال لهم لا تضعوها وأدخلوها معكم ". وأما حديث عبدالله بن عمرو فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو طالب بن بكير أنبأنا أبو سهل عبدالرحمن بن محمد بن يحيى البلخى حدثنا محمد بن أحمد بن زنجويه حدثنا أبويحيى عبد الصمد بن الفضل حدثنا عمر بن حكيم أخو شداد بن حكيم عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشرط كلاب أهل النار ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو إسحاق بن حمزة حدثنا محمد بن غلوش ابن الحسين الجرجاني حدثنا على بن المثنى حدثنى يعقوب بن خليفة أبو يوسف الاعشى حدثنى محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجلاد والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار ". هذا حديث لا يصح، وفى إسناد طريقيه محمد بن مسلم، وقد ضعفه أحمد ابن حنبل جدا.
[ 101 ]
وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا ابن الحسين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعى حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبى حدثنا أبو عامر حدثنا أفلح بن سعيد حدثنا عبدالله بن رافع سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن طالت بك مدة أو شك أن ترى قوما يغدون في سخط الله عزوجل ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر ". قال ابن حبان: هذا خبر بهذا اللفظ باطل. وأفلح كان يروى عن الثقاة الموضوعات لا يحل الاحتجاج به. وأما حديث أبى أمامة: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعى حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبى حدثنا أبو سعيد حدثنا عبدالله بن بحير حدثنا سيار أن أبا أمامة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تكون في هذه الامة في آخر الزمان رجال، أو قال يخرج رجال من هذه الامة في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه " قال ابن حبان: عبدالله بن بحير يروى العجائب التى كأنها معمولة لا يحتج به.
[ 102 ]
كتاب الايمان والنذور باب تكفير كذب الحالف إذا وحد أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن على بن القاسم حدثنا طالوت حدثنا الحارث أبو قدامة حدثنا ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: " يا فلان فعلت كذاوكذا ؟ قال: لا والله الذى لا إله إلا هو ما فعلته والنبى صلى الله عليه وسلم يعلم أنه فعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفر الله كذبك تصدقك بلا إله إلا هو ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد: أبو قدامة مضطرب الحديث. وقال يحيى: ليس بشئ. باب النذور روى جبارة بن المفلس عن مندل بن على عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال: " جاءت امرأة من اليمن ومعها ابن لها فألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابني هذا يريد الجهاد وأنا أمنعه. فقال رجل آخر: يا رسول الله إنى نذرت أن أنحر نفسي. قال: فشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة وابنها. قال: فجاءه وقد خلع ثيابه لينحر نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذى جعل في أمتى من يوفى بالنذر ويخاف يوما كان شره مستطيرا " هذا حديث لا يصح. وقد اجتمع في إسناده جماعة يكفى أحدهم في رد الحديث قال أحمد بن حنبل: جبارة أحاديثه موضوعة أو قال هي كذب. قال: ومندل ضعيف ورشدين منكر الحديث. وقال يحيى بن معين: رشدين ليس بشئ.
[ 103 ]
كتاب ذم المعاصي روى إبراهيم بن هدبة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من يوم يصبح فيه الانسان إلا استقبل الروح الجسد يقول: يا جسد أسألك بوجه الذى لا يرد سائله أن لا تعمل اليوم عملا يوردني جهنم ". قال ابن حبان: هذا لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحل لمسلم أن يكتب حديث إبراهيم بن هدبة. باب إثم قتل النفس المحرمة فيه عن عمرو وابن عباس وأبى سعيد وأبى هريرة. فأما حديث عمر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا نصر بن النضر حدثنا محمد بن صدقة الموصلي حدثنا عبدالله بن الحسين القاضى حدثنا سعيد بن الحكم حدثنا هلال بن العلاء حدثنا ابن أبى شعيب الحرانى حدثنا حكيم بن نافع حدثنا خلف بن حوشب عن الحكم بن عيينة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة لقى الله عزوجل يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ". الطريق الثاني: أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد بن حفص حدثنا أحمد بن الحسين بن عباد النسائي حدثنا عمرو بن محمد الاعشم حدثنا يحيى بن سالم الافطس عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان على سفك دم امرئ مسلم بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمتى ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
[ 104 ]
حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن على بن بيان حدثنا سعيد بن كبير بن عفير حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الفراعنة عشر، خمسة في الامم وسبعة في أمتى، وما بين فرعون أمتى وفرعون ذى الاوتاد واحد، وذلك أن فرعون ذا الاوتاد قال أنا ربكم الاعلى. قيل يا رسول الله، فمن يكون ذلك من فراعنة أمتك ؟ قال: سافك دم، قاطع رحم، جامع في المعاصي لا يبالى ما صنع ". وأما حديث أبى سعيد: فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا طلحة بن سعد أنبأنا محمد بن إسحاق الناقد حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة حدثنا محمد بن عمران بن أبى ليلى حدثنا أبى حدثنا ابن أبى ليلى عن عطية عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بحئ القاتل يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله عزوجل ". وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم الانماطى حدثنا محمود بن خداش حدثنا مروان بن معاوية الفزارى حدثنا يزيد بن أبى زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ". هذه الاحاديث ليس فيها ما يصح. أما حديث عمر ففى الطريق الاول حكيم بن نافع. قال يحيى: ليس بشئ. وفى الطريق الثاني الاعشم. قال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة المناكير ويضع أسامي المحدثين لا يجوز الاحتجاج به بحال.
[ 105 ]
وأما حديث ابن عباس فمما وضعه جعفر. قال ابن عدى: كنا نتهمه بالوضع بل كنا نتيقن ذلك. وأما حديث أبى سعيد ففيه محمد بن عثمان وقد كذبه عبدالله بن أحمد وفيه عطية وقد ضعفه الكل. وأما حديث أبى هريرة ففيه يزيد. قال ابن المبارك: ارم به. وقال النسائي متروك. وقال أحمد بن حنبل: ليس هذا الحديث بصحيح. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقاة. باب ضجيج الارض من القتل المحرم أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا أبو طالب الحافظ حدثنا هلال بن العلاء حدثنا أبى قتيبة حدثنا مسلمة بن على الخشنى عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ضجت الارض من عمل عمل عليها، ضجيجها من سفك دم حرام واغتسال من جنابة حرام ". تفرد به عبدالرحمن بن يزيد وتفرد به مسلم عنه. فأما عبدالرحمن فقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وأما مسلمة فقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك. باب ذم الزنا فيه عن على وابن عباس وجابر وحذيفة وأنس: فأما حديث على عليه السلام فأنبأنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب ابن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا بشر بن أنس حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الجمحى حدثنا إسحاق بن محمد الفروى عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن
[ 106 ]
على عن أبيه عن جده عن أبى عن جده عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرأة لعبة زوجها فإن استطاع أن يحسن لعبته فليفعل. وقال: لا تزنوا فتذهب لذة نسائكم، وعفوا تعف نساؤكم. إن بنى فلان زنوا فزنت نساؤهم ". وأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل حدثنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر حدثنا محمد بن إسحاق البكائى حدثنا الحكم بن سليمان عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال: يذهب بالبهاء من الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن، والخلود في النار ". الطريق الثاني والثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم حدثنى عبد الصمد بن الفضل حدثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلى في أهله ". قال ابن عدى وحدثنا سعيد بن هاشم بن يزيد حدثنا قاسم بن عبد الوهاب حدثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عفوا تعف نساؤكم ". وأما حديث جابر فأنبأنا ابن ناصر أنبأنا عبدالله بن على الابنوسي أنبأنا عمر ابن محمد بن عبدالله النجار أنبأنا أبو نصر بن شاذان إبراهيم بن محمد بن عرفة حدثنا محمد بن يونس حدثنا على بن قتيبة حدثنا مالك عن أبى الزبير عن جابر
[ 107 ]
ابن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ". وأما حديث حذيفة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن المظفر حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا مسلمة بن على عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة ابن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والزنا فإن فيه ست خصال: ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة، فأما التى في الدنيا: فإنه يذهب البهاء ويورث الفقر ويقتص العمر. وأما التى في الآخرة: فإنه يورث سخط الله عز وجل وسوء الحساب والخلود في النار ". الطريق الثاني: روى أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبى خالد عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والزنا فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما اللواتى في الدنيا: فإنه يذهب البهاء ويقطع الرزق ويورث الفقر، وأما اللواتى في الآخرة: يسخط الرب عزوجل وسوء الحساب والخلود في النار ". وأما حديث أنس: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على حدثنى على بن محمد التنوخى حدثنا كعب بن عمرو بن جعفر أبو النضر البلخى حدثنا أبورخا عرس بن فهدا الموصلي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنى يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والزنا فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما اللواتى في دار الدنيا: فذهاب نور الوجه وسرعة الفناء وانقطاع الرزق، وأما اللواتى في الآخرة: فيغضب الرب وسوء الحساب والخلود في النار إلا أن يشاء الله عزوجل ".
[ 108 ]
ليس في هذه الاحاديث شئ يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث على عليه السلام فقال ابن حبان: عيسى بن عبدالله يروى عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة وكان يهم ويخطئ فبطل الاحتجاج به. قال ابن عدى: ومحمد بن أحمد بن يزيد حدث بأشياء منكرة ويسرق الحديث. وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول عمرو بن جميع. قال يحيى: هو كذاب خبيث. وقال ابن عدى: كان يتهم. وقال النسائي والدار قطني: متروك وفى الطريق الثاني والثالث إسحاق بن نجيح. قال أحمد بن حنبل: هو أكذب الناس. وقال يحيى: معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن حبان: دجال يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا. وأما حديث جابر فإن محمد بن يونس هو الكديمى وكان كذابا. قال العقيلى وعلى بن قتيبة: يروى عن الثقاة البواطيل. وأما حديث حذيفة، ففى الطريق الاول مسلمة بن على. قال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك، وفى رواته مسلمة عن عبدالرحمن الكوفى عن الاعمش. وفى الطريق الثاني أبان بن نهشل. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به. قال: ولا أصل لهذا الحديث الذى رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما حديث أنس، فقال أبو بكر الخطيب: إسناده كلهم ثقاة سوى كعب فقال ابن أبى الفوارس: كان كعب سيئ الحال في الحديث. باب عقوبة من زنى بيهودية أو نصرانية روى عبدوس بن خلاد عن عبد الوهاب بن عطاء عن هشام بن حسان عن
[ 109 ]
الحسن عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من زنى بيهودية أو نصرانية أحرقه الله في قبره ". قال أبو زرعة: هذا باطل موضوع، وكذب عبدوس. باب في كيفية حشر أولاد الزنا أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا على بن عبد العزيز حدثنا عارم حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن زيد بن عياض عن عيسى بن حطان الرقاشى عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة في صورة الخنازير ". هذا حديث موضوع لا أصل له. قال العقيلى: لا يحفظ من وجه يثبت. قال المصنف قلت: وزيد بن عياض قد طعن فيه أيوب السختيانى، وعلى ابن زيد قال فيه أحمد ويحيى: ليس بشئ. باب في أن ولد الزنا لا يدخل الجنة فيه عن عبدالله بن عمرو وأبى هريرة. فأما حديث عبدالله بن عمرو فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن مهدى أنبأنا محمد بن مخلد الحسن بن عرفة حدثنا عمر بن عبدالرحمن أبو حفص الابار حدثنا منصور بن المعتمر عن عبدالله بن مرة عن جابان عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة أربعة: مدمن خمر، ولا عاق والديه، ولا منان، ولا ولد زنية ". الطريق الثاني: أنبأنا موهوب بن أحمد أنبأنا على بن أحمد البسرى أنبأنا
[ 110 ]
أحمد بن الصلت حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حدثنا الحسين بن الحسن المروزى حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن سالم ابن أبى الجعد عن جابان عن عبدالملك بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا ولد زنا ولا من أتى ذات محرم ولا من ارتد أعرابيا بعد هجرة ". الطريق الثالث: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا يوسف بن رباح المصرى أنبأنا على بن الحسين بن بندار الاذنى حدثنا أبو طاهر بن فيل حدثنا عامر بن إسماعيل البغدادي حدثنا مؤمل حدثنا سفيان الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مرتد أعرابيا بعد هجرة ولا ولد زنا ولا من أتى ذات محرم " وأما حديث أبى هريرة فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك وعبد الرحمن بن محمد قالا أنبأنا ابن المأمون حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا حمدان بن عمر حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو إسرائيل ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا إبراهيم ابن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن المسيب حدثنى بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف ابن أسباط عن أبى إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن مجاهد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة ولد زنا، ولا والده، ولا ولد ولده ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا حمزة بن داود الثقفى حدثنا محمد بن زنبور حدثنا عبد العزيز بن أبى حازم عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة قال قال
[ 111 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " - فرج - [ فرخ ] الزنا لا يدخل الجنة ". الطريق الثالث: أنبأنا عبد الاول أنبأنا الداوودى أنبأنا ابن أعين السرخسى حدثنا إبراهيم بن خزيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبدالرحمن بن سعد الرازي حدثنا عمر بن أبى قيس عن إبراهيم بن مهاجر عن محمد بن عبدالرحمن بن أبى ذئاب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل ولد الزنا ولا شئ من نسله إلى سبعة آباء الجنة ". ليس في هذه الاحاديث شئ يصح. أما حديث ابن عمرو فذكر البخاري في تاريخه أنه قد روى من قول عبدالله بن عمرو ولا يصح. قال: ولا يعرف لجابان سماع من عبدالله بن عمرو وقال البخاري: هو مجهول. وأما الطريق الثاني ففيه عبد الكريم، وقد كذبه أيوب السختيانى، وقال أحمد ويحيى: ليس بشئ، وقال الدار قطني: متروك. وأما حديث أبى هريرة فمدار الطريق الاول على إسرائيل. قال يحيى: أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه، وقد ضعفه الترمذي والدار قطني. قال الدار قطني: ثم اختلف على مجاهد في هذا الحديث على عشرة أوجه، فتارة يروى عن مجاهد عن أبى هريرة، وتارة عن مجاهد عن ابن عمر، وتارة عن مجاهد عن أبى ذئاب، وتارة يروى موقوفا، إلى غير ذلك، وكله من تخليط الرواة. وفى الطريق الثاني من لا يعرف. وفى الثالث إبراهيم بن مهاجر، ضعفه البخاري والنسائي. ثم أي ذنب - لو - [ لولد ] الزنا حتى يمنعه من دخول الجنة. فهذه الاحاديث تخالف الاصول، وأعظم ما في قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى). باب في ذم اللوط وعقوبة اللوطى حديث في أن اللوطى يبقى جنبا وإن اغتسل: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب حدثنى عبد العزيز بن على حدثنا أبو القاسم
[ 112 ]
الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الوراق حدثنا محمد بن العباس بن سهيل حدثنا أبو بكر بن زنجويه عن عبدالله بن بكر السهمى عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو اغتسل اللوطى بماء البحار لم يجئ يوم القيامة إلا جنبا ". قال الخطيب: الرجال المذكورون في إسناد هذا الحديث كلهم ثقاة غير أبى سهيل وهو الذى ضعفه. حديث آخر في ذلك: حدثنا أحمد بن مبارك أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد الخلال حدثنا العباس بن أحمد الهاشمي حدثنا على بن نوح حدثنا محمد بن يونس حدثنا محمد بن حيان حدثنا روح بن مسافر عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللوطيان لو اغتسلا بماء البحر لم يجزهما إلا أن يتوبا ". وهذا موضوع. قال ابن حبان: روح بن مسافر كان يروى الموضوعات عن الاثبات، لا تحل الرواية عنه. حديث في عقوبة اللوطى: أنبأنا على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنى أبو جعفر محمد بن جميل الطالقاني حدثنا أبو على الحسين بن محمد الطالقاني حدثنا عمار بن عبدالمجيد الهروي حدثنا داود بن عفان النيسابوري قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قبل غلاما بشهوة عذبه الله في النار ألف سنة، ومن جامعه لم يجد رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام، إلا أن يتوب ". هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم بن حبان: داود بن عفان شيخ كان يدور بخراسان ويزعم أنه سمع من أنس بن مالك ويضع عليه روى نسخة موضوعة. حديث آخر في ذلك: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا ابن مسعدة
[ 113 ]
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى سمعت أبا جعفر القاص سمعت أحمد بن محمد بن غالب حدثنا سنان حدثنا الربيع بن بدر عن أبى هارون عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قبل غلاما لشهوة لعنه الله، فإن صافحه بشهوة لم يقبل من صلاته، فإن عانقه لشهوة ضرب بسياط من نار يوم القيامة، فإن فسق به أدخله الله النار ". هذا حديث موضوع. وأبو هارون العبدى قد ذكرناه في مواضع من كتابنا هذا وأنه كان كذابا. قال أحمد: ليس بشئ، وقال يحيى: الربيع بن بدر ليس بشئ. وأما أحمد بن محمد فهو غلام خليل، وقد ذكرنا في مواضع أنه كان يضع الحديث، وهو المتهم عندي في هذا الحديث، لان ابن عدى حكى عنه أنه قال: وضعنا أحاديث نرقق بها قلوب العامة، قال ابن عدى: وهذا الحديث باطل بهذا الاسناد وبغيره. حديث في عقوبة اللوطى في قبره: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي أنبأنا أحمد بن عامر النصيبى حدثنا محمد بن أبى غسان حدثنا سلمة ابن شبيب حدثنا مروان بن محمد السخاوى عن مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أم درهم عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللوطى إذا مات ولم يتب مسخ في قبره خنزيرا ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى إسناده مروان ابن محمد. قال ابن حبان: روى المناكير لا يحل الاحتجاج به. وقال الدار قطني ذاهب الحديث. وفيه مسلم بن خالد الزنجي. قال ابن المدينى: ليس بشئ. قال الازدي: وإسماعيل بن أم درهم لا يحتج بحديثه. حديث في وقاحة الممكن من نفسه: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن
[ 114 ]
مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمرو بن حفص ابن عبد الجبار حدثنا يزيد بن سنان حدثنا عبدالله بن إبراهيم الغفاري عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا امرؤ أقل حياء من امرئ أمكن من دبره ". وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الدار قطني: حديث عبدالله بن إبراهيم منكر ونسبه ابن حبان إلى أنه كان يضع الاحاديث. قال: ولا يحتج بالمنكدر. وأما يزيد بن سنان فقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي متروك الحديث. حديث في عقوبة الممكن من نفسه: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حبيب حدثنا دينار بن عبيدالله مولى أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى في الدبر سبع مرات حول الله شهوته من قبله إلى دبره ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: دينار يروى عن أنس الموضوعات لا يحل ذكره بالا بالقدح فيه. باب في أن المجنون من أفنى عمره بالمعاصى أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حدثنا أبو الحسن أحمد بن أبى عثمان حدثنا إبراهيم بن سعيد التسترى حدثنا محمد بن القاسم الطالكانى حدثنا أبو مقاتل السمرقندى حدثنا عوف بن أبى جميلة عن خلاس عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفع القلم عن ثلاثة: عن الغلام حتى يحتلم وإن لم يحتلم حتى يكون له ثمانى عشرة، وعن النائم حتى يستيقظ فإن طلق في منامه لم يقع الطلاق، وعن
[ 115 ]
المجنون حتى يصح. قيل يا رسول الله ومن المجنون ؟ قال: من أبلى شبابه في معصية الله عزوجل ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحاكم أبو عبد الله: كان الطالكانى وضاعا للحديث. باب ذم الغناء أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنى إبراهيم بن سعد الطبري حدثنا أبو اليمان عن سعيد بن سنان عن أبى الزاهرية عن كثير بن مرة عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يتغنى من الليل، فقال: لا صلاة له حتى مثلها ثلاث مرات ". هذا حديث لم يصح. قال يحيى بن معين: سعيد ليس بثقة أحاديثه بواطيل وقال النسائي: متروك الحديث. باب في إباحة الغناء فيه عن ابن عباس وعائشة: فأما حديث ابن عباس: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا على بن عبدالله بن مبشر حدثنا أبو جعفر محمد بن المثنى البزاز حدثنا الحسن بن محمد حدثنا أبو أويس حدثنا حسين بن عبدالله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بحسان ابن ثابت وقد رش فناء أطمه وجلس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سماطين وجارية له يقال له سيرين معها مزهرها تختلف به بين القوم وهى تغنيهم، فلما
[ 116 ]
مر النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم ولم ينهم، فانتهى إليها وهى تقول في غنائها: هل على ويحكم إن لهوت من حرج. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لاحرج إن شاء الله ". قال الدار قطني: تفرد به حسين عن عكرمة وتفرد به أبو أويس عنه ". قال المصنف قلت: أما حسين فقال على بن المدينى: تركت حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال السعدى: لا يشتغل بحديثه. وأما أبو أويس فاسمه عبدالله بن عبدالله بن أويس. قال أحمد ويحيى: ضعيف الحديث. وقال يحيى مرة: كان يسرق الحديث. [ وأما حديث ] عائشة أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنى أبو نصر على بن عبدالله البغدادي أنبأنا أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون العلوى أنبأنا إبراهيم بن على بن إبراهيم أبو الفتح البغدادي حدثنا موسى بن نصر بن جرير حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عبد الرزاق حدثنا بكار بن عبدالله بن وهب قال سمعت ابن أبى مليكة يقول سمعت عائشة تقول: " كانت عندي امرأة تسمعني، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى على تلك الحال ثم دخل ففرت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: ما يضحكك يا رسول الله ؟ فحدثه فقال: والله لا أخرج حتى أسمع ما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسمعته ". قال الخطيب: أبو الفتح البغدادي واهى الحديث ساقط الرواية، وأحسب موسى بن نصر بن جرير اسما ادعاه وشيخنا اختلقه، وأصل الحديث باطل. والله أعلم. باب في اللعب بالكعاب أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
[ 117 ]
أبو أحمد بن عدى حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم حدثنى عبد الصمد بن الفضل حدثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اللهو كله حتى لعب الصبيان بالكعاب ". هذا حديث موضوع والمتهم به إسحاق. قال أحمد بن حنبل: هو أكذب الناس. وقال يحيى: هو معروف بوضع الحديث. باب في الكبائر أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن على حدثنا عبدالله بن يوسف الجبيرى حدثنا معان أبو صالح عن أبى حمزة عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ما نهى الله عنه كبيرة حتى لعب الصبيان بالقمار ". هذا حديث موضوع، وكان معان يحدث عن الثقاة بالمنكرات: قال ابن حبان: لا يشبه حديثه حديث الاثبات فاستحق الترك. باب في الخروج من المظالم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا حمزة بن العباس الجوهرى وعمران بن موسى وغيرهما قالوا حدثنا إسحاق ابن وهب الطهرمسى قرية من قرى مصر حدثنا ابن وهب حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لرد دانق من حرام يعدل عند الله عزوجل سبعين ألف حجة " ح. وأنبأناه ابن ناصر أنبأنا عبد القادر ابن يوسف أنبأنا أبو الحسن البرمكى أنبأنا أبو عبد الله بن بطة حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو ذر البصري أنبأنا إسحاق بن وهب فذكره وقال سبعين حجة.
[ 118 ]
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به إسحاق. قال ابن حبان: كان يضع الحديث صراحا ولا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. وقد سرق هذا الحديث أحمد بن محمد بن الصلت الهروي فرواه عن يحيى ابن سليمان بن نضلة عن مالك. وقال فيه: " لرد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة ". ورواه عن هناد عن أبى سلمة عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفا: " لرد دانق من حرام أفضل عند الله عزوجل من مائة ألف تنفق في سبيل الله عزوجل ". قال ابن حبان: كان أحمد بن محمد يضع الحديث. وقال ابن عدى: ما رأيت في الكذابين أقل حياء من أحمد بن محمد بن الصلت. باب كفارة الغيبة فيه عن سهل وأنس وجابر: أما حديث سهل: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن محمد بن الفرات حدثنا إسحاق بن الجراح حدثنا أبو داود سليمان بن عمرو عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر الله فإنها كفارة له ". وأما حديث أنس فأنبأنا على بن محمد بن حسون أنبأنا أبو محمد بن أبى عثمان ح. وأنبأنا ابن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن طلحة قالا: أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر أنبأنا ابن صفوان حدثنا أبو بكر القرشى حدثنا أبو عبيدة بن عبد الوارث بن عبد الصمد حدثنا أبى حدثنا عنبسة بن عبدالرحمن
[ 119 ]
القرشى عن خالد بن يزيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفارة من اغتبت أن تستغفر له ". وأما حديث جابر: فأنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا أبو خالد العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنى يحيى بن عياش عن عيسى العطار حدثنا حفص بن عمر الايلى حدثنا مفضل بن لاحق حدثنى محمد بن المنكدر سمعت جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من اغتاب رجلا ثم استغفر له من بعد ذلك غفرت له غيبته ". هذه الاحاديث ليس فيها شئ صحيح. أما الاول: فقال ابن عدى: هو مما وضعه سليمان بن عمرو على أبى حازم. قال أحمد ويحيى: كان سليمان يضع الحديث. وأما الثاني فقال يحيى: عنبسة ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. وأما الثالث فقال الدار قطني: تفرد به حفص عن مفضل وحفص ضعيف. وقال النسائي: حفص ليس بثقة. وقال ابن حبان: كان يقلب الاسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. باب قبول التوبة أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا محمد بن الحسن بن على اليقطينى حدثنا محمد بن معاذ بن عيسى بن ضرار الهروي حدثنا أبو على أحمد بن عبدالله الجويبارى حدثنا وكيع بن - أجراح - [ الجراح ] عن مسعر عن حبيب بن أبى ثابت عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جئ بالتوبة في أحسن صورة وأطيب ريح، فلا يجد ريحها إلا مؤمن
[ 120 ]
فيقول الكافر: يا وليتاه أتاك هؤلاء يزعمون أنهم يجدون ريحا طيبة ولا يجدها. قال: فتكلمهم التوبة فتقول: لو قبلتموني في الدنيا لاطبت ريحكم اليوم. قال فيقول الكافر: أنا أقبك الآن. قال: فينادى ملك من السماء: لو أتيتم بالدنيا وما فيها وكل ذهب وفضة وبكل شئ كان في الدنيا ما قبل منكم توبة. قال: فتتبرأ منهم التوبة، فتتبرأ منهم الملائكة ويجئ الخير، فمن شمت منه ريحا طيبة تركته، ومن لم تشم منه ريحا طيبة ألقته في النار ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده الجويبارى، وقد سبق في كتابنا أنه كان يضع الحديث، وقد ضهد عليه الوضع ابن عدى وابن حبان الحافظان، وقد روى إسماعيل بن يحيى التيمى نحوه عن مسعر. قال ابن عدى: إسماعيل يحدث عن الثقاة بالبواطيل. وقال الدار قطني: كذاب متروك. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه بحال. باب قبول توبة الزانى والقاتل أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عيسى بن شعيب بن ثوبان عن فليح عن عبد بن أبى عبيد عن أبى هريرة قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة ثم انصرفت، فإذا امرأة عند بابى، فسلمت ثم فتحت ودخلت، فبينا أنا في مسجدي أصلى إذ نقرت الباب، فأذنت لها فدخلت، فقالت: إنى جئت أسألك عن عمل عملته هل له من توبة إنى زنيت وولدته وقتلته ؟ فقلت لها: لانعمة عين ولا كرامة، فسلمت وهى تدعو بالحسرة وتقول: واحسرتاه أخلق هذا الجسد النار. قال: ثم صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الليلة ثم جلسنا ننتظر الاذن عليه، فأذن لنا فدخلنا ثم خرج من كان معى وتخلفت، فقال مالك: يا أبا هريرة ألك حاجة ؟
[ 121 ]
فقلت: بلى يا رسول الله، صليت معك العتمة ثم انصرفت فقصصت عليه ما قالت المرأة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قلت لها ؟ قال قلت: ولا نعمة عين ولا كرامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بئس ما قلت لها ما كنت تقرأ هذه الآية: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس النفس التى حرم الله إلا بالحق) قال أبو هريرة: فخرجت، فلم أترك بالمدينة خصا ولا دارا إلا وقفت عليها، فقلت: إن يكن فيكم المرأة التى جاءت إلى أبى هريرة البارحة فلتأت ولتبشر، فلما صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العتمة، فإذا هي عند بابى، فقلت لها: أبشرى فإنى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قلت وما قلت لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بئس ما قلت لها أما كنت تقرأ هذه الآية ؟ فقرأتها عليه، فخرت ساجدة، وقالت الحمد لله الذى جعل لى مخرجا وتوبة مما عملت. إن هذه الجارية وابنها حران لوجه الله، وإنى فديت مما عملت ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلى: عيسى ابن شعيب عن فليح لا يتابع على حديثه هذا، وعبيد بن أبى عبيد مجهول، وقال ابن حبان: عيسى متروك. باب ما يفعل من أراد التوبة ذكرت لذلك صلاة تروى عن أبى ذر قد سبقت في كتاب الصلاة. باب توبة ثعلبة بن عبدالرحمن أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهانى حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهرى قالا حدثنا سليم بن منصور بن عمار حدثنا أبى عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله " أن
[ 122 ]
فتى من الانصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة الانصاري تغتسل فكرر إليها النظر وخاف أن ينزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج هاربا على وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدنية فولجها، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهى الايام التى قالوا ودعه ربه وقلى، وأن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بى من نارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتيانى بثعلبة بن عبدالرحمن فخرجا في - أبعاد - [ أنقاب ] المدينة فلقيهما راع من رعاة المدينة يقال له دفافة، فقال له عمر: يادفافة هل لك على بشاب بين هذه الجبال، فقال له دفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم، فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم، قال: لانه إذا كان في جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول: ليتك قبضت روحي في الارواح وجسدى في الاجساد ولم تجردني لفصل القضاء. قال: فغدا عليه عمر فاحتضنه، فقال: الامان الامان، الخلاص من النار، فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا علم لى إلا أنه ذكرك بالامس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلني أنا وسلمان في طلبك، فقال: يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلى أو بلال يقول: قد قامت الصلاة، قال: أفعل، فأقبلوا به إلى المدينة فوافقوا رسول الله صلى الله علية وسلم وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة بن عبدالرحمن ؟ قالا: هاهو ذا يا رسول الله، قال: أفلا أدلك على أنه يمحو الذنوب والخطايا، قال: بلى يا رسول الله، قال قل: اللهم آتنا في الدنيا
[ 123 ]
حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قال: ذنبي أعظم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل كلام الله أعظم، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا بنا إليه، فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أزلت رأسك عن حجري ؟ فقال: إنه من الذنوب ملآن، قال: ما تجد ؟ قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدى وعظمي، قال: فما تشتهى ؟ قال: مغفرة ربى، قال: فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام يقول: لو أن عبدى هذا لقيني بقراب الارض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمه ذلك ؟ قال: بلى، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فصاح صيحة فمات، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى على أطراف أنامله، فقالوا: يارسول الله رأيناك تمشى على أطراف أناملك، قال: والذى بعثنى بالحق ما قدرت أن أضع رجلى على الارض من كثرة أجنحة لتشييعه من الملائكة ". هذا حديث موضوع شديد البرودة، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله: وذلك حين نزل عليه (ما ودعك ربك وما قلى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف، وليس في الصحابة من اسمه دفافة، وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء منهم المنكدر، قال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان يأتي بالشئ توهما فبطل الاحتجاج بأخباره. ومنهم سليم بن منصور فإنهم قد تكلموا فيه، ومنهم أبو بكر المفيد، قال البرقانى: ليس بحجة، قال وسمعت عليه الموطأ، فقال لى أبو بكر بن أبى سعد: اخلف الله نفقتك، فأخذت عوضه بياضا. وقد روى
[ 124 ]
هذا الحديث أبو عبد الرحمن السلمى عن جده إسماعيل بن نجيد عن أبى عبدالله محمد بن إبراهيم العبدى عن سليم، و - هآولا - [ هؤلاء ] لا تقوم بهم حجة. باب الاقرار على النفس بالذنب أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا على بن محمد بن مهرويه حدثنا إبراهبم بن الحسين حدثنا داهر بن نوح حدثنا بشر بن إبراهيم حدثنا أبو حمرة عن الحسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى وملائكته يترحمون على المقرين على أنفسهم بالذنوب ". هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: بشر بن إبراهيم له أحاديث بواطيل، وهو عندي ممن يضع الحديث على الثقاة، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. باب العود بعد التوبة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن البناء أنبأنا عبيدالله بن أحمد حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن هارون حدثنا عمرو بن على حدثنا المعتمر ابن سليمان حدثنا الفضل بن عيسى عن أبى الحكم العجلى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال العبد أستغفر الله وأتوب إليه ثم عاد ثم قالها ثم عاد ثم قالها ثم عاد، كتبه الله في الرابعة من الكذابين ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والفضل كذاب. قال ابن معين: كان رجل سوء. باب علامات الشقاء أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو طالب العشارى
[ 125 ]
أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن سهيل القاضى حدثنا محمد بن عبيدالله بن النعمان حدثنا أبو مسعود يزيد بن خالد الاصبهاني حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي حدثنا وهب بن جويرية السلمى عن أبى داود سليمان بن عمرو النخعي عن إسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه [ وسلم ]: " أربع من الشقاء: جمود العين وقساوة القلب والحرص على الدنيا وطول الامل ". طريق آخر: أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا جدى أبو منصور محمد بن أحمد أنبأنا الحسين بن عمر العلاف حدثنا يوسف بن عمر بن مسرور حدثنا سعيد بن أحمد بن محمد العراد حدثنا محمد بن سنان - يعنى القزاز - حدثنا هاني ابن المتوكل عن عبدالله بن سليمان عن إسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربعة من الشقاوة: جمود العين وقساوة القلب وطول الامل والحرص على الدنيا ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول ففيه أبو داود النخعي. قال أحمد ويحيى: كان يضع الاحاديث. قال ابن عدى: وضع هذا على إسحاق. وفيه محمد بن إبراهيم الشامي قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وأما الطريق الثاني ففيه هاني بن المتوكل. قال ابن حبان: كثرت المناكير في روايته لا يجوز الاحتجاج به - غ قال المصنف قلت: وعبد الله بن سليمان مجهول.
[ 126 ]
كتاب الحدود والعقوبات باب حد السن التى توجب إقامة الحدود والعقوبة أخبرت عن أبى القاسم عبدالرحمن بن محمد أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا أبو الحسن بن يوسف بن إسحاق حدثنا محمد بن الفضل النيسابوري حدثنا أبو عتاب الطالقاني حدثنا أحمد بن يعقوب البلخى حدثنا على بن عاصم عن جعفر ابن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما، ثم تلا (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد أبدع من وضعه وخالف به إجماع المسلمين. فواعجبا من جرأة - هاولا - [ هؤلاء ] على الشريعة. قال شعبة: كان جعفرأ كذب الناس، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدى: نبذوا حديثه، وقال البخاري والنسائي والدار قطني: متروك. وأما على بن عاصم فقال يزيد بن هارون: ما زلنا نعرفه بالكذب، وقال يحيى: ليس بشئ. وقد تقدم قولنا في القاسم، وأنه ليس بشئ. باب قتل اللص أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الخضر بن أحمد حدثنا مخلد بن مالك حدثنا فوات بن زهير عن مالك بن أنس حدثنى أبى عن أم علقمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللص محارب لله ولرسوله فاقتلوه فما أصابكم من إثم فعلى ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: فوات بن زهير عن مالك ما لم يروه قط لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال.
[ 127 ]
باب قتل العشار أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة حدثنا أبى أنبأنا عبدالله بن محمد بن الحارث البخاري حدثنا حمدان بن ذى النون البلخى حدثنا مكى بن إبراهيم حدثنا عبدالله بن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن محيس بن كيسان عن عبدالرحمن بن حسان عن رجل من جذام عن مالك ابن عتاهية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لقيتم عشارا فاقتلوه ". هذا حديث موضوع. وفيه غير واحد من المجهولين. وقد رواه قتيبة عن ابن لهيعة فلم يذكر فيه محيسا ولا عبدالرحمن بن حسان. وابن لهيعة ذاهب الحديث، والحديث ليس بشئ في الجملة. باب دية الذمي أنبأنا ابن عبد الخالق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد حدثنا عبدالملك حدثنا الدار قطني حدثنا على بن إبراهيم بن حماد حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا على بن الجعد حدثنا أبو كرز القرشى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دية ذمى دية مسلم ". واسم أبى كرز عبدالله بن كرز. قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن كرز يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم لا يحل الاحتجاج به، وكذلك قال الدار قطني: هذا الحديث باطل لا أصل له، وابن كرز متروك. باب حكم المرأة إذا ارتدت أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد حدثنا محمد بن عبدالملك حدثنا الدار قطني حدثنا عبد الصمد بن على حدثنا عبدالله بن عيسى حدثنا عفان حدثنا
[ 128 ]
شعبة عن عاصم عن أبى رزين عن عبدالله بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل المرأة إذا ارتدت ". قال الدار قطني: لا يصح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن عيسى كذاب يضع الاحاديث على عفان وغيره، ولا يصح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رواه شعبة. وفى الصحيح: " من بدل دينه فاقتلوه ". باب حد المماليك وأهل الذمة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ حدثنا محمد بن سليمان بن عبد الكريم حدثنا قتيبة حدثنا إبراهيم بن أبى حبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أخر حد المماليك وأهل الذمة إلى يوم القيامة ". قال أبو أحمد: هذا حديث منكر، وإبراهيم بن أبى حبة في عداد من يضع الحديث، ولم يروه عن هشام غيره. وقال الدار قطني: متروك. باب إثم السارق والكاتم عليه أنبأنا إسماعيل أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا جعفر ابن أحمد بن على حدثنا نعيم بن حماد حدثنا سليمان بن حبان عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أبصر سارقا سرق سرقة صغرت أو كبرت فكتم عليه ما سرق ولم ينذر به كان عليه الوزر مثل الذى على السارق، ولا يسرق السارق حتى يخرج الايمان من قلبه، ولا يكتم عليه من رآه حتى يخرج الايمان من قلبه، ويبرأ الله منهما، وكلاهما في النار،
[ 129 ]
إلا أن الذى نظر إليه وكتم عليه يدعك بالعذاب دعكا ". قال ابن عدى: وهذا الحديث بهذا الاسناد باطل، وهذه الالفاظ لا تشبه ألفاظ الرسول عليه السلام. وجعفر كنا نتهمه بوضع الحديث بل يتبين ذلك منه، وقد روى جعفر حديثين آخرين في السرقة يشابه هذا المعنى لا نشك أنها من وضعه. باب وجود القتيل بين قريتين أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق حدثنا أبو إسرائيل الملائى حدثنى عطية عن أبى سعيد الخدرى قال: " وجد قتيل بين قريتين، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقيس إلى أيهما كان أقرب، فوجد أقرب إلى أحدهما بشبر. قال: فكأني أنظر إلى شبر النبي صلى الله عليه وسلم، فضمن النبي صلى الله عليه [ وسلم ] من كانت أقرب إليه ". هذا حديث موضوع وفيه جماعة ضعاف منهم عطية، ضعفه الكل. ومنهم أبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن أبى أسحاق ضعيف. وقال يحين بن معين: أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه. وقال العقيلى: ما حدث بهذا الحديث غيره ليس له أصل. ومنهم إسماعيل بن أبان. قال أحمد بن حنبل: حدث أحاديث موضوعة. وقال يحيى: كذاب. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة. وقال البخاري والدار قطني: متروك. باب حد القاذف أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن
[ 130 ]
حبان حدثنا محمد بن إسحاق الثقفى حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبى فديك حدثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال الرجل للرجل يا يهودى فاجلدوه عشرين، وإذا قال يا مخنث فاجلدوه عشرين. وفى رواية أخرى: وإذا قال يا لوطى فاجلدوه عشرين ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا الحديث باطل لا أصل له. وإبراهيم كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل. وداود حدث عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، تجب مجانبة روايته. باب قذف الذمي أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد ابن عدى أنبأنا الفضل بن عبدالله بن سليمان الانطاكي حدثنا مصعب بن سعد حدثنا محمد بن محصن الاسدي عن الاوزاعي عن مكحول عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار ". قال أبو حاتم بن حبان: محمد بن محصن يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره إلا على وجه القدح فيه.
[ 131 ]
كتاب الزهد باب التحذير من شر الدنيا أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكى الجرجاني حدثنا على بن محمد الصائغ حدثنا زكريا بن يحيى بن الحارث الكسائي حدثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس قال: " جاء على إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذه الناقة ؟ قال: حملني عليها عثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا على اتق الدنيا، فإن من كثر شيئه كثر شغله، ومن كثر شغله اشتد حرصه، ومن اشتد حرصه كثر همه ونسى دينه، فما ظنك يا على بمن نسى ربه ". قال الخطيب: هذا حديث منكر تفرد بروايته الصائغ وهو ضعيف جدا عن الكسائي وهو مجهول. حديث آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم ابن حبان حدثنا عبد الكبير بن عمر الخطابى حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبى خالد عن نفيع عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد غنى ولا فقير إلا يود يوم القيامة أنه أوتى في الدنيا قوتا ". نفيع هذا هو أبو داود الاعمى، كذبه قتادة. قال يحيى: لم يكن ثقة. وقال النسائي والدار قطني: متروك. باب ذم من يحب الدنيا أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا على بن أبى على البصري حدثنا محمد بن عبدالله بن الشخير حدثنا داود بن سليمان بن جندل الهمداني
[ 132 ]
حدثنا على بن حرب حدثنا أبو معاوية عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الانصار: " كيف تفلح والدنيا أحب إليك من أحب الناس عليك ". قال الخطيب: لا أعلم رواه غير داود بهذا الاسناد، ورجاله كلهم ثقاة غير داود، والحمل فيه عليه. باب ذم من أصبح وهمه الدنيا أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على حدثنى عبدالله بن أحمد بن الحسين المروزى حدثنا إسحاق بن بشر حدثنا سفيان الثوري عن الاعمش عن أبى وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شئ ". هذا حديث لا يصح، والمتهم به إسحاق. قال الدار قطني: كذاب متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلى على التعجب. باب شهرة محب الدنيا يوم القيامة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر حدثنا سهيل بن عبدالله الغازى أنبأنا أبو سعيد محمد بن على بن مهدى النقاش أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس الحصرى حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد الاشج حدثنا جعفر بن عاصم الدمشقي حدثنا أحمد بن أبى الحوارى أخبرني بشر بن السرى عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن عبدا أدى جميع ما افترض الله إلا أنه كان محبا للدنيا لنادى مناد يوم القيامة: ألا إن فلانا أحب ما أبغض الله عزوجل ".
[ 133 ]
قال النقاش: هذا حديث كذب موضوع، ولعل سعيدا وضعه. قال المصنف قلت: وقد اتهم سعيد بهذا الحديث رواه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بعث الله ملكا إلى رجل ليعذبه، قال: أسألك بوجه الله ألا تعذبني، فمضى فبعث ثلاثة كلهم يقول ذلك فلا يعذبه، فبعث الرابع فقال له ذلك فعذبه، فلما صعد سقط جناحاه ووقع فقال: يا رب وقد أطعتك، فقال: سألك بوجهي وعزتي لو سألني عبدى بوجهي أن أغفر لجميع الخلائق لغفرت لهم ". باب ذم الحزين على الدنيا أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثنا أبو محمد الخلال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد النيسابوري حدثنا عبدالله بن محمد بن على العدل حدثنا على بن محمد أبو أحمد البلخى حدثنا محمد بن سفيان بن سيف ابن ثابت الربعي عن محمد بن القاسم أبى جعفر حدثنا شقيق بن إبراهيم عن سفيان الثوري عن طلحة بن مصرف عن شمر بن عطية عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح محزونا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه، ومن دخل على غنى فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن قرأ القرآن فدخل النار فهو من آيات الله هزوا ". وقد روى وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن أنس نحوه. وروى عبيدالله بن موسى بن معدان عن منصور بن العتمى عن أبى وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا عن ربه عزوجل " ليس فيها شئ صحيح. أما الحديث الاول ففيه محمد بن القاسم الطالكانى. قال أبو عبد الله الحاكم
[ 134 ]
كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: روى عن أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب ويأتى في الاخبار بما - يشبه الحلق - [ يشهد الخلق ] على بطلانه. قال: ولا يحل الاحتجاج بوهب بن راشد فإنه يروى العجائب. وأما حديث ابن مسعود ففيه عبيدالله بن موسى. قال العقيلى: هو مجهول وحديثه غير محفوظ. قال ابن عدى: وبشر الدارسى منكر الحديث عن الائمة بين الضعف جدا. باب النهى عن الادخار أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا على بن أبى على حدثنا عبدالله بن إبراهيم الزينبي حدثنا محمد بن سهل العطار حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح حدثنا عبدالرحمن بن جناح حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيدالله الانصاري حدثنى عمر بن راشد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال يوما من الايام، فوقف بالباب سائل، فرده بغير شئ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال أرددت السائل وهذا التمر عندك ؟ قال: بلى يا رسول الله، كنت صائما وأردت أن أفطر عليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فلا - تخبا - [ تخبئ ] شيئا رزقته، ولا تمنع شيئا سئلته ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: عمر بن راشد لا يساوى حديثه شيئا، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث. باب مدح قلة الشئ والصمت والتواضع أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن
[ 135 ]
عدى حدثنا صالح بن أبى مقاتل حدثنا حميد بن الربيع حدثنا أبو معاوية حدثنا العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع - لا يصبر - [ لا يصيبن ] إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع وذكر الله عزوجل، وقلة الشئ ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: كان العوام يروى الموضوعات عن الثقاة، وكان يأتي بالشئ على التوهم لا التعمد فلا يحتج به. قال ابن عدى: الاصل في هذا أنه موقوف على أنس، وقد رفعه بعض الضعفاء عن أبى معاوية - يعنى حميد بن الربيع - قال يحيى: حميد كذاب. باب جمع المال للمصالح أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا العلاء بن مسلمة حدثنا هاشم بن القاسم عن مرجاء بن رجاء عن سعيد عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا خير فيمن لا يجمع المال يصل به رحمه ويورى به عن أمانته ويستغنى به عن خلق ربه ". هذا حديث ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما يروى نحوه عن الثوري. قال ابن حبان: العلاء يروى الموضوعات على الثقاة والمقلوبات، لا يحل الاحتجاج به. وقال أبو الفتح الازدي: كان رجل سوء لا يحل لمن عرفه أن يروى عنه. وقال محمد بن طاهر: كان يضع الحديث. باب خدمة الدنيا للعباد واستخدامها للراغبين فيها أنبأنا أبو الحسين على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد
[ 136 ]
الرازي حدثنا الحسين بن داود البلخى حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تبارك وتعالى للدنيا: مرى على أوليائي وأحبائي لا تحليها فتفتنيهم، وأكرمي من خدمني وأتعبني من خدمك ". طريق آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أبو مقاتل محمد بن العباس بن شجاع حدثنا الحسين بن داود البلخى حدثنا الفضيل بن عياض عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبني من خدمك ". مدار الطريقين على الحسين بن داود. قال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن الفضيل، وهو موضوع ورجاله كلهم ثقاة سواه. باب التفرد لطاعة الله عزوجل أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب حدثنى الحسن ابن أبى طالب حدثنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامى حدثنا أحمد بن عبدالرحمن ابن الجارود حدثنا محمد بن عبدالملك الدقيقي وعثمان بن خرزاذ الانطاكي وعباس ابن محمد الدوري قالوا حدثنا عفان بن مسلم حدثنا شعبة عن أبى التياح عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: يا ابن آدم أنا بدك اللازم فاعمل لبدك، كل الناس لك منهم بد وليس لك منى بد ". قال الخطيب: هذا الحديث موضوع المتن مركب على هذا الاسناد وكل رجاله مشهورون معروفون بالصدق إلا ابن الجارود فإنه كذاب ولم نكتبه إلا من حديثه.
[ 137 ]
باب انقسام الزاهدين أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا إبراهيم بن عمرو السكسكى حدثنا أبى عن عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس على ثلاث منازل: فمن طلب ما عند الله عزوجل كانت السماء ظلاله والارض فراشه، لم يهتم بشئ من أمر الدنيا، فرغ نفسه لله عزوجل فهو لا يزرع وهو يأكل الخبز، وهو لا يغرس الشجر وهو يأكل [ الثمر (1) ]، ولا يهتم بشئ من أمر الدنيا توكلا على الله عزوجل وطلب ثوابه، تضمن الله عزوجل السموات السبع والارضين السبع وجميع الخلائق رزقه بغير حساب، عبدالله حتى أتاه اليقين. والثانى: لم يقو على ما قوى عليه، يطلب بيتا يكنه وثوبا يوارى عورته وزوجة يستعف بها، وطلب رزقا حلالا فطيب الله رزقه، فإن خطب لم يزوج، وإن كان عليه حق أخذ منه، فإن كان له يعطه، فالناس منه في راحة ونفسه منه في عناء، يظلم فلا ينتصر يبتغى بذلك الثواب من الله عزوجل فلا يزال في الدنيا متزينا حتى يفضى إلى الراحة والكرامة. والثالث: طلب ما عند الناس فطلب البناء المشيد والمراكب الفارعة والخدم الكثير والتطاول على عباد الله، فألهاه ما بيده من عرض الدنيا عن الآخرة فهو عبد الدنيا والدرهم والمرأة والخادم والثوب اللين والمركب، يكسب ماله من حلاله وحرامه، يحاسب عليه ويذهب - بهناه - [ بهناة ] غيره، وذلك الذى ليس له في الآخرة من خلاق ". قال ابن حبان: عبد العزيز وعمر بن بكير ليسا في الحديث بشئ، ولكن ليس هذا من عملهما، هذا شئ تفرد به إبراهيم وهو مما عملت يداه وهو يروى عن أبيه الاشياء الموضوعة التى لا تعرف من حديث أبيه. وأبوه أيضا لا شئ، فلست أدرى هو الجاني على أبيه أو أبوه الذى يخصه بهذه الموضوعات. قال: (1) بالاصل في مكانها بياض.
[ 138 ]
وهذا كلام ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابن عمر ولا نافع، وإنما هو من كلام الحسن. باب رد شهوات النفس أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا الدار قطني حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد الواسطي حدثنا على بن حرب حدثنا الحسن ابن موسى الاشيب حدثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبى ثابت عن نافع عن ابن عمر " أنه اشترى سمكة طرية بدرهم ونصف، فأتاه سائل فتصدق بها عليه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرئ اشتهى شهوة فرد شهوته وآثره على نفسه غفر له ". هذا حديث موضوع، والمتهم به عمرو بن خالد. قال وكيع: كان في جوارنا يضع الحديث، وقال ابن عدى: عامة ما يروى موضوعات، كذبه أحمد ويحيى. واعلم أن جهلة المتزهدين بنوا على مثل هذا الحديث الواهي، فتركوا كل ما تشتهيه النفس، فعذبوا أنفسهم لمجاهدتها في ترك كل ما يشتهى من المباحات، وذلك غلط، لان للنفس حقا، ومتى ترك كل ما تشتهيه أثر في صورتها ومعناها. أما في صورتها فإن جسدها قد بنى على أخلاط وفى باطنها طبيعة مستحثة على ما يصلحها، فإذا قلت عندها الرطوبة مالت إلى المرطبات، وإذا كثرت عليها طلبت المنشفات طلبا لاصلاح بدنها، فإذا منعت ما ركبت عليه من طلب الملائم كان ذلك مضادا لحكمة الواضع ومبالغة في أذى النفس. وأما في معناه ينكمد برد أغراضها، إذ نيل أغراضها يقوى حاسها، فلا ينبغى أن يترك من أغراضها إلا ما خاف من تناوله. أما الملائم أو التثبط عن الطاعة أو فوات خيرها، وإنما امنع من ترك شهواتها على الاطلاق. وأما إذا اشتهت شيئا من فضول العيش، فآثرت به، فالثواب حاصل، وذلك داخل في قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
[ 139 ]
باب ذم اتباع الهوى أنبأنا المبارك بن على الصيرفى أنبأنا على بن محمد [ بن ] العلا ح. وأنبأنا عبدالملك ابن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندى حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي حدثنا عباد بن الوليد حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر عن راشد بن سعد عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تحت ظل السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه جماعة ضعاف والحسن بن دينار والخصيب كذابان عند علماء النقل. باب ذم التواضع للاغنياء أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي حدثنا الفضل بن محمد الانطاكي في كتابه حدثنا محمد بن سلام المنيحى حدثنا بشير بن زاذان عن عمر بن الصبح عن هارون بن ديار عن أبى عمر زاذان عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله فقيرا تواضع لغنى من أجل ماله، من فعل ذلك من الفقر أذهب ثلثا دينه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه بشير بن زاذان، قال يحيى: ليس بشئ، وفيه عمر بن الصبح وهو المتهم به، قال ابن حبان: كان يضع الحديث، وقال الدار قطني: متروك. باب البعد عن الاغنياء أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا محمد بن بكار القافلاى حدثنا أحمد بن منصور
[ 140 ]
أنبأنا الجمانى عن صالح بن حيان عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن سرك اللحوق بى فلا تخالطين الاغنياء ولا تستبدلى بثوب حتى ترقعيه ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: صالح بن حيان ليس حديثه بشئ وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. باب النهى عن تعظيم المترفين أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن على بن عروة حدثنا أبو سهل بن زياد القطان حدثنا محمد بن غالب ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا على بن عبد العزيز قالا حدثنا عمر بن يزيد الرفاء حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن شقيق بن سلمة عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال أقوام يشرفون المترفين، ويستخفون بالعابدين، ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويسعون فيما يدرك بغير سعى من القدر والمقدور والاجل المكتوب والرزق المقسوم، ألا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي ومن الجزاء الموفور والسعى المشكور والتجارة التى لا تبور " لفظ الحديث. هذا حديث ليس بصحيح، انفرد به عمر بن يزيد، قال أبو حاتم الرازي: عمر بن يزيد متروك الحديث يكذب، قال العقيلى: وهذا الكلام عندي والله أعلم يشبه كلام عبدالله بن المسور الهاشمي وكان يضع الحديث، وقد روى عنه عمرو بن مرة، فلعل عمر بن يزيد حمله عن رجل عن عمرو بن عبدالله بن المسور وأحاله على شعبة.
[ 141 ]
باب فضل الفقراء والمساكين أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا أبو الطيب أحمد بن عبيدالله الدارمي حدثنا أحمد بن داود ابن عبد الغفار حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة مفتاح، ومفتاح الجنة المساكين والفقراء، هم جلساء الله يوم القيامة ". قال أبو حاتم: هذا حديث موضوع. وأحمد بن داود كان يضع الحديث. وقال الدار قطني: هذا الحديث وضعه عمر بن راشد الحارثى عن مالك وسرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبى مصعب. باب إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون من المساكين أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أخبرني أحمد بن الحسين ابن نصر العطار أنبأنا على بن عمر الحافظ حدثنا يزداد بن عبدالرحمن بن محمد الكاتب حدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا أبو خالد الاحمر عن يزيد بن سنان عن أبى مبارك عن عطاء بن أبى رباح عن أبى سعيد الخدرى قال " أحبوا المساكين فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم الرازي: أبو مبارك رجل مجهول. قال يحيى بن معين: ويزيد بن سنان ليس بشئ، وقال ابن المدينى: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. طريق آخر: أنبأنا الكروخى أنبأنا أبو عامر الازدي وأبو بكر الغورجى
[ 142 ]
قالا أنبأنا أبو محمد الجراحى حدثنا أبو العباس المحبوبى حدثنا الترمذي حدثنا عبدالاعلى بن واصل الكوفى حدثنا ثابت بن محمد العايد الكوفى حدثنا الحارث ابن النعمان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال ]: " اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة. فقالت عائشة: لم يا رسول الله ؟ قال: إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحيى المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة ". قال البخاري: الحارث بن النعمان منكر الحديث. باب ذم الفتور أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني عبدالله بن أحمد بن عثمان حدثنا محمد بن عبدالله الصيرفى حدثنا محمد بن عمر بن حفص أبو بكر الفيلى حدثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك حدثتنا حكامة بنت أخى مالك بن دينار عن أبيها عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زوج الله التوانى بالكسل فولد بينهما الفاقة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى نحوه عن عمرو بن العاص: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن على المضرى أنبأنا الموفق بن أبى الحسن التمار أنبأنا سعيد بن العباس القرشى حدثنا منصور بن العباس حدثنا محمد بن المنكدر حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا سليمان بن النعمان حدثنا يحيى بن العلاء حدثنا محمد بن سليمان الاخنسى عن أبيه قال قال عمرو بن العاص: " نكح العجز التوانى فولد بينهما العدامة ". قال المصنف قلت: وأبو حكامة اسمه عثمان بن دينار. قال العقيلى: تروى عنه ابنته حكامة أحاديث بواطيل ليس لها أصل. قال الدار قطني: والفيلي ضعيف جدا.
[ 143 ]
حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد الرازي حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن خالد الشيباني حدثنا يحيى بن حميد الطويل عن أبيه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وله وكيل في الجنة، فإن قرأ القرآن بنى له القصور، وإن سبح غرس الاشجار، وإن كف كف ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى نحوه عن الحسن بن أحمد بن خالد وهو الجويبارى نسبوه إلى جده قصدا للتدليس وكان من كبار الوضاعين. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن معدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا الحسين بن إسماعيل التمار حدثنا سليمان بن يسار حدثنا سفيان بن عيينة عن بقية بن الوليد عن الحكم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أتى على يوم لم أزدد فيه خيرا يقربني إلى ربى فلا بورك في ذلك اليوم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: لا يرويه عن الزهري غير الحكم بن عبدالله بن سعد الايلى وله عن الزهري أحاديث بواطيل. قال أبو حاتم الرازي: الحكم كذاب. وقال أبو حاتم بن حبان: الحكم يروى الموضوعات عن الثقاة. قال: وسليمان بن يسار يروى عن الثقاة ما لم يجد ثوابه، ويضع على الاثبات مالا يحصى كثرة، لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب ثواب الفكر أنبأنا ظفر بن على أنبأنا أبو بكر محمد بن على أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالرحيم
[ 144 ]
حدثنا أبو محمد بن حبان حدثنا عبدالله بن محمد بن زكريا حدثنا عثمان بن عبدالله القرشى حدثنا إسحاق بن نجيح الملطى حدثنا عطاء الخراساني عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة ". هذا حديث لا يصح. وفى الاسناد كذابان، فما أفلت وضعه من أحدهما إسحاق بن نجيح. قال أحمد: هو أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال الفلاس: كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا. والثانى عثمان. قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة. باب من أخلص أربعين صباحا فيه عن أبى أيوب وأبى موسى وابن عباس: فأما حديث أبى أيوب: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا عباس بن يوسف الشكلى حدثنا محمد بن سنان حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يزيد الواسطي أنبأنا حجاج عن مكحول عن أبى أيوب الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه ". وأما حديث أبى موسى: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن سلم حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا أيوب الدمشقي حدثنا عبدالملك بن مهران الرفاعي حدثنا معن بن عبدالرحمن عن الحسن عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زهد في الدنيا أربعين يوما وأخلص فيها لله أخرج الله على لسانه ينابيع الحكمة من قلبه ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى أنبأنا أبو القاسم يحيى بن على الازدي حدثنا أبو طاهر
[ 145 ]
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل حدثنا عامر بن سيار حدثنا سوار بن مصعب ابن ثابت البيانى عن مقسم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخلص لله تعالى أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث أبى أيوب ففيه يزيد الواسطي وهو يزيد بن عبدالرحمن. قال ابن حبان: كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، خالف الثقاة في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به، وحجاج مجروح، ومحمد بن إسماعيل مجهول، ولا يصح لقاء مكحول لابي أيوب. وقد ذكر محمد بن سعد أن العلماء قدحوا في رواية مكحول وقالوا: هو ضعيف في الحديث. وأما حديث أبى موسى فقال ابن عدى: هو منكر، وعبد الملك مجهول. وأما حديث ابن عباس فقال أحمد ويحيى والنسائي: سوار بن مصعب متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. قال المصنف قلت: وقد عمل جماعة من المتصوفة والمتزهدين على هذا الحديث الذى لا يثبت، وانفردوا في بيت الخلوة أربعين يوما، وامتنعوا عن أكل الخبز، وكان بعضهم يأكل الفواكه ويتناول الاشياء التى تتضاعف قيمتها على قيمة الخبز، ثم يخرج بعد الاربعين فيهذى ويتخيل إليه أنه يتكلم بالحكمة. ولو كان الحديث صحيحا، فإن الاخلاص يتعلق بقصد القلب لا بفعل البدن، فلله در العلم. باب قوله اتقوا فراسة المؤمن فيه عن ابن عمرو وأبى سعيد وأبى أمامة وأبى هريرة: فأما حديث ابن عمر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد
[ 146 ]
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا أحمد بن على السكين حدثنا أحمد بن محمد بن عمر اليماني حدثنا عمارة بن عقبة حدثنا الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ". وأما حديث أبى سعيد: فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو محمد الحسن بن على بن أحمد بن بشار النيسابوري حدثنا محمد بن أحمد بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن برد حدثنا موسى بن داود ح. وأنبأنا عبدالرحمن أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسين بن على الطناجيرى أنبأنا عبدالله ابن عثمان الصفار حدثنا ابن مخلد حدثنا الحسن بن عرفة ح. وأنبأنا عبد الاول أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري أنبأنا إسماعيل بن الحسين الدارمي حدثنا محمد ابن الحسن السراج حدثنا مطين حدثنا عبدالحميد بن - سارخ - [ بيان ح ]. وأنبأنا عبد الاول أنبأنا الانصاري حدثنا عمر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا محمد بن أحمد بن الغطريف أنبأنا عمران بن موسى حدثنا محمد بن أبى خلف ح. وأنبأنا عبد الاول أنبأنا الانصاري حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك أنبأنا محمد ابن أحمد بن حمزة حدثنا محمد بن المسيب حدثنا الحسين بن منصور قالوا حدثنا محمد بن كثير عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ ابن عرفة: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) ". وأما حديث أبى أمامة: فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا طلحة بن على بن المظفر حدثنا أبو الحسين أحمد بن عيسى ابن الحكم حدثنا أحمد بن محمد بن المسلم حدثنا محمد بن رزق الله ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمسد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
[ 147 ]
سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهل قالا حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا معاوية ابن صالح عن راشد بن سعد عن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا الحسن بن أحمد ابن طلحة النعالى أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا أحمد بن زكريا حدثنا محمد بن موسى بن بزيع حدثنا حماد بن خالد الخياط حدثنا أبو معاذ الصائغ عن الحسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عمر ففيه الفرات بن السائب. قال يحيى: ليس بشئ. قال البخاري والدار قطني: متروك. وفيه أحمد بن محمد اليماني. قال أبو حاتم الرازي كان كذابا. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وأما حديث أبى سعيد فإنه تفرد به محمد بن كثير عن عمرو. قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه. وقال على بن المدينى كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه وضعفه جدا. وأما حديث أبى أمامة ففيه عبدالله بن صالح وهو كاتب الليث. قال أحمد ابن حنبل: ليس هو بشئ. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من حديث الاثبات. وأما حديث أبى هريرة فإن أبا معاذ هو سليمان بن أرقم. قال أحمد بن حنبل ويحيى: ليس بشئ. وقال البخاري وأبو داود والنسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات. قال أبو بكر الخطيب: فالمحفوظ ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس أنه قال: كان يقال: " اتقوا فراسة المؤمن ".
[ 148 ]
أنبأنا القزاز أنبأنا الخطيب أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أنبأنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائى قال: كان يقال: " اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله ". باب صفة الاولياء أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكل أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الحسن ابن رزق حدثنا جعفر بن الخواص حدثنا محمد بن الفضل بن جابر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجمانى حدثنا الحسن العتكى حدثنا الوليد بن عبدالرحمن القرشى حدثنا حسان البصري حدثنا إسحاق بن نوح عن محمد بن على عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة ابن زيد فقال: " يا أسامة عليك بطريق الجنة، وإياك أن تختلج دونها، فقال: يا رسول الله ما أسرع به ذلك الطريق ؟ قال: بالظمأ في الهواجر، وكسر النفس عن لذة الدنيا. عليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله عزوجل. إنه ليس من شئ أحب إلى الله عزوجل من ريح فم الصائم. فإن استطعت أن يأتيك ملك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تنال شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين ويفرح المؤمنون بقدوم روحك عليهم ويصلى عليك الجبار تعالى. يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة. يا أسامة إياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح والسموم وأظمأوا الاكباد حتى غشيت أبصارهم، فإن الله تعالى إذا نظر لهم سربهم وباهى بهم الملائكة، بهم تصرف الزلازل والفتن ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نحيبه، وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أنه قد حدث من السماء حدث. ثم قال: ويح هذه الامة ما تلقى من أطاع الله فيهم، كيف تقتلونه وتكذبونه من أجل أنه أطاع الله عزوجل. فقال عمر:
[ 149 ]
يا رسول الله والناس على الاسلام يومئذ. قال: نعم. قال: ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله ؟ قال: يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ولبسوا اللين من الثياب وخدمتهم أبناء فارس والروم، يتزين منهم الرجل بزينة المرأة لزوجها وتتبرج النساء، زيهم زى الملوك ودينهم دين كسرى، يتسمنون يتباهون بالحساء واللباس، فإذا تكلم أولياء الله عليهم - العنامحسه - [ العناء صبحتهم ] صلاتهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش، إذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، يحرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق، يتأولوا كتاب الله على غير تأويله واستذلوا أولياء الله. واعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة من طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا الاخفياء الابرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، ويعرفون في أهل السر، يخفون على أهل الارض، تعرفهم بقاع الارض وتحف بهم الملائكة. نعم الناس بالدنيا ونعموا هم بالجوع والعطش، ولبس الناس لين الثياب وافترشوا هم الجباه والركب، ضحك الناس وبكوا، ألا لهم الشرف في الآخرة، يا ليتنى قد رأيتهم، بقاع الارض بهم رحبة، الجبار تعالى عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوها. الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم. تبكى الارض إذا افتقدتهم، ويسخط الله عزوجل على كل بلد ليس فيه منهم أحد، يا أسامة إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لاهل تلك القرية، لا يعذب الله قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك تنجو بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار. حرموا حلالا أحله الله لهم طلب الفضل في الآخرة تركوا الطعام بالشراب عن قدره، لم - يتكابوا - [ ينكبوا ] على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف، أكلوا الفلق ولبسوا الخرق تراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء وما ذاك بهم، ويظن الناس أنهم قد خولطوا، وما خولطوا، لكن قد خالط القوم الحزن يظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت عقولهم، ولكن نظروا
[ 150 ]
بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا، فهم في الدنيا عند أهل الدنيا، يمشون بلا عقول. يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس لهم الشرف في الارض ". هذا حديث شبه لا شئ. محمد بن على لم يدرك سعيد بن سعيد وحبان البصري هو حبان بن عبدالله بن جبلة. قال عمرو بن على الفلاس: كان كذابا وأما الوليد بن عبدالرحمن فقال يحيى: ليس بشئ، وقال أبو حاتم الرازي: مجهول، وأكثر رجال هذا الاسناد لا يعرفون، وهو من عمل المتأخرين. باب عدد الاولياء فيه عن ابن مسعود وابن عمر وأبى هريرة وأنس رضى الله عنهم: فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن السرى العنطرى حدثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري حدثنا عبدالرحيم بن يحيى بن الارمني حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الاسود عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الاربعين، [ وإذا مات من الاربعين ] أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فبهم يحيى ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء. قيل
[ 151 ]
لعبدالله بن مسعود: كيف بهم يحيى ويميت. قال: لانهم يسألون الله إكثار الامم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت الارض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء ". وأما حديث ابن عمر فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن الحارث الطبراني حدثنا سعيد بن أبى زبدون حدثنا عبدالله بن هارون الصوري حدثنا الاوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيار أمتى في كل قرن خمسمائة، والابدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الاربعون. كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الاربعين مكانهم. قالوا: يا رسول الله دلنا على أعمالهم. قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله عزوجل ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا عبدالرحمن ابن مرزوق حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لن تخلوا الارض من ثلاثين، مثل إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، بهم يعافون، وبهم يرزقون، وبهم يمطرون ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن زهير بن الفضل الايلى حدثنا العلاء بن زيدك عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البدلاء أربعون: اثنان وعشرون بالشام، وثمالية عشر بالعراق، كلما مات
[ 152 ]
منهم واحد بدل الله مكانه آخر، فإذا الامر قضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة ". الطريق الثاني: أنبأنا أبو الحسن الانصاري أنبأنا على بن أيوب أنبأنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عمر بن محمد الصابونى حدثنا إبراهيم بن الوليد حدثنا أبو عمر الغدانى حدثنا أبو سلمة الحرانى عن عطاء عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الابدال أربعون رجلا وأربعون امرأة، كلما مات رجل بدل الله مكانه رجلا، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة ". ليس في هذه الاحاديث شئ يصح. أما حديث ابن مسعود فكثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف، وكذلك حديث ابن عمرو. وأما حديث أبى هريرة ففيه عبد الوهاب بن عطاء. قال أحمد: هو ضعيف الحديث مضطرب. قال ابن حبان: وكان أبو مرزوق يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا على وجه القدح فيه. وأما حديث أنس ففيه العلاء بن زيدك. قال ابن المدينى: كان يضع الحديث وقال أبو داود والدار قطني: متروك الحديث. وقال ابن حبان: روى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا. وأما الطريق الثاني ففيه مجاهيل. باب من بلغه ثواب عمل فعمل به فيه عن ابن عمر وأنس: فأما حديث ابن عمر فأنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا على بن الحسين المكتب حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبدالله حدثنا مسعر بن كدام عن عطية العوفى عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من بلغه
[ 153 ]
عن الله فضل شئ من الاعمال يعطيه عليها ثوابا، فعمل ذلك العمل رجاء ذلك الثواب أعطاه الله ذلك الثواب وإن لم يكن ما بلغه حقا ". وأما حديث أنس أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمد بن يحيى الازدي حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا بزيغ أبو الخليل عن محمد بن واسع وثابت بن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من بلغه عن الله عزوجل أو عن النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة كان منى أو لم يكن فعمل بها رجاء ثوابها، أعطاه الله عزوجل ثوابها ". هذا حديث موضوع قد وضعه من عزم على وضع أحاديث الترغيب. فأما حديث ابن عمر فالمتهم به إسماعيل بن يحيى. قال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالاباطيل. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة. وقال الدار قطني: كذاب متروك. وأما حديث أنس، فالمتهم بوضعه بزيغ، وقد ذكرنا عن الدار قطني أنه قال هو متروك. وقال ابن عدى: كل أحاديثه منكرات لا يتابعه عليها أحد. باب إظهار الفعل ليقتدى به أنبأنا عبدالله بن أحمد أنبأنا محمد بن على بن الفتح حدثنا ابن شاهين حدثنا محمد بن أحمد بن مخزوم أنبأنا على بن عبدالملك بن عبد ربه الطائى حدثنا أبى حدثنا أبو يوسف حدثنا أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما على أحدكم أن ينشط أخاه المسلم بالصلاة والصيام والصدقة والجهاد والحج، يقول: أنا صائم، وأنا أقوم الليل كله أو كذا، وأنا حاج وقد أديت فريضة الاسلام، وأما مجاهد في سبيل الله فيرغب أخاه وينشطه لذلك ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبان
[ 154 ]
فنهاية في الضعف. قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أروى عنه. وأبو يوسف مجهول. باب العجب بالعمل أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثنا إبراهيم بن أحمد ابن يوسف الهمداني أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسن المراجيلى أنبأنا خلف بن محمد بن إسماعيل حدثنا موسى بن أفلح حدثنا نصر بن المغيرة أنبأنا عيسى بن موسى غنجار عن إسماعيل بن أبى زياد عن أبان بن أبى عياش عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يتخوف من العمل أشد من العمل، فقيل: يا رسول الله كيف ذلك ؟ قال: إن الرجل من أمتى يعمل في السر فإذا حدث به الناس نسخ من السر إلى العلانية، فإذا أعجب به نسخ من العلانية إلى الرياء فبطل، فاتقوا الله ولا تبطلوا أعمالكم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى نحوه عن الثوري، وأبان قد جرحناه آنفا. قال الدار قطني: وإسماعيل كذاب متروك وقال ابن حبان: لا يحل ذكر إسماعيل إلا بالقدح فيه. باب رد العمل على المغتاب وطالب الدنيا والمتكبر والمعجب ونحو ذلك أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقى حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكى حدثنا محمد بن أشرس حدثنا محمد بن سعيد الهروي حدثنا إسحاق بن نجيح حدثنا عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: " قلت يا معاذ بن جبل حدثنى حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حفظته
[ 155 ]
فذكرته كل يوم. قال معاذ: نعم، ثم قال بأبى وأمى أنت يا رسول الله، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنا رديفه ونحن نسير إذ رفع بصره إلى السماء فقال: الحمد لله يقضى في خلقه ما أحب. يا معاذ. قلت: لبيك يا رسول الله إمام الخير ونبى الرحمة. قال: أحدثك حديثا ما حدث به نبى أمته إن حفظته نفعك عيشك، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله عزوجل. ثم قال: إن الله تعالى خلق سبعة أملاك قبل أن تخلق السموات، لكل سماء ملكا قد حللها تعظيما وجعل على باب كل سماء منهم بوابا، يكتب الحفظة عمل العبد، له نور كنور الشمس حتى إذا بلغ سماء الدنيا فيقول الملك البواب اضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل لا غفر الله لك، أنا ملك صاحب الغيبة، من اغتاب الناس لم أدع عمله يتجاوزني إلى غيرى. قال: وبلغته حتى يمشى ويقول: أمرنى بذلك ربى. قال: ويصعد الملك بالعمل الصالح. فيقول الملك الذى في السماء الثانية: قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل لا غفر الله لك إنك أردت بهذا العمل عرض الدنيا وأنا ملك صاحب عمل الدنيا لا أدع أن يجاوز إلى غيرى، أمرنى بذلك ربى. قال: وبلغته حتى يمشى قال: ويصعد الملك بعمل العبد مبتهجا به من صدقة أو صلاة. فيتعجب الحفظة. فيجاوزها إلى السماء الثالثة. فيقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل لا غفر الله لك. أنا صاحب الكبر وقد أمرنى ربى أن لا أدع عمل متكبر يجاوزني إلى غيرى. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر النجم الدرى في السماء، له تسبيح من صوم وحج. فيمر به على ملك السماء الرابعة. فيقول له: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه، أنا ملك صاحب العجب بنفسه، إنه من عمل وأدخل معه العجب، فإن ربى أمرنى أن لا أدعه يجاوزني إلى غيرى فقل لا غفر الله لك. قال: وبلغته ثلاثة أيام. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مع الملائكة كالعروس المزفوفة إلى أهلها. فيمر به إلى السماء الخامسة من عمل الجهاد والصلاة، فلذلك العمل زئير كزئير الاسد، عليه ضوء كضوء الشمس،
[ 156 ]
فيقول له الملك: قف أنا صاحب الحسد، اضرب بهذا العمل وجه صاحبه واحمله على عاتق الحسد من يتكلم فيه أو يعمل كعمله، إذا رأى العبيد في الفضل والعمل والعبادة حسدهم ووقع فيهم. قال: ويحمله على عاتقه ويلعنه مادام حيا. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد بوضوء تام وقيام كثير. فيمر على ملك السماء السابعة، فيقول الملك: قف أنا صاحب العمل الذى لغير الله، اضرب بهذا العمل جوارحه واقفل على قلبه، أنا ملك الحجاب، أحجب كل عمل ليس لله، أراد به صاحبه غير الله، وأراد به الذكر في المجالس والصيت في المدائن، أمرنى ربى أن لا أدعه يجاوزني إلى غيرى ما لم يكن لله. قال: ويصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من حسن خلق وسمت وذكر كبير. وتشيعه الملائكة السبعة تحمل عمله، فيصعدون الحجب كلها حتى يقوموا بين يدى الرب، فيشهدوا عليه بعمل خالص ودعاء. فيقول الرب عزوجل: أنتم الحفظة وأنا الرقيب على ما في نفسه - وفى رواية أخرى: - إنه لم يرد بعمله وجهى. فتقول الملائكة: عليه لعنتك ولعنتنا. فيقول أهل السماء: عليه لعنتك ولعنتنا. قال: فبكى معاذ بن جبل. قال قلت: يا رسول الله ما الذى أعمل ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اقتد بنبيك يا معاذ في اليقين. قال قلت: يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ بن جبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن كان في عملك تقصير يا معاذ اقطع لسانك عن إخوانك، ولا تزك نفسك بوضع إخوانك، ولا ترائى بعملك، ولا تفحش في مجالسك لكى يحذروك لسوء خلقك، ولا تتناجى مع رجل وعندك آخر، ولا تعظم على الناس فتقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تمزق الناس - فتمزك - [ فتمزقك ] كلاب النار، وذلك قول الله عزوجل في كتابه (والناشطات نشطا) أتدرى ما هو ؟ قال: يا نبى الله ما هو ؟ قال: كلاب النار تنشط اللحم والعظم. قال قلت: يا رسول الله ومن يطيق هذه الخصال ؟ قال معاذ: إنه ليسير على من يسر الله عزوجل ".
[ 157 ]
قال ثور: قال خالد بن معدان: وما رأيت معاذ أكثر من تلاوة القرآن ما يكثر تلاوة هذا الحديث. وقد رواه أبو حاتم بن حبان عن عمر بن سعيد بن شيبان عن القاسم بن عبدالله المكفوف عن سلم الخواص عن ابن عيينة عن ثور أنبأنا ابن ناصر أنبأنا أبو الغنايم محمد بن على النرسى أنبأنا إبراهيم بن محمد بن زيد السعدى أنبأنا على بن الحسين العرزمى حدثنا أحمد بن على المرهبى حدثنا الحسن بن مهران الاصبهاني أنبأنا أحمد بن الهيثم قاضى طرسوس عن عبد الواحد بن زيد عن ثور ابن زيد عن خالد بن معدان أحسبه عن معاذ بن جبل قال: " قلت له: حدثنى بحديث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظته وذكرته كل يوم من رقة ما حدثك به: قال: نعم. ثم بكى معاذ. فقلت: لا يسكت. ثم سكت. فقال: بأبى وأمى حدثنى صلى الله عليه وسلم وأنا رديفه بينا نحن نسير إذ رفع بصره إلى السماء فقال: الحمد لله الذى يقضى في خلقه ما أحب. يا معاذ. قلت: لبيك يارسول الله إمام الخير ونبى الرحمة. قال: أحدثك حديثا ما حدث به نبى أمة، إن حفظته نفعك عيشك، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله. ثم قال: إن الله عزوجل خلق سبعة أملاك، لكل سماء ملكا قد حللها - أراه قال بعظمته - وجعل على كل باب منها ملكا بوابا، فتكتب الملائكة عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسى - أراه قال فيرفع الحفظة عمل العبد - له نور كنور الشمس، فتزكيه وتكثره، حتى إذا بلغ إلى سماء الدنيا يقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، إنه أراد بهذا العمل عرض الدنيا، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيرى. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به بصدقة وصلاة، حتى إذا بلغ إلى السماء الثالثة يقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وظهره، إنه ملك صاحب الكبر، إنه عمل وتكبر على الناس في مجالسهم، أمرنى ربى أن لا أدع عملهم يتجاوزني إلى غيرى. قال:
[ 158 ]
وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر النجم الذى في السماء، له دوى وتسبيح وصوم وحج، إلى ملك السماء الرابعة. فيقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه، أنا ملك صاحب العجب، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيرى. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة إلى أهلها بعمل الجهاد والصلاة إلى ما بين الصلاتين، ولذلك العمل زئير كزئير الاسد عليه ضوء كضوء الشمس، إلى السماء الخامسة. فيقول الملك: قف أنا صاحب الحسد، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، ويحمله على عاتقه، إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله، إذا رأى لاحد فضلا في العلم والعبادة حسدهم ووقع فيهم، فيحمله على عاتقه ويلعنه عمله. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد، بوضوء تام وصلاة كبيرة وقيام الليل، إلى السماء السادسة. فيقول الملك: قف أنا ملك الرحمة، اضرب بهذا العمل وجه صاحبه وأطمس عينيه، لان صاحبه لم يرحم شيئا، إذا أصاب عبدا من عباد الله دينا أو ضرا في الدنيا شمت به، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيرى. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد أعمالا بفقه واجتهاد وورع، له صوت كصوت الرعد وضوء كضوء البرق ومعه ثلاثة ألف ملك إلى السماء السابعة. فيقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه جوارحه وأصل قلبه، أنا ملك الحجاب، أحجب كل عمل ليس لله، أراد به صاحبه رفعه عند القراء وذكرا في المجالس وصوتا في المدائن، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيرى. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به، من حسن خلق وصمت وذكر كبير، وتشيعه ملائكة السموات والملائكة السبعة بجماعتهم، ويشهدون عليه بعمل خالص ودعاء، فيقول الله عزوجل: أنتم حفظة على عمل عبدى وأنا الرقيب على ما في نفسه، إنه لم يردنى بهذا، عليه لعنتي. وتقول الملائكة: عليه لعنتك ولعنتنا. ثم بكى معاذ. قال فقلت: يا رسول الله ما أعمل ؟ قال: اقتد بنبيك باليقين. قال قلت: يا رسول الله أنت رسول الله
[ 159 ]
وأنا معاذ بن جبل. قال: وإن كان في عملك تقصير يا معاذ فاقطع لسانك عن إخوانك وعن حملة القرآن، وليكن ديونك عليك لا تحملها على إخوانك ولا تزكين نفسك بتذميم إخوانك، ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك، ولا ترائى بعملك، ولا تدخل من الدنيا في الآخرة، ولا تفحش في مجلسك لكى يحذروك لسوء خلقك، ولا تتناجى مع رجل وعندك آخر، ولا تتعظم على الناس فتقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار، قال الله عزوجل (والناشطات نشطا) أتدرى ما هو ؟ قال: يا نبى الله ما هو ؟ قال: كلاب في النار تنشط اللحم والعظم. قلت: يا نبى الله ومن يطيق هذا الخصال ؟ قال: يا معاذ إنه ليسير على من يسر الله عليه. قال: وما رأيت معاذا يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث ". وقد روى نحوه من حديث على عليه السلام: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى حدثتنا أم كلثوم بنت إبراهيم البتكرا ماذية قالت حدثنا أبو جعفر محمد ابن جعفر البصري حدثنا محمد بن أحمد الصوفى حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله خلق سبع سموات، وخلق لكل سماء بابا، ولكل باب ملكا، ووكل بكل مؤمن ومؤمنة أربعة من الملائكة، ملكين بالنهار وملكين بالليل، فإذا كان عند المساء تصعد ملائكة النهار بعمل العباد، فإذا بلغوا سماء الدنيا قال لهما الملك: ما هذا ؟ قالوا: هذا عمل عبد من عباد الله. قال: ردا عليه، لا يتقبل الله منه ولعنه، فإنه حاسد، وإن الله نهانى أن يجاوزني عمل الحاسدين، وتصديق ذلك في كتاب الله (ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض). ثم يصعد بعمل عبد من عباده ليس بحاسد إلى السماء الثانية، فيقول لهما الملك: ما هذا ؟ قالا: هذا عمل عبد من عباده. قال: ردا عليه، لا يتقبل الله منه ولعنه
[ 160 ]
فإنه يغتاب المؤمنين والمؤمنات، وإن الله نهانى أن يجاوزني عمل المغتابين، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه). ثم يصعد بعمل [ عبد من ] عباده ليس بحاسد ولا مغتاب إلى السماء الثالثة، فيقول الملك لهما: ما هذا ؟ قالا: هذا عمل عبد من عباده. قال: ردا عليه، لا يتقبل الله منه ولعنه فإنه ظالم المؤمنين والمؤمنات، فإن الله نهانى أن يجاوزني عمل الظالمين، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل). ثم يصعد بعمل عبد من عباده ليس بحاسد ولا مغتاب ولا ظالم إلى السماء الرابعة، فيقول لهما الملك: ما هذا ؟ قالا: هذا عمل عبد من عباده. قال: ردا عليه، لا يقبل الله منه ولعنه فإنه خائن للمؤمنين والمؤمنات، وإن الله نهانى أن يجاوزني عمل الخائنين، وتصديق ذلك في كتاب الله (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله وتخونوا أماناتكم) ثم يصعد بعمل عبد من عباده، فيقول: ردا عليه، لا يقبل الله منه ولعنه فإنه مستكبر، وإن الله نهانى أن يجاوزني عمل المستكبرين، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) ثم يصعد بعمل عبد من عباده ليس بحاسد ولا مغتاب ولا ظالم ولا خائن ولا مستكبر يصعد بعمله إلى السماء السادسة، فيقول لهما الملك: ما هذا ؟ قالا: هذا عمل عبد من عباده، فيقول: ردا عليه، لا يقبل الله منه ولعنه فإنه مرائى يرائى بعمله، وإن الله أمرنى أن لا يجاوزني عمل - المستكبرين - [ المرائين ] وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك - لا إلى ها ولا وإلى هاولا - [ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ]). ثم يصعد بعمل عبد من عباده ليس بحاسد ولا مغتاب ولا ظالم ولا خائن ولا مستكبر ولا مرائى، يصعد بعمله إلى السماء السابعة، فيقول لهما الملك: ما هذا ؟ قالا: هذا عمل عبد
[ 161 ]
من عباده. قال: ردا عليه، لا يقبل الله منه ولعنه فإنه عاص عامل بالكبائر، وإن الله نهانى أن يجاوزني عمل عاص، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون). ثم يصعد بعمل عبد من عباده تائب ليس بحاسد ولا مغتاب ولا ظالم ولا خائن ولا مستكبر ولا مرائى ولا عاص، فيكون لعمله دوى كدوى الرعد، فلا يمر بملا من الملائكة إلا استغفر له حتى يؤتى بعمله إلى عليين، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى (كلا إن كتاب الابرار لفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون)، فيستغفر المقربون له، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى قوله (اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) ". أما الحديث الاول فإنه موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد أبدع الذى وضعه واجترأ على الشريعة، وهو مشهور بأحمد بن عبدالله الجويبارى رواه عن يحيى بن سلام الافريقى عن ثور بن يزيد. وقد سرقه من الجويبارى عبدالله بن وهب النسوي، فحدث به عن محمد بن القاسم الاسدي عن ثور. فأما الجويبارى فأكذب الناس، قد وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يحصى. وعبد الله بن وهب وضاع أيضا. قال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث على الثقاة. وأما القاسم المكفوف فقد نسبه ابن حبان إلى وضع الحديث أيضا. قال: ولا يحل ذكر سلم الخواص في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. وأما الطريق الآخر ففيه عبد الواحد بن زيد. قال يحيى: ليس بشئ. وقال البخاري والنسائي والفلاس: متروك. ويعقوب وأحمد والحسن وعلى بن إبراهيم لا يعرفون، وبعدهم رجل مجهول. وأما حديث على فلا نشك في وضعه، وفيه مجاهيل لا يعرفون، وفى إسناده القاسم بن إبراهيم، وكان يحدث بما لا أصل له.
[ 162 ]
باب عقوبة المرائى أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا أبو جنادة عن الاعمش عن خيثمة عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤمر يوم القيامة بناس إلى الجنة إذا دنوا منها ونظروا إليها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى ما أعد الله لاهلها، نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الاولون بمثلها، فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لاوليائك كان أهون علينا. قال: ذاك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتمونى بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين، تراؤون الناس ولم تجلونى، وتركتم للناس ولم تتركوا لى، فاليوم أذيقكم العذاب مع ما حرمتم من الثواب ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو جنادة يروى عن الاعمش ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدار قطني: أبو جنادة حصين بن المخارق يضع الحديث. باب ثواب جملة من أفعال الخير أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن جميع الاسواني بأسوان حدثنا إبراهيم بن محمد بن فراس المؤدب أنبأنا أبى قال العقيلى وحدثني الفضل بن جعفر حدثنا جدى محمد بن عبيدالله حدثنا يونس بن محمد المؤدب حدثنا الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن ابن منظور عن أبى معاذ عن أبى كاهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا كاهل ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه ؟ قال قلت: بلى يا رسول الله. قال: من لى أن أبقى حتى أخبرك بذلك كله، أحيى الله
[ 163 ]
قلبك، فلا يميته حتى يميت بذلك. اعلمن يا أبا كاهل أنه لن يغضب رب العزة على من كان في قلبة مخافة، ولا تأكل النار منه هدبة. اعلمن يا أبا كاهل أنه من ستر عورته حياء من الله عزوجل سرا وعلانية، كان حقا على الله يستر عورته يوم القيامة. اعلمن يا أبا كاهل أنه من دخل حلاوة الصلاة في قلبه حتى يتم ركوعها وسجودها، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة. اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى الله أربعين يوما وأربعين ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الاولى كان حقا على الله أن يرويه يوم العطش. اعلمن يا أبا كاهل أنه من كف أذاه عن الناس، كان حقا على الله أن يكف عنه أذى القبر. اعلمن يا أبا كاهل أنه من بر والديه حيا وميتا، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة. قلنا: كيف يبر والديه إذا كانا ميتين. قال: يبرهما فيستغفر لهما ولا يب والدى أحد فيسب والديه. اعلمن يا أبا كاهل أنه من أدى زكاة ماله عند حلولها، كان حقا على الله أن يجعله من رفقاء الانبياء. اعلمن يا أبا كاهل أنه من قلت عنده حسناته وعظمت عنده سيئاته، كان حقا على الله أن يثقل ميزانه يوم القيامة. اعلمن يا أبا كاهل أنه من لم يزدد على حقه من الميراث، كان حقا على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم. اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى على كل يوم ثلاث مرات وكل ليلة ثلاث مرات حبا لله وشوقا إلى، كان حقا على الله أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم. اعلمن يا أبا كاهل أنه من شهد أن لا إله إلا الله وحده مستيقنا به، كان حقا على الله أن يغفر له بكل مرة واحدة ذنوب حول ". اللفظ للفضل بن جعفر. قال العقيلى: والفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب إسناد مجهول لا يعرف إلا من هذا الوجه.
[ 164 ]
كتاب الذكر باب الذكر الذى يستجلب به الرزق أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم البستى أنبأنا الفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري عن عبدالله بن الوليد العدنى عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه فقرا أو دينا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها ينزل الله الرزق من السماء. قال ابن عمر فقلت: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا وكان متكئا فقال: يا ابن عمر تقول من مطلع الفجر إلى صلاة الصبح: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وتستغفر الله مائة مرة، تأتك الدنيا راغمة ذاخرة، ويخلق الله عزوجل من كل كلمة تقولها ملكا يسبح لك ثوابه إلى يوم القيامة ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا المفضل بن محمد الجندي فذكره مختصرا. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم بن حبان: لا أصل لهذا الحديث، ولا أشك أنه موضوع على مالك، وإسحاق ابن إبراهيم منكر الحديث جدا يأتي عن الثقاة بالاشياء الموضوعات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. قال المصنف قلت: وقد روى من طريق آخر الله أعلم بها. أنبأنا إسماعيل بن أبى صالح المؤذن أنبأنا عبدالله بن على بن إسحاق الفقيه أنبأنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكى حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جابر
[ 165 ]
العطار حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم الهروي حدثنا أبو رجاء محمد بن أحمد بن حمدويه حدثنا على بن الجهم حدثنا عبدالله بن الوليد عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى أكد في العمل ولا يأتيني إلا لجهد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأين أنت عن تسبيح الملائكة ؟ قالوا: وما هو ؟ قال: أن تسبح قبل أن تصلى الفجر مائة مرة: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أتاك الله برزقك وإن كرهت ". باب ثواب التحميد أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبدالله أنبأنا محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور حدثنا أبى حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا محمود بن حرب المقرى حدثنا خارجة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال الحمد لله رب العالمين أربع مرات، فإن قالها الخامسة نادى ملك من حيث لا يسمع صوته: إن الله قد أقبل إليك فسله ". قال الحاكم: أنا متعجب لهذا الحديث لخارجة، وقد كان خارجة يأخذ عن الضعفاء ثم يدلس، وهذا الحديث يشبه أنه أخذه من غياث بن إبراهيم. قال المصنف قلت: قال أحمد لا بنه: لا تكتب عن خارجة. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. باب الاشتغال بالذكر عن الدعاء روى صفوان بن أبى الصهباء عن بكر بن عتيق عن سالم بن عبدالله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين ".
[ 166 ]
قال ابن حبان: هذا موضوع ما رواه إلا صفوان بهذا الاسناد عن عطية عن أبى سعيد قال: فأما صفوان فيروى عن الاثبات ما لا أصل له من حديث الثقاة، ولا يجوز الاحتجاج بما انفرد به. قال: وأما عطية فلا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. باب ثواب التهليل أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا عبدالله بن بشر بن شعيب الرازي حدثنا أبو عبد الرحمن العسقلاني عبد العزيز بن عبد الواحد حدثنا عمر بن الصبح البلخى عن مقاتل بن حبان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله عمودا من نور أسفله الارض السابعة ورأسه تحت العرش، فإذا قال العبد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اهتز له العمود، فيقول الله: اسكن، فيقول: يا رب كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها ؟ فيقول الله: اسكن، فيقول: يا رب كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها ؟ فيقول الله: اسكن فإنى قد غفرت لقائلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكثروا من هز ذلك العمود ". قال الدار قطني: تفرد به عمر بن الصبح. قال ابن حبان: عمر يضع الحديث على الثقاة. قال المصنف قلت: وقد روى نحوه يحيى بن أبى أنيسة عن هشام عن الحسن عن أنس. قال زيد بن أبى أنيسة: أخى يحيى يكذب. وقال أحمد والنسائي: يحيى متروك الحديث، وقد رواه عبدالله بن إبراهيم الغفاري من حديث أبى هريرة مختصرا. أنبأنا به هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا أبو إسحاق البرمكى أنبأنا أبو عمر ابن حيويه حدثنا محمد بن هارون بن حميد حدثنا سلمة بن شبيب عن عبدالله
[ 167 ]
ابن إبراهيم المدنى حدثنا عبدالله بن أبى بكر عن صفوان بن سليم عن سليمان ابن يسار عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله عز وجل عمودا من نور بين يديه، فإذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود فيقول الله عزوجل له اسكن، فيقول: يا رب كيف أسكن ولم تغفر لقائلها ؟ فيقول: فإنى قد غفرت له ". قال المصنف قلت: أما عبدالله بن إبراهيم فهو الغفاري نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الاحاديث. وأما عبدالله بن أبى بكر فقال أبو زرعة: ليس بشئ وقال موسى بن هارون ترك الناس حديثه. باب الذكر عند النوم أنبأنا ابن ناصر أنبأنا أحمد بن على بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد ابن عبدالله النيسابوري حدثنا أحمد بن يعقوب الثقفى أنبأنا محمود بن محمد المروزى حدثنا سهل بن العباس الترمذي حدثنا إسحاق بن الوزير الكوفى عن أبى جناب الكلبى عن كنانة العدوى عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آوى إلى فراشه فقال: الحمد لله الذى علا فقهر وبطن فخبر وملك فقدر، والحمد لله الذى يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه مجاهيل. قال الدار قطني: سهل بن العباس متروك ليس بثقة، وقال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عن ابن جناب. قال الفلاس: هو متروك الحديث. باب ذكر الله تعالى في الاسواق أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي أنبأنا أبو الحسن سهل بن
[ 168 ]
عبدالله الغازى حدثنا أبو سعيد محمد بن على بن عمر النقاش حدثنا الحسين بن أحمد الصفار حدثنا أحمد بن سعيد بن عطاء حدثنا محمد بن عمر القومسى حدثتا عمر بن راشد عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ذكر الله تعالى في الاسواق مرة واحدة ذكره الله مائة مرة ". هذا حديث موضوع لم يروه مالك، وإنما وضعه عليه عمر بن راشد. قال أحمد: لا يساوي حديثه شيئا، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث على مالك. باب التعوذ من الهوام أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد ابن عدى حدثنا عبد الصمد بن عبدالله حدثنا هشام بن عمار حدثنا سعيد بن يحيى حدثنا عبيدالله بن أبى حميد عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يمسى: صلى الله على نوح وعليه السلام لم تلدغه العقرب تلك الليلة ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: بشر بن نمير ترك الناس حديثه. قال ابن حبان: والقاسم يروى عن الصحابة المعضلات. باب حرز أبى دجانة أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن خلف بن بخيت حدثنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن شهاب العكبرى حدثنا أبى حدثنا إبراهيم بن مهدى الايلى حدثنى عبدالله بن عبد الوهاب أبو محمد الخوارزمي حدثنى محمد بن بكر البصري حدثنا محمد بن أدهم القرشى عن إبراهيم بن موسى الانصاري عن أبيه قال: " شكا أبو دجانة الانصاري إلى
[ 169 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بينا أنا البارحة نائم إذ فتحت عينى فإذا عند رأسي شيطان، فجعل يعلو ويطول، فضربت بيدى إليه، فإذا جلده كجلد القنفذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومثلك يؤذى يا أبا دجانة عامر دارك عامر سوء ورب الكعبة، ادع لى على بن أبى طالب. فدعاه فقال: يا أبا الحسن اكتب لابي دجانة الانصاري كتابا لا شئ من بعده. فقال: وما أكتب ؟ قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي العربي الامي التهامى الابطحي المكى المدنى القرشى الهاشمي صاحب التاج والهراوة والقضيب والناقة والقرآن والقبلة، صاحب قول لا إله إلا الله، إلى من طرق الدار من الرواد والعمار، إلا طارقا يطرق بخير. أما بعد، فإن لنا ولكم في الحق سعة، فإن يكن عاشقا مولعا، أو مؤذيا مقتحما، أو فاجرا مجتهرا، أو مدعى حق مبطلا، فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق، ورسله لدينا يكتبون ما تمكرون، اتركوا حملة القرآن وانطلقوا إلى عبدة الاوثان، إلى من اتخذ مع الله إلها آخر، لا إله إلا هو رب العرش العظيم، يرسل عليكما شواظ من نار فلا تنتصران، فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان، فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان. قال: ثم طوى الكتاب فقال: ضعه عند رأسك. قال: فوضعه، فإذا هم ينادون: النار النار، أحرقنا بالنار، والله ما أردناك ولا طلبنا أذاك ولكن زائر زارنا فطرق، فارفع عنا الكتاب. فقال: والذى نفس محمد بيده لا أرفعه عنكم حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال: ارفع عنهم فإن عادوا بالسيئة فعد عليهم بالعذاب، فوالذي نفس محمد بيده ما دخلت هذه الاسماء دارا ولا موضعا ولا منزلا إلا هرب إبليس وذريته وجنوده والغاوون ". هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده مقطوع، وليس في الصحابة من اسمه موسى أصلا، وأكثر رجاله مجاهيل لا يعرفون.
[ 170 ]
كتاب الدعاء باب في ذكر اسم الله الاعظم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالرحمن بن محمد القرشى [ أخبرنا جعفر بن حسن قال ] أخبرني أبى حسن حدثنى ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت اسم الله الاعظم فجاءني جبريل - يعنى به مخزون مختوم - اللهم إنى أسألك اسمك المخزون المكنون المظهر الظاهر المطهر المقدس المبارك الحى القيوم. قالت عائشة: بأبى وأمى علمنيه. فقال لها: يا عائشة نهينا عن تعليم النساء والصبيان والسفهاء ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه. قال يحيى: حسن ليس بشئ. قال ابن عدى: وأحاديث ابنه جعفر مناكير. باب دعاء عيسى عليه السلام حين رفع أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن ابن محمد الخلال حدثنا أبو حصين ضياء بن محمد الكوفى حدثنا الحسن بن فرزدق حدثنا على بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبرى حدثنا إبراهيم بن عبدالله الطرسوسى حدثنا بلال خادم أنس عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما اجتمعت اليهود على أخى عيسى بن مريم ليقتلوه بزعمهم أوحى الله تعالى إلى جبريل أن أدرك عبدى، فهبط جبريل فإذا هو بسطر في جناح جبريل فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله. قال: يا عيسى قل. قال: وما أقول يا جبريل ؟ قال قل: اللهم إنى أسألك باسمك الواحد الاحد أدعوك باسمك الواحد الاحد، أدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر الذى ملا الاركان
[ 171 ]
كلها، إلا فرجت عنى ما أمسيت فيه وما أصبحت فيه. قال: فدعاهما عيسى عليه السلام. فأوحى الله إلى جبريل: ارفع إلى عبدى. ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة فقال: يا بنى هاشم، يا بنى عبدالمطلب، يا بنى عبد مناف، ادعوا ربكم بهؤلاء الكلمات، فوالذي بعثنى بالحق نبيا لو دعا قوم لوط إلا اهتز العرش لها والسموات السبع والارضون السبع ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعامة رواته مجاهيل لا يعرفون. باب اقتران الاجابة بالدعاء أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم ابن مهدى حدثنا المصيصى حدثنا الحسن بن محمد البلخى عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كان الله ليفتح لعبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الاجابة، الله أكرم من ذلك ". قال ابن حبان: الحسن بن محمد البلخى يروى الاشياء الموضوعة، لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلى: ليس لهذا الحديث أصل. باب إجابة الدعاء على من لم يشكر الانعام أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو عمر الحسن ابن عثمان بن أحمد الواسطي أنبأنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي أنبأنا جعفر ابن محمد حدثنا أبو بكر أحمد بن هارون البرذنجى حدثنا جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا أبو عتاب الدلال حدثنا أبو بكر الهذلى عن المنصور أبى جعفر عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنعم
[ 172 ]
على أخيه نعمة فلم يشكرها، فدعا الله عليه استجيب له ". طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزى حدثنا عمر ابن شيبة حدثنا أبو صفوان نصر بن قديد بن سيار حدثنا أبو عمرو بن حميد السمعاني عن عبدالحميد بن أنس بن نصر بن سيار عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنعم على عبد نعمة فلم يشكره فدعا عليه استجيب له ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول ففيه جعفر بن عبد الواحد. قال الدار قطني: كذاب يضع الحديث. وأما الثاني ففيه نصر بن قديد. قال يحيى بن معين: كذاب. قال العقيلى: ونصر بن سيار كان أميرا على خراسان، وأبو عمرو بن حميد وعبد الحميد مجهولان والحديث غير محفوظ. باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبيبه أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على الخطيب أخبرني أحمد بن أبى جعفر القطيعى حدثنى إسحاق بن إبراهيم بن أحمد الطبري حدثنا أبو بكر بن محمد بن الحسين أبو محمد حدثنا أبو - طالب [ غالب ] - بن بنت معاوية بن عمرو حدثنى جدى معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت الله عزوجل أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدار قطني: أنكرت هذا الحديث على النقاش، وقلت له إن أبا غالب ليس هو ابن بنت
[ 173 ]
معاوية وإنما أخوه لابيه ابن بنت معاوية، و معاوية بن عمرو ثقة، وزائدة من الاثبات الائمة، وهذا حديث كذب موضوع مركب فرجع عنه وقال: هو في كتابي ولم أسمعه من أبى غالب دارانى كتابا له فيه هذا الحديث على ظهره أبو غالب حدثنى جدى، قال الدار قطني: وأحسب أنه نقله من كتاب عنده أنه صحيح، وكان هذا الحديث مركبا في الكتاب على أبى غالب، فتوهم أنه من حديث أبى غالب واستغر به وكتبه، فلما وقفناه عليه رجع منه. قال أبو بكر الخطيب: ولا أعرف وجه قول أبى الحسن في أبى غالب أنه ليس بابن بنت معاوية، لان أبا غالب كان يذكر أن معاوية جده. قال الخطيب: وهذا الحديث بهذا الاسناد باطل ولا يحفظ بوجه من الوجوه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. قال المصنف قلت: قال الدار قطني: ركب على أبى غالب ليس بشئ لانه رواه عن أبى غالب ثقة. فأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا أبو على الكوكبى حدثنا أبو غالب على بن أحمد بن بنت معاوية بن عمرو حدثنى معاوية بن عمرو عن زائدة عن الليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت الله عزوجل أن لا يشفع حبيبا يدعو على حبيبه ". قال المصنف قلت: فقد تخلص من هذه التهمة أبو بكر النقاش وإن كان متهما. قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب. وقال البرقانى: كان حديثه منكر إلا أن الكوكبى لا نعلم فيه إلا الثقة. وقد رواه عن أبى غالب فخطأ النقاش أنه قال حدثنا أبو غالب ثم أقر الدار قطني أنه ما سمعه من أبى غالب والعيب الآن يلزم أبا غالب. قال الدار قطني كان أبو غالب ضعيفا.
[ 174 ]
باب دعاء المظلوم أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا محمد بن أيوب بن مسكان حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن همام حدثنا عبد الرزاق عن معمر بن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يستجيب للمتظلمين ما لم يكونوا أكثر من الظالمين. فإذا كانوا أكثر منهم فيدعون فلا يستجيب لهم ". قال الدار قطني: إبراهيم بن عبدالله كذاب يضع الحديث. باب الدعاء لحفظ القرآن أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين الفقيه أنبأنا على بن عمر السكرى حدثنا أبو أحمد حامد بن بلال حدثنا محمد بن عبدالله البخاري حدثنا بحر بن النضر حدثنا عيسى بن موسى غنجار حدثنا عمر بن الصبح عن أبى عبدالله الشامي ومحمد بن أبى عائشة السندي يزيد بن عمر بن عبد العزيز إلى الفقهاء عن مجاهد بن جبير عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أراد أن يوعيه الله حفظ القرآن فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ماذى ثم ليغسله بماء المطر قبل أن يمس الارض فليشربه على الريق ثلاثة أيام فإنه يحفظ بإذن الله: اللهم إنى أسألك بأنك مسئول لم يسأل مثلك، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك، وإبراهيم خليلك وصفيك، وموسى كليمك ونجيك، وعيسى كلمتك وروحك، وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وفرقان محمد، وأسألك بكل وحى أوحيته، وكل حق قضيته، وبكل سائل أعطيتة، وبكل ضال هديته، وغنى أفنيته، وفقير أغنيته، وأسألك بأسمائك التى دعاك بها أولياؤك فاستجبت لهم،
[ 175 ]
وأسألك بكل اسم أنزلته في كتابك، وأسألك باسمك الذى أبنت به أرزاق العباد، وأسألك باسمك الذى وضعته على النهار فاستنار، وأسألك باسمك الذى وضعته على الليل فأظلم، وأسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فرست، وأسألك باسمك الذى وضعته على الارض فاستقرت، وأسألك باسمك الذى استقل به عرشك، وأسألك باسمك الواحد الاحد الصمد الفرد العزيز الذى ملا الاركان كلها، الظاهر الطاهر المطهر المبارك المقدس الحى القيوم نور السموات والارض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأسألك بكتابك المنزل بالحق، ونورك التام، وبعظمتك وبكبريائك، ترزقني حفظ كتابك القرآن، وحفظ أصناف العلم، وثبتها في قلبى وسمعي وبصرى بخلطها بلحمي ودمى، وتستعمل بها جسدي في ليلى ونهارى، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عمر بن الصبح. قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب. دعاء منقول أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنبأنا عبد الوهاب بن أبى عبدالله بن مندة أنبأنا أبى أنبأنا إبراهيم بن محمد بن رجاء الوراق حدثنا إبراهيم بن محمد بن يزيد بن خالد المروزى حدثنا محمد بن موسى السلمى حدثنا أحمد بن عبدالله النيسابوري عن شقيق البلخى عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرنى عن عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دعا بهذه الاسماء استجاب الله له: اللهم أنت حى لا تموت، وخالق لا تغلب، وبصير لا ترتاب، وسميع لا تشك، وصادق لا تكذب، وقاهر لا تغلب، وندى لا تنفذ، وقريب لا تبعد، وغافر لا تظلم،
[ 176 ]
وصمد لا تطعم، وقيوم لا تنام، وجبار لا تقهر، وعظيم لا ترام، وعالم لا تعلم، وقوى لا تضعف، وعليم لا توصف، ووفى لا تخلف، وعدل لا تحيف، وغنى لا تفتقر، وحكيم لا تجور، ومنيع لا تقهر، ومعروف لا تنكر، ووكيل لا تحقر، وغالب لا تغلب، ووتر لا تستأمر، وفرد لا تستشير، ووهاب لا تمل، وسريع لا تذهل، وجواد لا تبخل، وعزيز لا تذل، وحافظ لا تغفل، وقائم لا تنام، ومحتجب لا ترى، ودائم لا تفنى، وباق لا تبلى، وواحد لا تشبه، ومقتدر لا تنازع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذى بعثنى لو دعى بهذه الدعوات والاسماء على صفائح الحديد لذابت، ولو دعى بها على ما جار لسكن، ومن أبلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا به أطعمه الله وسقاه، ولو أن بينه وبين موضع يريده جبل لا نشعب له الجبل حتى يسلكه إلى الموضع الذى يريد، ولو دعى به على مجنون لافاق، ولو دعى على امرأة قد عسر عليها ولدها، ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق منزله، ولو دعى بها أربعين ليلة من ليالى الجمعة غفر له كل ذنب بينه وبين الله عزوجل، ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعى بها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلصه الله من شره، ومن دعى بها عند منامه بعث الله عزوجل بكل حرف منها سبعمائة ألف ملك من الروحانيين، وجوههم أحسن من الشمس والقمر، يسبحون له ويستغفرون له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات. فقال سلمان: يا رسول أيعطى الله بهذه الاسماء كل هذا الخير ؟ فقال: لا تخبر به الناس حتى أخبرك بأعظم منها، فإنى أخشى أن يدعوا العمل ويقتصروا على هذا. ثم قال: من نام وقد دعا بها، فإن مات مات شهيدا وإن عمل الكبائر وغفر لاهل بيته، ومن دعى بها قضى الله له ألف ألف حاجة " وقد رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم إلا أن
[ 177 ]
الالفاظ تختلف. ورواه مختصرا الحسين بن داود البلخى عن شقيق بن إبراهيم. هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى طرقه كلمات ركيكة يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها وأسماء لله يتعالى الحق عنها، ولم نر التطويل بذكر الطرق لانها من جنس واحد. وفى الطريق الاول أحمد بن عبدالله وهو الجويبارى. وفى الطريق الثاني سليمان بن عيسى. وفى الثالث الحسين ابن داود، وثلاثتهم كانوا يضعون الحديث، والله أعلم أنهم ابتدوا بوضعه، ثم سرقه منه - الاحزان - [ الآخران ] وبدلا فيه وغيرا. وقد روى لنا من طريق مظلم فيه مجاهيل وفيه زيادات ونقصان.
[ 178 ]
باب المواعظ موعظة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد الجرجاني حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن السرى حدثنا عبد العزيز ابن عبد الصمد حدثنا أبان بن أبى عياش عن أنس بن مالك قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء، فقال في خطبته: يا أيها الناس كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الذين نشيع من الاموات سفر عما قليل إلينا راجعون - نبويهم - [ نبوئهم ] أجداثهم ونأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم. نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة. طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق مالا اكتسبه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، وجانب أهل الذل والمعصية. طوبى لمن ذل نفسه وحسنت خليقته وصلحت سريرته. طوبى لمن عمل بعلم، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يعدها إلى بدعة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففى إسناده أبان وهو متروك، وقد ذكرنا عن شعبة أنه قال: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عن أبان. وقد روى نحو هذا الحديث الوليد بن المهلب عن النضر بن محرز عن ابن المنكدر عن أنس. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بالنضر. وقد روى من طريق عصمة بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبى هريرة. قال يحيى: عصمة كذاب. وقد روى من طريق آخر رجاله مجهولون. وروى لنا من طريق جابر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا نصر بن أحمد أنبأنا
[ 179 ]
عبد الواحد بن محمد الجهنى حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنا يحيى ابن محمد بن عبدالرحمن بن ناجية حدثنا أحمد بن عبدالرحمن حدثنى الوليد بن المهلب عن النضر بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العضباء فقال: يا أيها الناس كأن الموت في هذه الدنيا على غيرنا وجب، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرنا كتب، وكأن ما نشيع من الموتى عن قريب إلينا راجعون - نبويهم - [ نبوؤهم ] أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنا كل جائحة. فطوبى لمن وسعته السنة ولم يخالفها إلى بدعة ورضى من العيش بالكفاف وقنع بذلك ". هذا لا يصح، فإن في إسناده مجاهيل وضعفاء، والمعروف أن هذا الحديث من حديث أبان عن أنس، فقد سرقه منه قوم. قال أبو حاتم بن حبان: هذا الحديث مما سمعه أبان عن الحسن فجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم، ولعله قد روى عن أنس أكثر من ألف وخمسمائة حديث، ما لكبير شئ منها أصل يرجع إليه. موعظة أخرى أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو الطيب محمد بن عبدالله السعدى حدثنا أبو محمد همام بن يحيى ابن زكريا حدثنا محمد بن القاسم الطالكانى حدثنا أبو مقاتل حفص بن سليمان حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أهل الخلود ويا أهل الفناء لم تخلقوا للفناء وإنما تنقلون من دار إلى دار كما نقلتم من الاصلاب إلى الارحام، ومن الارحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في الجنة أو النار ".
[ 180 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو كلام بعض السلف، وقد روى نحوه عن عمر بن عبد العزيز، والمتهم برفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الطالكانى. قال أبو عبد الله الحاكم: يضع الحديث. قال المصنف قلت: وحفص بن سليمان قال فيه عبدالرحمن بن مهدى: والله ما تحل الرواية عنه، وقال أحمد: متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة. موعظة أخرى أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا على بن أبى على المعدل حدثنا محمد بن أحمد بن عبدان أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن هارون بن عيسى حدثنا الحسن بن أبى الربيع حدثنا القاسم بن الحكم البجلى عن عبيدالله ابن الوليد لرصافي عن محمد بن سوقة عن الحارث الاعور عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق من النار لهى عن الشهوات، ومن ترقب الموت لهى عن اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عبيدالله ابن الوليد ليس بشئ، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، على أن الحارث كذاب. موعظة أخرى أنبأنا ظفر بن على الهمداني أنبأنا أبو الحسن بن طعان حدثنا أبو عبد الله محمد بن على المقرى أنبأنا أبو الحسن محمد بن على العلوى حدثنا حامد بن محمد الهروي حدثنا الفضل بن عبدالله بن مسعود الهروي حدثنا أحمد بن على النهرواني حدثنا روح بن عبادة عن محمد بن مسلم عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الموت غنيمة، والمعصية
[ 181 ]
مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة، والعقل هدية من الله، والجهل ضلالة، والظلم ندامة، والطاعة قرة العين، والبكاء من خشية الله النجاة من النار، والضحك هلاك البدن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الفضل ابن عبدالله ويقال له ابن حزم. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. موعظة أخرى أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا أبو القاسم على بن المحسن بن على التنوخى حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري حدثنا محمد بن الحسن بن محمد بن خداش البلخى حدثنا أسود بن عامر حدثنا يزيد بن عبدالله الهنائى حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة حدثنى عمربن عبد العزيز حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن عن أبى هريرة قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الايام، وكان آخر خطبة بالمدينة. قعد على هذا المنبر فوعظنا موعظة ذرفت منها العيون، وتقلقلت منها الاعضاء. ثم قال: يا بلال الصلاة جامعة، فاجتمع الناس وهو قاعد على المنبر. فقام وقال: أيها الناس ادنوا واسمعوا خلقكم ثلاثا. فقام فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به. فذكر كلاما طويلا، إلى أن قال: ومن تولى خصومة لظالم أو أعانه عليها نزل ملك الموت فبشره باللعنة، ومن عظم صاحب دنيا فمدحه لطمع الدنيا سخطه الله عليه وكان في الدرك مع قارون ومن إدبار سعة يوم القيامة إلى سبع أرضين، ومن ظلم أجيرا أحبط الله عمله، ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة مجذوما ملعونا وتسلط عليه بكل آية حية أو عقرب، ومن نكح امرأة في دبرها حشره الله يوم القيامة أنتن من الجيفة ومن عمل عمل قوم لوط حشره الله يوم القيامة والناس يتآذون من نتن ريحه ويدخل في تابوت من نار مسمر بمسامير من حديد وتضرب عليه صفائح من نار،
[ 182 ]
ومن زنا بيهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة كانت أو أمة، فتح الله عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من جهنم، ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة - مغولا - [ مغلولا ] ثم أمر به إلى النار، ومن شرب الخمر سقاه الله شربة من سم يتساقط وجهه، ومن فجر بامرأة ذات بعل انفجر يوم القيامة من فرجه واد من صديد يتأذى الناس من نتن ريحه " وذكر حديثا طويلا أنا اختصرته هذا حديث موضوع. أما محمد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه. وقال السعدى: ليس بقوى. ومحمد بن خراش مجهول والحمل فيه على الحسن بن عثمان. قال ابن عدى: كان يضع الحديث. قال عبدان: هو كذاب. ومحمد بن الحسن هو النقاش. قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب.
[ 183 ]
كتاب الوصايا باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلى عليه السلام أنبأنا محمد بن عمر الارموى أنبأنا القاضى أبو الحسين محمد بن على بن المهتدى أنبأنا عبيدالله بن عمرو بن محمد بن المنتاب حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو نصر محمد بن إبراهيم السمرقندى حدثنى سعيد بن غانم بن يزيد حدثنا أيوب بن نصر بن موسى حدثنا حماد بن عمرو عن السرى بن خالد عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: " أوصيك بوصية فاحفظها فإنك لن تزال بخير ما حفظت وصيتى. يا على إن للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة والزكاة والصوم. يا على وللمتكلف من الرجال ثلاث علامات: يتملق ممن شهد، ويغتاب من غاب عنه، ويشمت بالمصيبة. يا على وللمرائى ثلاث علامات: يكسل عن الصلاة إذا كان وحده، وينشط لها إذا كان الناس عنده، ويحب أن يحمد في جميع أموره. وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة. يا على وللمنافق ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم. وعلى وليس ينبغى للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث خصال: مرمه لمعاش، أو حظوة لمعاد، أو لذة في غير محرم ". وذكر باقى الوصية إلى آخرها. كذا قال. هذا حديث موضوع، والمتهم به حماد بن عمرو. قال يحيى: كان يكذب ويضع الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وصية ثانية لعلى عليه السلام أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر
[ 184 ]
البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل حدثنا القاضى أبو جعفر أحمد بن إسحاق ابن البهلول حدثنا محمد بن عبدالله العبدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن غالب السلمى حدثنى هريم بن عثمان أبو المهلب حدثنا عبدالله بن زياد عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على لا ترج إلا ربك: ولا تخف إلا ذنبك. يا على لا تستحيى أن تعلم ما لم تعلم، ولا تستحيى إذا سئلت عن شئ لا تعلم أن تقول الله أعلم. يا على إن منزلة الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. يا على إن الصبر ثلاث خصال، من جاء بواحدة لم تقبل منه، ومن جاء باثنتين لم يقبلا منه. يا على الصبر على المصيبة والصبر على ما أمر الله عزوجل به، والصبر عما نهى الله عزوجل عنه. يا على من صبر على مصيبة أعطاه الله مائة درجة ما بين كل درجة إلى صاحبتها كما بين العرش إلى الارض. يا على من صبر على ما نهى الله عزوجل عنه أعطاه الله عزوجل سبعمائة درجة مابين العرش إلى الارض. يا على من صبر على ما أمره الله عزوجل به أعطاه الله عزوجل خمسمائة درجة ما بين كل درجة إلى صاحبتها كما بين العرش إلى الارض ". هذا حديث موضوع، والمتهم به عبدالله بن زياد وهو ابن سمعان. قال مالك ويحيى: كان كذابا. وقال النسائي والدار قطني: متروك الحديث، على أن على بن زيد قد قال فيه أحمد ويحيى: ليس بشئ. وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني أحمد بن عبيد بن ناصح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ركن بن عبدالله الدمشقي عن مكحول الشامي عن معاذ بن جبل " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه، فقال: يا معاذ أوصيك بتقوى الله
[ 185 ]
العظيم وصدق الحديث وأداء الامانة وترك الخيانة وخفض الجناح ولين الكلام ورحمة اليتيم والتفقه في الدين والجزع من الحساب وحب الآخرة. يا معاذ لا تفسدن أرضا ولا تشتم مسلما ولا تصدق كاذبا ولا تكذب صادقا ولا تعص إماما عادلا. يا معاذ أوصيك بذكر الله عند كل حجر وشجر وأن تحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية. إنى أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لها. يا معاذ إنى لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم القيامة لاقصرت لك من الوصية يا معاذ إن أحبكم إلى من لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التى فارقني عليها. وكتب له في عهده أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك ولا - تذر - [ نذر ] في معصية ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم، وعلى أن تأخذ من كل حاكم دينارا أو عدله معافر، وعلى أن لا تمس القرآن إلا طاهر، وإنك إذا أتيت اليمن تسألك نصاراها عن مفتاح الجنة، فقل مفتاح الجنة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ". قال أحمد بن عبيد: قوله معافر يريد بها معافريه (1). هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به ركن. قال ابن المبارك: لان أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن عبد القدوس الشامي. وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن. قال يحيى بن معين: ركن ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا أبو الحسين محمد بن على بن المهتدى أنبأنا أبو حفص بن شاهين حدثنا أبو بكر أحمد بن مسعود الزبيري عن عمرو ابن إدريس بن عكرمة حدثنا أبو بكر أحمد بن على بن عبدالله بن عبدالرحيم البرقى حدثنا عروة بن أبى سلمة أبو حفص حدثنا إبراهيم بن محمد البصري عن (1) هكذا ورد النص بالاصل.
[ 186 ]
على بن ثابت عن ابن سيرين عن أبى هريرة ح. وأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى حدثنا أبو القاسم عبيدالله بن عمرو بن محمد بن المنتاب حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أبو بكر محمد بن السرى الصيرفى حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار حدثنا حماد بن عمرو عن الفضيل بن غالب عن مسلمة بن عمرو في نسخة مسلمة عن عمر بن سليمان عن مكحول الشامي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله، فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك حسنات حتى تفرغ من ذلك الوضوء. يا أبا هريرة إذا أكلت طعاما فقل بسم الله والحمد لله. فإن حفظتك لا تستريح، تكتب لك حسنات حتى تنبذه عنك. يا أبا هريرة إذا غشيت أهلك وما ملكت يمينك فقل بسم الله والحمد لله. فإن حفظتك [ لا تستريح، تكتب لك حسنات ] حتى تغتسل من الجنابة، فإذا اغتسلت من الجنابة غفر لك ذنوبك يا أبا هريرة فإن كان لك من تلك الوقعة ولد كتب لك حسنات بعدد نفس ذلك الولد وعقبه حتى لا يبقى منه شئ. يا أبا هريرة إذا ركبت دابة فقل بسم الله والحمد لله تكن من العابدين حتى - تزل - [ تنزل ] من ظهرها. يا أبا هريرة إذا ركبت السفينة فقل بسم الله والحمد لله تكتب من العابدين حتى تخرج منها. يا أبا هريرة إذا لبست ثوبا فقل بسم الله والحمد لله يكتب لك عشر حسنات بعدد كل سلك فيه " وذكر تمام الوصية، وهى في خبر طويل لم أر التطويل بذكرها. هذا حديث ليس له أصل، وفى إسناده جماعة مجاهيل لا يعرفون أصلا، ولا نشك أنه من وضع بعض القصاص أو الجهال، وقد خلط الذى وضعه في الاسناد، ومن المعروفين في إسناده حماد بن عمرو، قال يحيى: كان يكذب ويضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث وضعا على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب.
[ 187 ]
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لانس بن مالك أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا كثير أبو هاشم الايلى قال سمعت أنس بن مالك يقول: إن أم سليم فالت يا رسول الله ما من الانصار رجل أو امرأة إلا وقد أتحفك بشئ غيرى وليس لى إلا ولدى هذا، وأحب أن تقبله منى يخدمك. فقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقعدني بين يديه ومسح يده على رأسي وبرك على وقال لى: يا بنى احفظ سرى تكن مؤمنا. يا بنى إن استطعت أن تكون أبدا على وضوء فكن فإن ملك الموقف إذا قبض روح العبد وهو على وضوء كتب له شهادة. يا بنى إن استطعت أن تكون أبدا تصلى فصل فإن الملائكة يصلون عليك مادمت تصلى يا بنى إذا خرجت من رحلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل قبلتك إلا سلمت عليهم فإنك ترجع إلى منزلك وقد ازددت في حسناتك. يا بنى إذا ما دخلت رحلك فسلم على أهل بيتك تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك. يا بنى إن أطعتني فلا يكون شئ أحب إليك من الموت. يا بنى إذا خرجت إلى الصلاة فاستقبل القبلة وارفع يديك وكبر وأقم صلبك حتى [ يسكن ] كل عظم مكانه، وإذا سجدت فضع عقبك تحت إليتك واذكر ما بدالك، وأقم صلبك فإن الله عزوجل لا ينظر إلى من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: أبو هاشم الايلى كان يضع الحديث على أنس، لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. وقد روى لنا من طريق آخر: أنبأنا عبدالله بن عمر المقرى أنبأنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الانصاري أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو الحسن على بن محمد المصرى حدثنا بشر بن إبراهيم أبو عمرو حدثنا عباد بن كثير عن عبدالرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أنس بن مالك قال: " قدم النبي
[ 188 ]
صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، فأتته أمي فقالت: يا رسول الله إنه ليس من أهل المدينة أحد إلا وقد أتحفك بتحفة غيرى، وإنى لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا يخدمك. قال: فخدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما سبنى سبة قط ولا ضربني ضربة ولا انتهرني قط، وقال لى: يا بنى اكتم سرى فإنه كانت أمي تسألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أخبرها به، وما أنا بمخبر سر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا حتى أموت. فقال: يا بنى عليك بإسباغ الوضوء يحفظك الله وحفيظاك. يا بنى إذا خرجت من بيتك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه ترجع وقد زيد في حسناتك. يا بنى إذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك تكن بركة عليك وعليهم. يا بنى إذا سجدت فلتكن جبهتك من الارض، ولا تنقر كما ينقر الديك، ولا تبسط ذراعيك كما يبسط الثعلب، ولا تقع كما يقعى الكلب، فإذا ركعت فاحن ظهرك وافرج بنى أصابعك وجاف عضدك عن جنبيك. يا بنى ان استطعت ألا يأتيك الموت إلا وأنت على وضوء، فمن أتاه الموت وهو على وضوء أعطى الشهادة. يا بنى إن حفظت وصيتى لم يكن شئ أحب إليك من الموت ولابد لك منه، وإن ضيعت وصيتى لم يكن شئ أبغض اليك من الموت ولن تعجزه ". هذا حديث موضوع. وفى هذه الطريق آفات، عبدالرحمن بن حرملة قد ضعفه البخاري، وأما عباد بن كثير فقال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها وقال يحيى: ليس بشئ في الحديث، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وأما بشر بن ابراهيم فقال ابن عدى: هو عندي ممن يضع الحديث على الثقاة، قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
[ 189 ]
كتاب الملاحم والفتن باب بيع الدين بالمال أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن موسى بن حماد حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير حدثنا زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تذهب الايام والليالي حتى يقوم القائم فيقول من يبيعنا دينه بكف من دراهم ". هذا حديث لا يصح والمتهم به زياد بن المنذر. قال يحيى: هو كذاب عدو الله لا يساوى فلسا. باب من علامات الساعة أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا سعيد بن سابق حدثنا مسلمة بن على عن أبى مهدى سعيد بن سنان عن جعفر بن كريب عن كثير بن مرة عن عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أشراط الساعة أن يركب - المنطور - [ المنظور ] ويلبس المشهور ويبنى المسدور ويصير الناس إخوان العلانية أعداء السريرة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه كذابان أحدهما أبومهدى. قال العقيلى: لا يعرف هذا الحديث إلا به ولا يتابع عليه. قال يحيى: أبومهدى ليس بشئ أحاديثه بواطيل. وقال النسائي: متروك الحديث. والثانى مسلمة بن على. قال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك.
[ 190 ]
باب تغير الناس في آخر الزمان أنبأنا عبد الاول بن عيسى أنبأنا أبو الفضيل بن يحيى أنبأنا عبدالرحمن ابن أبى شريح حدثنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن يزيد القاضى حدثنا القاسم بن عباد حدثنا محمد بن معاوية حدثنا محمد بن سلمة الحرانى عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيجئ في آخر الزمان أقوام أكثر وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الذئاب الضوارى ليس في قلوبهم شئ من الرحمة، سفاكين الدماء لا يزعون عن قبيح، وإن بايعتهم ضاروك، وإن ائتمنتهم خانوك، صبيهم غارم وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، والمؤمن فيهم مستضعف، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، لذلك سلط الله عليهم شرارهم، ويدعو خيارهم، ولا يستجاب لهم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معروف بمحمد بن معاوية. قال أحمد والدار قطني: هو كذاب. وقال النسائي: متروك الحديث. باب ظهور الآيات في الشهور فيه عن أبى هريرة وفيروز الديلمى: فأما حديث أبى هريرة: فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا على بن سعيد بن داود الازدي حدثنا على بن الحسين الموصلي حدثنا عنبسة بن أبى صغير الهمداني عن الاوزاعي حدثنى عبد الواحد بن قيس سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم، وتخرج
[ 191 ]
العواتق من خدورها، وفى شوال همهمة، وفى ذى القعدة تميز القبائل بعضها إلى بعض، وفى ذى الحجة تراق الدماء، وفى المحرم أمر عظيم وهو عند انقطاع ملك هؤلاء. قالوا: يا رسول الله من هم ؟ قال: الذين يكونون في ذلك الزمان ". وقد روى مسلمة بن على عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يكون هدة في رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ". وروى إسماعيل بن عياش عن ليث عن شهم بن حوشب عن أبى هريرة موقوفا قال: " يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورها ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن سعيد: عبد الواحد بن قيس شبه لا شئ. وقال العقيلى: ليس لهذا الحديث أصل عن ثقة ولا من وجه ثابت. وأما مسلمة بن على فقال يحيى: مسلمة ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك. وأما إسماعيل وليث وشهر فثلاثتم ضعفاء مجروحون. وأما حديث فيروز الديلمى: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش الاوزاعي عن عبدة بن أبى لبابة عن فيروز الديلمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون صوت في رمضان. قالوا: يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره ؟ قال: بل في النصف من رمضان إذا كان ليلة النصف من رمضان ليلة الجمعة، يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا، ويخرس
[ 192 ]
سبعون ألفا، ويعمى سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا. قالوا يا رسول الله، فمن السالم من أمتك ؟ قال: من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله تعالى، ثم يتبعه صوت آخر، فالصوت الاول صوت جبريل، والصوت الثاني صوت الشيطان، والصوت الثالث في رمضان، والمعمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذى القعدة، ويغار على الحاج في ذى الحجة وفى المحرم، فأما المحرم فأوله بلاء على أمتى وآخره فرح لامتي - الداخلة - [ الراحللة ] في ذلك الزمان يقنيها ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة بغل بمائة ألف ". هذا حديث لا يصح. قال العقيلى: عبد الوهاب ليس بشئ. وقال العقيلى عبد الوهاب ليس بشئ (1)، وقال العتيقي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان كان يسرق الحديث لا يحل الاحتجاج به. وقال الدار قطني: منكر الحديث. وأما إسماعيل فضعيف، وعبدة لم ير فيروزا، وفيروز لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى هذا الحديث غلام خليل عن محمد بن إبراهيم البياضى عن يحيى بن سعيد العطار عن أبى المهاجر عن الاوزاعي، وكلهم ضعاف في الغاية، وغلام خليل كان يضع الحديث. باب ذم المولودين بعد المائة روى هنا عن خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يولد بعد المائة مولود لله فيه حاجة ". قال أحمد بن حنبل: ليس بصحيح. قال المصنف قلت: فإن قيل فإسناده صحيح فالجواب أن العنعنة تحتمل أن يكون أحدهم سمعه من ضعيف أو كذاب فأسقط اسمه، وذكر من رواه له عنه بلفظ عن، وكيف يكون صحيحا وكثير من الائمة والسادة ولدوا بعد المائة. (1) التكرار هنا من الناسخ.
[ 193 ]
باب هلاك الناس بعد المائة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنا أبو عروبة الحرانى حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبدالله ابن أبان العجلى حدثنا بشير بن المهاجر عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عند رأس المائة سنة يبعث الله ريحا باردة طيبة يقبض فيها روح كل مؤمن ". هذا حديث باطل يكذبه الوجود، وفيه بشير بن المهاجر. قال أحمد بن حنبل منكر الحديث يجئ بالعجائب. وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. باب متى ترفع زينة الدنيا أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبيدالله بن أبى سفيان حدثنا بركة بن محمد الحلبي حدثنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ترفع زينة الدنيا سنة خمس وعشرين ومائة ". وقد رواه بركة عن الوليد عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه حبيب بن أبى حبيب عن مالك عن الزهري. وهذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدار قطني: بركة الحلبي كان كذابا. قال أحمد بن حنبل: وحبيب بن أبى حبيب كان يكذب. وقال الدار قطني: وسعيد ضعيف، ولا يصح عن مالك وليس محفوظ عن الزهري.
[ 194 ]
باب وصف ما يكون في الثلاثين والمائه أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أبو القاسم هارون بن محمد البغدادي حدثنا محمد بن على الصوري حدثنا يحيى بن عبدالله البابلتى حدثنا الاوزاعي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت سنة ثلاثين ومائة كان الغرباء قرآن في جوف ظالم، ومصحف في بيت قوم لايقرأ فيه، ورجل صالح بين قوم سوء ". قال ابن حبان: هذا بلا شك معمول، فالبابلتى يأتي عن الثقاة بأشياء معضلات. وقال الدار قطني: البلية في هذا الحديث عن البابلتى لا منه. باب ما يكون في سنة خمس وثلاثين ومائه أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن قتيبة حدثنا - كبير - [ كثير ] بن عبيد حدثنا بقية عن الصباح بن مجالد حدثنى عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرجت شياطين كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحر يذهب منه تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالعراق وعشر بالشام ". قال الدار قطني: تفرد به الصباح عن عطية وتفرد به بقية عنه. قال ابن عدى: الصباج ليس بمعروف وهو من مشايخ بقية الذين لا يروى عنهم غيره. وكان يروى عن الضعفاء والمجاهيل، وأما عطية فقد ضعفه الكل. باب في ذكر الخمسين والمائه أنبأنا محمد بن عبدالملك وابن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
[ 195 ]
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدان حدثنا ابن مصفى حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن محمد الاسدي عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سنة خمسين ومائة خير أولادكم البنات ". طريق آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أحمد بن محمد الدستوائى حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أبو العباس عبدالله بن أحمد المارشانى حدثنا أحمد بن إبراهيم المارشانى حدثنا محمد بن عبدالله أبو جعفر عن سيف بن محمد عن الاعمش عن أبى وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت سنة خمسين ومائة فخير أولادكم البنات. فإذا كانت سنة ستين ومائة فأمثل الناس يومئذ كل ذى حاذ قلنا: وما الحاذ ؟ قال: الذى ليس له ولد خفيف المؤنة ". هذا حديث ليس بشئ. أما محمد الاسدي فهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن محمد بن عكاشة. قال يحيى: هو كذاب. وقال ابن عدى: يروى عن الاوزاعي أحاديث مناكير موضوعة. وقال الدار قطني: يضع الحديث. وأما يحيى ابن سعيد العطار فقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج به. وأما سيف فكذاب بإجماعهم قال أحمد: كان يضع الحديث. وقد روى بإسناد مظلم كلهم مجاهيل إلى مقاتل عن عطاء عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان سنة خمسين ومائة فاحذروا التزويج، فإن من تزوج في ذلك الزمان سلب الله عقله وهدم دينه ولم يكن له - دينا - [ دنيا ] ولا آخرة ". هذا من أفحش الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 196 ]
باب ما يكون في سنة ستين ومائة روى يحيى بن عبدالله البابلتى عن الاوزاعي عن الزهري عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كانت سنة ستين ومائة كان الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم، ومصحف في بيت قوم لايقرأ فيه، ومسجد في نادم قوم لا يصلون فيه، ورجل صالح بين قوم سوء ". هذا حديث موضوع، والآفة فيه من البابلتى. قال ابن حبان: يأتي عن الثقاة بأشياء معضلات يهم فيها. باب ذكر ما يكون إلى المائتين فيه ذكر طبقات هذه الامة، وهى في رواية أبى موسى وأنس وابن عباس فأما رواية أبى موسى فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا عبيد بن حاتم حدثنا عبد السلام بن عاصم الرازي حدثنا إسحاق بن إسماعيل بن حيويه حدثنا المبارك ابن سعيد الثوري عن عرفة عن أبى موسى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا وأصحابي أهل إيمان وعمل إلى أربعين، وأهل بر وتقوى إلى المائة، وأهل تواصل وتراحم إلى العشرين ومائة، وأهل تقاطع وتدابر إلى الستين ومائة، ثم الهرج الهرج، الهرب الهرب ". وأما حديث أنس: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى وأحمد بن محمد بن الحسن المصرى وعلى بن المبارك الخياط قالوا أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا عيسى بن على الوزير أنبأنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا كامل بن طلحة حدثنا عباد بن عبد الصمد حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " طبقات أمتى خمس طبقات كل طبقة منها أربعون سنة، فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والايمان، والذين يلونهم أهل التراحم والتواصل، والذين
[ 197 ]
يلونهم إلى الستين ومائة أهل التقاطع والتدابر، والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحرب " وقد رواه غالب بن زرير عن المؤمل بن عبدالرحمن عن عباد. وأما حديث ابن عباس فروى يحيى بن عنبسة عن سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أمتى خمس طبقات ". هذه الاحاديث لا أصل لها. أما الاول ففيه مجاهيل لا يعرفون. وأما الثاني فالمتهم به عباد. قال البخاري: هو منكر الحديث، وقال العقيلى يروى عن أنس نسخة عامتها مناكير. وأما حديث ابن عباس فإن يحيى بن عنبسة كذاب بإجماعهم. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا على بن أحمد البسرى عن أبى عبدالله ابن بطة حدثنا ابن صاعد حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج حدثنا عبدالله بن السمط حدثنا زكريا بن يحيى الصرفى عن ابن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أولادكم بعد أربع وخمسين ومائة البنات، وخير بناتكم بعد ستين ومائة العواقر، وسنة ثمانى وستين تقاضى دينك، وسنة تسع وستين ومائة اقض دينك، وسنة سبعين ومائة الهرج. فقال بعض القوم: يا رسول الله وما النجار وما الخلاص ؟ قال: الهرج الهرج حتى تقوم الساعة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن حذيفة مجهول وزكريا مجروح. قال ابن حبان: وعبد القدوس كان يضع الحديث على الثقاة. باب ما يكون بعد المائتين أنبأنا ابن ناصر أنبأنا على بن أحمد بن بنان أنبأنا أبو على بن شاذان أنبأنا أبو جعفر بن محمد الواسطي حدثنا محمد بن يونس الكديمى حدثنا عون بن عمارة
[ 198 ]
حدثنا عبدالله بن المينى عن أبيه عن جده أنس عن أبى قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الآيات بعد المائتين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعون وابن المينى ضعيفان، غير أن المتهم به الكديمى. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. باب العزبة والترهيب بعد الثلثمائة والثمانين أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن محمد القرشى حدثنا أبى حدثنا علان بن المغيرة حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا أبويحيى الخراساني سليمان بن عيسى حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أتت على أمتى ثلثمائة وثمانون سنة فقد حلت لهم العزبة والترهيب على رؤوس الجبال ". هذا حديث موضوع. قال ابن عدى: سليمان بن عيسى يضع الحديث. باب ذكر خليفة يكون في آخر الزمان أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا كهمس بن معمر حدثنا أبويحيى الوقار حدثنا مؤمل بن عبدالرحمن عن عوف عن ابن سيرين عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر ". هذا حديث موضوع لا يرويه عن عوف غير مؤمل، ولا عن مؤمل غير الوقار. فأما مؤمل فقال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث، وقال ابن عدى: عامة حديثه غير محفوظ. وأبو يحيى الوقار اسمه زكريا بن يحيى. قال صالح جزره: كان من الكذابين، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث ويوصله وقال الدار قطني: متروك.
[ 199 ]
كتاب المرض باب كتمان المرض أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحجال حدثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري حدثنا الجارود بن يزيد حدثنا سفيان عن أشعث بن عبدالملك عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان الشكوى، وكتمان المصيبة. يقول الله تعالى: إذا ابتليت عندي فصبر ولم يشتكى إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه، فإن أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتى ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد به الجارود عن سفيان. قال البخاري: هو منكر الحديث، وكان أبو أسامة يرميه بالكذب وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: الجارود يروى عن الثقاة ما لا أصل له منها هذا الحديث. حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا إسماعيل بن محمد بن مسلمة أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالرحيم حدثنا أبو محمد بن حبان حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا أبوالجماهر محمد بن عبدالرحمن حدثنا على بن عباس حدثنا عبدالرحمن بن أبى الجوز حدثنا عبدالله بن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه عن جده عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله عزوجل: أبتلى عبدى بالبلاء فإن لم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما أطيب من دمه، فإن أطلقته من أسرى أمرته فاستأنف العمل ". وهذا أيضا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن سعيد:
[ 200 ]
عبدالله بن سعيد كذاب، وقال يحيى بن معين: ليس بشئ، وقال الفلاس والدار قطني: متروك. باب تمحيص المرض الذنوب أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الحسين بن الحسن النعالى حدثنا أحمد بن عبدالله الذارع حدثنا على بن يحيى بن عبدالله البراز حدثنا إسماعيل بن الفضل حدثنا عيسى بن جعفر عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مرض يوم كفارة ثلاثين سنة ". هذا حديث لا يصح. قال الدار قطني: الذارع كذاب دجال. قال المصنف قلت: إلا أن هذا ليس من عمل الذارع. أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا الحسين بن إسحاق الخلال حدثنا جعفر بن محمد البردعى حدثنا الحسين بن سنان عن إسحاق بن بشير عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مرض يوم يكفر ثلاثين سنة، وإن المرض يتبع الذنوب في المفاصل حتى يسله عنه (1) سلا، فيقوم من مرضه قد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ". هذا من عمل أبى حذيفة إسحاق بن بشر. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، وقال الدار قطني: كذاب متروك. حديث آخر: أنبأنا يحيى بن على المدبر أنبأنا جابر بن ياسين وعبد العزيز ابن على الانماطى ح. وأنبأنا سعيد بن أحمد بن الحسن أنبأنا على بن أحمد بن البسرى قالوا حدثنا محمد بن عبدالرحمن المخلص حدثنا البغوي حدثنا حاجب بن الوليد حدثنا الوليد بن محمد المقرى عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله (1) أي المؤمن.
[ 201 ]
صلى الله عليه وسلم: " مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء بصفائها ولونها ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث باطل إنما هو قول الزهري لم يرفعه عن الزهري إلا الموقرى، وهو يروى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط، ولا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال يحيى: الوليد ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث. قال المصنف قلت: وقد روى هذا الحديث سعيد بن هاشم بن صالح المخزومى عن ابن أخى الزهري عن الزهري. رواه سفيان بن محمد الفراوى عن ابن وهب عن الزهري عن أنس نحوه. قال ابن عدى: أما سعيد فليس بمستقيم الحديث. روى أحاديث غير محفوظة. وأما سفيان فإنه يسرق الاحاديث ويسوى الاسانيد وفى حديثه موضوعات. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. باب أن البلاء علامة المحب أنبأنا ابن ناصر أنبأنا عبدالرحمن بن حمد الدونى أنبأنا أحمد بن الحسين الكسار أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السنى أخبرني عبدالرحمن بن حمدان حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا الربيع بن روح حدثنا اليمان بن عدى عن محمد بن زياد عن أبى عبيد الخولانى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبدا ابتلاه، وإذا أحبه الحب البالغ اقتتاه. قالوا: يا رسول الله وما اقتتاه ؟ قال: لم يترك له مالا ولا ولدا ". هذا حديث لا يصح. واليمان قد نسبه أحمد إلى أنه يضع الحديث. ومحمد بن زياد ليس بشئ. باب ثواب المريض فيه عن الحسن وجابر وأبى هريرة رض ى الله عنهم أجمعين:
[ 202 ]
فأما حديث الحسن: أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكلى أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر القاضى حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكمى حدثنا محمد بن يونس حدثنا مكى بن قمير العجلى حدثنا جعفر بن سليمان عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال: " دخلنا مع على بن أبى طالب رضى الله عنه على الحسن بن على نعوده، فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال: أصبحت بحمد الله بارئا. قال: كذلك أنت إن شاء الله تعالى. ثم قال الحسن: اسندوني اسندوني. فأسنده على إلى صدره. فقال الحسن: سمعت جدى صلى الله عليه وسلم وقال لى يوما: يا بنى إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى، يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة، فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصب لهم الاجر صبا. وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: أصبغ لا يساوى شيئا. وقال ابن حبان: فتن بحب على بن أبى طالب فأتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك قال يحيى: وسعد بن طريف لا يحل لاحد أن يروى عنه، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور. وأما حديث جابر فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا ابن شهريار أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا إبراهيم بن محمد الفقيه حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا أبو زهير عبدالرحمن بن مغراء عن الاعمش عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يود أهل العافية [ لو ] أن لحومهم قرضت بالمقاريض لما يرون لاهل البلاء من جزيل الثواب ". طريق آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو الحسن على بن عمر الحربى أنبأنا عمر بن محمد بن على الصيرفى حدثنا أبو على أحمد بن محمد بن بيان
[ 203 ]
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبدالرحمن بن مغرا الدوسى حدثنا الاعمش عن أبى الزبير عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال على بن المدينى: عبدالرحمن بن مغراء ليس بشئ. وأما حديث أبى هريرة فروى عيسى بن ميمون الخواص عن السدى عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من مرض ليلة فقبلها بقبولها، وأدى الحق الذى يلزمه فيها، كتب له عبادة أربعين سنة، وما زاد فعلى قدر ذلك ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: عيسى بن ميمون ليس حديثه بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث. باب ثواب من ذهب بصره أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا القاضى الحسين بن إسماعيل حدثنا وهب بن حفص أبو الوليد حدثنا جعفر بن عون حدثنا مسعر عن عطية العوفى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [ من أذهب الله بصره في الدنيا ] كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه نار جهنم ". قال الدار قطني: تفرد به وهب بن حفص عن جعفر. قال أبو عروبة: وهب كذاب يضع الحديث، يكذب كذبا فاحشا. باب ثواب ذهاب السمع والبصر أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو نعيم الحافظ
[ 204 ]
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين الوراق حدثنى محمد بن سعد بن عبدالرحمن أبو على الحافظ حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن عيشون حدثنا محمد بن سليمان ابن أبى داود حدثنا داود بن الزبر قان عن مطر الوراق عن هارون بن عنترة عن عبدالله بن السائب عن زاذان عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الحسد فعلى قدر ذلك ". قال ابن عدى: هذا منكر المتن والاسناد. قال ابن حبان: هارون بن عنترة لا يجوز الاحتجاج به. قال يحيى: وداود بن الزبر قان ليس بشئ، وقال أحمد: ليس حديثه بشئ. باب فائدة الرمد والزكام والسعال والدماميل أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا على بن أحمد حدثنا أحمد بن على بن ثابت الافطح حدثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري عن أبيه قال حدثنى أبى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكرهوا أربعة فإنها لاربعة: لا تكرهوا الرمد فإنه يقطع عروق العمى، ولا تكرهوا الزكام فإنه يقطع عروق الجذام، ولا تكرهوا السعال فإنه يقطع عروق الفالج، ولا تكرهوا الدماميل فإنها تقطع عروق البرص ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: يحيى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب. حديث آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحصين حدثنا عمر بن جعفر الحبلى حدثنا محمد بن يونس حدثنا بشر بن حجر حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن عائشة
[ 205 ]
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد إلا في رأسه عرق من الجذام - معر - [ ينفر ] فإذا هاج سلط عليه الزكام ". هذا حديث لا يصح. ومحمد بن يونس هو الكديمى. وقد ذكرنا أنه كان كذابا. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث عن الثقاة. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا الحسن بن سهل ابن عبدالله الغازى أنبأنا أبو سعيد محمد بن على النقاش أنبأنا أبو حامد محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا ممد بن عبدالله الصفار حدثنا يحيى بن محمد بن حبس حدثنا محمد بن سعيد بن سحنون التنوخى حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من آدمى إلا وفيه عرق من الجذام، فإذا تحرك ذلك العرق سلط عليه الزكام. يسكنه " قال النقاش: هذا حديث موضوع لا شك وضعه يحيى بن محمد أو محمد بن بشر باب متى يعاد المريض أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد الرسعنى حدثنا أحمد بن الفضل الدهقان حدثنا نصر بن حماد الوراق عن روح بن عطيف عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث ". هذا حديث لا يصح. قال النسائي: روح بن عطيف متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه. قال مسلم بن الحجاج: ونصر بن الحجاج ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة.
[ 206 ]
باب ثواب عيادة المريض أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو منصور على بن محمد بن الانباري أنبأنا محمد بن عبدالملك بن بشران حدثنا أبو حفص بن شاهين حدثنا محمد بن أبى سعيد الموصلي حدثنا محمد بن عبدالرحمن الهروي حدثنا خالد بن الهياج حدثنا أبى عن عباد بن كثير أخبرني ابن لابي أيوب حدثنى أبى عن جدى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثني به أبى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا فقد الرجل انتظره ثلاثة أيام، وإذا كان ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان مريضا عاده، وإن كان غائبا دعا له، وإن كان صحيحا زاره. ففقد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الانصار فسأل عنه يوم الثالث فقيل له: يا رسول الله مريض كأنه الفرخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه بعد ما صلى وسأل عنه: انطلقوا إلى أخيكم نعوده. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من المسلمين، فيهم أبو بكر وعمر، فلما دخلوا عليه قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فإذا هو مثل الفرخ، لا يأكل شيئا إلا خرج من دبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأنك ؟ قال: نعم يا رسول الله، بينا أنت تصلى قرأت في صلاة المغرب القارعة ثم مررت على هذه الآية: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنقوش) فقلت: أي رب مهما كان لى من ذنب أنت معذبي عليه في الآخرة، فعجل لى عقوبتي في الدنيا، فرجعت إلى أهلى فأصابني ما ترى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس ما صنعت حببت لنفسك البلاء، وسألت الله عزوجل البلاء، ألا سألت الله عزوجل العافية في الدنيا والآخرة. قال: فما أقول ؟ قال: تقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ثم دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبرأ وقام كأنما نشط من عقال. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا رسول الله حضضتنا آنفا على عيادة المريض فما لنا في ذلك
[ 207 ]
من الاجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرء المسلم إذا توجه إلى أخيه المريض يعوده خاض في الرحمة إلى حقويه ورفع الله عزوجل له بكل قدم درجة وكتب له بكل قدم حسنة وحط عنه به خطيئة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة وكان المريض في ظل عرش الرحمن وكان العائد في ظل عرشه يقول الله لملائكته: كم احتبس عند عبدى المريض ؟ يقول الملك: إذا كان لم يطل احتبس عنده فواقا. قال: اكتبوا له عبادة ألف سنة إن عاش لم تكتب عليه خطيئة واستأنف العمل وإن مات قبل ألف سنة دخل الجنة، ثم يقول للملك: كم احتبس ؟ فإن كان أطال الحبس يقول: ساعة، يقول: اكتبوا له دهرا والدهر عشرة آلاف سنة استأنف العمل، فإن مات قيد عشرة آلاف سنة دخل الجنة، وإن كان حين يصبح صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسى وإن كان مساء إلى أن يصبح ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عباد بن كثير. قال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها. وقال يحيى: ليس بشئ في الحديث. وقال البخاري والنسائي: متروك. حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي ابن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا محمد بن زكريا عن الهيثم بن أبى حرب حدثنا الحسن بن على بن زياد حدثنا إبراهيم بن عبدالله الكوفى عن عبدالله بن قيس عن حميد الطويل قال: " دخلنا على أنس بن مالك نعوده، فقلنا: يا أبا حمزة الطبيب، قال: قد رأني. قلنا: حدثنا بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عيادة مريض أحب إلى من عيادة أربعين أو خمسين سنة. قلنا: زدنا. قال: أخبرني أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شيع جنازة فربع حط الله عنه أربعين كبيرة ". هذا حديث لا أصل له. وإبراهيم وعبد الله بن قيس كذابان.
[ 208 ]
باب كيف عيادة المريض أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن إبراهيم القرشى حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا عبدالاعلى بن محمد التاجر حدثنا يحيى بن سعيد عن الزبيري عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من تمام العيادة أن تضع يدك على المريض وتقول كيف أصبحت وكيف أمسيت " هذا حديث لا يصح. قال العقيلى: عبدالاعلى روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير لا يتابع عليها ولا أصول لها منها هذا الحديث. قال المصنف قلت: وقد روى عبدالله بن زحر عن على بن زيد عن القاسم عن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تمام عيادة المريض أن تضع يده وتسأله كيف هو ". أما عبدالله فقال عليه يحيى: ليس بشئ. وقال أبو مسهر: صاحب كل معضلة. وأما على بن زيد فقال عنه يحيى: ليس بشئ. وأما القاسم فقال أحمد: يروى عنه على بن زيد الاعاجيب وما أراها إلا من القاسم. باب ما لا يعاد من المرضى أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان ح. وأنبأنا ابن ناصر أنبأنا ابن العلاف أنبأنا أبو الحسن الحمامى أنبأنا أبو بكر الشافعي قالا حدثنا سعيد بن أبى مريم أنبأنا مسلمة بن على الخشنى حدثنى الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى جعفر عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يعادون: صاحب الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل ".
[ 209 ]
هذا حديث موضوع، والحمل فيه على مسلمة بن على الخشنى. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال البخاري: منكر الحديث، وإنما يروى هذا من كلام يحيى بن كثير. وقال النسائي والدار قطني: متروك. باب ذكر العدوى أنبأنا على بن عبدالله أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا على بن عبد العزيز ابن مبروك حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شبة حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا الخليل بن زكريا عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي المجذمين فقال: أسرعوا السير، فإن كان شئ يعدى فهو هذا ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرد به الخليل بن زكريا وهو المتهم به. قال العقيلى: الخليل يحدث بالبواطيل عن الثقاة، وفى الصحيح: " لا عدوى ". باب مجئ العافية قليلا قليلا أنبأنا يحيى بن على المدبر أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قرأت على محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبدالله بن نعيم النيسابوري حدثنا أبو بكر محمد ابن يحيى بن سعدان المؤدب حدثنا عبدالله بن الحارث الصنعانى حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المرض ينزل جملة، والبرء ينزل قليلا قليلا ". قال أبو بكر بن ثابت: قد أخطأ عبدالله بن الحارث في رواية هذا عن عبد الرزاق خطأ فظيعا، وهذا الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه ولا أحد من الصحابة وإنما هو من قول عروة بن الزبير.
[ 210 ]
كتاب الطب باب شرب الدواء أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن يوسف بن الحجاج حدثنا أبى حدثنا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة ". هذا حديث لا يصح. وسيف هو ابن محمد بن أخت سفيان الثوري. قال أحمد: كان يضع الحديث. باب الحمى والاغتسال للمحموم أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا أبو الوفاء المسيب بن محمد بن على القضاعى حدثنا أبو عبد الرحمن عبدالله ابن عمر بن على الجوهرى الموقرى حدثنا يحيى بن - ساسوير - [ ساسوبه ] المروزى حدثنا محمد ابن النضر حدثنا سلمة بن رجاء عن أبى طاهر عن مرزوق ابن عبدالله الحمصى عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النيران ثلاثة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل فأما النار التى تشرب وتأكل فجهنم، وأما النار التى تأكل ولا تشرب فنار الدنيا، وأما النار التى تشرب ولا تأكل فالحمى، فإذا وجد أحدكم فليقم إلى بئر فليستق منها، وليصب عليه، وليقل: اللهم اشف عبدك وصدق رسولك يفعل ذلك ثلاث غدوات فإن ذهبت وإلا يفعل سبع غدوات فإنها ستذهب إن شاء الله " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه مجهولون وضعفاء منهم سلمة بن رجاء. قال يحيى: ليس بشئ.
[ 211 ]
باب الاستشفاء بالقرآن روى أبو بكر الخلال أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا خالد بن إبراهيم المؤذن حدثنا سلام بن رزين قاضى أنطاكية حدثنا الاعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال: " بينا أنا والنبى صلى الله عليه وسلم في طرقات المدينة إذا برجل قد صرع فدنوت فقرأت في أذنه فاستوى جالسا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قرأت في أذنه يا ابن أم عبد ؟ قلت: فداك أبى وأمى قرأت: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذى بعثنى بالحق لو قرأها مؤمن على جبل لزال ". قال عبدالله بن أحمد: قال أبى: هذا حديث موضوع كذب، حديث الكذابين. باب النهى عن الحجامة يوم السبت ويوم الاربعاء فيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن قتيبة حدثنا صفوان بن صالح حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عباد بن راشد عن الحسن " حدثنى سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبدالله بن عمر وعبد الله بن عمرو وأبو هريرة وعمران ومعقل بن يسار وسمرة وجابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة يوم السبت ويوم الاربعاء، وقال: من فعل ذلك فأصابه بياض فلا يلومن إلا نفسه ". الحديث الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا القاسم بن يحيى بن نصر حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وابن إسماعيل عن
[ 212 ]
الزهري عن أبى سلمة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من احتجم يوم الاربعاء ويوم السبت فأصابه مرض فلا يلومن إلا نفسه ". الحديث الثالث: أنبأنا إسماعيل أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا الحسن بن عبدالله القطان حدثنا عباس بن الوليد حدثنا قاسم بن يزيد الكلابي حدثنا حسان بن سياه حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من احتجم يوم السبت والاربعاء، فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه ". الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الحسن بن شقيق حدثنا الحكم بن موسى حدثنا عبدالله بن زياد الفلسطيني عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من احتجم يوم السبت ويوم الاربعاء فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه ". هذه الاحاديث ليس فيها ما يصح. أما الاول فقال أبو حاتم بن حبان: الحسن لم يشافه ابن عمر ولا ابن عمرو ولا أبا هريرة ولا سمرة ولا جابر ولا بدريا إلا عثمان بن عفان، وعثمان يعد في البدريين ولم يشهدها، وعباد بن راشد يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. وأما الحديث الثاني، فإن إسماعيل بن عياش ضعيف، وسليمان بن أرقم وعبد الله بن زياد بن سمعان كذابان. قال أحمد في حق سليمان: ليس بشئ لا يروى عنه الحديث. وقال يحيى: لا يساوى فلسا. وقال النسائي وأبو داود والدار قطني متروك. وأما الثالث، فقال ابن عدى: حسان بن سياه يحدث بما لا يتابع عليه. قال ابن حبان: يأتي عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات.
[ 213 ]
وأما الرابع، فقال ابن حبان: عبدالله بن زياد الفلسطيني يجب مجانبة روايته. قال ولا يحل ذكر مثل هذا الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار لانه موضوع، ليس هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر أحمد بن حنبل الحجامة يوم السبت والاربعاء لحديث عن الزهري مرسلا غير مرفوع وقال: يعجبنى أن يتوفى ذلك. باب في النهى عن الحجامة يوم الجمعة روى يحيى بن العلاء الرازي عن زيد بن أسلم عن طلحة بن عبدالله عن الحسين بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في الجمعة ساعة لا يوافقها رجل يحتجم فيها إلا مات ". هذا حديث موضوع. قال يحيى بن معين: ليس يحيى بن العلاء بثقة. وقال الفلاس: متروك الحديث. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عدى: كل حديثه لا يتابع عليه. باب النهى عن الحجامة يوم الثلاثاء فيه عن جابر وأبى بكرة: فأما حديث جابر: فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا إبراهيم بن حماد حدثنا أحمد ابن على حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلى عن عمر بن موسى عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت على يوم الثلاثاء ". وأما حديث أبى بكرة: فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا عبدالله بن أبى - مسرة - [ ميسرة ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة حدثتني عمتى
[ 214 ]
كبشة " أن أبا بكرة كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم الدم ويقول فيه ساعة لا يرقى فيها الدم ". أما الحديث الاول، فإن عمر بن موسى هو الوجيهى. قال يحيى: ليس بثقة. وقال النسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن عدى: هو في عداد من يضع الحديث متنا وإسنادا. وأما الحديث الثاني، فقال يحيى: بكار ليس بشئ. قال العقيلى: ولا يتابع بكار على هذا الحديث. باب فضل الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة يمضين من الشهر فيه عن ابن عباس ومعقل بن يسار وأنس: فأما حديث ابن عباس: فأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا السختيانى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: " دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم يوم الثلاثاء، فقلت: هذا اليوم تحتجم ؟ قال: نعم، من وافق منكم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يجاوزها حتى يحتجم ". وأما حديث معقل فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد حدثنا زهير بن عباد حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة ". وأما حديث أنس: أنبأنا محمد بن عبد الباقي عن الجوهرى عن الدار قطني
[ 215 ]
عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الحسين بن إسحاق الاصبهاني حدثنا محمد بن حرب النسائي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن الفضل عن زيد العمى عن معاوية ابن قرة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضين من الشهر كان دواء لداء سنة ". هذه الاحاديث ليس فيها شئ صحيح. أما الاول ففيه أبو هرمز. قال يحيى: ليس بشئ كذاب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدار قطني: متروك. والثانى والثالث فيهما زيد العمى. قال ابن حبان: يروى أشياء موضوعة لا أصل لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. وفى الحديث الثاني أيضا سلام. قال يحيى: ليس بشئ، وقال البخاري: متروك. وفى الحديث الثالث محمد بن الفضل. قال أحمد: ليس بشئ، حديثه حديث أهل الكذب، وقال يحيى: كان كذابا. قال المصنف قلت: وقد جاء في الحجامة يوم الخميس حديث ولا يصح. قال العقيلى: وليس يثبت في التوقيت في الحجامة شئ في يوم بعينه ولا في الاختيار في الحجامة والكراهية شئ يثبت. قال عبدالرحمن بن مهدى: ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ إلا الامر به. باب تأثير العسل في الامراض أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا سعيد بن زكريا المدائني حدثنا الزبير بن سعيد عن عبدالحميد بن سالم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: الزبير ليس بشئ. قال العقيلى: وليس لهذا الحديث أصل عن ثقة.
[ 216 ]
كتاب ذكر الموت باب أجر من مات مريضا أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الكريم حدثنا الفضل بن أحمد الخراساني حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج عن إبراهيم بن محمد عن أبى عطاء عن موسى بن وردان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات مريضا مات شهيدا ووقى فتان القبر وعدى عليه وربح برزقه من الجنة ". طريق آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا محمد بن عبد الواحد الحريري أنبأنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو بكر بن زنجويه وأحمد بن منصور الرمادي واللفظ له قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن عطاء عن موسى فذكر مثله سواء. طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن ناجية وعبد الله بن زيدان ومحمد بن هارون بن حميد قالوا حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي حدثنا سفيان بن عيينة عن القداح عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات مريضا مات شهيدا ووقى فتان القبر وعدى عليه برزقه من الجنة بكرة وعشيا ". طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن منير الطبري حدثنا محمد بن إسحاق البكائى حدثنا عثمان بن سعد حدثنا داود بن علية عن ابن جريج عن أبى الليث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
[ 217 ]
مات مريضا مات شهيدا ". هذا حديث لا يصح، ومدار الطرق على إبراهيم وهو ابن أبى نجيح، وقد كانوا يدلسونه لانه ليس بثقة. وكان ابن جريج يقول: إبراهيم بن أبى عطاء، وتارة يقول: إبراهيم بن محمد بن عطاء، وتارة يقول حدثنا أبو الذيب، وكان يحيى بن آدم يقول حدثنا إبراهيم بن أبى يحيى المدنى. وكان الواقدي يقول حدثنا أبو إسحاق بن محمد وربما قال إسحاق بن إدريس. وكان مروان بن معاوية يقول عبد الوهاب المغربي إلى غير ذلك، وهذا الرجل هو إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى الاسلمي واسم أبى يحيى سرحان. قال مالك: ويحيى ابن سعيد وابن معين: هو كذاب. وقال أحمد بن حنبل: قد ترك الناس حديثه. وقال الدار قطني: هو متروك. وأما الطريق الثالث: فأبو الذيب هو إبراهيم أيضا، وإنما كنوه بهذا ليخفى، وقد أسقط داود موسى بن وردان، وداود ليس بشئ أصلا ولا هذا الحديث. قال أحمد بن حنبل: إنما هو من مات مرابطا، وليس هذا الحديث بشئ. وقد أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا الدار قطني حدثنا ابن مخلد حدثنا أحمد بن على الابار حدثنا ابن أبى سكينة الحلبي قال: سمعت إبراهيم بن أبى يحيى يقول: حدثت ابن جريج بهذا الحديث من مات مرابطا، فروى عنى: من مات مريضا، وما هكذا حدثته. قال المصنف قلت: ابن جريج هو الصادق. باب الفرار من الموت أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن محمد التمار حدثنا يحيى بن كثير أبو مالك صاحب البصري حدثنى أبى حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد لسليمان ابن فقال للشيطان: أين أداريه من الموت ؟
[ 218 ]
قالوا: يذهب به إلى تخوم الارض. قال: يصل إليه الموت. قالوا: قعر البحر. قال: يصل إليه الموت. قالوا: يذهب به إلى الغرب. قال: يصل إليه الموت. قالوا: فإلى الشرق. قال: يصل إليه الموت. قالوا: فنصعد به بين السماء والارض. قال: نعم. قال: فصعدوا به، ونزل ملك الموت فقال: يا ابن داود إنى أمرت بقبض النسمة، وطلبتها في البحر فلم أصبها، وطلبتها في الارض فلم أصبها، وطلبتها في الشرق والغرب فلم أصبها، فبينا أنا أصعد إلى السماء أصبتها فقبضتها. قال: وجاء جسده حتى وقع على كرسيه، وذلك قول الله عزوجل (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) ". هذا حديث موضوع ولا يجوز أن ينسب إلى سليمان - وهو نبى كريم - أنه يفر من الموت، ولا أنه يقر على أن كونه بين السماء والارض يدفع الموت. وفى الاسناد: يحيى بن كثير. قال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، وفيه محمد بن عمر. وقال يحيى بن معين: ما زال الناس يثقون حديث محمد بن عمرو. باب الموت كفارة لكل مسلم أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد حدثنا أحمد بن عبدالرحمن السقطى حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا عاصم الاحول عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الموت كفارة لكل مسلم ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا عبد الواحد بن محمد البجلى حدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا بشر بن موسى حدثنا مفرح بن شجاع عن يزيد بن هارون عن عاصم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الموت كفارة لكل مسلم ".
[ 219 ]
طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا داود بن المحبر حدثنا نصر بن حميد حدثنا حفص بن عبدالرحمن قال: " أتينا عاصما الاحول نعزيه حين قتل ابنه وقلنا: إنا نرجو له الشهادة. قال: أو ما أوسع من ذلك ؟ سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الموت كفارة للمؤمن ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول: فإن أبا بكر المفيد ضعيف جدا. قال أبو بكر الخطيب والسقطى: مجهول. وأما الطريق الثاني: فقال أبو الفتح الازدي الحافظ: مفرح بن شجاع واهى الحديث. قال أبو بكر الخطيب: هو في عداد المجهولين. قال والحديث عن يزيد شاذ مع أنه قد روى عن نصر بن على الجهضمى أيضا عن أنس وليس بثابت عنه. قال ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله التيمى عن الحسن بن صالح عن عاصم الاحول، وإسماعيل كان كذابا. ورواه أصرم بن غياث عن عاصم، وأصرم لا تقوم به حجة، وأما داود بن المحبر فقال أحمد بن حنبل: شبه لا شئ. باب تلقين الميت أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف حدثنا محمد بن محمويه حدثنا أبى حدثنا النضر بن محمد حدثنا سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أقيموا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله، ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله، فإنه من كان أول
[ 220 ]
كلامه لا إله إلا الله، وآخر كلامه لا إله إلا الله، ثم عاش ألف سنة لا يسأل عن ذنب واحد ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضعف البخاري ابراهيم بن مهاجر، وابن محمويه وأبوه مجهولا الحال. باب شدة الموت أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن على بن عمر السكرى حدثنا جدى حدثنا أبو منصور محمد بن منصور بن حبان الهاشمي حدثنا محمد بن قاسم البلخى حدثنا أبو عمرو الايلى عن كثير عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى عن الحسن. قال أبو عبد الله الحاكم: كان محمد بن القاسم يضع الحديث. قال النسائي وكثير متروك الحديث. حديث آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم ابن حبان حدثنا جعفر بن سهل بن الحسن حدثنا جعفر بن نصر العنبري عن حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما أتى إبراهيم ربه عزوجل قال له: يا إبراهيم كيف وجدت الموت ؟ قال: وجدت نزع السلى قال: هذا وقد يسرنا عليك الموت ". قال ابن حبان: هذا متن موضوع، وجعفر بن نصر يروى عن الثقاة ما لم يحدثوا به.
[ 221 ]
باب العدل في الوصية أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أخبرني محمد بن على بن محمد الايادي أنبأنا على بن محمد الحضرمي حدثنا أبو سعيد حاتم بن الحسن الشاسى حدثنا أبو داود السنجى حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبدالله بن عصمة النصيبى حدثنا بشر بن حكيم عن سالم بن كثير عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حضره الموت فوضع وصيته على كتاب الله كان ذلك كفارة لما ضيع من زكاته في حياته ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: يعقوب لا يساوى شيئا. باب تولى الحور العين المؤمن عند موته أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو محمد الحسن بن على بن أحمد بن يسار حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري حدثنا محمد ابن أحمد بن الوليد الانطاكي حدثنا موسى بن داود حدثنا محمد بن عبدالملك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال: " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن في مسيرنا إذا نحن براكب مقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخال الرجل يريدكم، فوقف ووقفنا، فإذا أعرابي على قعود له، فقلنا: من أين أقبل الرجل ؟ فقال: أقبلت من أهلى ومالى أريد محمدا، فقلنا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أعرض على الاسلام، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله. قال: أقررت. قال: وتؤمن بالجنة والنار والبعث والحساب. قال: أقررت. قال: فجعل لا يعرض شيئا من شرائع الاسلام إلا قال: أقررت. قال: بينا نحن كذلك إذ وقعت يد بعيرة في سكة، فإذا البعير لجنبه، وإذا الرجل لرأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ 222 ]
ابتدروا صاحبه. فابتدرناه. فسبق إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، فإذا الرجل قد مات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلوا صاحبكم. قال: فغسلناه ورسول الله صلى الله عليه وسلم معرض عنه. وكفناه وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فلما فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا الذى تعب قليلا ونعم طويلا، هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. قال قلنا: رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله. قال: أحسب أن صاحبكم مات جائعا، إنى رأيت زوجتيه من الحور العين وهما يدنيان في فيه من ثمار الجنة ". هذا حديث لا يصح، والحمل فيه على محمد بن عبدالملك. قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث ويكذب، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: كان يروى الموضوعات عن الاثبات لا يحل ذكره إلا على جهة القدح فيه. باب آجال البهائم أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا الوليد بن موسى الدمشقي حدثنا الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن الحسن بن أبى الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال والدواب كلها والبقر وغير ذلك آجالها في التسبيح، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس إلى ملك الموت من ذلك شئ ". هذا حديث موضوع، والمتهم به الوليد. قال العقيلى: أحاديثه بواطيل لا أصل لها. وهذا الحديث لا أصل له من حديث الاوزاعي ولا غيره. وقال ابن حبان: الوليد يروى عن الاوزاعي ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به.
[ 223 ]
باب ثواب من عزى مصابا فيه عن ابن مسعود وجابر. فأما حديث ابن مسعود فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا محمد بن حميد حدثنا عبدالله بن ناجية حدثنا الحسين بن على الصدائى حدثنا حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن محمد ابن سوقة عن إبراهيم عن الاسود عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا كان له مثل أجره ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا الحسن بن على الوراق حدثنا محمد بن خلف حدثنا يحيى بن أبى طالب حدثنا نصر بن حماد حدثنا شعبة عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الاسود عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا فله مثل أجره ". الطريق الثالث: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن أبى طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عبدالله الشافعي حدثنا موسى ابن منهل الوشاء أنبأنا على بن عاصم حدثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الاسود عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا فله مثل أجره ". وأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن ميمون حدثنا يحيى بن السرى حدثنا على بن يزيد الصدائى عن محمد بن عبيدالله عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عزى مصابا فله مثل أجره " هذا حديث لا يصح.
[ 224 ]
فأما حديث ابن مسعود ففى طريقه الاول حماد بن الوليد، وقد تفرد به عن الثوري. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويلزق بالثقاة ما ليس من حديثهم لا يحتج به بحال. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وأما طريقه الثاني ففيه نصر بن حماد، وقد تفرد به عن شعبة. قال يحيى بن معين: هو كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: هو ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما طريقه الثالث ففيه على بن عاصم، وقد تفرد به عن محمد بن سوقة، وقد كذبه شعبة ويزيد بن هارون ويحيى بن معين. وأما حديث جابر ففيه محمد بن عبيدالله وهو العرزمى. قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال النسانى: متروك الحديث. باب الشماتة بالمصائب أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد حدثنا حمزة بن القاسم الهاشمي حدثنا سعيد بن أحمد بن عثمان حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تظهر الشماتة لاخيك فيرحمه الله ويبتليك ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمر بن إسماعيل لا يعد. وقال يحيى: ليس بشئ كذاب رجل سوء خبيث. وقال الدار قطني: متروك. وقد رواه أبوحانم بن حبان من حديث القاسم بن أمية الحذاء عن حفص بن غياث. قال: ولا يجوز الاحتجاج بالقاسم. قال: وهذا حديث لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب النهى عن اتباع جنازة فيها صارخة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى
[ 225 ]
حاتم البستى أنبأنا محمد بن عبدوس النيسابوري حدثنا محمد بن يزيد حدثنا حماد ابن قيراط عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة فيها صارخة ". قال أبو حاتم: لا أصل لهذا الحديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان حماد يقلب الاخبار على الثقاة ويجئ عن الاثبات بالطامات لا يجوز الاحتجاج به. باب الغفران لمن يتبع جنازة فيه عن على وابن عباس وجابر وأبى هريرة: فأما حديث على عليه السلام: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن على بن سهل الانصاري حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا سعد بن طريف عن الاصبغ ابن نباتة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم بموتة مؤمن أو مؤمنة أمر الله جبريل أن ينادى في الارض: رحم الله من شهد جنازة هذا العبد، فمن شهدها فلا يرجع الا مغفورا له، وكتب الله لمن شهدها بكل [ خطوة ] اثنتى عشرة حجة وعمرة وكتب الله له بكل تكبيرة كبر عليها ثواب اثنى عشر ألف شهيد، و كأنما أعتق بكل شعرة على بدنه رقبة، وأعطاه الله بكل حرف من الدعاء الذى دعا به ثواب نبى، وأعطاه قنطارا، وكتب له عبادة سنة، وأعطاه الله بكل مرة يأخذ بالسرير (1) مدينة في الجنة، واستغفر له ملائكة السموات والارض أيام حياته، وإذا رجع إلى منزله نادى ملك من تحت العرش: يا عبدالله استأنف العمل فقد غفر لك ذنبا السر والعلانية فإن مات إلى مائة يوم مات شهيدا، وإذا حضرتم الجنازة فامشوا خلفها ولا تمشوا أمامها، فإنكم تشيعوها، وإن فضل الماشي خلفها كفضلي على أدناكم ". (1) يقصد به النعش.
[ 226 ]
وأما حديث ابن عباس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسين بن عياش الجهرى حدثنا عبدالغنى بن رفاعة حدثنا عبدالمجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد عن مروان بن سالم عن عبدالملك بن أبى سلمان عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول ما يجازى به العبد المؤمن أن يغفر لجميع من تبع جنازته ". وأما حديث جابر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر الهاشمي حدثنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر الهاشمي حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الاسفاطى حدثنا أبو الفضل عبيدالله بن محمد بن شبيب المؤدب حدثنا إسحاق بن زياد حدثنا محمد بن راشد البغدادي حدثنا بقية عن عبدالملك العرزمى عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته ". وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن منير حدثنا إسماعيل بن عبدالله ابن ميمون حدثنا عبدالرحمن بن قيس حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كرامة المؤمن على الله أن يغفر لمشيعيه " هذه الاحاديث ليس فيها ما يصح. أما حديث على ففى إسناده الاصبغ. قال يحيى بن معين: لا يساوى شيئا، إلا أن المتهم به سعد بن طريف. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور. وأما حديث ابن عباس ففيه مروان بن سالم. قال أحمد: ليس بثقة، وقال النسائي والدار قطني: متروك. وفيه عبدالحميد. قال ابن حبان: يقلب الاخبار ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. وأما حديث جابر ففيه محمد بن راشد. قال أبو بكر الخطيب: هو مجهول
[ 227 ]
عندنا، وقال الدار قطني: متروك. وفيه عبدالحميد. قال ابن حبان: يقلب الاخبار ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ليس بمحفوظ. وأما حديث أبى هريرة فتفرد به عبدالرحمن بن قيس. قال أحمد: لم يكن حديثه بشئ متروك الحديث، وقال أبو زرعة: كذاب، وقال البخاري ومسلم: ذهب حديثه، وقال أبو على: صالح بن محمد كان يضع الحدبث. وفيه عبدالله ابن ميمون. قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن الاثبات الملزقات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. باب التسليم من صلاة الجنازة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبدالله الكاتب أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى حدثنا محمد ابن عبدالرحمن الدغولى حدثنا عبدالله بن جعفر بن حاقان قال سمعت على بن النضر يقول: " قرأ علينا عبدان كتاب الجنائز، فلما فرغ من باب التسليم على الجنازة قال لرجل من أصحاب الرأى: يا أبا فلان من أين جئتم بتسليمتين ؟ فقال الرجل: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليمتين. فقال عبدان: عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: عن من ؟ فقال: أنبأنا إبراهيم بن رستم عن أبى عصمة عن الركن عن مكحول عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصلاة على الجنازة بالليل والنهار سواء، يكبر أربعا ويسلم تسليمتين. فقال له عبدان: يا أبا فلان من هاهنا - أبى [ إلى ] أبى عصمة - حيث ترك حديثه يروى مثل هذا عن الركن ". قال عبدالله بن المبارك: لان أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن عبد القدوس الشامي. وعبد القدوس خير من مائة مثل الركن. قال المصنف قلت: وقد قال يحيى: ركن ليس بشئ، وقال النسائي
[ 228 ]
والدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال المصنف: وأبو عصمة اسمه نوح بن أبى مريم. قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه. قال ابن عدى: وإبراهيم بن رستم ليس بمعروف منكر الحديث عن الثقاة. باب ما يصنع الملكان بعد موت المؤمن فيه عن أبى بكر وأبى سعيد وأنس: فأما حديث أبى بكر: أنبأنا المبارك بن على الصيرفى أنبأنا أبو منصور محمد ابن أحمد الخازن أنبأنا أبو القاسم على بن المحسن التنوخى أنبأنا على بن عمر الحضرمي حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا على بن الحسين المكتب حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمى حدثنا قطر بن خليفة عن أبى الطفيل قال سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قبض العبد المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقال الله لهما: ارجعا إلى قبره واحمدانى وهللاني إلى يوم القيامة فإننى قد جعلت له مثل أجر تسبيحكما وتحميد كما وتهليلكما، ثوابا منى له، فإذا كان العبد كافرا فمات صعد ملكاه إلى السماء، فيقول الله عزوجل لهما: ما جاء بكما ؟ فيقولان: رب قبضت عبدك وجئناك، فيقول لهما: ارجعا إلى قبره والعناه إلى يوم القيامة، فإنه كذبني وجحدني، فإنى جعلت لعنتكما عذابا أعذبه يوم القيامة ". وأما حديث أبى سعيد فأنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا محمد بن على ابن الفتح حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا سعدان بن نصر حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله حدثنا مسعر عن عطية عن أبى سعيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا قبض الله عزوجل روح العبد صعد ملكاه إلى السماء فقالا: يا ربنا إنك وكلتنا بعبدك المؤمن نكتب عمله، وقد
[ 229 ]
قبضته إليك فأذن لنا أن نسكن السماء، فيقول: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحونى، فيقولون: ائذن لنا نسكن الارض، فيقول: أرضى مملوءة من خلقي يسبحونى، ولكن قوما على قبره فسبحاني واحمدانى وهللاني واكتباه لعبدي إلى يوم القيامة ". وأما حديث أنس فأنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا غانم بن أحمد الحداد أنبأنا عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن عبدالرحمن حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعدل أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو عامر موسى بن عامر حدثنا عيسى ابن خالد حدثنا عثمان بن مطر حدثنا ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به: قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء، فيقول الله عزوجل: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحونى، فيقولان: في الارض، فيقول: أرضى مملوءة من خلقي يسبحونى، فيقولان: أين، فيقول: قوما عند قبر عبدى فسبحاني واحمدانى وكبرانى وهللاني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة ". هذا [ حديث ] لا يصح. وقد اتفقوا على تضعيف عثمان بن مطر، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يحل الاحتجاج به.
[ 230 ]
كتاب الميراث باب توريث المسلم من الكافر روى محمد بن المهاجر عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردى عن يحيى بن يعمر عن معاذ بن جبل أنه كان يورث المسلم عن الكافر ولا يورث الكافر من المسلم ويقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الاسلام يزيد ولا ينقص ". هذا باطل، والمتهم بوضعه محمد بن المهاجر. قال ابن حبان: كان يضع الحديث، وقد رواه فغير إسناده ولفظه. باب إثبات الولاء لمن أسلم على يده كافر أنبأنا اسماعيل بن أحمد أنبأنا اسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أسلم على يدى رجل فله ولاؤه ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: الفاسم كان يروى عن الصحابة المعضلات قال شعبة: وجعفر بن الزبير كان يكذب، وقال البخاري والنسائي والدار قطني: جعفر متروك. وقد رواه معاوية بن يحيى عن القاسم. ومعاوية ليس بشئ. باب ميراث الخنثى أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا اسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن موسى الايلى حدثنا عمر بن يحيى حدثنا سليمان بن عمرو النخعي عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخنثى ترث من قبل ماله " هذا حديث لا يصح. وقد اجتمع فيه كذابون: أبو صالح والكلبي وسليمان. قال ابن عدى: والبلاء فيه من الكلبى.
[ 231 ]
كتاب القبور باب ضمة القبر أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا موسى بن داود حدثنا محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن حذيفة قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر قعد على شقته فجعل يردد بصره ثم قال: يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله ويملا على الكافر نارا ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: محمد بن جابر ليس بشئ، وقال أحمد: لا يحدث عنه الا من هو شر منه. باب ما روى فيما لقيت من ذلك زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور على بن محمد بن الانباري أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالملك بن بشران حدثنا عمر بن شاهين حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ملاء غير مرة وما كتبناه إلا عنه حدثنا محمد بن على بن الحسين بن شقيق قال سمعت أبى حدثنا أبو حمزة عن سليمان الاعمش عن سليمان عن أنس بن مالك قال: " توفيت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة مسقامة فتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فساءنا حاله، فلما دخل القبر التمع وجهه صفرة، ثم اسفر وجهه. فقلنا: يا رسول الله رأيناك أمرا ساءنا، فلما دخلت القبر التمع وجهك صفرة، ثم اسفر وجهك، فمم ذلك ؟ قال: ذكرت ضعف ابنتى وشدة عذاب القبر فأتيت فأخبرت أنه قد خفف عنها، ولقد ضغطت ضغطة سمع صوتها ما بين الخافقين ".
[ 232 ]
طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البنا أنبأنا أبو نصر محمد ابن محمد الزينبي أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن على المعروف بابن زنبور حدثنا أبو بكر عبدالله بن أبى داود السجستاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سعد يعنى ابن الصلت حدثنا الاعمش عن أبى سفيان عن أنس بن مالك قال: توفيت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كئيبا حزينا، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم قبرها فخرج ملتمع اللون، فسألناه عن ذلك فقال: إنها كانت سقامة، فذكرت شدة الموت وضغطة القبر، فدعوت الله أن يخفف عنها ". طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاوى أنبأنا أبو على بن شاذان حدثنا دعلج حدثنا محمد بن على بن زيد الصائغ حدثنا سعد بن منصور حدثنا مروان بن معاوية أنبأنا العلاء بن المسيب عن معاوية العبسى عن زاذان أبى عمرة قال: " لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته جلس عند القبر فتربد وجهه ثم سرى عنه، فسأله أصحابه عن ذلك، فقال: ذكرت ابنتى وضعفها وعذاب القبر، فدعوت الله ففرج عنها، وأيم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين ". هذا حديث لا يصح من جميع طرقه. قال الدار قطني: رواه الاعمش، واختلف عنه فرواه أبو حمزة السكرى عن الاعمش عن سليمان بن المغيرة عن أنس، ورواه سعد بن الصلت عن الاعمش عن أبى سفيان عن أنس، ورواه حبيب بن خالد الاسدي عن الاعمش عن عبدالله بن المغيرة عن أنس والحديث مضطرب عن الاعمش. باب ما روى عن ذلك في حق سعد بن معاذ أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا عبيدالله بن مبشر
[ 233 ]
حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا يعقوب بن محمد حدثنا صالح بن محمد بن صالح عن أبيه عن سعد بن عامر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهتز عرش الله عزوجل لوفاة سعد بن معاذ ونزل الارض لشهود [ جنازة ] سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ما نزلوها قبلها، واستبشر به أهل السماء، ولقد ضم سعد ابن معاذ ضمة - يعنى في قبره - ولو كان أحد منها معافى عوفي منها سعد ابن معاذ ". تفرد به محمد بن صالح. قال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. طريق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور على بن محمد الانباري أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالملك بن بشران أنبأنا ابن شاهين حدثنا عبدالله ابن سليمان بن الاشعث حدثنا على بن مهران حدثنا عبدالله بن رشيد حدثنا أبو عبيدة وهو مجاهد بن الزبير عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبى حازم عن ابن عباس قال: " لما أخرجت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازة سعد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الملائكة يحملونه، فلما سوينا عليه وفرغنا التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما من أحد من الناس إلا وله ضغطة في قبره، ولو كان منفلتا منها أحد لا نفلت سعد ابن معاذ، ثم قال: والذى نفسي بيده لقد سمعت أنينه، ورأيت اختلاف أضلاعه في قبره ". هذا حديث لا يصح، وآفته من القاسم. قال أحمد بن حنبل: هو منكر الحديث حدث عنه على بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من القاسم. وقال ابن حبان: كان يروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. طريق آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا ابن المبارك بن عبد الجبار وعبد القادر ابن محمد قالا أنبأنا أبو إسحاق البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن
[ 234 ]
خلف حدثنا محمد بن ذريح حدثنا هناد بن السرى حدثنا ابن فضيل عن أبى سفيان عن الحسن قال: " أصاب سعد بن معاذ جراحة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عند امرأته تداويه، فمات من الليل، فأتاه جبريل فأخبره، فقال: لقد مات الليلة فيكم رجل لقد اهتز العرش لحب لقاء الله إياه، فإذا هو سعد. قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فجعل يكبر ويهلل ويسبح، فلما خرج قيل له يا رسول الله ما رأيناك صنعت مثل هذا قط. قال: إنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة، فدعوت الله عزوجل أن يرفه عنه، وذلك أنه كان لا يستبرئ من البول ". هذا حديث مقطوع، فإن الحسن لم يدرك سعدا، وأبو سفيان اسمه طريف ابن شهاب الصفدى. قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان مغفلا يهم في الاخبار حتى يقلبها، ويروى عن الثقاة ما لا يشبه حديث الاثبات، وحوشيت زينب من مثل هذا، وحوشى سعد أن يقصر فيما يجب عليه من الطهارة. باب ذكر فتان القبر حدثت عن على بن محمد بن عبدالحميد أنبأنا أحمد بن على بن لال حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن عامر النهاوندي حدثنا بكر بن سهل حدثنا محمد بن أبى السرى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فتانو القبر أربعة: منكر ونكير وناكور وسيدهم دومان ". هذا حديث موضوع لا أصل له وهو مقطوع لان ضمرة من النابغين، وقد روى لنا عن ضمرة نفسه فأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله حدثنا أبى حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا
[ 235 ]
أحمد بن سعيد الحمصى حدثنا عثمان بن سعيد عن عتبة بن ضمرة عن أبيه قال: " فتان القبر ثلاثة: أنكر وناكر وسيدهم دومان ". باب النهى عن الاطلاع في القبر أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ أنبأنا - سهر حواست - [ شهر بن حوشب ] بن عبد العزيز الجبلى أنبأنا أبو صالح محمد بن المهذب بن على حدثنى على ابن المهذب بن أبى خليد حدثنى جدى أبو حامد محمد بن همام حدثنا محمد بن سليمان القرشى كذاب. قال: والصواب محمد بن سليم حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس ابن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيع جنازة فلما صلى عليها دعى بثوب فبسط على القبر وهو يقول: لا تطلعوا في القبر فإنها أمانة، فلعسى تحل العقد، فيتجلى له وجه أسود، ولعله تحل العقد فيرى في قبره حية سوداء مطوقة في عنقه فإنها أمانة، وعسى أن يقلبه فيفور إليه دخان من تحته فإنها أمانة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رواته مجهولون لا يعرفون، وإبراهيم بن هدبة قد كذبه يحيى وعلى، وقال أبو حاتم بن حبان: هو دجال لا يحل لمسلم أن يكتب حديثه. باب دفن البنات فيه عن ابن عمر وابن عباس. فأما حديث ابن عمر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو محمد الحسن بن بدر بن عبدالله مولى الموفق بالله حدثنا أبو القاسم أنس بن محمد بن على الطحان حدثنا محمد بن بشر الارنطانى حدثنا محمد بن عمر حدثنى حميد عن مسعر بن كدام عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دفن البنات من المكرمات ".
[ 236 ]
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن غالب المقرى حدثنا أبو الفضل عبيدالله بن عبدالرحمن الزهري حدثنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى حدثنا مروان بن محمد الاسدي ح. وأنبأنا محمد بن أبى القاسم أنبأنا حمد بن أحمد حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو عمرو ابن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبدالله بن أحمد بن ذكوان ح. وأنبأنا المبارك بن على الصيرفى أنبأنا على بن الحسن بن سعيد العطار حدثنا أبو عبيدة أحمد بن عبدالله بن أحمد بن ذكوان حدثنى أبى ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا محمد بن الحسين ابن المفضل أنبأنا عبدالله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عبدالله بن أحمد بن ذكوان ح. وأنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عبدالله بن أحمد ابن بشر بن ذكوان حدثنا أبى قالوا حدثنا عراك بن خالد عن عثمان بن عطاء ح. وأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا صالح بن أحمد بن يونس حدثنا إسحاق بن بهلول حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن طلحة القرشى حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: " لما عزى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عمر فتفرد به محمد بن معمر عن حميد بن حماد. قال ابن عدى: حميد تحدث عن الثقاة بالمناكير.
[ 237 ]
وأما حديث ابن عباس فقال أبو نعيم: تفرد به عراك، وقد ذكرناه عن محمد ابن عبدالرحمن، فأما عراك فقال أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث ليس بالقوى وأما محمد بن عبدالرحمن فقال ابن عدى: ضعيف يسرق الحديث، وأما عثمان بن عطاء فقال يحيى بن معين: هو ضعيف، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، قال: وكان أبوه عطاء ردئ الحفظ يخطئ ولا يعلم فبطل الاحتجاج به وسمعت شيخنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطى يحلف بالله عزوجل أنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا شيئا قط. باب [ موت ] المرأة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد ابن أحمد بن يزيد العسكري حدثنا هشام بن عمار حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبوروق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للمرأة ستران القبر والزوج. قال: وأيهما أفضل ؟ قال: القبر ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به خالد، وهو خالد بن يزيد بن أبى أسد القشيرى. قال ابن عدى: أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا ولا إسنادا. باب دفن الميت في جوار الصالحين أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا أحمد بن عبيدالله بن محمود حدثنا محمد بن عمران ابن الجنيد حدثنا أبو أحمد سحيب بن محمد الهمداني حدثنا سليمان بن عيسى حدثنا مالك عن نافع بن مالك عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجوار السوء كما يتأذى الحى بجوار السوء ".
[ 238 ]
طريق آخر: روى داود بن الحصين عن إبراهيم بن الاشعث عن مروان ابن معاوية الفزارى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادفنوا موتاكم في جوار قوم صالحين فإن الميت يتأذى من جوار السوء كما يتأذى الاحياء من جوار السوء ". هذا حديث لا يصح. أما الطريق الاول ففيه سليمان بن عيسى. قال السعدى: هو كذاب مصرح وقال ابن عدى: يضع الحديث. وأما الثاني ففيه داود بن الحصين. قال أبو حاتم ابن حبان: داود يحدث عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات يجب مجانبة روايته والبلية في هذا منه. قال: وهذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب سماع الميت الاذان أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبدالله الحاكم حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعد الرازي حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن مهران حدثنا محمد بن القاسم بن مجمع الطالكانى حدثنا أبو مقاتل السمرقندى حدثنا محمد بن ثابت الانصاري عن كثير بن شنظير عن الحسن عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الميت يسمع الاذان ما لم يطين قبره ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه محن. أما الحسن فإنه لم يسمع من ابن مسعود. وأما كثير بن شنظير فقال يحيى: ليس بشئ، وأما أبو مقاتل فقال ابن مهدى: والله ما تحل الرواية عنه، غير أن المتهم بوضع هذا الحديث محمد بن القاسم فإنه كان علما في الكذابين الوضاعين، قال أبو عبد الله الحاكم: كان يضع الحديث.
[ 239 ]
باب رد أرواح الانبياء إليهم في قبورهم أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن خالد الازرق حدثنا الحسن بن يحيى الحسنى أبو عبد الملك عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبى مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبى يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا حتى يرد إليه روحه ". قال أبو حاتم: هذا حديث باطل موضوع، والحسن بن يحيى [ يروى ] عن الثقاة ما لا أصل له، وقال يحيى: الحسن ليس بشئ، وقال الدار قطني: متروك. باب زيارة قبر الوالدين يوم الجمعة أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبى عاصم حدثنا يزيد بن خالد الاصبهاني حدثنا عمرو بن زياد حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن هشام عن أبيه عن عائشة عن أبى بكر الصديق قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة فقرأ يس غفر له ". قال أبو أحمد: هذا بهذا الاسناد باطل ليس له أصل، وكان عمر يتهم بالوضع ويحدث بالبواطيل ويسرق الحديث، وقال الدار قطني: كان يضع الحديث. باب زيارة قبور الاقارب أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن الفتح القلانسى حدثنا محمد بن ديسم الدقاق حدثنا خلف بن يحيى القاضى الخراساني حدثنا حفص ابن سلم وهو أبو مقاتل عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زار قبر أبيه أو قبر أمه أو قبر أحد من قرابته
[ 240 ]
كتب له كحجة مبرورة، ومن كان زوارا لهم حتى يموت زارت الملائكة قبره " طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن حفص السعدى حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا خاقان السعدى حدثنا أبو مقاتل السمرقندى عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زار قبر أبيه أو أمه أو عمته أو خالته أو أحد من قراباته كانت له حجة مبرورة، ومن كان زائرا لهم حتى يموت زارت الملائكة قبره " قال أبو حاتم بن حبان: ليس لهذا الحديث أصل يرجع إليه، وحفص يأتي بالاشياء المنكرة، وقال ابن مهدى: لا تحل الرواية عنه. قال المصنف قلت: حفص هو اسم أبى مقاتل. باب تزاور الموتى في أكفانهم فيه عن أبى هريرة وأنس: فأما حديث أبى هريرة: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالرحمن بن عبدالمؤمن حدثنا أحمد بن صالح المكى حدثنا على بن عباس الحمصى حدثنا سليمان ابن أرقم عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتزاورون في أكفانهم ". وأما حديث أنس: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الحسن بن أبى بكر أنبأنا عبد الخالق بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث حدثنا سعيد بن سلام العطار حدثنا أبو ميسرة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 241 ]
أما حديث أبى هريرة فلم يروه عن ابن سيرين إلا سليمان بن أرقم. قال أحمد: ليس بشئ لا يروى عنه الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ لا يساوى فلسا وقال عمرو بن على: ليس بثقة، وقال أبو داود والنسائي والدار قطني: متروك. وأما حديث أنس ففيه سعدون [ بن ] سلام. قال محمد بن عبدالله بن نمير وأحمد بن حنبل: هو كذاب، وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث، وقال الدار قطني: متروك يحدث بالاباطيل. باب طول البلى أنبأنا أبو القاسم الجريرى عن أبى طالب العشارى حدثنا أبو الحسن الدار قطني حدثنا أبو الأسود عبدالله بن موسى القاضى حدثنا عبدالله بن محمد الحنفي حدثنا عمران حدثنا خارجة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن حظ أمتى من النار طول بلاها تحت الارض، وإن الجنة محرمة على جميع الامم حتى أدخلها أنا وأمتى الاول فالاول ". قال الدار قطني: تفرد به الحنفي عن عمران عن خارجة وهو ابن مصعب. قال المصنف قال: قال يحيى بن معين: خارجة ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشئ، وقال أحمد لابنه: لا تكتب عنه، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. باب التعزية أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردى وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قالا أنبأنا المطهر بن عبد الواحد أنبأنا أبو جعفر بن المرزبان أنبأنا محمد بن إبراهيم الحروري حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن عن محمد بن سعد عن عبادة بن نسيى عن عبدالرحمن بن غنم قال: " أصيب معاذ بولده واشتد جزعه عليه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه: من محمد رسول الله إلى معاذ بن
[ 242 ]
جبل، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد، فأعظم الله لك الاجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر، ثم إن أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله تعالى الهنية وعواريه المستودعة، نمتع بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله تعالى الهنية وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر الصلاة والرحمة والهدى إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعن يا معاذ خصلتين، أن يحبط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك، فلو ندمت على ثواب مصيبتك وتنجزت موعده عرفت أن المصيبة قد قصرت عنه، واعلم يا معاذ أن الجزع لا يرد شيئا ولا يدفع حزنا، فأحسن العزاء وتنجز الموعدة وليذهب أسفك بما هو نازل بك - فكان - [ فكأن ] قد، والسلام ". هذا حديث موضوع. ومحمد بن سعيد هو الكذاب الوضاع الذى صلب في الزندقة، وقد ذكرت القدح فيه في مواضع. وقد روى هذا الحديث مجاشع بن عمرو عن عمرو بن حسان عن الليث عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن معاذ مثله. قال ابن حبان: مجاشع يضع الحديث لا يحل ذكره إلا بالقدح. وقد رواه إسحاق بن نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال: " كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ وهو والى اليمن: من محمد رسول الله إلى معاذ " فذكر نحوه مختصرا. قال يحيى: إسحاق معروف بالكذب ووضع الحديث، وكل هذه الروايات باطلة، وإنما كانت وفاة ابن معاذ في سنة الطاعون، سنة ثمان عشرة، بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع سنين، وإنما كتب إليه بعض الصحابة يعزيه.
[ 243 ]
باب ذكر عمر الدنيا أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالله النبطي حدثنا أحمد بن محمد حدثنا حمزة بن داود حدثنا عمر بن يحيى حدثنا العلاء بن زيدل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة، قال الله تعالى: (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به العلاء ابن زيدل. قال ابن المدينى: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم الرازي وأبو داود: متروك الحديث، وقال ابن حبان: روى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا.
[ 244 ]
كتاب البعث وأهوال القيامة باب صفة حشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا عبدالرحمن أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا عبدالله ابن محمد بن عبيدالله النجار حدثنا محمد بن المظفر حدثنا عبدالله بن محمد بن عبيدالله السمسار حدثنا على بن المثنى الطهرى حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبدالله ابن لهيعة حدثنا جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنا في القيامة فعلى البراق، وجهها كوجه الانسان وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ ممشوط، وأذناها زبر جدتان خضراوان، وعيناها مثل كوكب الزهرة، تتقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة يضئ مرة وينمى أخرى، ينحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة الخلق، أدنى ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين والرجلين، أظلافها كأظلاف الهر من زبر جد أخضر، تجد في سيرها ممرها كالريح و - هل - [ هي ] مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهى فوق الحمار ودون البغل ". هذا حديث لاصحة له، وكان يحيى بن سعيد لا يرى ابن لهيعة شيئا، وقد ضعفه ابن معين وغيره. الحديث الثاني: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا صالح بن شعيب حدثنا أمية بن بسطام العيشى حدثنا عاصم العباداني حدثنا عبد الكريم بن كيسان عن سويد بن عميرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حوضى أشرب منه يوم القيامة ومن اتبعنى من الانبياء ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحلبها فيشربها والذين آمنوا معه
[ 245 ]
حتى يوافوا بها الموقف معه ولها رغاء. قال فقال رجل من القوم وأظنه معاذ بن جبل: يا رسول الله وأنت يومئذ على العضباء ؟ قال: لا، ابنتى فاطمة على العضباء وأحشر أنا على البراق فأختص بها دون الانبياء. قال: ثم نظر إلى بلال فقال: يحشر هذا على ناقة من نوق الجنة فيقدمنا بالاذان محضا، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قالت الانبياء مثلها: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، فإذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله، فمن مقبول منه ومردود عليه. قال: فيتلقى بحلة من حلل الجنة، وأول من يكسى يوم القيامة من حلل الجنة بعد الانبياء الشهداء وصالح المؤذنين ". هذا حديث موضوع لا أصل له. قال العقيلى: عبد الكريم مجهول بالنقل وحديثه غير محفوظ. الحديث الثالث: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا العتيقي أنبأنا بن الدخيل أنبأنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار أخى مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة كنت أول من تنشق الارض عنه ولا فخر، ويتبعني بلال المؤذن ويتبعه سائر المؤذنين وهو واضع يده في أذنه وهو ينادى: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وسائر المؤذنين ينادون معه ويتبعونه حتى يأتي أبواب الجنة فأكون أنا أول ضارب حلقة باب الجنة ولا فخر، وتلقانا الملائكة بخيول ونوق من ألوان الجوهر صهيلها التسبيح حتى يسلم علينا ويقول: ادخلوها بسلام آمنين، هذا يومكم الذى كنتم توعدون " وذكر حديثا طويلا. كذا قال العقيلى. قال: وعثمان تروى عنه ابنته حكامة أحاديث بواطيل ليس لها أصل منها هذا [ الحديث ].
[ 246 ]
الحديث الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو على الحسن بن محمد البزاز حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد الخلال حدثنا أبى حدثنا على بن داود - العنطرى - [ القنطرى ] حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا يحيى ابن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرطى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث الله الانبياء على الدواب، ويبعث صالحا على ناقته، يوافي المؤمنين من أصحابه المحشر، ويبعث ابني فاطمة الحسن والحسين على ناقتين وعلى ابن أبى طالب على ناقتي وأنا على البراق، ويبعث بلالا على ناقة فينادى بالاذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ أشهد أن محمدا رسول الله شهدتها مع الخلائق من المؤمنين الاولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث. قال أحمد بن حنبل: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان منكر الحديث جدا يروى عن الاثبات ما ليس من حديث الثقاة، وكان له جار يضع الحديث على شيخ عبدالله ويكتبه بخط يشبه خط عبدالله ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم عبدالله أنه خطه فيحدث به. باب حشر المشركين أنبأنا أبو القاسم السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن أبى سويد حدثنا شيبان حدثنا الحسن بن دينار عن الخصيب بن جحدر عن عمران بن سليمان عن عوف بن مالك الاشجعى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يبعث المتكبرين يوم القيامة في صور الذر لهوانهم على الله ليطأوهم الجن والانس والدواب بأرجلها حتى يقضى الله بين عباده، فيدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ويعذبون يوم القيامة في وادى جهنم ".
[ 247 ]
قال ابن عدى: مدار هذا الحديث على الخصيب وراويه عنه الحسن. قال المصنف قلت: أما الخصيب فقد كذبه شعبة ويحيى القطان وابن معين وقال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال الدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الاحاديث الموضوعات. وأما الحسن فقال أحمد بن حنبل: لا يكتب حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: حدث بالموضوعات عن الاثبات. باب ذكر المواقف بين يدى الله عزوجل أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرقى وحدثنا عنه ابن ناصر أنبأنا أبو بكر محمد بن على الخياط أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبرى حدثنا أبو بكر محمد ابن الحسن النقاش حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين الطبري حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا مسلمة بن صالح حدثنا القاسم بن الحكم عن سلام الطويل عن غياث بن المسيب عن عبدالرحمن بن غنم وزيد بن وهب عن عبدالله بن مسعود قال: " كنت جالسا عند على بن أبى طالب وعنده عبدالله بن عباس رضى الله عنهما وعنده عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال على بن أبى طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في القيامة لخمسين موقفا، كل موقف منها ألف سنة، فأول موقف إذا خرج الناس من قبورهم يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة عراة حفاة جياعا عظاشا، فمن خرج من قبره، مؤمنا بربه مؤمنا بنبيه مؤمنا بجنته وناره، مؤمنا بالبعث والقيامة والقدر خيره وشره من الله عزوجل مصدقا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، نجا وفاز وغنم وسعد، ومن شك في شئ من هذا بقى في جوعه وعطشه وغمه وكربه ألف سنة حتى يقضى الله بما يشاء، ثم يساقون من ذلك المقام إلى المحشر، فيقومون على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران في حر الشمس والنار عن أيمانهم ".
[ 248 ]
وذكر حديثا طويلا مقدار جزء عليه آثار تدل على أنه موضوع لا أصل له ثم في إسناده سلام الطويل. قال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه ليس بشئ. وقال البخاري والنسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات كأنه كان المتعمد لها. وفى الاسناد سلمة بن صالح. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا. وفيه محمد بن حميد، كذبه أبوررعة وابن وارة. باب دعاء الناس بأمهاتهم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا محمد بن محمد الجهنى حدثنا على بن بشر بن هلال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري حدثنا مروان الفزارى عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عزوجل عليهم ". هذا حديث لا يصح والمتهم به إسحاق. قال ابن عدى: هو منكر الحديث ومن حديثه هذا الحديث وقال ابن حبان: يأتي عن الثقاة بالاشياء الموضوعات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. باب ذكر الميزان روى إبراهيم بن محمد بن الحسين الطيان حدثنا الحسين بن القاسم بن محمد الزاهد حدثنا إسماعيل بن أبى زياد عن ثور عن خالد عن معاذ قال: " قلنا: يا رسول الله أثم موازين وكفتان ؟ فقال: سبحان الله، إنما ثم حسنات وسيئات توزن حسناته بسيئاته، فإن فضلت حسناته على سيئاته كان من أهل الجنة، وإن فضلت سيئاته على حسناته كان من أهل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته جاز الصراط وكان على السور - وهو الاعراف - حتى أشفع لهم فيدخلون الجنة
[ 249 ]
بشفاعتي، والحسنة بعشر، والسيئة بواحدة، فأبعد الله من غلبت واحدته عشرا ". هذا حديث لا يصح، وإبراهيم والحسين وإسماعيل كلهم مجروحون. قال الدار قطني: إسماعيل بن أبى زياد كذاب متروك. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. باب اختصام الروح والجسد يوم القيامة أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد الهمداني حدثنا الدار قطني حدثنا عبدالله بن أحمد بن ربيعة حدثنا محمد بن هارون الخياط حدثنا صالح الترمذي حدثنا المسيب بن شريك عن سعيد بن المرزبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يختصم الروح والجسد يوم القيامة، فيقول الجسد: أنا كنت بمنزلة الجذع ملقى لا أحرك يدا ولا رجلا لولا الروح، وتقول الروح: أنا كنت ريحا لولا الجسد لم أستطع أن أعمل شيئا، وضرب لها مثل أعمى ومقعد، حمل الاعمى المقعد، فدله ببصره المقعد، وحمله الاعمى برجله ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: سعيد ابن المرزبان والمسيب ليسا بشئ. وقال الفلاس: حديثهما متروك. باب أهوال القيامة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد الحافظ حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عاصم بن على حدثنا محمد بن الفرات قال: سمعت محارب بن دثار يقول: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طلبه فاتقة ".
[ 250 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمتهم به محمد ابن الفرات. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو بكر بن أبى شيبة: كذاب. وقال أبو داود: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة. باب في ذكر الشفاعة أنبأنا محمد بن عمر الارموى وأحمد بن ظفر المغازلى قالا أنبأنا عبد الصمد ابن المأمون أنبأنا الدار قطني حدثنا البغوي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حفص بن أبى داود عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من أشفع له من أمتى أهل بيتى، ثم الاقرب فالاقرب، ثم الانصار، ثم من آمن بى واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الاعاجم، ومن أشفع له أو لا أفضل ". قال الدار قطني: تفرد به حفص عن ليث. قال المصنف قلت: أما ليث فغاية في الصعف عندهم، إلا أن المتهم بهذا حفص. قال أحمد ومسلم والنسائي: هو متروك. وقال عبدالرحمن يوسف بن خراش: متروك يضع الحديث.
[ 251 ]
كتاب صفة الجنة باب جعل الخواتيم في أصابع أهل الجنة أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا أبو القاسم على بن على البصري أنبأنا أبو مسعدة عبدالرحمن بن محمد بن محمد الادريسي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن قريش المروزى حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب المروزى حدثنا محمد بن كور بن هاني القرشى حدثنا الشاه بن فرع أبو بكر حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله أن يدخل أهل الجنة الجنة بعث الله ملكا، فيقول الملك: كما أنتم ومعه عشر خواتيم من خواتيم الجنة هدية من رب العالمين، فوضعه في أصابعهم، مكتوب في أول خاتم: طبتم فادخلوها خالدين، وفى الثاني مكتوب: ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود، وفى الثالث مكتوب: ذهب عنكم الاحزان والغموم، وفى الرابع مكتوب: لباسهم الحلى والحلل، وفى الخامس مكتوب: زوجناكم الحور العين، وفى السادس مكتوب: إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون، وفى السابع مكتوب: صرتم شبانا لا تهرمون، وفى الثامن مكتوب: صرتم آمنين لا تخافون أبدا، وفى التاسع مكتوب: رافقتم النبيين والشهداء، وفى العاشر مكتوب: أنتم في جوار من لا يؤذى الجيران. فلما دخلوا بيوتهم قالوا: الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن ". هذا حديث لا نشك في وضعه، وفيه مجهولون وضعفاء، والشاه كان يضع الحديث. باب دخول أقوام الجنة سرا أنبأنا أحمد بن منصور الصوفى أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عبدالملك المؤذن
[ 252 ]
أنبأنا عبدالحميد بن عبدالرحمن وأحمد بن عبدالملك قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمى أنبأنا محمد بن جعفر بن مطر حدثنا حميد بن على بن هارون التنيسى أنبأنا هدبة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة بعث الله عزوجل قوما عليهم ثياب خضر بأجنحة خضر، فيسقطون على حيطان الجنة، فيشرف عليهم خزنة الجنة فيقولون لهم: ما أنتم، أما شهدتم الحساب، أما شهدتم الوقوف بين يدى الله عزوجل ؟ فقالوا: لا، نحن قوم عبدنا الله عزوجل فأحب أن يدخلنا الجنة سرا ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم بوضعه حميد التنيسى. قال أبو حاتم بن حبان: أتيناه فحدثنا بهذا الحديث وأملى علينا من هذا الضرب، فقمنا وتركناه، فلا يجوز الاحتجاج به بعد روايته مثل هذه الاشياء. باب وصف مساكن الجنة أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا محمد بن العباس بن حيويه حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى حدثنا قرة بن حبيب الغنوى عن جسر بن فرقد عن الحسن عن عمران بن حصين عن أبى هريرة قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (ومساكن طيبة في جنات عدن) قال: قصر من لؤلؤ، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فراش زوجة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام، في كل بيت سبعون وصيفة ويعطى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده جسر.
[ 253 ]
قال يحيى: ليس بشئ، ولا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم بن حبان: خرج عن حد العدالة. باب مهور الحور العين فيه عن ابن عمر وأبى هريرة وأبى أمامة وأنس: فأما حديث ابن عمر فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد النصيبى حدثنا أبو تقى هشام بن عبدالملك حدثنا عتبة بن السكن الفزارى حدثنا أبان بن المحبز عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من جنطة أو مثلها من تمر ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى أنبأنا ابن عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن نصر الرملي وعبد الجبار بن أحمد السمرقندى قالا حدثنا جعفر بن مسافر حدثنا محمد بن يعلى حدثنا عمر بن صبح عن مقاتل بن حبان عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مهور الحور العين قبضات التمر وفلق الخبز ". وأما حديث أبى أمامة: أنبأنا محمد بن عمر الارموى وأحمد بن ظفر المغازلى قالا أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا على بن عمر الدار قطني حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول حدثنى أبى عن أبيه عن طلحة بن زيد عن الرضين بن عطاء عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قبضات التمر للمساكين مهور - الحين - [ الحور ] العين ". وأما حديث أنس فأنبأنا على بن محمد بن حسون أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد العزيز بن على الازجى حدثنا عمر بن محمد حدثنا محمد بن فحسان الباهلى حدثنا أبو معمر الضرير حدثنا عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن أنس قال قال
[ 254 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كنس المساجد مهور الحور العين ". هذا حديث لا يصح من جميع جهاته. أما حديث ابن عمر فالمتهم به أبان. قال أبو حاتم بن حبان: أبان بن المحبر يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها، لا تجوز الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وهو الذى روى عن نافع هذا الحديث وهو باطل، وقال الدار قطني: أبان متروك. وأما حديث أبى هريرة فالمتهم به عمر بن صبح. قال ابن حبان: كان يضع الحديث عن الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. أنبأنا ابن خيرون أنبأنا أبو القاسم الاسماعيلي أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الجنيدى حدثنا البخاري حدثنا يحيى بن على بن جرير قال: سمعت عمر بن صبح يقول: أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. وأما حديث أبى أمامة فتفرد به طلحة عن الرضين. قال السعدى: الرضين واهى الحديث. قال النسائي وطلحة: متروك. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وأما حديث أنس ففيه مجاهيل. وعبد الواحد ليس بثقة. قاله يحيى. وقال البخاري والفلاس والنسائي: متروك الحديث. باب فرش أهل الجنة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أحمد بن أبى جعفر حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالله الشاهد حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الدرهمي حدثنا عبدالله بن محمد بن سنان حدثنا محمد بن جسر حدثنا أبى عن الحسن عن أبى هريرة قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية (وفرش مرفوعة) قال: غلظ كل فراش منها ما بين السماء والارض ".
[ 255 ]
هذا حديث لا يصح. وفيه جسر. قال يحيى: ليس بشئ. وفيه ابنه جعفر. قال ابن عدى: أحاديثه مناكير. والمتهم بهذا الحديث عبدالله بن محمد بن سنان. قال الدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث ويقلبه ويسرقه. باب شجر الجنة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن على الوكيل حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن إبراهيم السراج حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد ابن مروان الكوفى عن سعيد بن طريف عن زيد بن على عن أبيه على على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة شجرة يخرج من أعلاها الحلل ومن أسفلها خيل بلق من ذهب مسرجة ملجمة بالدر والياقوت، لا تروث ولا تبول، ذوات أجنحة، فيجلس عليها أولياء الله، فتطير بهم حيث شاؤوا، فيقول الذين أسفل منهم: يا أهل الجنة ناصفونا، يا رب ما بلغ - هاولا - [ هؤلاء ] هذه الكرامة ؟ فقال الله تعالى: إنهم كانوا يصومون وكنتم تفطرون، وكانوا يقومون بالليل وكنتم تنامون، وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون العدو وكنتم تجبنون ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاث آفات إحداهن إرساله، فإن على بن الحسين لم يدرك على بن أبى طالب. والثانية محمد ابن مروان وهو السدى الصغير. قال ابن نمير: هو كذاب. وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. والثالثة أظهر وهو سعد بن طريف وهو المتهم به. قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور. وقد روى هذا الحديث من حديث أبى سعيد: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا
[ 256 ]
أحمد بن على بن ثابت أنبأنا القاضى أبو العلاء الواسطي حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن حماد بن مشمر حدثنا أحمد بن محمد أبو حنش حدثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبى الهيثم عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة شجرة الورقة منها تغطى جزيرة العرب: أعلى الشجرة كسوة لاهل الجنة وأسفل الشجرة خيل بلق، سروجها زمرد أخضر، ولحمها در أبيض، لا تروث ولا تبول لها أجنحة، تطير بأولياء الله حيث يشاءون، فيقول من دون تلك الشجرة: يا رب بما نال هؤلاء هذا ؟ فيقول الله تعالى: كانوا يصومون وأنتم تفطرون، وكانوا يصلون وأنتم تنامون، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون وأنتم تقعدون، من ترك الحج لحاجة من حوائج الدنيا لم تقض له تلك الحاجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا، ومن أنفق ما لا فيما يرضى الله فظن أن لا يخلف الله عليه لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط الله، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه ". ابن لهيعة ذاهب الحديث وأبو حنش مجهول. باب سوق الجنة أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعى حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية عن عبدالرحمن بن إسحاق عن - العمر - [ النعمان ] بن سعد عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لسوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال، إذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها، وإن فيها لمجمعا للحور العين، يرفعن أصواتها، لم تر الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن الناعمات فلا نبأس، طوبى لمن كان لنا وكنا له ".
[ 257 ]
هذا حديث لا يصح، والمتهم به عبدالرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي. قال أحمد: ليس بشئ منكر الحديث، وقال يحيى: متروك. باب مراتب أهل الجنة فيها أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا عنبس بن إسماعيل حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا الليث بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الانبياء سادة أهل الجنة، والعلماء قواد أهل الجنة، وأهل القرآن عرفاء أهل الجنة ". هذا حديث لا يصح، والمتهم به مجاشع بن عمرو. قال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. باب انفراد موسى في الجنة باللحية وآدم بالكنية أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الازهرى أنبأنا المعافا بن زكريا حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو الوليد الحرانى وهب بن حفص حدثنا عبدالملك بن إبراهيم الجدى حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس أحد من أهل الجنة إلا يدعى باسمه، إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد، وليس أحد من أهل الجنة إلا وهم جرد، إلا موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته ". طريق ثانى: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم العزى حدثنا محمد بن أبى السرى حدثنا شيخ بن أبى خالد البصري حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدعى الناس بأسمائهم يوم القيامة،
[ 258 ]
إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد، وأهل الجنة جرد، إلا موسى بن عمران فإن لحيته تضرب إلى سرته ". طريق ثالث: أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد ابن الحسين حدثنا أبو أحمد الفرضى حدثنا جعفر الخواص حدثنا ابن مسروق حدثنا الحسن بن أبى الحسن حدثنا جرير حدثنا محمد بن أبى السرى حدثنا شيخ ابن أبى خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أهل الجنة جرد مرد كلهم إلا موسى بن عمران فإن له لحية إلى سرته ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول ففيه وهب بن حفص. قال أبو عروبة: هو كذاب يضع الحديث يكذب كذبا فاحشا. وقال الدار قطني: يضع الحديث. وأما الثاني والثالث ففيه شيخ بن أبى خالد. قال ابن عدى: حدث عن حماد بن سلمة بأحاديث مناكير بواطيل. وقال ابن حبان: هذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشيخ بن أبى خالد كان يروى عن الثقاة المعضلات لا يحتج به بحال، ولما حدث ابن السرى عن شيخ بن أبى خالد بهذا الحديث بلغ ذلك إلى وهب بن حفص وكان مغفلا فسرقه وحدث به عن عبدالملك الجندي متوهما أنه سمع منه. وقد روى أبو الحسن محمد بن محمد الاشعث الكوفى عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده إلى أن ينتهى إلى على بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أهل الجنة ليس لهم كنى، إلا آدم فإنه يكنى بأبى محمد ". قال ابن عدى: وأبو الحسن الكوفى هو المتهم في هذا الحديث.
[ 259 ]
قال المصنف قلت: ووضع هذا الحديث وضع قبيح، لانه لو كان موسى معظما باللحية لكان نبينا أحق، ثم إنه متى كان الناس على حالة فانفرد واحد بغير حليتهم، كان ذلك كالعار عليه والشهرة له، ولا فائدة في ذلك. باب رؤية أهل الجنة ربهم عزوجل أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد الفقيه أنبأنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب قالا أنبأنا أبو على بن شاذان أنبأنا أبو عمر غلام ثعلب أنبأنا أبو جعفر محمد بن هشام بن أبى الدبيك المروزى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا يحيى بن عبدالله الحرانى حدثنا ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أسكن الله عزوجل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. قال: فيهبط تبارك وتعالى إلى الجنة في كل جمعة، في كل سبعة آلاف - يعنى سنة - مرة. قال: وفى وحيه (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) فيهبط عزوجل إلى مرج الجنة فيمد بينه وبين الجنة حجابا من نور، فيبعث جبريل إلى أهل الجنة فيأمر فليزوروه، فيخرج رجل من موكب عظيم حوله صفق أجنحة الملائكة ودوى تسبيحهم والنور بين أيديهم أمثال الجبال، فيمد أهل الجنة أعناقهم فيقولون: من هذا قد أذن له على الله عزوجل، فتقول الملائكة: هذا المجبول بيده والمنفوخ فيه من روحه والمعلم الاسماء والمسجود له من الملائكة الذى أبيح له الجنة، هذا آدم. وذكر نحو هذا في إبراهيم ومحمد. وقال: ثم يخرج كل نبى وأمته، فيخرج الصديقون والشهداء على قدر منازلهم حتى يحفوا حول العرش، فيقول لهم عز وجل بلذاذة صوته وحلاوة نغمته: مرحبا بعبادي " وذكر حديثا طويلا لا فائدة في ذكره. وهو حديث موضوع لا نشك فيه. والله عزوجل متنزه عن أن يوصف بلذة الصوت وحلاوة النغمة. فكافأ الله من وضع هذا. وفى إسناده
[ 260 ]
يزيد الرقاشى وهو متروك الحديث. وضرار بن عمرو. قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه. وقال الدار قطني: ذاهب متروك. ويحيى بن عبدالله. قال ابن حبان: يأتي عن الثقاة بأشياء معضلات. حديث آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو القاسم الازهرى حدثنا على بن عمر الدار قطني حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق النصرى حدثنا هاني بن يحيى بن هاشم بن سليمان المجاشعى حدثنا صالح المرى عن عباد المنقرى عن ميمون بن شياه عن أنس بن مالك " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) قال: والله ما - يسنحها - [ نسخها ] منذ أنزلها، يزورون ربهم فيطعمؤن ويسقون ويطيبون ويجلون وترفع الحجب بينه وبينهم وينظرون إليه وينظر إليهم وذلك قوله تعالى (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا). هذا حديث لا يصح. وفيه ميمون بن شياه. قال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به إذا انفرد. وفيه صالح المرى. قال النسائي: متروك الحديث. حديث آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا الحسين بن أبى الحسين الوراق حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا جعفر بن محمد العطار حدثنا جدى عبدالله بن الحكم قال سمعت عاصما أبا على يقول سمعت حميد الطويل قال سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله تعالى يتجلى لاهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض ". هذا حديث لا أصل له. وجعفر وجده وعاصم مجهولون. باب اطلاع الحق عزوجل على أهل الجنة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق حدثنا الحسين بن على
[ 261 ]
الصدائى حدثنا عبدالله بن أبى بكر المقدمى حدثنا عبدالله بن عبيدالله القرشى القرشى عن فضل الرقاشى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فنظروا فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله (سلام قولا من رب رحيم) قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يزالون كذلك حتى يحتجب فيبقى نوره وبركته عليهم وفى دارهم ". طريق ثانى: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد ابن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا محمد بن عمرو العقيلى حدثنا أحمد ابن محمد النصيبى حدثنا على بن مخلد الايلى القاص حدثنا أبو عاصم عبدالله بن عبيدالله العباداني عن الفضل بن عيسى الرقاشى عن محمد بن المنكدر عن جابر ابن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل الجنة بينما هم في نعيمهم إذ سطع نور فوق رؤوسهم أضاءت له أبصارهم، فرفعوا رؤوسهم فإذا رب العزة قد أشرف عليهم، فيقول: السلام عليكم يا أهل الجنة، فذلك قوله (سلام قولا من رب رحيم) ". طريق ثالث: أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا جدى أبو منصور محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد الحرانى ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قالا أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا محمد بن يونس السلمى حدثنا يعقوب بن إسماعيل ابن يوسف السلال حدثنا عاصم العباداني عن الفضل بن عيسى الرقاشى عن محمد ابن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور غلب على نور الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب عزوجل قد أشرف عليهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة
[ 262 ]
سلونى. قالوا: نسألك الرضى عنا. فيقول: رضاى أحلكم دارى وأنالكم كرامتي وهذا أوانها، فسلوني. قالوا: نسألك الزيارة إليك، فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها من زبر جد أخضر، فيحملون عليها، تضع حوافرها عند منتهى طرفها حتى تنتهى بهم إلى جنة عدن وهى قصبة الجنة. قال: ويأمر الله بأطيار على أشجار يجاوبن الحور العين بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نموت، إنا أزواج كرام لكرام، طبنا لهم وطابوا لنا. قال: ويأمر الله عزوجل بكثبان من المسك الاذفر فينثرها عليهم، فتقول الملائكة: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، ثم تجيئهم ريح يقال لها المثيرة، ثم تقول الملائكة: ربنا قد جاء القوم، فيقول الله عزوجل: مرحبا بالطائعين، مرحبا بالصادقين، أدخلوهم. قال: فيكشف لهم عن الحجاب، فينظرون إلى الله عزوجل وينظر إليهم، فيضيعون في نور الرحمن حتى ما ينظر بعضهم بعضا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذلك قوله تعالى (نزلا من غفور رحيم) ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومدار طرقه كلها على الفضل بن عيسى الرقاشى. قال يحيى: كان رجل سوء. ثم في طريقه الاول والثانى عبدالله بن عبيد. قال العقيلى: لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه. وفى طريقه الثالث محمد بن يونس الكديمى، وقد ذكرنا أنه كذاب، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
[ 263 ]
كتاب صفة جهنم باب ذكر جب الحزن فيه عن على وأبى هريرة. فأما حديث على عليه السلام: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا الحسين بن محمد بن سحنويه حدثنا أحمد بن محمد بن سويد حدثنا موسى بن داود ح. وأنبأنا عبد الوهاب الانماطى واللفظ له أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن الدخيل حدثنا محمد بن عمرو العقيلى حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا أسد بن موسى قالا حدثنا الزهري عن سفيان عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جب الحزن أو وادى الحزن. قيل: يا رسول الله ما جب الحزن أو وادى الحزن ؟ قال: واد في جهنم تعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين، وإن من شر القراء من يزور الامراء ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز حدثنا زكريا بن يحيى المدائني ح. وأنبأنا ابن ناصر وعبد الوهاب قالا أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد الجوهرى وأبو القاسم التنوخى قالا أنبأنا أبو عمرو بن حيويه حدثنا أبو بكر بن الانباري حدثنا أحمد بن الهيثم قالا حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عمار بن سيف عن معاذ بن رفاعة عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جب الحزن. قالوا: يا رسول الله ما جب الجزن ؟ قال: واد في جهنم يدخله القراء المراءون وأبغضهم إلى الله عزوجل الزوارون للامراء ".
[ 264 ]
هذا حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الاول فإن الزهري هو أبو بكر بن حكيم. قال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال العقيلى: يحدث ببواطيل عن الثقاة. وأما حديث أبى هريرة فإن عمار بن سيف ليس بشئ. قال الدار قطني: هو متروك. وقال ابن حبان: ومعان يستحق الترك. باب ذكر جب يقال له هب هب أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن إسحاق بن زاطيا حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أزهر بن سنان عن محمد بن واسع قال: " دخلت على بلال بن أبى بردة فقلت: يا بلال إن أباك حدثنى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في النار جبا يقال له هب هب حق على الله أن يسكنها كل جبار، فإياك أن تكون مستكبرا يا بلال ". هذا حديث ليس بصحيح. قال يحيى بن معين: الازهر ليس بشئ. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا متن لا أصل له. باب ذكر بحر في النار أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن عبيدالله بن طعمة المعرى حدثنا محمد بن سليم ج. وأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن أبى العزائم حدثنا الخضر بن أبان قالا حدثنا إبراهيم بن هدبة حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في جهنم بحر أسود مظلما منتن الريح يغرق الله فيه من أكل رزقه
[ 265 ]
وعبد غيره " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإبراهيم قد كذبه أحمد ويحيى وعلى. وقال ابن حبان: كان دجالا، لا يحل لمسلم أن يكتب حديثه إلا على التعجب. باب انقسام أهل النار أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا عثمان ابن محمد بن يوسف العلاف أنبأنا محمد بن عبدالله الشافعي حدثنا عبدالله بن روح حدثنا سليمان بن مهران أبو سفيان المدائني حدثنا سلام بن أبى بشر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: (لكل باب منهم جزء مقسوم) قال: " جزء أشركوا بالله، وجزء شكوا في الله، وجزء غفلوا عن الله ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلام ليس بشئ. قال يحيى: لا يكتب حديثه ليس بشئ. وقال النسائي والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات. باب دخول الذباب النار فيه عن ابن عمر وأنس. فأما حديث ابن عمر فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا شيبان حدثنا أيوب بن حوط عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذباب كله في النار ". الطريق الثاني: أنبأنا على بن عبيدالله وأحمد بن الحسن الفقيه قالا أنبأنا
[ 266 ]
عبد الصمد بن المأمون أنبأنا على بن عمر الحربى حدثنا محمد بن محمد الباغندى حدثنى محمد بن عمار حدثنا القاسم بن يزيد بن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: [ الذباب كلها في النار ]. الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا عمير بن سفيان أنبأنا إسماعيل المكى عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذباب كله في النار غير النحلة ". و أما حديث أنس: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى أنبأنا أبو يعلى حدثنا سنان حدثنا سكين بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمر الذباب أربعون يوما ". هذه الاحاديث لا تصح. أما حديث ابن عمر ففى طريقه الاول أيوب بن خوط. قال يحيى: لا يكتب حديثه ليس بشئ. وقال الفلاس والنسائي والرازي والسعدى والدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروى المناكير عن المشاهير كأنه مما عملت يداه. وأما الطريق الثاني فالقاسم مجهول. والثالث: فيه إسماعيل المكى. قال يحيى: لم يزل مختلطا، وليس بشئ. وقال على: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدار قطني: إنما هو عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما حديث أنس فقال النسائي: سكين ليس بالقوى.
[ 267 ]
باب مقدار لبث الداخلين النار أنبأنا ابن خيرون أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا مكرم حدثنا عبدالله بن يوسف حدثنا سليمان بن مسلم عن سليمان التيمى عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عزوجل لا يخرج من دخل النار حتى يمكثوا فيها أحقابا، والحقب بضع وثمانون سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون ". قال ابن عدى: هذا حديث منكر جدا. وسليمان شبه المجهول. وقال ابن حبان: سليمان يروى عن التيمى ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب في صفة رجل يخرج من النار أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا حسن بن موسى حدثنا سلام - يعنى ابن مسكين - عن أبى ظلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في جهنم لينادي (1) ألف سنة: يا حنان يا منان، فيقول الله عزوجل - يعنى لجبريل: اذهب فأتينى بعبدي هذا، فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتنى به فإنه في مكان كذا وكذا، فيجئ به فيقفه على ربه، فيقول له: يا عبدى كيف وجدت مكانك ومنقلبك، فيقول: يا رب شر مكان وشر منقلب، فيقول: ردوا عبدى، فيقول: يا رب ما كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن تردني فيها، فيقول: دعوا عبدى ". هذا حديث ليس بصحيح. قال يحيى بن معين: أبو ظلال اسمه هلال ليس بشئ. وقال ابن حبان: كان مغفلا يروى عن أنس ما ليس من حديثه ويروى هذا الحديث عن أنس لا يجوز الاحتجاج به بحال. (1) يعنى رجلا.
[ 268 ]
باب فراغ جهنم أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا القاضى أبو العلاء محمد بن على حدثنا أبو نصر سهل بن عبيدالله بن داود حدثنا محمد بن نوح الجنديسابورى حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى الناقد حدثنا سهل بن عثمان حدثنا عبدالله بن مسعر بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على جهنم يوم ما فيها من بنى آدم واحد، تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين ". هذا حديث موضوع محال. وجعفر هو ابن الزبير. قال شعبة: كان يكذب وقال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدى: نبذوا حديثه، وقال البخاري والنسائي والدار قطني: متروك.
[ 269 ]
كتاب المستبشع من الموضوع على الصحابة لما فرغت من كتابة جمهور المستبشع من الاحاديث الموضوعات من المرفوعات رأيت أشياء قد وضعت على الصحابة، فذكرت منها المستهول القبيح الذى لا وجه له في الصحة ولا يحتمل مثله، والله الموفق. باب ما روى أن عمر جلد ابنا له حتى مات حدثت عن أبى محمد هارون بن طاهر أنبأنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن صالح في كتابه أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن على قراءة حدثنا محمد بن عبيد الاسدي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا أبو الاحوص عن سعيد بن مسروق قال: " كانت امرأة تدخل على آل عمر أو منزل عمر ومعها صبى، فقال: من ذا الصبى معك ؟ فقالت: هو ابنك، وقع على أبو شحمة فهو ابنه. قال: فأرسل إليه عمر فأقر. فقال عمر لعلى رضى الله عنهما: اجلده. فضربه عمر خمسين، وضربه على خمسين. قال: فأتى به. فقال لعمر: يا أبة قتلتنى. فقال: إذا لقيت ربك عزوجل فاخبره أن أباك يقيم الحدود ". هذا حديث موضوع، وضعه القصاص، وقد أبدوا فيه وأعادوا، وقد شرحوا وأطالوا. حدثت عن شيرويه بن شهريار الحافظ أنبأنا أبو الحسن على بن الحسن بن بكير الفقيه أنبأنا أبو بكر عبدالرحمن بن محمد بن القاسم النيسابوري أنبأنا أبو سعد عبد الكريم بن أبى عثمان الزاهد حدثنا أبو القاسم بن بالويه الصوفى حدثنا أبو عبدالله إبراهيم بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا أبو حذيفة عن شبل عن مجاهد قال: " تذاكر الناس في مجلس ابن عباس، فأخذوا في فضل
[ 270 ]
أبى بكر، ثم أخذوا في فضل عمر بن الخطاب، فلما سمع عبدالله بن عباس بكى بكاء شديدا حتى أغمى عليه، ثم أفاق فقال: رحم الله رجلا لم تأخذه في الله لومة لائم، رحم الله رجلا قرأ القرآن وعمل بما فيه وأقام حدود الله كما أمر، لم يزد عن القريب لقرابته، ولم يخف عن البعيد لبعده. ثم قال: والله لقد رأيت عمر وقد أقام الحد على ولده فقتله فيه. ثم بكى وبكى الناس من حوله وقلنا: يا ابن عم رسول الله إن رأيت أن تحدثنا كيف أقام عمر على ولده الحد. فقال: والله لقد أذكر تمونى شيئا كنت له ناسيا. فقلت: قسمنا عليك بحق المصطفى أما حدثتنا. فقال: معاشر الناس، كنت ذات يوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب جالس والناس حوله يعظهم ويحكم فيما بينهم، فإذا نحن بجارية قد أقبلت من باب المسجد، فجعلت تتخطى رقاب المهاجرين والانصار حتى وقفت بإزاء عمر فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال عمر: وعليك السلام يا أمة الله، هل من حاجة ؟ فقالت: نعم أعظم الحوائج إليك، خذ ولدك هذا منى فأنت أحق به منى. ثم رفعت القناع فإذا على يدها طفل. فلما نظر إليه عمر قال: يا أمة الله أسفري عن وجهك. فأسفرت. فأطرق عمر وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، يا هذه أنا لا أعرفك، فكيف يكون هذا ولدى ؟ فبكت الجارية حتى بلت خمارها بالدموع، ثم قالت: يا أمير المؤمنين إن لم يكن ولدك من ظهرك فهو ولد ولدك. قال: أي أولادي ؟ قالت: أبو شحمة. قال: أبحلال أم بحرام ؟ قالت: من قبلى بحلال ومن جهته بحرام. قال عمر: وكيف ذاك ؟ قالت: يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي فوالله ما زدت عليك حرفا ولا نقصت. فقال لها: اتقى الله ولا تقولي إلا الصدق. قالت: يا أمير المؤمنين كنت في بعض الايام مارة في بعض حوائجى إذ مررت بحائط لبنى النجار، فإذا أنا بصائح يصيح من ورائي، فإذا أنا بولدك أبى شحمة يتمايل سكرا، وكان قد شرب عند نسيكة اليهودي، فلما
[ 271 ]
قرب منى تواعدني وتهددني وراودني عن نفسي وجرني إلى الحائط فسقطت وأغمى على، فوالله ما أفقت إلا وقد نال منى ما ينال الرجل من امرأته، فقمت وكتمت أمرى عن عمى وجيراني، فلما تكاملت أيامى وانقضت شهوري وضربنى الطلق وأحسست بالولادة خرجت إلى موضع كذا وكذا فوضعت هذا الغلام فهممت بقتله ثم ندمت على ذلك، فاحكم بحكم الله بينى وبينه. قال ابن عباس: فأمر عمر رضى الله عنه مناديه ينادى. فأقبل الناس يهرعون إلى المسجد ثم قام عمر فقال: يا معاشر المهاجرين والانصار لا تتفرقوا حتى آتيكم بالخبر. ثم خرج من المسجد وأنا معه، فنظر إلى وقال: يا ابن عباس أسرع معى، فجعل يسرع حتى قرب من منزله فقرع الباب فخرجت جارية كانت تخدمه، فلما نظرت إلى وجهه وقد غلبه الغضب قالت: ما الذى نزل بك ؟ قال يا هذه ولدى أبو شحمة هاهنا ؟ قالت: إنه على الطعام، فدخل وقال له: كل يا بنى فيوشك أن يكون آخر زادك من الدنيا. قال قال ابن عباس: فرأيت الغلام وقد تغير لونه وارتعد، وسقطت اللقمة من يده. فقال له عمر: يا بنى من أنا ؟ قال: أنت أبى وأمير المؤمنين. قال: فلى عليك حق طاعة أم لا ؟ قال: طاعتان مفترضتان، أولهما: أنك والدى والاخرى أنك أمير المؤمنين. فقال عمر: بحق نبيك وبحق أبيك، فإنى أسألك عن شئ إلا أخبرتني. قال: يا أبة لا أقول غير الصدق. قال: هل كنت ضيفا لنسيكة اليهودي، فشربت عنده الخمر وسكرت قال: بأبى قد كان ذلك وقد تبت. قال: يا بنى رأس مال المذنبين التوبة. ثم قال: يا بنى أنشدك الله هل دخلت ذلك اليوم حائطا لبنى النجار فرأيت امرأة فواقعتها ؟ فسكت وبكى وهو يبكى ويلطم وجهه. فقال له عمر: لا بأس اصدق فإن الله يحب الصادقين. فقال: يا أبى كان ذلك والشيطان أغواني وأنا تائب نادم. فلما سمع عمر ذلك قبض على يده ولببه وجره إلى المسجد. فقال: يا أبه لا يعصمني على رؤوس الخلائق حد السيف واقطعني هاهنا إربا إربا. قال: أما
[ 272 ]
سمعت قول الله عزوجل (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) ثم جره حتى أخرجه بين يدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقال: صدقت المرأة، وأقر أبو شحمة بما قالت. وله مملوك يقال له أفلح. فقال له: يا أفلح إن لى إليك حاجة إن أنت قضيتها فأنت حر لوجه الله. فقال: يا أمير المؤمنين مرنى بأمرك. قال: خذ ابني هذا فاضربه مائة سوط ولا تقصر في ضربه. فقال: لا أفعله. وبكى وقال: يا ليتنى لم تلدني أمي حيث أكلف ضرب ولد سيدى. فقال له عمر: إن طاعتي طاعة الرسول فافعل ما أمرتك به. فأنزع ثيابه. فضج الناس بالبكاء والنحيب، وجعل الغلام يشير بإصبعه إلى أبيه ويقول: أبة ارحمنى فقال له عمر وهو يبكى: ربك يرحمك، وإنما هذا كى يرحمنى ويرحمك، ثم قال: يا أفلح اضرب. فضرب أول سوط. فقال الغلام: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: نعم الاسم سميت يا بنى. فلما ضربه به ثانية قال: أوه يا أبة. فقال عمر: اصبر كما عصيت. فلما ضرب ثالثا قال: الامان. قال عمر: ربك يعطيك الامان. فلما ضربه رابعا قال: واغوثاه. فقال: الغوث عند الشدة. فلما ضربه خامسا حمد الله. فقال عمر: كذا يجب أن تحمده. فلما ضربه عشرا قال: يا أبة قتلتنى قال: يا بنى ذنبك قتلك. فلما ضربه ثلاثين قال: أحرقت والله قلبى. قال: يا بنى النار أشد حرا. قال: فلما ضربه أربعين قال: يا أبة دعني أذهب على وجهى. قال: يا بنى إذا أخذت حد الله من جنبك اذهب حيث شئت. فلما ضربه خمسين قال: نشدتك بالقرآن لما خليتني. قال: يا بنى هلا وعظك القرآن وزجرك عن معصية الله عزوجل، يا غلام اضرب. فلما ضربه ستين قال: يا أبى أغثنى. قال: يا بنى إن أهل النار إذا استغاثوا لم يغاثوا. فلما ضربه سبعين قال: يا أبة اسقنى شربة من ماء. قال: يا بنى إن كان ربك يطهرك فيسقيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبدا، يا غلام اضرب. فلما ضربه ثمانين قال: يا أبة السلام عليك. قال: وعليك السلام، إن رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم
[ 273 ]
فأقره منى السلام وقل له: خلفت عمر يقرأ القرآن ويقيم الحدود، يا غلام اضربه. فلما ضربه تسعين انقطع كلامه وضعف. فوثب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جانب فقالوا: يا عمر انظر كم بقى فأخره إلى وقت آخر. فقال: كما لا تؤخر المعصية لا تؤخر العقوبة. فأتى الصريخ إلى أمه فجاءت باكية صارخة وقالت: يا عمر أحج بكل سوط حجة ماشية، وأتصدق بكذا وكذا درهما. قال: إن الحج والصدقة لا تنوب عن الحد، يا غلام أتم الحد. فلما كان آخر سوط سقط الغلام ميتا. فقال عمر: يا بنى محص الله عنك الخطايا. وجعل رأسه في حجره وجعل يبكى ويقول: بأبى من قتله الحق، بأبى من مات عند انقضاء الحد، بأبى من لم يرحمه أبوه وأقاربه. ! فنظر الناس إليه فإذا هو قد فارق الدنيا. فلم ير يوم أعظم منه. وضج الناس بالبكاء والنحيب. فلما كان بعد أربعين يوما أقبل عليه حذيفة بن اليمان صبيحة يوم الجمعة فقال: إنى أخذت وردى من الليل فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وإذا الفتى معه حلتان خضراوان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرئ عمر منى السلام وقل له: هكذا أمرك الله أن تقرأ القرآن وتقيم الحدود. وقال الغلام: أقرئ أبى منى السلام وقل له: طهرك الله كما طهرتني، والسلام ". حدثت عن هارون بن طاهر أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد في كتابه حدثنا أبو الحسين على بن الحسين الرازي إملاء حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد المروزى حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التيمى حدثنى الفضل بن العباس حدثنى عبد العزيز بن الحجاج الخولانى قال أبو الحسين - هكذا قال - وهو عندي عبد القدوس بن الحجاج حدثنى صفوان عن عمر أنه كان له ابنان يقال لاحدهما عبد الله والآخر عبيدالله، وكان يكنى أبا شحمة، وكان أبو شحمة أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم تلاوة للقرآن، وأنه مرض مرضا، فجعل أمهات المؤمنين يعدنه، فبينا هن في عيادته قلن لعمر: لو نذرت على ولدك كما نذر على
[ 274 ]
ابن أبى طالب على ولده الحسن والحسين فألبسهما الله العافية. فقال عمر: على نذر واجب لئن ألبس الله عزوجل ابني العافية أن أصوم ثلاثة أيام، وقالت والدته مثل ذلك. فلما أن قام من مرضه أضافه نسيكة اليهودي، فأتوه بنبيذ التمر فشرب منه. فلما طابت نفسه خرج يريد منزله، فدخل حائطا لبنى النجار، فإذا هو بامرأة راقدة فكابدها وجامعها، فلما قام معها شتمته وخرقت ثيابه وانصرفت إلى منزلها " وذكر الحديث بطوله. هذا حديث موضوع. كيف روى ومن أي طريق نقل ؟ وضعه جهال القصاص ليكون سببا في تبكية العوام والنساء، فقد أبدعوا فيه وأتوا بكل قبيح ونسبوا إلى عمر ما لا يليق به، ونسبوا الصحابة إلى ما لا يليق بهم، وكلماته الركيكة تدل على وضعه، وبعده عن أحكام الشرع يدل على سوء فهم واضعه وعدم فقهه. وقد تعجل واضعه قذف ابن عمر بشرب الخمر عند اليهودية، ونسب عمر إلى أنه أحلفه بالله ليقر، وحوشى عمر، لانه لو رأى أمارة ذلك لصدف عنها فإن ما عزا لما أقر أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أعاد الاقرار أعرض عنه إلى أن قال له: أبك جنون. وقد قال " ادرأوا الحدود ما استطعتم " وقال عمر لرجل أقر بذنب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد سترك الله لو سترت نفسك " وكيف يحلف عمر ولده بالله هل زنيت. هذا لا يليق بمثله. وما أقبح ما زينوا كلامه عند كل سوط. وذلك لا يخفى عن العوام أنه صنعه جاهل سوقى. وقد ذكر أنه طلب ماء فلم يسقه، وهذا قبيح في الغاية. وحكوا أن الصحابة قالوا: أخر باقى الحد، وأن أم الغلام قالت: أحج عن كل سوط. وهذا كله يتحاشى الصحابة عن مثله. ومنام حذيفة أبرد من كل شئ. ثم شبهوا أبا شحمة برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قذفوه بالفاحشة. ولعمري إنه قد ذكر الزبير بن بكار أن عبدالرحمن الاوسط من أولاد عمر كان يكنى أبا شحمة وعبد الرحمن هذا كان بمصر خرج غازيا، فاتفق أنه شرب ليلة نبيذا فخرج إلى
[ 275 ]
السكر فأصبح فجاء إلى عمرو بن العاص فقال له: أقم على الحد، فامتنع، فقال له: إنى أخبر - أنى - [ أبى ] إذا قدمت عليه، فضربه الحد في داره ولم يخرجه، فكتب إليه عمر يلومه في مراقبته لعبد الرحمن ويقول: ألا فعلت به ما تفعل بجميع المسلمين فلما قدم على عمر ضربه. واتفق أنه مرض فمات. هذا الذى ذكره محمد ابن سعيد في الطبقات وغيره. وليس بعجيب أن يكون شرب النبيذ متأولا فسكر عن غير اختيار، وإنما لما قدم على عمر ضربه ضرب تأديب لا ضرب حد، ومرض بعد ذلك لا من الضرب ومات، فلقد أبدوا فيه القصاص وأعادوا. وفى الاسناد الاول من هو مجهول ثم هو منقطع. وسعيد بن مسروق من أصحاب الاعمش [ فأين هو ] وعمر. وكذلك الاسناد الثاني فيه مجاهيل. قال الدار قطني: حديث مجاهد عن ابن عباس في حد أبى شحمة ليس بصحيح. وأما الاسناد الثالث فإن عبد القدوس كذاب. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه. وأما صفوان الراوى عن عمر فبينه وبين عمر رجال، والمتهم بهذا الحديث الرجال الذين في أول الاسناد، ولا طائل في الاطالة بجرح رجاله، فإنه لو كان رجاله من الثقاة علم أنه من الدساسين لما فيه مما يتنزه عنه الصحابة، فكيف، وليس إسناده بشئ. باب ما روى أن عمر كان يشرب حدثت عن محمد بن الحسين بن فنجويه حدثنا أبى حدثنا عبدالله بن محمد ابن شيبة حدثنا ابن حفنس (1) حدثنا أسلم بن جنادة حدثنا وكيع عن سفيان عن أبى إسحاق عن الشعبى عن سعيد بن ذى لعوة " أنه رأى عمر بن الخطاب رضى الله عن يشرب المسكر ". هذا كذب بلا شك. قال أبو حاتم بن حبان: سعيد بن ذى لعوة شيخ دجال يزعم أنه رأى عمر يشرب المسكر، ومن زعم أنه سعيد بن ذى حدان فقد وهم. (1) هي كذلك بالاصل.
[ 276 ]
باب ماروى من رجوع على عليه السلام إلى الدنيا أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدهقان حدثنا إسماعيل ابن إسحاق الراشدي حدثنا مخول عن سلام الخياط عن موسى بن طريف حدثنا عيابة عن على أنه قال: " والله لاقتلن، ثم لابعثن، ثم لاقتلن، وهى القتلة التى أموت فيها، يضربني يهودى بأريحان - موضع بالشام - بصخرة يقرع بها هامتي ". هذا حديث موضع محال، وعباية مجروح، والمتهم به موسى بن طريف. قال يحيى: كان ضعيفا ضعيفا. وحكى عنه أبو بكر بن عياش أنه قال: إنما أتحدث بهذه الاحاديث أسخر بهم. وقال السعدى: كان زائغا. وقال ابن حبان [ يأتي ] بالمناكير التى لا أصول لها. وقال العقيلى: إسحاق إلى عباية كلهم روافض. باب قول على في أولاد العباس أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أخبرني الحسين بن على الضيمرى حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: وضع إسماعيل بن أبان حديثا عن مطر عن أبى الطفيل عن على عليه السلام قال: " [ السابع ] من ولد العباس يلبس الخضرة " حديثا لم يكن منه شئ. باب ما روى أن فاطمة عليها السلام غسلت بغسلها قبل الموت ولم تغتسل بعد الموت أنبأنا عبيدالله بن على المقرى أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط أنبأنا
[ 277 ]
عبدالملك بن محمد بن بشران حدثنا أبو على أحمد بن الفضل بن خزيمة حدثنا محمد بن سويد الطحان حدثنا عاصم بن على أنبأنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن عبيدالله بن أبى رافع عن أبيه عن أمه سلمى قالت: " اشتكت فاطمة فمرضتها فقالت لى يوما وقد خرج على: يا أمتاه (1) اسكبي لى غسلا، فسكبت ثم قامت فاغتسلت كأحسن ما كنت أراها تغتسل، ثم قالت: هاتى لى ثيابي الجدد، فأتيتها بها فلبستها، ثم [ جاءت ] إلى البيت الذى كانت فيه فقالت لى: قدمى لى الفراش إلى وسط البيت ثم اضطجعت ووضعت يدها تحت خدها واستقبلت القبلة ثم قالت: يا أمتاه إنى مقبوضة اليوم، وإنى قد اغتسلت فلا يكشفنى أحد. قال: فقبضت مكانها، فجاء على عليه السلام فأخبرته فقال: لا والله لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك ". وقد رواه نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد بهذا الاسناد، ورواه الحكم ابن أسلم عن إبراهيم أيضا، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن عبدالله بن محمد ابن عقيل: أن فاطمة اغتسلت. هكذا ذكره مرسلا. وهذا حديث لا يصح. أما محمد بن إسحاق فمجروح شهد بأنه كذاب. مالك وسليمان التيمى ووهب بن خالد وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد. وقال ابن المدينى: يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة. وأما عاصم فقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وأما نوح بن يزيد والحكم فكلاهما متشيع. وأما ابن عقيل فحديثه مرسل ثم هو ضعيف جدا. قال ابن حبان: كان ردئ الحفظ يحدث على التوهم فيجئ بالخبر على غير سننه، فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها ثم إن الغسل إنما يكون لحدث الموت فكيف يغتسل قبل الحدث. هذا لا يصح إضافته إلى على وفاطمة رضى الله عنهما، بل يتنزهون عن مثل هذا (1) كذلك وردت بالاصل.
[ 278 ]
باب ذكر حديث موضوع على معاوية أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن عبدالله حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب، فأحس معاوية بذلك، فأحب أن يعظه في رفق، فقال يا بنى ما أقدر على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك، ثم قال له: يا بنى إنى منشدك أبياتا، فتأدب بها واحفظها، فأنشده: انصب نهارا في طلاب العلى * واصبر على هجر الحبيب القريب حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب باشر الليل بما يشتهى * فإنما الليل نهار الاديب كم فاسق يحسبه ناسكا * قد باشر الليل بأمر عجيب غطى عليه الليل أستاره * فبات في أمن وعيش خصيب و [ لذة ] الاحمق مكشوفة يس * عى بها كل عدو مريب قال المصنف قلت: ذكر معاوية في هذا الحديث إنما هو من قصده بالشين وذلك من الغلابى فإنه كان غاليا في التشيع. قال الدار قطني: كان يضع الحديث قال المصنف قلت: وإنما هذه الابيات ليحيى بن خالد بن برمك، كتبها إلى ابنه عبدالله، وكان قد أحب جارية مغنية، فاشتراها سرا، وانقطع عن أبيه أياما، فكاتبه بهذا. باب ذكر حديث موضوع على ابن عمر أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد بن البسرى أنبأنا أبو عبد الله ابن بطة حدثنى أبو صالح حدثنى الكديمى حدثنا أحمد بن يحيى الاحول حدثنا
[ 279 ]
خلاد المنقرى حدثنى قيس عن أبى حصين عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال: " كان على الحسن والحسين تعويذات حشوهما من زغب جناح جبريل عليه السلام ". هذا حديث موضوع والمتهم به الكديمى فإنه كان يضع الحديث. باب ذكر حديث موضوع على عبدالله بن عمرو روى محمد بن المهاجر عن عبد الصمد عن هشام الدستوانى عن قتادة عن أبى أيوب عن عبدالله بن عمرو قال: " البحر لا يجزئ من جنابة ولا يتوضأ منه لان تحت البحر نارا، وتحت النار بحر حتى عد سبعة أبحر وسبع نيران ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: كان محمد بن المهاجر يضع الحديث على الثقاة ويزيد في الاخبار. باب ذكر حديث موضوع على أبى هريرة روى محمد بن المهاجر عن عبد الصمد عن هشام بن يحيى بن أبى كثير عن رجل عن أبى هريرة قال: " ماء ان لا يجزيان من غسل الجنابة: ماء البحر وماء الحمار " وهذا من عمل ابن المهاجر. باب ذكر أحاديث وضعت على ابن عباس الحديث الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا التنوخى أنبأنا على بن عمر السكرى حدثنا أبو سعيد مفتاح بن خلف الخراساني حدثنا أحمد بن صالح البلخى حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص حدثنا عبدالرحمن بن واقد حدثنا الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال " إن لكل شئ سببا، وليس كل أحد يفطن له ولا سمع به وإن لابي جاد لحديثا عجبا: أما أبو جاد أبى آدم الطاعة وجد في أكل الشجرة،
[ 280 ]
وأما هوز فهوى من السماء إلى الارض، وأما حطى فحطت عنه خطاياه، وأما كلمن أكل من الشجرة ومن عليه بالتوبة، وأما سعفص فعقبى آدم ربه وأخرج من النعيم إلى النكد، وأما قريشيات فأقر بالذنب وسلم من العقوبة ". هذا حديث موضوع على ابن عباس وفيه مجاهيل. قال يحيى: والفرات بن السائب ليس بشئ. قال البخاري والدار قطني: متروك. الحديث الثاني: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا كوهى بن الحسن الفارسى أنبأنا أحمد بن القاسم أخو أبى الليث الفرائضى حدثنا محمد بن حبس المأمونى حدثنا سلام بن سليمان الثقفى حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبدالرحمن المدائني عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: " نزلت في ثلاثمائة آية ". هذا حديث موضوع، والضحاك قد ضعفوه، وجويبر ليس بشئ عندهم. قال النسائي والدار قطني: هو متروك. وسلام بن سليمان أيضا. الحديث الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا على ابن أبى على أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المعدل أنبأنا القاضى أبو الحسين عمر بن الحسين بن على الاشنانى حدثنا أبى حدثنا أبو بكر محمد بن زياد عن سالم الاعشى عن أبى سلمة عن محمد بن سيرين قال قال عبدالله بن عباس: يأتي من ولدى السفاح، ثم الثاني المنصور على الاعداء، ثم الثالث المهدى، ثم الرابع الجواد يبذله، ثم ذكر رجالا، ثم قال: يلى المؤمن المعمر الطيب المطيب الشاب الازهر يملك أربعين سنة ". هذا مما عملت يد أبى الحسين الشيباني، ولا شك أنه قد أشار بهذا إلى القادر. قال الدار قطني: كان الشيباني يكذب.
[ 281 ]
باب ذكر حديث وضع على فاطمة عليها السلام ذكر أبو محمد بن قتيبة أن فاطمة خرجت في ثلاثة من نسائها توطأ ذيولها حتى دخلت على أبى بكر رضى الله عنهما، فكلمته - يعنى في الميراث - قال ابن قتيبة: وكنت أرى أن لهذا أصلا فقال لى بعض نقلة الاخبار أنا أسن من هذا الحديث وأعرف من عمله. آخر كتاب الموضوعات تأليف الامام الحافظ العلامة واعظ العرافين أبى الفرج عبدالرحمن بن على بن محمد ابن الجوزى الحنبلى رحمه الله تعالى والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا وآله وصحبه أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل
[ 283 ]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم وبعد... فنحمد الله سبحانه، الذى جعلنا مسلمين، ثم وفقنا لخدمة دينه القويم.. فألهمنا شكر نعمته.. بالدعوة إليه سبحانه، وإلى كتابه الكريم.. وبالعمل على نشر سنة نبيه الامين. كذلك نحمده تعالى على ما يسر وأعان، بإتمام طبع كتاب " الموضوعات " في ثلاثة أجزاء. وهو كما يرى القارئ كتاب نفيس - ينشر للمرة الاولى - نقلا عن نسخة خطية وحيدة بالمكتبة الازهرية بالقاهرة، بعد أن تم تصويرها بدار الكتب المصرية بترخيص خاص.. وهو كتاب يعرف نفاسته وقدره من مارس فنون علم الحديث، وعالج النظر والكتابة فيها. وكفى به نفاسة أنه أثر فريد في بابه، غزير في مادته.. من أجل آثار الامام السلفي الجليل أبى الفرج عبدالرحمن بن الجوزى القرشى.. عسى أن يستفيد ويفيد به الباحثون، وتقر به أعين الغيورين من حماة الدين. ولسنا يفوتنا هنا، أن نفى أخانا المحب الاستاذ عبدالرحمن محمد عثمان حقه من الشكر والعرفان، بما بذل من جهد مشكور، وما لقى من تعب ونصب في سبيل إنجاز طبع هذا الكتاب، بعد ضبط وتحقيق غوامضه، والاشراف على مراجعته وتصحيحه والتقديم له. ذلك أن الاخ المحب أبى - متفضلا مشكورا - أن يتقاضى لقاء جهده الشخصي في الاشراف على كتاب " الموضوعات " وتحقيقه - أجرا، رغم ما بذل فيه من جهد مضن، تكرارا لفضله القديم في كتبنا السابقة، محتسبا ذلك في صحائفه
[ 284 ]
اللاحقة، لوجه الله ثم الاخوة والمودة في ذاته سبحانه، أكرم الاكرمين. وهو - كشأنه دائما - قد ضرب بذلك مثلا كريما للتضحية، في عصر تسوده المادية، وتعصف به الاطماع.. ونحن ندع جزاءه وأجره لله سبحانه، الذى يتولى الصالحين. وقانا الله وإياه والمسلمين.. فتنا كقطع الليل المظلم.. وكتب لامتنا السلامة والنجاة.. ورزقنا الايمان، وصلاح النية، وحسن العمل. والله الهادى إلى سواء السبيل.. وصلى الله على نبيه الكريم، وعلى آله وصحابته الطيبين.. والحمد لله رب العالمين ؟ وكفى به نفاسة أنه أثر فريد في بابه، غزير في مادته.. من أجل آثار الامام السلفي الجليل أبى الفرج عبدالرحمن بن الجوزى القرشى.. عسى أن يستفيد ويفيد به الباحثون، وتقر به أعين الغيورين من حماة الدين. ولسنا يفوتنا هنا، أن نفى أخانا المحب الاستاذ عبدالرحمن محمد عثمان حقه من الشكر والعرفان، بما بذل من جهد مشكور، وما لقى من تعب ونصب في سبيل إنجاز طبع هذا الكتاب، بعد ضبط وتحقيق غوامضه، والاشراف على مراجعته وتصحيحه والتقديم له. ذلك أن الاخ المحب أبى - متفضلا مشكورا - أن يتقاضى لقاء جهده الشخصي في الاشراف على كتاب " الموضوعات " وتحقيقه - أجرا، رغم ما بذل فيه من جهد مضن، تكرارا لفضله القديم في كتبنا السابقة، محتسبا ذلك في صحائفه
[ 284 ]
اللاحقة، لوجه الله ثم الاخوة والمودة في ذاته سبحانه، أكرم الاكرمين. وهو - كشأنه دائما - قد ضرب بذلك مثلا كريما للتضحية، في عصر تسوده المادية، وتعصف به الاطماع.. ونحن ندع جزاءه وأجره لله سبحانه، الذى يتولى الصالحين. وقانا الله وإياه والمسلمين.. فتنا كقطع الليل المظلم.. وكتب لامتنا السلامة والنجاة.. ورزقنا الايمان، وصلاح النية، وحسن العمل. والله الهادى إلى سواء السبيل.. وصلى الله على نبيه الكريم، وعلى آله وصحابته الطيبين.. والحمد لله رب العالمين ؟ المدينة المنورة - المكتبة السلفية غرة المحرم من عام 1388 محمد عبد المحسن