الموضوعات
ابن الجوزي ج 2
[ 1 ]
كتاب الموضوعات للعلامة السلفي الامام أبى الفرج عبدالرحمن بن على بن الجوزى القرشى 510 - 597 الجزء الثاني ضبط وتقديم وتحقيق عبدالرحمن محمد عثمان الناشر محمد عبد المحسن صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة
[ 2 ]
الطبعة الاولى حقوق الطبع محفوظة 1386 - 1966
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم باب في فضل أهل البيت ومحبيهم فيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو عمرو بن درست وأبو بكر بن عديسة قالا حدثنا أبو بكر الشافعي قال حدثتني سمانة بنت حمدان بن موسى الاباري قالت حدثنى أبى حدثنا عمر بن زياد اليونانى حدثنى عبد العزيز بن محمد حدثنى زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا وفاطمة وعلى والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن ". هذا حديث لا يصح، وقد ذكرنا آنفا أن اليونانى كان كذابا، وقال الدار قطني. كان يضع الحديث. الحديث الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار أنبأنا أبو طالب العشارى وأنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبى بكر الواسطي حدثنا محمد بن على بن خلف العطار حدثنا حسين الاشقر حدثنا عمر بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عنه، فقال: قال بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على فتاب عليه ". قال الدار قطني: تفرد به عمر بن ثابت عن أبيه أبى المقدام ولم يروه عنه غير حسين الاشقر. قال يحيى بن معين: عمرو بن ثابت غير ثقة ولا مأمون. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات.
[ 4 ]
الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا عبدالله بن حفص حدثنا سويد بن سعيد حدثنا المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير - على - [ عن ] أبى سلمة عن أبى هريرة قال: " سجد النبي صلى الله عليه وسلم خمس سجدات ليس فيهن ركوع، فقال أتانى جبريل فقال: يا محمد إن الله يحب فاطمة فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتانى فقال: إن الله يحب فاطمة ثانيا فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتانى فقال: إن الله يحب الحسن والحسين فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتانى فقال: إن الله يحب من أحبهما فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتانى فقال: إن الله يحب من أحبهما فسجدت ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد وكذب بارد، فإن المعتمر لا يروى عن الاوزاعي شيئا، وكان عبدالله بن حفص يحدثنا بأحاديث لانشك أنه هو الذى وضعها. الطريق - [ الحديث ] الرابع: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالله بن حفص حدثنا بشر بن الوليد القاضى حدثنا حزم بى أبى حزم القطعي عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحبنى فليحب عليا، ومن أحب عليا فليحب ابنتى فاطمة، ومن أحب ابنتى فاطمة فليحب ولديها الحسن والحسين، وإن أهل الجنة ليتباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم، فمحبتهم إيمان، وبغضهم نفاق، ومن أبغض أحدا من أهل يبتى فقد حرم شفاعتي، فإننى نبى مكرم بعثنى الله بالصدق، فأحبوا أهلى وأحبوا عليا عليه السلام ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل وضعه شيخنا عبدالله بن حفص.
[ 5 ]
الحديث الخامس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسين بن على الاهوازي حدثنا يعمر بن سهل حدثنا مصعب بن مقدام حدثنا بحر السقا عن جويبر عن الضحاك عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن آل محمد شجرة النبوة، وآل الرحمة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعدن العلم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجويبر وبحر السقا متروكا بمرة. الحديث السادس: أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا أنبأنا أبو نصر الزينبي أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق حدثنا محمد بن السرى التمار حدثنا نصر بن شعيب حدثنا موسى بن نعيمان حدثنا ليث بن سعد عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا شجرة وفاطمة حملها، وعلى لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون أهل البيت ورقها من الجنة حتما حقا ". وهذا موضوع. وموسى لا يعرف. أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمر بن سنان حدثنا الحسن بن على الازدي حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مينا بن أبى مينا مولى عبدالرحم نبن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا شجرة وفاطمة أصلها أو فرعها، وعلى لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها من جنة عدن، الاصل والفرع اللقاح والورق والثمر في الجنة ". هذا حديث موضوع، وقد اتهموا بوضعه ميناه، وكان غاليا في التشيع.
[ 6 ]
قال يحيى: ليس بثقة. وقال الدار قطني: متروك. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلا اعتبارا، ولا تحل الرواية عن الحسن بن على الازدي فإنه يضع الحديث عن الثقاة. قال المصنف قلت: وهو المتهم به عندي. وقد أخذ هذا الحديث عثمان بن عبدالله الشامي فغيره وزاد فيه ونقص ورواه من حديث جابر. قال ابن عدى: ولعثمان أحاديث موضوعة. الحديث السابع: أنبأنا عبد الوهاب الانماطى قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حثنا العقيلى حدثنا إسحاق بن يحيى الدهقان حدثنا حرب بن الحسن الطحان حدثنا حنان بن سدير حدثنا سديق المكى حدثنا محمد بن على حدثنا جابر بن عبدالله قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسمعته يقول: من أبغضنا أهل البيت حشرة الله يوم القيامة يهوديا. قال قلت: يا رسول الله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ؟ فقال: نعم وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، إنما احتجز بذلك من سفك دمه، وأن يؤدى الجزية عن يد وهو صاغر. ثم قال: إن الله علمني أسماء أمتى كما علم آدم الاسماء كلها. ومثل لى أمتى في الطين فمر بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى وشيعته ". قال حنان: فدخلت مع أبى على جعفر بن محمد فحدث أبى بهذا الحديث. قال العقيلى: ليس لهذا الحديث أصل، وسديف كان من الغلاة في الرفض. قال المصنف قلت: وقد أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا الحسن بن الحسين النعالى قال أنبأنا أحمد بن عبدالله بن نصر الذارع حدثنا زيد بن على بن الحسين العلوى والحسن بن محمد بن سعدان الكوفى قالا حدثنا عمارة بن زيد حدثنى بكر بن جارية عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله
[ 7 ]
عليه وسلم: " عاشروا - [ معاشر ] المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا وإن شهد أن لا إله إلا الله ". وهذا حديث باطل. والذارع كذاب. الحديث الثامن: أنبأن محمد بن نصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح محمد ابن الحسين الازدي حدثنا على بن العباس حدثنا يحيى بن بشر حدثنا محمد بن على الكندى حدثنا محمد بن سالم عن جعفر بن محمد بن على عن أبيه محمد بن على عن على بن الحسين عن الحسين بن على عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على إن أهل شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من الذنوب والعيوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر قد خرجت عنهم السوآت، وسهلت لهم الموارد، مستورة عوارتهم، مسكنة - روغاتهم - [ روعاتهم ]، قد أعطوا الامن والايمان، وقد ارتفعت عنهم الاحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم يتلالا على نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة، أعناقها ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عزوجل ". هذا حديث موضوع. قال على بن الجنيد الحافظ: محمد بن سالم متروك. وقال أبو الفتح الازدي: محمد بن على ومحمد بن سالم ضعيفان. باب في فضل عائشة فيه أحاديث: الحديث الاول في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بها: أنبأنا عبدالرحمن ابن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا محمد بن عبدالله بن خلف حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الازهر حدثنا
[ 8 ]
عباس الدوري حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: " لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا من مكة أشعث أغبر أكثر عليه اليهود المسائل والنبى صلى الله عليه وسلم يجيبهم جوابا متداركا بإذن الله عزوجل، وكانت خديجة قد ماتت بمكة، فلما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها طلب التزويج فقال لهم: أنكحوني، فأتاه جبريل عليه السلام بخرقة من الجنة طولها ذراعين في عرض شبر، فيها صورة لم يرو الراؤون أحسن منها، فنشرها جبريل وقال: يا محمد إن الله تعالى يقول لك أن تزوج على هذه الصورة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنا من أين لى مثل هذه الصورة يا جبريل ؟ فقال له جبريل: إن الله يقول لك تزوج ابنه أبى بكر الصديق. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبى بكر فقرع الباب ثم قال: يا أبا بكر إن الله أمرنى أن أصامرك، وكان له ثلاث بنات فعرضهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرنى أن أتزوج بهذه الجارية وهى عائشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قال الخطيب: رجاله كلهم ثقاة غير محمد بن الحسن ونراه مما صنعت يداه. قال المصنف قلت: ما أبعد الذى وضعه عن العلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهو بمكة ولم يكن لابي بكر حينئذ ثلاث بنات، ما كان له غير أسماء وعائشة وإنما جاءته بنت بعد وفاته يقال لها أم كلثوم (1). (1) قال الشيخ: أم كلثوم هذه مات الصديق وهى حمل فولدت بعده وأمها حبيبة وقيل فاختة بنت خارجة بن زيد الانصاري، وهى التى قال أبو بكر لعائشة عند موته: هما أخواك وأختك، فقال عائشة: هذه أسماء فمن الاخرى ؟ قال: دقه بطن خارجة يلقى في خلدي أنها جارية، فكانت كما قال: وبلغت وتزوجها طلحة بن عبيدالله، وبعيده عبدالرحمن بن عبدالله المخزومى، وولدت لهما، وحدثت عن أختها، روى عنها جابر بن عبدالله والمغيرة بن حكيم انفرد باخراج حديثهما مسلم.
[ 9 ]
الحديث الثاني في أنها ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغني عن أبى بكر ابن السنى قال حدثنى أحمد بن محمد بن المؤمل الناقد قال حدثنى عبدالله ابن أيوب المخرمى حدثنا داود بن المحبر حدثنا محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: " أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سقطا فسماه عبدالله وكناني أم عبدالله. قال محمد: فليست فينا امرأة اسمها عائشة إلا كنيت أم عبدالله ". هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم ابن حبان: محمد بن عروة بن هشام بن عروة يروى عن جده هشام ما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد، لذلك لا يجوز الاحتجاج به. قال: وداود بن المحبر يضع الحديث على الثقاة ويروى عن المجاهيل المقلوبات، كان أحمد يقول: هو كذاب. وأما كنية عائشة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناها بابن أختها عبدالله ابن الزبير، وما ولدت قط ولا أسقطت. الحديث الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا جعفر بن محمد الخالدي حدثنا أحمد بن على الخزاز حدثنا أبو أسيد بن زيد الحمال حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: " دخل على الحسن والحسين فوهبت لهما دينارا وشققت مرطى بينهما، فرديت كل واحد منهما بشقه، فخرجها فرحين مسرورين يضحكان، فلقيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه كفه قال: قرة عين من كسا كما بردين ووهب لكما دينارا، فجزاه الله خيرا ؟ قالا: أمنا عائشة. قال: صدقتما والله يا - بنى - [ بنى ] هي والله أمكما وأم كل مؤمن. قالت عائشة: فوالله ما صنعت ولما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من الدنيا وما فيها ".
[ 10 ]
هذا حديث موضوع، فأسيد بن زيد هو المتهم به. قال يحيى بن معين: أسيد كذاب. وقال النسائي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة المناكير ويسرق الحديث، وأنبأنا عمرو بن شمر فقال: يحيى ليس بشئ وقال السعدى: زائغ كذاب. الحديث الرابع في الاشارة إلى يوم الجمل: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن عبيد بن أسباط أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الجبار بن العباس الساقى عن عطاء بن السائب عن عمر بن الهجيع عن أبى بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة ". هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار فإنه كان من كبار الشيعة. قال أبو نعيم: الفضل بن دكين لم يكن بالكوفة أكذب منه. الحديث الخامس فيه إشارة إلى يوم الجمل أيضا: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي حدثنا محمد بن أحمد بن أبى المقاتل العراطى حدثنا أحمد ابن يحيى الصدفى حدثنا أحمد بن مفضل حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم عن عبدالله بن شريك العامري قال أخبرني جندب بن عبدالله الازدي قال: دخل على بن أبى طالب عليه السلام والبيت غاص بمن فيه وعائشة إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل أن يؤمر بالحجاب، فقام على ينظر هل يرى مجلسا، فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتفت إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تريدين إلى أمير المؤمنين ". هذا حديث موضوع، والمتهم به عبد الغفار، قال أحمد بن حنبل: حدث
[ 11 ]
ببلايا في عثمان بن عفان. وقال ابن المدينى: كان يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك كان من رؤساء الشيعة. الحديث السادس: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنبأنا أحمد بن أبى الربيع أنبأنا على بن عمر بن إسحاق حدثنا أبو بكر السنى حدثنى على بن أحمد الجرجاني حدثنا عبيدالله بن محمد بن عبد ربه عن إبراهيم السباط عن خالد بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عائشة أنت أطيب من زبدة بثمرة ". قال السنى: وحدثنا الحسن بن سبحان قال حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا عليق بن يعقوب حدثنا زكريا بن منظور عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة أنت أطيب من اللباء بالتمر " وفى رواية أخرى " قلت يا رسول الله أنت أحب ة لى من الزبد بالعسل " هذا حديث لا يصح. أما الطريق الاول ففيها خالد بن يزيد وليس بشئ، وفى الثاني زكريا بن منظور. قال يحيى: ليس بشئ. حديث ثانى: ذكر طلحة والزبير أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن على بن عبدالله المقرى حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن جعفر المطيرى حدثنا أحمد بن عبدالله المؤدب حدثنا المعلى بن عبدالرحمن حدثنا شريك عن سليمان بن مهران حدثنا إبراهيم بن علقمة والاسود قالا: " أتينا أبا أيوب الانصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم وبمجئ ناقته تفضلا من الله وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله. فقال: يا هذان إن الرائد لا يكذب أهله وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - يصال - [ أمر بقتال ] ثلاثة مع على
[ 12 ]
بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم يوم الجمل طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم، يعنى معاوية وعمروا، وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدرى أين هم ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعما: " يقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا غيره فاسلك مع على، فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى. يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار. قلنا له: يا هذا حسبك يرحمك الله. حسبك يرحمك الله ". هذا حديث موضوع بلا شك. وأما المعلى بن عبدالرحمن فقد ضعفه ابن المدينى وذهب إلى أنه كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وأما أحمد بن عبدالله المؤدب فقال ابن عدى كان بسر من رأى يضع الحديث. وقال الدار قطني: يترك حديثه. وقال أبو الفتح بن أبى الفوارس في رواية أحمد بن محمد بن يوسف عن المطيرى. وقال شعبة قلت للحكم بن عتيبة شهد أبو أيوب مع على صفين ؟ فقال لا. ولكن شهد معه قتال النهر. طريق آخر لهذا الحديث: أنبأنا محمد بن عبدالملك عن الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا على بن المثنى حدثنا يعقوب بن خليفة عن صالح بن أبى الاسود عن على بن الحزور عن أصبغ ابن نباته عن أبى أيوب الانصاري قال: " أمرنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع على بن أبى طالب عليه السلام ". هذا حديث لا يصلح. قال يحيى: الاصبغ لا يساوى فلسا. وقال ابن حبان
[ 13 ]
فتن بحب على بن أبى طالب يأتي بالطامات في الروايات فاستحق الترك. قال السعدى: وأما على بن الحذور فذاهب. وقال البخاري: عنده عجايب. حديث في ذكر عبدالرحمن بن عوف أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذاهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله ابن أحمد حدثنى أبى حدثنا عبد الصمد بن حسان أنبأنا عمارة عن ثابت عن أنس قال " بينما عائشة في بيتها سمعت صوتا في المدينة فقال ما هذا ؟ فقالوا بعير عبدالرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شئ. قال وكانت سبع مائة بعير. فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قد رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا، فبلغ ذلك عبدالرحمن فقال إن استطعت لادخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عزوجل ". قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث كذب منكر. قال وعمارة يروى أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: عمارة بن زاذان لا يحتج به، وقد روى الجراح بن منهال إسنادا له عن عبدالرحمن بن عوف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا ابن عوف إنك من الاغنياء، وإنك لا تدخل الجنة إلا زحفا فاقرض ربك يطلق قدميك ". قال النسائي: هذا حديث موضوع، والجراح متروك الحديث. وقال يحيى ليس حديث الجراح بشئ. وقال ابن المدينى: لا تكتب حديثه. وقال ابن حبان: كان يكذب. وقال الدار قطني: روى عنه ابن إسحاق فقلب اسمه فقال منهال بن الجراح وهو متروك. قال المصنف قلت: وبمثل هذا الحديث الباطل تتعلق جهلة المتزهدين ويرون أن المال مانع من السبق إلى الخير ويقولون إذا كان ابن عوف يدخل الجنة زحفا
[ 14 ]
لاجل ماله كفى ذلك في ذم المال، والحديث لا يصح، وحوشى عبدالرحمن المشهود له بالجنة أن يمنعه ماله من السبق لان جمع المال مباح. وإنما المذموم كسبه من غير وجهه ومنع الحق الواجب فيه، وعبد الرحمن منزه عن الحالين. وقد خلف طلحة ثلثمائة حمل من الذهب وخلف الزبير وغيره، ولو علموا أن ذلك مذموم لاخرجوا الكل. وكم قاص يتشوق بمثل هذا الحديث يحث على الفقر ويذم الغنى، فيالله در العلماء الذين يعرفون الصحيح وبفهمون الاصول. حديث آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن على التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا الهذيل بن ميمون عن مطرح بن يزيد عن عبيدالله بن زحر عن على بن زيد عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فسمعت فيها حسفة بين يدى فقلت ما هذا ؟ قال بلال، فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الاغنياء والنساء، قيل لى أما الاغنياء فهم بالباب يحاسبون ويحصون، وأما النساء فألهاهن الاحمران الذهب والحرير، ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت بالباب أوتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتى في كفة فرجحت بها ثم أتى بأبى بكر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتى فوضعوا في كفة فرجح أبو بكر ثم أتى بعمر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتى فوضعوا فرجح عمر، وعرضت على أمتى رجلا فجعلوا يمرون واستبطأت عبدالرحمن بن عوف ثم جاء بعد الاياس فقلت: عبدالرحمن ؟ فقال بأبى وأمى يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظننت أنى لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات، قال وما ذاك ؟ قال من كثرة مالى أحاسب وأمحص ". هذا حديث لا يصح أما عبدالله بن زحر فقال يحيى: ليس بشئ وعلى بن زيد متروك. وقال ابن حبان: عبيدالله يروى الموضوعات عن الاثبات فإذا
[ 15 ]
روى عن على بن زيد أبى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر وعلى بن زيد والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الحديث إلا مما عملته أيديهم. باب في ذكر معاوية بن أبى سفيان قد تعصب قوم ممن يدعى السنة فوضعوا في فضله أحاديث ليغضبوا الرافضة وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح. فأما الاحاديث الموضوعة في مدحه: فالحديث الاول في إهداء قلم إليه: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى أنبأنا أبو جابر عبدالحميد بن محمود أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدالرحمن القزويني حدثنا أبو العباس المروزى حدثنا إسحاق بن محمد السوسى حدثنا إبراهيم بن صديق الاصبهاني حدثنا أبو القاسم نصر بن جامع حدثنا عبدالله بن هارون الصواف حدثنى أحمد بن بحر بن عمرو مولى عثمان بن عفان حدثنا أحمد بن عبدالله الايلى حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هبط على جبريل عليه السلام ومعه قلم من ذهب إبريز فقال: إن العلى العلى يقرئك السلام ويقول حبيبي قد أهديك لك هذا القلم من فوق عرشى إلى معاوية بن أبى سفيان فأوصله إليه ومره أن يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم ويشكله ويعجمه ويعرضه عليك. فإنى قد كتبت له من الثواب بعدد كل من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بأبى عبدالرحمن ؟ فقام أبو بكر ومضى حتى أخذ بيده وجاءا جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، فرد عليهم السلام، ثم قال لمعاوية: ادنى منى أبا عبدالرحمن، فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم. فدفع القلم إليه ثم قال له: يا معاوية هذا قلم قد أهداه إليك ربك من فوق عرشه
[ 16 ]
لتكتب به آية الكرسي بهذا القلم بخطك وتشكله وتعجمه وتعرضه على، فاحمد الله واشكره على ما أعطاك، فإن الله عزوجل قد كتب لك من الثواب بعدد من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة: قال: فأخذ القلم من يد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في أذنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم تعلم أنى قد أوصلته إليه ثلاثا. قال: فجثى معاوية بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يحمد الله على ما أعطاه من الكرامة ويشكره حتى أتى بطرير ومحبرة، فأخذ القلم، فلم يزل بخط آية الكرسي أحسن ما يكون من الخط حتى كتبها وشكلها وعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاوية إن الله تعالى قد كتب لك من الثواب بعدد كل من يقرأ اية الكرسي من ساعة كتبها إلى يوم القيامة ". هذا حدث مووضع، وما أبرد الذى وضعه، ولقد أبدع فيه، وأكثر رجاله مجهولون. وقد روى أحمد بن خالد الجويبارى من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كتب آية الكرسي بزعفران على راحته اليسرى بيده سبح مرار كل ذلك يلحسها باللسان لم ينس شيئا أبدا ". وروى عن حديث ابن عمر قال: " لما نزلت آية الكرسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية: اكتبها، فقال: ما لى بكتابتها إن كتبتها. قال: لا يقرأها أحد إلا كتب لك أجرها ". وهذا وضعه حسين بن على الحنائى واتهموا بن أحمد بن محمد بن نافع. الحديث الثاني في أنه أمين. فيه عن على وأبى هريرة وواثلة وابن عباس وعبادة وجابر وأنس وعبد الله بن بسر. فأما حديث على فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
[ 17 ]
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا محمد بن عبدالمجيد التميمي حدثنا أصرم بن حوشب عن ابن سنان عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن على بن أبى طالب قال: " كان ابن خطل يكتب قدام النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل غفور رحيم كتب رحيم غفور، وإذا نزل سميع عليم كتب عليم سميع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما كذا أمليت عليك غفور رحيم ورحيم غفور، وسميع عليم وعليم سميع واحد، فقال ابن خطل: إن كان محمد نبيا فإنى ما كنت أكتب له إلا ما أريد، ثم كفر ولحق بمكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ابن خطل فله الجنة، فقتل يوم فتح مكة وهو متعلق بأستار الكعبة. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستكتب معاوية، فكره أن يأتي من معاوية ما أتى من خطل، فاستشار جبريل فقال: استكتبه فإنه أمين ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار حدثنا على بن عبدالله بن الفرج البردانى حدثنا محمد بن محمود السراج حدثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث حدثنا حماد بن زيد عن أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الامناء عند الله ثلاثة: أنا وجبريل ومعاوية ". وأما حديث واثلة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عيسى بن أحمد الصدفى وغيره قالوا حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب أنبأنا عبدالله بن يوسف حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الاسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الامناء عند الله ثلاثة: جبريل وأنا ومعاوية ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد البسرى
[ 18 ]
أنبأنا عبيدالله بن محمد الفقيه قال حدثنى أبو صالح حدثنا عبدالله بن ناجية حدثنا روح بن الفرج المخرمى حدثنا إبراهيم بن أبان الواسطي حدثنى إبراهيم بن أبى يزيد المدينى عن عمر بن عبدالله مولى غفرة عن ابن عباس قال: " جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده معاوية يكتب فقال: يا محمد إن كاتب هذا الامين ". وأما حديث عبادة: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله بن بطة حدثنا ابن الساجى حدثنا أبى محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن عبدالرحمن الحرانى حدثنا محمد بن زهير بن عطية السلمى حدثنى أبو محمد وكان يسكن بيت المقدس حدثنا هشام بن مودود الهجرى عن مورق العجلى عن عبادة بن الصامت قال: " أوحى الله عزوجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: استكتب معاوية فإنه أمين مأمون ". وأما حديث جابر: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد أنبأنا ابن بطة حدثنا ابن الساجى حدثنا أبى حدثنى محمد بن معاوية الزيادي حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن المفضل الحرانى حدثنا يحيى بن صالح حدثنى القاسم بن مهران القاضى عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استشرت ربى في استكتاب معاوية فقال استكتبه فإنه أمين ". وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا عبدالاعلى حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائتمن الله على وحيه جبريل في السماء ومحمد صلى الله عليه وسلم في الارض ومعاوية بن أبى سفيان ". وأما حديث عبدالله بن بسر: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا أبو القاسم
[ 19 ]
البسرى أنبأنا أبو عبد الله بن بطة حدثنى أبو صالح حدثنا أبو الأحوص حدثنا نعيم بن حماد حدثنا محمد بن شعيب بن سابور عن مروان بن جناح عن يونس ابن ميسرة بن حلبس الجيلاني عن عبدالله بن بسر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر رضى الله عنهما فقالا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا لى معاوية، فغضب أبو بكر وعمر وقالا: ما كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رجلين من قريش ما يجرون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يبعث إلى غلام من قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا إلى معاوية، فلما وقفت بين يديه قال: حملوه أمركم فإنه قوى أمين ". هذا الحديث من جميع الطرق لا يصح. أما حديث على عليه السلام فالمتهم به أصرم. قال يحيى: هو كذاب خبيث. قال البخاري ومسلم والنسائي: متروك. وقال ابن حبان: كذاب يضع الحديث على الثقات. وأما حديث أبى هريرة فقال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث بهذا الاسناد باطل ورجاله كلهم ثقاة والحمل فيه على البردانى فليس بشئ. وأما حديث واثلة فقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو حديث باطل موضوع وكذلك قال أبو حاتم بن حبان هو حديث موضوع. قال: وأحمد بن عيسى يروى عن المجاهيل الاشياء المناكير وعن المشاهير الاشياء المقلوبة. وقال أبو أحمد ابن عدى: ما يحدث بهذا الحديث غير أحمد بن عيسى وهو باطل من كل وجه. وقال ابن طاهر: أحمد بن عيسى كذاب يضع الحديث. وأما حديث ابن عباس ففيه مجاهيل. قال ابن حبان: وعمر مولى غفرة لا يحتج به.
[ 20 ]
وأما حديث عبادة ففيه محمد بن معاوية. قال أحمد ويحيى والدارقطني: هو كذاب. وقال النسائي: متروك الحديث، وفيه أحمد بن عبدالرحمن الحرانى. قال أبو عروبة: ليس بمؤتمن على دينه، وفيه محمد بن زهير. قال أبو الفتح الازدي: ساقط مجهول لا يكتب حديثه، وفيه ساكن بيت المقدس ولا يعرف. وأما حديث جابر ففيه مجاهيل، وفيه محمد بن معاوية وأحمد الحرانى وقد ذكرناهما، وفيه القاسم بن مهران القاضى. قال أبو الفتح الازدي: هو مجهول. وأما حديث أنس فقال ابن عدى: هو باطل بهذا الاسناد، وفيه محمد بن يزيد البلخى وهو ضعيف حدثنا بأشياء منكرة وهو يسرق الحديث. وأما حديث عبدالله بن بسر ففيه مروان بن جناح، قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. الحديث الثالث في إعطاء الرسول عليه السلام إياه سهما. قد روى من حديث أبى هريرة وأنس وجابر. فأما حديث أبى هريرة فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم بن البرمكى أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا عبدالله ابن إسحاق المدايني حدثنا عمر بن شبة حدثنا وضاح بن حسان الانباري حدثنا وزير بن عبدالرحمن الجزرى عن غالب بن عبيدالله الجزورى عن عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناول معاوية بن أبى سفيان سهما وقال: خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا القاضى أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا الوضاح بن حسان الانباري حدثنا وزير بن عبدالله عن غالب بن عبدالله عن عطاء عن أبى هريرة: " أن
[ 21 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما، فقال: هاك هذايا معاوية حتى توافيني به في الجنة ". الطريق الثالث: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد الواعظ حدثنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي حدثنا محمد بن الخليل المخرمى حدثنا وضاج بن حسان حدثنا وزير بن عبدالله الجزرى عن غالب بن عبيدالله العقيلى عن عطاء عن أبى هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما فقال خذ هذا حتى تلقاني به في الجنة ". وأما حديث أنس فأنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا أبو إسحاق البرمكى أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا عبدالله بن إسحاق حدثنا إسحاق بن أحمد العلانى حدثنا موسى بن إسماعيل عن غالب عن عطاء عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سهما فناوله معاوية وقال ائتنى به في الجنة ". وأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى الحافظ حدثنا الحسين بن إسحاق الاصبهاني حدثنا الحسن بن عبيدالله بن حمدان الرقى حدثنا القاسم بن بهرام عن أبى الزبير عن جابر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما وقال هاك حتى تلقني به في الجنة ". هذا حديث موضوع لا أصل له. فأما طرق حديث أبى هريرة وطريق حديث أنس فإنها تدور على غالب الجزرى. قال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروى المعضلات عن الثقاة لا يجوز الاحتجاج بخبره، وفى جميع طرق أبى هريرة أيضا وزير بن عبدالرحمن. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. قال عباس الدوري: سألت يحيى بن معين عن حديث وزير أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما. فقال: ليس بشئ. قال ابن عدى: وليس وزير
[ 22 ]
ابن عبدالرحمن بالمعروف. وأما حديث جابر فإن القاسم بن بهرام ليس بشئ. قال أبو حاتم بن حبان: يروى عن أبى الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقد روى من حديث ثابت بن يزيد عن أبى الزبير. قال حفص بن غياث: لم يكن ثابت بشئ. وقال يحيى: هو ضعيف. الحديث الرابع في إعطائه إياه سفرجلا: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغوانى أنبأنا على بن أحمد البسرى أنبأنا عبيدالله بن محمد بن حمدان حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد حدثنا عبيدالله بن سليمان حدثنا محمد بن المصفى حدثنا إبراهيم ابن زكريا الواسطي عن مالك بن أنس عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر: " أن جعفر بن أبى طالب أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرجلا فأعطى معاوية ثلاث سفرجلات وقال: القنى بهن في الجنة " (1). قال أبو حاتم بن حبان: هذا شئ موضوع لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه ابن عمر ولا ابن دينار، وإبراهيم بن زكريا يأتي عن الثقاة بمالا يشبه حديث الاثبات إن لم يكن المتعمد فهو المدلس عن الكذابين وقال ابن عدى: حدث عن الثقاة بالبواطيل. طرق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا عبدالرحمن بن أبى عبدالله بن منده الحافظ أبا مدنى قال أنبأنا أبو سعيد بن يونس الحافظ قال حدثنى محمد بن موسى الحضرمي حدثنا إبراهيم بن سليمان بن داود الاسدي قال: " جئت أبا الطاهر، موسى بن محمد البلقاوى، وكان ينزل تنيس فقلت له: أمل على شيئا من حديثك، فقال: اكتب حدثنى مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي (1) قال شيخنا أبو محمد: ومما يبين وضع هذا الحديث أن معاوية إنما أسلم في الفتح وقتل جعفر قيل الفتح بمؤته. فكيف يتفق حضور هدية جعفر وهو إذ ذاك بمكة على دين قومه والكاذب لا يوفق للصواب.
[ 23 ]
صلى الله عليه سلم دفع إلى معاوية بن أبى سفيان سفرجلة وقال القنى بها في الجنة، قال فانصرفت فلم أعد إليه ". قال أبو سعيد بن يونس: أبو طاهر البلقاوى متروك الحديث يروى عن مالك موضوعات. وقال أبو حاتم الرازي وأبو زرعة كان يكذب. الحديث الخامس في أنه يقدم يوم القيامة وعليه رداء من نور: أنبأنا محمد ابن أبى طاهر قال أنبأنا الحسن بن على عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم ابن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا محمد بن عبيد الحمانى حدثنا جعفر بن محمد الانطاكي عن زهير بن معاوية عن أبى خالد الوالبى عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث معاوية يوم القيامة وعليه رداء من نور ". قال أبو حاتم: هذا موضوع لا أصل له، وجعفر يروى عن زهير الموضوعات. الحديث السادس في إتابته على سبه: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد ابن على بن ثابت أنبأنا أبو سعد المالينى ح. وأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل الاسماعيلي حدثنا حمزة بن يوسف السهمى قالا حدثنا أبو أحمد عبدالله بن عدى الحافظ حدثنا عبدالله بن حفص الوكيل حدثنا سريج ابن تونس حدثنا هشيم بن بشير عن سيار عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية ابن أبى سفيان لا أراه ثمانين عاما أو سبعين عاما، فإذا كان ثمانين أو سبعين عاما يقبل إلى على ناقة من المسك الاذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول: معاوية ؟ فيقول: لبيك يا محمد، فأقول: أين كنت من ثمانين عاما ؟ فيقول: في روضة تحت عرش ربى، يناجيني وأناجيه ويجيبني وأجيبه، ويقول: هذا عوض ما كنت تشتم في دار الدنيا ".
[ 24 ]
قال ابن عدى: وهذا حديث موضوع وضعه عبدالله بن حفص. وقال أبو بكر الخطيب: هذا حديث باطل إسنادا ومتنا ونراه مما وضعه الوكيل فإن رجاله كلهم ثقاة سواه. أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن البيهقى حدثنا أبو عبد الله الحاكم قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول سمعت أبى يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبى سفيان شئ. أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا محمد بن على بن الفتح أنبأنا الدارقطني حدثنا أبو الحسين عبدالله بن إبراهيم بن جعفر بن نيار البزاز حدثنا أبو سعيد بن الحرفى حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبى فقلت ما تقول في على ومعاوية ؟ فأطرق ثم قال إيش أقول فيهما إن عليا عليه السلام كان كثير الاعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيادا منهم له. وأما الاحاديث التى وضعت لذمه: فالحديث الاول في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله إذا صعد على منبره وهو يروى من حديث ابن مسعود وأبى سعيد والحسن مرسلا. فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبد القادر بن محمد ابن يوسف أنبأنا أبو إسحاق البرمكى حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا أبو بكر عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا عباد بن يعقوب الرواجنى حدثنا الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبرى هذا فاقتلوه ". وأما حديث أبى سعيد فله طريقان: الطريق الاول أنبأنا إسماعيل بن أحمد
[ 25 ]
أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا على بن العباس حدثنا على بن المثنى حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد عن أبى الدواك عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن سعيد بن معاوية النصيبى حدثنا سليمان بن أيوب النصيبى حدثنا سفيان بن عيينة عن على بن زيد بن جدعان عن أبى نضرة عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية على منبرى فارجموه ". قال ابن عدى: وحدثنا الحسن بن سفيان قال قال حدثنا إسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن أبى معمر عيينة وذكره. قال ابن عدى: وقد روى هذا عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن على بن زيد عن أبى نضرة عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية على هذه الاعواد فاقتلوه، فقام إليه رجل من الانصار وهو يخطب بالسيف، فقال أبو سعيد: ما تصنع ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على هذه الاعواد فاقتلوه. فقال له أبو سعيد إنا قد سمعنا ما قد سمعت ولكنا نكره أن نسل السيف على عهد عمر حتى نستأمره، فكتبوا إلى عمر في ذلك فجاء موته قبل أن يأتي جوابه ". وأما حديث الحسن: أنبأنا به محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو إسحاق البرمكى أنبأنا محمد بن عبدالله بن خلف الدقاق حدثنا عمر بن محمد الجوهرى حدثنا أبو بكر الاثرم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن يزيد قال قيل لايوب إن عمرو بن عبيد يروى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[ 26 ]
" إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه " فقال: كذب عمرو. هذا حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن مسعود ففيه رجلان متهمان بوضعه أحدهما عباد بن يعقوب وكان غاليا في التشيع روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم. قال ابن حبان: كان رافضيا داعية يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، والثانى الحكم بن ظهير. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال مرة: كذاب. وقال السعدى: ساقط. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة الموضوعات. وأما حديث أبى سعيد ففى الطريق الاول مجالد. قال ابن مهدى وأحمد بن حنبل: ليس بشئ. وقال يحيى: لا يحتح بحديثه. وقال مرة: كذاب. وكذلك قال البخاري. وفيه الوليد بن القاسم ضعفه يحيى. وقال ابن حبان: انفرد عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده. وفى الطريق الثاني على بن زيد. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. وذكر شعبة أنه اختلط. قال ابن حبان: كان يهم ويخطئ، فكثر ذلك فاستحق الترك. وأما طريق الحسن فإن عمرو بن عبيد كذبه يونس وابن عيينة. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. قال بعض الحفاظ: سرق مجالد هذا الحديث من عمرو بن عبيد فحدث به عن أبى الوداك. قال أبو جعفر العقيلى لا يصح في هذا المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ يثبت. قال المصنف قلت: وقد تحذلق قوم لينفوا عن معاوية ما قذف به في هذا الحديث ثم انقسموا قسمين، فمنهم من غير لفظ الحديث وزاد فيه ومنهم من صرفه إلى غيره. ذكر ما صنع القسم الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد
[ 27 ]
ابن على الخطيب حدثنى الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن أبى حفص الزاهد حدثنا محمد بن إسحاق الفقيه إملاء قال حدثنى أبو نصر الغارى حدثنا الحسن بن كثير حدثنا بكر بن أيمن القيسي حدثنا عامر بن يحيى الصريمى حدثنا أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبرى فاقبلوه فإنه أمين مأمور ". قال الخطيب: لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه ورجال إسناده ما بين محمد بن إسحاق وأبى الزبير كلهم مجهولون، ومحمد بن إسحاق كثير المناكير. ذكر صانع القسم الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا عبد القادر ابن محمد أنبأنا أبو إسحق البرمكى أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال قال لى أبو بكر بن أبى داود لما روى حديث معاوية " إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه " قال هذا معاوية بن التابوت نذر أن يقذر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هو معاوية بن أبى سفيان. قال المصنف قلت: وهذا يحتاج إلى نقل ومن نقل هذا ومن معاوية ابن التابوت. الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو الحسن بن أيوب أنبأنا أبو على بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبى أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن على بن ديزيل حدثنا عن عبدالله بن عمر عن زيد بن الحباب أبو الحسين العكلى حدثنى العلاء بن جرير حدثنا رجل من أهل العطائف قد أتى عليه ثمانون سنة عن الحكم بن عمير الثمالى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ذات يوم: " كيف بك يا أبا بكر إذا وليت ؟ قال لا يكون ذلك أبدا قال وكيف بك يا عمر إذا وليت ؟ قال حجرا لقد لقيت إذن شرا. قال فكيف
[ 28 ]
بك يا عثمان إذا وليت ؟ قال آكل وأطعم وأقسم ولا أظلم. قال فكيف بك يا على إذا وليت ؟ قال آكل القوت وأحمى الحمرة وأقسم الثمرة وأخفى العورة. قال أما إنكم كلكم سبيلى وسيرى الله أعمالكم. ثم قال يا معاوية كيف بك إذا وليت حقبا تتخذ السيئة حسنة والقبيح حسنا يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير أجلك يسير وظلمك عظيم ". هذا حديث باطل بلاشك فيه، ثم هو عن رجل لم يسم، قال لنا شيخنا أبو الفضل بن ناصر: فيه رجال مجهولون وإسناده غير صحيح ومتنه موضوع كذبا. الحديث الثالث في ذمه وذم عمر بن العاص: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا أبو يعلى حدثنا على ابن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا يزيد بن أبى زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص عن أبى برزة قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا ؟ فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمروبن العاص يتغنيان فجئت فأخبرت نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا، اللهم دعهما إلى النار دعا ". هذا حديث لا يصح. ويزيد بن أبى زياد كان يلقن في آخر عمره فيلقن. قال على: ويحيى لا يحتج بحديثه. وقال ابن المبارك: أرم به. وقال ابن عدى: كل رواياته لا يتابع عليها. باب في ذم أبى موسى أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد ابن عدى حدثنا أحمد بن الحسين الصوفى حدثنا محمد بن على بن خلف العطار حدثنا حسين الاشقر عن قيس عن عمران بن ظبيان عن أبى يحيى حكيم قال: " كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال مالى ولك ليلة الجمل ؟ قال إنه
[ 29 ]
استغفر لى. قال عمار: قد شهدت الغزو ولم أشهد الاستغفار ". هذا حديث موضوع. قال ابن عدى: محمد بن على العطار عنده عجايب والبلاء في هذا الحديث عندي منه. قال المصنف قلت: وقال أبو نعيم الهذلى: حسين الاشقر كذاب. قال ابن حبان: وعثمان بن ظبيان فحش - خطاؤه - [ خطؤه ] حتى بطل الاحتجاج به. حديث ثانى في ذكر جماعة من الصحابة: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدينا بشر بن موسى حدثنا عبدالرحيم بن واقد الواقدي حدثنا بشر بن زاذان عن عمر بن صبح عن ركن عن سداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبو بكر أوزر أمتى وأوجهها، وعمر ابن الخطاب خير أمتى وأكملها، وعثمان بن عفان - أحيا - [ أحيى ] أمتى وأعدلها، وعلى بن أبى طالب ولى أمتى وأوسمها، وعبد الله بن موسى أمين أمتى وأفضلها، وأبو ذر أزهد أمتى وأرأفها، وأبو الدرداء أعدل أمتى وأرحمها، ومعاوية بن أبى سفيان أحلم أمتى وأجودها ". طريق آخر: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد حدثنا خلف بن عمرو العكبرى حدثنا محمد بن أبراهيم حدثنا يزيد الخلال صاحب ابن أبى الشوارب حدثنا أحمد بن القاسم بن بهرام حدثنا محمد بن بشير عن بشير بن زاذان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر خير أمتى وأتقاها، وعمر أعزها وأعدلها، وعثمان أكرمها وأحياها، وعلى ألبها وأوسمها، وابن مسعود آمنها وأعدلها، وأبو ذر أزهدها وأصدقها، وأبو الدرداء أعبدها، ومعاوية أحلمها وأجودها ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 30 ]
وفى الطريقين جماعة مجروحون، والمتهم به عندي بشير بن زاذان إما أن يكون من فعله أو من تدليسه عن الضعفاء، وقد خلط في إسناده. قال ابن عدى هو ضعيف يحدث عن الضعفاء. باب في حديث آخر في ذلك المعنى أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الاشنانى حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم حدثنا السرى بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن وائل بن داود عن يزيد البهى عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنك باركت لامتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة، وباركت لاصحابي في أبى بكر فلا تسلبه البركة، واجمعهم عليه ولا تثر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره. اللهم وأعن عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن عفان، ووفق عليا، واغفر لطلحة و - بنت - [ ابن ] الزبير، وسلم سعدا، ودثر عبدالرحمن، وألحق السابقين من المهاجرين والانصار والتابعين بإحسان ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه مجهولون وضعفاء وأقبحهم حالا سيف. قال يحيى: فلس خير منه. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. قال وقالوا إنه كان يضع الحديث. باب في فضل العباس وأولاده فيه أحاديث: الحديث الاول في أنه وصى: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان حدثنى جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا سعيد بن سلم الباهلى عن المسيب بن زهير بن المسيب عن المنصور أبى جعفر عن أبيه عن جده عن النبي
[ 31 ]
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " العباس وصيى ووارثى ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا على بن سعيد العسكري حدثنا محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع عباس بن عبدالمطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا العباس بن عبدالمطلب أبى وعمى ووصيي ووارثى ". هذا حديث لا يصح وضعه قوم ليقابلوا به ما وضع لعلى عليه السلام. وكلا الحديثين باطل. فأما الطريق الاول ففيه جعفر بن عبد الواحد قال أبو أحمد بن عدى: كان يتهم بوضع الحديث. وقال الدارقطني: كذاب يضع الحديث. وأما الطريق الثاني فقال ابن حبان: محمد بن الضوء يروى عن أبيه المناكير لا يجوز الاحتجاج به. الحديث الثاني في تحريمه على النار: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدى أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد النعماني أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران حدثنى هارون بن عبد العزيز العباسي حدثنا أحمد بن الحسن المقرى حدثنى محمد بن يحيى الكسائي حدثنا أبو مسحل عبد الوهاب بن جريش وهاشم بن محمد النحوي حدثنا على بن حمزة الكسائي حدثنا الرشيد حدثنا المهدى حدثنا المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: حدثنى على بن أبى طالب وأسامة بن زيد أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عمى العباس حصن فرجه في الجاهلية والاسلام فحرم الله بدنه على النار وولده، اللهم هب سيئهم لمحسنهم ".
[ 32 ]
هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل. ومحمد بن يحيى ليس بشئ وأحمد بن الحسن المقرى ليس بثقة. الحديث الثالث في ذكر منزل العباس في الجنة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبدالله ابن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الحسين أحمد بن المهرجان حدثنا أحمد بن محمد المخرمى ح. وأنبأناه عاليا يحيى بن على المدير أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى حدثنا ابن شاهين حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندى قالوا حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير عن كثير بن مرة عن عبدالله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اتخذني خليلا ومنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين ". قال العقيلى: عبد الوهاب متروك الحديث ولا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو دونه أو مثله وليس له أصل عن ثقة. وقال أبو حاتم بن حبان: كان عبد الوهاب يسوق الحديث لا يحل الاحتجاج به. قال المصنف قلت: وقد سرق هذا الحديث من عبد الوهاب أنبأنا إسماعيل ابن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن عبدة بن حرب حدثنا أحمد بن معاوية الباهلى حدثنا ابن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبيربن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبدالله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا فمنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين ".
[ 33 ]
قال ابن عدى: هذا الحديث يعرف بعبد الوهاب وأحمد بن معاوية سرقه منه وكان يسرق الحديث ويحدث عن الثقاة بالبواطيل. الحديث الربع في ذكر ملك أولاده ولبسهم السواد: قد روى ذلك من حديث على وجابر وأنس وابن عباس وأبى موسى رضى الله عنهم. فأما حديث على عليه السلام فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت أنبأنا القاضى أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن الاصبهاني أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن على بن قريش المعدل حدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني حدثنا أبو الطيب عبدالله بن عمرو بن الحكم حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائى حدثنى أبى أحمد بن عامر حدثنا أبو الحسن على بن موسى الرضى حدثنا أبى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هبط على جبريل عليه السلام وعليه قباء أسود وعمامة سوداء فقلت: ما هذه الصورة التى لم أرك هبطت على فيها قط ؟ قال: هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك، قلت: وهم على حق ؟ قال جبريل: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للعباس ولولده حيث كانوا وأين كانوا. قال جبريل: ليأتين على أمتك زمان يعز الاسلام بهذا السواد. قلت: رياستهم ممن ؟ قال: من ولد العباس. قال قلت وتباعهم ؟ قال: من أهل خراسان. قلت: وأى شئ يملك ولد العباس ؟ قال: يملكون الاصفر والاخضر والحجر والمدر والسرير والمنبر والدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ". وأما حديث جابر فأنبأنا محمد بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى أنبأنا على بن عمر الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا على بن موسى بن حمزة
[ 34 ]
حدثنا الشاه بن شين باميان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن رباح الكلابي عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتانى جبريل وعليه قباء أسود ومنطق وخنجر، فقلت: يا حبيبي ما هذا - الذى - [ الزى ] ؟ قال: يأتي على الناس زمان يعز الاسلام بهذا السواد. قلت لجبريل: يا حبيبي رئيسهم من يكون ؟ قال: من ولد العباس. قلت: يا جبريل معهم من يكون ؟ قال: أهل خراسان أصحاب المناطق. قلت: يا حبيبي إيش يملك ولد العباس ؟ فقال: الوبر والمدر والاحمر والاصفر والمروة والمشعر والصفا والمنحر والسرير والمنبر في الدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو محمد يحيى بن على المدبر وحدثنا عنه ابنه أبو الحسن على قال أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الملطى قال حدثنا القاضى أبو الحسين محمد ابن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبى - الحاملى - [ المحاملى ] حدثنا أبو جعفر عبدالله بن إسماعيل الهاشمي المعروف بابن بريه حدثنا سوادة بن على حدثنا أبو بكر الاعين حدثنا سعد بن عبدالحميد بن جعفر حدثنا عبدالله بن زياد عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتانى جبريل عليه السلام وعليه قباء أسود وعمامة سوداء فقلت: يا جبريل ما هذه الصورة التى ما هبطت على في مثلها ؟ فقال: يا محمد ليأتين على أمتك زمان يعز الله الاسلام بهذا السواد. قلت يا جبريل رياستهم ممن ؟ قال: من ولد العباس عمك. قال قلت: يا جبريل تباعهم ممن يكونون ؟ قال من أهل خراسان أصحاب المناطق من وراء حنحون دهاقته الصعد وترك الثغر عن أصحاب الحناجر من غرر وغورستان. فقلت يا جبريل أي شئ يملك ولد العباس ؟ قال: يملك ولد العباس الوبر والمدر والاحمر والاصفر والمروة والمشعر والصفا والمنحر والسرير والمنبر والدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ".
[ 35 ]
الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن منصور أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا محمد بن على بن محمد الببع حدثنا أبو بكر محمد بن عبيدالله النجار المقرى أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدالله بن الحسين الضرير حدثنا الدقيقي محمد بن عبدالملك حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتانى جبريل ذات يوم وعليه عمامة سوداء وقباء أسود وخف أسود ومنطقة وسيف محلى، فقلت: ما هذا الذى لم أرك في مثله ؟ فقال: يا محمد هذا زى بنى عمك من بعدك وعليهم تقوم الساعة ". وأما حديث ابن عباس: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر عمر بن عبدالله السامري حدثنا الباغندى حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين حدثنى محمد بن صالح بن النطاح حدثنا محمد بن داود بن على بن عبدالله بن عباس حدثنى جدى داود بن على عن على بن عبدالله بن عباس عن أبيه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس وعلى عنده: يكون الملك في ولدك، ثم التفت إلى على فقال: لا يملك أحد من ولدك ". طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله حدثنا محمد بن هارون السعدى حدثنا أحمد بن إبراهيم الانصاري عن أبى يعقوب بن سليمان الهاشمي قال سمعت المنصور يقول حدثنى أبى عن جدى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد، وكان شيعتهم أهل خراسان لم يزل الامر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى بن مريم ". وأما حديث أبى موسى: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن
[ 36 ]
ابن زكريا حدثنا عبيدالله بن تمام وأنبأنا خالد الحذاء عن غنيم عن أبى موسى الاشعري: " أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد أرخى ذوائبه من ورائه ". هذا حديث لا يصح من جميع طرقه. أما حديث على عليه السلام فإن أحمد بن عامر لا يتابع على هذا الحديث، وهو محل التهمة. وأما حديث جابر فإن الشاه الخراساني كان يضع الحديث، كذلك قال ابن حبان. وأما طريق أنس الاول: فإن عبدالله بن زياد هو ابن سمعان. قال مالك وإبراهيم بن سعد ويحيى بن معين كان كذابا. وقال السعدى: ذاهب. وقال النسائي والدارقطني متروك الحديث. وأما الطريق الثاني فقال أبو بكر الخطيب: هو حديث باطل ورجال إسناده كلهم ثقاة غير الضرير والحمل فيه عليه. وأما حديث ابن عباس الاول فقال ابن حبان: محمد بن صالح يروى المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بأفراده. وأما طريقه الثاني: فأحمد بن إبراهيم ليس بشئ، وأبو يعقوب مجهول. وأما حديث أبى موسى فقال الدارقطني تفرد به عبيدالله بن تمام عن خالد وهو يروى أحاديث مقلوبة، وهو ضعيف. وقال ابن حبان: غنيم لا يحتج به ولا بعبيد الله بن تمام، والحسن زكريا هو العدوى نسبوه إلى جده لانه الحسن ابن على بن زكريا، وقد سبق قولنا فيه أنه كان يضع الحديث. باب في عدد خلفاء بنى العباس أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا
[ 37 ]
أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكنانى حدثنا أبو عبد الله الحسين بن على القاضى حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد حدثنا هلال بن محمد بن أخى هلال الرائى حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا ابن عائشة حدثنا أبى حدثنا عمرو بن عبيد عن أبى جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن عبدالله بن العباس عن العباس بن عبدالمطلب: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه مقبلا، فقال: هذا عمى أبو الخلفاء الاربعين أجود قريش كفا وأحماها من ولده السفاح والمنصور والمهدى يا عم بى فتح الله ابتداء هذا الامر ويختمه برجل من ولدك ". هذا حديث موضوع والمتهم به الغلابى فإنه كذاب. باب في زيادة ولاية بنى العباس على ولاية بنى أمية أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد النصيبى حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقى حدثنا أحمد بن سعيد الجبيرى حدثنا عبد العزيز بن بكار بن عبد العزيز ابن أبى بكرة عن أبيه عن جده أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يلى بنى العباس من كل يوم تليه بنو أمية يومين ولكل شهر شهرين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين بكار ليس بشئ. باب ذكر أحاديث في غمض بنى العباس الحديث الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن محمويه الجوهرى حدثنا أبو الربيع عيسى بن على الناقد حدثنا موسى بن إبراهيم المروزى حدثنا عمرو بن واقد عن زيد بن واقد عن مكحول عن سعيد بن المسيب قال: " لما
[ 38 ]
فتحت أواني خراسان بكى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فدخل عليه عبدالرحمن ابن عوف، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين وقد فتح الله عليك مثل هذا الفتح ؟ قال: ومالى لا أبكى والله لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من النار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقاب خراسان وجاءوا ببغى الاسلام، فمن سار تحت لوائهم لم تنله شفاعتي يوم القيامة ". هذا حديث موضوع بلاشك، وواضعه من لا يرى لدولة بنى العباس قال أبو مسهر: عمرو بن واقد ليس بشئ. وقال الدارقطني: متروك وقال ابن حبان: يقلب الاسانيد ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. قال أبو زرعة: وزيد بن واقد ليس بشئ. الحديث الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العباس بن أحمد الهروي حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس قال حدثنا عبدالله بن محمد بن منصور حدثنا سويد بن سعيد حدثنا داود بن عبد الجبار حدثنا أبو سراعة قال: " كنا عند ابن عباس في البيت، فقال: هل فيكم غريب ؟ قالوا: لا. قال: إذا خرجت الرايات السود فاستوصوا بالفرس خيرا، فإن دولتنا معهم. فقال أبو هريرة ألا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: وأنت هاهنا حدث، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقبلت الرايات السود من جهة المشرق فإنه أولها فتنة وأوسطها هرج وآخرها ضلالة ". قال الخطيب: أبو سراعة مجهول وداود متروك. وقال يحيى بن معين: كان داود يكذب. وقد روى ضد هذا فأنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا
[ 39 ]
المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي حدثنا العباس بن إبراهيم حدثنا محمد بن ثواب حدثنا حنان بن سدير عن عمر بن قيس عن الحسن عن عبيدة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فائتوها، فإن فيها خليفة المهدى ". هذا حديث لا أصل له ولا نعلم أن الحسن سمع من عبيدة ولا أبى عمر، سمع من الحسن. قال يحيى: عمر لا شئ. الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن محمد الطرازى أنبأنا أبو حامد أحمد بن على بن حسنويه المقرى حدثنا أحمد بن يوسف يعنى السلمى حدثنا محمد بن المبارك الصوري حدثنا يزيد بن ربيعة حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل لامتي من بنى العباس شنعوها وألبسوها ثياب السواد ألبسهم الله ثياب النار، هلاكهم على رجل من أهل بيت هذه، وأشار إلى أم حبيبة ". قال الخطيب: لم أكتبه إلا عن الطرازى وهو منكر، ويزيد بن ربيعة متروك الاحاديث. وقال البخاري: أحاديث يزيد مناكير. وقال السعدى: أباطيل أخاف أن تكون موضوعة. باب فضيلة الانصار أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى أنبأنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ حدثنا عبيدالله بن محمد الدمياطي حدثنا محمد بن أحمد بن أسلم حدثنا الوليد بن محمد الموقرى عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الانصار فإنهم ربوا الاسلام كما يربى الفرخ في وكره ".
[ 40 ]
هذا حديث لا يصح تفرد به الموقرى. قال أحمد ليس بشئ. وقال يحيى كان كذابا. وقال النسائي: متروك. باب فضل صحابي يقال له مكلبة أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسين بن الحسين بن رامين حدثنا محمد بن محمد بن معاذ بن شاذان حدثنا المظفر بن عاصم حدثنا مكلبة بن ملكان قال: " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل المشركين قتالا شديدا حتى حالوا بينه وبين الماء، ونزلوا على الماء، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم عطشان قد خلع ثيابه أو يتزر بردائه واستلقى على ظهره، فأخذت إداوة لى ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضا ذات رمل، فإذا طائر يبحث في الارض شبه الدراج أو الصح فدنوت منه فطار فنظرت إلى موضعه فإذا نداوة فحفرت بيدى فخرقت خرقا عميقا فنبع ماء فشربت حتى رويت وتوضأت وملات الاداوة وأقبلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأني قال لى: يا مكلبة أمعك ماء ؟ قلت نعم يا رسول الله، فقال إلى إلى، فدنوت منه فناولته الاداوة فشرب حتى روى وتوضأ وضوءه للصلاة ثم قال لى: يا مكلبة ضع يدك على فؤادى حتى يبرد، فوضعت يدى على فؤاد حتى برد، ثم قال لى يا مكلبة عرف الله لك هذا فنحيت يدى عن فؤاده فإذا هي تسطع نورا. فكان مكلبة يوارى يده بالنهار كراهية أن يجمع الناس عليه فيتأذى، فإذا رآه من لا يعرفه حسب أنه أقطع. قال لنا المظفر: فلقيت مكلبة بالليل فصافحته فإذا يده تسطع نورا. هذا حديث باطل، والمتهم به المظفر وكان يزعم أن له مائة وتسعا وثمانين سنة وأشهر، ويزعم أن مكلبة من الصحابة، ولا يعرف في الصحابة من اسمه مكلبة.
[ 41 ]
باب سخط إبليس من أفعال هذه الامة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أحمد بن على المحتسب أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا أبو القاسم عبيدالله بن لؤلؤ السلمى حدثنا عمر بن واصل قال سمعت سهل بن عبدالله يقول أنبأنا محمد بن سوار عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى إبليس حسن السحنة ثم رآه بعد ذلك ناحل الجسم متغير اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما الذى أنحل جسمك وغير لونك ؟ فقال: خصال في أمتك يا محمد، قال وما هي ؟ قال: صهيل فرس في سبيل الله، ورجل ينادى بالصلاة في وقتها آناء الليل والنهار محتسبا، ورجل خائف الله، ورجل كسب كسبا من حلال فوصل به ذا رحم محتاجا أو ذا فاقة مضطرا، ورجل صلى الصبح وجعل في محرابه ومقعده يذكر الله حتى طلعت عليه الشمس ثم صلى راجيا. فتلك التى فعلت بى الافاعيل ". هذا حديث موضوع، واتهم أبو بكر الخطيب عمر بن واصل بوضع هذا الحديث. باب في حب العرب أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد عن ابن جريج عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا العرب لثلاث: لانى عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ". قال العقيلى: لا أصل له. وقال ابن حبان: يحيى بن يزيد يروى المقلوبات عن الاثبات فبطل الاحتجاج به.
[ 42 ]
باب في فضل قريش أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف حدثنا العقيلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبى حدثنى أبى عن جدى حدثنى هلال بن عبدالرحمن قال: " كنت مع أيوب السختيانى فأخذ بيدى فأدخلني على محمد بن المنكدر فحدثنا عن جابر بن عبدالله أن رجلا قتل بالمدينة لا يدرى من قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبعده الله، إنه كان يبغض قريشا ". قال العقيلى: لا أصل لهذا الحديث. قال ابن حبان: وعباد يأتي بالمناكير، فاستحق الترك. باب في ذم النبط أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا داود بن محمد المروزى حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى حدثنا عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن سعيد بن سلمة الهمداني عن الشعبى قال: " رأى أبو هريرة رجلا فأعجبته هيئته فقال: ممن أنت ؟ قال: من النبط، قال: تنح عنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قتلة الانبياء وأعوان الظلمة، فإذا اتخذوا الرباع وشيدوا البنيان فالهرب الهرب ". هذا حديث لا أصل له. قال أحمد بن حنبل: حرقت حديث عبدالرحمن ابن مالك منذ دهر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. باب في فضل الحبشة أنبأنا محمد بن عبدالملك عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبدالله بن عمار حدثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عباس قال: " جاء رجل من الحبشة إلى
[ 43 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والالوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت بمثل الذى عملت به إنى كائن معك في الجنة ؟ قال: نعم، ثم قال: والذى نفسي بيده إنه ليرى بياض الاسود مسيرة ألف عام، ومن قال لا إله إلا الله كان له بها عند الله عهد، ومن قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة. فقال الرجل: كيف نهلك بعد هذا ؟ قال: إن الرجل يأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لاثقله فتقوم النعمة من نعم الله عزوجل فتكاد تستنقذ ذلك إلا أن يتطول الله برحمته، ثم نزلت هذه الآية على أتى إلى ملكا كبيرا. فاشتكى الحبشى حتى فاظت نفسه (1)، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده ". قال ابن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له، وأيوب كان فاحش الخطأ، وقال يحيى: ليس أيوب بشئ، وقال ابن الجنيد: هو شبيه المتروك. باب في ذكر أويس أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا أحمد بن عبيدالله الدارمي حدثنا إسماعيل بن محمد العرزمى حدثنا زهير بن عباد عن محمد بن أيوب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " بينما النبي صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل فقال: يا محمد إنه سيخرج في أمتك رجل يشفع فيشفعه الله عزوجل في عدد ربيعة ومضر فإنه أدركته فسله الشفاعة لامتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما اسمه وما صفته ؟ قال: أما اسمه فأويس " وذكر حديثا طويلا في ورقتين. (1) قال أبو عمرو والعلاء: يقال فاظ الميت ولا يقال فاظت نفسه. وقال القراطى يقول فاظت نفسه، وقيس يقول: فاضت نفسه بالضاد. حكاه الهروي.
[ 44 ]
قال أبو حاتم البستى: هذا خبر باطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أسنده ابن عمر، ولا حدث به نافع. ومحمد بن أيوب يضع الحديث على مالك، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. قال المصنف قلت: وقد وضعوا خبرا طويلا في قصة أويس من غير هذه الطريق، وإنما يصح في الحديث عن أويس كلمات يسيرة جرت له مع عمر وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يأتي عليكم أويس فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأطال القصاص وأعرضوا في حديث أويس بما لا فائدة في الاطالة بذكره. باب في فضيلة على بن الحسين أنبأنا أحمد بن على بن المجلى أنبأنا أبو القاسم على بن أحمد بن البسرى أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أحمد بن أبى مسلم العرضى حدثنا أبو بكر محمد ابن يحيى بن عبدالله الصولى حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة عن أبى الزبير قال: " كنا عند جابر بن عبدالله وقد كف بصره وعلت سنه، فدخل عليه على بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبى الصبى ذلك، فقال جابر: من هذا ؟ فقال: ابني محمد، فضمه إليه وبكى وقال: يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، فقال له صحبه: وما ذاك ؟ قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن على فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: يولد لابنى هذا ابن يقال له على إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: سيد العابدين، فيقوم هو، ويولد له ابن يقال له محمد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه السلام منى، واعلم أن بقاك بعد ذلك اليوم قليل، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى
[ 45 ]
توفى " هذا حديث موضوع بلا شك، والمتهم به الغلابى. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. باب في فضيلة الحسن البصري أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن على الدربندى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أنبأنا خلف بن محمد حدثنا محمد بن حامد الدقاق حدثنا على بن الحسن البخاري قال سمعت جابر بن عبدالله اليمامى يقول: " كنت جالسا عند الحسن فسمعت الحسن يقول: ولد بنى أمي ليلة الاربعاء فحملوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح يده على رأسي وقال: " اللهم نزهه في العلم ". قال جابر: واسم أبى الحسن فيروز، وهو من موالى أنس بن مالك، واسم أم الحسن سليمة. قال أبو بكر الخطيب: كان جابر هذا كذابا جاهلا بما يقوله، بعيد الفطنة فيما يختلقه. ولا يختلف أهل العلم أن اسم أبى الحسن يسار واسم أمه خيرة، ولم يقل أحد إنه ولد في وقت النبي صلى الله عليه وسلم. وكلام هذا الرجل باطل من كل الوجوه. قال سهل بن شاذويه: رأيت ببخارا ثلاثة من الكذابين: محمد بن تميم الفاريابى والحسن بن شبل وجابر بن عبد الله اليمامى. باب في ذم يزيد بن معاوية أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الفتح عبدالملك ابن عمر بن خلف الرزاز أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا القاضى أبو الحسين عمر بن على بن ملك الاشنانى حدثنا حسين بن الكميت حدثنا سليم بن منصور ابن عمار حدثنا أبى حدثنا ابن لهيعة عن حيى عن أبى عبدالرحمن الحبلى عن عبدالله بن عمرو قال: " كنا بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو عبيدة
[ 46 ]
وسلمان والمقداد والزبير، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرعوبا متغير اللون فقال: نعيت إلى نفسي، وذكر كلاما طويلا ثم قال: امسك واحص وتنفس السعداء، ثم قال يزيد: لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان، أما إنه نعى إلى حبيبي سحلى - [ بتخيلى ] حسين أتيت بتربته وأريت قاتله، أما إنه لا يقتل ابين ظهرانى قوم ولا ينصروه إلا عمهم الله بعقاب، أو قال بعذاب ". هذا حديث موضوع بلا شك. ولعمري إن ابن لهيعة ذاهب الحديث، وكذلك سليم بن منصور، ولكنه من عمل الاشنانى. قال الدارقطني: كان الاشنانى يكذب. باب في ذم الوليد أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن عياش وهو إسماعيل قال حدثنى الاوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: " ولد لاخى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميتموه بالوليد باسم فراعنتكم، ليكونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الامة من فرعون لقومه ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا خبر باطل، ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الاوزاعي بهذا الاسناد. وإسماعيل بن عياش لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم. قال المصنف قلت: فلعل هذا قد أدخل عليه في كبره، وقد رواه وهو مختلط. قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروى عن كل ضرب. قال المصنف قلت: وقد رأيت في بعض الروايات عن الاوزاعي أنه قال:
[ 47 ]
سألت الزهري عن هذا الحديث فقال إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبدالملك. وهذه الرواية لا أعلم صحتها. قال المصنف قلت: فإن صحت ودلت على ثبوت الحديث. والوليد بن يزيد أولى به لانه كان مشهورا بالالحاد مبارزا بالعناد، وإنما قال أسماء فراعنتكم لان فرعون موسى اسمه الوليد. باب في ذكر وهب بن منبه وغيلان أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف ابن أحمد العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أسد ح. وأنبأنا إسماعيل ابن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا الهيثم بن خارجة قالا حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان ابن سالم الجزرى عن الاحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في أمتى رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتى من إبليس ". هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم البستى: لا أصل لهذا الحديث. والاحوص كان يروى المناكير عن المشاهير فبطل الاحتجاج به. قال أحمد بن حنبل: مروان ليس بثقة. وقال الكسائي والدار قطني متروك. وأما الوليد بن مسلم فإنه كان يروى عن الاوزاعي أحاديث هي عند الاوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الاوزاعي مثل نافع والزهرى فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الاوزاعي عنهم. باب في ذكر أبى حنيفة والشافعي حديث عن عبدالرحمن بن عوف بن محمد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن تركان
[ 48 ]
حدثنا محمد بن الحسين بن على حدثنا محمد بن جعفر بن على التميمي حدثنا مأمون ابن أحمد السلمى حدثنا أحمد بن عبدالله الجويبارى أنبأنا عبدالله بن معدان الازدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتى رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتى من إبليس، ويكون في أمتى رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتى هو سراج أمتى ". هذا حديث موضوع لعن الله واضعه، وهذه اللعنة لا تفوت أحد الرجلين وهما مأمون والجويبارى وكلاهما لا دين له ولا خير فيه كانا يضعان الحديث. قال ابن حبان: كان مأمون رجالا من الرجلين حدث عمن لم يره، وكان الجويبارى كذابا دجالا يضع على الذين يروى عنهم ما لم يحدثوه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه. وذكر هذا الحديث أبو عبد الله الحاكم في كتاب المدخل إلى كتاب الا كليل فقال قيل لمأمون بن أحمد: ألا ترى إلى الشافعي وإلى من تبع له بخراسان فقال حدثنا أحمد بن عبدالله فذكر الحديث، فبان بهذا أن الواضع له مأمون الذى ليس بمأمون. باب في فضل أبى حنيفة أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن على القصرى حدثنا أبو زيد الحسين بن الحسن ابن على بن عامر بن سليمان بن ياسر حدثنا بشر بن يحيى أنبأنا الفضل بن موسى السنانى عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في أمتى رجل اسمه النعمان، وكنيته أبو حنيفة هو سراج أمتى ". قال الخطيب: هذا حديث موضوع تفرد بروايته البورقى. قال وحدثت عن أبى عبدالله الحاكم أنه قال: وضع أبو عبد الله البورقى من المناكير عن الثقاة
[ 49 ]
ما لا يحصى وأفحشها هذا الحديث: " سيكون في أمتى رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتى ". هكذا حدث به في بلاد خراسان ثم حدث به بالعراق بإسناد، وزاد فيه أنه قال: " وسيكون في أمتى رجل يقال له محمد بن إدريس، فتنته على أمتى أضر من إبليس ". حديث آخر في فضل أبى حنيفة: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق القطيعى حدثنى أبو أحمد محمد بن أحمد بن حامد السلمى حدثنا محمد بن يزيد بن عبدالله السلمى حدثنا سليمان بن قيس عن أبى المعلى بن المهاجر عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتي من بعدى رجل اسمه النعمان بن ثابت، ويكنى أبا حنيفة، ليحيين دين الله وسنتى على يديه ". قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه وهو باطل موضوع، ومحمد ابن يزيد متروك الحديث، وسليمان بن قيس وأبو المعلى مجهولان، وأبان يرمى بالكذب. وقال ابن عدى: محمد بن يزيد يسرق الاحاديث ويزيد فيها ويضع قال وقد روى الجويبارى عن أبى يحيى المعلم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتى رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة يجدد الله سنتى على يديه ". والجويبارى كذاب وضاع. وروى سليمان بن عيسى من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتى رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة يحيى الله على يديه دينى وسنتى ". المتهم بوضعه سليمان. قال أبو حاتم بن حبان: كان كذابا. وقال ابن عدى يضع الحديث.
[ 50 ]
باب في ذكر محمد بن كرام أخبرت عن أحمد بن على بن مهار الخوارزمي أنبأنا أيو يعقوب إسحاق بن محمشاذ حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن عبدالرحمن حدثنا خداش بن عبدالله الشامي عن أبيه عن عبدالرحمن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجئ في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام، يحيى السنة، والجماعة هجرته من خراسان إلى بيت المقدس، كهجرتي من مكة إلى المدينة ". هذا حديث موضوع والمتهم به إسحاق بن محمشاذ. قال أحمد بن على بن مهبار كان إسحاق بن محمشاذ كذابا يضع الحديث على مذهب الكرامية، وله كتاب مصنف في فضائل محمد بن كرام كله كذب موضوع. واعلم أن من شم ريح العلم يعلم أن هذه الاحاديث في مدح أبى حنيفة وابن كرام وذم الشافعي ونحوها موضوعة، غير أنا نخاف من عامى جاهل يقول هي في كتاب بإسناد، فلهذا يقدح في رواتها. واعلم أن ابن كرام أصله من نواحى سجستان وكان يتعبد ويتقشف فصدرت منه أقوال تركبت من شيئين: أحدهما الاعجاب بالنفس الموجب لترك مجالسة العلماء، والثانى التعلل المثير للماليخوليا، وكان يقول الايمان قول فمن أقر بلسانه فهو مؤمن حقا وإن اعتقد بقلبه الكفر في أشياء طريفة، فنفى إلى نيسابور فافتتن بتزهده جماعة فنفى، فمضى إلى بيت المقدس وكان يجالس الجويبارى ومحمد ابن غنيم السعدى وكانا يضعان الحديث فيأخذ عنهما.
[ 51 ]
باب ذكر الاماكن في الفضائل والمثالب باب في مدح مدن وذم مدن أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا يحيى بن على بن هاشم حدثنى محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة حدثنا الوليد بن محمد حدثنا الزهري حدثنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع مدائن من مدن الجنة في الدنيا: مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأربع مدائن من مدن النار في الدنيا: القسطنطينية والطيرانية وأنطاكية والمحترقة وصنعاء، وإن من المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس ". هذا حديث لا أصل له. قال أحمد بن حنبل: الوليد ليس بشئ. وقال يحيى: كذاب. باب فضل جدة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم الدبيلى حدثنا عبدالحميد بن صبيح حدثنا صالح بن عبد الجبار حدثنا محمد بن عبدالرحمن البيلمانى عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان يكون أفضل الرفاط رباط جدة ". حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن أبى طاهر عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا محمد بن المسيب حدثنا إسماعيل بن مالك حدثنا الحجاج بن خالد حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربعة أبواب من أبواب الجنة
[ 52 ]
مفتحة في الدنيا، أولهن الاسكندرية وعسقلان وقزوين، وفضل جدة على هؤلاء كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت ". هذان حديثان لاصحة لهما. أما الاول ففيه محمد بن عبدالرحمن. قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: حدث عن أبيه شبيها ثمنين حديثا كلها موضوعة لا يحل الاحتجاج به. وأما الثاني فقال يحيى: عبدالملك بن هارون كذاب. وقال السعدى: دجال كذاب. وقال ابن حبان: يضع الحديث. باب في فضل عسقلان فيه عن ابن عمر وأنس وعائشة رضى الله عنهم. أما رواية ابن عمر فلها طريقان: الطريق الاول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن غيلان أنبأنا إبراهيم بن محمد المزكى حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا محمد بن بكار الزيات حدثنا بشير ابن ميمون عن عبدالله بن يوسف عن ابن عمر قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أهل مقبرة يوما وصلى عليها فأكثر الصلاة، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم البستى حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثنا حمزة بن أبى حمزة الجعفي عن عطاء ونافع عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقبرة، فقيل له: يا رسول الله أي مقبرة هذه ؟ فقال: هي مقبرة بأرض العدو يقال لها عسقلان يفتحا ناس من أمتى، يبعث الله منها سبعين ألف شهيد، يشفع الرجل في مثل دوسعة ومضر، وعروس الجنة عسقلان ".
[ 53 ]
وأما حديث أنس فله ثلاث طرق: الطريق الاول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا أبو على ابو المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد بن عن أبى عقال عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفا لا حساب عليهم، ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله عزوجل، وبها صفوف الشهداء رؤوسهم مقطعة في أيديهم تثج أوداجهم دما، يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فيقول: صدق عبيدى اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منها نقيا بيضا، فيسرحون في الجنة حيث شاءوا ". عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. الطريق الثاني: أنبأنا على بن عبيدالله بن أحمد بن الحسن البنا وعبد الرحمن ابن محمد القزاز قالوا أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا على بن عمر الحربى حدثنا عيسى بن سليمان وراق داود حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا عبدالله ابن المبارك حدثنا عمر بن محمد حدثنى أبو عقال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا وفودا شهداء إلى الله، وبها صفوف الشهداء تقطع رؤوسهم في أيديهم، فتثج أوداجهم دما، يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فيقول الله سبحانه وتعالى: صدق عبيدى، اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منها بيضا نقا وينزلون في الجنة حيث شاءوا "، وفى حديث آخر: والعروس الاخرى الاسكندرية.
[ 54 ]
الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن عبيدالله بن فضيل حدثنا عبد الوهاب ابن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن محمد العمرى عن أبى عقال عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين يبعث الله عزوجل منها يوم القيامة أربعين ألف شهيد ". وأما حديث عائشة أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزار أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدار قطني عن أبى حاتم البستى حدثنا السختيانى حدثنا سنان بن فروح حدثنا نافع أبو هرمز عن عطاء قال: " سألتنى عائشة عن عسقلان فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فلما كان في بعض الليل قام فخرج إلى البقيع فأدركتني الغيرة فخرجت في أثره فقال يا عائشة أما إنه ليس بين المشرق والمغرب مقبرة أكرم على الله عزوجل من الذى رأيت إلى أن تكون مقبرة عسقلان. قلت: وما مقبرة عسقلان ؟ قال: رباط للمسلمين ثم يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألف شهيد، لكل شهيد شفاعة لاهل بيته ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عمر فطريقه الاول بشر بن ميمون. قال يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح حديثه، وقال أحمد: ليس بشئ، وقال السعدى: غير ثقة. وفى الطريق الثاني حمزة بن أبى حمزة. قال أحمد بن حنبل: هو مطروح الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ يساوى فلسا، وقال النسائي والدارقطني: هو متروك الحديث، وقال ابن عدى: يضح الحديث، وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقاة الموضوعات، لا تحل الرواية عنه. وأما حديث أنس فجميع طرقه تدور على أبى عقال واسمه هلال بن يزيد ابن يسار. قال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها قط،
[ 55 ]
لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما حديث عائشة ففيه نافع أبو هرمز. قال يحيى: هو كذاب: وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. باب في فضيلة عسقلان والاسكندرية وقزوين أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد بن حبان قال روى على بن سعيد العسكري حدثنا أحمد بن محمد بن أبى سلمة حدثنا عبدالله بن عمران الاصفهانى حدثنا عامر بن حماد الاصبهاني عن محمد بن يوسف الاصبهاني عن عمر بن صبح عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحول الله تعالى يوم القيامة ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن: عسقلان والاسكندرية وقزوين " هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: كان عمر بن صبح يضع الحديث على الثقاة. حديث في فضل قزوين خاصة: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين المفومى أنبأنا القاسم بن أبى المنذر أنبأنا على بن إبراهيم بن بحر حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة حدثنا إسماعيل بن راشد حدثنا داود بن المحبر حدثنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستفتح عليكم الآفاق وستفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين يوما أو أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب، على زبزجدة خضراء، عليها قبة من ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، على كل مصراع زوجة من الحور العين ". هذا حديث موضوع بلا شك فيه، فأول من فيه من الضعفاء يزيد بن أبان. قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عنه، وقال أحمد: لا يكتب عنه شئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
[ 56 ]
والثانى الربيع بن صبيح. قال عفان أحاديثه كلها مقلوبة وضعفه يحيى، وقال ابن حبان: لم يكن الحديث من صناعته فوقعت المناكير في حديثه من حيث لا يشعر. والثالث داود بن المحبر. قال أحمد والبخاري: هو شبه لا شئ، وقال ابن المدينى ذهب حديثه، وقال أبو حاتم الرازي: غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. قال المصنف قلت: ولا أتهم بوضع هذا الحديث غيره. والعجب من ابن ماجة مع علمه كيف استحل أن يذكر هذا من كتاب السنن ولا نتكلم عليه، أتراه ما سمع في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من روى عنى حديثا يرى أنه كذبا فهو أحد الكذابين "، أما علم أن العوام يقولون لولا أن هذا صحيح ما ذكره مثل ذلك العالم فيعملون بمقتضاه، ولكن غلب الهواء بالعصبية للبلد والوطن. باب في فضل نصيبين أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد ابن عدى حدثنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهرى حدثنا ليث بن سعد عن عبد السلام بن محمد الحضرمي عن عبدالرحمن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعت لى الارض فرأيت مدينة أعجبتني، فقلت: يا جبريل أي مدينة هذه ؟ قال: نصيبين، فقلت اللهم عجل فتحها واجعل فيها للمسلمين بركة ". قال ابن عدى: هذا حديث منكر. وعبد السلام لا يعرف. وقال أبو حاتم الرازي: محمد بن كثير يروى عن الليث وغيره الاباطيل والبلاء منه. باب في فضل أنطاكية أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسين بن
[ 57 ]
قتيبة حدثنا أحمد بن سلم الحلبي حدثنا عبدالله بن السرى المدايني عن أبى عمر البزاز، وفى رواية عن أبى عمر الجونى عن مجالد عن الشعبى عن تميم الدارى قال قلت: يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية، وما رأيت أكثر مطرا منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم، وذلك أن فيها التوراة وعصى موسى ورضراض الالواح ومائدة سليمان في غار من غير انها، ما من سحابة تشرق عليها من وجه من الوجوه إلا أفرغت فيها من البركة في ذلك الوادي، ولا تذهب الايام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: عبدالله بن السرى يروى عن أبى عمران الجونى العجائب التى لا يشك أنها موضوعة، لا يحل ذكره إلا على سبيل الاخبار عن أمره. باب في ذم مصر أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ عن أبى القاسم بن أبى عبدالله بن مندة عن أبيه قال أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا مطهر بن الهيثم حدثنا موسى بن على عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مصر ستفتح بعدى فانزعوا خيرها ولا تتخذوها قرارا، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا ". قال أبو سعيد بن يونس: وهذا حديث منكر جدا، وقد أعاذ الله أبا عبد الرحمن موسى بن على أن يحدث بمثل هذا، ولم يحدث به إلا مطهر بن الهيثم، ومطهر متروك الحديث. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد
[ 58 ]
الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا عبدالله بن زياد أحمد بن عبدالرحمن حدثنا عمى عبدالله قال أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن عتبة بن الاخنس عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن إبليس دخل العراق فقضى حاجته منها. ودخل الشام فطردوه حتى بلغ ميسان، ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما عقيل بن خالد فقال أبو الفتح الازدي: يروى عن الزهري أحاديث مناكير ويقال إن كتاب سلامة بن روح عن عقيل هو كتاب محمد بن إسحاق انقلب على أهل الشام. وأما يحيى بن أيوب فقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوى. وأما ابن لهيعة فمطروح الحديث. وأما أحمد بن عبدالرحمن فقال أبو بكر الخطيب: كان كذابا. باب فضل بلدان شتى من خراسان أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا الفضل بن محمد الشعرانى حدثنا نعيم بن حماد حدثنا أبو عصمة عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن حذيفة قال: " لما فتحت خراسان وتطاولت إليها العساكر اجتمعت بأذربيجان والجبال ضاق ذرع عمر رضى الله عنه فقال: ما لى ولخراسان وما لخراسان ومالى، وددت أن بينى وبين خراسان جبالا من برد وجبال من نار وألف سد كل سد مثل يأجوج ومأجوج. فقال على بن أبى طالب عليه لاسلام: مهلا يا ابن الخطاب، هل أتيت بعلم محمد، أو اطلعت على علم محمد صلى الله عليه وسلم إن لله بخراسان مدينة يقال لها مروا، أسسها أخى ذو القرنين، وصلى فيها عزير
[ 59 ]
أنهارها سياحة وأرضها فياحة، على كل باب من أبوابها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها الآفات إلى يوم القيامة. وإن لله بخراسان مدينة يقال لها الطالقان وإن كنوزها لا ذهب ولا فضة، ولكن رجال مؤمنون يقومون إذا قام الناس وينصرون إذا فشل الناس. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها الشاش، القائم فيها والنائم كالمتشحط بدمه في سبيل الله. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها بخارى، وإن رجال بخارى آمنون من الصرخة عند الهول إذا فزعوا، مستبشرين إذا حزنوا، فطوبى لبخارى، يطلع الله عليهم في كل ليلة إطلاعة، فيغفر لمن شاء منهم، ويتوب على من تاب منهم، وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها سمرقند، بناها الذى بنى الحيرة، يتحامى الله عن ذويهم ويسمع ضوضاهم، وينادى مناد في كل ليلة: طبتم وطابت لكم الجنة فهنيئا لسمرقند ومن حوله آمنون من عذاب الله يوم القيامة إن أطاعوا. ثم قال على: يا ابن الكواء كم بين بوسنج وهراة ؟ قال: ست فراسخ، قال: لا بل تسع فراسخ لا تزيد ميلا ولا تنقص، كذلك أخبرني خليلي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال: إن هناك مدينة بخراسان يقال لها طوس، وأى رجال بطوس مؤمنون لا تأخذهم في الله لومة لائم، يقومون لله بطاعته، ويحيون سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها خوارزم والنائم فيها كالقائم في أطول أيام الصيف لما ينحاوهم بنو قفطورا. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها جرجان، طاب زرعها، واخضر سهلها وجبلها، وكثرت مياهها، واتسعت بعباد الله مأكلتها، يتسعون إذا ضاق الناس، ويضيقون إذا وسعوا، فهم بين أمر الله وإلى طاعته يتسارعون، فطوباهم ثم طوباهم إن آمنوا وصدقوا. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها قومس، وأى رجال بقومس. وذكر مافى الحديث. فقال عمر: يا على إنك لفتان. فقال على رضى الله عنه: لو ألقى حجران
[ 60 ]
من الجو لقال الناس: هذا فعل على بن أبى طالب. فقال عمر: وددت أن بينى وبين خراسان بعد ما بين بلقا ". هذا حديث لا يشك في وضعه. وأبو عصمة اسمه نوح بن أبى مريم. قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال السعدى: سقط اسمه، وقال الدارقطني متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب في ذكر البصرة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن على بن المثنى حدثنا عمارة بن زربى حدثنا النضر بن حفص بن النضر بن أنس عن أبيه عن جده عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنس إن الناس سيمصرون أرضا ويمصرون مصرا يقال لها البصرة. قال: أنت أتيتها فسكنت فيها فأحييت مسجدها وسوقها وقبضها، وأحسبه قال: وعليك بضواحيها فسيكون خسف ومسخ. قال أنس: فمن هاهنا سكنت القصر ". هذا حديث لا يصح. قال عبدان: كان عمار يكذب. باب في ذكر بغداد قد رويت أحاديث في ذمها من طريق على بن أبى طالب وحذيفة وأنس وجريرا. أما الرواية عن على عليه السلام فلها ثلاثة طرق: الطريق الاول والثانى: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن أبى بكر أنبأنا شجاع بن جعفر الانصاري حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن القاسم التيمى حدثنا أبى عن
[ 61 ]
يحيى بن عبدالله بن حسن عن أبيه عن حسن بن حسن عن محمد بن الحنفية قال، يعنى الغلابى، وحدثنا عثمان بن عمرو الجعيفى عن نائل عن نجيح عن عمرو ابن شمر عن أبى حرب بن أبى الاسود الدؤلى عن أبيه قالا قال على بن أبى طالب عليه السلام سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: " سيكون لبنى عمى مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يشد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة أمتى، أما إن هلاكها على يدى السفياني، كأنى بها والله قد صارت خاوية على عروشها ". الطريق الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو القاسم الازهرى أنبأنا أحمد بن موسى ح. وأنبأنا عبدالرحمن أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسن بن على الجوهرى أنبأنا محمد بن العباس قالا أنبأنا أحمد بن جعفر المنادى قال ذكر في إسناد شديد الضعف عن سفيان الثوري عن أبى إسحاق الشيباني عن أبى قيس عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تكون مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها ملك بنى العباس وهى الدوراء، يكون فيها جعب مقطعة، تسبى فيها النساء، وتذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم. قال أبو قيس قلت لعلى: يا أمير المؤمنين لم سماها الدوراء ؟ قال: لان الحرب تدور في جوانبها حتى تطبقها ". وأما حديث حذيفة فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو بكر البرقانى قال قرئ على الحسن بن على التميمي وأنا أسمع حدثكم زنجويه بن محمد اللباد حدثنا سهل بن محمد بن يعيش الحبلى العسكري أبو السرى حدثنا عمر بن يحيى حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن ربعى بن خراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون وقعة بين زوراء، قالوا: وما الزوراء يا رسول الله ؟ قال: مدينة بين أنهار في أرض جوجى،
[ 62 ]
يسكنها جبابرة أمتى، تعذب بأربعة أصناف: بخسف ومسخ وقذف. قال البرقانى: ولم يذكر الرابع ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الامام بأصفهان حدثنا سليمان ابن أحمد الطبراني حدثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي حدثنا أحمد بن مطهر المصيصى حدثنا صالح بن بيان الثقفى ح. قال الطبراني وحدثنا إبراهيم بن محمد التسترى حدثنا سليمان بن الربيع النهدي حدثنا همام بن مسلم قالا حدثنا سفيان عن أبى عبيدة ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنى الحسن بن أبى طالب واللفظ له حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد بن يحيى المروزى المؤذن حدثنا سليمان بن الربيع حدثنا همام بن مسلم سمعت سفيان قال حدثنا أبو عبيدة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهى أسرع ذهابا في الارض من وتد الحديد في الارض الرخوة ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبى شيبة حدثنا محمد بن مطهر المصيصى حدثنا صالح بن بيان السيرافى فقال: سألت سفيان الثوري عن حديث فقال: لست أحدثك حتى تضمن لن أن تخرج من بغداد، فضمنت له، فحدثني عن أبى عبيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهى أسرع ذهابا في الارض من وتد الحديد في الارض الجديدة ". وأما حديث جرير فله ستة عشر طريقا:
[ 63 ]
الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو القاسم على بن محمد بن عيسى بن موسى البزار أنبأنا أبو الحسن على ابن محمد بن أحمد المصرى حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق حدثنا إبراهيم بن زياد حدثنا خلف بن تميم حدثنا عمار بن سيف قال سمعت سفيان الثوري يسأل عاصما الاحول عن هذا الحديث، فحدثه عاصم وأنا حاضر عن أبى عثمان عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطر بل والصراة تجبى إليها خزائن الارض وجبابرتها لهى أسرع ذهابا في الارض في الوتد الحديد في الارض الرخوة ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن نوح النهرواني أنبأنا طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفى حدثنا محمد بن أحمد بن صفوة حدثنا يوسف بن سعيد حدثنا خالد بن تميم حدثنا عمار بن سيف عن عاصم عن أبى عثمان قال: " مر جرير بن عبدالله بقنطرة الصراة، فقيل له: يا صاحب رسول الله ألا تنزل فتصيب من الغذاء، قال فضرب خاصرة فرسه بسطوه، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن الامصار وجبابرتها، يخسف بها وبمن فيها، فلهى أسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارض الرخوة ". الطريق الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو القاسم عبدالملك بن بشران أنبأنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبى حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحسن بن حماد حدثنا إسحاق بن منصور السلولى عن عمار بن سيف قال سمعت عاصما الاحول وسأله سفيان عن أبى عثمان عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تبنى مدينة بين قطربل والصراة
[ 64 ]
ودجلة ودجيل، يخرج بها جبابرة الارض، يجبى إليهم الخراج، يخسف الله بها فلهى أسرع ذهابا في الارض من المعول في الارض النحرة أو الرخوة ". الطريق الرابع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسن ابن على بن عبدالله المقرى أنبأنا إسماعيل بن الحسين حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملى حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا عمار ابن سيف الضبى عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي عن جرير قال: كنا معه بقطربل فقال: ما هذه ؟ قال: قطربل، قال: فضرب بطن فرسه حتى وقف خارجا منها، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل، يجبى إليها خزائن الارض وجبابرتهن تخسف بأهلها، فلهن أسرع هونا في الارض من الوتد الحديد في الارض الرخوة " قال عمار سمعته يحدث به رجلا. قال أبو غسان فقلت له أنا سفيان، فقال: قد أخذ على ألا أسميه ولم يقل لى قال عمار فشككت في بعضه فقومني فيه، وقد حفظت إسناده من عاصم والحديث إلا الشئ. الطريق الخامس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا عبدالله بن أحمد بن محمد الحربى حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا إدريس بن عبد الكريم حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى ح. وأنبأنا عبدالرحمن قال أنبأنا أحمد بن على أنبأنا على بن أبى على أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر المعدل حدثنا عبدالله بن محمد البغوي وعمر بن إسماعيل بن أبى غيلان قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجمانى حدثنا سيف بن محمد عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي قال: " كنت مع جرير بن عبدالله بقطربل فقال: ما اسم هذه القرية ؟ قال قلت: قطربل، ثم أومأ إلى الدجيل، قال قلت: دجيل، قال ثم أومأ إلى دجلة قال قلت: دجلة، قال ثم أومأ إلى الصراة، قال قلت: ذاك يسمى الصراة. قال
[ 65 ]
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراط يجبى إليها خزائن الارض وكنوز الارض وجبابرتها يخسف بأهلها فهى أسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارض الرخوة " لفظ حديث إدريس. الطريق السادس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو الحسن على بن حمزة المؤذن أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف حدثنا عمر بن الحسن الحلبي حدثنا محمد بن سليمان لوثر حدثنا محمد بن جابر عن عاصم عن أبى عثمان عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة والدجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن الارض هي أسرع خسفا من السكة في الارض الرخوة ". الطريق السابع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسن ابن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد بن على بن مخلد الجوهرى حدثنا أحمد ابن موسى السطوى حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو شهاب عن عاصم عن أبى عثمان عن جرير برفعه قال: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة، لاهلها أسرع هلاكا في الارض من السكة الحديد في الارض لرخوة ". الطريق الثامن: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن عبد الواحد بن الحباب الدلال والحسن بن أبى بكر قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن أبى بكير حدثنا عمار بن سيف حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبى عثمان عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل يجمع فيها
[ 66 ]
خزائن الارض، يخسف بها، فلهى أسرع ذهابا في الارض من الحديد أو الحديدة في الارض الخوارة ". الطريق التاسع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أحمد ابن محمد بن غالب أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي أنبأنا الحسن بن سفيان وحدثنا عمران بن موسى قالا حدثنا محمد بن الحسن الاعين حدثنا يحيى بن أبى بكير عن عمار بن يوسف عن سفيان الثوري عن عاصم عن أبى عثمان عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون خسف بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة ما بين جبابرة يخسف الله بهم الارض فلهى أسرع بهم هربا من الوتد اليابس في الارض الرطبة ". الطريق العاشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا على ابن محمد بن عيسى بن موسى البزاز أنبأنا على بن محمد بن أحمد المصرى حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهرى يقول حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الاحول عن أبى عثمان عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو الحديث الذى قبله، قال أحمد بن عمرو: ولا أعلم روى أبو عثمان عن جرير غير هذا. الطريق الحادى عشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على حدثنى الحسن بن أبى طالب حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا صالح بن مقاتل الحافظ قال سمعت محمد بن إشكاب قال حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا سفيان عن عاصم الاحول عن أبى عثمان عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة والدجيل لهى أسرع خرابا من السكة في الارض الرخوة ". الطريق الثاني عشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا
[ 67 ]
الحسن بن على الطناجيرى أنبأنا عمر بن أبى الطيب الوراق حدثنا على بن أحمد ابن نوح التسترى حدثنا عمران بن عبدالرحمن شاذان حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبى عثمان قال: " كنت مع جرير بالتل والتلول قال: أين دجلة ؟ فقلت: هذه، فقال: أين الدجيل، فقلت: هذه، فقال: أين قطربل ؟ قلت: هذه، فقال لى: النجا النجا ارتحل ارتحل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن الارض لهى أشد خرابا من المرود في الارض الرخوة ". الطريق الثالث عشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسن بن أبى بكر أنبأنا عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ حدثنا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي حدثنا أبو سفيان عبدالله بن سفيان الغدانى حدثنا سفيان عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي عن جرير بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين نهر يقال له دجلة ونهر يقال دجيل ونهر يقال له الصراة يجتمع فيه ملوك أهل الارض وجبابرة أهل الارض وخزائن أهل الارض لهى أشد رسوخا في الارض من السكة الحديدة ". الطريق الرابع عشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أخبرني أبو الحسين محمد بن أبى على الاصبهاني حدثنا محمد بن إسحاق القاضى وعلى ابن محمد بن سعيد الاهوازيان قالا حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن القرشى حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس قال قلت لعبد الرزاق: أحدثك سفيان الثوري هذا الحديث ؟ قال: نعم عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي قال نزل جرير بن عبدالله البجلى قطربل فقال: أي نهر هذا ؟ قالوا: دجلة ودجل، فقال: ها هنا نهر سوى هذا ؟ قالوا: نعم نهر يقال له الصراة أسفل منه بفرسخ، فقال: الرحيل الرحيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين
[ 68 ]
نهرين يقال لها دجلة ودجيل، والآخر يقال له الصراة، يجتمع فيها جبابرة الارض وملوك الارض وكنوز الارض، لهى أسرع رسوخا في الارض من سكة حديد. فقال عبد الرزاق: نعم من حدثك بهذا عنى ؟ فقال: أحمد بن داود. قال: نعم ما حدثت به غيره ولا أحدث به غيرك. الطريق الخامس عشر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو القاسم الازهرى أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشى أنبأنا أحمد بن جعفر أبو الحسين حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ذكراني حديث عبدالرحمن المحاربي عن عاصم الاحول عن أبى عثمان النهدي عن جرير بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة والصراة ودجيل وقطربل، يجبى إليها كنوز الارض، ويجتمع إليها كل إنسان، فلهى أسرع ذهابا في الارض من الحديدة المحماة في الارض الخوراء " فقال: كان المحاربي جليسا لسيف بن محمد، فاظنه سمعه منه. الطريق السادس عشر: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أحمد بن عدى حدثنا ابن ناجية حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا إسحاق بن منصور السلولى حدثنا عمار بن سيف الضبى عن عاصم الاحول عن أبى عثمان قال: كنت مع جرير بقطربل فأسرع وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة، يجبى إليها الخراج، يخسف الله بها، أسرع في الارض من المعول في الارض الرخوة ". قال عمار: سمعته يحدث في مجلس سفيان وأعانني على بغضه. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصل له. أما حديث على ففى طريقه الاول محمد بن زكريا الغلابى. قال الدارقطني:
[ 69 ]
كان يضع الحديث وفيه عمرو بن شمر. قال يحيى: ليس بشئ لا يكتب حديثه، وقال السعدى: هو زائغ كذاب، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. وأما طريقه الثاني فقد صرح ابن المنادى بشدة ضعفه ولا يعول عليه. وأما حديث حذيفة ففيه عمرو بن يحيى. قال أبو نعيم الاصفهانى: هو متروك الحديث، وقال أبو بكر الخطيب: هو وغيره من الاحاديث كلها واهية الاسناد غير محفوظة المتون إلا من طريق لا تثبت به حجة. وأما حديث أنس ففى طريقه الاول والثانى صالح بن بيان. قال الدارقطني: هو متروك. قال الخطيب: صالح بن بيان ضعيف وهمام بن مسلم مجهول. وقال ابن عدى: هو حديث منكر. وأما حديث جرير ففى طرقه الاربعة الاول عمار بن سيف. قال يحيى بن معين: كان مغفلا وما أصاب هذا الحديث إلا على ظهر كتاب. وقال الدارقطني: متروك. وفى طريقه السادى محمد بن جابر. قال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا شر منه، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال الفلاس: متروك الحديث. وفى طريقه السابع أبو شهاب الحناط، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وقال أبو بكر الخطيب: أحسب أنه وقع إليه حديث عاصم من جهة عمار بن سيف أو سيف ابن محمد أو محمد بن جابر، فرواه عن عاصم مرسلا، لان الحسن بن الربيع لم يذكر أبا عاصم إنما قال عن عاصم. وأما طريقه الثامن والتاسع ففيهما عمار بن سيف، وقد سبق الكلام فيه. وأما طريقه العاشر ففيه إسماعيل بن أبان. قال أحمد بن حنبل: حدث بأحاديث موضوعة، وقال يحيى: هو كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة، وقال البخاري والدارقطني: متروك. وفى طريقه الحادى عشر عبد العزيز بن أبان. قال أحمد: تركته، وقال يحيى:
[ 70 ]
ليس بشئ كذاب. وفى طريقه الثاني عشر إسماعيل بن نجيح، وقال أبو بكر الخطيب: يروى عن الثوري وغيره غرائب مناكير. قال أبو العباس بن عقدة: هو ضعيف ذاهب. وفى طريقه الثالث عشر أبو سفيان عبيدالله بن سفيان. قال يحيى: هو كذاب. وفى طريقه الرابع عشر أحمد بن محمد بن عمر اليماني. قال أبو حاتم الرازي: كان كذابا، وقال ابن عدى: حدث بأحاديث مناكير عن الثقاة وينسخ عجائب. وفى طريقه الخامس عشر المحاربي (1)، وقد ذكرنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: المحاربي جليسا لسيف بن محمد، وكان سيف كذابا، فأظنه سمعه منه. قال أحمد: وكل من كذب بهذا الحديث عن سفيان فهو كذاب وقال عبدالله بن أحمد: سئل أبى عن حديث جرير " تبنى مدينة " فقال: ما حدث به إنسان قط، وقال أحمد بن منيع قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل. باب سكنى السواد فيه عن ثوبان وأنس: فأما حديث ثوبان فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا حنبل بن محمد حدثنا عبدالله بن عبد الجبار الحنابرى حدثنا سعيد بن سنان حدثنى راشد بن سعد عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ثوبان لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور، ولا تأمرن على عشرة، فإنه من تأمر على عشرة جاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه، فكه الحق أو أوثقه الظلم ". وأما حديث أنس: فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن أبى الحسن (1) قال الشيخ المنذرى: عبدالرحمن بن محمد أبو محمد المحاربي ثقة مخرج حديثه في الصحيحين.
[ 71 ]
الدارقطني عن أبى حاتم البستى أنبأنا الحسن بن سفيان أنبأنا إسماعيل بن عباد عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والسكنى في السواد فإنه من سكن في السواد تصدى قلبه. قيل يا رسول الله وهل يصدأ القلب ؟ قال: كما يصدأ الحديد ". هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ثوبان ففيه حديث سعيد بن سنان. قال يحيى: أحاديث بواطيل. وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث أنس ففيه إسماعيل بن عباد. قال ابن حبان: يقلب الاخبار ولا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: متروك. أبواب ذكر الايام والفضائل والمثالب باب ذكر أيام الاسبوع كلها أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيدالله البقال حدثنا أبو الحسين على بن محمد بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل الصوري حدثنا الحسين بن مهران المفسر حدثنى أبو عبد الله عبدالرحمن بن خالد الزاهد السمرقندى حدثنى يحيى بن عبدالله عن أبى معاوية الموصلي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يوم السبت يوم مكرو مكيدة. قالوا: ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال: إن قريشا أرادوا أن يمكروا فيه فأنزل الله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا " وقال: يوم الاحد يوم بناء وغرس، قالوا: ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال: لان الجنة نبتت وغرست فيه. قال: ويوم الاثنين يوم سفر وتجارة. قالوا: ولم ذاك يا رسول الله فقال: لان ابن آدم قتل أخاه فيه. ويوم الاربعاء يوم نحس قريب الخطأ يشيب فيه الولدان. وفيه أرسل الله الريح على قوم عاد، وفيه ولد فرعون، وفيه ادعى
[ 72 ]
الربوبية، وفيه أهلكه الله. قال: ويوم الخميس يوم دخول على السلطان وقضاء الحوائج. قالوا: ولم يا رسول الله ؟ قال: لان إبراهيم خليل الرحمن دخل على ملك مصر فرد عليه امرأته وقضى حوائجه. وقال: يوم الجمعة يوم خطبة ونكاح، قالوا: ولم يا رسول الله ؟ قال: لان الانبياء ينكحون ويخطبون فيه لبركة يوم الجمعة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ضعفاء ومجهولون، ويحيى بن عبدالله قال فيه: يحيى ليس بشئ، والسمرقندي الزاهد ليس حديثه بشئ. باب سبب تسمية الايام البيض أنبأنا المبارك بن على الصيرفى أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر أنبأنا أحمد ابن على بن ثابت أنبأنا ابن رزقويه حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الخطاب البزاز حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشران الهروي حدثنى عبدالاعلى ابن سليمان بن بسطان حدثنا الهيثم بن جميل الانطاكي حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبى النجوم عن زر بن حبيش قال: " سألت ابن مسعود عن أيام البيض، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إن آدم لما عصى وأكل من الشجرة أوحى الله تعالى إليه: يا آدم اهبط من جواري، وعزتي لا يجاورني من عصاني. قال: فهبط إلى الارض مسودا. قال: فبكت الملائكة وقالوا يا رب خلق خلقته بيدك وأسكنته جنتك وأسجدت لا ملائكتك في ذنب واحد حولت بياضه، فأوحى الله عزوجل إليه: يا آدم صم لى يوم ثلاثة عشر، فصامه فابيض ثلثه، ثم أوحى الله تعالى إليه: يا آدم صم لى هذا اليوم أربعة عشر، فصامه فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى الله إليه: يا آدم صم لى هذا اليوم خمسة عشر، فصامه فأصبح كله أبيض، فسميت أيام البيض ".
[ 73 ]
هذا حديث لا يشك في وضعه وفى إسناده جماعة مجهولون لا يعرفون. وإنما سميت أيام البيض لان الليل كله يبيض بالقمر. باب ذم يوم الاربعاء فيه عن ابن عباس وابن عمر وجابر. فأما رواية ابن عباس فلها طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا على ابن أحمد الرزاز حدثنا عبدالله بن أحمد بن الحسين الخرمى حدثنا محمد بن غالب ابن حرب حدثنا محمد بن صالح الهاشمي حدثنا مسلمة بن الصلب حدثنا أبو الوزير صاحب أمير المؤمنين عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " آخر أربعة في الشهر يوم نحس مستمر ". الطريق الثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا على بن بندار حدثنا الفضل بن محمد الانطاكي حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي حدثنا محمد بن صالح عن جعفر بن سليمان حدثنى أبو عمر مسلمة بن الصلت، يعنى حدثنا الوزير صاحب المدائن حدثنا المهدى أمير المؤمنين عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آخر أربعاء في الشهر يوم نحس ". وقد روى موقوفا. أنبأنا يحيى بن على المدبر أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد العكبرى حدثنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرضى أنبأنا جعفر الخواص حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزارى حدثنى إبراهيم بن سعيد حدثنى المأمون عن الرشيد عن المهدى عن المنصور عن أبيه عن أبيه عبدالله بن عباس أنه قال: " يوم الاربعاء لا يدور يوم نحس مستمر ". وأما رواية ابن عمرو فروى عثمان بن مطر عن الحسن بن أبى جعفر عن محمد ابن جحادة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يبدأ جذام ولا برص إلا يوم الاربعاء ".
[ 74 ]
وأما رواية جابر فروى إبراهيم بن أبى حية عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوم الاربعاء يوم نحس مستمر ". هذه الاحاديث لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عباس ففى طريقه الاول والثانى مسلمة بن الصلت. قال أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث. وفى الطريق الثالث الابزارى وقد سبق أنه كان كذابا. وأما حديث ابن عمر رضى الله عنه فقال ابن حبان: وكان عثمان بن مطر يروى الموضوعات عن الاثبات: لا يحل الاحتجاج به. وأما حديث جابر فلم يروه غير إبراهيم. قال الدارقطني: وهو متروك. وفى الصحيح: " أن الله عزوجل خلق النور يوم الاربعاء " وإنما أخذ هذا من وضعه من قول بعض المفسرين (سخرها عليهم سبع ليال) قالوا: من الاربعاء إلى الاربعاء، ورأى في القرآن (في يوم نحس مستمر) فوضع هذا ورفعه. باب في ذكر أذار أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبدالله الجيار أنبأنا عبد الباقي بن محمد الواعظ حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا عمر بن السكن حدثنا محمد بن سليمان الواسطي حدثنا أبو شيبة القاضى عن آدم بن على عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أهلك الله عز وجل أمة من الامم إلا في أذار، ولا تقوم الساعة إلا في أذار ". قال أبو الفتح الازدي: هذا كذب. وأبو شيبة متروك الحديث. قال يحيى بن معين: أبو شيبة ليس بثقة. قال المصنف قلت: وقد كذبه شعبة، وقال أبو حاتم الرازي: فذكرا حديثه. قال المصنف قلت: ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من بشرني بخروج أذار بشرته بالجنة " قال أحمد بن حنبل: لا أصل لهذا.
[ 75 ]
كتاب العبادات كتاب الطهارة باب البول أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسين بن على الضيمرى حدثنا أحمد بن محمد بن على الصيرفى حدثنا محمد بن عمر الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن حبان القاضى حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي عن أبيه قال: " كنت على باب المهدى ومحمد بن زيد بن على، فقال محمد بن زيد حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بأس ببول الحمار ". هذا حديث موضوع. ومحمد بن موسى وأبوه مجهولان، والمتهم بوضعه إسحاق بن محمد النخعي. قال أبو بكر الخطيب: سمعت عبد الواحد الاسدي يقول: كان إسحاق ردئ الاعتقاد، خبيث المذهب، يقول إن عليا هو الله، تعالى الله عن ذلك. باب قدر ما يوجب إعادة الصلاة من الدم أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني محمد بن جعفر حدثنا أبو محمد صالح بن محمود بن نصر الترمذي حدثنا القاسم بن عباد الترمذي حدثنا صالح بن عبدالله الترمذي عن أبى عامر عن نوح عن أبى مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدم مقدار الدهم يغسل وتعاد منه الصلاة ". طريق [ آخر ]: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن
[ 76 ]
أبى حاتم البستى حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا القاسم ابن مالك عن روح بن عطيف عن أبى سفيان الثقفى عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم ". وقد رواه الدارقطني من حديث روح عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة، ولم يذكر سعيد بن المسيب. أنبأنا به عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد بن يوسف أنبأنا أبو بكر بن بشران أنبأنا على بن عمر الدارقطني حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عمر بن عثمان المعدل حدثنا عمار بن خالد التمار حدثنا القاسم بن مالك المزني حدثنا روح بن عطيف عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم ". قال الدارقطني: وخالفه أسد بن عمرو في اسمه روح بن عطيف، فأنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد حدثنا يوسف بن زياد حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا أسد بن عمرو عن عطيف الطائفي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان في الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب وأعيدت الصلاة ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع لا شك فيه، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو اختراع أحدثه أهل الكوفة في الاسلام. قال المصنف قلت: وفى الطريق الاول نوح بن أبى مريم. قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وفى الطريق الثاني روح بن عطيف. قال البخاري: هذا الحديث باطل وروح
[ 77 ]
منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه. وأما أسد بن عمرو فقال يزيد بن هارون لا يحل لاحد أن يروى عنه، وقال يحيى: هو كذوب ليس بشئ. باب مقدار ما لا يقبل النجاسة من الماء أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أحمد بن عدى أنبأنا أبو يعلى حدثنا سويد حدثنا القاسم بن عبدالله العمرى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم بالتخليط فيه القاسم ابن عبدالله العمرى. قال العقيلى قال عبدالله بن أحمد: سألت أبى عنه فقال: أف أف ليس بشئ، وسمعته مرة يقول: كان يكذب، وفى رواية عنه أنه كان كذابا يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ. باب غسل الاناء أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا العتيقي والتنوخى قالا حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن عبيدالله بن إبراهيم الزهري حدثنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى حدثنا شيبان بن فروخ عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " غسل الاناء وطهارة القنا يورثان الغنى ". قال الخطيب: لم أكتبه إلا من حديث الزهري وكان كذابا. بال التنزه من مس الكافر أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف
[ 78 ]
ابن أحمد العقيلى حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا سعيد بن أشعث بن سعيد حدثنى عمر بن أبى عمر العبدى عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: " استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فناوله يده، فأبى أن يتناولها، فقال: يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدى ؟ قال: إنك أخذت بيد يهودى فكرهت أن تمس يدى يدا قد مستهايد كافر. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ فناوله يده فأخذ بيده ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن أبى الربيع السمان حدثنا عنبسة بن سعيد حدثنا هشام بن عروة فذكر نحوه. طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا عدى حدثنا الفضل بن عبدالله بن سليمان حدثنا عبيدالله بن آدم بن أبى إياس حدثنا أبى حدثنا بقية عن إبراهيم قال الفضل هو ابن هاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صافج يهوديا أو نصرانيا فليتوضأ وليغسل يده ". هذان حديثان لا يصحان. أما الاول فموضوع محال، وفى طريقه عمر بن أبى عمر ويقال له عمر بن رباح، قال فيه الفلاس: هو دجال، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وفى الطريق الثاني عنبسة. قال الفلاس: متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بأفراده. وأما الحديث الثاني فقال ابن عدى: إبراهيم ابن هاني شيخ مجهول يحدث عن ابن جريج بالاباطيل. باب إسخان الماء بالشمس فيه عن أنس وعائشة: فأما حديث أنس فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
[ 79 ]
أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا صالح بن شعيب حدثنا إسماعيل بن عبدالله بن زرارة حدثنا على ابن هاشم الكوفى حدثنا سوادة عن أنس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تغتسلوا بالماء الذى يسخن في الشمس فإنه يعدى من البرص ". وأما حديث عائشة فله أربعة طرق: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبيدالله بن نصر أنبأنا عبدالله بن على بن زكريا أنبأنا على بن محمد بن بشران أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان ابن نصر حدثنا خالد بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت " أسخنت ماء في الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص ". الطريق الثاني: أنبأنا المبارك بن أحمد الانصاري أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد القاضى حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن الفتح القلانسى حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا ناصح بن الهيثم بن عدى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو الذى قبله. الطريق الثالث: أنبأنا ابن عبد الخالق أنبأنا أبو طاهر بن يوسف أنبأنا محمد بن عبدالملك حدثنا على بن عمر حدثنا محمد بن الفتح القلانسى حدثنا محمد ابن الحسين أبو سعيد البزاز حدثنا عمرو بن محمد الاعسم حدثنا فليح عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ بالماء المشمس أو يغتسل به، وقال إنه يورث البرص ". الطريق الرابع: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا عمر بن سنان حدثنا أحمد ابن الفضل الصائغ حدثنا نوح بن الهيثم حدثنا وهب بن وهب عن هشام بن
[ 80 ]
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " أسخنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماء في الشمس فقال: لا تعودي يا حميراء فإنه يورث البرص ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما حديث أنس ففيه سوادة وهو مجهول. وأما حديث عائشة ففى الطريق الاول خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: يضع الحديث على ثقاة المسلمين، وقال ابن حبان: لا يحتج به بحال. وفى طريقه الثاني الهيثم بن عدى. قال يحيى: كان يكذب، وقال النسائي والرازي، متروك الحديث، وقال السعدى: ساقط، وقد كشف قناعه. وأما الطريق الثالث ففيه عمرو الاعسم. قال الدارقطني: لم يروه عن فليح غيره وهو منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة المناكير ويضع أيضا في الحديث، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما الطريق الرابع ففيه وهب بن وهب، وقد سبق في كتابنا أنه من رؤساء الكذابين، والله أعلم أيهما سرقه من الآخر. قال العقيلى: ولا يصح في الماء المشمس حديث مسند، وإنما يروى فيه شى عن عمر بن الخطاب من قوله. قال المصنف قلت: والذى يروى عن عمر أنه قال: لا تغسلوا بالماء المشمس فإنه يورث. باب دخول الحمام أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكل أنبأنا محمد بن أبى نصر الحميدى أخبرني أبو بكر ابن مصعب بن عبدالله أنبأنا أبى أنبأنا يحيى بن مالك بن عائذ حدثنا أبو الحسن ابن أحمد بن عبدالله الرملي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد حدثنا أبو على الحسن بن على حدثنا الوزير بن قاسم قال: " دخلت فرأيت عمرو بن هاشم البيروتى في الورق، فقلت له: تدخل الحمام، فقال: دخلت الحمام، فرأيت الزهري
[ 81 ]
جالسا في الوزن فقلت له: تدخل الحمام ؟ فقال: دخلت الحمام فرأيت أنس بن مالك في الوزن فقلت له: تدخل الحمام ؟ رأيت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دخلت الحمام، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الوزن وعليه مئزر فهممت أن أكلمه فقال يا أنس إنما حرمت دخول الحمام بغير مئزر ". هذا حديث موضوع بلاشك وفى روايته جماعة مجهولون، وما أسمج من وضعه، فإن الدخول لا يكون في الوزن، ولم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حماما قط ولا كان عندهم حمام. باب المضمضة والاستنشاق ثلاثا للجنب أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمر بن سنان وعبد الرحمن بن موسى وعبيدالله بن زياد قالوا حدثنا بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف بن أسباط عن الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثا فريضة ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن الحسن بن أبى بكر المزرفى أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا الدارقطني حدثنا على بن محمد بن يحيى بن مهران السواق حدثنا سليمان بن الربيع النهدي حدثنا همام بن مسلم عن الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المضمضة والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب ". هذا حديث موضوع لا شك فيه. فأما الطريق الاول ففيه بركة بن محمد وكان كذابا. قال أحمد بن عدى: له أحاديث بواطيل عن الثقاة وكنت
[ 82 ]
ذكرت حديثه لعبدان فقال لى: هات حديث المسلمين. كان بركة يكذب. وقال الدارقطني: هذا الحديث وضعه بركة أو وضع له. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث وربما قلبه. قال المصنف قلت: وقد قال أبو الفتح الازدي: لم يحدث به إلا يوسف بن أسباط ولا يتابع عليه، ويوسف دفن كتبه ثم حدث من حفظه فلا يجيئ حديثه كما ينبغى. وأما الطريق الثاني ففيه همام بن مسلم ولعله سرقه من يوسف. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة ما ليس من حديثهم ويسرق الحديث فبطل الاحتجاج به. وفيه سليمان بن الربيع. قال الدارقطني: ضعيف غير أسماء مشايخ وروى عنهم مناكير. قال المصنف قلت: ثم هذا الحديث على خلاف إجماع الفقهاء فإن منهم من يوجب المضمضة والاستنشاق، ومنهم من يوجب الاستنشاق وحده، ومنهم من يراهما سنة، ومنهم من أوجب مرة لا ثلاثا. باب حمل المحدث المصحف حدثت عن أحمد بن محمد بن يحيى بن بندار العدل حدثنا محمد بن عمر بن خزز الصوفى حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين الطيان حدثنا الحسين بن القاسم ابن محمد الاصبهاني حدثنا إسماعيل بن أبى زياد الشامي عن ثور عن خالد عن معاذ قال قلنا: يا رسول الله يمس القرآن على غير وضوء ؟ قال: نعم إلا أن يكون على الجنابة. قال قلت: أي رسول الله فقوله (كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) قال: يعنى مكنون من الشرك ومن الشيطان، لا يمسه إلا المطهرون، يعنى لا يمس ثوابه إلا المؤمنون ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا بارك الله فيمن
[ 83 ]
وضعه فئ أقبح هذا الوضع. وإسماعيل بن أبى زياد يقال فيه ابن زياد ليس بشئ قال ابن عدى: عامة لا يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني: متروك. وأما الحسين الاصبهاني وإبراهيم الطيان مجهولان، وذكر بعض الحفاظ أن الطيان لا تجوز الرواية عنه. باب ذكر التيمم أخبرت عن طاهر بن الفرج الاصبهاني أنبأنا أبى أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن حمدان المروزى أنبأنا أبو عبد الرحمن عبدالله بن عمر الجوهرى أنبأنا أحمد بن أفلح حدثنا قباث بن حفص حدثنا صالح بن عبدالله الترمذي حدثنا محمد بن الحسين البصري عن خصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أنه قال: " دخلت يوما على النبي صلى الله عليه وسلم وقد فات وقت الصلاة فجاء أبو بكر إلى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة نائمين، ففتح أبو بكر الباب بيده ودخل الحجرة وكان ساق النبي صلى الله عليه وسلم ملتفا بساق عائشة ففتحت عائشة عينها فرأت أباها قائما فقالت: يا أبتاه ما وراءك وبكت، فوقع دمعها على وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بكاؤك ؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر: مالى أراك هكذا ؟ فقال: يا رسول الله أشرقت الشمس وفات وقت الصلاة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم من منامه وهم أن يغتسل ويتوضأ للصلاة، فجاء جبريل فقال: لا تغتسل وتيمم فصل فإنه جائز ". هذا حديث موضوع لا تحل روايته إلا على سبيل التعريف لواضعه، فما أجرأه على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ووضعه منسوب إلى محمد
[ 84 ]
ابن عبد الواحد، وبلغني عن أبى الفتح بن أبى نصر بن ماجة أنه قال: لما وضع محمد الجوهرى حديث معاذ في التيمم وأخرجه ورواه، أنكر عليه أهل العلم، فبلغ ذلك محمد بن عبد الواحد بن الفرج، فدخل البيت ووضع هذا الحديث وركبه على هذا الاسناد وكتبه على ظهر جزء وأخرجه إعانة لمحمد الجوهرى، فأنكر عليه أشد الانكار. وصنف أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده جزءا في رد هذا الحديث وكيفية وضعه وبيان اسم واضعه، نعوذ بالله من الخذلان. باب ثواب الغسل روى عبدالله بن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من اغتسل من الجنابة حلالا أعطاه الله عزوجل مائة قصر من درة بيضاء وكتب الله له بكل قطرة ثواب ألف شهيد ". هذا حديث وضعه دينار. قال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. حديث في ثواب غسل الميت أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور على بن محمد الانباري أنبأنا محمد بن عبدالملك بن بشران أنبأنا أبو حفص بن شاهين حدثنا عبدالله بن الحسن ابن نصر الواسطي حدثنا إسحاق بن وهب العلاف حدثنا عبدالملك بن يزيد أنبأنا حماد بن عمرو النصيبى عن السرى بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب قال: " دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا على اغسل الموتى، فإنه من غسل ميتا غفر له سبعون مغفرة، لو قسمت مغفرة منها على الخلائق لو سعتهم. قلت: يا رسول الله ما يقول من غسل ميتا ؟ قال يقول: غفرانك يا رحمن، حتى يفرغ من الغسل ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين:
[ 85 ]
حماد بن عمرو يكذب ويضع الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث وضعا عن الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. حديث آخر في ذلك: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل حدثنى إدريس بن الحكم العبدى حدثنا يوسف بن عطية عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غسل ميتا فستر عليه وأدى الامانة غفر له أربعين مرة، ومن كسى ميتا كساه الله من سندس الجنة وإستبرقها، ومن حفر لميت قبرا كان كمن أسكن ميتا إلى أن يبعث الله من في القبور ". قال الدارقطني: تفرد به يوسف عن ابن أبى عروبة. قال يحيى بن معين: يوسف ليس بشئ، وقال ابن حبان: يقلب الاخبار ويلزق المتون الموضوعة بالاسانيد الصحيحة، لا يجوز الاحتجاج به.
[ 86 ]
كتاب الصلاة باب وقت الفجر أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن نوح حدثنا على بن حرب حدثنا أبو اليسع أيوب بن سليمان بن عمرو عن عبدالله بن عبد الرحمن الانصاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نور بالفجر نور الله له في قلبه وقبره وقبلت صلاته ". قال الدارقطني: تفرد به سليمان بن عمرو. قال المصنف قلت: هو أبو داود النخعي. قال أحمد: هو كذاب كان يضع الاحاديث، وقال يحيى: هو ممن يعرف بالكذب ووضع الحديث، وقال يزيد ابن هارون: لا يحل لاحد أن يروى عنه. باب وقت الظهر أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن ناجية حدثنا محمد بن جعفر حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الفئ ذراعا ونصفا إلى ذراعين فصل الظهر ". قال أبو جعفر العقيلى: لايعرف هذا الحديث إلا بأصرم، وليس له أصل من جهة يثبت. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا متن باطل، وأصرم كان يضع الحديث على الثقاة. قال يحيى بن معين: أصرم كذاب خبيث. وقال البخاري: متروك الحديث
[ 87 ]
باب أن الاذان سمح أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى أنبأنا الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا مكحول حدثنا يونس بن عبدالاعلى حدثنا عبدالاعلى بن معبد حدثنا إسحاق بن أبى يحيى الكعبي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: " كان للنبى صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " الاذان سمح سهل، فإن كان أذانك سمحا سهلا وإلا فلا تؤذن ". قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. باب النهى عن أذان من يدغم الهاء أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو غالب البقال حدثنا البرقانى حدثنا الدارقطني حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا على بن جميل الرقى قال: " كنا نمشي مع عيسى بن يونس فجاء رجل ظننت أنه كان حائكا فقال: ألا أكبر ؟ فقال عيسى بن يونس حدثنى الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤذن لكم من يدغم الهاء. قلنا: كيف يقول ؟ قال يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ". قال أبو بكر بن أبى داود: هذا حديث منكر، وإنما مر الاعمش برجل يؤذن ويدغم الهاء. قال المصنف قلت: والمتهم بهذا الحديث على بن جميل. قال ابن عدى: حدث بالبواطيل عن ثقاة الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، لا تحل الرواية عنه بحال.
[ 88 ]
باب في فضل المؤذنين أنبأنا أبو غالب الماوردى وأبو سعيد البغدادي قالا حدثنا المطهر بن عبد الواحد أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان أنبأنا محمد بن إبراهيم الجذورى حدثنا أحمد بن شاهين حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا خلف بن الوليد ح. وأنبأنا أحمد بن عبيدالله العكبرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا ابن شاهين حدثنا عبدالله بن سليمان بن عيسى الوراق حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الحكم بن مروان السلمى قالا حدثنا سلام الطويل واللفظ للحكم عن عباد ابن كثير عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن المؤذنين والملبيين يخرجون من قبورهم، يؤذن المؤذن ويلبى الملبى، يغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل شئ يسمع صوته من حجر وشجر ومدر ورطب ويابس، ويكتب له بعدد كل إنسان يصلى معه في ذلك المسجد بمثل حسناتهم ولا ينتقص من أجورهم شئ، ويعطى ما بين الاذان والاقامة ما سأل ربه عزوجل. إما أن يتعجل له في الدنيا فيصرف عنه السوء، أو يدخره له في الآخرة، ويؤتى فيما بين الاذان والاقامة من الاجر كالمتشحط في دمه في سبيل الله، ويكتب له في كل يوم مثل أجر مائة وخمسين شهيدا، ومثل أجر الحاج والمعتمر وجامع القرآن والفقه، ومثل أجر القائم الليل الصائم النهار، ومثل أجر الصلوات المكتوبة والزكاة المفروضة، وميل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومثل أجر صلة الرحم، وأول من يكسى من حلل الجنة محمد وإبراهيم خليل الرحمن ثم النبيون والرسل ثم يكسى المؤذنون وتلقاهم يوم القيامة نجائب من ياقوت أحمر أزمتها من زمرد، أخضر ألين من الحرير، ورحالها من ذهب حافتاه مطلة بالدور والياقوت والزمرد، عليها مياثر السندس ومن فوق السندس الاستبرق ومن فوق الاستبرق حرير أخضر ويحلى كل واحد منهم ثلاثة أسورة
[ 89 ]
سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، عليهم التيجان أكاليل مكللة بالدر والياقوت والزمرد، ومن تحت التيجان أكاليل بالدر والياقوت والزمرد، نعالهم من ذهب شركها من در ولنجائبهم أجنحة تضع خطوها مد بصرها على كل واحد منها فتى شاب أمرد جعد الرأس له جمة على ما اشتهت له نفسه، حشوها المسك الاذفر لو انتشر مثقال ذرة بالمشرق لوجد أهل المغرب ريحه، أنور الوجه أبيض الجسم أصفر الحلى أخضر الثياب، يشيعهم من قبورهم سبعون ألف ملك يقولون تعالوا إلى حساب بنى آدم كيف يحاسبهم ربهم، مع كل واحد سبعون ألف حربة من نور البرق حتى يوافوا بهم المحشر، فذلك قوله (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) ". هذا حديث موضوع فكافأ الله من وضعه، فما أوحش هذا الكذب وما أبرد هذه السياقة. وما أفسد هذا الوضع لموازين الاعمال، فكيف يكون للمؤذن أجر الشهيد والحاج، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: " ثوابك على قدر نصبك ". وفى هذا الحديث عباد بن كثير، كان شعبة يقول: احذروا حديثه. وقال أحمد بن حنبل رضى الله عنه: روى أحاديث كذب لم يسمعها. وقال يحيى: ليس بشئ في الحديث. وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث وفيه سلام الطويل. قال يحيى: ليس بشئ لا يكتب حديثه. وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات كأنه كان المتعمد لها. حديث آخر: أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر بن على الخطيب أنبأنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز حدثنا أبو بكر بن المقرى حدثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم البغدادي حدثنا أبو عمرو العلا بن عمرو حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا مسعر عن عطية العوفى عن أبى سعيد قال قال رسول الله
[ 90 ]
صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جئ بكراسي من ذهب مكللة بالدر والياقوت مفروشة بالسندس والاستبرق ثم يضرب عليها قباب من نور ثم ينادى مناد: أين المؤذنون أين من كان يشهد في كل يوم وليلة خمس مرات أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ فيقوم المؤذنون وهم أطول الناس أعناقا، فيقال لهم: اجلسوا على تلك الكراسي تحت تلك القباب حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فإنه لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ". قال الخطيب: غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل بن يحيى التيمى عنه وكان ضعيفا سيئ الحال جدا. قال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل. وقال الدارقطني: كذاب متروك. حديث آخر: أنبأنا الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا العلاء بن سالم أنبأنا أبو الوليد المخزومى حدثنا عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه قال: " أبشر يا بلال، قال: بم تبشرني يا عبدالله ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجئ بلال يوم القيامة على راحلة رحلها من ذهب وزمامها در وياقوت، يتبعه المؤذنون حتى يدخلهم الجنة، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما، يطلب بذلك وجه الله ". قال الدارقطني: تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: كان يضع الحديث على ثقاة المسلمين، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب تأثير كثرة الاذان أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي حدثنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس حدثنا عمرو بن جميع عن الاعمش عن بشير بن غالب
[ 91 ]
عن أخيه بشير قال: " قدمت على الحسن بن على فسألني عن أمرنا وعن بلدنا وعن مؤذنينا وقال حدثنى أبى على بن أبى طالب عن جدى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى إسناده بشير ابن غالب. قال الازدي: هو متروك الحديث. وفيه عمرو بن جميع. وهو المتهم عندي. قال يحيى: هو كذاب خبيث، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن عدى: كان يتهم بالوضع، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار. باب ما يجرى من الخير عند الاذان أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا القاسم بن محمد بن عبدالله الفرغانى حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا أيوب بن واقد عن حسين بن عبدالرحمن عن عكرمة ومجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر غلقت أبواب النيران، وإذا قال أشهد أن لا إله إلا الله فتحت أبواب الجنان، وإذا قال أشهد أن محمدا رسول الله تبادرت الحور إلى أبواب الجنان شوقا إلى ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا قال حى على الصلاة تحشحش ثمار الجنة، فإذا قال حى على الفلاح نادى مناد من السماء: يا ابن آدم أفلحت وأفلح من أجابك، فإذا قال الله أكبر الله أكبر تقول ملائكة سبع سموات: أيها العبد كبرت كبيرا وعظمت عظيما الله أكبر وأعظم ما يصف الواصفون، وإذا قال لا إله إلا الله يقول الله عزوجل: صدق عبدى بها حرمت بدنك وبدن من أجابك عن النار ". قال الحاكم: القاسم بن محمد يضع الحديث وضعا فاحشا.
[ 92 ]
باب النهى عن إفراد الاقامة حدثت عن القاضى محمد بن على الميانجى حدثنا أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين أنبأنا أبو الحسن بن أبى محمد بن أبى سعيد حدثنا صاعد بن محمد حدثنا أبو جعفر محمد بن على حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد حدثنا محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن داود حدثنا محمد بن عبدالله عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفرد الاقامة فليس منا ". هذا حديث موضوع، ورجال إسناده بين مجروح ومجهول، وإنما وضعه بعض المبغضين، ولا تشفى هذا غيظا، فإن في الصحيحين: أمر بلال أن يوتر الاقامة. وقد أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الحسن بن يوسفين حدثنا زكريا بن يحيى رحمويه عن زياد بن عبد الله البكال عن إدريس الاودى عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه قال: أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك ". قال ابن حبان: هذا حديث باطل. وزياد فاحش الخطأ، لا يجوز الاحتجاج بما ينفرد به. باب التطوع بين الاذان والاقامة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور الخياط أنبأنا محمد بن عمر القاضى حدثنا ابن شاهين حدثنا عبد الواحد بن عتاب أنبأنا حبان بن عبدالله حدثنا عبدالله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عند كل أذانين ركعتين ما خلا صلاة المغرب ". هذا حديث لا يصح. قال الفلاس: كان حبان كذابا.
[ 93 ]
باب لا صلاة لجار المسجد إلا في مسجد رواه عمر بن راشد من حديث عائشة. قال ابن حبان: لا يحل ذكر عمر إلا على سبيل القدح فيه. باب موضع الصلاة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا عبدالرحمن بن المبارك حدثنا بزيغ أبو الخليل حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في الموضع الذى يبول فيه الحسن والحسين، فقالت له عائشة: يا رسول الله ألا تخص لك موضعا من الحجرة أنظف من هذا ؟ فقال: يا حميراء أما علمت أن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله عز وجل موضع سجوده إلى سبع أرضين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معروف ببزيغ ولا يتابع عليه. قال ابن عدى: أحاديثه مناكير لا يتابعه عليها أحد، وقال الدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: كان أبو نعيم شديد الحمل عليه ويجب مخانثته في الروايات باب الامتناع من حضور المسجد لاجل البرد فيه عن بلال وجابر: فأما حديث بلال فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن محمد بن سليمان الحلبي حدثنا محمد بن يزيد المستملى حدثنا شبانة عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر عن أبى بكر عن بلال قال: " أذنت في غداة باردة فخرج النبي
[ 94 ]
صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدا، فقال: أين الناس يا بلال ؟ قلت: منعهم البرد، قال: " اللهم أذهب عنهم البرد، فرأيتهم يتروحون ". قال ابن عدى: لا يرويه بهذا الاسناد عن محمد بن المنكدر سوى أيوب. قال يحيى: أيوب كذاب، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث جابر فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أحمد بن محمد المظفر الشامي أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد الدخيل أنبأنا أبو جعفر العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل أنبأنا داود بن مهران حدثنا أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن بلال قال: " أذنت في ليلة باردة شديد بردها فلم يأت أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالهم يا بلال ؟ قال: كبدهم البرد. قال: اللهم اكسر عنهم البرد. قال بلال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصبح، أو قال في الضحى ". قال العقيلى: ليس لاسناده أصل، ولا يحفظ إسناده ولا متنه، وقد بينا الطعن في أيوب. باب انضمام المساجد يوم القيامة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا وصيف بن عبدالله الانطاكي حدثنا الحسن بن محبوب حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا قرة بن خالد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تذهب الارضون يوم القيامة كلها إلا المساجد فإنه ينضم بعضها إلى بعض " هذا حديث لا يصح، والمتهم به أصرم. قال يحيى: هو كذاب خبيث، وقال البخاري ومسلم: متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
[ 95 ]
باب الصلاة في النعل أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى أنبأنا أبو يعلى حدثنا يعلى بن أيوب حدثنا محمد بن الحجاج عن عروة بن رويم اللخمى عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قمتم إلى الصلاة فانتعلوا ". هذا حديث لا يصح، والمتهم بوضعه محمد بن الحجاج، وله أحاديث كثيرة موضوعة لا أصل لها. حديث آخر: وبه قال ابن عدى حدثنى سهل بن النسوي الحذاء حدثنا سهل بن شاذويه حدثنا نصر بن الحسين حدثنا عيسى بن موسى غنجار عن محمد ابن الفضل عن كرز بن وبرة عن عطاء عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم: " خذوا زينة الصلاة، قالوا: يا رسول الله وما زينة الصلاة ؟ قال: البسوا نعالكم وصلوا فيها ". وقد رواه محمد بن الفضل عن عطاء عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل: محمد بن الفضل ليس بشئ حديثه حديث أهل الكذب. حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن هشام حدثنا عباد بن الوليد حدثنا عباد بن جويرية عن الاوزاعي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إن كان قاله (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: " صلوا في نعالكم ". هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلا بعباد بن جويرية ولا يتابع عليه. قال أحمد والبخاري: هو كذاب.
[ 96 ]
باب الخشوع في الصلاة روى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن مسلمة المخزومى عن المغيرة ابن عبدالرحمن عن ابن عجلان عن سعيد المقبرى عن أبى مرة مولى أم هانئ عن أم سلمة قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلى ظن الظان أنه جسد لا روح فيه ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث. قال وجعفر كان يسرق الحديث ويقلب الاخبار حتى لا يشك أنه يعملها. وقال أبو أحمد بن عدى: كان جعفر يتهم بوضع الحديث. باب النهى عن رفع اليدين في الصلاة إلا عند الافتتاح قد روى من طريق ابن مسعود وأبى هريرة وأنس. فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن على التميمي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عمر بن عبدالله بن عمرو الزيادي ح. وأنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا إبراهيم بن محمد بن مخلد الضرير قالا حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل حدثنا محمد بن جابر اليمامى حدثنا حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبى بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند افتتاح الصلاة ". وأما حديث أبى هريرة فحدثت عن حمد بن نصر أنبأنا أبو الفرج على بن محمد ابن عبدالحميد البجلى حدثنا أبو بكر محمد بن على بن لاك حدثنا عبيد الرحمن ابن على بن محمد الفقيه قال حدثنى أبى حدثنا المأمون بن أحمد السلمى حدثنا المسيب ابن واضح عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن أبى هريرة عن
[ 97 ]
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له ". وأما حديث أنس فأنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر عن أبى بكر بن خلف الشيرازي عن أبى عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمى حدثنا حامد بن عبدالله الواعظ حدثنا على بن محمد بن عيسى حدثنا محمد بن عكاشة الكرماني حدثنا المسيب بن واضح حدثنا عبيدالله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رفع يديه في التكبير فلا صلاة له ". وقد رواه محمد بن عكاشة عن المسيب مرة أخرى فقال فيه: " من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له ". قال أبو عبد الله الحاكم قيل لمحمد بن عكاشة أن قوما عندنا يرفعون أيديهم في الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع فقال أنبأنا المسيب بن واضح حدثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن مسعود ففيه محمد بن جابر. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا شر منه. وقال الفلاس: متروك الحديث. وأما حديث أبى هريرة ففيه مأمون، وقد سبق في كتابنا أنه كان كذابا. وقال ابن حبان: كان دجالا من الدجالين. وأما حديث أنس ففيه محمد بن عكاشة، وقد سبق فيما ذكرنا عن الدارقطني أنه كان يضع الحديث. وما أبله من وضع هذه الاحاديث الباطلة ليقاوم بها الاحاديث الصحيحة. ففى الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح
[ 98 ]
الصلاة رفع يديه حتى تحاذى منكبيه، وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع رأسه من الركوع ". قال ابن المدينى: حق على المسلمين أن يرفعوا أيديهم لهذا الحديث. قال المصنف قلت: وهذه حسنة قد رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وحسين بن على بن أبى طالب ومعاذ بن جبل وعمار بن ياسر وأبو موسى وعمران بن حصين وابن عمر وابن عمرو وابن عباس وجابر وأنس وأبو هريرة ومالك بن الحارث وسهل بن سعد وبريدة ووائل بن حجر وعقبة بن عامر وأبو سعيد الخدرى وأبو حميد الساعدي وأبو أمامة الباهلى وعمر بن قتادة وعائشة، واتفتى على العمل بها مالك والشافعي وأحمد بن حنبل. قال أبو حاتم بن حبان: وكان يزيد بن أبى زياد يروى عن عبدالرحمن ابن أبى ليلى عن البراء بن عازب قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه " ثم قدم الكوفة في آخر عمره فروى هذا الحديث فلقنوه ثم لم يعد يتلقن. قال: وعول على أهل العراق ومن لم يكن علم الحديث صناعته لم ينكر الاحتجاج بالاخبار الواهية. قال المصنف قلت: وقد قال على ويحيى: لا يحتج بحديث يزيد بن أبى زياد وقال ابن المبارك: أرم به. وقال النسائي: متروك الحديث. وقد روى حديث في نصرة مذهبنا إلا أنه ليس بصحيح، وفى الصحيح غنية عن الاستعانة بالباطل وهوما أنبأنا به محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا وهب بن إبراهيم حدثنا إسرائيل بن حاتم حدثنا مقاتل بن حبان عن الاصبغ بن نباتة عن على قال: " لما نزلت (إنا أعطيناك الكوثر) قال النبي صلى الله عليه
[ 99 ]
وسلم لجبريل: لم هذه النحيرة التى يأمرنى بها عزوجل ؟ قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع، فإنه من صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السموات السبع، إن لكل شئ زينة وزينة الصلاة رفع الايدى عند كل تكبيرة. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رفع الايدى في الصلاة من الاستكانة. قلت: فما الاستكانة ؟ قال: أن لا يقرأ هذه الآية (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) قال: هو الخضوع ". هذا حديث موضوع وضعه من يريد مقاومة من يكره الرفع، والصحيح يكفى. قال يحيى: أصبغ ليس يساوى شيئا. وقال أبو حاتم بن حبان: عمر بن صبح وضع هذا الحديث على مقاتل فظفر عليه إسرائيل فحدث به. باب في وجوب الجماعة أنبأنا عبدالملك بن أبى القاسم قال أنبأنا أبو عامر الازدي وأبو بكر الغورجى قال أنبأنا أبو محمد بن الجراح حدثنا أبو العباس بن محجوب حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا عبدالاعلى بن واصل حدثنا محمد بن القاسم الاسدي عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال سمعت أنس بن مالك قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أم قوما وهم له كارهون، امرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجلا سمع حى على الفلاح ثم لم يجب ". قال الترمذي: هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: أحاديث محمد ابن القاسم موضوعة ليس شئ رمينا حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدار قطني: يكذب. باب تقديم الحسن الوجه أخبرت عن عبدالله بن عبدالله الساسى أنبأنا القاضى أبو العباس أحمد
[ 100 ]
ابن محمد البصري حدثنا القاضى أبو على الزجاجي حدثنا على بن الحسن المروزى حدثنا الحضرمي حدثنا حسان بن يوسف حدثنا محمد بن مروان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يؤم القوم أحسنهم وجها ". هذا حديث موضوع، ومحمد بن مروان هو السدى الصغير. قال يحيى: ليس بثقة والحضرمى مجهول. وقد روى نحوه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن عائشة والبلاء فيه من حسين فإنه يحدث بمنكرات وقد روى عبدالله بن فروخ عن عائشة " أنها سئلت: من يؤمنا ؟ فقالت: أقرأكم القرآن، فإن لم يكن فأصبحكم وجها ". قال أبو حاتم الرازي: ابن فروخ مجهول. وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث سوء ليس بصحيح. باب تقديم من اسمه أبو بكر أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا محمد ابن عمر بن سنان حدثنا نصر بن عبدالرحمن حدثنا أحمد بن بشير عن بشر بن ميمون عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغى لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: عيسى منكر الحديث لا يحتج بروايته قال يحيى وأحمد بن بشير: متروك. باب النوم عن العشاء أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد الاهوازي أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيرى حدثنا الحسن بن عرفة
[ 101 ]
حدثنى يعقوب بن الوليد المدينى عن ابن أبى زيب عن سعيد بن سمعان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رقد المرء قبل أن يصلى العتمة وقف عليه ملكان يوقظانه يقولان ثم يوليان عنه ويقولان: رقد الخاسر وأبى ". هذا حديث موضوع، والمتهم به يعقوب. قال أحمد: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث. وقال يحيى: كذاب. وقال النسائي: متروك ليس بشئ. باب وقت الوتر أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أبان بن جعفر البصري حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حدثنا محمد ابن بشر حدثنا أبو حذيفة حدثنا عبدالله بن دينار حدثنا ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الوتر في أول الليل مسخطة للشيطان، وأكل السحور مرضاة للرحمن ". هذا حديث وضعه أبان بن جعفر. قال ابن حبان: مضيت إليه فحدثني بهذا الحديث ورأيته قد وضع على أبى حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث لم يحدث به أبو حنيفة قط. باب الجمع بين الصلاتين أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرزاق أنبأنا ابن الاخضر القاضى حدثنا ابن شاهين حدثنا محمد بن على بن محمد الواسطي حدثنا حماد بن خالد النمار حدثنا عبد الحكيم بن منصور عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى باب من أبواب الكبائر ".
[ 102 ]
أما حميد بن قيس فقد كذبه أحمد بن حنبل وقال مرة متروك الحديث، وكذلك النسائي وقال يحيى: ليس بشئ. وقال العقيلى: لا أصل له. باب قضاء الفوائت أنبأنا محمد بن ناصر وأنبأنا عبد الوهاب بن أبى عبدالله بن منده عن أبيه حدثنا أبو الميمون محمد بن عبدالله بن أحمد بن مطرف حدثنا أبو ذهل عبيد ابن محمد الغازى حدثنا أبو محمد سلمة بن عبدالله الزهد حدثنا القاسم بن معن حدثنا العلاء بن المسيب حدثنا عطاء بن أبى رباح عن جابر بن عبدالله قال: " قال رجل: يا رسول الله إنى تركت الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقض ما تركت، فقال يا رسول الله كيف أقضى ؟ فقال: صل مع كل صلاة مثلها. قال: يا رسول الله قبل أو بعد ؟ قال: لا بل قبل ". هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه سلمة بن عبدالله وقد كان من المتزهدين على طريقة فإنهن يقلن من فاتته صلاة صلى مع كل صلاة صلاة، فقد سمع هذا فجعله حديثا. ولا يجوز لمن فاتته صلاة أن يؤخر قضاءها، بل يقضى ما استطاع من غير أن يمتنع بالقضاء من كسب ومهم، فإما أن يجعل مع كل صلاة صلاة من غير عذر، فلا يجوز. قال قال أبو حاتم بن حبان: روى سلمة عن القاسم بن معن ما ليس من حديثه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. أبواب في ذكر الجمعة باب الغسل يوم الجمعة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيدالله البقال أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أبو شعيب صالح عن عمران بن صالح حدثنا محمد بن الضريس الفيدى حدثنا
[ 103 ]
محمد بن جعفر عن محمد بن جناب عن بشر بن زاذان عن عمر بن صبح عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اغتسل يوم الجمعة بنية وحسبة من غير جنابة تنظفا للجمعة كتب الله له بكل شعرة يبلها من رأسه ولحيته وسائر جسده في الدنيا نورا يوم القيامة، ورفع له بكل قطرة من اغتساله درجة في الجنة من الدر والياقوت والزبرجد، بين كل درجتين مسيرة ألف عام للراكب المسرع، في كل درجة منها من المدائن والقصور وأصناف الجواهر ما لا يحسنه إلا الله، وكل قصر منها جوهرة واحدة لا أصل فيها ولا فصم، في كل مدينة من تلك المدائن والقصور والدور والحجر والصفاف والغرف والبيوت والخيام والسرر والازواج من الحور العين والثمار والدرارى من الموائد والقصاع وأصناف الاطعمة وغضارة النعيم والوصفاء والانهار والاشجار والفواكه والحلل ولحلى ما لا يصفه والواصفون، فإذا خرج من قبره يوم القيامة أضاءت كل شعرة نورا وابتدره سبعون ألف ملك، كلهم يمشون خلفه وأمامه وعن يمينه وعن شماله حتى ينتهوا به إلى باب الجنة فيستفتحون، فإذا دخلها صاروا خلفه وهو أمامهم بين أيديهم حتى ينتهوا إلى مدينة ظاهرها من ياقوتة حمراء وباطنها من زبر جدة خضراء، فيها من أصناف ما خلق الله في الجنة من بهجتها وغضارتها ونعيمها ما ينقطع عنه علم العباد ويعجزون عن وصفه، فإذا انتهوا إليها قالوا له: يا ولى الله أتدرى لمن هذه المدينة ؟ قال: لا، فمن أنتم يرحمكم الله ؟ قالوا: نحن الملائكة الذين شهدناك يوم اغتسلت في الدنيا للجمعة، فهذه المدينة وما فيها ثواب لذلك الغسل، وأبشر بأفضل من ذلك ثواب الله لصلاة الجمعة، تقدم أمامك حتى ترى ما أعد الله لك بصلاة الجمعة من كرم ثوابه، فيرفع في الدرجات والملائكة خلفه حتى ينتهى من درجتها حيث شاء الله. قال: فتلقاه صلاة الجمعة في صورة آدمى كالشمس الضاحية تتلألأ نورا، عليه تاج من نور له سبعون ألف ركن، في كل ركن جوهرة تضئ مشارق الارض ومغاربها وهو يفوح مسكا
[ 104 ]
وهو يقول لصاحبه: هل تعرفني ؟ فيقول: ما أعرفك ولكن أرى وجها صبيحا خليفا بكل خير، من أنت يرحمك الله ؟ فيقول: أنا من تقر به عينك ويرتاح له قلبك وأنت لذلك أهل، أنا صلاة الجمعة التى اغتسلت لى وتنظفت لى وتجملت وتعطرت لى وتطيبت لى وتمشيت إلى وتوقرت إلى واستمعت خطبتى وصليت. قال: فيأخذ بيده فيرفعه في الدرجات حتى ينتهى به إلى ما قال الله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) وذلك منتهى الشرف وغاية الكرامة، فيقول: هذا ثواب لك من ربك الكريم الشكور لما صليت لى بنية وحسبة على السبيل والسنة، فلك عند الله أضعاف هذا المزيد في مقدار كل يوم من أيام الدنيا مع خلود الابد في جوار الله في داره دار السلام ". هذا حديث موضوع. وقد أبدع من وضعه وزاد في حد البرودة. وعمر ابن صبح أهل أن ينسب إليه وضعه. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. قال يحيى: وبشير بن زاذان ليس بشئ، وقال ابن عدى: ضعيف يحدث عن الضعفاء. ومحمد بن جعفر ليس بشئ. حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي ابن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي حدثنا محمد بن زكريا الحذاء حدثنا الحسن بن سعيد الصفار حدثنا إبراهيم بن حيان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأس بدينار ". قال الازدي: إبراهيم بن دينار هو ابن النحيرى ويقال هو من ولد أنس ابن مالك ساقط زائغ لا يحتج بحديثه.
[ 105 ]
باب ذكر المنابر أنبأنا إسماعيل بن أبى صالح المؤذن أنبأنا عبدالله بن على بن إسحاق حدثنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكى أنبأنا أبو بكر محمد بن على الفقيه حدثنا أبو حفص عمر بن محمد حدثنا سليمان بن سلمة حدثنا سعيد بن موسى حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا المنابر لاحترق أهل القرى " قال أبو حاتم بن حبان: هذا الخبر ذو ضوع وليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدرى أوضعه سعيد أم سليمان. قال المصنف قلت: وقد أنبأنا به عبد الاول بن عيسى أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري حدثنا عبدالرحمن بن محمد المعدل حدثنا أبو الحسن بن أبى بكر القفال حدثنى أبى حدثنا عمر بن محمد بن سليمان بن سلمة فذكره وقال: لولا المحابر - وأظنه تصحيفا - لان جماعة من الحفاظ رووه " المنابر ". باب فضل أهل العمائم يوم الجمعة أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا محمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبدالرحمن بن معاوية العتبى حدثنا أيوب بن مدرك وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن آدم حدثنا المحياة عن أيوب بن مدرك ح. وأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا جعفر بن أحمد السراج أنبأنا أحمد بن على الثوري أنبأنا محمد بن عمران المرزبانى أنبأنا الحسين بن عبدالله ابن عبد الوهاب الخوارزمي أنبأنا العلاء بن عمرو الحنفي عن أيوب بن مدرك عن مكحول عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة ". هذا حديث لا أصل له، والحمل فيه على أيوب. قال أبو الفتح الازدي:
[ 106 ]
هذا من وضع أيوب. قال العقيلى: ولا يتابع على هذا الحديث. قال يحيى بن معين: هو كذاب. وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك. باب فضل العمائم البيض يوم الجمعة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الحيرى أنبأنا أبو الحسن عثمان بن محمد الذهلى حدثنا محمد بن السرى بن سهل بن عبدالرحمن الدوري حدثنا يحيى بن شبيب اليماني حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم - القيامة - [ الجمعة ] يستغفرون لاصحاب العمائم البيض " قال الخطيب: يحيى بن شبيب يحدث عن حميد وغيره أحاديث باطلة. قال ابن حبان: يحدث عن الثوري بما لم يحدث به قط، لا يجوز الاحتجاج به. باب ذكر العتق والعفو يوم الجمعة (1) أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثنى الحسن بن على بن أبى طالب حدثنى يوسف بن عمر القواس حدثنا عبدالله بن أحمد بن أفلح البكري أبو محمد القاص أبنأنا هلال بن العلاء حدثنى الخليل بن عبيدالله العبدى عن أبيه عن شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من يوم جمعة إلا ويطلع الله تعالى إلى دار الدنيا وهو متزر بالبهاء، لباسه الجلال، متشح بالكبرياء - مترديا - [ مرتد ] بالعظمة، يشرف إلى دار الدنيا فيعتق مائة ألف عتيق من النار من الموحدين ممن قد استوجب من الله ذلك، ثم ينادى: عبادي هل أجود جودا. عبادي هل أكرم منى كرما. عبادي هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له. عبادي اعلموا أنى ما خلقت الجنة لاخليها (1) هذا الباب والابواب الثلاثة السابقة له مطموسة بالاصل، وقد راجعناها في مصادرها ومظانها المختلفة حتى طابقت المراد.
[ 107 ]
ولا نشرتها لاطويها، وإنما خلقت الجنة لكم وخلقتكم لها. عبادي - فعلى ما - [ فعلام ] تعصوني، على الحسن من بلائى، أم على الجميل من نعمائي ؟ أليس قد أضعفت لكم الحسنات مرارا، وأقلتكم العثرات صغارا، وقد خلقتكم أطوارا. مالكم لا ترجون لله وقارا ؟ عبادي سبحاني احتجبت على خلقي فلا عين تراني ". هذا حديث موضوع، والمتهم به القاص، والخليل وأبوه مجهولان. باب فعل الخير يوم الجمعة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن موسى المصيصى حدثنا يوسف بن سعيد حدثنا عمرو بن حمزة البصري حدثنا الخليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبى رباج عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة، لم يتبعه ذنب أربعين سنة " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمرو الخليل وإسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون. أبواب في قيام الليل باب شرف المؤمن بقيام الليل قد روى من طريق أبى هريرة وسهل بن سعد. فأما طريق أبى هريرة أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا حيى بن عثمان بن صالح حدثنا داود بن عثمان النغرى حدثنا الاوزاعي عن أبى معاذ عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ". وأما طريق سهل فأنبأنا عبد الاول بن عيسى أنبأنا الفضل بن يحيى أنبأنا عبدالرحمن بن أبى شريح حدثنا حامد بن محمد حدثنا جعفر بن أحمد بن نصرح
[ 108 ]
وأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا سلامة بن عمر النصيبى أنبأنا محمد بن عيسى بن ديرك حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الراوى قالا حدثنا محمد بن حميد حدثنا زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال: " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، وعش ما شئت فإنك ميت، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما طريق أبى هريرة فالمتهم به داود. قال العقيلى: لاأصل لهذا الحديث مسندا، وإنما يروى عن الحسن وغيره من قولهم، وداود كان يحدث عن الاوزاعي وغيره بالبواطيل. وأما طريق سهل فإن محمد بن حميد قد كذبه أبو زرعة وابن داود، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقاة المقلوبات. قال ابن عدى: وزافر بن سليمان لا يتابع على عامة ما يرويه. باب ما يصنع من أراد قيام الليل أنبأنا محمد بن أبى طاهر عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حماد حدثنا أبو يعلى حدثنا عبدالله بن عمر بن أبان حدثنا عنبسة بن عبد الواحد حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبى كبير عن أبى قلابة عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا نام أحدكم وفى نفسه أن يصلى من الليل فليضع قبضة من تراب عنده، فإذا انتبه فليقبض يمينه وليحصب عن شماله ". قال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له. قال يحيى بن معين: أيوب ابن عتبة ليس بشئ، وقال النسائي: مضطرب الحديث.
[ 109 ]
باب من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار قد روى من حديث جابر وأنس. فأما حديث جابر فله ستة طرق: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أبى صالح المؤذن أنبأنا عبدالله بن على ابن إسحاق أنبأنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكى حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد أنبأنا الحسن بن عامر حدثنا عبدالحميد بن بحر الكوفى حدثنا شريك عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا محمد بن طلحة حدثنا أبو على الحسن بن على الفارسى ح. وأنبأنا على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الصيرفى قالا حدثنا ملك بن محمد بن الحسن بن ملك السعدى حدثنا صعصعة بن الحسين الرقى حدثنا محمد بن ضرار بن ريحان بن جميل قال حدثنى أبى حدثنا أبو العتاهية الشاعر حدثنا سليمان بن مهران عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". الطريق الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الحافظ أنبأنا على بن أحمد بن على المقرى حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد البزاز حدثنا الحسين ابن عمر بن أبى الاحوص ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن محمد ح. وأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العسفى حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ومحمد بن أيوب ومحمد بن عثمان في آخرين قالوا حدثنا ثابت بن موسى العابد حدثنا شريك
[ 110 ]
عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". الطريق الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنى عبد العزيز بن أحمد الدمشقي أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون القاضى حدثنا على بن يعقوب بن إبراهيم بن أبى العقب حدثنا محمد بن إدريس بن الحجاج الانطاكي حدثنا المظفر بن مرجى البغدادي حدثنا ثابت بن موسى المكفوف عن شريك عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". الطريق الخامس: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو الحسن أحمد بن أبى عثمان الزاهد حدثنا محمد المنذر الهروي حدثنا كبير بن عبدالله الكوفى حدثنا سماك عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". الطريق السادس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا أبو سعيد العدوى حدثنا الحسن بن على بن راشد حدثنا شريك عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ". وأما حديث أنس فأنبأنا به إسماعيل محمد بن أبى طاهر قال أنبأنا القاضى أبو الحسن بن المهتدى أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حفص الدينورى حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينورى حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار قالت حدثنى أبى عن أخيه ملك بن دينار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
[ 111 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما رواية جابر ففى الطريق الاول منها عبدالحميد بن بحر. قال ابن حبان: يسرق الحديث ويحدث عن الثقاة بما ليس من حديثهم، لا يصح الاحتجاج به بحال. وفى الطرق البواقى ضعاف ومجاهيل كذابون، فمن الضعاف محمد بن أيوب ومن المجاهيل محمد بن ضرار وأبوه، ومن الكذابين العدوى وأما حديث أنس ففيه عثمان بن دينار. قال العقيلى: تروى عنه ابنته حكامة أحاديث بواطيل ليس لها أصل. قال: وهذا الحديث باطل لا أصل له. قال ابن عدى: هذا الحديث لا يعرف إلا بثابت، وقد سرقه منه جماعة من الضعفاء منهم عبدالحميد بن عبدالله بن شبرمة وإسحاق بن بشر الكاهلى وموسى بن محمد أبو الطامر المقدسي. قال: - وبان - [ ورواه ] بعض الضعاف عن رحمويه وكذب، فإن رحمويه نفسه [ قال ] بلغني عن محمد بن عبدالله بن نمير أنه ذكر له الحديث عن ثابت فقال: باطل شبه على ثابت، وذلك أن شريكا كان مزاحا وكان ثابت رجلا صالحا، فيشتبه أن يكون ثابت دخل على شريك وهو يقول حدثنا الاعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت فرأى ثابتا فقال يمازحه " من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار " فظن ثابت لغفلته أن هذا الكلام الذى قال شريك هو من الاسناد. باب في الضحى أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن الفضل بن معدان حدثنا زكريا بن دويد الكندى حدثنا حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دام على صلاة الضحى ولم يقطعها إلا من علة كنت أنا وهو في زورق من نور في بحر من نور الله حتى نزور رب العالمين ". هذا حديث موضوع، والمتهم به زكريا. وما أبرد ما قد وضعه. قال ابن
[ 112 ]
حبان: كان زكريا يضع الحديث على حميد الطويل، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. حديث آخر في صلاة الضحى يوم الجمعة: أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا محمد بن على بن الفتح حدثنا أبو الحسن على بن عبد العزيز حدثنا على بن محمد القطان حدثنا العباس بن يوسف الشكلى حدثنا خلف بن على القطيعى حدثنا محمد بن الضريس حدثنا الفضيل بن عياش عن سفيان الثوري عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الضحى يوم الجمعة أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة بالحمد عشر مرات، وقل أعوذ برب الفلق عشر مرات، وقل أعوذ برب الناس عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات، وقل يا أيها الكافرون عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، يقرأها في كل ركعة، فإذا صلى الاربع ركعات فتشهد ثم سلم ثم يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم سبعين مرة، ثم يقول أستغفر الله الذى لا إله إلا هو غافر الذنوب وأتوب إليه سبعين مرة، فمن صلى هذه الصلاة وقال هذا القول على - أوصف - [ ما وصف ] دفع الله عنه شر الليل والنهار وشر أهل السماء وشر أهل الارض وشر الانس وشر كل سلطان جائر وشيطان مارد، والذى بعثنى بالحق لو كان عاقا لوالديه لزرقه برهما وغفر له، ويقضى له سبعين حاجة من حوائج الآخرة، وسبعين حاجة من حوائج الدنيا. وذكر من هذا الجنس ثوابا طويلا لا يضيع الزمان بذكره. إلا أن قال: والذى بعثنى بالحق إن له من الثواب كثواب إبراهيم وموسى ويحيى وعيسى، ولا يقطع له طريق ولا يعرف له متاع ". وهذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك، فلا بارك الله فيمن وضعه، فما أبرد هذا الوضع وما أسمجه، وكيف يحسن أن يقال من صلى ركعتين فله ثواب موسى وعيسى، وفيه مجاهيل أحدهم قد عمله.
[ 113 ]
باب ذكر صلوات اشتهر بذكرها القصاص واشتهرت بين العوام ولا أصل لها صلاة ليلة السبت أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد الطيبى الفقيه أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الحورمانى أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا أبو عمرو محمد ابن يحيى بن الحسن العاصمى حدثنا أبو نصر محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن يزيد ابن شيبان حدثنا أبو محمد عبدالرحمن بن محمد بن محبوب حدثنا أبى حدثنا العباس ابن حمزة حدثنا أحمد بن عبدالله بن خالد النهرواني عن بشر بن السرى عن الهيثم عن يزيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة السبت أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وقل هو الله أحد خمسا وعشرين مرة، حرم الله جسده على النار ". هذا حديث لا أصل له، وجمهور رواته مجهولون لا يعرفون. ويزيد الرقاشى ضعيف والهيثم متروك. قال الحميدى: وبشر بن السرى لا يحل أن يكتب عنه، وأحمد بن عبدالله هو الجويبارى، وقد سبق أنه كذاب وضاع. صلاة يوم السبت أنبأنا إبراهيم بن محمد الضبى قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن عبد الغفار أنبأنا على بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر الحنفي أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبدالله العرضى البصري حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن معاوية العسكري حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبدالحميد حدثنا يحيى بن صالح حدثنا إسحاق بن يحيى حدثنا الزهري عن أبى سلمة أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى يوم السبت أربع ركعات
[ 114 ]
يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته قرأ آية الكرسي مرة، كتب الله له بكل يهودى ويهودية عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وبنى الله له بكل يهودى ويهودية مدينة في الجنة، وكأنما أعتق كل يهودى ويهودية رقبة من ولد إسماعيل وكأنما قرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وأعطاه بكل يهودى ويهودية ثواب ألف شهيد، ونور الله قلبه وقبره بألف نور، وألبسه ألف حلة، وستر الله عليه في الدنيا والآخرة، وكان يوم القيامة تحت ظل عرشه مع النبيين والشهداء، يأكل ويشرب معهم ويدخل الجنة معهم، وزوجة الله بكل حرف حوراء، وأعطاه الله بكل آية ثواب ألف صديق، وأعطاه بكل سورة من القرآن ثواب ألف رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له بكل يهودى ونصراني حجة وعمرة " هذا حديث موضوع، فكافأ الله من شان الاسلام بما يعتقده تزيبنا له، وفيه جماعة من المجهولين. قال يحيى: إسحاق بن يحيى ليس بشئ، وقال أحمد: متروك. صلاة أخرى ليوم السبت أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أبى بكر المفسر أنبأنا أبو الحسن النيسابوري حدثنا محمد بن يحيى بن الحسن أنبأنا محمد بن عبدالله ابن إبراهيم حدثنا أبو محمد عبدالرحمن بن محمد بن محبوب حدثنا أبى حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن عبدالله بن حداد عن بشر بن السرى عن الهيثم عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم السبت عند الضحى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، أعطاه الله بكل ركعة ألف قصر من ذهب مكللة بالدر والياقوت، في كل قصر أربعة أنهار: نهر من ماء،
[ 115 ]
ونهر من لبن، ونهر من خمر، ونهر من عسل، على شط تلك الانهار أشجار من نور على كل شجرة بعدد أيام الدنيا أغصان، على كل غصن بعدد الرمل والنوى ثمار غبارها المسك، تحت كل شجرة مجلس مظلل بنور الرحمن، يجتمع أولياء الله عند تلك الاشجار، طوبى لهم وحسن مآب ". هذا حديث موضوع وقد ذكره آنفا أن يزيد والهيثم وبشرا ضعفاء وأحمد هو الجويبارى وكان من الكذابين الوضاعين. صلاة يوم الاحد أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين أنبأنا أحمد بن عمر أنبأنا على بن محمد ابن أحمد بن حمدان أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو الحسن أحمد بن يونس حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شاذويه حدثنا محمد بن أبى على حدثنا أبو نعيم حدثنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة الاحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، أعطاه الله يوم القيامة ثواب من قرأ القرآن عشر مرات وعمل بما في القرآن، ويخرج يوم القيامة من قبره ووجهه مثل القمر ليلة البدر، ويعطيه الله بكل ركعة ألف مدينة من لؤلؤ، في كل مدينة ألف قصر من زبرجد، في كل قصر ألف دار من الياقوت، في كل دار ألف بيت من المسك، في كل بيت ألف سرير، فوق كل سرير حوراء، بين يدى كل حوراء ألف وصيفة وألف وصيف ". هذا حديث موضوع مظلم الاسناد عامة من فيه مجهول. قال يحيى: وسلمة ابن وردان ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: هو منكر الحديث. وقال ابن حبان لا يحتج به. قال أبو حاتم الرازي: وأحمد بن محمد بن عمر كان كذابا.
[ 116 ]
صلاة أخرى ليلة الاحد أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أحمد بن ناصر أنبأنا على بن محمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد أنبأنا أبو العباس الفارسى حدثنا أبو أحمد حاتم بن عبدالله بن حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادى حدثنا عبدالله بن وهب حدثنى مالك عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة الاحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد، حرم الله لحمه على النار، وبعثه الله يوم القيامة وهو آمن من العذاب، ويحاسب حسابا يسيرا، ويمر على الصراط كالبرق اللامع ". هذا حديث موضوع أيضا، وأكثر رواته مجاهيل، ولم يروه قط مالك ولا ابن وهب ولا الربيع. صلاة يوم الاحد أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن الحسن العلوى أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو الفضل الشيباني حدثنا أبو الحسن بن أبى الحديد حدثنا يونس بن عبدالاعلى حدثنا ابن وهب أخبرني أبو صخرة حميد بن زياد عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى يوم الاحد أربع ركعات بتسليمة واحدة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآمن الرسول إلى آخرها مرة، كتب الله له بكل نصراني ونصرانية ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة وبكل ركعة ألف صلاة وجعل بينه وبين النار ألف خندق وفتح له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء وقضى حوائجه يوم القيامة ". وهذا موضوع وفيه جماعة مجاهيل.
[ 117 ]
صلاة ليلة الاثنين أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسن بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أبى بكر المفسر أنبأنا أبو الحسن النيسابوري أنبأنا أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن القاضى أنبأنا أبو نصر محمد بن عبدالله أنبأنا عبدالرحمن بن محمد حدثنا أبى حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن عبدالله عن بشر بن السرى عن الهيثم عن يزيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة الاثنين ست ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشرين مرة قل هو الله أحد، ويستغفر بعد ذلك سبع مرات أعطاه الله يوم القيامة ثواب ألف صديق وألف عابد وألف زاهد، ويتوج يوم القيامة بتاج من نور يتلالا، ولا يخاف إذا خاف الناس، ويمر على الصراط كالبرق الخاطف ". وهذا موضوع، وفى إسناده يزيد والهيثم وبشر كلهم مجروح. وأحمد بن عبدالله هو الجويبارى الكذاب. صلاة يوم الاثنين أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن طاهر الحافظ حدثنا على بن أحمد البندار وأنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا ابن بندار حدثنا المخلص حدثنا البغوي حدثنا مصعب عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبيدالله عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى يوم الاثنين أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد مرة، وقل أعوذ برب الفلق مرة، وقل أعوذ برب الناس مرة، وإذا سلم استغفر الله عشر مرات وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مرات، غفر له ذنوبه كلها، وأعطاه الله قصرا في الجنة من درة بيضاء، في جوف القصر سبعة أبيات، طول كل بيت ثلاثة ألف ذراع وعرضه مثل ذلك
[ 118 ]
البيت الاول من فضة بيضاء، والبيت الثاني من ذهب، والبيت الثالث من لؤلؤ والبيت الرابع من زمرد، والبيت الخامس من زبرجد، والبيت السادس من در والبيت السابع من نور يتلالا، وأبواب البيوت من العنبر، على كل باب ألف ستر من زعفران، وفى كل بيت ألف سرير من كافور، فوق كل سرير ألف فراش، فوق كل فراش حوراء خلقها الله من أطيب الطيب، من لدن رجلها إلى ركبتها من الزعفران الرطب، ومن لدن ركبتها إلى ثديها من المسك الاذفر، ومن لدن ثديها إلى عنقها من العنبر الاشهب، ومن لدن عنقها إلى مفرق رأسها من الكافور الابيض، على كل واحدة منهن سبعون ألف حلة من حلل الجنة كأحسن ما رأيت. هذا حديث موضوع بلا شك. وقد كنت أتهم الحسين بن إبراهيم، والآن فقد زال الشك لان الاسناد كلهم ثقاة، وإنما هو الذى قد وضع هذا وعمل هذه الصلوات كلها. وقد ذكر صلاة ليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء، وصلاة ليلة الاربعاء، وصلاة يوم الاربعاء، وصلاة ليلة الخميس، وصلاة يوم الخميس، وصلاة يوم الجمعة، وكل ذلك من هذا الجنس الذى تقدم، فأضربت عن ذكره إذ لا فائدة في تضييع الزمان بما لا يخفى وضعه، ولقد كان لهذا الرجل حظ من علم الحديث، فسبحان من يطمس على القلوب. صلاة ليلة الجمعة روى عبدالله بن داود الواسطي عن حماد بن سلمة عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صلى ركعتين في ليلة الجمعة قرأ فيها بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة إذا زلزلت، أمنه الله عز وجل من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: وعبد الله بن داود منكر الحديث
[ 119 ]
جدا لا يجوز الاحتجاج بروايته فإنه يروى المناكير عن المشاهير. صلاة يوم الجمعة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على بن البنا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر العلاف أنبأنا أبو القاسم القاضى حدثنا على بن بندار حدثنا أبو سالم محمد بن سعيد حدثنا الحسين عن وكيع بن الجراح عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم الجمعة ما بين الظهر والعصر ركعتين يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة واحدة وخمسا وعشرين مرة قل أعوذ برب الفلق، وفى الركعة الثانية يقرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس خمسا وعشرين مرة، فإذا سلم قال لا حول ولا قوة إلا بالله خمسين مرة، فلا يخرج من الدنيا حتى يرى ربه عز وجل في المنام ويرى مكانه في الجنة أو يرى له ". هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل لا يعرفون، وقد ذكر صلوات الاسبوع أبو طالب المكى وتبعه أبو حامد الغزالي وكل ذلك لا أصل له. صلاة بين العشاءين أنبأنا أحمد بن عبدالله بن كادش أنبأنا العشارى أنبأنا ابن شاهين حدثنا محمد بن مخزوم حدثنا على بن عبدالملك بن عبد ربه الطائى حدثنا أبى حدثنا أبو يوسف حدثنا أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى بعد المغرب ثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد أربعين مرة، صافحته يوم القيامة، ومن صافحته يوم القيامة أمن الصراط والحساب والميزان ". وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه مجاهيل، وأبان ليس حديثه بشئ.
[ 120 ]
صلاة في الليل أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد القاضى أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن المهتدى أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي الفقيه حدثنا جدى أبو عمرو أحمد بن أبى أنبأنا عبدالله بن محمد بن يعقوب حدثنا سليمان بن داود أبو سعيد الهروي حدثنا إبراهيم بن يونس العبدى أنبأنا أسد بن سعيد عن سليمان التيمى عن أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا سلمان ألا أحدثك عن غرائب حديثى. فقلت: بلى من علينا بما من الله عليك. قال: نعم يا سلمان ما من عبد يقوم في ظلمة الليل وغفلة الناس فيستاك ويتوضأ ويمشط رأسه وليحته ويصلى ركعتين، يقرأ في أول كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ويتشهد ويسلم ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حى لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، رافعا بها صوته، ثم يقوم ويصلى ركعتين، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب الفلق، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب الناس ويتشهد ويسلم ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، رافعا بها صوته، جعل الله بينه وبين جهنم ستة خنادق، ما بين الخندق والخندق كما بين السماء إلى الارض، وكتب الله له بكل ركعة سبعين ركعة، وما من شئ فيه استعاذه إلا وهو يقول: اللهم أعز هذا المصلى منى، حتى إن النار تقول: اللهم كما جعلتني بردا وسلاما على إبراهيم فنج هذا منى، وكان له كفلين من الاجر في تلك الليلة، والذى بعثنى بالحق له في الجنان، في كل جنة ألف مدينة
[ 121 ]
من ذهب، وألف مدينة من فضة، وألف مدينة من لؤلؤ، وألف مدينة من زبرجد، وألف مدينة من ياقوتة حمراء، وألف مدينة من در، وألف مدينة من جوهر، في كل مدينة ألف قصر، في كل قصر ألف دار، في كل دار ألف خيمة، في كل خيمة ألف بيت، في كل بيت يعنى ألف سرير، على كل سرير زوجة من الحور العين، بين يدى كل زوجة سماطان من الوصف أو الوصايف مد البصر، وكل جارية منهن سبعون ألف مشاطة يمشطن قروبهن بمسك أذفر، بين كل مشاطة منها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، جوانحهن كالاهلة وأشفارهن كقوادم النسور، ويعطى الله عزوجل في كل بيت نهرا من سلسبيل، ونهرا من كوثر، ونهرا من رحيق مختوم، حافتاه أشجار منثورة، حمل تلك الاشجار حور، كلما أخذ بيده واحدة منها نبت مكانها أخرى، ويعطى الله المؤمن من القوة ما يأتي على تلك الازواج كلها، ويأكل ذلك الطعام، ويشرب ذلك الشراب، وكلما أتى زوجة تعود كما كانت، وكلما أكل فكأنه لم يأكلها قط، وكلما شرب شرابا يعود كأنه لم يشربه قط. فقال سلمان: يا رسول الله ما سمعت أذناى حديثا أظرف ولا أعجب من هذا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من فضل الله وعظمته قليل، حدثنى خليلي جبريل قال: يا محمد الذين آمنوا بالله واليوم الآخر إذا قاموا في ظلمة الليل وغفلة الناس يصلون فإن الله تعالى يقول: يا ملائكتي إلى شجرة رطبة من بين أشجار يابسة قام من نوم طيب وفراش لين، يريد بذلك وجهى، ما ثوابه ؟ فتقول الملائكة: أنت أعلم يا رب، فيقول: اكتبوا له ألف حسنة وامحوا عنه ألف سيئة وارفعوا ألف درجة وافتحوا له ألف باب في دار الجلال ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه جماعة مجهولون.
[ 122 ]
صلاة لليلة عاشوراء حدثنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا العشارى أنبأنا أبو بكر النوشرى حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا إبراهيم الحربى حدثنا شريح بن النعمان حدثنا ابن أبى الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحيى ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى بمثل عبادة أهل السموات، ومن صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وخمسة مرة قل هو الله أحد، غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماض، وخمسين عاما مستقبل، وبنى له في المثل الاعلى ألف ألف منبر من نور ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أدخل على بعض المتأخرين من أهل الغفلة، على أن عبدالرحمن بن أبى الزناد مجروح. قال أحمد: هو مضطرب الحديث، وقال يحيى: لا يحتج به. صلاة ليوم عاشوراء أنبأنا إبراهيم بن محمد الطيبى أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا الحسن بن على ابن جعفر أنبأنا عبدالله بن عبيدالله بن كلالة حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد حدثنا أحمد بن نصر بن على الرازي حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد حدثنا محمد بن عبدالله النهرواني حدثنا محمد بن سهل عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلم استغفر سبعين مرة، أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء، سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفى ذلك البيت سرير من نور، قوائم السرير من العنبر الاشهب، على ذلك السرير ألفا فراش
[ 123 ]
من الزعفران ". وذكر حديثا طويلا من هذا الجنس. هذا حديث موضوع. وكلمات الرسول عليه السلام منزهة عن مثل هذا التخليط. والرواة مجاهيل. والمتهم به الحسين. صلاة لاول ليلة من رجب أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أبو جعفر محمد بن على ابن محمد الطائى أنبأنا عبد الكريم بن أبى حنيفة بن الحسن البخاري حدثنا أبو الطيب طاهر بن الحسن المطوعى حدثنا أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي حدثنا عبدالله بن محمد الحارثى حدثنا محمد بن يونس السرخسى حدثنا محمد بن القاسم عن على بن محمد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم صلى بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة، ويسلم فيهن عشر تسليمات، أتدرون ما ثوابه ؟ فإن الروح الامين جبريل علمني ذلك. قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: حفظه الله في نفسه وماله وأهله وولده وأجير من عذاب القبر وجاز على الصراط كالبرق بغير حساب ولا عذاب ". هذا حديث موضوع، وأكثر رواته مجاهيل. صلاة في رجب أنبأنا عبد الجبار بن إبراهيم بن مندة قال أنبأنا هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي أنبأنا عبد الصمد بن الحسن الحافظ أنبأنا أحمد بن عبدالله بن عبد الوهاب أنبأنا محمد بن - خشنام - [ هشام ] حدثنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أبو سليمان الجرجاني حدثنا حجر بن هاشم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما من رجب وصلى فيه أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة مائة مرة آية الكرسي، وفى الركعة الثانية
[ 124 ]
مائة مرة قل هو الله أحد، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكثر رواته مجاهيل، وعثمان متروك عند المحدثين. صلاة الرغائب أنبأنا على بن عبيدالله بن الزاغونى أنبأنا أبو زيد عبدالله بن عبد الملك الاصفهانى أنبأنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ح. وأنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو الحصين على بن عبدالله ابن جهيم الصوفى حدثنا على بن محمد بن سعيد البصري حدثنا أبى حدثنا خلف ابن عبدالله وهو الصغانى عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى. قيل: يا رسول الله ما معنى قولك رجب شهر الله ؟ قال: لانه مخصوص بالمغفرة، وفيه تحقن الدماء، وفيه تاب الله على أنبيائه، وفيه أنقذ أولياءه من يد أعدائه. من صامه استوجب على الله تعالى ثلاثة أشياء: مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه، وعصمة فيما بقى من عمره، وأمانا من العطش يوم العرض الاكبر. فقام شيخ ضعيف فقال: يا رسول الله إنى لاعجز عن صيامه كله، فقال صلى الله عليه وسلم: أول يوم منه، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه، وآخر يوم منه، فإنك تعطى ثواب من صامه كله، لكن لا تغفلوا عن أول ليلة في رجب، فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى بك الليل لا يبقى ملك مقرب في جميع السموات والارض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، فيطلع الله عز وجل عليهم إطلاعة فيقول: ملائكتي سلونى ما شئتم، فيقولون يا ربنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب، فيقول الله عزوجل: قد فعلت ذلك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول
[ 125 ]
خميس في رجب، ثم يصلى فيما بين العشاء والعتمة، يعنى ليلة الجمعة، ثنتى عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات، وقل هو الله أحد اثنتى عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى على سبعين مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آله، ثم يسجد فيقول في سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه فيقول: رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العزيز الاعظم سبعين مرة، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الاولى، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذى نفسي بيده ما من عبد ولا أمة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله تعالى له جميع ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وعدد ورق الاشجار، وشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته، فإذا كان في أول ليلة في قبره جاءه بواب هذه الصلاة، فيجيبه بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول له: حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول: من أنت فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك، فيقول له: يا حبيبي أنا ثواب الصلاة التى صليتها في ليلة كذا في شهر كذا، جئت الليلة لاقضى حقك، وأونس وحدتك، وأرفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور أظللت في عرصة القيامة على رأسك، وأبشر فلن تعدم الخير من مولاك أبدا " ولفظ الحديث لمحمد بن ناصر. هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتهموا به ابن جهيم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم. قال المصنف قلت: ولقد أبدع من وضعها، فإنه يحتاج من يصليها أن يصوم
[ 126 ]
وربما كان النهار شديد الحر، فإذا صام ولم يتمكن من الاكل حتى يصلى المغرب ثم يقف فيها ويقع في ذلك التسبيح طويل والسجود الطويل، فيأذى غاية الايذاء، وإنى لاغار لرمضان ولصلاة التراويح كيف زوحهم بهذه، بل هذه عند العوام أعظم وأجل، فإنه يحضرها من لا يحضر الجماعات. صلاة لليلة النصف من رجب أنبأنا إبراهيم بن محمد الازجى أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أبوعلمس ابن الحسن بن نصر الاديب حدثنا على بن محمد بن حمدان حدثنا إبراهيم بن محمد ابن أحمد بن يوسف حدثنا ربيعة بن على بن محمد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا عبدالله بن عبد العزيز حدثنا عصام بن محمد حدثنا سلمة بن شبيب بن عمرو بن هشام بن محمود بن غيلان قالوا حدثنا أحمد بن زيد بن يحيى عن محمد بن يحيى عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد عشرين مرة، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته صلى على عشر مرات، ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات ويغرسون له الاشجار في الفردوس، ومحى عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة، ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه الصلاة سبعمائة حسنة، وبنى له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من زبر جد أخضر، وأعطى بكل ركعة عشر مدائن في الجنة، كل مدينة من ياقوتة حمراء، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول: استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك ". وهذا موضوع ورواته مجهولون، ولا يخفى تركيب إسناده وجهالة رجاله، والظاهر أنه من عمل الحسين بن إبراهيم.
[ 127 ]
صلوات ليلة النصف من شعبان منها الصلاة المتداولة بين الناس، وقد رويت من طريق على عليه السلام، ومن طريق ابن عمر، ومن طريق أبى جعفر الباقر مقطوعة الاسناد. أما طريق على عليه السلام: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقرى أنبأنا أبو عمرو عبدالرحمن بن طلحة الطليحى أنبأنا الفضل بن محمد الزعفراني حدثنا هارون بن سليمان حدثنا على بن الحسن عن سفيان الثور عن ليث عن مجاهد عن على بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - ما يملى - [ يا على ] من صلى مائة ركعة في ليلة النصف، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا على ما من عبد يصلى هذه الصلوات إلا قضى الله عز وجل له كل حاجة طلبها تلك الليلة. قيل: يا رسول الله وإن كان الله جعله شقيا أيجعله سعيدا قال: والذى نفسي بالحق يا على إن مكتوب في اللوح أن فلان بن فلان خلق شقيا، ويمحوه الله عزوجل، ويجعله سعيدا، ويبعث الله إليه سبعين ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عند السيئات ويرفعون له الدرجات إلى رأس السنة، ويبعث الله عزوجل في جنات عدن سبعين ألف ملك أو سبعمائة ألف ملك، يبنون له المدائن والقصور ويغرسون له الاشجار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب المخلوقين مثل هذه الجنان، في كل جنة على ما وصفت لكم في المدائن والقصور والاشجار، فإن مات من ليلته قبل أن يحيل الحول مات شهيدا ويعطيه الله تعالى بكل حرف من قل هو الله أحد في ليلته من ذلك تسعين حوراء لكل حوراء وصيف ووصيفة [ و ] سبعون ألف غلمان وسبعون ألف ولدان وسبعون ألفا قهارمة وسبعون ألفا حجابا. وكل من قرأ قل هو الله أحد في تلك الليلة يكتب له أجر سبعين شهيدا، وتقبل صلاته التى صلاها قبل ذلك، وتقبل ما يصلى بعدها. وإن كان والداه في النار دعا لهما أخرجهما الله
[ 128 ]
من النار بعد إن لم يشركا بالله شيئا يدخلان الجنة يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفا إلى آخر ثلاث مرات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذى بعثنى بالحق إنه لا يخرج من الدنيا حتى يرى في الجنة ما خلقه الله أو يراه، والذى بعثثى بالحق إن الله يبعث في كل ساعة من ساعات الليل والنهار وهى أربع وعشرون ساعة سبعين ألف ملك يسلمون عليه ويصافحونه ويدعون له إلى أن ينفخ في الصور، ويحشر يوم القيامة مع الكرام البررة ويأمر الكاتبين أن لا يكتبوا على عبدى سيئة ويكتبوا له الحسنات إلى أن يحول عليه الحول، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى هذه الصلاة وهو يريد الصلاة والدار الآخرة يجعل الله له نصيبا من عنده تلك الليلة ". وأما طريق ابن عمر فأنبأنا إبراهيم بن محمد الازجى أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن جابار المذكر أنبأنا أبو بكر محمد بن على بن زيرك أنبأنا أبو سهل عبيدالله بن محمد بن زيرك أنبأنا أبو بكر بن أبى زكريا الفقيه حدثنا إبراهيم ابن محمد الدربندى حدثنا أحمد بن أصرم المزني حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى حدثنا صالح الشمامى عن عبدالله بن ضرار عن يزيد بن محمد عن أبيه محمد بن مروان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد في مائة ركعة، لم يخرج من الدنيا حتى يبعث الله إليه في منامه مائة ملك يلبون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من النار وثلاثون يعصمونه من أن يخطئ وعشرون يكيدون من عاداه ". وأما طريق أبى جعفر الباقر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على بن البنا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر العلاف حدثنا أبو القاسم الفامى حدثنا على بن بندار البردعى حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبدالرحمن حدثنا محمد بن عبيدالله قال: سمعت أبى يقول حدثنا على بن عاصم عن عمرو بن مقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ ليلة النصف من شعبان
[ 129 ]
ألف مرة قل هو الله أحد عشر مرات، لم يمت حتى يبعث الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من النار وثلاثون يقومونه أن يخطئ وعشر أملاك يكتبون أعداه ". هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل وفيهم ضعفاء بمره والحديث محال قطعا وقد رأينا كثيرا ممن يصلى عدة الصلاة ويتفق قصر الليل فيفوتهم صلاة الفجر ويصبحون كسالى وقد جعلها جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوها من الصلوات شبكة لمجمع العوام وطلبا لرياسة التقدم وملا بذكرها القصاص مجالسهم وكل ذلك عن الحق بمعزل. صلاة ثانية أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو على بن البنا قال أخبرنا أحمد بن على الكاتب قال أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن محمد العنطرى حدثنا أبو الحسن على بن أحمد اليونانى حدثنا أحمد بن عبدالله بن داود حدثنا محمد بن حبهان حدثنا عمر بن عبدالرحيم حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي عن بقية بن الوليد عن ليث بن أبى سليم عن القعقاع بن مسور الشيباني عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى ليلة النصف من شعبان ثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد ثلاثين مرة، لم يخرج حتى يرى مقعده من الجنة ويشفع في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار ". هذا موضوع أيضا وفيه جماعة مجهولون وقبل أن يصل إلى بقية وليث وهما ضعفاء فالبلاء ممن قبلهم. صلاة ثالثة أنبأنا إبراهيم بن محمد الازجى قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسين على بن الحسن بن محمد الكرجى حدثنا أبو عبد الله الحسين بن على ابن محمد الخطيب أنبأنا الحاكم أبو القاسم عبدالله بن أحمد الحسكاني حدثنى
[ 130 ]
أبو القاسم عبد الخالق بن على المؤذن حدثنا أبو جعفر محمد بن بسطام القومسى حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن جابر حدثنا أحمد بن عبد الكريم حدثنا خالد الحمصى عن عثمان بن أبى سعيد بن كثير عن محمد بن المهاجر عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم قال قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بأم القرآن أربع عشرة مرة وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة ولقد جاءكم رسول الآية، فلما فرغ من صلاته سألت عما رأيت من صنيعه فقال: من صنع مثل الذى رأيت كان له كعشرين حجة مبرورة وكصيام عشرين سنة مقبولة، فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان كصيام ستين سنة ماضية وسنة مستقبلة ". وهذا موضوع أيضا وإسناده مظلم وكان واضعه يكتب من الاسماء ما وقع له ويذكر قوما ما يعرفون، وفى الاسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث. وقد رويت صلوات أخر موضوعة، فلم أر التطويل بذكره إلا لخفى بطلانه. صلاة لليلة الفطر أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو غالب أحمد بن عبيدالله الدلال أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال أجازه قال قرأت على أبى الفتح يوسف بن عمر بن مسروق القواص حدثنا عمر بن محمد بن الصباح البزاز حدثنا أبو زكريا يحيى بن القاسم حدثنا محمد بن أبى صالح عن سعيد بن سعيد عن أبى طيبة عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذى بعثنى بالحق إن جبريل عليه السلام أخبرني عن إسرافيل عن ربه
[ 131 ]
عزوجل أنه من صلى ليلة الفطر مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإذا فرغ من صلاته استغفر مائة مرة ثم يسجد ثم يقول: يا حى يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين يا إله الاولين والآخرين اغفر لى ذنوبي وتقبل صومي وصلاتي، والذى بعثنى بالحق إنه لا يرفع رأسة من السجود حتى يغفر الله عزوجل له ويتقبل منه شهر رمضان ويتجاوز عن ذنوبه وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا كل ذنب أعظم من جميع النار ويتقبل من كورته شهر رمضان. قال قلت: يا جبريل يتقبل منه خاصة ومن جميع أهل بلده عامة. قال: والذى بعثنى بالحق ما من مصل هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار فإن الله عزوجل يتقبل صلاته وصيامه لان الله عزوجل قال في كتابه (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ثم قال: (توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى) وقال: (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) وقال: (واستغفره إنه كان توابا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه لامتي الرجال والنساء، لمن يعطها لمن كان قبلى ". هذا حديث لا نشك في وضعه، وفيه جماعة لا يعرفون أصلا. صلاة يوم الفطر أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد أنبأنا أبو عبيد الله الحسين بن عمر العلاف أنبأنا أبو القاسم الغامى حدثنا محمد بن أحمد بن صديق حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر المروزى حدثنى عبدالله بن محمد حدثنا مالك عن سليمان التيمى عن أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم الفطر بعد ما يصلى عيده أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الاعلى،
[ 132 ]
وفى الثانية بالشمس وضحاها، وفى الثالثة والضحى، وفى الرابعة قل هو الله أحد، فكأنما قرأ كل كتاب الله تعالى على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم ونظفهم، وكان له من الاجر مثل ما طلعت عليه الشمس ويغفر له ذنوب خمسين سنة " هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل. قال ابن حبان: لا يحل ذكر عبدالله ابن محمد في الكتب. صلاة ليوم عرفة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن البنا أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر حدثنا أبو الحسن على بن أحمد الحلواني حدثنا موسى بن عمران البلخى حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا محمد بن نافع حدثنا مسعود بن واصل حدثنا النهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمسين مرة، كتب الله تعالى له ألف ألف حسنة، ورفع له بكل حرف درجة في الجنة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام، ويزوجه الله بكل حرف في القرآن حوراء مع كل حوراء سبعون ألف مائدة من الدر والياقوت، على كل مائدة سبعون ألف لون من لحم طير خضر، برده برد الثلج وحلاوته حلاوة العسل وريحه ريح المسك لم يمسسه نار ولا حديد تجد لآخره طعما كما تجد لاوله ثم يأتيهم طير جناحاه من ياقوتتين حمراوين منقاره من ذهب له سبعون ألف جناح فينادى بصوت لذيذ لم يسمع السامعون بمثله: مرحبا بأهل عرفة. قال ويسقط ذلك الطير في صحفة الرجل منهم، فيخرج من تحت كل جناح من أجنحته سبعون لونا من الطعام، فيأكل منه وينتفض فيطير فإذا وضع في قبره أضاء له بكل حرف في القرآن نور حتى يرى الطائفين حول البيت ويفتح له باب من أبواب الجنة ثم يقول عند ذلك
[ 133 ]
رب أقم الساعة رب أقم الساعة مما يرى من الثواب والكرامة ". هذا حديث موضوع فيه ضعاف ومجاهيل. قال ابن عدى: النهاس لا يساوى شيئا. وقال ابن حبان: كان يروى المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. صلاة أخرى أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد الحافظ أنبأنا وحدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا يحيى بن محمد المدينى حدثنا عبدالله بن عمر العابدى حدثنا عبدالرحمن بن أنعم عن أبيه عن الحسن ومعاوية ابن قرة وأبى وائل عن على بن أبى طالب رضى الله عنه وعبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عرفة ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات في كل مرة يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ويختم آخرها بآيتين ثم يقرأ بقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات وقل هو الله أحد مائة مرة يبدأ في كل مرة ببسم الله الرحمن الرحيم إلا قال الله عزوجل أشهدكم أنى قد غفرت له ". وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن أنعم قد ضعفوه. قال أحمد: نحن لا نروى عنه شيئا. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة ويدلس عن محمد بن سعيد المصلوب. صلاة لليلة النحر أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن على بن ميمون أنبأنا أبو عبد الله محمد بن على بن عبدالرحمن أنبأنا محمد بن على بن الحسين بن أبى الجراح القطوانى أنبأنا أبى حدثنا إسحاق بن أحمد بن عبدالله حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا
[ 134 ]
الوليد بن مسلم عن عبدالرحمن بن يزيد عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة النحر ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب خمس عشرة مرة وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق خمس عشرة مرة وقل أعوذ برب الناس خمس عشرة مرة، فإذا سلم قرأ آية الكرسي ثلاث مرات ويستغفر الله خمس عشرة مرة، جعل الله اسمه في أصحاب الجنة وغفر له ذنوب السر وذنوب العلانية وكتب له بكل آية قرأها حجة وعمرة، وكأنما أعتق ستين رقبة من ولد إسماعيل، فإن مات فيما بينه وبين الجمعة الاخرى مات شهيدا ". هذا حديث لا يصح في إسناده القاسم. قال أحمد: منكر الحديث حدث عنه على بن زيد أعاجيب وما أرها إلا من قبل القاسم. وقال ابن حبان: كان يروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. وفيه أحمد بن محمد بن غالب وهو غلام خليل كان يضع الحديث. صلوات تفعل لاغراض صلاة التوبة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبدالملك النيسابوري حدثنا إسماعيل بن سعيد بن محمد الشاهد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه حدثنا محمد بن محمد بن على الاشعث حدثنا أبو طلحة شريح بن عبد الكريم التميمي حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين حدثنا شداد بن حكيم حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبى ذر قال: " قيل: يا رسول الله كيف ينبغى للمذنب أن يتوب من الذنوب ؟ قال: يغتسل ليلة الاثنين بعد الوتر ويصلى اثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون مرة وعشر مرات قل هو الله أحد ثم يقوم
[ 135 ]
ويصلى أربع ركعات ويسلم ويسجد ويقرأ في سجوده آية الكرسي مرة ثم يرفع رأسه ويستغفر مائة مرة ويقول مائة مرة لا حول ولا قوة إلا بالله ويصبح من الغد صائما ويصلى عند إفطاره ركعتين بفاتحة الكتاب وخمس مرات قل هو الله أحد ويقول يا مقلب القلوب تقبل توبتي كما تقبلت من نبيك داود واعصمني كما عصمت يحيى بن زكريا وأصلحني كما أصلحت أوليائك الصالحين. اللهم إنى نادم على ما فعلت فاعصمني حتى لا أعطيك. ثم يقوم نادما فإن رأس ما التائب الندامة، فمن فعل ذلك تقبل الله توبته وقضى حوائجه ويقوم من مقامه وقد غفر الله الذنوب كما غفر لداود عليه السلام، وبعث الله إليه ألف ملك يحفظونه من إبليس وجنوده إلى أن يفارق الروح جسده ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة، ويقبض الله روحه والله عنه راض ويغسله جبريل عليه السلام مع ثمانين ألف ملك يستغفرون له ويكتبون له الحسنات إلى يوم القيامة، ويبشره منكر ونكير بالجنة وفتح الله في قبره بابين من الجنة ويدخل الجنة بغير حساب ويجاور فيها يحيى بن زكريا عليه السلام ". هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه أبو ذر ولا زيد بن وهب وفى إسناده مجاهيل، ولقد أبدع الذى وضعه واجترأ على الشريعة بأشياء باردة. قال ابن عباس الحافظ: هذا حديث باطل منكر لا يتابع عليه راويه. والحمل فيه على من دون جرير. صلاة لاضاعة الصلاة حدثت عن أبى الاسعد محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيوب حدثنا أبى حدثنا محمد بن على حدثنا أبو محمد حدثنا أحمد بن عبيدالله النهرواني حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال " دخل شاب من أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
[ 136 ]
إنى عصيت ربى، وأضعت صلاتي، فما حيلتى ؟ قال: حيلتك بعد ما تبت وندمت على ما صنعت أن تصلى ليلة الجمعة ثمان ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسا وعشرين مرة قل هو الله أحد. فإذا فرغت من صلاتك فقل بعد التسليم ألف مرة صلى الله على محمد النبي الامي فإن الله عزوجل يجعل ذلك كفارة لصلواتك. ولو تركت - صلاة - [ الصلاة ] مائتي سنة. وغفر الله لك الذنوب كلها وكتب الله لك بكل ركعة مدينة في الجنة، وأعطاك بكل آية قرأتها ألف حوراء، وتدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى بعد موتى هذه الصلاة يرانى في المنام من ليلته وإلا فلا تتم من الجمعة القابلة حتى يرانى في المنام، ومن رأني في المنام فله الجنة ". هذا حديث موضوع بلا شك وكان واضعه من جهلة القصاص وأخاف أن يكون قاصدا لشين الاسلام، لانه إذا صلى الانسان هذه الصلاة، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم في منامه شك في قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تقوم ركعتان يسيرة يتطوع بها مقام صلوات كثيرة مفترضة. هذا محال وفى إسناده مجاهيل فليس بشئ أصلا. صلاة من فعلها رأى مكانه في الجنة روى إسحاق بن أبى يزيد عن سفيان عن خالد بن عمير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يفته ركعة من صلاة الغداة أربعين ليلة لم يمت حتى يرى مقعدة من الجنة ". وإسحاق مجهول وقد اتهموه بوضعه. صلاة لرؤية الله تعالى في المنام قال سبقت في ذكر صلاة يوم الجمعة.
[ 137 ]
صلاة لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبدالملك النيسابوري حدثنا إسماعيل بن مسعدة الحافظ حدثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه حدثنا محمد بن محمد بن على بن الاشعث حدثنا شريح بن عبد الكريم التميمي وأبو يعقوب يوسف بن على قالا حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين حدثنا يعلى بن عبيد عن الاعمش عن أبى صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " ما من مؤمن يصلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وخمسا وعشرين مرة قل هو الله أحد ثم يسلم ثم يقول ألف مرة صلى الله على محمد النبي الامي، فإنه يرانى في ليلته في المنام وألا تتم له الجمعة القابلة حتى يرانى في المنام، ومن رأني غفر الله له الذنوب ". هذا حديث لا يصح وفيه جماعة مجهولون. صلاة أخرى لرؤيته عليه السلام أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أحمد الفرضى حدثنى أبو الطيب محمد بن أحمد ابن موسى بن هارون حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم البزورى سمعت محمد بن عكاشة الكرماني يقول أنبأنا معاوية بن حماد الكرماني عن ابن شهاب قال: " من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما بقل هو الله أحد ألف مرة ثم نام رأى النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عكاشة: قدمت عليه نحو من سنتين أغتسل كل ليلة جمعة وأصلى ركعتين وأقرأ فيهما قل هو الله أحد ألف مرة طمعا أن أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأتت على ليلة باردة فاغتسلت وصليت ركعتين قرأت فيهما قل هو الله أحد ألف مرة، ثم أخذت مضجعي
[ 138 ]
فأصابني حلم فقمت الثانية فاغتسلت وصليت ركعتين قرأت فيهما قل هو الله أحد ألف مرة، فلما فرغت منهما وكان قريبا من السحر استندت إلى الحائط فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان فبدأني فقال: حياك الله يا محمد ". وذكر أنه عرض عليه اعتقادا في قصة طويلة. ومحمد بن عكاشة من أكذب الناس. قال أبو زرعة: كان كذابا. وقال الدارقطني: يضع الحديث. صلاة لحفظ القرآن أنبأنا ظفر بن على الهمداني أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل الصرفى حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن إبراهيم القرشى حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال على عليه السلام: " يا رسول الله إن القرآن يتقلب في صدري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته ؟ قال: بلى بأبى أنت وأمى. قال: صل ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب ويس، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله تعالى واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر للمؤمنين ثم قل: اللهم ارحمنى بترك المعاصي أبدا ما أبقيتنى ". هذا حديث لا يصح. ومحمد بن إبراهيم مجروح. وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك. طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى عن أبى طالب العشارى حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن الحسن بن محمد المقرى حدثنا الفضل بن محمد العطار حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم عن جريج عن عطاء عن ابن عباس " أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء على
[ 139 ]
ابن أبى طالب رضى الله عنه فقال: بأبى وأمى يا رسول الله يتفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بها من علمته، ويثبت ما علمت في صدرك ؟ قال: أجل يا رسول الله، فعلمني. قال: فإذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل فإنها ساعة مشهورة فالدعاء فيها مستجاب وهو قول يعقوب لبنيه: سوف أستغفر لكم ربى، يقول حتى تأتى الجمعة فإن لم يستطع في وسطها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسورة يونس وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وسورة حم الدخان وفى الركعة الثالثة الم تنزيل السجدة وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء عليه وصل على وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولاخوانك الذين سبقوك بالايمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمنى بترك المعاصي ما أبقيتنى وارحمني أن أتكلف ما لا يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى. اللهم بديع السموات والارض ذا الجلال والاكرام والعزة التى لاترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى وتطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبى، وأن تشرح به صدري، وأن تشغل به بدنى فإنه لا يعيننى على ذلك ولا يؤتنيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. أبا الحسن تقول ذلك ثلاثا أو خمسا أو سبعا بإذن الله، فوالذي بعثنى بالحق ما أخطى موصى. قال ابن عباس: فو الله ما لبث إلا خمسا أو سبعا حتى صار رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس فقال: يا رسول الله إنى كنت أتعلم أربع آيات ونحو هن فإذا قرأتهن على نفسي ينفلتن منى وأنا اليوم أتعلم الاربعين الآية أو نحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عينى ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت منى، وأنا الآن أسمع الاحاديث فإذا تحدثت منها لا أخرم منها حرفا واحدا. فقال له رسول الله
[ 140 ]
صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن ". قال الدار قطني: تفرد به هشام عن الوليد. قال المصنف قلت: أما الوليد فقال علماء النقل: كان يروى عن الاوزاعي أحاديث هي عند الاوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الاوزاعي مثل نافع والزهرى فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الاوزاعي عنهم، وبعد هذا فأنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني. قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب. وقال البرقانى: كل حديثه منكر. وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. صلاة لقضاء الحوائج أنبأنا عبدالملك بن أبى القاسم أنبأنا أبو عامر الازدي وأبو بكر الغورجى قالا أنبأنا ابن الجراح حدثنا ابن محبوب حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا على ابن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا عبدالله بن بكر السهمى عن فايد بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبى أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بنى آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لى ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ". قال الترمذي: هذا غريب، وفايد هو أبو الورقاء يضعف في الحديث. قال المصنف قلت: قال أحمد بن حنبل: فايد متروك الحديث. وقال يحيى ليس بثقة. وقال الرازي: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
[ 141 ]
صلاة أخرى لقضاء الحوائج أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا محمد بن على بن الفتح حدثنا عبدالله بن إبراهيم القزاز حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا على بن الحسن الكرماني حدثنا خلف بن عبدالحميد السرخسى حدثنا أبان بن أبى عياش حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كان له إلى الله حاجة عاجلة أو آجلة فليقدم بين يدى نجواه صدقة وليقم الاربعاء والخميس والجمعة ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فيصلى اثنتى عشرة ركعة يقرأ في عشر ركعات في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في الركعتين في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل الله تعالى حاجته، فليس يرده من حاجة عاجلة أو آجلة إلى قضاها الله تعالى له ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبان ليس بشئ. قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عن أبان بن أبى عياش. وقال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال يحيى: ليس حديثه بشئ. ذكر صلوات مرويات مطلقة صلاة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عثمان البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنى جعفر بن محمد بن القاسم قال قال أبو عبد الله محمد بن عبدالله بن الصقر بن إسماعيل وابن عيسى مولى الرشيد حدثنا حرب بن مختار بن بعبع حدثنا عبدالغنى بن رفاعة حدثنا نعيم بن سالم عن عبدالله بن الحسن عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ركعتين يقرأ في إحداهما من الفرقان من تبارك
[ 142 ]
الذى جعل في السماء بروجا حتى يختم، وفى الركعة الثانية أول سورة المؤمنين حتى يبلغ تبارك الله أحسن الخالقين، ثم يقول في كل ركعة من ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده ثلاث مرات، ومثل ذلك في سجوده، أعطاه الله عزوجل عشرين خصلة ويؤمن من شر الجن والانسن ويعطيه الله عزوجل كتابه بيمينه يوم القيامة ويؤمن من عذاب القبر ومن الفزع الاكبر ويعلمه الكتاب وإن لم يكن حريصا عليه وينزع من الفقر ويذهب عنه هم الدنيا ويؤتيه الله عزوجل الحكم ويبصره كتابه الذى أنزله على نبيه ويلقنه حجته يوم القيامة ويجعل النور في قلبه وينزع حب الدنيا من قلبه ويكتب عند الله عزوجل من الصالحين ". صلاة أخرى أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد النيسابوري أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبدالله حدثنا محمد بن القاسم بن عبدالرحمن العتكى حدثنا محمد بن أشرس حدثنا عامر بن خداش حدثنا عمر بن هارون البلخى عن ابن جريج عن داود بن أبى عاصم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فاثن على الله عزوجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إنى أسألك بمعاقد - العزيز - [ العز من ] عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الاعظم وحدك الاعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمينا وشمالا، ولا تعلموها السفهاء فأنتم تدعون بها فيستجاب ". هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده كما ترى وفى إسناده عمر بن هارون، قال يحيى: كذاب، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة المعضلات ويدعى شيوخا
[ 143 ]
لم يرهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهى عن القراءة في السجود. صلاة التسبيح أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو على الحسن بن على بن المذهب أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا عثمان بن أحمد بن عبدالله حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضى حدثنا أحمد بن أبى شعيب الحرانى حدثنا موسى بن أعين عن أبى رجاء الخراساني عن صدقة عن عروة بن رويم عن ابن الديلمى عن العباس بن عبدالمطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أهب لك ألا أعطيك ألا أمنحك ؟ قال: فظننته أنه يعطينى من الدنيا شيئا لم يعطه أحدا قبلى، قال: أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر الله لك، تبدأ فتكبر، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل مثل ذلك عشر مرات، فإذا قلت سمع الله لمن حمده قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل أن تقوم، ثم افعل في الركعة الثانية مثل ذلك، غير أنك إذا جلست للتشهد قلت ذلك عشر مرات قبل التشهد، ثم افعل في الركعتين الباقيتين مثل ذلك، فإن استطعت أن تفعل في كل يوم، وإلا ففى كل جمعة، وإلا ففى كل شهر، وإلا ففى كل شهرين، وإلا ففى كل سنة ". طريق آخر: أنبأنا الحصين أنبأنا أبو على بن المذهب أنبأنا الدارقطني حدثنا أبو بكر النيسابوري قال الدارقطني: وحدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا الحكم ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس ابن عبدالمطلب: " يا عماه ألا أعطيك ألا أخبرك ألا أفعل ؟ عشر خصال إذا
[ 144 ]
أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، وخطأه وعمده وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلى أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوى ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة. تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففى كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففى كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففى كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففى عمرك مرة ". طريق ثالث: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا الدارقطني حدثنا أبو على الكاتب على بن محمد بن أحمد بن الجهم حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسى حدثنا يزيد بن الحباب حدثنا موسى بن عبيدة الرندى حدثنى سعيد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن حزم عن أبى رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: " يا عم ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك ؟ قال: بلى. قال: صل أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس وسبعون في كل ركعة. وهى ثلثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفر ها الله لك. قال: يا رسول الله ومن يستطيع أن يقولها في يوم ؟ وإن لم تستطع فقلها في كل جمعة، وإن لم تستطع فقلها في كل شهر، فلم يزل يقول له حتى قال قلها في سنة ".
[ 145 ]
هذه الطرق كلها لا تثبت. أما الطريق الاول ففيه صدقة بن يزيد الخراساني. قال أحمد: حديثه ضعيف وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: حدث عن الثقاة بالاشياء المعضلات، لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به. وأما الطريق الثاني فإن موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا. وأما الثالث ففيه موسى بن عبيدة. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقد روى هذه الصلاة أبو الجوزاء عن ابن عباس أنه قال له: ألا أحبوك، فعلمه صلاة التسبيح من غير أن يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث يرويه أبو جناب يحيى بن أبى حية. قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه. وقال الفلاس: هو متروك الحديث. وقد رويناها من حديث يحيى بن عمرو بن مالك عن أبيه عن الحوراء عن ابن عباس موقوفة أيضا. وكان حماد بن زيد يرمى يحيى بالكذب، وضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وضعفوا أباه عمرا. فقال ابن عدى: عمرو بن مالك منكر الحديث عن الثقاة ويسرق الحديث، وضعفه أبو يعلى الموصلي. ورويناها من حديث روح بن المسيب عن عمرو بن مالك البكري عن أبى الجوزاء عن ابن عباس موقوفة عليه. وقد بينا القدح في عمرو. وأما روح فقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات ويرفع الموقوفات، لا تحل الرواية عنه. وقد رويت لنا صلاة التسبيح أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها ابن عمرو بن العاص إلا أنه من حديث عبد العزيز بن أبان عن سفيان الثوري عن أبان بن أبى عياش. فأما عبد العزيز فقال يحيى ليس بشئ كذاب خبيث يضع الحديث
[ 146 ]
وقال أحمد: تركته، وأما أبان بن أبى عياش فقال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عنه. وقد رواها ابن ثوبان واسمه عبدالرحمن بن ثابت وابن سمعان واسمه عبدالله ابن زياد أن رسول الله صلى الله عله وسلم علمها جعفر بن أبى طالب. وابن ثوبان قد ضعفه يحيى وابن سمعان قد كذبه مالك. ورويت لنا من حديث إسحاق بن إبراهيم بن قسطاس عن عمر مولى غفرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها جعفر بن أبى طالب. قال لعلى بن أبى طالب: ألا أهدى لك فذكر صلاة التسبيح، وقد اتفق علماء الحديث على تضعيف إسحاق وعمر ثم حديثه مقطوع. قال العقيلى: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت. باب أخذ - البروات - [ البراءات ] للمصلين أنبأنا ابن المعمر المبارك بن أحمد الانصاري أنبأنا أبو محمد جابر بن محمد بن جابر البصري أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الرفا حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البحيرى حدثنا أبو بكر عبدالله بن أذين الثوري وأبو بكر محمد بن على زحر قالا حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عيسى الطوسى المعروف بالراجيان حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين حدثنا محمد بن داود النيسابوري حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي حدثنا منصور ابن مجاهد عن الربيع بن بدر عن سوار بن شبيب عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال أبو عبد الله البحيرى وحدثنا أبو بكر عبدالله بن أذين الثوري حدثنا أبو الحسن أحمد بن عيسى الرازي حدثنا أبو العباس محمد بن موسى حدثنا محمد ابن داود النيسابوري حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي حدثنا منصور بن مجاهد عن الربيع بن بدر عن سوار بن شبيب عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال
[ 147 ]
" إن لله تعالى ملكا يسمى شمخائيل يأخذ - البروات - [ البراءات ] للمصلين من عند الله عزوجل عند كل صلاة، فإذا أصبح المؤمنون قاموا فتوضأوا لصلاة الفجر وصلوا أخذ لهم من الله عزوجل براءة أولها مكتوب فيها: عبيدى وإمائي في جواري جعلتكم وفى ذمتي وحفظى جعلتكم وتحت كنفى صبحتكم، فوعزتي لا أخذلكم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر، فإذا كان وقت الظهر قاموا فتوضأوا وصلوا أخذلهم من الله تعالى براءة ثانية مكتوب فيها: عبيدى وإمائي بدلت سيئاتكم حسنات - ولقرت - [ كفرت ] لكم السيئات وتجاوزت لكم عن السيئات وأدخلتكم برضاى عليكم دار الجلال وإذا كان وقت العصر قاموا فتوضأوا وصلوا أخذلهم من الله براءة ثالثة مكتوب فيها: عبيدى وإمائي حرمت أبدانكم على النار وأسكنتكم منازل الابرار ورفعت عنكم برحمتي الاشرار، فإذا كان وقت المغرب قاموا فتوضأوا وصلوا أخذلهم براءة رابعة مكتوب فيها: عبيدى وإمائي صعدت إلى ملائكتي بالرضى عنكم وحق على رضاكم وأنا أعطيكم يوم القيامة أمنيتكم، فإذا كان وقت العشاء أخذلهم من الله تعالى براءة خامة مكتوب فيها: عبيدى وإمائي في بيوتكم تطهرتم وإلى مشيتم في ذكرى خضتم وحقى عرفتم وفرائضي أديتم. اشهد يا شمخائيل وسائر ملائكتي أنى قد رضيت عنهم. قال فينادى شمخائيل كل ليلة ثلاثة أصوات بعد عشاء الآخرة: يا ملائكة الله إن الله عز وجل قد غفر للمصلين الموحدين، فلا يبقى مالك في السموات السبع إلا استغفر للمصلين ودعا لهم بالمداومة عليها، فمن رزق منهم صلاة الليل فإنه ما من عبد ولا أمة قام لله مخلصا فتوضأ وضوءا سابغا ثم دنا من مصلاه فصلى فيه إلا جعل الله تعالى خلفه سبع صفوف من الملائكة، في كل صف منهم مالا يحصى عددهم إلا الله، أحد طرفي الصف بالمشرق والآخر بالمغرب حتى إذا فرغ من صلاته أمن هؤلاء الملائكة على دعائه، فإذا فرغ من دعائه كتب الله له بعدد هؤلاء الملائكة حسنات ومحا عنه بعددهم سيئات فرفع لهم بعددهم درجات. قال وكان
[ 148 ]
الربيع بن بدر إذا حدث الناس بهذا الحديث يقول: أين أنت أين أنت يا غافل عن هذا الكريم، أين أنت أين أنت عن قيام الليل وعن جزيل هذا الثواب والكرامة ؟ قال الربيع بن بدر: والله ثم والله لقد لزمت سوار بن شبيب ثلاث سنين في طلب هذا الحديث حتى أخذته منه. قال منصور: والله ثم والله لقد لزمت الربيع بن بدر أربع سنين وزيادة في طلب هذا الحديث حتى أخذته منه. وقال أحمد بن هاشم: والله والله لقد سألت منصور بن مجاهد هذا الحديث أكثر من سنة أقول حديث البراءات للمصلين حتى أنى أكثرت عليه حتى أفادنيه وقبل إن أبا عثمان لدلك وكان محمد بن داود يحدث به في كل سنة مرة ". هذا حديث موضوع بلا شك، فما أبرد الذى وضعه وما أسمج كلامه. فأما الربيع بن بدر فقال السعدى: هو واهى الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ذاهب الحديث. وقال النسائي والدارقطني والازدى: هو متروك. وأما منصور بن مجاهد فقال أبو الفتح الازدي: هو رجل سوء يضع الحديث، والغالب أن هذا عمله، وأما حديث ابن هاشم الخوارزمي فقد اتهمه الدارقطني.
[ 149 ]
كتاب الزكاة باب زكاة الفطر أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد بن يوسف أنبأنا محمد بن عبدالملك بن بشران حدثنا على بن عمر الحافظ حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان الواسطي حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدقة الفطر عن كل صغير وكبير، ذكر وأنثى، يهودى أو نصراني حر أو مملوك، نصف صاع بر أو صاع من تمر أو صاع من شعير ". هذه الزيادة وهى ذكر اليهودي والنصراني موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم انفرد بها سلام الطويل. قال يحيى: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة الموضوعات كأنه كان المتعمد لها. وقد روى عثمان بن عبدالرحمن الوقاصى عن نافع عن ابن عمر أنه كان يخرج عن كل كافر ومسلم، إلا أن يحيى بن معين قال: الوقاصى يكذب، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: على كل حر وعبد من المسلمين. باب زكاة الركاز أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم ابن حبان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هارون بن عبدالله الجمال حدثنا ابن أبى فديك حدثنا عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في الركاز العشر " وقد رواه يزيد بن عياض عن نافع.
[ 150 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عبدالله ابن نافع ويزيد ليسا بشئ، وقال النسائي: متروكان. وقال أبو حاتم بن حبان هذا خبر باطل لم يفرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركاز العشر. باب تحرى العالم بالزكاة أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا عبدالله بن عطاء الابراهيمي حدثنا عبدالرحمن بن محمد العبدى حدثنا الحسين بن محمد بن عتبة الدينورى حدثنا عبيدالله بن محمد بن شيبة حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن زياد الاصفهانى حدثنا الحسن بن محمود بن وكيع حدثنا سفيان بن وكيع عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أدوا الزكاة وتحروا يا أهل العلم فإنه أبر وأتقى ". هذا متن باطل موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن موسى والحسن بن محمود مجهولان. وقد ذكره هبة الله بن المبارك السقطى فاتهم به عبدالله بن عطاء، وقال: كان يركب الاسانيد على متون ربما كانت موضوعة منها هذا الحديث. قال: وابن عتبة لا يعرف ولا ابن شيبة ورجال الاسناد كلهم مجاهيل والمتن لا يعرف في كتاب وإنما وضعه مستطعما للعوام. قال المصنف قلت: وهذا جور من السقطى بمرة لانه قال كل رواته مجاهيل وليس كذلك. أما عبدالرحمن بن محمد العبدى فهو أبو القاسم عبدالرحمن بن أبى عبدالله بن منده. وأما الحسين بن محمد بن عتبة فهو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفى بل لا يعرف في نسبة ابن عتبة، ولعله بعض أجداده. وأبو عتبة صحابي معروف. وأما عبدالله بن محمد بن شيبة فشيخ لابن فنجويه معروف أكثر عنه في تصانيفه. وأما المجهول في الاسناد الرجلان اللذان ذكرناهما والمتن موضوع بلا شك.
[ 151 ]
باب اجتماع العشر والخراج أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا القاضى أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي حدثنا محمد بن حامد المعدل حدثنا محمد بن أحمد ابن أبى مهزول المصيصى حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا يحيى بن عنبسة حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجتمع على مؤمن خراج وعشر ". وقد رواه ابن شاهين عن أيوب بن موسى عن يوسف بن سعيد حدثنا يحيى بن عيسى وإنما هو يحيى بن عنبسة. قال أبو حاتم بن حبان: ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحيى بن عنبسة دجال يضع الحديث وهو كذب على أبى حنيفة ومن بعده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو أحمد بن عدى: لا يروى هذا الحديث غير يحيى بهذا الاسناد وإنما يروى هذا من قول إبراهيم ويحكيه أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم من قوله فجاء يحيى فوصله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبطل فيه. ويحيى مكشوف الامر لرواياته عن الثقاة الموضوعات.
[ 152 ]
كتاب الصدقة باب ثمرة العفاف وترك الشكوى إلى الناس أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا أحمد بن موسى المكى حدثنا محمد بن على الرافعى حدثنا إسماعيل ابن رجاء الحصنى بن حصن مسلمة عن موسى بن أعين عن الاعمش عن سعيد ابن جبير عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله عزوجل فتح الله له رزق سنة من حلال ". قال ابن حبان: هذا خبر باطل، لا الاعمش حدث به ولا سعيد رواه ولا أبو هريرة أسنده ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وإسماعيل منكر الحديث، يأتي عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات. باب رزق المؤمن من حديث لا يحتسب أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيدالله الدارمي حدثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: " اجتمع على بن أبى طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنهم فتماروا في شئ فقال لهم على: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله، فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله جئناك نسألك عن شئ. قال: إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له. قالوا: حدثنا عن الصنيعة، فقال: لا ينبغى أن تكون الصنيعة إلا لذى حسب أو دين، جئتم تسألونى عن البروما عليه العباد واستبراؤه بالصدقة، جئتم تسألونى عن جهاد الضعيف وجهاد
[ 153 ]
الضعفاء الحج والعمرة، جئتم تسألونى عن جهاد المرأة، جهاد المرأة لزوجها حسن التبعل، جئتم تسألونى عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي ؟ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع. وأحمد بن داود كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: هو متروك كذاب. باب الزكاة بالصدقة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله البيضاوى أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو طالب محمد بن على بن الفتح حدثنا على بن الحسين بن سكينة حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مهدى حدثنا على بن أحمد بن أبى قيس حدثنا أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنى عبدالله بن جرير حدثنا بشر بن عبيد حدثنا أبو يوسف عن المختار بن فلفل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يخطئ الصدقة ". طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا هشام بن عبدالملك حدثنا يحيى بن سعيد العطار حدثنا سليمان بن عمرو عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يخطئ الصدقة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عن المختار بن فلفل أربعة: أبو يوسف وسيمان بن عمرو وعبد الاعلى بن أبى المساور وابن إدريس. فأما أبو يوسف فلا يعرف وبشر بن عبيد الراوى عن أبى يوسف منكر الحديث بين الضعف قاله ابن عدى وأما سليمان بن عمرو فهو أبو داود النخعي، وقد أجمع العلماء على أنه كان يضع الحديث. وأما عبدالاعلى فقال
[ 154 ]
يحيى: هو كذاب. وقال على: ليس بشئ. وقال ابن نمير: متروك الحديث. وأما ابن إدريس فالذي رواه عنه الصفر بن عبدالرحمن. قال أبو بكر بن أبى شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو على صالح بن محمد: كان كذابا. قال ولا أصل لهذا الحديث. باب محو ذنوب الاغنياء بالفقراء أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا - أبى - [ أبو ] بكران أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا إبراهيم بن عدى حدثنا يوسف بن عيسى القرشى حدثنا العلاء بن زبرك حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الفقراء مناديل الاغنياء يمسحون بهاد ذنوبهم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو داود والدارقطني: العلاء متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا. باب جواز انتهار السائل إذ رد عليه فلم يبرح فيه عن ابن عباس وعائشة: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا هبة الله بن أحمد قال أنبأنا أبو طالب محمد بن على بن الفتح حدثنا الدارقطني حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا عباد بن العوام حدثنا الوليد بن الفضل الغبرى حدثنا عبدالرحمن بن حسين حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رددت على السائل ثلاثا فلا بأس أن - تزيره - [ تزبره ] ". قال الدارقطني: تفرد به الوليد. قال ابن حبان: يروى المناكير التى لا يشك أنها موضوعة.
[ 155 ]
وأما حديث عائشة رضى الله عنها: فأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا محمد بن أبى نصر الحميدى أنبأنا أبو زكريا عبدالرحيم بن أحمد البخاري حدثنا عبدالغنى بن سعيد الحافظ حدثنا الحسن بن خضر حدثنا عبدالله ابن وهب حدثنا ابن أبى السرى حدثنا وهب بن زمعة القرشى عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة إذا رددت السائل فلم يذهب فلا بأس أن تزبريه ". قال عبدالغنى الحافظ: وهب بن زمعة هو وهب بن وهب القاضى. قال المصنف قلت: وقد ذكرنا فيما مضى من كتابنا أنه كان يضع الحديث. ومن المصائب العظيمة في الدين تدليس الكذاب، فمن فعل هذا فقد خان الله ورسوله، وأتى ذنبا عظيما. وقد روى عبدالملك بن هارون بن عنترة من حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال للمسكين أبشر فقد وجبت له الجنة ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد. قال يحيى والسعدى: عبدالملك كذاب. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي: متروك. باب لولا كذب السائل ما أفلح من رده فيه عن عبدالله بن عمرو وأبى أمامه وعائشة: فأما حديث ابن عمرو فأنبأنا عبد الوهاب حدثنا ابن المظفر حدثنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن الخليل الحريري حدثنا أحمد بن هانئ الضبعى حدثنا عبدالاعلى بن حسين بن ذكوان المعلم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو صدق المساكين ما أفلح من ردهم ".
[ 156 ]
وأما حديث أبى أمامة: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسين بن أبى شيخ حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا بقية عن عمر بن موسى عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم " وقد رواه عبد العزيز بن بحر عن هياج بن بسطام عن جعفر بن الزبير عن القاسم. وأما حديث عائشة فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا شريح بن النعمان حدثنا عبدالله بن عبدالملك بن عثمان بن كرز عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن السؤال لو صدقوا ما أفلح من ردهم " هذا حديث لا يصح. أما حديث عمرو ففيه عبدالله بن حسين. قال العقيلى: وهو منكر الحديث حديثه غير محفوظ وأبوه ضعيف. وأما حديث أبى أمامة ففى طريقه الاول عمر بن موسى. قال يحيى: ليس بثقة، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: هو في عداد من يضع الحديث. وفى طريقه الثاني هياج. قال أحمد: متروك الحديث هو وجعفر بن الزبير. وأما حديث عائشة ففيه عبدالله بن عبدالملك. قال ابن حبان: لا يشبه حديثه حديث الثقاة. قال: ولا أصل لهذا الحديث. وقال العقيلى: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ. باب من لم يجد ما يتصدق به فليلعن اليهود فيه عن أبى هريرة وعائشة: فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن
[ 157 ]
ثابت حدثنا أبو الحسن بن رزق حدثنا محمد بن إسحاق بن يعقوب الطبري حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم حدثنا إسماعيل بن بهرام حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحى عن سليم يعنى المكى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود فإنها صدقة له ". وأما حديث عائشة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمران السختيانى حدثنا إبراهيم ابن المنذر حدثنا عبدالله بن محمد بن زاذان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لم يكن عند أحدكم ما يتصدق به فليلعن اليهود ". الطريق الثاني: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أحمد بن محمد بن عبدالله الكاتب أنبأنا محمد بن حميد حدثنا على بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا يحيى بن معين حدث يعقوب بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود ". قال ابن معين: هذا كذاب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل. قال المصنف قلت: هذا الحديث من جميع طرقه لا يصح. أما طريق أبى هريرة ففيه طلحة بن عمر. وقال أحمد بن حنبل والنسائي: ليس بشئ متروك الحديث. ولذلك قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وفيه سليم المكى. قال يحيى: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه إسماعيل الطلحى. قال أبو حاتم الرازي:
[ 158 ]
ضعيف الحديث. وأما أبوه محمد بن زاذان فقال البخاري: لا يكتب حديثه. وأما حديث عائشة ففى الطريق الاول عبدالله بن زاذان. قال ابن عدى: له أحاديث غير محفوظة. وأما الطريق الثاني فقد ذكرنا القدح فيه عن يحيى، وقال أحمد بن حنبل: يعقوب بن محمد لا يساوى شيئا، وقد سرق هذا الحديث أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهل الباهلى فرواه. قال ابن عدى: كان ممن يضع الحديث متنا وإسنادا ويسرق من حديث الضعاف ويلزقها على قوم ثقاة. باب الطلب من الرحماء أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن أيوب بن الضريس حدثنا جندل بن والق حدثنا أبو الملك الواسطي عن عبدالرحمن السدى عن داود بن أبى هند عن أبى نصرة عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله عزوجل: اطلبوا الفضول من الرحماء من عبادي تعيشوا في أكنافهم فإنى جعلت فيهم رحمتى، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنى جعلت فيهم سخطى ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الرحمن السدى مجهول. قال العقيلى: لا يتابع على هذا الحديث ولا يعرف من وجه يصح. باب اليأس مما في أيدى الناس أنبأنا ابن الحصين عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى العباس بن عقدة حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي حدثنا إبراهيم بن زياد حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبيدالله قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الغنى ؟ قال: الاياس فيما [ في ] أيدى الناس " قال الحضرمي قلت لابراهيم بن
[ 159 ]
زياد: هذا رأيته في النوم. فغضب وقال: تقول هذا ؟ قال أبو الفتح الازدي: إبراهيم بن زياد متروك الحديث. باب طلب الخير من حسان الوجوه فيه عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأنس وأبى هريرة ويزيد القسملى وعائشة رضى الله عنهم: فأما حديث ابن عباس فله أربعة طرق: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أخبرني الازهرى حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن خشيش حدثنا خيثمة بن سليمان حدثنا ابن أبى عرزة حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ". الطريق الثاني: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على أخبرني الحسين ابن على الطناجيرى أنبأنا محمد بن زيد بن على الانصاري حدثنى عبدالله بن سهل أبوسيار حدثنا عيسى بن خشنام المدائني حدثنا أحمد بن سلمة المدائني حدثنا منصور بن عمار أنبأنا أبو حفص الابار عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند صباح الوجوه ". كذا قال. وفى أصل المدائني أحمد بن منجويه بن أبى سلمة. قال الخطيب: ما أظن هذا الحديث إلا عنه، فإنه يروى عن منصور بن عمار. الطريق الثالث: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا أيوب بن سليمان الصعدى حدثنا يحيى بن يزيد أبو زكريا حدثنا مصعب بن سلام عن عباد القرشى عن
[ 160 ]
عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. قال فقيل لابن عباس: كم من رجل قبيح الوجه قضى الحاجة ؟ قال: إنما يعنى حسن الوجه عند طلب الحاجة ". الطريق الرابع: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف أنبأنا العقيلى حدثنا هارون بن على المقرى حدثنا الحسن بن يزيد حدثنا عصمة بن محمد الانصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ". وأما حديث ابن عمر فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الازهرى حدثنا محمد بن جعفر النجار حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن الخصيب حدثنا خلف بن محمد - كودوس - [ كردوس ] حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن المجبر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سألتم الخير اسألوا حسان الوجوه ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الاول بن عيسى أنبأنا عبدالرحمن بن محمد بن المظفر أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن المجبر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ". الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن سعيد العطار حدثنا الكديمى عن روح ابن عبادة حدثنا شعبة عن قتادة عن ابن المسيب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ". وأما حديث أنس فله طريقان:
[ 161 ]
الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو عبيد محمد بن أبى نصر أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد الطرازى حدثنا أبو سعيد العدوى وهو الحسن بن على حدثنا خراش حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوا الخير عند حسان الوجوه ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر وسعد الخير قالا أنبأنا نصر بن أحمد الوزان أنبأنا ابن رزقويه حدثنا محمد بن عمرو بن البحترى حدثنا أحمد بن إسحاق ابن صالح الوزان حدثنا سليمان بن سلمة حدثنا عبد العظيم بن حبيب الفهرى حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن أبى ذئب عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه ". وأما حديث أبى هريرة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنى إسماعيل بن محمود الهروي حدثنا محمد بن الازهر البلخى حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم عن العلاء ابن عبدالرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ". الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم الحريري أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا على بن عبدالله بن مييسر - [ مبشر ] حدثنا محمد بن جعفر لقلوق حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أبى عمرو الغفاري حديثا يزيد بن عبدالملك النوفلي عن عمران بن أبى أنس عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابتغوا الخير عند حسان الوجوه ". وأما حديث يزيد فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو بكر بن شاذان حدثنا أبو عبد الله أحمد
[ 162 ]
ابن محمد بن المغلس حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن زياد عن الحجاج بن يزيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه ". وأما حديث عائشة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن على بن ميمون أنبأنا عبد الوهاب بن محمد الغندجانى أنبأنا أحمد بن عبدان الشيرازي أنبأنا محمد بن سهل المقرى حدثنا البخاري حدثنى إبراهيم حدثنا معن حدثنا عبدالرحمن بن أبى بكر المليكى عن امرأته جبرة عن أبيها عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " وهذه جبرة بنت محمد بن ثابت بن سباع. الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن على حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا شيخ بن قريش عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه وسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " قال الحسن فقلت ليزيد: من هذا الشيخ أو سمه ؟ قال: (لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم) قال محمد بن إسماعيل الصانع: هو سليمان بن أرقم. الطريق الثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا هنبل بن محمد حدثنا عبدالله ابن عبد الجبار قال الحكم بن عبدالله الايلى حدثنى الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الحاجات عند حسان الوجوه " هذا حديث لا يصح من جميع جهاته.
[ 163 ]
أما حديث ابن عباس ففى طريقه الاول طلحة بن عمرو. قال أحمد بن حنبل: لا شئ متروك الحديث، وكذلك قال النسائي، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب. وأما الطريق الثاني ففيه أحمد بن سلمة. قال ابن عدى: حدث عن الثقاة بالبواطيل وكان يسرق الحديث. وفيه عيسى بن خشنام قال الخطيب: حدث حديثا منكرا. وفى الطريق الثالث مصعب بن سلام، ضعفه ابن المدينى ويحيى وأبو داود. وفى الطريق الرابع عصمة بن محمد. قال يحيى: كذاب يضع الحديث. وقال الدارقطني. متروك. وقال العقيلى: حدث بالبواطيل عن الثقاة. وأما حديث ابن عمر ففى الطريق الاول والثانى محمد بن عبدالرحمن. قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حماد: متروك الحديث وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال كذب. وفى الطريق الثالث الكديمى وقد ذكرنا في غير موضع من كتابنا أنه كان يضع الحديث. قال ابن حبان: فلعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وأما حديث جابر ففيه عمر بن صهبان وهو عمر بن محمد بن صهبان. قال أحمد: لم يكن بشئ. وقال يحيى: لا يساوى فلسا. وقال النسائي والدار قطني: متروك وفيه سليمان بن كراز. قال أبو حاتم الرازي: ضعيف. وقدح فيه ابن عدى أيضا، وفيه محمد بن زكريا. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وأما حديث أنس ففى الطريق الاول محمد بن محمد الطرازى. قال أبو بكر الخطيب: هو ذاهب الحديث. وفيه أبو سعيد العدوى وقد سبق أنه كان يضع الحديث. وفيه خراش. قال ابن عدى: هو مجهول. وقال ابن حبان: لا يحل
[ 164 ]
الاحتجاج به ولا كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار. وفى الطريق الثاني سليمان بن سلمة اتهمه ابن حبان بوضع الحديث. وأما حديث أبى هريرة ففى طريقه الاول العلاء بن عبدالرحمن. قال يحيى ليس حديثه بحجة. وفيه عبدالرحيم بن إبراهيم. قال يحيى: ليس بشئ. وفيه محمد بن الازهر. قال أحمد بن حنبل: لا تكتبوا عنه، فإنه يحدث عن الكذابين. وأما الطريق الثاني ففيه عبدالله بن إبراهيم. قال الدارقطني: حديثه منكر ونسبه ابن حبان إلى أنه يضع الاحاديث. وأما حديث يزيد ففيه هشام بن زياد، ضعفه أحمد ويحيى. وقال النسائي: هو متروك الحديث. وفيه عباد بن عباد. قال ابن حبان: يأتي بالمناكير فاستحق الترك. وفيه ابن المغلس. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وأما حديث عائشة ففى الطريق الاول عبدالرحمن بن أبى بكر. قال أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وفى الطريق الثاني سليمان بن أرقم. قال أحمد: ليس بشئ، لا يروى عنه الحديث. وقال يحيى: لا يساوى فلسا. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات. وفى الطريق الثالث الحكم بن عبدالله. قال ابن حبان: هو الحكم بن عبدالله بن سعد الايلى وإنما هو الحكم بن عبدالله بن خطاف ويكنى أبا سلمة كان يضع الحديث. قال العقيلى: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ يثبت. باب طلب نجاح الحوائج بكتمانها فيه عن معاذ وابن عباس: فأما حديث معاذ فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة
[ 165 ]
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم العقيلى حدثنا أسيد بن عاصم وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد الحداد حدثنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا فاروق الخطابى حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشى وأبو مسلم الكشى قالا حدثنا سعيد بن سلام العطار حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذى نعمة محسود ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا مصبح بن على البلدى حدثنا الحسن بن السكين حدثنا حسين بن علوان عن نور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان من الناس فإن لكل نعمة حسدة ". وأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا يحيى بن على المدبر أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبرى أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرضى أنبأنا جعفر ابن محمد الخواص حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزارى حدثنى إبراهيم بن سعيد قال أمرنى أمير المؤمنين بشئ وقال: لا تطلع عليه أحد، فإن أمير المؤمنين - يعنى المهدى - حدثنى أن أمير المؤمنين المنصور حدثه عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجاح الحوائج بكتمانها ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد على بن ثابت أنبأنا إبراهيم بن مخلد حدثنى إسماعيل بن على الخطيبى حدثنا أبو عبد الله الحسن ابن عبيد الله وهو الابزارى حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى حدثنى المأمون
[ 166 ]
حدثنى الرشيد عن المهدى أنه أسر إليه شيئا وقال: لا تطلعن عليه أحدا، فإن أمير المؤمنين - يعنى المنصور - حدثنى عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجاح الحوائج بكتمانها ". هذا حديث لا يصح. أما طريق معاذ الاول فالمتهم به سعيد بن سلام. قال العقيلى: لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه. وقال محمد بن عبدالله بن نمير وأحمد ابن حنبل: هو كذاب. وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث. وقال ابن حبان: يتفرد عن الاثبات بما لا أصل له. وقال الدارقطني: متروك. وأما الطريق الثاني: فالمتهم به حسين بن علوان. قال ابن عدى وابن حبان كان يضع الحديث. وأما حديث ابن عباس فإنه من عمل الابزارى، بعض من هذا الطريق عطاء ومن الاولى الرشيد، وقد سبق في كتابنا أنه كذاب. قال أحمد بن كامل: كان الابزارى ماجنا كذابا. قال مهنى: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن قولهم استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان فقالا هو موضوع وليس له أصل.
[ 167 ]
كتاب فعل المعروف باب محل الصنيعة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن بن أبى بكر حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم حدثنا محمد بن خلف المروزى حدثنا يحيى ابن هاشم السمسار حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذى حسب ودين، كما أن الرياضة لا تصلح إلا في نجيب ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النسائي: يحيى ابن هاشم متروك الحديث، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث ويسرق، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. قال العقيلى: لا يصح في هذا الباب شئ. باب ثواب خدمه الناس أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم قال حدث أحمد بن عبدالله الفاريابى حدثنا شقيق بن إبراهيم عن إبراهيم بن أدهم عن عباد بن كثير عن الحسن عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد على رؤوس الاولين والآخرين: من كان خادما للمسلمين في دار الدنيا فليقم وليمض على الصراط غير خائف، وادخلوا الجنة أنتم ومن شئتم من المؤمنين، وليس عليكم حساب ولا عذاب ". وقال صلى الله عليه وسلم: " الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الآخرة ". قال أبو نعيم: هذا مما تفرد الفاريابى بوضعه، وكان وضاعا مشهورا بالوضع.
[ 168 ]
باب السؤال عن الجاه يوم القيامة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن محمد البلدى حدثنا أحمد بن خليد عن يوسف بن يونس عن سليمان بن بلال عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا من عبيده فيقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله ". قال ابن حبان: يوسف يروى عن سليمان ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. قال: وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عدى: هما - [ كل ما ] روى يوسف عن الثقاة منكر. باب ثواب من فرح صبيا أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن حفص حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبدالله ابن يزيد المقرى حدثنا ابن لهيعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة دارا يقال لها الفرح لا يدخلها إلا من فرح من الصبيان ". هذا حديث لا يصح عن صلى الله عليه وسلم. وابن لهيعة لا يعول عليه، وأحمد بن حفص منكر الحديث. باب بكاء اليتيم أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثنى أبو نصر على بن عبيدالله البغدادي حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الازهر حدثنا محمد بن عيسى الوشاء حدثنا موسى بن عيسى البغدادي حدثنا يزيد بن هارون عن حميد
[ 169 ]
الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول: من أبكى هذا اليتيم الذى واريت والدية تحت الثرى ؟ من أسكته فله الجنة ". قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا لم أكتبه إلا بإسناده، ورجاله كلهم معروفون إلا موسى بن عيسى فإنه مجهول عندنا غير مقبول. باب قعود اليتيم على القصعة روى الحسن بن دينار عن الاسود بن عبدالرحمن عن هصال عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما قعد يتيم على قصعة قوم فيقرب قصعتهم شيطان " هذا حديث باطل. والحسن يروى الموضوعات عن الاثبات، كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يكذبانه. باب ثواب سقى الماء فيه عن أنس وعائشة: فأما حديث أنس فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أحمد بن عبدالله المحاملى قال: وجدت في كتاب جدى الحسين بن إسماعيل بخط يده حدثنا إسحاق بن أبى إسحاق قال: وجدت في كتاب الصفارح. وأنبأنا عبدالرحمن أنبأنا أحمد بن على أنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنى جعفر بن أحمد بن مجاشع الختلى حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصفار حدثنا صالح بن بيان الثقفى حدثنا سفيان الثوري عن أبى عبيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سقى الماء في موضع يقدر على الماء فله بكل شربة يشربها برا كان أو فاجرا عشر حسنات تكتب له وعشر درجات ترفع له وعشر سيئات تحط عنه، وإن شربة العطشان تعتق نسمة وإن شربة العطشان الذى قد هجم على الموت تعتق ستين نسمة، ومن
[ 170 ]
سقا الماء في موضع لا يقدر على الماء فكأنما أحيى الناس جميعا. قلت: وما أحيى الناس جميعا. قال: أليس إذا أحييت نفسا فثوابك الجنة فكذا من أحيى الناس جميعا فثوابه الجنة " لفظ المحاملى. وأما حديث عائشة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أبى بكر المقبرى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى حدثنا ابن عدى حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا أحمد بن محمد بن على بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن عيسى أنبأنا عبدالله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سقى مسلما شربة من ماء في موضع يوجد فيه الماء فكأنما أعتق رقبة، فإن سقاه في موضع لا يوجد فيه الماء فكأنما أحيا نسمة مؤمنة ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الاهوازي حدثنا عمرو بن على حدثنا الفضل بن قرة أخبرني عمى الحسن بن أبى جعفر عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سقى ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق نسمة ومن سقى ماء حيث لا يقدر على الماء فكأنما أحيا نفسا " هذا حديث لا يصح. أما حديث أنس فالمتهم به صالح بن بيان. قال الدار قطني: هو متروك. وأما حديث عائشة ففى الطريق الاول أحمد بن محمد بن على. قال ابن عدى كان يضع الحديث. قال: وهذا الحديث كذب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الطريق الثاني فالوهم فيه من الحسن بن أبى جعفر فإنه كان يخلط في الاحاديث. تركه أحمد وقال: ليس بشئ. ثم على بن زيد أوهى منه.
[ 171 ]
باب في ثواب إغاثة الملهوف أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو بكر البرقانى أنبأنا الاسماعيلي أنبأنا إبراهيم بن إسحاق بن خضرون حدثنا محمد بن المثنى حدثنا روح بن عبادة حدثنا مسلمة بن الصلت عن زياد وهو ابن أبى حسان قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة: واحدة منها فيها صلاح أمره كله واثنتان وسبعون درجات له عند الله عزوجل ". طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر الجديرى حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى حدثنا زياد بن أبى حسان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين مغفرة: واحدة منها إصلاح أمره كله واثنتان وسبعون درجات له يوم القيامة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم بوضعه زياد وكان شعبة شديد الحمل عليه. قال العقيلى: لا يعرف هذا الحديث إلا بزياد ولا يتابع عليه. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال الدارقطني: هو متروك. باب في موافقة شهوة المسلم أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا نصر بن على حدثنا نصر بن نجيح حدثنا عمر أبو حفص عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وافق من أخيه شهوة غفر له ".
[ 172 ]
هذا حديث موضوع. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث عمر [ أبى ] حفص. قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث. حديث آخر: روى محمد بن نعيم عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لذذ أخاه بما يشتهى كتب له ألف ألف حسنة ". قال أحمد بن حنبل: هذا باطل، هذا كذاب، يعنى محمد بن نعيم. وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول. باب في إطعام الطعام أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال: روى رجاء بن أبى عطاء عن واهب بن عبدالله عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أطعم أخاه خبزا حتى أشبعه وسقاه من مائه، باعده الله من النار سبعة خنادق، بعد [ ما ] بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام ". قال ابن حبان: هذا ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورجاء يروى عن المصريين الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به بحال. حديث آخر في ذلك: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ وحدثنا عنه المبارك بن على أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الختان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو ابن السماك أنبأنا أبو الحسن بن البراء حدثنى عبدالله بن محمد الربعي حدثنا عبد الصمد قال حدثنى زربى قال سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عمل أفضل من إشباع كبد جائعة ". قال ابن حبان: زربى منكر الحديث يروى عن أنس ما لا أصل له.
[ 173 ]
باب ثواب من مشى في حاجة أخيه المسلم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يحيى البصري حدثنا عبدالرحيم ابن زيد العمى عن أبيه عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة ومحى عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه، فإن قضيت حاجة على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عبدالرحيم بن زيد كذاب، وأبوه ليس بشئ. باب ثواب من قاد أعمى فيه عن ابن عمر وابن عمرو وابن عباس وأنس وجابر وأبى هريرة رضى الله عنهم. فأما حديث ابن عمر فله خمسة طرق: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد حدثنا حمد بن أحمد الحداد حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن على بن حبيش حدثنا محمد بن إبراهيم ابن أبان السراج حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا سلم بن سالم ح. وأنبأنا أحمد بن عبيدالله العكبرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا ابن شاهين حدثنا عبد الكريم ابن أحمد الرواس حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا أصرم بن حوشب كلاهما عن على بن عروة عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ".
[ 174 ]
الطريق الثاني: أنبأنا أحمد بن عبيدالله أنبأنا العشارى حدثنا ابن شاهين حدثنا على بن محمد البصري حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن يحيى حدثنا خالد بن نزار حدثنا سفيان الثوري عن عمرو عن أبى وائل عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ". الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا على بن إسماعيل بن أبى النجم والحسين ابن عبدالله الرقيان قالا حدثنا عامر بن سيار حدثنا محمد بن عبدالملك عن محمد ابن المنكدر عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ". الطريق الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا خلف ابن عمرو العكبرى حدثنا المعلى بن مهدى حدثنا شيبان بن البحترى عن عبيدالله ابن أبى حميد، كذا قال عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ". الطريق الخامس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسماعيل بن محمد حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا محمد بن عبدالرحمن القشيرى حدثنا نور بن يزيد عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ". وأما حديث ابن عمرو فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا الحسن بن الحسن النعالى وعبيدالله بن محمد بن عبيد النجار قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا الدقاق حدثنا أحمد بن محمد بن مهدى حدثنا
[ 175 ]
الحسن بن عرفة حدثنا سلم بن سالم البلخى عن على بن عروة عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين ذراعا وجبت له الجنة ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا أبو عدى حدثنا عبدالله بن محمد بن يوسف المكى حدثنا عبدالله بن أبان الثقفى حدثنا سفيان الثوري حدثنى عمرو بن دينار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قاد أعمى مكفوفا أربعين ذراعا أدخله الله الجنة ". وأما حديث أنس فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطى وعبد الله بن محمد البيضاوى قالا أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا عيسى بن على الوزير حدثنا البغوي حدثنا خالد بن المعلى بن هلال عن سليمان التيمى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد مكفوفا أربعين ذراعا كانت له عدل رقبة ح. وأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو عمر ابن مهدى حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلى حدثنا خالد بن مرداس فذكره بمعناه. وقد رواه يوسف بن عطية عن سليمان التيمى أيضا. قال الدارقطني: لم يروه عن التيمى غيرهما. الطريق الثاني: أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الصائغ أنبأنا عبيدالله بن محمد الصريفينى حدثنا المخلص حدثنا محمد بن هارون الحضرمي حدثنا عيسى بن مساور حدثنا نعيم بن سالم قال قال لى أنس بن مالك قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس النار وجهه ". الطريق الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت
[ 176 ]
أنبأنا البرقانى حدثنا يعقوب بن موسى الاردبيلى حدثنا أحدم بن طاهر بن النجم حدثنا سعيد بن عمرو - البرذعى - [ الزرعى ] حدثنا محمد بن مسلم بن واده قال سمعت أبا الوليد يقول: أتيت سليمان بن عمرو فجلست إليه فقال حدثنا سليمان التيمى عن أنس قال: " من قاد أعمى أربعين خطوة " فقلت: قوموا من عند هذا الكذاب. وأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا عبدالله بن الحسن الحرانى حدثنا يزيد بن مروان الخلال حدثنا محمد بن عبدالملك الانصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا ميمون بن سلمة حدثنا المسيب بن واضح حدثنا أبوالبخترى عن محمد بن أبى حميد عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما مضى من ذنوبه ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو العز أحمد بن عبيدالله أنبأنا محمد بن على ابن الفتح أنبأنا عمر بن شاهين حدثنا أحمد بن عمرو الزبيري حدثنا أحمد بن عبدالرحيم البرقى حدثنا عمرو بن أبى سلمة حدثنا إبراهيم بن عمير البصري عن على بن ثابت عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة من مشى مع أعمى ميلا يرشده كان له بكل ذراع من الميل عتق رقبة. يا أبا هريرة إذا أرشدت الاعمى فخذ بيده اليسرى بيك اليمنى فإنها صدقة ". هذه الاحاديث كلها ليس فيها ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 177 ]
أما حديث ابن عمر ففى الطريق الاول على بن عروة. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال ابن حبان: يضع الحديث. ثم الراوى عن على بن عروة [ سالم ] وأصرم. فأما سالم فكان ابن المنادى يكذبه. وقال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال السعدى غير ثقة. وأما أصرم فقال يحيى: كذاب خبيث. وقال البخاري: متروك الحديث. وأما الطريق الثاني ففيه محمد بن عبدالرحمن بن بحير. قال ابن عدى: روى عن الثقاة المناكير وعن أبيه عن مالك البواطيل. وأما الطريق الثالث ففيه محمد بن عبدالملك. قال أحمد: قد رأيته كان يضع الحديث ويكذب. وكذلك قال أبو حاتم الرازي. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما الطريق الرابع فقوله: عبيدالله بن أبى حميد تدليس، وإنما هو محمد بن أبى حميد. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وأما الطريق الخامس فقال ابن عدى: هو حديث منكر من حديث ثور. وأما حديث ابن عمرو ففيه سلم وعلى بن عروة، وقد سبق جرحهما. وأما حديث ابن عباس ففيه عبدالله بن أبان. قال ابن عدى: حدث عن الثقاة بالمناكير وهو مجهول. وأما حديث أنس ففى طريقه الاول المعلى بن هلال، رماه سفيان الثوري وابن عيينة بالكذب، وقال ابن المبارك: كان يضع، وقال أحمد بن حنبل: حديثه موضوع كذب، وقال يحيى: هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث وقال النسائي: هو ممن يضع الحديث. وأما يوسف بن عطية فقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وفى الطريق الثاني نعيم بن سالم. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس. وفى الطريق الثالث سليمان بن عمرو وهو أبو داود النخعي. قال أحمد: هو كذاب، وقال مرة: كان يضع الحديث، وقال يحيى: يعرف بوضع الحديث،
[ 178 ]
وقال يزيد بن هارون: لا يحل لاحد أن يروى عنه. وأما حديث جابر ففى طريقه الاول محمد بن عبدالملك، وقد ذكرنا آنفا عن أحمد أنه كان يضع الحديث. وفى طريقه الثاني محمد بن أبى حميد، وقد ذكرنا آنفا أنه ليس بثقة. وفيه وهب بن وهب، وقد سبق في مواضع أنه كان يضع الحديث. وأما حديث أبى هريرة ففيه إبراهيم البصري. قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكره. باب ثواب من ربى صبيا أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا قاسم بن على الجوهرى حدثنا أبو عمير عبد الكبير بن محمد حدثنا الشاذكونى حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ربى صبيا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله ". وقد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكونى عن الدراوردى عن هشام. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما طريقه الاول فقال ابن عدى: لعل البلاء من ابن عمير. قال وأما طريقه الثاني فإن إبراهيم حدث بالبواطيل. وقال ابن حبان: حدث عن الثقاة بالموضوعات.
[ 179 ]
كتاب مدح السخاء والكرم باب حب الله عزوجل السخاء أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن سعيد بن بشير حدثنا أحمد بن عبدالله ابن نافع بن ثابت بن عبدالله بن الزبير حدثنى أبى عبدالله بن محمد بن يحيى بن عروة ابن الزبير عن هشام عن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر قالت قال لى الزبير: " مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فجبذ عمامتى بيده فالتفت إليه فقال يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الارض فيرزق الله كل عبد على قدر همته، يا زبير إن الله يحب السخاء ولو بفلق تمرة ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب ". هذا حديث لا يصح. قال ابن عدى: لعبدالله بن محمد أحاديث لا يتابعه عليها الثقاة. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يحل كتب حديثه. باب وضع السخاء في طبع المؤمن أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني قال روى أبو عمار عن بقية عن أبى الفيض يوسف بن السفر عن الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما جبل ولى الله إلا على السخاء وحسن الخلق ". هذا حديث لا يصح. قال أبو زرعة والنسائي: يوسف متروك الحديث وقال نعيم: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال الدارقطني: متروك يكذب والحديث لا يثبت.
[ 180 ]
باب في أن السخى قريب من الله والبخيل بعيد من الله قد روى من حديث أبى هريرة وأنس وعائشة: فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا جعفر بن محمد السوسى حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن يحيى [ ابن ] سعيد الانصاري عن عبدالرحمن بن هرمز الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخى قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، وإن البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة قريب من النار، والفاجر السخى أحب إلى الله عزوجل من عابد بخيل ". وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن ناصر عن محمد بن طاهر حدثنا مؤمل بن عبدالله العارى حدثنا أبو سعيد محمد بن على النقاش أنبأنا أبو الفضل جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن صالح حدثنا محمد بن يزيد البلخى حدثنا محمد بن تميم الفاريابى حدثنا قبيصة بن محمد عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله الايمان قال إلهى قونى فقواه بحسن الخلق، ثم خلق الكفر فقال الكفر إلهى قونى فقواه بالبخل، ثم خلق الجنة ثم استوى على العرش ثم قال ملائكتي، فقالوا ربنا لبيك وسعديك قال السخى قريب من جنتي قريب من ملائكتي بعيد من النار، والبخيل بعيد منى بعيد من جنتي بعيد من ملائكتي قريب من النار ". وأما حديث عائشة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو على الحسن بن محمد بن محبوب أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الشيرازي حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال حدثنا عبيدالله
[ 181 ]
ابن عبدالرحمن الزهدى حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث حدثنا جعفر بن محمد بن المرزبان خالد بن يحيى القاضى عن غريب بن عبد الواحد القرشى عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخى قريب من الله عزوجل قريب من الخير قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الخير بعيد من الجنة بعيد من الناس، والجاهل السخى أقرب إلى الله من عالم بخيل ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ويحيى بن على قالا أنبأنا أبو محمد الصريفينى أنبأنا أبو بكر بن عبدان أنبأنا أبو بكر بن غيلان حدثنا الحسين بن الجنيد حدثنا سعيد بن مسلمة حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمى عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخى قريب من الله قريب من الناس مقريب من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار، والجاهل السخى أحب إلى الله من العاقل البخيل ". هذا الحديث لا يصح. فأما طريق أبى هريرة فإن المتهم به سعيد بن محمد الوراق. قال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث أنس فالمتهم به محمد بن تميم. قال ابن حبان: كان يضع الحديث وأما حديث عائشة ففى طريقه الاول خالد وغريب وكلاهما غريب مجهول. وفي طريقه الثاني سعيد بن مسلمة. قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا فاحش الخطأ. قال ابن عدى: ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى بن سعيد ولا غيره. وقال الدارقطني: لهذا الحديث طرق لا يثبت منها شئ بوجه.
[ 182 ]
باب في أن السخاء شجرة والبخل شجرة قد روى من حديث الحسين وأبى هريرة وأبى سعيد وجابر وعائشة: فأما حديث الحسين فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ ويحيى بن على المدبر أنبأنا أبو محمد الصريفينى حدثنا أبو بكر بن عبدان حدثنا أبو بكر بن غيلان حدثنا الحسين بن الجنيد حدثنا سعيد بن مسلمة حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدليات في الارض فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة من شجر النار أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى النار ". وأما طريق أبى هريرة: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى الحافظ حدثنا محمد بن منير المطيرى وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الفتوح أحمد بن عمر بن عثمان حدثنا جعفر بن محمد الخالدي حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا أبو محمد عبدالله بن أبى سعد قالا حدثنا عمر بن شبة حدثنى أبو غسان محمد بن يحيى أخبرني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم ابن إسماعيل بن أبى حبيب عن داود بن الحصين عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في الجنة من كان سخيا أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة، والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار ". وأما طريق أبى سعيد فأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الازهرى حدثنا أبو بكر أحمد بن على الجرجاني حدثنا إبراهيم البحترى حدثنا محمد بن
[ 183 ]
مسلمة حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمى عن أبى عثمان النهدي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الارض فمن تعلق بغصن منها جره إلى الجنة، والبخل شجرة في النار وأغصانها في الارض فمن تعلق بغصن منها جره إلى النار ". وأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الرويانى أنبأنا على بن عمر الختلى أنبأنا أحمد بن الخطاب بن مهران حدثنا عبدالله بن عبد الوهاب الخوارزمي حدثنا عاصم بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة، وإن البخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي حدثنا حمد بن أحمد أنبأنا إبراهيم الاصفهانى أنبأنا أحمد بن السندي حدثنا أحمد بن الخطاب التسترى حدثنا عبدالله بن عبد الوهاب حدثنا عاصم بن عبدالله حدثنا عبد العزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلى السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة، والبخل شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار ". وأما حديث عائشة فأنبأنا محمد بن أبى طاهر عن أبى محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا إسماعيل عباد عن الحسين بن علوان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
[ 184 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار ". هذه الاحاديث من جميع وجوهها لا تصح. فأما حديث الحسين ففيه سعيد بن مسلمة، وقد ذكرنا آنفا أن يحيى قال ليس بشئ. وأما حديث أبى هريرة ففيه عبد العزيز بن عمران. قال يحيى: ليس بثقة وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: لا يكتب حديثه. وفيه إبراهيم بن إسماعيل. قال يحيى: ليس بشئ. وفيه داود بن الحسين. قال ابن حبان: حدث عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، يجب مجانبة روايته. وقال الدارقطني: حديث الاعرج موضوع رواه رجلان عن يحيى بن سعيد عن الاعرج وهما عمرو بن جميع وسعيد بن محمد الوراق وهما ضعيفان. وقال يحيى: عمرو بن جميع ليس بثقة ولا مأمون كان كذابا خبيثا، وسعيد بن محمد ليس بشئ. وأما طريق أبى سعيد ففيه محمد بن مسلمة وقد ضعفه اللالكانى والخلال جدا. وأما حديث جابر ففى طريقه عاصم بن عبدالله وقد ضعفوه، وقد وقع في روايتنا عبد العزيز بن خلدون وهو غلط إنما هو عبد العزيز أبو خلدون وقد تفرد به عن سفيان. قال يحيى بن معين: عبد العزيز ليس بشئ كذاب يدعى أحاديث لم يخلقها الله قط وضع حديثا عن مطر عن أبى الطفيل عن على رضى الله عنه قال السابع من ولد العباس يلبس الخضرة. وتركه أحمد وكان شديد الحمل فيه. وقال ابن عدى: له عن الثوري بواطيل. وأما حديث عائشة ففيه إسماعيل بن عباد. قال الدارقطني: متروك. وقال
[ 185 ]
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وفيه حسين بن علوان. قال يحيى: هو كذاب. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة كذبه أحمد ويحيى. باب في التجاوز عن ذنب السخى أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبدالله بن الحسين الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أنس بن حماد حدثنا عبدالرحيم بن حماد حدثنا الاعمش عن إبراهيم أو أبو وائل عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجاوزوا عن ذنب السخى فإن الله أخذ بيده كلما عثر ". تفرد به عبدالرحيم. قال العقيلى: حدث عبدالرحيم عن الاعمش بما ليس من حديثه. باب الجنة دار الاسخياء أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة السهمى حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا زيد بن عبد العزيز حدثنا جحدر حدثنا بقية حدثنا الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجنة دار الاسخياء ". قال ابن عدى: جحدر يسرق الحديث ويروى المناكير ويزيد في الاسانيد وقال الدارقطني: لا يصح هذا الحديث.
[ 186 ]
كتاب الصيام باب سبب الامر بصوم رمضان أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الخطيب حدثنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن على البلخى حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ حدثنا محمد بن محمود بن يونس بن مكرم الوزان حدثنا إبراهيم بن أبى إبراهيم السمرقندى حدثنا موسى بن نصر البغدادي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افترض الله على أمتى الصوم ثلاثين يوما وافترض على سائر الامم أقل وأكثر وذلك لان آدم لما أكل من الشجرة بقى في جوفه مقدار ثلاثين يوما، فلما تاب الله عليه أمره بصيام ثلاثين يوما بلياليهن، وافترض على وعلى أمتى بالنهار وما نأكل بالليل ففضل من الله عزوجل ". قال الخطيب: موسى بن نصر هو أبوعمران الثقفى، سكن سمرقند وكان غير ثقة. حدثنى الحسين بن محمد أخو الخلال عن أبى سعيد عبدالرحمن بن محمد الادريسي قال: موسى بن نصر حدث بسمرقند عن الثوري ومالك وغيرهما بالطامات. باب حكم الهلال إذا غاب قبل الشفق أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا الفضل بن محمد العطار حدثنا إبراهيم بن موسى النجار حدثنا حماد بن الوليد عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غاب الهلال عن الشفق فهو لليلة، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين ".
[ 187 ]
قال ابن حبان: هذا خبر لا أصل له. وحماد بن الوليد كان يسرق ويلزق بالثقاة ما ليس من حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال: وقد روى هذا الحديث عن عبيدالله الوليد بن سلمة. والوليد يسرق الحديث أيضا. قال المصنف قلت: وقد رواه رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عن نافع. قال يحيى: رشدين ليس بشئ، وقال النسائي: متروك. باب النهى أن يقال رمضان روى أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن سعيد بن بشير حدثنا محمد بن أبى معشر حدثنى أبى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم الله، ولكن قولوا شهر رمضان " هذا حديث موضوع لا أصل له. وأبو معشر اسمه نجيح، كان يحيى بن سعيد يضعفه ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره. وقال يحيى بن معين: إسناده ليس بشئ. قال المصنف قلت: ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعا. وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ". باب تزين الجنة لصوام رمضان أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الحسن بن على أنبأنا على بن عمر عن أبى حاتم البستى حدثنا محمد بن يزيد الزرقى حدثنا محمد بن يحيى الازدي حدثنا أصرم حدثنا محمد بن يونس الحارثى عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: نحد (1) جنتي وزينها للصائمين من (1) من كذلك بالاصل ولعلها مصحفة من " أعد ".
[ 188 ]
أمة أحمد، لا تغلقها عنهم حتى ينقضى شهرهم. ثم ينادى مالكا خازن جهنم: يا مالك، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: اغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد، لا تفتحها عليهم حتى ينقضى شهرهم. ثم ينادى جبريل: يا جبريل، فيقول: لبيك ربى وسعديك، فيقول: انزل إلى الارض فغل مودة الشياطين عن أمة أحمد، لا يفسدوا عليهم صيامهم. ولله عزوجل في كل ليلة من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الافطار عتقاء يعتهم من النار عبيد وإماء، وله في كل سماء ملك ينادى، عرفه تحت عرش الرحمن ورجليه في تخوم الارض السابعة السفلى، جناح له بالمشرق مكلل بالمرجان والدر والجوهر، وجناح له بالمغرب مكلل بالمرجان والدر والجوهر ينادى: هل من تائب يتاب عليه ؟ هل من داع يستجاب له ؟ هل من مظلوم فينصر ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ هل من سائل يعطى سؤله. قال: والرب تعالى ينادى الشهر كله: عبيدى وإمائي أبشروا أوشك أن ترفع عنكم هذه المؤنات إلى رحمتى وكرامتي، فإذا كانت ليلة القدر ينزل جبريل في كبكبة من الملائكة تصل على كل عبد قائم وقاعد يذكر الله عزوجل، وإذا كان يوم فطرهم باهى بهم ملائكته: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمله ؟ قالوا: رب جزاؤه أن يوفى أجره. قال: عبيدى وإمائي قضوا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجون إلى بالدعاء، وجلالى وكرامتي وعلوى وارتفاع مكاني لاجيبنهم اليوم: ارجعوا قد غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات، فيرجعون مغفورا لهم ". هذا حديث لا يصح. وأصرم هو ابن حوشب. قال يحيى: كذاب خبيث وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. وقد رواه أخصر من هذا مرة أخرى. وروى لنا من حديث أنس أبسط من هذا من رواية عباد بن عبد الصمد عن أنس. قال العقيلى: وعباد يروى عن أنس نسخة عامتها مناكير. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر وسعد الخير بن محمد قالا أنبأنا نصر بن
[ 189 ]
أحمد أنبأنا ابن رزقويه حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا محمد بن إسماعيل السلمى حدثنا عبدالله بن رجاء حدثنا جرير بن أيوب البجلى عن الشعبى عن نافع بن بردة عن عبدالله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقد أهل رمضان: لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتى أن يكون رمضان السنة كلها. فقال رجل من خزاعة: حدثنا به. قال: إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش وصفقت في ورق الجنة، فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقرأ عيننا بهم وتقرأ عينهم بنا. قال - فمن - [ ما من ] عبد يصوم رمضان - إلا روح روحه - [ زوج زوجة ] من الحور العين، في خيمة من در مجوفة مما نعمت الله عزوجل (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الاخرى، ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر، على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة لذة لا توجد لاوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جرير ابن أيوب. قال يحيى: ليس بشئ. وقال الفضل بن دكين: كان يضع الحديث وقال النسائي والدار قطني: متروك. باب الغفران في أول ليلة من رمضان أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أحمد بن محمد البزاز أنبأنا
[ 190 ]
أبو عبد الله الحسين بن المظفر الهمداني أنبأنا أبو القاسم سعد بن عبدالله أنبأنا أبو منصور بن محمد الاصفهانى حدثنا حماد بن مدرك حدثنا عثمان بن عبدالله القرشى حدثنا مالك عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه الصيام فإذا نظر الله عبد لم يعذبه أبدا. ولله عزوجل في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كان ليلة النصف من شهر رمضان أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله، وإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل ما أعتق في الشهر كله، وإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار جل جلاله مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يوحى إليهم يا معشر الملائكة: ما جزاء الاجير إذا وفى عمله ؟ فتقول الملائكة: يوفى أجره. فيقول الله تعالى: أشهدكم أنى قد غفرت له ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه مجاهيل والمتهم به عثمان بن عبدالله. قال ابن عدى: حدث بمناكير عن الثقاة وله أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان: يضع على الثقاة. باب الغفران أول يوم من رمضان أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد الفقيه أنبأنا موسى بن عيسى بن عبدالله السراج حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى السوانيطى حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا قبيصة حدثنا سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحدا صبيحة أول يوم من رمضان إلا غفر له ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: سلام ليس بشئ. وقال البخاري
[ 191 ]
والنسائي والدارقطني: متروك. وقال يزيد بن هارون: وزياد بن ميمون كذاب وقال يحيى: ليس بشئ. وقال البخاري: تركوه. باب كثرة العتق في رمضان قد روينا في حديث عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن لله تعالى في كل ليلة من رمضان عند الافطار ألف ألف عتيق من النار ". وإسناد هذا يثبت. وفى مراسيل الحسن " ستمائة ألف عتيق ". وهذا لا يصح. وقد روى لنا أن هؤلاء في كل يوم ولا يختص برمضان وأنبأنا محمد بن أبى طاهر عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم حدثنا الحسن بن عبيدالله القطان حدثنا عمرو بن هشام الحرانى حدثنا يحيى بن حسين عن الازور بن غالب عن سليمان التيمى وثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله عزوجل في كل يوم ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار ". قال أبو حاتم: هذا ليس باطل لا أصل له، والازور لا يحتج به إذا انفرد. وقال البخاري: هو منكر الحديث. باب تبشير السموات والارض الصائم بالجنة أنبأنا أبو نصر الطوسى وأبو القاسم بن السمرقندى وأبو عبد الله بن البنا وأبو الحسين بن المبارك الخياط وأبو الفضل بن العالمة قالوا حدثنا أبو الحسين بن النقور ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا عبد العزيز بن على الحربى قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا البغوي حدثنا عيسى بن سالم الشاشى حدثنا إبراهيم بن هدية قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن الله عزوجل أذن للسموات والارض أن تتكلم لبشرت الذى يصوم رمضان بالجنة ".
[ 192 ]
طريق ثانى: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا على بن معبد بن شداد حدثنا عبد السلام بن عبدالله المذحجي حدثنا أبو عمرو عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أذن الله لاهل السموات وأهل الارض أن يتكلموا لبشروا صائم رمضان بالجنة ". طريق ثالث: روى نافع أبو هرمز عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أذن الله للسموات والارض أن يتكلما لقالتا الجنة لصوام شهر رمضان ". هذا حديث لا يصح. أما الطريق الاول فالمتهم به إبراهيم بن عبد ربه. قال ابن عدى: حدث عن أنس بالبواطيل. وقال ابن حبان: دجال من الدجالين، يضع على أنس، لا يحل لمسلم أن يكتب حديثه إلا على التعجب. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما الطريق الثاني فقال العقيلى: عبد السلام عن أبى عمرو عن أنس إسناد مجهول وحديث غير محفوظ. وأما الثالث فقال يحيى: نافع ليس بشئ كذاب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. قال المصنف قلت: والظاهر أنه سرقه من إبراهيم. باب ثواب من فطر صائما في رمضان أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا بكر بن عبد الوهاب حدثنا عمرو بن على حدثنا الفضل ابن قرة حدثنا عمى الحسن بن أبى جعفر عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فطر صائما على طعام
[ 193 ]
وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصافحه جبريل ليلة القدر، وصلى عليه. قال سلمان: إن كان لا يقدر إلى على قوته ؟ قال: إن فطر على كسرة خبز أو مذقة لبن أو شربة ماء كان له ذلك ". وقد رواه أبو حاتم بن حبان من حديث حكيم بن خزام عن على بن زيد فقال فيه: " ومن يصافحه جبريل تكثر دموعه ويرق قلبه ". هذا حديث لا يصح، وليس يرويه إلا الحسن وحكيم. فأما الحسن فتركه أحمد بن حنبل، وقال يحيى: ليس بشئ. وأما حكيم فقال أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: ولا أصل لهذا الحديث. وعلى بن زيد ليس بشئ. باب لا يكتب على الصائم بعد العصر ذنب أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن بكير المقرى حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن البزاز حدثنى جد أبى أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن أيوب المخرمى حدثنا عبيدالله بن عمر القواريرى وإسحاق بن إبراهيم المروزى قالا حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك ابن دينار عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله أوحى إلى الحفظة ألا يكتبوا على صوام عبيدى بعد العصر ذنبا ". طريق آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا عبيدالله بن محمد بن عبيدالله النجار أنبأنا عبدالله بن محمد بن سليمان المخرمى حدثنا إبراهيم بن عبدالله ابن أيوب حدثنا عبيدالله بن عمر القواريرى حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك ابن دينار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يوحى إلى الحفظة: لا تكتبوا على صوام عبادي بعد العصر سيئة ".
[ 194 ]
هذا حديث لا يصح. قال الدارقطني: إبراهيم بن عبدالله ليس بثقة حدث عن قوم ثقاة بأحاديث باطلة منها هذا الحديث، وهو باطل والاسناد كلهم ثقاة. باب سلامة العام بسلامة رمضان أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا أبو محمد بن صاعد حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا سفيان الثوري عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سلمت الجمعة سلمت الايام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة ". تفرد به عبد العزيز. قال يحيى: هو ليس بشئ هو كذاب يضع الحديث، وقال محمد بن عبدالله بن نمير: هو كذاب. باب الافطار على التمر روى موسى الطويل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: موسى يروى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وضعت له لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا. باب سواك الصائم روى إبراهيم بن - بسطار - [ بيطار ] الخوارزمي عن عاصم الاحول قال: سألت أنس ابن مالك: أيستاك الصائم ؟ قال: نعم. قلت: برطب السواك ويابسه ؟ قال: نعم. قلت: في أول النهار وآخره ؟ قال: نعم. قلت له: عن من ؟ قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث من حديث رسول الله صلى الله عليه
[ 195 ]
وسلم ولا من حديث أنس. وإبراهيم يروى عن عاصم المناكير التى لا يجوز الاحتجاج بها. باب ما يبطل الصوم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن على العدوى حدثنا خراش بن عبدالله خادم أنس قال حدثنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تأمل امرأة حتى يتبين له حجم عظامها ورأى ثيابها وهو صائم فقد أفطر ". هذا حديث موضوع، وفى إسناده كذابان، أحدهما العدوى. قال ابن عدى: كنا نتيقن أنه يضع. وقال ابن حبان: كان يروى عن شيوخ لم يرهم ويضع على من رأى. وقال الدارقطني: متروك. والثانى خراش. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ولا كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، فإنه قد روى أشياء إذا تأملها من هذا الشأن صناعته علم أنه كان يضع الحديث وضعا. قال المصنف قلت: وهذا إنما يروى من كلام حذيفة. أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو إسحاق البرمكى حدثنا أبو بكر بن بخيت حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا هناد حدثنا المحاملى عن ليث عن طلحة الابانى عن [ أبى ] خيثمة عن حذيفة قال: " من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب أبطل صومه ". قال المصنف قلت: وليث مجروح أيضا. حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد البناء حدثنا أبو الفتح بن أبى الفوارس حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن جعفر الحمال حدثنا سعيد بن عنبسة حدثنا بقية حدثنا محمد بن الحجاج عن جابان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس يفطرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر لشهوة، واليمين
[ 196 ]
الكاذبة ". هذا موضوع. ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه. قال يحيى ابن معين: وسعيد كذاب. باب ما يصنع من أفطر في رمضان متعمدا أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد بن يوسف حدثنا محمد بن عبدالملك بن شيراز حدثنا الدارقطني حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصى حدثنا أبى حدثنا الحرث بن عبيدة الكلاعى حدثنا مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبى رباح عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر يوما من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنه فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر المساكين ". هذا حديث لا يصح. ومقاتل قد كذبه وكيع والنسائي والساجى، وقال البخاري: لا شئ البتة. والظاهر أن هذا الحديث من عمله، على أن الحارث ضعيف. قال ابن حبان: يأتي عن الاثبات بما ليس من حديثهم. حديث آخر: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الملك حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا الحسن بن على بن شبيب حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبى خداش حدثنا محمد بن صبيح عن عمر بن أيوب الموصلي عن صياد بن عقبة عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن مرة عن عبد الوارث الانصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوما، ومن أفطر يومين كان عليه ستين [ يوما ]، ومن أفطر ثلاثة أيام كان عليه تسعين يوما ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: لا يثبت هذا الاسناد ولا يصح عن عمرو بن مرة. وقال ابن حبان: لا يحل
[ 197 ]
الاحتجاج بعمر بن أيوب. قال ابن نمير: ومحمد بن صبيح ليس حديثه بشئ. وقد روى هذا الحديث مندل مختصرا: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبدالرحمن ابن أحمد حدثنا محمد بن عبدالملك حدثنا الدارقطني حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا أبو أمية الطرسوسى حدثنا أبو نعيم حدثنا مندل بن على عن أبى هاشم عن عبد الوارث عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفطر يوما من رمضان من غير عذر فعليه صيام شهر ". قال أحمد ويحيى والنسائي والدارقطني: مندل ضعيف. وقال ابن حبان: يستحق الترك. باب ثواب صيام أيام البيض أنبأنا أحمد بن عبيدالله بن كادش أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا عمر بن شاهين حدثنا إسماعيل بن يحيى العبسى حدثنا محمد بن جمعة حدثنا عيسى بن حميد حدثنا هشام بن عبدالله عن عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صوم البيض أول يوم يعدل ثلاثة ألف سنة، واليوم الثاني يعدل عشرة ألف سنة، واليوم الثالث يعدل ثلاثة عشر ألف سنة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله قط. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بهارون بن عنترة وابنه عبدالملك يضع الحديث. وقال يحيى والسعدى: عبدالملك كذاب. باب صوم عشر ذى الحجة أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا أحمد بن حفص السعدى حدثنا إسحاق بن
[ 198 ]
وهب الواسطي ويوسف بن زكريا قالا حدثنا منصور بن مهاجر حدثنا محمد بن المحرم عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة " أن شابا كان صاحب سماع، فكان إذا هل هلال ذى الحجة أصبح صائما، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما يحملك على صيام هذه الايام ؟ قال: بأبى وأمى يا رسول الله إنها أيام المشاعر وأيام الحج عسى الله عزوجل أن يشركني في دعائهم. فقال: لك بكل يوم عدل مائة رقبة تعتقها ومائة رقبة تهديها إلى بيت الله ومائة فرس تحمل عليها في سبيل الله، فإذا كان يوم التروية فذلك عدل ألف رقبة وألف بدنة وألف فرس تحمل عليها في سبيل الله، فإذا كان يوم عرفة فذلك عدل ألفى رقبة وألفى بدنة وألفى فرس تحمل عليها في سبيل الله وصيام سنتين قبلها وسنتين بعدها ". هذا حديث لا يصح. ومحمد [ بن ] المحرم كان أكذب الناس. قال يحيى: ليس بشئ. حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا على بن محمد الانباري أنبأنا ابن رزقويه حدثنا جعفر بن محمد بن بنت حاتم حدثنا أحمد بن محمد بن حميد المقرى حدثنا أبو بلال الاشعري حدثنا على بن على المحيرى عن الطبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام العشر فله بكل يوم صوم شهر، وله بصوم يوم التروية سنة، وله بصوم يوم عرفة سنتان ". وهذا حديث لا يصح. قال سليمان التيمى: الطبى كذاب. وقال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى وصفه. باب صوم آخر يوم من السنة وأول الاخرى أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد حدثنا ابن أبى الفوارس أنبأنا عمر بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب حدثنا أحمد بن شاذان حدثنا
[ 199 ]
أحمد بن عبدالله الهروي حدثنا قطب بن وهب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام آخر يوم من ذى الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعل الله له كفارة خمسين سنة ". الهروي هو الجويبارى، ووهب، كلاهما كذاب وضاع. باب صوم تسعة أيام من أول المحرم أنبأنا ظفر بن على الهمداني أنبأنا أبو رجاء حمد بن أحمد التاجر حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن الفضل حدثنا أبو زيد خالد بن النضر حدثنا إسماعيل بن عباد حدثنا سفيان بن حبيب عن موسى الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام تسعة أيام من أول المحرم بنى الله له قبة في الهوى ميلا في ميل لها أربعة أبواب ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: موسى الطويل يورى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب. باب في ذكر عاشوراء قد تمذهب قوم من الجهال بمذهب أهل السنة، فقصدوا غيظ الرافضة، فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء، ونحن براء من الفريقين. وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء، إذ قال: إنه كفارة سنة، فلم يقنعوا بذلك حتى أطالوا وأعرضوا وترقوا في الكذب. فمن الاحاديث التى وضعوا: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر من لفظه وكتابه مرتين قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا أبو طالب محمد بن على
[ 200 ]
ابن الفتح العشارى، وقرأت على أبى القاسم الحريري عن أبى طالب العشارى حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور البرسرى حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد حدثنا إبراهيم الحربى حدثنا سريح بن النعمان حدثنا ابن أبى الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل افترض على بنى إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم، فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه، فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع عليه سائر سنته، فصوموه فإنه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذى رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذى نجى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذى أخرج فيه نوحا من السفينة، وهو اليوم الذى أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذى أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذى رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذى كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذى أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذى فلق الله فيه البحر لبنى إسرائيل، وهو اليوم الذى غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الانبياء، ومن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاما ماض وخمسين عاما مستقبل وبنى له في الملا الاعلى ألف ألف منبر من نور، ومن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن أشبع أهل بيت مساكين
[ 201 ]
يوم عاشوراء، مر على الصراط كالبرق الخاطف. ومن تصدق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا إلا مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها، ومن أمر يده على رأس يتيم فكأنما بر يتامى ولد آدم كلهم، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة ألف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات وفين خلق الله السموات و الارضين والجبال والبحار، وخلق العرش يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوج يوم عاشوراء، وخلق جبريل يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء، ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم ". هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحيى وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء، وهذا تغفيل من واضعه لانه إنما يسمى يوم عاشوراء إذا سبقه تسعة. وقال فيه خلق السموات والارض والجبال يوم عاشوراء. وفى الحديث الصحيح: " أن الله تعالى خلق التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الاحد "، وفيه التحريف في مقادير الثواب الذى لا يليق بمحاسن الشريعة، وكيف يحسن أن يصوم الرجل يوما فيعطى ثواب من حج واعتمر وقتل شهيدا، وهذا مخالف لاصول الشرع، ولو ناقشناه على شئ بعد شئ لطال، وما أظنه إلا دس في أحاديث الثقاة، وكان مع الذى رواه نوع تغفل ولا أحسب ذلك إلا في المتأخرين، وإن كان يحيى بن معين قد قال في ابن أبى الزناد: ليس بشئ ولا يحتج بحديثه، واسم أبى الزناد عبدالله بن ذكوان
[ 202 ]
واسم ابنه عبدالرحمن كان ابن مهدى لا يحدث عنه. وقال أحمد: هو مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به، فلعل بعض أهل الهوى قد أدخله في حديثه. حديث آخر: أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا جدى أبو منصور الخياط أنبأنا عبد السلام بن أحمد الانصاري حدثنا أبو الفتح بن أبى الفوارس أنبأنا الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل حدثنا أحمد بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن عبدالله بن قهزاد حدثنا حبيب بن أبى حبيب عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر سبع سموات، ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد، ومن أشبع جائعا في يوم عاشوراء فكأنما أطعم جميع فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم رفعت له بكل شعرة على رأسه في الجنة درجة، قال فقال عمر يا رسول الله لقد فضلنا الله عزوجل بيوم عاشوراء ؟ قال: نعم خلق الله عز وجل يوم عاشوراء والارض كمثله، وخلق الجبال يوم عاشوراء والنجوم كمثله وخلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفداه الله يوم عاشوراء، وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء، وولد في يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم في يوم عاشوراء، وغفر ذنب داود في يوم عاشوراء، وأعطى الله الملك لسليمان يوم عاشوراء، وولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء، واستوى الرب عز
[ 203 ]
وجل على العرش يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء ". هذا حديث موضوع بلا شك. قال أحمد بن حنبل: كان حبيب بن أبى حبيب يكذب. وقال ابن عدى: كان يضع الحديث. وفى الرواة من يدخل بين حبيب وبين إبراهيم إبله. وقال أبو حاتم أبو حبان: هذا حديث باطل لا أصل له. قال وكان حبيب من أهل مرو يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل القدح فيه. حديث آخر: أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا جدى أبو منصور المقرى أنبأنا عبد السلام بن أحمد الانصاري أنبأنا أبو الفتح بن أبى الفوارس حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح حدثنا إبراهيم بن فهد حدثنا عبدالله بن عبد الجليل حدثنا هيصم بن شداخ عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ". قال العقيلى: الهيصم مجهول والحديث غير محفوظ. قال ابن حبان: الهيصم يروى الطامات لا يجوز الاحتجاج به. وقد روى هذا الحديث سليمان بن أبى عبدالله عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلى: وسليمان مجهول و الحديث غير محفوظ ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند. حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم أنبأنا عبد العزيز بن محمد الوراق حدثنا على بن محمد الوراق حدثنا الحسين بن بشر حدثنا محمد بن الصلت حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا ".
[ 204 ]
قال الحاكم: أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر. قال: والاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين عليه السلام. وقال أحمد: لا يشتغل بحديث جويبر. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي والدارقطني: متروك. حديث آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مسلم حدثنا إسماعيل بن محمد بن حسين قال سمعت عبدالله بن معاوية يقول سمعت أبى سمع أباه يحدث عن جده عن أبى أمية عنبسة بن أمية بن خلف الجمحى قال: " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على يدى صرد فقال: هذا أول طير صام عاشوراء ". أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على حدثنا الحسن بن أبى بكر حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزار حدثنا إسماعيل بن إسحاق البزار الرقى حدثنا عبدالله بن معاوية الجمحى قال سمعت أبى يحدث عن أبيه عن جده عن أبى عليط بن أمية ابن خلف الجمحى قال: " رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدى صرد فقال: هذا أول طير صام عاشوراء ". قال إسماعيل بن إسحاق الرقى: كان عبدالله بن معاوية من ولد أبى غليظ كذا روى لنا في هذه الرواية بالغين والظاء المعجمتين، وقد أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أبا بشرى بن عبدالله الروى حدثنى عمر بن أحمد بن يوسف حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال سمعت عبدالله بن معاوية فذكره بإسناد مثله سواء إلا أنه قال عليط بالعين والطاء المهملتين. هذا حديث لا يصح ولا يعرف في الصحابة عنبسة ولا أبو غليظ ولا أبوعليط قال البخاري: عبدالله بن معاوية منكر الحديث. وقال العقيلى: يحدث بمناكير لا أصل لها. ومما يرد هذا أن الطير لا يوصف بصوم.
[ 205 ]
باب صوم رجب وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون أنبأنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الحرفى أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو عمر أحمد بن العباس الطبري حدثنا الكسائي حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى، فمن صام رجب إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الاكبر وأسكنه الفردوس الاعلى، ومن صام من رجب يومين فله من الاجر ضعفان ووزن كل ضعف مثل جبال الدنيا، ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقا طول مسيرة ذلك سنة، ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلاء من الجنون والجذام والبرص من فتنة المسيح الدجال ومن عذاب القبر، ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، ومن صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كل يوم بابا من أبوابها، ومن صام من رجب ثمانية أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كل يوم بابا من أبوابها، ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادى لا إله إلا الله ولا يرد وجهه دون الجنة، ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله له على كل ميل من الصراط فراشا يستريح عليه، ومن صام من رجب أحد عشر يوما لم ير في القيامة غداء أفضل منه إلا من صام مثله أو زاد عليه، ومن صام من رجب اثنى عشر يوما كساه الله عزوجل يوم القيامة حلتين: الحلة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما يوضع له يوم القيامة مائدة في ظل العرش فيأكل والناس في
[ 206 ]
شدة شديدة، ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله تعالى من الثواب ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن صام من رجب خمسة عشر يوما يقفه الله يوم القيامة موقف الآمنين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكسائي لا يعرف والنقاش متهم. الحديث الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا أحمد بن محمد ابن النقور أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجنيدى حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ حدثنا خالد بن يزيد العربي حدثنا عمرو بن الازهر عن أبان عن أنس مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام ثلاثة أيام من رجب كتب الله له صيام شهر، ومن صام سبعة أيام من رجب أغلق الله سبعة أبواب من النار، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتح الله له ثمانية أبواب من الجنة، ومن صام نصف رجب كتب الله له رضوانه، ومن كتب له رضوانه لم يعذبه، ومن صام رجب كله حاسبه الله حسابا يسيرا ". هذا حديث لا يصح. وفى صدره أبان. قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عن أبان. وقال أحمد والنسائي والدارقطني: متروك. وفيه عمرو ابن الازهر. قال أحمد: كان يضع الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: كذاب. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة ويأتى بالموضوعات عن الاثبات لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن أبى طاهر البزار أنبأنا أبى حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق حدثنى عثمان بن أحمد بن عبدالله حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلى حدثنا الحسين بن على بن يزيد
[ 207 ]
الصدائى حدثنا أبى حدثنا هارون بن عنترة عن أبيه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شهر رجب شهر عظيم، من صام منه يوما كتب الله له صوم ألف سنة، ومن صام يومين كتب الله له صيام ألفى سنة، ومن صام ثلاثة أيام كتب الله له صيام ثلاثة ألف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، ومن صام منه خمس عشرة يوما بدلت سيئاته حسنات ونادى مناد من السماء: قد غفر الله لك فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله عزوجل ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بهارون يروى المناكير الكثيرة حتى تسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لها. الحديث الرابع: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا على بن أحمد الرزاز أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا خلف بن الحسين بن خوان الواسطي حدثنا زكريا بن يحيى المقرى حدثنا فضالة بن حصين حدثنا رشدين أبو عبد الله عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما من رجب عدل صيام شهر، ومن صام منه سبعة أيام غلقت أبوات الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت أبواب الجنة الثمانية، ومن صام منه عشرة أيام بدل الله سيئاته حسنات، ومن صام منه ثمانية عشر يوما نادى مناد أن قد غفر كل ما مضى فاستأنف العمل ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: الفرات بن السائب ليس بشئ، وقال البخاري والدارقطني: متروك.
[ 208 ]
الحديث الخامس: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهرى أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أيوب القطان حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان حدثنا أبى حدثنا حصين بن مخاوف عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين قال سمعت أبى يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحيى ليلة من رجب وصام يوما، أطعمه الله من ثمار الجنة، وكساه من حلل الجنة، وسقاه من الرحيق المختوم، إلا من فعل ثلاثا: من قتل نفسا، أو سمع مستغيثا يستغيث بليل أو نهار فلم يغثه، أو شكا إليه أخوه حاجة فلم يفرج عنه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به حصين قال الدارقطني: يضع الحديث. قال المؤتمن به أحمد الساجى الحافظ: كان عبد الله الانصاري لا يصوم رجب وينهى عن ذلك يقول: ما صح في فضل رجب وفى صيامه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ.
[ 209 ]
كتاب الحج باب إثم من استطاع الحج ولم يحج فيه عن على وأبى هريرة وأبى أمامة رضى الله عنهم. فأما حديث على عليه السلام: فأنبأنا الكروخى أنبأنا أبو عامر الازدي وأبو بكر الغورجى قالا أنبأنا أبو محمد بن الجراح حدثنا ابن محبوب حدثنا النهدي حدثنا محمد بن يحيى القطيعى حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هلال بن عبدالله مولى ربيعة بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ". وأما حديث أبى هريرة: فأنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا أحمد بن يحيى ابن زهير حدثنا عبدالرحمن بن سعيد حدثنا عبدالرحمن القطامى حدثنا أبو المهزم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات ولم يحج حجة الاسلام في غير وجع حابس أو حجة طاهرة أو سلطان جائر، فليمت أي الميتتين إما يهوديا أو نصرانيا. وأما حديث أبى أمامة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا عبدالله بن عبد الصمد حدثنا عمار بن مطر حدثنا شريك عن منصور عن سالم بن أبى الجعد عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يمنعه من الحج مرض حابس أو حاجة فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ".
[ 210 ]
الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم عبدالله بن محمد الخطيبى أنبأنا عبد الرزاق ابن عمر بن شمة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زاذان المقرى حدثنا أبو عروبة الحرانى أنبأنا المغيرة بن عبدالرحمن حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن ليث عن عبدالرحمن بن سابط عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا " هذا حديث لا يصح. أما حديث على عليه السلام فقال الترمذي: هلال بن عبدالله مجهول، و - الحرث معد - [ وأما الحارث فقد ] كذبه الشعبى وغيره. وأما حديث أبى هريرة ففيه أبو المهزم واسمه يزيد بن سفيان. قال يحيى: ليس حديثه بشئ وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه عبدالرحمن القطامى. قال عمرو بن على الفلاس: كان كذابا، وقال ابن حبان: يجب تنكب رواياته. وأما حديث أبى أمامة ففى الطريق الاول عمار بن مطر. قال العقيلى: يحدث عن الثقاة بالمناكير، وقال ابن عدى: متروك الحديث. وفى الطريق الثاني المغيرة بن عبدالرحمن. قال يحيى: ليس بشئ. وفى ليث وقد ضعفه ابن عيينة وتركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدى وأحمد، وإنما روى عبدالرحمن بن غنم عن عمر أنه قال: " من أمكنه الحج فلم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا ". باب في رضى الله عمن يقدر له الحج أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الاسنانى حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن موسى الكعبي حدثنا أبو نصر الزبيبى حدثنا هودة عن سعيد بن عبدالرحمن عن جده عن المقداد بن الاسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عزوجل
[ 211 ]
لاييسر لعبده - يعنى الحج - إلا بالرضى، فإذا رضى عنه أطلق له الحج ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: سعيد بن عبدالرحمن يورى عن الثقاة الموضوعات - بتحايل - [ يتخيل ] من سمعها أنه المتعمد لها. باب في الدعاء عشية عرفة أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عزرة بن قيس اليحمدى حدثتني أم الفيض مولاة عبدالملك بن مروان قالت: سمعت عبدالله بن مسعود يقول: " ما من عبد ولا أمة دعا الله ليلة عرفات بهذه الدعوات - وهى عشر كلمات - ألف مرة، إلا لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، إلا قطيعة رحم أو مأثم: سبحان الذى في السماء عرشه، سبحان الذى في الارض موطأه، سبحان الذى في البحر سبيله، سبحان الذى في السماء سلطانه، سبحان الذى في الجنة رحمته، سبحان الذى في القبور قضاؤه، سبحان الذى في الهواء روحه، سبحان الذى رفع السماء، سبحان الذى وضع الارض، سبحان الذى لا منجا ولا ملجا منه إلا إليه. قالت أم الفيض فقلت لعبد الله بن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالت - [ قال ] نعم ". أنبأنا به ابن ناصر أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد حدثنا ابن أبى الفوارس حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبدالله بن رميثة حدثنا عبد السلام بن عمر الخشنى حدثنا عرزة بن ثابت بن قيس فذكر نحوه. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلى: عزرة لا يتابع على حديث، وقال يحيى بن معين: عزرة
[ 212 ]
دعاء يوم عرفة أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه أنبأنا عبدالله بن أحمد بن عثمان حدثنا محمد بن على بن زيد حدثنا يعقوب بن إبراهيم الحصاص حدثنا محمد ابن المنذر حدثنا عبدالله بن عمران العابدى حدثنا عبدالرحمن بن زيد العمى عن أبيه عن الحسن ومعاوية بن قرة وأبى وائل عن على بن أبى طالب وابن مسعود قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس في الموقف قول ولا عمل أفضل من هذا الدعاء، وأول من ينظر الله عزوجل إليه صاحب هذا القول إذا وقف بعرفة مستقبل البيت الحرام بوجهه ويبسط يديه كهيئة الداعي، ثم يلبى ثلاثا ويكبر ثلاثا ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير، يقول ذلك مائة مرة، ثم يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، أشهد أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما يقول ذلك مائة مرة، ثم يتعوذ من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم، يقول ذلك ثلاث مرات، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات ويبدأ في كل مرة ببسم الله الرحمن الرحيم، وفى آخر فاتحة الكتاب يقول في كل مرة آمين، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله وملائكته على النبي الامي وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ثم يدعو لنفسه ويجتهد في الدعاء لوالديه ولقراباته ولاخوانه في الله من المؤمنين والمؤمنات، فإذا فرغ من دعائه عاد في مقالته هذا بقوله ثلاثا: لا يكون له في الموقف قول ولا عمل حتى يمسى غير هذا، فإذا أمسى باهى الله به الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدى استقبل بيتى وكبرنى ولبانى وسبحني وحمدنى وهللني وقرأ بأحب السور إلى وصلى على نبيى، أشهدكم أنى قد قبلت عمله وأوجبت له أجره وغفرت له ذنبه وشفعته فيمن شفع له، ولو شفع في أهل الموقف شفعته فيهم ".
[ 213 ]
هذا حديث موضوع: قال يحيى بن معين: عبدالرحيم كذاب، وقال النسائي: متروك الحديث. قال ابن حبان: ومحمد بن المنذر لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. باب ذم من تزوج قبل الحج أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا أحمد بن جمهور القرصانى حدثنا محمد بن أيوب حدثنى أبى عن رجاء بن نوح حدثتني ابنة وهب ابن منبه عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: كان محمد بن أيوب يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج به، فأما أبوه فقال يحيى: ليس بشئ. باب عموم المغفرة للحاج الحديث الاول: أنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن ابن سفيان حدثنا إسماعيل بن هود حدثنا أبو هشام حدثنا عبدالرحيم بن هارون الغساني عن عبد العزيز بن أبى رواد قال أبو نعيم حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن مخلد حدثنا سهل بن موسى حدثنا مسلم بن حاتم الانصاري حدثنا بشار بن بكر الحنفي حدثنا عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال: أيها الناس إن الله تعالى تطاول عليكم في مقامكم هذا، فقبل من محسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ووهب مسيئكم لمحسنكم، والتبعات فيما بينكم ضمن عوضها من عنده، أفيضوا على اسم الله. فقال أصحابه يا رسول الله أفضت بنا بالامس كئيبا حزينا وأفضت بنا اليوم فرحا مسرورا.
[ 214 ]
قال: سألت ربى بالامس شيئا فلم يجد به، فلما كان اليوم الثاني أتانى جبريل فقال: يا محمد إن الله تعالى قد أقر عينك بالتبعات " والسياق لبشار بن بكر، وفى حديث أبى هاشم اختصار. الحديث الثاني: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى إبراهيم بن الحجاج وأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا على بن سعيد حدثنا أيوب بن محمد الصالحي قالا حدثنا عبدالقاهر بن السرى حدثنا ابن كنانة وقال ابن الحصين حدثنا عبدالله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمى أن أباه حدثه عن أبيه العباس بن مرداس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه عشية عرفة بالمغفرة لامته، وأن الله أجابه بالمغفرة لامته، إلا من ظلم بعضهم بعضا، فإنه أخذ للمظلوم من الظالم. قال فأعاد الدعاء فقال: أي رب إنك قادر أن تثيب المظلوم خيرا من مظلمته الجنة وتغفر لهذا الظالم. قال: فلم يجب تلك العشية شيئا، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجابه عزوجل أن قد فعلت. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبسم. فقال أبو بكر وعمر: والله لقد ضحكت في ساعة ما كنت تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك ؟ فقال: ضحكت أن الخبيث إبليس حين علم أن الله قد غفر لامتي [ و ] استجاب دعائي أهوى يحثى التراب على رأسه ويدعو بالويل والثبور، فضحكت من الخبيث من جزعه. الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الحسن بن على أنبأنا على ابن عمر عن أبى حاتم البستى حدثنا محمد بن عبدالله بن عبد الحكم حدثنا محمد ابن غالب تمتام حدثنا يحيى بن عنبسة حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: " وقف بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، فلما كان
[ 215 ]
عند الدفعة استنصت الناس فأنصتوا فقال: يا أيها الناس إن ربكم قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم فأعطى محسنكم ما سأل وغفر ذنوبكم إلا التبعات ادفعوا باسم الله، فلما مر بالمزدلفة وقف بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا، فلما كان عند الدفعة استنصت الناس فأنصتوا فقال يا أيها الناس إن ربكم قد تطاول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل وغفر ذنوبكم وغفر التبعات وضمن لاهلها الثواب ادفعوا باسم الله، فقام أعرابي فأخذ بزمام الناقة فقال: يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما بقى من عمل إلا وقد علمته وإنى لاحلف على اليمين الفاجرة فهل أدخل فيمن وقف ؟ قال: يا أعرابي أتشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ؟ قال: نعم بأبى أنت. قال: يا أعرابي إنك إن تحسن فيما يستأنف غفر لك " الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا عمر بن سعيد حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن على الازدي عن مالك عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج، فإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للحمالين، وإذا كان يوم جمرة العقبة غفر الله للسؤال، فلا يشهد ذلك الموضع أحد إلا غفر له ". الحديث الخامس: أنبأنا أبو نصر عبد الجبار بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن منده أنبأنا عمى يحيى بن عبد الوهاب أنبأنا محمد بن عبدالله بن أحمد بن إبراهيم الضبى حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديرى أنبأنا عبدالرزق أنبأنا معمر عن من سمع قتادة يقول حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: " يا أيها الناس إن الله تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله، فلما
[ 216 ]
كانوا بجمع قال: إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم ينزل المغفرة فتعمهم ثم يفرق المغفرة في الارض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده. وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله فيهم، فإذا نزلت المغفرة دعا وجنوده بالويل يقول: كنت استفززتهم حينا من الدهر، ثم جاءت المغفرة فغشيتهم، فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور ". ليس في هذه الاحاديث شئ يصح. أما [ الحديث ] الاول فتفرد به عبد العزيز بن أبى دواد ولم يتابع عليه. قال ابن حبان: كان يحدث على التوهم والحسبان فبطل الاحتجاج به. وقد رواه عنه اثنان: عبدالرحيم بن هارون. قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب، والثانى بشار بن بكير وهو مجهول. وأما الحديث الثاني فقال ابن حبان: كأنه منكر الحديث جدا فلا أدرى التخليط منه أو من ابنه ومن أيهما كان فقد سقط الاحتجاج به. وأما الحديث الثالث ففيه يحيى بن عنبسة. قال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث. وأما الحديث الرابع فقال ابن حبان: ليس هذا الحديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أبى هريرة ولا الاعرج ولا مالك، والحسن ابن على كان يضع على الثقاة لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه بحال. وأما الحديث الخامس فراويه عن قتادة مجهول وخلاس ليس بشئ كان مغيرة لا يعبأ به. وقال أيوب: لا ترو عنه فإنه صحيفي. باب أن المدينة فتحت بالقرآن أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا زهير بن حرب حدثنا محمد بن الحسن المدينى
[ 217 ]
حدثنى مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فتحت القرى بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن ". قال أحمد بن حنبل: هذا منكر لم يسمع من حديث مالك ولا هشام إنما هذا قول مالك لم يروه عن أحد. قد ريت هذا الشيخ يعنى محمد بن الحسن كان كذابا. باب ذم من حج ولم يزر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا الحسن بن على عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن محمد بن النعمان بن شبل حدثنى جدى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حج البيت ولم يزرنى فقد جفاني ". قال ابن حبان: " النعمان يأتي عن الثقاة بالطامات. وقال الدارقطني: الطعن في هذا الحديث من محمد بن محمد لا من النعمان. باب ثواب من مات في طريق مكة أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أحمد بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن موسى الكوفى حدثنا محمد بن عمرو بن يونس حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلى حدثنى أبو معشر المدينى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات في طريق مكة لم يعرضه الله عزوجل يوم القيامة ولم يحاسبه ". هذا حديث لا يصح والمتهم به إسحق بن ظهير وقد كذبه ابن أبى شيبة وغيره. وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. وقد روى هذا الحديث عايد بن بشير عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال يحيى
[ 218 ]
ابن معين: عايد ضعيف روى أحاديث مناكير. وقال ابن عدى: تفرد به عايد عن عطاء. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ لا يحتج بما انفرد به. باب ثواب من مات في أحد الحرمين فيه عن سلمان وجابر: فأما حديث سلمان فأنبأنا أبو العز أحمد بن عبدالله العكبرى أنبأنا محمد ابن على بن الفتح أنبأنا أبو حفص بن شاهين أنبأنا عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحيم الحمصى حدثنا الحسن بن على بن الوليد الكرابيسى حدثنا خلف ابن عبدالرحمن بن الحسن حدثنا أبو الفتوح عبدالغفور بن سعيد الواسطي عن أبى هاشم عن زاذان عن سليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين ". وأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة ابن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن على بن مهدى حدثنا موسى بن عبدالرحمن حدثنا زيد بن الحباب أخبرني عبدالله بن المؤمل حدثنا أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث آمنا ". هذان حديثان لا يصحان. أما حديث سلمان ففيه ضعفاء، والمتهم به عبدالغفور. قال يحيى بن معين: ليس بشئ، وقال البخاري: منكر الحديث تركوه، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وأما حديث جابر ففيه عبدالله بن المؤمل. قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وفيه موسى بن عبدالرحمن قال ابن حبان: دجال يضع الحديث.
[ 219 ]
باب ثواب من مات بين الحرمين أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن على بن خلف أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن إسحاق الفاكهى حدثنى محمد ابن إسماعيل بن سالم الصائغ حدثنا عبدالله بن نافع حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات بين الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله بلا حساب عليه ولا عذاب ". وهذا لا يصح. قال البخاري: عبدالله بن نافع منكر، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث. باب ثواب من يحج عن غيره أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد ابن عدى حدثنا على بن أحمد بن حاتم حدثنا إسحاق بن إبراهيم السختيانى حدثنا إسحاق بن بشر حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: الميت والحاج عنه والمنقد له ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به إسحاق بن بشر وهو في عداد من يضع الحديث. باب في مثل من حج عن غيره أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا المفضل بن محمد أبو سعيد الجندي حدثنا أبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصى حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل
[ 220 ]
الذى يحج عن أمتى كمثل أم موسى كانت ترضعه وتأخذ الكراء من فرعون ". هذا حديث موضوع والخطأ فيه منسوب إلى إسماعيل بن عياش. قال ابن حبان تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه وهولا يعلم فخرج عن حد الاحتجاج به. باب في فضل بيت المقدس روى يوسف عن عطية عن أبى سنان عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء ". هذا حديث موضوع. قال يحيى: يوسف بن عطية ليس بشئ. باب النهى أن يقال يثرب أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا عبدالله بن محمد حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا صالح بن عمر عن يزيد بن أبى زياد عن ابن أبى ليلى عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات ". هذا حديث لا يصح تفرد به صالح عن يزيد. قال ابن المبارك: أم بيزيد وقال أبو حاتم الرازي: كل أحاديثه موضوعة. وقال النسائي: متروك الحديث.
[ 221 ]
كتاب السفر باب أن المسافر شهيد أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمر والفارسي أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن عمرو الزنبقى حدثنا أبوالبخترى بن شاكر حدثنا أحمد ابن محمد البصري حدثنا عبدالله بن محمد بن المغيرة حدثنا مسعر عن أبى الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسافر شهيد ". هذا حديث لا يصح. وفيه ابن المغيرة. قال العقيلى: يحدث بما لا أصل له. وفيه المصرى. قال ابن عدى: كذبوه وأنكرت عليه أشياء. أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي أنبأنا أبو عبد الله القضاعى أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو سعيد بن الاعرابي حدثنا عبدالله بن أيوب حدثنا إبراهيم بن بكر حدثنا عبد العزيز بن أبى داود حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " موت الغريب شهادة ". هذا لا يصح. أما إبراهيم بن بكر فقال ابن عدى: كان يسرق الحديث. وقال أبو الفتح الازدي: تركوه. وأما عبدالله بن أيوب فقال الدار قطني: متروك. باب في المراكب أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنى أحمد بن داود حدثنا هشام بن عبدالملك أبو تقى حدثنا بقية حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شر الحمير الاسود القصير ".
[ 222 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به مبشر. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة يضع الحديث ويكذب. وقال الدارقطني: كان يكذب. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا. باب ركوب ثلاثة على دابة أنبأنا على بن عبدالله أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور حدثنا أبو الحسين محمد ابن عبدالله بن الحسين حدثنا البغوي حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا وكيع عن أبى العنبس عن زاذان " انه رأى ثلاثة على بغل فقال: لينزل أحدكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث. هذا حديث ليس بصحيح وإسناده منقطع. وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المدينة راكبا فتلقى بالصبيان، فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه، فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة. باب النهى أن تسمى الطريق سكة أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف حدثنا العقيلى حدثنا يوسف بن أحمد بن الاشيب حدثنا أحمد بن داود حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن أنس قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمى الطريق سكة. هذا حديث لا أصل له، والمتهم به أحمد بن داود، وهو ابن أخت عبد الرزاق. قال أحمد بن حنبل: هو من أكذب الناس. باب ثواب خدمة المسافرين أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة حدثنا حمزة بن يوسف
[ 223 ]
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن عثمان التسترى حدثنا حماد بن بحر حدثنا إسحاق بن نجيح عن هشام عن ابن سيرين عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم الناس ما فيهن من الفضل ما نالهن إلا بقرعة الصف المقدم والاذان وخدمة القوم في السفر ". هذا حديث موضوع، والمتهم به إسحاق. قال أحمد بن حنبل: كان أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بوضع الحديث.
[ 224 ]
كتاب الجهاد باب في ذكر الخيل أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكى حدثنا محمد بن أشرس حدثنا أبو جعفر المدينى الحسن بن محمد حدثنا القاسم بن الحسن ابن الحسن بن يزيد عن أبيه عن جده الحسن بن على عن أبيه على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أراد الله تعالى أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب: إنى خالق منك خلقا أجعله عزا لاوليائي، ومذلة على أعدائي، وجمالا لاهل طاعتي، فقالت الريح: اخلق، فقبض منها قبضة فخلق فرسا، فقال: خلقتك فرسا وجعلتك فرسا وجعلتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك والغنائم محتازة على ظهرك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب وأنت للهرب وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحونى ويحمدوني ويهللوني ويكبرونى. فلما سمعت الملائكة الصفة وخلق الفرس قالت الملائكة: يا رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك ونهلك فماذا لنا ؟ قال: يخلق الله لها خيلا بلقا، أعناقها كأعناق البخت يمد بها من يشاء من أنبيائه ورسله. قال: وأرسل الفرس في الارض. فلما استوت قدماه على الارض يمسح الرحمن بيده على عرف ظهره. قال: أذل صهيلك المشركين أملا منه آذانهم وأذل به أعناقهم وأرعب به قلوبهم. فلما عرض الله عزوجل على آدم من كل شئ ما خلق، فقال له: اختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس، فقيل له: اخترت عزك وعز ولدك خالدا ما خلدوا وباقيا ما بقوا، تلقح فتنتج منه أولاد أبد الآبدين ودهر الداهرين، بركتى عليك وعليهم، ما خلقت خلقا أحب إلى منك ". هذا حديث موضوع بلا شك. قال يحيى: الحسن بن زيد ضعيف الحديث
[ 225 ]
وقال ابن عدى: يروى أحاديث معضلة وأحاديثه عن أبيه منكرة. باب النهى عن ضرب الدابة أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا على بن جعفر بن مسافر حدثنا أبى حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا إبراهيم ابن يزيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب البهائم، وقال: إذا ضربت فلا تأكلوها ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: إبراهيم بن يزيد ليس بشئ، وقال أحمد والنسائي: متروك. باب لبس السلاح في الجهاد أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت الخطيب أنبأنا عبدالرحمن ابن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا وحدثني عبد العزيز بن أبى طاهر عنه أنبأنا الحسن بن حبيب بن عبدالملك الفقيه أخبرني بشران بن عبدالملك حدثنا أبو عبد الرحمن دهثم بن جناح حدثنا عبيدالله بن ضرار عن أبيه عن الحسن البصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتخذ مغفرا ليجاهد به في سبيل الله غفر الله له، ومن اتخذ بيضه بيض الله وجهه يوم القيامة، ومن اتخذ درعا كانت له سترا يوم القيامة ". قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا مع إرساله والحمل فيه على من بين بشران والحسن فإنهم ملطيون. وقد حدثنى الصوري قال سمعت عبدالغنى الحافظ قال: ليس في الملطيين ثقة. حديث آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا محمود بن أبى القاسم الازرق أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن غالب بن حرب
[ 226 ]
حدثنا يحيى بن عنبسة القرشى حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال الملائكة تصلى على العارى مادام حمائل سيفه في عنقه ". هذا حديث لا يصح. ويحيى بن عنبسة كذاب. قال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث. باب التقلد بالسيف أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو طاهر محمد ابن على الحافظ حدثنا مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا العباس بن أحمد بن أبى شحمة حدثنا دهثم بن الفضل حدثنا رواد بن الجراح حدثنا أبو صالح الجزرى عن ضرار بن عمرو عن مجاهد عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل متقلدا سيفه يعنى تفضل على صلاة غير متقلد سبعمائة ضعف. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى يباهى بالمتقلد سيفه في سبيل الله ملائكته، وهم يصلون عليه مادام متقلده ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: ضرار بن عمرو ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: ذاهب متروك. باب الالوية أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن داود القومسى حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد ابن مسلم حدثنا عنبسة عن خالد بن كلاب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أكرم أمتى بالالوية ". قال العقيلى: خالد بن كلاب مجهول وحديثه غير محفوظ لا أصل له.
[ 227 ]
باب تحصيل الشجاعة أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا أبو المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني حدثنى أبو بكر محمد بن هارون الدينورى حدثنا إسماعيل بن عبدالرحيم بن الهيثم البصري حدثنا المضابن الجارود حدثنا حماد بن مسلمة عن أبى العشرا الدارمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شكا نبى من الانبياء إلى الله جبن قومه، فأوحى الله إليه: مرهم فليستفوا الحرمل فإنه يذهب الجبن ويزيد في الفروسية ". هذا حديث موضوع. قال أبو بكر الخطيب: كان أبو المفضل يضع الحديث وقال لى الازهرى: كان دجالا. باب فضل الرباط على الساحل أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا ابن قتيبة حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن همام عن عبد الرزاق عن الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن مكحول عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خاف على نفسه النار فليرابط على الساحل أربعين يوما ". هذا حديث لا يصح. وإبراهيم هو ابن أخى عبد الرزاق. قال الدارقطني: كذاب يضع الحديث. باب النظر إلى ساحل البحر أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله الانباري حدثنا إسحاق بن سيار حدثنا عبدالله بن أبى بكر حدثنا إسماعيل بن شهاب عن محمد بن سالم عن أبى زرعة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى ساحل البحر ينظر فيه كان له بكل نظرة حسنة ".
[ 228 ]
هذا حديث لا يصح تفرد به محمد بن سالم. قال أحمد: هو شبه المتروك. وقال يحيى القطان: ليس بشئ. باب فضل الصوم في سبيل الله أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن المظفر الدقاق أنبأنا على بن عمر السكرى حدثنا العلاء بن إسماعيل بن إسحاق الشامي حدثنا محمد بن حاتم حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا موسى بن أعين عن الخليل بن مرة عن إسماعيل عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام يوما في سبيل الله خفف عنه من وقوف يوم القيامة عشرين سنة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المدينى ويحيى: محمد بن حاتم كاذب. وقال الفلاس: ليس بشئ. قال يحيى والخليل: ابن مرة ضعيف. وقال ابن حبان: كثير الرواية عن المجاهيل. باب فضل التكبير في سبيل الله تعالى أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر عن أبى حاتم حدثنا محمد بن سعيد العطار حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصنعانى حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري عن عبدالله بن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كبر تكبيرة في سبيل الله كانت صخرا في ميزانه أثقل من السموات السبع وما فيها وما تحتهن وأعطاه بها رضوانه الاكبر وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال ينظر إلى الله بكرة وعشيا ". قال أبو حاتم: هذا الخبر لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 229 ]
وإسحاق يأتي عن الثقاة الموضوعات لا يحل الرواية عنه إلا على التعجب ولا يحتج بعبدالله بن نافع. وقال النسائي: عبدالله متروك الحديث. باب فضل التكبير على ساحل البحر أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمران بن موسى بن فضالة حدثنا عيسى بن عبدالله ابن سليمان القرشى حدثنا آدم حدثنا أبو داود النخعي عن زيد بن جبيرة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كبر تكبيرة على ساحل البحر كان في ميزانه صخرة. قيل: يا رسول الله وما قدرها ؟ قال: تملا بين السماء والارض ". قال ابن عدى: هذا مما وضعه أبو داود وكان وضاعا بإجماعهم. وقال يحيى ابن معين: يزيد بن جبيرة ليس بشئ. باب عودة الاسير أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أخبرني أبو الوليد بن الحسن بن محمد الدربندى أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ حدثنا محمد بن يوسف بن ردام حدثنا أبو سهل محمد بن عبدالله بن سهل العجلى حدثنا السرى بن عباد المروزى حدثنا أبو عثمان سعيد بن القاسم البغدادي حدثنا إسماعيل بن أبى زياد السكوني عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) وقال: " نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الاشجعى وكان المشركون أسروه وأوثقوه وأجاعوه، فكتب إلى أبيه أن ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ما أنا فيه من الضيق والشدة، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب إليه ومرة
[ 230 ]
بالتقوى والتوكل على الله تعالى، وأن يقول عند صباحه ومسائه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم. فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) فلما ورد علية الكتاب قرأه فأطلق وثاقه فمر بواديهم الذى ترعى فيه إبلهم وغنمهم واستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد اغتلتهم بعد ما أطلق الله وثاقي، أفحلال هو أم حرام ؟ قال: بل هي حلال إذا نحن خمسنا فأنزل الله عزوجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا) من الشدة والرخاء أجلا. وقال ابن عباس: من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه، أو عند موج يخاف الغرق، أو عند سبع، لم يضره شئ من ذلك ". هذا حديث موضوع. والضحاك ضعيف ولم يسمع من ابن عباس. وجويبر ليس بشئ وقد ذكرنا عن أحمد أنه قال: لا يشتغل بحديث جويبر. قال الدارقطني: وإسماعيل كذاب متروك. وقال ابن حبان: دجال. باب في صلاة الاسير أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال روى أبان بن المحبر عن إسماعيل العبدى عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الاسير ما كان في إساره صلاته ركعتان حتى يموت أو يفك الله أسره ". هذا حديث باطل ولا تجوز الرواية عن أبان إلا على سبيل الاعتبار يروى عن جماعة من الثقاة ما ليس من حديثهم حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها. وقال الدارقطني: أبان متروك
[ 231 ]
باب في السبى حديث في فضل السودان إذا آمنوا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا على بن عبد العزيز حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم حدثنا أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر قال: " جاء رجل من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم. فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والالوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إنى لكائن معك في الجنة ؟ قال: نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذى نفسي بيده إنه ليرى بياض الاسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ومن قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله عزوجل، ومن قال سبحان الله وبحمده كتب الله له مائة ألف حسنة وأربع وعشرين ألف حسنة. فقال رجل: كيف يهلك بعد هذا ؟ قال: إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لاثقله فتقوم النعمة من نعم الله عزوجل فيكاد تستنفذ ذلك إلا أن يتطول الله برحمته، ونزلت هذه السورة هل أتى إلى قوله وملكا كبيرا. فاشتكى الحبشى حتى فاظت نفسه ". قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له وأبو بكار فاحش الخطأ. قال يحيى: أيوب ليس بشئ. وقال مسلم بن الحجاج: هو ضعيف الحديث. وقال النسائي: مضطرب الحديث. حديث في الامر باتحاد السودان: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن
[ 232 ]
المفضل حدثنا عثمان بن عبدالرحمن حدثنا أبين (1) بن سفيان عن خليفة بن سلام عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتخدوا السودان فإن فيهم ثلاثة فيهم سادات الجنة: لقمان الحكيم والنجاشى وبلال ". هذا حديث لا يصح والمتهم به أبين. قال البخاري لا يكتب حديث أبين. قال ابن عدى: كل ما يرويه منكر. وقال ابن حبان: هذا متن باطل لا أصل له وأبين كان يقلب الاخبار. وعثمان بن عبدالرحمن كان يروى عن الثقاة الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به. حديث في ذم السودان: فيه عن ابن عباس وأم أيمن: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني الحسن بن على المقرى حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن جعفر المطيرى حدثنى بيان حدثنا عبدالله بن رجاء عن يحيى بن أبى سليمان المدينى عن عطاء عن ابن عباس قال: " ذكر السودان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعوني من السودان إنما الاسود لبطنه وفرجه ". وأما حديث أم أيمن فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد بن أبى حفص النصيبى حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد بن خالد الوهبى حدثنا خالد بن محمد من آل الزبير قال: " خرجنا نتلقى الوليد بن عبدالملك مع على بن حسين فعرض حبشي لركابنا فقال على بن الحسين حدثتني أم أيمن أو قال سمعت أم أيمن تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الاسود لبطنه وفرجه ". هذا حديثان لا يصحان. (1) أبين بياء معجمة مفتوحة بعدها نون كذا قيده الازدي.
[ 233 ]
أما الاول: ففيه يحيى بن أبى سليمان. قال البخاري: هو منكر الحديث. وأما الثاني: ففيه خالد بن محمد: قال العقيلى: لا يتابع على حديثه. وقال البخاري: هو منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول. حديث في ذم الزنج: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن جشمود حدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنى عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع سرق وإن فيهم لسماحة ونجدة ". طريق آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا الساجى حدثنا الصفر بن محمد الايلى حدثنا سعيد بن أبى الربيع السمان حدثنا عنبسة القطان عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الزنجي حمار ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم بن حبان حدثنا قاسم المؤدب حدثنا المثنى بن الضحاك حدثنا محمد بن مروان السدى عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زوجوا الاكفاء وتزوجوا الاكفاء وتخيروا لنطفكم وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه ". طريق آخر: روى عامر بن صالح الزبيري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والزنج فإنه خلق مشوه ". هذا حديث لا يصح.
[ 234 ]
أما الطريق الاول والثانى ففيه عنبسة. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث. وأما الطريق الثالث ففيه محمد بن مروان. قال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن نمير: كذاب. وقال البخاري: لا يكتب حديثه البتة. وقال أبو على صالح ابن محمد: كان يضع الحديث. وأما الطريق الرابع فقال يحيى: عامر بن صالح ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بثقة. حديث في مدح الحبش: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن مروان حدثنا عبدالله ابن الوليد حدثنا حبيب بن أبى حبيب حدثنا عبدالله بن عامر عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الحبشة أنجد أسخياء وإن فيهم ليمنا فاتخذوهم واستهنوهم فإنهم أقوى شئ ". هذا حديث لا يصح، وحبيب هو كاتب مالك. قال أحمد بن حنبل: كان يكذب. حديث في ذمهم: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبدالله بن الحسين الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا الحسن بن محمد بن سعدان حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا عمر بن حفص المكى حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى طعاما فقال: لمن هذا ؟ فقال العباس: يا رسول الله للحبشة أطعمهم وأكسوهم، فقال: يا عم لا تفعل إنهم إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا ". تفرد به عمر بن حفص. قال أحمد: خرقنا حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ وقال النسائي: هو متروك الحديث.
[ 235 ]
حديث في ترك الترك: أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا أبو طاهر محمد ابن أحمد بن قيداس حدثنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيدالله الجرفى حدثنا أحمد بن أبى عثمان النيسابوري حدثنا أحمد بن محمد بن الازهر حدثنا يحيى بن المعلى بن منصور حدثنا سلمة بن حفص السعدى حدثنا عتبان بن غيلان عن الاعمش عن أبى وائل عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتركوا الترك ما تركوهم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: سلمة بن حفص يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به. قال: وقد جربت على أحمد بن محمد الازهر الكذب. حديث في ذم الخصيان: أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا أبو بكر بن بخيت الدقاق حدثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم القاشانى حدثنا محمد بن الحسين ابن محمد بن الهيثم الهمداني حدثنا الحسين بن عبدالله بن حمران الرقى حدثنا إسحاق بن يحيى حدثنا ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو علم الله في الخصيان خيرا لاخرج من أصلابهم ذرية يعبدون الله عزوجل ولكن علم أن لا خير فيهم فأجبهم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين: إسحاق بن نجيح ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل والنسائي: متروك الحديث. باب أن شر المال في آخر الزمان المماليك روى يزيد بن سنان الرهاوى عن محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شر المال في آخر الزمان المماليك ".
[ 236 ]
هذا الحديث لا يصح. قال يحيى: يزيد ليس بشئ. وقال النسائي والازدى هو متروك الحديث. باب المنع من أذى أهل الذمة أنبأنا القزاز أنبأنا الخطيب أنبأنا محمد بن عمر الداوودى حدثنا عبدالله بن محمد الشاهد حدثنا العباس بن أحمد المذكر حدثنا داود بن على بن خلف حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عيسى بن يونس عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ". قال الخطيب: هذا حديث منكر بهذا الاسناد والحمل فيه عندي على المذكر فإنه كان غير ثقة ونقلت من خط القاضى أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفرا قال نقلت من خط أبى حفص البرمكى قال سمعت أبا بكر أحمد بن محمد الصيدلانى يقول: سمعت أبا بكر المروزى يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أربعة أحاديث تدور على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاسواق ليس لها أصل: من بشرني بخروج أذار بشرته بالجنة، ومن آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة، ونحركم يوم صومكم، وللسائل حق وإن جاء على فرس ".
[ 237 ]
كتاب البيع والمعاملات باب ذم التاجر وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا الحارث بن عبيد عن ابن جشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على جماعة من التجار فقال: يا معشر التجار، فاستجابوا ومدوا أعناقهم، فقال الله عزوجل: باعثكم يوم القيامة فجارا إلا من صدق وصلى وأدى الامانة ". قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل صحيح يرجع إليه والحارث بن عبيد يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم. الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا عمر بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن عيسى المدائني حدثنا سلام بن سليمان حدثنا حمزة الزيات عن الاحلج بن عبدالله الكندى عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله بعثنى بلحمة ومرحمة ولم يبعثنى تاجرا ولا زراعا، وإن شر الناس يوم القيامة التجار والزارعون إلا من شح على دينه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: سلام لا يكتب حديثه. وقال البخاري والنسائي والدار قطني: هو متروك. قال ابن حبان: والاجلح كان لا يدرى ما يقول. قال الدار قطني: ومحمد بن عيسى ضعيف.
[ 238 ]
الحديث الثالث: روى حفص الربالى عن أبى سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه دخل سوق المدينة فقال: ألا إن التاجر فاجر، ألا إن التاجر فاجر ". هذا حديث لا يصح. وأبو سحيم اسمه المبارك بن سحيم. قال البخاري: وأبو حاتم الرازي هو منكر الحديث. وقال النسائي: هو متروك. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقد روى عن طريق آخر عن أنس بإسناد فيه مجاهيل. باب اختلاف الرزق في السعي أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حدثنا على بن عبدالفراوى حدثنا زيد بن الحسين الصائغ حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله الارزاق قبل الاجساد بألفى عام فبسطها بين السماء والارض فضربتها الرياح فوقعت في المشارق والمغارب، فمنه ما وقع رزقه في ألفى موضع، ومنه ما وقع رزقه في ألف موضع، ومنه ما وقع رزقه على باب داره يغدو إليه ويروح حتى يأتيه أجله ". هذا حديث لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه ضعفاء ومجاهيل. باب ذكر سبب الغلاء والرخص فيه عن على وأنس: فأما حديث على عليه السلام: فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا عبد الصمد ابن المأمون أنبأنا الدار قطني حدثنا أحمد بن عيسى بن على الخواص حدثنا سفيان
[ 239 ]
ابن زياد بن آدم حدثنا عبدالله بن علاج الموصلي حدثنى أبى عن محمد بن على ابن الحسين عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: " غلا السعر بالمدينة فذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله غلا السعر فسعر، فقال: إن الله عزوجل هو المعطى وهو المانع وإن لله ملكا اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت طوله مد بصره ويدور في الامصار ويقف في الاسواق، فينادى: ألا ليغلو كذا وكذا، ألا ليرخص كذا وكذا ". وأما حديث أنس فله أربعة طرق: الطريق الاول: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا العتيقي والتنوخى قالا أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن عبدالله الزهري حدثنا أبو يعلى الموصلي عن شيبان بن فروخ عن عبيد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملكا ". فذكر نحو حديث على رضى الله عنه. الطريق الثاني: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي أنبأنا أبو الحسن سهل بن عبدالله الغارى أنبأنا أبو سعيد محمد بن على النقاش أنبأنا أبو عبد الرحمن عبدالله بن يحيى الزاهد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سلمة حدثنى محمد بن عبدالرحيم قال حدثنى ابن أبى العلاج الموصلي عن حماد ابن عمرو النصيبى عن زيد بن رفيع عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملكا من حجارة يقال له عمارة ينزل كل يوم على حمار من حجارة فيسعر الاسعار ثم يعرج ". الطريق الثالث و بالاسناد عن محمد بن عبدالرحيم حدثنى السرى البغدادي حدثنا على بن عاصم عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ 240 ]
" إن لله ملكا من ياقوتة حمراء ينزل على دابة من زمردة خضراء كل يوم فيسعر الاسعار ثم يعرج ". الطريق الرابع: أنبأنا محمد بن ناصر وعلى بن أبى عمر قالا أنبأنا أبو الحسن ابن أيوب أنبأنا أبو على بن شاذان أنبأنا أبو الحسن على بن الحسين القاضى حدثنا إسماعيل بن العباس بن محمد الوراق حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا على بن أبى على أنبأنا أبو الفرج محمد بن جعفر الصالحي حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل حدثنا الحسين بن السكن وأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا العباس بن بكار الضبى والمعنى واحد حدثنا عبدالله بن المثنى حدثنى يمامة بن عبدالله عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الغلاء والرخص جندان من جنود الله يسمى أحدهما الرغبة والآخر الرهبة، فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فيحبسوا ما في أيديهم، وإذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم. وقال أبو بدر فأخرجوه ". هذان حديثان لا يصحان. أما حديث على عليه السلام فانفرد به ابن أبى علاج وهو عبدالله بن أيوب ابن أبى علاج الموصلي. قال ابن عدى: أحاديث مناكير. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، فلا يشك السامع أنه كان يضعها. وأما حديث أنس ففى الطريق الاول الزهري سرق حديث على عليه السلام وجعل له إسنادا آخر. قال أبو بكر الخطيب: كان الزهري كذابا، وهذا الحديث موضوع. وأما الطريق الثاني ففيه ابن أبى علاج وقد تقدم جرحه. وفيه حماد بن
[ 241 ]
عمرو، قال يحيى: كان يكذب ويضع الحديث. وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث. وأما الطريق الثالث: ففيه السرى البغدادي. قال عبدالرحمن بن خراش كان يكذب. وقال ابن عدى: كان يسرق الحديث. وأما الطريق الرابع ففيه العباس بن بكار. قال الدار قطني: هو كذاب، وعبد الله بن المثنى ضعيف عندهم. باب ذم من تمنى الغلاء فيه عن ابن عمر وأبى هريرة: فأما حديث ابن عمر فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد البخاري حدثنا محمد بن يوسف بن ردام أنبأنا عبدالله بن عبيد الشيباني حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا سليمان ابن عيسى حدثنا عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تمنى الغلاء على أمتى ليلة أحبط الله عمله أربعين سنة ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنى الحسن ابن أبى طالب حدثنا يوسف بن عمر حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن أحمد الاسفرائينى حدثنا عبدالله بن محمد المروزى أنبأنا بشر بن يحيى حدثنا أبو عصمة عن يحيى بن عبيدالله عن أبيه عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تطع فينا تاجرا ولا مسافرا، تاجرنا يحب الغلاء ومسافرنا يكره المطر ". هذان حديثان موضوعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ 242 ]
أما [ الحديث ] الاول فقال أبو بكر الخطيب: لا أعلم رواة غير سليمان بن عيسى السجزى وكان كذابا يضع الحديث وقال السعدى: كذاب مصرح. وأما الحديث الثاني: قال يحيى بن عبدالله هو ابن موهب. قال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه. وقال أحمد: أحاديثه منكرة لا يعرف هو ولا أبوه. وقال ابن حبان: يروى مالا أصل له. باب احتكار الطعام فيه عن العبادلة وعن ابن عمر وحده وعن أبى هريرة وأنس: فأما حديث العبادلة فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أخبرني الطناجيرى أنبأنا عبدالله بن عثمان الصفار حدثنا عبدالله بن بدر المعروف بزريق حدثنا أبو محمد عبدالله بن أيوب بن زاذان القرنى حدثنا شيبان الايلى حدثنا بشر بن عبدالرحمن الانصاري حدثنى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن العبادلة عبدالله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القاص ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". وأما حديث ابن عمر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا ابن الحسين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا يزيد حدثنا أصبغ بن زيد حدثنا أبو بشر عن أبى الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله تبارك وتعالى منه ".
[ 243 ]
الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة السهمى حدثنا أبو أحمد الحافظ أنبأنا زكريا الساجى حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أصبغ بن زيد عن أبى بشر عن أبى الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من احتكر طعاما فقد برئ الله تبارك وتعالى منه ". وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا (1) ابن عبد الخالق حدثنا مهنى بن يحيى (1) حدثنا بقية وسعيد عن عبد العزيز عن (1) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحشر الحكارون وقتلة الانفس إلى جهنم في درجة واحدة ". وأما حديث أنس: أنبأنا القزاز أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا على بن طلحة المقرى أنبأنا عمر بن محمد بن على الصيرفى حدثنا عبدالله بن محمد بن ناجية قال سمعت دينارا أنبأنا مكيس يقول خدمت أنس بن مالك ثلاث سنين، فسمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حبس طعاما أربعين يوما ثم أخرجه فطحنه وخبزه وتصدق به لم يقبله الله منه ". هذه الاحاديث جميعا لا تصح. أما حديث العبادلة: ففيه عبد الوهاب، كان الثوري يرميه بالكذب. وقال يحيى: ليس بشئ. وضعفه أحمد والدار قطني. وأما أبو محمد القربى قال الدار قطني: متروك. وأما حديث ابن عمر ففى الطريقين أصبغ بن زيد. قال ابن عدى: أحاديث أصبغ غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأما حديث أبى هريرة فإن بقية يحدث عن الضعفاء والمتروكين ويدلس بالعنعنة. (1) بياض بالاصل.
[ 244 ]
وأما حديث أنس فقال ابن عدى أبو مكيس منكر الحديث ضعيف ذاهب شبه المجهول. وقال ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. باب تعظيم أمر الدين روى حاتم بن ميمون المصرى عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى عليه وسلم. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بحاتم بن ميمون بحال. حديث آخر: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن يوسف العصفرى حدثنا قرين ابن سهل بن قرين حدثنا أبى عن ابن أبى ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاهم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين " قال ابن عدى: هذا الحديث باطل الاسناد والمتن، وسهل منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بسهل فإنه يلزق المراسيل والمقاطيع. وقال أبو الفتح الازدي: هو كذاب. باب تعظيم أمر الربا على الزنا فيه عن أبى هريرة وأنس وابن حنظلة وعائشة رضى الله عنهم: فأما حديث أبى هريرة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا
[ 245 ]
أبو الحسن أحمد بن محمد أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا سعيد بن عبدالحميد بن جعفر حدثنا عبدالله بن زياد حدثنا عكرمة عن عمار بن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هربرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الربا سبعون بابا أصغرها كالزاني ينكح أمه ". الطريق الثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن إسماعيل حدثنا أبويحيى البزاز حدثنا محمد بن الحسن الحيرى حدثنا حفص بن عبدالرحمن حدثنا عبدالله بن زياد حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الربا سبعون بابا أصغرها عند الله كالذى ينكح أمه ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا الحسين بن عبدالله القطان حدثنا الوليد ابن عتبة حدثنا محمد بن خمير حدثنا إسماعيل عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أكل درهما ربا فهو مثل ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم حدثنا محمد بن على بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبى يقول أخبرني أبو مجاهد عن ثابت عن أنس قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظيم شأنه وقال: إن الدرهم يصيب الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من سنة وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربى عرض الرجل المسلم ".
[ 246 ]
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار حدثنا عبدالله ابن الحسين الهمداني حدثنا الدار قطني حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحى حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد حدثنا أبى حدثنا طلحة بن زيد عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن يحيى بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الربا سبعون بابا أهون باب منه الذى يأتي أمه في الاسلام وهو يعرفها، وإن من أربا الربا خرق المرء عرض أخيه، وخرق عرض أخيه أن يقول فيه ما يكره من مساويه، والبهتان أن يقول فيه ما ليس فيه ". وأما حديث ابن حنظلة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعى حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبى ح. وأنبأنا عبد الحق بن أحمد أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد حدثنا أبو بكر بن بشران حدثنا على بن عمر حدثنا أحمد بن العباس البغوي حدثنا يحيى بن يزداد أبو الصفر حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير ابن حازم عن أيوب عن ابن أبى مليكة عن عبدالله بن حنظلة - عسل - [ غسيل ] الملائكة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد أنبأنا أبو بكر ابن بشران حدثنا الدار قطني حدثنا البغوي حدثنا هاشم بن الحرث حدثنا عبيد الله بن عمرو عن ليث عن عبدالله بن أبى مليكة عن عبدالله بن حنظلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لدرهم ربا أشد عند الله تعالى من ستة وثلاثين زنية في الحطيم ". وأما حديث عائشة رضى الله عنها فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد
[ 247 ]
الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو إسحاق بن حمزة حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا عبدالله بن محمد بن عيشون حدثنا عبد الغفار بن الحكم حدثنا سوار بن مصعب عن ليث وخلف بن حوشب عن مجاهد عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الربا بضع وسبعون بابا، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من ستة وثلاثين زنية ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا يوسف حدثنا العقيلى حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن سعيد بن محمد الجرمى حدثنا أبو ثميلة حدثنا عمران بن أنس أبو أنس عن ابن أبى مليكة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدرهم ربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية ". ليس في هذه الاحاديث شئ صحيح. أما حديث أبى هريرة ففى طريقيه عبدالله بن زياد وقد كذبوه، وقال البخاري: إنما روى هذا الحديث أبو سلمة عن عبدالله بن سلام نفسه. وأما حديث أنس ففى طريقه الاول أبو مجاهد واسمه عبدالله بن كيسان المروزى. قال البخاري: هو منكر الحديث. والطريق الثاني تفرد به طلحة ابن زيد. قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث ابن حنظلة ففى الطريق الاول حسين بن محمد وهو حسين بن محمد بن بهرام أبو محمد المروزى. قال أبو حاتم الرازي: رأيته ولم أسمع منه، وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال خطأ، فقيل له: الوهم ممن ؟ فقال: من حسين ينبغى أن يكون. وفى الطريق الثاني ليث. قال أبو حاتم الرازي: لا يشتغل به، وهو مضطرب الحديث. قال المصنف قال: وإنما يروى هذا عن كعب. أنبأنا ابن الحصين أنبأنا
[ 248 ]
ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبى مليكة عن ابن حنظلة عن كعب أنه قال: " لان أزنى أحب إلى من أن آكل درهما من ربا ". قال الدار قطني: وهذا أصح من المرفوع. وأما حديث عائشة ففى طريقه الاول سوار بن مصعب. قال أحمد ويحيى والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو داود: ليس بثقة. وفى طريقه الثاني عمران بن أنس. قال العقيلى: لا يتابع على حديثه. قال وهذا يروى من غير هذا الوجه مرسلا عن ابن أبى مليكة. قال وحدثنا محمد بن موسى البلخى حدثنا مكى بن إبراهيم حدثنا ابن جريج قال حدثنى ابن أبى مليكة أنه سمع عبدالله بن حنظلة الراهب يحدث عن كعب الاحبار أنه قال: " ربا درهم يأكله الانسان وهو يعلم أعز عليه في الاثم من ستة وثلاثين زنية ". قال المصنف قلت: واعلم أن مما يرد صحة هذه الاحاديث أن المعاصي إنما يعلم مقاديرها بتأثيراتها والزنا يفسد الانساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا يوثر أكل لفمة لا تتعدى ارتكاب نهى، فلا وجه لصحة هذا. باب البيع إلى أجل أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج الحميرى حدثنا محمد بن عبدالله ابن عبيد بن عقيل الهلالي حدثنا نصر بن القاسم أبو جزء حدثنا عبدالرحيم بن داود عن صالح بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البركة في ثلاث: في البيع إلى أجل، والمعارضة، واختلاط الشعير بالبر للبيت لا للبيع ".
[ 249 ]
قال العقيلى: وحدثناه عبدالله بن محمد بن ناجية حدثنا يحيى بن محمد بن السكن حدثنا بشر بن ثابت حدثنا عمر بن بسطام عن نصر بن القاسم عن داود ابن على عن صالح بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث فيها البركة: البيع إلى أجل، والمعارضة، وإخلاط البر بالشعير للبيت لا للسوق ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الرحمن بن داود وعمر بن بسطام مجهولان وحديثهما غير محفوظ. باب في السفاتج أنبأنا إسماعيل بن أحمد ومحمد بن عبدالملك قالا أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا زكريا بن يحيى الساجى وأحمد بن يحيى بن زهير وإبراهيم بن محمد التسترى قالوا حدثنا سهل بن بحر حدثنا إبراهيم بن نافع الجلاب حدثنا عمر بن موسى الوجيهى عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السفتجات حرام ". هذا لا يصح. قال ابن عدى: إبراهيم بن نافع منكر الحديث، وعمر بن موسى في عداد من يضع الحديث. باب شركة الذمي أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا محمد بن طلحة الكنانى أنبأنا عبيدالله بن أحمد المقرى حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن معمر ابن محمد الشامي حدثنا يحيى بن حفص بن أخى هلال الكرخي حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا مسعر عن موسى بن عتبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من شارك ذميا فقواضع له إذا كان يوم القيامة ضرب بينهما
[ 250 ]
واد من نار وقيل للمسلم: خذ هذا الوادي إلى ذلك الجانب حتى تحاسب شريكك " قال الخطيب: حديث منكر لم أكتبه إلا بهذا الاسناد. باب توقى الحرام والشبهة أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو العلاء محمد بن على الواسطي أنبأنا أبو زيد بن عامر الكوفى حدثنا محمد بن سعيد البورقى حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد السلمونى حدثنا محمد بن مقاتل المروزى حدثنا الفرات بن خلد عن مسعر بن كدام عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك درهما من حرام أعتقه الله من النار، ومن ترك درهما من شبهة أعطاه الله ثواب نبى من الانبياء، ومن ترك الكذب لم يكتب عليه خطيئة أيام حياته ودخل الجنة بغير حساب ". هذا حديث موضوع، والمتهم به البورقى. قال الحاكم أبو عبد الله: وضع البورقى على الثقاة مالا يحصى. باب اشتقاق تسمية الدرهم والدينار أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا على بن أحمد الحواربى حدثنا أبى وعمى قالا حدثنا عبدالله بن أبى علاج عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما سمى الدرهم لانه دارهم، وإنما سمى الدينار لانه دار نار ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعجب من جرأة من يضع مثل هذا الكلام البارد الذى لا فائدة فيه، والمتهم به ابن أبى علاج، وقد ذكرنا آنفا عن ابن حبان أنه قال: يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم، فلا يشك للسامع أنه وضعها.
[ 251 ]
باب فضل العمل باليد أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون البزار حدثنا أبو على الحسين بن عبيدالله ابن عمران حدثنا أبو جعفر أحمد بن أحيد بن حمران البخاري حدثنا أبو عمرو قيس بن أنيف حدثنا محمد بن تميم الفريانى حدثنا عبدالله بن عيسى الجرجاني حدثنا عبدالله بن المبارك عن مسعر بن كدام عن عون عن الحسن عن أنس بن مالك قال " أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد ابن معاذ الانصاري، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ما هذا الذى اكتبت يداك ؟ فقال: يا رسول الله اضرب بالمرو المسحاة فأنفقه على عيالي. قال فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: هذه يد لا تمسها النار أبدا ". هذا حديث موضوع، وما أجهل واضعه بالتاريخ، فإن سعد بن معاذ لم يكن حيا في غزاة تبوك، لانه مات بعد غزاة بنى قريظة من السمم الذى رمى به يوم الخندق، وكانت غزاة بنى قريظة في سنة خمس من الهجرة، فأما غزاة تبوك فإنها كانت في سنة تسع، فلو كان عند الكذاب توفيق ما كذب. ومحمد بن تميم الفاريانى كذاب. قال ابن حبان: كان يضع الحديث. باب في الخياطة أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا الحسن بن الخلال حدثنا على بن عمر الحافظ أنبأنا إسماعيل بن العباس بن مهران حدثنا عباد بن الوليد حدثنا سلم بن المغيرة حدثنا أبو داود النخعي عن أبى حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عمل الابرار من رجال أمتى الخياطة، وأعمال الابرار من النساء المغزل ". هذا حديث لا يصح. وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وقد سبق
[ 252 ]
في كتابنا أنه كان كذابا. قال ابن المدينى: كان يضع الحديث، وقد رواه عن أبى حازم عن ابن عباس من قوله. باب في الجزار أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حبيب حدثنا دينار بن عبدالله عن أنس قال: " كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تفرق أصحابه فقال: يا أبا حمزة قم بنا ندخل السوق فنربح ويربح منا، فقام وقمت معه حتى صرنا إلى السوق، فإذا نحن في أول السوق برجل جزار شيخ كبير قائم على بيعه يعالج من وراء ضعف فوقعت له في قلب النبي صلى الله عليه وسلم رقة، فهم أن يقصده ويسلم عليه ويدعو له إذ هبط عليه جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك لا تسلم على الجزار، فاغتم من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدرى أي سريرة بينه وبين الله إذ منعه منه، وانصرف وانصرفت معه ولم يدخل السوق، فلما كان من غد تفرق أصحابه، فقال لى: قم بنا ندخل إلى السوق فننظر أي شئ حدث الليلة على الجزار، فقام وقمت معه حتى جئنا إلى السوق فإذا نحن بالجزار قائما على بيعه كما رأيناه بالامس، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقصده ويسأله أي سريرة بينه وبين الله عزوجل إذ منعه عنه، فهبط عليه جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك سلم على الجزار، فقال له: حبيبي جبريل أمس منعتني عنه واليوم أمرت به. قال: نعم يا محمد إن الجزار الليلة وعكته الحمى وعكا شديدا فسأل ربه وتضرع إليه، فقبله على ما كان منه، فاقصده يا محمد وسلم عليه وبشره وانصرف، فإن الله قد قبله على ما كان منه، فقصده وسلم عليه وانصرف وانصرفت معه ". هذا حديث موضوع بلا شك، قبح من يضع مثل هذا الذى لا معنى له.
[ 253 ]
قال ابن حبان: دينار مولى أنس يروى عنه أشياء موضوعة لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. باب اتخاذ الدجاج لمن لا يقدر على الغنم أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم البستى حدثنا عبدالله بن محمد القيراطى حدثنا عبدالله بن يزيد عن هشام بن عبيدالله عن ابن أبى ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدجاج غنم فقرأ أمتى، والجمعة حج فقرائها ". قال أبو حاتم: هذا موضوع لا أصل له، والاحتجاج بهشام باطل. قال الدار قطني: هذا الحديث كذب موضوع، والحمل فيه على عبدالله بن يزيد ويلقب بحمش. باب تدبير المصالح أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب أنبأنا محمد ابن عبد العزيز بن جعفر البرذعى أنبأنا على بن إبراهيم بن أحمد العطار حدثنى أبو الليث سعيد بن أحمد بن سعيد الانماطى حدثنا محمد بن يحيى الاشنانى حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبدالله بن إدريس حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: تفضلت على عبدى بأربع خصال: سلطت الدابة على الحبة ولولا ذلك لا دخرها الملوك كما يدخرون الذهب والفضة، وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك ما دفن خليل خليله أبدا، وسلطت السلو على الحزن، ولولا ذلك لا نقطع النسل، وقضيت الاجل وأطلت الامل، ولولا ذلك لخربت الدنيا ولم يتهن ذو معيشة بمعيشته ".
[ 254 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الاشنانى هو محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن ثابت، وإنما دلسه سعيد بن أحمد. قال الدار قطني: الاشنانى كذاب دجال، وقال أبو بكر الخطيب: كان يضع الحديث وضعا فاحشا، قال: وما أبعد أن يكون هو الراوى لهذا الحديث، لان له عن يحيى بن معين بهذا الاسناد حديثا آخر.
[ 255 ]
كتاب النكاح باب الخوف من فتنة النساء أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا يعقوب بن يوسف بن عاصم حدثنا محمد بن عمران حدثنا عيسى بن زياد الدورقى حدثنا عبدالرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا النساء لعبد الله حقا حقا ". هذا حديث لا أصل له. وفيه عبدالرحيم بن زيد العمى. قال يحيى: ليس بشئ هو وأبوه، وقال مرة: عبدالرحيم كذاب خبيث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدى: هذا حديث منكر لا أعرفه إلا من هذا الطريق، وكل أحاديثه لا يتابعه الثقاة عليها. قال ابن حنبل: لا يجوز الاحتجاج بزيد. قال البخاري: ومحمد بن عمران منكر الحديث يتكلمون فيه. باب الحذر من النساء الاجانب أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبدالله بن زيد الهمداني حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسى حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة حدثنا محمد بن عيسى الطباع حدثنا شعيب بن مبشر حدثنا معقل بن عبيدالله عن عطاء عن ابن عباس " أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه تكلمه في حاجتها وقامت فأراد رجل أن يقعد في مكانها فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد حتى يبرد مكانها ". تفرد به شعيب بن مبشر. قال ابن حبان: يتفرد عن الثقاة بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
[ 256 ]
باب في شكوى العزبة أنبأنا عبد الاول بن عيسى حدثنا الداوودى أنبأنا ابن أعين السرخسى حدثنا إبراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبدالرحيم بن هارون الواسطي حدثنا فايد بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبى أوفى قال: " والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله أهلكني الشبق والجوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي الشبق والجوع ؟ قال: هو ذاك. قال: فاذهب فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهى امرأتك. قال الاعرابي: فدخلت نحل بنى النجار فإذا جارية تخترف في زبيل فقلت لها: يا ذات الزبيل هل لك زوج ؟ قالت: لا. قلت: انزلى فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فنزلت فانطلقت معها إلى منزلها. فقالت لابيها: إن هذا الاعرابي أتانى وأنا أخترف في الزبيل فسألني: هل لك زوج. فقلت: لا. فقال: انزلى فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج أبو الجارية إلى الاعرابي، فقال له الاعرابي: ماذات الزبيل منك ؟ قال: ابنتى. قال: هل لها زوج ؟ قال: لا. قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لها زوج ؟ قال: لا. قال: فاذهب فأحسن جهازها ثم ابعث بها إليه. فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته وأحسن القيام، ثم بعث معها بتمر ولبن، فجاءت به إلى بيت الاعرابي، فانصرف الاعرابي إلى بيته فرأى جارية مصنعة ورأى تمرا ولبنا، فقام إلى الصلاة، فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغدا أبو الجارية على ابنته فقالت: والله ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا. فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فدعا الاعرابي فقال: يا أعرابي ما منعك أن تكون ألممت بأهلك ؟
[ 257 ]
فقال: يا رسول الله انصرفت من عندك ودخلت المنزل فإذا جارية مصنعة ورأيت تمرا ولبنا، فكان يجب - لله على - أن أحيى ليلتى إلى الصباح. قال: يا أعرابي المم بأهلك ". هذا حديث لا يصح، فيه آفتان. إحداهما فايد. قال أحمد والنسائي: هو متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث لا يكتب حديثه. والثانية عبدالرحمن بن هارون، والظاهر أن البلاء منه. قال الدار قطني: هو متروك الحديث يكذب. باب فضل المتزوج على العزب فيه عن أنس وأبى هريرة: فأما حديث أنس فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن حنيفة النصيبى حدثنا الحسن بن جبلة حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من العزب ". قال العقيلى: مجاشع حديثه منكر غير محفوظ. قال يحيى بن معين: قد رأيته أحد الكذابين. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره إلا بالقدح. وأما حديث أبى هريرة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا عمر بن سنان حدثنا أبو يوسف محمد ابن أحمد الرقى حدثنا خالد بن إسماعيل عن عبدالله عن صالح عن أبى هريرة
[ 258 ]
قال: " لو لم يبق من أجلى إلا يوم واحد للقيت الله بزوجة، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شراركم عزابكم ". هذا حديث لا يصح وصالح هو مولى التوأمة مجروح. قال ابن عدى: وخالد ابن إسماعيل يضع الحديث. الطريق الثاني: روى يوسف بن السفر عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: " شراركم عزابكم، ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل ". قال ابن عدى: هذا حديث موضوع. قال أبو زرعة والنسائي: يوسف متروك الحديث. وقال أبو حاتم بن حبان: يروى عن الاوزاعي ما ليس من حديثه، فلا يشك السامع أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال الدار قطني: متروك يكذب. باب التزوج للحسن أو للمال أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المعافى حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا عبد السلام ابن عبد القدوس عن إبراهيم بن أبى عبلة قال قال أنس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله عزوجل إلا ذلا، ومن تزوج امرأة لماها لم يزده الله عزوجل إلا فقرا، ومن تزوج امرأة لحسنها لم يزده الله عزوجل إلا دناءة، ومن تزوج امرأة لم يتزوجها إلا ليغض بصره أو يحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ضد ما في الصحيحين " تنكح المرأة لما لها ولحسنها ولجمالها ولدينها ".
[ 259 ]
قال أبو حاتم بن حبان: عبد السلام يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج به بحال. قال النسائي: عمرو بن عثمان متروك الحديث. باب التزوج إلى جهينة أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا عبد الصمد بن سعيد حدثنا ظبيان بن محمد بن ظبيان عن أبيه عن جده عن عمرو ابن مرة الجهنى قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من لم تكن له حسنة يرجوها فلينكج امرأة من جهينة ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بظبيان، يروى عن أبيه العجائب. باب اتخاذ السرارى أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله الحاكم حدثنا أبو زكريا البحيرى حدثنا أبو عبد الله البوسنجى حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا محمد بن علاثة حدثنا عمرو بن عطاء عن أبيه عن مالك بن عامر عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسرارى فإنهن مباركات الارحام ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم الرازي: عثمان بن عطاء لا يحتج به، وقال على بن الجنيد: متروك. وأما محمد ابن علاثة، قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه. وأما عمرو بن الحصين فقال ابن حبان الرازي: ليس بشئ. طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد ابن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنى جدى
[ 260 ]
حدثنا حفص بن عمر حدثنا ثور عن مكحول عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقول ]: " اتخذوا السرارى فإنهن مباركات الارحام وإنهن أنجب أولادا. ثم قال أبو الدرداء: يالها من زوجة مرغوب عنها " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النسائي: حفص بن عمر الايلى ليس بثقة، وقال ابن حبان: كان يقلب الاسانيد، وقال الدار قطني: متروك، وقال العقيلى: لا يصح في السرارى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ. باب تزوج المرأة بالفاسق أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا وارث بن الفضل حدثنا الحسن بن محمد البلخى عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ". هذا ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: الحسن ابن محمد يروى الاشياء الموضوعة، وإنما هذا من كلام الشعبى ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم باطل. باب الدعاء لقباح النساء بالرزق أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا أحمد بن محمد بن سلمان الرازي حدثنا عيسى بن على بن على الناقد حدثنا موسى بن إبراهيم بن محمد المروزى حدثنا ليث بن سعد عن أبى قبيل عن عبدالله بن عمرو بن العاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لقباح أمته بالرزق ".
[ 261 ]
هذا حديث موضوع. قال الدار قطني: موسى بن هارون متروك، وقال ابن حبان: كان مغفلا يلقن فيتلقن. باب التزوج بالحرائر فيه عن على وابن عباس وأنس: فأما حديث على فأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر حدثنا محمد بن إسحاق البكائى حدثنا الحكم بن سليمان عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يلقى الله عزوجل طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا بهلول بن إسحاق حدثنى محمد بن معاوية أبو على النيسابوري حدثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر ". وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا عمر بن سنان حدثنا هشام بن عمار حدثنا سلام بن سوار حدثنا كثير ابن سليم عن الضحاك قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أراد أن يلقى الله طاهرا فليتزوج الحرائر ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث على ففيه جويبر. قال أحمد بن حنبل: لا يشتغل بحديثه، وقال يحيى: ليس بشئ. وفيه عمرو بن جميع. قال يحيى: كذاب خبيث، وقال ابن عدى: كان يتهم بالوضع، وقال النسائي: هو وجويبر متروكان.
[ 262 ]
وأما حديث ابن عباس ففيه نهشل. قال ابن راهويه: كان نهشل كذابا، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وفيه محمد بن معاوية رماه أحمد ويحيى والدار قطني بالكذب، وقال النسائي: ليس بثقة متروك الحديث. وأما حديث أنس ففيه كثير بن سليم. قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن ما ليس من حديثه ويضع عليه، وقال ابن عدى: سلام منكر الحديث. باب السؤال عن شعر المرأة أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا محمد بن على بن الفتح أنبأنا الدار قطني حدثنا الحسن بن على بن زكريا حدثنا عثمان بن عمر الرباع حدثنا ابن علاثة عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تزوج أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فإن الشعر أحد الجمالين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الحسن ابن على وهو العدوى. قال ابن عدى: كان يضع الحديث. ولذلك قال ابن حبان على من رأى ويروى عمن لم يره. وقال الدار قطني: متروك. وأما ابن علاثة فقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل الاحتجاج به. باب نهى المتزوج أن يدخل على المرأة حتى يعطيها شيئا أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا عمرو بن أحمد بن عمر والعمى حدثنا موسى بن محمد بن عمران الحنفي حدثنا عصمة بن المتوكل حدثنا شعبة عن أبى حمزة سمعت ابن عباس
[ 263 ]
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تزوج امرأة فلا يدخل عليها حتى يعطيها شيئا وإن لم يجد إلا أحد نعليه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعصمة يهم ولا يضبط قال العقيلى: ليس لهذا الحديث أصل. باب أول المهر أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرزاق أنبأنا أبو بكر بن الاخضر أنبأنا ابن شاهين أنبأنا أحمد بن عيسى بن السكين حدثنا زكريا بن الحكم الرسعنى حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا مبشر بن عبيد حدثنا الحجاج بن أرطاة عن عطاء وعمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا مهر دون عشرة دراهم ". طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف ابن أحمد أنبأنا العقيلى حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الانطاكي حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية بن الوليد حدثنا مبشر بن عبيد عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينكح النساء إلا الاكفاء ولا يزوجوهن إلا الاولياء ولا مهر دون عشرة دراهم ". طريق ثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبدالرحيم بن سهم حدثنى بقية حدثنى مبشر بن عبيد عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنكحوا النساء إلا من الاكفاء ولا يزوجوهن إلا الاولياء ولا مهر دون عشرة دراهم " قال أبو أحمد بن عدى: هذا الحديث مع اختلاف ألفاظه في المتون واختلاف إسناده باطل لا يرويه إلا مبشر. قال أحمد: مبشر ليس بشئ، أحاديثه
[ 264 ]
موضوعات كذب يضع الحديث، وقال الدار قطني: يكذب، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وقد روى داود الايادي عن الشعبى عن على أنه قال: " لا صداق أقل من عشرة دراهم ". قال يحيى: داود ليس حديثه بشئ. قال ابن حبان: كان داود يقول بالرجعة، ثم إن الشعبى لم يسمع من على. وقال أحمد بن حنبل: لقن غياث داود عن الشعبى عن على " لا يكون مهرا أقل من عشرة دراهم " فصار حديثا. باب إجابة الدعوة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال: قرأت في كتاب أبى القاسم الثلاج بخطه حدثنا أبو على الحسن بن علان الخراط قال سمعت الدقيقي يقول حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجيبوا صاحب الوليمة فإنه ملهوف ". قال الخطيب: هذا حديث باطل، والحمل فيه على الخراط إن كان ابن الثلاج صدق في روايته عنه. قال المصنف قلت: ابن الثلاج اسمه عبدالله بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم كان الدار قطني وغيره يتهمونه بوضع الاحاديث، وقال الازهرى: كان يضع الحديث. باب نثر التمر على رأس المتزوج أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو عمر بن مهدى أنبأنا محمد بن مخلد حدثنا عبيدالله بن النعمان حدثنا سعيد بن سلام حدثنا ابن أبى داود قال حدثنى منصور بن عبدالرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من نسائه فنثروا على رأسه تمر عجوة " هذا حديث باطل. وسعيد بن سلام ليس بشئ، وقال أحمد بن حنبل: هو كذاب، وقال البخاري: قد ذكر بوضع الحديث، وقال الدار قطني: متروك يحدث بالاباطيل.
[ 265 ]
باب نثار العرس فيه عن معاذ وأنس. فأما حديث معاذ فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلى حدثنى أزهر بن زفر الحضرمي حدثنا القاسم بن عمر العتكى حدثنا بشر بن إبراهيم الانصاري عن الاوزاعي عن مكحول عن عروة ابن الزبير عن عائشة قالت: " حدثنى معاذ بن جبل أنه شهد أملاك رجل من الانصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنكح الانصاري وقال: على الالفة والخير والطير الميمون قفوا على رأس صاحبكم. فوقفوا على رأسه، وأقبلت السلال فيها الفاكهة والسكر فنثر عليهم، فأمسك القوم ولم ينتهبوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أزين الحلم ألا تنتهبون ؟ قالوا يا رسول الله إنك نهيتنا عن النهبة يوم كذا وكذا، وقال إنما نيهتكم عن نهبة العساكر ولم أنهكم عن نهبة الوليمة، ألا فانتهبوا، قال معاذ: فو الله: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحررنا ونحرره في ذلك النهاب ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا فاروق الخطابى وسليمان بن أحمد في جماعة قالوا حدثنا أبو مسلم الكشى حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز حدثنا حازم مولى بنى هاشم عن لمازة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: " شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاك رجل من أصحابه فقال: على الخير والالفة والطائر الميمون والسعة في الرزق، بارك الله لكم، دففوا على رأسه، فجئ بدف فضرب به وأقبلت الاطباق عليها فاكهة وسكر فنثر عليه، فكف الناس أيديهم
[ 266 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا تنتهبون ؟ قالوا: يا رسول الله أولم تنه عن النهبة ؟ قال: إنما نهيتكم عن نهبة العساكر فأما العرسات فلا فجاذبهم وجاذبوه ". وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن الحسن بن على اليقطينى حدثنا الحسن بن أحمد بن فيل الانطاكي حدثنا صالح بن زياد السوسى حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا خالد بن إسماعيل الانصاري حدثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد أملاك رجل وامرأة من الانصار فقال: أين شاهدكم ؟ فقالوا: يا رسول الله وما شاهدنا ؟ قال: الدف، فأتوا به، فقال: اضربوا على رأس صاحبكم، ثم جاءوا بأطباقهم فنثروا، فهاب القوم أن يتناولوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أزين الحلم، ما لكم لا تتناولون ؟ قالوا: يا رسول الله ألم تنه عن النهبة ؟ قال: نهيتكم عن النهيبة في العساكر وأما هذا وأشباهه فلا ". هذا حديث لا يصح. أما حديث معاذ ففى طريقه الاول بشر بن إبراهيم وهو المتهم به. قال العقيلى: لا يتابع على هذا الحديث. وقد روى عن الاوزاعي: أحاديث موضوعة لا يتابع عليها. وقال ابن عدى: هو عندي ممن يضع الحديث على الثقاة ولذلك قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. وأما طريقه الثاني فإن حازما ولمازة مجهولان. وأما حديث أنس ففيه خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: يضع الحديث على ثقاة المسلمين. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
[ 267 ]
باب اجتلائه العروس أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا أحمد بن الممتنع حدثنا أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن القاسم بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن دينار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتلى عائشة عند أبويها قبل أن يبنى بها ". انفرد به القاسم عن ابن دينار، وكان أحمد بن حنبل يرمى القاسم بالكذب وقال يحيى: هو كذاب خبيث. باب محبة الزوجة أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين حدثنا عبدالله بن الحسين بن جابر حدثنا موسى بن أحمد حدثنا الموقرى عن الزهري عن أنس قال: " أول حب كان في الاسلام حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ". تفرد به الموقرى ولم يروه عنه غير موسى بن محمد بن عطاء وكلاهما كذاب قال أحمد: ويحيى الموقرى ليس بشئ. قال ابن حبان: وكان موسى بن محمد يضع الاحاديث على الثقاة. باب ما تصنع المرأة إذا دخلت على زوجها أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجريرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا عمر بن محمد بن يوسف حدثنا عبدالله بن وهب النسوي حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد أنبأنا خصيف عن مجاهد عن أبى سعيد قال " أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب فقال: يا على إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفك حين تجلس واغسل رجلها وصب الماء على باب دارك إلى أقصى دارك
[ 268 ]
فإنك إذا فعلت أخرج الله من دارك سبعين بابامن الفقر وأدخل فيه سبعين بابا من البركة وأنزل عليها سبعين رحمة وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص ما دامت في تلك الدار، وامنع العروس في أسبوعها الاول من اللبان والخل والكزبرة والتفاحة الحامضة. قال على: يا رسول الله لاى شئ أمنعها هذه الاشياء الاربعة ؟ قال: لان الرحم يعقم ويمرد من هذه الاشياء عن الاولاد، والحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد ". وذكر حديثا طويلا في ورقتين. كذا قال ابن حبان قال وعبد الله بن وهب شيخ دجال يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه. باب تعليم النساء سورة النور ومنعهن من سكنى الغرف وتعليم الكتابة فيه عن ابن عباس وعائشة: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا جعفر بن سهل حدثنا جعفر بن نصر حدثنا حفص حدثنا عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعلموا نساءكم الكتابة، ولا تسكنوهن الغرف العلالى ". وقال " خير لهو المؤمن السباحة وخير لهو المرأة المغزل ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: جعفر بن حفص كان يحدث عن الثقاة بما لم يحدثوا به. وقال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل وله أحاديث موضوعات عليهم.
[ 269 ]
وأما حديث عائشة فأنبأنا أبو منصور البزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت أنبأنا محمد بن عمر النرسى أنبأنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم حدثنا يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق حدثنا محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الشامي حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور ". هذا الحديث لا يصح وقد ذكره أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في صحيحه والعجب كيف خفى عليه أمره. قال أبو حاتم بن حبان: كان محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث على الشاميين لا يحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار. روى أحاديث لا أصول لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الاحتجاج به. باب المكر في النكاح أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا الحسن بن الطيب ابن حمزة حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا الحسن بن أبى مالك عن على ابن عروة عن ابن جريج أخبرني عبدالله بن عون عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلح المكر والخديعة إلا في النكاح ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: على بن عروة ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث باب ثواب التقبيل والوطئ أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت
[ 270 ]
الخطيب أخبرني أبو الوليد الدربندى أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أنبأنا محمد بن نصر بن خلف حدثنا أبو كبير سيف بن حفص حدثنى على بن الجنيد ومحمد بن حميد بن فروة قالا حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو سهل المدائني - يعنى الصباح بن سهل عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك قال: " كانت امرأة عطارة يقال لها الحولاء، فجاءت إلى عائشة فقالت: يا أم المؤمنين نفسي لك الفداء إنى أزين نفسي لزوجي كل ليلة حتى كأنى العروس أزف إليه ". وذكر الحديث. هذا ما روى الخطيب وقد روى لنا هدا الحديث بطوله، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحولاء: " ليس من امرأة ترفع شيئا من بيتها من مكان أو تضعه في مكان تريد بذلك إصلاحا إلا نظر الله تعالى إليها وما نظر الله عزوجل إلى عبد قط فعذبه ". قال: زدنى يا رسول الله، قال " ليس من امرأة من المسلمين تحمل من زوجها إلا كان لها من الاجر كأجر الصائم القائم المخبت القانت، فإذا رضعته كان لها بكل رضعة عتق رقبة، فإذا فطمته نادى مناد من السماء أيها المرأة استأنفى العمل فقد كفيت ما مضى. فقالت عائشة: يا رسول الله هذا للنساء والرجال ؟ قال: ما من رجل من المسلمين يأخذ بيد امرأته يراودها إلا كتب الله له عشر حسنات فإذا عانقها فعشرون حسنة، فإذا قبلها فعشرون ومائة حسنة، فة ذا جامعها ثم قام إلى مغتسله لم يمر الماء على شعرة من جسده إلا كتب الله بها عشر حسنات وحط عنه عشر خطيئات، وإن الله عزوجل ليباهي به الملائكة فيقول: انظروا إلى عبدى قام من هذه الليلة الشديدة بردها فاغتسل من الجنابة مؤمنا، إنى ربه أشهدكم أنى قد غفرت له ". قال الدار قطني: هذا حديث باطل، وقال: ذهب عبدالرحمن بن مهدى
[ 271 ]
وأبو داود إلى زياد بن ميمون فأنكرا عليه هذا الحديث فقال: اشهدوا أنى قد رجعت عنه. قال المصنف قلت: قال يزيد بن هارون: كان زياد بن ميمون كذابا. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ لا يساوى قليلا ولا كثيرا. وقال البخاري: تركوه. وأما المصباح بن سهيل فقال البخاري والرازي وأبو زرعة: هو منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى المناكير عن أقوام مشاهير لا يجوز الاحتجاج به. باب النظر إلى الفرج فيه عن ابن عباس وأبى هريرة: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن قتيبة حدثنا هشام بن خالد حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى ". قال أبو حاتم بن حبان: كان بقية يروى عن كذابين وثقاة ويدلس، وكان له أصحاب يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فيشبه أن يكون سمع هذا من بعض الضعفاء عن ابن جريج ثم يدلس عنه و - الترف - [ التزق ] به وهذا موضوع. وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو نصر عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الازدي أنبأنا زكريا بن يحيى المقدسي حدثنا إبراهيم بن محمد الفريابى حدثنا محمد بن عبدالرحمن التسترى عن مسعد بن كرام عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جامع
[ 272 ]
أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى، ولا يكثر الكلام فإنه يورث الخرس ". قال الازدي: إبراهيم بن محمد بن يوسف ساقط. باب ثبوت الرجل مع المرأة الفاجرة أنبأنا أبو بكر الخلال أنبأنا محمد بن جعفر بن سفيان عن عبد بن جناد حدثنا عبيدالله بن عمر عن عبد الكريم الجزرى عن أبى الزبير قال: " أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا تدفع يد لامس. قال: طلقها. قال: إنى أحبها. قال: فاستمتع بها ". وقد رواه عبيد بن عمير وحسان بن عطيه كلاهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقد حمله أبو بكر الخلال على الفجور ولا يجوز هذا، وإنما يحمل على تفريطها في المال لو صح الحديث. قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس له أصل. باب في طاعة النساء فيه عن زيد بن ثابت وعائشة: فأما حديث زيد فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن سعيد حدثنا عثمان بن عبدالرحمن الطرائقى عن عنبسة بن عبدالرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طاعة المرأة ندامة ". وأما حديث عائشة فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا المطلب بن شعيب حدثنا عبدالله بن صالح
[ 273 ]
حدثنا عمرو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبى كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طاعة النساء ندامة ". هذان حديثان لا يصحان. أما حديث زيد ففيه عنبسة. قال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا بعثمان بن عبدالرحمن. وأما حديث عائشة فقال العقيلى: محمد بن سليمان يحدث عن هشام بواطيل لا أصل لها، منها هذا الحديث. قال ابن عدى: ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف. باب إثم مخالفة الزوج أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا سعيد بن محمد بن زريق حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا مسعر بن عطية عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجمعة ساعة لن يدعو الله فيها أحد إلا استجيب له، إلا أن يكون امرأة زوجها عليها غضبان ". قال ابن عدى: هذا الحديث باطل بهذا الاسناد. وإسماعيل يحدث عن الثقاة بالبواطيل، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه. باب ثواب المرأة إذا حملت ووضعت فيه عن أبى هريرة وأنس: فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا وارث بن
[ 274 ]
الفضل حدثنا الحسن بن محمد البلخى حدثنا عوف وهشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حملت المرأة فلها أجر الصائم القائم المخبت المجاهد في سبيل الله، فإذا ضربها الطلق فلا يدرى أحد من الخلائق ما لها من الاجر، فإذا وضعت فلها بكل ركعة عتق نسمة ". قال أبو حاتم: لا أصل لهذا الحديث. والحسن بن محمد يروى الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو أحمد بن عدى: كل أحاديثه مناكير. وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنى جعفر بن محمد بن القاسم الحربى حدثنا الحسين بن عبدالله بن يزيد العطار حدثنا هشام بن عمار الدمشقي حدثنا أبى عمار بن نصير عن عمرو بن سعيد الخولانى عن أنس " أن سلامة حاضنة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير ولا تبشر النساء [ قال ] أصويحباتك دسسنك لهذا ؟ قالت: أجل هن أمرننى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى إحداكن إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها [ راض ] أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله عزوجل، فإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء وأهل الارض ما أخفى لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولا يمتص من ثديها مصة إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإذا أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة يعتقهم في سبيل الله، أتدرين لمن هذا للمتعففات الصالحات المطيعات أزواجهن اللاتى لا يكفرن العشيرة ". قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن سعيد الذى يروى هذا الحديث الموضوع عن أنس لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة الاختبار للخواص.
[ 275 ]
باب ذكر البنات أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبدالله حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد العلوى حدثنا الفضل بن العباس الحافظ حدثنا إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الاردمى حدثنا إسماعيل بن توبة حدثنا محمد ابن كثير عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت عنده ابنة فقد قدح، ومن كانت عنده اثنتين فلا حج عليه، ومن كانت عنده ثلاث فلا صدقة عليه ولا قرى ضيف، ومن كن عنده أربع فيا عباد الله أعينوه أعينوه، أقرضوه أقرضوه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: محمد بن كثر منكر الحديث، وقال ابن المدينى: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج بما انفرد. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي أنبأنا أبو الحسن سهل بن عبدالله بن على الغازى أنبأنا أبو سعيد محمد بن على بن عمرو النقاش حدثنا الهيثم بن خالد حدثنا منصور بن الموفق حدثنا اليمان بن عدى عن الثوري عن جنادة الكندى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد ولدت له جارية فلم يتسخط ما خلق الله إلا هبط مالك من السماء بجناحين أخضرين في سلم من در يدف من درجة إلى درجة حتى يأتيها فيضع يده على رأسها وجناحه على جسدها ثم يقول: بسم الله وبالله محمد رسول الله، ربى وربك الله، نعم الخالق الله، ضعيفة خرجت من ضعيفة، المنفق عليها معان إلى يوم القيامة ". هذا حديث موضوع. قال النقاش: وضعه منصور بن الموفق. قال المصنف قلت: وفى الاسناد يمان بن عدى، شهد أحمد بأنه يضع.
[ 276 ]
باب بركة المرأة إذا بكرت بأنثى أنبأنا عبدالله بن على المقرى أنبأنا عايد بن أحمد الحداد حدثنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبدالله بن محمد بن عمر حدثنا محمد بن أحمد الاثرم حدثنا الحسن بن داود سالم بن إبراهيم الوراق حدثنا حكيم بن حزام عن العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من بركة المرأة تبكيرها بالانثى، ألم تسمع الله يقول في كتابه: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)، فبدأ بالاناث قبل الذكور " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اتفق فيه جماعة كذابون. أما سلم فقال يحيى: هو كذاب. وأما حكيم فقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وأما العلاء بن كثير فقال أحمد ويحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. باب إطراف الاولاد وتقديم الاناث أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن محمد بن بلبل حدثنا يحيى بن محمد بن شبيب حدثنا حماد بن عمرو النصيبى حدثنا عبدالله بن ضرار بن عمرو عن أبيه عن يزيد الرقاشى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل طرفة من السوق إلى ولده كان كحامل صدقة، وابدؤا بالاناث فإن الله عزوجل رق للاناث، ومن رق لانثى كان كمن بكى من خشية الله عزوجل، ومن بكى من خشية الله عز وجل غفر له، ومن فرح أنثى فرحه الله عزوجل يوم الحزن ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه جماعة ضعفاء
[ 277 ]
فمنهم يزيد الرقاشى، كان فيه تدين، لكنه كان يغلط في الحديث، فربما قلب كلام الحسن فجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم. ومنهم ضرار بن عمرو. قال يحيى: ليس بشئ ولا أبيه عبدالله ولا حماد بن عمرو. قال ابن حبان: كان حماد يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. باب ذكر المغزل للمرأة أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا عمرو ابن على قال: ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران متروك الحديث كذاب، سمعته يقول حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زينوا مجالس نسائكم بالمغزل ". قال أحمد ويحيى: كان محمد بن زياد كذابا خبيثا يضع الحديث. باب كراهية الطلاق أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن على بن عمر المقرى حدثنا الحسن بن سعيد الآدمى حدثنا محمد بن محمود الصيدلانى حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى حدثنا عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش ". هذا حديث لا يصح. وفيه آفات: الضحاك مجروح وجويبر ليس بشئ. قال النسائي والدار قطني: جويبر وعمرو متروكان، وقال ابن عدى: كان عمرو ابن جميع يتهم بالوضع.
[ 278 ]
باب جعل الثلاث كالواحدة أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أخبرني الحسن بن أبى طالب حدثنا محمد بن العباس الجزار حدثنا أبو عبيدة محمد بن أحمد ابن المؤمل حدثنا أبى حدثنا بشر بن محمد السكرى حدثنا على بن أبى خديجة عن محمد بن عبدالملك الانصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله " أن رجلا من الانصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أخى حلف بالطلاق أن لا يكلمني، فهل تجد له مخرجا ؟ قال: وكيف حلف ؟ قال: امرأته طالق ثلاثا إن كلمني. قال: كيف ضنها بزوجها ؟ قال: ضنه بها. قال: يدعها حتى تنقضي عدتها ثلاث حيض، ثم تكلم أخاك فليخطبها بمهر جديد فتكون عنده على تطليقتين ". هذا حديث باطل، وما أحر من يتلاعب بالشريعة ويكذب في مثل هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل: قد رأيت محمد بن عبدالملك، وكان يضع الحديث ويكذب، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح فيه. باب التعزب أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد حدثنا أبويم نعالحافظ حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل الفقيه حدثنا عبدالله بن الحسن حدثنا إسحاق ابن وهب العلاف حدثنا عبدالملك بن يزيد حدثنا أبو عوانة عن الاعمش عن أبى وائل عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد ".
[ 279 ]
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدار قطني: إسحاق بن وهب كذاب متروك حدث بالاباطيل. حديث آخر: روى الحكم بن مصعب عن محمد بن على عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: " لو يرى أحدكم بعد ستين وما به جرو كلب خير له من أن يرى ولدا لصلبه ". هذا حديث موضوع أيضا، والمتهم به الحكم. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بالحكم، ولا أصل لهذا الحديث. باب ثواب من سعى للجمع بين الزوجين وإثم من فرق بينهما أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا أبو الحسن على بن أحمد ابن محمد الفقيه حدثنى جامع بن سوادة الحمراوي حدثنا آدم بن أبى إياس حدثنا ابن أبى ذئب عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة وابن عباس قالا: " آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخطب غيرها حتى خرج من الدنيا فقال: من مشى في تزويج بين اثنين حتى يجمع الله عزوجل أعطاه الله عزوجل بكل خطوة وبكل كلمة تكلم في ذلك عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، ومن مشى في تعويق بين اثنين حتى يفرق بينهما كان حقا على الله عز وجل أن يضرب رأسه يوم القيامة بألف صخرة من نار جهنم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجامع بن سوادة مجهول. حديث آخر: أنبأنا أحمد بن محمد بن عبدالقاهر الطوسى أنبأنا عبد الصمد
[ 280 ]
ابن المأمون أنبأنا الدار قطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا نصر بن باب عن القاسم بن هرام عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان في غضب الله ولعنة الله في الدنيا والآخرة، وكان حقا على الله أن يضربه يوم القيامة بصخرة من نار جهنم إلا أن يتوب ". قال الدار قطني: تفرد به القاسم عن عمر. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بالقاسم بحال.
[ 281 ]
كتاب النفقات باب قلة مؤنة المؤمن أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو طالب محمد بن الحسن بن أحمد بن بكير أنبأنا محمد بن جعفر حدثنا محمد بن سهل بن الحسن العطار حدثنا مضارب بن - سهل - [ نزيل ] الكلبى حدثنا أبى حدثنا الفيريابى محمد بن يوسف حدثنا إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يسير المؤنة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به محمد بن سهل. قال الدار قطني: كان يضع الحديث. باب ذم صاحب العيال أنبأنا ابن السمرقندى أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الشروطى حدثنا عدى بن عبدالله بن عدى حدثنا أبو الحسن على بن أحمد بن سيف حدثنا أحمد بن حفص بن عمر السعدى حدثنى أحمد بن سلمة الكسائي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أفلح صاحب عيال قط " هذا حديث باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله قط، وأقواله على ضد هذا، وإنما يروى نحو هذا عن سفيان. وفى الاسناد أحمد بن سلمة. قال ابن عدى: كان يحدث عن الثقاة بالبواطيل، وكان فيه أحمد بن حفص حدث بأحاديث مناكير لم يتابع عليها.
[ 282 ]
باب كراهية ادخار الرزق روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف بك يا ابن عمر إذا غبرت في قوم يحبون رزق سنتهم ". قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث موضوع. باب تقليل كسوة المرأة فيه عن مسلمة وأنس: فأما حديث مسلة فأنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا الحسن ابن على الجوهرى أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الصمد المقرى حدثنا ظفر بن محمد ابن خالد السراج حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا شعيب بن يحيى حدثنا يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اعروا النساء يلزمن الحجال ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا زكريا بن يحيى الخراز حدثنا إسماعيل بن عباد الكوفى حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " استعينوا على النساء بالعرى ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن داود بن دينار أنبأنا أحمد بن يونس حدثنا سعدان بن عبدة أنبأنا عبيدالله بن عبدالله العتكى أنبأنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجيعوا النساء جوعا غير مضر وأعروهن عربا غير مبرح، لانهن إذا سمن واكتسين فليس شئ أحب إليهن من الخروج
[ 283 ]
وليس شئ شر لهن من الخروج، وإنهن إذا أصابهن طرف من العرى والجوع فليس شئ أحب إليهن من البيوت، وليس شئ خير لهن من البيوت ". ليس في هذه الاحاديث ما يصح. أما حديث مسلمة فقال أبو حاتم الرازي: شعيب بن يحيى ليس بمعروف، وقال إبراهيم الحربى: ليس لهذا الحديث أصل. وأما حديث أنس ففى الطريق الاول إسماعيل بن عباد. قال الدار قطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وزكريا بن يحيى ليس بشئ. وفى الطريق الثاني عبيدالله العتكى. قال البخاري: عنده مناكير، وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقاة بالمقلوبات، وقال ابن عدى: سعدان مجهول وشيخنا محمد بن داود يكذب.
[ 284 ]
كتاب الاطعمة باب حوض البدن أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف ابن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا عبدالله بن الحسن بن أحمد الحرانى حدثنا يحيى بن عبدالله - البابلتى - [ البابلي ] حدثنا إبراهيم بن جريج الرهاوى عن زيد بن أبى أنيسة عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروف بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم ". هذا الحديث ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه جماعة ضعفاء، المتهم برفعه إبراهيم بن جريج. قال الدار قطني: تفرد به لم ير بسنده غيره وقد اضطرب فيه وكان طبيبا فجعل له إسنادا. ولا يعرف هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هو من كلام ابن الحسن. وقال العقيلى: هذا الحديث باطل لا أصل له، إنما يروى عن ابن الحسن. وقال أبو الفتح الازدي: إبراهيم ابن جريج متروك الحديث لا يحتج به. باب تأثير حضور الطعام من اسمه اسم نبى أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا روح بن عبدالمجيب حدثنا محمد بن يحيى بن رزين حدثنا إسماعيل بن يحيى عن زكريا بن حكيم عن الشعبى عن ابن عباس وابن عمر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من بركة الطعام أن يكون عليه رجل اسمه اسم نبى ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد. وإسماعيل بن يحيى
[ 285 ]
يحدث عن الثقات بالبواطيل، وقال الدار قطني: هو كذاب متروك، وفى الاسناد زكريا بن حكيم. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. قال ابن المدينى: هالك. وفيه محمد بن يحيى بن رزين. قال ابن حبان: دجال يضع الحديث. باب فضيلة الرمان أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا نصر بن أحمد بن البطر أنبأنا أبو الحسن محمد بن صدقة بن الحسين الموصلي حدثنا عبيدالله بن الحسين بن جعفر القاضى حدثنا سعد بن على بن الخليل حدثنا عبد السلام بن عبيد بن أبى فروة حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج بن محمد بن عجلان عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رمانكم هذا إلا وهو يلقح بحبة من رمان الجنة ". طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا الاسماعيلي حدثنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا روح بن عيد المجيب حدثنا محمد بن الوليد بن أبان حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن عجلان عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رمانكم إلا وهو يلقح بحبة من رمان الجنة " هذا حديث لا يصح. وفى الطريق الاول عبد السلام بن عبيد. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال. وفى الطريق الثاني محمد بن الوليد. قال ابن حبان: عدى كان يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الاسانيد والمتون. باب فضل البطيخ أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى أنبأنا
[ 286 ]
أبو الحسن محمد بن القاسم البزقوهى حدثنا أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح حدثنا أبو مصعب عن موسى بن شيبة عن إسماعيل بن عبدالله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك قال: " كنا مع ابن عباس بالطائف فبينا نحن نمشي يوما في بعض المباطخ إذ قام صاحب المبطخة فاجتنى من مبطخته بطيختين ووضعهما بين أيدينا فجعلت آكل وأطرح قشرها فقال ابن عباس: لا تفعل فإن قشرها من جبال الجنة، ولو علم الناس ما فيها لتمنوا أن تكون ثمارها وأقواتهم كلها بطيخا. أما إنه طعام أكله آدم في الجنة فزن إبليس زنة تحت تخوم الارض السابعة لما علم أن آدم أكلها وقال أخاف أن لا يبقى معى أحد من ذريته في النار إلا وأخرج منها، فإن الله تبارك عليها وعلى من أكل منها، وكيف يكون في النار من تبارك عليه الجبار. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ماؤها رحمة وحلاوتها مثل حلاوة الجنة ". هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وما أبرد الذى وضعه وفيه مجاهيل، وأنا أتهم به هنادا فإنه لم يكن بثقة، وقد سمعنا عنه أحاديث كثيرة منها مرفوع ومنها عن الصحابة والتابعين كلها في فضائل البطيخ لم نجدها عند غيره ولم نطل بذكرها هاهنا لانها كلها محا ل، ولا يصح في فضل البطيخ شئ. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكله. باب فضل العنب أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا أبو نعيم الاصفهانى أنبأنا أبو على محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري حدثنا على بن سعيد العسكري حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا موسى بن مسعدود بن مشكال الواسطي حدثنا إسماعيل بن مسلم السكرى حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في العنب أشياء
[ 287 ]
تأكلونه عنبا وتشربونه عصيرا ما لم ينشر وتتخذون منه زبيبا وزبا ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى عليه وسلم. قال الدار قطني: إسحاق بن وهب كذاب متروك يحدث بالاباطيل. وقال ابن حبان: يضع الحديث. باب فضل العنب والبطيخ أنبأنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبى سهل الغورجى حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحافظ إجازة أنبأنا الحسين بن أحمد الاسدي أنبأنا أحمد بن محمد بن ياسين حدثنا أبو عمارة المستملى أحمد بن محمد بن مهدى حدثنا محمد بن الضو بن الدلهمس حدثنا عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ربيع أمتى العنب والبطيخ ". هذا حديث موضوع. ومحمد بن الضو كان كذابا مجاهرا بالفسق. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. باب كيف يؤكل العنب فيه عن ابن عباس وابن عمر: فأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى ح. وأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن عبدالله الكوفى حدثنا سليمان بن الربيع حدثنا كادح بن رحمة حدثنا حصين بن نمير عن حسين بن فيس عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل العنب خرطا ".
[ 288 ]
وأما حديث ابن عمر فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عقبة السدوسى حدثنا داود بن عبد الجبار أبو سليمان الكوفى حدثنا ابن الجارود عن حبيب بن يسار عن ابن عمر قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل العنب خرطا ". أما الاول ففيه حسين بن قيس ضعف أحمد بن حنبل حديثه وكذبه، وقال مرة: متروك الحديث. وكذلك قال النسائي. وقال يحيى: ليس بشئ، وفيه كادح. قال ابن حبان: يروى عن الثقاة المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها فاستحق الترك. وفيه سليمان بن الربيع ضعفه الدار قطني. وأما الحديث الثاني ففيه داود بن عبد الجبار. قال يحيى: كان يكذب. وقال أبو داود والنسائي: غير ثقة. قال العقيلى: لا أصل لهذا الحديث. باب أكل العنب بالجبن أنبأنا أبو منصور بن السمرقندى وأبو منصور بن خيرون قالا أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن جعفر بن عمر السعدى حدثنا أحمد بن نوسة الدامغاني حدثنا الحسن ابن شبل البخاري حدثنا عمرو بن محمد الاسدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " عليكم المرازمة. قيل: وما المرازمة ؟ قال: أكل الخبز مع العنب، فإن خير الفاكهة العنب وخير الطعام الخبز ". قال أحمد: هذا الحديث بهذا الاسناد موضوع والبلاء فيه من عمرو. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات لا يحل الرواية عنه.
[ 289 ]
باب فضل الملح أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى حدثنا أبو بكر ابن بخيت حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر حدثنى أبى أحمد بن عامر حدثنى على بن موسى الرضا حدثنى أبى موسى بن جعفر حدثنى أبى جعفر بن محمد حدثنى أبى محمد بن على حدثنى جدى أبى على بن الحسين حدثنى أبى الحسين بن على حدثنى أبى على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء الجذام والبرص والجنون ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبدالله ابن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما يرويان نسخة عن أهل البيت كلها باطلة. باب فضل الخبز الحديث الاول: أنبأنا موهوب بن أحمد أنبأنا على بن أحمد بن البسرى أنبأنا محمد بن عبدالرحمن المخلص أنبأنا أحمد بن نصر بن يحيى حدثنا عبدالله بن محمد بن أبى أسامة حدثنا إسحاق بن الاخيل حدثنا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الدمشقي حدثنى أبى عن جدى عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمتعنا بالاسلام والخبز، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا حججنا ولا غزونا ". هذا حديث موضوع كافأ الله من وضعه فإنه لم يقصد إلا شين الاسلام بما نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبدالله بن محمد بن أبى أسامة قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على وجه القدح فيه. الحديث الثاني: أنبأنا موهوب بن أحمد أنبأنا على بن أحمد بن البسرى
[ 290 ]
أنبأنا المخلص أنبأنا أحمد بن نصر حدثنا عبدالله بن محمد بن أبى أسامة حدثنا إسحاق حدثنا نمير بن الوليد حدثنى أبى عن جدى عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السموات والارض والحديد والبقر وابن آدم ". وهذا من عمل عبدالله أيضا، وقد رواه غيره والله أعلم أي الرواة السارق. الحديث الثالث: أنبأنا عبد الخالق بن عبد الصمد أنبأنا ابن النقور أنبأنا المخلص حدثنا البغوي حدثنا أبو روح البلدى حدثنا أبو شهاب الخياط عن طلحة عن ثور عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز، فإن الله أنزل إليه بركات من السماء، وأخرج له بركات من الارض ". وهذا من عمل طلحة الحضرى. قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا بالتعجب. الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا عبد السلام بن عبد الوهاب القرشى قالا حدثنا حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن جعفر الرازي حدثنا على بن الجعد حدثنا غياث بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن أبى عبلة سمعت عبدالله بن أم حرام الانصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السموات والارض ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد والبخاري والنسائي والدار قطني: غياث متروك. وقال يحيى: كذاب خبيث. وقال السعدى وابن حبان: كان يضع الحديث
[ 291 ]
الحديث الخامس: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن عيسى حدثنا الفضل بن غسان العلائى حدثنا عبدالملك بن عبدالرحمن بن العباس الشامي عن إبراهيم ابن أبى عبلة قال قال ابن أم حرام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه وأخرجه لكم من بركات السموات والارض ". وهذا حديث غير صحيح. قال أبو حفص الفلاس: عبدالملك بن عبدالرحمن كذاب. الحديث السادس: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا عاصم بن عصام البيهقى حدثنا أبو أشرس الكوفى عن شريك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قالوا: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على كسرة ملقاة فقال: يا سميراء أو يا حميراء أحسنى جوار نعم الله عليك، فبالخبز أنزل الله المطر من السماء، وبالخبز أنبت النبات من الارض، وبالخبز صمنا وصلينا، وبالخبز حججنا بيت ربنا، وبالخبز جاهدنا عدونا، ولولا الخبز ما عبدالله في الارض ". هذا حديث قال أبو حاتم بن حبان: لا يحل ذكر أبى الاشرس في الكتب إلا على الاخبار عنه. روى عن شريك ما لم يحدث به قط. الحديث السابع: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسى حدثنا واقد بن موسى حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا نوح بن أبى مريم عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز بالسكين وقال: أكرموه فإن الله عزوجل قد أكرمه ".
[ 292 ]
قال الدار قطني: تفرد به نوح وهو متروك. وكذلك قال مسلم بن الحجاج وأبو حاتم الرازي: هو متروك. وقال يحيى: نوح لا يكتب حديثه ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. الحديث الثامن: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الصفار حدثنا أحمد ابن على بن رزين حدثنا عبدالرحمن بن حبيب حدثنا إسحاق بن نجيح الملطى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما استخف قوم بحق الخبز إلا ابتلاهم الله بالجوع ". وهذا موضوع. قال أحمد بن حنبل: إسحاق بن نجيح أكذب الناس. وقال يحيى: هو معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحة. باب تصغير القرص أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن الحسن الازدي حدثنا محمد بن موسى بن سهل حدثنا يعقوب ابن جرة حدثنا عبدالله بن إبراهيم حدثنا جابر بن سليم عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جابر ابن سليم. قال أبو الفتح الازدي: هو منكر الحديث لا يكتب حديثه. حديث آخر: روى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " البركة في صغر القرص وطول الرشا وصغر الجدول ". قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا الحديث كذب.
[ 293 ]
باب إيثار اللبن أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسين بن على أنبأنا على بن عمر عن أبى حاتم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبدالرحيم حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عمرو ابن إبراهيم الكوفى عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل طعاما إلا حمد الله عزوجل وقال: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا أطيب منه، فإذا أكل اللبن حمد الله عزوجل وقال: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ". قال أبو حاتم: لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمر ابن إبراهيم لا يجوز الاحتجاج به، وقال الدار قطني: كان كذابا يضع الحديث. باب فضل الباقلى أنبأنا الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدار قطني حدثنا عبيدالله بن عبد الصمد ابن المهتدى حدثنا عبدالرحمن بن حاتم أبو زيد المرادى حدثنا بكر بن عبد الله أبو عاصم حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى الخير عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها ". هذا حديث ليس بصحيح. قال بعض الحفاظ: تفرد به بكر عن الليث، وقال ابن عدى: هذا حديث باطل لا يرويه غير عبدالله بن عمر الخراساني وهو شيخ مجهول يحدث عن الليث بمناكير. قال المصنف قلت: وقد رواه عبد الصمد بن مطير عن ابن وهب عن الليث فكأنه سرقه وغير إسناده. فأما بكر فقال يحيى: ليس بشئ وأما عبد الصمد فقال الدار قطني: هو متروك، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على وجه القدح.
[ 294 ]
باب أكل القثاء باللحم أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا عيسى بن أحمد الصدفى حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنى أخى محمد بن عثمان حدثنا على بن معمر القرشى عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل القثاء بلحم وقى الجذام ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بورك فيمن وضعه، فإنه قصد شين الاسلام ليقول قائل: وأى شئ في ذلك يرفع الجذام. قال ابن عدى: انفرد به خليد عن قتادة، ولعل البلاء ممن رواه عن خليد. قال المصنف قلت: وخليد مجمع على تضعيفه، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة. باب فضل العدس أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى أنبأنا أبو بكر ابن بخيت أنبأنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر حدثنى أبى حدثنا على بن موسى الرضا حدثنى أبى موسى بن جعفر حدثنى أبى جعفر بن محمد حدثنى أبى محمد ابن على حدثنى أبى على بن الحسين حدثنى أبى الحسين بن على حدثنى أبى على ابن أبى طالب رضى الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالعدس فإنه مبارك، وإنه يرق له القلب وتكثر له الدمعة، وإنه قد بارك فيه سبعون نبيا ". طريق آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا أحمد بن على الحافظ أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد المالينى أنبأنا منصور بن العباس بن منصور البوسنجى حدثنا الحسن ابن سفيان حدثنا عبيد بن سعيد البصري حدثنا عيسى بن شعيب عن الحجاج ابن ميمون عن حميد بن أبى حميد عن عبدالرحمن بن دلهم قال قال رسول الله
[ 295 ]
صلى الله عليه وسلم: " قدس العدس على لسان سبعين نبيا، منهم عيسى بن مريم، يرق القلب ويسرع الدمعة ". هذان حديثان موضوعان، كافأ الله من وضعهما، فإنه قصد شين الشريعة والتلاعب، فإن العدس من أردأ المأكولات، فإذا سمع، من ليس من أهل شرعنا هذا نسب نبينا إلى غير الحكمة. فأما الحديث الاول فالمتهم بن عبدالله بن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما يرويان عن أهل البيت نسخة كلها موضوعة. وأما الحديث الثاني فمقطوع، لان ابن دلهم ليس بصحابى. وفيه عيسى بن شعيب. قال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك. أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل ابن أبى الفضل أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سئل ابن المبارك عن الحديث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا، فقال: ولا على لسان نبى واحد، إنه لمؤذ ينفخ من يحدثكم، قالوا سلم بن سالم، قال: عن من قالوا: عنك، قال: وعنى أيضا. قال يحيى بن معين: سلم بن سالم ليس بشئ. باب أكل الجبن والجوز أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى أنبأنا المطهر بن بجير حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنى علان بن إبراهيم الوراق حدثنى أبو موسى محمد بن أحمد الفقيه حدثنا محمد بن عبدالله بن المهتدى بالله حدثنى أبى قال: " دخلت على المأمون وهو يأكل جبنا وجوزا، فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل الجبن والجوز وهما داءان، فقال: حدثنى أبى عن جدى عن عبدالله بن عباس قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل الجبن والجوز، فقلت: يا نبى الله تأكل الجبن والجوز وهما داءان، فقال: الجوزداء
[ 296 ]
والجبن داء، فإذا صارا في الجوف صارا شفاءين ". طريق ثانى: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبدالله حدثنا أبو صالح خلف بن محمد البخاري حدثنا أبو عمر نصر بن زكريا البخاري، سمعت يحيى بن أكتم يقول: " دخلت على المأمون وهو يأكل الجبن والجوز فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل الجبن والجوز، قال: نعم، فإنى دخلت على الرشيد وهو يأكل الجبن والجوز، قال: نعم، فإنى دخلت يعنى على المهدى وهو يأكل الجبن والجوز، قال: نعم فإنى دخلت على المنصور وهو يأكل الجبن والجوز، فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل الجبن والجوز، فقال: نعم فإنى سمعت أبى يحدث عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجبن داء والجوز داء فإذا اجتمعا كانا شفاء ". طريق ثالث: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا الحاكم أبو عبدالله النيسابوري أنبأنا على بن أحمد بن الحسن الطوسى أنبأنا أبو نصر محمد ابن وكيع المصرى حدثنى أحمد بن يوسف بن إبراهيم كاتب المهدى حدثنى أبى عن أبيه " أن جبريل بن - خنيشوع - [ بختيشوع ] المتطيب دخل على المأمون وهو يأكل جوزا وجبنا فقال: يا أمير المؤمنين جمعت بين داءين، الجبن داء والجوزداء، فقال: مه حدثنى أبى هارون الرشيد عن أبيه المهدى عن أبيه المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجبن داء والجوز داء فإذا اجتمعا صارا شفاءين ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كافأ الله من يضع مثل هذا ليضع من الشريعة فينسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضد الحكمة، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان أحكم الحكماء وليس في شريعته شئ ينافى الحكمة ولا يخرج عن الطب، فإن رأيت شيئا لا يوافق عليه الاطباء اليوم
[ 297 ]
فهو طب العرب وعادتهم، وما يوافق أمزجتهم. فأما هذا الحديث فليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من تخليط الرواة. قال الحاكم: هذا حديث منكر وما زلت أطلب أصلا له حتى حدثنى أبو الحسن الطوسى بهذا الحديث، يشير إلى أن الطبيب دخل على المأمون وهو يأكل فأخذه الرواة فغيروه وأسندوه. باب ذكر الحلبة فيه عن معاذ وعائشة: فأما حديث معاذ فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا الحسين بن عبدالله القطان حدثنا جحدر بن الحارث حدثنا بقية عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم الناس مالهم في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا ". وأما حديث عائشة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن عبدالله الخولانى حدثنا محمد بن يزيد المستملى حدثنا حسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو علم أمتى مالهم في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا ". هذا حديث لا يصح. أما حديث معاذ فلم يروه عن بقية إلا جحدر. قال ابن عدى: جحدر يسرق الحديث ويروى المناكير ويزيد في الاسناد، وبقية يروى عن الضعفاء ويدلس. وأما حديث عائشة فقال يحيى: حسين بن علوان كذاب. قال ابن عدى وابن حبان: كان يضع الحديث.
[ 298 ]
باب فضل البقل أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا العلاء بن مسلمة عن إسماعيل بن مغراء الكرماني عن ابن عياش عن برد عن مكحول عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احضروا موائدكم البقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية ". هذا حديث لا أصل له. قال ابن حبان: كان العلاء يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل الاحتجاج به، وقال أبو الفتح الازدي: كان رجل سوء لا يبالى ماروى لا يحل لمن عرفه أن يروى عنه، وقال محمد بن طاهر: كان يضع الحديث باب فضل الهندبا فيه عن الحسين وأنس: فأما حديث الحسين: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على محمد بن محمد بن المهدى أنبأنا عبيدالله بن عمر بن شاهين ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ قالا حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر حدثنا محمد بن يونس الشامي حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف حدثنا عمر بن حفص المازنى عن بشر بن عبدالله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين ابن على قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من ورقة من ورق الهندبا إلا عليها قطرة من ماء الجنة ". وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا عبدالله بن وهب الغزى حدثنا محمد بن عبيدالغزى حدثنا عبدالرحمن بن مسهر عن عنبسة بن عبدالرحمن عن موسى بن عقبة عن ابن أنس بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 299 ]
قال: " الهندبا من الجنة ". هذا حديث لا يصح. أما الاول ففيه عمر بن حفص. قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه. وفيه محمد بن يونس الكديمى. قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وقد رواه مسعدة ابن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " على كل ورقة من الهندبا حبة من ماء الجنة ". قال أحمد: مسعدة ليس بشئ خرقنا حديثه منذ دهر، وقال الازدي: متروك. وأما الثاني ففيه عنبسة. قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به. باب ذكر الجرجير أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم حمزة ابن يوسف السهمى حدثنى أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني حدثنا أبى حدثنا محمد بن عبدالمؤمن حدثنا عبدالرحمن بن عبد العزيز حدثنا أبو الحسن عن أبى العلاء عن مكحول عن عطية بن بشر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلا حتى تضلع بات ونفسه تنازعه ويضرب بعرق الجذام من أنفه ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوها بالنهار وكفوا عنها ليلا ". هذا حديث موضوع، وأكثر رواته مجاهيل. وقد روى مسعدة بن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل الجرجير ثم بات، بات الجرجير يتردد في جلده ". هذا [ حديث ] موضوع، وقد قدحنا في مسعدة آنفا.
[ 300 ]
باب فيه ذكر بقول أنبأنا عبد الاول بن عيسى إذنا إن لم يكن سمعا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أبى عاصم الجوهرى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن جعفر المالينى حدثنا أحمد ابن محمد بن على بن رزين النيسابوري حدثنا أبو محمد عبدالرحيم بن حبيب الفاريابى حدثنا صالح بن بيان عن أسد بن سعيد عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على قال: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده فقال: فضل دهن البنفسج على سائر الادهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدهن به ويتسعط. وذكر عنده البقول فقال فضل: الكراث على البقول كفضل الخبز على سائر الاشياء. وذكر له الحول وهو الباذروج فقال: بقلى وبقل الانبياء من قبلى فإنى أحبها وآكلها وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنة. وذكر له الجرجير فقال: أكرهها ليلا ولا بأس بها نهارا وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في - الجهنم - [ جهنم ] وذكر الهندبا فقال: كلوا الهند با من غير الكماة والكرفس فقال: الكماة من الجنة وماؤها شفاء للعين وفيها شفاء من السم وهما طعام إلياس واليسع، يجتمعان كل عام بالموسم، فيشربان شربة من ماء زمزم فيكتفيان بها إلى قابل، فيرد الله شبابهما في كل مائة عام مرة، طعامهما الكمأة والكرفس. وذكر اللحم فقال: ليس منه مضغة تقع في المعدة إلا أثبت مكانها شفاء وأخرجت مثله من الداء، وذكر الحيتان فقال: ليس من مضغة تقع في المعدة إلا أثبتت مكانها داء، وأخرجت مثلها من الشفاء، وأورثت صاحبها السل ". هذا حديث لا يشك في وضعه والمتهم به عبدالحميد بن حبيب الفاريابى. قال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، ولعله قد وضع أكثر
[ 301 ]
من خمسمائة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدار قطني: وصالح بن بيان متروك. باب فضل الباذنجان أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير البزاز حدثنا أبو الحسن أحمد بن موسى بن عيسى الوكيل حدثنا أحمد بن محمد بن حبيب الملحمى حدثنا عبدالاعلى بن حماد النرسى عن حماد بن سلمة عن أبى العشراء الدارمي عن ابن عباس قال: " كنا في وليمة رجل من الانصار، فأتى بطعام فيه باذنجان فقال رجل من القوم: يا رسول الله إن الباذنجان يهيج المرار، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم باذنجانة في لقمة وقال: إنما الباذنجان شفاء من كل داء ولا داء فيه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا سقى الغيث قبر من وضعه لانه قصد شين الشريعة بنسبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير مقتضى الحكمة والطب، ثم نسبه إلى ترك الادب في أكل باذنجانة في لقمة، والباذنجان من أردأ المأكولات خلطه يستحيل مرة سوداء ويفسد اللون ويكلف الوجه ويورث البهق والسدد والبواسير وداء السرطان. والمتهم بهذا الحديث أحمد بن محمد بن حرب. قال ابن عدى: كان يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن وهو مشهور بالكذب ووضع الحديث. باب فضيلة اللحم فيه عن أبى الدرداء وربيعة بن كعب: فأما حديث أبى الدرداء فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهرى عن الدار قطني
[ 302 ]
عن أبى حاتم حدثنا محمد بن العباس الدمشقي حدثنا محمد بن عبدالرحمن الجعفي حدثنا يحيى بن صالح الوحاظى حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبدالله الجهنى عن عمه أبى مشجعة عن أبى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيد طعام أهل الجنة اللحم ". وأما حديث ربيعة: فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن داود بن خزيمة الرملي حدثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكى حدثنا أبى حدثنا عن أبى سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبى سلمة عن ربيعة بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم ". هذان حديثان لا يصحان. أما الاول فقال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروى عن مسلمة أشياء موضوعة فلا أدرى التخليط منه أو من مسلمة. وأما الثاني فقال العقيلى لا يعرف هذا الحديث إلا بعمرو بن بكر ولا يصح في هذا المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: عمرو بن بكر يروى عن الثقاة الطامات لا يحل الاحتجاج به. باب النهى عن ذبائح الجن أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدار قطني عن أبى حاتم بن حبان أنبأنا حمزة بن داود حدثنا إسماعيل بن عيسى بن زاذان حدثنا عبدالله بن أذينة عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبى هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن ".
[ 303 ]
قال ابن حبان: عبدالله يروى عن ثور ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال المصنف قلت: وهو فسروا هذا الحديث بأن الجاهلية كانوا إذا اشتروا دارا أو استخرجوا عينا ذبحوا لها ذبيحة لئلا يصيبهم أذى من الجن، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. باب قطع اللحم بالسكين روى أبو معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقطعوا اللحم بالسكين فإن ذلك من صنع الاعاجم ". قال أحمد بن حنبل: ليس بصحيح. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتز من لحم الشاة. هذا حديث أبى معشر واسمه نجيح بن عبدالرحمن. قال يحيى: ليس بشئ. وقد سرقه من أبى معشر يحيى بن هاشم فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا على بن أحمد ابن مروان حدثنا عبدوس بن إبراهيم حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع اللحم بالسكين على المائدة ". قال يحيى بن معين: يحيى بن هاشم دجال هذه الامة. وقال أحمد: لا يكتب عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدى: كان يضع الحديث ويسرقه. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. باب الامر باتخاذ الغنم أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا الحسين بن عبد الغفار
[ 304 ]
حدثنا إبراهيم بن عباد حدثنا إبراهيم بن أعين عن على بن عروة عن ابن جريج عن عطاء قال قال ابن عباس: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج ". طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن زيدان حدثنا سلام بن سليمان حدثنا غياث بن إبراهيم عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاغنياء باتخاذ الغنم، وأمر المساكين باتخاذ الدجاج ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى طريقه الاول على بن عروة، وفي الثاني غياث بن إبراهيم، وكلاهما كان يضع الحديث. قاله ابن حبان. باب ذم اللحم أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسى حدثنا ابن عدى حدثنا عيسى بن أحمد الصوفى حدثنا أبو عبيد الله بن أخى بن وهب حدثنا عبدالله بن المغيرة عن سفيان عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للقلب فرحة عند أكل اللحم وما دام الفرح بأحد إلا أشر وبطر ولكن مرة مرة ". وقد رواه أحمد بن عيسى الخشاب عن مصعب بن ماهان عن الثوري. وهذا حديث موضوع. قال العقيلى: عبدالله بن المغيرة يحدث بما لا أصل، له، وأحمد ابن عيسى يحدث بأحاديث لا يحدث بها غيره. قال ابن حبان: أحمد ابن عيسى يروى عن المجاهيل الاشياء المناكير وعن المشاهير الاشياء المقلوبة. قال: وهذا حديث موضوع.
[ 305 ]
قال المصنف قلت: وقد روى بإسناد مظلم عن مقاتل بن سليمان عن عطية وقد رواه أحمد بن عيسى الخشاب عن مصعب بن ماهان عن الثوري. وهذا حديث موضوع. قال العقيلى: عبدالله بن المغيرة يحدث بما لا أصل، له، وأحمد ابن عيسى يحدث بأحاديث لا يحدث بها غيره. قال ابن حبان: أحمد ابن عيسى يروى عن المجاهيل الاشياء المناكير وعن المشاهير الاشياء المقلوبة. قال: وهذا حديث موضوع.
[ 305 ]
قال المصنف قلت: وقد روى بإسناد مظلم عن مقاتل بن سليمان عن عطية عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأكلوا اللحم ". وهذا محال. قال ابن حبان: أما عطية فلا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب وأما مقاتل فإنه كان يكذب. قال المصنف قلت: وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل اللحم ويحبه ويعجبه، وإنما يهجر اللحم المهوسون من المتصوفة والمتزهدة حتى قال بعضهم: أكل درهم من اللحم يقسى القلب أربعين صباحا. ولا جرم لما هجروه قويت الماليخوليا عليهم فخلطوا.
[ 306 ]
انتهى - بحمد الله - الجزء الثاني من كتاب " الموضوعات " ويليه الجزء الثالث وأوله باب ذكر البقر وما ورد في ذلك من الاحاديث الموضوعة المنسوبة زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم