الفايق في غريب الحديث
جار الله الزمخشري ج 1
[ 1 ]
الفائق في غريب الحديث تأليف العلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 583 ه . وضع حواشيه ابراهيم شمس الدين الجزء الاول دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة جميع الحقوق الملكية الادبية والفنية محفوظة لدار الكتب العلمية بيرت - لبنان ويحظر طبه أو تصوير أو ترجمة أو اعادة تنضيد الكتاب أو مجزأ أو تسجلية على أشرطة كاسيت أو ادخاله على الكمبيوتر أو برمجته على اسطوات ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيها . الطبعة الاولى 1417 ه - 1996 م . دار الكتب العلمية بيرت - لبنان
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم تقديم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين . أما بعد : لا شك ان كتاب (الفائق في غريب الحديث) لجار الله محمود بن عمر الزمحشري يعتبر خلاصة لجهود العلماء في شرح غريب الحديث النبوي الشريف هذه الجهود التي بدأت في اواخر القرن الثاني للهجرة واوائل القرن الثالث مع ابي عبيدة معمر بن المثنى التيمي المتوفى عام 210 ه ، حيث يقال انه اول من سلك هذه الطريق وصنف في غريب الحديث ثم تتبعت من بعده مساهمات العلماء والمصنفين في هذا المضمار يذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر . - محمد بن المستنير قطرت المتوفى عام 206 ه واسم كتابه (غريب الاثار) - أبو عبيد الانصاري سعيد بن اوس بن ثابت المتوفى عام 215 ه . - أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى عام 224 ه . ابن الاعرابي محمد بن زياد المتوفى عام 231 ه . عمرو بن ابي عمرو الشيباني المتوفى عام 231 ه . أبو مروان عبد الملك بن حبيب المالكي الالبيري المتوفى عام 238 ه . - أبو العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى عام 285 ه . - محمد بن عبد السلام الخشني المتوفى عام 286 ه .
[ 4 ]
- - أبو العباس احمد بن يحيى ثعلب المتوفى عام 291 ه . - قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي المتوفى عام 302 ه . - أبو محمد القاسم بن محمد الانباري المتوفى عام 304 ه . - أبو موسى الحامض سليمان بن محمد بن احمد المتوفى عام 305 ه . - أبو بكر محمد بن القاسم الانباري المتوفى عام 328 ه . - ابن درستويه أبو محمد عبد الله بن جعفر المتوفى عام 348 ه . - أبو سليمان الخطابي حمد بن بن محمد بن ابراهيم بن الخطاب البستي الشافعي المتوفى عام 388 ه . - أبو القاسم اسماعيل بن الحسن بن الغازي البيهقي المتوفى عام 402 ه . واسم كتابه (سمط الثريا في معاني غريب الحديث) . - أبو الفتح سليم بن ايوب الرازي الشافعي المتوفى عام 447 ه ، واسم كتابه (تقريب الغريبين) . - الشيخ العميد ابراهيم بن محمد بن ابراهيم المتوفى عام 519 ه . - أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل بن ابد الغافر الفارسى المتوفى عام 529 ه ، واسم كتابه (مجمع الغرائب في غريب الحديث) . هذا بعض من جهود العلماء في شرح غريب الحديث النبوي ما قبل الزمخشري وكتابه (الفائق في غريب الحديث) حيث استفاد من هذا الحصاد والجهد الذي بذل من قبله . وقد اورد الزمخشري في كتابه الكلمات الغريبة من الاحاديث والاثار مرتبة على حروف المعجم بحيث رتب كل باب على الخرف الاول مع الثاني ، مثلا باب الهمزة مع الباء ثم ابهمزة مع التاء ثم الثاء . الخ غير انه لم يلتزم بالترتيب الالفبائي فيما بعد حرفي الباب فهو مثلا يذكر مادة (علو) ثبل مادة (علم) و (اكل) قبل (اكد) أو يبدأ بلفظ معينة ثم يتركها للفظة اخرى ثم يعود لها فهو يذكر مثلا (أبو) ثم (ابد) ثم (ابن) ثم يعود الى (أبو) وهكذا وهذا مما جعل عملية البحث عن الحديث والعثور عليه ثبعا ويتطلب مشقة وسنضع ان شاء الله في آخر الكتاب فهرسا تفصيليا للكتاب يتضمن فهارس للالفاظ مرتبة ترتيبا الفبائيا بالاضافة الى فهارس الاحاديث النبوية والاعلام والاماكن والقبائل والجماعات والقوافي والايات القرآنية وغيرها ولزيادة الاستفادة من هذا الكتاب فقد استعنا بكتاب (النهاية في غريب الحديث والاثر) لابن الاثير الجزري المتوفى عام 606 ه ، إذ
[ 5 ]
وضعنا للمادة نجمة في المتن ووضعنا نفس المادة في الهامش وأضفنا إليها فوائد واحاديث غير مذكورة في الفائق اخذناها من النهاية . كما تم تخريج الايات القرآنية وتخريج الشعر والارجاز وشرحنا غريب الالفاظ . واخيرا فقد بذلنا وسعنا في سبيل ان يأتي هذا العمل مليبا لحاجة الدارس والباحث في سبر كنوز هذا الكتاب . ونرجو ان يكون عملنا هذا خالصا لوجهه تعالى ولله الكمال وحده وهو ولي التوفيق . ابراهيم شمس الدين .
[ 6 ]
ترجمة المؤلف هو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري صاحب المؤلفات في التفسير والحديث والنحو واللغة والادب ولد عام 467 ه في زمخشر وهي قرية من قرى خوارزم . تخذ عن ابي مضر محمود بن جرير الضبي الاصبهاني وابي الحسن علي بن المظفر النيسابوري وابي منصور بن نصر الحارثي وابي سعد الشقاني . طاف جار الله الزمخشري وجاب الافاق في طلب العلم وتنقل ما بين بغداد ونيسابور ثم اقام بالحجاز ولقب نفسه جار الله إذ كان مجاورا للكعبة المشرفة وبهذا اللقب عرف وشهر . وكان صاحب رأى في الاعتزال ، اعلنه في كتبه وصرح به في مجالسه ونادى به في رسائله فقد كان إذا قضد احد معارفه استأذن عليه في الدخول ويقول لمن يأخذ له الاذن . قل له : أبو القاسم المعتزلي بالباب . وقد الف جار الله الزمخشري العديد من المصنفات والكتب التي امتازت بالبحت الدقيق والعلم العزيز ومن اشهر هذه المؤلفات : الكشاف في تفسير الرقآن واساس البلاغة في اللغة والمفضل والانموذج في النحو والفائق في غريب الحديث واطواق الذهب في المواعظ . وللزمخشري ايضا رسائل مسجوعة ومقامات مصنوعة وله ديوان شعر ومن شعره : سهري لتنقيح العلوم الذ لي من وصل غانية وطيب عناق وتمايلي طربا لحل عويصة اشهي واحلي من مدامة ساق وسرير اقلامي على اوراقها احلى من الدوكاء والعشاق
[ 7 ]
والذ من نقر الفتاة لدفها نقري لاقي الرمل على اوراقي أأبيت سهران الدجي وتبيته نوما وتبعثني بعد ذاك لحاقي ومن شعره ايضا : إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به وأكتمه كتمانه لي أسلم فان حنفيا قلت قالوا بانني ابيح الطلا وهو الشراب المحرم وان مالكيا قلت قالوا بانني ابيح لهم الكل الكلام وهم هم وان شافعيا قلت : قالوا بانني ابيح نكاح البنت والبنت تحرم وان حنبليا قلت : قالوا بانني ثقيل حلوني بغيض مجسم وام قلت من اهل الجديث وحزبه يقولون تيس ليس يدري ويفهم تعجبت من هذا الزمان واهله فما احد من السن الناس يسلم واخرني دهري وقدم معشرا على انهم لا يعلمون واعلم وقد اصيب بعطب في قدمه بسبب البرد الشديد ادى الى بترها فاتخذ قدما من خشب فكان إذا مشى القي عليها ثيابه الطوال فيظن الناس انه اعرج وكان يصحب معه محضرا بشهادة خلق كثير ممن اطلعوا على الحادث خوفا من ان يظن من رآه ان قدمه قطعت في ريبة فعل ذلك تحرزا وتورعا . توفي جار الله الزمخشري في جرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة عام 583 ه واوصى بان تكتب على قبره هذه الايات . يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الاليل
[ 8 ]
ويرى عروق نياطها في نحرها والمخ في تلك العظام النخل اغفر لعبد تاب من فرتاطه ما كان منه في الزمان الاول
[ 9 ]
بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم الحمد الله الذي فتق لسان الذبيح بالعربية البينة والخطاب الفصيح وتولاه بأثرة التقدم في النطق باللغة التي هي أفصح اللغات ، وجعله أبا عذر التصدى للبلاغة التي هي أتم البلاغات ، واستل من سلالته عدنان وأبناءه واشتق من دوحته قحطان وأحياءه ، وقسم لكل من هؤلاء من لبيان قسطا ، وضرب له من الإبداع سهما ، وأفرز له من الإعراب كفلا فلم يخل شعبا من شعوبهم ، ولا قبيلة من قبائلهم ، ولا عمارة من عمائرهم ، ولا بطنا من بطونهم ، ولا فخذا من أفخاذهم ، ولا فصيلة من فصائلهم ، من شعراء مفلقين ، وخطباء مصاقع ، يرمون في حدق البيان عند هدر الشقاشق ، ويصيبون الأغراض بالكلم الرواشق ، ويتنافثون من السحر في مناظم قريضهم ورجزهم زقصيدهم ومقطعاتهم ، وخطبهم ومقاماتهم وما يتصرفون [ عليه ] فيها ، من الكناية والتعريض ، والاستعارة والتمثيل ، وأصناف البديع ، وضروب المجاز والافتنان في الإشباع والإيجاز ، مالو عثر عليه السحرة في زمن موسى عليه الصلاة والسلام والمؤخذون ، واطلع طلعه أولئك المشعوذون ، لقعدوا مقمورين مقهورين ، ولبقوا مبهوتين مبهورين ، ولاستكانوا وأذعنوا ، وأسهبوا في الاستعجاب وأمعنوا ، ولعلموا أن نفثات العرب بألسنتها أحق بالتسمية السحر ، وأنهم في ضحضاح منه ، وهؤلاء بحجوا في البحر . ثم إن هذا البيان العربي كأن الله عزت قدرته مخضه وألقى زبدته على لسان محمد عليه أفضل صلاة وأوفر سلام فما من خطيب يقاومه إلا نكص متفكك الرجل وما من مصقع يناهزه إلا رجع فارغ السجل ، وما قرن بمنطقه منطق إلا كان كالبرذون مع الحصان المطهم ، ولا وقع من كلامه شئ في كلام الناس إلا أشبه الوضح في نقبة الأدهم . قال عليه السلام أوتيت جوامع الكلم . قال أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ، واسترضعت في بنى سعد بن بكر
[ 10 ]
وقد صنف العلماء رحمهم الله في كشف ما غرب من ألفاظه واستبهم ، وبيان ما اعتاص من أغراضه واستعجم ، كتبا تنوقوا في تصنيفها ، وتجودوا ، واحتاطوا ولم يتجوزوا ، وعكفوا الهم على ذلك وحرصوا ، واغتنموا الاقتدار عليه وافتراصوا ، حتى أحكموا ما شاءوا وأترصوا ، وما منهم إلا بطش فيما انتحى بباع بسيط ، ولم يزل عن موقف الصواب مقدار فسيط ، ولم يدع المتقدم للمتأخر خصاصة يستظهر به على سدها ، ولا أنشوطة يستنهضه لشدها ، ولكن لا يكاد يجد بدا من نبغ في فن من العلم ، وصبع به يده ، وعانى فيه وكده وكده ، من استحباب أن يكون له فيه أثر يكسبه في لسان الصدق وجمال الذكر ، ويحزن له عن الله عز وجل الأجر وسنى الذخر . وفي صوب هذين الغرضين ذهبت عند صنعة هذا الكتاب آل جهدا ، ولا مقصر عن مدى ، فيما يعود لمقتبسه بالنصح ، ويرجع إلى الراغبين فيه بالنجح ، من اقتضاب ترتيب سلمت فيه كلمات الأحاديث نسقا ونضدا ، ولم تذهب بددا ، ولا أيدي سبا ، وطرائف قددا ، ومن اعتماد فسر موضح ، وكشف مفصح ، اطلعت به على حاق المعنى وفص الحقيقة اطلاعا مؤداه طمأنينة النفس ، وثلج الصدر ، مع الاشتقاق غير المستكره ، والتصريف غير المتعسف ، والإعراب المحقق البصري ، الناظر في نص سيبويه وتقرير الفسوى ، فأية نفس كريمة ونسمة زاكية ، ونور الله قلبها بالإيمان والإيقان ، مرت على هذا التبيان والإتقان ، فلا يذهبن عليها أن تدعو لي بأن يجعله الله في موازيني ثقلا ورجحانا ، ويثيبني عليه روحا وريحانا . والله عز سلطانه المرغوب إليه في أن يوزعنا الشكر على طوله وفضله ، وألا نقدم إلا على أعمال الخير الخالصة لوجهه ومن أجله ، إنه المنعم المنان .
[ 11 ]
حرف الهمزة الهمزة مع الباء [ ابن ] : النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر مجلسه ، عن علي رضى الله عنه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ولا تثنى فلتاته إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ . أبن لا تؤبن أي لا تقذف ولا تعاب ، بقال ابنته آبنة . وأبنه أبنا وهو من الأبن ، وهي العقد في القضبان لأنها تعيبها . ومنه قوله في حديث الإفك أشيروا على في أناس أبنوا أهلي . ومنه حديث أبي الدرداء إن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس فينا . البث والنث والنثو نظائر . الفلتة الهفوة . وافتلت القول رمى به على غير روية أي إذا فرطت من بعض حاضريه وسقطة لم تنشر عنه ، وقيل هذا نفى للفلتات ونثوها ، كقوله ولا ترى الضب بها ينجحر
[ 12 ]
كأن على رؤوسهم الطير عبارة عن سكونهم وإنصاتهم لأن الطير إنما تقع على الساكن ، قال الهذلي إذا حلت بنو ليث عكاظا رأيت على رؤوسهم الغرابا المكافئ المجازي . ومعناه أنه إذا اصطنع فأثنى عليه على سبيل الشكر والجزاء تقبله . وإذا ابتدى بثناء تسخطه ، أو لا يقبله إلا عمن يكافئ بثنائه ما يرى في المثنى عليه ، أي يماثل به ولا يتزيد في القول ، كما جاء في وصف عمر رضي الله عنه زهيرا وكان لا يمدح الرجل إلا بما فيه . [ أبو ] وكتب لوائل بن حجر من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبو أمية إن وائلا يستسعى ويترفل على الاقوال حيث كانوا من حضرموت . وروى أنه كتب له من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة من أهل حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، على اليتعة شاة ، والتيمة لصاحبها ، وفي السيوب الخمس ، لا خلاط ولا وراط ، ولا شناق ولا شغار ، ومن أجبي فقد أربى ، وكل مسكر حرام . وروى إلى الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب من أهل حضرموت بإقام الصلاة المفروضة وأداء الزكاة المعلومة عند محلها في اليتعة شاة ، لا مقورة الألياط ولا ضناك ، وأنطوا الثبجة ، وفي السيوب الخمس ، ومن زن مم بكر فاصقعوه مائة واستوفضوه عاما ، ومن زنى مم ثيب فضرجوه بالأضاميم ، ولا توصيم في دين الله ، ولا غمة في فرائض الله ، وكل مسكر حرام . ووائل بن حجر يترفل على الأقيال ، أمير أمره رسول الله فاسمعوا وأطيعوا . وروى أنه كتب إلى الأقوال العباهلة ، لا شغار ولا وراط ، لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر . وقيل هو القراف . أبو أمية ترك في حال الجر عل لفظه في حال الرفع لأنه اشتهر بذلك وعرف ، فجرى مجرى المثل الذي لا يغير . وكذلك قولهم على بن أبو طالب ، ومعاوية بن أبو سفيان . يستسعى يستعمل على الصدقات ، من الساعي وهو المصدق .
[ 13 ]
وترفل يتسود ويترأس . يقال رفلته فترفل . قال ذو الرمة إذا نحن رفلنا امرأ ساد قومه وإن لم يكن من قبل ذلك يذكر استعاره من ترفيل الثوب ، وهو إسباغه وإسباله . حضرموت اسم غير منصرف ركب من اسمين وبنى الأول منهما على الفتح . وقد يضاف الأول إلى الثاني فيعتقب على الأول وجوه الإعراب ويخيضر في الثاني بين الصرف وتركه . ومنهم من يضم ميمه فيخرجه على زنة عنكبوت . أقوال جمع قيل . وأصله قيل فيعل من القول فخذفت عينه . وأشتقاقه من القول كأنه الذى له قول ، أي ينفذ قوله . ومثله أموات في جمع ميت . وأما أقيال فمحمول على لفظ قيل ، كما قيل أرياح في جمع ريح الشائع أرواح ويجوز أن يكون من التقيل وهو الاتباع كقولهم تبع . العباهلة الذين أقروا على ملكهم لا يزالون عنه ، من عهبله بمهنى أبهله إذا أهمله ، العين بدل من الهمزة ، كقوله أعن توسمت من خرقاء منزلة ماء الصبابة من عينيك مسجوم وقوله والله عن يشفيك أغنى وأوسع . وعكسه أفرة عفرة ، وأباب في عباب ، والتاء لاحقة لتأكيد الجمع كتاء صياقلة وقشاعمة . والأصب عباهل . قال أبو وجزة السعدي عباهل عبهلها الوراد ويجوز أن يكون الأصل عباهيل ، فحذفت الياء وعوضت منا التاء ، كقولهم فرزانة وزنادقة في فرازين وزناديق ، وحذف الشاعر ياءها بغير تعويض على سبيل الضرورة كما جاء
[ 14 ]
في الشعر المرازبة الجحاجح . وان يكون الواحد عبهولا ، ويؤنس به قولهم العزهول واحد العزاهيل ، وهي الإبل المهملة . ويجوز أن يكون علما للنسب ، على أن الواحد عبهلى منسوب إلى العبهلة التي هي مصدر ، وقد حذفها الشاعر ، كقولهم الأشاعث في الشعاعثة . التيعة الأربعون من الغنم ، وقيل هي اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة ، كالخمس من الإبل وغير ذلك ، وكأنها الجملة التى للسعاة عليها سبيل . من تاع إليه يتيع إذا ذهب إليه ، أو لهم أن يرفعوا منها شيئا ويأخذوا ، من تاع اللبأ والسمن يتوع ويتيع إذا رفعه بكسرة أو تمرة . أو من قولك أعطاني درهما فتعت به أي أخذته ، أو أن يقعوا فيها ويتهافتوا من التتايع في الشئ . وعينها متوجهة على الياء والواو جميعا بحسب المأخذ . التيمة الشاة الزائدة على التيعة حتى تبلغ الفريضة الأخرى . وقيل هي التي ترتبطها في بيتك للإحتلاب ولا تسيمها . وأيتهما كانت فهي المحبوسة إما عن السوم وإما عن الصدقة ، من التتييم ، وهو التعبيد والحبس عن التصرف الذي للأحرار ، ويؤكد هذا قوبهم لمن يرتبط العلائف مبنن ، من أبن بالمكان إذا احتبس فيه وأقام . قال يعيرنى قوم بأني مبنن وهل بنن الأشراط غير الأكارم السيوب الركاز ، وهو المال المدفون في الجاهلية أو المعدن ، جمع سيب ، وهو العطاء لأنه من فضل الله وعطائه لمن أصابه . الخلاط أن يخالط صاحب الثمانين صاحب الأربعين في الغنم ، وفيهما شاتان لتؤخذ واحدة . الوراط خداع المصدق بأن يكون له أربعون شاة فيعطي صاحبه نصفها لئلا يأخذ المصدق شيئا ، مأخوذ من الورطة ، وهي في الأصل الهوة الغامضة ، فجعلت مثلا لكل خطة وإيطاء عشوة ، وقيل هو تغييبها في هوة أو خمر لئلا يعثر عليها المصدق ، وقيل هو أن يزعم عند رجل صدقة وليست عنده فيورطه . الشناق أخذ شئ ، من الشنق ، وهو ما بين الفريضتين ، سمى شنقا لأنه ليس بفريضة تامة ، فكأنه مشنوق أي مكفوف عن التمام ، من شنقت الناقة بزمامها إذا كففتها ، وهو المعنى في تسمية وقصا لأنه لما لم يتم فريضة فكأنه مكسور ، وكذلك شنق الدية العدة من الإبل التي يتكرم بها السيد زيادة على المائة . قال الأخطل قرم تعلق أشناق الديات به إذا المئون أمرت فوقه حملا
[ 15 ]
الشغار أن يشاغر الرجل الرجل ، وهو أن يزوجه أخته على أن يزوجه هو أخته ، ولا مهر إلا هذا ، من قولهم شغرت بنى فلان من البلد إذا أخرجتهم . قال ونحن شغرنا ابني نزار كليهما وكلبا بوقع مرهق متقارب ومن قولهم تفرقوا شغر بغر لأنهما إذا تبادلا بأختيهما فقد أخرج كل واحد منهما أخته إلى صاحبه وفارق بها إليه . أجبى باع الزرع قبل بدو صلاحه ، وأصله الهمز ، من جبأ عن الشئ إذا كف عنه ، ومنه الجباء الجبان لأن المبتاع ممتنع من الانتفاع به إلى أن يدرك ، وإنما خفف اليزاوج أربى . والإرباء الخول في الربا ، والمعنى أنه إذا باعه على أن فيه كذا قفيزا ، وذلك غير معلوم ، فإذا نقص عما وقع التعاقد عليه أو زاد فقد حصل الربا في أحد الجانبين . الأرواع الذين يروعون بجهارة المناظر وحسن الشارات ، جمع رائع ، كشاهد واشهاد . المشابيب الزهر الذين كأنما شبت ألوانهم أي أوقدت ، جمع مشبوب . قال العجاج ومن قريش كل مشبوب أغر الأقورار تشان الجلد واسترخاؤه للهزال ، ويفضل حينئذ عن الجسم ويتسع من قولهم دار قوراء . الليط القشر اللاصق بالشجر والقصب ، من لاط حبة بقلبي يليط ويلوط إذا لصق ، فاستعير للجلد . واتسع فيه حتى قيل ليط الشمس للونها ، وانما جاء به مجموعا لأنه أراد ليط كل عضو . الصناك المكتنز اللحم ، من الضنك لأن لاكتناز تضام وتضايق ، ومطابقة الضانك المقورة في الاشتقاق لطيفة . الإنطاء الإعطاء ، يمانية . ألحق تاء يالثبج ، وهو الوسط لانتقاله من الاسمية إلى الوصفية المراد أعطوا المتوسطة بين الخيار والرذال . قلب نون من ميما في مثل قوله مم ثيب لغة يمانية كما يبدلون الميم من لام التعريف ، وأما مم بكر فلا يختص به أهل اليمن لأن النون الساكنة عن الجميع تقلب مع الباء ميما ، كقولهم شنباء وعنبر . والبكر والثيب يطلقان على الرجل والمرأة .
[ 16 ]
الصقع الضرب على الرأس ، ومنه فرس أصقع وهو المبيض أعلى رأسه والمراد هنها الضرب على الإطلاق . الاستيفاض التغريب ، من وفض وأوفض إذا عدا وأسرع . التضريج التدمية ، من الضرج ، وهو الشق . الأضاميم جماهير الحجارة الواحدة إضمامة ، إفعالة من الضم ، أراد الرجم . التوصيم أصله من وصم القناة وهو صدعها ، ثم قيل لمن به وجع وتكسر في عظامه موصم ، كما قيل لمن في حسبه غميزة موصوم ، ثم شبه الكسلان المتثاقل بالوجع المتكسر ، فقيل توصيم . كما قيل مرض في الأمر . والمعنى لا هوادة ولا محاباة في دين الله ! الغمة من غمه إذا ستره أي تخفى فرائضه وإنما تظهر ويجاهر بها . القراب شبه جراب يضع فيه المسافر زاده وسلاحه . والقراف جمع قرف وهو يحمل فيه الخلع . أوجب عليهم أن يزودوا كل عشرة من السرايا المجتازة ما يسعه هذا الوعاء من التمر . أبد سئل عن بعير شرد فرماه بعضهم بسهم حبسه الله به عليه ، فقال إن هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا . أوابد الوحش نفرها . أبدت تأبد ونأبد أبودا ، وهو من الأبد لأنها طويلة العمر لا تكاد تموت إلا بأفة ، ونظيره ما قالوه في الحية إنها سميت بذلك لطول حياتها . وحكوا عن العرب . ما رأينا حية إلا مقتولة ولا نسرا إلا مقشبا . البهيمة كل ذات اربع في البر والبحر ، والمراد ههنا الأهلية ، وهذه إشارة إليها . أبط أبو هريرة رضي الله عنه كانت رديته التأبط . هو أن يدخل رداءه تحت إبطه الأيمن ، ثم يلقيه على عاتقه الأيسر . الردية اسم لضرب من ضروب التردي كالبسة والجلسة وليست دلالتها على أن لام رداء ياء بحتم ، لأنهم قالوا قنية ، وهو ابن عمى دنيا .
[ 17 ]
عمرو قال لعمر رضي الله عنه إني والله ما تابطني الإماء ، ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي أي لم يحضننى . البغايا جمع بغى فعول بمعنى فاعلة من البغاء . الغبرات جمع غبر جمع غابر وهو البقية . المآلي جمع مئلاة وهي خرقة الحائض لههنا ، وخرقة النائحة في قوله وأنواحا عليهن المآلي ويقال آلت المرأة إيلاء إذا اتخذت مئلاة . ويقولون للمتسلية المتألية . نفى عن نفسه الجمع بين سبتين أحداهما أن يكون لغية ، والثانية أن يكون محمولا في بقية حضة ، وأضاف الغبرات إلى المآلي لملابستها لها . يحيى بن يعمر أي مال أديت زكاته فقد ذهبت أبلته . همزتها عن واو ، من الكلأ الوبيل أي وباله ومأثمته . أبل وهب لقد تأبل آدم على ابنه المقتول كذا وكذا عاما لا يصيب حواء . أي امتنع من غيشان حواء متفجعا على ابنه ، فعدى بعلى لتضمنه معنى تفجع ، وهو من أبلت الإبل ويأبلت ' ذا جزأت . في الحديث يأتي على الناس زمان يغبط الرجل بالوحدة كما يغبط اليوم أبو العشرة . هو الذي له عشرة أولاد ، وغبطته بهم أن رحله كان يخصب بما يصير إليه من ارزاقهم وذلك حين كان عيالات المسلمين يرزقون من بيت المال . وروى يغبط الرجل بخفة الحاذ ، أي بخفة الحال ، حذف الراجع من صفة الزمان إليه ، كما حذف في قوله تعالى واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا . [ البقرة : 48 ] والتقدير يغبطه ولا تجزيه ، أي يغبط فيه ولا يجزى فيه .
[ 18 ]
لا تبع الثمر حتى تأمن عليه الأبلة . هي العاهة بوزن الأهبة ، وهمزتها كهمزة الأبلة في انقلابها عن الواو من الكلأ الوبيل ، إلا انها منقلبة عن واو مضمومة ، وهو قياس مطرد غير ومفتقر إلى سماع - وتلك أعنى المفتوحة لآ بد فيها من السماع . مأبورة في (سك) . ليس لها أبو حسن في (عض) . ولا يؤبه له في (وضع) . إبان في (قح) . لآ أبالك في (له) . أبطحي في (قح) . مآبضه في حن . بأبى قحافة في (ثغ) . ابن أبي كبشة في (عن) . الإباق في (دف) . الهمزة مع التاء [ أتى ] النبي صلى الله عليه وسلم سأل عصم بن عدي الأنصاري عن ثابت بن الدحداح حين توفي هل تعلمون له نسبا فيكم ? فقال إنما هو أتى فينا . فقضى بميراثه لابن أخته . هو الغريب الذي قدم بلادك . فعول بمعنى فاعل ، من أتى . توفي ابنه ابراهيم فبكى عليه فقال لولا أنه وعد حق ، وقول صدق ، وطريق مئتاء لحزنا عليك يا إبراهيم حزنا أشد من حزننا . هو مفعال من الإيتان أي يأتيه الناس كثيرا ويسلكونه ، ونظيره دار محلال للتى تحل كثيرا ، أراد طريق الموت . وعنه عليه السلام أن أبا ثعلبة الخشني استفتاه في اللقطة ، فقال ما وجدت في طريق مئتاء فعرفه سنة . عثمان رضى الله عنه أرسل سليط بن سليط وعبد الرحمن بن عتاب إلى عبد الله بن سلام فقال ايتياه فتنكرا له وقولا إنا رجلان أتاويان وقد صنع الناس ما ترى فما تأمر ؟ فقالا له ذلك ، فقال لستما بأتاويين ولكنكما فلان وفلان وأرسلكما أمير المؤمنين . الأتاوى منسوب ألى الأتى وهو الغريب . والأصل أتوى كقولهم في عدى عدوى ، فزيدت الألف لأن النسب باب تغيير " أو لإشباع الفتحة ، كقوله بمنتزاح . وقوله لا تهاله .
[ 19 ]
ومعنى هذا النسب المبالغة ، كقولهم في الأحمر أحمرى ، وفي الخارج خارجي ، فكأنه الطارئ من البلاد الشاسعة . قال يصبحن بالقفر أتاويات هيهات عن مصبحها هيهات هيهات حجر من صنبعات عبد الرحمن إن رجلا أتاه فرآه يؤتى الماء في أرض له . أي يطرق له ويسهل مجراه ، وهو يفل من الإتيان . إتب النخعي إن جارية له قال لها كثيرة زنت فجلدها خمسين ، وعليها إتب لها وإزار . هو البقيرة ، وهي بردة تبقر أي تشق فتلبس بلا كمين ولا جيب . الهمزة مع الثاء أثل النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصى اليتيم يأكل من ماله غير متأثل مالا . أي غير متخذ إياه لنفسه أثلة ، أي أصلا كقولهم تديرت المكان إذا اتخذته دارا لك وتبنيته ، وتسريتها ، وتوسدت ساعدى . ومنه حديث عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره في أرضه بخيبر أن يحبس أصلها ويجعلها صدقة ، فاشترط ، فقال ولمن وليها أن يأكل منها ويؤكل صديقا غير متأثل وروى غير متمول . أثر خطب في حجته أو في عام الفتح فقال ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين منها دم ربيعة بن الحارث إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج . المأثرة واحة المآثر ، وهى المكارم التي تؤثر أي تروى ، يعني ما كانوا يتفاخرون به من الأنساب وغير ذلك من مفاخر أهل الجاهلية .
[ 20 ]
سدانة الكعبة خدمتها ، وكانت هي واللواء في بني عبد الدار ، والسقاية والرفادة إلى هاشم ، فأقر ذلك في الإسلام على حاله . وإنما ذكر أحد الشيئين دون قرينة أعنى السدانة دون اللواء ، والسقاية دون الرفادة لأنهما لا يفترقان ولا يخلو أحدهما من صاحبه فكان ذكر الواحد متضمنا لذكر الثاني . وهذا استثناء من المآثر وإن احتوى العطف على ثلاثة أشياء . ونظير قولك جاءتني بنو ضبة ، وبنو الحارث ، وبنو عبس ، إلا قيس بن زهير . وذلك لأن المعنى يدعوه إلى متعلقه . قوله تحت قدمي ، عبارة عن الإهدار والإبطال ، يقول الموادع لصاحبه اجعل ما سلف تحت قدميك ، يريد طأ عليه واقمعه . الضمير في منها يرجع الى معنى كل ، كقوله تعالى وكل أتوه داخرين . وكذلك الضمير في كانت وفي قوله فهي . فإن قلت هل يجوز أن يكون لفظ كانت صفة للذي أضيف إليه كل وللمعطوفين عليه فيستكن فيه ضميرها ؟ قلت لا والمانع منه أن الفاء وقع في الخبر لمعنى الجزاء الذي تتضمنه النكرة الذي هو كل ، وحقه أن يكون موصوفا بالفعل ، فلو قطعنا عنه كانت لم يصلح لأن يقع الفاء في خبره فكانت إذن في محل النصب على أنه صفة كل وكائن في ضميره ، وفيه دليل على أن إن لا يبطل معنى الجزاء بدخوله على الأسماء المتضمنة لمعنى الشرط . أبطل الدماء التي كان يطلب بها بعضهم بعضا فيدوم بينهم التغاور والتناجز ، والأموال التي كانوا يستحلونها بعقود فاسدة ، وهي عقود ربا في الأ ' سلام ، والمفاخر التي كانت ينتج منها كل شر وخصومة وتهاج وتعاد . وأما دم ربيعة فقد قتل له ابن صغير في الجاهلية فأضاف إليه الدم ، لأنه وليه ، وربيعة هذا عاش إلى أيام عمر . [ وفي الحديث ] من سره أن يبسط الله في رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه ، وقيل هو الأجل لأنه يتبع العمر ، واستشهد بقول كعب والمرء ما عاش ممدود له أمل لا ينتهي العمر حتى ينتهى الأثر . ويجوز أن يكون المعنى إن الله يبقى أثر واصل الرحم في الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعا كما يضمحل أثر قاطع الرحم .
[ 21 ]
عمر رضي الله عنه سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بأبيه ، فنهاه ، قال فما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا . من آثر الحديث إذا رواه ، أي ما تلفظت بالكلمة التي هي بأبى لا ذاكرا لها بلساني ذكرا مجردا من عزيمة القلب ولا مجبرا عن غيري بأنه تكلم بها مبالغة في تصوني وتحفظي منها . وإنما قال حلفت ، وليس الذكر المجرد ولا الإخبار بحلف حلفا لأنه لافظ بما يلفظ به الحالف . إثم الحسن رحمه الله ما علمنا أحدا منهم ترك الصلاة على أحد من أهل القبلة تأثما . أي تجنبا للإثم ومثله التحوب والتحرج والتهجد . من الأثام في (شب) . وأثرته في (كل) . فجلد بأثكول النخل في (حب) . لآثين بك في (تب) . الأثل في (زخ) . الهمزة مع الجيم إجار النبي صلى الله عليه وسلم من بات على إجار ليس عليه ما يرد قدميه فقد برئت منه الذمة ، ومن ركب البحر إذا التج وروى ارتج فقد برئت منه الذمة . أو قال فلا يلومن إلا نفسه . الإجار السطح . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما ظهرت على إجار لحفصة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على حاجته مستقبلا بيت المقدس مستدبرا الكعبة . وكذلك الإنجاز . وجاء في حديث الهجرة فتلقى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق وعلى الأناجير . ما يرد قدميه أي لم يحوط بما يمنع من الزليل والسقوط . الذمة العهد كأن الكل أحد من الله ذمة بالكلاءة ، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة فقد خذلته ذمة الله وتبرأت منه .
[ 22 ]
التج من اللجة ، وارتج من الرجة وهي صوت الحركه . وارتج زخر وأطبق بأمواجه ، قال في ظلمة من بعيد القعر مرتاج أجم أراد أن يصلى على جنازة رجل فجاءت امرأة معها مجمر ، فما زال يصيح بها حتى توارت بآجام المدينة . هي الحصون ، الواحد أجم ، سمى بذلك لمنعه المتحصن به من تسلط العدو . ومنه الأجمة لكونها ممنعة . وأجم الطعام امتنع منه كراهية . وكذلك الأطم لقولهم به إطام ، وهو احتباس البطن ، ولالتقائهما قالوا تأطم عليه وتأجم إذا قوى غضبه . أجر قال له رجل إني أعمل العمل أسره فإذا اطلع عليه سرني . فقال لك أجران أجر السر وأجر العلانية . عرف منه أن مسرته بالاطلاع على سره لأجل أن يقتدى به فلهذا بشره بالأجرين . أسره في محل النصب على الحال أي مسرا له . أجل مكحوا رحمه الله كنا مرابطين بالساحل فتأجل متأجل ، وذلك في شهر رمضان ، وقد أصاب الناس طاعون فما صلينا المغرب ، ووضعت الجفنة قعد الرجل وهم يأكلون فخرق . أي سأل أن يضرب له أجل ويؤذن له في الرجوع إلى أهله ، فهو بمعنى استأجل ، كما قيل تعجل بمعنى استعجل . خرق سقط ميتا ، وأصل الخرق أن يبهت لمفاجأة الفزع . [ أجر ] في الحديث في الأضاحي كلوا وادخروا وأتجروا . أي اتخذوا الأجر لأنفسكم بالصدقة منها ، وهو من باب اشتواء والأذباح . واتجروا على الإدغام خطأ لأن الهمزة لا تدغم في التاء ، وقد غلط من قرأ الذي اتمن ، وقولهم اتزر عامى ، والفصحاء على ائتزر .
[ 23 ]
وأما ما روى أن رجلا دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فقال من يتجر فيقوم فيصلى معه . فوجهه أن صحت الرواية أن يكون من التجارة لأنه يشترى بعملة المثوبة ، وهذا المعنى يعضده مواضع في التنزيل والأثر ، وكلام العرب . فخرج بها يؤج في (دو) . ارتوى من آجن في (ذم) . أجم النساء في (أثم) . ترمض فيه الآجال في (رص) . أجنك في (جل) . أجل في (ذق) . الهمزة مع الحاء النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص ورآه يومئ بأصبعيه أحد أحد أحد . أراد وحد ، فقلب الواو بهمزة ، كما قيل أحد وأحاد وإحدى ، فقد تلعب بها القلب مضمومة ومكسورة ومفتوحة . والمعنى أشر بإصبع واحدة . ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فسكت ، ثم سأله آخر ، فقال إحدى من سبع ، يصوم شهرين ويطعم مسكينا . أراد أن هذه المسألة في صعوبتها واعتياصها داهية ، فجعلها كواحدة من ليالي عاد السبع التى ضربت مثلا في الشدة . تقول العرب في الأمر المتفاقم إحدى الإحد وإحدى من سبع . أحن في الحديث في صدره إحنة على أخيه . هي الحقد ، قال متى يك في صدر ابن عمك إحنة فلا تستثرها سوف يبدو دفينها أحن وأحن عليه يأحن ، ولعل همزتها عن واو فقد جاء وحن بمعنى ضغن . قال أبو تراب قال الفراء وحن عليه ، وأحن أي حقد . وعن اللحياني وحن عليه وحنة أي أحن إحنة ، وأما ما حكى عن الأصمعي أنه قال كنا نظن أن الطرماح شئ حتى قال وأكره أن يعيب على قومي هجائي الأرذلين ذوي الحنات فاسترذال منه لو حن وقضاء على الهمزة بالإصالة ، أو برفض الواو في الاستعمال . أحد أحد في (شب) .
[ 24 ]
الهمزة مع الخاء أخ عمر رضي الله عنه كان يكلم النبي صلى الله عليه وسلم كأخى السرار ، لا يسمعه حتى يستفهمه . أي كلاما كمثل المسارة وشبهها لخفض صوته . قال امرئ القيس عشية جاوزنا حماة وسيرنا أخو الجهد لا نلوى على من تعذرا ويجوز في غير هذا الموضع أن يراد بأخي السرار الجهار ، كما تقول العرب عرفت فلانا بأخي الشر ، يعنون الخير وبأخي الخير يريدون بالشر . ولو أريد بأخي السرار المسار كان وجها ، والكاف على هذا في محل النصب على الحال ، وعلى الأول هي صفة المصدر المحذوف ، والضمير في لا يسمعه يرجع إلى الكاف إذا جعلت صفة للمصدر . ولا يسمعه منصوب المحل بمنزلة الكاف على الوصفية ، وإذا جعلت حالا كا الضمير لها أيضا إلا أنه قدر مضاف محذوف ، كقولك يسمع صوته ، فحذف الصوت وأقيم الضمير مقامه ، ولا يجوز أن يجعل لا يسمعه حالا من النبي صلى الله عليه وسلم لأن المعنى يصير خلفا . أخذ عائشة رضي الله عنها جاءتها امرأة فقالت أؤخذ جملى ؟ فلم تفطن لها حتى فطنت فأمرت بإخراجها وروى أنها قالت أأقيد جملى ؟ فقالت نعم . فقالت اأقيد جملى ؟ فلما علمت ما تريد قالت وجهى من وجهك حرام . جعلت تأخذ الجمل وهو المبالغة في أخذه وضبطه مجازا عن الاحتيال لزوجها بحيل من السحر تمنعه بها عن غيرها ، ويقال لفلانة أخذة تؤخذ بها الرجال عن النساء . حرام أي ممنوع من لقائه ، تعنى أنى لا ألقاك أبدا . مسروق رحمه الله ما شبهت أصحاب محمد إلا الإخاذ تكفي الإخاذة الراكب وتكفي الإخاذة الراكبين ، وتكفي الإخاذة الفئام من الناس . هي المستنقع الذي يأخذ ماء السماء . وسمي مساكة لأنها تمسكه ، وتنهيه ونهيا لأنها تنهاه ، أي تحبسه وتمنعه من الجري ، وحاجرا لأنه يحجره ، وحائرا لأنه يحار فيه فلا يدري كيف يجري . قال عدى فاض فيه مثل العهون من الرو ض وما ضن بالإخاذ غدر
[ 25 ]
وفي بعض الحديث وكان فيها إخاذات أمسكت الماء . يقال شبهت الشئ بالشئ ، ويعدى أيضا إلى مفعولين فيقال شبهته كذا وعليه ورد الحديث . الفئام الجماعة التي فيها كثرة وسعة ، من قولهم للهودج الذي فئم أسفله ، أي وسع ، وللأرض الواسعة الفئام . والمفام من الرحال الواسع المزيد فيه بنيقتان ، ومن الرجال الواسع الجوف . أراد تفاضلهم في العلوم والمناقب . [ أخا ] في الحديث لا تجعلوا ظهوركم كأخايا الدواب . هي جمع آخيه ، وهي قطعة حبل تدفن طرفاها في الأرض فتظهر مقل العروة فتشد إليها الدابة ، وتسمى الآرى والإدرون ، وهذا الجمع على خلاف بنائها ، كقولهم في جمع ليلة ليال . وجمعها القياسي أواخى كأوارى . وقياس واحد الأخايا أخية كألية وألايا ، كما ان قياس واحد الليالى ليلاه . اراد تقوسوها في الصلاة حتى تصير كهذه العرى . جوف الليل الآخر في سم . الهمزة مع الدال [ الادم ] النبي صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه وخطب امرأة لو نظرت إليها ، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما . الأدم الأدم والإيدام الإصلاح والتوفيق . من أدم الطعام وهو إصلاحه بالإدام وجعله الأدم موافقا للطعام . لو هذه في معنى ليت ، والذي لاقى بينهما أن كل واحدة منهما في معنى التقدير . ومن ثم أجيبت بالفاء ، كأنه قيل ليتك نظرت إليها فإنه ، والغرض الحث على النظر . ومثله قولهم لو تأتيني ، فتحدثني ، على معنى ليتك تأتيني فتحدثني . والهاء في قوله فإنه راجعة إلى المصدر نظرت ، كقولهم من أحسن كان خيرا له . وقوله أن يؤدم أصله بأن يؤدم ، فحذفت الباء ، وحذفها مع أن وأن كثير . والمعنى
[ 26 ]
فإن النظر أولى بالإصلاح وإيقاع الألفة والوفاق بينكما ، ويجوز أن تكون الهاء ضمير الشأن . وأحرى أن يؤدم جملة في موضع خبر أن . نعم الإدام الخل . هو اسم لكل ما يؤتدم به ويصطبغ ، وحقيقته ما يؤدم به الطعام أي يصلح ، وهذا البناء يجئ لما يفعل به كثيرا ، كقولك الركاب لما يركب به ، والحزام لما يحزم به ونظائره جمة . لما خرج إلى مكة عرض له رجل فقال إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم فعليك ببني مدلج . فقال إن الله منع من بنى مدلج لصلتها الرحم ، وطعنهم في ألباب الإبل وروى لبات . الأدمة في الإبل البياض مع سواد المقلتين . عليك من أسماء الفعل ، يقال عليك زيدا أي الزمه ، وعليك به أي خذ به ، والمراد هاهنا أوقع ببني مدلج . الألباب جمع لبب ، وهو المنحر ، واللبة مثله ، وقيل جمع لب ، وهو الخالص يعني أنهم ينحرون خالصة إبلهم وكرائها . ويجوز أن يكون جمع لبة على تقدير حذف التاء ، كقولهم في جمع بدرة بدر وشدة أشد . وصفهم بالكرم وصلة الرحم وأنهم بهاتين الخصلتين استوجبوا الإمساك عن الإيقاع بهم . [ إدد - أود ] أمير المؤمنين على رضي الله عنه سنح لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقلت يا رسول الله ما لقيت بعدك من الإدد والأود وروى من اللدد ! إدد أود والإدة الداهية ، ومنها قوله تعالى لقد جئتم شيئا إدا . والأود العوج واللدد الخصومة . ما لقيت بعدك يريد أي شئ لقيت ! على معنى التعجب ، كقوله يا جارتا ما أنت جاره
[ 27 ]
[ أدب ] : ابن مسعود رضى الله عنه إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته وروى مأدبة الله فمن دخل فيها فهو آمن . المأدبة مصدر بمنزلة الأدب ، وهو الدعاء إلى الطعام كالمعتبة بمعنى العتب . وأما المأدبة فاسم للصنيع نفسه كالوكيرة والوليمة . وشبهها سيبويه بالمسربة ، وغرضه أنها ليست كمفعلة ومفعلة في كونهما بناءين للمصادر والظروف . وفي حديث كعب رحمه الله إنه ذكر ملحمة للروم ، فقال والله مأدبة من لحوم الروم بمروج عكاء . اي ضيافة للسباع . وعكاء موضع . [ أدلم ] : في الحديث يوشك أن يخرج جيش من قبل المشرق آدى شئ وأعده ، أميرهم رجل طوال أدلم أبرج . آدى وأعد من الأداة والعدة ، أي أكمل شئ أداة ، وأتمه عدة ، وهما مبنيان من فعل على تقدير فعل ، وإن كان غير مستعمل ، كما قال سيبويه في قولهم ما اشهاها ! بمعنى ما أفضلها في كونها مشتهاة إنه على تقدير فعل وإن لم يستعمل . ويجوز أن يكون من قولك رجل مؤد أي كامل الأدوات . أو من استعد على حذف الزوائد كقولهم هو أعطاهم للدينار والدرهم . وهو آداهم للأمانه . ويجوز أن يكون الأصل آيد شئ وأعتده فقيل آدى على القلب ، كقولهم شاك في شائك شائك . وأعد على الإدغام ، كقولهم ود في وتد . الطوال البليغ في الطول ، والطوال أبلغ منه . أدلم الأدلم الأسود ، ومنه سمى الأرتدج بالأدلم . الأبرج الواسع العين الذي أحدق بياض مقلتيه بسوادها كله لا يغيب منه شئ ، ومنه التبرج وهو إظهار المرأة محاسنها . وسفينة بارجة لا غطاء عليها . أدف في الأداف الدية كاملة . هو الذكر . فعال من ودف إذا قطر ، وقلب الواو المضمومة همزة قياس مطرد . قال أولجت في كعبثها الأدافا مثل الذراع يمترى النطافا
[ 28 ]
ويروى الأذاف بالذال المعجمة من وذف ، بمعنى قطر أيضا . كاملة نصب على الحال ، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل والظرف مستقر ، ويجوز أن ترفع على أنها خبر ويبقى الظرف لغوا آدمة في (قر) . أدبه في (نج) . فاستألها في (سو .) مؤدون في (قو) (آدم) في (هب) و (زه) . الهمزة مع الذال [ أذن ] النبي صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لشئ كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن . أذن والأذن الاستماع . ومنه قوله تعالى وأذنت لربها وحقت . وقال عدى في سماع يأذن الشيخ له وحديث مثل ماذى مشار المراد بالتغني تحزين القراءة وترقيقها . ومنه الحديث زينوا القرآن بأصواتكم . وعن عبد الله بن المغفل رضى الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح . فقال لولا أن يجتمع الناس علينا لحكيت تلك القراءة وقد رجع . والمعنى بهذا الإستماع الاعتداد بقراءة النبي وإبانه مزيتها وشرفها عنده . ومنه قولهم الأمير يسمع كلام فلان يعنون أن له عنده وزنا وموءقعا حسنا . أذى في الحديث كل مؤذن في النار . يريد أن كل ما يؤذى من الحشرات والسباع وغيرها يكون في نار جهنم عقوبة لأهلها . وقيل هو وعيد لمن يؤذى الناس . وأما الأذى في قوله الإيمان نيف وسبعون درجة أدناها إماطة الأذى عن الطريق فهو الشوك والحجر وكل ما يؤذى المسالك . وفي قوله في الصبى أميطوا الآذى عنه هو العقيقة تحلق عنه بعد أسبوع . بين الأذانين في (قر) . الأذربي في (بر) .
[ 29 ]
الهمزة مع الراء [ أرب ] : النبي صلى الله عليه وسلم أتى بكتف مؤربة فأكلها وصلى ولم يتوضأ . هي الموفرة التي لم يؤخذ شئ من لحمها ، فهي متلبسة بما عليها من اللحم متعقدة به أرب من أربت العقدة أذا أحكمت شدها . من الناس من يوجب الوضوء بأكل ما مسته النار ، وعن أهل المدينة أنهم كانوا يرون هذا الرأى ، وهذا الحديث واشباهه رد عليهم . [ أرز ] إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها . أي تنضوي إليه وتنضم ، ومنه الأروز للبخيل المنقبض . أرز وعن أبي الأسود الدؤلي إن فلانا إذا سئل أرز ، وإذا دعى انتهز وروى اهتز . [ أرث ] قال يزيد بن شيبان أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن وقوف بالموقف بمكان فباعده عمرو ، فقال أنا رسول الله إليكم ، اثبتوا على مشاعركم هذه ، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم . هو الميراث ، وهمزته عن واو ، كإشاح وإسادة ، وهذا قياس عند المازني . من للتبيين ، مثلها في قوله تعالى فاحتنبوا الرجس من الأوثان . المشاعر موضع النسك لأنها معالم الحج . [ أرك ] أتى بلبن إبل أوارك وهو بعرفة فشرب منه أتاه به العباس . أراك أركت الإبل تأرك وتأرك أقامت في الأراك فعل ذلك ليعلم أصائم هو أم مفطر . وعن ابن عمر رضي الله عنهما حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يصمه ، ومع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ولا آمر بصيامه ولا أنهى عنه .
[ 30 ]
[ أرى ] اشتكى إليه رجل امرأته ، فقال اللهم أر بينهما وروى أنه دعا بهذا الدعاء لعلى وفاطمة عليهما السلام . التأرية التثبيت والتمكين . ومنه الآرى . وتقول العرب أر لفرسك وأوكد له أي أشدد له آربا في الأرض وهو المحبس من وتد أو قطعة حبل مدفونة . والمعنى الدعاء بثبات الود بينهما . [ أرب ] قال له أبو أيوب رضى الله عنه يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة . فقال أرب ماله ؟ تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ، وتقم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتصل الرحم وروى أرب ماله ! قيل في أرب هو دعاء بالافتقار من الأرب ، وهو الحاجة ، وقيل هو دعاء بتساقط الآراب وهي الأعضاء . وماله بمعنى ما خطبه ؟ وفيه وجه آخر لطيف وهو أن يكون أرب مما حكاه أبو يزيد من قولهم أرب الرجل إذا تشدد وتحكر من تأريب العقدة ، ثم يتأول بمنع لأن البخل منع ، فيعدى تعديته ، فيصير المعنى منع . ماله دعاء عليه بلصوق عار البخلاء به ودخولهم له في غمار اللثام على طريقة طباع العرب ، كقول الأشتر بقيت وفرى وانحرفت عن العلا ولقيت أضيافي بوجه عبوس وكذلك حديث عمر رضي الله عنه إن الحارث بن أوس سأله عن المرأة تطوف بالبيت ، ثم تنفر من غير أن أزف طواف الصدر إذا كانت حائضا . فأفتاه أن يفعل ذلك ، فقال الحارث كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر لأربت عن ذي يديك . وروى أربت من [ ذي ] يديك أتسألني وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كي أخالفه ؟ ومعناه منعت عما يصحب يديك وهو ماله . ومعنى أربت من يديك نشأ بخلك من يديك ، والأصل فيما جاء في كلامهم من هذه الأدعية التي هي قاتلك الله ، وأخزاك الله ، ولا در درك ، وتربت يداك وأشباهها . وهم يريدون المدح المفرط والتعجب للإشعار بأن فعل الرجل أو قوله بالغ من الندرة والغرابة المبلغ الذي لسامعه أن يحسده وينافسه حتى يدعو عليه تضجرا أو تحسرا ، ثم كثر ذلك حتى استعمل في كل موضع استعجاب وما نحن فيه متمحض للتعجب فقط . ولتغير معنى قاتله
[ 31 ]
الله عن أصل موضوعه غيروا لفظة ، فقالوا فاتعه الله وكاتعه . ويجوز أن يكون على قول من فسر أرب بافتقر وأن يجرى مجرى عدم فيعدى إلى المال . وأما أرب فهو الرجل ذو الخبرة والفطنة . قال يلف طوائف الفرسا ن وهو بلفهم أرب وهو خبر مبتدأ محذوف ، تقديره هو أرب والمعنى أنه تعجب منه أو أخبر عنه بالفطنة أولا ثم قال ماله ؟ أي لم يستفتى فيما هو ظاهر لكل فطن ، ثم التفت إليه فقال تعبد الله فعدد عليها لأشياء التي كانت معلومة له تبكيتا . وروى أن رجلا اعترضه ليسأله فصاح به الناس فقال عليه السلام دعوا الرجل أرب ماله ؟ قيل معناه احتاج فسأل . ثم قال ماله ؟ أي ما خطبه يصاح به وروى دعوه فأرب ما له أي فحاجة ماله . وما إبهامية ، كمثلها في قولك اريد شيئا ما . ذكر الحيات فقال من خشى إربهن فليس منا . أي دهيهن وخبثهن ، ومنه المواربة والمعنى ليس من جملتنا من يهاب الإقدام عليهن ويتوقى قتلهن كما كان أهل الجاهلية يدينونه . [ أرض ] لا صيام لمن لم يورضة من الليل . أي لم يهيئه بالنية ، من أرضت المكان إذا سويته ، وهو من الأرض . [ أرس ] عن أبي سفيان بن حرب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، وأسلم يوفك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك الأريسيين ، ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينكم الآية .
[ 32 ]
قال أبو سفيان فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده اللجب ، وارتفعت الأصوات . أرس الأريس والأريسي الأكار . قال ابن الأعرابي وقد أوس يأرس أرسا وأرس . والمعنى أن أهل السوادو ماصاقبه كانوا أهل فلاحة وهم رعية كسرى ودينهم المجوسية ، فأعلمه أنه إن لم يؤمن وهو من أهل الكتاب كان عليه إثم المجوس الذين لا كتاب لهم . فلما قال يعنى الرسول الذي أوصل الكتاب إليهم وقرأه على هرقل . اللجب اختلاط الأصوات ، وأصله من لجب البحر ، وهو صوت التطام أمواجه . أرف إذا وقعت الأرف فلا شفعة . هي الحدود . ومنه حديث عمر رضي الله عنه إنه خرج إلى وادي القرى ، وخرج بالقسام ، فقسموا على عدد السهام ، وأعلموا أرفها ، وجعلوا السهام تجرى فكان لعثمان خطر ، ولعبد الرحمن بن عوف خطر ، ولفلان خطر ، ولفلان نصف خطر . الخطر النصيب ، ولا يستعمل إلا فيما له قدر ومزية ، يقال فلان خطير فلان ، أي معادله في المنزلة . وفي الحديث أي مال اقتسم وأرف عليه فلا شفعة فيه . أي أديرت عليه أرف . [ أرث ] عمر رضي الله عنه قال أسلم مولاه خرجت معه حتى إذا كنا بحرة واقم فإذا نار تؤرث بصرار ، فخرجنا حتى أتينا صرار فقال عمر السلام عليكم يأهل الضوء ، وكره أن يقول يأهل النار
[ 33 ]
الدقيق ، فاستخرج عدلا من دقيق ، وجعل فيه كبة من شحم ، ثم حمله حتى أتاهم ، ثم قال للمرأة ذرى وأنا أحرلك . تأريث النار إيقادها . صرار بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق . أو دع يريد أو دع الدنو إن لم يكن خير . وإذاهم هي إذا المفاجأة . وهي اسم أي ظرف مكان ، كأنه قال وبحضرته هم ركب ، والمعنى أنهم فجئوه عند دنوه . قصر بهم حبسهم عن السير . الهرولة سرعة الشئ . الكبة الجروهق . الذر التفريق ، يقال ذر الحب في الأرض ، وذر الدواء في العين . والمراد ذرى الدقيق في القدر . أحر بالضم أتخذ حريرة ، وهي حساء من دقيق ودسم . أرض ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أزلزلت الأرض أم بي أرض . هي الرعدة . قال ذو الرمة إذا توجس ركزا من سنابكها أو كان صاحب أرض أو به موم أرب عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم ، ولكنه كان أملككم لإربه . والإرب الحاجة . وقيل هو العضو ، أرادت بملكه حاجته أو عضوه قمعه لشهوته . عبد الرحمن بن يزيد رضي الله عنه قال محمد ابنه قلت له في إمرة الحجاج يا أبه أنغزو ! فقال يا بنى لو كان رأى الناس مثل رأيك ما أدى الاريان . هو الخراج . قال الحيقطان وقلتم لقاح لا تؤدى إتاوة وإعطاء أريان من الضر أيسر . وكأن فعلان من التأرية لأنه شئ أكد على الناس وألزموه . وقيل الأشبه بكلام العرب أن يكون الأربان بالباء وهو الزيادة على الحق . يقال أربان وعربان . أرن الشعبي رحمه الله اجتمع جوار فأرن وأشرن ولعبن الحزقة .
[ 34 ]
الأرن النشاط ومهر أرن . ومنه قول زيد بن عدى للنعمان لقد عقدت لك آخية لا يحلها المهر الأرن . الحزقة لعبة ، من التحزق وهو التقبض . أروي عون رحمه الله ذكر رجلا فقال تكلم فجمع بين الأروى والنعام . أروى أي بين كلامين متباعدين لأن الأروى جبلية والنعام سهلية . وفي أمثالهم ما يجمع بين الأروى والنعام ؟ أرب في الحديث مؤاربة الأريب جهل وعناء . وهي المداهاة والمخاتلة ، من الإرب وهو الدهاء والنكر . يريد أن العاقل لا يخدع . كيف تبلغك صلاتنا وقد أرمت . قيل معناه بليت . كمثل الأرزة في (خو) . جعلت عليه آراما في (سر) . ذي أروان في (طب) . مس أرنب في (غث) . كما تتوقل الأروية في (وق) . والأرف تقطع في (فح) إربة أربتها في (حو) . أرز في (هي) . الأرنبة والأرينة في (قل) . أرز في رى أرن الكلام في (جد) . الهمزة مع الزاى أرز النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء . وهو الغليان . المرجل ، عن الأصمعي كل قدر يطبخ فيها من حجارة أو خزف أو حديد . وقيل إنما سمي بذلك لأنه إذا نصب فكأنه أقيم على أرجل . في حديث كسوف الشمس قال فدفعنا إلى المسجد ، فإذا هو بأزز وروى يتأزر ،
[ 35 ]
وذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه خطب وذكر خروج الدجال ، وأنه يحصر المسلمين في بيت المقدس ، قال فيؤزلون أزلا شديدا . الأزز الامتلاء والتضام . وعن أبي الجزل الأعرابي أتيت السوق فرأيت النساء أززا . قيل ما الأزز ؟ قال كأزر الرمانة المختشية . يتأزز يتفعل من الأزيز ، وهو الغليان أي يغلي بالقوم لكثرتهم . الإحصار الحبس . يؤزلون يضيق عليهم . يقال أزلت الماشية والقوم حبستهم وضيقت عليهم . وأزلوا قحطوا . أزر في حديث المبعث قال له ورقة بن نوفل إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . أي قويا ، من الأزر ، وهو القوة والشدة ، ومنه الإزار لأن المؤتزر يشد به وسطه ، ويحكئ صلبه ، ، من قوله فوق من أحكأ صلبا بإزار وأزرت الرجل شددت عليه الإزار . فكأن المؤزر مستعار من هذا ، ومعناه المشدود المقوى . قال جواس وأيام صدق كلها قد علمتم نصرنا ويم المرج نصرا مؤزرا قال للأنصار ليلة العقبة أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم . فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا . كنى عن النساء بالأزر كما كنى عنهن باللباس والفرش . وقيل أراد نفوسهم من قوله
[ 36 ]
ألا أبلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخى ثقة إزارى وهذا كما قيل في قول ليلى رموها بأثواب خفاف فلن ترى لها شبها إلا النعام المنفرا أرادت النفوس . كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله وشد المئزر وروى ورفع المئزر . أي أيقظهم للصلاة واعتزل النساء ، فجعل شد الإزار كناية عن الإعتزال كما يجعل حله كناية عن ضد ذلك . قال الأخطل قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم دون النساء ولو باتت بأطهار ويجوز أن يراد تشميره للعبادة ، ومن شأن المشمر المنكمش أن يقلص إزاره ويرفع أطرافه ويشدها . وقد كثر هذا في كلامهم حتى قال الراجز في وصف حمار وحش ورد ماء شد على أمر الورود مئزره ليلا وما نادى أذين المدره آزاه اختلف من كان قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها فرقة آزت الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى حتى قتلوا . وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ، فأقاموا بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى فأخذتهم الملوك فقتلتهم وقطعتهم بالمناشير . وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهراني قومهم فيدعوهم إلى دين الله ودين عيسى فساحوا في الجبال وترهبوا ، وهم الذين قال الله تعالى فيهم ورهبانية ابتدعوها آزاه المؤازاة المقامة ، من قولك هو إزاء مال ، أي قائم به . سائرها باقيها ، اسم فاعل من سأر إذا بقي ، ومنه السؤر . وهذا مما تغلط فيه الخاصة فتضعه موضع الجميع .
[ 37 ]
أقام فلان بين أظهر قومه وظهرانيهم أي أقام بينهم . وإقحام الأظهر وهو جمع ظهر على معنى أن اقامته فيهم على سبيل الأستظهار بهم والاستناد إليهم . وأما ظهرانيهم فقد زيدت فيه الألف والنون على ظهر عند النسبة للتأكيد ، كقولهم في الرجل العيون نفساني وهو نسبة إلى النفس بمعنى العين ، والصيدلاني والصيد ناني منسوبان إلى الصيدل والصيدن ، وهما أصول الأشياء وجواهرها ، فألحقوا الألف والنون عن النسبة للمبالغة ، وكأن معنى التثنية أن ظهرا منهم قدامه وآخر وراءه ، فهو مكنوف من جانبيه ، وهذا أصله ، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا وإن لم يكن مكنوفا . أزر أبو بكر رضي الله عنه قال للأنصار يوم سقيفة بني ساعدة لقد نصرتم وآزرتم وآسيتم . أي عاونتم وقويتم . آسيتم وافقتم وتابعتم من الأسوة وهي القدوة . أزم نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد نشبت في جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكببت لأنزعها ، فأقسم على أبو عبيدة فأزم بها بثنيته فجذبها جذبا رفيقا . الأزم والأرم العض . يقال للأسنان الأزم والأرم . عمر رضي الله عنه سأل الحارث بن كلدة ما الدواء ؟ فقال الأزم . هو الحمية ، ومنه الأزمة من المجاعة والإمساك عن الطعام . فأزم القوم في (حف) . عام أزبة في (صف) . مؤزلة في (صب) . أزب في (ول) . أزلكم في (ال) . متزر في (كس) . بإزاء الحوض في (شب) . إزر صاحبنا في (حش) . فأزم عليها في (هت) . الهمزة مع السين أسلف النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن موت الفجاءة . فقال راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر .
[ 38 ]
أي أخذة سخط ، من قوله تعالى فلما آسفونا انتقمنا منهم . وذلك لأن الغضبان لا يخلو من حزن ولهف ، فقيل له أسف . ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه . وهذه الإضافة بمعنى من كخاتم فضة ألا ترى أن اسم السخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم . وتكون بمعنى اللام نحو قوله قول صدق ووعد حق . ومنه حديث النخعي رحمه الله إن كانوا ليكرهون أخذة كأخذة الأسف . إن هذه هي المخففة من الثقيلة ، واللام للفرق بينها وبين إن النافية . والمعنى إنه كانوا يكرهون أي إن الشان والحديث هذا . أسى أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا ، فإذا حال بينه وبينه ما هو أولى به استرجع ثم قال رب آسنى لما أمضيت ، واعنى على ما أبقيت وروى أسنى مما أمضيت وروى أثبني على ما أمضيت . التأسية التعزية ، وهي تحريض المصاب على الأسى والصبرا . والمعنى امنحني الصبر لأجل من أمضيته . وإنما قال ما ذهابا إلى الصفة . أسني من الأوس وهو العوض . قال رؤبة يا قائد الجيش وزيد المجلس أسنى فقد قلت رفاد الأوس على ما أبقيت أي على شكره ، فحذف . استمنحه الصبر على الماضي أو الخلف عنه ، واستوزعه الشكر على الباقي . أيغلب من غلب فلان عن كذا إذا سلبه وأخذ منه . والأصل على أن يصاحب فحذف ، وحذف حرف الجر مع أن شائع كثير ، ومعناه أتؤخذ منه استطاعة ذلك حتى لا يفعله . التصغير في الصويحب بمعنى التقريب وتلطيف المحل . معروفا أي صاحبا مرضيا تتقبله النفوس فلا تنكره ولا تنفر عنه . ما هو أولى به أي أخلق به من صحبته ، وهو الانتقال إلى جوار ربه . أسد كتب من محمد رسول الله لعباد الله الأسديين ملوك عمان وأسد عمان ،
[ 39 ]
من كان منهم بالبحرين وروى الأسبذين . أهل العلم بالنسب يقولون في القبيلة التي من اليمن التي تسميها العامة الأزد الأسد . والأسبذون كلمة أعجمية معناها عبدة الفرس . وكانوا يعبدون فرسا ، والفرس بالفارسية أسب . أسر عمر رضي الله عنه إن رجلا أتاه فذكر أن شهادة الزور قد كثرت في أرضهم ، فقال لا يؤسر أحد في الإسلام بشهداء السوء ، فإنما لا نقبل إلا العدول . أي لا يسجن ، وفسر قوله تعالى ويتيما وأسيرا بالمسجون . أسل على رضي الله عنه لا قود إلا بالأسل . هو كل حديد رهيف من سنانم وسيف وسكين . والأسل في الأصل الشوك الطويل فشبه به ، والمؤسل المحدد . قال مزاحم تبارى سديساها إذا ما تلجمت شبا مثل إبزيم السلاح المؤسل أسف عائشة رضي الله عنها قالت حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن أسف يصلى بالناس في مرضه الذي مات فيه إن أبا بكر رجل أسيف ، ومتى يقم مقامك لا يقدر على القراءة . هو السريع الحزن والبكاء ، فعيل بمعنى فاعل من أسف ، كحزين من حزن ، يقال أسوف أيضا . أسى خالد الربعي رحمه الله إن رجلا من عباد بنى اسرائيل أذنب ذنبا ثم تاب ، فثقب ترقوته فجعل فيها سلسلة ، ثم أوثقها إلى آسية من أوسى المسجد . هي السارية النابغة فإن تك قد ودعت غير مذمم أواسى ملك أثبتتها الأوائل سميت آسية لأنها تصلح السقف وتقيمه بعمدها إياه ، من أسوت بين القوم إذا أصلحت بينهم .
[ 40 ]
أسر ثابت البناني رحمه الله كان داود عليه السلام إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله ، أسر فلا يشدها إلا الأسر . أي العصب . إن خرج أسد في (غث) . ذا الأسد في بج . فأسن في خش . يأسن في نه . إسافا في ري . الأسامات في حو . هذه الأواسي في قل . والأسفاء في عس . وآسيتم في أز . الهمزة مع الشين أشب النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فرفع بهاتين الآيتين صوته يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم فتأشب اصحابه حوله وابلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة . أي التفوا عليه ، من أشب الشجر وهو التفافه . ومنه حديثه إن ابن أم مكتوم قال له إني رجل ضرير ، وبيني وبينك أشب فرخص لي في العشاء والفجر . قال هل تسمع النداء ؟ قال نعم ، فلم يرخص له . أراد التفاف النخل . ابلسوا سكنوا ، ومنه الناقة المبلاس ، وهي التي لا ترغو من شدة الضبعة ، وإنما قيل لليائس عن الشئ مبلس لأن نفسه لا تحدثه بعقد الرجاء به . حكى عن الزجاج أوضح بمعنى وضح ، ويقال للمقبل من أين أوضحت ؟ أي من أين طلعت ؟ . والمعنى ما طلعوا بضاحكة وهي واحدة الضواحك من الأسنان أي ما أطلعوا ضاحكة ، والضاحك أشيع . أشش كان إذا رأى من أصحابه بعض الأشاش مما يعظهم . همزته مبدلة من هاء الهشاس كما قيل في ماه ماء . وتلحقه التاء كما يقال الهشاشة . ما في مما يعظهم مصدرية ، وقبلها مضاف محذوف أي كان من أهل موعظتهم إذا رآهم نشيطين لها ، ويجوز أن تكون موصولة مقام من إرادة لمعنى الوصفية . الأشاءتين في بر . مؤتشب دي . وتأشبوا في صو .
[ 41 ]
الهمزة مع الصاد . أصر النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب ، وخضعت له الأجساد ما هو ؟ أصر قال ظل الله في الأرض ، فإذا أحسن فله الأجر وعليكم الشكر ، وإذا أساء فعليه الإصر وعليكم هو الثقل الذى يأصر حامله أي يحبسه في مكانه لفرط ثقله ، والمراد الوزر العظيم . ومنه حديث ابن عمر من حلف على يمين فيها إصر فلا كفارة لها . قيل هو أن يحلف بطلاق أو عتاق أو مشى أو نذر . وكل واحد من هذه فيه ثقل فادح على الحالف لأنه لا يتفصى عنه بكفارة كما يتفصى بها عن القسم بالله تعالى . وإنما قيل للعهد إصر لأنه شئ أصر أي عقد . إصطفل معاوية رضي الله عنه بلغه أن صاحب الروم يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين ، فكتب إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك الأضالحن صاحبي ، ولأكونن مقدمته إليك فلأجعلن القسطنطينية البخراء حممة سوداء ، ولأنتز عنك من الملك انتزاع الاصطفلينة ، ولأردنك إريسا من الأرارسة ترعى الدوابل . هي الجزرة شامية ، والجمع بحذف التاء . ومنه حديث القاسم بن مخيمرة رحمه الله تعالى إن الوالى لينحت أقاربه أمانته كما تنحت القدوم الإصطفلينة ، حتى تخلص إلى قلبها . مر الإريس في أر . الدوابل دوبل ، وهو الخنزير ، وقيل الجحش . تم على الأمر إذا استمر عليه وتمة ، كما يقال مضى على ما عزم إذا أمضاه . اللام في لئن هي الموطئة للقسم ، وقد لف القسم والشرط ثم جاء بقوله لأصالحن فوقع جوابا للقسم وجزاء للشرط دفعة . المقدمة الجماعة التي تتقدم الجيش من قدم بمعنى تقدم ، وقد استعيرت لأول كل شئ فقيل منه مقدمة الكتاب ومقدمة الكلام وفتح الدال خلف . أصله في زه . بالأصطبة في عل . الإصر في وص .
[ 42 ]
الهمزة مع الضاد أرضا النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو عند أضاة بنى غفار ، فقال إن الله تعالى يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف . هي الغدير . الأحرف الوجوه والأنحاء التى ينحوها القراء ، يقال في حرف ابن مسعود كذا أي في وجهه الذي ينحرف إليه من وجوه القراءة . ومنه حديثه الآخر نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف فاقرءوا كما علمتم . الهمزة مع الطاء أطر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو اسرائيل والمعاصي ، فقال لا ، والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم وتأطروه على الحق أطرا . أطر الأطر العطف ، ومنه إطار المنخل . قال طرفة كأن كناسى ضالة يكنفانها وأطر قسي تحت صلب مؤيد حتى متعلقة بلا ، كأن قائلا قال له عند ذكره مظالم بنى اسرائيل هل نعذر في تخلية الظالمين وشأنهم ؟ فقال لا حتى تأخذوا . أي لا تعذرون حتى تجبروا الظالم على الإذعان للحق ، وإعطاء النصفة للمظلوم واليمين معترضة بين لا وحتى ، وليست لا هذه بتلك التي يجئ بها المقسم تأكيدا لقسمه . أطم - أطل لما خرج صلى الله عليه وسلم إلى أحد جعل نساءه في أطم ، قالت صفية بنت عبد المطلب فأطل علينا يهودي فقمت فضربت رأسه بالسيف ، ثم رميت به عليهم فتقضقضوا وقالوا قد علمنا أن محمدا لم يترك أهله خلوفا . الأطم الحصن . ومنه حديثه إنه انطلق في رهط من أصحابه قبل ابن صياد ، فوجده يلعب مع الصبيان عن أطم بنى مغالة ، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ، ثم قال أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين ، ثم قال ابن صياد له أتشهد أني رسول الله ؟ فرصه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آمنت بالله ورسوله .
[ 43 ]
ومنه حديث بلاب إنه كان يؤذن على أطم في دار حفصة يرقى على ظلفات أقتاب مغرزة في الجدار . أطل أشرف ، وحقيقته أوفى بطلله وهو شخصه ، وأما أظله فمعناه ألقى عليه ظله ، يقال أظلتهم السحابة والشجرة . ثم اتسع فيه فقيل أظله أمر ، وأظلنا شهر كذا والفرق بينهما أن أظلض متعد بنفسه ، وأطل يعدى بتلى . تقضقضوا تفرقوا ، وهو من معنى القض لا من لفظه . خلوفا أي خالين من حام . يقال القوم خلوف إذا غابوا عن أهليهم لرعى وسقى ، كأنه جمع خالف وهو المستقى . ويقال لمن تركوا من الأهالي خلوف أيضا لأنهم خلفوهم في الديار أي بقوا بعدهم . رصه ضغطه وضم بعضه إلى بعض . الظلفات الخشبات الأربع التي تقع على جنبي البعير . أطط أنس رضي الله عنه قال ابن سيرين كنت معه في يوم مطير حتى أذا كنا بأطط والأرض فضفاض صلى بنا على حمار صلاة العصر ، يومئ برأسه إيماء ، أطط ويجعل السجود أخفض من الركوع . هو موضع بين البصرة والكوفة . فضفاض من قولهم الحوض ملآن يتفضفض أي يفيض من نواحيه إمتلاء ، أراد كثرة المطر ، وإنما ذكره لأنه أراد واد أو أبطح فضفاض ، أو تأول الأرض بالمكان كقوله ولا أرض أبقل إبقالها
[ 44 ]
وقد سهل أمره أنه وإن كان صفة فليس له فعل كأسماء الفاعلين والصفات المشبهة ، فضرب له هذا سهما في شبه الأسماء الجامدة . مطير فعيل بمعنى فاعل ، لقولهم ليلة مطيرة ، كأنه مطر فهو مطير ، كقولهم رفيع وفقير من رفع وفقر المتروك استعمالها . أطر عمر بن عبد العزيز رحمه الله سئل عن السنة في قص الشارب ، فقال أن تقصه حتى يبدو الإطار . هو حرف الشفة المحيط بها . في الحديث أطت السماء ، وحق لها أن تئط فما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد . الأطيط الحنين والنقيض ، والمعنى أن كثرة ما فيها من الملائكة أثقلتها حتى أنقضتها ، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثمة أطيط . أهل أطيط في غث . فأطره في وط . وأتطى العشاء في وط . الهمزة مع الفاء . أفك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لبشير ابن الخصاصية ممن أنت ؟ قال من ربيعة . قال أنتم تزعمون لولا ربيعة لائتفكت الأرض بمن عليها . أفك أي لانقلبت بأهلها ، من أفكه فائتفك . ومنه الإفك وهو الكذب لأنه مقلوب عن وجهه ، والمعنى لولاهم لهلك الناس تزعمون بمعنى تقولون ، ومفعولها الجملة بأسرها . أقف أبو الدرداء رضي الله عنه نعم الفارس عويمر غير أفة . أفف أي غير جبان ، وهو من قولهم أف له أي نتنا ودفرا ، يقوله المتضجر من الشئ ، فكأن أصله غير ذي أفة أي غير متأفف من القتال . وقولهم للجبان يأفوف من هذا أيضا ، وغير خبر مبتدأ محذوف تقديره هو غير أفة . وأما حديث فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال أف أف فهو اسم للفعل الذي هو أتضجر أو أتكره مبنى على الكسر .
[ 45 ]
الأحنف رضى الله عنه خرجنا حجاجا ، فمررنا بالمدينة أيام قتل عثمان ، فقلت لصاحبي قد أفد الحج ، وإني لا أرى الناس إلا قد نشبوا في قتل عثمان ، ولا أراهم إلا قاتليه . أفد حان وقته . قال النابغة أفد أفد الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد نشبوا أي وقعوا فيه وقوعا لا منزع لهم عنه . أفاق في بج . والأفن في سأ . المؤتفكات في رس . أفيقة في دب . أفيق في سف . الهمزة مع القاف أقط في ثو . أقطا أم تمرا في شع . الهمزة مع الكاف أگل النبي صلى الله عليه وسلم قال بعض بنى عذرة أتيته بتبوك ، فأخرج إلينا ثلاث أكل من وطيئة . جمع أكلة وقي القرص . الوطيئة القعيدة . وهي الغرارة التي يكون فيها الكعك القديد سميت بذلك لأنها لا تفارق المسافر ، فكأنها تواطئه وتقاعده .
[ 46 ]
النبي صلى الله عليه وسلم ما زالت أكلة خبر تعادنى ، فهذا أوان قطعت أبهرى . هي اللقمة المعادة معاودة الوجع لوقت معلوم . وحقيقتها أنه كان يحاسب صاحبه أيام الإفاقة ، فإذا تم العدد أصابه ، والمراد عادته أكلة خيبر فحذف . الأبهر عرق مستبطن في الصلب والقلب متصل به ، فإذا انقطع مات صاحبه . قال وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر وان يجوز فيه البناء على الفتح ، كقوله على حين عاتبت المشيب على الصبا . نهى عن المؤاكلة . هي أن يتحف الرجل غريمه فيسكت عن مطالبته لأن هذا يأكل المال وذلك يأكل التحفة فهما يتآكلان . أمرت بقرية تأكل القرى ، يقول يثرب . أي يفتح أهلها القرى ويغنمون أموالها فجعل ذلك أكلا منها للقرى على سبيل التمثيل ، ويجوز أن يكون هذا تفضيلا لها على القرى ، كقولهم هذا حديث يأكل الأحاديث . وأسند تسميتها يثرب إلى الناس تحاشيا من معنى التثريب . وكان يسميها طيبة وطابة . يقولون صفة للقرية ، والراجع منه إليها محذوف والأصل يقولون لها . عمر رضي الله عنه ألله ليضربن أحدكم أخاه بمثل آكلة اللحم ، ثم يرى أني لا أقيده منه ، والله لاقيدنه منه .
[ 47 ]
قيل هي السكين ، وأكلها اللحم قطعها له ، ومثلها العصا المحددة أو غيرها . وقيل هي النار ، ومثلها السياط لإحراقها الجلد . ألله أصله أبا الله ، فأضمر الباء ، ولا تضمر في الغالب إلا مع الاستفهام . يرى يظن . في الحديث لعن آكل الربا ومؤكله . أي معطيه . لا تشربوا إلا من ذى إكاء . أي من سقاء له إكاء ، وهو الوكاء . الاكولة في غذ . الأكرة في زق . المأكمة في زو . أكلها في زف . أكلة أو أكلتين في (شف) . مأكول في (هب) . الهمزة مع اللام أل النبي صلى الله عليه وسلم عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم . وروى من أزلكم . الأل والألل والأليل الأنين ورفع الصوت بالبكاء . والمعنى أن أفراطكم في الجؤار والنحيب ، فعل القانطين من رحمة الله ، ومستغرب مع ما ترون من آثار الرأفة عليكم ، ووشك الاستجابة لأدعيتكم . والأزل شدة اليأس . ويل للمتألين من أمتى . قيل هم الذين يحلفون بالله متحكمين عليه فيقولون والله إن فلانا في الجنة وإن فلانا في النار . ومنه حديث ابن مسعود إن أبا جهل قال له يابن مسعود لأقتلنك . فقال من يتأل على الله يكذبه . والله لقد رأيت في النوم أني أخذت حدجة حنظل فوضعتها بين كتفيك ،
[ 48 ]
ورأيتني أضرب كتفيك بنعل ، لئن صدقت الرؤيا لأطأن على رقبتك ، ولأذبحنك ذبح الشاة . لأقتلنك جواب قسم محذوف ، معناه والله لأقتلنك ، ولهذا قال من يتأل على الله يكذبه أي من يقسم به متحكما عليه لم يصدقه الله فيما تحكم به عليه فخيب مأموله . الحدجة ما صلب واشتد ولما يستحكم إدراكه من الحنظل أو البطيخ . ألب إن الناس كانوا علينا ألبا واحدا . فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا ، من ألب إلينا المال إذا اجتمع ، أو من ألبناه نحن إذا جمعناه ، أي اجتماعا واحدا أو جمعا واحدا . وانتصابه إما على أنه خبر كان على معنى ذوى اجتماع أو ذوى جمع ، وإما على أنه مصدر ألبو ا الدال عليه كانوا علينا لأن كونهم عليهم في معنى التألب عليهم والتعاون على مناصبتهم . والثاني أن يكون معناه يدا واحدة ، من الإلب وهو الفتر . قال حسان والناس إلب علينا فيك ليس لنا إلا السيوف وأطراف القنا وزر تفل في عين على ، ومسحها بألية إبهامه . هي اللحمة التي في أصلها ، كالضرة في أصل الخنصر . ألت عمر رضي الله عنه قال له رجل اتق الله يا أمير المؤمنين . فسمعها رجل فقال أتألت على أمير المؤمنين ؟ فقال عمر رضي الله عنه دعه فلن يزالوا بخير ما قالوها لنا . يقال ألته يمينا إذا أحلفه ، وتقول العرب ألتك بالله كما فعلت . وإذا لم يعطك حقك فقيده بالألت . وهو من ألته حقه إذا نقصه لأن من أحلفك فهو بمنزلة من أخذ منك شيئا ونقصك إياه . ولما كان من شأن المحلف الجسارة على المحرج إلى اليمين والتشنيع عليه قال أتألت على أمير المؤمنين ؟ بمعنى أتجسر وتشنع عليه فعل الآلت والضمير في فسمعها ، وقالوها للمقالة التي هي اتق الله .
[ 49 ]
ألف ابن عباس رضي الله عنهما لقد علمت قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف وأجاز لها العيرات لهاشم . الإيلاف الحبل أي العهد الذي أخذه هاشم بن عبد مناف من قيصر واشراف أحياء العرب لقومه بألا يتعرض لهم في مجتازاتهم ومسالكهم في رحلتهم . وهو مصدر من آلفه بمعنى ألفه لأن في العهد ألفة واجتماع كلمة ، ويقال له أيضا إلف وإلاف . قال زعمتم أن إخوتكم قريش لهم إلف وليس تكم إلاف العيرات جمع عير . قال الكميت عيرات الفعال والحسب العو دإليهم محطوطة الاعكام قال سيبويه أجمعوا فيها على لغة هذيل ، يعنى تحريك الياء في مثل قوله أخو بيضات رائح متأوب . وكان القياس التسكين ، وأن يقال عيرات كما يقال بيضات . ألا - لي ابن عمر رضي الله عنهما كان يقوم له الرجل من إليته وروى من ليه نفسه وروى من ليته ، فما يجلس في مجلسه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقيمن أحدكم أخاه فيجلس في مكانه . الإلية واللية كلتاهما فعلة من ولى ، فقلبت الواو همزة أو حذفت . والمعنى كان يلى القيام طيبة به نفسه من غير أن يغصب عليه ، ويجبر على الانزعاج من مجلسه . وأما اللية فالأقرباء الأدنون من اللى لأن الرجال ينتطق بهم ، فكأنه يلويهم على نفسه . ومعناه كان يقوم له الرجل الواحد من أقاربه . ويقال في الأقارب أيضا لية بالتخفيف من الولى وهو القرب . ألب ابن عمر رضي الله عنهما ذكر البصرة فقال أما إنه لا يخرج أهلها منها إلا الألبة . هي الجماعة ، من التألب وهو التجمع لأنهم في القحط يخرجون جماعة إلى الامتيار .
[ 50 ]
البراء رضي الله عنه السجود على أليتي الكف . أراد ألية الإبهام وضرة الخنصر ، فغلب كقولهم العمران والقمران . أله وهيب رضي الله عنه إذا وقع العبد في ألهانية الرب ، ومهيمنية الصديقين ، ورهبانية الأبرار لم يجد أحدا يأخذ بقلبه ولا تلحقه عينه . أله هذه نسبة إلى اسم الله تعالى ، إلا أنه وقع فيها تغيير من تغييرات النسب ، واقتضاب صيغة ، ونظيرها الرجولية في النسبة إلى الرجل قياس إلهية ورجلية كالمهيمنية والرهبانية في النسبة إلى المهيمن والرهبان والرهبان وهو الراهب فعلان من رهب ، كغضبان من غضب . والمهيمن أصله مؤيمن ، مفيعل من الأمانة . والمراد الصفات الإلهية والمعاني المهيمنية والرهبانية أي إذا علق العبد أفكاره بها وصرف وهمه إليه أبغض الناس ، حتى لا يميل قلبه إلى أحد ولا يطمح طرفه نحوه . ألس ألق في الحديث اللهم إنا نعوذ بك من الالس والألق والكبر والسخيمة . اختلاط العقل قال المتلمس إنى إذن لضعيف الرأى مألوس وقيل الخيانة ، قال الأعشى هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم الألق الجنون ، ألق فهو مألوق . وقيل الكذب ، ألق يألق فهو آلق إذا انبسط لسانه بالكذب . السخيمة الحقد . إل الله الأرض في هض . وهو إليك في خش . اللهم إليك في ور . تؤلتوا أعمالكم في حب . وفي الأل في غث . ولم يخرج من إل في نق . المآلى في أب .
[ 51 ]
آل ، وألى في أو . لم آله في ثم . إيلاء في حد . الألوة في لو . علمي إلى علمه في قر . الهمزة مع الميم . أم النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى أوحى إلى شعيا أني أبعث أعمى في عميان وأميا في أميين أنزل عليه السكينة وأؤيده بالحكمة ، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه ، ولو يمر على القصب الرعراع لم يسمع صوته . نسب الأمي إلى أمة العرب حين كانوا لا يحسنون الخط ويخط غيرهم من سائر الأمم ، ثم بقى الاسم وإن استفادوه بعد . وقيل نسب إلى الأم أي هو كما ولدته أمه . السكينة الوقار والطمأنينة . فعيلة من سكن كالغفيرة من غفر ، وقيل لآية بنى اسرائيل سكينة لسكونهم إليها . الرعراع الطويل المهتز ، من ترعرع الصبي وهو تحركه وإيفاعه ، ومن ترعرع السراب وهو اضطرابه . وصف بأنه بلغ من توقره وسكون طائره أنه لا يطفئ السراج مروره به ملاصقا له ، ولا يحرك القصب الطويل الذي يكاد يتحرك بنفسه حتى يسمع صوت تحركه . أمم كان يحب بلالا ويمازحه ، فرآه يوما وقد خرج بطنه فقال أم حبين . هي عظاية لها بطن بارز من الحبن وعو عظم البطن . أمر إن أميرى من الملائكة جبريل . هو فعيل من المؤامرة وهي المشاورة قال زهير وقال أميري هل ترى رأى ما نرى أنختله عن نفسه أن نصاوله ومثله العشير والنزيل ، بمعنى المعاشر والمنازل ، وهو من الأمر لأن كل واحد منهما يباث صاحبه أمره ، ، أو يصدر عن رأيه وما يأمر به . والمراد ولضي وصاحبى الذي أفزع إليه . أمع ابن مسعود رضي الله عنه لا يكونن أحدكم إمعة . قيل وما الإمعة ؟ قال الذي يقول أنا مع الناس . وعنه اغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة .
[ 52 ]
وعنه كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعى وإن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه . الإمعة الذي يتبع كل ناعق ، ويقول لكل أحد أنا معك لأنه لا رأى له يرجع إليه . ووزنه فعلة كذمة ، ولا يجوز الحكم عليه بزيادة الهمزة لأنه ليست في الصفات إفعلة ، وهي في الأسماء أيضا قليلة . المحقب المردف ، من الحقيبة ، وهي كل ما يجعله الراكب خلف رحله . ومعناه المقلد الذي جعل دينه تابعا لدين غيره بلا روية ولا تحصيل برهان . أمم حذيفة رضى الله عنه ما منا إلا رجل به آمة يبجسها الظفر . أمم هي الشجة التي تبلغ أم الرأس ، والمأمومة مثلها . يقال أممت الرجل بالعصا إذا ضربت أم رأسه وهي الجلدة التي تجمع الدماغ ، كقولك رأسته وصدرته وظهرته إذا ضربت منه هذه المواضع فالآم الضارب ، المأمومة أم الرأس . وإنما قيل للشجة آمة ومأمومة بمعنى ذات أم ، كقولهم راضية ، وسيل مفعم . وفي الحديث في الآمة ثلث الدية وروى في المأمومة . يبجسها يفجرها . أراد ليس منا أحد إلا به عيب فاحش . وضرب الشجة الممتلئة من القيح البالغة من النضج غايته التي لا يعجز عنها الظفر فيحتاج إلى بطها بالمبضع مثلا لذلك . أمت الخدري رضي الله عنه إن الله حرم الخمر فلا أمت فيها . أي لا نقص في تحريمها . يعنى أنه تحريم بليغ ، من قولهم ملأ قزداته حتى لا أمت فيها أو لا شك ، من قولهم بيننا وبين الماء ثلاثة أميال على الأمت أي على الحزر والتقدير لأن الحزر ظن وشك . أو لا لين هوادة ، من قولهم سار سيرا لا أمت فيه . ابن عباس رضي الله عنهما لا يزال أمر هذه الأمة مؤاما ما لم ينظروا في الولدان والقدر . المؤام المقارب مفاعل من الأم وهو القصد لأن الوسط مشارف للتناهي مقارب له ، قاصد نحوه ، قولهم شئ قصد ، والاقتصاد يشهد لذلك . ومنه الحديث لا تزال الفتنة مؤاما بها ما لم تبدأ من الشام .
[ 53 ]
ومؤام ههنا تقديره مفاعل بالفتح لأن معناه مقاربا بها . الباء للتعدية . الولدان أطفال المشركين ، أراد ما لم يتنازعوا الكلام فيهم وفي القدر . أمه الزهري رحمه الله من امتحن في حد فأمه ، ثم تبرأ فليست عليه عقوبة ، وإن عوقب فأمه فليس عليه حد إلا أن يأمه من غير عقوبة . الأمه النسيان . وفي قراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وادكر بعد أمة . ولما كان في نسيان الشئ تركه وإغفاله ولهذا فسر قوله تعالى فنسيتها بالترك ، قال فأمه أي ترك ما كان عليه من الترؤ والجحود ترك الناسي له ، ومعناه يؤول إلى الاعتراف . أمد الحجاج قال للحسن ما أمدك يا حسن ؟ قال سنتان من خلافة عمر رضي الله عنه . فقال والله لعينك أكبر من أمدك . اراد بالأمد مبلغ سنة والغاية التى ارتقى عليها عدد سنة ، قال الطرماح كل حي مستكمل عدة العمر ومود إذا انقضى أمده . سنتان أي صدر ذلك وأوله سنتان فحذف المبتدأ لأنه مفهوم . ومعناه ولدت وقد بقيت سنتان من خلافة عمر . أمم في الحديث كانوا يتأممون شرار ثمارهم في الصدقة . أي يقصدون ، وفي قراءة عبد الله لا تأممؤ الخبيث . أمر إن آدم لما زينت له حواء الأكل من الشجرة ، فأكل منها فعاقبه الله قال من يطع إمرة لا يأكل ثمرة . هي تأنيث الإمر وهو الأحمق الضعيف الرأى الذي يقول لغيره مرني بأمرك . والمعنى من عمل على مشورة امرأة حمقاء حرم الخير . ويجوز أن تكون الإمرة وهى الأنثى من أولاد الضأن كناية عن المرأة ، كما يكنون عنها بالشاة . أمن الأمانة غنى .
[ 54 ]
أمن أي من شهر بها كثر معاملوه فاستغنى . مأمورة في سك . الإماق في صب . ويؤتمن الخائن في تح . تقع الأمنة في هر . لا يأتمر رشدا في هي . بإمرة في ضر . يوم أمار في حص . في تامورته في حب . أم القرى في بك . وأمر العامة في خص . أمة في رب . أمير أو مأمور في قص . وأمينا في خى . الهمزة مع النون أنى النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا جاء يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجعل يتخطى رقاب الناس حتى صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من صلاته قال أما جمعت يا فلان ؟ فقال يا رسول الله أما رأيتني جمعت معك ؟ فقال أني رأيتك آنيت وآذيت . أي أخرت المجئ ، قال الحطيئة وآنيت العشاء إلى سهيل أو الشعرى فطال بي الأناء وهو التأني . حكم جعل في مثل هذا الموضع حكم كاد في اقتضائه اسما وخبرا وهو فعل مضارع في تأويل اسم فاعل . وبينهما من طريق المعنى مسافة قصيرة وهي أن كاد لمقاربة الفعل ومشارفته ، وجعل لابتدائه والخوض فيه . التجميع إتيان الجمعة وأداء ما عليه فيها . والمعنى أنه جعل تجميعه في فقد الفضيلة لإيذائه الناس بالتخطي وتأخيره المجئ كلا تجميع ، ونظيرة لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد . آنك من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة . وروى ملأ الله مسامعه من البرم وروى ملأ الله سمعه من البرم . الأنك الأسرب أعجمية . ومنه حديثه من جلس إلى قينة ليستمع منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة . البرم والبيرم الكحل المذاب
[ 55 ]
القوم الرجال خاصة . قال الله تعالى لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء . وقال زهير أقوم آل حصن أم نساء . وهذه صفة غالبة . جمع قائم كصاحب وصحب ، ومعنى القيام فيها ما في قوله تعالى الرجال قوامون على النساء . الواو في وهم واو الحال ، وهي مع الجملة التى بعدها منصوبة المحل ، وذو الحال فاعل استمع المستتر فيه ، والذي سوغ كينونتها حالا عنه تضمنها ضميره ، ويجوز أن تكون الجملة صفة للقوم ، والواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ، وأن الكراهة حاصلة بهم لا محالة . ونظيره قوله تعالى ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم . المسامع جمع مسمع ، وهو آلة السمع ، أو جمع سمع على غير قياس ، كمشابه وملامح في جمع شبه ولمحة ، وإنما جمع ولم يثن لإرادته المسمعين وما حولهما مبالغة وتغليظا . القينة عند العرب الأمة . والقين العبد . ولإن الغناء أكثر ما كان يتولاه الإماء دون الحرائر سميت المغنية قينة . أنف في قصة خروجه إلى المدينة وطلب المشركين إياه قال سراقة بن مالك فيينا أنا جالس أقبل رجل فقال إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراهم محمدا وأصحابه . قال فقلت ليسوا بهم ، ولكن رأيت فلانا وفلانا وفلانا انطلقوا بغيانا . آنفا أي الساعة ، من ائتناف الشئ وهو ابتداؤه ، وحقيقتة في اول الوقت الذي يقرب منا . ومنه إنه قيل له مات فلان ، فقال أليس كان عندنا آنفا ؟ قالوا بلى ! قال سبحان الله ! كأنها أخذة على غضب . المحروم من حرم وصيته . الأسودة جمع سواد ، زهز الشخص .
[ 56 ]
البغيان الناشدون ، جمع باغ ، كراع ورعيان . المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ . أنف البعير إذا اشتكى عقر الخشاش أنفه ، فهو أنف . وقيل هو الذلول الذي كأنه يأنف من الزجر فيعطى ما عنده ويسلس لقائده . وقال أبو سعيد الضرير رواه أبو عبيد كالجمل الآنف ، بوزن فاعل ، وهو الذي عقر الخشاش والصحيح الأنف على فعل ، كالفقر والظهر . والمحذوفة من ياءى هين ولين الأولى . وقيل الثانية . الكاف مرفوعة المحل على أنها خبر ثالث ، والمعنى أن كل واحد منهم كالجمل الأنف . ويجوز أن ينتصب محلها على أنها صفة لمصدر محذوف تقديره لينون لينا مثل لين الجمل الأنف . أنس قال لرافع حين مسح بطنه فألقى شحمة خضراء إنه كان فيه سبعة أناسى . جمع إنسان ، يعني سبع أعين . إن المهاجرين قالوا يا رسول الله إن الأنصار قد فضلوا أنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا . فقال ألستم تعرفون ذلك لهم ؟ قالوا بلى ! قال فإن ذاك . ذاك إشارة إلى مصدر تعرفون ، وهو اسم إن ، وخبرها محذوف ، أي فإن عرفانكم المطلوب منكم والمستحق عليكم ، ومعناه أن اعترافكم بإيوائهم ونصرهم ومعرفتكم حق ذلك ما أنتم به مطالبون ، فإذا فعلتموه فقد اديتم ما عليكم . ومثله قول عمر بن عبد العزيز لقرشي مت إليه بقرابة فإن ذاك . ثم ذكر حاجته فقال لعل ذاك . أي فإن ذاك مصدق ، ولعل مطلوبك حاصل . أنح عمر رضي الله عنه رأى رجلا يأنح ببطنه ، فقال ما هذا ؟ فقال بركة من الله . فقال بل هو عذاب يعذبك الله به . الأنوح صوت من الجوف معه بهر يعترى السمين والحامل حملا ثقيلا . قال يصف منجنيقا ترى الفئام قياما يأنجون لها دأب المعضل إذ ضاقت ملاقيها .
[ 57 ]
أنكليس على رضي الله عنه بعث عمارا إلى السوق فقال لا تأكلوا الأنكليس من السمك . قيل هو الشلق ، وقيل سمك شبيه بالحيات ، وتزعم الأطباء أنه ردئ الغذاء وكرهه لهذا لأ لأنه محرم . وفيه لغتان الأنكليس والأنقليس بفتح الهمزة واللام ، ومنهم من يكسرهما . أندرورد أقبل وعليه أندروردية . الأندرورد نوع من اتلسراويل مشمر فوق التبان يغطي الركبة . ومنه حديث سلمان قالت أم الدرداء زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشيا ، وعليه كساء وأندرورد . والأندروردية منسوبة إليه أي سراويل من هذا النوع . أنن ابن مسعود رضي الله عنه إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل المسلم . قال أبو زيد إنه لمئنة من ذاك ، وإنهن لمئنة أي مخلقة . وكل شئ دلك على شئ فهو مئنة له . وأنشد ! ومنزل من هوى جمل نزلت به مئنة من مراصيد المنيات وأنشد غيره نسقى على دراجة خروس معصوبة بين ر كاياشوس مئة من قلت النفوس ويقال إن هذا المسجد مئنة للفقهاء . وأنت عمدتنا ومئنتنا . وحقيقتها أنها مفعلة من معنى إن التأكيدية غير مشتقة من لفظها لأن الحروف لا يشتق منها . وإنما ضمنت حروف تركيبها لإيضاح الدلالة على أن معناها فيها . كقولهم سألتك حاجة ، فلا ليت فيها . إذا قال . لا ، لا . وأنعم لي فلان إذا قال نعم . والمعنى مكان قول القائل إنه كذا . ولو قيل اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسما ، كما أعربت ليت ولو ونونتا في قوله إن لوا وإن ليتا عناء كان قولا .
[ 58 ]
أنث النخعي كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ، ولا يرون بذكورته بأسا . أنث هو ما يتطيب به النساء من الزعفران والخلوق وماله ردع . والذكورة طيب الرجال الذي ليس له ردع ، كالكافور والمسك والعود وغيرها . التاء في الذكورة لتأنيث الجمع ، مثلها في الحزونة والسهولة . أنف وفي الحديث لكل شئ أنفة ، وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى . أنف أي ابتداء وأول . كأن التاء زيدت على أنف ، كقولهم في الذنب ذنبة . جاء في أمثالهم إذا أخذت بذنبه الضب أعضبته . وعن الكسائي آنفة الصبا ميعته وأوليته . وأنشد . عذرتك في سلمى بآنفة الصبا وميعته إذ تزدهيك ظلالها مونقا في حي . وإنه في هض . الأمر أنف في قف . أطول أنفا في عش . ورم أنفه في بر . أتأنق في أه . لجعلت أنفك في قفاك في بر . إنه في غو . أنف في السماء في مخ . الأنقليس في صل . آنيتكم في خم . آنسهم في نف . أنابها في خص . أنف في رد . الهمزة مع الواو أوى : النبي صلى الله عليه وسلم لا يأوى الضالة إلا ضال . أويته بمعنى آويته . قال الأزهري سمعت أعرابيا فصيحا من بنى نمير يرعى إبلا جربا ، فلما أراحها بالعشى نحاها من مأوى الصحاح ، ونادى عريف الحي ، فقال ألا ، إلى أين آوى بهذه الموقسة ؟ ومنه قوله الصلاة والسلام للأنصار أبايعكم على أن تأوونى وتنصروني . الضالة صفة في الأصل للبهيمة فغلبت . والمعنى أن من يضمها إلى نفسه متملكا لها ولا ينشدها فهو ضال . أول قال فيمن صام الدهر لا صام ولا آل وروى ألا وروى ألى .
[ 59 ]
آل رجع . وهذا دعاء عليه أي لا صام هذا الصوم ولا رجع إليه . وألا قصر ، وترك الجهد . وألى أفرط في ذلك . قال الربيع بن ضبع الفزارى وإن كنائني لنساء صدق وما ألى بنى ولا أساءوا ولا في هذا الوجه نافية بمنزلتها في قوله فلا صدق ولا صلى . والمعنى لم يصم على أنه لم يترك جهدا . أود عمر رضي الله عنه إن نادبته قالت واعمراه ! أقام الأود ، وشفى العمد . فقال على رضي الله عنه ما قالته ولكن قولته . الأود العوج . يقال أدته فأود ، كعجته فعوج . العمد أن يدبر ظهر البعير ويرم ، وهو متفرع على العميد وهو المريض الذي لا يتمالك أن يجلس حتى يعمد بالوسائد لأنه مريض . قولته الشئ واقولته إذا لقنته إياه وألقيته على لسانه . والمعنى أن الله أجراه على لسانها . أراد بذلك تصديقها في قولها والثناء على عمر . لا بد للندبة من إحدى علامتين إما يا وإما وا لأن الندبة لإظهار التفجع ومد الصوت وإلحاق الألف في آخرها لفصلها من النداء وزيادة الهاء في الواقف إرادة بيان الألف لأنها خفية ، وتحذف عند الوصل كقولهم واعمرا أمير المؤمنين . أوى معاذ رضي الله عنه لا تأووا لهم فإن الله قد ضربهم بذل مفدم ، وأنهم سبوا الله سبا لم يسبه أحد من خلقه دعوا الله ثالث ثلاثة . أي لا ترقوا للنصارى ولا ترحموهم . قال ولو أننى استأويته ما أوى ليا . وهو من الإيواء لأن المؤوى لا يخلو من رقة وشفقة على المؤوى .
[ 60 ]
ومنه الحديث كان يصلى حتى نأوى له . المفدم من الصبغ المفدم ، وهو المشبع الخاثر . والمعنى بذل شديد محكم مبالغ فيه . أوب ابن عمر رضي الله عنهما صلاة الأوابين ما بين أن ينكفت أهل المغرب إلى أن يثوب أهل العشاء . وهو التوابوان الراجعوان عن المعاصي . والأوب والتوب والثوب أخوات . انكفاتهم انكفاؤهم إلى منزلهم . وهو مطاوع كفت الشئ إذا ضمه لأن المنكفئ إلى منزله منضم إليه . وثؤوبهم عودهم إلى المسجد لصلاة العشاء . والمعنى الإيذان يفضل الصلاة فيما بين العشاءين . أوه معاوية رضى الله عنه قال يوم صفين آها أبا حفص ! قد كان يعدك أنباء وهنبثه لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب أوه هي كلمة تأسف ، وانتصابها على إجرائها مجرى المصادر . كقولهم ويحا له ! وتقدير فعل ينصبها ، كأنه قال تأسفا على تقدير أتأسف تأسفا . الهنبثة إثارة الفتنة ، وهي من النبث ، والهاء وزائدة . يقال اللأمور الشداد هنابث يريد ما وقع الناس فيه من الفتن بعد عمر رضي الله عنه . وهذا البيت يعزى إلى فاطمة . أول الأحنف كتب إليه الحسين رضي الله عنه ، فقال للرسول قد بلونا فلانا وآل أبي فلان فلم نجد عندهم إيآلة للملك ولا مكيدة في الحرب . آل الرعية يؤولها أولا وإيالا وإيالة أحسن سياستها . وفي أمثالهم قد أولنا وإيل علينا . وإنما قلبت الواو ياء في الإيالة لكسر ما قبلها وإعلال الفعل كالقيام والصيام . لا تأوى في (زوة) . من كل أوب في (حس) . أسنى في أس . الهمزة مع الهاء أهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو جعل القرآن في إهاب ، ثم القى في النار ما احترق .
[ 61 ]
هو الجلد قيل لأنه أهبة للحي ، وبناء للحماية له على جسده ، كما قيل له المسك لإمساكه ما وراءه وهذا كلام قد سلك به طريق التمثيل ، والمراد أن حملة القرآن والعالمين به موقيون من النار . أهل كان يدعى إلى خبز شعير والإهالة السنخة فيجيب . هي الودك . وعن أبي زيد كل دهن يؤتدم به . السنخة والزنخة المتغيرة لطول المكث . ابن مسعود رضي الله عنه إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات ودمثات ، أتأنق فيهن . أصل آل أهل ، فأبدلت الهاء همزة ثم ألفا يدل عليه تصغيره على أهيل . ويختص بالأشهر الأشرف ، كقولهم القراء آل الله وآل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يقال آل الخياط والإسكاف ، ولكن أهل . والمراد السور التي في أوائلها حم . الدمث المكان السهل ذو الرمل . التأنق تطلب الأنيق المعجب وتتبعه . فيه أهب في سف . متن إهالة في بص . أهب في سف . خير أهلك في بر . آل داود في زم . إلى أهل في فر . فأهريقوا في عق . الهمزة مع الياء أيض النبي صلى الله عليه وسلم في حديث كسوف الشمس على عهده ، وذلك حين ارتفعت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة اسودت حتى آضت كأنها تنومة . أي صارت ، قال زهير قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى تارة ثم تلتقي . وأصل الأيض العود إلى الشئ ، تقول فعل ذلك أيضا إذا فعله معاودا فاستعير لمعنى الصيرورة لالتقائهما في معنى الانتقال . تقول صار الفقير غنيا وعاد غنيا . ومثله استعارتهم النسيان للترك والرجاء للخوف لما في النسيان من معنى الترك وفي الرجاء من
[ 62 ]
معنى التوقع . وباب الاستعارة أوسع من أن يحاط به . التنوم نبت فيه سواد ، وزنه فعول ، ويوشك أن تكون تاؤه مقلبة عن واو فيكون من باب ونم . أصل قيد قود ، اشتقاقه من القود وهو القصاص لما فيه من معنى المماثلة والمقايسة ، يدل عليه قولهم قيس رمح ، وانتصابه على أنه صفة مصدر محذوف تقديره ارتفعت ارتفاعا مقدار رمحين . أير على رضي الله عنه من يطل أير أبيه ينتطق به . ضرب طول الأير مثلا لكثرة الولد ، قال فلو شاء ربي كان أير أبيكم طويلا كأير الحارث بن سدوس قال الأصمعى كان للحارث أحد وعشرون ذكرا . والانتطاق مثل للتقوى والاعتضاد . والمعنى من كثر إخوته كان منهم عز ومنعة . أيه معاوية رضي الله عنه قال عطاء رأيته إذا رفع رأسه من السجدة الأخيرة كانت إياها . اسم كان وخبرها ضميرا السجدة . والمعنى هي هي ، لم يقترن بها قعدة بعدها أي كان يرفع رأسه منها ، وينهض للقيام إلى الركعة من غير أن يقعد قعدة خفيفة . أيب عكرمة رحمه الله كان طالوت أيابا . أي سقاء ، وهي فارسية . أيه أبو قيس الأودى . سئل ملك الموت عن قبض الأرواح . فقال أؤيه بها كما يؤيه بالخيل فتجيبني . التأييه أن يدعوه ويقول له إيه ونظيره التأفيف في قوله أف ، قال طرفة قعد فأيههن فاستعرضته فثنى لهن بحد روق مدعس مثل الأيم في وجه . الأيمة في عى . نفاق أيمة في حظ . بقتل الأيم في جن . إيه والاله في نط . إياى في مج . إي في حل . هذا آخر كتاب الهمزة
[ 63 ]
حرف الباء الباء مع الهمزة بأس النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة مثنى وتشهد في كل ركعتين وتبأس . وروى وتبأءس وتمسكن وتقنع يديك ، وروى وتقنع رأسك ، فتقول اللهم ، اللهم فمن لم يفعل ذلك فهى خداج . تبأس أي تذل وتخضع ذل البائس وخضوعه . والتباؤس التفاقر وأن يرى من نفسه تخشع الفقراء إخباتا وتضرعا . تمسكن من المسكين ، وهو مفعيل من السكون لأنه يسكن إلى الناس كثيرا وزيادة الميم في الفعل شاذة لم يروها سيبويه إلا في هذا وفي تمدرع وتمندل ، وكان القياس تسكن وتدرع . ونظيره شذوذا استحوذ عن القياس دون الاستعمال . إقناع اليدين أن ترفعهما مستقبلا ببطونهما وجهك . وإقناع الرأس أن ترفع وتقبل بطرفك . على ما بين يديك الخداج مصدر خدجت الحامل إذا ألقت ولدها قبل وقت النتاج ، فاستعير . والمعنى ذات خداج ، أي ذات نقصان فحذف المضاف . الضمير الراجع من الجزاء إلى الاسم المضمن معنى الشرط محذوف لظهوره والتقدير فهي منه خداج ، ومثله قوله تعالى ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور آل عمران : 189 أي إن ذلك منه . بأرإن رجلا آتاه الله مالا فلم يبتئر خيرا . أي لم يدخر من البؤرة وهي الحفرة ، أو من البئرة ، والبئيرة الذخيرة .
[ 64 ]
باء على رضي الله عنه سلم عليه رجل فرد عليه رد السنة . وكان في الرجل باء ، فقال له ما أحسبك عرفتني ، قال بلى ، وإني لأجد بنة الغزل منك . فقام الرجل ، وكان له في نفسه قدر . فقيل له يا أمير المؤمنين ، ما كان هذا ؟ قال كان أبوه ينسج الشمال باليمن . الباء الكبر والعجب . البنة الرائحة من الإبنان وهو اللزوم لأنها تعبق وتلزم . الشمال جمع شملة وهي كساء يشتمل به . أريد السؤال عن الصفة ، فقيل ما كان هذا ؟ ولم يقل من كان ؟ وموضوع ما نصب ، تقديره أي شئ كان هذا ؟ لولا بأوفيه في (كل) . من أفواه البئار في (هب) . فبأوت بنفسي في (حو) . باءت في (بو) . أبؤسا في (غو) . الباء مع الباء ببان عمر رضي الله عنه لئن عشت إلى قابل لألحقن آخر الناس بأولهم ، حتى يكونوا ببانا . أي ضربا واحد في العطاء . قال أبو على الفارسي هو فعال من باب كوكب ، ولا يكون فعلان لأن الثلاث لا تكون من موضع واحد . وأما ببة فصوت لا عبرة به . وعن بعضهم بيانا وليس بثبت . ببة ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول إذا أقبل عبد الله بن الحارث جاء ببضة . هذا صوت كان يصوت به في طفوليته ، فقلب به . وكانت أمه تقول في ترقيصه لأنكحن ببه جارية خدبة بابوس كعب رحمه الله قال في قصة جريج الزاهد (الراهب) لما رمى بتلك المرأة فجاءوا بمهد الصبي قال يا بابوس من أبوك ؟ ففتح الصبي حلقه وقال فلان الراعي . ثم سكت . هو الصبي الرضيع ، قال ابن أحمر حنت قلوصى إلى بابوسها جزعا فما حنينك أم ما أنت والذكر
[ 65 ]
الباء مع التاء بتع النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البتع فقيل كل شراب أسكر فهو حرام . بتع هو نبيذ العسل سمي بذلك لشدة فيه ، من البتع وهو شدة العنق . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه خطب فقال خمر المدينة من البسر والتمر ، وخمر أهل فارس من العنب ، وخمر أهل اليمن البتع وهو من العسل ، وخمر الحبش السكركة . بتت لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل وروى يبت . أي لم يقطعه على نفسه بالنية . بتر علي رضي الله عنه قال عبد خير قلت له أأصلى الضحى إذا بزغت الشمس ؟ قال لا حتى تبهر البتيراء الأرض . بتر هي اسم للشمس في أول النهار قبل أن يقوى ضوؤها ويغلب كأنها سميت بالبتيراء مصغرة لتقاصر شعاعها عن بلوغ تمام الإضاءة والإشراق وقلته . وعن سعيد أنه أوتر بركعة فأنكر عليه ابن مسعود رضي الله عنه ، قال ما هذه البتيراء التي لم نكن نعرفها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ بتل سعد رضي الله عنه لقد رد رسول الله صلى الله وآله وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ، ولو أذن له لاختصينا . هو أن يتكلف بتل نفسه عن التزوج أي قطعها . حذبفة رضي الله عنه أقيمت الصلاة فتدافعوا فصلى بهم ، ثم قال لتبتلن لها أماما غيرى أو لتصلن وحدانا .
[ 66 ]
أي لتنصبن إماما ، ولتقطعن الأمر بإمامته . الوحدان جمع واحد ، كراكب وركبان . عليه بت في جل . ولا تبتل في زم . عشر البتات في ضح . والأبتر في طف . المنبت في وغ . أبتر في صع . البات في دف . الباء مع الثاء بثبث ابن مسعود رضي الله عنه ذكر بنى اسرائيل وتحريفهم ، وذكر عالما كا فيهم عرضوا عليه كتابا اختلقوه على الله ، فأخذ ورقة فيها كتاب الله ، ثم جعلها في قرن ، ثم علقه في عنقه ، ثم لبس عليه الثياب . فقالوا أتؤمن بها ؟ فأومأ إلى صدره وقال آمنت بهذا الكتاب ، يعنى الكتاب الذي في القرن . فلما حضره الموت بثبثوه فوجدوا القرن والكتاب فقالوا إنما عنى هذا . وتبثيثا في غث . وصار بثنية في بن . الباء مع الجيم بجل النبي صلى الله عليه وسلم أتى القبور ، فقال السلام عليكم ، أصبتم خيرا بجيلا } ، وسبقتم شرا طويلا . أي عظيما ، من قولهم رجل بجال وبجيل ، وهو الضخم الجليل ، عن الأصمعي ومنه التبجيل . بجر ما أخاف على قريش إلا أنفسها . ثم وصفهم وقال أشحة بجرة ، يفتنون الناس حتى تراهم بينهم كالغنم بين الحوضين ، إلى هذا مرة وإلى هذا مرة . البجرة من الأبجر ، وهو الناتئ السرة ، كالصلعة من الأصلع ، والنزعة من الأنزع . والمعنى ذوو بجرة فحذف المضاف . أو وصفوا بها انهم عين البجرة مبالغة في وصفهم بالبطانة ونتوء السرر . ويجوز أن يكون هذا كناية عن كنزهم الأموال ، واقتنائهم لها وتركهم التسمح بها . بجل إن لقمان بن عاد خطب امرأة قد خطبها إخوته قبله ، فقالوا بئس ما صنعت !
[ 67 ]
خطبت امرأة قد خطبناها قبلك ، وكانوا سبعة وهو ثامنهم ! فصالحهم على أن ينعت لها نفسه وإخوته بصدق ، وتختار هي أيهم شاءت . فقال خذى منى أخى ذا البجل . إذا رعى القوم غفل . وإذا سعى القوم نسل . وإذا كان الشأن اتكل . قريب من نضيج . بعيد من نئ . فلحيا لصاحبنا لحيا . فقالت عيال لا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا البجلة . يحمل ثقلى وثقله . ويخصف نعلي ونعله . وإذا جاء يومه قدمت قبله . فقالت خادم لا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا العفاق . صفاق افاق . يعمل الناقة والساق . فقالت فيج لا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا الأسد . جواب ليل سرمد . وبحر ذو زبد . فقالت سارق لا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا النمر . حي خفر . شجاع ظفر . أعجبني وهو خير من ذاك إذا سكر . فقالت يشرب الخمر فلا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا الحممة . يهب البكرة السنمة . والمائة البقرة العممة . والمائة الضائنة الزنمة . وإذا أتت على عاد ليلة مظلمة . رتب رتوب الكعب وولاهم شزنه . وقال اكفوني الميمنة . سأكفيكم المشأمة . وليست فيه لعثمة . إلا أنه ابن أمة . فقالت مسرف لا أريده . ثم قال خذي منى أخى حزينا . أولنا إذا غدونا . وآخرنا إذا استنجينا . وعصمة أبنائنا إذا شتونا . وفاصل خطة أعيت علينا . ولا يعد فضله لدينا . ثم قال أنا لقمان بن عاد . لعادية وعاد . إذا انضجعت لا أجلنظئ . ولا تملأ رئتي جنبي . إن أر مطمعى فحدأ تلمع . وإلا أر مطمعي فوقاع بصلع . فتزوجت حزينا . فسر ذو البجل بذي الضخامة . وقيل هو من قولك بجلى هذا أي حسبى . ومنه الحديث فألقى تمرات كن في يده ، وقال بجلى من الدنيا . والمعنى أنه قصير الهمة ، مقتصر على الأدنى . فإذا ظفر به قال بجلى .
[ 68 ]
والوجه أن يكون هذا وسائر ما ابتدأ به ذكر إخوته أساميهم أو ألقابهم . إذا رعى القوم غفل أي إذا اهتموا برعاية بعضهم بعضا ، أو برعاية ما معهم ، أو برعى الإبل لم يهتم بشئ من ذلك وكان غافلا عنه وإذا سعى القوم نسل أي إذا بذلوا السعي وتناهضوا فيما يفئ عليهم خيرا أو ينجيهم من بلية نسل هو من بينهم أي خرج وكان بمعزل من السعي معهم . اتكل أي اعتمد على غيره في كفاية الشأن ، ولم يتوله بنفسه عجزا . النئ غير النضيج يريد انه لازم بيت جثامة ، ولا يصيد ولا يغزو فيأكل اللحم الملهوج . ويحتمل أنه ليس بجلد يخدم أصحابه في السفر ويطبخ لهم كالموصوف بقوله رب ابن عم لسليمى مشمعل طباخ ساعات الكرى زاد الكسل ولكنه يتكاسل عن ذلك ، وعن معاونتهم أيضا إذا باشروا الطبخ . فإذا قدموا أكل فهو بعيد عن النئ وطبخه ، قريب من النضيج وأكله . فلحيا من لحيت العود بمعنى لحوته وهو دعاء عليه بالهلاك ، والتكرير للتأكيد . قيل في نرى البجلة هو ذو الشارة الحسنة ، كانه الذي له من الرواء ما يبجل لأجله . وإذا جاء يومه أي وقت وفاته وأجله . حمده لإعانته له وحمله عنه ، ودعا له . ذو العفاق من عفق يعفق إذا أسرع في الذهاب . والعفاق الحلب أيضا . قال عليك الشاء شاء بنى تميم فعافقها فإنك ذو عفاق صفاق من الصفق ، وهو الجانب . يقال جاء أهل ذلك الصفق . وافاق من الإفق ، أراد أنه مسفار منقب في النواحي والآفاق . يعمل الناقة والساق أي يركب تارة ويترجل أخرى لجلادته . ذو الأسد أي ذو القوة الأسدية . والأسد مصدر أسد / بمعنى إستأسد . ليل سرمد أي دائم غير منقطع لفرط طوله .
[ 69 ]
والسنمة العظيمة السنام . العممة التامة . قوله المائة البقرة والمائة الضائنة بإدخال لام التعريف على المائة المضافة مما لا يجيزه البصريون ويقولون أخذت مائة الدرهم لا غير . وكذلك ثلاثة الأثواب والثلاثة الأثواب . خلف عندهم لأن الإضافة معرفة ، فإذا عرف الإسم باللام لم يعرف ثانية بالإضافة . ويستشهدون بمثل قول الفرزدق وسما وأدرك خمسة الأشبار وقول ذى الرمة ثلاث الأثافي والديار البلاقع ويخطئون من روى مثل هذا . ويقولون الصواب ومائة البقرة ومائة الضائنة وبرهانهم القياس الصحيح ، واستعمال الفصحاء . الزنمة ذات الزنمة ، وهى شئ يقطع من أذنها ويترك معلقا وروى الزلمة بمعناها . الرتوب الثبوت .
[ 70 ]
ولاهم شزنة أي ولاهم عرضه فخاطبهم بنفسه . يقال وليته ظهري ، إذا جعله وراءه واخذ يذب عنه . ومعناه جعلت ظهري يليه . وروى شزنه أي شدته وغلظته . ومعناه دافع عنهم ببأسه . اللعثمة التوقف أي ليس في صفاته التى توجب تقديمه توقف . إلا أنه ابن أمه أي هذا عيبه فقط . استنجينا من النجاء وهو الفرار . يريد إذا خرجنا الغزو تقدمنا وبادرنا . وإذا انهزمنا تأخر عنا ، ليحامي علينا مما يتبعنا . العادية خيل تعدة ، أو رجل يعدون . والعادي الواحد أي أنا لجماعة ولواحد ، يعنى أن مقاومته للجماعة والواحد واحدة لا تتفاوت لشدة بأسه وقوة بطشه . نظير أضجعه فانضجع في مجئ الفعل مطاوعا لأفعل أزعجه فانزعج ، وأطلقه فانطلق وحق الفعل أن يطاوع فعل لا غير وإنما فعل هذا على سبيل إنابة أفعل مناب فعل . الاجلنظاء . الاستلقاء ورفع الرجلين يعنى أنه ينام على جنبه مستوفزا كما قيل في تأبط شرا ما إن يمس الأرض إلا جانب منه حرف الساق طى المحمل ولا تملأ رئتي جنبي أي لست بجبان فينتفخ سحري حتى يملأ جنبي بانتفاخه . يلمع يخفق بجناحيه وروى فحدو تلمع . والتلمع تفعل منه . والحدو الحدأ بلغة أهل مكة . الصلع الحجر الأملس . وقيل الموضع الذي لا ينبت من صلع الرأس . اراد أن عيشه عيش الصعاليك إن ظفر بشئ ألمأ عليه . وإلا فهو موطن نفسه على معاناة خشونة الحال ، وشظف العيش كالحدأ الذي إن أبصر طعمته انقض عليها فاختطفها ، وإن لم ير شيئا لم يبرح واقعا على الصلع . البجباج عثمان رضي الله عنه تكلم عنده صعصعة بن صوحان فأكثر فقال أيها
[ 71 ]
الناس إن هذا البجباج النفاخ لا يدري ما الله ولا أين الله . البجباج البجباج الذي يهمز الكلام ، وليس لكلامه جهة وروى الفجفاج وهو الصياح المكثار ، وقيل المأفون المختال . والنفاخ الشديد الصلف . لا يدري ما الله ولا أين الله معناه أن حاله وفي وضع لسانه من إكثار الخطل وما لا ينبغى أن يقال كل موضع كحال من لا يدري أن الله سميع لكل كلام ، عالم بما يجري في كل مكان . ولم ينسبه إلى الكفر وقد شهد صعصعة مع على رضي الله عنه يوم الجمل ، وكان من أخطب الناس وأخوه زيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير الجذم من الخيار الأبرار . بجل أمير المؤمنين على رضي الله عنه لما التقى الفريقان يوم الجمل صاح أهل البصرة ردوا علينا شيخنا ثم بجل فقالوا كيف نرد شيخكم وقد قحل ثم اقتتلوا . قال الراوى فما شبهت وقع السيوف على الهام إلا بضرب البيازر على المواجن . بجل بمعنى حسب ، وسبب بنائهما أن الإضافة منوية فيهما . وإنما بنى بحل على السكون دون حسب لأنه لم يتمكن بالأعراب في موضع تمكنه . قحل مات فجف جلده على عظمه . يقال قحل قحولا وهو الفصيح ، وقحل قحلا . البيازر جمع بيزر وهو الخشبة التي يدق بها القصار . والبيزرة العصا ، وبزره بها ، إذا ضربه . المواجن جمع ميجنة وهى خشبته التي يدق عليها . البجاد جبير رضي الله عنه نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إلى مثل البجاد الأسود يهوى من السماء ، حتى وقع فإذا نمل مبثوث قد ملأ الوادي فلم يكن إلا هزيمة القوم فلم نشك في أنها الملائكة .
[ 72 ]
البجاد الكساء المخطط سمى بذلك لتداخل ألوانه من قولهم هو علم ببجدة أمره . أي بدخلته . والأسود من البجد هو المنسوج على خطوط سود يفصل بينها بيض دقاق فالمعنى أن النمل كان يهوى متساطرا كخطوط البجاد الأسود . ومنه قيل لعبدالله ابن عبد نهم ذو البجادين لأنه حين أراد المصير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجادا لها باثنين فائتزر بأحدهما وارتدى بالثاني . ومنه حديث معاوية إنه مازح الأحنف بن قيس فما رئى مازحان أوقر منهما قال له يا أحنف ، ما الشئ الملفف في البجاد ؟ فقال هو السخنية يا أمير المؤمنين ! ذهب معاوية إلى قوم الشاعر بخبر أو بتمر أو بسمن أو الشئ الملفف في البجاد والأحنف إلى السخينة التي تعير بها قريش ، وهي شئ يعمل من دقيق وسمن لأنهم كانوا يولعون به حتى جرى مجرى النبز لهم قال كعب بن مالك زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب البجة في جب . بجراء في عز . وبجحنى في غث . البجر في بر . يبجسها في أم . بجرى في جد . الباء مع الحاء بحر النبي صلى الله عليه وسلم شكا عبد الله بن ابي إلى سعد بن عبادة ، فقال يا رسول الله اعف عنه ، فوالذي أنزل عليك الكتاب ، لقد جاء الله بالحق ، ولقد اصطلح أهل البحرة على أن يعصبوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي اعطاك شرق بذلك . بحر اراد بالبحرة المدينة يقولون هذه بحرتنا اي أرضنا وبلدتنا . وأصل البحرة فجوة من الأرض تستبحر أي تنبسط وتتسع . قال يصف رسو الدار كأن بقاياه ببحرة مالك بقية سحق من رداء محبر
[ 73 ]
العصابة العمامة لأنه يعصب الرأس بها ، وعصبه عممه . قال فتاة أبوها ذو العمامة وابنه أخوها فما أكفاؤها بكثير وروى ذو العصابة ، ثم جعل التعصيب بالعصابة كناية عن التسويد لأن العمائم تيجان العرب . وقيل للسيد المعمم والمعصب ، كما قيل له المتوج والمسود . شرق بذلك أي لم يقدر على إساغته والصبر عليه لتعاظمه إياه فكأنه اعترض في حلقه فغص به كما يغص الشارب بالماء . بحبوحة من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد . هي من كل شئ وسطه وخياره ، قال جرير قومي تميم هم القوم الذين هم ينفون تغلب عن بحبوحة الدار البحراني ابن عباس رضي الله عنهما قال أنس بن سيرين استحيضت امرأة آل أنس ابن مالك فأمروني فسألت ابن عباس عن ذلك فقال إذا رأت الدم البحراني فلتدع الصلاة فإذا رأت الطهر ولو ساعة من النهار فلتغتسل ولتصل . البحراني الشديد الحمرة الضارب إلى السواد . منسوب إلى البحر ، وهو عمق الرحم ، قال ورد من الجوف وبحراني بحنانة في الحديث تخرج بحنانة من جهنم فتلقط المنافقين لقط الحمامة القرطم . هي الشرارة الضخمة العظيمة ، من قولهم رجل بحون عظيم البطن ، ودلو بحونة ، وجلة بحونة إذا كانتا واسعتين . القرطم حب العصفر . بحثة إن غلامين كانا يلعبان البحثة . هي لعب بالتراب .
[ 74 ]
بحيرة في صر . بحرا في قر . بحرية في نش . بحرها في حل . سورة البحوث في عذ . بحيرة في رج . الباء مع الخاء بخس النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع ، والخمر بالنبيذ ، والبخس بالزكاة ، والسحت بالهدية ، والقتل بالموعظة . بخس المراد بالبخس المكس لأن معنى كل واحد منهما النقضان ، يقال بخسنى حقي ومكسنيه وقد روى في قوله وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم بخس درهم . والمعنى أنه يؤخذ المكس باسم العشر يتأول فيه معنى الزكاة ، وهو ظلم . والسحت أي الرشوة في الحكم والشهادات والشفاعات وغيرها باسم الهدية ، ويقتل من لا تحل الشريعة قتله ليتعظ به العامة . البخاع أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة وابخع طاعة . البخاع أي أبلغ طاعة . من بخع الذبيحة إذا بالغ في ذبحها وهو أن يقطع عظم رقبتها ويبلغ بالذبح البخاع . والبخاع بالباء العرق الذي في الصلب . والنخع دون ذلك وهو أن يبلغ بالذبح النخاع ، وهو الخيط الأبيض الذي يجرى في الرقبة . هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة ، فقيل بخعت له نصحي وجهدي وطاعتي . والفعل ههنا مجعول للطاعة ، كأنها هي التي بخعت أي بالغت ، وهذا من باب نهارك صائم ، ونام ليل الهوجل .
[ 75 ]
الفؤاد وسط القلب ، سمي بذلك لتفؤده أي لتوقده . بخق زيد بن ثابت في العين القائمة إذا بخقت مائة دينار . أي فقئت ، يعنى أنها إذا كانت عوراء لا يبصر بها إلا أنها غير منخسفة ، فعلى فاقئها كذا . البخص القرظى قال في قوله تعالى قل هو الله أحد . الله الصمد الاخلاص : 2 و 2 . ولو سكت عنها لتبخص بها رجال فقالوا ما صمد ؟ فأخبرهم أن الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . أخذ من البخص ، وهو لحم عند الجفن الأسفل يظهر من الناظر عند التحديق إذا أنكر شيئا أو تعجب منه . يريد لولا أن البيان اقترن بهذا الاسم لتحيروا فيه حتى تنقلب أجفانهم ، وتشخص أبصارهم . بختري الحجاج أتي بزيد بن المهلب يرسف في حديد ، فأقبل يخطر بيده ، فغاظ ذلك الحجاج فقال جميل المحيا بخترى إذا مشى وقد ولى عنه فالتفت إليه فقال وفي الدرع ضخم المنكبين شناق فقال الحجاج قاتله الله ! ما أمضى جنانة ، وأحلف لسانه ! البخترى المتبختر . الشناق الطويل رجل حليف اللسان أي ذربه . والبخقاء في صف . مبخوص الكعبين في نه . بخ بخ في نس . يبخع لنا في ضج . وبخعها في زف . باخق العين في صع . مبخرة في زو . بخ في بر . وتبخلون في جب .
[ 76 ]
الباء مع الدال . بدع النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا أتاه فقال يا رسول الله إني أبدع بي فاحملني . بدع أبدعت الراحلة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ضلع . جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعا منها أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها وألف ، واتسع فيه حتى قيل أبدعت حجة فلان . وأبدع بره بشكرى إذا لم يف شكره ببره . ومعنى أبدع بالرجل انقطع به اي انقطعت به راحلته ، كقولك سار زيد بعمرو فإذا بنيت الفعل للمفعول به وحذفت الفاعل قلت سير بعمرو فأقمت الجار والمجرور مقام الفاعل . وكما أن المعنى في سير بعمرو سير عمرو ، كذلك المعنى في انقطع بالرجل قطع الرجل . أي قطع عن السير . البدأة نفل في البدأة الربع ، وفي الرجعة الثلث . بدأة الأمر أوله ومبتدؤه ، يقال أما بادى بدأة فإني أحمد الله . وهي في الأصل المرة من البدء ، مصدر بدأ والمراد ابتداء الغزو . يعنى أنه كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نفلها الربع مما غنمت ، وإذا فعلت ذلك عند قفول العسكر نفلها الثلث لأن الكرة الثانية أشق والخطة فيها أعظم . البدن لا تبادروني بالركوع والسجود ، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني ' ذا رفعت ، ومهما أسبقكم بع إذا سجدت تدركوني إذا رفعت إني قد بدنت . البدن أي صرت بدنا ، والبدن المسن ، ونظيره عجزت المرأة وعود الجمل ، ونيبت الناقة . وروى بدنت اي ثقلت على الحركة ثقلها على الرجل البادن وهو الضخم البدن ، يقال بدن بدنا ، وبدن بدنا وبدانة ولا يصح لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يوصف بالبدانة .
[ 77 ]
تدركوني ، أي تدركوني به ، فحذف لأنه مفهوم ، كحذفهم منه في قولهم السمن منوان بدرهم . والمعنى أي شئ من الركوع أو السجود سبقتكم به عند خفض الرأس فإنكم مدركوه عند رفعه لثقل حركتي . الابداء قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قدمت المدينة من الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخرجت أنا ورباح ومعى فرس أبي طلحة أبديه مع الإبل ، فلما كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل راعيها ، ثم ذكر لحوقه به ورميه المشركين . قال فإذا كنت في الشجراء خزقتهم بالنبل . فإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل فرديتهم بالحجارة . ثم ذكر مجيئه إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال وهو على الماء الذي حلأتهم عنه بذي قرد ، فقلت خلنى فانتخب من أصحابك مائة رجل فآخذ على الكفار بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته . الإبداء أبديه أبرزه إلى المرعى . الشجراء الأشجار الكثيرة المتكاثفة . وهي اسم جمع للشجرة كالقصباء والطرفاء والأشاء . الخزق الإصابة ، يقال سهم خازق وخاسق أي مقرطس نافذ . الردى الرمى بالحجر ، وهو المرداة . التحلئة المنع والطرد ، ومنها التحلئة التى يقشرها الدباغ عن الجلد لأنها تمنع الدباغ . العشوة بالحركات الثلاث ظلمة الليل ، قالوا في المثل أوطاته العشوة إذا سامه أمرا متلبسا يغتره به ، لأن من وطئ الظلمة يطأ ما لا يبصره فربما تردى في هوة أو وضع قدمه على هامة ، ثم كثر ذلك حتى استعملت العشوة في معنى الغرة ، فقيل أخذت فلانا على عشوة ، وسمته عشوة . البديع إن تهامة كبديع العسل حلو أوله وآخره . البديع الزق الجديد ، وهي صفة غالبة كالحية والعجوز . والمعنى استطابة أرض تهامه كلها ، أولها وآخرها ، كما يستحلى زق العسل من حيث يبتدأ فيه إلى أن ينتهى .
[ 78 ]
وقيل معناه أنها في أول الزمان وآخره على حال صالحة . وقيل لا يتغير طيبها كما أن العسل حلو أول ما يشتار ويجعل في الزق ، وبعد ما تمضى عليه مدة طويلة . بدد لما كان انكشاف المسلمين يوم حنين أبد يده إلى الأرض ، فأخذ منها قبضة من تراب ، فحذا بها في وجوههم فما زال حدهم كليلا . اي مدها ، يقال أبد السائل رغيفا أي مد يدك به إليه . ومنه حديث عمر بن عبد العزيز إنه لما حضرته الوفاة قال أجلسوني فأجلسوه ، فقال أنا الذي أمرتني فقصرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن لا إله إلا الله . ثم رفع رأسه فأبد النظر ، وقال إني لا أي إني لا اشرك ، أو إني لا أعيش . القبضة بمعنى المقبوض ، كالغرفة بمعنى المغروف . حذا وحثا واحد ، كجذا وجثا . بدو من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن اقترب من أبواب الشيطان افتتن . بدو بدوت أبدو إذا أتيت البدو ، ومنه قيل لأهل البادية بادية ، كما قيل لحاضري الأمصار حاضرة . جفا اي صار فيه جفاء الإعراب لتوحشه وانفراده عن الناس . غفل أي شغل الصيد قلبه وألهاه حتى صارت فيه غفلة . وليس الغرض ما يزعمه جهلة الناس أن الوحش نعم الجن فمن تعرض لها خيلته وغفلته . الخيل مبدأة يوم الورد . أي مقدمة على غيرها يبدأ بها السقي . بدر أتي ببدر فيه خضرات من البقول . بدر هو الطبق سمى بدر استدارته ، كما يسمى القمر حين يستدير بدرا . خضرات غضات ، يقال بقلة خضرة وورق خضر ، قال الله تعالى فأخرجنا منه خضرا . الانعام : 99
[ 79 ]
الابدال على عليه السلام الأبدال بالشام ، والنجباء بمصر ، والعصائب بالعراق . الأبدال هم خيار بدل من خيار ، جمع بدل وبدل . العصائب جمع عصابة . ويريد طوائف يجتمعون فيكون بينهم حرب . بدن لما خطب فاطمة عليهما السلام قيل له ما عندك ؟ قال فرسي وبدني . هي الدرع القصيرة سميت بذلك لأنها مجول للبدن ليست بسابغة تعم الأطراف . الباد الزبير كان حسن الباد على السرج إذا ركب . الباد البادان أصلا الفخذين سميا بذلك لانفراجهما . وقيل لامرأة من العرب علام تمنعين زوجك القضة فإنه يعتل بك ؟ قالت كذب ! والله إني لأطأطئ الوساد ، وأرخي الباد . والمعنى أنه كان حسن الركبة . بدج حمل يوم الخندق على نوفل بن عبد الله بن المغيرة بالسيف حتى شقه باثنين ، وقطع أبدوج سرجه ، ويقال خلص إلى كاهل الفرس ، فقيل يا أبا عبد الله ما رأينا مثل سيفك ! فيقول والله ما هو السيف ، ولكنها الساعد أكرهتها . هو اللبد كأنها كلمة أعجمية . بدى سعد رضي الله عنه قال يوم الشورى ، بعدما تكلم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الحمد الله بديا كان وآخرا يعود . أحمده كما أنجانى من الضلالة ، وبصرني من الجهالة بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم استقامت الطرق ، واستنارت السبل ، وظهر كل حق ، ومات كل باطل ، إني نكبت قرنى ، فأخذت السهم الفالج ، وأخذت لطلحة بن عبيدالله ما أخذت لنفسي في حضوري ، فأنا به زعيم ، وبما أعطيت عنه كفيل ، والأمر إليك يابن عوف . البدى الأول ، ومنه أفعل هذا بادئ بدى أي كان الله عز وجل أولا قبل كل شئ ، ويكون حين تفنى الأشياء كلها ، ويبقى وجهه آخر كما كان أولا فهو الأول والآخر . ومعنى يعود يصير ، وقد مضى شرحه . القرن جعبة صغيرة تقرن إلى الكبيرة .
[ 80 ]
الفالج السهم الفائز في النضال . والمعنى إني نظرت في الآراء وقلبتها فاخترت الرأى الصائب منها ، وهو الرضاء بحكم عبد الرحمن بن عوف ، وأجزت على طلحة مثل ما أجزته على نفسي ، وانا زعيم بذلك اي ضامن . التبديد أم سلمة إن مساكين سألوها فقالت جارية أبديهم تمرة تمرة . التبديد أي فرقى فيهم ، من التبديد ، يقال أبددتهم العطاء إذا لم تجمع بين اثنين . قال أبو ذؤيب فأبدهن حتوفهن فهارب بذمائه أو بارك متجعجع البدي ابن المسيب في حريم البئر البدى خمس وعشرون ذراعا ، وفي القليب خمسون ذراعا . هي التى بدئت فحفرت في الأرض الموات ، وليست بعادية ، فليس لأحد أن يحفر حولها خمسا وعشرين ذراعا . والقليب العادية ، فليس لأحد أن ينزل على خمسين ذراعا منها ويتخذها دار فإنها لعامة الناس . بدد عكرمة إن رجلا باع من التمارين سبعة أصوع بدرهم ، فتبددوه بينهم ، فصار على كل رجل حصة من الورق فاشترى من رجل منهم تمرا أربعة أصوع بدرهم ، فسأل عكرمة ، فقال لا بأس أخذت أنقص مما بعت . تبددوه أي اقتسموه بددا أي حصصا على السواء . بدح بكر بن عبد الله كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمازحون حتى يتبادحون بالبطيخ ، فإذا حزبهم أمر كانوا هم الرجال أصحاب الأمر . أي يترامون . والبدح رميك بكل شئ فيه رخاوة . حتى هذه هي التى يبتدأ بعدها الكلام . كالتي في قوله وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
[ 81 ]
والتقدير حتى هم يتبادحون ، ولو كانت هي الجارة لسقطت النون لإضمار أن بعدها . بوادر في ظه . بادنا في شذ . المبدئ في نك . فلا تبدحيه في سد . البدن في رج . بددا في عل . وذو بدوان في عد . بوادره في سا . الباء مع الذال بذاذة بذة النبي صلى الله عليه وسلم البذاذة من الإيمان . يقال بذذت بعدى بذاذة وبذاذا وبذذا أي رثت هيئتك . والمراد التواضع في اللباس ، ولبس مالا يؤدي منه إلى الخيلاء والرفول ، وأن لذلك موقعا حسنا في الإيمان . ورجل باذ الهيئة وبذها . ومنه إن رجلا دخل المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، فأمره أن يصلى ركعتين . ثم قال إن هذا دخل المسجد في هيئة بذة فأمرته أن يصلي ركعتين ، وأنا أريد أن بفطن له رجل فيتصدق عليه . بذح يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج من الذل . بذخ هي كلمة فارسية تكلمت بها العرب ، وهو أضعف ما يكون من الحملان ، وتجمع على بذجان . بذق ابن عباس رضى الله عنهما سئل عن الباذق فقال سبق محمد الباذق ، وما أسكر فهو حرام . هو تعريب باذه ، ومعناها الخمر . بذاء الشعبي رحمه الله إذا عظمت الحلقة فإنما هي بذاء ونجاء . أي مباذاة وهي الفاحشة ، ومناجاة . فيه بذاذة في تا . في هيئته بذاذة في حج . بذيا في طف . يبذ القوم في مغ . فابدعر في زف . البذر في نو . فما ابدقر في مذ .
[ 82 ]
الباء مع الراء . برد النبي صلى الله عليه وسلم لما توجه نحو المدينة خرج بريدة الأسلمي رضى الله عنه في سبعين راكبا من أهل بيته من بنى سهم فتلقى نبي الله ليلا . فقال له من أنت ؟ فقال بريدة ، فالتفت إلى أبي بكر وقال يا أبا بكر بزد أمرنا وصلح ، ثم قال ممن ؟ قال من أسلم . قال لأبي بكر سلمنا . ثم قال ممن ؟ قال من بنى سهم . قال خرج سهمك . برد أمرنا أي سهل من العيش البارد ، وهو الناعم السهل ، وقيل ثبت ، من برد لي عليه حق . خرج سهمك أي ظفرت . وأصله أن يجيلوا السهام على شئ ، فمن خرج سهمه حازه . من صلى البردين دخل الجنة . هما الغداة والعشي ، لطيب الهواء وبرده فيهما . إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة . اي صلوها إذا انكسر وهج الشمس بعد الزوال ، وإذا كانوا في سفر فزالت الشمس وهبت الأرواح تنادوا أبردتم بالرواح . وحقيقة الإبراد الدخول في البرد . كقولك أظهرنا وأفجرنا . والباء للتعدية . فالمعنى ادخلوا الصلاة في البرد . باردة الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة . هي التي تجئ عفوا من غير أن يصطلى دونها بنار الحرب ، ويباشر حر القتال . وقيل الثابتة الحاصلة ، من برد لى عليه حق . وقيل الهنية الطيبة من العيش البارد . والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب والهناءة أن الهواء والماء لما كا طيبهما ببردهما خصوصا في بلاد تهامة والحجاز قيل هواء بارد وماء بارد ، على سبيل الاستطابة ، ثم كثر حتى قيل عيش بارد ، وغنيمة باردة ، وبرد أمرنا . بريد كان يكتب إلى أمرئه إذا أبردتم إلى بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم .
[ 83 ]
أي إذا ارسلتم إلى رسولا . والبريد في الأصل البغل وهي كلمة فارسية أصلها بريده دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد البريد كانت محذوفة الأذناب ، فعربت الكلمة وخففت ، ثم سمى الرسول الذي يركبه بريدا ، والمسافة التي بين السكتين بريدا . والسكة الموضع الذي يسكنه الفيوج المرتبون من رباط أو قبة أو بيت أو نحو ذلك وبعد ما بين السكتين فرسخان ، وكان يرتب في كل سكة بغال . برقاء أبرقوا فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين . برقاء أي ضحوا بالبرقاء ، وهى الشاة التي تشق صوفها الأبيض طاقات سود . والعفراء التي يضرب لونها إلى بياض ، من عفرة الأرض . برز سئل أي الكسب أفضل ؟ فقال عمل الرجل بيده ، وكل بيع مبرور . بره أي أحسن إليه فهو مبرور . ثم قيل بر الله عمله إذا قبله كأنه أحسن إلى عمله بأن قبله ولم يرده . ومنه حديث أيى قلابة إنه قال لخالد الحذاء وقد قدم من مكة بر العمل . والبيع المبرور هو الذي لم يخالطه كذب ولا شئ من المآثم كأن صاحبه أحسن إليه بإخلائه عن ذلك . برث يبعث الله منها سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب فيما بين البرث الأحمر وبين كذا . هو الأرض اللينة ، جمعها براث . الضمير منها لحمص ، وإنما قال ذلك لأن جماعة كثيفة من المؤمنين قتلوا هناك .
[ 84 ]
برة أهدى مائة بدنة منها جمل كان لأبي جهل في أنفه برة من فضة . هي الحلقة ، ونقصانها واو ، لقولهم برة مبروة ، أي معمولة . برثمة سئل عن مضر ، فقال كنانة جوهرها ، وأسد لسانها العربي ، وقيس فرسان الله في الأرض ، وهم أصحاب الملاحم ، وتميم يرثمتها وجرثمتها . برثمة قيل أراد بالبرثمة البرثنة واحد البراثن ، وهى المخالب ، والمراد شوكتها وقوتها فأبدل من النون ميما لتعاقبهما ولتزاوج الجرثمة ، كالغدايا والعشايا . والجرثمة الجرثومة وهي أصل الشئ ومجتمعه . براز انطلق للبراز فقال لرجل ائت هاتين الأشياء تين فقل لهما حتى تجتمعا ، فاجتمعتا فقضى حاجته . البراز الفضاء ، واشتق منه تبرز ، كما قيل من الغائط تغوط . الأشاءة النخلة الصغيرة . برا إن أبا طلحة قال له إن أحب أموالي إلى بيرحى ، وإنها صدقة الله أرجو برها وذخرها عند الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ! ذلك مال رابح ، أو قال رائح . بيرحى اسم أرض كانت له ، وكأنها فيعلى ، من البراح ، وهي الأرض المنكشفة الظاهرة . بخ كلمة يقولها المعجب بالشئ . رابح ذو ربح ، كقولهم هم ناصب ، رائح قريب المسافة يروح خيره ولا يعزب . قال سأطلب مالا بالمدينة إننى أرى عازب الأموال قلت فواضله . برزة خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر ومولى أبي بكر بن عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط ، فمروا على خيمتي أم معبد ، وكانت برزة جلدة تحتبى بفناء القبة ثم تسقى وتطعم . فسألوها لحما وتمرا يشترونه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك . وكان القوم مرملين مشتين وروى مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة ، فقال ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم . فقال هل بها من لبن ؟ قالت / ي أجهد من ذلك ! قال أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت بأبي أنت وأمي ! إن رأيت بها حلبا فاحلبها .
[ 85 ]
وروى أنه نزل هو وأبو بكر بأم معبد وذفان مخرجة إلى المدينة . فأرسلت إليهم شاة فرأى فيها بصرة من لبن ، فنظر إلى ضرعها ، فقال إن بهذه لبنا ، ولكن ابغنى شاة ليس فيها لبن ، فبعثت إليه بعناق جذعة ، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها ، وسمى الله ودعا لها في شائها فتفاجت عليه ودرت واجترت . وروى أنه قال لابن أم معبد يا غلام هات قروا ، فاتاه به ، فضرب ظهر الشاة فاجترت ودرت ، ودعا بإناء يربض الرهط ، فحلب به ثجا حتى علاه البهاء وروى الثمال ، ثم سقاها حتى رويت ، وسقى اصحابه حتى رووا ، فشرب آخرهم ، ثم أراضوا عللا بعد نهل ، ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ، ثم غادره عندها ، ثم بايعها ثم ارتحلوا عنها . فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق اعنزا عجافا تشاركن هزالا . وروى تساوك . وروى ما تساوق ، مخهن قليل . فلما رأى أبو معبد اللبن عجب ، وقال من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حيال ، ولا حلوب في البيت ؟ قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كمن حاله كذا وكذا ، فقال صفيه لي يا أم معبد . قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ، ولم تزر به صقلة وروى صعلة ، وروى لم يعبه نحلة ، ولم يزر به صقلة ، وسيما قسيما ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره عطف . أو قال عطف . وروى وطف ، وفي صوته صحل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثاثة ، أزج اقرن ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجل الناس وابهاهم من بعيد ، واحسنه وأجمله من قريب ، حلو المنطق ، فصل لا نزر ولا هذر ، كانما منطقه خرزات نظم يتحدرن ، ربعة لا يائس من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، واحسنهم قدرا ، له رفقاء يحفونه ، إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا معتد . قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكرنا لنا من أمره ما ذكر بمكة ، لقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا
[ 86 ]
فأصبح الصوت ببكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى واهتدت بهم فقد فاز من أمسى رفيق محمد فيا لقصى ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجارى وسؤدد ليهن بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزيد فغادرها رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر ثم مورد برزة البرزة العفيفة الرزينه التي يتحدث إليها الرجال فتبرز لهم ، وهي كهلة قد خلا بها سن ، فخرجت عن حد المحجوبات ، وقد برزت برازة . المرمل الذي نفد زاده فرقت حاله وسخفت ، من الرمل وهو نسج سخيف ، ومنه الأرملة لرقة حالها بعد قيمتها . المشتى الداخل في الشتاء . والمسنت الداخل في السنة ، وهي القحط ، وتؤه بدل من هاء لأن أصل أسنت أسنهت . الكسر بالكسر والفتح جانب البيت . وذفان مخرجه اي حدثان خروجه ، وهو من توذف إذا مر مرا سريعا . البصرة أثر من اللبن يبصر في الضرع . التفاج تفاعل من الفجج ، وهو أشد من الفحج ، ومنه قوس فجاء . وعن ابنة الخس في وصف ناقة ضبعة عينها هاج ، وصلاها راج ، وتمشى تفاج . القرو إناء صغير يردد في الحوائج ، من قروت الأرض إذا جلت فيها وترددت . الإرباض الإرواء إلى أن يثقل الشارب فيربض . انتصاب ثجا بفعل مضمر اي يثج ثجا ، أو بحلب لأن فيه معنى ثج ، ويجوز أن يكون بمعنى قولك ثاجا نصبا على الحال . المراد بالبهاء وبيص الرغوة .
[ 87 ]
والثمال جمع ثمالة ، وهي الرغوة . أراضوا من أراض الحوض إذا استنقع فيه الماء ، أي نقعوا بالرى مرة بعد أخرى . تشاركن هزالا أي عمهن الهزال فكأنهن قد اشتركن فيه . التساوك التمايل من الضعف قال كعب حرف توارثها السفار فجسمها عار تساوك والفؤاد خطيف تساوق الغنم تتابعها في السير ، كان بعضها يسوق بعضها . والمعنى أنها لضعفها وفرط هزالها تتخاذل ويتخلف بعضها عن بعض . الحلوب التى تحلب . وهذا مما يستغربه أهل اللغة زاعمين أنه فعول بمعنى مفعولة نظرا إلى الظاهر ، والحقيقة أنه بمعنى فاعلة ، والأصل فيه أن الفعل كما يسند إلى مباشره يسند إلى الحامل عليه والمطرق إلى إحداثه . ومنه قوله إذا رد عافى القدر من يستعيرها . وقولهم هزم الأمير العدو ، وبنى المدينة . ثم قيل على هذا النهج ناقة حلوب لأنها تحمل على احتلابها بكونها ذات حلب ، فكأنها تحلب نفسها لحملها على الحلب ، وكذلك ناقة ضبوث التي تشك في سمنها فتضبث ، فكأنها تضبث نفسها لحملها على الضبث بكونها مشكوكا في شأنها . ومن ذلك الماء الشروب ، والطريق الركوب ، واشباهها . بلج الوجه بياضه وإشراقه . ومنه الحق أبلج . الثجلة والثجل عظم البطن . والصقلة والصقل طول الصقل وهو الخصر ، وقيل ضمرة وقلة لحمه وقد صقل ، وهو من قولهم صقلت الناقة إذا أضمرتها بالسير . والمعنى إنه لم يكن بمنتفخ الخصر ولا ضامره جدا . والنحل النحول . والصعلة صغر الرأس ، يقال رجل صعل وأصعل ، وامرأة صعلاء . القسام الجمال ، ورجل مقسم الوجه ، كأن المعنى أخذ كل موضع منه من الجمال قسما ، فهو جميل كله ، ليس فيه شئ يستقبح .
[ 88 ]
العطف طول الأشفار وانعطافها ، أي تثنيها ، والعطف والغطف ، وانعطف وانغطف وانغطف أخوات . الوطف الطول . الصحل صوت فيه بحة لا يبلغ أن تكون جشة وهو يستحسن الخلوة عن الحدة المؤذية للصماخ . السطع طول العنق ، ورجل أسطع وامرأة سطعاء ، وهو من سطوع النار . سما قيل ارتفع وعلا على جلسائه . وقيل علا برأسه أو بيده . ويجوز أن يكون الفعل للبهاء أي سماه البهاء وعلاه على سبيل التأكيد للمبالغة في وصفه بالبهاء والرونق إذا أخذ في الكلام لأنه عليه السلام كان أفصح العرب . فصل مصدر موضوع موضع اسم الفاعل أي منطقة وسط بين النزر والهذر فاصل بينهما . قالوا رجل ربعة فأثنوا والموصوف مذكر على تأويل نفس ربعة . ومثله غلام يفعة وجمل حجأة . لا يائس من طول يروى أنه كان فويق الربعة . فالمعنى أنه لم يكن في حد الربعة غير متجاوز له ، فجعل ذلك القدر من تجاوز حد الربعة عدم يأس من بعض الطول . وفي تنكير الطول دليل على معنى البعضية وروى ربعة لا يائس من طول . يقال في المنظر المستقبح اقتحمته العين أي ازدرته ، كأنها وقعت من قبحة في قحمة ، وهي الشدة . محفود مخدوم . وأصل الحفد مداركة الخطو . محشود مجتمع عليه تعنى أن أصحابه يزفون في خدمته ، ويجتمعون عليه . خيمتي ، نصب على الظرف ، أجرى المحدود مجرى المبهم كبيت الكتاب كما عسل الطريق الثعلب
[ 89 ]
اللام في يا لقصي للتعجب ، كالتي ، كالتي في قولهم يا للدواهي ويا للماء ! والمعنى تعالوا يا قصى لنعجب منكم فيما أغفلتموه من حظكم وأضعتموه عن عز كم بعصيانكم رسول الله صلى عليه وآله وسلم ، وإلجائكم إياه إلى الخروج من بين أضهركم . وقوله (ما زوى الله عنكم) ، تعجب أيضا معناه أي شئ زوى الله عنكم ! الضرة اصل الضرع الذي لا يخلوا من اللبن . وقيل هي الضرع كله ما خلا الأطباء . برئ أبو بكر الصديق رضى الله عنه دخل عليه عبد الرحمن بن عوف في علته التي مات فيها فقال اراك بارئا يا خليفة رسول الله ، فقال أما إني على ذلك لشديد الوجع ، ولما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد على من وجعى وليت أموركم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه ، والله لتتخذن نضائد الديباج وستور الحرير ، ولتألمن النوم على الصوف الأدربي ، كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان والذي نفسي بيده لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من ان يخوض غمرات الدنيا . يا هادى الطريق جرت إنما هو الفجر أو البجر . وروى البحر . قال له عبد الرحمن خفض عليك يا خليفة رسول الله ! فإن هذا يهيضك إلى ما بك . وروى أن فلانا دخل عليه فنال من عمر ، قال لو استخلفت فلانا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ، ولما أخذت من أهلك حقا . ودخل عليه بعض المهاجرين وهو يشتكي في مرضه ، فقال له أتستخلف علينا عمر ، وقد عتا علينا ولا سلطان له ، ولو ملكنا كان أعتى وأعتى ! فكيف تقول الله إذا لقيته ! فقال أبو بكر اجلسوني ، فأجلسوه ، فقال أبالله تفرقنى فإنى أقول له إذا لقيته استعلمت عليهم خير أهلك . برئ برئ من المرض ، وبرأ فهو بارئ ، ومعناه مزايلة المرض والتباعد منه ، ومنه برئ من كذا براءة . ورم الأنف ، كناية عن إفراط الغيظ لأنه يردف الاغتياظ الشديد أن يرم أنف المغتاظ وينتفخ منخراه ، قال ولا يهاج إذا ما أنفه ورما
[ 90 ]
النضائد الوسائد والفرش ونحوها مما ينضد ، الواحدة نضيدة . الأذربي منسوب إلى أذربيجان . وروى الأذرى . البجر الأمر العظيم . والمعنى إن انتظرت حتى يضئ لك الفجر أبصرت الطريق . وإن خبطت الظلماء أفضت بك إلى المكروه . وقال المبرد فيمن رواه البحر ضرب ذلك مثلا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها . خفض عليك ، أي أبق على نفسك ، وهون الخطب عليها . الهيض كسر العظم المجبور ثانية ، والمعنى أنه ينكسك إلى مرضك . جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشئ ولى الرأس عنه لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه ، فكأنه جعل أنفه في قفاه ومنه قولهم للمنهزم عيناه في قفاه لنظره إلى ما وراءه دائبا فرقا من الطلب والمراد لأفرطت في الإعراض عن الحق ، أو لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصا لهم ببرك ، ومؤثرا إياهم على غيرهم . تفرقنى تخوفنى من أهلك . كان يقال لقريش أهل الله تفخيما لشأنهم ، وكذلك كل ما يضاف إلى اسم الله كبيت الله وكقولهم لله أنت ، وكقول امرئ القيس فلله عينا من رأى من تفرق أشت وأنأي من فراق المحصب . البرنس أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال رجل ضربني عمر ن فسقط البرنس عن رأسي ، فأغاثني الله بشعفتين في رأسي . البرنس كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، دراة كان أوجبه أو ممطرا الشعفة خصلة في أعلى الرأس . برهوت أمير المؤمنين على عليه السلام خير بئر في الأرض زمزم ، وشرع بئر في الأرض برهوت . هي بئر بحضرموت يزعمون أن بها أرواح الكفار وقيل وأذ باليمن . برهوت وقيل هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر ، والقياس في قائها الزيادة ، لكونها مزيدة في اخواتها الجائية على أمثالها مما عرف اشتقاقه ، كالتربوت والخربوت وغير ذلك .
[ 91 ]
بربر : سعد رضي الله عنه قال لما قتل على راية المشركين من قبل من بني عبد الدار اخذ اللواء غلام لهم اسود ، وكان قد انتكس ، فنصبه العبد وبربريسب ، فرميته وأصيبت ثغرته ، فسقط صريعا ، فأقبل أبو سفيان فقال من رداه ؟ من رداه ؟ البربرة كثرة الكلام ، ويحكى أن أفريقيس أبا بلقيس غزا البربرة فقال ما أكثر بربرتهم ! فسمعو بذلك . رداه رماه بحجر . البارقة عمار رضي الله عنه الجنة تحت البارقة . البارقة هي السيوف لبريقها ، وهذا كقولهم الحنة تحت ظلال السيوف . البردة ابن مسعود رضي الله عنه اصل كل داء البردة . البردة هي التخمة لأنها تبرد حرارة الشهوة ، أو لأنها ثقيلة على المعدة بطيئة الذهاب ، من برد إذا ثبت وسكن ، قال اليوم يوم بارد سمومه من جزع اليوم فلا نلومه والمعنى ذم الاكثار من الطعام ، وعن بعضهم لو سئل أهل القبور ما سبب آجالكم ؟ لقالوا التخم برشم - برهم حذيفة رضي الله عنه قال سبيع بن خالد أتينا الكوفة ، فإذا أنا برجال مشرفين على رجل ، فقالوا هذا حذيفة بن اليمان ، فقال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، فبرشموا إليه . أي حددوا النظر وأداموه وإنكارا لقوله وتعجبا منه ، يقال برشم إليه وبرهم وإنما كان يسأله عن الشر ليتوقاه فلا يقع فيه ، ولهذا كانت عامة ما يروى من أحاديث الفتن منسوبة إليه . برئ وبراء أبو هريرة رضي الله عنه استعمله عمر على البحرين ، فلما قدم عليه قال له يا عدو الله وعدو رسوله ، سرقت من مال الله ، فقال لست بعدو الله ولا عدو رسوله ولكني عدو من عاداهما ، ولكنها سهام اجتمعت ونتاج خيل ، فأخذ منه عشرة ألاف درهم فألقاها في بيت المال ، ثم دعاه إلى العمل فأبى ، فقال عمر رضي الله عنه فإن يوسف
[ 92 ]
قد سأل العمل ، فقال إن يوسف مني برئ وأنا منه براء ، وأخاف ثلاثا واثنتين ، قال أفلا تقول خمسا ؟ قال أخاف أن أقول بغير حكم وأقضي بغير علم وأخاف أن يضرب ظهري ، وأن يشتم عرضي ، وأن يؤخذ مالي . البراء البرئ . والمراد بالبراءة بعده عنه في المقايسة ، لقوة يوسف عليه السلام برئ وبراء على الاستقلال بأعباء الولاية وضعفه عنه ، وأراد بالثلاث والاثنتين الخلال المذكورة ، وإنما جعلها قسمين لكون التنتين وبالا عليه في الآخرة ، والثلاث بلاء وضرارا في الدنيا . برق ابن عباس رضي الله عنهما لكل داخل برقة . هي المرة من البرق ، مصدر برق يبرق إذا بقي شاخص البصر حيرة ، وأصله أن يشيم البرق فيضعف بصره . ومنه حديث عمرو بن العاص ، أنه كتب إلى عمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ، إن البحر خلق عظيم ، يركبه خلق ضعيف ، دود على عود ن بين غرق وبرق . يريد أن راكب البحر إما أن يغرق أو يكون مدهوشا من الغرق . علقمة رضي الله عنه قال أجو وائل قال لي زياد إذا وليت العراق فائتني ، فأتيت علقمة فسألته ، قال لا تقربهم فإن علي أبوابهم فتنا كمبارك الإبل ، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك مثليه . أراد مبارك الإبل الجربى . يعني أن هذه الفتن تعدي من يقربهم إعداء هذه المبارك الإبل الملس إذا أنيخت فيها . قال تعدي الصحاح مبارك الجرب برى على بن الحسين صلوات الله عليهما اللهم صل على محمد عدد البرى والثرى والورى . البرى التراب الذي على وجه الأرض ، وهو العفر ن من برى له إذا عرض وظهر . برى الثرى الندى الذي تحت البرى ، ومنه قولهم التقى الثريان ، أي ندى المطر وبرى وندى الثرى . برطم مجاهد رحمه الله قال قوله عز وجل (وأنتم سامدون البرطمه .
[ 93 ]
هذا تفسير للسمود ، والسامد الرافع رأسه تكبيرا والمبرطم المتخاوص في النضر ، وقيل المقطب المتغضب لكبرة . وجاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : " سامدون " متكبرون . قتادة رضي الله عنه تخرج نار من مشارق الأرض تسوق الناس إلى مغاربها سوق البرق الكسير . هو الجمل تغريب " برة " برد في الحديث لاتبردوا عن الظالم . أي لا تخففوا عنه ، ولا تسهلوا عليه من عقوبة ذنبه بشتمه ولعنه . البيرم والبرم في (أن) . البريح في (ول) . يتبرضه في خب) . البردفي (خي) . وثلاثين بردة في (سر) . من هذا البرح في (سر) . غير أبرام في (عب) . كثيرات المبارك في (غث) . البرهرهة في (هو) . بكم برة في (مس) . أبر عليهم في (نض) . من البرحاء في (وغ) . برانيا في (جو) . وهذه البرازق في (طر) . البرجمة في (وس) . إن البر دون الإثم في (رب) . الباء مع الزاي البزبزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت نبوة رحمة ، ثم تكون خلافة رحمة ، ثم تكون ملكا يملكه الله من يشاء من عباده ثم تكون بزبزيا : قطع سبيل ، وسفك دماء ، وأخذ أموال بغير حقها . أي استيلاء منسوبا إلى البزبزة ، وهني الإسراع في الظلم ، والخفة إلى العسف ، وأصلها السوق الشديد وروى " بزيزي " بوزن " خليفي ، وهي مصدر من بز إذا سلب ، ومعناها كثرة البز . الضمير في " كانت " للحال ، وكذلك في تكون " بازل خطب يوم فتح مكة فقال : ألا في قتيل خطأ العمد ثلاث وثلاثون حقة ، وثلاث وثلاثون جذعة ، وأربع وثلاثون ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة . يقال : جمل بازل وناقة بازل : إذا تمت لهما ثماني سنين ودخلا في التاسعة . وإذا أتى على الجمل عام بعد البزول قيل له : مخلف فأما الناقة فلا تكون مخلفا ن ولكن يقال : بزول وبازل عام . والضمير في " عامها " ، يرجع إلى موصوف محذوف لأن التقدير : إلى ناقة بازل عامها ، ولايجوز ، رجوعه إلى " بازل : نفسها ، لأن البازل مضافة إلى العام ، فلو
[ 94 ]
رجعت فأضفت العام إليها كنت بمنزلة من يقول ك سيد غلامة ، أي سيد غلام السيد ، وهذا محال ، ونظيرة في قول حاتم يخاطب امراته : أماوي إني رب واحد أمه أجرت فلا غرم عليه ولا أسر والخلفة ، وهي المخاض ، وهي الحوامل على غير لفظها . البزو في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كذبتم وبيت الله يبزي محمد ولما نطاعن دونه ونقاتل أي لايبزي ، فحذفه لأنه لا يلبس ، ومثله : فقلت : يمين الله أبرح قاعدا وقوله : آليت حب العراق الدهر أطعمه والبزو : القهر والغلبة ، ويحوز أن يكون من الإبزاء ، قال : وإني أخوك الدائم العهد لم أحل إن ابزاك خصم أو نبا بك منزل
[ 95 ]
أمير المؤمنين [ على ] رضى الله عنه _ قال سعد بن أبي وقاص : رأيته يوم بدر وهو يقول : بازل عامين حديث سني سنحنح الليل كأني جني لمثل هذا ولدتني أمي ما تنقم الحرب العوان مني [ سنحنح الليل كأني جنى ] وروى : [ سمعمع كأنني من جن ] بازل عامين : هو البعير الذي تمت له عشر سنين ، ودخل في الحادية عشرة فبلغ نهاتية في القوة ، وهو الذي يقال له : مخلف عام والمعنى : أنا في استكمال القوة كهذا البعير مع حداثة السن . السنحنح والسمعمع ممكا كرر عينه ولامه معا ، وهما من سنح وسمع . فالسنحنح : العريض الذي يسنح كثيرا ، وإضافتة إلى الليل على معنى أنه يكثر السنوح فيه لأعدائه والتعرض لهم لجلادته ، والسمعمع : الخفيف السريع في وصف الذئاب فاستعير ، والذئب موضوف بحدة السمع ، ولهذا قيل لولده من الضبع : السمع ، وضرب به المثل فقيل : أسمع من سمع . السن : أنثت في تسمية الجارحة بها ، ثم استعيرت للعمر ، للاستدلال بها على طوله وقصره : فقيل : كبرت سني مبقاة على التأنيث بعد الاستعارة ، ونظيرها اليد والنار في إبقاء تأنيثهما بعد ما استعيرتا للنعمه والسمة . وقوله : حديث سني ، كما يقال : طلع الشمس ، واضطرم النار لأن " حديث " معتمد على " أنا " المحذوف وليس بخير قدم . خفف ياء " جني " ضرورة ، ويجوز في القوافي تخفيف كل مشدد ومثله قوله : * اصحوت اليوم أم شاقتك هر * خالف بين حرفي الروى لتقارب النون والميم ، وهذا يسمى الاكفاء في علم القوافي ومثله :
[ 96 ]
ياريها اليوم على مبين على مبين جرد القصيم بازلة زيد رضي الله عنه فضى في البازلة بثلاثة أبعرة . بازلة هي في الشجاج : المتلاحمة ، لأنها تبزل اللحم أي تشقه . بزيع في (خش) . بأشهب بازل في (شه) . البيازر في (بج) . بزة في (شك) . الباء مع السين البس النبي صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يبسون المدينة ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون . البس البس : السوق والطرد ، يقال : بس القوم عنك ، أي اطردهم ، ومنه بس عليه عقاربه إذا بث نمائمه قال أبو النجم : وانبس حيات الكثيب الأهيل وبه فسر قوله تعالى : وبست الجبال بسا ، والمعنى يسوقون بهائمهم سائرين ولا محل له من الإعراب لأنه بدل من " يخرج قوم " ، ولايجوز أن يقال : هو من محل النصب على الحال لأن الحال لا ينتصب عن النكرة ، ويجوز أن يكون صفة لقوم فيحكم على موضعه بالرفع . بسط يدا لله بسطان لمسئ النهار حتى يتوب بالليل ، ولمسئ الليل حتى يتوب بالنهار . يقال : يد فلان بسط : إذا كان منفاقا منبسط الباع ، ومثله في الصفات : روضه أنف ، ومشية سجح ، ثم يخفف فيقال : بسط كعنق وأذن ، جعل بسط اليد كناية عن الجود ، حتى قيل للملك الذي يطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة : مبسوط اليد ، وإن كان لم يعط منها شيئا بيده ، لولا يبسطها به البته ، وكذلك المراد بقوله : يد الله بسطان ، وبقوله تعالى : بل يداه
[ 97 ]
مبسوطتان) الجواد والإنعام لاغير ن من غير تصور يد ولا بسطها لأن قولهم : مبسوط اليد وجواد عبارتان متعقبتان على معنى واحد ، والمعنى : إن الله جواد بالغفران للمسئ التائب . رزقنا الله التوبه ومغفرة الذنوب ؟ وفي قراءة ابن مسعود ك (بل يداه بسطان وفي حديث عروة : مكتوب في الحكمة : ليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء . أي منبسطا منطلقا . بسل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مات أسيد بن حضير فأبسل ماله بدينه ، فبلغ عمر ، فرده فباعه ثلاث سنين متواليه فقضى دينه . بسل أي أسلم إذا كان مستغرق بالدين ، ومنه أبسل فلان بجريرتة . قال الشنفري : هنالك لاأرجو حياة تسرني سجيس الليالي مبسلا بالجرائر وكان المال نخلا فباعة ، أي باع ثمرته حتى قضى منها دينه قال في دعائه : آمين وبسلا . قيل : معناه إيجابا وتحقيقا قال أبو نخيله لاخاب من نفعك من رجا كا تبسلا وعادى الله من عادا كا باسنة ابن عباس رضي الله عنهما نزل آدم من الجنه ومعه الحجر الأسود متأبطه ، وهو ياقوته من يواقيت الجنه ، نزل بالباسنة ونخلة العجوة وروى : " ونزل بالعلاة " . باسنه [ 6 ] الباسنة : آلات الصناع ، وقيل سكة الحراث العجوة : ضرب من أجود التمر . وعنه عليه وآله الصلاة والسلام : العجوة من الجنة . وهي شفاء من السم . العلاة : السندان البسر الاشجع العبدى رضي الله عنه لا تبسروا ولا تثجروا ولا تعاقروا فتسكروا . البسر : خلط البسر بالتمر وانتباذهما . والثجر : أن يؤخذ ثجير البسر فيلقى مع التمر ، وهو ثفله .
[ 98 ]
والمعاقرة : الإدمان ، مأخوذ من عقر الحوض وهو مقام الشاربة ، أي لا تلزموه لزوم الشاربه العقر . الحسن رحمة الله قال له وليد التياس : إني رجل تياس . قال : لاتبسر وتحلب وروي : سألت الحسن عن كسب التياس . فقال : لا بأس به ما لم يبسر ولم يمصر . هو أن يحمل على الشاة غير الصارف والناقة غير الضبعة . المصر : أن يحلب بإصبعين ، أراد ما لم يسترق اللبن قد بس منه في (عي) . البساط في (عم) . وبواسقها في (قع) . فأنجاد بسل في فر) بعد تبسق في (رب) . ومرة البسر في (رغ) . الباسة في (بك) . أشأم من البسوس في (زو) . الباء مع الشين التبشبش النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ لا يوطن من المسجد للصلاة والذكر رجل إلا تبشبش الله به من حين يخرج من بيته كما تبشبش أهل البيت بغائبهم إذا قدم عليهم التبشبش التبشبش بالإنسان : المسرة به والإقبال عليه ، وهو من معنى البشاشة لامن لفظها عند أصحابنا البصريين وهذا مثل لارتضاء الله فعله ووقوعه الموقع الجميل عنده . يخرج : في موضع الجر بإضافة حين إليه والأوقات تضاف إلى الجمل ، ومن لابتداء الغاية والمعنى : إن التبشبش يبتدئ من وقت خروجه من بيته إلى أن يدخل المسجد فترك ذكر الانتهاء لأنه مفهوم ونظيره : شمت البرق من خلل السحاب ولايجوز أن يفتح " حين " كما فتحه في قوله : على حين عاتبت المشيب على الصبا لأنه مضاف إلى معرب ، وذالك إلى مبني
[ 99 ]
بشر ابن مسعود رضي الله عنه ذلك أحب القرآن فليبشر وروى فليبشر . بشر : يقال ك بشرته ، بمعنى بشرته ، فبشر ، كجبرته فجبر ، وبشرت فبشر كثلجت صدرة فثلج ، والمعنى البشارة بالثواب العظيم الذي لا يبلغ كنهة وصف ولهذا المعنى حذف المبشر به . وقيل : المراد بقوله " فليبشر " بالضم أن يضمر نفسه لحفظه فإن كثرة الطعام تنسيه إياه ، من بشر الأديم وهو أخذ باطنه بشفرة . ومثله قوله : " إني لأكره أن أرى الرجل سمينا نسيا للقرآن " . نظير البشر في وقوعه عبارة عن التضمير النحت والبرئ في التعبير بهما عن الهزال وذهاب اللحم . يقال : براه السفر قال : وهو من الأين حف نحيت ومن البشر حديث ابن عمرو : أمرنا أن نبشر الشوارب بشرا . أراى د أن نحفيها حتى تظهر البشرة البشام ابن غزوان رضي الله عنه خطب الناس بالبصرة ، فقال : لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالنا طعام إلا ورق البشام حتى قرحت أشداقنا ، مامنا اليوم رجل إلا على مصر من الآمصار . وروى ك " سابع سبعة قد سلقت أفواهنا من أكل الشجر " البشام البشام : شجر يستاك به قال جرير : أتذكر يوم تصقل عارضيها بفرع بشامة سقى البشام سلقت ، من السلاق ، وهو بثر يخرج من باطن الفم .
[ 100 ]
السابع على معنيين : يكون اسما للواحد من السبعة ، واسم فاعل من سبعت القوم إذا كانوا سته ، فأتممتهم بك سبعة . فالأول يضاف إلى العدد الذي منه اسمه ، فيقال : سابع سبعة إضافة محضة بمعنى أحد سبعة ومثله في القرآن (ثاني اثنين) ، وثالث ثلاثة . والثاني يضاف إلى العدد الذي دونه فيقال : سابع ستة إضافة غيره من أسماء الفاعلين ، كضارب زيد ، والمعنى سابع سته . بشر الحجاج دخل عليه سيابة بن عاصم السلمى ، فقال : من أي البلدان أنت ؟ قال : من حوران قال : هل كان وراءك من غيث ؟ قال : نعم أصلح الله الأمير قال : انعت لنا كيف كان المطر وتبشيره ؟ قال : أصابتني سحابة بحوران ، فوقع قطر كبار وقطر صغار ، فكأن الصغار لحمة للكبار ، ووقع بسبطا متداركا ، وهو السح الذي سمعت به واد سائل ، وواد نادح ، وأرض مقبلة ، وارض مدبرة ، وأصابتني سحابة بالقريتين فلبدت الدماث ، وأسألت العزاز ، وصدعت عن الكمأة أماكنها ، وجئتك في مثل جار الضبع . وروي : فبلدت الدماث ، ودحضت التلاع ، وملأت الحفر ، وجئتك في ماء يجر الضبع ، ويستخرجها من وجارها فقاءت الآرض بعد الري ، وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية . ثم دخل عليه رجل من أهل اليمامة ، فقال : هل كان وراءك من غيث ؟ فقال نعم ، كانت سماء ولم أرها ، وسمعت الرواد تدعو في ريادتها فسمعت قائلا يقول : أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران ، وتشتكي في النساء ، وتنافس فيها المعزى . فلم يفهم الحجاج ما قال ، فاعتل عليه بأهل الشام ، فقال ويحك إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم . فقال : أما طفء النيران ، فإنه : أخصب الناس فكثر السمن والزبد واللبن فلم يحتج إلى نار يخبزه بها . وأما تشكى النساء فإن المرأة تربق بهمها وتمخض لبنها فتبيت ولها أنين وأما تنافس المعزى فإنها ترى من ورق الشجر وزهرة النبات ما يشبع بطونها ولا يشبع عيونها فتبيت ولها كظة من الشبع وتشتر فتتنزل الدرة ثم دخل رجل من بني أسد ن فقال له : هل كان وراءك منغيث ؟ قال ؟ أغبر البلاد ، وأكل ما اشرف من الجنة فاستقينا انه عام سنة . فقال : بئس المخبر أنت !
[ 101 ]
ثم دخل رجل من الموالي من أشد الناس في ذلك الزمان ، فقال له : هل كان وراءك من غيث ؟ قال : نعم ، أصلح الله الأمير ، غير أني لا أحسن أن اقول كما قال هؤلاء إلا أنه اصابتني سحابة فلم أزل في ماء وطين حتى دخلت على الامير . فضحك الحجاج ثم قال ك والله لئن كنت من اقصرهم خطبة في المطر انك لمن اطولهم خطوة بالسيف التبشيرة : واحد التباشير وهي الآوائل والمبادئ . ومنه تباشير الصبح ، وهو في الاصل مصدر بشر : لأن طلوع فاتحة الشئ كالبشارة به ، ومثله التعشيب والتنبيت . لحمة للكبار أراد أن القطر قد انتسج لفرط تتابعة ، فشبه الكبار بسدى النسيج والصغار بلحمته . السبط : المتد المنبسط ، وقد سبط وسبط . النادح : الواسع ، من ندح يندح إذا وسعه ن وهو من باب العيشة الراضيه ، والماء الدافق ، ومنه المندوحة وهي السعة ، مصدر من ندح كالمكذوبه والمصدوقة . الدماث : السهول ، جمع مكان دمث أو أرض دمثة . العزاز : الأرض الصلة . ودحضت التلاع : صيرتها مداحض : أي مزالق الإخاذ : المصانع افعمت : ملئت . الريادة : مخرجة على زنة الخياطة والقصارة لانها صناعة الكظة : الامتلاء المفرط من طعام أو شراب : من اكتظ الوادي أذا غص بالماء . قلبت جيم (تجتر) شينا لتقاربهما . قيل في (تشكى النساء) وجه آخر ، وهو اتخاذهن شكاء اللبن ، جمع شكوة وهي القربة الصغيرة يقال : شكى الراعي وتشكى ، قال وحتى رأيت العنز تشترى وتشكت ال أيامى وأضحى الرئم بالدو طاويا الجنة ، عامة الشجر التي تتربل في الصيف . السنة : القحط اراد بطول الخطوة التقدم إلى الأقران ، من قول ابن حطان إذا فصرت اسيافنا كان وصلها خطانا إلى أعدائنا فنضارب
[ 102 ]
وأبشره في (قر) . فبشكه في (طر) . والبشام في (ظر) . بشق في (غث) . الباء مع الصاد [ البصر ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن طريف : كنت شاهدا النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر أهل الطائف ، فكان يصلي بنا صلاة البصر ، حتى لو أن إنسانا رمى بنبلة أبصر مواقع نبله . البصر البصر ، بمعنى الإبصار ، يقال : بصر به بصرا . وقيل لصلاة الفجر أو المغرب على خلاف فيها : صلاة البصر لأنها تصلى في وقت إبصار العيون للأشخاص بعد حيلولة الظلمة أو قبلها . ذكر قوما يؤمون البيت ورجل متعوذ بالبيت قد لجأ به من قريش ، فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فقيل : يارسول الله أليس الطريق يجمع التاجر وابن السبيل والمستبصر والمجبور ؟ قال : يهلكون مهلكا واحدا ، ويصدرون مصادر شتى . المستبصر : ذو البصيرة في دينه . المجبور : المجبر على الخروج ، يقال : جبره على الأمر وأجبره ومعناه أن قوما يقصدون بيت ألله ليلحدوا في الحرم فيخسف بهم الله . فقيل له : إن تلك الرفقة قد تجمع من ليس قصده قصدهم . فقال : يهلكون جمعيا ، ثم يذهبون مذاهب شتى في الجزاء . ابن مسعود رضي الله عنه بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام ، وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام . البصر : غلظ الشئ ، يقال : ثوب ذو بصرة إذا كان غليطا وثيجا . ومنه البصرة والبصر لنوع من الحجارة ويجوز
[ 103 ]
أن يراد بالمسيرة المسافة التي يسار فيها كما قيل : المتيهة والمزلة ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى السير كالمعيشة والمعيش ، والمعجزة والمعجز . [ بصص ] : كعب رضي الله عنه تمسك النار يوم القيامة حتى تبص كأنها متن إهالة ، فإذا استوت عليها أقدام الخلائق نادى مناد : أمسكي أصحابك ودعي أصحابي فتخنس بهم وروى : فتخسف بهم ، فيخرج منها المؤمنون نديه ثيابهم البصيص : البريق الإهالة : الودك . خنس به يخنس ويخنس : إذا أخره وغيبه . بصير وأعمى في (سف) . ما هذه البصرة في (كذ) . بصرة في (بر) . وبصرها في (فر) . أصح بصر في (خس) . الباء مع الضاد [ البضع ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ لما تزوج خديجة بنت خويلد دخل عليها عمرو بن أسيد ، فلما رأى النبي عليه السلام قال : هذا البضع لا يقرع أنفه وروي : لا يقدع . وروى : أنه لما خطب خديجة استأذنت أباها وهو ثمل فقال : هو الفحل لا يقرع أنفه فنحرت بعيرا ، وخلقت أباها بالعبير . وكسته بردا أحمر فلما صحا من سكره قال : ماهذا الحبير ؟ وهذا العقير ؟ وهذا العبير ؟ البضع : مصدر بضع المرأة إذا جامعها ، ومثله فيما حكاه سيبويه : قرعها قرعا ، وذقطها ذقطا (1) وفعل في المصادر غير غريب منه الشغل والسكر والكفر وأخوات لها ؟ ويقال لعقد النكاح : بضع أيضا ، كما استعمل النكاح في المعنيين . وأرادها هنا صاحب البضع فحذف . قرع الانف : عبارة عن الرد ، وأصله في الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب في كرائم الإبل قرع أنفه بالعصا ليرتد عنها ] . والقدع قريب من القرع ، قالت ليلى الأخيلية :
[ 104 ]
ولم يقدع الخصم الألد ويملأ ال جفان سديفا يوم نكباء صرصر (2) أراد بالجيرة : البرد الذي كسته ، وبالعبير : الذي خلقته به . وبالعقير : البعير المنحور . عمر رضي الله عنه كان لرجل حق على أم سلمة ، فأقسم عليها أن تعطيه ، فضربه أدبا له ثلاثين سوطا كلها يبضع ويحدر وروى : يحدر . أي يشق الجلد ، ومنه المبضع ، ويورم ن يقال : احدره الضرب وحدره حدرا . وحدر الجلد بنفسه حدورا . قال عمر بن ابي ربيعة : لو دب ذر فوق ضاحى جلدها * لأبان من آثارهن حدورا وقيل : يحدر الدم أي يسيله . [ البضيض ] : النخعي رحمه الله تعالى قال : إن الشيطان يجري في الإحليل ، ويبض في الدبر ، فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئا فلا ينصرف حتى يسع صوتا أو يجد ريحا . البضيض : سيلان قليل ، شبه الرشح والمعنى أنه يدب فيه فيخيل إليك أنه بضيض بلل . [ البض ] : الحسن رحمه الله تعالى ما تشاء أن ترى أحدهم أبيض بضا يملخ في الباطل ملخا ، وينفض مذروية ، ويضرب أسدرية ، يقول : هأنذا فاعرفوني ! قد عرفناك فمقتك الله ومقتك الصالحون . البض البض : الرقيق البشرة الرخص الجسد الملخ : الإسراع والمر السهل ، يقال : بكرة ملوخ ، وقال رؤبه : * معتزم التجليخ ملاخ الملق (3) * أي سريع في الملق ، وهو ما استوى من الأرض المذروان : فرعا الأليتين ، وإنما لم يقل : مذريان كقولهم : مذريان في تثنيه مذرى الطعام لأن الكلمة مبنية على حرف التثنية ، كما لم تقلب ياء النهاية ، وواو الشقاوة همزة لبنائهما على حرف التأنيث .
[ 105 ]
الأسدران : العطفان ، أي يضرب بيديه عليهما . عن أبن الأعرابي : وهو مثل للفارغ ، ونفض المذروين للمختال . قد عرفناك : يسمى التفاتا ، وله في علم البيان موقع لطيف . وتبضع طيبها في (كى) . ما تبض ببلال في (صب) . يبض ماء أصفر في (ند) من كل بضع في (سح) . أن يستبضع في (نظ) الباء مع الطاء [ بطن ] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم رأيت عيسى بن مريم عليه السلام ، فإذا رجل أبيض مبطن مثل السيف . بطن هو الضامر البطن . [ بطاقة ] : ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما يؤتى برجل يوم القيامة ، وتخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا الله إلا الله ، وتخرج له تسعة وتسعون سجلا فيها خطاياه فترجح بها . بطاقة قال ابن الأعرابي : البطاقة : الورقة وروى " نطاقه " بالنون . وقال شمر : هي كلمة متذله بمصر وما والاها ، يدعون بها الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب التي فيها رقم ثمنه لآنها تشد بطاقة من هدبه ، وقيل لها : النطاقة لانها تنطق بما هو مرقوم عليها . [ البطة ] : أبن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال رجاء بن حيوة : كمنت معه فضعف السراج فقلت : أقوم فأصلحه ، فقال : إنه للؤم بالرجل أن يستخدم ضيفه ، فقام فأخذ البطة فزاد في دهن السراج ثم رجع فقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز ! البطة : الدبة بلغة أهل مكة ، وقيل : هي إناء كالقارورة ، وكأنها سميت بذلك لآنها على شكل الطائر المعروف . [ بطن ] : النخعي رحمه الله تعالى كان يبطن لحيته ويأخذ من جوانبها . أي يأخذ شعرها من تحن الذقن والحنك . أبطحوا في (رف) . وبطن في (ظه) . والبطحاء في (جد) . وبطيحاء في (كم) .
[ 106 ]
ذو البطين في (جب) . بطاقة في (كه) . ليستبطنها في (غل) . أبا البطحاء في (قح) . إن الشوط بطين في (رح) . ببطنتك في (غض) . الأباطيل في (دح) . البطريق في (رس) . ما بطأ بهم في (ثب) . الباء مع الظاء [ بظارة ] : على عليه السلام _ أتى في فريضة ، وعنده شريح فقال له : ما تقول أنت أيها العبد الأبظر ؟ بظارة هو الذي في شفته العليا بظارة ، وهي هنة ناتئة في وسطها لا تكون لكل احد ، ويقال لحلمه ضرع الشاة : بظارة أيضا ، وقيل : الأبظر الصخاب الطويل اللسان وجعله عبدا لانه وقع عليه سباء في الجاهلية بظيت في (زر) . الباء مع العين [ البعل ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ ما سقى منها بعلا ففيه العشر . البعل : النخل النابت في أرض تقرب مادة مائها ، فهو يجتزئ بذلك عن المطر والسقي وإياه أراد النابغة في قوله : من الواردات الماء بالقاع تستقى * بأذنابها قبل استقاء الحناجر (1) وإنما سمي بعلا لانه باجتزا ئه كل على منابته ومراسخ عروقه ، من قولهم أصبح فلان بعلا على أهله إذا صار كلا وعيالا عليهم . ومنه تحديثه : إن رجلا أتاه فقال : يارسول الله أبايعك على الجهاد ، فقال : هل لك من بعل ؟ قال : نعم ، قال : انطق فجاهد فيه ، فإن لك فيه مجاهدا حسنا . قيل معناه : هل لك من يلزمك طاعته من أب وأم ونحوهما ؟ من قولهم : هو بعل الدار
[ 107 ]
والدابة ، أي مالكهما ، ومنه بعل المرأة . ويجوز أن يكون مخففا عن بعل ، وهو العاجز الذي لا يهتدي لأمره من بعل بالأمر بعلة : بلهاء لا تحسن اللبس ولا إصلاح شأن النفس . بعلا ، نصب على الحال ، والمعنى ما سقاه الله بعلا . [ الانبعاق ] : تكلم لديه رجل فقال له : كم دون لسانك من حجاب ؟ فقال : شفتاي وأسناني . قال إن الله يكره الانبعاق في الكلام هو الإكثار والاتساع فيه ن من انبعق المطر وهو أن يسيل بكثرة وشدة . [ بعال ] : ذكر أيام التشريق فقال : انها أيام أكل وشرب وبعال . بعال هو المباعلة ، وهي ملاعبة الرجل أهله قال الحطيئة : وكم من حصان ذات بعل تركتها * إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله (2) [ البعولة ] ابن مسعود رضي الله عنه ما مصلى لامرأة أفضل من أشد مكان في بيتها ظلمة ، إلا أمرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها . هي جمع بعل ، والتاء لتأنيث الجمع ، كالسهولة والحزونة ، ويجوز أن يكون مصدرا ، يقال : بعلت المرأة بعولة ، أي صارت ذات بعل . . المنقل ك الخف ، قال الكميت : وكان الأباطيح مثل إلإرين وشبه بالحفوة المنقل (3) أي هي لابسة خفيها لخروجها من البيت ، وترددها في الحوائج ، والمعنى كراهة الصلاة في المسجد للشواب والترخيص فيها للعجائز . لامرأة : في موضوع الرفع صفة لمصلى . وأفضل إما أن ينصب على لغة أهل الحجاز ، أو يرفع على لغة بني تميم . [ البعق ] : حذيفة رضي الله عنه قال : ما بقي من المنافقين إلا أربعة ، فقال رجل : فأين الذين يبعقون لقاحنا ، وينقبون بيوتنا ؟ فقال : أولئك هم الفاسقون _ مرتين . بعق بعق الناقة : نحرها ، وبعق للتكثير . وفي كلام الضبي كانت قبلنا ذئبة مجرية فأقبلت هي وعرسها ليلا ، فبعقتا غنمنا .
[ 108 ]
أي شقتا بطونها ، أو المراد اللصوص الذين يغيرون على أهل الحي فيستاقونا ، ثم ينجرونها ويأكلونها . [ بعثة ] (*) : إن للفتنة بعثات ووفقات فمن استطاع ان يموت في وقفاتها فليفعل . جمع بعثة ، وهي المرة من البعث أي إثارات وتهيجات . [ البعثط ] : معاوية رضي الله عنه قيل له : أخبرنا عن نفسك في قريش ؟ فقال : أنا ابن بعثطها والله ماسوبقت إلا سبقت ، ولا خضت برجل غمرة إلا قطعتها عرضا . البعثط : سرة الوادي ، أراد أنه من صميم قريش وواسطتها . وخوض الغمر عرضا أمر شاق لا يقوى عليه إلا الكامل القوة ، يقال : إن الأسد يفعل ذلك والذي عليه العادة أتباع الجزية حتى يقع الخروج ببعد من موضع الدخول ، وهذا تمثيل لإقحامة نفسه فيما يعجز عنه غيره وخوضه في مستصعبات الآمور وتفصية منها ظافرا بمباغية . [ بعليا ] : عروة رضي الله عنه _ قال : قتل في بني عمرو بن عوف فتيل ، فجعل عقله على بني عمرو بن عوف فما زال وارثه ، وهو عمير بن فلان ، بعليا حتى مات . هو منسوب إلى البعل من النخل ، وقد سبق تفسيره والمراد ما زال غنيا ذا نخل كثير ، ويجوز أن يكون بمعنى البعل وهو المالك من قولهم : هو بعل هذه الناقة ، والياء ملحقة للمبالغة مثلها في أحمر ودواري أي كثير الأملاك والقنية . وقيل : يشبه أن يكون بعلياء من قول العرب في أمثالها : ما زال منها بعلياء ، يضرب لمن يفعل فعله تكسبه شرفا ومجدا ، ومثله قولهم : ما زال بعدها ينظر في خير والعلياء : اسم للمكان المرتفع كالنجد واليفاع ، وليست بتأنيث الآعلى الدليل عليه انقلاب الواو فيها ياء ، ولو كانت صفة لقيل : العلواء : كما قيل : العشواء : والقنواء والخدواء ، في تأنيث أفعالها ولآنها استعملت منكرة ، وأفعل التفضيل مؤنثة ليسا كذلك . فبعها في : (كر) يوم بعاث في (ف) ي ز تبعل أزواجكن في قص) . ولا باعوثا في (قل) ؟ بعجت له في (حن) . اغدو المبعث في (غد) . تعج الأرض في (زف) . بعل بالآمر في (هط) . وبعيثك في (دح) . من البعل في (ضح) . بعد مابين السماء والأرض في (رف) . بعلى رسولها في (سح) .
[ 109 ]
الباء مع الغين [ بغش ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا معه في سفر ، فأصابهم بغيش فنادى مناديه : من شاء أن يصلي في رحله فليفعل . تصغير بغش ، تصغير بغش ، وهو المطر الخفيف ، وقد بغشت المساء الأرض تبغشها . قال رؤبة : * سيدا كسيد الردهة المبغوش (1) * [ بغاء ] : أبو بكر الصديق رضي الله عنه خرج في بغاء إبل ، فدخل عند الظهيرة على امرأة يقال لها حبة ، فسقته ضيحة حامضة . أخرج بغاء الشئ على زنة الأدواء كالعطاس والنحاز تشبيها لشغل قلب الطالب بالداء ، وبغاء المرأة على زنة العيوب كالشراد والحران لأنه عيب فاحش . الضحية : من الضيح ، وهو اللبن المرقق ، كالشحمة من الشحم ، الشهدة من الشهد ، وهي الشئ اليسير منه . [ بغثر ] : أبو هريرة رضي الله عنه إذا رأيتك يارسول الله قرت عيني ، وإذا لم أرك تبغثرت نفسي . التغثر : خبث النفس من غثيان وسوء ظن وغير ذلك ، والمراد هاهنا خبثها للوحشة يفقد المشاهدة . باغ وهاد في (كر) . بغيانا في (ان) بغوتها في (صح) . ابغني في (غف) . لا ينبغي له أن ينام في (قس) . باعوثا في (قل) . البغايا في (أب) . أبغيها الطعام في (دى) . الباء مع القاف [ بقي ] : النبي صلى لله عليه وآله وسلم - تبقه وتوقه .
[ 110 ]
التبقى : بمعنى الاستبقاء ، كالتقصي بمعنى الاستقصاء ، وفي أمثالهم : لا ينفعك من زاد تبقى . وقال ذو الرمة : * وأدرك المتبقي من ثميلته (1) * والمعنى الأمر باستقباء النفس ، وألا يلقى بها إلى التهلكه ، والتحرز من المتالف ، والهاء ملحقة للسكت . [ بقر ] نهى عن التبقر في الأهل والمال . التبقر : تفعل ، من بقر بطنه إذا شقه وفتحه ، فوضع موضع التفرق والتبدد . والمعنى النهي عن أن يكون في أهل الرجل وماله تفرق في بلاد شتى فيؤدي ذلك إلى توزع قلبه . وهذا التفسير معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه : فكيف بمال براذان ومال بكذا ؟ [ بقع ] : قال أبو مويهبة رضي الله عنه : طرقني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر الله لأهل البقيع فانطلقت معه ، فلما تفوه - البقيع قال : السلام عليكم . في كلام ذكره . المراد بقيع الغرقد : مقبرة بالمدينة . تفوه ، أي دخل فوهته ، وهي مدخلة ، يقال : تفوهت الزقاق والسكة . [ بقر ] : امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال أبو موسى الأشعري حين أقبلت الفتنة بعد مقتله : إن هذه الفتنة باقرة كداء البطن ، لا يدري أين يؤتى له ! أي صادعة للألفة شاقة للعصا ، وشبهها في تعذر تلافيها والحيلة في كشفها بداء بقر البطن الذي اعضل وأعيت مداواته . [ التبقط ] : امير المؤمنين علي عليه السلام حمل على عسكر المشركين فما زالوا يبقطون .
[ 111 ]
التبقط : الإسراع في المشي والكلام . ويقال : بقط في الجبل وبرقط : أسرع في صعوده ، والمعنى تعادوا إلى الجبال منهزمين . [ بقي ] : معاذ رضي الله عنه بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في صلاة العشاء ، حتى ظننا أنه قد صلى ونام ، ثم خرج إلينا فذكر فضل تأخير صلاة العشاء . أي انتظرنا ، والاسم منه البقوى ، قبلت الياء فيها واوا . وكذلك كل " فعلى " إذا كانت اسما كالتقوى والرعوى والشروى ، وإذا كانت صفة لم تقلب ياؤها كقولهم : امرأة صديا وخزيا قال : فهن يعلكن حدائداتها جنح النواصي نحو ألوياتها * كالطير تبقى متداوماتها (1) * [ بقع ] : أبو هريرة رضي الله عنه يوشك أن [ بقع ] : يستعمل عليكم بقعان أهل الشام أراد خبثاؤهم ، فشبههم في خبثهم بالبقع من الغربان التي هي اخبثها وأقذرها . وقيل : أراد المولدين بين العرب والروميات لجمعهم بين سواد لون الآباء وبياض لون الأمهات . وفي حديث الحجاج : إن بعضهم قال له في في خيل ابن الأشعث : رأيت قوما بقعا . قال : ما البقع ؟ قال : رقعوا ثيابهم من سوء الحال . شبه الثياب المرقعة بلون الابقع . [ بقط ] : ابن المسيب رحمة الله قال : لا يصلح بقط الجنان . أي لا لا يجوز إعطاء البساتين على الثلث والربع ، وإنما سمى هذا بقطا لأنه خلط الملك وتصييره مشاعا ، من قولهم : بقط الأقط : إذا بكله . [ بقق ] : ابن ميسرة رحمه الله إن حكيما من الحكماء كتب ثلاثمائة وثلاثين مصحفا حكما فبثها في الناس فأوحى الله تعالى : إنك قد ملأت الأرض بقاقا ، وإن الله لم يقبل من بقاقك شيئا . هو كثرة الكلام ، يقال : بق علينا فلان يبق بقاقا ، كقولك : فك الرهن يفك فكاكا إذا اندفع بكلام كثير ، ومنه بقت المرأة : كثر ولدها . وتكلم أعرابي فأكثر ، فقال له أخوه : أحسن أسمائك أن تدعي مبقا . لقا وبقا في (لق) . باقعة في (نس) . عين بقة في (حز) . وبقر خواصرهما في (شر) .
[ 112 ]
الباء مع الكاف [ بكت ] : النبي صلى لله عليه وآله وسلم اتي بشارب خمر ، فقال : بكتوه فبكتوه . التبكيت : استقباله بما يكره من ذم وتقريع ، وأن تقول له : يا فاسق أما اتقيت ! بكت أما استحيت ! ومنه قيل للمرأة المعقاب : مبكتب لأنها كلما وضعت أنثى استقبلت زوجها بمكروه . [ بكأ ] : نحن معاشر الأنبياء [ فينا ] بكء . أي قلة كلام مثل بكء الناقة أو الشاة وهو قلة لبنها ، يقال : بكأت وبكؤت بكأ بكاء وبكأ وبكوءا ، فهي بكئ وبكيئة . وفي حديث عمر رضي الله عنه إنه سأل جيشا : هل يثبت لكم العدو قدر حلب شاة بكيئة ؟ فقالوا : نعم ، فقال : غل القوم . أي خانوا في القول ، ومعناه يكذبهم فيما زعموا من قلة ثبات العدو لهم . [ بكر ] علي عليه السلام كانت ضرباته مبتكرات لاعونا . بكر الضربة المبتكرة : هي التي ضربت مرة واحدة ولم تعاود لشدتها وإتيانها على نفس المضروب شبهت بالجارية المبتكرة وهي المفتضة لأنها التي بنى مرة واحدة . والعوان : التي وقعت مختلسة فأخوجت إلى المعاودة شبهت بالمرأة العوان وهي الثيب . ومنه حرب عوان ، وحاجة عوان ، ويجوز أن يراد أنه كان يوقعها على صفة في الشدة لم يسبقه إلى مثلها أحد من الأبطال . [ بكك ] : مجاهد رحمه الله تعالى من اسماء مكة بكة ، وهي أم رحم ، وهي أم القرى ، وهي كوثى ، وهي الباسة وروي الناسة . قيل : سميت بكة لبتاك الناس فيها وهو ازدحامهم . وقيل : لأنها تبك أعناق الجبابرة ومن الحد فيها بظلم أي تدقها .
[ 113 ]
وهي الباسة أو الناسة لأنها تبسهم أي تطردهم . وتنسهم أي تزجرهم وتسوقهم . وأم رحم : أصل الرحمة ، يقال : رحمة رحما ورحما . قال الله تعالى : وأقرب رحما قرئ باللغتين ، وقال زهير : ومن ضريبته التقوى ويعصمه من شيئ منسئ العثرات والله والرحم وقيل في أم القرى : لأنها أول الأرض وأصلها ومنها دحيت . وكوثى : بقعة بمكة ، وهي محلة بني عبدالدار ، وقال لعن الله منزلا بطن كوثى ورماه بالفقر والإمعار ليس كوثى العراق أعنى ولكن كوثة الدار دار عبدالدار يريد بكوثى العراق قرية ولديها إبراهيم صلوات الله عليه . [ بكر ] : الحجاج كتب إلى عامل له بقارس : ابعث إلى بعسل أبكار ، من عسل خلار من الدستفشار ، الذي لم تمسه النار . اراد أبكار النحل وهي أفتاؤها لأن العسل إذا كان منها كان أطيب ، وقيل أراد أن أبكار الجواري يلينة . والأول أصح ، لأنه قد روى : ابعث إلى بعسل من عسل خلار من النحل الأبكار . خلار : موضع بفارس . الدستفشار : كلمة فارسية أي مما عصرته الأيدي وعالجته . بكر وابتكر في (غس) . أبكار أولادكم في (نب) إن تبكعني بها في (قر) . فبعكته في (قر) . وبكرة في (رج) . بكلت في (لب) . مم بكر في (اب) . من بك في (خص) شاة بكئ في (نو) . الباء مع اللام [ بله ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، بله ما أطعلتهم عليه . بله : من أسماء الأفعال ، كرويد ، ومه ، وصه ، يقال : بله زيدا بمعنى دعه بله واتركه . وقد يوضع موضع المصدر فيقال : بله زيد ، كأنه قيل : ترك زيد ، ويقلب في هذا الوجه فيقال : بهل زيد لأن حال الإعراب مظنة التصرف .
[ 114 ]
وما أطلعتهم عليه : يصلح أن يكون منصوب المحل ومجرورة على مقتضى اللغتين . وقد روى بيت كعب ابن مالك الأنصاري : تذر الجماجم ضاحيا هاماماتها بلة الآكف كأنها لم تخلق على الوجهين . المعنى : رأته وسمعته ، فحذف لاستطالة الموصول بالصلة ، ونظيرة قوله تعالى : أهذا الذي بعث الله رسولا) [ الفرقان : 41 ] . [ البل : بلوا أرحامكم ولو بالسلام . لما رأوا بعض الاشياء يتصل ويختلط بالنداوة ، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليبس واستعاروا البل المعني الوصل ، واليبس لمعنى القطيعة ، فقالوا في المثل : لاتؤبس الثرى بيني وبينك . قال : فلا تؤبسوا بيني وبينكم الثرى فإن الذي بيني وبينكم مثرى وفي حديث عمر بن عبد العزيز رحمة الله تعالى إذا اتستشن ما بينك وبين الله فابلله بالإحسان إلى عباده . [ البله ] : إن أهل الجنة أكثرهم البلة هم الذين خلوا عن الدهاء والنكر والخبث ، وغلبت عليهم سلامة الصدور وهم عقلاء . وعن الزبرقان بن بدر : خير أولادنا الأبله العقول ، قال النمربن تولب : ولقد لهوت بطفلة ميالة بلهاء تطلعني على أسرارها وفي المقامات التي أنشأتها في عظة النفس في صفة الصالحين : " هينون لينون ، غير ، أن لاهوادة في الحق ولا إدهان ، بلة خلا أن غوصهم على الحقائق يغمر الألباب والأذهان .
[ 115 ]
[ البلس ] : من أحب أن يرق قلبه فليد من أكل البلس . : هو التين ، وروي البلس والبلسن ، وهما العدس ، وقيل حب يشبهه ، والنون في البلسن مزيدة مثلها في خلبن ورعشن من الخلابة والرعشة . [ بلم ] : ذكر الدجال فقال : رأيته بيلمانيا اقمر هجانا ، إحدى عينية كأنها كوكب دري ورقوى فيلما نيا وفيلما . بلم : البيلماني : الضخم المنتفخ ، من قولك : أبلم الرجل إذا انتفخت شفتاه ، ورأيت شفتيه مبتلمتين ، وابلمت الناقة : ورم حياؤها ، ويقال لطوط البردى : البيلم لطول انتفاخه . الفيلماني والفيلم : العظيم الجثة ، يقال : رأيت امرأ فيلما : أي عظيما . وقال الهذلي : ويحمى المضاف إذا ما دعا إذا فر ذو اللمة الفيلم والألف والنون والياء المشددة المزيدات على الفيلم مبالغات في معناه . الأقمر : الأبيض والهجان تأكيد له . [ بلل ] عمر رضي الله تعالى عنه أرسل إلى أبي عبيدة رسولا ، فقال له حين رجع : كيف رأيت ابا عبيدة ؟ فقال : رأيب بللا من عيش . فقصر من رزقه ، ثم أرسل إليه وقال للرسول حين قدم عليه : كيف رأيته ؟ قال : رأيت حفوفا . فقال : رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط ، وقبضنا له فقبض . جعل البلل والحفوف وهو اليبس عبارة عن الرخاء والشدة لأن الخصب مع وجود الماء والجدب مع فقده . يقال : حفت أرضنا : إذا يبس بقلها . وعن أعرابي : أتو نا بعصيدة قد حفت فكأنها عقب فيها شقوق . العباس رضي الله تعالى عنه قال في زمزم : لا أحلها لمفتسل : وهي لشارب حل وبل .
[ 116 ]
قيل : بل إتباع لحل ، وقيل : هو المباح بلغة حمير . وعن الزبير بن بكار : معناه الشفاء ، من بل المريض وأبل . [ بلان ] : أبن عمر رضي الله تعالى عنهما قال صلى الله عليه وآله وسلم : ستفتحون أرض العجم ، وستجدون فيها بيوتا يقال لها البلانات ، فمن دخلها ولم يستتر فليس منا . واحدها بلان ، وهو الحمام ، من بل ، بزيادة الألف والنون لأنه يبل بمائه أو : بعرقه من دخله . ولا فعل له ، إنما يقال : دخلنا البلانات عن أبي الأزهر . [ بلا ] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما سئل عن الوضوء من اللبن ، فقال : ما أباليه بالة ، اسمح يسمح لك . أي مبالاة ، وأصلحا بالية : كعافية . أسمح وسمح وسامح : إذا ساهل في الأمر ، يقال : اسمحت قرونته وفي أمثالهم : إذا لم تجد عزا فسمح . [ البلغين ] : عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لعلى رضي الله تعالى عنه يوم الجمل : قد بلغت منا البلغين . قيل : هي الدواهي ، كقولهم : البرحين ، والتحقيق فيهما أن يقال : كأنه قيل : خطب بلغ ، أي بليغ ، وأمر برح أي مبرح ، كقولهم : لحم زيم ، ومكان سوى ، ودينا قيما ، ثم جمعا جمع السلامة إيذانا بأن الخطوب في شدة نكايتها بمنزلة العقلاء الذين لهم قصد وتعمد . وفي إعراب نحو هذا طريقان : احدهما أن يجرى الإعراب على النون ويقر ما قبلها ياء ، والثاني أن يفتح النون أبدا ويعرب ما قبلها فيقال : هذه البلغون ، ولقيت البلغين ، وأعوذ بالله من البلغين ، قالت ذلك حين جهدتها الحرب . وأبلسوا في (أش) . البلس والبلسن في (جل) . من البلاغ في (رف) . بلح في (عن) . الأبلمة في (قد) . بالة في (خش) . بذى بلى وبذي بليان في (بن) . بلاقع في (خش) . أبلج الوجه في (بر) . وبلتها في (صح) . مبلحا في (مح) . البلقعة في (قي) . لميلة الإرعاد في (زو) . والبلت في (شن) . ما نبض ببلال في (صب) . وما ابتلت قدماه في (حن) . الباء مع النون [ بنا ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت عائشة رضى الله عنها : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقى الأرض بشئ إلا في يوم مطير ألقينا تحته بناء . بنا
[ 117 ]
معنى البناء : ضم الشئ إلى الشئ ، ومنه قيل للنطع مبناة ومبناة وبناء لأنه أديمان فصاعدا ضم بعضها إلى بعض ووصل به . في يوم مطير أي مطر فيه ، فاتسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول الصحيح ، كما قيل : ويوم شهدناه ، إلا أن الضمير استكن هنا لانقلابه مرفوعا . وبرز في شهدناه لأنه انقلب منصوبا ، والنصب أخو الجر . خالد رضي الله عنه تعالى عنه خطب الناس فقال : إن عمر استعملني على الشام ، وهو له مهم فلما ألقى الشام بوانية ، وصار بثنية وعسلا ، عزلني واستعمل غيري فقال رجل : هذا والله هو الفتنة . فقال خالد : أما وابن الخطاب حتى فلا ، ولكن ذاك إذا كان الناس بذي بلى وذي بلى وروي : " بذي بليان " البواني : أضلاع الزور لتضامها ، الواحدة بانية ، ويقال : ألقى البعير بوانية ، كما يقال : ألقى بركة ، وألقى كلكلة : إذا استناخ ، فاستعاره لاطمئنان الشام وقرار أموره . البثنية : حنطة حب منسوبة إلى البثنة وهي بلاد من أرض دمشق . والبثنة : الأرض السهلة اللينة أي كثر فيها الحنطة والعسل ، حتى كأن كله حنطة وعسل . والمراد ظهور الخصب والسعة فيه . يقال لمن بعد حتى لا يدري أين هو : صار بذي بلى وذي بليان ، من بل في الآرض إذا ذهب . والمعنى ضياع أمور الناس بعدة وتشتت كلمتهم . [ بنت ] : عائشة رضي الله تعالى عنها كنت ألعب مع الجواري بالبنات ، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم انقمعن فيسربهن إلى البنات : التماثيل التي يلعب بها الصبايا . انقمعن : دخلن البيت وتغيبن . يسر بهن : يرسلهن ، من السرب ، وهو جماعة النساء . [ بنن ] : شريح رحمه الله تعالى قال له أعرابي وأراد أن يعجل عليه بالحكومة : تبنن . بنن أي تثبت ، والبنين : العاقل المثبت ، وهو من باب أبن بالمكان ابيني عبد المطلب في (غل) . وبنسوا في (نس) . بنة العزل في (با) . ابن أبي كبشة في (عن) .
[ 118 ]
الباء مع الواو [ بوق ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم لايدخل الجنة من لا يأمن جارة بوائقه . أي غوائلة وشرورة ، يقال : باقته بائقة تبوقه بوقا . [ بوك ] : جاء وهم يبوكون حسى تبوك بقدح ، فقال : مازلتم تبوكونها بعد ! فسيت تبوك . وهو أن يحركوا فيه القدح يخرج الماء ومنه حديثه : إن بعض المناقفين باك عينا كان النبي صلى الله عليه وسلم وضع فيها سهما . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما إنه كانت له بندقة من مسك ، وكان يبلها ثم يبوكها بين راحته ، فتفوح روائحها . أي يحركها بتدويره بين راحتيه . [ بور ] : قال علقمة الثقفي رضي الله عنه : كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب لنا قبتين ، فكان بلال رضي الله عنه يأتينا بفطرنا ، ونحن مسفرون جدا حتى والله ما نحسب إلا أن ذاك شئ يبتار به إسلامنا ، وكان يأتينا بطعامنا للسحور ونحن مسدفون فيكشف القبة فيسدف لنا طعامنا . بارة يبور ، مثل خبرة يخبره واختبره في البناء والمعنى . الآسداف : الدخول في السدفة وهي الضوء وقوله : " يسدف لنا طعامنا " ، أي يدخل في السدفة فيضئ لنا . اراد انه كان يعجل الفطور ويؤخر السحور امتحانا لهم . بفطرنا : أي بطعام فطرنا فحذف . ومن الابتيار حديث عون ، قال : بلغني أن داود سأل سليمان صلوات الله عليهما وهو بيتار علمه . فقال : أخبرني ما شر شئ ؟ قال : امرأة سوء إن اعطيتها باءت وفخرت ، وإن منعتها شكت ونفرت . باء الباء : الكبر .
[ 119 ]
[ بوأ ] : كان بين حيين من العرب قتال ، وكان لأحد الحيين طول على الآخر ، فقالوا : لا نرضى إلا أن يقتل بالعبد منا الحر منكم ، وبالمرأة الرجل فأمرهم أن يتباءوا . هو أن يتقاصوا في قتلاهم على التساوي فيقتل الحر بالحر والعبد بالعبد . يقال : هم بواء ، أي ألفاء في القصاص ، والمعنى ذوو بواء ، قالت ليلى الأخيلية : فإن تكن القتلى بواء فأنكم فتى ما قتلتم أل عوف بن عامر ومنه الحديث : الجراحات بواء : أي سواء وكثر حتى قيل : هم في هذا الأمر بواء : أي سواء . [ بوح ] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لعباده بن الصامت رضي الله تعالى عنه : إن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ولا تنازع الآمر أهله إلا أن تؤمر بمعصية بواحا أو قال : براحا . بوح يقال : باح الشئ إذا ظهر _ بواحا وبؤوحا ، فجعل البواح صفة لمصدر محذوف تقديره إلا أن تؤمر أمرا بواحا أي بائحا ظاهرا . براحا بمعناه من الأرض البراح ، وهي البارزة . ليس للنساء من باحة الطريق شئ ، ولكن لهن حجرتا الطريق . باحة الطريق : وسطه ، وكذلك باحة الدار : وسطها ، وهي عرصتها . الحجرة : الناحية [ بوص ] : كان جالسا في ظل حجرة قد كاد ينباص عنه الظل . أي ينقبض عنه ويسبقه ، من باص ، إذا سبق وفات . ومنه حديث عمر رضي الله عنه إنه كان أراد أن يستعمل سعيد بن عامر فباص منه أي فاته مستترا . [ بوج ] : عمر رضي الله تعالى عنه إن الجن ناحت عليه فقالت :
[ 120 ]
عليك سلام من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق أبعد قتيل بالمدينة أظلمت له الارض تهتز العضاه بأسوق البوائج : البوائق الأكمام : الأغطية ، حمع كم أي كانت الفتن في أيامك مستورة فانكشفت الأسوق : حمع ساق أنكر على الشحر أخضرارها واهتزازها ، أي كان يجب ان تجف وتذهب رطوبتها بموته [ بال ] : الأحنف رضي الله تعالى عنه نعى إ ليه شقيق بن ثور ، فاسترجع وشق عليه ، ونعى إلى حسكة الحبطي فما ألقى لذلك بالا فغضب من حضرة من بني تميم فقال : إن شقيقا كان رجلا حليما ، فكنت أقول : إن وقعت فتنة عصم الله به قومه ، إن حسكة كان رجلا مشيعا ، فكنت أخشى أن تقع فتنة فيجر بني تميم إلى هلكة . إلقاء البال للأمر : الاكثراث له ، والاحتفال به . قيل المشيع هنا : العجول من شيعت النار : إذا ألقيت عليها ما يذكيها ، وليس يبعد أن يراد به الشجاع ، وديدن الشجعان اقتحام المهالك ، والتخفف إلى الحروب والفتن ، وقلة تدبر العواقب ، ولا يخلو من هذا دأبه أن يورط نفسه وقومه . [ بوك ] : عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رفع إليه رجل قال لرجل : إنك تبوكها - يعني امرأة ذكرها فأمر بضربه ، فجعل الرجل يقول : أأضرب فلاطا . وروى من وجة آخر : إن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشا ، فقال له : علام تبوك يتيمتك في حجرك ؟ فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم : إن البوك . سفاد الحمار فاضربه الحد . فلما قدم ليضرب قال : إنا لله ! اضرب فلاطا ! قال ابن حزم وكان لايعرف الغريب ، لا تعجلوا على أن يكون في هذا حد آخر . الفلاط : المفاجأة ، وأفلطه : فاجأه ، لغة هذيلية ، قال المنتخل الهذلي به أحمى المضاف إذا دعاني ونفسي ساعة الفزع الفلاط
[ 121 ]
وقال أيضا : أفلطها الليل بعير فتس عى ثوبها مجتنب المعدل وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفا . بوغاء في (رج) . بائر في (هي) . فأولئكم بور في (شر) . بواء فليتبوأ في (مث) . والبور في (ند) . بأئلة وبيلتى في (فو) . بوالا في (شص) . حتى باص في (ول) وبوغاء في (عف) . بيص في (حي) . الباء مع الهاء [ بهز ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بشارب خمرفخفق بالنعال وبهز بالأيدي . البهز : الدفع العنيف ومنه قيل لأولاد العلات بنو بهز لتدافعهم وقلة ترافدهم وبه سمي أبن حكيم بهزا [ بهر ] : سار ليلة حتى ابهار الليل ثم سار حتى تهور الليل . بهر ابهار : انتصف من البهرة وهي وسط كل شئ وإنما قيل للوسط بهرة لأنه خير موضع ، فكأنه يهز ما سواه . تهور مستعار من تهور البناء وهو انهدامه ، والغرض إدباره ، ومثله قولهم : تقوض الليل . [ بهش ] : قال لرجل : أمن البهش أنت ؟ اراد أمن أهل بلاد البهش ؟ وهي بلاد الحجاز لأن البهش ينبت بها ، وهو المقل مادام رطبا ، فإذا يبنس فهو خشل ، وهو من بهش إليه ، إذا أقبل باستبشار لأن البنات إقباله ورونقه في رطوبته وغضاضته ، وإدباره وإنكاسه في يبسه وجفوفة ومنه حديث عمر رضي الله عنه إن رجلا قرأ عليه حرفا أنكره ، فقال : من أقرأك هذا ؟ فقال : أبو موسى الآشعري . فقال : إن أبا موسى لم يكن أهل البهش .
[ 122 ]
أراد أن القرآن نزل باللغة الحجازية وهو يمني . ومنه حديث أبي ذر رضي الله عنه إنه لما خرج إلى مكة أخذ شيئا من البهش فتزوده . [ بهم ] : يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما ، قيل : وما البهم ؟ قال : ليس معهم شئ . البهم : حمع الأبهم ، وهو البهيم ، أي المصمت الذي لا يخالط لونه لون آخر . بهم : ويجوز أن يكون جمع بهيم مخففا كسبل ، جمع سبيل . والمعنى : ليس معهم شئ من أعراض الدنيا . شبه خلو جسد العارى عن عرض يكون معه بخلو نقبة الفرس عن شية مخالفة لها . والأبهم والبهيم أيضا : الحجر المصمت الذي لاخرق قيه . قال العجاج : * فهزمت ظهر السلام الأبهم * ومن هذا جوز أن يكون وصفا لأبدانهم بالصحة والسلامة من الأمراض والعاهات الدنيوية ، إلا أنه فاسد من وجهين آخرين . الغرل : جمع أغرل وهو الأقلف . [ بها ] : سمع رجل حين فتحت جزيرة العرب ، أو مكة يقول : أبهوا الخيل ، فقد وضعت الحرب أوزارها . فقال : لا تزالون تقاتلون الكفار حتى تقاتل بقيتكم الدجال . إبهاء الخيل : تعرية ظهورها عند ترك الغزو ، من قولهم : أبهى البيت إذا تركه غير مسكون . وأبهى الإناء إذا فرغه . [ بهش ] : كان يدلع لسانة للحسن ، فإذا رأى الصبي حمرة لسانة بهش إليه . بهش أي أقبل إليه وخف بارتياح واستبشار . قال المغيرة : سبقت الرجال الباهشين إلى العلا فعالا مجدا والفعال سباق ومنه حديث : إنه أرسل أبا لبابة إلى اليهود ، فبهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهة . كان أو أبو لبابة يهوديا فأسلم فلهذا ارتاحوا حين أبصروه مستغيثين إليه .
[ 123 ]
ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : أبو بشامة قلت له : إني قتلت حية وأنا محرم ، فقال : هل بهشت إليك ؟ قلت : لا ، قال : لا بأس بقبل الأفعو ولا برمي الحدو ، فما نسيت خلاف كلامه لكلامنا . أي هل أقبلت إليك تريدك ؟ قلب ألف أفعى واو هذه لغة لأهل الحجاز إذا وفقوا على الألف يقولون : هذه حبلو ، ولقيت سعدو ومنهم من يقلبها ياء فيقول : حبلى وسعدى ، وأما الحدأ فإنه لما وقف عليه فسكنت همزتة خففها تخفيف همزة رأس وكأس ، ثم عاملها معاملة الألف في أفعى . بهنس البهنس في قصة حنين : خرجوا بدريد بن الصمة يتهنسون به وروي يتبيهسون به فقال : بأي واد أنتم ؟ قالو : بأوطاس قال : نعم مجال الخيل لاحزن ضرس ولا سهل دهس ، مالي اسمع بكاء الصغير ورغاء البعير ، ونهاق الحمير ، ويعار الشاء ؟ قيل : ساق مالك بن عوف مع الناس الظعن والأموال . فقال ، ماهذا يا مالك ؟ قال : يا أبا قرة أردت أن أحفظ الناس ، وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم فأنقض به وقال : رويعي ضأن والله ماله وللحرب وهل يرد المنهزم شئ ؟ وقال أنت محل بقومك وفاضح من عورتك . لو تركت الظعن في بلادها ، والنعم في مراتعها ، ثم لقيت القوم بالرجال على متون الخيل ، والرجالة بين أضعاف الخيل أو متقدمة درية أمام الخيل كان الرأي ثم قال : هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه ، ثم أنشأ يقول : ياليتني فيها جذع لأخب فيها وأضع اقود وطفاء الزمع كأنها شاة صدع البهنس التبهنس والتبيهس : مشية البيهس ، وهو الأسد ومشية تبختر ، والنون والياء زائدتان بدليل تصريفي وقيل اشتقاق البيهس من البهس وهو الجرأة ، والمعنى : يمشون به على تؤدة كمشي المتبختر ، وقيل : إنما يتهبون به ، وهو من قولهم : لضعيف البصر متهب لا يدري أين يطأ ، مأخذه من الهبوة . وروي " يقاد به في شجار " وهو مركب للنساء .
[ 124 ]
ضرس : خشن . دهس : لين . أحفظ : من الحفيظة وهي الغضب : أي أذمرهم للحرب . أنقض به : نقر بلسانه في فيه كما يزجي الحمار والشاة فعلها استجهالا له . محل بقومك : مخرج لهم من الامن كمن يخرج من الحرم ، أو من الأشهر الحرم ، أو من حرمة هو فيها ، أو منزل بهم بلية ، فحذف المفعول . الدرية بغير يستتر به الصائد عند رمي الوحش ، من رداه : إذا ختلة ، وهي الدريئة أيضا بالهمز ، من الدرء وهو الدفع لأنه يدرأ دراء درءا حتى يقرب من الرمية ، أي يجعل الرجالة ستر دون الخيل . الوضع : سير حثيث ، يقال : أوضع الراكب البعير ، ووضع البعير . الوطفاء ، من الوطف : وهو كثرة الشعر . الزمع : زوائد من وراء الظلف . الصدع : الخفيف . الابتهار عمر رضي الله عنه رفع إليه غلام ابتهر جارية في شعره ، فقال : انظروا إليه فلم يوجد أنبت ، فدرأ عنه الحد . الأبتهار : أن يقول : فجرت ولم يفجر ، من الشئ الباهر وهو الظاهر . الابتهار والابتيار : أن يقول وقد فعل من البؤرة وهي الحفرة ، قال الكميت : قبيح بمثلى نعت الفتا ة إما ابتهار وإما ابتيارا ومنه حديث العوام بن حوشب رضي الله عنه : الابتهار بالذنب أعظم من ركوبه ، لأن فيه تبجحا بالذنب ، ولا يتبجح به إلا مع استحسانه ، واستحسان ما قضى الإسلام بقبحه يضرب إلى الكفر . بهأ عبد الرحمن رضي الله تعالى عنه رأى رجلا يحلف عند المقام ، فقال : ارى الناس قد بهئوا بهذا المقام . أي أنسوا به حتى قلت هيبته في صدورهم ، فلم يهابوا الحلف على الشئ الحقير عنده . ومنه حديث ميمون بن مهران رحمة الله : إنه كتب إلى يونس بن عبيد : عليك بكتاب الله فإن الناس قد بهئوا به واستخفوا ، واستحبوا أعليه الأحاديث أحاديث الرجال .
[ 125 ]
البهلة : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من شاء باهلته أن الله لم يذكر في كتابه جدا وإنما هو أب . المباهلة : مفاعلة من البهلة وهي اللعنة ، ومأخذها من الإبهال وهو الإهمال والتخلية لأن اللعن والطرد والإهمال من واد واحد ، ومعنى المباهلة أن يجتمعو إذا اختلفوا ، فيقولو بهلة : بهلة الله على الظالم منا . البهار عمرو رضي الله عنه إن ابن الصعبة ترك مائة بهار في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة . البهار : ثلاثمائة رطل ، وهو ما يحمل على البعير بلغة أهل الشام قال بريق الهذلي : بمرتجز كأن على ذراه ركاب الشأم يحملن البهارا . ابن الصعبة : طلحة بن عبيد الله أضافه إلى أمه وهي الصعبة بنت الحضرمي وكانت قبل عبيدالله تحت أبي سفيان بن حرب ، فلما طلقها تبعتها نفسه قفال : فإني وصعبة فيما ترى بعيدان ، والود ود قريب فإن لا يكن نسب ثاقب فعند الفتاة جمال وطيب وإنما أضافة إليها غضا منه لأنها لم تكن في ثقابة نسب . بهرج : الحجاج كان أبو المليح على الأبلة فأتى بلؤلؤ بهرج فكتب فيه إلى الحجاج ، فكتب فيه أن يخمس وروى نبهرج بهرج . وهما الباطل الردئ وبهرج السلطان دمه : إذا أهدره وهي كلمة فارسية قد استعملها العرب وتصرفوا فيها ، قال : محارم الليل له بهرج بهو : وفي الحديث _ وتنقل الإعراب بأبهائها إلى ذي الخلصة . جمع بهو ، وهو بيت من بيوت الأعراب يكون أمام البيوت ذو الخلصة : بيت فيه صنم كان يقال له : الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة وقيل : هو الكعبة اليمانية .
[ 126 ]
أبهر القوم في (عز) . بهلة الله في (خف) . قطعت أبهري في (أك) بهر جتنى في (ضب) . وعلاه البهاء في (بر) . تبهر في (تب) . أبهار الليل في (هج) . البهيم في (زخ) . المبهمات في (ذم) . فبها ونعمت في (نع) . أنابها في (خص) . هذه البهائم في (أب) . الباء مع الياء بيد : النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أو توا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم . قيل معناه : غير أنهم ، وأنشد : عمدا فعلت ذاك بيد أني إدخال إن هلكت لم ترني وفي حديثه : أنا أفصح العرب ، بيد أني من قريش ، ونشأت في بني سعد ابن بكر وروى : " ميدأني " . البياض : لا تقوم الساعة حتى يظهر الموت الأبيض قالوا : يارسول الله وما الموت الابيض ؟ قال : موت الفجاءة . معنى البياض فيه خلوة عما يحدثه من لا يغافص من توبه واستغفار ، وقضاء حقوق لازمة ، وغير ذلك من قولهم : بيضت الإناء إذا فرغته ، وهو من الاضداد . البيغ عليكم بالحجامة ، لايتبيغ بأحدكم الدم فيقتله . البيغ قيل : هو قلب يتبغى ، من البغي . وعن ابن الأعرابي : تبيغ الدم ، وتبوغ : ثار ، وهو من البوغاء ، وهو التراب إذا ثار . البيع لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ، لا يبع على بيع أخيه .
[ 127 ]
البيع البيع ها هنا : الاشتراء ، قال طرفة : ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد التبين ألا إن التبين من الله ، والعجلة من الشيطان فتبينوا التبين هو التثبت والتأني . بيض قال لامرأة وذكرت زوجها أهو الذي في عينية بياض ؟ فقالت : لا . ذهب إلى البياض الذي حول الحدقة وظنته المرأة الكوكب في العين . البيت قال لأبي ذر رضي الله عنه : كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف ؟ أراد بالبيت القبر ، وأن مواضع القبور تضيق لكثرة الموتى حتى يبتاع القبر بالوصيف . كان لا يبيت مالا ولا يقيلة . يعني أن مال الصدقة إذا وافاه مساء أو صباحا لم يلبثه إلى الليل أو إلى القائلة بل كان يعجل قسمته . عائشة رضي الله عنها تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بيت قيمته خمسون درهما وروى : " على بت " . البيت : فرش البيت وهو معروف عندهم . يقولون ك تزوج فلان امرأة على بيت . البت : الكساء ، وقيل ك الطيلسان من خز . بيعا في (خب) . بياح في (مك) . البياض أكثر في (رس) . يبين في (فد) . بيسان في (زو) . بيص في (حي) . بيعة في (سق) . والأبيض في (حم) بيتك في (فض) . بين إحدى ثلاث في (خب) . [ آخر كتاب الباء والله الحمد والمنة ]
[ 128 ]
حرف التاء التاء مع الهمزة الاتآر : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه رجل عليه شارة وثياب ، فأتأره بصره . وجاءه رجل أخر فيه بذاذة تعلو عنه العين ، فقال : هذا خير من طلاع الأرض ذهبا إن هذا لا يريد أن يظلم الناس شيئا . الإتآر الإتآر : إتباع النظر بحده ، قال : أتأرتهم بصرى والآل يرفعهم حتى اسمدر بطرف العين إتآرى تعلو عنه : أي تنبو عنه وتقتحمه . طلاع الأرض : ما يملؤها حتى يطلع ويسيل . ومنه قوس طلاع الكف . قال [ يصف قوسا ] : كتوم طلاع الكف لادون ملئها ولا عجسها عن موضع الكف افضلا هذا خير : إشارة إلى شأن الرجل حاله . ذهبا : نصب على التمييز ، الفرس التئق في (سو) . التاء مع الباء التبانة : النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الرجل يتكلم بالكلمة يتبن فيها يهوي بها في النار . تبن : دقق النظر من التبانة وهي الفطنة ، والمراد التعمق ، والأغماض في الجدل ،
[ 129 ]
وأداء ذلك إلى التكلم بما ليس بحق . ومنه حديث سالم رحمه الله : كنا نقول في الحامل المتوفى عنها زوجها : إنه ينفق عليها من جميع المال حتى تبنتم ما تبنتم ، ودققتم النظر حتى قلتم غير ذلك . تبع إن مريم ابنة عمران سألت ربها أن يطعمها مما لادم فيه ، فأطعمها الجراد . فقالت اللهم أعشه بغير رضاع ، وتابع بينه بغير شياع . أي اجعله يتبع بعضه بعضا من غير أن يشايع به مشايعة الراعي بالنعم ، وهي دعاؤه بها فتجتمع ، قال جرير : فألق استك الهلباء فوق قعودها وشايع بها واضمم إليك التواليا التبعة قال له قيس بن عاصم المنقري : يارسول الله ، ما المال الذي ليس فيه تبعة من طالب اولا من ضيف ؟ فقال : نعم المال الأربعون ، والكثر الستون ، وويل لأصحاب المئين ، إلا من أعطى الكريمة ، ومنح الغزيرة وذبح السمينة فأكل وأطعم القانع والمعتر . وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تصنع في الطروقة ؟ قال له : يغدو الناس بحبالهم ، فلا يوزع رجل عن جمل يخطمه . وقال له : كيف تصنع في الإفقار ؟ فقال : إني لأفقر [ البكر ] الضرع ، والناب المدبرة وقال له : كيف أنت عند القرى ؟ قال : ألصق والله يارسول الله بالناب الفانية والضرع . التبعة التبعة : ما يتبع المال من الحقوق . الكثر : الكثير . منح : من المنحة ، وهي الناقة أو الشاة تعار للبنها ثم تسترد . القانع : السائل ، ومصدره القنوع . المعتر : الذي يتعرض ولا يفصح بالسؤال . في الطروقة أي في صاحب الطروقة إذا استطرقك فحلا . لا يوزع : لا يمنع ، أراد أنه يطرق الفحول كل من أراد من غير مضايقة في ذلك الإفقار : إعارة البعير للركون أو الحمل ، والمعنى التمكين من فقارة . الضرع : الصغير الضعيف
[ 130 ]
الإلصاق بالناب : عرقبتها ، والمعنى إلصاق السيف بساقها ، قال الراعي : فقلت له ألصق بأيبس ساقها فإن يجبر العرقوب لا يرقأ النسا تبر الذهب بالذهب تبرها وعينها ، والفضة بالفضة تبرها وعينها ، والتبر بالتبر مدى بمدى . التبر جوهر الذهب والفضة غير مطبوع ، من التبار فإذا طبع وضرب دنانير ودراهم فهو عين ، من عين الشئ وهو خالصة . المدى : مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا ، والمكوك : صاع ونصف . الذهب مؤنثه ، يقال ذهب حمراء وروى الفراء تذكيرها . تبع علي عليه السلام استخرج رجل معدنا ، فاشتراه منه أبو الحارث الأزدي بمائة شاة متبع ، فأتى أمه فأخبرها فقالت : يا بني إن المائة ثلاثمائة أمهاتها مائة ، واولأدها مائة ، وكفأتها معائة . فاستقاله فأبى فأخذه فأذابه فاستخرج منه ثمن الف شاة ، فقال له البائع : لآتين بك عليا عليه السلام ، فأتى عليا عليه السلام فأخبره ، فقال له على عليه السلام : ما أرى الخمس إلا عليك يعني خمس المائة . المتبع : التي يتبعها ولدها . الكفأة في نتاج الإبل : أن تجعلها نصفين وتراوح بينها في الإضراب ليكون أقوى لها وأحرى أن لا تخلف . قال ذو الرمة : ترى كفأتيها تنقضان ولم يجد لها ثيل سقب في النتاجين لامس وإنما سميت كفأة لآنها جعل الإبل فرقتين متكافئتين ولا كفأة للغنم ، ولكنها ارادت نتاجها الذي لا يخلف ولا يرتاب فيه أن تفذ : وهو أن تلد كل واحدة واحدا لأنهن قد يتئمن ، وفي ذلك ريب فسمته كفأة لذلك . الأثى والأثو : السعاية ، وعداه على تأويل أخبر وأعلم ، كأنه قال : لاخبرن بشأنك عليا ، أو بحذف الجار وإيصال الفعل . تبن عمار رضي الله عنه صلى في تبان وقال : إني ممثون . تبن التبان : سراويل الملاحين ، وقد تبنه : إذا البسه إياه الممثون : الذي يشتكي مثنته .
[ 131 ]
تبع : زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل فسأله فقال : ما عندنا شئ ولكن أتبع علينا . يقال : أتبعت فلانا على فلان : أي أجلته . ومنه الحديث : إذا أتبع أحدكم على ملئ فيتبع . ومنه الحديث : أي إذا أحيل فليحتل . أبو واقد رضي الله تعالى عنه _ تابعنا الأعمال فلم نجد أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا . أي مارسنا وأحكمنا معرفتها ، من قولهم : تابع الباري القوس : إذا أحكم بريها ، فأعطى كل عضو منها حقه . وتابع الراعي الإبل : إذا أنعم تسمينها وأتقنه ، وكل بليغ في الاتساق والإحكام متتابع . ومعناه أنه أشبه بعضه بعضا ، وتبعه في الإحكام فليس فيه موضع غير محكم . تبن ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان يلبس رداء متبنا بزعفران . هو المصبوغ على لون التين . وأشرب التبن في (قو) . التاء مع الجيم تجر : أبو ذر رضي الله عنه كنا نتحدث أن التاجر فاجر . هو الخمار . قال ابن يعفر : ولقد أروح إلى التجار مرجلا مذلا بمالي لينا أجيادي وقيل : هو كل تاحر لما في التجارة في الأغلب من الكذب والتدليس ، وقله التحاشي عن الربا ، وغير ذلك . التاء مع الحاء تحت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ، ويخون الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وتهلك الوعول ، وتظهر التحوت . قالوا : يارسول الله
[ 132 ]
وما الوعول ؟ وما التحوت ؟ قال : الوعول : وجوه الناس وأشرافهم . والتحوت : الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم . شبه الأشراف بالوعول لارتفاع مساكنها . وجعل " تحت " الذي هو ظرف نقيض " فوق " اسما فأدخل عليه لام التعريف ومثله قول العرب لمن يقول ابتداء : عندي كذا : أو لك عند ؟ ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه : إنه ذكر اشراط الساعة ، فقال : وإن منها أن تعلو التحوت الوعول ؟ . فقيل : ما التحوت ؟ قال : بيوت القانصة يرفعون فوق صالحيهم . كأنه ضرب بيوت القانصة ، وهي قتر الصيادين ، مثلا للأرذال والأدنياء لأنها أرذل البيوت تحفه الكبير في (حب) . التاء مع الخاء تخم : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملعون من غير تخوم الأرض روى تخوم . التخوم بوزن هبوط وعروض : حد الأرض وهي مؤنثة . قال : يا بني التخوم لا تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال والتخوم جمع لا واجد له كالقتود ، وقيل ك واجدها تخم ، وقيل : وهذه الأرض تتاخم أرض كذا : أي تحادها والمعنى تغيير حدود الحرم التي حدها إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وقيل : هو عام في كل حد ليس لأحد أن يزوي من حد غيره شيئا . وفي حديثة الآخرة : من ظلم [ جاره ] شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين . التاء مع الراء ترع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة وروى من ترع الحوض . قيل : هي الروضة على مرتفع من الأرض وذلك أنق لها وأخشن ، ولهذا قالوا : رياض الحزن . وفسرت بالباب والدرجة ومفتح الماء والأصل في هذا البناء الترع : وهو
[ 133 ]
الأسراع والنزو إلى الشر ، وفلان يتترع إلينا أي يتسرع ويتنزى إلى شرنا ، ثم قيل ، كوز ترع ، وجفنة مترعه لن الإناء إذا امتلأ سارع إلى السيلان ، ثم قيل لمفتح الماء إلى الحوض : ترعه لأنه منها يترع أي يملأ ، وشبه به الباب لأنه مفتح الدار ، فقيل له : ترعة وأما الترعة بمعنى الروضه على المرتفع والدرجة فمن النزو لأن فيه معنى الارتفاع ، ومنه قيل للأكمة المرتفعة على ما حولها : نازية . والمعنى أن من عمل بما أخطب به دخل الجنة . ترب : علي عليه السلام لئن وليت بني أمية لأنقضهم نفض القصاب التراب والوذمة ترب التراب : جمع ترب ، تخفيف ترب . الوذمة : المنقطعة الأوذام ، وهي المعاليق ، من قولهم : وذمت الدلو فهي وذمة ، إذا انقطعت وذامها ، وهي سيور العراقي والمعنى كما ينقض اللحوم أو البطون التي تعفرت بسقوطها على الأرض لانقطاع معاليقها . وقيل : هذا من غلط النقلة وإنه مقلوب ، والصواب الوذام التربه ، وفسرت الوذام بأنها جمع وذمه وهي الحزة من الكرش أو الكبد والكرش نفسها والوجه ما ذكرت . ترز : مجاهد رحمه الله تعالى لا تقوم الساعة حتى يكثر التراز . قيل : هو موت الفجاءة وترز يترز ترزا . قال ابن دريد : الترز : اليبس ، ثم كثر حتى سموا الميت تارزا قال الشماخ : كأن الذي يرمي من الوحش تارز وقيل : أصله أن تأكل الغنم حشيشا فيه الندى ، فيقطع بطونها فتموت ، يقال : ترزت الغنم ونفضت : أصابها التراز والنفاص ترص وفي الحديث : لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريص ما زاد أحدهما على الآخر .
[ 134 ]
هو المحكم العدل الذي لا يحيف ، وقد ترص تراصة ، قال : فشد يديك بالعقد التريص تارة في (لح) . تربت يداك في (وس) . تركته في (نف) ، ترائك في (شر) . التاء مع العين تعس : أبو هريرة رضي الله عنه تعس عبد الدينار والدرهم ، الذي إن أعطى مدح وضبح ، وإن منع قبح وكلح تعيس ، تعس تعس فلا انتعش ، وشيك فلا انتقش . تعس تعسا فهو تاعس : إذا انحط وعثر وقد روى تعس فهو تعس ، وليس بذاك . ضبح : من ضباح الثعلب وهو صياحه . شبه صوته في مخاصمته دون مجادلته عنه بالضباح . وهو كقولهم : فلان كلب ينبح ، وديك يضبح . قبح ، أو قبح له وجهه ، بمعنى قبحه . وكلح : عبس . شيك من قولهم : شاكه الشوك ، إذا دخل في رجله والانتقاش : استخراجه . وقام تعار في (صب) . التاء مع الغين تغب : الزهري رحمه الله مضت السنة أنه لا يجوز شهادة خصم ، ولاظنين ، ولا ذي تغبة في دينه . هي الفساد ، وقد تغب تغبا فهو تغب وروي : " ذي تغبة " ، وقيل هي العيب والفساد ، ولا تخلو من أن تكون " تفعلة " ، من غبب الذي هو مبالغة في معنى غب الشئ : إذا فسد وتغير ، أو من غبب في الحاجه إذا لم يبالغ فيها ، وفي ذلك فسادها ، أو من غبب الذئب والغنم : إذا عاث فيها وعضض أغبابها . التاء مع الفاء تفل : النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن إذا خرجن تفلات .
[ 135 ]
التفل : ألا يتطيب فيوجد منه رائحه كريهة من تفل الشئ من فيه : إذا رمى به متكرها . قال ذو الرمة : متى يحس منه ذائق القوم يتفل ومثله قوله صلى لله عليه وآله وسلم : إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمسن طيبا . قال رافع بن خديج رضي الله عنه في النصل الذي في لبسته : إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وسلخ مسحه بيده وتفل عليه فلم يصر وبقي في طم غير أنه منتبر في رأس الحول . أي بزق عليه . لم يصر أي لم يجمع المدة ، من صرى الماء . الانتبار : التورم . تفه : بن مسعود رضي الله تعالى عنه ذكر القرآن فقال : لايتفه ولايتشان . تفه هو من تفه الطعام ، إذا سنخ ، وتفه الطيب : إذا ذهبت رائحته بمرور الأزمنة . والتشان : الإخلاق ، من من الشن وهو الجلد اليابس البالي أي هو حلو طيب ، لا تذهب طلاوته ، ويبلى رونقه وطراوته بترديد القرءاة كالشعر وغيره . ومنه قول علي عليه السلام : لاتخلق بكثرة الرد . ويجوز أن يكون من تفه الثوب ، إذا بلى . ولايتشان تأكيدا له ، ويجوز أن يكون من تفه الشئ : إذا قل وحقر أي هو معظم في القلوب أبدا . وقيل : معنى التشان الامتزاج بالباطل ، من الشنانة ، وهي اللبن المذيق . الرجل التافه في (رب) . تتفل الريح في (جف) . التفث في (عم) . التاء مع القاف التقدة في (جل) . التاء مع اللام تلو النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إن الملك يأتي العبد إذا وضع في
[ 136 ]
قبره ، فإن كان كافرا أو منافقا قال له : ما تقول في هذا الرجل ؟ يعني محمدا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : فيقول : لاأدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيقول : لادريت ولا تليت . أي ولا اتبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه . ويجوز أن يكون من قولهم : تلا فلان تلو غير عاقل ، إذا عمل عمل الجهال ، أي لاعلمت ولا جهلت يعني هلكت فخرجت من القبيلين . وقيل : لا قرأت وقلب الواو ياء للازدواج وقيل : الصواب أتليت . يدعو عليه بألا يتلى إبله وإتلاؤها : أن يكون لها أولاد تتلوها ، وقيل : هو ائتليت افتعلت من لا آلو كذا وإذا لم تستطعه . تلع : عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبدو إلى هذه التلاع ، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلى ناقة محرمة . التلاع : مسايل الماء من الأعالي إلى الأسافل . بدا بداوة وبداوة : خرج إلى الصحراء . المحرمة : التي لم تذلل ولم تركب . ومنه أعرابي محرم : إذا لم أهل الحضر ، وسوط محرم : لم تم دباغته . تل : بينا أنا نائم أتيب بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي . أي ألقيت ووضعت ، والمعنى ما فتح الله لأمته من خزائن الملوك بعده ومنه حدثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه أتى بشراب فشرب منه ، وعن يمينة غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام : أتأذنني أن أعطي هؤلاء ؟ فقال : لا والله يارسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله في يده . ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أتى بسكران فقال : تلتلوه ومزمزوه . التلتله من قولهم : مر فلان يتلتل فلانا ، إذا عنف بسوقه . وقيل : وهي التخييس والتذليل . المزمزة : التحريك . وهذا كقوله : بهز بالأيدي ، وقيل : معناه حركوه حتى يوجد منه ريح ماذا شرب .
[ 137 ]
تلد : قال في سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء : هن من العتاق الأول ، وهن من تلادى . أي من قديم ما أخذت من القرآن ، شبههن بتلاد المال . وتاؤه بدل من واو . ومعناه ما ولد عندك . ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : إن أخاها عبد الرحمن مات فرأته في منامها وإنها أعتقت عنه تلادا من أتلاده . تل أبو الدرداء رضي الله عنه أين أنت من يوم ليس من الأرض إلا عرض ذراعين في طول أربع ! أتقنوا عليك البنيان ، وتركوك لمتلك . أي لمصرعك . تلان : ابن عمر رضي الله عنهما سأله رجل عن عثمان ، فقال : أنشدك الله تعالى ! هل تعلم أنه فر يوم أحد ، وغاب من بدر ، وعن بيعة الرضوان ؟ فذكر عذرة في ذلك كله ، ثم قال : اذهب به تلان معك . أراد الآن فخففه بألان وأسقط همزته وألقى حركتها على اللام ، كما يقال : الرض في الأرض ، وزاد في أوله تاء ، قال الشاعر : نولي قبل نأي داري جمانا وصلينا كما زعمت تلانا وقد زادها على " حين " من قال : العاطفون تحين مامن عاطف والسمبغون يدا إذا ما أنعموا فتلها إليه في (خل) . والتلوة في (ثغ) . تليده في (ول) .
[ 138 ]
التاء مع الميم تمم : سليمان بن يسار رضي الله عنه الجذع التام التمم يجزئ في الصدقة . تمر أراد بالتام : الذي استوفى الوقت الذي يسمى فيه جذعا كله وبلغ أن يسمى ثنيا . تمم وبالتمم : التام الخلق . ومثله في الصفات خلق عمم وبطل وحسن . يجزئ أي يقضى في الأضحيه . تمر : النخعي رحمه الله لم ير بالتتمير بأسا . هو تقدير اللحم . وقيل هو أن تقطعه صغارا على قدر التمر فتحففه . والمراد الرخصة تمر للمحرم في تزوده قديد الوحش فأوقع المصدر على المفعول ، كما يقال : الصيد بمعنى المصيد ، والخلق بمعنى المخلوق . تمت في (أص) . فتتامت في (قح) . التاء مع النون تنور : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه رجل وعليه ثوب معصفر ، فقال له : لو أن ثوبك هذا كان في تنور أهلك ، أو تحت قدر أهلك ، لكان خيرا لك فذهب الرجل فجعله في التنور أو تحت القدر ، ثم غدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ما فعل الثوب ؟ فقال : صنعت ما أمرتني به . فقال : ماكذا أمرتك ! افلا ألقيته على بعض نسائك ؟ تنور قال أبو حاتم : التنور لي بعربي صحيح ، ولم تعرف له العرب اسما غيره ، فلذلك تنور جاء في التنزيل لأنهم خثوطبوا بما عرفوا . وقال أبو الفتح الهمداني : كان الاصل في نوور فاجتمع واوان وضمة وتشديد ، فاستثقل ذلك فقلبوا عين الفعل إلى فائه فصار ونور ، فأبدلوا من الواو تاء ، كقولهم : تولج في وولج . وذات التنانير : عقبه بحذاء زبالة . أراد : لو صرفت ثمنه إلى دقيق تختبزه أو حطب تطبخ به [ كان خيرا لك ] والمعنى : إنه كره [ الثوب ] المعصفر للرجال .
[ 139 ]
تنا : عمر رضي الله عنه مر قوم من الآنصار بحي من العرب ، فسألوهم القرى فأبوا ، فسألوهم الشراء فأبوا . فتضبطوهم فأصابوا منهم ، فأتوا عمر فذكروا ذلك له فهم بالأعراب وقال : ابن السبيل أحق بالماء من التانئ عليه . هو المقيم . تنوخ ابن سلام رضي الله عنه آمن ومن معه من يهود ، وتنخوا في الإسلام . أي أقاموا وثبتوا . ومنه تنوخ لأنها قبائل تحالفت فتنخت في مواضعها . وروى : " ونتخوا " . وفسر برسخوا . والأصل في يهود ومجوس أن يستعملا بغير لام التعريف لأنهما علمان خاصان لقومين كقبيلتين . قال : وفرت يهود وأسلمت جيرانها صمى لما فعلت يهود صمام وقال : أحار أريك برقا هب وهنا كنار مجوس تستعر استعارا وإنما جوز تعريفهما باللام لأنه أجرى يهودي ويهود ومجوسي ومجوس مجرى شعيرة وشعير وتمرة وتمر . وتنوفة في (عب) . تنومه في (أجرى) . التاء مع الواو تومة : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رأى على أسماء بنت يزيد سوارين من ذهب وخواتيم من ذهب ، فقال : أتعجز إحداكن أن تتخذ حلقتين أو تومتين من فضة ، ثم تلطخهما بعبير أو ورس أو زعفران ؟ التومة : حبه تصاغ على شكل الدرة ، وجمعا توم وتوم ، كصور وصور تومة في جمع صورة . العبير : أنواع من الطيب تخلط عن الأصمعى .
[ 140 ]
تو : الاستجمار تو ، والطواف تو ، وإذا استخمر أحدكم فليستجمر بتو . هو الوتر سبع جمرات ، وسبعة أشواط ، ومنه قولهم : سافر سفرا توا ، إذا لم يعرج تو في طريقه على مكان . والتو : الحبل المفتول طاقا واحدا . تولة : ابن مسعود رضي الله عنه إن التمائم والرقي والتوله من الشرك . التولة : ضرب من السحر تؤخذ بها المرأة زوجها ، وتحبب إليه نفسها ، وهي من ثولة التولة والدولة ، وجاء فلان بتولاته ودولاته . ومنه الحديث : إن ابا جهل لما رأى الدبرة قال : إن الله قد أراد بقريش التولة والتاء مبدله من دال ، كما قال سيبوية في تاء تربوت ، وهي الناقة المرتاضه : إنها بدل من دال مدرب واشتقاق الدولة من تداول الايام ظاهر . تاج الوقار في (يم) . التويتات في (حو) . ورضراضه التوم في (حو) . التاء مع الهاء التهم : النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن بلالا أذن بليل ، فأمره أن يرجع فينادى ألا إن الرجل تهم وروى تهن . النون فيه بدل من ميم ، كما حكى البنام في بنان ، وجاء قاتن بمعنى قاتم في شعر الطرماح : كطوف متلى حجة بين غبغب وقرة مسود من النسك قاتن والتهم : شبه سدر يصيب من شدة الحر وركود الريح ، ومنه تهامة . والمعنى أنه أشكل عليه وقت الأذان وتحير فيه فكأنه تهم ، ويجوز أن يشبه فرط نعاسه بذلك فيكون المعنى ملكه النعاس ، فلم يتفطن لمراعاة وقته
[ 141 ]
متهم في (وض) . كليل تهامة في (غث) . التاء مع الياء التتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار ؟ التتابع : التهافت في الشر والتسارع إليه ، وتفاعل من تاع إذا عجل ، وحذف إحدى التائين في " تتفاعل " جائز وفي تتايع كالواجب . ومنه حديث : إنه لما نزلت (والذين يرمون المحصنات) الآية . قال سعد ابن عبادة : يارسول الله أرأيت إن رأى رجل مع إمرأته رجلا فقتله أتقتلونه ؟ وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين ؟ أفلا يضربه بالسيف ؟ فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : كفى بالسيف شا اراد شاهدا فأمسك ، وقال : لو لا أن يتتايع فيه الغيران والسكران . حذف جواب لولا ، والمعنى لولا تهافت هذين في القتل ، وفي الاحتجاج بشهادة السيف لتممت على جعله شاهدا ولحكمت بذلك . ومنه قول الحسن رضي الله عنه : إن عليا عليه اسلام ارأد أمرا ، فتتايعت عليه الآمور فلم يجد مشرعا . يعني في أمر الجمل . تيا : عمر رضي الله تعالى عنه رأى جارية مهزولة تطيش مرة وتقوم أخرى ، فقال : ومن يعرف تيا ؟ فقال له ابنه عبد الله : هي والله إحدى بناتك . تيا : تصغير " تا " في الإشارة إلى المؤنث ، كما قيل : " ذيا " في تصغير " ذا " تيا والألف في آخرهما مزيدة مجعولة علامة للتصغير ، كالضمة في صدر فليس ، وليست هي التي في آخر المكبر بدليل قولك : اللذيا واللتيا في تصغير الذي والتي ، وكذا المبهمات كلها مخالفة بها ما ليس بمبهم ومحافظة على بنائها . وعن بعض السلف أنه أخذ تبنة من الأرض ثم قال : تيا من التوفيق خير من كذا وكذا من العمل . التيعة والتيمة في (اب) . لأتيسنهم في (يم) . [ تم اخر كتاب التاء ولله الحمد والمنه ]
[ 142 ]
حرف الثاء الثاء مع الهمزة ثؤاج : النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمل عبادة بن الصامت على الصدقة ، فقال : أتق الله يا أبا الوليد ألا تأتي يوم القيامة على رقبتك شاة لها ثؤاج . هو صوت النعجة . الا تأتي : فيه وجهان : أحدهما أن تكون لا مزيدة . والآخر أن يكون أصله لئلا تأتي ، فحذف اللام . على رقبتك : ظرف وقع حالا من الضمير في تأتى تقديره : مستعلية رقبتك شاة ، ونظيره : " فجاءونا لهم سكر علينا " ثأد : عمر رضي الله عنه قال في عام الرمادة : لقد همت أن أجعل مع كل أهل بيت من المسلمين مثلهم ، فإن الإنسان لا يهلك على نصف شبعه . فقال رجل : لو فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ما كنت فيها بابن ثأداء . ثأد وروى : إن رجلا قال له عام الرمادة : لقد أنكشفت وما كنت فيها ابن ثأداء ! فقال : ذلك لو أنفقت عليهم من مال الخطاب ! الثأداء : الأمة ، سميت بذلك لفسادها لؤما ومهانة ، من قولهم : ثئد المبرك على البعير : إذا ابتل وفسد حتى لم يستقر عليه . وفي كلامهم : أقمت فلانا على الثأداء ، إذا اقلقته ، وبعضات ذلك تسميتهم إياها ثأطاء من الثأطة . وأما الدأثاء فهي من دئث فلان بالإعياء حتى كسل وأعيا : أي أثقل ، لانها لا تخلو من
[ 143 ]
ذلك في اكثر أوقاتها وقد روى حركة الهمزة في قوله : وما كنا بني ثأداء لما شفينا بالأسنة كل وتر وقد استثقل سيبوبة هذا البناء ، ولم يذكر إلا قرماء [ و ] جنفاء في اسمى موضعين . والمعنى : إنك عملت على شاكلة الأحرار الكرام في تفقد المسلمين ومواساتهم والقيام بما يصلحهم وينعشهم . وثأط في (حم) . فرأب الثأى في (سح) فيوتر ثأركم في (حب) . الثاء مع الباء ثبج : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخيار أمتي أولها وآخرها ، وبين ذلك ثبج أعوج ، ليس منك ولست منه . أي وسطا ، يقال : ضرب ثبجة بالسيف ، ومضى بثبج من الليل : إذا مضى قريب يبج من نصفه . معنى قولهم : هو منى هو بعضى . والغرض الدلالة على شدة الاتصال ، وتمازوج الاهواء ، واتحاد المذاهب ومنه قوله تعالى : فمن تبعني فإنه مني . وقوله : ليس منك ولست منه ، نفي لهذه البعضية من الجانبين . ثبان : عمر رضي الله عنه إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه ولا يتخذ ثبانا ورى : خبنة . الثبان : ما تحمل فيه الشئ بين يديك من وعاء . وقيل : هي جمع ثبنه ، وهي ثبان الحجزة تتخذها في إزارك تجعل فيها الجنى وغيره . والخبنة : مثلها ، يقال : ثبن الثوب وخبنة وكبنة . ثبج : عبادة رضي الله عنه يوشك أن يرى الرجل من ثبج المسلمين قرأ القرآن على لسان محمد ، فأعاده وأبدأه ، لايحور فيكم إلا كما يحور صاحب الحمار الميت . أي من أوساطهم وخيارهم . على لسان محمد ، أي على لغته ، وكما كان يقرؤه بلا لحن ولا تحريف . لايحور : لا يرجع أي لا يصير حاله عندكم في كساد ما يتلوه من كتاب الله إلا كحال من يعرض حمارا ميتا ، فلا يعن له من يشتريه منه .
[ 144 ]
أبو موسى الاشعري رضي الله عنه قال لأنس بن مالك : ما ثبر الناس ؟ ما بطأ بهم ؟ فقال أنس : الدنيا وشهواتها . أي ما صدهم وقطعهم عن طاعة الله ؟ ومنه : ثبرة الله ثبرا وثبورا ، إذا أهلكه وقطع دابره . د ثبر وثبر البحر : جزر ، والأصل فيه الثبرة ، وهي تراب شبيه بالنورة يكون بين ظهرى الأرض إذلا بلغه عرق النخلة وقف ، ولم يسر فيه ، فضعفت بطأ : على ضربين : يكون تعديته لمعنى بطؤ ومبالغة فيه ، فيقال : بطؤ وبطأ به وبطأ عن الأمر والطاعة : إذا بالغ ثم يعدى بالباء فيقال : بطأت به ومنه قوله تعالى : (وإن منكم لمن ليبطئن) الآية معاوية رضي الله عنه قال أبو بردة : دخلت عليه حين أصابته قرحة ، فقال : هلم يابن أخي فانظر . فتحولت فإذا هي قد ثبرت فقلت : ليس عليك يا أمير المؤمنين بأس . أي انفتحت ونضجت وسالت مدتها لأن عاديتها تذهب وتنقطع عند ذلك ، وهذا من باب فعلته ففعل يقال : ثبرة الله مثبر أي هلك وانقطع . فتحولت : أي نهضت من مكاني إليه . حكيم رضي الله عنه دخلت أمه الكعبة ، وهي حامل ، فأدركها المخاض ، فولدت حكيما في الكعبة ، فحمل في نطع ، وأخذ ما تحت مثبرها فغسل عند حوض زمزم ، وأخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لقى . المثبر : حيث يسقط الولد وينفصل عن أمه ، وحقيقته : موضع الثبر ، وهو القطع والفصل ، ومنه قيل : مثبر الجزور لمجزرها . اللقى : الملقى ، وكان من عادة أهله الجاهلية إلقاء ثيابهم إذا حجوا يقولون : هذه ثياب قارفنا فيها الآثام ن فلا نعود فيها ، ويسمونها الألقاء . الثبط : عائشة رضي الله عنها استأذنت سودة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله ، وقبل حطمة الناس ، وكانت أمرأة ثبطة الثبط فأذن لها . والثبط : التثبط كالفقير من الافتقار ، والقياس في فعلهما ثبط وفقر . أثيبج في (رص) و (صه) . الثبجة في (اب) . فاضربوا ثبجة في (زن) . الثاء مع الجيم ثج : ابن عباس رضي الله عنهما ذكره الحسن فقال : كان أول من عرف بالبصرة
[ 145 ]
صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران ، ففسرهما حرفا حرفا ، وكان مثجا يسيل غربا ، هو مفعل من الثج : وهو السيل والصب الغزير . شبه فصاحته وغزارة منظقة ثج بماء يثج ثجا ، ومثله قولهم : مثج للفرس الكثير الجرى ، وهذا لبناء الآلات ، فاستعمل فيمن يكثر منه الفعل كأنه آلة لذلك . ومنه رجل محرب ، ومدره ، ومصقع وفرس مكر مفر . الغرب : ما سال بحدة وأتصال بغير انقطاع . قال لبيد : غرب المصبة محمود مصارعه لاهي النهار بسير الليل محتقر ومنه : قيل للدمع الكائن بهذه الصفة ، ولعرق العين الذي لا يرقأ : غرب . حلب به ثجا ، ولم تعبه ثجله في (بر) . بثجيجة في قح) . لاتثجروا في (بس) . الثاء مع الدال ثدية النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في ذى الثدية المقتول بالنهروان : إنه مثدون اليد وروى مثدن مودون ، ومودن ، وموتن ، ومخدج . الثدية : تصغير الثندوة ، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون ، لانها من تركيب الثدى ، وانقلاب إليها فيها واوا لضمة ما قبلها ، ووزنها فنعلة ، ولم يضر لظهور الاشتقاق ارتكاب الوزن الشاذ ، كما لم يضر في إنقحل وروى : ذو اليديه المثدون والمثدن : المخدج ، من قولهم : امرأة ثدنة أي منقوصة الخلق . المودون والمودن : من ودن الشئ وأودنه ، إذا نقصه وصغره . ومنه : ودنه بالعصا : إذا ضربه ، وودن الأديم : لينة بالبل ، والمعاني متقاربة . والموتن : من أيتنت المرأة ، إذا جاءت بولدها يتنا وقلبت الياء واوا لضم ما قبلها . وروى ابن الأنباري : الوتن بمعنى اليتن . وأوتنت : أيتنت . الثاء مع الراء ثرو : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ما بعث الله نبيا بعد لوط إلا في ثروة من قومه .
[ 146 ]
أي في كثرة . يقال : ثرا المال يثرو ، وثرا القوم يثرون . قال ابن مقبل : وثروة من رجال لو رأيتهم لقلت إحدى حراج الجر من أقر وذلك لقول الله تعالى حكاية عن لوط : (لو أن لى بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) ثرب : إذا زنت خادم أحدكم فليجلدها الحد ، ولا يثرب وروى : ولا يعيرها وروى : ولا يعنفها . ومعنى الثلاثة واحدة . الخادم : الجارية بغير تاء تأنيث لإجرائها مجرى الأسماء غير المأخوذة من الآفعال ، ومثلها : لحية وأمرأة عاتق ثرى : دعا في بعض اسفارة بالأزواد ، فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثرى فاكل ، ثم قام إلى المغرب فتمضمض ثم صلى ولم يتوضأ . أي ندى من الثرى . ومنه قول سهل بن سعد رضي الله عنه : كنا نطحن الشعير وننفخه فيطير ما طار وبقى ثريناه فأكلناه . قام إلى المغرب أي قصدها ، وتوجه إليها ، وعزم عليها ، وليس المراد المثول ، وهكذا قوله تعالى : (إذا قمتم إلى الصلاة) . ثرب نهى عن الصلاة إذا صارت الشمس كالأثارب . هي جمع أثرب جمع ثرب ، وهو الشحم الرقيق المبسوط على الكرش والأمعاء ، شبه بها ضياء الشمس إذا رق عند العشي . ابن عمر رضي الله عنهما كان يقعى ويثرى في الصلاة . أي يلزم يديه الثرى بين السجدتين لا يفارق بهما الأرض ، وذلك في التطوع في وقت كبره . يثرب في (اك) . نعما ثريا في (غث) . الثرثا رون في (وط) . ثراه في (حت) . غير مثرد في (فر) . الثاء مع الطاء يمشي الثطى في (ذا) . الثطاط في (نط) . ثطا في عباءة في (شغ) .
[ 147 ]
الثاء مع العين ثع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن امرأة أتته ، فقالت : يارسول الله إن ابني هذا به جنون يصيبه عند الغداء والمساء ، فمسح صدره ، ودعا له فثع ثعة ، فخرج جوفه جرو اسود يسعى . أي قاءقيئة ، يقال : ثع يثع ، وتع يتع . ثعلب قال : اللهم اسقنا فقام أبو لبابة ، فقال : يارسول الله إن التمر في المرابد . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره ، أو بردائه . قال ك فمطرنا حتى قام أبو لبابة فنزع إزارة ، فجعل يسد به ثعلب مربده . المربد : الموضع الذي يوضع فيه التمر حين يصرم ليجفف ، وهو من ربدة : إذا حبسه ، ومنه مربد الأبل ، وقيل مربد البصرة ، لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل . ثعلب والثعلب : مخرج مائه . ولاثعول في (شب) . الثعارير في (ضب) . المثعنجر في (قر) . فثعها في (كر) . ثعلب بن ثعلب في (صح) . الثاء مع الغين ثغامة : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بأبى قحافة وكأن رأسه ثغامة ، فامرهم أن يغيروه . قال أبو زيد : هي شجرة بيضاء الورق ، ليس في الأرض ورقة إلا خضراء غير الثغامة . وقال ابن الأعرابي : شجرة تبيض كأنها الثلج . أبو قحافة : أبو أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، واسمه عثمان ، وكان هذا يوم فتح مكة ، أتى به ليبايعه على الإسلام ، فبايعه وسار إلى المدينة ثغب : ابن مسعود رضي الله عنه ما شبهت ماغبر من الدنيا إلا بثغب ذهب صفوة وبقي كدره . هو المستنقع في الجبل . وقد روى : ثغب وثغبان كظهر وظهران .
[ 148 ]
ثغر : ابن عباس رضي الله عنهما قال عمرو بن حبشي : كنت عنده ، فجاءته امرأة [ محرمة ] فقالت : أشرت إلى أرانب قرماها الكرى فقال ابن عباس : يحكم به ذوا عدل منكم . ثم قال له : أفتنا في دابة ترعى الشجر وتشرب الماء في كرش لم تثغر . فقلت : تلك عندننا الفطيمة والتلوة والجذعة . لم تثغر : لم سقط أسنانها ، يقال : ثغر الصبي فهو مثغور ، واتغر واثغر مثله . ثغر ومنه حديث النخعي : كانوا يحبون أن يعلموا الصبي الصلاة إذا ثغر وروى ثغر . ويحكى أن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس لم يثغر فط ، وأنه دخل قبره بأسنان الصبا ، وما نفض له سن حتى فارق الدنيا مع ما بلغ من العمر . ويقال للنبات بعد السقوط : اتغار وأثغار أيضا ، وهما لغتان في الافتعال من الثغر ، والأصل اثتغار ، فإما أن تقلب الثاء تاء وهو المشهور في الاستعمال والقوى في القياس ، وإما أن تقلب التاء ثاء . ومثل ذلك اتار واثار ، واترد واثرد . الفطيمة : المقطومة . والتلوة : التي تبعت أمها ، والذكر : تلو . والجذعه : التي دخلت في السنة الثانية . والمعنى أنه لما قال لها يحكم به ذوا عدل منكم ، نصب نفسه وابن حبشي حكمين ، فسأله عن فدية بالصفة التي وصفها معتبرا للمماثلة من جهة الخلقة ، لان من جهة القيمة ، فذكر له هذه الثلاثة ، فأوجب عليها أحدها . معاوية رضي الله تعالى عنه في فتح قيسارية وقد ثغروا منها ثغرة ، فأخذ معاوية اللواء ومضى حتى ركزا اللواء على الثغرة ، وقال : أنا عنبسة . أي ثلموا منها ثلمة . عنبسة : الأسد ، من العبوس والنون زائدة ، ومثله عنسل من العسلان . سواء الثغرة في (نس) . الثاء مع الفاء ثفر : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أمر المستحاضة أن تستثفر وتلجم إذا غلبها سيلان الدم .
[ 149 ]
الأستثفار : أن تفعل بالخرقة فعل المستثفر بإزارة ، وهو أن يرد طرفه من بين رجليه ، ويغرزه في حجزته من ورائه ، ومأخذه من الثفر . ومنه حديث الزبير رضي الله عنه : إنه وصف الجن الذين رآهم ليلة استتبعه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، قال : فإن نحن برجال طوال كأنهم الرماح مستثفرين ثيابهم . التلجم : أن يتوثق في شد الخرقة ، وهي تسمى لجمة ، وكل ما شددت به شيئا وأوثقته فهو لجام ولجمة . ويجوز أن يراد بالاستثفار : الاحتشاء بالكرسف من الثفر ، وهو الفرج ، كأنه طلب ما تسد به الثفر ، وبالتلجم شد اللجمة . ثفاء : ماذا في الأمرين من الشفاء : الصبر والثفاء هو الحرف ، سمي بذلك لما يتبع مذاقه من لذع اللسان لحدته ، من قولهم : ثفاه يثفوه ويثفيه : إذا اتبعه ، وتسميته حرفا لحرافته . ومنه : بصل حريف وهمزة الثفاء منقلبة عن واو أو ياء على مقتضى اللغتين . ثفل قال في غزوة الحديبية : من كان معه ثفل فليصطنع . الثفل : مارسب تحت الشئ من خثورة وكدرة ، كثفل الزيت والعصير والمرق . ثفل ثم قيل لكل مالا يشرب كالخبز ونحوه : ثفل . ومنه : وجدت بني فلان مثافلين : إذا فقدوا اللبن ، فأكلوا الثفل . ورجل ثفل ومحض . الاصطناع : اتخاذ الصنيع . ثفنة : أبو الدرداء رضي الله عنه رأى رجلا بين عينيه مثل ثفنة البعير فقال : لو لم يكن هذا كان خير . شبه السجادة بين عينيه بإحدى ثفنات البعير : وهي ما بلى الأرض من أعضائه ثفنة عند البروك فيغلظ ، وكأنه إنما جعل فقدها خيرا له مع أن الصلحاء وصفوا مثل ذلك ، وسمي كل واجد من الامام زين العابدين عليه السلام ، وعلي بن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم : ذا الثفنات لأنه رأى صاحبه يرائي بها .
[ 150 ]
ثفروق : مجاهد رحمه الله قال في قوله تعالى : (وآتوا حقه يوم حصاده) . [ الانعام : 141 ] . وذكر البر ثم التمر إذا حضروه عند الجداد ألقى لهم الثفاريق والتمر . الثفروق : قمع البسرة والتمرة . وعن أبي زيد : هو شئ كأنه خيط مركب في بطن القمعة ، وطرفه في النواة ، والمراد هاهنا شماريخ يتعلق بأقماعها تمرات متفرقة ، لا اقماع خالية من التمر . الضمير في حضروة وللمساكين . ثفن : في الحديث : حمل فلان على الكتيبة فجعل يثفنها . ثفن أي يضربها ويطردها وأصله من قولهم : ثفنته الناقة : ضربته بثفناتها . بثفالها في (دس) . بالثفال في (دج) . الثاء مع القاف ثقل : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي . الثقل : المتاع المحمول على الدابة ، وإنما قيل للجن والآنس : الثقلان ، لأنهما قطان الأرض ، فكأنهما أثقلاها . وقد شبه بهما الكتاب والعترة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين . والعترة : العشيرة ، سميت بالعترة وهي المرزنجوشة لأنها لا تنبت إلا شعبا متفرقة . قال فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم بستة ابيات كما نبت العتر ثقب : أبو بكر رضي الله عنه قالت الأنصار لقريش : منا أمير ومنكم أمير . فجاء أبو بكر فقال : إنا معشر هذا الحي من قريش أكرم الناس أحسابا ، واثقبه أنسابا ، ثم نحن بعد عترة رسول الله التي خرج منها ، وبيضته التي تفقأت عنه ، وإنما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحى عن قطبها .
[ 151 ]
أثقبه : أنورة ، من نقبت النار ، ونجم ثاقب ، والأصل فيه نقوذ الضوء وسطوعه والضمير يرجع إلى الناس ، وهو اسم موحد مذكر كالبشر والأنام والورى . تفقأت : تفلقت ، ومنه فق ء العين . معنى وجوب الرحاء عن القطب : أن يقطع عنه ويزال ما يمنع نفوذه منها بأن يثقب الموضع الذي يكون فيه . ولما كان موضعه وسط الرحى شبه بذلك مكان قريش من العرب ، يعني وسطها وسرتها . معشر : منصوب بفعل مضمر مثل : اذكروا عني ، ويسمى النصب على المدح والاختصاص . ثقف في (لق) . لمثقبا في (نق) . الثاء مع الكاف ثكن : في الحديث يحشر الناس على ثكنهم . الثكنة : الراية ، أي مع راياتهم وعلاماتهم ، فتعلم كل أمة وفرقة بعلامة تمتاز بها عن غيرها . والثكنة : الجماعة أيضا أي يحشر كل أحد مع الجماعة التي هو منها . والثكنة أيضا : القبر ، أي يحشرون على أحوال ثكنهم ، فحذف المضاف . المعنى : على الأحوال التي كانوا عليها في قبورهم من سعادة أو شقاء . على ثكنتهم في (ضر) . ثكما الأمر ثكما في (زو) . بأثكول في (حب) . ثكن في (رج) . الثاء مع اللام ثلغ : النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات غداة : إنه أتاني اليلة آتيان ، فأبتعثاني فانطلقت معهما ، فأتينا على رجل مضطجع ، وإذا رجل قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة ، فتثلغ رأسه ، فتدهدى الصخرة . ثم انطلقنا فأتينا على رجل مستلق وإذا رجل قائم عليه بكلوب ، وإذا هو يأتي أحد شقى وجهه ، فيشرشر شدقه إلى قفاه . ثم انطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور فيه رجال ونساء ، يأتيهم لهب من أسفل ، فإذا اتاهم ذلك ضوضوا فانتهينا إلى دوحة عظيمة ، فقالا لي : ارق فيها ، فارتقينا ، فإذا نحن بمدينة مبنية بلبن ذهب وفضة ، فسما بصرى صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء . ثلغ الثلغ والفلغ : الشدخ . الكلاب والكلوب : خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد . ومنه قيل كلاليب البازى لمخالبه .
[ 152 ]
يشرشر : يشقق ويقطع . الضوضاة : الضجيج والصياح ، وهو من مضاعف الرباعي كالقلقلة ، وقولهم : ضوضيت كأغزيت في قلب الواو باء لوقوعها رابعة . والتدهدي ، أصله التدهدة ، فقلبت الهاء ياء لاستثقال الضغيف ، كما قيل : تقضى البازى ، وهو التدحرج . الدوحة : كل شجرة عظيمة . ويقولون : انداحت هذه الشجرة ، إذا عظمت ومظلة دوحة : أي عظيمة واسعة . الربابة : السحابة المعلقة دون السحاب . قال : كأن الرباب دوين السحاب نعام تعلق بالأرجل ثلة : لاحمى إلا في ثلاث : ثلة البئر وطول الفرس ، وحلقة القوم . أي إذا احتفر الرجل بئرا في موضع لم يملكه أحد قبله ن فله أن يحمى من حواليها ما يطرخ فيه ثلثها ، وهي ترابها الذي أخرجه منها ، وإذا ربط فرسه في العسكر فله أن يحمى مستدار رفرسه ، وللقوم أن يحموا حلقة مجلسهم من أن يجلس وسطها أحد . وفي حديث حذيفة رضي الله عنه : الجالس في وسط الحلقة ملعون . ثل : عمر رضي الله عنه رئى في المنام فسئل عن حالة فقال : ثل عرشي أو كاد عرشي يثل لولا أنى صادفت ربا رحيما . ثلة : هدمه ، ويكون أيضا بمعنى أصلحه عن قطرب . وأثله : أمر بإصلاحه ثل وقد حكى : أثله : هدمه . والعرش : سرير الملك . وهذه كناية عن إدبار الأمر وذهاب العز لأن الإدالة من الملك يردفها ثل عرشه . تثلغ الخبزة في (فل) . الثلب في (نص) . ثلثا وأثنتين في (بر) وثلثهم في (ثو) وثلاثها في (ثن) . ثلثت في (سب) . ثلة في (ثو) . الثاء مع الميم ثمر ابن مسعود رضي الله عنه أتاه رجل بابن أخيه ، وهو سكران فأمر بسوط
[ 153 ]
فدقت ثمرته ، ثم قال للجلاد أضرب وارجع يديك ثم قال : بئس لعمر الله ولى اليتيم هذا ! ما أدبت فأحسنت الأدب ولاسترت الخربة . قال : يا أبا عبد الرحمن إنه لابن أخى ، وإني لأجد له من اللاعة ما أجده لولدي ، ولكن لم آله . ثمرة السوط : العقدة في طرفه ، وإنما أمر بدقها لتلين تخفيفا عنه ، وكذلك ثمر أمره برجع اليدين وهو ألا يرفعهما عندا لضرب ولا يمدهما ، ويقتصر على أن يرجعهما رجعا . اللام في اليتيم لتعريف الجنس لا للعهد ، لإسناد بئس إلى المضاف إليه ، لأنه لا يسند إلا إلى ما فيه اللام للجنس أو إلى ما أضيف ، والذي جوز الفصل بين بئس وفاعله بالقسم أنه تأكيد لمضمون الجملة ، فليس بأجبنى عنهما . ما أدبت : التفات إلى الرجل بالتقريع . الخربة : من قولهم : ما رأينا من فلان خربة أي عيبا وفسادا . ومنه : الخارب لعيشه في المال بالسرقة زخراب الأرض : فسادها لفقد العمارة اللاعة ، فعلة من لاع يلاع : إذا وجد في قلبه لوعة من شوق أو حزن . قال الأعشى ملمع لاعه الفؤاد إلى جحش فلاه عنها فبئس الفالي ومثلها : أمرأة خافة ، وعين داءة من خاف يخاف ن وداء يداء ، والمراد من وجد اللاعة ، وهي النفس ، فحذف المضاف . لم آله : أي مع فرط حرقتي ومحبتي له لم أدخر عنه عركا وتأديبا . ثمن : ابن عباس رضي الله عنهما الرشوة الحكم سحت ، وثمن الدم ، وأجره الكاهن ، وأخر القائف ، وهدية الشفاعة ، وجعالة الغرق . ثمن الدم : كسب الحجام . القيافة : أن يعرف بفطنة وصدق فراسة أن هذا ابن فلان أو أخوه ، وكانت في بني مدلج . الجعيلة والجعالة : الجعل ، وهو ما يجعل لمن يغوص على متاع أو إنسان غرق في الماء . ثمر : معاوية رضي الله عنه دخل عليه عمرو بن مسعود ، وقد أسن وطال عمرة ، فقال له كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟ فقال : ما تسأل يا أمير المؤمنين عمن ذبلت بشرته ، وقطعت ثمرته ، وكثر منه ما يجب أن يقل ، وصعب منه ما يحب أن يذل ، وسحلت مريرته
[ 154 ]
بالنقض ، وأجم النساء وكن الشفاء ، وقل انحياشه ، وكثر ارتعاشه ، فنومه سبات ، وليله هبات ، وسمعه خفات ، وفهمه تارات . ثمرته : نسله ، شبهه بثمرة الشجرة ، كما يقال : هذا فرع فلان وشعبته ، ويجوز أن يكني بها عن العضو ، ويريد انقطاع قدرته على الملامسة ، وانقطاع شهوته لقوله وأجم النساء ، وقد أنشد بعضهم : إلى عليجين لم تقطع ثمارهما قد طال ماسجدا للشمس والنار يريد لم يختنا . أراد بما يحب أن يقل : السهو والنسيان ، والذنين والبول ، وغير ذلك . وبما يحب أن يذل : المفاصل الجاسية التي لا تطاوعه في القبض والبسط ، سحلت مريرة ، أي جعل حبله المبرم سحيلا ، وهو الرخو المفتول على طاق واحد ، وقد سحله يسحله . والمريرة وآلمرير : المر المفتول على طاقين فصاعدا ، وهذا تمثيل لضعفه واسترخاء قوته . أجم : عارف ومل . الانحياش : النفور من الشئ فزعا . قال ذو الرمة : وبيضاء لاتنحاش منا وأمها إذا ما رأتنا زيل منها زويلها ولم يرد أنه لايفزع فينحاش لأن السيخ موصوف الفزع والخشية ، ومنه المثل : لقد كنت وما أخشى بالذئب . ولكنه أراد أنه إذا فزع لم يقدر على النفار والفرار . السبات : النوم الثقيل ، ومنه قيل للميت : مسبوت ، والأصل فيه انقطاع الحركة ، الهبات : الضعف والاسترخاء ، من قولهم : لفلان هبته أي ضعف ، وهبت المرض ، ورجل مهبوت الفؤاد : نخب . الخفات : ضغف الاستماع ، من خفوت الصوت ، وإنما أخرجه على " فعال " ، لأنه وزن أسماء الأدواء . تارات : يكرر عليه الحديث مرات حتى يتفهمه . ثمه : عروة رضي الله عنه ذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه : كنا أهل ثمة ورمة ، حتى استوى على عممه . وقيل الصواب الفتح في ثمة ورقة . الثم : الجمع . والرم : المرمة ، وأما الثم والرم فلا يخلوان من أن يكونا مصدرين كالحكم والشكر والكفر ، أو بمعنى المفعول كالذخر والعرف والخبر . والمعنى : كنا أهل تربيته والمتولين لحمع أمره وإصلاح شأنه ، أو ماكان يرتفع من أمره مجموعا مصلحا فإنا كنا المحصلين له على تلك الصفة .
[ 155 ]
العمم : صفة كشلل وسحج ، بمعنى العميم ، وهو التام الطويل ويجوز أن يكون جمع عميم كسرير وسرر وقولهم : نخل عم تخفيف عمم ، والمعنى : استوى على عظمه أو قده التام أو على عظامه أو أعضائه التامة ، وأما التشديد [ فيه عند من شدد ] فإنها التي تزاد في الوقف في قولهم : هذا عمرا وفرج ، وإنما زادها مجريا للوصل مجرى الوقف كما قال : * ببازل وجناء أو عيهل * ليتشا كل السجعتان . وروى بالتخفيف وروى على عممه ، وهو مصدر العميم وقولهم : منكب عمم ، وصف بالمصدر . وروى أن هاشما تزوج سلمى بنت زيد النجارية بعد أحيحة فولدت له شيبة ، وتوفى هاشم وشب شيبة ، فانتزعه المطلب من أمه ، فقالت : كنا ذوي ثمة ورمة حتى إذال قام على أتمه انتزعوه يافعا من أمه وغلب الأخوال حق عمه علاه الثمال في (بد) . على ثمد في (خب) . ثمال حاضرتهم في (رج) . سنة ثمغ في (صر) . قليل الثميلة في (صد) . ثماما (خض) . فثملته في (ور) . وأفجر له الثمد في (صب) . الثاء مع النون ثنى : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لاثنى في الصدقة . الثنى : مصدر كالقلى والشرى ، من ثنيت الشئ : إذا أخذته مرة ثانية ، وثنيت الأرض : إذا كريتها مرتين ، والمعنى في أخذ الصدقة ، فحذف المضاف . والصدقة : المال المتصدق به ، ويجوز أن يكون بمعنى التصديق ، من صدق المال : إذا أخذ صدقته ، كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية ، فلا يقدر حذف مضاف أراد لا تؤخذ في السنة مرتين ثنى بني مع لا لنفي الجنس ، وعلم بنائه سقوط التنوين . سئل عن الإمارة فقال : أولها ملامة ، وثناؤها ندامة ، وثلاثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل .
[ 156 ]
أي ثانيها وثالثها بالكسر ، وأما ثناء وثلاث فصفتان معدولتان عن اثنين أثنين وثلاثة ثلاثة . قرأ عليه أبي رضي الله عنه فاتحة الكتاب فقال : والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولافي القرآن مثلها إنها السبع المثاني من والقرآن العظيم الذي أعطيت . المثاني : هي السبع . ومن : للتبيين ، مثلها في قوله تعالى : (فاجتنبوا الرجس من الآوثان) . كأنه قيل : إنها للآيات السبع التي هي المثاني ، وإنما سميت مثاني لأنها تثنى : أي تكرر في قومات الصلاة ، والواحدة مثنى ، ويجوز أن يكون مثناة . وقوله : والقرآن العظيم : إطلاق الآسم القرآن على بعضه . ومثله قوله تعالى : (بما أوحينا إليك هذا القرآن) فيمن جعل المراد بالقصص سورة يوسف وقوله : ولا في القرآن مثلها تفضيل لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن . ثنن : حمزة رضي الله عنه قال وحشي : سددت حربتي يوم أحد لثنته فما أخطأتها . الثنة : ما دون السرة إلى العانة . وحشى غلام طعيمة بن عدى . رزقه يوم أحد فقتله ، وكان حمزة رضي الله تعالى عنه قد قتل طعيمة يوم بدر . ثنا : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من أراط الساعة أن توضع الأخيار ، وترفع الأشرار ، وأن تقرأ المثناة على رءوس الناس لا تغير . قيل : وما المثناة ؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله . قيل : هو كتاب وضعه أحبار بني إسرائيل بعد موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام على ما ارادوا من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم ، أحلوا فيه ما شاءوا ، وحرموا ما شاءوا على خلاف الكتاب ، وقد وقعت إلى ابن عمر كتب يوم اليرموك ، فقال ذلك لمعرفته بما فيها . ثنط : كعب رضي الله عنه إن الله عز وجل لما مد الأرض مادت فثنطها بالجبال ، فصارت كالأوتاد لها ، ونثطها بالآكام ، فصارت كالمثقلات لها . قال ابن الأعرابي : الثنط بتقديم الثاء على النون : الشق . والنثط : والإثقال ، وهما
[ 157 ]
حرفان غريبان ما جاءا إلا في حديث كعب ، وقيل نثطها : أثبتها ، والنثط والمثط : غمزك الشئ بيدك على الأرض . وفي بعض الحديث : كانت الأرض هفا على الماء فنثطها الله بالجبال . الهف : القلق الذي لا يستقر من قولهم : رجل هف أي خفيف ، وقال : هف خفيف قليل المال ليس له إلا مذلقة أو وفضة سبد ومنه سحابة هف : لاماء فيها وشهدة هف لاعسل فيها . ثنية : سعيد رضي الله عنه = الشهداء ثنية . أي الذين استثناهم الله عن الصعفة الآولى ] بقوله : (فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) . يقال حلف يمينا ليست فيه اثنية . وعن الأصمعي : سالت ابن عمران القاضي عن رجل وقف وفقا واستثنى منه ، فقال : لا يحوز الوقف إذا كانت فيه ثنية . يثنيه عليه إثناء في (طر) . اثناءه في (سح) . وطلاع الثنايا في (دين) . وثنيته في (عص) . الثاء مع الواو ثور : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم توضئوا مما غيرت النار ولو من ثور أقط . هو القطعة منه لأن الشئ إذا قطع عن الشئ ثار عنه وزال ثور والأقط : مخيض يطبخ ثم يترك حتى يمصل . والمراد بالتوضؤ غسل اليدين كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأهل جرش بالحمى الذي أحماه لهم : للفرس والراحلة والمثيرة ، فمن رعاه من الناس فماله سحت . المثيرة : البقرة التي تثير الأرض . سحت : هدر ، أي إن عقره عاقر أهدرته ، والذي يلاقي بينه وبين السحت المعروف أن الدم المهدر مسحوت التبعه ، كما أن الكسب الحرام مسحوت البركة .
[ 158 ]
ثوى : كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأهل نجران حين صالحهم : إن عليهم ألفى حلة في كل صفر ، وفي كل رجب ألف حلة ، وما قضوا من ركاب وخيل أو دروع أخذ منهم بحساب ، وعلى نجران مثوى رسلي عشرين ليلة فما دونها ، ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله على ديارهم وأموالهم ، وثلتهم وملتهم وبيعهم ورهبانيتهم واساقفهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وعلى ألا يغزوا أسقفا من سقيفاه ، ولا وافقا من وقيفاه ، ولا راهبا من رهبانيته ، وعلى الا يحشروا ولا يعشروا . مثوى رسلي : أي ثواؤهم ضيوفا لهم . والثوى : الضيف ، قال أوس : لعمرك ماملت ثواء ثويها حليمة إذا ألقى مراسي مقعد ويقال : تثويت فلانا : إذا تضيفته . ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : شيخ من طفاوة تثويته ، فلم أر رجلا أشد تشميرا ، ولا أقوم على ضيف منه . يقال لقطيع الضأن : ثلة ، ولقطيع المعزى : حيلة ، فإذا اجتمعا قيل لهما جميعا ثلة . وعلى ألا يغزوا معطوف على قوله : أن عليهم لأن المعنى صالحهم على أن عليهم ، فحذف على وحروف الجر يكثر حذفها مع أن وأن . الرهبانية والأساقفة : جمع رهبان وأسقف ، وقد مضى لنا في هذه التاء كلام ، وسمى الأسقف لخشوعه من الأسقف ، وهو الطويل المنحني . الواقف : خادم البيعة ، لأنه وقف نفسه على ذلك . السقيفي والواقيفى : مصدران الخليفي والخطيبي . لا يحشروا : لا يكلفوا الخروج في البعوث . ويعشروا : لا يؤخذ عشر أموالهم . ثوب : إذا ثوب بالصلاة فأتوها وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا . الأصل في التثويب : أن الرجل كان إذا جاء مستصرخا لوح بثوبه ، فيكون ذلك دعاء
[ 159 ]
وإنذارا ، ثم كثر حتى سمى الدعاء تثويبا ، قال طفيل : وقد منت الخذواء منا عليكم وشيطان إذا يدعوهم ويثوب وقيل : هو ترديد الدعاء ، تفعيل من ثاب : إذا رجع ، ومنه قيل لقول المؤذن : الصلاة خير من النوم : التثويب . ثواء : عمر رضي الله عنه كتب إليه في رجل قيل له : متى عهدك بالنساء ؟ فال : البارحة . فقيل : من ؟ قال : أم مثواى . فقيل له : قد هلكت ! قال : ما علمت أن الله حرم الزنا فكتب عمر أن يستحلف ما علم أن الله حرم الزنا ، ثم يخلى سبيله . المثوى : موضع الثواء وهو النزول ، ويقال لصاحب المثوى : أبو مثوى ، ثواء ولصاحبته : أم مثوى . ثوب : لا أوتي بأحد انتقص من سبل المسلمين إلى مثاباته شيئا إلا فعلت به كذا . أي إلى منازله لأنه يثاب إليها أي يرجع به . عمرو رضي الله عنه قيل له في مرضة الذي مات فيه : كيف تجدك ؟ قال : أجدني أذوب ولا أثوب ، وأجد نجوى أ كثر من رزئي . يقال ثاب جسمه بعد النهكة : إذا عاد إلى صحته . النجو : الحدث . من رزئي : أي مما أرزؤه من الطعام بمعنى أصيبه . يقال : مارزأته زبالا : إذا لم يصب منه شيئا . ومنه قيل للمصاب : رزء ورزئيه . ثيب : في الجديث : الثيبان يرجمان ، والبكران ويجلدان ويغربان . يقال للرجل والمرأة : ثيب ، وهو فيعل من ثاب يثوب ، كسيد من ساد يسود لمعاودتها التزوج في غالب الأمر ، وقولهم : تثيبت مبنى على لفظ ثيب ، ويجوز أن يكون فيعلت كما قيل في تدير المكان مم ثيب في (أب) . إلى ثور في (عى) . مثاويكم في (فر) . فلا يثوى عنده في (جو) . [ آخر الثاء والله الحمد والمنة ]
[ 160 ]
حرف الجيم الجيم مع الهمزة جئث : النبي صلى الله عليه وسلم قال في المبعث حين رأى جبريل عليه السلام : فجئثت منه فرقا ، فأتت خديجة ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان نصرانيا قد قرأ الكتب ، فحدثته وقالت : إني أخاف أن يكون قد عرض له ، فقال : لئن كان ما تقولين حقا إنه ليأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى . جئث الرجل : قلع من مكانه فزعا ، والثاء بدل من فاء جئف الشئ بمعنى جعف : جئث إذا قلع من أصله ، قال زيد الفوارس : ولوا تكبتهم الرماح كأنهم أثل جأفت أصوله أو أثأب ومثله قولهم في فروغ الدلو ثروع . وفي أثاث أثاف . وعكسه فم في ثم ، وجدف في جدث . وروى فجثثت وهو أيضا من جث واجتث : إذا قلع . فرقا : منتصب على أنه مفعول له . عرض له : من قولهم عرضت له الغول وعرضت بالكسر عن أبي زيد أي أخاف أن يكون قد أصابه مس من الجن . الناموس : جبرائيل عليه السلام ، شبه بناموس الملك ، وهو خاصته الذي يطلعه على ما يطويه من سرائره من غيره . وقيل هو صاحب سر الخير خاصة . الجاجئ في (رج) .
[ 161 ]
الجيم مع الباء جبه : النبي صلى الله عليه وسلم ليس في الجبهة ، ولا في النخة ، ولا في الكسعة ، صدقة . الجبهة : الخيل ، سميت بذلك لانها خيار البهائم ، كما يقال : وجه السلعة لخيارها ، ووجه القوم وجبهتهم لسيدهم . وقال بعضهم : هي خيار الخيل . النخة والنخة : الرقيق ، وقيل : البقر العوامل وقيل : الإبل العوامل من النخ وهو السوق الشديد . الكسعة : الحمير ، من الكسع ، وهو ضرب الأدبار . ومنه : اتبع آثارهم يكسعهم بالسيف . أخرجوا صدقاتكم ، فإن الله تعالى قد أراحكم من الجبهة والسجة والبجة ، الجبهة : المذلة ، من جبهة : إذا استقبله بالأذى . والسجة : المذقة من السجاج ، وهو اللبن المذيق . والبجة [ الدم ] الفصيد ، من البج ، وهو البط والطعن غير النافذ والمعنى : قد أنعم الله عليكم بالتخليص من مذلة الجاهلية وضيقتها ، وأعزكم بالاسلام ووسع لكم الرزق ، وأفاء عليكم الأموال ، فلا تفرطوا في أداء الزكاة ، فإن عللكم مزاحة . وقيل : هي أصنام كانوا يعبدونها . والمعنى : تصدقوا شكرا على ما رزقكم الله من الإسلام وخلع الأنداد . جبر : حضرته امرأة فأمرها بأمر ، فتأبت عليه ، فقال : دعوها فإنها جبارة . هي العاتية المتكبرة . ومنه قيل للملك : جبار وجبير لكبريائه . وفي حديثه : أنه ذكر الكافر في النار فقال : صرسه مثل أحد ، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار . وهو من قول الناس : ذراع الملك ، وكان هذا ملكا من ملوك الأعاجم تام الذراع . جبن : قال عمر بن عبد العزيز زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرد ذات يوم وهو مختضن أحد ابني ابنته ، وهو
[ 162 ]
يقول : والله إنكم لتجبنون وتبخلون وتجهلون ، وإنكم لمن ريحان الله ، وإن آخر وطأة وطئها الله بوج . معناه : إن الولد يوقع أباه في الجبن خوفا من أن يقبل فيضيع ولده بعده ، حبن وفي البخل إبقاء على ماله له ، وفي الجهل شغلا به عن طلب العلم . الواو وإنكم للحال ، كأنه قال : مع أنكم من ريحان الله : أي من رزق الله . يقال : سبحان الله وريحانة : أي أسبحه وأسترزقه . وقال النمر : سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر [ وبعده غمام ينزل رزق العباد فأحيا البلاد وطاب الشحر وهو مخفف عن ريحان فيعلان من الروح ، لأن انتعاشه بالزرق . ويجوز أن يراد بالريحان : المشموم ، لأن الشمامات تسمى تحايا ويقال : حياة الله بطاقة نرجس ، وبطاقة ريحان فيكون المعنى : وإنكم مما كرم الله به الأناسئ وحياهم به ، أو لأنهم يشمون ويقبلون ، فكأنهم من جملة الرياحين التي أنبتها الله . ومنه حديث علي عليه السلام : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له : أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي خيرا في الدنيا قبل أن ينهد ركناك . فلما مات رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال علي : هذا أحد الركنين ، فلما ماتت فاطمة قال : هذا الركن الآخر . الوطأة : مجاز عن الطحن والإبادة . قال : ووطئتنا وطأة على حنق وطأ المقيد نابت الهرم وج : وادي الطائف . قال ياسقى وج وجنوب وج واحتله غيث دراك الثج والمراد غزاة حنين وحنين : واد قبل وج لأنها آخر غزاة أوقع بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على المشركين . وأما غزوتا الطائف وتبوك فلم يكن فيهما قتال ووجه عطف هذا الكلام على ما سبقه التأسف على مفارقة أولاده لقرب وفاته لأن
[ 163 ]
غزوة حنين كانت في شوال سنة ثمان ووفاته في شهر ربيع الآول من سنة احدى عشرة . كأنه قال : وإنكم لمن ريحان الله ، وأنا مفارقكم عن قريب . جبب : قال له رجل : إني مررت بجبوب بدر ، فإذا أنا برجل ابيض رضراض ، وإذا رجل أسود بيديه مرزنة من حديد ، يضربه بها الضربة بعد الضربة فيغيب في الأرض ، ثم يبدو رتوة ، فيتبعه فيضربه فيغيب ، ثم يبدو رتوة . فقال ذاك أبو جهل ، يفعل به ذلك إلى يوم القيامة . الجبوب : ما غلظ من وجه الأرض ، وقيل للمدرة : جبوبة لأنها قطعة من الجبوب . ومنها حديثه : إنه قال لرجل يقبر ميتا : ضع تلك الجبوبة موضع كذا الرضراض الذي يترضرض لنعمته وكثرة لحمه ، يقال : بدن رضراض ، وكفل رضراض . المرزبه والإرزبة : الميتدة ، من رزب على الأرض ورزم : إذا لزم فلم يبرح قال : ضربك بالمرزبة العود النخر الرتوة : قرب المسافة ، من قول الماشي : رتوت رتوة إذا مشى مشيا قليلا ، ومنه رتوت الدلوا : إذا مددتها برفق ، ورتا برأسه ، وهو شبه الإيماء . جبى : قال سلمة بن الأكوع : قدمنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم [ بئر ] الحديبية ، فقعد على جباها فسقينا واستقينا ، ثم إن المشركين راسونا الصلح ، حتى مشى بعضنا إلى بعض فاصطلحنا . الجبا : بالفتح ما حول البئر وبالكسر : ما جمع في الحوض من الماء . راسونا : فاتحونا ، من قولهم : بلغني رس من خبر ، ورس الحمى ورسيسها : أول ما تمس . جبجب : عبد الرحمن رضي الله عنه لما بدا له أن يهاجر أودع مطعم بن عدي جبجبة فيا نوى من ذهب . هي زنبيل من جلود .
[ 164 ]
ومنها حديث عروة : كانت تموت له البقرة فيأمر أن تتخذ من جلدها جباجب . النوى : جمع نواة ، وهي قطعة وزنها خمسة دراهم ، سميت بنواة التمر ة جبى : ابن مسعود رضي الله عنه قال وذكر النفخ في الصور فيقومون فيجبون تجبية رجل واجد قياما لرب العالمين . قيل لكل واحد من الراكع والساجد : مجب ، لأنه يجمع بانحنائه بين أسفل بطنة وأعالي فخذيه . جبا : أسامة رضي الله عنه ذكر سرية خرج فيها قال : فصبحنا حيا من جهينة فلما رأونا جبئوا من أخبيتهم ، وانفرد لي ولصاحب السرية رجل ، فاشرع عليه الأنصاري جبأ ورمحه وسجد ، فالتفت وقال : لآ إلله إلا الله ، فرفع عنه الأنصاري وأدركته فقتلته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت رجلا يقول : لا إله إلا الله ؟ قال أسامة : فلا أقاتل رجلا يقول : لاإله إلا الله حتى ألقاه . فقال سعد : وأنا لا أقاتلهم حتى يقاتلهم ذو البطين . وكان لأسامة بطن مندح . وروى أنه كان في سرية أميرها غالب بن عبد الله ، وأنهم قد أحاطوا ليلا بحاضر فعم ، وقد عطنوا مواشيهم ، فخرج إليهم الرجال فقاتلوا ساعة ، ثم ولوا ، قال أسامة : فخرجت في أثر رجل منهم فجعل يتهكم بي حتى إذا دنوت منه ولحمته بالسيف قال : لا إله إلا الله ، فم أغمد عنه سيفي حتى أوردته شعوب . جبئوا : خرجوا ، يقال : جبأ عليه الأسود من جحره ، وجبأت عليه الضبع من وجارها : وهو الخروج من مكمن . فرفع عنه : أي رمحه أو يده ، فحذف لأنه مفهوم . الضمير في ألقاه يرجع إلى الله في قوله : لا إله إلا الله . أراد بذي البطين : أسامة لاندتحاج بطنه ، وهو اتساعه واستفاضته . ومنه : اندح الكلأ . الحاضر : الحي إذا حضر ، والدار التي بها مجتمعهم . قال : في حاضر لجب ابالليل سامره فيه الضواهل والرايات والعكر وهو أيضا خلاف البادي في قوله : لهم حاضر فعم وباد كأنه قطين الإله عزة وتكرما وقد يقال أيضا للمكان المحضور : حاضر ، فيقولون : زلنا حاضر بني فلان .
[ 165 ]
الفعم : الضخم الجم . عطنوا : من العطن . التهكم : الاستهزاء والاستخفاف . لحمته : ضربته . ومعناه أصبت لحمة . شعوب : علم للمنية ، كذ كاء للشمس وقد يدخل عليها لام التعريف فيقال : أدركته الشعوب وهي جينئذ صفة غالبة إذا لم تدخل عليها اللام انصرفت ، فقيل : أدركته شعوب . كقولك : منية ومصيبة ، وهي من الشعب بمعنى التضفريق . جبب : ابن عباس رضي الله عنهما نها الجب . قيل : وما الجب ؟ فقالت امرأة عنده : هو المزادة يخيط بعضها إلى بعض ، وكانوا ينتبذون فيها حتى ضربت . هي من الجب ، وهو القطع لأنها التي فريت لها عدة آدمة . وعن الأصمعي في المزادة هي التي تفأم بجلد ثالث بين الجلدين لتتسع ، وتسمى المجبوبة أيضا . ويقال : استجب السقاء : إذا غلظ وضرى ، ومعناه صار جبا ، كاستحجر الطين . جبى : جابر كان اليهود يقولون : إذال نكح الرجل امرأة مجبية جاء ولده أحول فنزلت : (نساؤكم حرث لكم) غير أن ذلك في صمام واحد وروى في سمام . أي مكبة على الوجه . الصمام : ما يسد الفرجه ، فسمى به الفرج ، ويجوز أن يكون معناه في موضع صمام . والسمام : السم ، يقال : سم الإبرة وسمامها ، ويجوز أن يكون الصاد بدلا من السين شاذا عن القياس أعني أنه ليس بعدها أحد الحروف الأربعة التي هي الغين والخاء والقاف والطاء ، كما شذ صلهب في معنى سلهب . جبل : عكرمة كان يسأله خالد الحذاء ، فسكت خالد ، فقال له : مالك أجبلت ؟ أي انقطعت ، وأصله أن يبلغ معول الحافر الجبل ولا يعمل . جبل مسروق رضي الله عنه الممسك بطاعة الله إذا جبت الناس عنها كالكار بعد الفار . التجبيب : الفرار البليغ بغاية الإسراع . المجبور في (بص) . وجهروة في (عف) . جبار في (عج) . ولا تجبوا في (عش) . من
[ 166 ]
أجبي في (أب) . مجبأة في (قص) . وجبار القلوب في (دح) . في جبوته في (حب) . من الجبت في (طى) جب طلعة في (جف) . الجيم مع الثاء جثى : النبي صلى الله عليه وسلم من دعا دعاء الجاهلية فهو من جثى جهنم . أي من جماعاتها . والجثوة : ما جمع من تراب وغيره ، فاستعيرت . وروى جثى ، وهو جمع جاث من قوله تعالى : (حول جهنم جثيا) [ مريم : 68 ] . جثم : نهى عن المجثمة . وهي البهيمة تجثم ثم ترمي حتى تقتل . فجثثت في (جا) . تجثمها في (جف) . الجيم مع الحاء جح : النبي صلى الله عليه وسلم مر بأمرأة مجح ، فسأل عنها ، فقالوا : هذه أمة لفلان . فقال : أيلم بها ؟ فقالوا : نعم فقال : لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه في قبره كيف يستخدمه وهو لا يحل له ؟ أم كيف يورثه وهو لا يحل له ؟ الجح : جرو الحنظل والبطيخ ، فشبه به الجنين ، فقيل للحامل مجح . الضمير في يستخدمه ويورثه راجع إلى الولد ، وهو في الموضعين يرجع إلى الاستخدام والتوريث . والمعنى : أن أمرة مشكل إن كان ولده لم يحل له استعبادة ، وإن كان ولد غيره لم يحل له توريثه . جحف : خذوا العطاء ما كان عطاء ، فإذا تجاحفت قريش على الملك ، وكان عن دين أحدكم فدعوه .
[ 167 ]
أي تقاتلت ، من الأجحاف ، ويقال : الجحف : الضرب بالسيف . والمجاحفة المزاحفة . عن دين أحدكم : أي مجاوزا لدين أحدكم مباعدا له . جحر : عائشة إذا حاضت المرأة حرم الجحران . المعنى : أن أحدهما حرام قبل المحيض ، فإذا حاضت حرما معا وقيل الجحران والحجر ، حجر كعقب الشهر وعقبانه . جحام : ميمونه كان لها كلب ، فأخذه داء يقال له الجحام فقالت وارحمتا لمسمار ! هو داء يأخذ في رءوس الكلاب ، فتكوى بين أعينها ، وفي عيون الأناسي فترم . جحام مسمار اسم كلبها . مجحجح : الحسن استؤذن في قتال أهل الشام حين خرج ابن الأشعث ، فقال في كلام له : والله إنها لعقوبة ، فما أدرى أمستأصلة أم مجحجحة ؟ فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن بالاستكانة والتضرع . أراد أم متوقفة كافة عن الاستئصال ، يقال : جحجح عن الأمر وجحجح عليه : إذا لم يقدم عليه . جحيمر في (عش) . جحظ في (سح) . ولاجحراء في (طم) . فاجتحفها في (صب) . الجحيم في (قع) . فجحجح في (جخ) . الجيم مع الخاء جخى : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان إذا سجد جخى . أي تقوس ظهرة ، متجافيا عن الأرض ، من قولهم : جخى الشيخ : إذا انحنى جحى من الكبر قال * لاخير في الشيخ إذا ماجخى وروى : جخ : أي فتح عضديه وروي : كان إذا صلى جخ وفسر بالتحول من مكان إلى مكان . جخف : ابن عمر نام وهو جالس حتى سمع جخيفة ثم قام فصلى ولم يتوضأ . جخف النائم : إذا نفخ وزاد على الغطيط . جخجخ : في الحديث : إن أردت العز فجخجخ في جشم .
[ 168 ]
أي صح فيه ونادهم . وقيل : احلل في معظهم وسوادهم كأنه ليل قد تجخجخ : أي تراكمت ظلمته قال الأغلب : إن سرك العز فجخجخ في جشم أهل العديد والبناء والكرم وروى بالحاء أي توقف فيهم . ومن روى فجحجح بجشم ، فهو من قولهم : جحجحت بفلان أي اتيت به جحجاحا : سيدا . مجخيا في (عر) . جخراء في (طم) . الجيم مع الدال جد : جد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتب إلى بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكتب إليه : إني سمعته ويقول إذا انصرف من الصلاة : لاإله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك واله الحمد وهو على كل شئ قدير . اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولانفع ذا الجد منك الجد وروى : لما أنطيت ، لامنطي . الجد : الحظ ، والإقبال في الدنا . والجد بالضم : الصفة ، ومثله الحلو والمر ، وناقة غبر أسفار . ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : قمت على باب الجنة قإذا عامة من يدخلها الفقراء ، وإذ أصحاب الجد محبوسون . منك : من قولهم : هذا من ذاك أي بدل ذاك ، ومن قوله : * فليت لنا من ماء زمزم شربه أي بدل ماء زمزم . ومنه قوله تعالى : (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلقون) . والمعنى : أن المحظوظ لا ينفعه حظه بذلك ، أي بدل طاعتك وعبادتك ، ويجوز أن تكون من على أصل معناها أعني الابتداء ، وتتعلق إما مابينفع وإما بالجد . والمعنى : المجدود لا ينفعه منك الجد الذي منحته ، وإنما ينفعه أن تمنحه اللطف والتوفيق في الطاعة ، أولاينفع من جده منك جده ، وإما ينفعه التوفيق منك .
[ 169 ]
الآنطاء : الإعطاء بلغة بني سعد . جدل إني عند الله مكتوب خاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته . انجدل : مطاوع جدله ، إذا ألقاه على الأرض ، وأصله الإلقاء على الجدالة وهي الأرض الصلبه ، وهذا على سبيل جدل فعل مناب فعل ، وقد سبق نظيره . الطينة : الخلقة ، من قولهم : طانه الله طينتك ، والجار الذي هو " في " ليس بمتعلق بمنجدل ، وإنما هو خير ثان لأن والواو مع ما بعدها في محل النصب على الحال من المكتوب . والمعنى كتبت خاتم الأنبياء في الحال التي آدم مطروح على الأرض ، حاصل في أثناء الخلقة ، لما يفرغ من تصويره وإجراء الروح فيه . جداد نهى صلى الله عليه وسلم عن جداد الليل هو بالفتح والكسر : صرام النخل ، وكانوا يجدون بالليل ويحصدون خشية حضور المساكين وفرارا من التصدق عليهم فنهوا عن ذلك بقوله تعالى : (وآتوا حقه يوم حصاده) . الانعام . جاد أوصى من خيبر بجاد مائة وسق اللأشعريين ، وبجاد مائة وسق للشنائيين . أي بنخل يجد منه مائة وسق من التمر ، وهو من باب قولهم : ليل : نائم . ومنه حديثه : اربطوا الفرس فمن ربط فرسا فله جاد مائة وخمسين وسقا . قيل : كان هذا في بدء الإسلام ، وفي الخيل إذا ذاك غزة [ وقله ] الشنئ : منسوب إلى شنوءة ، بحذف الواو وفتح العين ، وهكذا النسبه إلى كل ما ثالثه واو أو ياء ساكنه وفي آخره تاء تأنيث ، كقولهم : عضبي وحنفى نسبهم إلى بني عضوبة وبني حنيفة . وروى للشنويين ، وهذا فيمن خفف شنؤءة بقلب همزتها واوا . جداء أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن قوم خفاف بن ندبه السلمي ارتدوا ، وأبي أن يرتد جداء وحسن ثباته على الإسلام فقال فيه شعرا قوافيه ممدودة مقيدة : ليس لشئ غير تقوى جداء وكل خلق عمروه للفناء
[ 170 ]
إن أبا بكر هو الغيث إذا لم تزرغ الأمطار بقلا بماء المعطي الجرد بأرسانها والناعجات المسرعات النجاء والله لا يدرك أيامه ذو طرة ناش ولاذو رداء من يسع كي يدرك أيامه يجتهد الشد بأرض فضاء الجداء : من أجدى عليه ، كالغناء من أغنى عنه . الإزراغ : البل البليغ ، ومنه الرزغه وهي الردغة المعطى : نصب على المدح . الناعجات : الإبل السراع ، وقد نعجت ، وقيل الكرام الحسان الألوان ، من النعج يجتهد الشد : أي يجتهده ، ويبلغ أقصى ما يمكن منه ، من قولهم : اجتهد رأيه . جذب عمر رضي الله عنه جدب السمر بعد العتمة . الجدب : العيب والتنقص ، قال : جدب ومن وجه تعلل جادبه ومنه الجدح . خرج إلى الاستسقاء ، فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل ، فقيل له : إنك لم تستسق . فقال : لقد استسقيت بمجاديح السماء . هو جمع مجدح : وهو ثلاثة كواكب كأنها أنفية ، فشبه بالمجدح ، وهو خشبة لها ثلاثة اعيار الجدح يجدح بها الدواء : أي يضرب ، والقياس مجادح ، فزيدت الياء لإشباع الكسرة ، كقولهم : الصياريف والدراهيم . وهو على قياس قوله سيبويه جمع على غير واحد . والمجدح عند العرب من الأنواء التي لاتكاد تخطئ ، وإنما جمعه ، لأنه اراده وما شاكله من سائر الآنواء الصادقة .
[ 171 ]
والمعنى : أن الستغفار عندي بمنزلة الأستسقاء بالآنواء الصادقة عندكم لقوله تعالى : (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا هود : جذف) . سأل المفقود الذي اشتهوته الجن : ماكان طعامهم ؟ قال : الفول ، وما لم يذكر اسم الله عليه . قال : فما كان شرابهم ؟ قال الجدف . جاء في الحديث : إنه مالا يغطى من الشراب ، كأنه الذي جدف عنه الغطاء : أي نحى وجذف من قولهم : رجل مجدوف الكمين ، إذا كان قصير الكمين محذوفهما ، وجذفت السماء بالثلج [ وجدفت ] : رمت به ، وقيل : هو كل ما رمي به عن الشراب من زبد أو قذى . وقيل : هو نبات إذا رعته لإبل لم تحتج إلى الماء ، كأنه بجدف العطش . إن رفع طعامهم وشرابهم كان " ما } في محل النصب ، والفعل خال من الضمير والتقدير : أي شئ كان طعامهم أو شرابهم . وإن نصبا كان في محل الرفع ، وفي الفعل ضمير ه . والتقدير : أي شئ كان هو طعامهم أو شرابهم ، والجدف جائز فيه الرفع والنصب . جدل علي عليه السلام وقف على طلحة يوم الجمل وهو صريع ، فقال : أعزز على أبا محمد أن أراك مجلا تحت نجوم السماء في بطون الأودية ، شفيت نفسي ، وقتلت معشرى ! إلى الله أشكو عجرى وبجري ! المجدل : المطروح العجر : العقد في العصب ، ومنه عجر العصا . والبجر : العروق المتعقدة في البطن خاصة ، وقيل : العجر النفخ في الظهور ، والبجر في البطون ، فوضعت موضع الهموم والأشجان على سبيل الاستعارة . جدي سعد رميت يوم بدر سهيل بن عمرو ، فقطعت نساه فانبعثت جدية الدم . هي أول دفعة منه . جدد ابن عمر كان لا يبالي أن يصلى في المكان الجدد والبطحاء والتراب . الجدد : المستوى الصلب . والبطحاء : المسيل الذي فيه حصى صغار . جدد انس كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا .
[ 172 ]
أي عظم فيما بيننا . ومنه جد الله وهو عظمته . جدل معاوية رضي الله عنه قال لصعصعة بن صوحان : أنت رجل تتكلم بلسانك ، فما مر عليك جدلته ، ولم تنظر في أرز الكلام ولا استقامته . فقال له صعصعة : والله إني لأترك الكلام حتى يختمر في صدري ، فما أزهف به ولأ الهب فيه ن حتى أقوم أوده ، وأنظر في اعوجاجه ، فآخذ صفوه ، وأع كدره . أراد انه يتكلم بكل مايعن له من غير روية فشبهه بالصائد الذي يرمي ، فيجدل كل ما أكثبه من الوحش المارة عليه . الأرز من قولك : أرز الشئ : ثبت في مكانه فاجتمع . ومنه : الآرزة والمراد التئام الكلام . الإزهاف : الاستقدام ، يقال : أزهفت قدما يعني ما اقدمه قبل النظر فيه ويجوز أن يكون من أزهف فلان في الحديث ، إذا زاد فيه وقال ما ليس بحق ، وقد صحف من رواه بالراء . والإلهاب : الإسراع . عاشئة رضي الله تعالى عنها قالت في العقيقة : تذبح يوم السابع ، وتقطع جدولا ، ولا يكسر لها عظم . أي أعضاء تامة . قال المبرد : الجدل : العظم يفصل بما عليه من اللحم . يوم السابع : أي يوم الليل السابع . جذف كعب رضي الله عنه شر الحديث التجديف . هو كفران النعمة واستقلالها ، وحقيقته نسبة النعمة إلى التقاصر من قولهم : قميص مجدوف الكمين ، ومنه الحديث لاتجدفوا بنعم الله . ومنه الحديث الأوزاعي : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي العمل شر ؟ قال : التجديف . قيل وما التجديف ؟ قال : أن يقول الرجل : ليس لي وليس عندي لأن جحود النعمة من كفرانها . جديلة مجاهد قال في تفسير قول الله تعالى : (قل كل يعمل علي شاكلته الاسراء) : على جديلته . هي الطريقة والناحية . وقال شمر : ما رأيت تصحيفا أشبه بالصواب مما قرأ مالك بن
[ 173 ]
سليما ن [ عن مجاهد في تفسير قوله تعالى : (قل كل يعمل على شاكلته) . أي على جديلته ] فإنه صحف قوله ك على جديلته ، فقال : على حد يليه . جدابن سيرين رتحنه الله كان يختار الصلاة على الجد إن قدر عليه ، فإن لم يقدر [ عليه ] فقائما ، فإن لم يقدر فقاعدا . الجد بمعنى الجدة : وهي الشاطئ ، يعني أن راكب السفينة يصلى على الشاطئ ، فإن لم يقدر صلى في السفينة فائما وإلا فقاعدا . عطاء قال في الجد جديموت في الوضوء : لا بأس به . هو صرار الليل ، وفيه شبه من الجراد ، قال ذو الرمة : كأنا تغنى بيننا كل ليلة جدا جد صيف من صرير الأواخر جدجد في الحديث : فوردنا على جدجد متدمن . قيل : هو البئر الكثيرة الماء . أو جدعاء (شر) . وجدا في _ (حي) . وجداية في (ضغ) . الجدر في (شر) يجادونه في (مص) . جادسه في (خم) . الجديد في (صل) . الجيم مع الذال جذم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله تعالى وهو أجذم . أي مقطوع اليد . ومنه قول علي عليه السلام : من نكث بيعته لقى الله وهو أجذم ، ليست له يد . وقيل : الجذم الأجذوم والمجذم : المصاب بالجذام ، وقيل : هو المنقطع الحجه . جذع في حديث المبعث إن ورقة بن نوفل قال : ياليتني فيها جذع .
[ 174 ]
أراد ليتني في نبوته شاب أقوى على نصرته ، أو ليتني ادركتها في عصر الشبيبة ، جذع حتى كنت على الإسلام لاعلى النصرانية . جذعم علي عليه السلام أسلم والله أبو بكر وانا جذعمة ، أقول فلا يسمع قولي ، فكيف أكون أحق بمقام أبي بكر ؟ هي الجدعة ، والميم زائدة للتوكيد ، كالتي في زرقم وستهم . وفي التاء وجهان : أحدهما المبالغة ، والثاني التأنيث على تأويل النفس أو الجثة . جذذ أمر نوفا البكالي أن يأخذ من مزورده جذيذا . هو السويق ، لأنه يجذ ، أي يكسر ويجش ، والشربة منه : جذيذة . ومنها حديث أنس رضي الله عنه قال محمد بن سيرين : أصبحنا ذات يوم بالبصرة ولا ندري على ما نحن عليه من صومنا ، فخرجت حتى أتيت أنس بن مالك فوجدته قد أخذ جذيذة كان يأخذها كان قبل أن تغذو في حاجته ثم غدا . يجوز أن تكون ما أستفهامية قد دخل عليه الجار ، وأبقيت كما هي غير محذوفة الألف وإن كان الحذف هو الأكثر استعمالا ، وعليه زائدة للتوكيد . ويجوز أن تكون موصوله ، ويجرى ندرى مجرى نطلع ونقف فيعدى تعديته . جذر حذيفة رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر : حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة . ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل اثرها كأثر الوكت ، ثم ينام النومة فتقبض الآمانة من قلبه ، فيظل أثرها كأثر المجل ، كجمر دحرجته على رجلك تراه منتبرا وليس فيه شئ ، ولقد اتى على زمان وما أبالي أيكم بايعت ، لئن كان مسلما ليردنه على إسلامته ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه على ساعية ، فأما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلانا وفلانا . الجذر بالفتح والكسر : الأصل . قال زهير : وسامعتين تعرف العتق فيهما إلى جذر مدلوك الكعوب محدد الفرق بين الوكت والمجل : أن الوكت : النقط في الشئ من غير لونه ، يقال : بعينه وكته ، ووكت البسر : إذا بدت فيه نقط الإرطاب .
[ 175 ]
والمجل : غلظ الجلد من العمل لاغير ، ويدل عليه قوله : تراه منتبرا : أي منتفخا وليس فيه شئ . بايعت : من البيع . الساعي : واجد السعاة : وهم الولاة على القوم يعني أن المسلمين كانوا متحققين بالإسلام فيتحفظون بالصدق والأمانة والملوك ذوي عدل فما كنت أبالي من أعامل إن كان مسلما رجعه إلى بالخروج عن الحق عمله بمقتضى الإسلام ، وإن كان غير مسلم أنصفني منه الوالي . جذل الحباب قال يوم سقيفة بني ساعدة حين اختلف الأنصار في البيعة : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير . الجذل : عود ينصب للإبل الجربى تحتك به فتستشفى . والمحكك ، : الذي كثر به الاحتكاك حتى صار مملسا . والعذق بالفتح النخلة . والمرجب : المدعوم بالرجبه ، وهي خشبة ذات شعبتين وذلك إذا طال وكثر حمله . والمعنى : إني ذو رأي يستشفى بالاستضاءة به كثيرا في مثل هذه الحادثة ، وأنا في كثرة التجارب والعلم بموارد الأحوال فيها وفي أمثالها ومصادرها كالنخله الكثيرة الحمل ، ثم رمى بالرأي الصائب عنده ، فقال : منا أمير ومنكم أمير . جذم قتادة قال في قوله تعالى : (والركب أسفل منكم) . أبو سفيان انجذم بالعير فانطلق في ركب نحو البحر . والمجذية في (خو) . يتجاذون في (رب) . يجذل في (شى) . والجذم في (مص) . والجذعة في (ثغ) . حسمى جذام في (كف) . الجيم مع الراء جرجر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : من شرب من آنية الذهب والفضة فكأنما يجرجر في جوفه نار جهنم . أي يرددها فيه ، من جرجر الفحل : إذا ردد الصوت في حنجرته .
[ 176 ]
جرر ما من عبد نام بالليل إلا على رأسه جرير معقود ، فإن هو تعار ، وذكر الله حلت عقدة ، فإن هو قام وتوضأ وصلى حلت عقدة . وروى : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد ، فإذا قام من الليل فتوضأ وصلى انحلت عقدة . هو حبل من أدم . تعار : سهر بصوت ، ومنه عرار الظليم وهو صياحه . وفي معناه : حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما : من أصبح على غير وتر أصبح وعلى رأسه جرير سبعون ذراعا . ومن الجرير قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لبنى عبد المطلب وهم ينزعون على زمزم : انزعوا على سقايتكم ، فلولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت معكم حتى يؤثر الجرير بظهري . ومنه الحديث : إن رجلا كان يجر الجرير فأصاب صاعين من تمر ، فتصدق بأحدهما فلمزه المنافقون . معناه : أنه كان يستقى الماء . القافية : القفا . قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : نصبت على باب حجرتي عباءة ، وعلى مجر بيتى سترا مقدمه من غزوة خيبر أو تبوك ، فدخل البيت فهتك العرص حتى وقع إلى الأرض . المجر والعرص واحد ، وهما الجائز الذي توضع عليه أطراف العوارض . وروى بالضاد وقيل : لأنه يوضع على البيت عرضا ، ويقال : عرضت السقف تعريضا . مقدمة : نصب على الظرف ، أي وقت مقدمه . جرف ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال : بيت يكنه ، وثوب يواري عورته ، وجرف الخبز ، والماء ويروى : جلف . وهما جمع جرفة وجلفة وهي الكسرة ، من جرفته السنة وجلفته . الخصال : الخلال ، وليست الأشياء المذكورة بخلال ، ولكن المراد إكنان بيت ،
[ 177 ]
ومواراة ثوب ، وأكل جرف ، وشرب ماء فحذف ذلك ، كقوله تعالى واسأل القرية . يوسف : وروى : كل شئ سوى جلف الطعام ، وظل بيت ، وثوب يستر ، فضل بسكون لام جلف . وقيل : هو الخبز اليابيس غير المأدوم . وأنشد : الفقر خير من مبيت بته بجنوب زخة عند آل معارك جاءوا بجلف من شعير يابس بينى وبين غلامهم ذي الحارك جري لا تجار أخاك ولا تشاره . أي لا تطاوله ولا تغالبه فعل المجاري في السباق . والمشاراة : الملاجة ، ومنها : استشراء الفرس في عدوه . ورويا مشددين ، وقيل : المجارة من الجرير ، وهو أن يجنى كل واحد منهما على صاحبه ، وقيل : المماطلة وان يلوى بحقه ويجره من وقت إلى وقت . والمشارة من الشر . دخلت امرأة النار من جرا هرة لم تطعمها حتى ماتت هزلا . أي من أجلها . قال أبو النجم : فاضت دموع العين من جراها . جرن قال عمرو بن خارجة الأشعري : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة ، وكنت بين جران ناقته ، وهي تقصع بجرتها ، ولغامها يسيل بين كتفي . وهو العنق : ما بين المذبح إلى المنحر .
[ 178 ]
القصع : المضغ بعد السدع وهو الدسع وهو نزع الجرة من الكرش إلى الفم ، يقال : دسعت بجرتها ثم قصعت بها . اللغام : الزبد ولغم البعير : رمى به . جرف أبو بكر رضي الله عنه : مر الناس في معسكرهم بالجرف ، فجعل ينسب القبائل ، حتى مر ببنى فزارة فقام له رجل منهم ، فقال أبو بكر : مرحبا بكم : قالوا : نحن يا خليفة رسول الله أحلاس الخيل ، وقد قدناها معنا . فقال أبو بكر : بارك الله فيكم . الجرف : موضع ، وأصله ما تجرفته السيول من الأودية . ينسب القبائل : من قولهم : نسبت فلانا إذا قلت : ما نسبك ؟ قال أبو وجزة : ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة اي يشخصن القطا فيقول : قطا قطا فجعل ذلك نسبا له . حلس الدابة : كالمرشحة يكون تحت اللبد ، فيشبه به الرجل اللازم لظهر الفرس . جرد عمر رضي الله عنه : تجردوا بالحج وإن لم تحرموا . أي جيئوا بالحج مفردا ، وإن لم تقرنوا الإحرام بالعمرة يقال : جرد فلان الحج وتجرد به : إذا أفرده ولم يقرنه بالعمرة . أتى مسجد قباء ، فرأى فيه شيئا من غبار وعنكبوت فقال لرجل : أئتني بجريدة واتق العواهين . قال : فجئته بها فربط كمية بوذمة ، ثم أخذ الجريدة ، فجعل يتتبع بها الغبار . الجريدة : السعفة التى جرد عنها الخوص أي قشر . العواهن : ما يلي القلبة من السعف ، وإنما نهى عنها لئلا يضر قطعها القلبة . الوذمة : السير . جرمز كان يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ثم يجمع جراميزه ويثب ، فكأنما خلق على ظهر فرسه .
[ 179 ]
أي أطرافه . ومنه تحرفر الرجل من واجرنمز : إذا اجتمع وتقبض ، وهو لم يسمع واحده ، كالعباديد والحذافير ، وقيل : الجرموز : الركبة ، فإن صح كان المعنى أنه جمع ركبتيه وما يتصل بهما . ومنه حديث المغيرة : إنه لما بعث إلى ذى الحاجبين قال : قالت لي نفسي : لو جمعت جراميزك ، فوثبت وقعدت مع العلج . جرر عبد الرحمن : قال الحارث بن الصمة : رأيته يوم أحد في جر الجبل فعطفت إليه . هو أسفله . قال : وقد قطعت واديا وجرا وكأنه ما نجز على الأرض من سفحه . وقولهم : ذيل الجبل . يحتج له . جردابن مسعود رضي الله عنه : جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ، وى ينأى عنه كبيركم فإن الشيطان يخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة . قيل : أراد تجريده عن النقط والفواتح والعشور لئلا ينشأ نشئ فيرى أنها من القرآن . وقيل : هو حث على ألا يتعلم معه غيره من كتب الله ، لأنها تؤخذ عن النصارى واليهود ، وهم غير مأمونين . وقيل : إن رجلا قرأ عنده ، فقال : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : ذلك . وفيه وجه أسلوب الكلام ونظمه عليه أدل : وهو أن يجعل اللام من صلة جردوا ، ويكون المعنى : اجعلوا القرآن لهذا ، وخصوه به ، واقصروه عليه دون النسيان والإعراض عنه ، من قولهم : جرد فلان لأمر كذا وتجرد له . وتخلصه : خصوا القرآن بأن ينشأ على تعلمه صغاركم وبألا يتباعد عن تلاوته وتدبره كباركم فإن الشيطان لا يقر في مكان يقرأ فيه . جرش : أبو هريرة رضي الله عنه : لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابيتها ما هجتها ولا مستها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم شجرها أن تعضد أو تخبط . أي ترعى وتقضم ، والأصل فيه جرش الملح وغيره وهو الا ينعم دقه فهو جريش ، ثم استعير لموضع القضم . وأما الجرس فهو أن ينقر الطير الحب فيسمع له جرس أي صوت ، ومنه : نحل جوارس .
[ 180 ]
اللابتان : حرتا المدينة . مستها : أي مستها . وفيه وجهان : أحدهما أن تحذف السين وتلقى حركتها على الميم . والثاني : أن تحذفها حذفا من غير أن تلقيها عليها فتقول : مستها بالفتح ، ومثله ظلت وظلت في ظللت . جرر : ابن عمر رضي الله عنهما شهد فتح مكة ، وهو ابن عشرين سنة ، ومعه فرس حرون ، وجمل جرور ، وبردة فلوت ، ورمح ثقيل فرآه رسول الله صلى عليه وآله وسلم ، وهو يختلى لفرسه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن عبد الله ، وإن عبد الله . الجرور : لا ينقاد كأنه يجر قائده ، أو يجر بالشطن جرا . الفلوت : التي لا تنضم عليه لصغرها ، كأنها تنفلت عنه . يختلى : يجتز الخلى وهو الرطب ، ولامه ياء لقولهم : خليت الخلى . قال ابن مقبل : تمطيت أخليه اللجام وبذنى وشخصي يسامى شخصه ويطاوله أي أجعل اللجام في فيه مكان الخلى . إن عبد الله ، إن عبد الله : ويجوز أن يكونا جملتين محذوفتي الخبر ، ويجوز أن تكون الثانية خبرا كقولهم : عبد الله عبد الله . جرد : عائشة رضي الله عنها رأت امرأة شلاء : فقالت : رأيت أمي في المنام ، وفي يدها شحمة ، وعلى فرجها جريدة ، وهي تشكو العطش ، فلأردت أن أسقيها ، فسمعت مناديا ينادى : ألا من سقاها شلت يمينها ، فأصبحت كما ترين . تصغير جردة : وهي الخرقة الخلق من قولهم : ثوب جرد . جرجم : وهب رحمه الله : قال طالوت لداود : أنت رجل جرئ ، وفي جبالنا هذه جراجمة يحتربون الناس . هم اللصوص ، من جرجمة : إذا صرعه وقياس الواحد جرجمى . يحتربون : يستلبون من حربته : إذا أخذت ماله . جرمز : الشعبي رحمه الله : قال سويد : قلت له : رجل قال إن تزوجت فلانة فهى
[ 181 ]
طالق . قال : هو كما قال . قلت : إن عكرمة يزعم أن الطلاق بعد النكاح . قال : جرمز مولى ابن عباس . جرمز أي حاد عن الصواب ، ونكص . الحسن رحمه الله تعالى : قال عيسى بن عمر : أقبلت مجرنمزا حتى اقعنبيت بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد ما قول الله : والنخل باسقات لها طلع نضيد ؟ قال : هو الطبيع في كفراه . أي متقبضا . اقعنبيت : استوفزت حاعلا يدى على الأرض . الطبيع : لب الطلع ، سمى لامتلائه ، من قولك : هذا طبع الإناء أي ملؤه ، وطبع القربة . والكفرى : قشر الطلع . جرح : عبد الملك قال في خطبته : وقد عظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا . هو استفعال من الجرح وهو الطعن على الرجل ورد شهادته أي لم تزدادوا إلا فسادا تستحقون به أن يطعن عليكم ، كما يفعل بالشاهد . ومنه قول ابن عون رحمه الله : استجرحت هذه الأحاديث . أي كثرت حتى دعت أهل العلم إلى جرح بعضها . ولا يستجرينكم في (جف) . بيده جريدة في (زو) . جردية في (ري) . مجرسة في (سر) . جردا في (سق) . في موضع الجرير في (غف) . من الجريمة في (عذ) . المتجرد في (شذ) . وه في (بر) . جراثيم العرب في (رك) . حار جار في (شب) . جرنمها في (صر) . اجرد في (قع) . وأجر في قن . ولا يجر عليه في (هض) . جرستك الدهور في (حن) . ولم تجرد في (سر) . ثم جرجم في (لو) . ثم يجرجر في (كو) . جرزا في دو . على جرته في (حن) بجريعة الذقن في (كف) . بجريرة حلفائك في (عض) . جراثيم في (رف) .
[ 182 ]
الجيم مع الزاى جزأ : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لأبي بردة بن نيار في الجذعة التى أمره أن يضحى بها : ولا تجزى عن أحد بعدك . أي لا تؤدى عنه الواجب ولا تقضيه ، من قوله تعالى : لا تجزى نفس عن نفس شيئا . وإنما وضع الجزاء موضع الأداء لأن مكافأة الصنيع كقضاء الحق . جزر : أمر باخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب . جزر قال الأصمعى : هي من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول . وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام . وقيل : ما بين حفر أبي موسى إلى اقصى اليمن في الطول . وأما العرض فما بين رمل بيرين إلى منقطع السماوة . وقيل : سميت جزيرة لأن البحرين : بحر فارس وبحر الحبش ، والرافدين قد أحاطت بها . جزأ : قال علي رضي الله عنه في وصف دخوله صلى الله عليه وآله وسلم : كان دخوله لنفسه ، مأذون له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله ، وجزء لأهله ، وجزءا لنفسه . ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم شيئا . يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله ، ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التى تصل إليه فتوصله إلى العامة . لنفسه : من صلة الدخول . ومأذون : خبر مبتدأ محذوف ، والجملة في موضع خبر كان ويجوز أن تستتر في كان ضمير الشأن ، ويرتفع الدخول بالابتداء ومأذون خبره ، ويجوز أن يكون لنفسه خبر كان ، ومأذون خبر مبتدأ محذوف ، والجملة لا محل لها لأنها بدل عن قوله كان دخوله لنفسه .
[ 183 ]
جزع : وقف على وادى محسر ، فقرع راحلته ، فخبت حتى جزعه . جزع أي قطعه عرضا ، ومنه جزع الوادي . جزل : ذكر خروج الدجال وانه يدعو رجلا ممتلئا شابا ، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين ، رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك . جزل أي قطعتين ، يقال : ضرب الصيد فجزله جزلتين : إذا قطعه باثنتينء . رمية بالغرض : يريد أن بعد ما بين القطعتين رمية غرض ، وتقدير الكلام كانه قال : فيفصل بين نصفيه فصلا مثل رمية الغرض لأنه معنى قوله : فيقطعه جزلتين ، أو فيفصل بين نصفيه واحد . جزر : قال : لا يحل لأحد منكم من مال أخيه شئ إلا بطيب نفسه . فقال له عمرو بن يثربى : يا رسول الله أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي أجتزر منها شاة ؟ فقال : إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت الجميش فلا تهجها . اجتزار الشاة : اتخاذها جزرة ، وهي من الغنم كالجزور من الإبل . خبت : علم لصحراء بين مكة والحجاز . قال [ جندب ] : زعم العواذل أن ناقة جندب بجبوب خبت عريت وأجمت وامتناع صرفها للتأنيث والعلمية ، ويجوز أن تصرف لسكون الوسط . والجميش : صفة لها ، فعيل بمعنى مفعولة ، من الجمش وهو الحلق ، كأنها حلق نباتها . ويجوز أن تضاف خبت إلى الجميش . والجميش : النبات . والمعنى : إنك إن ظفرت بشاة ابن عمك ، وهي حاملة ما تحتاج إليه في ذبحها واتخاذها من سكين ومقدحة ، وأنت مقو في أرض قفر فلا تعترض لها . عمر رضى الله عنه أتاه رجل بالمصلى عام الرمادة من مزينة ، فشكا إليه سوء الحال ، وإشراف عياله على الهلاك فأعطاه ثلاث أنياب جزائر ، وجعل عليهن غرائر ، فيهن رزم من دقيق ، ثم قال له : سر فإذا قدمت فانحر ناقة فأطعمهم . بودكها ودقيقها ونوز . فلبث حينا ، ثم إذا هو بالشيخ المزني فسأله فقال : فعلت ما أمرتني به ، واتى الله بالحيا ، فبعت ناقتين ، واشتريت للغيال صبة من الغنم فهى تروح عليهم .
[ 184 ]
الجزائر : جمع جزور ، وهى الناقة قبل أن تنحر ، فإذا نحرت فهى جزور بالضم . الرزمة من الدقيق : نحو ثلث الغرارة وربعها ، وهي من رزم الشئ : إذا جمعه ، كالقطعة والصرمة من قطع وصرم ، يقال أيضا للثياب المجموعة وبقية التمر في الجلة : رزمة . نوز : قلل عن شمر . الحيا : الخصب ، ولامه ياء ، وهو من الحياة . الصبة : ما بين العشر إلى الأربعين . تسمية الناقة المسنة بالناب لطول نابها ، كما يسمى الطليعة عينا والناب مذكر مذطر ، فلوحظ الأصل حيث قيل : ثلاثة أنياب على التذكير ، كما قالوا في تصغيرها : نييب لذلك . جزى : ابن مسعود رضى الله عنه اشترى من دهقان أرضا على أن يكفيه جزيتها . الجزية : الخراج الذي ضرب على الكفار جزاؤه أي أداؤه ، فاستعيرت الخراج الأرض المحتوم أداؤه . والمعنى أنه شرط عليه أن يؤدى عنه الخراج في السنة التى وقع فيها البيع . جزع : أبو هريرة رضي الله عنه كان يسبح بالنوى المجزع وروى بالكسر . قيل : هو الذي حك بعضه حتى ابيض ، وترك الباقي على لونه ، فصار على لون الجزع ، وكل ما اجتمع فيه سواد وبياض فهو مجزع . ومنه جزع البسر ، إذا أرطب إلى نصفه . والمعنى أنه اتخذ سبحة من النوى يسبح بها . جزر : خوات رضى الله عنه : خرجت زمن الخندق عينا إلى بنى قريظة ، فلما دنوت من القوم كمنت ورمقت الحصون ساعة ، ثم ذهب بي النوم فلم أشعر إلا برجل قد احتملني ، فلما رقى بي إلى حصونهم قال لصاحب له : أبشر بجرزة سمينة ، فتناومت ، فلما شغل عنى انتزعت مغولا كان في وسطه ، فوجأت به كبده ، فوقع ميتا . هي الشاة المعدة للجزر أي الذبح . المغول : شبه الخنجر يشده الفاتك على وسطه للاغتيال .
[ 185 ]
جز : قتادة رحمه الله قال في اليتيم : تكون له الماشية يقوم وليه على صلاحها وعلاجها ، ويصيب من جززها ورسلها وعوارضها . جمع جزة ، وهي ما جز من صوف الشاة . يقال : اعطني جزة أو جزتين ، أي صوف شاة أو شاتين وفلان عاض على جزة : إذا كان عظيم اللحية . الرسل : اللبن . العوارض : جمع عارض ، وهو ما عرض له داء فذكى . يقال : بنو فلان يأكلون العوارض . جزم : النخعي رحمه الله التكبير جزم ، والقراءة جزم ، والتسليم جزم . الجزم : القطع ، ومنه قيل لضرب من الكتابة : جزم لأنه جزم عن المسند ، وهو خط حمير ، أي قطع عنه وأخذ منه . والمعنى الإمساك عن إشباع الحركات ، والتعمق فيها ، وقطعها أصلا في مواضع الوقف ، والإضراب عن الهمز المفرط ، والمد الفاحش ، وان يختلس الحركة ، ويعمل على طلب الاسترسال والتسهل في الجملة ، وعلى وتيرة قول الأصمعى : إن العرب تزوف على الاعراب ولا تعمق فيه . جزر : الحجاج قال لأنس بن مالك : والله لأقلعنك قلع الصمغة ، ولأجزرنك جزر الضرب ، ولأعصبنك عصب السلمة . فقال أنس : من يعنى الأمير ؟ قال : إياك ! أصم الله صداك . فكتب أنس بذلك إلى عبد الملك . فكتب إلى الحجاج : يابن المستفرمة بحب الزبيب لقد هممت أن أركلك ركلة تهوى منها إلى نار جهنم ، قاتلك الله أخيفش العينين ، أصك الرجلين ، أسود الجاعرتين . جزر العسل : انتزاعه من الخلية وقطعه عنها ، ومنه جزر النخل : إذا أفسده بقطع ليفه وشحمه . والضرب : العسل الأبيض الغليظ ، وقد استضرب ، وهو يسهل على العاسل استقصاء شوره ، بخلاف الرقيق فإنه ينماع ويسيل ، ولو روى الصرب بالصاد وهو الصمغ الأحمر لجادت روايته . عصب السلمة : ضم أغصانها بحبل ثم ضربها حتى يسقط ورقها . أصم الله صداك : أي أهلكك حتى لا يكون لك صوت يسمعه الصدى فيجيبه .
[ 186 ]
المستفرمة : من الفرم والفرمة ، وهو شئ كانت البغايا يتخذنه من عجم الزبيب ومن الأشياء العفصة للتضييق ، وهو التفريم والتفريب ، ومنه قول امرئ القيس يصف خيلا : مستفرمات بالحصى جوافلا الركلة : الرفسة بالرجل . ومنها : مركلا الفرس لموقعي رجلى الفارس من جنبيه . الجاعرتان : حيث يضرب الفرس أو الحمار بذنبه من فخذيه . جزا : ابن عمير رضي الله عنهما : إن رجلا كا يداين الناس وكان له كلتب ومتجاز ، فكان يقول : إذا رأيت الرجل معسر فأنظره ، فغفر الله له . أهل المدينة يسمون المتقاضى المتجازى ، ويقولون : أمرت فلانا يتجازى دينى على فلان . أجزرنا في (عز) . فتجزعوها في (مل) . فجزلها في (كن) . فليجز في (عر) من جزئه في (حى) . بقناح جزء في (قن) . الجيم مع السين جسس : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا . هو بالجيم : تعرف الخبر بتلطف ونيقة ، ومنه الجاسوس ، وجس الطبيب اليد ، وبالحاء : تطلب الشئ بحاسة كالتسمع على القوم . جسر : الشعبي رحمه الله : اجسر جسار سميتك الفسفاش إن لم تقطع جسار : فعال من الجسارة ، يعنى سيفه ، جعله علما له . والفشفاش : المنتفج الكذاب ، وفشفش : أفرط في الكذب ، واصله فشفشة الوطب ، وهي فشه . نوف رحمه الله تعالى : ذكر عوجا وقتل موسى له ، قال : فوقع على نيل مصر فجسرهم سنة .
[ 187 ]
أي أعترض على النيل ، فعقد لهم من شخصه جسرا ، من جسر الجسر : إذا عقده ، والأصل فجسر لهم ، فحذف الجار وأوصل الفعل كقوله : ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ومنه قول ذي الرمة : فلا وصل إلا أن تقارب بيننا قلائص يجسرون الفلاة بنا جسرا الجساسة في (زو) . جساما في (قح) . لجاسد في (شن) . الجيم مع الشين جشش : النبي صلى الله تعالى وآله وسلم أولم على بعض نسائه بجشيشة . جشش هي الحنطة المجشوشة تطبخ بلحم أو تمر . جشب : عمر رضي الله عنه قال حفص بن أبي العاص : كنا نأكل عند عمر وكان يجيئنا بطعام جشب غليظ ، فكان يأكل ويقول : كلوا فكنا نعذر . الجشب : الغليظ الخشن ، وقد جشب جشابة . ومنه : توليك كشحا لطيفا ليس مجشابا التعذير : التقصير مع طلب إقامة العذر .
[ 188 ]
جشر : عثمان رضي الله تعالى عنه : بلغني أن أناسا منكم يخرجون إلى سوادهم إما في تجارة وإما في جباية ، وإما في جشر فيقصرون الصلاة ، فلا تفعلوا فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا أو بحضرة عدو . الجشر : فعل بمعنى مفعول ، وهو المال الذي يجشر أي يخرج إلى المرعى فيبات فيه ، ولا يراح إلى البيوت ، ويقال للذين يجشرونه : جشر أيضا ، كأنه جمع جاشر . ويقال : جشر المال عن أهله فهو جاشر وجشر . ومنه قوله : لا يغرنكم جشركم من صلاتكم . وذلك أنهم كانوا يطيلون الغيبة عن البيوت فيرونها سفرا فيقصرون الصلاة . شاخصا : أي مسافرا . بحضرة عدو : يعنى أنه كان يقصر وإن كان مقيما إذا كان في قتال عدو . ومن الجشر حديث صلة بن أشيم ، قال : خرجت إلى جشر لنا ، والنخل سلب ، وكنت سريع الاستجاعة ، فسمعت وجبة فإذا سب فيه دوخلة رطب ، فاكلت منها ، فلو أكلت خبرزا ولحما ما كان أشبع لي منه . سلب : لا حمل عليها ، الواحد سليب . الأستجاعة : قوة الجوع ، واستجاع من جاع ، كاستعلى من علا ، واستبشر من بشر . الوجبة : صوت السقوط . السب : الثوب الرقيق . وقيل : الشقة البيضاء . الدوخلة : سفيفة من خوص . جشع : معاذ رضي الله عنه لما خرج إلى اليمن شيعه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . جشع أي جزعا مع شدة حرص على الإقامة معه . تجشمنى فإني جاشمة في (لب) . الجيم مع الظاء كل جظ في (ضع) .
[ 189 ]
الجيم مع العين . جعر : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن لونين من التمر : لون الجعرور ، ولون الحبيق . الجعرور : ضرب من الدقل ، يحمل أشياء صغارا لا خير فيها . ومنه قيل لصغار الناس : جعارير . الحبيق : ضرب ردى أيضا . والمراد النهى عن أن يؤخذا في الصدقة . ومنه حديث الزهري : لا يأخذ المصدق الجعرور ، ولا مصران الفارة ، ولا عذق حبيق . قال الأصمعى : عذق حبيق وعذق ابن حبيق : ضرب من الدقل . جعف : مر مصعب بن عمير وهو منجعف فقال : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . جعفت الرجل : صرعته ، فانجعف . جعس : بعث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه رسولا إلى أهل مكة ، فنزل على ابي سفيان ابن حرب ، وبلغه رسالته ، فقال أهل مكة لأبي سفيان : ما أتاك به ابن عمك ؟ قال : أتانى بشر سألني أن أخلي مكة لجعاسيس مضر . قال الأصمعى : الجعسوس بالسين والشين : وصف بالقماءة والصغر ، وقيل بالسين : اللئيم ، وبالشين : الدقيق الطويل . وقال الراعى : ضعاف القوى ليسوا كمن يبتنى العلا جعاسيس قصارون دون المكارم جعر : كان العباس رضي الله تعالى عنه يسم إبله في وجوههم ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : يا عم إن لكل شئ حرمة ، وإن حرمة البدن الوجه . قال : لا جرم يا رسول الله ! لأباعدن ذلك عنه . فكان يسمها على جواعرها . قال المبرد : للورك حروف ستة فحرفاها المشرفان على الخاصرتين : الحجبتان ، وحرفاها المشرفان على الفخذين : الغرابان ، وحرفاها اللذان يبتدان الذنب : الجاعرتان .
[ 190 ]
جعل : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ذكر عنده الجعائل ، فقال : لا أغزو على أجر ، ولا أبيع أجرى من الجهاد . جمع جعالة بالفتح والكسر أو جعيلة وهي جعل يدفعه المضروب عليه البعث إلى من يغزو عنه قال [ الأسدى : ] فأعطيت الجعالة مستميتا ومنه حديث مسروق رحمه الله : إنه كان يكره الجعائل . جعجع : ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد بن ابي وقاص : أن جعجع بالحسين . جعجع أي أنزله بجعجاع ، وهو المكان الخشن الغليظ وهذا تمثيل لإلجائه إلى خطب شاق وإرهاقه . وقيل : المراد إزعاجه لأن الجعجاع مناخ سوء لا يقر فيه صاحبه ، ومنه : جعجع الرجل : إذا قعد على غير طمأنينة . جعظ في ضع . جعظري في غل . الجعثن في صب . الجعاد في نط . جعد في فر . جعيلة في ثم . كالجعدبة في عص . انجعافها في خو . الجيم مع الفاء . جفل : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في صفة الدجال : جفال الشعر . جفل هو الكثير الشعر المجتمعه . ومنه الجفالة : الجماعة من الناس . وتقول العرب على لسان الضائنة : أولد رخالا ، وأجز جفالا ، وأحلب كثبا عجالا ، [ ولم تر مثلى مالا ] . وفي حديث آخر : إنه صلى الله تعالى عليه وسلم رأى رجلا جافل الشعر فقال : أما وجد هذا شيئا يسكن به شعره ! هو المستطار الشعر المتفرقة . ومنه حديث السحاب الجفل : الخفيف الذي تطير به الريح ، وكل خفيف جافل وجفل وجفيل . جفر : صوموا ووفروا أشعاركم فإنها مجفرة .
[ 191 ]
أي مقطعة للنكاح ، يقال : جفر الفحل عن الضراب جفورا : إذا انقطع عنه . وكنت آتيكم فأجفرتكم : أي قطعتكم . ومنه حديثه صلى الله تعال عليه وآله وسلم : إن عثمان بن مظعون قال له : إني رجل يشق على العزبة في المغازى أفتأذن لي في الخصاء ؟ قال : لا ، ولكن عليك بالصوم فإنه مجفر . أي قاطع للشهوة . ومنه حديث على عليه السلام : ' نه راى رجلا في الشمس فقال : قم عنها فإنها مبخرة مجفرة ، تتفل الريح ، وتبلى الثوب ، وتظهر الداء الدفين . وعن عمر رضي الله عنه إياكم ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة ، وروى مجعرة . أي ميبسة للطبيعة . جفف حين سحر جعل سحره في جف طلعه ، ودفن تحت راعوئة البئر . وروى : في جب طلعة . جفها : وعاؤها إذا جف ، وجبها : جوفها ، ومنه جب البئر وهو جرابها . الراعوفة : صخرة تترك ناتئة في اسفل البئر فإذا نقوها جلس عليها المنقى . وقيل تكون في بعض البئر لا يمكن قطعها فتترك ، وهي من رعف : إذا تقدم . جفأ : في لحوم الحمر الأهلية نهى عنها ، ونادى مناديه بذلك ، فأجفئوا القدور . وروى : فجفئوا . وروى : فأمر بالقدور فكفئت . وروى فأكفئت . جفأ القدر وكفأها وأجفأها وأكفأها : قلبها . جفن : قال عبد الله بن الشخير رضي الله عنه : قدمت عليه في رهط من بنى عامر فسلمنا عليه ، فقالوا : أنت والدنا ، وانت سيدنا ، وأنت أطول طولا ، وأنت الجفنة الغراء .
[ 192 ]
فقال : قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان . وروى : ولا يستهوينكم . جفن شبهوه بالجفنة الغراء ، وهي البيضاء من الدسم نعتا له بأنه مضياف مطعام ، أو أرادوا : أنت ذو الجفنة ، ومنه قوله : يا جفنة بإذاء الحوض قد كفئوا ومنطقا مثل وشى اليمنة الحبره وقول امرئ القيس : رب طعنة مثعنجرة وجفنة مسحنفره تدفن غدا بأنقره بقولكم : أي بما هو عادتكم من القول المسترسل فيه على السجية ، دون المتكلف المتعمل للتزيد في الثناء . وقيل : بقول أهل الإسلام ومخاطبتهم بالنبي والرسول لأن ما خاطبوه به من تحية أهل الجاهلية لملوكهم . استجريت جريا ، وتجريته : أي اتخذته وكيلا ، وهو من الجرى ، لأنه يجرى مجرى موكله . والمعنى : لا يتخذنكم كالأجرياء في طاعتكم له واتباعكم خطواته . جفا : خلق الله الأرض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء . الجفاء : ما جفأه السيل أي رمى به ، ويجوز أن يراد به الجافي ، وهو الغليظ ، من قولهم : ثوب جاف ، ورجل جاف . والكباء : الكابى ، وهو المرتفع العظيم من قولهم : فلان كابى الرماد . وكبا الغبار : ارتفع ، وكبت العلبة : امتلأت حتى تفيض . جفر : من اتخذ قوسا عربية وجفيرها نفى الله عنه الفقر . الجفير : الواسعة من الكنائن ، ومنه : الفرس المجفر ، وتقدير قوله : وجفيرها : وجفير سهامها ، فحذف ، وخص العربية كراهة زى العجم . وروى أنه رآى رجلا معه قوس فارسية فقال : ألقها . قالت حليمة رضي الله عنها التى ارضعته صلى الله عليه وآله وسلم : كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر ، فبلغ ستا وهو جفر . هو الذي قوى على الأكل ، واتسع جوفه ، وقد استجفر . وهو من أولاد المعز : ما بلغ أربعة أشهر وفصل .
[ 193 ]
ومنه حديث عمر : إنه قضى في الضبع كبشا ، وفي الظبى شاة ، وفي اليربوع جفرا أو جفرة . أي أوجب ذبحها على المجرم إذا قتل شيئا من ذلك . جفف : عمر رضى الله عنه كيف يصلح بلد جل أهله هذان الجفان : كذب بكر ، أو بخل تميم . هذا لقب لبكر وتميم . قيل . لأنه لم يكن في العرب قبيلتان أكثر عددا منهما . والجف : الجمع الكثير . وعن المبرد : حيان فيهما جفاء ، من الجف وهو الجافي . جفل : حمل يهودى امرأة مسلمة على حمار ، فلما خرج بها من المدينة جفلها عن رحلها ، ثم تجثمها لينكحها ، فأتى به عمر فقال : ما على هذا عاهدناكم فقتله . جفلها : طرحها ، من قولهم : طعنه فجفله ، إذا قلعه من الأرض ، والريح تجفل الجهام أي تذهب به . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إن رجلا قال له : آتى البحر فأجده قد جفل سمكا كثيرا ، فقال : كل ما لم تر شيئا طافيا . أي رمى به إلى الساحل . تجثمها : من تجثم الطائر أثناه إذا علاها للسفاد . جفن : انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها . أي أطعمها في الجفان ، وأنشد ابن الأعرابي : يا رب شيخ فيهم عنين عن الطعان وعن التجفين . جف : عثمان رضي الله عنه لما حوصر أشار عليه طلحة أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه . فقال : ما كنت لأدع المسلمين بين جفين ، يضرب بعضهم رقاب بعض . الجف والجف ة : الجماعة الكثيرة ، ويجوز أن يريد بين مثل جفين ، وهما بكر وتميم في كثرة العدد . جفل : أبو قتادة رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في سفرة ، فنعس على ظهر بعيره حتى كاد ينجفل فدعمته . هو مطاوع جفله ، إذا طرحه وألقاه . جفأ : ابن عازب رضي الله عنه سئل عن يوم حنين ، فقال : انطق جفاء من الناس
[ 194 ]
وحسر إلى هذا الحي من هوزان ، وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل كأنها رجل جراد فانكشفوا . أراد سرعان الخيل تشبيها بجفاء السيل . والحسر : جمع حاسر ، وهو الذي لا جنة له يعنى أنهم قليلون وحاسرون . رجل الجراد : الجماعة منه . لم تجفئوا في (حف) . الجفرة في (عك) . جف طلعة في (طب) . مجفرة في (زو) . من بدا جفا في (بد) . [ في جفاء الحقو في (حق) . ] أجفله في (زف) . جفة في (نف) . جفنة عبد الله في (جك) . جفوفا في (بل) . الجيم مع اللام جلل : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم نهى عن لحوم الجلالة . جلل كنى عن العذرة بالجلة ، وهي البعرة فقيل لآكلتها : جلالة وجالة ، وقد جل الجلة واجتلها : التقطها ، ماء مجلول : وقعت فيه الجلة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إن رجلا سأله عن لحوم الحمر ، فقال : أطعم أهلك من سمين مالك ، فإني كرهت لك جوال القرية . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما : إن رجلا قال له : إنى أريد أن أصحبك . فقال : لا تصحبني على جلال . كره ركوبه لأن الجلة في عرقه . جلهم : استأذن عليه أبو سفيان فحجبه ، ثم أذن له فقال : ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهمتين ! فقال : يا أبا سفيان أنت كما قال القائل : كل الصيد في جوف الفرا . الجلهمة بالضم : القارة الضخمة . وعن أبي عبيد : أنه أراد الجهلة ، وهي جانب الوادي ، فزاد ميما ، والرواية عنه بالفتح . والمعنى أنك تؤخرني ولا تأذن لي حتى تأذن قبلى لناس كثير ، هم في كثرة حجارتها .
[ 195 ]
أو لا تأذن لي أصلا كما لا تأذن للحجارة . الفرا : حمار الوحش ، يعنى أن كل صيد دونه ، وإنما قصد تألفه بهذا الكلام ، وكان من المؤلفة قلوبهم . جلب : لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام . الجلب : بمعنى الجلبة ، وهي التصويت . والجنب : مصدر جنب الفرس إذا اتخذه جنيبة . والمعنى فيهما في السباق أن يتبع فرسه رجلا يجلب عليه ويزجره ، وأن يجنب إلى فرسه فرسا عريا ، فإذا شارف الغاية انتقل إليه لأنه أودع فسبق عليه . وقيل : الجلب في الصدقة : أي يجلبوا إلى المصدق أنعامهم في موضع ينزله ، فنهى عنه إيجابا لتصديقها في أفنيتهم . وقد مر الشغار في (أب) . جلس : أعطى بلاب بن الحارث معادن القبيلة جلسيها وغوريها . جلس النسبة إلى الجلس وهو نجد ، سمى بذلك لارتفاعه من قولهم للغلظ من الأرض والجبل المشرف والناقة المرتفعة : جلس . وجلس : إذا أنجد ، وقال الشماخ : فمرت على ماء العذيب وعينها كوقب الصفا جلسيها قد تغورا جلخ : في حديث الإسراء : أحذنى جبرائيل وميكائيل ، فصعدا بي ، فإذا بنهرين جلواخين قلت : يا جبرائيل ما هذان النهران ؟ قال : سقيا أهل الدنيا . الجلواخ : الواسع ، قال بعض بنى غطفان : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بأبطح جلواخ بأسفله نخل جلج : قال له صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه لما نزلت : إنا فتحنا لك فتحا
[ 196 ]
مبينا : [ الفتح : 1 ] هذا يا رسول الله أنت ، قد غفر لك ، وبقينا نحن في جلج لا ندرى ما يصنع بنا . الجلج : بمعنى الحرج وهو القلق ، أي بقينا في غير استقرار ويقين من أمرنا . وقيل : هو جمع جلجلة ، وهي الرأس : اي في عدد رءوس كثيرة من المسلمين . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : إنه كتب إلى عامله على مصر خذ من كل جلجلة من القبط كذا وكذا . جلا : أخذ أسعد بن زرارة رضي الله عنه بيده صلى الله عليه وى له وسلم ، وقال : يأيها الناس ، أتدرون على ماذا تبايعون محمدا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإنس مجلية ! قالوا : نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم . أي حربا مجلية عن الأوطان ، تقول العرب : اختاروا فإما سلم مخزية وإما حرب مجلية . وقيل : لو رويت مجلبة ، فهي من أجلب القوم ، وأجلبوا : إذا اجتمعوا . جلل : قدم سويد بن الصامت مكة فتصدى له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فدعاه فقال له سويد : لعل الذي معك مثل الذي معى ! قال صلى الله عليه وآله وسلم : وما الذي معك ؟ قال : مجلة لقمان . جلل كل كتاب حكمة عند العرب مجلة . قال النابغة : مجلتهم ذات الإله ودينهم قويم فما يرجون غير العواقب وكأنها مفعلة من جل لجلال الحكمة وعظم خطرها ، ثم إما أن يكون مصدرا كالمذلة فسمى بها ، كما سمى بالكتاب الذي هو مصدر كتب ، وإما أن يكون بمعنى مكان الجلال . جلز : لا يدخل شئ من الكبر الجنة . قال قائل : يا رسول الله إنى أحب أن أتجمل بجلاز سوطي وشع نعلي . فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن ذلك ليس من الكبر ، إن الله جميل يحب الجمال ، وإن الكبر من سفه الحق وغمص الناس . الجلاز : ما يجلز به السوط أو القوس وغيرهما من عقب وغيره ، وهو أن يدار عليه ويلوى .
[ 197 ]
ومنه قيل للمستدير في أسفل السنان كالحلقة : جلز ، وللعقد المعقود مستديرا جلاز . كنى بقوله : لا يدخل شئ من الكبر الجنة عن أنه لا يدخلها أحد المتكبرين لأنه إذا نفى أن يدخلها شئ منه فقد نصب دليلا على أن صاحبه غير داخلها لا محالة . جميل : أي جميل الأفعال حسنها ، والعرب كما تصف الشئ بفعله فإنها تصفه بفعل ما هو من سببه . من سفه الحق : أي فعل من سفهه ، ومعناه جهله . وغمص الناس : أي استحقرهم . جلل : لما خرج أصحابه إلى المدينة وتخلف هو وأبو بكر ينتظر إذن ربه في الخروج اجتمع المشركون في دار الندوة يتشاورون في أمره ، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت . فقال أبو جهل : إني مشير عليكم برأى . قال : وما هو ؟ قال : نأخذ من كل قبيلة غلاما شابا نهدا ثم يعطى سيفا صارما ، فيضربونه ضربة رجل واحد ، حتى يقتلوه ، ثم وديناه وقطعنا عنا شأفتة واسترحنا منه . فقال الشيخ : هذا والله الرأى ! جل الرجل فهو جليل : إذا أسن وكبر ، ومنه قولهم : جل عمرو عن الطوق ، بدليل قولهم : كبر عمرو . قال كثير : وجن اللواتي قلن عزة جلت البت : كساء غليظ مربع . النهد : العظيم الخلق المرتفع . قال : من بعد ما كنت صملا نهدا الشأفة : قرحة تخرج بالقدم فتكوى فتذهب ، وقد شئفت رجله . والمعنى : قطعنا أصله كما تقطع الشأفة . جلب : قال البراء رضي الله عنه : لما صلح رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله
[ 198 ]
وسلم المشركين بالحديبية صالحهم على أن يدخل هو وأصحابه مكة من قابل ثلاثة ايام ، ولا يدخلونها إلا بجلبان السلاح . قال : فسألته ما جلبان السلاح . قال : القراب بما فيه . الجلبان والجربان والقراب : شبه جراب يضع فيه الراكب سيفه مغمودا وسوطه وأداته ، وينوطه وراء رحله . وقيل : هو مخفف بوزن الجلبان الذي هو الملك ولعله سمى جلبان لجمعه السلاح ، ومدار هذا التركيب على معنى الجمع . وجربان من لفظ الجراب ، وإنما اشترطو عليه ذلك ليكون علما للسلم . جلل : قدم ابي بن خلف في فداء إبنه وكا أسر يوم بدر فقال : يا محمد إن عندي فرسا أجلها كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنا اقتلك عليها إن شاء الله تعالى . أجلها : أعلفها علفا جليلا ، من قولهم : اتيته فما أجلني ولا أحشانى : أي ما أعطاني من جلة ماله ولا حاشيته . وقوله : فرقا ، بيان لذلك الجليل ، وهو مكيال يسع ستة عشر رطلا . عليها : في الأول حال عن الفاعل وفي الثاني عن المفعول . جلد : أبو بكر رضي الله عنه في قصة المهاجرة : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : ألم يأن للرحيل ؟ فقلت : بلى ! فارتحلنا حتى إذا كنا بأرض جلدة . جلد هي الصلبة . ومنها حديث على عليه السلام : إنه كا ينزع الدلو بتمرة ، ويشترط انها جلدة . وذلك أن الرطبة إذا صلبت طابت جدا . ومنه المثل : أطيب مضغة صيحانية مصلبة . جلفط : عمر رضي الله تعالى عنه . كتب إلى معاوية رضي الله تعالى عنه يسأله أن يأذن له في غزو البحر ، فكتب إليه : إني لا أحمل المسلمين على أعواد نجرها النجار وجلفظها الجلفاط ، يحملهم عدوهم إلى عدوهم . هو الذي يسد دروز السفن ويصلحها بالطاء غير المعجمة ، وأراد بالعدو البحر أو
[ 199 ]
النواتى ، لأنهم كانوا علوجا يعادون المسلمين . جلل : قالت أم صبية الجهنية رضي الله عنها : كنا نكون على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعهد أبي بكر وضدرا من خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما في المسجد نسوة قد تجاللن ، وربما غزلنا فيه ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لأردنكن حرائر . فأخرجنا منه . تجاللن : اسنن . حرائر : اي كما يجب أن تكون الحرائر من ضرب الحجب عليهن ، وألا يبرزن بروز الإماء . جلبب : علي عليه السلام من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا ، أو قال : تجفافا . الجلباب : الرداء ، وقيل : الملاءة التي يشتمل بها . والمعنى : فليعد وقاء مما يورد عليه الفقر والتقلل ورفض الدنيا من الحمل على الجزع وقلة الصبر على شظف العيش وخشونة الحال . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : إن امرأة سألته أن يكسوها ، فقال : إني أخشى أن تدعى جلباب الله الذي جلببك به . قالت : وما هو ؟ قال : بيتك . قلت : أجنك من أصحاب محمد تقول هذا ؟ أجنك : أصله من أجل أنك ، أو لأجل أنك ، فحذف الجار كقوله : أجل أن الله قد فضلكم فوق من أحكأ صلبا بإزار وخففت أن ضربين من التخفيف : أحدهما حذف الهمزة ، والثاني حذف إحدى النونين ، فوليت النون الباقية اللام وهما متقاربتا المخرجين ، فقلبت اللام نونا ، وأدغمت في النون وحق المدغم أن يسكن فالتقى ساكنان هي والجيم فحركت الجيم بالكسر فصار أجنك . جلا : ذكر المهدى من ولد الحسن رضي الله عنهما ، فقال رجل : أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، أفلج الثنايا ، بفخذه اليمنى شامة . الجلا : ذهاب شعر الرأس إلى نصفه والجلح : دونه ، والجله : فوقه . القنا : احديداب في قصبة الأنف .
[ 200 ]
الزيل : الفحج . جلع : الزبير رضي الله عنه كان أجلع فرجا . هما بمعنى واحد ، وهو الذي لا يزال يبدو فرجه . والأجلع أيضا : الذي تنضم شفتاه . جلد : لما التقينا يوم بدر سلط الله علينا النعاس ، فوالله إن كنت لأتشدد فيجلد بي ، ثم أتشدد فيجلد بي . جلد أي يصرعني النوم . يقال : جلدت به الأرض : إذا صرعته ، كما يقال : ضربت به الأرض . إن : مخففة من الثقيلة ، واللام في لأتشدد هي الفارقة بين إن المخففة والنافية . جلح : أبو أيوب رضي الله عنه من بات على سطح أجلح فلا ذمة له . هو الذي لم يحجر بجدار ولا غيره . جلعب : ابن معاذ رضي الله كان رجلا ضخما جلعابا . وروى : جلحابا . جلعب هما الطويل : وقيل : الضخم الجسم . جلاء : أم سلمة رضي الله تعالى عنها كانت تكره للمحد أن تكتحل بالجلاء . هو الإثمد لأنه يجلو البصر وأما الحلاء بالحاء والضم فحكاكة حجر على حجر قال أبو المثلم الهذلى : وأكحلك بالصاب أو بالحلاء ففقح لذلك أو غمض وهو الحلوء أيضا ، يقال : حلأت له حلوءأ : إذا حككت حجرا على حجر ، ثم جعلت الحكاكة على كفك ، وصدأت به المرآة ثم كحلته به ، وقد غلط راوي بيت الهذلي بالجيم لأنه متوعد فلا يكحل بما يجلو البصر . جلجل : عطاء رحمه الله قال ابن جريج : سألته عن صدقة الحب ، فقال : فيه كله الصدقة ، وذكر الذرة والدخن والجلجلان والبلسن والإحريض والتقدة . الجلجلان : السمسم . والبلسن : العدس ، وهو البلس بضمتين عن ابن الأعرابي . والإحريض : العصفر ، وثوب محرض .
[ 201 ]
والتقدة بالتاء : الكزبرة ، وبالنون الكرويا . جلحاء : في الحديث : إن الله ليؤدي الحقوق إلى أهلها حتى يقص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء نطحتها . الجلحاء : الجماء . لا أجلنظي في (بج) . أجلى في (زه) . مجللا في (حي) . أجلو الله في (حل) . ولا جلحاء في (عق) . من جلبابها في (عس) . فجلد بالرجل في (رت) . جلعدا في (قص) . على أجالدهم في (قس) . وجليل في (صب) . جلال في (لق) . ذا الجلب في (لب) . جلحاء في (قذ) . جليل المشاش في (مغ) . الجيم مع الميم . جمع : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال في الشهداء : ومنهم أن تموت المرأة بجمع . يقال : ماتت بجمع وجمع : أي حاملة أو غير مطموثة . ومنه حديثه : أيما امرأة ماتت بجمع لم تطمث دخلت الجنة . وحقيقة الجمع والجمع أنهما بمعنى المفعول كالذخر والذبح . ومنه قولهم : ضربه بجمع كفه ، أي بمجموعها ، وأخذ فلان بجمع ثياب فلان . فالمعنى : ماتت مع شئ مجموع فيها غير منفصل عنها : حمل أو بكارة ، وأما قول ذي الرمة : وردناه في مجرى سهيل يمانيا بصعر البرى من بين جمع وخادج فلا بد فيه من تقدير مضاف محذوف ، أي ذات جمع .
[ 202 ]
جمز : وضاة المغيرة ، فذهب يخرج ذراعيه ، فصاق عليه كما جمازته ، فأخرج يده من تحتها . الجمازة : مدرعة قصيرة من صوف . جمل : قال عمر رضي الله تعالى عنه : إن سمرة بن جندب باع خمرا ، قاتل الله سمرة ! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم ، فجملوها فباعوها . جمل الشحم يجمله : أذابه . والمعنى أنه خلل الخمر ثم باعها ، فكان ذلك مضاهيا لفعل يهود في إذابتهم الشحم حتى يصير ودكا ، ثم بيعهم له متوهمين أنه خرج عن حكم الأصل بالإذابة . جم : قال أبو ذر رضى الله تعالى عنه : قلت : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال : مائة الف وعشرون ألفا . قلت : كم الرسل من ذلك ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جماء غفيرا ! قلت : من أولهم ؟ قال : آدم . قلت : أنبي مرسل ؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، ثم سواه قبلا . وروى قبلا ، وقبلا . ذكر سيبويه : الجماء الغفير في باب : ما يجعل من الأسماء مصدرا كطرا وقاطبة ، وكأنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : هم كذا وكذا جمعا لهم وحصرا واستغراقا . والكلمتان من الجموم ، وهو الاجتماع والكثرة ، ومن الغفر وهو التغطية ، فجعلتا في موضع الشمول والإحاطة . وعن المازني : لم تقل العرب الجماء إلا موصوفا ، ويقال : جاءوا جما غفيرا ،
[ 203 ]
والجماء الغفير ، والجم الغفير . وعن بعضهم : جم الغفير ، وجماء الغفير ، وجماء الغفيرة ، وجماء الغفيرى . قبلا وقبلا : مقابلة ومشاهدة ، وقبلا : استقبالا واستئنافا ، يقال : لا آتيك إلى عشر من ذى قبل : من قبل ، اي من زمان نشاهده ، ومن ذي قبل ، اي من زمان يستقبلنا . جمل : عمر رضي الله تعالى عنه : إن أهل الكوفة لما وفدوا إليه العلباء بن الهيثم السدوسى ، فرأى عمر هيئة رثة ، وما يصنع في الحوائج . قال : لكل أناس في جميلهم خبر ، وروى في بعيرهم . وهو مثل يضرب في معرفة القوم بصاحبهم [ يريد أن قومه لم يسودوه إلا لمعرفتهم بشأنه ، وكان العلباء دميما أعور باذ الهيئة ، وكان الرجل إذا حزب أمر . جمر : سأل الحطيئة عن عبس ومقاومتها قبائل قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين كنا ألف فارس ، كاننا ذهبة حمراء ، لا نستجمر ولا نحالف . جمر أي لا نسأل غيرنا أن يتجمعوا إلينا لاستغنائنا بأنفسنا من الجمار بفتح الجيم : وهو الجماعة ، وتجمرت القبائل : اجتمعت . لا تجمروا الجيش فتفتنوهم . وهو أن يحسبوا في الثغر ، ولا يؤذن لهم في القفول . جمع : الخدري رضى الله عنه بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا . الجمع : صنوف من التمر تجمع . والجنيب : نوع منه جيد ، وكانوا يبيعون صاعين من الجمع بصاع من الجنيب ، فقال ذلك تنزيها لهم عن الربا . جمم : ابن عباس رضي الله عنهما أمرنا أن نبنى المساجد جما والمدائن شرفا . الجم : التي لا شرف لها ، من الشاة الجماء ، وهي خلاف القرناء . والشرف : التى لها شرف . أنس رضي الله تعالى عنه : توفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والوحى أجم ما كان ، لم يفتر عنه . أي أكثر ما كان من جم الشئ جموما .
[ 204 ]
جمهر : معاوية رضي الله تعاله عنه : قال له ابن الزبير : إنا لا ندع مروان يرمى جماهير قريش بمشاقصه ، ويضرب صفاتها بمعوله ، ولولا مكانك لكان اخف على رقابنا من فراشة ، وأقل في أنفسنا من خشاشة ، وأيم الله لئن ملك أعنة خيل تنقاد له ليركبن منك طبقا تخافه . فقال معاوية : يا معشر قريش ما أراكم منتهين حتى يبعث الله عليكم من لا تعطفه قرابة ، ولا يذكر رحما ، يسومكم خسفا ، ويوردكم تلفا . قال ابن الزبير : إذن والله نطلق عقال الحرب بكتائب تمور كرجل الجراد ، على حافتها الأسل ، لها دوى كدوى الريح تتبع غطريفا من قريش ، لم تكن أمه براعية ثلة . فقال معاوية : أنا ابن هند ، اطلقت عقال الحرب ، فاكلت ذروة السنام ، وشربت عنفوان المكرع ، إذ ليس للآكل إلا الفلذة وللشارب إلا الرنق والطرق . جمهور الناس : معظمهم ، وجمعه جماهير ، وقد يقال له : جرهوم وجراهيم . المشقص : من النصال : ما طال وعرض . وعن الأصمعى أنه الطويل غير العريض . الصفاة والصفوانة : الحجر الأملس . الفراشة : التى تتهافت في النار . الخشاشة : واحدة الخشاش ، وهى الهوام . الطبق : جمع طبقة ، وهى منزلة فوق منزلة . قال الله تعالى : لتركبن طبقا عن طبق . ومنه طبق الظهر ، وهو فقاره . والمعنى : ليركبن منك أحوالا ومنازل في العداوة مخوفة . سامه خسفا : إذا ألزمه إياه قسرا وإجبارا ، من سوم العالة ، وهو أن تكره ويداوم عليها حتى تشرب ، يقال : سام ناقته سوما . والخسف : حبس الدابة على غير علف ، فوضع موضع الإذلال . نطلق : منصوب يإذن لكونها مبيدا غير معتمدة ، وكون الفعل مستقبلا غير حاضر . رجل الجراد : القطعة منه التى قوى بعضها ببعض عن المبرد . الغطريف : السيد . الثلة : الجماعة من الضأن . العنفوان : الأول ، وزنه فعلوان ، من اعتنف الشئ إذا ابتدأه ، ولو جعل العين بدلا من الهمزة لم يبعد ، لقولهم : أنفوان وائتنف الشئ . الفلذة : القطعة من الكبد .
[ 205 ]
الرنق : الرنق ، وهو الكدر . الطرق : الماء الذي طرقته الدواب اي خاضته ، وبالت فيه ، وبعرت فتغير واصفر ، سمى بالمصدر . ضرب ذلك مثلا لعزة ومذلتهم وتقدمه وتخلفهم . جمم : عائشة رضي الله تعالى عنها بلغها أن الأحنف قال شعرا يلومها فيه ، فقالت : لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إياى ، أبى كان يستجم مثابة سفهه ؟ إلى الله أشكو عقوق أبنائى ! استجم البئر : تركها أياما لا يستسقى منها حتى يجتمع ماؤها ، كأنه طلب جمومها . والمثابة : الموضع الذي يثوب منه الماء . أرادت انه يحلم عن الناس ، ولا يتسافه عليهم ، فكأنه كان يجمع سفهه . أبى : اي بسببي ، ومن اجلى . جمل : عاصم رحمه الله لقد ادركت أقواما ، يتخذون هذا الليل جملا يشربون النبيذ ، ويلبسون المعصفر ، منهم زر بن حبيش وأبو وائل . هي عبارة عن قيام الليل والتهجد . جمر : في الحديث إن آدم عليه السلام رمى إبليس بمنى ، فأجمر بين يديه فسميت الجمار به الجمار . أي أسرع . قال لبيد : فإذا حركت غرزى أجمرت جمع : كان في جبل تهامة جماع قد غصبوا المارة منمنكنانة ومزينة وحكم والقارة . جمع الجماع : الأشابة من قبائل شتى . قال ابن الأسلت : من بين جمع غير جماع جمد : إذا وضعت الجوامد فلا شفعة . هي الحدود جمع جامد . من جمع في (غل) . جمز في (ذل) . جملاء في (سن) . بخبت الجميش في (جز) . جماليا في (صه) . جمعاء في (فط) . وإذا استجمرت في (نث) . مجمعا في نس . ولا تجمروهم في (كف) . جماع في (شع) . جامسا في (مى) . جمس في (سن) . أجمر ما كانوا في (خم) .
[ 206 ]
الجيم مع النون . جنح النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أمر بالتجنح في الصلاة ، فشكا ناس إليه الضعف ، فأمرهم أن يستعينوا بالركب . التجنح والاجتناح في السجود . أن يعتمد على راحتيه مجافيا لذراعيه غير مفترشهما من قول ابن الرقاع يصف ثور الوحش : يبيت يحفر وجه الأرض مجتنحا إذا اطمأن قليلا قام فانتقلا وفي حديثه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنهم شكوا إليه الاعتماد في السجود فرخص لهم أن يستعينوا بمرافقهم على ركبهم . جنب : ذكر الشهداء ، فقال : والمجنوب في سبيل الله شهيد . هو الذي به ذات الجنب . دخل مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين ، وبعث خالد بن الوليد على اليسرى وبعث ابا عبيدة على الحبس أو الحسر . المجنبتان : جناحا العسكر . الحبس : الرجالة ، وسموا بذلك لحبسهم الخيالة ببطء مسيرهم ، كأنه جمع حبوس ، أو لأنهم يتخلفون عنهم وتحبسهم الرجلة عن بلوغهم ، كأنه جمع حبيس . والحسر : جمع حاسر ، وهو الذي لا بيضة عليه . لا يضر المرأة الحائض والجنب إلا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سور الرأس . روى شوى رأسها . الجنب : يستوى فيه المذكر والمؤنث والواحد والاثنان والجمع . وقد يقال : جنبون وجنبات واجناب . سور الرأس : أعلاه . والشوى : جمع شواة وهي فروته .
[ 207 ]
عن على بن الحسين عليهما السلام : جنأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بيده في يوم حار وقال : من أحب أن يظله الله من فور جهنم يوم القيامة فلينظر غريما أو ليدع معسرا . يريد حناها ، والأجنا : الذي في كاهله انحناء على صدره وليس بالأحدب . وتيس أجنأ : الذي انحنى قرناه على جنبيه وصليف عنقه . عن عمر رضي الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رجم يهوديا ويهودية ، فقد رأيته يجانئ عليها يقيها الحجارة بنفسه . وروى : فعلق الرجل يجنئ عليها . يقال : جنأ عليه إذا عطف جنوءا ، وأجنأه عليه ، ومنه المجنأ ، وهو الترس والقبر المجنأ : المسنم . وجانأه : بمعنى أجنأه ، كباعده وأبعده ، وعالاه وأعلاه ، والمعنى : يعطف عليها نفسه . جنف : عمر رضي الله عنه افطر في شهر رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ، ثم نظر فإذا الشمس طالعة . فقال : : لا نقضيه ، ما تجانفنا فيه لإثم . التجانف : الميل ، والجنف والإجناف كذلك . ومنه حديث عروة : يرد من صدقة الجانف في مرضه ما يرد من وصيه المحنف عند موته . جنن : ابن عباس رضي الله عنه : الجان مسيخ الجن ، كما مسخت القردة من بنى اسرائيل . هو العظيم من الحيات . ومنه حديث ابن واثلة رحمه الله : أقبل جان فطاف بالبيت سبعا ، ثم انقلب حتى إذا كان ببعض دور بنى سهم عرض له شاب من بنى سهم أحمر اكشف ، أزرق أحول أعسر ، فقتله ، فثارت بمكة غبرة حتى لم تبصر لها الجبال .
[ 208 ]
الأكشف : الذي له في قصاص الناصية شعرات ثائرة ، وقد يتشاءم به . ومنه حديث القاسم رحمه الله : إنه سئل عن قتل الجان فقال : أمر بقتل الأيم منهن . الأيم والأين : ما لطف منها . ويجمع على جنان ، ونظيره غائط وغيطان ، وحائط وحيطان . ومنه الحديث في كسح زمزم أن العباس قال : يا رسول الله إن فيها جنانا كثيرة . ومنه حديث آخر : إنه نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيت . جنه : علي بن الحسين عليهما السلام . مدحه الفرزدق فقال : في كفه جهنى ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم جنه قال القتيبى : الجهنى : الخيزران . ومعرفتي بهذه الكلمة عجيبة ، وذلك أن رجلا من أصحاب الغريب سألني عنه فلم أعرفه ، فلما أخذت من الليل مضجعي أتاني آت في المنام فقال لي : ألا أخبرته عن الجهنى ؟ قلت : لم أعرفه . قال : هو الخيزران ! فسألته شاهدا ، فقال : هدية طرفنه . في طبق مجنة . فهببت وأنا أكثر التعجب ، فلم ألبث إلا يسيرا حتى سمعت من ينشد : في كفه جهنى . . . وكنت أعرفه : في كفه خيزران . جنب : مجاهد رحمه الله قال في قوله تعالى : متاعا لكم وللسيارة أجناب الناس كلهم . هم الغرباء ، الواحد جنب . قالت الخنساء : ابكي أخاك لأيتام وأرملة وابكى أخاك إذا جاورت أجنابا جنق الحجاج : نصب على البيت منجنيقين ووكل بهما جانقين ، فقال أحد الجانقين عن رميه : خطارة كالجمل الفنيق أعددتها للمسجد العتيق الجانق : الرامى بالمنجنيق ، وقد جنق يجنق . وقال الشيخ أبو على الفارسى : الميم في منجنيق أصل ، والنون التى تلى الميم زائدة ، فأما جنق ففيه بعض حروف المنجنيق ، وليس منه كقولهم : لأل وليس من اللؤلؤ ، والمنجنيق مؤنثة ، ولهذا قال خطارة ، شبهها بالفحل ، ووصفها بما يوصف به من الخطران ، وهو تحريكه ذنبه للصيال أو للنزاء .
[ 209 ]
والفنيق : الفحل ، ويجمع على فنق وافناق . في الحديث الجانب المستغزر يثاب من هبته . الجانب : الغريب . والمستغزر ، من استغزر الرجل : إذا طلب أكثر ماى أعطى . والمراد أن الرجل الغريب إذا أهدى إليك شيئا لتكافئه وتزيده فأثبه من هديته وزده . لا جنب في (جل) . جناب الهضب في (نص) . بالجنبة في (كس) . [ أخفوا ] الجنن في (زن) . ظهر المجن في (كل) . جانبيه في (قح) . الجيم مع الواو جور : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : قال حمل بن مالك بن النابغة : إني كنت بين جارتين لي ، فضربت إحداهما الأخرى بمسطح ، فألقت جنينا ميتا وماتت فقضى بدية المقتولة على عاقلة القاتلة ، وجعل في الجنين غرة عبدا أو أمة . جور كنوا عن الضرة بالجارة تطيرا من الضرر . وحكى أنهم كان يكرهون أن يقولوا : ضرة ، ويقولون : إنها لا تذهب من رزقها بشئ . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنه كان ينام بين جارتيه . المسطح : عمود الخباء لأنه يسطح به ، أي يمد . العاقلة : القرابة التى تعقل عن القاتل أي تعطى الدية من قبله . غرة : أي رقيقا أو مملوكا ، ثم أبدل منه عبدا أو أمة . قال ابن الأحمر : إن نحن إلا أناس أهل سائمة ما إن لنا دونها حرث ولا غرر أي أرقاء . وقال آخر : كل قتيل في كليب غرة أي هم كالمماليك في جنبه ، وإنما قيل للرقيق غرة لأنه غرة ما يملك : أي خيره وأفضله .
[ 210 ]
وقيل : أطلق اسم الغرة وهى الوجه على الجملة ، كما قيل : رقبة ورأس ، فكأنه قيل : جعل فيه نسمة عبدا أو أمة . وقيل : أراد الخيار دون الرذال . وعن أبي عمرو بن العلاء : لولا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أراد بالغرة معنى لقال : في الجنين عبدا أو أمة ، ولكنه عنى البياض ، ولا يقبل في الدية إلا غلام أبيض ، أو جارية بيضاء . جول قالت عائشة رضى الله عنها : كان إذا دخل علينا لبس مجولا . جول هو ثوب يثنى ويخاط أحد شقيه ، ويجعل له جيب يلبس ويجال به في البيت . جوح : إن رجلا قال له : يا رسول الله إنا قوم نتساءل أموالنا . فقال : يسأل الرجل في الجائحة والفتق ، فإذا استغنى أو كرب استعف . الجائحة : اسم فاعلة من حاجته تجوحه : إذا استأصلته ، وهي المصيبة العظيمة في المال التى تهلكه . ومنه حديثه : إنه أمر بوضع الجوائح . قيل : هي كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي بغير جناية آدمى . وتقديره بوضع ذوات الجوائح ، أي بوضع صدقات ذات الجوائح ، فحذف الأسمان ونظيره قوله : وناقتي الناجي إليك بريدها قال أبو على : أي ذو سير ريدها . الفتق : أن تقع الحرب بين فريقين ، فتقع بينهم الدماء والجراحات فيتحملها رجل ليصلح بينهم ، فيسأل فيها حتى يؤديها . وقيل : هو الجدب والشدة . كرب : قرب من ذلك .
[ 211 ]
قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : استحيوا من الله . ثم قال : الأستحياء من الله ألا تنسوا المقابر والبلى ، وألا تنسوا الجوف وما وعى ، والا تنسوا الرأس وما احتوى . ما وعاه الجوف ، وهو داخل البطن : المأكول والمشروب . وما احتواه الرأس : السمع والبصر واللسان . والمعنى : الحث على الحلال من الرزق ، واستعمال هذه الجوارح فيما رضى الله استعمالها فيه . جوع : دخل صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على عائشة رضي الله تعالى عنها ، وعندها رجل فقالت : إنه أخى من الرضاعة . فقال : انظرن ما إخوانكن ، فإنما الرضاعة من المجاعة . هي الجوع ، وفي وزنها ومعناها المخمصة . والمعنى أن الرضاع إنما يعتبر إذا لم يشبع الرضيع من جوعه إلا اللبن ، وذلك في الحولين ، فأما رضاع من يشبعه الطعام فلا . جوب : جاءه قوم حفاة عراة مجتابى النمار أزرا بينهم عامتهم من مضر فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، ثم حث على الصدقة . جوب أي مقتطعي النمار وهي أكيسة من صوف ، واحدتها نمرة . أزرا بينهم : انتصابه على الحال من الضمير في عراة وجعله حالا من قوم غير ضعيف لأنه موصوف . جوز : أتته امرأة فقالت : إني رأيت في المنام كأن جائز بيتى قد انكسر . فقال : خير ! يرد الله غائبك .
[ 212 ]
فرجع زوجها ثم غاب ورأت مثل ذلك ، فلم تجد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوجدت أبا بكر فأخبرته ، فقال : يموت زوجك . فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل قصصتها على أحد ؟ قالت : نعم . قال : هو كما قيل لك . الجائز الذي توضع عليه أطراف العوارض ، وجمعه أجوزة وجوزان . الضيافة ثلاثة أيام ، فما زاد فهو صدقة ، وجائزته يومه وليلته ، ولا يثوى عنده حتى يحرجه . الجائزة من اجازه بكذا : إذا أتحفه وأطلقه ، كالفاضلة واحدة الفواضل ، من أفضل عليه . يثوى من الثواء : وهو الإقامة . الإحراج : التضييق . والمعنى أنه يحتفل له في اليوم الأول ، ويقدم إليه ما حضره في الثاني والثالث ، وهو فيما وراء ذلك متبرع ، إن فعل فحسن وإلا فلا بأس به كالمتصدق ، وعلى الضيف ألا يطيل الإقامة عنده حتى يضيق عليه . جوى : في الرهط العرنيين : قدموا المدينة فاجتووها ، فقال : لو خرجتم إلى إبلنا فأصبتم من ابوالها وألبانها ، ففعلوا فصحوا ، فمالوا على الرعاء فقتلوهم ، واستاقوا الإبل ، وارتدوا عن الإسلام ، فبعث في طلبهم قافة ، فأتى بهم فأمر فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم . وروى وسمر أعينهم . قال أنس : فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه حتى ماتوا عطشا . اجتواء المكان : خلاف تنعمه ، وهو ألا تستمرئ طعامه وشرابه ولا يوافقك . القافة : جمع قائف ، وهو الذي يقوف الآثار أي يقفوها . سمل أعينهم : أي فقأها بحديدة محماة أو غيرها . وسمرها : أحمى لها مسامير فكحلهم بها . الكدم : العض . قيل : وقع الترخيص في إصابة بول الإبل للتداوي لهؤلاء خاصة ، ذلك في صدر
[ 213 ]
الإسلام ثم نسخ . وقيل : للمتداوي أن يصيبه كأكل الميتة لكسر عادية الجوع . واما المثلة بهم فلأنهم كانوا مثلوا بيسار مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فقطعوا يده ورجله ، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه ، فأدخل المدينة ميتا ، فجازاهم لقوله تعالى : فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به . نزل في قتلى أحد ومثله المشركين بهم وقول المسلمين عند ذلك : لئن أظهرنا الله عليهم لنمثلن بهم أعظم مما مثلوا . جوب : قال له رجل : يا رسول الله : أي الليل أجوب دعوة ؟ قال : جوف الليل الغابر . أجوب : كأنه في التقدير من جابت الدعوة بوزن فعلت كطالت ، أي صارت مستجابة ، كقولهم في فقير وشديد : كأنهما من فقر وشدد وليس ذلك بمستعمل . ويجوز ان يكون من جبت الأرض : إذا قطعتها بالسير ، على معنى أمضى دعوة ، وأنفذ إلى مظان التقبل والإجابة . جون : عمر رضي الله عنه لما قدم الشأم أقبل على جمل ، عليه جلد كبش جونى ، وزمامه من خلب النخل . الجون : الأسود ، وقد يقال للأحمر : جون ، كما يقال له : أسود . قال في صفة الشقشقة : في جونه كقفدان العطار والباء للمبالغة كقولهم : أحمرى وأسودى . الخلب : الليف . جوأ : على عليه السلام لأن أطلى بجواء قدر أحب إلى من أطلى بزعفران . جواء القدر : سوادها . وهو من قولهم : كتيبة جأواء . العين همزة واللام واو . وأصله جئاء ، إلا أنه استثقلت همزتان بينهما ألف ، فقلبت الأولى واوا كما في ذوائب . جوز : سأله رجل عن الوتر ، فلم يرد عليه شيئا ، وقام من جوز الليل ليصلى ، وقد طرت النجوم ، فقال : والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس . أين السائل عن الوتر ؟ نعم ساعة الوتر هذه ! جوز جوز الليل : وسطه .
[ 214 ]
طرت النجوم : طلعت . وروى طرت : أي أضاءت ، من طررت السيف : إذا صقلته . جود ابن مسعود رضي الله عنه أقرض رجلا دراهم ، فأتاه بها ، فقال حين قضاه : إني قد تجودتها لك من عطائي . فقال عبد الله : اذهب بها فاخلطها ثم ائتنا بها من عرضها . التجود : تخير الأجود . العرض : الجانب أي خذها من جانب من جوانبها من غير تخير . جوف حذيفة رضي الله تعالى عنه لقد تركنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ونحن متوافرون ، وما منا أحد لو فتش إلا فتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابن عمر . ضرب الجائفة . وهي الطعنة الواصلة إلى الجوف ، والمنقلة : وهي التي ينقل منها العظام مثلا للمعايب . وفي معناه قول جابر : ما منا أحد إلا وقد مالت به الدنيا إلا عمر وابن عمر . جوى سلمان رضي الله تعالى عنه إن لكل امرئ جوانيا وبرانيا ، فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ، ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه . الجوانى : نسبة إلى الجو ، وهو الباطن ، من قولهم : جو البيت لداخله . والبراني : إلى البر ، وهو الظاهر ، من قولهم للصحراء البارزة : بروبرية ، وللباب الخارج : براني . وزيادة الألف والنون للتأكيد . والمعنى أن لكل امرئ سرا وشأنا باطنا وعلنا وشأنا ظاهرا . جوظ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ستة لا يدخلون الجنة ، فذكر الجواظ والجعثل والقتات . فقيل له : ما الجعثل ؟ فقال : الفظ الغليظ . جاظ الرجل جوظا وجوظانا : إذا اختال من سمن وثقل في يدنه . ومنه الجواظ . وقيل : هو الجموع المنوع . الجعثل : مقلوب العثجل ، وهو العظيم البطن . القتات : النمام . جوز شريح رحمه الله خاصم إليه محمد بن الحنفية رحمه الله غلاما لزياد ، في
[ 215 ]
برذوية باعها ، وكفل له الغلام ، فقال محمد : حيل بينى وبين غريمي ، واقتضى مالى مسمى ، واقتسم مال غريمي دوني . فقال شريح : إن كان مجيزا كفل لك غرم ، وإن كان اقتضى لك مالك مسمى فأنت أحق ، وإن كان الغرماء أخذوا ماله دونك فهو بينكم بالحصص . أراد بالمجيز : المأذون له في التجارة لأنه يجيز الشئ ، أي يمضيه وينفذه بسبب الإذن له ، ويقال للولى والوصى : مجيز أيضا . ومنه حديثه الآخر : إذا باع المجيزان فالبيع للأول ، وإذا أنكح المجيزان فالنكاح للأول . إقتضى مالك مسمى : أي إن تقاضاه وقبضه على اسمك وعلى أنه لك فأنت احق به ، وإن كان الغرماء أخذو المال دونك فأنت غريم كبعضهم ، ولك فيه حصة على قدر مالك . جور عطاء رحمه الله : سئل عن المجاور إذا ذهب للخلاء أيمر تحت سقف ؟ قال : لا . قيل : أفيمر تحت قبو مقبو من لبن أو حجارة ليس فيه عتب ولا خشب ؟ قال : نعم . المجاور : المعتكف . القبو : الطاق . مقبو : معقود . ومنه : كان يقال لضم الحرف قبو ، وحرف مقبو . العتب : الدرج . جون الحجاج أتى بدرع حديد ، فعرضت عليه في الشمس ، وكانت الدرع صافية ، فجعل لا يرى صفاءها ، فقال له الرجل وكان فصيحا : الشمس جونة . وروى عرضها عليه في الشمس ، فقال له الحجاج : الشمس جونة . أي نحها عن الشمس ، فقد قهرت لون الدرع . والجونه هنا : البيضاء الشديدة البياض ، والجون من الأضداد . وأجيفوا في خم . لم تجز عليه في رح . المجيد في ضم . جيدوا في عذ . ذى المجاز في عن . أجون في قع . إلا جورا في نط . جولة في وج . جوح الدهر في عش . فجوب في فر . فسرت إليه جوادا في ذر . قطعة الجائز في رض . جوفوه في قر . ليس لك جول في حد . أجواز الإبل في ضح . وتستجيل في صب .
[ 216 ]
الجيم مع الهاء جهش النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بالحديبية فأصابهم عطش ، قال : فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . يقال : جهش إليه ، وأجهش : إذا فزع إليه ، كأنه يريد البكاء فزع الصبي إلى أبويه . جهد بينا هو في مسير له نزل بأرض جهاد . وروى : بينا هو يسير على أرض جرز مجدبة مثل الأيم ، فقال الناس : احبطوا ، فتفر ق الناس فجاء بعود ، وجاء ببعرة ، حتى ركموا فكان سوادا ، فقال : هذا مثل ما تحقرون من أعمالكم . الجهاد والجرز بمعنى ، وهي التى لا نبات بها ولا ماء . الأيم : الحية ، شبه به الأرض في ملاستها . السواد : السخص . جهر عمر رضي الله تعالى عنه إذا رأيناكم جهرناكم . أي وجدناكم عظاما في الأعين معجبة أجسامكم ، يقال : جهرنى فلان : راعني بجسمه وهيئته وجهرته : رأيته كذلك . جهض محمد بن مسلمة رضي الله عنه : قصد يوم أحد رجلا قال : فجاهضني عنه أبو سفيان . أي ما نعنى وعاجلني بذلك . من قولهم : أجهضته عن كذا ، إذا نحيته عنه بعجلة . جهل في الحديث : من استجهل مؤمنا فعليه إثمه . أي حمله على الجهل والسفه بشئ أغضبه ، فأخرجه من خلقه . فجهجأه في حش . أجهضوهم في حو . لا تجهده في دع . واجتهر في سح . أجهشت في سا .
[ 217 ]
الجيم مع الياء جيض النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن ابن عمر : بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سرية ، فلقوا العدو ، فجاض المسلمون جيضة ، فأتيت المدينة ، فقلنا : يا رسول الله نحن الفرارون ، فقال : بل أنتم العكارون ، وأنا فئتكم . وروى : فحاص الناس حيصة . ومعنى الكلمتين واحد هو الحيدودة حذرا . العكار : الكرار . ذهب في قوله : أنافئتكم إلى قوله تعالى : أو متحيزا إلى فئة . الانفال يمهد بذلك عذرهم في الفرار . جيش البراء بن مالك رضي الله عنه : شهدت المدينة فكفونا أول أو النهار ، فرجعت من العشى فوجدتهم في حائط ، فكأن نفسي جاشت فقلت : لا وألت ، أفرارا من أول النهار ، وجبنا آخره ! فانقحمت عليهم . جاشت : ارتفعت ، من الارتياع وغلت . وألت : نجوت . فجاش في خب . جيشات في دح . الجية في مخ . فتجيشت في حى . [ آخر الجيم ولله الحمد والمنة . ]
[ 218 ]
حرف الحاء الحاء مع الباء حبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة . الحبل : مصدر سمى به المحمول ، كما سمى بالحمل وإنما أدخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه لأن معناه أن يبيع ما سوف يحمله الجنين في بطن الناقة ، على تقدير أن يكون أنثى ، وإنما نهى عنه لأنه غرر . حبر يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره . الحبر : أثر الحسن والبهاء ، من حبرت الشئ وحبرته . والسبر ما عرف من هيئته وشارته ، من السبر وهو تعرف الشئ . عن أبى عمرو بن العلاء : أتيت حيا من أحياء العرب ، فلما تكلمت قال بعض من حضر : أما اللسان فبدوى ، وأما السبر فحضرى . وقد روى فيهما الفتح . احبنطى قال في السقط : يظل محبنطيا على باب الجنة . احبنطت : من حبط ، إذا انتفخ بطنه ، كاسلنقيت من سلقه : إذا ألقاه على ظهره ، والنون والياء زائدتان .
[ 219 ]
والمعنى أنه يظل منتفخا من الغضب والضجر . وقد روى مهموزا . حبك في صفة الدجال : رأسه حبك . الحبك : هي الطرائق ، واحدها حباك أو حبيك ، أو هو جمع حبيكة . ومنه حديث قتادة رحمه الله : الدجال قصد من الرجال ، أجلى الجبين ، براق الثنايا ، محبك الشعر . وروى : محبل . أي كل قرن من قرونه حبل ، لأنه جعله تقاصيب . حبل إن الأنصار لما ارادوا أن يبايعوه قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا ، ونحن قاطعوها فنخشى إن الله أعزك وأظهرك أن ترجع إلى قومك . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم . وروى : بل اللدم اللدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم منى ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم . الحبال : العهود . والهدم بالسكون : أن يهدم دم القتيل ، أي يهدر ، يقال : دماؤهم هدم بينهم . والمعنى دمكم دمى وهدمكم هدمي ، يريد إن طلب دمكم فقد طلب دمى ، وإن أهدر فقد أهدر دمى لاستحكام الألفة . وأما اللدم : فهى الحرم ، جمع لادم ، لأنهن يلتد من على صاحبهن إذا هلك . والهدم : المنزل ، وهو فعل بمعى مفعول ، لأنه يهدم أي حرمى حرمكم ، ومنزلي منزلكم . وقيل : المراد بالهدم : القبر أي وأقبر حيث تقبرون كقوله صلى الله عليه وآله وسلم لهم : المحيا محياكم ، والممات مماتكم . حبن إن رجلا أحبن أصاب امرأة ، فسئل ، فاعترف ، فأمر به فجلد بأثكول النخل . وروى : بإثكال النخل .
[ 220 ]
الأحبن : الذي به حبن وهو السقى . وعن الأصمعى : إن رجلا تجشأ في مجلس ، فقال له رجل : أدعوت على هذا الطعام أحدا ؟ قال : لا . قال : فجعله الله حبنا وقدادا . الأثكول والإثكال : الشمراخ . حبس الخيل ثلاثة : أجر ، وستر ، ووزر فأما الذى له الأجر فرجل حبس خيلا في سبيل الله فما سنت له شرفا إلا كان له أجر . ورجل استعف بها وركبها ولم ينس حق الله فيها ، فذلك الذي له ستر . ورجل حبس خيلا فخرا ويواء على أهل الإسلام ، فذلك الذي عليه الوزر . حبس فرسا في سبيل الله وأحبس : إذا وقفه ، فهو حبيس ومحبس . سنت : من سن الفرس إذا لج في عدوه . والشرف : الطلق ، يقال : عدا شرفا . النواء : المناوأة ، وهي المناهضة في المباهاة . قال : بلت يداه في النواء بفارس لا طائش رعش ولا وقاف حبب إن رجلا كان اسمه الحباب : فسماه عبد الله . وقال : إن الحباب اسم شيطان . اشترك الشيطان والحية في الحباب ، كما اشتركا في الشيطان والجان وأبي قترة . حبل في قصة بدر : إن رجلا من غفار قال : اقبلت وابن عم لي حتى صعدنا على حبل ، ونحن مشركان على إحدى عجمتي بدر . العجمة الشامية . ننتظر الوقعة . الحبل : الممتد من الرمل . والعجمة : المتراكم منه المشرف على ما حوله . حبس قال لعمر رضي الله عنه في نخل له أراد أن يتقرب به صدقة إلى الله : حبس الأصل ، وسبل الثمرة .
[ 221 ]
أي اجعله حبيسا وقفا مؤبدا لا يباع ولا يوهب ولا يورث ، واجعل ثمرته في سبل الخير . حلبة عمر رضي الله تعالى عنه قال لرجل من أهل الطائف : الحبلة أفضل أم النخلة ؟ وجاء أبو عمرة عبد الرحمن بن محصن الأنصاري . قال : الزبيب إن آكله أضرس ، وإن أتركه أغرث ، وليس كالصقر في رءوس الرقل ، الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، خرفة الصائم ، وتحفة الكبير ، وصمتة الصغير ، وخرسة مريم ، وتحترش به الضباب من الصلعاء . حبلة الحبلة : الكرمة . ومنه الحديث : لما خرج نوح عليه السلام من السفينة غرس الحبلة . ومنه حديث أنس رضي الله عنه : إنه كانت له حبلة تحمل كرا ، وكان يسميها أم العيال . أضرس . من ضرس لأسنان . أغرث : أي أجوع يريد أنه إذا أكل الزبيب ثم تركه تركه وهو جائع ، لأنه لا يعصم كما يعصم التمر . الصقر : عسب الرطب . الرقل : النخيل الطوال . الوحل : لغة في الوحل وهو الطين . خرفة الصائم : مخترفة ، أي مجتناه ، وقد استحب الإفطار بالتمر . وعن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإن لم يجد تمرا فإن الماء طهور . الصمتة : ما يصمت به . الخرسة : ما تطعمه النفساء أراد قوله تعالى : تساقط عليك لطبا جنيا . مريم الصلعاء : الصحراء التى لا نبات فيها ، من الصلع . واحتراش الضب : اصطياده . يقال إنه يعجب بالتمر جدا . حبر عثمان رضى الله تعالى عنه : كل شئ يحب ولده حتى الحبارى . خصها لأنها موصوفة بالموق . وقد شرحت ذلك في كتاب " المستقصى من أمثال العرب " .
[ 222 ]
حبا عبد الرحمن رضي الله عنه : قال يوم الشورى : يا هؤلاء إن عندي رأيا ، وإن لكم نظرا ، إن حابيا خير من زاهق ، وإن جرعة شروب أنفع من عذب موب ، وإن الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوف في الكلم فلا تطيعوا الأعداء وإن قربوا ، ولا تفلوا المدى بالاختلاف بينكم ولا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فيوتروا ثأركم ، وتؤليوا أعمالكم . وروى : ولا تؤبروا آثاركم ، فتؤلتوا دينكم . لكل أجل كتاب ، ولكل بيت إمام ، بأمره يقومون ، وبنهيه يرعون قلدوا أمركم رحب الذراع فيما نزل ، مأمون الغيب على ما استكن ، يقترع منكم ، وكلكم منتهى ، ويرتضى منكم ، كلكم رضا . ضرب الحابى وهو السهم الذي يزلج على الأرض ثم يصيب الهدف ، والزاهق وهو الذي يجاوزه ، من زهق الفرس : إذا تقدم أمام الخيل . مثلا لوال ضعيف ينال الحق أو بعضه ، ولاخر يجاوز الحق ويتخطاه . والشروب : وهو الماء الملح الذي لا يشرب إلا عند الضرورة . والعذب الموبئ : وهو الذي يورث وباء . مخففة مثلا لرجلين : أحدهما أدون وأنفع ، والثاني أرفع وأضر . اليسوب : مصدر ساب في الكلام إذا هضب فيه وخاض بهذر يريد أن التلطف في الكلام والتقلل منه أبلغ من الإكثار . وترته : أصبته برتر ، وأوترته : أوجدته ذلك . والثأر : العدو أي لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم . وتؤلتوا : تنقصوا ، يقال : آلته بمعنى ألته . التوبير : تعفية الآثار ، من توبير الأرنب ، وهو مشيها على وبر قوائمها لئلا يقتص أثرها . يرعون : يكفون . يقال : ورعته فورع يرع ، كوثق يثق ورعا ورعة . على ما استكن : أي تأمنون غيبة على ما استتر من أمركم عليكم فلا يخونكم . يقترع : يختار . ومنه القريع . حبلة سعد رضي الله تعالى عنه : لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر ، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام ، لقد ضللت إذن وخاب عملي !
[ 223 ]
الحبلة : ثمر السمر ، مثل اللوبياء . عن ابن الأعرابي . تعزرني من عزره على الأمر ، وعزره : إذا أجبره عليه ووقفه بالنهي عن معاودة خلافه قال هذا حين شكاه أهل الكوفة إلى عمر ، قالوا : لا يحسن الصلاة ، فسأله عمر عن ذلك ، فقال : إني لأطيل بهم في الأوليين ، وأحذف في الأخريين ، وما آلو عن صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . فقال عمر : كذلك عهدنا الصلاة . وروى : كذلك الظن بك يا أبا إسحاق . حبا سأل عنه عمرو عمرو بن معد يكرب ، فقال : خبر أمير ، نبطى في حبوته . وروى : جبوته ، عربي في نمرته ، أسد في تامورته . وروى : ناموسته ، يعدل في القضية ، ويقسم بالسوية ، وينقل إلينا حقنا كما تنقل الذرة . الحبوة ، من الاحتباء وهي للعرب خاصة ، كما يقال : حبى العرب حيطانها ، وعمائمها تيجانها . والجبوة : الجباية ، يقال : جبوة وجبية وجباوة . يريد أنه كالنبطي في علمه بالعمارة ، وهو في حبوة العرب . وإذا روى بالجيم فمعناه هو كالنبطي في علمه بأمر الخراج . النمرة : بردة تلبسها الأعراب والإماء . التامورة : عريسة الأسد . وقيل : التأمورة : علقة القلب . والمعنى أسد في جرأته وشدة قلبه . الناموسة : مكمن الصائد ، شبه بها العريسة . حبج ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما بلغه قتل مصعب ، فقال في خطبته : إنا والله ما نموت حبجا ، ولا نموت إلا قتلا وقعصا بالرماح تحت ظلال السيوف ، ليس كما تموت بنو مروان . الحبج : أن تنتفخ بطون الإبل لأكلها العرفج يعرض ببنى مروان أنهم يموتون تخمة . القعص : أن تصيبه فتقتله مكانه . حبك عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة . الاحتباك : الائتزار بإحكام . ومنه الحبكة وهي الحجزة . حبس شريح رحمه الله : جاء محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بإطلاق الحبس . هو جمع حبيس : وهو ما كان أهل الجاهلية يحبسونه من السوائب والبحائر والحوامي وغيرها فالمعنى أن الشريعة أطلقت ما حبسوا ، وحللت ما حرموا .
[ 224 ]
حبا وهب رحمه الله قال : ما أحدثت لرمضان شيئا قط يعنى من صلاة أو صيام ، وكان إذا دخل يثقل على كأنه الجبل الحابى . وهو العظيم المشرف . حبل ابن المسيب رحمه الله : قال عبد الله بن يزيد السعدى : سألته عن أكل الضبع . فقال : أو يأكلها أحد ؟ فقلت : إن ناسا من قومي يتحبلونها فيأكلونها . التحبل والاحتبال : الاصطياد بالحبالة . الواو في أو يأكلها هي العاطفة دخلت عليها همزة الاستفهام ، والمعطوف عليه في مثل هذا الكلام محذوف مقدر . على الحبس في جن . تنبت الحبة في ضب . على حبل عاتقه في حت . ما يقتل حبطا في زه . لحبرتها في زم . وثوب حبرة في صح . لو الحبيق في جع . ولو حبوا في غر . ألبس الحبير في خب . وحبلتها في صح . عقد الحبى في صع . أم حبين في أم . حب الغمام في شذ . وأن يحتبى في صم . هذا الحبير في بض . عذق حبيق في جع . لا يحبس في صب . الحاء مع التاء حت النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : قال لسعد يوم أحد : أحتهم يا سعد ، فداك أبي وأمى ! أراد ارددهم وادفعهم ، وحث الشئ وحطه نظيران . ومنه حديث عمر : إن أسلم كان يأتيه بالصاع من التمر فيقول : يا أسلم حت عنه قشره . قال : فأحسفه فيأكله . الحسف مثل الحت . ومنه حسافة التمر . ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذي قد تحات من الضريب .
[ 225 ]
أي تساقط ورقه من الجليد ، وهو تفاعل من الحت . وروى من الصريد وتفسيره في الحديث : البرد حتف وقال فيمن خرج مجاهدا في سبيل الله : فإن رفسته دابة أو أصابته كذا فهو شهيد ، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله ، ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب . انتصب حتف أنفه على المصدر ، ولا فعل لها كبهرا وويحا ، كأنه قيل : موت أنفه . ومعناه الموت على الفراش ، قيل : لأنه إذا مات كذلك زهقت نفسه من أنفه وفيه ، ويقال : مات حتف فيه ، وحتف أنفيه ، يراد الأنف والفم ، فيغلب أحدهما . حتك في حديث العرباض رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج في الصفة وعلينا الحوتكية . هي عمة يتعممها الاعراب . حتا على عليه السلام بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أبا رافع يتلقى جعفر ابن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ، فأعطاه على عليه السلام حتيا وعكة سمن ، وقال له : إني أعلم بجعفر ، إنه إن علم ثراه مرة واحدة ثم أطعمه ، فادفع هذا إلى أسماء بنت عميس ، تدهن به بنى اخى من صمر البحر ، وتطعمهم من الحتى . الحتى : سويق المقل : قال الهذلي : لا در درى إن أطعمت نازلكم قرف الحتى وعندي البر مكنوز ثراه : بله من الثرى ، يريد أن جعفر مطعام ، فإن ظفر به نداه بالسمن ، وأطعمه الناس ، وحرمه أولاده . الصمر : النتن والغمق ، ومنه الصمارى وهي الاست . وسميت الصميرة ، وهي بلدة لغمقها . حت زينب رضي الله تعالى عنها يبعت الله من بقيع الغرقد سبعين الفا هم خيار من ينحت عن خطمة المدر ، تضئ وجوههم غمدان اليمن . انحت : مطاوع حته .
[ 226 ]
والخطم : مستعار من السبع والطائر ، وهو مقدم الأنف والفم والمنقار . والمعنى تنشق عن وجه الأرض . في الحديث : من أكل وتحتم دخل الجنة . هو من الحتامة ، وهي دقاق الخبز وغيره الساقط على الخوان . أحتم في سح . حتفها ضائن تحمل في فر . الحاء مع الثاء حثل النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس . حثل هي الردئ من كل شئ . ومنه قيل الثفل الدهن وغيره : حثالة . ومنه حديثه الآخر : إنه لعبد الله بن عمر : كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم . أي اختلطت وفسدت . حثا عمر رضي الله عنه قال ابن عباس : دعاني عمر فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثورا نثر الحثا ، فأمرني بقسمه . هو دقاق التبن ، لأن الريح تحثوه حثوا . قال : أغبر مسحول التراب ترى به حثا طردته الريح من كل مطرد ويجوز أن يكتب بالياء لقولهم : حثى يحثى . منثورا : حال من الظرف الذي هو عليه . حثل أنس رضي الله عنه أعوذ بك أن أبقى في حثل من الناس . اي حثالة بسكون الثاء . المحثلة في ضح . أن يحثوا عنه في نه . حثحث في دج .
[ 227 ]
الحاء مع الجيم حجز النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : لأهل القتيل أن ينحجزوا الأدنى فالأدنى وإن كانت امرأة . انحجز : مطاوع حجزه إذا منعه . والمعنى : أن لورثة القتيل أن يعفوا عن دمه رجالهم ونسائهم . حجل قال لزيد : أنت ملانا فحجل . أي رفع رجلا ، وقفز على الأخرى من الفرح . وهو زيد بن حارثه ملكته خديجة عليها السلام فاستوهبه منها رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فوهبته له فأعتقه وزوجه أم أيمن . حجز كان له حصير يبسطه بالنهار ، ويحتجره بالليل يصلى عليه . أي يحظره لنفسه دون غيره . ومنه احتجرت الأرض ، إذا ضربت عليها منارا أم أعلمت علما في حدودها للحيازة . حجن توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل ، تكلم بلسان طلق ذلق . وروى : بألسنة طلق ذلق . الحجنة من الأحجن ، كالحمرة من الأحمر ، سميت بها الحديدة العقفاء في رأس المغزل . يقال : لسان طلق ذلق ، وطلق ذلق ، وطليق ذلق ، وألسنة طلق ذلق . والمراد الانطلاق والحدة . ومنه الحديث : إذا كان يوم القيامة جاءت الرحم فتكلمت بلسان طلق ذلق ، تقول : اللهم صل من وصلنى ، واقطع من قطعني . حجزذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها نساء الأنصار ، فأثنت عليهن خيرا ،
[ 228 ]
وقالت لهن معروفا . وقالت : لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجوز مناطقهن فشققنها ، فجعلن منهما خمرا ، وأنه دخلت منهن امرأة على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسألته عن الاغتسال من المحيض ، فقال لها : خذى فرصة ممسكة فتطهري بها . واحد الحجوز حجز بكسر الحاء ، وهو الحجزة ، ويجوز ان يكون واحدها حجزة على تقدير إسقاط التاء ، كبرج وبروج الفرصة . قطعة قطن أو صوف ، من فرص : إذا قطع . الممسكة الخلق التى أمسكت كثيرا ، كانه أراد ألا يستعمل الجديد للارتفاق به في الغزل وغيره لأن الخلق أصلح لذلك وأوفق . وقيل : هي المطيبة من المسك . رأى رجلا محتجزا بحبل ابرق وهو محرم ، فقال : ويحك ألقه ! هو الذي يشد ثوبه في وسطه ، ماخوذ من الحجزة . الأبرق : الذي فيه سواد وبياض ، ومنه قيل للعين : برقاء . حجن عمر رضي الله تعالى عنه : قال لبلال بن الحارث : ما أقطعك رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم العقيق لتحتجنه ، فأقطعه الناس . احتجان الشئ : اجتذابه إلى نفسك ، من المحجن . والمعنى هاهنا الامتلاك والحيازة لنفسه ، أراد أن الاقطاع ليس بتمليك ، إنما هو إرفاق إلى مدة . حجز علي عليه السلام سئل عن بنى أمية فقال : هم أشدنا حجزا ، وأطلبنا للأمر لا ينال فينالونه . شدة الحجزة عبارة عن الصبر على الشدة والجهد . حجاابن مسعود رضي الله عنه إنكم معشر همدان من أحجى حي بالكوفة ، يموت أحدكم فلا يترك عصبة ، فإذا كان كذلك فليوص بما له كله .
[ 229 ]
يقال : هو حج بكذا وحجى به : أي حرى وخليق وهو أحجى به . قال الأعشى : أم الصبر أحجى فإن امرأ سينفعه علمه إن علم حجز أبو الدرداء رضي الله عنه ترك الغزو عاما ، فبعث مع رجل صرة ، فقال : فإذا رأيت رجلا يسير من القوم حجرة ، في هيئته بذاذة فادفعها إليه . الحجرة : الناحية . حجج معاوية رضي الله عنه قال رجللإ : خاصمت إليه ابن أخى ، فجعلت أحج خصمى فقال : أنت كما قال أبو دواد : أنى أتيح لها حرباء تنضبة لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا أحجه : غلبه في المحاجة ، شبهه في تعلقه بحجة بعد انقضاء أخرى بفعل الحرباء في إمساكه ساق الشجرة عن إرسال غيرها . حجز في الحديث : تزوجوا في الحجز الصالح ، فإن العرق دساس . هو الأصل والمنبت . وقيل : هو فصل ما بين فخذ الرجل والفخذ الأخرى من عشيرته سمى بذلك لأنه يحتجز بهم ، أي يمتنع ، وإن روى بالكسر فهو بمعنى الحجزة ، كناية عن العفة وطيب الإزار . حجا رأيت علجا يوم القادسية قد تكنى وتحجى ، فقتلته . أي زمزم ، والحجاء ممدود : الزمزمة . حجرتا الطريق في بو . حجراء في طم . من وراء الحجزة في فر . كالجمل المحجوم في صع . كالحجفة في ذر . فيستحجى في غد . واحتجانه في نو . الحواجب في شذ . بمحجته في فز . تحجى في كن . الحاء مع الدال حدج النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ألم تروا إلى ميتكم حين يحدج ببصره فإنما ينظر إلى المعراج من حسنه .
[ 230 ]
أي يرمى ببصره ويحد نظره . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه : حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم . أي ماداموا نشيطين لسماع حديثك مقبلين عليك . حدد في قصة حنين : إن مالك بن عوف النصرى قال لغلام له حاد البصر : ما ترى ؟ فقال : أرى كتيبة حرشف ، كأنهم قد تشذروا للحملة ، ثم قال له : وتلك ! صف لى ، قال : قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف . يقال : رجل حديد البصر وحاده ، كقولهم : كاليل البصر وكاله . الحرشف : الرجالة . تشذروا : تهيئوا . لا يكت : لا يحصى . لا ينكف : لا يقطع ، ولا يبلغ آخره ، يقولون : رأينا غيثا مانكفه أحد سار يوما ولا يومين . حدد قال في السنة : في الرأس والجسد قص الشارب والسواك والاستنشاق والمضمضة وتقليم الأظفار ونتف الإبط والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد وانتقاص الماء . استحد الرجل : إذا استعان ، وهو استفعل من الحديد ، كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتورية . ومنه حديثه : إنه حين قدم من سفر أراد الناس أن يطرقوا النساء ليلا ، فقال : أمهلوا حتى تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة . قيل في انتقاص الماء : هو أن يغسل مذاكيره ليرتد البول لأنه إذا لم يفعل نزل منه الشئ بعد الشئ فيعسر استبراؤه ، فلا يخلو الماء من أن يراد به البول ، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول ، وان يراد به الماء الذي يغسل به ، فيكون مضافا إلى الفاعل ، على معنى وانتقاص الماء البول ، وانتقص يكون متعديا وغير متعد . قال عدى بن الرعلاء : لم ينتقص منى المشيب قلامة الآ ن حين بدا ألب وأكيس
[ 231 ]
وقيل : هو تصحيف ، والصواب انتفاص الماء بالفاء ، والمراد نضحه على الذكر ، من قولهم : لنضح الدم القليل : نفص ، الواحد نفصة ، قال حميد : طافت ليلى وانضمت ثميلتها وعاد لحم عليها بادن نخصا فجاءها قانص يسعى بضارية ترى الدماء على أكتافها نفصا حدث إن في كل أمة محدثين ومروعين ، فإن يكن في هذه الأمة أحد فإن عمر منهم . المحدث : المصيب فيما يحدس ، كانه حدث بالأمر . قال أوس : نقاب يحدث بالغائب والمروع : الذي يلقى الشئ في روعه صدق فراسته . حدد خيار أمتى احداؤها . هو جمع حديد ، كأشداء في جمع شديد ، والمراد الذي فيهم حدة وصلابة في الدين . حدرقال : إن أبي بن خلف كان على بعير له وهو يقول : يا حدراها يا حدراها ! قال أبو عبيدة : يريد هل أحد رأى مثل هذه ! ويجوز أن يريد ياحدراء الإبل ، فقصرها ، وهو تأنيث الأحدر ، وهو الممتلئ الفخذ والعجز الدقيق الأعلى ، وأراد بالبعير الناقة . وفي كلامهم حلبت بعيرى وصرعتني بعير لى . حدج عمر رضي الله عنه حجة ها هنا ثم احدج ههنا حتى تفنى . حدج أي أحدج إلى الغزو . والحدج : شد الأحمال وتوسيقها . تفنى : تهرم ، من قولهم للكبير : فان . قال لبيد : حبائله مبثوثة بسبيله ويفنى إذا ما أخطأته الحبائل
[ 232 ]
أو أراد حتى تموت . والمعنى : حج حجة واحدة ، ثم اقبل على الجهاد ما دامت فيك مسكة أو ما عشت . حدر علي عليه السلام عن أم عطية : ولد لنا غلام أحدر شئ وأسمنه ، فحلف أبوه لا يقرب أمه حتى تفطمه ، فارتفعوا إلى على ، فقال : أمن غضب غضبت عليها ؟ قال : لا ، ولكني أردت أن يصلح ولدى ، فقال : ليس في الإصلاح إيلاء . حدر حدار فهو حادر : إذا غلظ جسمه . ليس في الإصلاح إيلاء ، أي أن الإيلاء إنما يكون في الضرار والغضب لا في الرضا . قال يوم خيبر : أنا الذي سمتن أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندره قيل : سمته أمه فاطمة بنت أسد باسم ابيها ، وكان أبو طالب غائبا ، فلما قدم كرهه وسماه عليا ، وإنما لم يقل : سمتنى أسدا ذهابا إلى المعنى . والحيدرة : من أسماء الأسد . السندرة : مكيال كبير كالقنقل . وقيل : امرأة كانت تبيع القمح وتوفى الكيل . والمعنى اقتلكم قتلا واسعا . وقيل : السندرة العجلة ، والمراد توعدهم بالقتل الذريع . ووجه الكلام : أنا الذي سمته ، ليرجع الضمير من الصلة إلى الموصول ، ولكنه ذهب إلى المعنى لأن خبر المبتدأ هو ، أعنى أن الذي هو أنا في المعنى ، فرد إليه الضمير على لفظ مردود إلى أنا ، كأنه قال : أنا سمتنى . جمع الغابة ليجعل الليث الذى شبه به نفسه حاميا لغياض شتى لفرط قوته ومنعة جانبه . حدد صفية بنت ابي عبيد رضي الله عنهما : اشتكت عيناها وهي حاد على ابن عمر زوجها ، فلم تكتحل حتى كادت عيناها ترمضان . حد تحد حدا ، والمعنى أحدت : أذا تركت الزينة بعد وفاة زوجها وهي حاد أي ذات حداد ، أو شئ حاد عالى المذهبين . الرمص معروف : وإن روى : ترمضان فالرمض الحمى .
[ 233 ]
حدق الأحنف رحمه الله تعالى قدم على عمر في وفد أهل البصرة وقضى حوائجهم ، فقال : يا أمير المؤمنين إن أهل هذه الأمصار نزلوا مثل حدقة البعير من العيون العذاب ، تأتيهم فواكههم لم تخضد وروى : لم تخضد . وروى : إن إخواننا من أهل الكوفة نزلوا في مثل حولاء الناقة من ثمار متهدلة . وأنهار متفجرة ، وإنا نزلنا بسبخة نشاشة ، طرف لها بالفلاة ، وطرف بالبحر الأجاج ، يأتينا ما يأتينا في مثل مرئ النعامة ، فإن لم ترفع خسيستنا بعطاء تفضلنا به على سائر الأمصار نهلك ، فحبسه عنده سنة . قال : خشيت أن تكون مفوها ليس لك جول . شبه بلادهم في خصبها وكثرة مائها بحدقة البعير وحولاء الناقة لأن الحدقة توصف بكثرة الماء . وقيل : أراد أن خصبها دائم لا ينقطع ، لأن المخ ليس يبقى في شئ بقاءه في العين . والحولاء : جلدة رقيقة تخرج مع الحوار كأنها مرآة مملوءة ماء أصفر ، يسمى السخد . قال الكميت : وكالحولاء مراعي المسيم عنك والرئة المنهل خضذ الشئ : ثناه وتخضد تثنى ، يعنى أن فواكههم قريبة منهم فهي تأتيهم غضة لم تتثن ولم تتكسر ذبولا . التهدل : الاسترخاء والتدلى . النشاشة : من النشيش ، والغليان . مرئ النعامة : مجرى طعامها ، وهو ضيق يعنى نزارة قوتهم . الخسيسة : صفة للحال . المفوه : البليغ المنطيق ، كانه المنسوب إلى الفوه وهو سعة الفم . الجول : العقل والتماسك ، وأصله جانب البئر ، ومثله قولهم : ماله زبر من زبرت البئر . حدا مجاهد رحمه الله تعالى كنت أتحدى القراء فأقرأ . أي تعمدهم ، والتحدى والتحرى بمعنى .
[ 234 ]
حدث الحسن رحمه الله تعالى حادثوا هذه القلوب بذكر الله ، فإنها سريعة الدثور ، واقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة . محادثة السيف : تعهده بالصقل وتطريته . قال زيد الخيل : أحادثه بصقل كل يوم واعجمه بهامات الرجال فشبه ما يركب القلوب من الرين بالصدأ وجلاءها بذكر الله بالمحادثة . والدثور : الدروس . القدع : الكف . الطلعة : التي تطلع إلى هواها وشهواتها . حدب حدبر ابن الأشعث كتب إلى الحجاج : سأحملك على صعب حدباء حدبار ينج ظهرها . الحدبار : التى بدا عظم ظهرها ونشزت حراقيفها هزالا . قال الكميت : ردهن الهزال حدبا حدابد روطى الإكام بعد الإكام نجيج القرحة : سيلانها قيحا ، قال : فإن تك قرحة خبثت ونجت فإن الله يشفى من يشاء ضرب ذلك مثلا للأمر الصعب والخطة الشديدة . حدل في الحديث : القضاة ثلاثة : رجل علم فعدل ، فذلك الذي يحرز أموال الناس ويحرز نفسه في الجنة . ورجل علم فحدل ، فذلك الذى يهلك الناس ويهلك نفسه في النار ، وذكر الثالث . حدل : ضد عدل ، من قولهم : إنه لحدل غير عدل . ويحدر في بض . حدجة حنظل في أل . نحدرها في ظا . فحدأ في بج . الحدو في به . أو عصا حديدة في رف .
[ 235 ]
الحاء مع الذال حذف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : تراصوا في الصلاة لا تتخللنكم الشياطين ، كأنها بنات حذف . وروى : أقيموا صفوفكم لا يتخللكم كأولاد الحذف . قيل : يا رسول الله وما أولاد الحذف ؟ قال : ضأن سود جرد صغار تكون باليمن . كأنها سميت حذفا لأنها محذوفة عن مقدار الكبار ونظيره قولهم للقصير : حطائط ، قيل : لأنه حط عن مقدار الطويل . كأولاد : الكاف فيه في محل الرفع على الفاعلية ، ومثله الكاف في قول الأعشى : هل تنتهون ولن ينهى ذوى شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل حذا في ليلة الإسراء : انطلق بي إلى خلق من خلق الله كثير موكل بهم رجال يعمدون إلى عرض جنب أحدهم فيحذون منه الحذوة من اللحم مثل النعل ، ثم يضفزونه في أحدهم ، ويقال له : كل كما أكلت . أي يقطعون منه القطعة ، من حذو النعل . ومنه الحديث : في مس الذكر : إنما هو حذية منك . يضفزونه : يدقعونه فيه ، من ضفزت البعير : إذا جمعت ضغثا فلقمته إياه ، وضفزت القرس لجامه . حذل من دخل حائطا فليأكل منه غير آخذ في حذله شيئا . وروى في حذنه . وهما التبان .
[ 236 ]
ومنه قولهم : هو في حذل أمه أي في حجرها ، وأنشد : أنا من ضئضئ صدق بخ وفى أكرم حذل حذا ابن عباس رضي الله عنهما قال في ذات عرق : هي حذوقرن . وروى وزان قرن . ومعناهما واحد أراد أنها محاذية قرن فيما بين كل واحد منهما وبين مكة ، فمن أحرم من هذا كمن أحرم من ذاك . حداء ابن غزوان رضي الله عنه خطب الناس فقال : إن الدنيا آذنت بصرم ، وولت حذاء ، فلم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الأناء . الحذاء : الخفيفة السريعة . ومنه قولهم للسارق : أحذ اليد ، وللقصيدة السيارة : حذاء . حذاقى في (صع) . إن لم يحذك في (دو) . فاحذم في (رس) . [ ان يحذفها في (لب) ، حذاؤها في (عف) . الحاء مع الراء حرق النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . قال حريث : رأيته دخل مكة يوم الفتح ، وعليه عمامة سواء حرقانية ، وقد ارخى طرفها على كتفيه . هي التي على لون ما أحرقته النار ، كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحرق يقال : الحرق بالنار والحرق معا ، والحرق من الدق الذي يعرض للثوب عند دقه محرك لا غير . ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رحمهما الله : إنه اراد أن يستبدل بعماله لما رأى من إبطائهم في تنفيذ أمره فقال : أما عدى بن أرطاة فإنما غرني بعمامته الحرقانية ، وأما أبو بكر بن حزم فلو كتبت إليه أذبح لأهل المدبنة شاة لراجعني فيها : أقرناء أم جماء ؟ حرس لا قطع في حريسة الجبل . هي الشاة مما يحرس بالجبل من الغنم وهي الحرائس .
[ 237 ]
ومنه حديثه الآخر : إنه سئل عن حريسة الجبل ، فقال : فيها غرم مثلها ، وجلدات نكالا ، فإذا آواها المراح ففيها القطع . واحترس فلان : إذا استرق الحريسة . ومنه الحديث : إن غلمة لحاطب ابن أبي بلتعة احترسوا ناقة لرجل فانتحروها . حرش إن رجلا أتاه بضباب قد احترشها . فقال : إن أمة مسخت ، فلا أدرى لعل هذه منها . الاحتراش : أن يمسح يده على الحجر ويحركها حتى يظن الضب أنها حية ، فيخرج ذنبه ليضربها فيقبض عليه ، وهو من الحرش بمعنى الأثر ، لأن ذلك المسح له أثر . حراوة تغدى أعرابي مع قوم فاعتمد على الخردل ، فقالوا : ما يعجبك منه ؟ قال : حراوته وحمزه . الحراوة والحمز : اللذع والقرص باللسان . حرث سموا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسن الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها الحارث وهمام ، وأقبحها حرب ومرة . قيل : لأنه ما من أحد إلا وهو يحرث ، أي يكسب . ويهيم بالشئ أي يعزم عليه ويريده . وكره حربا ومرة ذهابا إلى معنى المحاربة والمرارة . حرأكان قبل أن يوحى إليه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يأتي حراء فيتحنث فيه الليالى . حراء : من جبال مكة معروف ، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه ، وللناس فيه ثلاث لحنات : يفتحون حاءه وهي مكسورة ، ويقصرون ألفه وهي ممدودة ، ويميلونها ولا يسوغ فيها الإمالة لأن الراء سبقت الألف مفتوحة وهي حرف مكرر فقامت مقام الحرف المستعلى ، ومثل رافع وراشد لا يمال . التحنث : التعبد ، ومعناه إلقاؤه الحنث عن نفسه ، كالتحرج والتحوب . ومنه حديث حكيم بن حزام القرشى رضي الله عنه : يا رسول الله أرأيت أمورا كنت
[ 238 ]
أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وصلة رحم هل لى فيها أجر ؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أسلمت على ما سلف من خير . حرق نهى عن حرق النواة ، وأن تقصع بها القملة . قيل : هو إحراقها بالنار ، ويجوز أن يكون من حرق الشئ ، إذا برده بالمبرد . والقصع : الفضخ وإنما نهى عن ذلك إكراما للنخلة ، قيل : لأنها مخلوقة من فضلة طينة آدم عليه السلام . وفي الحديث : أكرموا النخلة فإنها عمتكم . وفي حديث آخر : نعمت العمة لكم النخلة . وقيل : لأن النوى قوت للدواجن . بعث عروة بن مسعود رضي الله عنه إلى قومه بالطائف ، فأتاهم فدخل محرابا له فأشرف عليهم عند الفجر ، ثم أذن للصلاة ، ثم قال : أسلموا تسلموا فقتلوه . المحراب : المكان الرفيع والمجلس الشريف لأنه يدافع عنه ويحارب دونه . ومنه قيل : محراب الأسد لمأواه ، وسمى القصر والغرفة المنيفة محرابا . قال : ربة محراب إذا جئتها لم ألقها أو أرتقى سلما حرض : ما من مؤمن مرض مرضا حتى يحرضه إلا حط الله عنه خطاياه . أي يشرف به على الهلاك . في قصة بدر : عن معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله تعالى عنه قال : نظرت إلى أبي جهل في مثل الحرجة ، فصمدت له ، حتى إذا أمكنتيني منه غرة حملت عليه ، فضربته ضربة طرجت رجله من الساق ، فشبهتها النواة تنزو من المراضخ . الحرجة : الغيضة التى تضايقت لالتفافها ، من الحرج وهو الضيق . الصمد : القصد . المرضخة : حجر يرضخ به النوى . حرب حرث : إن المشركين لما بلغهم خروج اصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه
[ 239 ]
وآله وسلم إلى بدر يرصدون العير . قالوا : اخرجوا إلى معايشكم وحرائبكم . وروى بالثاء . الحرائب : جمع حريبة ، وهى المال الذى به قوام الرجال . والحرائث : المكاسب ، من الاحتراث ، وهو اكتساب المال ، الواحدة حريثة . وقيل : هي أنضاء الإبل ، من أحرثنا الخيل وحرثناها : إذا أهزلناها . حرف : تزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فأراد أن يأتيها ، فأبت إلا أن تؤتى على حرف ، حتى شرى أمرهما ، فبلغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأنزل الله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم . الحرف : الطرف والناحية . والمعنى إينانها على جنب . ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما : كان أهل الكتاب لا يأتون نسائهم إلا على حرف ، وكان الأنصار قد أخذوا بذلك من صنيعهم ، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا . قيل : شرح المرأة : إذا سلقها على قفاها ، ثم غشيها . وقيل : معنى على حرف ألا يتمكن منها تمكن المتوسط المتبحبح في الأمر . والشرح : أن يتمكن منها ، من شرح الأمر ، وهو فتح ما انغلق منه . شرى : أي عظم وارتفع ، من شرى البرق وهو أن يتتابع في لمعانه . حرز : أبو بكر رضى الله تعالى عنه كان يوتر من أول الليل ويقول : واحرزا وأبتغى النوافلا وروى : أحرزت نهبى وأبتغى النوافلا الحرز : ما أحرزته . والنوافل : الزوائد ، والف واحرزا منقلبة عن ياء الإضافة ، كقولهم : يا غلاما أقبل .
[ 240 ]
وهذا مثل يضربه الطالب للزيادة على الشئ بعد ظفره به ، فتمثل به لأداء صلاة الوتر وفراغ قلبه منها وتنفله بعد ذلك . حرى لما مات رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أصابه حزن شديد ، فمازال يحرى بدنه حتى لحق بالله . أي يذوب وينقص . قال : حتى كأنى خاتل قنصا والمرء بعد تمامه يحرى ومنه الحارية من الأفاعى ، وهي التى قيل فيها : حارية قد صغرت من الكبر . حرف : عمر رضي الله تعالى عنه ذكر فتيان قريش وسرفهم في الإنفاق فقال : لحرفة أحدهم أشد على من عيلته . الحرفة : بالكسر الطعمة ، وهي الصناعة التى منه يرتزق ، لأنه منحرف إليها . والحرفة والحرف بالضم : من المحارف وهو المحدود . ومنها قولهم : حرفة الأدب ، والمراج لعدم حرفة أحدهم والإغتمام لذلك أشد على من فقره . ومنه ما يروى عنه : إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول : هل له حرفة ؟ فإن قالوا : لا ، سقط من عينى . والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق . وكل ما اشتغل به الإنسان وضرى به من أي أمر كان فإن العرب تسميه صنعة وحرفة يقولون : صنعة فلان أن يفعل كذا . وحرفة فلان أن يفعل كذا ، يريدون دأبه وديدنه . حرق : على عليه السلام عليكم من النساء بالحارقة . هي الضيقة الملاقى كأنها تضم الفعل ضم العاض الذي يحرق أسنانه ، ويقال لها : العضوض والمصوص . وعنه عليه السلام : إنه سئل عن امرأته ، فقال : وجدتها حارقة طارقة فائقة . أراد بالطارقة : التى طرقت بخير ، وقيل : الحارقة : النكاح على الجنب ، أخذت من حارقة الورك ، وهى عصبة فيها ، والمعنى : عليكم من مباشرة النساء بهذا النوع . وعنه عليه السلام : كذبتكم الحارقة ، ما قام لي بها إلا أسماء بنت عميس . حرر : قال علي عليه السلام لفاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام : لو أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسألته خادما تقيك حار ما أنت فيه من العمل !
[ 241 ]
أي شاقة وشديدة . وجعلوا الحرارة عبارة عن الشدة والبرد عن خلافها ، وقد سبق نحو من ذلك . حرف : ابن مسعود رضي الله عنه دخل على مريض ، فرأى جبينه يعرق ، فقال : موت المؤمن عرق الجبين ، تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارف بها عند الموت . وروى فيكافأ بها . المحارفة : المقايسة ، ومنه المحراف ، وهو الميل الذي يقابس به الجراحة ، فوضعت موضع المكافأة . والمعنى أن لشدة التى ترهقه حتى يعرق لها جبينه تقع كفاء لما بقى عليه من الذنوب وجزاء فتكون كفارة له . حرث : احرثوا هذا القرآن . أي فتشوه وتدبروه . حرض : عوف رضى الله عنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : رايت محلم بن جثامة في المنام ، فقلت : كيف أنت يا محلم ؟ فقال : بخير ، وجدنا ربا رحيما غفر لنا . قلت : أكلكم ؟ قال : كلنا غير الأحراض . قلت ومن الأحراض ؟ قال : الذين يشار إليهم بالأصابع . أراد الفاسدين المشتهرين بالشر الذين لا يخفى على أحد فسادهم شبههم بالسقمى المشرفين على الهلاك ، فسماهم أحراضا . حرم : الحسن رحمه الله قال : في الرجل يحرم في الغضب كذا . حرم أي يحلف في حال الغضب إنما سمى الحلف محرما ، لأنه يتحرم بيمينه كالمحرم الذي يدخل في حرمة الحج والحرم . ومنه إحرام المصلى بالتكبير . حرر : الحجاج : باع معتقا في حراره . يقال : حر العبد حرارا ، قال : وما رد بعد الحرار عتيق
[ 242 ]
حرم : في الحديث : الذي تدركهم الساعة تسلط عليهم الحرمة ، ويسلبون الحياء . هي الغلمة ، من حرمت الشاة واستحرمت : إذا اشتهت الفحل . حرق : الحرق والغرق والشرق شهادة . هو الاحتراق بالنار . حرق النار في هم . يحرف القلوب في ذف . على حراجيج في عب . يحتربون في جر . وحرقفتيه في ند . أحر لك في أر . قد حرب في كل . حرثناها في ظه . سبعة أحرف في أض . حرشف في حد . حرمد في حر . حريبة في زو . محردها في عى . حرباء تنضبة في حج . الحاء مع الزاي . حرز : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعث مصدقا فقال : لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئا . خذ الشارف والبكر وذا العيب . الحزرات : جمع حزرة ، وهي خيار مال الرجل يحزره في نفسه ، كأنها سميت بالمرة من الحزر ، لهذا المعنى أضيفت إلى الأنفس ، يقال : هي الحرزة أيضا بتقديم الراء من الإحراز . الشارف : الناقة المسنة ، وهي بينة الشروف سميت لعلو سنها . ومنها قيل : السهم الشارف للذي طال عهده فانتكث عقبة وريشه . كان ذلك في بدء الإسلام لأن السنة ألا تؤخذ إلا بنت مخاض ، أو بنت لبون ، أو حقة ، أو جذعة . حزق : كان يرقص الحسن أو الحسين عليهم الصلاة السلام فيقول : حزقة حزقة . ترق عين بقة . فترقى الغلام حتى وضع قدمه على صدره . روى : حزقة حزقة ، برفع الأول وتنوينه والوقف في الثاني ، وبالوقف فيهما . فوجه
[ 243 ]
الرواية الأولى أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقة والثاني كذلك أو خبر مكرر . ووجه الرواية الثانية ان تكون منادى حذف منه حرف النداء ، وهو في الشذوذ كقولهم : أطرق كرا . وافتد مخنوق ، والثاني كذلك ، أو تكرير للمنادى . والحزقة : الضعيف القصير المقارب خطوه . قال امرؤ القيس : وأعجبني مشى الحزقة خالد كمشى أتان حلئت بالمناهل وعين بقة : منادى ذهب إلى صغر عينه ، تشبيها لها بعين البعوضة . حزم : قال لأبي بكر رضي الله عنه : متى توتر ؟ فقال : من أول الليل . وقال لعمر ؟ متى توتر ؟ فقال : من آخر الليل . فقال لأبي بكر : أخذت بالحزم . وقال لعمر : اخذت بالعزم . الحزم : ضبط الأمر والحذر من فواته . والعزم : عقد القلب على الأمر وقوة الصريمة . ومنه حديثه الآخر : إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تذاكرا الوتر عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فقال أبو بكر : أما أنا فإنى أنام على وتر ، فإن استيقظت صليت شفعا إلى الصباح . وقال عمر : لكنى أنام على شفع ثم أوتر من السحر . فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لأبى بكر : حذر هذا . وقال لعمر : قوى هذا . حزق : على عليه السلام خطب أصحابه في أمر المارقين وحضهم على قتالهم ، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا : أبشر يا أمير المؤمنين فقد استأصلناهم . فقال : حزق عير ، حزق عير ، قد بقيت منهم بقية . الحزق : الشد البليغ والضغط والتضييق ، يقال : حزقه بالحبل . وحزق القوس بالوتر . وإبريق محزوق العنق : ضيقها . ومنه : حزق إذا حبق لما في الضرط من الضغط وفسر على وجهين : أحدهما : أن ما فعلتم بهم في قلة الاكتراث به حصاص حمار . والثاني : أن أمرهم يعد في إحكامه كأن وقر حمار بولغ في شده . والمعنى حزق حمل عير ، فحذف . حزز : ابن مسعود رضى الله عنه الإثم حزاز القلوب . حزز هي الأمور الى تحز في القلوب أي تحك وتؤثر وتخالج فيها أن تكون معاصي لفقد الطمأنينة إليها .
[ 244 ]
ورواه بعضهم : حواز القلوب ، أي يحوز القلوب ويغلب عليها ويجعلها في ملكته . حزل : زيد رضي الله عنه لما دعاني أبو بكر إلى جمع القرآن دخلت عليه وعمر محزئل في المجلس . أي مستوفز ، من قولهم : احزألت الآكام : إذا زهاها السراب ، واحزألت الأبل في السير : إذا ارتفعت فيه . قال الطرماح : ولو خرج الدجال ينشد دينه لزافت تميملإ حوله واحزألت وكان عمر ينكر ذلك ، ويقول : كيف نصنع شيئا لم يصنعه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؟ ثم وافقه بعد . حزن : ابن عمر رضي الله عنهما : ذكر الغزو ، ومن يغزو ولا نية له ، فقال : إن الشيطان يحزنه . أي جعله بوسوسته حزينا نادما على مفارقة أهله ، حتى يفسد عليه نيته . يقال : أحزنه الأمر وحزنه . حزق : أبو سلمة رحمه الله لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم متحيزقين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار ، ويذكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم على شئ من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون . المتحزق : المتقبض . والمتماوت : من صفة المرائى بنسكه الذي يتكلف التزمت وتسكين الأطراف ، كانه ميت . وعن عمر رضي الله تعالى عنه : لما رأى رجلا متماوتا ، فخفقه بالدرة قال : لا تمت علينا ديننا ، أماتك الله ! حزن : الشعبي رحمه الله أتى به الحجاج فقال : أخرجت على يا شعبي ؟ فقال : أصلح الله الأمير ، أجدب بنا الجناب ، وأحزن بنا المنزل ، واستحلسنا الخوف ، واكتحلنا السهر فأصابتنا خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء . قال : لله أبوك ! ثم أرسله . أحزن المنزل : صار ذا حزونة ، كأخصب وأجدب ، ويجوز أن يكون من قولهم : أحزن الرجل وأسهل : إذا ركب الحزن والسهل ، والباء للتعدية ، يعنى : وركب بنا المنزل الحزن
[ 245 ]
لأنهم إذا نزلوه وهو حزن فكأنه قد أوطأهم الحزن . استحلسنا الخوف : صيرناه كالحلس الذي يفترش . خزية : أي خصلة خزينا فيها ، أي ذللنا . قال : فإنى بحمد الله لا ثوب عاجز لبست ولا من خزية أتقنع حزور : في الحديث : كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم غلمانا حزاورة ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن . هو جمع حزور وحزور ، وهو المراهق ، والتاء لتأنيث الجمع . وفلان آخذ بحزته أي بحجزته ، وقيل بعنقه . حزلة حزة في سع . حزبى من القرآن في طر . حزبه أمر في هي . محزون في زو . حازق في حق . الحزقة في أر . حزقان في غى . الحاء مع السين حسب : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الحسب المال ، الكرم التقوى . هو ما يعده من مآثره ومآثر آبائه . ومنه قولهم : من فاته حسب نفسه لم ينتفع بحسب أبيه . وقال ذو الرمة : له قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العادى طمت على البحر وقال المتلمس : ومن كان ذا بيت كريم ولم يكن له حسب كان اللئيم المذقما وفي حديث عمر رضي الله عنه : من حسب الرجل نقاء ثوبيه . والمعنى : إن ذا الحسب الفقير لا يوقر ولا يتفل به ، ومن لا حسب له إذا رزق الثروة وقر وجل في العيون . وفي حديث آخر : حسب الرجل خلقه ، وكرمه دينه . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن وفد هوزان لما قدموا عليه يكلمونه في
[ 246 ]
سبيهم قال لهم : اختاروا إحدى الطائفتين : إما المال وإما السبي . فقالوا : أما إذا خيرتنا بين المال والحسب فإنا نختار الحسب ، فاختاروا أبناءهم ونساءهم . قيل المراد بالحسب هنا عدد ذوى القرابات ، ويجوز أن يراد أن فكاك الأسارى وإيثاره على استرداد المال حسب وفعال حسنة فهو بالاختيار أجدر . حسس : عمر رضي الله عنه مر بامرأة قد ولدت ، فدعا لها بشربة من سويق وقال : حسس اشربي هذا يقطع الحس . هو وجع النفساء غب الولادة . حسب : يا أيها الناس ، احتسبوا أعمالكم ، فإن من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته . الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد . وإنما قيل : احتسب العمل لمن ينوى به وجه الله لأن له حينئذ أن يعتد عمله ، فجعل حال مباشرة الفعل كأنه معتد والحسبة : أسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد . وقولهم : ماتت والدتى فاحتسبتها ومعناه : اعتددت مصيبتها في جملة بلايا الله التى أثاب على التصبر عليها . حسس : أتى بجراد محسوس فأكله . هو الذي مسته النار حتى قتلته ، من الحس وهو القتل . حسب : طلحة رضي الله عنه اشترى غلاما بخمسمائة درهم ووأعتقه ، فكتب : هذا مما اشترى طلحة بن عبيد الله من فلان ابن فلان العبشمي ، اشترى منه فتاه دينارا بخمسمائة درهم بالحسب والطيب ، ودفع إليه الثمن ، وأعتقه لوجه الله فليس لأحد عليه سبيل الولاء . قيل : هو من حسبته إذا أكرمته ، أي بالكرامة من البائع والمشترى والرغبة وطيب النفوس منهما . العطاردي رحمه الله قال له أبو عمرو بن العلاء : ما تذكر ؟ قال : أذكر مقتل بسطام بن قيس على الحسن . هو حبل من رمل . قال : لأم الأرض ويل ما أجنت غداة أضر بالحسن السبيل
[ 247 ]
عمر مائة وثمانيا وعشرين سنة ، وكانت ولادته قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة . حسب : سماك رحمه الله : قال شعبة : سمعته يقول : ما حسبوا ضيفهم . حسب أي ما أكرموه ، وأصله من الحسبانة ، وهي الوسادة الصغيرة ، يقال لها المحسبة أيضا لأن من أكرم أجلس عليها . في الحديث : إن المسلمين كانوا يحتسبون الصلاة ، فيجيئون بلا داع . أي يتعرفون وقتها ويتوخونه ، يأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأذان . حسر يخرج أخر الزمان رجل يسمى أمير المعصب ، أصحابه محسرون محقرون مقصون عن أبواب السلطان ، يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف ، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها . محسرون : مؤذون محمولون على الحسرة ، أو مدفعون مبعدون من حسر القناع : إذا كشفه . أو مطرودون متعبون ، من حسر الدابة إذا أتعبها . من كل أوب ، قال ابن السراج : معناه أنهم جاءوا من كل مآب يرجعون إليه ومن كل مستقر . القزع : السحاب المتفرق . ادعوا الله ولا تستحسروا . هو أبلغ من الحسور أي لا تنقطعوا ولا تملوا . حسم : عليكم بالصوم فإنه محسمة . أي مقطعة للباءة . ثم حسمه في شق . لا يحسر صابحها في دك . حس في هض . عليها حسيكة في يس . فأحسفه في حت . فحسك أمراس في فر . تحسف جلد الحية في ظل . حسر في جف . حسكه في عر . ولا تحسوا في رث . هل أحسستما في سم . حسمى في رك . حسرته في مد . على الحس في حن . ولا تحسسوا في جس .
[ 248 ]
الحاء مع الشين حشش النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إن رجلا من اسلم كان في غنيمة له يحش عليها في بيداء ذى الحليفة إذ عوى عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، فقال الذئب : أما تقيت الله أن تنزع منى شاة رزقتها ؟ فقال الرجل : تالله ما سمعت كاليوم قط ! فقال الذئب : أعجب من ذلك هذا الرسول بين الحرتين يحدث الناس بما خلا ويحدثهم بما هو آت . فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى جاء المدينة . يحش : بمعنى يهش اي يخبط الورق ، ومثله مدح ومده ! جهجأه : زجره ، والهمزة بدل من هاء . قال عمرو بن الإطنابة : والضار بين الكبش يبرق بيضه ضرب المجهجه عن حياض الآبل يحوزها : يجمعها في السوق . ما سمعت كاليوم : أي ما سمعت أعجوبة كأعجوبة اليوم فحذف الموصوف واقام الصفة مقامه ، والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه . قال لأبي بصير رضي الله عنه : ويلمه محش حرب لو كان معه رجال ! هو الذى يحش نار الحرب كثيرا ، كقولهم : مسعر حرب . وى : كلمة تعجب ، والأصل وى لأمه ، فحذفت الهمزة للتخفيف ، وألقيت حركتها على اللام ، وربما كسرت إتباعا للميم أو لأنها حركتها الأصلية وانتصاب محش على التمييز . عمر رضي الله تعالى عنه أتى امرأة مات زوجها ، واعتدت بأربعة أشهر وعشر ، ثم تزوجت رجلا ، فمكثت عنده أربعة أشهر ونصفا ، ثم ولدت ولدا فدعا عمر نساء من نساء الجاهلية فسألهن عن ذلك . فقلن : هذه امرأة كانت حاملا من زوجها ، فلما مات حش ولدها في بطنها ، فلما مسها الزوج الآخر تحرك ولدها فألحق الولد بالأول . حش الولد في بطن المرأة : إذا يبس فيه ، وهو حش ، وأحشت المرأة . حشف : عثمان رضي الله تعالى عنه قال له أبان بن سعيد حين بعثه رسول الله صلى
[ 249 ]
الله تعالى عليه وآله وسلم إلى اسارى المسلمين . يا عم ، مالى أراك متحشفا ؟ أسبل ، فقال : هكذا إزره صاحبنا . أي متقبضا متقلص الثوب ، من الحشف وهو التمر اليابس الردئ ، قيل : هو لابس الحشيف وهو الخلق . قال الهذلى : يدنى الحشيف عليها كي يواريها ونفسه وهو للأطمار لباس الإسبال : إرخاء الإزار ، وكان قد شمره وقلصه . الإزرة : ضرب من الائتزار أراد بصاحبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يعنى أنه إذا ائتزر شمر ولم يسبل . حشش : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه محاش النساء عليكم حرام . المحشة : بالشين والسين : الدبر . وقد روى بهما . وروى : محاشى . والمحشاة : أسفل مواضع الطعام الذي يؤدى إلى المذهب وهي المبعر من الدواب . حشف : ابن عمر رضي الله عنهما . خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام ، وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء ، وكانت الأرض تحته كأنها حشفة فدحيت الأرض من تحته . هي صخرة تنبت في البحر . قال ابن هرمة يصف ناقة : كأنها قادس يصرفها النو تى تحت الأمواج عن حشفه وروى : كانت الكعبة خشعة على الماء ، فدحيت من تحتها الأرض . وهي أكمة متواضعة . حشى : أم سلمة رضي الله عنها : خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من بيتها ليلا ، ومضى إلى البقيع فتبعته ، وظنت أنه دخل بعض حجر نسائه ، فلما أحس بسوادها قصد قصده ، فعدت وعدا على أثرها ، فلم يدركها إلا وهى في جوف حجرتها فدنا منها وقد وقع عليها البهر والربو ، فقال : مالى أراك حشيا رابية . حشى هي التى أصابها الحشى وهو الربو ، وقد حشيت ، والرجل حشيان وحش . في الحديث : كان صلى الله عليه وآله وسلم يصلى في حاشية المقام .
[ 250 ]
أي في جانبه . محشود في بر . تحشحشنا في حط . حي حشد في عب . لا يحشرن في عش . أوحشا في حو . في الحش في نش . ولا حشت في نم . المحاشد في رس . ألا يحشروا في ثو . الحاء مع الصاد حصد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لمعاذ بن جبل : اكفف عليك لسانك ! فقال : يا رسول الله أو إنا لمأخوذون بما نتكلم ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . جمع حصيدة ، وهي ما يحصد من الزرع ، شبه اللسان وما يقتطع به من القول بحد المنجل ، وما يقطع به من النبات . حصى استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن . أي لن تطيقوا الاستقامة في كل شئ ، حتى لا تميلوا من قوله تعالى : علم أن لن تحصوه . المزمل ومعنى التركيب الضبط ، فالعاد يضبط ما يعده ويحصره ، وكذلك المطيق للشئ ضابط له . ومنه الحصو ، وهو المنع . يقال : حصوتنى حقى . حصر بلغه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن قبطيا يتحدث إلى مارية ، فأمر عليا عليه السلام بقتله ، قال على عليه السلام : فاخذت السيف وذهبت إليه فلما رأني رقى على شجرة ، فرفعت الريح ثوبه فإذا هو حصور ، فأتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأخبرته ، فقال : إنما شفاء العى السؤال . قيل : الحصور هاهنا المجبوب لأنه حصر عن الجماع . والعى : الجهل ، من عى بالأمر يعيا عيا : إذا لم يهتد له . حصى نهى صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة .
[ 251 ]
هو أن يقول : إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع وهو من بيوع الجاهلية . حصب عمر رضي الله عنه لما حصب المسجد قال له فلان : لم فعلت هذا ؟ قال : هو أغفر للنخامة ، وألين في لموطئ . هو تغطية سطحه بالحصباء ، وهى الحصى الصغار . أغفر : أستر ، وهى رخصة في البزاق في المسجد إذا ادفن . يالخزيمة حصبوا . التحصيب : إذا نفر الرجل من منى إلى مكة للتوديع أن يقيم بالأبطح حتى يهجع به ساعة من الليل ثم يدخل مكة وروى : اصبحوا ، أراد أن يقيموا بالأبطح إلى أن يصبحوا . وعن عائشة رضي الله عنها : ليس التحصيب بشئ إنما كان منزلا نزله رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لأنه كان أسمح للخروج . عثمان رضي الله تعالى عنه في حديث مقتله : تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء . هو الترامي بالحصباء . حصحص علي عليه اللسلام لأن أحصحص في يدى جمرتين أحب إلى من أن أحصحص كعبتين . الحصحصة : تحريك الشئ ، أو تحركه حتى يستقر ويتمكن . ومنه حديث سمرة رضي الله عنه : إنه أتى برجل عنين ، فكتب فيه إلى معاوية ، فكتب إليه : أن اشتر له جارية من بيت المال ، وأدخلها معه ليلة ، ثم سلها عنه ، ففعل ، فلما أصبح قال : ما صنعت ؟ قال : فعلت حتى حصحص فيه فسأل الجارية ، فقالت : لم يصنع شيئا . فقال : خل سبيلها يا محصحص ! حصر ابن مسعود رضي الله عنه لدغ رجل وهو محرم بالعمرة فأحصر ، فقال عبد الله : ابعثوا بالهدى ، واجعلوا بينكم وبينه يوم أمار ، فإذا ذبح الهدى بمكة حل هذا . أي منع بسبب اللدغ من قوله تعالى : فإن أحصرتم . البقرة الأمار والأمارة : العلامة . يقال : أمار ما بينى وبينك كذا . والمعنى : اجعلوا بينكم وبينه يوما تعرفونه .
[ 252 ]
حصص أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : إن الشيطان إذا سمع الأذان خرج وله حصاص . هو حدة العدو ، وقيل : هو أن يمصع بذنبه ، ويصر بأذنيه ويعدو . وقال : عجرد كالذئب ذى الحصاص يوضع تحت القمر الوباص وقيل هو الضراط . ابن عمر رضي الله عنهما : أتته امرأة فقالت : إن ابنتى عريس ، وقد تمعط شعرها ، وأمروني أن أرجلها بالخمر . فقال : إن فعلت ذاك فألقى الله تعالى فر رأسها الحاصة . هي العلة التى تحص الشعر ، أي تنثره وتذهب به . ويقال : بينهم رحم حاصة ، إذا قطعوها ، بمعنى محصوصة ، والتحقيق ذات حص . عريس : تصغير عروس ، ولم تدخله تاء التأنيث لقيام الحرف الرابع مقامها ، ومثله قليص وعقيرب ، وقد شذ قديدمة وورية . معاوية رضي الله عنه أفلت وانحص الذنب . هو مثل فيمن أشفى ثم نجا ، وحديثه في : كتاب المستقصى . حصيف العقدة في كل . ليس مثل الحصر في رج . ذنوب حصان في فق . وحصلبها في سل . في مؤخر الحصار في خذ . قد حصبوا في فر . الحاء مع الضاد حضض النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهدى له هدية لم يجد شيئا يضعها عليه فقال : ضعه بالحضيض ، فأنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد . هو قرار الأرض بعد منقطع الجبل ، قال امرؤ القييس : فلما أجن الشمس منى غؤورها نزلت إليه قائما بالحضيض حضن قال صلى الله عليه وسلم لعامر بن الطفيل : أسلم تسلم ، فقال : على أن تجعل لي نصف ثمار المدينة ، وتجعلنى والى الأمر من بعدك . فقال له أسيد بن حضير : اخرج بذمتك لا أنفذ حضنيك بالرمح ، فوالله لو سألتنا سيابة ما أعطيناكها .
[ 253 ]
هما الجنبان ، وأحضان كل شئ : جوانبه . السيابة : البلحة . حضج إن بعلته صلى الله عليه وآله وسلم لما تناول الحصى ليرمى به يوم حنين فهمت ما أراد ، فانحضجت . أي انبسطت ، ويقال : انحضج بطنه : إذا اتسع وتفتق سمنا . قال : وقلص بدنه بعد انحضاج وانحضج من الغيظ : انقد وانشق . ومنه حديث ابي الدرداء رضي الله عنه : إنه قال في الركعتين بعد العصر : أما أنا فلا أدعهما ، فمن شاء أن ينحضج فلينحضج . وقيل معناه : من شاء أن يسترخى في أدائهما ويقصر فشأنه . حضن عمر رضي الله تعالى عنه قال يوم اتى سقيفة بنى ساعدة للبيعة : فإذا إخواننا من الأنصار يريدون أن يختزلوا الأمر دوننا ويحصنونا عنه . أي يحجبونا ويجعلونا في حضن ، أي في ناحية . ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه : إنه أوصى إلى الزبير وإلى ابنه عبد الله بن الزبير ، قال في وصيته : إنه لا تزوج امرأة من بناته إلا بإذنها ، ولا تحضن زينب امرأة عبد الله عن ذلك . حضر عثمان رضي الله عنه قال كعب بن عجرة : ذكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فتنة فقربها وعظمها ، ثم مر رجل متقنع في ملحفة ، فقال : هذا يومئذ على الحق . فانطلقت محضرا فأخذت بضبعة ، فقلت : أهذا هو يا رسول الله ؟ قال : هذا فإذا هو عثمان بن عفان : أي مسرعا . حضن عمر رضي الله تعالى عنه أقسم لأن أكون عبدا حبشيا في أعنز حضنيات أرعاهن حتى يدركنى أجلى أحب إلى من أن أرمى في أحد الصفين بسهم أصبت أو أخطأت .
[ 254 ]
نسبها إلى حضن ، وهو جبل في أول حدود نجد . ومنه قولهم : أنجد من رأى حضنا . يعنى أن ذلك احب إلى من أن أشهد حربا في فتنة . الحضرمي في ظل ، وفي ذي . أحاطوا ليلا بحاضر في جب . الحاء مع الطاء حطم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال على عليه السلام : لما خطبت فاطمة عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعندك شئ ؟ قلت : لا . قال : فأين درعك الحطمية التى أعطيتك ؟ قلت : هاهي ذه . قال : أعطها . ودخل علينا ، وعلينا قطيفة ، فلما رأيناه تحشحشنا ، فقال : مكانكما . وفيه : قلت يا رسول الله هي أحب إليك منى . قال : هي أحب منك ، وأنت أعز على . هي منسوبة إلى حطمة بن محارب ، بطن من عبد القيس يعملون الدروع . التحشحش : التحرك للنهوض . شر الرعاء الحطمة . هو الذي يعنف بالإبل في السوق والإيراد والإصدار فيحطهما ضربه مثلا لوالى السوء . حط جلس صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى غصن شجرة يابسة ، فقال بيده فحط ورقها . الحط والحت بمعنى واحد . حطأ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أخذ بقفاى ، فحطأنى حطاة فقال : اذهب فادع إلى معاوية وكان كاتبه . وروى : فحطانى حطوة غير مهموز . الحطء : الضرب بالكف المبسوطة كاللطح . وقيل : هو الدفع ، يقال : حطأت القدر بزبدها : دفعته ورمت به ، وحطأ بسلحه وضرطه ، وكان الحطيئة يلعب مع الصبيان فضرط فضحكوا فقال : ما لكم ؟ إنما كانت حطيئة ، فلزمته نبزا . ومنه حديث معاوية رضي الله تعالى عنه : إن المغيرة قال له حين ولى عمرا : ما لبثك السهمى أن حطأ بك إذ تشاورتما .
[ 255 ]
أي دفعك عن رأيك . وعن ابن الأعرابي : الحطو : تحريك الشئ مزعزعا . حطاما في خض . الحاء مع الظاء حظر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سأله ابيض بن حمال عن حمى الأراك . فقال : لا حمى في الأراك . فقال : أراكة في حظارى . قال : لا حمى في الأراك . أراد ارضا قد حظرها وحوط عليها . وفيه لغتان : الفتح والكسر وحين أحياها كانت تلك الأراكة فيها . حظظ عمر رضى الله عنه من حظ الرجل نفاق أيمه وموضع حقه . الحظ : الجد ، وفلان حظيظ ومحظوظ . والأيم : التى لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا أي من جده إلا تبور عليه بناته وأخواته ، وأن يكون حقه في ذمة مأمون جحوده وتهضمه . لا يحظر في ند . الحاء مع الفاء حفز النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أتى بتمر وهو محتفز . فجعل يقسمه . هو المستوفز المريد للقيام ، من حفزه : إذا أزعجه . ومنه : الليل يسوق النهار ويحفزه . ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إنه ذكر القدر عنده فاحتفز وقال : لو رأيت أحدهم لعضضت بأنفه . أي قلق وشخص به ضجرا . حفر عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة
[ 256 ]
النصوح ، فقال : هو الند على الذنب حين يفرط منك ، وتستغفر الله بندامتك عند الحافر ، ثم لا تعود إليه أبدا . كانو لكرامة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها بالنساء فقالوا : النقد عند الحافر ، وسيروه مثلا ، أي عند بيع الحافر في أول وهلة العقد من غير تأخير ، والمراد بالحافر ذات الحافر وهى الفرس . ومن قال : عند الحافرة فله وجهان : أحدهما : أنه لما جعل الحافر في معنى الدابة نفسها ، وكثر استعماله على ذلك من غير ذكر الذات ، فقيل : اقتنى فلان الخف والحافر أي ذواتهما ، ألحقت به علامة التأنيث إشعارا بتسمية الذات بها . والثاني أن يكون فاعلة من الحفر لأن الفرس بشدة دوسها تحفر الأرض ، كما سميت فرسا لأنها تفرسها : أي تدقها هذا أصل الكلمة ، ثم كثرت حتى استعملت في كل أولية فقيل : رجع إلى حافره وحافرته ، وفعل كذا عند الحافر . والحافرة . والمعنى تنجيز الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأخير لأن التأخير من الإصرار . الباء في بندامتك بمعنى مع ، أو بمعنى الاستعانة أي بطلب مغفرة الله بأن تندم . الواو وتستغفر للحال ، أي هو ا لندم منك مستغفرا ، ويحتمل أن يعطف على الندم على أن أصله وأن تستغفر فحذف . كقوله : ألا أيهذا اللائمى أحضر الوغى النصوح : هي التى يناصح فيها الإنسان نفسه مبالغا ، فجعل الفعل لها كأنها هي التى تبالغ في النصحية . حفا سئل : متى تحل الميتة ؟ فقال : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها .
[ 257 ]
الاحتفاء : اقتلاع الحفأ ، وهو البردى ، وقيل : أصله ، فاستعير لاقتلاع البقل . وروى : تحتفوا ، من احتفى القوم المرعى : إذا رعوه وقلعوه . وروى : تحتفوا ، من احتفاف النبت وهو جزه . وحفت المرأة وجهها واحتفت . وروى : تجتفئوا ، بالجيم ، من اجتفاء الشئ : إذا قلعته ورميت به . ومنه الجفاء . وروى : تختفوا بالخاء ، من اختفيت الشئ : إذا أخرجته . والمختفي : النباش . ما : مصدرية مقد قبلها الزمان ، والمعنى : وقت فقد صبوحكم . أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى . الإحفاء والحفو : أن يلزق الجز . والإعفاء : التوفير ، من عفا الشئ : إذا كثر ، وعفوته وأعفيته . حفف إنا لم نشبع من طعام إلا على حفف . وروى : ضفف . وروى : شظف . خفف الثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها ، يقال : أصابه حفف وحفوف ، وحفت الأرض : إذا يبس نباتها . وعن الأصمعي رحمه الله : أصابهم من العيش ضفف أي شدة ، وفي رأى فلان ضفف ، أي ضعف ، وما رئى على بنى فلان ولا حفف ، أي أثر عوز ، والمعنى : أنه لم يشبع إلا والحال خلاف الرخاء والخصب عنده ، وقيل : معناهما اجتماع الأيدي وكثرة الأكله أي لم يأكل وحده ، ولكن مع الناس . حفو عطس عنده رجل فوق ثلاث ، فقال له : حفوت . الحفو : المنع ، يقال : حفاه من الخير أي منعتنا أن نشمتك بعد الثلاث . ومنه : إن رجلا سلم على بعض السلف فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الزاكيات ، فقال له : أراك قد حفوتنا ثوابها . أخذته كله وحرمتنا . وروى : حقوت بالقاف اي شددت ، من الحقو وهو الإزار الذي يشد على الخصر ، والمعنى واحد لأن الشد من باب المنع . حفش استعمل رجلا فأهدى إليه فقال : هذا لي ، فقال : ألا جلس في حفش أمه ، فلينظر أكان يهدى إليه شئ ؟
[ 258 ]
هو البيت الصغير ، من الحفش وهو الجمع لاجتماع جوانبه . قيل للسفط والسنام حفش . ومنه حديث زينب رضي الله عنها كانت المرأة إذا توفى عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ، ولم تمس طيبا ولا شيئا حتى تمر سنة ، ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طير فتفتض به ، فقل ما تفتض بشئ إلا مات . أي تكسر به ما كانت فيه من العدة ، وتخرج منه به . قيل : كانت تمسح به قبلها فلا يكاد يعيش . وروى : فتقبص من القبص ، وهو الأخذ بأطراف الأصابع . حفل يذهب الصالحون الأول فالأول حتى يبقى حفالة كحفالة التمر . هي الخشارة . حفز صلى فجاء رجل قد حفزه النفس ، فقال : الله أكبر ، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . فلما قضى صلاته قال : أيكم المتكلم بالكلمات ؟ فأرم القوم . وروى فأزم القوم . حفزة : أقلقه وجهده . الإرمام : السكوت . قال : يسرون والليل مرم طائره والأزم : الإمساك . حمدا . نصب بفعل مضمر ، أراد أحمده حمدا . حفى إن الله تعالى يقول لآدم عليه السلام : أخرج نصيب جهنم من ذريتك ، فيقول : يا رب كم ؟ فيقول : من كل مائة تسعة تسعين . فقالوا : يا رسول الله احتفينا إذن ، فماذا يبقى منا ؟ قال : إن أمتى في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود . أي استؤصلنا . حفل نهى عن بيع المحفلة ، قال : إنها خلابة . هي التى حفل اللبن في ضرعها أياما ليغتر بها المشترى فيزيد في الثمن .
[ 259 ]
الضمير في إنها للفعلة ، ويجوز أن يرجع إلى المحفلة ، ويكون سبيل الكلام سبيل قولها : فإنما إقبال وإدبار حفن أبو بكر رضي الله تعالى عنه إنما نحن حفنة من حفنات ربنا . هي ما يملأ الكفين من دقيق أو غيره . ويقال : حفن له حفنة : إذا أعطاه قليلا ، كأنه لم يزده على ملء الكفين . والمعنى : إنا على كثرتنا يوم القيامة قليل عند الله عز وجل . حفف عمر رضي الله عنه كان أصلع له حفاف . حفافا الشئ : جانباه . قولهم : بقى شعره حفاف : هو أن يصلع وتبقى طرة من الشعر حول رأسه . حفا أنزل أويسا القرنى فاحتفاه . أي بالغ في إلطافه واستقصى . على عليه السلام سلم عليه الأشعث فرد عليه بغير تحف . الحفاوة والتحفى : الإكرام بالمسألة والإلطاف . حفف معاوية رضي الله تعالى عنه بلغه أن عبد الله بن جعفر حفف وجهد من بذله وإعطائه فكتب إليه يأمره بالقصد ، وينهاه عن السرف . وكتب إليه بيتين من شعر : لمال المرء يصلحه فيغنى مفاقره أعف من القنوع يسد به نوائب تعتريه من الأيام كالنهل الشروع حفف : مبالغة في حف أي جهد وقل ماله ، من حفت الأرض . المفاقر : جمع فقر على غير قياس ، كالملامح والمشابه ، ويجوز أن يكون جمع مفقر مصدر من أفقره الله ، أو مفتقر بمعنى الافتقار ، أو مفقر وهو الشئ الذي يورث الفقر . القنوع : السؤال . يقال : قنع إلى فلان يقنع . النهل : الإبل العطاش . جمع ناهل . الشروع : الشاربة في الماء . والبيتان للشماخ .
[ 260 ]
محفود في بر . أن أحف الناس في به . كدت أحفى فمى في در . الحوفزان في نس . فلتحتفر في خو . أخشى حفده في كل . حفلت له في زف . حفوفا في بل . الحاء مع القاف . حقا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أعطى النساء اللواتى غسلن ابنته حقوه ، فقال : أشعرنها إياه . الحقو : الإزار الذي يشد على الحقو ، وهو الخصر . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : لا تزهدن في جفاء الحقو ، فإن يكن ما تحته جافيا فإنه أستر له ، وإن يكن ما تحته لطيفا فإنه أخفى له . أشعرنها إياه : أي اجعلن لها الحقو شعارا ، وهو الثوب الذي يلي الجسد . جفاء الحقو : أي تجعله جافيا أي غليظا بأن تضاعف عليه الثياب لتستر مؤخرها . حقل نهى عن المحاقلة والمزابنة ، ورخص في العرايا . الحقل : القراح من الأرض ، وهي الطيبة التربة ، الخالصة من شائب السبخ ، الصالحة للزرع . ومنه حقل يحقل ، إذا زرع ، والمحاقلة : مفاعلة من ذلك ، وهي المزارعة بالثلث والربع وغيرهما . وقيل هي اكتراء الأرض بالبر . وقيل : هي بيع الطعام في سنبله بالبر . وقيل : بيع الزرع قبل إدراكه . المزابنة : بيع التمر في رءوس النخل بالتمر لأنها تؤدى إلى النزاع والمدافعة ، من الزبن وهو الدفع . العرية : النخلة التى يعريها الرجل محتاجا ، أي يجعل له ثمرتها ، فرخص للمعرى أن يبتاع ثمرتها المعرى بتمر لموضع حاجته سميت عرية لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه جردها من الثمرة وعراها منها ، ثم اشتق منها الإعراء . حقف مر هو وأصحابه وهم محرمون بظبى حاقف في ظل شجرة ، فقال : يا فلان قف ها هنا حتى يمر الناس لا يريبه أحد بشئ .
[ 261 ]
هو المحقوقف وهو المنعطف المنثنى في نومه ، وقيل : هو الكائن في أصل حقف من الرمل . لا يريبه : لا يوهمه الأذى ، ولا يتعرض له به . حقق قال للنساء : ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق . هوأن يركبن حقها وهو وسطها . يقال : سقط على حاق القفا وحقه . عليك ، جعل اسما للفعل الذي هو خذ ، فقيل : عليك زيدا وبزيد ، كما قيل : خذه وخذبه . الحافة : الناحية ، وعينها واو ، بدليل قولهم في تصغيرها حويفة ، وتحوفه بمعنى نطرفه . قال : تحوف غدرهم مالى وأهدى سلاسل في الحلوق له صليل وأما تحيفه فمن الحيف . حقب عن عبادة بن أحمر المازنى : كنت في إبلى أرعاها ، فأغارت علينا خيل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أو خيل أصحابه ، فجمعت إبلى ، وركبت الفحل ، فحقب فتفاج يبول ، فنزلت عنه ، وركبت ناقة منها ، فنجوت عليها وطردوا الإبل . الحقب : ان يتعسر البول على البعير . ومنه : حقب عامنا : إذا احتبس مطره وقيل : هو أن يقع الحقب على ثيله فيورثه ذلك . التفاج : تفاعل من الفجج ، وهو أبلغ من الفجح . والمعنى : ففرج بين رجليه يريد أن يبول . حقق أبو بكر رضي الله تعالى عنه خرج إلى المسجد فقيل : مما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : ما أخرجنى إلا ما أجد من حاق الجوع . أي من صادقة ، ويقولون : فلان والله حاق الرجل ، وحاق الشجاع ، وحاقة الرجل وحاقة الشجاع .
[ 262 ]
والمعنى : صادق جنسه في الرجولية والشجاعة . وروى : من حاق الجوع ، وهو من حاق به البلاء يحيق حيقا وحاقا : أي من اشتمال الجوع ، ويجوز ان يكون بمعنى حائق ، كالشاك والنال . عمر رضي الله تعالى عنه لما طعن أوقظ للصلاة ، فقيل : الصلاة يا أمير المؤمنين . فقال : الصلاة والله إذن ولا حق . اي الصلاة مقضية إذن ولا حق مقضى غيرها كأنه أراد أن في عنقه حقوقا جمة مفترضا عليه الخروج عن عهدتها ، وهو غير مقتدر عليه : فهب أنه قضى حق الصلاة فما بال الآخر ؟ وقيل معناه : ولا حظ في الإسلام لمن تركها . ويحتمل : ولا حظ لي فيها لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها وهذا أوقع . ابن عباس رضى الله عنهما قال في قراء القرآن : متى ما تغلوا تحتقوا . التحاق الأحتقاق : التخاصم ، وأن يقول كل واحد : الحق معى . حقن في الحديث : لا أرى لحاقن ولا حاقب ولا حازق . حزق الحاقب : المحصور . والحازق : الذي ضاق خفه فحزق قدمه ، أي ضغطها ، وهو فاعل بمعنى مفعول ويجوز أن يكون بمعنى ذى الحزق ، كما قيل في : ماء دافق ، وعيشة راضية . لا يصلين أحدكم وهو حقن حتى يتخفف . هو الحاقن . حقل ما تصنعون بمحاقلكم . هي المزارع ، والواحدة محقلة . حقبة في ضج . الحقل في رب . حقاق العرفط في قل . الحقاق في نص . نفج الحقيبة في خض . على أحقابها في خط . حاقنتى في سح . كحق الكهول في عص . المحقب في (أم) . كل حق في (حق) . حقوت في (حف) . الحقحقة في (سو) . الحاء مع الكاف حكك النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، قال : قال لي أبو جهل بن هشام : والله إنى أعلم أن ما يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم حق ، ولكن قالت بنى قصى : فينا الحجابة ! فقلنا : نعم ، ثم قالوا فينا
[ 263 ]
اللواء ! قلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا الندوة ! قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية ! قلنا : نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : من نبى والله لا أفعل ! أي تماست واصطكت ، والمراد تساويهم في الشرف وتشاكلهم في المنزلة . وقيل : تجاثيهم على الركب للتفاخر . وأراد بالإطعام : الرفادة . كانوا يترافدون فيشترون الجزر والكعك والسويق ، ويطعمون الحاج ، ويقولون : نحن أهل الله وجيران بيته ، والحاج وفد الله وضيفانه فنحن أولى بقراهم . وعنى بالندوة تناديهم في دار عبد المطلب للتشاور إذا حزبهم أمر . سأله صلى الله عليه وآله وسلم النواس بن سمعان عن البر والإثم ، فقال : البر حسن الخلق ، الإثم ما حك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس . أي أثر في قلبه وأهمه أنه ذنب وخطيئة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : الإثم ما حك في صدرك وإن أفتاك الناس عنه وأقنوك . أي أرضوك . ومنه الحديث : إياكم والحكاكات ، فإنها المآثم . أي الأمور التى تحك في الصدور . وروى : ما حاك ، ومن قولهم : حاك فيه السيف وأحاك . حكمة عمر رضي الله عنه : إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته ، وقال : انتعش نعشك الله ، وإذا تكبر وعدا طوره وهصه الله الى الأرض . الحكمة من الإنسان : أسفل وجهه ، ورفع الحكمة كناية عن الإعزاز لأن من صفة الذليل أن ينكس ويضرب بذقنه صدره . وقيل : الحكمة القدر والمنزلة ، من قولهم : لا يقدر على هذا من هو أعظم حكمة منك . وهصه : كسره ودقه . حكرابو هريرة رضي الله تعالى عنه قال في الكلاب : إذا وردن الحكر الصغير لا تطعمه .
[ 264 ]
هو الماء المستنقع في وقبة من الأرض ، لأنه يحكر أي يجمع ويحبس ، من احتكار الطعام . لا تطعمه : لأي لا تشربه . ومنه قوله تعالى : ومن لهم يطعمه فإنه منى . البقر حكم ابن عباس رضي الله عنهما قرأت المحكم على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وأنا ابن اثنتى عشرة سنة . يعنى المفصل ، سمى محكما لأنه لم ينسخ منه شئ ، وقيل : يعنى ما لم يكن متشابها لأنه أحكم بيانه بنفسه ، ولم يفتقر إلى غيره . كان الرجل يرث امرأة ذات قرابته ، فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها ، فأحكم الله تعالى عن ذلك ونهى عنه . أي منع ، يقال : حكمت الفرس وحكمته وأحكمته : إذا قدعته . قال : أبنى حنيفة أحكموا سفهاءكم إنى أخاف عليكم أن أغضبا كعب رحمه الله ذكر دارا في الجنة ووصفها ، ثم قال : لا ينزلها إلا نبى أو صديق ، أو شهيد ، أو محكم في نفسه ، أو إمام عادل . هو الذي يخير بين الشرك والقتل فيختار القتل . ومنه الحديث : إن الجنة للمحكمين . وروى بالكسر ، وفسر بأنه المنصف من نفسه . النخعي رحمه الله : حكم اليتيم كما تحكم ولدك . أي امنعه من الفساد . الحكم في عص . حكرة في عى . المحكك في حذ . الحكم في الأنصار في دع . إذا حككت قرحة في قف . الحاء مع اللام حلوان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن حلوان الكاهن . هو أجرته ، يقال حلوته كذا ، إذا حبوته به ، فحلى به إذا ظفر به ، واشتقاقه من الحلاوة . حلم أمر معأذا رضي الله تعالى عنه أن يأخذ من كل حالم دينارا
[ 265 ]
. قيل : المراد كل من بلغ وقت الحلم ، حلم أو لم يحلم . ومنه الحديث : الغسل يوم الجمعة واجب على كل حالم . حلس إن امرأة توفى عنها زوجها ، فاشتكت عينها ، فأرادوا أن يداووها ، فسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : فكانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها في بيتها إلى الحول ، فإذا كان الحول ، فمر كلب رمته ببعرة ثم خرجت ، أفلا أربعة أشهر وعشر ا . الحلس : كساء يكون على ظهر البعير تحت البرذعة ، ويبسط في البيت تحت حر الثياب ، وجمعه أحلاس . قال : ولا تغرنك أضغان مزملة قد يضرب الدبر الدامي بأحلاس والمعنى أنها كانت في الجاهلية إذا أحدت على زوجها اشتملت بهذا الكساء سنة جرداء ، فغذا مضت السنة رمت الكلب ببعرة ، ترى أن ذلك اهون عليها من بعرة يرمى بها كلب ، فكيف لا تصبر في الإسلام هذه المدة . واربعة أشهر منصوب بتمكث مضمرا . وفي حديثه : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذكر الفتن حتى ذكر فتنة الأحلاس ، فقال قائل : يا رسول الله وما فتنة الإحلاس ؟ قال : هي هرب وحرب . فتنة السراء دخنها من تحت قدمى رجل من أهل بيتى ، يزعم أنه منى وليس منى إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء ، لا تدع من هذه الأمة أحدا إلا لطمته . كأن لها أحلاسا تغشيها الناس لظلمتها والتباسها ، وهي ذات دواه وشرور راكدة لا تقلع بل تلزم لزوم الأحلاس . السراء : البطحاء . الدخن : من دخنت النار دخنا إذا ارتفع دخانها ، وقيل : الدخن : الدخان . من تحت قدمى رجل : أي هو سبب إثارتها . كورك على ضلع : مثل أي لا يستقل بالملك ولا يلائمه ، كما أن الورك لا يلائم الضلع . الدهيماء : الداهية . ومنه حديثه صلى الله عليه وسلم : مررت على جبرئيل ليلة أسرى بي كالحلس من خشية الله . ويشبه به الذي لا يبرح منزله ، فيقال : هو حلس بيته . ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه : كن حلس بيتك ، حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية . وكذلك الذي يلزم ظهر فرسه فيقال : هو من أحلاس الخيل .
[ 266 ]
ومنه حديث معاوية رضى الله عنه ، دخل عليه الضحاك بن قيس ، فقال معاوية : تطاولت للضحاك حتى رددته إلى حسب في قومه متقاصر فقال الضحاك : قد علم قومنا أنا أحلاس الخيل ، فقال : صدقت ، أنتم احلاسها ونحن فرسانها ! أراد أنتم راضتها وساستها ، فتلزمون ظهورها أبدا ونحن أهل الفروسية . ويحتمل أن يذهب بالأحلاس إلى الأكسية ، ويريد أنكم بمنزلتها في الضعة والذلة ، كما يقال للمستضعف : بردعة وولية . حل لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم . مثل في القليل المفرط القلة ، وهو أن يباشر من الفعل الذي يقسم عليه المقدار الذي يبر به قسمه ويحلله ، مثل أن يحلف على النزول بمكان ، فلو وقع به وقعة خفيفة فتلك تحلة قسمه . قال ذو الرمة : طوى طية فوق الكرى جفن عينه على رهبات من حنان المحاذر قليلا كتحليل الألى ثم قلصت به شيمة روعاء تقليص طائر والمعنى : لا تمسه النار إلا مسة يسيرة مثل تحليل قسم الحلف ، ويحتمل أن يراد بالقسم قوله تعالى : وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ، لأن ما حمته الرب على نفسه جار في التأكيد مجرى القسم عليه ، ويعنى بتحلته الورود والاجتياز . حلق لعن من النساء الحالقة والسالقة والخارقة والممنتهشة والممتهشة . الحالقة : التى تحلق شعرها . السالقة : التى تصرخ عند المصيبة ، والسلق والصلق : الصوت الشديد . الخارقة : التى تخرق ثوبها . المنتهشة : التى تخمش وجهها ، وتأخذ لحمه بأظفارها ، من قولهم : انتهشه الذئب والكلب والحية ، وهى عضة سريعة لها مشقة .
[ 267 ]
الممتهشة ، جاء في الحديث : أنها التى تحلق وجهها بالموسى للزينة قيل : كأن هاءها مبدلة من حاء ، من المحش ، وهو السحج والقشر ، يقال : مر بي فمحشنى . حلف حالف صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين قريش والأنصار في دار أنس التى بالمدينة . أي آخى بينهم وعاهد . حلب كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل دعا بشئ نحو الحلاب . هو المحلب ، قال : صاح هل ريت أو سمعت براع رد في الضرع ما قرا في الحلاب ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة دعا بشئ مثل الحلاب ، فأخذ بكفه ، فبدأ بشق رأسه الأيمن ، ثم الأيسر . وروى : مثل الجلاب بالجيم والضم ، وفسر بماء الورد ، وأنه فارسي معرب . لما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اصحابه يوم بدر قال : إنه إنما يستنطق الأنصار شفقا ألا يستحلبوا معه على ما يريد من أمره . استحلاب القوم مثل إحلابهم ، وهو إجتماعهم للنصرة وإعانتهم ، إلا أن في الإستحلاب معنى طلب الفعل وحرص عليه ، وأصل الإحلاب : الإعانة على الحلب ، ثم كثر حتى استعمل في كل موضع ، والمعنى ما يستشيرهم إلا خوفا من أن يتركوا إعانته . وشفقا : مفعول له ، وحرف الجر محذوف قبل أن . وأن مع ما في حيزها منصوبة المحل بالمصدر المفضى إليها بعد حذف الجار . حلل أحلوا الله يغفر لكم . اي أسلموا لله ، ومعناه الخروج من حظر الشرك وضيقه إلى حل الإسلام وسعته من أحل المحرم .
[ 268 ]
وروى : أجلوا بالجيم ، أي قولوا له : يا ذا الجلال ، وآمنوا بعظمته وجلاله . لا أوتى بحال ولا محلل له إلا رجمتهما . يقال : حللت لفلان امرأته فأنا حال وهو محلول له : إذا نكحها لتحل للزوج الأول ، وهو من حل العقدة . ويقال : أحللتها له وحللتها . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنه لعن المحلل والمحلل له . وروى : لعن المحل والمحل له . سئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الحال المرتحل . قيل : وما ذاك ؟ قال : الخاتم المفتتح . أراد الرجل المواصل لتلاوة القرآن الذي يختمه ثم يفتتحه ، شبهه بالمسفار الذي لا يقدم على أهله فيحل إلا أنشأ سفرا آخر فارتحل . وقيل : أراد الغازى الذي لا يقفل عن غزو فيختمه إلا عقبه بآخر يفتتحه . والتقدير عمل الحال المرتحل ، فحذف لأنه معلوم . أبو بكر رضي الله عنه مر بالنهدية إحدى مواليه ، وهي تطحن لمولاتها وهي تقول : والله لا أعتقك حتى يعتقك صباتك ، فقال أبو بكر رضي الله عنه ، حلا أم فلان ! واشتراها فأعتقها . حلا : بمعنى تحللا ، من تحلل في يمينه إذا استثنى ، وهو في حذف الزوائد منه ورده إلى ثلاثة أحرف للتخفيف نظير عمرك الله ، بمعنى تعميرك الله ، وانتصابه بفعل مضمر تقديره تحللى حلا . قال عبيد : حلا ابيت اللعن حلا إن فيما قلت آمه يقال هذا لمن يحلف على ما ليس بمرضى ، ليكون له سبيل بالاستثناء إلى إتيان المرضى مع إبرار اليمين ، وأرادت بالصباة المسلمين ، أي حتى يشتريك بعضهم فيعتقك . الموالى : جمع مولى ومولاة ، لأن مفعلا ومفعلة يجمعان على مفاعل . حلم حلن عمر رضي الله عنه : قضى في الأرنب بقتلها المحرم بحلاتم . وروى بالنون .
[ 269 ]
الحلان : الجدى أو الحمل ، يقتلها ويسمى بذلك حين تضعه أمه فيحل بالأرض ، ويلزمه مادام صغيرا . قال ابن أحمر : يهدى إليه ذراع الجدى تكرمة إما ذبيحا وإما كان حلانا اراد إما كبيرا قد استحق أن يذبح ، وإما صغيرا قريب العهد بالوضع . وأما الحلام فميمه بدل من النون ، وقيل : هو الصغير الذي حلمه الرضاع ، أي سمنه من تحلم الصبي إذا سمن واكتنز . وفي حديث عثمان رضي الله عنه : إنه قضى في أم حبين بحلان . حلف من كان حليفا أو عريرا في قوم قد عقلوا عنه ونصروه فميراثه لهم ، إذا لم يكن له وارث معلوم . الحليف : المحالف ، وهو المعاهد . والعرير : النزيل فيهم ليس من أنفسهم من عره واعتره ، إذا غشيه . عقلوا عنه ، أي وجبت عليه دية فأدوها عنه . حلل إن عليا عليه السلام أرسل أم كلثوم إليه وهي صغيرة ، فقالت : إن أبي يقول لك : هل رضيت الحلة ؟ فقال : نعم قد رضيتها . كان قد خطب إلى علي عليه السلام ابنته ، فاعتذر إليه بصغرها ، وارسلها إليه ليراها إعذارا ، وجعل الحلة كناية عنها ، وقد يكنى عن النساء باللباس . الحلب أبو ذر رضي الله عنه قال لحبيب بن مسلمة : هل يوافقكم عدوكم حلب شاة نثور ؟ وروى : فتوح . قال : إى والله وأربع عزز ، فقال : غللتم والله . الحلب بالتحريك : مصدر حلب ، والمعنى وقت حلب شاة ، فحذف ومثله قولهم : آتيك خفوق النجم . النثور والفتوح : الواسعة الإحليل ، كأنها تنثر الدر نثرا وتفتح سبيله فتحا . إى بمعنى نعم إلا أنها تختص بالإتيان مع القسم إيجابا لما سبقه من الاستعلام ، ونعم تأتى مع القسم وغيره . العزز : جوع عزوز ، وهي الضيقة الإحليل ، كأنها تعز حالبها على الدر ، أي تغلبه عليه وتمنعه إياه .
[ 270 ]
غللتم ، أي خنتم في القول ولم تصدقوا . حلقن أبو هريرة رضي الله عنه لما نزل تحريم الخمر كنا نعمد إلى الحلقانة ، وهي التذنوبة ، فنقطع ما ذنب منها حتى نخلص إلى البسر ثم نفتضخه . إذا بلغ الإرطاب ثلثى البسر فهو حلقان ، ووزنها فعلان لأن نونها يقضى على إصالتها قولهم : حلقن البسر فهو محلقن . ونظيره دهقان وشيطان نص سيبويه على أن نونيهما أصليتان مستدلا بتدهقن وتشيطن ، وإذا رطب من قبل ذنابه فهو التذنوب وقد ذنب . افتضاخه : أن يفضخ باليد ، وهو شدخه ، فيتخذ منه شراب يسمونه الفضيخ . حلى كان يتوضأ إلى نصف الساق ويقول : إن الحلية تبلغ مواضع الوضوء . اراد بالحيلة التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء . من قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن أمتى يوم القيامة غر من السجود محجلون من أثر الوضوء . حلل ابن عباس رضي الله عنهما إن حل ليوطى ويؤذى ويشغل عن ذكر الله . هو زجر للناقة ، والمعنى : إن حثك الناقة والتصويت بها في الإفاضة من عرفات يؤدى إلى ذلك فسر على هينتك . حلف لقيه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف في خلافة عمر ، فقال : كيف ترون ولاية هذا الأحلافي ؟ قال : وجدنا ولاية صاحبه المطيبى خيرا من ولايته . كانت الرياسة في بنى عبد مناف ، والحجابة في بنى عبدالدار ، فأراد بنو عبد مناف أن يأخذوا ما لعبد الدار ، فحالف عبدالدار بنى سهم ليمنعوهم ، فعمدت أم حكيم بنت عبد المطلب إلى جفنة فملأتها خلوقا ، ووضعتها في الحجر ، وقالت : من تطيب بهذا فهو منا فتطيبت به عند عبدمناف وأسد وزهرة وبنو تيم ، فسموا المطيبين ، فالمطيبي أبو بكر لأنه من تيم . ونحر بنو سهم جزورا وقالوا : من أدخل يده في دمها فهو منا فأدخلت أيديها بنو سهم وبنو عبدالدار وجمح وعدى ومخزوم وتحالفوا فسموا أحلافا فالأحلافى عمر لأنه من عدى . ويروى : إنه لما صاحت الصائحة على عمر قالت : واسيد الأحلاف ! قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : والمحتلف عليهم يعنى المطيبين . النسبة إلى الأحلاف كالنسبة إلى الأبناء في قولهم أبنائى . حلج ومنه حديث المغيرة : إنه خرج مع ستة نفر من بنى مالك إلى مصر فعدا
[ 271 ]
عليهم ، فقتلهم جميعا ، واستاق العير ، ولحق برسول الله فاجتمعت الأحلاف إلى عروة بن مسعود فقالوا : ما ظنك بأبي عمير سيد بنى مالك ؟ قال : ظنى والله أنكم لا تتفرقون حتى تروه يخلج أم يحلج في قومه ، كأنه أمة مخربة ، ولا ينتهى حتى يبلغ ما يريد ويرضى من رجاله ، فما تفرقوا حتى نظروا إليه وقد تكتب يزف في قومه . يخلج : يمشى مسرعا في حث قومه فيحرك في مشيه يديه وأعضاءه فعل الخالج وهو الجاذب . يحلج : يسرع ، من قول العجاج : تواضخ التقريب قلوا محلجا المخربة : المثقوبة الآذان ، من الخربة شبهه بأمة سندية لشدة أدمة لونه . تكتب : تجزم ، وجمع عليه ثيابه . يزف : من الزفيف ، وهو الاسراع . حلق أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة ، فأرجع إلى أهلى فأقول : صلوا . أي مرتفعة ، من حلق الطائر : إذا ارتفع في طيرانه ، ومنه الحالق ، وهو المكان المشرف ، يقال : هوى من حالق . حلل عائشة رضي الله عنها قالت لامرأة مرت بها : ما أطول ذيلها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اغتبتها ، قومي إليها فتحلليها . التحلل والاستحلال : طلبك إلى الرجل أن يجعلك في حل . وفي الحديث : من كانت عنده مظلمة من أخيه فليستحله . حلج عدى رضي الله عنه لا يتحلجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية . يقال : دع ما تحلج في صدرك وما تخلج ، أي اضطرب فيه ريب منه ، والمعنى : أنه نظيف فلا تر تابن فيه . حلل النخعي رحمه الله : قال في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص : أحل بمن أحل بك . أي من ترك الإحرام وأحل بك وفقا تلك فأحلل به أنت أيضا وقاتله .
[ 272 ]
وفي حديث آخر : من حل بك فاحلل به . يقال : حل المحرم صار حلالا ، وأحل : دخل في الحل . الزهري رحمه الله تعالى : ذكر شأن الفيل ، وان قريشا أجلت عن الحرم ، ولزمه عبد المطلب ، قال : والله لا أخرج من حرم الله أبتغى العز في غيره ، قال : لاهم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك . لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك ، انه رأى في المنام فقيل له : احفر تكتم بين الفرث والدم . قال : فحفرها في القرار ، ثم بحرها حتى لا تنزف . قوم حلة وحلال : أي كانوا مقيمين متجاورين ، يريد سكان الحرم . المحال : الكيد ، والأصل في المحل الشدة . تكتم : من أسماء زمزم لأنها كانت مكتومة ، وقد اندفعت بعد أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب . بحرها : شقها وأوسعها . الميمان في لا هم عوض عن حرف النداء عند أصحابنا البصريين . الغدو : أصل الغد وتامه ، ولم يرد اليوم الذى بعد يومه ، وإنما أراد ما قرب من الأوقات المستقبلة ، وقد يجرى مثل هذا التجوز في اليوم والأمس . حلق في الحديث : دب إليكم داء الأمم من قبلكم البغضاء والحالقة . هي قطيعة الرحم والتظالم ، لأنها تجتاح الناس وتهلكهم ، كما يحلق الشعر ، يقال : وقعت فيهم حالقة لا تدع شيئا إلا أهلكته . حلم من تحلم ما لم يحلم . أي من تكلف حلما لم يره فقد أساء وفعل منكرا . حين حلها في وق . لحلاوة القفا في هو . بفصيل محلول في خل . الحلقة في صف . وفي ند . وحلبها على الماء في طر . حلبانة في غف . حلب امرأة في نض . أحلاس الخيل في جر . على حلقة في هت . ولا حلوب في بر . استحلسنا الخوف في حر . محلس أخفافها في نج . حلائتهم في بد . حلا في قو . حلقة القوم في ثل . حلقى في عق . الحلأ في جل . اهل الحلقة في قد . محل بقومك في به .
[ 273 ]
الحاء مع الميم حمد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الحمد رأس الشكر ، ما شكر الله عبد إلا بحمده . الشكر لا يكون إلا على نعمة ، وهو مقابلتها قولا وعملا ونية ، وذلك أن يثنى على المنعم بلسانه ، ويدئب نفسه في الطاعة له ، ويعتقد أنه ولي النعمة ، وقد جمعها الشاعر في قوله : أفادتكم النعماء منى ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا وهو من قولهم : شكرت الإبل : إذا أصابت مرعى فغزرت عليه ، وفرس شكور إذا علف فسمن . وأما الحمد فهو المدح والوصف بالجميل ، وهو شعبة واحدة من شعب الشكر ، وإنما كان رأسه لأن فيه إظهار النعم والنداء عليها والإشارة بها . في كتابه صلى الله عليه وآله وسلم : أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أي أنهى إليك أن الله محمود . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنى أحمد إليكم غسل الإحليل . ومعناه : أرضاه لكم وأفضى إليكم بأنه فعل محمود مرضى . حم لقى صلى الله عليه وسلم العدو في بعض مغازيه ، فقال حم لا ينصرون . وفي حديث آخر : إن بيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون . قيل : إن حم من أسماء الله تعالى ، والمعنى اللهم لا ينصرون ، وفي هذا نظر لأن حم ليس بمذكور في اسماء الله المعدودة ، ولأن أسماءه تقدست ما منها شئ إلا وهو صفة مفصحة عن ثناء وتمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المعجم ، فلا معنى تحته يصلح لأن يكون به تلك المثابة ، ولأنه لو كان إسما كسائر الأسماء لوجب أن يكون في آخره إعراب لأنه عار من علل البناء ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيدالله بما جعله اسما للسورة كيف أعربه ، فقال : يذكرنى حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
[ 274 ]
منعه الصرف لأنه علم ومؤنث ، والذي يؤدى إليه النظر أن السور السبع التى في اوائلها حم سور لها شأن . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : إذا وقعت في آل حم فكأني وقعت في روضات دمثات . فنبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن ذكرها لشرف منزلتها ، وفخامة شأنها عند الله عزوجل مما يستظهر به على استنزال رحمة الله في نصرة المسلمين ، وفل شوكة الكفار ، وفص خدمتهم . وقوله : لا ينصرون كلام مستأنف . كأنه حين قال قالوا : حم قال له قائل : ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة ؟ فقال : لا ينصرون . وفيه وجه آخر وهو أن يكون المعنى ورب . أو منزل حم لا ينصرون . حمز قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كنانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها وكان يكنى أبا حمزة . سميت لحرافتها بالحمزة وهي اللذعة . ويحكى أن أعرابيا تغدى مع قوم فاعتمد على الخردل فقالوا : ما يعجبك منه ؟ فقال : حراوته وحمزه . حمس قال جبير بن مطعم رضي الله عنه : أضللت بعيرا لي يوم عرفة ، فخرجت أطلبه حتى أتيت عرفة فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم واقفا بعرفة مع الناس ، فقلت : هذا من الحمس فماله خرج من الحرم ؟ الحمس : قريش ومن دان بدينهم في الجاهلية ، واحدهم أحمس سموا لتحمسهم أي تشددهم في دينهم . والحمسة : الحرمة مشتقة من اسم الحمس ، لحرمتهم بنزولهم الحرم ، وكانوا لا يخرجون من الحرم ، ويقولون : نحن أهل الله ، لسنا كسائر الناس فلا نخرج من حرم الله ، وكان الناس يقفون بعرفة وهي خارج الحرم ، وهم كانوا يقفون فيه حتى نزل : ثم
[ 275 ]
أفيضوا من حيث أفاض الناس . فوقفوا بعرفة ، فلما رأى جبير رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعرفة ، ولم يعلم نزول الآية أنكر هذه وقوفه خارج الحرم . رسول الله : مبتدأ وخبر فإذا ، كقولك : في الدار زيد . وواقفا : حال عمل فيها ما في إذا من معنى الفعل . حمل الحميل غارم . هو الكفيل ، يقال حمل به يحمل حمالة . حمرة إن قوما من أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم أخذوا فرخى حمرة ، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش . هي طائر بعظم العصفور ، وتكون دهساء وكدراء ورقشاء . التفرش : أن تقرب من الأرض فترفرف بجناحيها . قال أبو دواد : فأتانا يسعى تفرش أم البيض شدا وقد تعالى النهار حمم إن وفد ثقيف لما انصرف كل رجل منهم إلى حامته قالوا : أتينا رجلا فظا غليظا ، قد أظهر السيف ، وأداخ العرب ، ودان له الناس ، وكان لهم بيت يسمونه الربة كانوا يضاهون به بيت الله الحرام ، وكان يستر ويهدى إليه ، فلما أسلموا جاء المغيرة بن شعبة فأخذ الكرزين فهدمها ، فبهت ثقيف ، وقالت عجوز منهم : أسلمها الرضاع وتركوا المصاع . الحامة : الخاصة . أداخ : أذل . دان : أطاع كرها . الكرزين : الفأس . الرضاع : اللئام ، وجمع راضع ، والفعل منه رضع . المصاع : المماصعة وهي المجالدة .
[ 276 ]
حمر بعثت إلى الأحمر والأسود . أي إلى العجم والعرب لأن الغالب على ألوان العجم الحمرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأدمة والسمرة . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . هما الذهب والفضة . وأما حديث ابن شجرة : أن عمر رضى الله عنه كان يبعثه على الجيوش ، فخطب الناس فقال : اذكروا نعمة الله عليكم ، ما أحسن أثر نعمته عليكم إن كنتم ترون ! ما أرى مما بين أحمر وأصفر وأخضر وأبيض ، وفي الرحال ما فيها ، إلا انه إذا التقى الصفان في سبيل الله فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار ، وتزين الحور العين فإذا اقبل الرجل بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبته ، اللهم انصره ، وإذا أدبر احتجبن منه ، وقلن : اللهم اغفر له ، فانهكوا وجوه القوم ، فدى لكم أبي وأمى ! ولا تخروا الحور العين . فإنه يريد بالألوان التى ذكرها زهرة الدنيا وحسن هيئة القوم في الباسهم . النهك : الجهد والإضناء . الفدى : بفتح الفاء مقصور بمعنى الفداء . لا تخزوا : من الخزانة وهى الحياء . حمم أبو بكر رضي الله عنه إن أبا الأعور السلمى دخل عليه فقال : إنا قد جئناك في غير محمة ولا عدم . المحمية : الحاجة الحاضرة المهمة ، يقال : أحم الأمر إذا دنا قال : حييا ذا كما الغزال الأجما إن يكن ذاكما الفراق أحما حمو عمر رضي الله عنه لا يدخلن رجل على امرأة وإن قيل حموها ، ألا حموها الموت ! والأحماء : أقرباء الزوج كالأب والأخ والعم وغيرهم ، والواحد حم في غير الإضافة ، وإذا أضيف قيل : هذا حموها ، ورأيت حماها ، ومررت بحميها ، وهو أحد الأسماء الستة التى إعرابها بالحروف مضافة ، ويقال أيضا : هذا حما كقفا وهو حماها .
[ 277 ]
وقوله : الا حموها الموت معناه أن حماها الغاية في الشر والفساد فشبهه بالموت لأنه قصارى كل بلاء وشدة ، وذلك أنه شر من الغريب من حيث أنه آمن مدل ، والأجنبي متخوف مترقب ، ويحتمل أن يكون دعاء عليها ، أي كأن الموت منها بمنزلة الحم الداخل عليها إن رضيت بذلك . حمج قال لرجل : مالى أراك محمجا . التحميج : إدامة للنظر مع فتح العين وإدارة الحدقة . قال : حمج للجبان المو ت حتى قلبه يجب والتجميح مثله . وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أنه اختصم إليه ناس من قريش ، وجاءه شهود يشهدون فطفق المشهود عليه يجمح إلى الشاهد النظر . حمرأمير المؤمنين على عليه السلام كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فلم يكن أحد أقرب إلى العدو منه . أي اشتدت الحرب . ومنه : موت احمر ، وهو مأخوذ من لون السبع ، كأنه سبع إذا أهوى إلى الإنسان . اتقينا به : أي استقبلنا به العدو . أتاه الأشعث بن قيس وهو على المنبر فقال : غلبتنا عليك هذه الحمراء ، فقال على : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة ، يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى أن طردتهم ، إني إذا لمن الظالمين ، والله لقد سمعته يقول : ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا . الحمراء : العجم . الضياطرة : جمع ضيطر ، وهو الضخم الذي لا غناء عنده . التهجير : الخروج في الهاجرة . الضمير في سمعته للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وفي ليضربنكم للعجم . وعنه : إنه قد عارضه رجل من الموالى فقال : اسكت يا ابن حمراء العجان . أراد يا ابن الامة . قال جرير : إذا ما قلت قافية شرودا تنحلها ابن حمراء العجان
[ 278 ]
حمش ابن مسعود رضي الله عنه كان حمش الساقين . أي دقيقهما . ومنه حديث ابن الحنفية : إنه ذكر رجلا تلى الأمر بعد السفياني ، فقال : حمش الذراعين والساقين ، مصفح الرأس ، غائر العينين ، يكون بين شث وطباق . المصفح : العريض . الشث والطباق : شجران ينبتان ببلاد تهامة والحجاز ، أي يخرج بالمواضع التى هي منابت هذين . حمز ابن عباس رضي الله عنهما سئل أي الأعمال أفضل ؟ فقال : أحمزها . أي أمتنها وأقواها ، من قولهم : رجل حميز الفؤاد وحامزه . حمض كان يقول : إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير : أحمضوا . يقال : أحمضت الإبل ، وحمضت : إذا رعت الحمض عند سامتها من الخلة ، فضرب ذلك مثلا لخوضهم في الأحاديث وأخبار العرب إذا ملوا تفسير القرآن . ومنه حديث الزهري رحمه الله : الأذن مجاجة وللنفس حمضة . حمأ حاج عمرو بن العاص عند معاوية رضى الله عنهم في آية ، فقال عمرو : تغرب في عين حامية ، وقال ابن عباس : حمئة ، فلما خرج إذا رجل من الأزد قال له : بلغني ما بينكما ، ولو كنت عندك أفدتك بأبيات قالها تبع : فرأى مغار الشمس عند غروبها في عين خلب وثأط حرمد فقال : اكتبها يا غلام . حامية : حارة . حمئة : ذات حمأة . الخلب : الطين اللزج وماء مخلب .
[ 279 ]
الثأط : الحمأة . والحرمد : الأسود . حمم ابن عمر رضي الله عنهما : كا يتوضأ ويغتسل بالحميم . هو الماء الحار . حمض قال سعيد بن يسار : قلت له : كيف تقول في التحميض ؟ قال : وما التحميض ؟ حمض قلت : أن تؤتى المرأة في دبرها . قال : هل يفعل ذلك أحد من المسلمين ! كنى عن ذلك بتحميض الإبل إذا سئمت الخلة . حمر المسور رضي الله عنه ذكر حليمة بنت عبد الله بن الحارث ، وأنها خرجت في سنة حمراء قد برت المال ، وخرجت بابنها عبد الله ترضعه ، ومعها أتان قمراء تدعى سدرة ، وشارف دلقاء يقال لها سمراء لقوح قد مات سقبها بالرأس . الحمراء : المقحطة . برت المال : أي هزلت الإبل ، والمال عند العرب الإبل لأنها معظم مالها . قال النابغة : ونمنح المال في الأمحال والغنما القمراء : البيضاء ، ويقال : حمار أقمر . الشارف : المسنة . الدلقاء : التى ذهبت أسنانها ، ويقال لها الدلوق أيضا . حمم أنس رضي الله عنه كان يقيم بمكة فإذا حمم رأسه خرج فاعتمر . هو أن ينبت بعد الحلق فيسود ، من حمم الفرخ : إذا اسود جلده من الريش وحمم وجه الغلام . حميط كعب رحمه الله : أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السالفة : محمد ، وأحمد ، والمتوكل ، والمختار ، وحمياطا ، وفار قليطا . معنى حمياطا : حامى الحرم . وفار قليطا : يفرق بين الحق والباطل . حمر شريح رحمه الله : كان يرد الحمارة من الخيل .
[ 280 ]
الحمارة والحمار : الخيل التى تعدو عدو الحمير . وقيل : الحمارة : أصحاب الحمير كالبغالة والجمالة . والخيل : اصحاب الخيل : من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا خيل الله اركبي . والمعنى : إنه ردهم فلم يلحقهم بالفرسان في السهام . حما مسلمة كان يقول في خطبته : إن أقل الناس في الدنيا هما أقلهم حما . هو المتعة ، من تحميم المطلقة ، وهو أن تمتع بثوب أو نحوه . قال : أنت الذي وهبت زيدا بعدما هممت بالعجوز أن تحمما حمص في الحديث : في حديث ذي الثدية المقتول بالنهروان : إنه كان له ثدية مثل ثدى المرأة إذا مدت امتدت وإذا تركت تحمصت . أي تقبضت . ومنه : حمص الورم : إذا سكن وحمصه الدواء . حمة إنما مثل العالم كالحمة تكون في الأرض ، يأتيها البعداء ، ويتركها القرباء ، فبيناهم كذلك إذ أغار ماؤها فانتفع بها قوم وبقى قوم يتفكنون . هي عين حارة الماء يستشفى بها . يتفكنون : يتندمون ويتعجبون من شأن أنفسهم وما فرطوا فيه من طلب حظهم مع إمكانه وسهولة مأخذه . والفكن والفنك : العجب ، وقيل : تفكن وتفكر بمعنى . ذا الحممة في بج . حمة زغر في زو . حمة كل دابة في غر . الحمم الأسود في هض . حميت في خذ . حمة النهضات في هم . حماديات في سد . حممها في خذ . أحماس في فر . يحمش في زن . حمنانة في قر . الحميدات في حو . وتحامل في فق . المحماة في غم . والحمة في هم . سنة حمراء في صب . استحمق في مه . حمش الساقين في صه . الحاء مع النون حنك النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يحنك أولاد الأنصار . وهو أن يمضغ التمر ويدلكه بحنكه . يقال : حنك الصبي وحنكه . حنى كانوا معه صلى الله عليه وسلم فأشرفوا على حرة واقم ، فإذا قبور بمحنية .
[ 281 ]
هي مفعلة ، من حنى ، وهى منعطف الوادي ومنحناه . حنث لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ، ويكثر فيهم أولاد الحنث ، ويظهر فيهم السقارون . قالوا : ما السقارون يا رسول الله ؟ قال : نشء يكونون في آخر الزمان تحيتهم إذا التقوا التلاعن . الذنب العظيم سمى بالحنث ، وهو العدل الكبير الثقيل . وقيل للزنا : حنث ، لأنه من العظائم . السقار والصقار : اللعان لمن لا يستحق اللعن ، سمى بذلك لأنه يضرب للناس بلسانه ، من الصقر ، وهو ضربك الصخرة بمعول وهو الصاقور ومنه الصقر لأنه يصقر الصيد اي يضربه بقوة . النشء : القرن الذي ينشأ بعد قرن مضى ، وهو مصدر كالضيف . حن عمر رضي الله عنه لما قال ابن أبي معيط : أأقتل من بين قريش ؟ قال عمر : حن قدح ليس منها . ضربه مثلا لادخاله نفسه في قريش ، وليس منهم ، وأصله أن يستعار قدح فيضرب مع القداح فيصوت صوتا يخالف أصواتها . حنق لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق على جرته . يقال : مل يكظم فلان على جرة ، وما يحنق على جرة : إذا لم ينطو على حقد ودخل ، واصل ذلك في البعير أن يفيض بجرته ، وهو أن يقذف بها ولا يضمر عليها ، والإحناق : لحوق البطن والتصاقه . قال أوس : وجلى بها حتى إذا هي أحنقت وأشرف فوق الحا لبين الشراسف وإنما وضع موضع الكظم من حيث أن الاجترار ينفخ البطن والكظم بخلافه . حنك طلحة قال لعمر رضي الله عنهما حين استشارهم في جموع الأعاجم : قد حنكتك الأمور ، وجرستك الدهور ، وعجمتك البلايا ، فأنت ولى ما وليت ، لا ننبو في يديك ، ولا نخول عليك .
[ 282 ]
حنكته الأمور وأحنكته وحنكته : إذا أدبته وراضته ، وهو حنيك ومحنك ومحنك ، واحتنك فهو محتنك ، واصله من قولهم : حنك الفرس يحنكه : إذا جعل في حنكه الأسفل حبلا يقوده به . جرسته : أحكمته ، وهو من جرست بالقوم : إذا سمعت بهم ، كأنه ارتكب أمورا لم يهتد للإصابة فيها ، فعنف وصيح به وأنحى عليه باللوائم حتى تعلم واستحكم . عجمتك : من عجم العود وهو عضه ليعرف صلابته من رخاوته ، ومن فصيح كلامهم ما حكاه أبو زيد من قولهم : إنى لتعجمك عينى يريدون يخيل إلى أنى قد رأيتك . لا نخول : لا نتكبر . قال : فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل وهو مع الخيلاء والخيل شاذ . لا ننبو في يديك : أي نحن لك كالسيوف الباترة . حنى أبو ذر رضي الله عنه لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا ما نفعكم ذلك ، حتى تحبوا آل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . وعنه : لو صليتم حتى تكونوا كالأوتار ، وصمتم حتى تكونوا كالحنايا ما نفعكم ذلك إلا بنية صادقة وورع صادق . الحنية : القوس بلا وتر ، وقيل : العقد المضروب ، وقيل كل منحن . والمعنى حتى تحدبوا وتنحنوا مما تجهدون أنفسكم فتصيروا كالقسى ، أو العقود في انحنائها وانعطافها ، أو كالأوتار في الدقة من الهزال . حنن : ابن عباس رضي الله عنهما الكلاب من الحن وهي ضعفة الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن أنفسا . الحن : من حن عليه إذا رق وأشفق ، قال : ولا بد من قتلى فعلك منهم وإلا فجرح لا يحن على العظم والرقة والضعف من واد واحد ، ألا ترى إلى قولهم : رقاق القلوب وضعاف القلوب كما يقولون : غلاظ القلوب وأقوياء القلوب ، ويحتمل أن يكون من أحن إحنانا إذا أخطأ ،
[ 283 ]
لأن الأبصار تخطئها ولا تدركها ، كما أن الجن من الاجتنان عن العيون . الأنفس : جمع نفس ، وهى العين . حنتم : عمرو رضي الله عنه إن ابن حنتمة بعجت له الدنيا معاها ، وألقت إليه أفلاذ كبدها ، ونقت له مختها ، وأطعمته شحمتها ، وأمطرت له جودا سال منه شعابها ، ودفقت في محافلها ، فمص منها مصا ، وقمص منها قمصا ، وجانب غمرتها ، ومشى ضحضاحها وما ابتلت قدماه ، ألا كذلك أيها الناس ؟ قالوا : نعم رحمه الله ! حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومى أم عمر بن الخطاب . البعج : الشق ، يعنى أظهرت له ما كان مخبوءا من غيره . الأفلاذ : جمع فلذ وهو القطعة من الكبد أي ملكته كنوزها وأفاءت عليه أموالها . المحافل : حيث يحتفل الماء جمع محفل أو محفل . مص منها : أي نال اليسير . قمص : نفر وأعرض . الضحضاح : مارق من الماء على وجه الأرض . ما ابتلت قدماه : اي لم يتعلق منها بشئ . نصب ضحضاحها على احد وجهي : إما على حذف الجار وإيصال الفعل ، أو تأول مشى بخاض وسلك وما أشبه ذلك . حنن : بلال رضي الله تعالى عنه مر عليه ورقة بن نوفل وهو يعذب ، فقال : والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا . أراد لأجعلن قبره موضع حنان ، أي مظنة من رحمة الله فأتمسح به متبركا ، كما كان يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل الله في الأمم الماضية ، فيرجع ذلك عارا عليكم وسبة عند الناس . وورقة هو ابن عم خديجة رضي الله تعالى عنها ، وهو أحد من كان على دين عيسى عليه السلام قبيل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم . حنظب : ابن المسيب رحمه الله من قتل قرادا أو حنظبانا وهو محرم تصدق بتمرة أو بتمرتين . وقال له ابن حمزة : قتلت قرادا أو حنظبا ، فقال : تصدق بتمرة . هما ذكر الخنافس ، وقد يفتح ظاء حنظب ، وهذا عند سيبويه دليل على زيادة النون ،
[ 284 ]
وان الوزن فنعل لأن فعللا ليس يثبت عنده ، ويجب على قياس مذهبه أن يشتق من حظب ، إذا سمن . حنط : عطاء رحمه الله قال ابن جريج قلت لعطاء : أي الحناط أحب إليك ؟ قال : الكافور ، قلت : فأين يجعل منه ؟ قال : في مرافقه ، قلت : وفي بطنه ؟ قال : نعم ! قلت : وفي رفغى رجليه ومآبضه ! قال : نعم ! قلت : وفي عينيه وانفه وأذنيه ؟ قال : نعم . قلت : أيابسا يجعل الكافور أو يبل بماء ؟ قال : لا ، بل يابسا . قلت : أتكره المسك حناطا ؟ قال : نعم . الحنوط والحناط : كل ما يطيب به الميت . المآبض : بواطن الركبتين . الرفغ : أصل الفخذ . حناطا نصب على التمييز . حنن : في الحديث لا تزوجن حنانة ولا منانة . أي امرأة كان لها زوج قبلك ، فهى تذكره بالتحزن والحنين إليه . ولا أنسب منك ، فهى تمن عليك بصحبتها . حنط : إن ثمودا لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بالصبر . أي جعلوا حنوطهم الصبر . الحنتم في دب . والحنوة في فش . في حندسه في نح . فيتحنث في حر . الحانية في سف . أحنف الرجل في صع . الخش في غر . حنانيك في لب . الحاء مع الواو حوى : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خير الخيل الحو . الحوة : كمته يعلوها سواد ، وقد حوى ، وهو أحوى ، والجمع حو . قال طفيل : ورادا وحوا مشرفا احجباتها بنات حصان قد تعولم منجب
[ 285 ]
حوى : قال له صلى الله عليه وآله وسلم رجل : يا رسول الله هل على ي مالى شئ إذا أديت زكاته ؟ فقال : فأين ما تحاوت عليك الفضول . التحاوى : تفاعل من الحواية ، وهي الجمع . وما موصولة وما يجب من الضمير الراجع إليها في الصلة محذوف ، والتقدير تحاوته . والفضول : جمع فضل وهو ما فضل من المال عن حوائجه . والمعنى : فأين الحقوق التى تحاوتها عليك فضول المال من الصدقات والمكارم . ومن يرويه : تحاوأت فوجهه إن صحت روايته أن يكون في الشذوذ كقولهم : حلأت السويق ، ولبأت في الحج . حوب : كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر قال : آيبون تائبون لربنا حامدون حوبا حوبا . حوب : زجر للجمل ، يقولون : حوب لا مشيت ، وفي كلام بعضهم : حوب حوب ، إنه يوم دعق وشوب ، لا لعا لبنى الصوب . وقد سمى به الجمل ، فقيل له : الحوب . قال يصف كنانته : هي ابنة حوب أم تسعين آزرت أخا ثقة تمرى جباها ذوائبه ويجوز فيه ما يجوز في اف من الحركات الثلاث والتنوين إذا نكر ، فقوله : حوبا حوبا بمنزلة قولك : سيرا سيرا ، كأنه فرغ من دعائه ، ثم زجر جمله . كان صلى الله تعالى عليه وسلم إذا دخل إلى أهله قال : توبا توبا ، لا يغادر علينا حوبا . الحوب والحوب والحوبه : الإثم ومنه : إن أبا أيوب رضى الله عنه أراد أن يطلق أم أيوب ، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : إن طلاق أم أيوب لحوب . وإنما أثمه بطلاقها لأنها كانت مصلحة له في دينه . وفي دعائه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اللهم اقبل توبتي ، واغسل حوبتى . وروى : وارحم حوبتى . وفسرت بالحاجة والمسكنة ، وإنما سموا الحاجة حوبة ، لكونها مذمومة غير مرضية ، وكل ما لا يرتضونه هو عندهم غى وخطية وسيئة ، وإذا ارتضوا شيئا سموه خيرا ورشدا
[ 286 ]
وصوابا . قال القطامى : والناس من يلق خيرا قائلون له ما يشتهى ولأم المخطئ الهبل أراد من استغنى وأصاب ثروة مدحوه وأحسنوا فيه القول . ويقولون للفقير : هبلته أمه . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إليك أرفع حوبتي . وفي حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إن رجلا اتاه ، فقال : إنى أتيتك لأجاهد معك . فقال : ألك حوبة ؟ قال : نعم قال : ففيها فجاهد . هي الحرمة التى يأثم في تضييعها من أم أو أخت أو بنت ، والتقدير ذات حوبة . قال الفرزدق : لحوبة أم ما يسوغ شرابها ومنه الحديث : اتقو الله في الحوبات . الربا سبعون حوبا أيسرها مثل وقوع الرجل على أمه ، وأربى الربا عرض المسلم . هو الفن والضرب . قال ذو الرمة : تسمع في تيهائه الأغفال حوبين من هماهم الأغوال وهذا أيضا من الباب لأنه فن مما يرتضى . حوج : قال صلى الله عليه وآله وسلم للذي باع له القدح والحلس فيمن يزيد :
[ 287 ]
انطلق إلى هذا الوادي فلا تدع حاجا ولا حطبا ولا تأتني خمسة عشر يوما . الحاج : ضرب من الشوك . قال : من حسك التلعة أو من حاجها حور : الزبير ابن عمتى وحواربى من أمتى . حواريو الأنبياء : صفوتهم والمخلصون لهم ، من الحور وهو أن يصفو بياض العين ويشتد خلوصه ، فيصفو سوادها ، ومن الدقيق الحوارى وهو خلاصته ولبابه ، ومن ذلك قيل لنساء الأمصار : الحواريات لخلوص ألوانهن وذهابهن في النظافة عن نساء الأعراب . قال المبرد : إذا ما الحواريات علقن طنبت بميثاءلا يألوك رافضها صخرا صفية رضي الله عنها : بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وهى أم الزبير . حوز : أتى عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يعوده ، فما تحوز له عن فراشه . التحوز : من الحوزة وهي الجانب ، كالتنحي من الناحية ، يقال : تحوز عنه وتحيز ، وتحييز تفعيل . السنة أن الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه . حوش : أتى صلى الله عليه وسلم حائش نخل أو حشا فقضى حاجته . حوش الحائش : النخل الملتف ، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض . قال الأخطل : وكأن ظعن الحى حائش فربة دانى الجناة وطيب الأثمار والحش والحش : البستان ، وقيل : هو النخل الناقص القصير الذي ليس بمسقى ولا معمور ، من حش الولد في بطنها . وفي حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه دخل يوما حائش نخل ، حائط .
[ 288 ]
فرأى فيه بعيرا فلما رآه البعير خن أو حن ، وذرفت عيناه ، فمسح سراته وذفراه فسمن ، فقال لصاحبه : أحسن إليه فإنه شكا إلى أنك تجعيه وتدئبه . الخنين : البكاء في الأنف . السراة : أعلى الظهر . الذفرى : أصل الأذن ، وهي مؤنثة ، سواء جعلت ألفها للتأنيث أو للإلحاق . يقول : هذه ذفرى أسيلة وذفرى أسيلة . حول في ذكر الكوثر حاله المسك ورضراضه التوم . الحال : الحماة ، من حال يحول : إذا تغير . ومنه الحديث . إن جبرئيل عليه السلام أخذ من حال البحر فأدخله فا فرعون . الرضراض : الحصى الصغار . التوم : جمع تومة ، وهى حبة الدر . قال الأسود بن يعفر : يسعى بها ذو تومتين منطف قنأت أنامله من الفرصاد ونظيره درة ودرر ، وصورة وصور . حور : كوى أسعد بن زرارة رضي الله عنه على عاتقه حوراء . وروى : إنه وجد وجعا في رقبته ، فحوره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديدة . الحوراء : كية مدورة ، من حار يحور : إذا رجع ، وحورة : إذا كواه هذه الكية ، وحور عين دابته وحجرها : إذا وسم حولها بميسم مستدير . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنه لما أخبر بقتل أبي جهل قال : إن عهدي به في ركبته حوراء ، فانظروا ذلك فنظروا فرأوه . حوس : إنهم حاسوا العدو يوم أحد ضربا حتى أجهضوهم عن أثقالهم ، وإن
[ 289 ]
رجلا من المشركين جميع اللأمة كان يحوز المسلمين ، ويقول : استوسقوا كما تستوسق جرب الغنم ، فضربه أبو دجانة على حبل عاتقه ضربة بلغت وركه . الحوس : المخالطة بضرر ونكاية ، يقال : تركت فلانا يحوسهم ويجوسهم ويدوسهم . ومنه حديث عمر رضي الله عنه . إنه رأى فلانا وهو يخطب امرأة تحوس الرجال . قال العجاج : خيال تكنى وخيال تكتما باتا يحوسان أناسا نوما وعنه : إنه ذكر فلان شيئا ، فقال له عمر : بل تحوسك فتنة . ضربا : تمييز ، ويجوز أن يكون حالا ، أي حاسوه ضاربين . الإجهاض : التنحية والطرد . جميع اللأمة : أي مجتمع السلاح . الحوز : السوق . استوسقوا : اجتمعوا يقال : وسقه فاتسق واستوسق . حبل العاتق : رباطه ما بينه وبين المنكب . حول نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يستنجى بعظم حائل . هو المتغير المستحيل بلى ، من حال : أي تغير . حوذ علم الإيمان الصلاة ، فمن فرغ لها قلبه وحاذ عليها بحدودها فهو مؤمن . أي حافظ عليها بجد وانكماش ، من الأحوذى ، وهو الجاد الحسن السباق للأمور . حوى أقبل صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر ، وأقبل بصفية بنت حيى قد حازها فكان يحوى وراءه بعباءة أو بكساء ، ثم يردفها وراءه . التحوية : أن يدير كساء حول السنام ، وهو الحوية ، وجمعها حوايا . وفي قصة بدر : إن أبا جهل بعث عمير بن وهب الجمحى ليحزر بأصحاب [ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأطاف عمير برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رجع إلى أصحابه قال : رأيت الحوايا عليها المنايا ، ونواضح يثرب تحمل الموت الناقع . النواضح : جمع ناضح ، وهو السانية . الناقع : الثابت المجتمع ، من نقع الماء في بطن الوادي واستنقع . ومنه السم المنقع والنقيع ، وهو الذي جمع وربى .
[ 290 ]
حول : اللهم بك أحاول وبك أصاول . حول المحاولة : طلب الشئ بحيلة ، ونظيرها المراوغة . والمصاولة : المواثبة . وروى : إنه كان يقول إذا لقى العدو : اللهم بك أحول وبك أصول . وهو من حال يحول حيلة ، بمعنى احتال ، والمراد كيد العدو ، وقيل : هو من حال بمعنى تحرك . صبح خيبر يوم الخميس بكرة فجأة ، وقد فتحوا الحصن ، وخرجوا معهم المساحى ، فلما رأوه حالوا إلى الحصن ، وقالوا : محمد والخميس . أي تحولوا إليه ، يقال : حال حولا كعاد عودا . محمد خبر مبتدا محذوف ، أي هذا محمد وهذا الخميس ، أو محمد والخميس جاءا ، على حذف الخبر . من أحال دخل الجنة . أي أسلم ، لأنه قلب لحاله عما عهد عليه ، من حال الشئ وأحاله : غيره . حوم : عمر رضي الله عنه ما وليها أحد إلا حام على قرابته ، وقرى في عيبته ، ولن يلى الناس كقرشي عض على ناجذه . هو أن يحكى في عطفه ورفرفته عليهم فعل الحائم على الورد . والقرابة : الأقارب ، سموا بالمصدر كالصحابة . القرى في العيبة وهو الجمع فيها تمثيل للاحتجان والاختزال . عض على ناجذه : صبر وتصلب ، والنواجذ : أربعة أضراس في أقصى المنابت تنبت بعد أن يشب الإنسان ، تسمى أضراس العقل والحلم . حانوت : أحرق بيت رويشد الثقفى وكان حانوتا . هو حانة الخمار . قال طرفة : وإن تقتنصنى في الحوانيت تصطد
[ 291 ]
وهو كالطاغوت في تقديم لامه إلى موضع العين ، وأصله حنووت فعلوت من حنا يحنو حنوا ، لإحرازه ما يرفع فيه وحفظه إياه ، ثم قلب فصار حونوت ثم حانوت . والحانة : أيضا من تركيبه ، لأن أصلها حانية فاعلة من الحنو ، بدليل قولهم في جمعها : حوان وفي النسبة إليها حانوى ، وفي معناها الحانياء إلا أنه حذف لامها كما قالوا : ما باليت به بالة ، والأصل بالية كعافية . حوص : علي عليه السلام اشترى قميصا فقطع ما فضل عن اصابعه ، ثم قال لرجل : حصه . أي خط كفافه . حور : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما بايع الناس عبد الله بن الزبير قلت : أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبوه حوارى الرسول ، وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، صفية بنت عبد المطلب ، وعمته خديجة بيت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجده صديق رسول الله أبو بكر ، وأمه ذات النطاقين ، فشددت على عضده ، ثم آثر على الحميدات والتويتات والأسامات ، فبأوت بنفسي ولم أرض بالهوان ان ابن أبي العاص مشى اليقدمية وروى القدمية وإن ابن الزبير مشى القهقرى . وروى لوى ذنبه ثم قال لعلى ابنه : الحق بابن عمك ، فغثك خير من سمين غيرك ، ومنك أنفك وإن كان أجدع ، فلحق بعبد الملك فكاتن آثر الناس عنده . حوارى الرسول : صفوته وقد مر . خديجة عمة الزبير لأن خويلد بن أسد بن عبد العزى أبو العوام وخديجة ، فجعلها عمة لعبد الله كما يجعل الجد أبا . خالته عائشة لأن أمه اسماء بنت أبي بكر ، وسميت ذات النطاقين لمظاهرتها بينهما تسترا ، وقيل : كانت تحمل في أحدهما الزاد إلى الغار . والنطاق : ثوب تلبسه وتشد وسطها بحبل ، ثم ترسل الأعلى على الأسفل . شددت على عضده ، أي عضدته وأعنته . الحميدات وغيرها : بنو حميد . وتويت وأسامة : قبائل من أسد بن عبد العزى . بأوت بنفسى : رفعتها وربأت بها .
[ 292 ]
مشى اليقدمية ، أي المشية اليقدمية ، وهى التى يقدم بها الناس أي يتقدمهم ، وروى عن بعضهم بالتاء وغلط . قال : الضاربين اليقدمية بالمهندة الصفائح القهقرى : الرجوع إلى خلف ، وفي ذلك يقول عبد الله بن الزبير الأسدى : مشى ابن الزبير القهقرى وتقدمت أمية حتى أحرزوا القصبات تلوية الذنب : مثل لترك المكارم والروغان عن المعروف . حوش : ابن عمر رضي الله عنهما دخل أرضا له فرأى كلبا فقال : أحيشوه على ، وأخذ المسحاة فاستقفاه ، فضربه بها حتى قتله ، واقبل على قيمة في أرضه فقال : أتدخل أرضى كلبا ! حشيت عليه الصيد حوشا وأحسته عليه : إذا نفرته نحوه وسقته . استقفاه وتقفاه : إذا اتاه من قبل قفاه . عمر رضي الله عنه قال في قصة إسلامه : اقبلت متوجها إلى المدينة على جمل لى ، فبينا أنا اسير ببعض الطريق إذا ببياض أنحاش منه مرة ، وبنحاش منى اخرى ، فإذا أنا بأبي هريرة الدوسى فقلت : أين تريد ؟ قال : المدينة ، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة فأربت بأبي هريرة ، ولم تضرني إربة أربتها قط قبل يومئذ قلت : أقدم أبا هريرة فيدخل فيجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولا فجئنا والصلاة قائمة فدخل أبو هريرة والناس ينظرون إليه في الصلاة فتشايره الناس وشهر ، وتأخرت أنا حتى صلى . الانحياش : مطاوع الحوش وهو النفار . قال ذو الرمة : وبيضاء لا تنحاش منا أمها إذا ما رأتنا زيل منها زويلها أربت به : احتلت به . الإربة : الحيلة . قط : فيما مضى ، كعوض وأبدا فيما يستقبل ، ويقول : ما فعلت ذلك قط ، ولن أفعله عوض وبناؤه من حيث انه وجبت إذا إضافته إلى صاحب الوقت أضيف إليه قبل وبعد ، فلما انقطع من الإضافة بنى على الضم كما بنيا .
[ 293 ]
تشايروه : تراءوا شارته أي هيئته ، وهذا يؤذن بأن ألف الشارة عن ياء . وقد روى أبو عبيدة : إنه لحسن الشورة بمعنى الشارة ، فهما لغتان . والصحيح أن إسلام عمرو وتقدم إسلام ابي هريرة ، أسلم عمرو مع خالد بن الوليد سنة خمس وأبو هريرة سنة سبع . حول : معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما لما احتضر قال لبنت قرظة : اند بيتى . فقالت : ألا أبكيه ألا أبكيه ألا كل الفتى فيه فقال : لا بنتيه : قلبانى ، وقال : إنكما لتقلبان حولا قلبا ، وإن وقى كبة النار . وروى حوليا قلبيا إن نجا من عذاب الله غدا ، ثم تمثل : لا يبعدن ربيعة بن مكدم وسقى الغوادى قبره بذنوب الحول : ذو التصرف والاحتيال . والقلب : المقلب للأمور ظهرا لبطن ، ولحوق ياء النسبة للمبالغة . كبة النار : معظمها ، والبيت لحسان . حوف عائشة رضي الله عنها : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى حوف ، فما هو إلا ان تزوجني فألقى على الحياء . هو بقيرة يلبسها الصبي قال : جارية ذات حر كالنوف ململم تستره حوس : ابن عبد العزيز رحمهما الله قدم عليه وفد فجعل فتى منهم يتحوس في كلامه ، فقال : كبروا كبروا ! فقال الفتى : يا أمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان بالمسلمين من هو أسن منك . هو تفعل من الأحوس وهو الشجاع ، اي يتشجع في كلامه ، ولا يبالى ، وقيل : يتردد ويتحيل من قولهم : ما زال يتحوس حتى تركته . قال : سر قد أنى لك أيها المتحوس
[ 294 ]
كبروا : أي اجعلوا متكلمكم رجلا كبيرا مسنا . حوج قتادة رحمه الله أن تسجد بالآخرة منهما أحرى ألا يكون في نفسك حوجاء . هي الريبة التى يحتاج إلى إزالتها . يقال : ما في صدري حوجاء ولا لوجاء . قال قيس بن رفاعة : من كان في نفسه حوجاء يطلبها عندي فإنى له رهن بإصحار أقيم نخوته إن كان ذا عوج كما يقوم قدح النبعة الباري يريد من كان له ريبة في أمرى يطلب عندي إزالتها فأنا مزيلها . والمعنى : إن موضع السجود من حم السجدة مختلف فيه ، فعند بعضهم هو في الآية الأولى عند قوله تعالى : واسجدوا لله الذى خلقهن . وعند آخرين في الآية الأخرى عند قوله تعالى : وهم لا يسأمون . فاختار السجود عن الأخرى لأنه إن كانت السجدة عند الأولى لم يضره ان يسجدها عند الأخرى ، وإن كانت عند الأخرى فسجدها عند الأولى قدم السجود قبل الآية . أن تسجد : في موضع المبتدأ وأحرى خبره . الحور في وع . يتخولهم في خو . الحائمة في ضح . يحوزها في حش . الحوأب في دب . نستحيل الجهام في صب . انحاز في هت . بالحومانة في عب . إلى حواء في فر . الحورى في نص . حوشى الكلام في عظ . بحور في صه . لا يحور فيكم في ثب . يحوف في ذف . بمحول في قص . بخفة الحاذ في اب . حولاء في حد . أحوى في سف . فلم يجره في رج . احالوا عليه في رح . تحولت في زو . المستحيلة في ور . الحاء مع الياء حيش النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن قوما أسلموا على عهده ، فقدموا بلحم إلى المدينة ، فتحيشت أنفس أصحابه وقالوا : لعلهم لم يسموا ، فسألوه ، فقال : سموا أنتم وكلوا . وروى : فتجيشت . هما تفعل من حاش يحيش : إذا فزع ونفر ، ومن جاشت نفسه : إذا دارت للغثيان .
[ 295 ]
حيى : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قلنا : السلام على الله ، السلام على فلان ، السلام على فلان ، فقال لنا : قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات . . . . . . . . إلى آخر التشهد ، فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السموات والأرض . التحية : تفعلة من الحياة بمعنى الإحياء والتبقية . والصلاة من الله : الرحمة . والطيبات : الكلمات الدالة على الخير ، كسقاه الله ورعاه ، وأعزه وأكرمه ، وما أشبه ذلك . والمعنى : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنكر عليهم التسليم على الله ، وعلمهم أن ما تقولون عكس ما يجب أن يقال لأن كل إحياء وتعمير وسلامة في ملكة الله وله ومنه ، فكيف يستجاز أن يقال : السلام على الله ، وكذلك كل رحمة وكل ما يدل عليه كلمات أدعية الخير فهو مالكها ومعطيها . إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحى فاصنع ما شئت . فيه إشعار بأن الذي يكف الإنسان ويردعه عن مواقعة السوء الحياء ، فغذا رفضه وخلع ربقته فهو كالمأمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطى كل سيئة . حيل : جاء في دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم ذا الحيل الشديد . هو الحول ، أبدل واوه ياء . وروى الكسائي : لا حيل ولا قوة إلا بالله . والمعنى ذا الكيد والمكر الشديد ، وهو من قوله تعالى : وأكيد كيدا . وقوله تعالى : ومكر الله . وقيل : ذا القوة لأن أصل الحول الحركة والاستطاعة . حين : تحينوا نوقكم . أي احتلبوها في حينها المعلوم . حياء : الحياء من الإيمان . جعل كالبعض منه لمناسبته له في أنه يمنع من المعاصي كما يمنع الإيمان .
[ 296 ]
وعن الحسن رحمه الله : إن رجلا قال له : يأتيني الرجل وانا أمقته ، لا أعطيه إلا حياء ، فهل لي في ذلك من أجر ؟ قال : إن ذلك من المعروف ، وإن في المعروف لأجرا . أتانى جبرئيل ليلة أسرى بي بالبراق فقال : أركب يا محمد ، فدنوت منه لأركب ، فأنكرني فتحيا منى . أي انقبض وانزوى ، ولا يخلو من أن يكون مأخوذا من الحياء على طريق التمثيل ، لأن من شأن الحى أن يتقبض ، أو يكون أصله تحوى ، أي تجمع ، فقلبت واوه ياء ، أو يكون تفعيل ، من الحى وهو الجمع كتحيز من الحوز . خرج صلى الله عليه وآله وسلم للاستسقاء ، فتقدم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة ، وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب ، وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب ، وهل أتاك حديث الغاشية ، فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه ، وقلب رداءه ، ثم جثا على ركبتيه ، ورفع يديه ، وكبر تكبيرة قبل أن يستسقى ، ثم قال : اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، وحيا ربيعا ، وجدا طبقا غدقا مغدقا ، مونقا عاما ، هنيئا مريئا ، مريعا مربعا مرتعا ، وابلاسا بلا ، مسبلا مجللا ، ديما دررا ، نافعا غير ضار ، عاجلا غير رائث ، غيثا اللهم تحيى به البلاد ، وتغيث به العباد ، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد . اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها ، وأنزل علينا في أرضنا سكنها . اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا فأحى به بلدة ميتا . واسقه مما خلقت لنا أنعاما واناسي كثيرا . قيل لابن كهيعة : لم قلب رداءه ؟ فقال : لينقلب القحط إلى الخصب . فقيل له : كيف قلبه ؟ قال : جعله ظهرا لبطن . قيل : كيف ؟ قال : حول الأيسر على الأيمن والأيمن على الأيسر . الحيا : المطر لإحيائه الأرض . الجدا : المطر العام . الطبق : مثله . الغدق والمغدق : الكثير القطر . المونق : المعجب . المريع : ذو المراعة ، وهى الخصب المربع : الذي يربعهم عن الارتياد ، من ربعت بالمكان وأربعنى . المرتع : المنبت ما يرتع فيه . السابل ، من قولهم : سبل سابل ، أي مطر ماطر . المجلل : الذي يجلل الأرض بمائة أو بنباته .
[ 297 ]
الدرر : الدار ، كقولهم : لحم زيم ودين قيم . الرائث : البطئ . السكن : القوت لأن السكنى به . كما قيل : النزل ، لأن النزول يكون به . حيش : عمر رضى الله عنه قال لأخيه زيد حين ندب لقتال أهل الردة فتثاقل : ما هذا الحيش والقل ! اي الفزع والرعدة ، يقال للمرأة المذعورة من الريبة : حيشانة . واخذه قل : إذا أرعد ، كأنه يقل من موضعه . حيهل : ابن مسعود رضي الله عنه إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر . أي ابدا به ، واعجل بذكره ، وفيه لغات : حيهل بفتح اللام ، وحيهلا بألف مزيدة . قال : بحيهلا يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذف وحيهلا بالتنوين للتنكير ، وحيهلا بتخفيف الياء . وروى حيهل بالتشديد وإسكان الهاء ، وعلل باستثقال توالى المتحركات واستدراك ذلك ، وقيل : الصواب حيهل بتخفيف الياء وسكون الهاء ، وأن هذا التعليل إنما يصح فيه لا في المشدد ، ويلحقه كاف الخطاب فيقال : حيهلك الثريد . وسمع أبو مهدية الأعرابي رجلا يقول لصاحبه : زوذ فسأل عنه فترجم : تعجل . فقال : أفلا [ يقول ] : حيهلك . ويقال : فحى بعمر . حيا : سلمان رضي الله عنه أحيوا ما بين العشاءين فإنه يحط عن أحدكم من جزئه ، وإياكم وملغاة أول الليل ، فإن ملغاة أول الليل مهدنة لآخره . وروى : مهذرة في موضع ملغاة . إحياء الليل بمنزلة تسهيده وتأريقه لأن النوم موت ، واليقظة حياة ، ومرجع الصفة إلى صاحب الليل ، فهو إذن من باب قوله : إذا ما نام ليل الهوجل
[ 298 ]
اراد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب ، وبالجزء : ما وظف على نفسه من التهجد . الملغاة والمهذرة والمهدنة : مفعلة من اللغو والهذر ، والهدون بمعنى السكون ، والمعنى : إن من قطع صدر الليل بالسمر ذهب به النوم في آخره ، فمنعه من القيام للصلاة . حيص : ابن عمر رضى الله عنهما كان في غزاة بعثهم فيها النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : فحاص المسلمون حيصة . وروى فجاض . كلاهما بمعنى انهزم وانحرف حيص ومنه حديث أبي موسى رضي الله عنه : إن هذه لحيصة من حيصات الفتن . أي روغة منها عدلت إلينا . حي ابن عمير رضي الله تعالى عنه إن الرجل ليسأل عن كل شئ حتى عن حية اهله . أي عن كل نفس حية في بيته من هرة وفرس وحمار ، وغير ذلك . حيص : مطرف رحمه الله خرج من الطاعون ، فقيل له في ذلك ، فقال : هو الموت نحايصه ولا بد منه . المحايصة : مفاعلة من حاص عنه ، وليس المعنى أن كل واحد من الموت والرجل يحيص عن صاحبه ، وإنما المعنى أن الرجل في فرط حرصه على الحياص عن الموت كأنه يباريه ويغالبه لأن من شأن المغالب المبارى أن يحرص على فعله ويحتشد فيه ، فيئول معنى نحايصه إلى قولك : يحرص على الفرار منه . وإخراجه على هذه الزنة لهذا الغرض لكونها موضوعة لإفادة المباراة والمغالبة في الفعل . ومنه قوله تعالى : يخادعون الله وهو خادعهم . سعيد رحمه الله تعالى سئل عن مكاتب اشتراط عليه أهله ألا يخرج من المصر ، فقال : أثقلتم ظهره ، وجعلتم عليه الأرض حيص بيص . أي ضيقة لا يقدر على التردد فيها من قولهم : وقع فلان في حيص بيص : إذا وقع في خطة ملتبسة لا يجد موضع تفص عنها ، تقدم أو تأخر ، من حاص عن الشئ إذا حاد عنه ، وباص : إذا تقدم ، والذي قلبت له واو بوص ياء طلب المزاوجة كالعين الحير ، ونبيا بناء
[ 299 ]
خمسة عشر ، لأن الأصل حيص وبيص . وروى الفتح والكسر في الحاء والصاد ، والتنوين للتنكير . حيك : عطاء رحمه الله قال ابن جريج : كيف يمشى بجنازة الرجل ؟ قال : يسرع به . قال : فالمرأة ؟ قال : يسرع بها ايضا ولكن أدون من الإسراع بالرجل . قال : فما حياكتهم أو حياكتكم ؟ قال : زهو . هي مشية فيها تبختر . قال : حياكة وسط القطيع الأعرم . تحيضي في كر . حيهلا في قح . حيرى دهر في طر . من حاق الجوع في حق . الحياء في مر . تحايوا في رو . انحياشه في ثم . بالحيا في جز . حبلة في كر . [ آخر الحاء ] .
[ 300 ]
حرف الخاء الخاء مع الباء خبر : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أهل من ذى الحليفة ، وبعث من بين يديه عينا من خزاعة يتخبر له خبر كفار قريش ، فلقيه ، فأخبره أنه ترك قريشا تجمع لقتاله ، قال : فراحوا إلى عسفان ، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : خيل قريش بالغميم عليها خالد بن الوليد ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتيامنوا عن الغميم . ويروى أنه قال لما لقيه خالد بن الوليد : هلم ها هنا ، فأخذ بهم بين سروعتين ، ومال عن سنن القوم . ويروى أنه قال : يامنوا في هذا العصل ، فلم يشعر خالد واصحابه إلا وقد خلفتهم قترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، فركض خالد إلى مكة ، فأنذر كفار قريش ، فخرجوا بأجمعهم حتى نزلوا أعداد مياه الحديبية ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسير نحو القوم ، فبركت به ناقته ، فزجرها المسلمون . فألحت ، وقالوا : خلأت القضواء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والله ما خلأت وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ، ثم زجرها فقامت وانصرف عن القوم ، فنزل على ثمد بوادي الحديبية ظنون الماء ، يتبرضه الناس تبرضا ، فشكا الناس إليه قلة مائه ، فانتزع سهما من كنانته فأمر به فغرز في الثمد ، فجاش لهم الماء بالرى ، ثم قدم بديل بن ورقاء الخزاعى في رهط من خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت خزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل تهامة ، فقال : تركت قومك كعب بن لؤى وعامر بن لؤى ، وقد خرجوا بأجمعهم معهم العوذ المطافيل ، وقد أقسمو بالله لا يخلون بينك وبين الطواف ما بقي منهم أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنا لم نأت لقتال أحد ، ولكن جئنا نطوف بالبيت ، فمن صدنا عنه قاتلناه ،
[ 301 ]
وإن قريشا قد أضرت بهم الحرب ونهكتهم ، فإن شاءوا ما ددناهم مدة يستجمون فيها ، وأنا والله مجاهد على أمرى حتى تنفرد سالفتي أو ينفذ الله أمره . وفي الحديث : إن عروة بن مسعود رضي الله عنه قال له : إنى أرى معك أو شابا من الناس لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم . تخير الخبر : تعرفه . التيامن عن الموضع : الذهاب عنه ذات اليمين ، يقال : يا من بهم وشاءم فتيامنوا وتشاءموا . الغميم : موضع ما بين عسفان وضجنان . السروعة والزروحة : رابية من رمل . العصل : رمل معوج ، سمى بالعصل وهو الالتواء . القترة : الغبرة . الأغداد : المياه ذوات المادة كماء العيون والآبار . ألحت : لزمت مكانها لا تبرح . الخلاء للناقة : كالحران للفرس . الثمد : الماء القليل . الظنون : كل ما تتوهمه ولست منه على يقين . قال الشماخ : كلا يومى طوالة وصل أروى ظنون آن مطرح الظنون التبرض : الأخذ قليلا قليلا ، من البرض وهو الوشل . جاش : ارتفع . عنى بالعيبة : أنهم موضع سره ومظنة استنصاحه . العوذ : الحديثات النتاج ، جمع عائذ . السالفتان : ناحيتا مقدم العنق . الأوشاب : الأخلاط . خبث : كا إذا أراد الخلاء قال : أعوذ بالله من الخبث والخبائث . وروى : الخبث بضم الباء . حبث الخبث : خلاف طيب الفعل من فجور وغيره .
[ 302 ]
ومنه الحديث : إذا كثر الخبث يكون كذا . وفي الحديث : وجد فلان مع أمه يخبث بها . ويجوز أن يكون تخفيف الخبث ، وهو جمع خبيث . والخبائث : جمع خبيثة ، فالمراد شياطين الجن والإنس ذكرانهم وإناثهم . اللهم إنى أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث . هو الذي أصحابه وأعوانه خبثاء ، كقولهم للذي فرسه قوى : مقو . وقيل : هو الذي ينسب الناس إلى الخبث ، وقيل : الذي يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه . خبط : اشترى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أعرابي حمل خبط ، فلما وجب البيع قال له : اختر . فقال له الأعرابي : عمرك الله بيعا . هو الورق المخبوط . عمرك الله : ذكر أبو على الفارسى في الشيرازيات أن انتصابه بفعل مضمر ، وذلك الفعل عمرتك الله ، أي سألت الله تعميرك . والمعنى عمرتك الله تعميرا مثل تعميرك إياه ، وفي هذا إلطاف من المخاطب ، وتقرب إلى من يخاطبه ، فكان القياس في عمرك الله تعميرك الله ، إلا أن المصدر استعمل بحذف الزيادة ، ونظيره تحقير الترخيم . البيع : فيعل من باع ، بمعنى اشترى ، كلين من لان ، وانتصابه على التمييز . خبر : نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن المخابرة . هي المزارعة على الخبرة وهي النصيب . وعن جابر رضي الله عنه : كنا نخابر على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فنصيب من القصرى ، ومن كذا وكذا ، فقال : من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه . القصرى : القصارة ، وهي الحب الباقي في السنبل بعد الدياسة . والمنحة : العارية . وعن ابن عمر رضي الله عنهما إنه كان يخابر بأرضه ، ويشترط ألا يعرها . من العرة : وهى السزجين .
[ 303 ]
خبث : إن الحمى تنفى الذنوب كما ينفى الكير الخبث . هو نفاية الجوهر المذاب ورديه . خبل : من أصيب بدم أو خبل فهو بين إحدى ثلاث : بين أن يعفو ، أو يقتص ، أو يأخذ الدية ، فإن فعل شيئا من ذلك ثم عدا بعد فإن له النار خالدا فيها مخلدا . يقال : خبل الحب قلبه إذا أفسده ، يخبله ويخبله خبلا . ومنه خبلت يد فلان أي قطعت . قال أوس : أبنى لبينى لستم بيد إلا يدا مخبولة العضد وبنو فلان يطالبون بدماء وخبل أي بقطع أيد وأرجل . والمعنى : من أصيب بقتل نفس أو قطع عضو . بين : يقتضى شيئين فصاعدا . وقوله : بين إحدى ثلاث إنما جاز لأنه محمول على المعنى . ومنه قول سيبويه : وقولهم : بينى وبينه مال معناه بيننا مال ، إلا أن المعطوف حذف هاهنا لكنه مفهوما مدلولا عليه بالثلاث ، وتقديره بين إحدى ثلاث وبين أختيها أو قرينتيها أو الباقيتين منها ، وكذلك قوله : بين أن يعفو . وفي حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : بين يدي الساعة الخبل . هو الفساد بالفتن . خبأ : ابتغوا الرزق في خبايا الأرض . هي جمع خبيئة وهو المخبوء ، وقياس جمعها خبائي بهمزتين ، المنقلبة عن ياء فعيلة ولام الفعل ، إلا أنهما استثقل اجتماعهما فقلبت الأخيرة ياء لانكسار ما قبلها ، ثم قيل خباءى كعذاري ومدارى ، فحصلت الهمزة بين ألفين فقلبت ياء . ونظيرها خطايا في جمع خطيئة ، والمراد ما يخبؤه الزراع من البذر ، فيكون حثا على الزراعة ، أو ما خبأه الله تعالى في معادن الأرض . خبث : كتب صلى الله عليه وسلم للعداء بن خالد بن هوذة كتابا : هذا ما اشترى العداء ابن خالد من محمد رسول الله ، اشترى منه عبدا أو أمة ، لا داء ولا خبثة ولا غائلة ، بيع المسلم للمسلم .
[ 304 ]
عبروا عن الحرمة بالخبث كما عبروا عن الحل بالطيب ، والخبثة نوع من انواعه . قيل : هو أن يكون مسبيا من قوم أعطوا عهدا أو أمانا أو لهم حرية في الأصل . الغائلة : الخصلة التى تغول المال ، أي تهلكه من إباق وغيره . خبط : إن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت ، فحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغرة . هو عصا يخبط بها الورق . خبث : إن أبا عامر الذي يلقب الراهب كان مقيما على الحنفية قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان حسودا ، فساعة بلغه أن الأنصار بايعوه صلى الله عليه وآله وسلم تغير وخبت وعاب الحنيفية . هو بمعنى خبث . قال السموءل بن عاديا : إننى كنت ميتا فحييت وحياتي رهن بأن سأموت فأتاني اليقين أنى إذا ما مت أورم أعظمي مبعوت ينفع الطيب القليل من الكسب ولا ينفع الكثير الخبيت قال عمر بن شبة : هذه لغته ، أراد مبعوث والخبيث . خبى : عثمان رضى الله عنه قد اختبأت عند الله خصالا : غنى لرابع الإسلام ، وزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته ثم ابنته ، وبايعته بيدى هذه (اليمنى) ، فما مسست بها ذكرى ، وما تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام . أي ادخرتها وجعلتها خبيئة لنفسي . زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رقية فماتت ، ثم زوجه أم كلثوم . التمنى : التكذب ، تفعل من منى إذا قدر لأن المتفعل يقدر الحديث في نفسه ويزوره ، ومصداقه التخرص من الخرص والحزر والتقدير . وعنه رضي الله عنه : ما تمنيت منذ أسلمت . خبط أبو عبيدة رضي الله عنه خرج في سرية إلى ارض جهينة فأصابهم جوع فأكلوا الخبط ، وهو يومئذ ذو مشرة حتى إن شدق أحدهم بمنزلة مشفر البعير العضه ، وحتى قال قائلهم : لو لقينا العدو ما كان منا حركة إليه ، فقال قيس بن سعد لرجل من جهينة : بعنى جزرا وأوفيك شقة من تمر المدينة ، فابتاع منه خمس جزائر يشرط عليه الأعرابي تمر ذخيرة مصلبة من تمر آل دليم .
[ 305 ]
الجهنى : أشهد لى ، فكان فيمن استشهد عمر ، فقال : لا اشهد ، هذا يدين ولا مال له ، إنما المال مال أبيه ، فقال الجهنى : والله ما كان سعد ليخنى بابنه في شقة من تمر . الخبط : فعل بمعنى مفعول كالنفض . المشرة والمشرة من أمشرت العضاة وتمشرت : إذا أصابها مطر الخريف فتفطرت بورق ، ومعنى وصف الخبط بذى مشرة أن العضاة قد أمشرت به . حتى إن شدق أحدهم : هي حتى التى يبتدأ الكلام بعدها ، ولهذا وجب كسر إن بعدها . العضة : الذي يرعى العضاة ، يعنى أن اشداقهم قد انتفخت وقلصت . الشقة : كل قطعة مما يشق ، ومنه قولهم : غضب فطارت منه شقة . فاستعارها في الطائفة من التمر . الجزائر والجزر : جمع جزور ، وهى مؤنثة ، ولهذا قال : خمس . المصلبة بالكسر من صلبت الرطبة : إذا بلغت اليبس ، يقال : أطيب مضغة اكلها الناس صيحانية مصلبة . أدان يدين : إذا أخذ الدين فهو دائن ، ودنته : أعطيته الدين فهو مدين . الإخناء على الشئ : إفساده ، ومنه الخنا ، وهو الفحش ، والكلام الفاسد . ودخلت الباء في قوله : ليخنى بابنه للتعدية . والمعنى ما كان ليجعله مخنيا على ضمانة خائسا به ، واللام لتأكيد معنى النفى ، كأنه قال : سعد أجل من أن يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن . خبر أبو هريرة رضى الله عنه إن كنت لأستقرئ الرجل السورة لأنا أقرأ لها منه رجاء أن يذهب بى إلى بيته فيطعمني ، وذلك حين لا آكل الخبير ولا ألبس الحبير . الخبير : الإدام الطيب ، لأنه يصلح الطعام ويدمثه للأكل ، من الخبراء ، وهي الأرض السهلة الدمثة ، وهي الخبرة أيضا يقال : أتانا بخبزة ولم يأت بخبرة . وروى الخمير . الحبير : الموشى من البرود ، وإن هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة بينها وبين النافية والتى دخلت على أنا للابتداء . الاستقراء : طلب القراءة ، والإقراء أيضا كالاستنشاد . خبط ابن عامر رحمه الله دخل عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ، فقال : ما ترون في حالى ؟ قالوا : ما نشك لك في النجاة قد كنت تقرى الضيف وتعطى المختبط .
[ 306 ]
هو الذي يسأل من غير سابق معرفة ولا وسيلة ، شبه بخابط الورق . خبث الحسن رحمه الله خباث كل عيدانك مضضنا فوجدنا عاقبته مرا . خباث : هي الخبيثة ، في النداء خاصة ، كغدار وفساق ، وحرف النداء محذوف وهو جائز في كل معرفة ، ولا يصح أن ينعت به أي ، والخطاب للدنيا . مض يمض مضيضا : إذا مص ، يقال : لا تمض مضيض العنز . خبت مكحول رحمه الله مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله ، قال : لقد عوفيت ، لقد دفع عنك ، إنها ساعة مخرجهم [ أي الشياطين ] وفيها ينتشرون وفيها تكون الخبتة . كانت فيه لكنة ، فجعل الطاء تاء ، وإنما أراد الخبطة من تخبطه الشيطان إذا مسه بخبل أو جنون . خبل في الحديث : من أكل الربا أطعمه الله تعالى من طينة الخبال يوم القيامة . قيل : هو ما ذاب من حراقة أجسة أهل النار . بخبت الجميش في (جز) . هل تخبون في (وط) . خبنة في (صب) . والمخبر في (سح) واختبط في (ضج) . اخبر تقله في (قل) خباط عشوات في (ذم) . كخبج الحمار في (ضل) . الخاء مع التاء ختل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد ، وان تختل الدنيا بالدين وروى : وأن تتخذ السيوف مناجل . ختل الذئب الصيد : إذا تخفى له ، وختل الصائد : مشيه للصيد [ قليلا ] قليلا في خفية لئلا يسمع حسا ، فشبه فعل من يرى دينا وورعا ، يتذرع بذلك إلى طلب الدنيا ، بختل الذئب والصائد . المناجل : المجاز ، أي يؤثرون الحرث على الحرب . ختن إذا التقى الختانان وجب الغسل . هما موضع الإعذار والخفض . سعيد رحمه الله سئل : أينظر الرجل إلى شعر ختنته ، فقرأ : ولا يبدين زينتهن إلا
[ 307 ]
لبعولتهن الآية . فقال : لا أراه فيهم ولا أراها فيهن . الختن : أبو امرأة الرجل ، والختنة : أمها . قال الأصمعى : الأختان من قبل المرأة ، والأحماء من قبل الرجل ، والصهر يجمعهما ، وخاتن الرجل الرجل : إذا تزوج إليه . وعن النضر بن شميل سميت المصاهرة مخاتنة لالتقاء الختانين . الخاء مع الجيم خجل أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال : إن رجلا ذهبت له أينق فطلبها ، فأتى على واد خجن مغن معشب ، فوجد أينقه فيه . الخجل : الكثير العشب المتكاثفة . ومنه : قميص خجل : فضفءاض واسع ، وجلل الفرس جلا خجلا : اي واسعا يضطرب عليه ويدنو من الأرض . أعن الوادي فهمو مغن : إذا صوتت ذبانه وفي صوتها غنة ، كقولك : أقطف الرجل : إذا قطفت دابته . ويقال أيضا : واد أغن ، جعل الوصف له ، وهو للذباب كقولهم : طريق سائر . الأينق : جمع ناقة كالآكم في جمع أكمة ، قال ذلك سيبويه ، وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون أصله أنوق فقلبت وأبدل واوه ياء . والثاني : أن تحذف العين وتزاد الياء عوضا . خجج ابن عمير رضى الله عنه اسم الذي بنى الكعبة لقريش باقوم ، وكان روميا ، كان في سفينة أصابتها ريح فخجتها ، فخرجت إليها قريش بجدة فأخذوا السفينة وخشبها ، وقالوا : ابنه لنا بنيان الشام . الريح الخجوج : الشديدة المر في غير استواء ، وخجت السفينة : لونها عن وجهها بعصف . الضمير في ابنه للبيت . خجلتن في (دق) . ريح خجوج في (ذر) . الخاء مع الدال . خدج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل صلاة ليست فيها قراءة فهى خداج . فسر في الباء مع الهمزة .
[ 308 ]
خدش من سأل وهو غنى جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا ، أو خموشا ، أو كدوحا ، في وجهه ، قيل : وما غناه ؟ قال : خمسون درهما أو عدلها من الذهب . خدش الجلد : قشره بعود ونحوه . ومنه قيل لأطراف السفا : الخادشة . والخمش بالأظفار . والكدح : العض . وهذه مصادر والذي جوز فيها ان تجمع أنها جعلت أسماء للآثار . عدل الشئ : مثله من غير جنسه . خدج إن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتاه برجل في الحى مخدج سقيم ، وجد على أمة من إمائهم يخبث بها ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : خذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة . هو الناقص الخلق . العثكال والعثكول : الكباسة . خدع عمر رضي الله عنه رفع إليه رجل ما أهمه من قحوط المطر فقال : خدعت الضباب وجاعت الأعراب . اي أمعنت في جحرتها . ومنه خدعت العين : إذا غارت ، والمخدع : البيت الداخل ، وخدع الرجل : أن تظهر له خلاف ما تخفى . خدم عبد الرحمن رضى الله عنه طلق امرأته فمتعتها بخادم سوداء حممها إياها . الخادم : واحد الخدم غلاما كان أو جارية . قال : ما أنا بالجلد ولا بالحازم إن لم أجأ هنك بالعجارم وجأ ينسيك طلاب الخادم يريد الجارية . حممها أياها : أي أعطاها الجارية على وجه التحميم ، وهو إعطاء متعة الطلاق خاصة ، وكأنهم كانوا يجعلونها من حامة مالهم أي من خياره ، يقال : لفلان إبل حامة : إذا كانت خيارا .
[ 309 ]
خدم سلمان رضى الله عنه كان في سرية وهو أميرها على حمار ، وعليه سراويل ، وخدمتاه تذبذبان . الخدمة : سير محكم كالحلقة يشد في رسغ البعير ، ثم يشد إلى سريحة النعل ، وجمعها خدم . قال جرير : يدمى على خدم السريح أظلها والمر من وهج الهواجر حامى وبها سمى الخلخال خدمة ، واشتق منها الفرس المخدم وهو الذي تحجيله مستدير فوق أشاعره فيجوز ان يشبه قناتي سراويله بالخدمتين . ويجوز أن يريد ساقيه لأنهما موضعا الخدمتين . التذبذب : الاضطراب . خدد مسروق رحمه الله انهار الجنة تجرى في غير أخدود ، وشجرها نضيد من أصلها إلى فرعها . أي في غير شق في الأرض . نضيد : منضود بالورق أو بالثمر من اعلاها إلى أسفلها ليس لها سوق بارزة . خدبا في (قص . خدامهن في (دل) خدلج في (صه) . خدم نسائكم في (صف) . خدل في عف . خداعة في غد . خدب في كس . مخدج اليد في ثد . فهى خداج في با . الخاء مع الذال خذو أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال سعد : رأيته بالخذوات وقد حل سفرة معلقة في مؤخر الحصار ، فإذا قريص من ملة فيه أثر الرضيف ، ولإذا حميت من سمن ، فدعاني فأصبت من طعامه . هي موضع . الحصار : حقيبة يرفع مؤخرها فيجعل كآخرة الرحل ، ويحشى مقدمها فيكون كقادمة الرحل يركب بها البعير ، ويقال : قد احتصرت البعير بالحصار . من ملة : أي مما ينضج في ملة وهى الرماد الحار . الرضيف : اللحم المشوى على الرضف ، ورضفه يرضفه . واثره : ما علق بالقرص من دسمه . الحميت : زق السمن . قال ابن السكيت : وهو النحى المربوب وإنما سمى حميتا
[ 310 ]
لأنهم يحمتونه بالرب ، والحميت المتين . قال رؤبة : حتى يبوخ الغضب الحميت ويقال للتمرة إذا كانت أشد حلاوة من صاحبتها : هذه أحمت حلاوة منها . خذق معاوية رضى الله عنه قيل له : أتذكر الفيل ؟ قال : أذكر خذقه . هو روثه . خذا النخعي رحمه الله إذا كان الشق أو الخذا أو الخرق في أذن الأضحية فلا بأس ما لم يكن جدعا . وهو استرخاء الأذن وانكسارها ، ولامه واو لقولهم : خذواء ، ومنه خذى الرجل واستخذى : إذا انكسر . خذم أبو الزناد رحمه الله أتى عبد الحميد وهو أمير على العراق بثلاثة نفرقد قطعوا الطريق ، وخذموا بالسيف . فأشير عليه بقتلهم فاستشارني فنهيته ، ثم قتل أحدهم ، فجاءه كتاب عمر بن عبد العزيز يغلظ له ويقبح له ما صنع . الخذم : سرعة القطع ، والمراد أنهم جرحوا الناس . في الحديث : كأنكم بالترك وقد جاءتكم على براذين مخذمة الآذان . أي مقطعتها . المخذم في (فق) . يتخذمانها في (عم) . ومخذفة في قف . خذمة في (سن) . الخاء مع الراء . خرف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع . هو جمع مخرف أو مخرفة ، فالمخرف من قولهم : اشترى فلان مخرفا صالحا أي نخلات يخترفن .
[ 311 ]
ومنه حديث أبي طلحة رضى الله عنه : حين نزلت : من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا . قال : إن لي مخرفا ، وإنى قد جعلته صدقة . فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اجعله في فقراء قومك . وعن أبي قتادة رضي الله عنه : لما أعطاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سلب القتيل . قال : فبعته وابتعت به مخرفا ، فهو أول مال تأثلته في الإسلام . والمعنى أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه نخل الجنة يخترف ثمارها ، والمخرف والمخرفة أيضا : الطريق الواضح . قال أبو كبير الهذلي : فأجزته بأفل تحسب أثره نهجا أبان بذى فريغ مخرف وفي حديث عمر رضي الله عنه : تركتكم على مثل مخرفة النعم . اي على منهاج لا حب كالجادة التى كدتها النعم بأخفافها ، حتى وضحت واستبانت ، وهي في الأصل : السكة بين صفى النخل ، فيكون المعنى أنه على الطريق المؤدية إلى الجنة . وروى : خرافة الجنة ، وهى مصدر خرف الثمار : إذا جناها وروى : على خرفة الجنة أي على مواضع خرفتها ، وهي اسم المخروف فيئول إلى معنى قوله : على مخارف الجنة . خرص حض صلى الله عليه وآله وسلم على الصدقة ، فجعلت المرأة تلقى خرصها وسخابها . هو حلقة القرط . ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : إنها ذكرت جراحة سعد بن معاذ فقالت : وقد كان رقأ كله وبرأ ، فلم يبق إلا مثل الخرص . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنه قال في قوله تعالى وجئنا ببضاعة مزجاة يوسف الغرارة والحبل والخرص . والخرص أيضا : الحلقة التى في أسفل السنان ، ثم سمى به السنان ، ثم كثر حتى سمى به الرمح . خرط كان عليه الصلاة والسلام يأكل العنب خرطا .
[ 312 ]
يقال : خرط العنقود واخترطه : إذا وضعه في فيه وأخرج عمشومه عاريا . خرم نهى صلى الله تعالى وآله وسلم أن يضحى بالمخرمة الأذن . هي مقطوعتها . خررقال له صلى الله عليه وآله وسلم حكيم بن حزام : أبايعك على ألا أخر إلا قائما . فقال : أما من قبلنا فلن تخر إلا قائما . أي لا أموت إلا ثابتا على الإسلام قائما بالحق . ومعنى جوابه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إنك لن تعدم من جهتنا الاجتهاد في إرشادك وفي ألا تموت إلا بهذه الصفة . خرت إنه صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حين خرجا مهاجرين استأجرا رجلا من بنى الديل هاديا خريتا فأخذ بهم دبحر . هو الماهر بالدلالة الذى يهتدى لأخرات المفازة ، وهى مضايقها وطرقها الخفية . يدبحر : أي طريق بحر ، يريد الساحل لأن الطريق كان عليه . خرب من اقتراب الساعة إخراب العامر ، وعمارة الخراب ، وان يكون الفئ رفدا ، وأن يتمرس الرجل بدينه تمرس البعير بالشجرة . وقال أبو عمرو : الإخراب : أن يترك الموضع خربا ، والتخريب : الهدم ، وقرأ وحده : (يخربون بيوتهم) مشددة ، والباقون يخربون والمراد ما يخربه الملوك من العمران ، وتعمره من الخراب شهوة لا صلاحا . الفئ : الخراج أي يصلون به من أرادوا ، ولا يصرفونه إلى مصارفه . يتمرس بدينه : أي يتلعب به ويعبث ، كما يتحكك البعير بالشجرة متعبثا .
[ 313 ]
خرق زوج صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي عليهما السلام ، فلما أصبح دعاها ، فجاءت خرقة من الحياء ، فقال لها : اسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتى ، ودعا لهما . وروى : إنها أتته تعثر في مرطها من الخجل . الخرق : التحير . خرز سأله صلى الله عليه وآله وسلم رجل عن إتيان النساء في أدبارهن فقال : حلال . فلما ولى دعاه فقال : كيف قلت ؟ في أي الخرزتين أو الخصفتين ، أمن دبرها في قبلها فنعم ، أم من دبرها في دبرها فلا . ثلاثتها بمعنى واحد ، وهو الثقب المستدير . قال ذو الرمة : أو من معاشر في آذانها الخرب والخرزة ، من الخرز ، والخصفة : خرم مر صلى الله عليه وآله وسلم بأوس بن عبد الله الأسلمي ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه ، وهما متوجهان إلى المدينة ، فحملهما على جمل ، وبعث معهما دليلا ، وقال : اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطرق ، وكان أوس مغفلا ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسم إبله في أعناقها قيد الفرس . المخرم : منقطع أنف الجبل . المغفل : الذى إبله أغفال . قيد الفرس : سمة . أنشد أبو عبيد : كوم على أعناقها قيد الفرس تنجو إذا الليل تدانى والتبس قال صخر من أسباط أوس : وهي سمتنا اليوم ، وصورتها أن تحلق حلقتين وتمد بينهما مدة . خربص من تحلى ذهبا أو حلى ولده مثل خر بصيصة ، أو عين جرادة كان كذا يوم القيامة . هي هنة تتراءى في الرمل لها بصيص كأنها عين جرادة .
[ 314 ]
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خربصيصة . خرط عمر رضي الله عنه رأى في ثوبه جنابة ، فقال : خرط علينا الاحتلام . أي أرسل ، من قولهم : خرط الفحل في الشول ، وخرط البازى في سيره ، وخرط دلوه في البئر . خرص كان رضي الله عنه يقول للخارص : إذا رأيت قوما قد خرفوا في حائطهم فانظر قدر ما ترى أنهم يأكلون فلا يخرص عليهم أي أقاموا فيه وقت اختراف الثمار ، وهو الخريف ، يقال : خرف القوم بمكان كذا وصافوا وشتوا ، وأما أخرفوا وأصافوا وأشتوا فمعناها الدخول في هذه الأوقات . خرط على عليه السلام أتاه قوم برجل فقالوا : إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون ، فقال له على : إنك لخروط . أتؤم قوما وهم لك كارهون ! شبهه في تهوره وتهافته في الأمر بجهلة بالفرس الخروط وهو الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ويمضى هائما . خرق البرق مخاريق الملائكة . جمع مخراق وهو ثوب يفتل يتضارب به ، ثم يقال للسيوف الخفاف : مخاريق تشبيها . قال : مخاريق بأيدى لاعبينا خرج قال سويد بن غفلة رحمه الله تعالى : دخلت على على عليه السلام يوم الخروج فإذا بين يديه فاثور ، عليه خبز السمراء ، وصحفة فيها خطيفة وملبنة ، فقلت : يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة فقال : إنما هذا عيد من غفر له . يقال ليوم العيد : يوم الخروج ، ويوم الزينة ، ويوم الصف ، ويوم المشرق . الفاثور : الخوان من رخام ونحوه ، ويقال للجام أو الطست من ذهب أو فضة : فاثور ، ومنه قيل لقرص الشمس فاثورها . السمراء : الخشكار لسمرته ، كما قيل للباب : الحوارى لبياضه ، والسمراء ايضا من أسماء البر . الصحفة : القصعة المسلنطحة .
[ 315 ]
الخطيفة : الكبولاء . وقيل : لبن يوضع على النار ، ثم يذر عليه دقيق ، ويطبخ ، ويختطف بالملاعق . الملبنة : ملعقة يلعق بها الخطيفة ونحوها ، وهى من اللبن . يوم عيد : خبر مستدؤه محذوف ، ولا يجوز أن يكون استفهاما لأن حرف الاستفهام لا يجوز حذفه إلا في مثل قولك : زيد في الدار أم على السطح لأن أم العديلة للهمزة تدل عليها ، ولو قلت : زيد في الدار ، وأنت تريد الاستفهام كنت مخطئا [ عند البصريين ] . خرم سعد رضي الله عنه : ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم شيئا . أي ما تركت ، وأصله القطع . زيد رضي الله عنه قال في الخرمات الثلاث في كل واحدة منها ثلث الدية . جمع خرمة ، وهى من الأخرم كالشترة من الأشتر . والمعنى : أنه إذا خرم الوترة والناشرتين كانت عليه الدية ، وإذا خرم واحدة منها فعليه الثلث . خرع الخدري رضي الله عنه لو سمع أحدكم ضغطة القبر لخرع . أي انكسر وضعف ، ومنه الخروع وهو كل نبات لين . وفي حديث يحيى بن أبي كثير : لا يؤخذ [ في ] الصدقة الخرع . أراد الصغير لأنه ضعيف . وعن أبي طالب : لولا أن قريشا تقول أدركه الخرع أي الخور [ لأقررت بها عينك ] . خرج الأشعري رضى الله عنه مثل الذي يقرأ القرآن ، ويعمل به كمثل الأترجة ، طيب ريحها ، طيب خراجها . ومثل الذي يعمل به ولا يقرؤه كمثل النخلة طيب خراجها ولا ريح لها . خرج كل ما خرج من شئ من نفعه فهو خراجه فخراج الشجر ثمره ، وخراج الحيوان نسله ودره . خرفج . أبو هريرة رضى الله عنه كره السراويل المخرفجة .
[ 316 ]
هي الواسعة التى تقع على ظهور القدمين ، ومنها عيش مخرفج . السراويل : معربة ، وهى اسم مفرد واقع في كلامهم على مثال الجمع الذي لا ينصرف كقناديل فيمنعونه الصرف ، قال يصف ثورا : يمشى بها ذب الرياد كأنه فتى فارسي في سراويل رامح ويقال في معناها : سروالة . قال : عليه من اللؤم سروالة وعن الأخفش : إن من العرب من يراها جميعا وأن كل جزء من أجزائها سرواله . خرج ابن عباس رضي الله عنهما يتخارج الشريكان وأهل الميراث . أي إذا كان بينهم شئ غير مقسوم جاز لكل واحد منهم بيع نصيبه من الآخر . ولا يجوز له بيعه من اجنبي إلا بعد القبض والحيازة ، وهو تفاعل من الخروج ، كأنه يخرج كل واحد عن ملكه إلى صاحبه بالبيع . خرب ابن عمر رضى الله عنهما قال في الذي يقلد بدنته فيضن بالنعل : يقلدها خرابة . هي بالتشديد الراء وتخفيفها : عروة المزادة ، ويقال لثقب الورك أيضا خرابة باللغتين ، ولفم الدبرة التى تفتح وتشكر : خرابة بالتشديد . خرس في الحديث : كان فلان إذا دعى إلى طعام قال : أفى خرس أو عرس أم إعذار ؟ فإن كان في واحد من ذلك أجاب وإلا لم يجب .
[ 317 ]
الخرس : طعام الولادة ، والخرسة ما تطعمه النفساء نفسها . وفي أمثالهم : تخرسي لا مخرسة لك . وكأنه سمى خرسا لأنه يصنع عند وضعها وانقطاع صرختها . خرج إن قوم صالح عليه السلام سألوه أن يخرج لهم من الصخرة ناقة مخترجة جوفاء وبراء . قيل : على خلقة الجمل ، وقيل : مشاكلة للبخت ، وهى من قولهم : اخترجه بمعنى استخرجه فإما أن تكون التى استخرجت من شكل الذكور أو من شكول البخت . الجوفاء : الواسعة الجوف . خربش كان كتاب فلان مخربشا . الخربشة والخرمشة والخرفشة معناها التشويش والإفساد . الخارقة في (حل) . تخترق في (فض) . أو خرقاء في (شر) . خارف في (نص) . اللبن الخريف في (هن) . يخرش في (قز) . خرفة الصائم وخرسة مريم في (حب) . الخربة في (ثم) . مخربة في (حل) . المخردل في (وب) . فخرق في (اج) . مخرفا في (عذ) . خارك في (را) . مخر نطمة في (سو) . الخاء مع الزاى خزع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كعب بن الأشرف عاهده ألا يعين عليه ولا يقاتله ، ولحق بمكة ، ثم قدم المدينة معلنا مقعاداة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخزع منه هجاؤه له ، فأمر بقتله . الخزع : القطع ، ومنه خزاعة ، لأنهم تخزعوا عن أصحابهم وأقاموا بمكة ، وخزع منه كقولهم : نال منه وشعث منه ، ووضع منه . والضمير في منه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقيل : معناه قطع الهجاء عهده وذمته ، والضمير على هذا لكعب . خزم حذيفة رضى الله عنه إن الله تعالى يصنع صانع الخزم ويصنع كل صنعة . الخزم : شجر يتخذ من لحائه الحبال ، والواحدة خزمة ، وبالمدينة سوق الخزامين ، والمراد بصانع الخزم : صانع ما يتخذ من الخزم . أبو الدرداء رضي الله عنه قال له رجل : إن أخوانك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ،
[ 318 ]
ويأمرونك ان تعظهم . قال : اقرأ عليهم السلام ، ومرهم أن يعطوا القرآن بخزائمهم . جمع خزامة ، وهي شئ من الشعر كالخشاش من العود في أنف البعير ، والمراد اتباعهم القرآن منقادين لأحكامه . أعطى : منقول بالهمزة ، من عطا الشئ ، إذا تناوله فهو متعد إلى مفعولين ، ووجه دخول الباء هاهنا على المفعول الثاني ، وفي قولهم أعطى بيده إذا انقاد ووكل أمره إلى من عنى له بيان ما تضمن من زيادة المعنى على معنى الإعطاء المجرد . خزر معاوية رضي الله عنه حبسه عتبان بن مالك على خزيرة تصنع له . هي حساء من دقيق ودسم ، وقيل : الحريرة من الدقيق والخريزة من النخالة . في الحديث : إن الشيطان لما دخل سفينة نوح قال له نوح عليه السلام : اخرج يا عدو الله من جوفها ، فصعد على خيزران السفينة . هو سكانها . قال المبرد ويقال للمردى : خيزرانة إذا كان يتثنى إدا اعتمد عليه . والخيزران : كل غصن متثن . خزقتهم في (بد) . لا خزام في (زم) . ولا تخزوا في (حم) . خزية في (حز) . فخزل في (قص) . الخاء مع السين . خسف عمر رضى الله عنه إن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه سأله عن الشعراء ، فقال : امرؤ القيس سابقهم ، لهم عين الشعر ، فافتقر عن معان عور أصح بصر . أي أنبطها وأغزرها ، من قولهم : خسف البئر : إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير ، فهى خسيف . يريد أنه أول من فتق صناعة الشعر ، وفنن معانيها ، وكثرها وقصدها فاحتذى الشعراء على مثاله . افتقر : افتعل من الفقير ، وهم فم القناة بمعنى شق وفتح ، وجعل للشعر بصرا صحيحا ، وجعل ذلك البصر مفتوحا باصرا ، وهو في المعنى لمتأمله والناظر فيه كقوله تعالى : وآتينا
[ 319 ]
ثمود الناقة مبصرة . وكذلك وصفه المعاني بالعور في الحقيقة لمتأملها ، يعنى أنها لغموضها وخفائها عليه كأنه أعمى عنها . والمراد أن أمرأ القيس قد أوضح معاني الشعر ، ولخصها ، وكشف عنها الحجب ، وجانب التعويص والتعقيد . ومحل عن وما دخل عليه النصب على الحال ، كأنه قال : فتح للشعر أصح بصر مجاوزا للمعانى العور متخطيا لها . أخسفت في (شج) . يسومكم خسفا في (جم) . خسيستنا في (حد) . الخاء مع الشين خشب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في مكة : لا تزول حتى يزول أخشباها . هما أبو قبيس والأحمر ، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان . والأخشب : كل جبل خشن غليظ ، وأخاشب : جبال بالصمان . وفي حديثه الآخر أن جبرئيل قال له : يا محمد إن شئت جمعت عليهم الأخشبين ، فعلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفكل وقال : دعني أنذر قومي . الأفكل : الرعدة . أنذر : مجزوم بحرف شرط مضمر ، تقديره فإن تدعني أنذر ، ولو رفع لكان متجها على انه يكون حالا أو كلاما مستأنفا كقولهم : وقال قائلهم أرسوا نزاولها خشف قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لبلال : ما عملك ، فإنى لا أرانى أدخل الجنة ، فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك . الخشفة : الحس والحركة ومنها : الخشف وهو الغزال إذا تحرك .
[ 320 ]
أرانى : من الرؤية ، بمعنى العلم بدليل تعديه إلى ضمير فاعله . وأدخل في موضع المفعول الثاني . ورأيتك في موضع الحال بإضمار قد ، كأنه قيل : لا أرانى ناظرا إلا رائيا لك . خشخش وروى : ما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشة ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : بلال ، ثم مررت بقصر مشيد بزيع ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب . الخشخشة : حركة فيها صوت . قال الحجاج : خشخشة الريح الحصاد اليبسا البزيع : الحدث الظريف ، وقد بزع بزاعة ، فشبه به القصر في حسنه . خشش دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلم تطعمها ولم تسقها ، ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض . أي هوامها . والواحدة خشاشة ، سميت بذلك لاندساسها في التراب ، من خش في الشئ ، إذا دخل فيه يخش ، وخشه غيره يخشه . ومنه الخشاش لأنه يخش في أنف البعير . في هرة : أي في معناها وبسببها . خشب في ذكر المنافقين : مستكبرون لا يألفون ولا يؤلفون ، خشب بالليل ، وصخب بالنهار . وروى سخب بالسين . شبههم في تمددهم نياما بالخشب المطرحة ، ويقال للقتيل : خر كأنه خشبة ، وكأنه جذع . قال جميل بن معمر : قعدت له والقوم صرعى كأنهم لدى العيس والأكوار خشب مطرح السخب والصخب : اختلاط الأصوات ، والأصل السين ، ومنه السخاب ، وهو القلادة من قرنفل ، وقيل : ومن خرز لأجراسه ، والصاد بدل ، والذى ابدلت له وقوع الخاء بعدها كقولهم : صخر في سخر والغين والقاف والطاء أخوات الخاء في ذلك ، يقال : أصبغ ويصاقون ومصيطر ! والمراد رفع أصواتهم وضجيجهم في المجادلات والخصومات وغير ذلك . خشش عمر رضى الله عنه أتاه قبيصة بن جابر فقال : إنى رميت ظبيا ، وأنا محرم ، فأصبت خششاءه ، فركب ردعه ، فأسن فمات . فأقبل على عبد الرحمن بن عوف فشاوره ، ثم قال : اذبح شاة . فقال قبيصة لصاحبه : والله ما علم أمير المؤمنين حتى سأل
[ 321 ]
غيره واحسبني [ أنى ] سأنحر ناقتي ! فسمعه عمر فأقبل عليه بالدرة ، وقال : أتغمص الفتيا ، وتقتل الصيد وأنت محرم ؟ قال الله تبارك وتعالى : يحكم به ذوا عدل منكم . المائدة فأنا عمر وهذا عبد الرحمن ! الخششاء : العظم الناتئ خلف الأذن ، وهمزتها منقلبة عن ألف التأنيث ، واما همزة الخشاء ووزنها فعلاء كقوباء ، وهذا الوزن قليل فيما قال سيبويه فمنقلبة عن ياء للإلحاق ، ونظير هذه الهمزة في كونها تارة للتأنيث واخرى للإلحاق ألف علقى ، وهى من خش لأنها عظم مركوز في اليافوخ مركب فيه . الردع : التضميخ بالزعفران ، وثوب مردوع : مزعفر ، وكثر حتى قيل للزعفران نفسه : ردع وهو في قولهم : ركب ردعه اسم للدم على سبيل التشبيه ، ومثله الجسد هو الزعفران والدم ، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال دمه فوقه متشحطا فيه وعن المبرد أنه من ارتدع السهم إذا رجع النصل في السنخ متجاوزا ، وأن معناه سقط ، فدخلت عنقه في جوفه . وفيه وجهان : أحدهما أن يكون الردع بمعنى الارتداع على تقدير حذف الزوائد . والثانى أن يكون من ردع الرامى السهم : إذا فعل به ذلك ، ومنه ردع السهم : إذا ضرب نصله بالأرض ليثبت في الرعظ ، والتقدير ركب ذات درعه أي عنقه ، فحذف المضاف ، أو سمى العنق ردعا على الاتساع . أسن : ديربه ، من أسن المائح . الغمص : التسخط والاستحقار . خشى إن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال له : أكثرت من الدعاء بالموت حتى خشيت أن يكون ذلك أسهل لك عند أوان نزوله ، فإذا مللت من أمتك أما تعين صالحا أو تقوم فاسدا ؟ فقال يا بن عباس غنى قائل قولا وهو إليك . قال : قلت لن يعدونى . قال : كيف لا أحب فراقهم وفيهم ناس كلهم فاتح فاه للهوة من الدنيا إما بحق لا ينوء به أو بباطل لا يناله ، ولولا أن أسأل عنكم لهربت منكم ، فأصبحت الأرض منى بلاقع ، فمضيت لشأني وما قلت ما فعل الغالبون . خشيت : رجوت . وهو إليك : أي مسر إليك . اللهوة : ما ألقى من الحب في فم الرحى ، فاستعيرت للعطية والمنالة . ناء بالحمل : إذا نهض .
[ 322 ]
البلاقع : جمع بلقع وهو الخالى . وصف بالجمع مبالغة كقوله : كأن قتود رحلى حين ضمت حوالب غرزا ومعا جياعا خشب سلمان رضي الله عنه ذكره أبو عثمان ، فقال : كان لا يكاد يفقه كلامه من شدة عجمته ، وكان يسمى الخشب خشبان . قد انكر هذا الحديث لأن كلامه يضارع كلام الفصحاء . والخشبان في جمع الخشب صحيح مروى ، ونظيره سلق وسلقان وحمل حملان . قال : كأنهم بجنوب القاع خشبان ولا مزيد على ما يتعاون على ثبوته القياس . والرواية خشف معاوية رضى الله عنه كان سهم بن غالب من رءوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر ، فآمنه عبد الله بن عامر ، فكتب إلى معاوية : قد جعلت لهم ذمتك . فكتب إليه معاوية : لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها . فلما قدم زياد صلبه على باب داره . أي سارعت إلى إخفارها . يقال : خاشف فلان في الشر ، وخاشف الإبل ليلته : إذا سايرها يريد لم يكن في قتلك له إلا أن يقال : قد أخفر ذمته ، يعنى أن قتله كان الرأى . خشر في الحديث : إذا ذهب الخيار وبقيت خشارة كخشارة الشعير لا يبالى بهم الله بالة . هي من كل شئ رديه ونفايته ، وقيل : هو من الشعير ما لا لب له . البالة : أصلها بالية كعافية بمعنى المبالاة . خشرم لتركبن سنن من كان قبلكم ذراعا بذراع حتى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه . قيل : هو بيت النحل ذو التخاريب ، ويقال لجماعة النحل : خشرم . والدبر : النجل ، ويمكن ان يجعل اشتقاقه من التدبير لما في عمله من النيقة .
[ 323 ]
أخاشب في (عب) . المخشوش في (مد) . خشمة في (سل) . واخشو شنوا في (فر) . من أخشن في (نش) . خشنا في (نب) . خشاش المرأة في سح . خاشى بهم في (دف) . خشعة في (حش) . خش في (فق) . من خشاشة في (جم) . الخاء مع الصاد خصف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يصلى فأقبل رجل في بصره سوء فمر ببئر عليها خصفة فوقع فيها فضحك بعض من كان خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمرهم بإعادة الوضوء والصلاة . الخصفة : واحدة الخصف ، وهى جلال نجرانية يكنز فيها التمر ، وكأنه فعل بمعنى مفعول ، من الخصف وهو ضم الشئ إلى الشئ ، لأنه شئ مرمول من خوص ، ومنه خصف النعل ، وشبه به ضرب من الثياب الغلاظ جدا ، فقيل له : خصف . ومنه الحديث : إن تبعا كسا البيت المسوح ، فانتفض البيت منه ، ومزقه عن نفسه ثم كساه الخصف فلم يقبله ، ثم كساه الأنطاع [ فقبلها ] . خصر جاء صلى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع ومعه مخصرة له ، فجلس ونكت بها في الأرض ، ثم رفع رأسه وقال : ما من منفوسة إلا وقد كتب مكانها في الجنة والنار . المخصرة : قضيب يشير به الخطيب والملك إذا خاطب . قال : يكاد يزيل الأرض وقع خطابهم إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر ويقال : اختصرتها وتخصرت بها : إذا أمسكتها بيدك . قال أبو الفتح الهمداني النحوي : هي من الخنصر ، لأنها إما أن تكون بعلاقة فعتلقها صاحبها بخنصره ، وإما ألا تكون بعلاقة فيجعلها بين خنصره وبنصره . ووزن خنصر فنعل من الاختصار لصغرها .
[ 324 ]
النكت في الأرض : ان يضربها ويخط فيها ، وهذه من صفة المفكر المهموم ، كما قال ذو الرمة : عشية مالى حيلة غير أننى بلقط الحصى والخط في الدار مولع المنفوسة : المولودة ، نفست المرأة [ نفاسا ] : إذا ولدت فهى نافس ، والولد منفوس . قال : كما سقط المنفوس بين القوابل خصر نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلى الرجل مختصرا . وروى : مختصراص . هما بمعنى الواضع يده على خاصرته . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : الاختصار في الصلاة راحة أهل النار . قيل معناه أن هذا فعل اليهود في صلاتهم وهم أهل النار ، لا أن لأهل جهنم راحة ، لقوله تعالى : لا يفترو عنهم وهم فيه مبلسون . الزخرف وقيل : هو أن يأخذ بيده مخصرة يتكئ عليها . وقيل الاختصار : ان يقرأ آية أو آيتين من آخر السورة ولا يقرأها بكمالها في فرضه . ومنه : إنه صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن اختصار السجدة . وهو أن يقرأ آية السجدة ، فإذا انتهى إلى موضعها تخطاه . وأما الحديث المختصرون يوم القيامة على وجوههم النور . فهم الذين يتهجدون ، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم ، وقيل : هم المتكئون على اعمالهم يوم القيامة . خصم قالت أم سلمة رضي الل تعالى ه عنها : يا رسول الله أراك كساهم الوجه أمن علة ؟ قال : ولكنه السبعة الدنانير التى أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش فبت ولم أقسمها . هو الجانب ، وجمعه خصوم وأخصام . ومنه قول سهل بن حنيف رحمه الله يوم صفين لما حكم الحكمان : إن هذا الأمر لا يسد منه والله خصم إلا انفتح علينا خصم آخر . والمخاصمة : من الخصم ، كما أن المشاقة من الشق ، لأن المتجاذبين كلاهما منحاز إلى جانب .
[ 325 ]
وروى : الدنانير السبعة ، وهي الرواية الصحيحة ، لن إضافة ما فيه لام التعريف في غير أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة لا وجه لها . خصص بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، والدخان ، ودأبة الأرض ، وخويصة أحدكم ، وأمر العامة . الخويصة : تصغير الخاصة بسكون الياء ، لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة ، ومثله أصيم ومذيق ، في تصغير أصم ومذق ، والذي جوز فيها وفي نظائرها التقاء الساكنين ، أن الأول حرف لين ، والثاني مدغم ، والمراد حادثة الموت التى تخص المرء ، وصغرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث العظام من البعث والحساب وغير ذلك . العامة : القيامة لأنها تعم الخلائق . ومعنى مبادرة الست بالأعمال الانكماش في الأعمال الصالحة قبل وقوعها ، وتأنيث الست ، لأنها خطط ودواه . خصل ابن عمر رضي الله عنهما كان يرمى فإذا أصاب خصلة قال : أنا بها ، أنا بها . الخصلة : المرة من الخصل ، وهو الغلبة في النضال ، يقال : خصلتهم خصلا وخصالا كأنه على خاصلتهم ، فخصلتهم كناضلتهم فنضلتهم . والتخاصل : التراهن في النضال ، وأصل الخصل : القطع . ومنه سيف مخصل ، لأن المتراهنين يتقاطعون أمرهم على شئ معلوم . أنا بها : أي أنا جئت بها وخصلتها فحذف . ومثله قول عمر رضي الله عنه وقد أتى بامرأة قد فجرت : من بك ؟ أي من فعل بك ؟ يخصف الورق في (فض) . مختصرا في (قر) . إذا تخصروا في (زخ) . خصبة في (زو) . مخصرة في (عق) . الخصيلة في (صد) . الخصفتين في (خر) . ولا يخصف في (نش) .
[ 326 ]
الخاء مع الضاد خضرم النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس يوم النحر ، وهو على ناقة مخضرمة . الخضرمة : أن يجعل الشئ بين بين ، فالناقة المخضرمة : هي التى قطع شئ يسير من طرف أذنها لأنها حينئذ بين الوافرة الأذن والناقصتها ، وقولهم للخفض : خضرمة تشبيه بذلك لأن ما يحذف يسير ، وقيل : هي المنتوجة بين النجائب والعكاظيات ، يقال للحم الذي لا يدرى أمن ذكر هو أم أنثى مخضرم ، ومنه لخضرم من الشعراء : الذي أدرك الجاهلية والإسلام . خضر نهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن المخاضرة . وهي بيع الثمار خضرا لما يبد صلاحها . قال أبو سفيان رضي الله عنه يوم فتح مكة : يا رسول الله قد أبيحت خضراء قريش ، ولا قرش بعد اليوم . هي جماعتهم وكثرتهم سميت بذلك من الخضرة التى بمعنى السواد ، كما قيل لها سواد ودهماء ، ومثلها تسميتهم اللبن المخلوط بالماء خضارا ، كما سموه سمارا شبهوها في تكاثفها وترادفها بالليل المظلم ، وقد صرحوا بذلك فقالوا : أقبلوا كالليل المظلم . وقال : ونحن كالليل جاش في قتمه ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة : إنه أمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي حيث تمر به الكتائب ، فحبسه حتى مر المسلمون ، ومر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في كتيبته الخضراء . هي التى غلبها سواد الحديد كما قيل الجأواء . ومنه حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه : إن الحارث بن حكيم تزوج امرأة أعرابية ، فدخل عليها ، فإذا هي خضراء فكرهها ولم يكشفها ، فطلقها ، فأرسل مروان في ذلك إلى زيد فجعل لها صداقا كاملا . الصداق بالكسر أفصح عن أصحابنا البصريين .
[ 327 ]
خضب قال صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي مات فيه : أجلسوني في المخضب فاغسلوني . هو المركن ، سمى بذلك لنه يجعل فيه ما يخضب به . خضر إياكم وخضراء الدمن . قيل : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء . ضرب ضرب الشجرة التى تنبت في ملقى الزيل فتجئ مخضرة ناضرة ، ولكن منبتها خبيث قذر ، مثلا للمرأة الجميلة الوجه اللئيمة المنصب . خضل قال صلى الله عليه وآله وسلم لأم سليم : خضلى قنازعك . الخضل : الندى ، وخضل واخضل : إذا ندى ، والتخضيل : التندية . القنازع : شعر متفرق في الرأس في مواضع شتى بعد الحلق أو النتف ، الواحدة قنزعة ، يقال : لم يبق من شعره إلا قنزعة ، ونونها زائدة من الرأس المقزع . أمرها بإزالة الشعث وتطاير الشعر والتندية بالماء أو الدهن . خضع عمر رضى الله عنه مر رجل برجل وامرأة قد خضعا بينهما حديثا ، فضرب الرجل حتى شجه ، فرفع إلى عمر رضى الله عنه فأهدره . خضع يكون متعديا لازما قال جرير : أعد الله للشعراء منى صواعق يخضعون لإ لها الرقابا والمراد خفض الحديث وتليينه . خضر كان يقول : اغزوا والغزو حلو خضر قبل أن يكون ثماما ، ثم رماما ، ثم يكون حطاما . وكان يقول : إذا انتاطت المغازى ، واشتدت العزائم ، ومنعت الغنائم فخير غزوكم الرباط . الخضر : الأخضر ، والمراد الطرى . والثمام : شجر ضعيف .
[ 328 ]
والرمام : الهشيم من النبت . وقيل : هو حين تنبت رؤوسه فترم ، أي تؤكل . وحطام كل شئ : كسارته . والمعنى : عليكم بالغزو ، وهو لعدل ولاة الأمر في قسمة الفئ ، ولما ينزل الله من النصر وييسر من الفتح ببركة الصالحين كالثمرة في وقت طراوتها وحلاوتها وخلوها من الآفات قبل أن يتدرج في الوهن إلى أن يشبه حطام اليبيس ودقاقه . انتاطت : بعدت افتعلت من نياط المفازة وهو بعدها كأنها نيطت بأخرى . المغازى : مواضع الغزو ومتوجهات الغزاة . العزائم : عزمات الأمراء على الناس في الغزو إلى الأقطار البعيدة واخذهم به . الرباط : المرابطة وهى الإقامة في الثغر . خضع الزبير رضى الله عنه عن عروة ابنه : كان الزبير طويلا أزرق ، أخضع أشعر ، ربما أخذت وأنا غلام بشعر كتفيه حتى أقوم . يخط رجلاه إذا ركب الدابة ، نفج الحقيبة . الأخضع : الذى فيه جنأ . الأشعر : الكثير الشعر . النفج : صفة كالسرح والسجح ، بمعنى المتتفج ، وهو الرابى المرتفع . والحقيبة : كل ما يجعله الراكب وراء رحله ، فاستعيرت للعجز . والمعنى : أنه لم يكن بأزل . خضر أبو ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبى ذر . هي السماء ، وتسمى الجرباء والرقيع والرقع . وروى في اللهجة سكون الهاء وفتحها ، وأن الفتح أفصح . قال أبو حاتم عن الأصمعى : اللهجة الهاء ساكنة ، ولم يعرف اللهجة ، وقيل : لهجة اللسان ما ينطق به من الكلام ، وإنها من لهج بالشئ ، ونظيرها قول بعضهم في اللغة : إنها من لغى بالشئ إذا أغرى به خضم أبو هريرة رضي الله عنه مر بمروان وهو يبنى بنيانا له ، فقال : ابنوا شديدا ، وأملوا بعيدا ، واخضموا فسنقضم .
[ 329 ]
الخضم : المضغ بأقصى الأضراس ، وهو من الكثرة ، ومنه الرجل الخضم الكثير العطية . والقضم : بأدنى الأسنان ، ومنه القضيم ، وما ذقت قضاما . والمعنى : استكثروا من الدنيا فإنا سنقنع منها بالدون . خضض ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن الخضخضة ، فقال : هو خير من الزنا ، ونكاح الأمة خير منه . هي الاستمناء ، وهو استنزال المنى في غير الفرج ، وأصل الخضخضة : التحريك ، يقال : خضخض الماء في الإناء ، والسكين في بطنه . خضد معاوية رضي الله عنه رأى رجلا يجيد الأكل ، فقال : إنه لمخضد . هو الشديد الأكل ، يقال : الفرس يخضد خضدا . قال امرؤ القيس : ويخضد في الآرى حتى كأنما به عرة أو طائف غير معقب وهو من الخضد ، وهو قطع الشئ الرطب . وقيل لأعرابي كان معجبا بالقثاء : ما يعجبك منه ؟ فقال : خضده . ومنه حديث مسلمة بن محمد : إنه قال لعمرو بن العاص : إن ابن عمك هذا لمخضد . خضل الحجاج جاءته امرأة برجل فقالت : تزوجني على أن يعطينى خضلا نبيلا . هو الدر الصافى والماء ، الواحد خضلة ، وهي من الخضل بمعنى الندى . خضر مجاهد رحمه الله ليس في الخضراوات صدقة . قيل هي من الفواكه مثل التفاح والكمثرى وغيرهما ، وقيل : البقول ، وإنما جاز جمع فعلاء هذه بالألف والتاء ، ولا يقال نساء حمراوات ، لاختلاطها بالأسماء . وفي الحديث : تجنبوا من خضرائكم ذوات الروايح . أراد الثوم والبصل والكراث . في الحديث : من خضر له في شئ فليلزمه .
[ 330 ]
اي من بورك في صناعة أو حرفة أو تجارة فليقبل عليها وتحقيقه : جعلت له الحال فيها خضراء . مخضبة خضرة ، وآكلة الخضر في (زه) . أخضلوا في (لع) . أخضر الشمط في (مغ) يخضل في (طي) . خضمة في (زو) . لم تخضد في (حد) . فيه خضروات في (بد) . خضرمنا النعم في (دج) . خضرتها في (قر) . خضراؤهم في (قو) . وخضده في (رب) . الخاء مع الطاء خطم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعد رجلا أن يخرج إليه فأبطأ عليه ، فلما خرج قال له : شغلنى عنك خطم . قال ابن الأعرابي : هو الخطب الجليل ، فميمه على هذا بدل من الباء ، ونظيره قولهم : بنات مخر في بنات بخر ، ورأيته من كثم وكثب ، وما زلت راتما على هذا وراتبا ويحتمل أن يراد بالخطم أمر خطمه أي منعه من الخروج . خطف نهى صلى الله عليه وسلم عن الخطفة . هي المرة من الخطف ، سمى بها العضو الذي يخطفه السبع ، أو يقطعه الانسان من أعضاء البهيمة الحية ، وهو ميتة لا تحل ، وأصل هذا أنه حين قدم المدينة رأى الناس يجبون أسنمة الإبل وأليات الغنم فيأكلونها . خطط سأله صلى الله عليه وآله وسلم معاوية بن الحكم عن الخط . فقال : كان نبى من الأنبياء يخط ، فمن صادف مثل خطه علم مثل علمه . قال ابن الأعرابي : كان يأتي صاحب الحاجة إلى الحازى فيعطيه حلوانا فيقول له : اقعد حتى أخط لك ، وبين يديه غلام معه ميل ، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ، ثم يرجع فيمحوا على مهله خطين خطين ، فإن بقى منها خطان فهما علامة النجاح ، فيقول الحازى : ابني عيان . أسرعا البيان . وإن بقى خط واحد فهو علامة الخيبة ، والعرب تسميه الأسحم .
[ 331 ]
خطم تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام ، فتحلى وجه المؤمن بالعصا ، وتخطم أنف الكافر بالخاتم ، حتى إن أهل الإخوان ليجتمعون فيقول هذا : يا مؤمن ، ويقول هذا : يا كافر . أي تؤثر على انفه ، من خطمت البعير : إذا وسمته بالكى بخط من الأنف إلى أحد خديه ، وتسمى تلك السمة : الخطام . الإخوان : الخوان ، ومثاله الإسوار والسوار . وقال : ومنحر مئناث تجر حوارها وموضع إخوان إلى جنب إخوان خطط أبو ذر رضي الله عننه نرعى الخطائط ، ونرد المطائط ، وتأكلون خضما ونأكل قضما ، والموعد الله . الخطيطة : الأرض التى لم تمطر بين ممطورتين . المطيطة : الماء المختلط بالطين الذى يتمطط ، أي يتمدد بخثورته . الخضم والقضم : قد مضى تفسيرهما آنفا . خطأ ابن عباس رضى الله عنهما سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها ، فقالت : فأنت طالق ثلاثا . فقال ابن عباس : خطأ الله نوءها ! ألا طلقت نفسها ثلاثا . أي جعله مخطئا لها يصيبها مطره ، ويقال للرجل إذا طلب حاجته فلم ينجح : أخطأ نوؤك وروى : خطى وهو يحتمل ان يكون من الخطيطة ، وهى الأرض غير الممطرة وأصله خطط ، فقلبت الطاء الثالثة حرف لين ، كقولهم : تقضى البازى والتظنى ولا أملاه . وروى بهذا المعنى خط بغير ألف ، وما أظنه صحيحا ، وان يكون من خطى الله عنك السوء اي جعله يتخطاها ولا يمطرها . خطف أنس رضى الله عنه كان عند أم سليم شعير فجشته ، فجعلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيفة وأرسلتني أدعوه . هي لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق . خطرابن مقرن رضى الله عنه قام خطيبا في غزوة نهاوند ، فقال : أيها الناس ، إن هذه الأعاجم قد أخطروا لكم وأخطرتم لهم إخطارا أخطروا رثة وأخطرتم الإسلام
[ 332 ]
فنافحوا عن دينكم الا وإنكم باب بين المسلمين والمشركين إن كسر ذلك الباب دخل عليهم منه . ألا وإنى هاز لكم الراية ، فإذا هززتها فليثبت الرجال إلى أكمة خيولها فيقرطوها أعنتها ألا وإنى هاز لكم الراية الثانية فلتثب الرجال فنشدهما بينها على أحقائها ، ثم ذكر ان النعمان طعن برايته رجلا ثم رفع رايته مختصبة دما ، كأنها جناح عقاب كاسر وجمعت الرثاث كأنها الإكام بعد قتل النعمان إلى السائب . يقال : أخطر لى فلان وأخطرت له ، إذا تراهنا . والخطر : ما وضعناه على يدي عدل ، فمن فاز أخذه ، وهو من الخطر بمعنى الغرر لأن ذلك المال على شفا أن يفاز به ويؤخذ . الرثة واحدة الرثاث : الأمتعة الردية ، أراد الغنائم فصغر شأنها كما قالت أخت عمرو بن معد يكرب : ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا وأترك في بيت بصعدة مظلم . أراد أنهم لم يعرضوا للاستهلاك إلا متاعا يهون قدره وأنتم عرضتم له ما هو أفخم الأشياء شأنا وأعظمها قدرا ، وهو دين الإسلام فضرب لذلك فعل المتخاطرين مثلا . المنافخة : المدافعة ، من نفحه بالسيف ، وقوس نفوح : بعيدة الدفع للسهم ، ونفح الرائحة : انتشارها واندفاعها . الأكمة : جمع كمام وهو المخلاة التى تعلق بأعلى رأس الدابة ، وكمام البعير : هو ما تكم به فوه لئلا يعض . التقريط : ان يجعلوا الأعنة وراء آذانها عند طرح اللحم في رؤوسها ، أخذ من تقريط المرأة . والمعنى : الأمر بنزع المخالى وإلجام الخيل . الثانية : صفة للمصدر المحذوف ، وتقديره الهزة الثانية . الهيمان : الذي يجعل فيه الدراهم ويشد على الحقو ، فعلان من همى ، لأنه إذا أفرغ همى بما فيه ، وسميت به المنطقة لأنها تشد مشده ، والمراد ها هنا المناطق . الكاسر : التى تكسر حناحيها إذا انحطت . خطم عائشة رضى الله عنها وصى أبو بكر رضى الله عنه أن يكفن في ثوبين كانا عليه ، وان يجعل معهما ثوب آخر : فأرادت عائشة أن تبتاع له أثوابا جددا ، فقال عمر : لا يكفن إلا فيما أوصى به . فقالت عائشة : يا عمر والله ما وضعت الخطم على آنفنا . فبكى عمر وقال : كفني اباك فيما شئت . كنى عن الولاية والملك بوضع الخطم لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام . والمعنى : ما ملكت علينا أمورنا فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها .
[ 333 ]
وما يخطر في سن . خطيطه في ضف . فتحطمه في هض . وخطيفة في خر . كالخطائط في سل . المخاطب في رس . خطر في أر . عن خطمه في حت . خطارة في جن . واسوق خطوى في ذق . الخاء مع الفاء . خفق النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيما سرية غزت فأخفقت كان لها أجرها مرتين . أي لم تغنم ، وحقيقته صادفت الغنيمة خافقة غير ثابتة مستقرة فهو من باب أجنبته وأنحلته وأقحمته . خفض قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا أم عطية إذا خفضت فأشمى ، ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج . الخفض : ختن المرأة خاصة ، شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة . والنهك : المبالغة فيه . أسرى ، من سروت عنه الثوب : إذا كشفته ، أي أجلى للوجه ، وأصفى للونه والضمير في فإنه للإشمام . خفر أبو بكر رضي الله عنه ذكر المسلمين فقال : فمن ظلم منهم أحدا فقد أخفر الله ، ومن ولى من أمر الناس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله ، ومن صلى الصبح فهو في خفرة الله . خفرت الرجل أجرته ، وحفظت عهده وأخفرته : نقضت عهده ، الهمزة فيه مثلها في أشكيته ، كأن المعنى : أزلت خفرته . كتاب الله ، أي مراسمه في العدل والإنصاف . البهلة بالفتح والضم : اللعنة .
[ 334 ]
خفا أبو ذر رضى الله عنه قدم مكة عند إسلامه ، فذكر أنه كان يمشى نهاره ، فإذا كان الليل سقطت كأنى خفاء . هو الكساء الذي يلبس وطب اللبن ، من خفى ، قال ذو الرمة : عليه زاد وأهدام وأخفية كان هي التامة المستغنية عن الخبر . خفت أبو هريرة رضي الله عنه مثل المؤمن الضعيف كمثل خافت الزرع ، يميل مرة ويعتدل أخرى . وروى : خافته الزرع ، وخافة الزرع . الخافت والخافتة : مالان وضعف ، ولحوت التاء على تأويل السنبلة ، واما الخافة فهى فعلة من باب خوف ، وهي وعاء الحب سميت بذلم لأنها وقاية له . ويقال للعيبة والخريطة التى يشار فيها العسل : خافة من هذا ، والخوف هو الاتقاء . والمعنى إنه ممنو بأحداث الزمان مرزأ لا يستقيم في أمر دنياه استقامة غيره . خفق ابن أسيد رضى الله عنه ذكر الدجال فقال : يخرج في قلة من الناس ، وخفقة من الدين ، وإدبار من العلم . هي من خفق إذا اضطرب ، أو خفق الليل : إذا ذهب أكثره ، أو خفق النجم إذا انحط في المغرب ، أو من خفق خفقة ، إذا نعس نعسة ، والمعنى فترة أمره . عبيدة السلمانى رحمه الله تعالى سئل عن موجب الجنابة ، فقال : الخفق والخلاط . وروى الدفق . هو الإيلاج ، وأصله الضرب ، يقال : خفقه بالدرة . والخلاط : مخالطة الرجل والمرأة . خفف مجاهد رحمه الله سأله حبيب بن أبي ثابت ، فقال : إنى أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي . فقال : إذا سجدت فتخاف .
[ 335 ]
أي ضع جبهتك على الأرض وضعا خفيفا من غير اعتماد . ومنه حديث عطاء : خفوا على الأرض . وروى : فتجاف . تختفوا في حف . أخفوا في قع . خفر في بج . خافجة في لب . الخاء مع القاف . خقق عبد الملك كتب إلى الحجاج : أما بعد فلا تدع خقا من الأرض ، ولا لقا إلا زرعته . الخق : الخد في الأرض ، ، يقال : خق فيها وخد . واللق : الصدع . وروى عن يوسف بن عمر أنه قال : إن عاملا من عمالى كتب إلى يذكر أنه زرع كل حق ولق ، بالحاء والضم ، وفسر الحق بالأرض المطمئنة ، واللق بالمرتفعة . أخاقيق في (وق) . الخاء مع اللام خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى جعل حسنات ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وقال جل ثناؤه : إلا الصوم فإن الصوم لى ، وأنا أجزى به ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . خلف فوه خلوفه وخلوفا ، وأخلف إخلافا : إذا تغير . قال ابن أحمر : بان الشباب وأخلف العمر وتنكر الإخوان والدهر أراد بالعمر : اللحم الذي بين الأسنان ، قال المبرد في فسره : خلف : حدثت له رائحة بعد ما عهدت منه ، ولا يقال : خلوف لمن لم يزل ذلك منه ، ومنه اللحم الخالف ، وهو الذي تجد منه رويحة .
[ 336 ]
ومنه حديث على عليه السلام حين سئل عن القبلة للصائم ، فقال : وما رأبك إلى خلوف فيها ؟ خلج ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني . أي ليجتذبن ، ويقتطعن عنى . صلى صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه صلاة جهر فيها بالقراءة ، وقرأ قارئ خلفه فجهر فلما سلم قال : لقد ظننت أن بعضكم خالجينها . أي جاذبني القراءة ونازعنيها . وفي حديث آخر : مالى أنازع القرآن ! خلل بعث صلى الله عليه وآله وسلم رجلا على الصدقة فجاء بفصيل مخلول ، أو محلول ، فقال : هذا من صدقة فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا بارك الله له فيه إبله فبلغ الرجل دعاؤه فجاء بناقة كوماء ، فتلها إليه ، فدعا له في إبله بالبركة . المخلول : الذي خل لسانه لئلا يرضع عند الفطام فهزل . والمحلول : الذي كأنما حل عن أوصاله اللحم وخلع لفرط هزاله . تلها : أناخها ، من تللت الرجل : إذا صرعته . الكوماء : المرتفعة السنام ، من كومت الشئ : إذا ركمته . خلب قال أبو رفاعة رضي الله عنه ، أتيته صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب ، فقلت : إنى رجل جاهل غريب لا يعلم دينه ، فترك الناس ونزل ، فقعد على كرسى خلب ، قوائمه من حديد . هو ليف النخل . قال : ومطردا كرشاء الجرو ر من خلب النخل لم ينأد .
[ 337 ]
وهو من الخلب بمعنى الانتزاع ، يقال : خلب السبع الفريسة ، ومنه الخلب لأنه ينتزع من النخل ، وسمى ليفا ، لأنه يلاف منه أي يؤخذ منه ، من لاف المال الكلأ يلوفه . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه كان له وسادة حشوها خلب . وروى : سلب . وهو قشور الشجر ، وروى : فأتى بكرسي من خلب قوائمه حديد فقعد عليه . قال حميد بن هلال : أراه خشبا أسود ، حسب أنه حديد . خلص لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة . هو بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة أو صنم لهم . وقيل : كان عمر بن لحى بن قمعة نصبه بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى ، فكانوا يلبسونه القلائد ، ويعلقون عليه بيض النعام ، ويذبحون عنده ، وكأن معناهم في تسميته بذلك أن عباده والطائفين به خلصة . وقيل : هو الكعبة اليمانية . وفي قول من زعم أنه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة نظر لأن ذو لا يضاف إلا إلى أسماء الأجناس . والمعنى أنهم يرتدون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان فترمل نساء بنى دوس طائفات حول ذى الخلصة ، فترتج أكفالهن . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لجرير بن عبد الله : تهيأ حتى تسير إلى بيت قومك خثعم وذي الخلصة ، فتدعوهم إلى الإسلام وتكسر صنمهم . فقال : يا رسول الله إنى رجل قلع ، فقال : اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا . القلع : الذي لا يثبت في السرج . ومنه الحديث : تكون ردة قبل يوم القيامة ، حتى يرجع ناس من العرب كفارا يعبدون الأصنام بذى الخلصة . وفيه دليل على أنه بيت أصنام . خلى عن معاوية بن حيدة القشيرى رضى الله عنه : قلت : يا رسول الله ما آيات
[ 338 ]
الإسلام ؟ قال : أن تقول أسلمت وجهى إلى الله وتخليت ، وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة ، كل مسلم عن مسلم محرم ، أخوان نصيران . فقلت : يا نبي الله هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسن يكفيك . التخلي : التفرغ . يقال : تخلى من الدنيا وتخلى للعبادة ، وهو تفعل من الخلو ، والمراد التبرؤ من الشرك ، وعقد القلب على شرائع الإسلام . كل من دخل في حرمة لا يسوغ هتكها فهو محرم يعنى أن حق كل مسلم أن يكون آمنا أذى مسلم مثله متباعدا عن استطالته عليه ، ونكايته فيه ، لكونه داخلا في حرمة الإسلام ومأمنه . أخوان : خبر مبتدأ محذوف ، معناه : هما أخوان أي المسلمان حتم عليهما التناصر والتعاون لا ينبغى لهما أن يتخاذلا . ما في أينما زائدة ليست مثلها في حيثما وإذا ما ، ألا ترى أن أين جازمة للفعلين بدونهما ، ولكنها أفادت تأكيدا وضربا من الشياع الزائد . والمعنى : هذا دينكم وأنتم كما قلت في المحافظة على هذه الحدود وإقامة هذه الفرائض ، وعلى أن الأمر كذلك ففى أي مقامة من مقامات الخير أوقعت إحسانا وبرا على سبيل التبرع أجدى عليك ونفعك عن الله فلا تعجز أن تفعل . خلف ثلاث آيات يقرؤهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات سمان عظام . الخلفة : الناقة الحامل . خلج كانت له صلى الله عليه وآله وسلم خشبة يقوم عندها إذا خطب ، فقالوا : لو جعلنا لك شيئا تقوم عليه حتى تسمع الناس ؟ فحنضت الخشبة حنين الناقة الخلوج ، فأتاها فضمها إليه . هي التى اختلج عنها ولدها ، أي انتزع . لو : بمعنى ليت ، وقد سبق مثلها مع الشرح . خلى قال صلى الله عليه وآله وسلم في مكة : لا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد . الخلى : الرطب من الخلى ، كما أن الفصيل من الفصل وهما القطع يقال : خلى الخلى يخليه واختلاه : إذا جزه ، وحقه أن يكتب بالياء ، ويثنى خليان . اللقطة يفتح القاف ، والعامة تسكنها : ما يلتقط
[ 339 ]
المنشد : خلف المعرف أبو بكر رضى الله عنه جاءه أعرابي فقال : أنت خليفة رسول الله ؟ قال : لا ، قال : فما أنت ؟ قال : أنا الخالفة بعده . الخالف والخالفة : الذي لا غناء عنده ولا خير فيه وهو بين الخلافة بالفتح . يقال : هو خالفة أهل بيته . وهو خالفة من الخوالف ، وما أدرى أي خالفة هو ؟ أارد تصغير شأن نفسه وتوضيعها . لما كان سؤاله عن الصفة دون الذات . قال : فما أنت ؟ ولم يقل : فمن أنت ؟ عمر رضي الله عنه لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت . هذا النوع من المصادر يدل على معنى الكثرة . قال سيبويه : يقول : كان بينهم رميا فليس يريد قوله رمى رميا ، ولكنه يريد ما كان بينهم من الترامي وكثرة الرمى ، وأما الدليلى فإنما يريد كثرة علمه بالدلالة ورسوخه فيها فكأنه أراد بالخليفى كثرة جهده في ضبط أمور الخلافة ، وتصريف أعنتها . خلى رفع إليه رضى الله عنه رجل قالت له امرأته : شبهني ، فقال : كأنك ظبية ، كأنك حمامة . فقالت : لا أرضى حتى تقول : خلية طالق ، فقال ذلك ، فقال عمر رضى الله عنه : خذ بيدها فهى امرأتك . الخلية : الناقة التى تخلى عن عقالها ، وطلقت من العقال تطلق طلقا فهى طالق ، وقيل الخلية : الغزيرة يؤخذ ولدها فيعطف عليه غيرها وتخلى هي للحى يشربون لبنها . قال خالد بن جعفر الكلابي يصف فرسا : وأوصى الحالبين ليؤثراها لها لبن الخلية والصعود والطالق : الناقة التى لا خطام عليها ، أرادت مخادعته عن التطليق بإرادتها له على أن يقول : كانك خلية طالق ، فتطلق ، وإنما ذهب هو إلى الناقة فلم يقع الطلاق . خلق قال عمر رضى الله عنه : ليس الفقير الذى لا مال له ، وإنما الفقير الأخلق الكسب . هو الأملس المصمت الذي لا يؤثر فيه شئ من قولهم : حجر أخلق ، وصخرة خلقاء .
[ 340 ]
ومعنى وصف الكسب بذلك أنه وافر منتظم ، لا يقع فيه وكس ولا يتحيفه نقصان . أراد أن عادة الله في المؤمن أن تلم به المرازئ فيما يملكه ، فيثاب على صبره فيها فإذا لم يزل معافى منها موفورا كان فقيرا من الثواب ، وهو الفقر الأعظم . خلى إن عاملا له رضى الله عنه على الطائف كتب إليه : إن رجالا من فهم كلمونى في خلايا لم أسلموا عليها ، وسألوني أن أحميها لهم . فكتب إليه عمر : إنما هو ذباب غيث ، فإن أدوا زكاته فاحمه عليهم . الخلايا عسالات النحل ، وهي أشباه الرواقيد ، الواحدة خلية ، كأنها المواضع التى تخلى فيها أجوافها . ومنه الحديث في خلايا النحل ، أن فيها العشر . هو : ضمير العسل . يعنى أنه يعيش بالغيث ويرعى ما ينبته ، فشبهه بالنعم السائم الذي فيه الزكاة . خلع عثمان رضى الله عنه كان إذا أتى بالرجل قد تخلع في الشراب المسكر جلده ثمانين . أي انهمك في معاقرته ، وخلع رسنه فيها ، وبلغ به الثمل إلى أن استرخت مفاصله استرخاء يشبه التخلع والتفكك ، كما قال الأخطل : صريع مدام يرفع الشرب رأسه ليحيا وقد ماتت عظام ومفصل إذا رفعوا عظما تحامل صدره وآخر مما نال منها مخبل خلف ابن عمرو بن نفيل لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل : إنى لأحسبك خالفة بنى عدى هل ترى أحدا يصنع من قومك ما تصنع ؟ الخالفة : الكثير الخلاف ، قال : يأيها الخالفة للجوج ويجوز أن يريد الذي لا خير عنده ، وقد مر آنفا . خلل ابن مسعود رضى الله عنه عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه .
[ 341 ]
أي يحتاج ، من الخلة ، وهى الحاجة . خلف الخدري رضى الله عنه : خرجنا في سرية زيد بن حارثة التى أصاب فيها بنى فزارة ، فأتينا القوم خلوفا ، فقاتل النحام العدوى يومئذ ، وقد أقام على صلبه نصيلا . قال : إنى أقويت منذ ثلاث ، فخفت أن يحطمنى الجوع . فسر الخلوف في الهمزة والطاء . النصيل : حجر فيه طول نحو الذراع وأكثر . الإقواء : نفاد الزاد . خلج شريح رحمه الله إن نسوة شهدن عنده على صبى وقع حيا يتخلج ، فقال : إن الحى يرث الميت ، أتشهدن باستهلال ؟ فأبطل شهادتين . التخلج : الاضطراب والتحرك . أهل الصبي واستهل : صاح عند الولادة ، وأهل الهلال فاستهل : صيح بالتكبير عند رؤيته ، وانهلت السماء بالقطر ، واستهلت : ابتدأت به فسمع صوت وقعه . خلص قضى في قوس كسرها رجل لرجل بالخلاص . قيل : هو مثل الشئ المتوى . وخلص : إذا أعطى الخلاص ، ومناة ما يتخلص به من الخصومة . خلج أبو مجلز رحمه الله إذا كان الرجل مختلجا فسرك ألا تكذب فانسبه إللا أمه . يقال : تخالجوا الشئ واختلجوه ، إذا تنازعوه . والمعنى : إذا كان مختلفا في نسب ابيه يتداعاه قوم وقوم فانسبه إلى طرف الأم . خلق ابن عبد العزيز رحمه الله كتب إليه في امرأة خلقاء تزوجها رجل فكتب إليه : إن كانوا علموا بذلك فأغرمهم صداقها لزوجها يعنى الذين زوجوها . وإن كانوا لم يعلموا فليس عليهم إلا أن يحلفوا ما علموا بذلك . هي الرتقاء ، من الصخرة الخلقاء : المصمتة . خلى معتمر رحمه الله سئل مالك عن عجين يعجن بدردى ، فقال : إن كان يسكر فلا ، فحدث الأصمعى به معتمرا فقال : أو كان كما يقال : رأى في كف صاحبه خلاة فتعجبه ويفزعه الجرير
[ 342 ]
الخلاة : الطائفة من الخلى وهو الرطب ، ونظيرها الشهدة من الشهد ، والجبنة من الجبن . أعجبته فتوى مالك ، وخاف التحريم لاختلاف الناس في المسكر ، فتوقف وتمثل بالبيت . ومعناه أن الرجل يند بعيره فيأخذ بإحدى يديه عشبا ، وفي الأخرى حبلا فينظر البعير إليهما فلا يدري ما يصنع . حلوفا في (أط) . لا خلاط في (اب) . خلأت في (خب) . إذا أخلف في (دك) . ما خلفه في (دخ) . بخلافتك في (شل) . اخلق في (عو) . خالع في هل . خلب النخل في جو . الخلى في لف . خلاص في عذ . اختللناها في سل . يختلى في جر . يخلج في حل . خلوقكم في ول . واخلولق في رب . الخلاط في ين . نستخلب في صب . مخلاف في نص . الخاء مع الميم خمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمروا آنيتكم ، وأوكوا أسقيتكم ، وأجيفوا الأبواب ، وأطفئوا المصابيح ، واكتفوا صبيانكم فإن للشياطين انتشارا وخطفة . يعنى بالليل . التخمير : التغطية . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه أتى بإناء من لبن ، فقال : لولا خمرته ولو بعود تعرضه عليه . لولا هذه تحضيضية . ومنه الحديث : لا تجد المؤمن إلا في إحدى ثلاث : في مسجد يعمره ، أو بيت يخمره ، أو معيشة يدبرها . أي يستره ويصلح شأنه . الآنية : جمع قلة ، كآدمة جمع أديم . الإبكاء : الشد بالوكاء ، وهو خيط يشد به السقاء . إجافة الباب : رده .
[ 343 ]
اكتفوهم : ضموهم إليكم ، واحبسوهم في البيوت . كان صلى الله عليه وآله وسلم يسجد على الخمرة . هي السجادة الصغيرة من الحصير ، لأنها مرملة مخمرة خيوطها بسعفها . خمم سئل صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أفضل ؟ فقال : الصادق اللسان ، والمخموم القلب . قالوا : هذا الصادق اللسان قد عرفناه ، فما المخموم القلب ؟ قال : هو التقى الذي لا غل فيه ولا حسد . هو من خممت البيت ، إذا كنسته . خمس علي عليه السلام قال حبة بن جوين العرنى : شهدنا معه يوم الجمل ، فقسم ما في المعسكر بيننا ، فأصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة فقال بعضهم يوم صفين في كلام له : قلت لنفس السوء ولا تقربن لا خمس إلا جندل الإحرين والخمس قد تجشمك الأمرين أراد لا خمسمائة ، فحذف لأنه كان معلوما . الإحرون : جمع حرة ، وزيادة الهمزة فيه بمنزلة الحركة في أرضون ، وكتغير الصدر في ثبون وقلون كراهة أن تكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل ، كمسلمون . ويقال حرون كما قيل قلون بغير تغيير تنزيلا للواو والنون منزلة الألف والتاء . ونظيره قول بعضهم في الواحدة : إحرة . والمعنى : مالك اليوم مما فرض لك يوم الجمل إلا الحجارة ! الأمرون : الدواهي ، جمع الأمر ، والمعنى الخطب أو الحادث . الأمر : الأفظع . والقول فيه القول في حرون . معاذ رضى الله عنه كان يقول باليمن : أئتونى بخميس أو لبيس آخذه منكم في الصدقة فإنه أيسر عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة . الخميس : ثوب طوله خمس أذرع ، وهو المخموس أيضا ، يعنى الصغير من الثياب . واللبيس : الذي لبس فأخلق .
[ 344 ]
وعن أبي عمرو : الخميس نوع من الثياب عمله الخمس ملك باليمن ، قال الأعشى : يوما تراها كشبه أردية الخمس ويوما أديمها نغلا أيسر : أسهل . خمر من استخمر قوما أولهم أحرار ، وجيران مستضعفون ، فإن له ما قصر في بيته حتى دخل الإسلام ، وما كان مهملا يعطى الخراج فإنه عتيق ، وإن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج منها ما أعطى نشرها ربع المسقوى وعشر المظمئي ، ومن كانت له أرض جادسة ، قد عرفت له في الجاهلية حتى أسلم فهى لربها . استخمر : استعبد وتملك ، وأخمرنى كذا : ملكنيه كلمة يمانية . يعنى إذا استعبد الرجل في الجاهلية قوما بنى أحرار ، وقوما استجاروا به ، فاستضعفهم واستعبدهم ، فإن من قصره ، أي من احتبسه واختاره منهم في بيته ، واستجراه في خدمته ، إلى أن جاء الإسلام فهو عبد له ، ومن لم تحتبسه ، وكان مهملا قد ضرب عليه الخراج ، وهو الضريبة ، فهو حر بمجئ الأسلام . النشر : النبات . ما : في أعطى مصدرية مقدر معها الزمان . وربع : مفعول يخرج . المسقوى : الذي يسقى سيحا . والمظمئ : الذي تسقيه السماء ، وهما منسوبان إلى المسقى والمظمأ ، مصدري سقى وظمئ . الجادسة : التى لم تحرث ولم تعمر . قال ابن الأعرابي : الجوادس : البقاع التى لم تزرع قط . قال عائذ الله بن عمرو : دخلت المسجد يوما مع اصحاب رسول الله صلى الله ليه وآله وسلم أخمر ما كانوا . . . ثم ذكر حديثا حدثهم به معاذ . أي أكثر ما كانوا وأوفر ، وحقيقته أستر ما كانوا ، من خمر شهادته يخمرها ، ويخمرها ؟ أي ستروا بدهمائهم أرض المسجد . وروى بالجيم ، من أجمر القوم إذا اجتمعوا . سهل بن حنيف الأنصاري رحمه الله . قال عامر بن ربيعة : انطلقت أنا وسهل نلتمس
[ 345 ]
الخمر ، فوجدنا خمرا وغدير ماء ، ودخل الماء فأعجبني خلقه ، فأصبته بعين فأخذته قفقفة . هو ما واراك من شجر . القفقفة : الرعدة . خمل في الحديث : اذكروا الله ذكرا خاملا . أي خفيضا خفيا ، كقوله تعالى : ادعوا ربكم تضرعا وخفية . الاعراف الخميس في حو . خمرا في ست . خميصة في سد . وفى فض . خمصان الأخمصين في شذ . خماشات في نو . خموشا في خد . لا تخمروا واوجهه في وق . خمر العالم في غب . الخاء مع النون خنف النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن رجلا أتاه فقال : يا رسول الله تخرقت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر . الخنيف : ضرب من أردا الكتان ، أرادا ما يكون منه ، كأنه سمى بذلك لمباينته سائر أجناس الكتان وانقطاعه ، وميله عنها رداءة ، من خنف الأترجة بالسكين إذا قطعها ، وخنف الفرس : أمال حافره إلى وحشية . خنث نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن اختناث الأسقية . هو ثنى أفواهها إلى خارج ، فإن ثنيت إلى داخل فهو قبع . قيل : إنما نهى عنه لأنه ينتنها ، أو كراهة أن تكون فيه دابة . ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما : إنه كان يشرب من الإداوة ولا يختنثها ، ويسميها نفعة . سماها بالمرة من النفع ، ومنعها من الصرف للعلمية والتأنيث . خنزلولا بنو اسرائيل ما خنز الطعام ، ولا أنتن اللحم كانوا يرفعون طعام يومهم لغدهم . خنز هو قلب خزن إذا أروح وتغير ، وهو من الخزن بمعنى الادخار لأنه سبب تغيره ، ألا ترى إلى قول طرفة : ثم لا يخزن فينا لحمها إنما يخزن لحم المدخر ويحتمل أن يكون أصلين ، ومنه الخنزوانة ، وهى الكبر ، لأنها تغير عن السمت
[ 346 ]
الصالح ، ووزنها فعلوانه ، ويحتمل أن يكون فنعلانة ، من الخزو ، وهو القهر والإذلال . خندف الزبير رضي الله عنه سمع رجلا يقول : يالخندف ! فخرج وبيده السيف ، وهو يقول : أخندف إليك ايها المخندف ! والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك . الخندفة : الهرولة ، ولو قيل : إن نونها مزيدة واشتقت من خندفت السماء بالثلج ، إذا رمت به ، لأن المهرول يقذف بنفسه في السير كان وجها . وخندف : لقب ليلى بنت عمران بن الحافى ابن قضاعة ، ولدت للياس بن مضر عمرا وعامرا وعميرا فندت لهم إبل ، فذهبوا في طلبها ، فأدركها عامر ، فلقب بمدركه ، واقتنص عمرو أرنبا فطبخها فسمى طابخة ، وانقمع عمير في البيت فسمى قمعة ، وخرجت ليلى في إثرهم ، وقالت : أخندف في إثركم فلقبت خندف . أراد بالمخندف المنادى بيالخندف ، ولم يرد المهرول ، ونظيره المهلل والملبي . اللام في يا لخندف لام الاستغاثة ، كان هذا كان قبل نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التعزي بعزاء الجاهلية . خنث عائشة رضي الله عنها ذكرت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : فانخنث في حجري فما شعرت حتى قبض . أي انثنى ، يقال : خنثه فانخنث خنن قالت لها بنو تميم : هل لك في الأحنف ؟ قالت : لا ، ولكن كونوا على مخنته ، خنن أي على طريقته ، قال بعض بني ضبة : يامن لعاذلة لومي مخنثها ولو أرادت سدادا لاتقت عذلي ويقال : البطيخ لي مخنة ، أي أكله لي إلف وعادة ن أي آكله الساعة بعد الساعة لا اصبر عنه . خنس في الحديث يخرج عنق من النار فتخنس بالجبارين النار : أي تغيب بهم فيها ، من خنس النجم . الخنيف في (هن) . فخنوا في (شى) . الخنس في (ضح) . الخاء مع الواو خوم النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها
[ 347 ]
الرياح مرة هنا ومرة ها هنا ، ومثل الكافر مثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة . هي الغضة ؟ قال الشماخ : إنما نحن مثل خادمة زرع فمتى يأن يأت مختضده تفيئها : تميلها . الأرزة بفتح الراء . شجرة الأرزن ، وبوي بكونها ، وهي شجرة الصنوبر ، الصنوبر ثمرها ، وروى : الآرزة ، وهي الثابته في الأرض ، وقد أرزت تأرز . والمجذية مثلها ، يقال : جذا يجذو ، وأجذى يجذي . الانجعاف : مطاوع جعفة إذا قلعه . خول كان صلى الله عليه وآله وسلم بتخولهم بالموعظه مخافة السامة عليهم . أي يتعهدهم ، من قولهم : فلان خائل مال ، وهو الذي يصلحه ويقوم به وقد خال يخول خولا وهي الخولى عند أهل الشام . وروى : بتخونهم على هذا المعنى . قال ذو الرمة لا ينعش الطرف إلا ما تخونه داع يناديه باسم الماء مبغوم وقيل : يتحولهم ، أي يتأمل حالاتهم التي ينشطون فيها للموعظة . خوخ لا تبقى خوخة في المسجد إلا سدت غير خوخة أبي بكر . هي مخترق بين بيتين ينصب عليها باب . خوب عن التلب بن ثعلبة العنبري أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خوبة فرقي إليه أن عندي طعاما فاستقرضه مني . هي الحاجة ، وقد خاب يخوب خوبا : إذا افتقر رقي إليه : رفع إليه وبلغ . ومنه الحديث : نعوذ بالله من الخوبة . خون نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يطرق الرجل أهله ، [ أن ] يتخونهم أو يلتمس عوراتهم . التخون : تطلب الخيانة والريبة ، والأصل لأن يتخونهم ، فحذف اللام [ وحروف الجر
[ 348 ]
تسقط مع أن كثيرا ومنعناه متخونا ] وقد مرت له نظائر . خور عمر رضي الله تعالى عنه لن تخور قوى ماكان صاحبها ينزع وينزو . خار يخور خورا أو خؤورا أو خئورة إذا ضعف ، وهو خوار . أراد : ينزع العوس وينزو على الفرس . خوى علي عليه السلام إذا صلى الرجل فليخو ، وغذا صلت المرأة فلتحتفز . التخوية : أن يجافى عضدئ ه عن جنبيه حتى يخوي ما بين ذلك . الاحتفاز : التضام ، كتضام المحتفز وهو المستوفز . خوص في الحديث مثل المرأة الصالحة مثل التاج المخوص بالذهب ، ومثل المرأة السوء كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير ، هو الذى جعلت عليه صفائح من ذهب كخوص النخل خوة في (ده) . نستخيل في (صب) . وخوى في (عج) . خاص في (عذ) . لا نخول في (حن) . لا الخال في (لب) . خولا في (دخ) . خواتا في (رض) . أهل الإخوان في (خط) . خوضات الفتن في (دح) . الخاء مع الياء خير خيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عائشة رضي الله عنهما : كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم خير إذا راى ريحا سأل الله خيرها وخير ما فيها ، وإذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه ودخل وخرج ، وأقبل وأدبر وروى : كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير . قالت عائشة : فذكرت ذلك له ، فقال : وما يدرينا ؟ لعله كقوم ذكرهم الله (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم) . . . الاحقاف الآية . الاختيال : أن يخال فيها المطر والمخيلة : موضع الخيل وهو الظن ، كالمظنة وهي السحابة الخليقة بالمطر ، ويجوز أن تكون مسماة بالمخيلة التي هي مصدر كالمحسبة كقولهم : الكتاب والصيد .
[ 349 ]
خيف قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما : قلت له : يارسول الله أين تنزل غدا ؟ في حجته فقال : هل ترك لنا عقيل منزلا ! ثم قال : نحن نازلون بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريس على الكفر يعني المحصب . الخيف : مانحدر من الجبل وارتفع عن المسيل . قاسمت : من القسم ، وذلك أنهم قالوا : لا نناكح بني هاشم ، ولا نبايعهم معاداة لهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وعقيل هو أبن أبي طالب رضي الله عنه ، باع دور عبد المطلب ، لأنه ورثها أباه دون علي عليه السلام لأن عليا عليه السلام تقدم إسلامه موت أبيه ، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ] فيها إرث لأن أباه عبد الله رضي الله عنه هلك وأبوه عبد المطلب حي ، وهلك أكثر أولاده ولم يعقبوا ، فحاز رباعة أبو طالب رضي الله عنه وبعده عقيل رضي الله عنه . خبر بعث صلى الله عليه وآله وسلم مصدقا ، فأنتهى إلى رجل من العرب له إبل ، فجعل يطلب في إبله ، فقال له : ما نظر ؟ فقال : بنت مخاض أو بنت لبون . فال : إني لأكره أن أعطي الله من مالي مالا ظهر فيركب ، ولا لبن فيجلب ، فاخترها ناقة الاختيار : أخذ ما هو يتعدى إلى أحد مفعولية بوساطة من ، ثم بحذف خير ويوصل الفعل ، كقوله تعالى : (واختار موسى قومه) . أراد فاختر منها ناقة [ أي ] من الإبل ويجوز أن يرجع الضمير إلى المطلوبة وتنصب ناقة على الحال ، ويكون المختار منه محذوفا ، وذلك سائغ في غير باب حسب . تخيروا لنطفكم . أي تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها من الخبث والفجور . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه كره أن يسترضع بلبن الفاجرة . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن اللبن ليشبه عليه . خيط : لا أعرفن أحدهم يجئ يوم القيامة ومعه شاة قد غلها لها ثغاء ، ثم قال : أدوا الخياط والمخيط . الخياط : الخيط ، يقال : هب لي خياطا ونصاحا والمخيط : الإبرة لا أعرفن صورته : نهى نفسه عن العرفان .
[ 350 ]
ومعناه نهى الناس عن الغلول لأنهم إذا لم يغلوا لم يعرفهم غالين ، ونظيره قول العرب لاأرينك ها هنا . خيف : في مسيرة صلى الله عليه وسلم وآله وسلم إلى بدر : إنه مضى حتى قطع الخيوف ، وجعلها يسارا ، ثم جزع الصفيراء ، ثم صب في دقران حتى أفتق من الصدمتين . جمع خيف . الصفيراء : شعب بناحية بدر ، ويقال لها الأصافر . دقران : واد ثمة . وصب فيه : إذا انحدر فيه . أفتق : خرد إلى الفتق ، وهو ما أنفرح واتسع ، ومثله أصحر وأفضى . الصدمتان : جانبا الوادي لانهما لضيق الملك الذي يسقهما كأنهما يتصادمان . خيس قال أبو رافع رضي الله عنه : بعثني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رأيته ألقى في قبلي الإسلام ، وقلت : والله لاأرجع إليهم ز فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : إني لا أخيس بالعهد ، ولا أحبس البرد ، ولكن ارجع فإن كان في نفسك التي في نفسك الآن فأرجع . خاس بالعهد : إذا أفسده ، من خاس الطعام إذا فسد ، ومنه الخيس لما يخيس فيه من لحوم الفرائس . البرد : بريد ، وهو الرسول ، مخفف عن برد ، كرسل في رسل . التي [ في نفسك ] : اراد النية والغزيمة فأنث فارجع ، أي إلى المدينة . علي عليه السلام بني سجنا من قصب فسماه مانعا ، فنقبه اللصوص ، ثم بنى سجنا من مدر ، فسماه مخيسا . ثم قال : أما تراني كيسا مكيسا بنيت بعد نافع مخيسا بابا حصينا وأمينا كيسا المخيس : موضع التخييس ، وهو التذليل . قال المتلمس : * شدوا الرحال على إبل مخيسة * وروى بكسر الياء لأنه يذلل من وقع فيه . الكيس : حسن التأتى في الأمور .
[ 351 ]
والمكيس : المنسوب إلى الكيس المعروف به . وأمينا : أراد : ونصبت أمينا ، يعني السجان ، كقوله متقلدا سيفا ورمحا وخيسه في (نو) الأخيب في (مي) . [ آخر الخاء ]
[ 352 ]
حرف الدال الدال مع الهمزة دال في الحديث : إن الجنة محظور عليها بالداليل . هي جمع دؤلول وهو الشدة والداهية ، دال يقال : وقع الناس في دؤلول ، وهو فعلول على تكرير اللام ، من دأل إذا عدا لأن الناس يتعادون في النوازل ويترددون فيها . ومعناه معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : حفت الجنة بالمكارة . الدال مع الباء دبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة لاتقبل له صلاة : رجل أتى الصلاة دبارا ، ورجل اعتبد محررا ، ورجل أم قوما وهم له كارهون . يقال : لا يدري فلان ما قبال الأمر من دبارة ، وما قبيله من دبيره ، أي ما أوله من آخره والمراد انه يأتي في آخر وقت الصلاة حين أدبر وكاد يفوت . وانتصابه على الظرف ، وعن ابن الأعرابي رحمه الله : هو جمع دبر كالأدبار في قوله تعالى : (وأدبار السجود) . الاعتباد : الاستعباد . دباء نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الدباء والختم والنقير والمزفت ويروى : نهى عن الشرب في النقير والزفت والختم وأباح أن يشرب في السقاء الموكى . الدباء : القرع الدباء : القرع ، والواحدة دباءة ، ووزنه فعال ، ولامه همزة ، كالقثاء دباء على [ اعتبار ] ظاهر اللفظ لأنه لم يعرف انقلاب لامه عن واو أو ياء كما قال سيبويه في ألآءة ، ويجوز أن
[ 353 ]
يقال : هومن باب الدبا وهو الجراد مادامت ملسا قرعا وذلك قبل نبات أجنحتها ، وإنه سمي بذلك لملاسته ، ويصدقه تسميتهم إياه بالقرع ، ولام الدباء واو لقولهم : ارض مدبوة وأما مدبية فكقولهم : أرض مسنية في مسنوة . الحنتم : جرار خضر . النقير : أصل خشبة ينقر . المزفت : الوعاء المطلي بالزفت ، وهي أوعيه تسرع بالشدة في الشراب . وتحدث في التغير ولا يشعر به صاحبه ، فهو على خطر من شرب المحرم . وأما الموكى فهو السقاء الرقيق الذي كان ينتبذ فيه ، ويوكى رأسه فإنه لا يشتد في الشراب إلا انشق فلا يخفى تغيره . وفي حديث ابن مغفل رضي الله عنه قال غزوان : قلت له : أخبرني ما حرم علينا من الشراب ؟ فذكر النهي عن الدباء والختم والنقير والمزفت ، فقلت : شرعي ، فإنطلقت إلى السوق فاشتريت أفيقة ، فما زالت معلقة في بيتي . شرعي : حسبي . قال : شرعك من شتم أخيك شرعك إن أخاك في الأشاوي صرعك الأفيقة : من الأفيق كالجلدة من الجلد ، وهو الذي لم يتم دباغه ، فهو رفيق غير خصيف وأراد سقاء متخذا من الأفيقة . دبح نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يدبح الرجل في صلاته كما يدبح الحمار . هو أن يطأطي الراكع رأسه حتى يكون أخفض من ظهره . وفي حديث : إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه . دبب : قال صلى الله عليه وآله وسلم لنسائة : ليت شعري أيتكن صاحبه الجمل الأدبب تسير أو تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب ؟ الأدب كالأزب ، وهو الكثير وبر الوجه ، فأظهر التضعيف ليزاوج الحوأب
[ 354 ]
الحوأب : منهل ، وأصله الوادي الواسع . دبب : لايدخل الحنة ديبوب ولاقلاع . دبب هو الذي يدب بين الرجال والنساء ، ويعسى حتى يجمع بينهم . وقيل النمام لأنه يدب بعقاربه . والقلاع : الذي يقلع الرجل المتمكن عند الأمير بوشاياته . دبل عمر رضي الله عنه كان زنباع بن روح في الجاهلية نزل مشارف الشام ، وكان يعشر من مر به ، فخرج عمر في تجارة له إلى الشام ومعه ذهبه قد جعلها في دبيل ، وألقمها شارفا له ، فنظر إليها زنباع تذرف عيناها ، فقال : إن لها لشأنا ، فنحرها ، ووحد الذهبة فعشرها فقال عمر : متى ألق زنباع بن روح ببلده لي النصف منها يقرع السن من ندم الدبيل : من دبل اللقمة دبلار ودبلها : إذا جمعها وعظمها . قال كثير ودبلت أمثال الأثافي كأنها رءوس نقاد قطعت يوم تجمع النصف : النصفة . دبر لما بويع لأبي بكر رضي الله عنه قام فقال : أما بعد ، فإني قلت لكم مقالة لم تكن كما قلت ، ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتي يدبرنا . أي يخلفنا بعد موتنا ، يقال : هو يدبره ويخلفه ويذنبه . وكانت مقالته أنه لما نعى إليه رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم أنكر موته وتوعد الناعي ، وزعم أنه لا يموت حتى يموت أصحابه ، حتى تلا عليه أبو بكر رضي الله عنه قوله تعالى : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) . أبو الدرداء رضي الله عنه لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل ، هو الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا ، ولا يستمعون القول إلا هجرا ويعتق محررهم . أي آخرا ، حين كاد الإمام يفرغ . الهجر : الفحش ، من أهجر في منطقة وروى : لا يسمعون القرآن إلا هجرا ، أي تركا وإعراضا يعني أنهم وضعوا الهجر موضع السماع ، فسماعهم له تركه ،
[ 355 ]
ويحوز أن يكون بمعنى الهذيان من قولك : هجر في منطقة أي هذى ، يعني لا يستصتون له ، ولا يعظمونه كأنهم يستمعون هجرا من الكلام . محررهم : معتقهم والمعنى أنهم يستخدمونه ولا يخلونه وشأنه وإن أراد مفارقتهم ادعوا رقه ، فهو محرر في معنى مسترق . وقيل : إن العرب كانوا إذا أعتقوا عبدا باعوا ولاءه ، ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك . وقال [ الشاعر ] فباعوه عبدا ثم باعوه معتقا فليس له حتى الممات خلاص دبب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اتبعوا دبو قريش فلا تفارقوا الجماعة . هي طريقهم ، يقال : ركب فلان دبة فلان وأخذ بدبته ، وهي من الدبيب . دبر النجاشي رضي الله عنه ما احب أن لي دبرا ذهبا ، وأنى آذيت رجلا من المسلمين . فسر في الحديث بالجبل ، وانتصاب وذهبا على التمييز ، ومثله قولهم : عندي راقود خلا ، ورطل سمنا . والوا وفي " وأنى " بمعنى مع أي ما أحب احتماع هذين . سكينة رضي الله عنها جاءت إعلى أمها الرباب ، وهي صغيرة تبكي ، فقالت : ما بك ؟ قالت : مرت بي دبيرة فلسعتني بأبيرة . هي تصغير دبرة ، وهي النحلة ، سميت بذلك لتدبيرها ونيقتها في عمل العسل . دبج : النخعي رحمه الله كان له صليلسان مدبج . هو الذي زين تطاريفه بالديباج . دبر : في الحديث لا يأتي الصلاة إلا دبريا وروى دبريا بالسكون ، هو منسوب إلى الدبر وهو الآخر ، والتحريك من تغيرات النسب . كقولهم حمصي ورملي . وانتصابه على الحال من فاعل يأتي . أما سمعته من معاذ يدبره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . حقيقه قولهم : دبرت الحديث ، أنه جعل له دبرا ، أي آخرا ومسندا كقولك : روى فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن ثلعب إنما هو يذبره بالذال المعجمه وفسره بيتقنه . وعن الزجاج الذبر :
[ 356 ]
القراءة . وعن بعضهم : ذبر إذا نظر . مدابرة في (شر) . الدباء في (فغ) . الدبر في (قع) . ولا تدابرا في (نج) . دبول في (نط) . الدوابل في (أص) . دبرا في (شع) . لمن الدبرة في (ذم) . دبرا في (حش) الدال مع الثاء دثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور . جمع دثر ، وهو المال الكثير . أبو الدرداء رضي الله عنه إن القلب يدثر كما يدثر السيف ، فجلاؤه ذكر الله . شبه ما يغشى القلب من الرين والقسوة بما يركب السيف ، من الصدأ فيغطى وجهه ، وهو من دثور المنزل ، وهو أن تهب عليه الرياح فتغشى رسومه بالرمل ، وتغطيها بالتراب ، وأصله من الدثار . الجلاء ، مصدر كالصقال ، ويحتمل أن يراد ما يجلى به . سريعة الدثور في (حد) . الدال مع الجيم دجن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله من مثل بدواجنه . هي الشاء التي تعلفها الناس في منازلهم شاة داجن ، ودجنت تدجن دجونا . والمثله بها : أن يخصيها ويجدعها . دجا بعث صلى الله عليه وآله وسلم عيينة بن بدر رضي الله عنه حين أسلم الناس ، ودجا الإسلام فهجم على بني عدي بن حندب بذات الشقوق ، فأغاروا عليهم ، وأخذوا أموالهم حتى أحضروها المدينة فقالت وقود بني العنبر : أخذنا يارسول الله مسلمين غير مشركين حين حضر منا النعم ، فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم ذراريهم وعقار بيوتهم .
[ 357 ]
دجا الإسلام شاع : وطبق ، من دجا من دجا اليل إذا ألبس كل شئ . قال الأصمعي دجا وليس من الظلمة . وقيل لأعرابي : بم تعرف حمل شاتك ؟ قال : إذا استفاضت خاصرتاها ، ودجت شعرتها أي وفرت . وفي بعض الأحاديث : منذ دجت الإسلام ، فأنث على معنى الملة الحنيفية . أراد حضرمة الإسلام وذلك أن اهل الجاهلية كانوا يخضرمون نعمهم ، فلما جاء الإسلام أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يخضرموا في غير الموضوع الذي خضرم فيه أهل الجاهلين . وقد فسرت الخضرمة في الخاء مع الضاد . عقار البيت : المصون من متاعه الذي لا يبتذل ، ورجل معقر : كثير العقار محضة قال أن الأعرابي : أنشدني أبو قصيدة فقال في أبيات منها : هذه لأبيات عقار هذه القصيدة أي خيارها ، وقال الشاعر : تضئ عقار البيت في ليلة الدجى وإن كان مقصورا عليها ستورها دجل إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب إليه فاطمة عليها السلام ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إني قد وعدتها بعلي ولست بدجال . أي خداع وأصل الدجل الخلط ، وبه سمي مسيح الضلالة لخطة الحق بالباطل . دجج : ابن عمر رضي الله عنهما رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها فقال : هؤلاء الداج وليسوا بالحاج . دج دجيجا ، إذا دب وسعى ومنه الداج وهم الذين يسعون مع الحاج في تجاراتهم ، وقيل : هن الأعوان والمكارون ، وعن بعضهم : الداج المقيم ، وأنشد : عصابة إن حج عيسى حجوا وإن أقام بالعراق دجوا ونظير الحاج والداج في ان اللفظ موحد ، والمعنى جمع قوله تعالى : (سامرا تهجرون) . وقوله الشاعر : أو تصبحي في الظاعن المولى
[ 358 ]
دجر أكل الدجر ثم غسل يده بالثفال . الدجر : اللوبياء . والثفال : الإبريق . والدواحن في (نص) . داجنتهم في (نو) . ولاداجة في (دو) . الدال مع الحاء دحم : النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل : هل يتناكح أهل الجنة ؟ قال نعم دحما دحما . الدحم والدخم والدحب والدعب : نكاح المرأة بدفع وإزعاج دحم ومنه حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : إنه ذكر الجنة فقال : ليس فيه مني ولامنية إنما تدحمونهن دحما . وانتصاب دحما بفعل مضمر أي يدحمون دحما ، ويجوز أن ينتصب على الحال ، أي داحمين . والتكرير للتأكيد ، أو بمنزلة قولك : دحما بعد دحم كقولك : لقيتهم رجلا رجلا . دحض : كان صلى الله عليه وأله وسلم يصلى الهجير التي يسمونها الأولى حين تدحض الشمس . أي تزول لأنها تنزل حينئذ عن كبد السماء وتزول عنها . دحض أراد صلاة الهجير فحذف المضاف وأنث الصفة ، وهي الاسم الموصول لكون الصلاة مرادة ، ومن ذلك قول حسان بردى يصفق بالرحيق السلسل أراد ماء بردى فذكر يصضفق لذلك .
[ 359 ]
دحسم دحمس : كان صلى الله عليه وآله وسلم يبايع الناس وفيهم رجل دحسمان ، وكان كلما أتى عليه أخره حتى لم يبق غيره ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل أشتكيت قط ؟ قال : لا ، قال : فهل رزئت بشئ ؟ قال : لا ، فقال : إن الله يبغض العفرية النفرية ، الذى لم يرزأ في جسمه ولا ماله . الدحمسان والدحمسان : الأسود في سمن وحدارة ، ويلحق بهما ياء النسبة كأحمرى . ولو قيل : إن الميم زائدة لما في تركيب دحس من معنى الخفاء فالدحس : طلب الشئ في خفاء . ومنه داحس ، والدحاس : دويبة . تغيب في التراب لكان قولا . العفر والعفرية والعفريت والعفارية : القوى المتشيطن ، الذي يعفر قرنه . والياء في عفرية وعفارية للإلحاق [ بشر ذمة وعذافرة . وحرف التأنيت فيهما للمبالغة . والتاء في عفريت للإلحاق ] بقنديل ، والنفرية والنفريت والنفارية إتباعات . دحس دخس : مر بغلام يسلخ شاة ، فقال له : تنح حتى أريك فدحس بيده حتى توارت إلى الإبط ، ثم مضى ، فصلى ولم يتوضا . اي دسها بين الجلد واللحم . ومنه حديث عطاء رحمه الله : حق على الناس ان يدحسوا الصفوف حتى لا تكون بينهم فرج . اراد ان يرصوها ويدسوأ أنفسهم بين فروجها وروى : أن يدخسوا بالخاء ، من الدخيس ، وهو اللحم المكتنز ، وكل شئ ملأته فقد دخسته . ومنه : إن العلاء بن الحضرمي أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل الدحس : دسه من حيث لا يعلم به . دحر دحق : ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق من يوم عرفة ، إلا ما رأى يوم بدر . قيل : وما رأى يوم بدر قال : اما إنه رأى جبرئيل يزع الملائكة . الدحر : الدفع بعنف على سبيل الإهانة والإذلال . والدحق : الطرد والإبعاد ، يقال : فلان دحيق سحيق / وأدحقه الله وأسحقه . ومنه : دحقت الرحم إذا رمت الماء فلم تقبله . وأفعل التفضيل من دحر ودحق ، كقولهم : أشهر وأجن من شهر وجن .
[ 360 ]
يزع الملائكة : يعنى بتقدمهم فكيف ريعانهم ، من قوله تعالى : فهم يوزعون . نزل وصف الشيطان بأنه أدحر وأدحق منزلة وصف اليوم به ، لوقوع ذلك في اليوم واشتماله عليه فلذلك قيل : من يوم عرفة ، كأن اليوم نفسه هو الأدحر والأدحق . وقوله إلا ما رأى يوم بدر : استثناء من معنى الدحور ، كأنه قال : إلا الدحور الذي أصيب به يومئذ عند وزع جبرئيل الملائكة . دحق : كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على أحياء العرب في المواسم ، فأتى عامر بن صعصعة فردوا عليه جميلا وقلبوه ، ثم أتاهم رجل من بنى قشير ، فقال لهم : بئس ما صنعتم ! عمدتم إلى دحيق قوم فأجرتموه ، لترمينكم العرب عن قوس واحدة . قالوا : يا محمد أعمد لطيتك ، وأصلح قومك ، فلا حاجة لنا فيك . الدحيق : الطريد . الطية : الوجهة ، وهى فعلة من طوى الأرض . دحو : على عليه السلام عن سلامة الكندى : كان على عليه السلام ، يعلمنا الصلاة على النبي * : اللهم داحى المدحوات ، وباري المسموكات ، وجبار القلوب التى فطرتها : شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ، ونوامى بركاتك ، ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك ، الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، والمعلن الحق بالحق ، والدامغ لجيشات الأباطيل ، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، بغير نكل في قدم ، ولا وهى في عزم ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه . به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم ، موضحات الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومنيرات الإسلام ، فهو أمنيك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحق رحمة ، اللهم افسح له مفتسحا في عدلك ، أو عدنك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك ، له مهنآت غير مكدرات ، من فوز ثوابك المحلول ، وجزل عطائك المعلول . اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم مثواه لديك ونزله ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، مرضى المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل ، وبرهان عظيم . الدحو : البسط والمدحوات : الأرضون ، وكان خلقها ربوة ثم بسطها .
[ 361 ]
المسموكات : السموات ، وكل شئ رفعته فقد سمكته . الجبار : من الجبر الذي هو ضد الكسر ، أي اثبتها وأقامها على ما فطرها عليه من معرفته ويجوز أن يكون من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه ، أي ألزمها وحتم عليها الفطرة على وحدانيته والاعتراف بربوبيته . والفطرات : جمع تكسير فطرة على بناء أدنى الجمع كالقربات والسدرات بكسر العين . قال سيبويه : ومن العرب من يفتح العين وروى عنهم الإسكان أيضا كما يقولون في الغرفة : غرفات . شقيها وسعيدها : بدل من القلوب . الرأفة : أرق الرحمة ، فأضافها إلى التحنن وهو الترحم . الجيشات : جمع جيشة ، من جاش إذا ارتفع . الأباطيل : جمع باطل على غير قياس . والمراد انه قامع ما نجم منها ومزهقه . اضطلع به : قوى بحمله ، افتعل من الضلاعة وهى القوة ، وإجفار الجنبين ، يقال فرس ضليع ، وقد ضلع ، والأصل الضلع . نكل قدم الرجل نكلا : لغة في نكل نكولا . والقدم : التقدم ويجوز أن يراد قدم الرحل ، ويقع نكولها عبارة عن التلكؤ والتأخر . أراد بالقبس نور الحق . الضمير ان في بأهله وأسبابه راجعان إلى القبس يعني من أنعم عليه الله وتكاملت عنده آلاؤه وصل اسباب ذلك القبس به ، وجعله من أهله والمستضيئين بشعاعه . المصدر في خوضات الفتن مضاف إلى المفعول ، أي بعد ما خاضت القلوب الفتن أطوارا وكرات . موضحات : متعلق بهديت ، والأصل هديت إلى موضحات ، فحذف الجار ، وأوصل الفعل . النائر بمعنى المنير : نار الشئ وأنار . شهيدك : أي الشاهد على أمته يوم القيامة . البعيث : المبعوث . المفتسح : موضع الافتساح ، وهو الاتساع ، أو مصدر . العدن : الجنة ، وأصله الإقامة . المحلول : الميسر المهيأ .
[ 362 ]
المعلول : المضاعف المكرر ، من علل الشرب . نزله : رزقه . دحض : أبو ذر رضي الله تعالى عنه إن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن ما دون جسر حهنم طريقا ذا دحض ومزلة . هما الزلق . ابن عباس رضي الله عنهما قال في حديث إسماعيل عليه السلام : فالما ظمئ إسماعيل عليه السلام جعل يدحض الأرض بعقبيه ، وذهبت هاجر حتى قلت الصفا إلى الوادي ، والوادي يومئذ ذلاح . الدحض : الفحص . يقال : دحض المذبوح برجليه . لاح : ضيق بكثرة الشجر والحجارة ، ومنه لححت عينه : التصقت وروى : لاخ ، أي ملتف مختلط ، من قولهم : سكران ملتخ وروى : لخخت عينه ، مثل لححت ، وروى : لاخ بالتخفيف ، من قولهم : التاخ النبت إذا التبس ، وكذلك الأمر ، ولخته لوخا ، يقال : واد لاخ وأودية لاخة ، وتقديره فعل ، كما قيل في كبش صاف وروى : لاخ كقاض ، بمعنى معوج من الألخى ، وهو المعوج الفم . دحو : أبو رافع رضي الله عنه كنت ألاعب الحسن والحسين عليهما السلام بالمداحي . هي أحجار أمثال القرصة يحفرون حفيرة فيدحون بها إليها ، وتسمى المسادي والمراصيع . والدحو : رمي الملاعب بالجوز أو غيره ، وكذلك الزدو ، والسدو ، والرصع : ضربة باليد . ومنه حديث ابن المسيب رحمه الله : إنه سئل عن الدحو بالحجارة فقال : لا بأس به . دحن : سعيد [ بن جبير رحمه الله ] خلق الله آدم من دحناء ، ومسح ظهره بنعمان السحاب . دحناء : اسم أرض . نعمان : جبل بقرب عرفة ، وأضافه إلى السحاب لأن السحاب يركد فوقه لعلوه . دحل : أبو وائل رحمه الله ورد علينا كتاب عمر رضي الله تعالى عنه ونحن بخانقين إذا قال الرجل للرجل : لاتدحل فقد آمنه . من دحل عني إذا فر واستتر ، هو من الدحل . قال : ورجل يدحل عني دحلا كدحلان البكر لاقي الفحلا
[ 363 ]
دحح : عطاء رحمه الله بلغني أن الأرض دحت دحا من تحت الكعبة . أي بسطت ووسعت من بيته : إذا وسعه ، واندح بطنه . دحح أبن زياد لعنه الله دخل عليه زيد بن أرقم وبين يديه رأس الحسين [ عليه وعلى أبيه وجده وأمه وجدته من الصلوات أزكاها ومن التحيات أنماها ] وهو ينكته بقضيب معه ، فغشي عليه ، فلما أفاق قال له : مالك يا شيخ ؟ قال : رأيتك تضرب شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلهما . فقال ابن زياد [ لعنه الله ] : أخرجوه ، فلما قام ليخرج قال : إن محمديكم هذا الدحداح . هو القصر . دحى في الحديث : يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دحية مع كل دحية سبعون ألف ملك . قيل : هو رئيس الجند ، وبه سمى دحيه الكلبي وكأنه من دحاه يدحوه دحى إذا بسطه ومهده لأن الرئيس له التمهيد والبسط ، وقلبت الواو ياء فيه نظير قلبها في قنية وصبية . وروى أبو حاتم عن الأصمعي دحية الكلبي ، ولا ويقال بالكسر ، ولعل هذا من تغيرات الأعلام كشمس ، وموهب ، والحجاج على الإمالة . دحض في (عب) . مندح في (حب) . مدحضة في (سو) . وادحل في (صر) . ودحضت في (بش) . دحمسة في (نف) . الدال مع الخاء دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ إذا أراد أحدكم أن يضطجع على فراشه فلينزع داخله إزاره . وروى : صنفة إزاره ، ثم لينفض فراشه ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه . هي حاشية الإزار التي تلي جسده . وهي الصنفة ، ومشدة هنالك ، فإذا نزعها فقد حل الإزار . خلفه عليه : أي صار بعده فيه ، من هامة أو غيرها ، مما يؤذي المضطجع . " ما " في محل الرفع على الابتداء ، ويدري معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام .
[ 364 ]
دخ : قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن صياد : إني خبأت لك خبيئا ، فما هو ؟ قال : الدخ ، فقال أخسأ ، فلن تعدو قدرك . هو الدخان . قال : عند رواق البيت يغشى الدخا دخل : أبو هريرة رضي الله عنه إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دخلا ، ومال الله نحلا ، وعباد الله خولا . هو الغش والفساد ، وحقيقتة أن يدخل في الأمر ما ليس منه ، أي يدخلون في الدين أمورا لم تجربها السنة . النحل من العطاء : ما كان ابتداء من غير عوض ، والمراد أنهم يعطون بغير استحقاق . والخول : الخدم ، جمع خائل . دخن في (هد) . دخنها في (حل) . يدخسوا في (دح) . الدال مع الدال دد : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أنا من دد ولا الددمني . هذه الكلمة محذوفة اللام ، وقد استعلمت متممة على ضربين ددي كندي ، وددن كبدن فهي من أخوات سنة وعضة في اختلاف موضع اللام فلا يخلوا المحذوف من أن يكون ياء فيكون كقولهم يد في يدي أو نونا فيكون كقولهم : لدفي لدن . ومعناه اللهو واللعب . معنى تنكير الدد في الجملة الأولى الشياع ، وألا يبقى طرف منه إلا وهو منزه عنه ، كأنه قال : ما أنا من نوع من أنواع الدد ، وما أنا في شئ منه . وتعريفه في الثانية لأنه صار معهودا بالذكر ، كأنه قال : ولاذلك النوع مني ، وليس بحسن أن يكون لتعريف الجنس لأن الكلام يتفكك ويخرج عن التئامه . ونظيره جاءني رجل وكان من فعل الرجل كذا . وإنما لم يقل : ولا هو مني لأن الصريح آكد وأبلغ ، والكلام جملتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره : وما أنا من أهل دد ولا الدد من أشغالي . الدال مع الراء دركل درقل : النبيى صلى الله عليه وآله وسلم مر على أصحاب الدركلة فقال :
[ 365 ]
خذوا يا بني أرفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة . قال : فبينا هم كذلك إذ جاءه عمر ، فلما رأوه ابذعروا . الدركلة والدرقلة بوزن الربحلة : ضرب من لعب الصبيان ، وقد درقلوا درقلة . دركل ومنه الحديث : إنه قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم فتية من الحبشة يدرقلون . درقل وفسر بيرقصون وقال شمر : قرئ على أبي عبيد وأنا شاهد : الدركلة بوزن الشرذمة . أرفدة : أبو الحبش . أبذعروا : تفرقوا . دري كان في يده صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه ، فنظر إليه رجل من شق بابه ، فقال له : لو علمت أنك تنظر لطعنت به [ في ] عينك . المدري والمدراة : حديدة يسرح بها الشعر ، وقد درت شعرها . الشق : واحد الشقوق سمى بالمصدر . درمك : إنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل ابن صياد عن تربة الحنة ، فقال : درمكة بيضاء ، يخالطها مسك خالص ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : صدق درمك هي بالكاف والقاف الحواري . درمق : وذكر خالد بن صفوان الدرهم فقال : يطعم الدرمق ويكسو النرمق . درد : لزمت السواك حتى خفت أن يدردني وروى حتى كدت أحفي فمي . درد من الدرد وهو : سقوط الأسنان ، أراد بالفم الأسنان . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يفضض الله فاك . ومثل العرب : متى عهدك بأسفل فيك ؟ وإحفاؤها : إسقاطها من أصولها ، من إحفاء الشعر وهو أن يلزق جزه . درب : أبو بكر رضي الله عنه لا تزالون تهزمون الروم ، فإذا صاروا إلى التدريب وقفت الحرب . قال أبن الأعرابي : التدريب : الصبر في الحرب وقت الفرار ، وقد درب الرجل إذا صبر ، وأصله من الدربة ، [ ويجوز أن يكون التدريب من الدروب كالتبويب من الأبواب ] .
[ 366 ]
درأ : عمر رضي الله عنه صلى المغرب فلما انصرف درأ جمعة من حصى المسجد وألقى عليه رداءه واستلقى . أي سواها بيده وبسطها ، من درألة الوسادة . والجمعة : المجموعة ، ويقال : أعطني جمعة من تمر كالقبضة . درنك : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال عطاء : صلينا معه على درنوك قد طبق البيت كله . الدرنوك والد رموك : [ ضرب ] الطنفسة . ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل أولات الأجنحة [ فهتكه ] . درج : كعب رحمه الله قال له عمر : لأي ابني آدم كان النسل ، فقال ليس لواحد منهما نسل أما المقتول فدرج ، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان ، والناس من بني نوح ، ونوح من بني شيث بن آدم عليهم السلام . درج : مات وذهب . درية في (به) . دررا في (حي) . أدراجك في (لب) . تدردر في (دع) . درينا في (دك) . ولا الدرنة في (طع) . ذو تدرء في (عد) . المدر في (عص) . لا يدري مالله في (بح) . أدروا في (لق) . ولا يداري في (شر) . تدركوني في (بد) . الدال مع السين دسم : النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم ، وعلى رأسه عمامة دسماء . هي السوداء . دسمع : ذكر صلى الله عليه وآله وسلم ما يوجب الوضوء فقال : أود سعة تملا الفم . هي القيئة يقال : دسع الرجل ، ودسع البعير بجرته دسعا ودسوعا : انتزعها دسع من كرشه وألقاها إلى فيه .
[ 367 ]
دسر : عمر رضي الله عنه خطب فقال : إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البرئ فيدسر كما تدسر الجزور ، ويشاط لحمه كما يشاط لحم الجزور دسر يقال عاص وليس عاص . فقال على عليه السلام : وكيف ذاك ولما تشتد البلية ، وتظهر الحمية ، وتسب الذرية ، وتدقهم الفتن دق الرحى بثفالها ؟ الدسر : الدفع . والمعنى يدفع ويكب للقتل كما يفعل بالجزور عند النحر . أشاط الجزار الجزور : إذا قطعها وقسم لحومها . لما : مركبة من لم وما ، وهي نقيضة قد تنفى ما تثبته من الخبر المنتظر . أراد بالمحة حمية الجاهلية . الثفال جلدة تبسط تحت رحى اليد ، يقع عليها الدقيق . قال : فتعر ككم عرك الرحى بثفالها والمعنى : ما تدق الرحى في حال طحنها لأن الثفا إنما يكون معها حينئذ . ومن الدسر حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ليس في العنبر زكاة ، إنما هو شئ دسره البحر . ومنه حديث الحجاج : إنه قال لسنان بن يزيد النخعي [ لعنه الله ] : كيف قتلت الحسين عليه السلام ؟ قال : دسرته بالرمح دسرا ، وهبرته بالسيف هضبرا ، ووكلته إلى امرئ غير وكل . فقال الحجاج : أما والله لا تجتمعان في الجنة أبد ، وأمر له بخمسة آلاف درهم فلما ولى قال : لا تعطوه إياها . الهبر : القطع الواغل في اللحم . والوكل : الجبان الذي يكل أمره إلى غيره . دسم : عثمان رضي الله عنه رأى صبيان تأخذه العين جمالا ، فقال : دسموا نونته . أي سودوا النقرة التي في ذقنه ليرد العين . الحسن رحمه الله كان يقول في المستحاضة : تغتسل من الأولى إلى الأولى ، وتدسم ما تحتها ، وتوضأ إذا أحدثت . أي تسد فرجها من الدسام ، وهو ما يسد به رأس القارورة .
[ 368 ]
في الحديث : لا يذكرون الله إلا دسما . أي قليلا من قولهم : دسم المطر الأرض إذا لم يبلغ أن يبل الثرى ، والدسيم : القليل الذكر . دسيعة ظلم ، وتدسع في (رقب) . ودساما في (نش) . الدال مع الشين دشش : الني صلى الله عليه وآله وسلم دعا قوما من أصحاب الصفة إلى بيت عائشة ، فقال : يا عائشة أطعمينا . قال الرواي : فجاءت بدشيشة ، فأكلنا ، ثم جاءت بحيسة مثل القطا فأكلنا ، ثم جاءت بعس [ عظيم ] فشربنا ، ثم انطلقنا إلى المسجد . الدشيشة كالجشيشة ، وهي حسو يتخذ من برمرضوض . العس : القدح الضخم العظيم . الدال مع العين دعب النبي صلى الله عليه وآله وسملم كانت فيه دعابة . الدعابة كالفكاهة والمزاحة ، مصدر دعب إذا مزح ، والمداعبة مفاعلة منه ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم الجابر بن عبد الله : أبكرا تزوجت أم ثيبا ، قال : دعب بل ثيبا . قال صلى الله عليه وآله وسلم : فهلا بكرا تداعبها وتداعبك ! نصب بكرا بفعل مضمر معناه : فهلا تزوجت بكرا . دعثر لا تقتلوا أولادكم سرا ، أنه ليدرك الفارس فيدعثره . وهو من قولهم : دعثر الحوض إذا هدمه . قال ذوا الرمة : آريها والمنتأى المدعثر والدعثور : الحوض المتثلم ، والمراد النهي عن الغيل وأن من سوء أثره في دعثر بدن المغيل ، وإرخاء قواه ، وإفساد مزاجه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يكتل ويبلغ مبلغ الرجل ، فإذا اراد مقاواة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر . وسبب وهنة انكساره الغيل .
[ 369 ]
ومعنى الإدارك ها هنا كمعنى التدارك في قوله : جرى طلقا حتى إذا قيل سابق تداركه أعراق سوء فبلدا دعع : أمر ضرار بن الأزور أن يحلب ناقة . وقال له : داعي اللبن لا تجهده . أي أبق في الضرع باقيا يدعو ما فوقه من اللبن فينزله ، ولا تستوعبه فإنه إذا استنفض ابطأ الدر . والجهد : الاستقصاء . قال الشماخ : من ناصع اللون حلو غير مجهود دعج : ذكر الخوارج فقال : آيتهم رجل ادعج ، إحدى يديه مثل ثدي المرأة تدردر . هو الأسود . قال : حتى ترى أعناق ليل أدعجا التدردر : الاضطراب ، والمجئ والذهاب ومنه تدردر في مشيته : إذا حرك نفسه . دعاء : الخلافة في قريش ، والحكم في الأنصار ، والدعوة في الحبشة . يعني الأذان جعله في الحبشة ، تفضيلا لبلال ، ورفعا منه ، وجعل الحكم في دعاء الآنصار لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم منهم معاذ بن جبل وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم رضي الله عنهم . سمع رجلا في المسجد يقول : من دعا إلى الجمل الأحمر ، فال : لا وجدت لا وجدت .
[ 370 ]
أراد من أنشده فدعا إليه صاحبه ، وإنما دعا ، كراهية النشدان في المسجد . إنما كان أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلى بعرفات لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . إنما سمى التهليل والتمجيد دعاء لأنه بمنزلته في استيجاب صنع الله وإنعامة . ومنه الحديث : يقول الله : إذا شغل عبدي ثناؤه على عن مسألته أعطيته أفضل ما أعطى السائلين . دعاء الأنبياء يحوز فيه الرفع على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه . دعم : عمر رضي الله عنه وصفه عمر بن عبد العزيز فقال : دعامة للضعيف ، مزمهر على الكافر . شبهه في تقويته الضغيف بالدعامة التي يدعم بها . المزمهر : الغضوب الذي تزمهر عيناه ، أي تحمران من شدة الغضب ، من قولهم : دعم ازمهرت الكواكب إذا لمعت وزهرت ، والميم مزيدة . دعاء : كان يقدم الناس على سابقتهم في أعطياتهم ، فإذا انتهت الدعوة إليه كبر . هي المناداة والتسمية ، وأن يقال : دونك يا أمير المؤمنين ، يقال : دعوت زيدا إذا ناديته ، ودعوته زيدا ، إذا سميته به . دعج في (بر) . أديعج في (مع) . المداعسه في (رض) . الدعوة في (سح) . [ دعابة في (كل) . الدال مع الغين دغر : النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنساء : لا تعذبن أولاد كن بالدغر . هو أن يأخذ الصبي العذرة ، وهي وجع في الحلق ، فتدغر المرأة ذلك الموضع ، دغر أي تدفعه بإصبعها . دغم : ضحى صلى الله عليه وآله وسلم بكبش أدغم . هو ما أسودت أرنبته وما تحت حنكه ، وفي أمثالهم : الذئب أدغم ، وهو من الإدغام ، لأنه لون في لون آخر . دغر علي عليه السلام لاقطع في الدغرة .
[ 371 ]
هي الخلسة لأن المختلس يدفع نفسه على الشئ . تدغرن في (عل) . تدغفقها دغفقة في (نط) . الدال مع الفاء دفأ : النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بأسير يوعك ، فقال لقوم : أذهبوا به فأدفوه ، فذهبوا به فقتلوه ، فوداه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . اراد الإدفاء ، من الدفء فحسبوه الإدفاء بمعنى القتل في لغة أهل اليمن يقال : أدفأت الجريح ودافأته ودافقته ودفوته ودافيته : أجهزت عليه ، والأصل أدفئوه ، فخففه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، ونظيره : لاهناك المرتع ، وتخفيفه القياسي أن تجعل الهمزة بين بين . دفف : فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح دفف هو الذي تضرب به النساء بالضم والفتح . والمراد بالصوت الإعلان . دفو : أبصر صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره شجرة دفواء تسمى ذات أنواط كان يناط بها السلاح وتعبد من دون الله . الأدفى : الطويل الجناح من الطير ، والطويل القرنين من الوعول ويقال : عنز دفواء ، إذا انصب قرناها على طرفي علباويها ، ومن ذلك شجرة دفواء وهي العظيمة الطويله الفروع والأغصان ، الجثلة الظليلة . سمى المنوط به بالنوط وهو مصدر ثم جمع ومنه قولهم : لمزود الراكب الذي ينوطه : نوط . دفف : قال له صلى الله عليه وآله وسلم أعرابي : يارسول الله هل في الحنة إبل ؟ فقال : صلى الله عليه وآله وسلم : نعم تدف بركبانها . أصل الدفيف من دف الطائر إذا ضرب بجاحيه دفية في طيرانه على دفف الآرض ثم قيل دفت الإبل إذا سارت سيرا لينا . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : إنه قال لمالك بن أوس : يا مال إنه قد دفت علينا من قومك دافة ، وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم .
[ 372 ]
هم القوم يسيرون جماعة . وعدى دفت بعلى على تأويل قدم وورد . ومنه حديث سالم رضي الله عنه : إنه كان يلي صدقة عمر فإذا دفت دافة الأعراب وجهها أو عامتها فيهم وهي مسبلة . دفع دفع من عرفات العنق ، فإذا وجد فجوة نص . أي ابتدأ السير من عرفات ، وحقيقته دفع نفسه منها ، ونحاها . وانتصاب دفع العنق كانتصاب الخيزلي والقهقري ، في قولهم : مشى الخيزلي ، ورجع القهقري في أحد الوجهين والعنق : السير الفسيح . الفجوة : المتسع من الأرض ، يقال : بين دور آل فلان فجوة . النص : من نص البعير في السير إذا رفعه ، ولايقال منه فعل البعير . دفع خالد رضي الله عنه لما أخذ الراية يوم مؤته دافع بالناس وخاشى بهم . وروى : رافع . دافع من الدفع بمعنى التنحية . ورافع . من قولهم : رفع الشئ إذا أخذوه وأحرزه . وخاشى : من الخشية والمعنى أنه نحى المسلمين عن القتال ، وصدهم عنه ، وحاذر عليهم منه وكأن مجئ هذه الأفعال على " فاعل " ، فائدته أنه ظاهر غيره على ذلك ، مبالغة في الإبقاء عليهم . دفف : أسر رضي الله عنه من بني جذيمة يوم فتح مكة قوما ، فلما كان الليل نادى مناديه : من كان معه أسير فليدافه . وروى بالتخفيف ، وبالذال المعجمة مع التثقيل ومعنى الثلاثة : فليجهز عليه . ومنه حديث أبن مسعود رضي الله عنه : إنه داف أبا جهل يوم بدر . وروى : أقعص ابنا عفراء أبا جهل ، وذفف عليه ابن مسعود . المراد : أحرضاه وأجهز [ هو ] عليه ، وأصل الإقعاص : إعجال القتل . شريح رحمه الله كان لايرد العبد من الادفان ، ويرده من الإباق البات . قال ابو زيد : هو أن يروغ من مواليه اليوم أو اليومين ، ولا يغيب من المصر . وهو
[ 373 ]
افتعال من الدفن لأنه يدفن نفسه أي يكتمها ، وعبد دفون ، وفعله الدفان . وأما الإباق ، فهو أن يغيب من المصر ويهرب . البات : الذي لاشبهة فيه ، وهو من اليمين الباته ، وهي المنطقعة عن علائق الشروط ، وقد بتت بتوتا . دفر : عكرمة رحمه الله قال في قوله تعالى (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) يدفرون دفرا . هو الدفع العنيف ، يقال : أدفر في قفاه دفرا ، وعن بعضهم إنه اشتق قولهم دفر للدنيا : أم دفر ، من هذا لأنها تدفر أهلها . دفف : في الحديث يؤكل ما دف ، ولا يؤكل ما صف . أي ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه دون ما صفهما كالنسور دفف والصقور ونحوها . فيه دفا في (مس) . فاستدف في (عل) . يادفار في (فر) . يدفون في (قح) . من دفئهم في (نص) . الأدفر في (قش) . وادفرا في (صد) . دفن في (سح) . الدال مع القاف دقع : النبيي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنساء : إنكن إذا جعتن دقعتن ، وإذا شبعتن خجلتن . الدقع : اللصوق بالدقعاء وهو التراب ذلا . والخجل : الأشر ، من خجل الوادي ، إذا كثر صوت ذبابة . لا تحل المسألة إلا لذى فقر مدقع ، أو غرم مفظع ، أو دم موجع . هو الملصق بالتراب لشدته ، ومنه قولهم : ترب إذا افتقر وأما أترب فمعناه : صار له من المال مثل التراب في كثرته ، ومثله أثرى . المفظع : الشديد المثقل . الدم الموجع : أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول ، وإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه ، وهو أخوه أو حميمه ، فيوجعه قتله . دقر : عمر رضي الله عنه استعمل قدامه بن مظعون على البحرين ، فشهدوا
[ 374 ]
عليه بشرب الخمر ، فأتوا به ، فقال : أئتوني بسوط ، فأتاه أسلم مولاه بسوط دقيق ، فقال عمر لأسلم : قد أخذتك دقرارة أهلك ائتني بغير هذا ، فأتاه بسوط تام فجلده . الدقرارة : واحدة الدقارير وهي الأباطيل وعادات السوء ، قال الكميت : وإن ابيت من الأسرار هينمة على دقارير أحكيها وأفتعل والمعنى أن عادة السوء التي هي عادة منصبك وقومك في العدول عن الحق ، والعمل بالباطل ، قد نزعتك ووكان أسلم عبدا بجاويا . الدقل في (هد) . وفي (ذا) . الدال مع الكاف دكدك : النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل جرير بن عبداللله البجلي عن منزله ببيشة فقال : سهل ودكداك ، وسلم وأراك ، وحمض وعلاك ، وبين مخله نخله ، ماؤنا ينبوع ، وجنابنا مريع ، وشتاؤنا ربيع . فقال له : ياجرير إياك وسجع الكهان . ويروى أنه قال : شتاؤنا ربيع : وماؤنا يميع ، أو يريع ، لايقام ماتحها ، ويحسر صابحها ، ولا يعزب سارحها فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن خير الماء الشجم وخير المال الغنم ، وخير المرعى الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا ، وإذا سقط كان درينا ، وإذا أكل [ كان ] لبينا . الدكداك : الرمل المتلبد بالأرض ، غير الشديد الارتفاع . والعلاك والعلك : شجر بالحجاز . يميع : يسيل يريع : يثوب . الماتح : نازع الدلو ، أراد أن ماءهم سائح ، فلا يحاجون إلى إقامة ماتح . حسر يحسر : إذا أعيا . الصابح : الذي يصبح الإبل أي يسقيها صباحا يعني أنه يوردها الشريعة فلا يعيا في سقيها . السارح : النعم أي نبتها قريب من المنازل ، فنعمهم لاتعزب . الشبم : البارد ، وقيل : أنما هو السنم أي العالي على وجه الأرض أخلف : أخرج الخلفة وهي الورق بعد الورق الأول . اللجين : الورق يدق حتى يتلجن أي يتلزح ثم توجره الإبل .
[ 375 ]
الدرين : حطام المرعى إذا قدم . اللبين : بمعنى اللابن من لبنت القوم إذا سقيتهم اللبن ، كأنه يلبن القوم : لأنه يدره ويكثره . دكك : الآشعري رضي الله عنه كتب إلى عمر رضي الله عنه : إنا وجدنا بالعراق خيلا عراضا دكا ، فما يرى أمير المؤمنين في أسهامها ؟ فكتب إليه عمر : تلك البراذين فما قارف العتاق منها فاجعل له سهما واحد وألغ ما سوى ذلك . الأدك : العريض الظهر القصير من دككت الشئ إذا ألصقته بالأرض ، وناقة دكاء : لاسنام لها . قارف : أي قاربها في السرعة . [ بالدكادك في (مخ) . ] الدال مع اللام دلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت أم المنذر العدوية : دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي بن أبي طالب عليه السلام [ وهو ] ناقة ، ولنا دوال معلقة ، فقام فأكل ، وقام على يأكل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مهلا فإنك ناقة فجلس علي عليه السلام وآكل منها رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم ، ثم جعلت لهم سلقا وشعيرا ، فقال له : من هذا أصب فإنه أوفق لك . دلأ الدوالي : بسر يعلق فإذا أرطب أكل ، وهي من التدلية . دلق : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتدلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى ، فيقال : مالك ؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه . الاندلاق : خروج الشئ من مكانه . الأقتاب : الأمعاء ، جمع قتب . دلح : إن أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم كن يدلحن بالقرب على ظهورهن ، يسقين أصحابه ، باديه خدامهن في غزوة أحد .
[ 376 ]
الدلح : أن يمشي بالحمل وقد أثقله ، منه سحائب دلح . الخدام : الخلاخيل ، جمع خدمة إن امرأة رأت كلبا في يوم حار ، يطيف ببئر ، قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها [ فسقته ] فغفر لها . دلع لسانه وأدلعه : أخرجه ، ودلع بنفسه . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : يبعث شاهد الزور يوم القيامة مدلعا لسانه في النار . الموق : ضرب من الخفاف ، فارسية معربة ، ويجمع أمواقا . دللك : عمر رضي الله عنه كتب إلى خالد بن الوليد : بلغني أنك دخلت الحمام بالشام ، وأن من بها من الأعاجم أعدوا لك دلوكا عجن بخمر ، وإني أظنكم آل المغيرة ذرء النار وروى : ذرو النار . الدلوك : ما تدلك به جسدك من طيب وغيره . الذرء : أصله من ذرأ الأرض إذا بذرها ، وذرأ فيها ، وزرع فيا الحب : ألقاه فيها وزرع ذرئ ومنه قوله : شققت القلب ثم ذرأت فيه هواك فليم فالتأم الفطور . فاستعير للخلق . ومنه قول ابي طالب : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وناصبه فعل مضمر تقديره ذرتم ذرءا للنار ، فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى النار ، ومعنى إضافته إليها أنهم ذرءوالها ، من قوله تعالى : (ولقد ذرأنا لجنهم) ويجوز أن يراد بالمصدر المفعول كالخلق ، ويعمل النصب فيه الظن على أنه مفعول ثان . وأما الذرو ، فقد قيل : ذروت بمعنى ذرأت ، أي بذرت ، فسبيله سبيل الذرء وقيل : هو من ذرت الريح التراب ، ومعناه تذرون في النار ذروا . دلج : إن رجلا أتاه فقال : إن امرأة أتتني أبايعها ، فأدخلتها الدولج ، فضربت بيدي إليها . هو المخدع ، وكذلك كل ما ولجت فيه من كهف أو سرب ، فهو تولج ودولج ، والأصل وولج دلج " فوعل " من الولوج ، فالتاء بدل من الواو والدال من التاء .
[ 377 ]
دلح : سلمان رضي الله عنه اترى هو وأبو الدرداء لحما فتدالحاه بينهما على عود . التدالح : تفاعل من دلح بحمله والمعنى : وضعاه على عود ، واحتملاه آخذين بطرفيه . أبو هريرة رضي الله عنه صل العشاء إذا غاب الشفق ، وادلام الليل من هنا ما بينك وبين ثلث الليل ، وما عجلت بعد ذهاب البياض فهو أفضل . هو افعال من الدلمة كاحمار من الحمرة يقال ليل أدلم : أسود مظلم دلم من هنا : أي من قبل المغرب ، وهذا الحديث حجة لأبي حنيفة رحمه الله في اعتباره الشفق الأبيض . دلو ابن الزبير رضي الله عنهما وقع حبشي في بئر زمزم ، فأمر أن يدلوا ماءها الدلو : نشط الدلو ، والإدلاء إرسالها ، وأما قول العجاج : دلو يكشف عن جمانة دلو الدال عباءة غبراء من أجن طال فقال المبرد : يريد المدلي ولكنه أخرجه على الأصل للقافية إذ كانت الهمزة زائدة ، وهذا ردئ في الضرورة ، لأن الهمزة إنما زيدت لمعنى ، فمتى حذفت زال ذلك المعنى ، ودخل في باب آخر ، وأنشد أبو عبيدة في مثل ذلك : يخرجن من أجواز ليل غاض وإنما حقه مغض . وقال أبو علي الفارسي : أراد المدلي ، فحذف الزيادة ، أو أراد دلو ذي الدلو ، كلا بن تامر . وقال بعضهم : الدالي والمدلي جميعا صفتان للمستقى وكأنه قال : دلو المستقى ، ولو قيل : إنما قصد بقوله دلو الذال تزح النازح ، لأن حقيقة نزح الماء واستقائه في الدلو لا في الإدلاء وعمله في كشف العرمض ابلغ من عمله ، ولأن النزع لا يكون إلا بعد الإرسال ، ويكون عكس ذلك لكان فولا وجيها .
[ 378 ]
دلك شفيق رحمه الله قال في قوله تعالى : (أقم الصلوة لدلوك الشمس) . دلوكها : غروبها . قال : وهو في كلام العرب دلكت براح . دلكت الشمس : إذا زالت ، وإذا غابت ، قيل : لأن الناظر إليها [ يدلك عينه ، ونظيره : أفغر النجم إذا استوى على رؤوسهم لأن الناظر إليه ] يفغر فاه . وقوله : براح فيه قولان : أحدهما أنه جمع راحة ، يعني أنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت ؟ قال : هذا مقام قدمى رباح ذبب حتى دلكت براح الثاني أن براح بوزن قطام اسم للشمس ، وهي معدولة عن بارحة سميت بذلك لظهورها وانكشافها ، من البراح : البراز ، وبارحة : كاشفة ، وعلة بنائها شبهها بفعال في الأمر . دلس : ابن المسيب رحمه الله عمر رضي الله عنه لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس دولسيا . الدولسى : الأمر الذي فيه تدليس ، وأصله أن يستر البائع على المشتري عيب دلس السلعة من الدلس وهو الظلمة . والمراد : متعة النكاح كان الرجل يشارط المرأة بأجل معلوم على شئ يمتعها به ، يستحل به فرجها ، ثم يفارقها من غير تزوج ولا طلاق وإنما أحل ذلك للمسلمين بمكة ثلاثة ايام حين حجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم حرم فالمعنى : لو لم ينه عنها لكان أصحاب الريب يتخذونها سببا وسلما إلى الزنا مدلسين به على الناس . دلم : مجاهد رحمه الله إن الأهل النار جنابا يستريحون إليه ، فإذا أتوه لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدلم . الدلمة : سواد مع طول رجل أدلم وليل أدلم ، ودلم الشئ : اشتد سواده دلك الحسن رحمه الله سئل أيدالك الرجل امرأته ؟ قال : نعم إذا كان ملفجا . المدالكة والمداعكة والمماعكة : المماطلة ، والمعنى مطله إياها بالمهر . دلك الملفج ، بالفتح : المعدم ، من قولهم : ألفجتني إليك الحاجة أي اضطرتني ، ويقال : ألفج إذا أفلس ، فهو ملفج بالكسر .
[ 379 ]
وليدلف ، ودله عقلي في (قح) . ودله في (سم) . الدلاة في (رع) . دلونا في (قف) . دلقاء في (حم) . الدال مع الميم دمر : النبيى صلى الله عليه وآله وسلم من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دمر وروى : من سبق طرفه استئذانه فقد دمر . دمر على القوم هجم عليهم بمكروه ، ومنه الدمار : الهلاك . وهجوم الشر وقيل دمر للدخول بغير إذن دمور لأنه هجوم بما يكره . والمعنى : إن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر . دمث بينما هو يمشي في طريق إذا مال إلى دمث فيال فيه ، وقال : إذا بال أحدكم فليرتد لبوله . دمث المكان دمثا : إذا لان وسهل فهو دمث ودمث ، ومنه دماثه الخلق . الارتياد : افتعال من الرود ، كالابتغاء من البغي ، ومنه الرائد طالب المرعى يقال : راد الكلأ وارتاده والمعنى : فليطلب مكانا مثل هذا فحذف المفعوال لدلالة الحال عليه . من كذب على معتمدا فإنما يدمث مجلسه من النار أي يسهله ويوطئه ، بمعنى يهيئه للجلوس فيه . دمو : قال صلى الله عليه وآله وسلم لسعد رضي الله عنه يوم أحد : ارم فداك أبي وأمي قال سعد : فرميت رجلا بسهم فقتلته ، ثم رميت بذلك السهم أعرفه حتى فعلت ذلك وفعله مرات ، فقلت : هذا سهم مبارك مدمي ، فجعلته في كنانتي فكان عنده حتى مات . قيل لهذا السهم سهم مدمي وسهم أسود لأنه رمى به غير مة رة فلطخ بالدم حتى
[ 380 ]
ضربت حمرته إلى السواد والرماة يتبركون بالسهام الكائنة بهذه الصفة . ومنه قوله : هلا رميت ببعض الأسهم السود وعن بعضهم : هو مأخوذ من الدامياء ، وهي البركة . دمس : في ذكر المسيح عليه السلام سبط الشعر ، كثير خيلان الوجه ، كأنه خرج من ديماس . هو بالفتح والكسر السرب لظلمته ، من الليل الدامس ويقال دمسته إذا أقبرته دمس وكان للحجاج سجن يعرف بالديماس يعنى أنه في نضرة لونه وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن . دمج : من شق عصا المسلمين وفي إسلام دامج فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه دمج وروى : في إسلام داج . يقال : ليلة دامجة بمعنى داجية وهي التي دمج ظلامها في كل شئ أي دخل : كما يقال وقب ، والمعنى شمول الأسلام وشياعة . والداجي : قريب من هذا ، وقد تقدم وقيل : الدامج المجتمع المنتظم ، ودمج الأمر : إذا استقام ، ومنه الصلح الدماج . دمن إن الناس كانوا يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحها ، فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع : قد أصاب الثمر الدمان وأصابه قشام ، فلما كثرت خصومتهم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : لاتبتاعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم واختلافهم .
[ 381 ]
الدمان والدمال بالفتح : فساده وعفنه قبل إداركه حتى يسواد ، من الدمن دمن والدمال وهما السرقين . القشام : انتفاضه قبل أن يصير بلحا ، وقيل هو أكال يقع فيه ، من القشم وهو الأكل ، ومن قول العرب : ما أصابت الإبل مقشما إذا لم تصب ما ترعاه . دمل سعد رضي الله تعالى عنه كان يدمل أرضه بالعرة ، وكان يقول : مكتل عرة بمكتل برة . دمل الأرض : تسميدها لأنه يصلحها ، من دمل بين القوم إذا أصلح ، دمل واندمل الجرح . المكتل : به الزنبيل من كتله إذا جمعه ، ورجل مكتل الخلق لأنه آلة لجمع ما يجمع فيه . العرة : العذرة . دمق : خالد كتب إلى عمر رضى الله عنهما : إن الناس قد دمقوا في الخمر ، وتزاهدوا في الحد . هو من دمق على القوم ودمر إذا هجم والمعنى : إنهم تهافتوا في معاقرتها تهافتا . دمك : وهب رحمه الله في قصة إبراهيم أنه وإبنه إسماعيل عليهما السلام كانا يبنيان البيت ، فيرفعان كل يوم مدماكا . الصف من اللبن والحجارة ساف عند أهل العراق ، وعند أهل الحجاز مدماك ، وهو من الدمك وهو التوثيق . ورجل مدموك الخلق : معصوبه . ومنه الحديث : كان بناء الكعبة في الجاهلية مدماك حجارة ، ومدماك عيدان من سفينة انكسرت . دمم : النخعي رحمه الله تعالى كان لا يرى بأسا بالصلاة في دمة الغنم . قلب نون الدمنة لوقوعها بعد الميم ميما أدغمت الأولى في الثانية ، وذلك لتقاربهما واتفاقهما في الغنة والهواء . قال سيبويه : وتدغم النون مع الميم نحو : عمطر لأن صوتهما واحد ، ثم قال : حتى إنك تسمع الميم كالنون ، والنون كالميم حتى تبين الموضع ولهذا جمعوا بينهما في القوافي في كثير من الشعر . وقيل الدمة : مربض الغنم لأنه دم بالبول والبعر ، من دممت الثوب إذا طليته بالصبغ ، وقدر دميم مطلية بالطحال ، ودم البيت : طينه .
[ 382 ]
دمية ودمثا في شذ . دمثات في اه . وفي حم . دميتها في قت . الدماث في بش . الدال مع النون دندن : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سأل رجلا : ما تدعو في صلاتك ؟ فقال : أدعو هكذا وكذا ، وأسأل ربى الجنة ، وأتعوذ به من النار ، فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنها . فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : حولهما ندندن . وروى : عنهما ندندن . هي كلام أرفع من الهينمة ، تردده في صدرك تسمع نغمته ولا يفهم . ومنه : دندن الرجل : إذا اختلف في مكان واحد مجيئا وذهابا . ويجوز أن يكون في المعنى من الدنن ، وهو التطامن ، يقال : نبت أدن ، وفرس أدن لأنه يخفض صوته ويطأمنه . ووحد الضمير في قوله : فلا نحسنها لأنه يضمر للأول كقوله : رماني بأمر كنت منه ووالدى بريا الضمير في حولهما للجنة والنار . والمعنى : ما تدندن إلا حول طلب الجنة ، والتعوذ من النار ، ومن أجلهما - ولا مباينة في الحقيقة بين ما ندعو به نحن وبين دعائك . وأما عنهما ندندن . فالمعنى أن دندنتنا صادرة عنهما ، وكائنه بسببهما . دنق : الأوزاعي رحمه الله سئل عن المسلم يؤسر ، فيريدون قتله ، فيقال له : مد عنقك أيمد عنقه ، وهو يخاف أن يفعل أن يمثل به ؟ فقال : ما أرى بأسا إذا خاف إن لم يفعل يمثل به أن يدنق في الموت . أي يدنو منه ويدخل فيه من دنقت الشمس إذا دنت من الغروب ، ودنقت عينه : غارت وتقديرهما : ما أرى به بأسا في ان يدنق فحذف الجار مع أن . دنو : في الحديث سموا ، ودنوا ، وسمتوا .
[ 383 ]
هذا في الطعام ، أي سموا الله ، وكلوا ممادنا منكم ، وادعوا للمطعم بالبركة . الدال مع الواو دوم : النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يبال في الماء الدائم ، ثم يتوضى منه . هو الساكن دام الماء يدوم ، وادمته أنا . ومنه تدويم الطائر وهو أن يترك الخفقان بجناحيه في الهواء . ودوام الشئ : مكثه وسكونه . دور إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . استدار بمعنى دار . قال : كما يستدير الحمار النعر والمعنى : أن أهل الجاهلية كانوا يقاتلون في المحرم وينسئون تحريمه إلى صفر ، فإذا دخل صفر نسئوه أيضا واهكذا إلى أن تمضى السنة ، فلما جاء الإسلام رجع الأمر إلى نصابه ، ودارت السنة بالهيئة الأولى . قال : ثلاث ذهابا إلى المدد ، كقوله : ثلاث شخوص ، لأنه ذهب إلى الأنفس . اضاف رجبا إلى مضر ، لأنهم كانوا يعظمونه . دوك في قصة خيبر : لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فبات الناس
[ 384 ]
يدوكون ، فلما أصبح دعا عليا ، فاعطاه الراية ، فخرج بها يؤج حتى ركزها في رضم من حجارة تحت الحصن . أي يخوضون فيمن يدفعها إليه ، ومنه : وقعوا في دوكة ودوكة . يؤج : يسرع ويهرول . قال : يؤج كما أج الظليم المنفر . الرضم : صخور كالجزور متراكمة ، يقال : بنى داره فرضم فيها الحجارة . دوج قال له صلى الله عليه وآله وسلم رجل : يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت ، قال : أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال : بلى . قال : فإن هذا بذاك . وروى : إن أبا الطويل شطبا الممدود أتاه فقال : يا رسول الله ، أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها وهو في ذلك لا يترك حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه ، هل له من توبة ؟ قال : هل أسلمت ؟ قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، قال : نعم قد عمل الخيرات بترك الشهوات يجعلهن الله لك خيرات كلها . الداجة : إتباع ، وعينها مجهولة الشأن ، فحملت على الأغلب ، لأن بنات الواو من المعتل العين أكثر من بنات الياء . والمعنى : أنه لم يبق شيئا من حاجات النفس أو شهواتها أو معاصيها إلا قضاه . وأما الداجة فقد مضى تفسيرها والمراد الجماعة الحاجة والداجة . في أليس ضمير الأمر والشأن . دور مثل الجليس الصالح كمثل الدارى إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه ، ومثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يحرقك من شرار ناره علقك من نتنه . الدارى : العطار ، نسب إلى دارين بلد ينسب العطر إليها ، قال : إذا التاجر الدارى جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقه تجرى الإحذاء : الإعطاء ، والحذية والحذيا : العطية . كير الحديد : المبنى من الطين ، ويكون زقه أيضا ، وقيل : الكير الزق ، والكور من الطين ، ويوشك أن تكون الياء فيه عن الواو ، ويكون بابهما واحدا ، وفرق بين البناءين بضم الفاء وكسرها ، واشتقاقهما من الكور الذي هو ضد الحور لأن الريح تزيد فيهما عند كل نفخة ، وتنقص وكلا تفسيري الكير له وجه ها هنا ، أما المبنى فظاهر أمره واما الزق فلأنه
[ 385 ]
سبب حياة النار فجازت إضافتها وما يتعلق بها إليه . السوء : الرداءة والفساد ، فوصف به كما يوصف بالمصادر . وقال أبو زيد : سمعت بعض قيس يقول : هو رجل سوء ورجلان سوءان ورجال أسواء ، واكثر الاستعمال على الإضافة تقول : رجل سوء ، وعمل سوء . ومنه قوله تعالى ظن السوء . الفتح ألا أنبئكم بخير دور الأنصار ؟ دور بنى النجار ، ثم دور بنى الأشهل ، ثم دور بنى الحارث ، ثم دور بنى ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير . دور القوم وديارهم : منازل إقامتهم ، ومنه قولهم : ديار ربيعة وديار مضر للبلاد التى أقاموا بها ، وأما قولهم : دور بنى فلان يريدون القبائل ، ومرت بنا دار بنى فلان أي جماعتهم ، وكذلك قولهم : بيوت العرب بيوتاتها والمراد أحياؤها ، وهى في الأصل الأخبية ، فعلى أن أصله أهل الدور وأهل البيوت فحذف المضاف واستمر على حذفه ، كقولهم : قريش ومضر . ومنه الحديث : ما بقيت دار إلا بنى فيها مسجد أي قبيلة . دوأ قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : من سيدكم يا بنى سلمة ؟ قالوا : الجد بن قيس ، على انا نبخله . فقال : وأى داء أدوأ من البخل ؟ بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح ، فقال بعض الأنصار : وسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو ذى الندى أن يسودا إذا جاءه السؤال أنهب ماله وقال خذوه إنه عائد غدا وليس بخاط خطوة لدنية ولا باسط يوما إلى سوءة يدا فلو كنت يا جد بن قيس على التى على مثلها عمرو لكنت المسودا دوأ داء الرجل يداء داء فهو داء ، والمرأة داءة ، وتقديرهما فعل وفعلة . وفي كلام بعض الأعراب : كحلني بما تكحل به العيون الداءة فهو نظير شاء في أن عينه حرف علة ، ولامه همزة أصلية غير منقلبة ، واما دوى يدوى دوى فهو دو فتركيب برأسه . وليس لقائل أن يقول : إن داء من دوى قلبت واوه ألفا ، وياؤه همزة ، وجمع بين إعلالين . الجعد : الكريم الجواد ، وإذا ذكرت اليد فقيل : جعءد اليدين وجعد البنان وجعد الأصابع فهز اللئيم البخيل ، ويقال في ضده : سبط البنان ، ويده سبطة . وقد جاء القطط تأكيدا له في المعنيين جميعا فقالوا : للكريم : جعد قطط ، واللئيم جعد اليدين قطط ، قال : سمح اليدين بما في رحل صاحبه جعد اليدين بما في رحله قطط
[ 386 ]
والقول في ذلك أن اليد إذا وصفت بالجعودة فقد وصفت بالانقباض الذي هو ضد الانبساط وهذا ظاهر ، أما وصف الرجل بذلك فلأن الغالب على العرب جعودة الشعر ، وعلى العجم سبوطته . قال : هل يروين ذودك نزع معد وساقيان سبط وجعد قالوا : يعنى بالبسط العجمي والجعد العربي ، لأنهما لا يتفاهمان كلامهما ، فلا يشتغلان بالكلام عن السقى ، فهذه في الأصل كناية عن خلوة من الهجنة وخلوصه عربيا ، ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح ، وردفه أن يكون كريما جوادا . التى : أراد الصفة التى ، أو العادة التى . دوم حذيفة رضى الله عنه ذكر الفتن ، فقال : إنها لآتيتكم ديما ديما . الديمة : المطر يدوم أياما لا يقلع فهى فعلة من الدوام ، وانقلاب واوها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . وقولهم في جمعها ديم ، وإن زال السكون لحمل الجمع على الواحد وإتباعه إياه شبهها بهذه الأمطار وكرر ، أراد أنها تترادف وتمكث مع ترادفها . ومنه حديث عائشة رضى الله تعالى عنها : إنها سئلت : هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفضل بعض الأيام على بعض ؟ فقالت : كان عمله ديمة . دوح ابن عمر رضى الله عنهما قطع رجل دوحة من الحرم ، فأمره أن يعتق رقبة . هي الشجرة العظيمة من أي شجر كانت . قال : يكب على الأذقان دوح الكنهبل واندحت الشجرة . ومظلة دوحة أي دوم عظيمة . عائشة رضى الله تعالى عنها كانت تأمر من الدوام بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق . الدوام : الدوار ، وديم به مثل دير به ومنه الدوامة لدورانها . العجوة : ضرب من أجود التمر . دول الحجاج يوشك أن تدال الأرض منا ، فلنسكنن بطنها كما علونا ظهرها ،
[ 387 ]
ولتأكلن من لحومنا كما أكلنا من ثمارها ، ولتشربن من دمائنا كما شربنا من مائها ، ثم لتوجدن جرزا ، ثم ما هو إلا قول الله : ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون . يس أي تجعل للأرض الكرة علينا تقول : أدال الله زيدا من عمرو مجازا : نزع الله الدولة من عمرو فأتاها زيدا . وفي أمثالهم : يدال من البقاع كما يدال من الرجال . أي تؤخذ منها الدول . قال المبرد : أرض جرز وأرضون أجراز : إذا كانت لا تنبت شيئا ، وتقدير ذلك انها كأنها تأكل نبتها فلا تبقى منه شيئا ، من الجرز وهو الاستئصال . هو : ضمير الشأن ، أي ما الشأن إلا قول الله تعالى . دوح في الحديث كم من عذق دواح في الجنة لأبى الدحداح . قيل هو العظيم ، فعال من الدوحة . ودائس في غث . دوماء الجندل في (ند) . ديمومة ودوية ودوهصها ودوفصها في (عب) . من الدواى في (ين) . ديما في (حى) . الدأم في (سأ) . الدال مع الهاء الدهر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا تسبوا الدهر فإن الدهرهو الله . وروى : فإن الله هو الدهر . الدهر : الزمان الطويل ، وكانوا يعتقدون فيه انه الطارق بالنوائب ، ولذلك اشتقوا من اسمه دهر فلانا خطب إذا دهاه ، وما زالوا يشكونه ويذمونه . قال حريث : الدهر أيتما حال دهارير .
[ 388 ]
أي دواه وخطوب مختلفة ، وهو بمنزلة عباديد في أنه لم يستعمل واحده ، قال رجل من كلب : لحا الله دهرا شرة قبل خيره تقاضى لم يحسن إلى التقاضيا وقال الشنفرى : بزنى الدهر وكان غشوما وقال يحيى بن زياد : عذيري من دهر كأنى وترته رهين بحبل الود أن يتقطعا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذمه ، وبين لهم أن الطوارق التى تنزل بهم منزلها الله عز وسلطانه دون غيره ، أنهم متى اعتقدوا في الدهر أنه هو المنزل ثم ذموه كان مرجع المذمة إلى العزيز الحكيم ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا . والذي يحقق هذا الموضع ، ويفصل بين الروايتين ، وهو أن قوله : فإن الدهر هو الله حقيقته : فإن جالب الدهر هو الله لا غيره ، فوضع الدهر عندهم بجلب الحوادث . كما تقول : أن أحنيفة أبو يوسف ، تريد أن النهاية في الفقه أبو يوسف لا غيره ، فتضع أبا حنيفة موضوع ذلك لشهرة بالتناهي في علمه ، كما شهر الدهر عندهم بجلب الحوادث . ومعنى الرواية الثانية : فإن الله هو الدهر ، فإن الله هو الجالب للحوادث لا غير الجالب ، ردا لاعتقادهم أن الله ليس من جلبها في شئ ، وان جالبها الدهر كما لو قلت : إن أبا يوسف أبو حنيفة ، كأن المعنى أنه النهاية في الفقه لا المتقاصر . هو : فصل ، أو مبتدأ خبره أسم الله ، أو الدهر في الروايتين . دهس عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل من الحديبية فنزل دهاسا من الأرض ، فقال : من يكلؤنا الليلة ؟ فقال بلال : أنا ، ثم ذكر أنهم ناموا حتى طلعت الشمس ، فاستيقظ ناس فقلنا : أهضبوا . الدهس والدهاس : ما سهل ولان من الأرض ، ولم يبلغ أن يكون رملا . قال : وفي الدهاس مضبر مواثم هضبوا في الحديث : أفاضوا فيه بشدة ، من هضبت السماء إذا وقع مطرها وقعا شديدا كرهوا أن يوقظوه ، فأرادوا ان يستيقظ بكلامهم .
[ 389 ]
دهم من أراد المدينة بدهم أذابه الله كما يذوب الملح في الماء . قال المبرد : يقال للعامة الدهماء ، يراد أنهم قد غطوا الأرض ، كما يقال عليك بالسواد الأعظم ، وعلى ذلك يقال في كثرة جاءهم الدهم ، قال : جئنا بدهم يدهم الدهوما مجر كأن فوقه النجوما ومنه الحديث : إن ابا جهل يشعر بعسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر حتى تصايح الفريقان ، ففزع أبو الحكم ، فقال : ما الخبر ؟ فقيل : محمد في الدهم بهذا القوز فأخذته خوة فلا ينطق . القوز : الكثيب المستدير . الخوة : أصلها الفترة التى تصيب ، من الخوى وهو الجوع فاستعيرت ، وفيها دليل على ان لام خوى واو ، وأنه مثل قوى من القوة . ومن الدهم حديث بشير بن سعد رضى الله عنه : إنه خرج في سرية إلى فدك ، فأدركه الدهم عند الليل فأصيب أصحابه ، وولى منهم من ولى ، وقاتل قتالا شديدا حتى ضرب كعبه ، وقيل : قد مات . يضرب كعب الصريع في المعركة فإن لم يتحرك أوقن بموته . دهمق عمر رضى الله تعالى عنه لو شئت أن يدهمق لى لفعلت ذلك ولكن الله عاب قوما فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها . الحقاف الدهمقة في الطعام : التجويد والتليين ، يقال : وتر مدهمق ، إذ جاء به فاتله مستويا ، وقدح مدهمق : مستوى المتن ، نقى من العيوب ، وسمى مدرك الفقعسى مدهمقا لتجويده شعره . دهق العباس رضى الله تعالى عنه قال عببدالله : إنه ربما سمعت العباس يقول : اسقوني دهاقا . أي كأسا مترعة ، وكأنها التى تدهق ما فيها ، أي تفرغ لشدة امتلائها ، يقال : دهق الماء دهقا إذا أفرغه . وإنما ذكر هذا ابن عباس استشهادا لقوله تعالى : وكأسا دهاقا . النبأ دهم حذيفة رضى الله تعالى عنه ذكر الفتنة فقال : أتتكم الدهمياء ترمى
[ 390 ]
بالنشف ، ثم التى تليها ترمى بالرضف ، والذي نفسي بيده ما أعرف لى ولكم إلا أن تخرج منها كما دخلنا فيها ! هي تصغير الدهماء وهى الفتنة المظلمة ، وهو التصغير الذي يقصد به التعظيم . النشف : جمع نشفة وهى الفهر السوداء كأنها محرقة . الرضف : الحجارة المحماة ، والواحدة رضفة . ذكر تتابع الفتن ، وفظاعة شأنها ، وضرب رميها بالحجارة مثلا لما يصيب الناس من شرها ، ثم قال : ليس الراى إلا أن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخلنا فيها . دهس في (به) . الدهقان في (قر) . المدهن في (صب) . يدهن بالبعير في (دى) . دهارير في (رج) . فتدهدى في (ثل) . الدال مع الياء دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج الأعشى واسمه عبد [ الله ] ابن لبيد الأعور الحرمازى في رجب ، يمير اهله من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزا عليه ، فعاذت برجل منهم يقال له : مطرف بن بهضل ، فجعلها خلف ظهره ، فلما قدم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعاذ به ، وأنشأ يقول : يا سيد الناس وديان العرب إليك أشكو ذربة من الذرب كالذئبة الغبساء في ظل السرب خرجت أبغيها الطعام في رجب فخلفتني بنزاع وحرب أخلفت الوعد ولطت بالذنب وقذفتني بين عيص مؤتشب وهن شر غالب لم غلب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتمثلها ويقول : وهو شر غالب لمن غلب يكرر ذلك عليه . وكتب إلى مطرف : انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه . الديان : فعال ، من دان الناس إذا قهرهم على الطاعة . يقال : دنتهم فدنوا ، أي قهرتهم فأطاعوا .
[ 391 ]
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والأحمق من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله . الذربة : فعلة منقولة من قعلة كما تقول في كلمة : كلمة ، وفي معدة معدة . يقال : ذرب الرجل ذربا وذرابة : إذا صار حاد اللسان ، فهو ذرب ، وهى ذرية ، وذرب لسانه وصفها بالسلاطة . وقيل : ذرب اللسان : سرعته وفساد منطقه من ذربت معدته ، إذا فسدت . وعن أبي عبيدة : هو سرعة اللسان حتى لا يثبت الكلام فيه ، كذرب المعدة وهو فساد المعدة حتى لا يثبت الطعام فيها . وقيل : الذربة الفاسدة لمكرها وخيانتها . الغبسة : الغبرة إلى السواد . بغاه الشئ : طلبه له ، يقال : أبغني كذا ، وابغاه عليه : اعانه على بغائه . فخلفتني : أي بقيت بعدى . بنزاع وحرب ، أي مع خصومة وغضب ، يقال : حرب حربا إذا غضب ، وحربة غيره يريد نشوزها عليه بعد حيلة ، وعياذها بمطرف ولو روى فخلفتني كان المعنى : فتركتني خلفها بنزاع إليها وشدة حال من الصبوة إليها ، كأنه يدعو بالويل والحرب وراءها ، وهو من حرب الرجل ماله فهو حرب . لطت الناقة بذنبها إذا ألزقته بحياها ، ومنه قيل للعقد للصوقة بالنحر ، وهى تفعل ذلك إذا أبت على الفحل فهذه كناية عن النشوز ، وقيل : لما أقامت على أمرها ، ولزمت أخلافها وقعدت عنه كانت كالضارب بذنبه المقعى على أسته لا يبرح . العيص : الشجر الملتف الكثير . والمؤتشب : الملتف الملتبس ، ضربه مثلا لالتباس أمره عليه . اللام في قوله لمن غلب متعلق بشر ، كقولك : أنت شر لهذا منك لهذا ، وأراد لمن غلبه ، فحذف الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول . فإن قيل : هلا قال : وهن شر غالبات لمن غلبنه ، على ما هو حق الكلام ؟ فالجواب انه أراد أن يبالغ فقصد إلى شئ من صفة ذلك الشئ ، أنه شر غالب لمن غلبه ، ثم جعلهن ذلك الشئ فأخبره به عنهن ، كما يقال : زيد نخلة ، إذا بولغ في صفته بالطول . يقال تمثلت حاتما وتمثلت به . انظر امرأته ، أي اطلبها ، يقال : انظر لى فلانا نظرا حسنا وانظر الثوب أين هو . فادان في (سف) . ديث في (سو) . دينها في (وض) . الديوث في (شر) . وديخها في (زف) . من دين في (رب) . يدين في (خب) . وأداخ ودان في (حم) . ديتهم في (رح) . [ آخر الدال ] .
[ 392 ]
حرف الذال الذال مع الهمزه ذئر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له لما نهى عن ضرب النساء : ذئر النساء على أزواجهن . أي نشزن عليهم وأجترأن ، وإمرأة ذئر : ناشز ومنه المذائر من النوق ، وهي التي لا ترأم ولدها ، ولا تدر ذأل عليه . مر بجارية سوداء وهي ترقص صبيا لها وتقول : ذؤال يا بن القوم يا ذؤاله يمشي الثطا ويجلس الهبنقعه فقال : لا تقولي ذؤال ، فإن ذؤال شر السباع . ذؤالة : علم للذئب كأسامة للأسد ، ولذلك رخمته ، وإمتناعه من الصرف لهذا وللتأنيث . وفي أمثالهم : خش ذؤالة ، بالحبالة ، وهو من ذأل ذألانا ، إذا أسرع ، ألا ترى الى قولهم : أعدى من الذئب ، وجمعه الذؤلان كالذؤبان . القوم : الرجال خاصة ، وقولهم : فلان من القوم في موضع المدح ، معناه أنه من الرجال الذين حقوا أن يطلق عليهم هذا الأمر لإستكمالهم شرائط الرجولية ، وكذلك يا بن القوم ويابنة القوم . الثطى ، والثطاة : إفراط الحمق ، ورجل ثط ، والمعنى تمشى مشى ذي الثطا ، فحذفت المضاف والمضاف إليه جميعا أو جعلت المشى نفسه ثطا مبالغة . الهبنقعة : أن يقعي ويضم فخذيه ويفتح رجليه . عن الزبرقان بن بدر رضي الله عنه : أبغض كنائنى الى الطلعة الخبأة ، التي تمشى الدفقى وتجلس الهبنقعة .
[ 393 ]
جعلته ذئبا متفئلة فيه المضاء والجرأة ، ثم وصفت حال قعوده ومشيه في إبان الطفولة والغرارة ولم تقصد الذم . ذأن حذيفة رضى الله عنه قال لجندب بن عبد الله البجلى : كيف تصنع إذا أتاك مثل الوتد أو مثل الذؤنون قد أتى القرآن من قبل أن يؤتى الإيمان ، ينثره نثر الدقل فيقول إتبعني ولا أتبعك . الذؤنون : نبت ضعيف طويل له رأس مدور ، وربما أكله الأعراب يقال : خرجوا يتذءنون ، قال الفرزدق . عشية وليم كأن سيوفكم ذآنين في أعناقكم لم تسلل وهو فعلول ، من ذأنه إذا حقره وضعف شأنه . الدقل : تمر ردئ لا يتلاصق ، فإذا نثر تفرق وإنفردت كل تمرة عن أختها يريد أنه يهذ القرآن هذا ، والمعنى : ما تصنع إذا أتاك رجل ضال وهو في نحافة جسمه كالوتد أو الذؤنون لكده نفسه بالعبادة ، يخدعك بذلك ويستضتبعك . الذال مع الباء ذبح النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذبائح الجن . كانوا إذا اشتروا دارا واستخرجوا عينا ذبحوا ذبيحة مخافة أن تصيبهم الجن فأضيفت الذبائح الى الجن لذلك ذبر أهل الجنة خمسة أصناف منهم الذي لا ذبر له الذبر : القراءة ، والزبر : الكتابة في لغة هذيل ، ولم يفرق سائر العرب بينهما ،
[ 394 ]
ويقال : ذبرت الكتاب ، إذا قرأته قراءة سهلة خفيفة ، وكتاب ذبر : سهل القراءة . قال ذو الرمة : أقول لنفسي واقفا عند مشرف على عرضات كالذبار النواطق فالمراد : لا نطق له من ضعفه ، وقيل : لا لسان له يتكلم من ضعفه ، فتقديره على هذا : لاذا ذبر له ، أي لا لسان له ذا منطق ، فحذف المضاف الذي هو ذو . ويجوز أن يراد لا فهم له ، من ذبرت الكتاب إذا فهمته وأتقنته . قال إبن الأعرابي : الذابر : المتقن . عاد ذبح البراء بن معرور وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار . الذبحة والذبحه والذباح : أن يتورم الحلق حتى ينطبق ، ولا يسوغ فيه شئ ، ذبح ويمنع من التنفس فيقتل . وروى أبو حاتم عن أبي زيد أنه لم يعرفها بإسكان الباء . اللعط : الكى بالنار في عرض العنق من الشاة اللعطاء وهي التي بعرض عنقها سواد ، ومنه لعطه بأبيات ، إذا وسمه بهجاء ، وقيل : لعطه مقلوب من علطه ، وإذا استوى التصرف سقط القول بالقلب . ذبب في حديث أحد : لما قص رؤياه التي رآها قبل الحرب على أصحابه قال : رأيت كأن ذباب سيفي كسر فأولت ذلك أنه يصاب رجل من أهلى . فقتل حمزة عليه السلام في ذلك اليوم . ذباب السيف : طرفه الذي يضرب به ، من الذب ، وهو الدفع ، وذبابا أذنى ذبذب الفرس : هما ما حد من أطرافهما . صلب رجلا على ذباب . هو جبل بالمدينة . قال وائل بن حجر : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولي شعر طويل ، فلما رآه قال : ذباب ذباب . قال : فرجعت ، فجزرته ، ثم أتيته ، من الغد ، فقال : أني لم أعنك ، وهذا أحسن . هو الشؤم والشر يقال : أصابك ذباب من هذا الأمر ، ورجل ذبابى : مشئوم ، فكأنه
[ 395 ]
مثل الشذاة في أنه إستعاره ، قال أوس : وليس بطارق الجارات مني ذباب لا ينيم ولا ينام أي أذى وشر . ذبذب جابر رضي الله عنه سرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فقام يصلي ، وكانت على برده ، فذهبيت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ وكانت لها ذباذب فنكستها ، وخالفت بين طرفيها ، ثم تواقصت عليها لئلا تسقط ، فنهاني عن ذلك ، وقال : إن كان الثوب واسعا فخالف بين طرفيه ، وإن كان ضيقا فاشدده على حقوك . أراد بالذباذب الأهداب ، لأنها تنوس وتتذبذب ، ومنه قيل لأسافل الثوب : ذلاذل وذباذب ، وقيل في واحدها ذبذب ، بالكسر . التواقص : التشبه بالأوقص ، وهو القصير العنق ، يريد أنه أمسك عليها بعنقه لئلا تسقط . ذهب يفعل ، بمنزلة طفق يفعل ، وليس ثم ذهاب . ذبح مروان أتى برجل إرتد عن الإسلام ، فقال كعب : أدخلوه المذابح ، وضعوا التوراة وحلفوه بالله . قال شمر : المذابح : المقاصير ، ويقال : هي المحاريب ، وذبح : إذا طاطأ رأسه للركوع ، مثل ذبح . يذبره في (دب) : ذباب في (زو) . أذب في (ذق) . تذبذبان في (خد) ذباب غيث في (خل) . الذال مع الراء ذرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ألبان الإبل وأبو الهاشفاء للذرب . هو فساد المعدة . ذررقال حنظلة الكاتب : كنا في غزاة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى إمرأة مقتولة
[ 396 ]
، فقال هاه ! ما كانت هذه تقاتل ، إلحق خالدا فقل له : لا تقتلن ذرية ولا عسيفا . الذرية من الذر بمعنى التفريق لأن الله تعالى ذرهم في الأرض ، ومن الذرء ذرأ بمعنى الخلق ، فهي من الأول فعلية أو فعلولة ذرورة فقلبت الراء الثالثة ياء كما في تقضيت ومن الثاني فعلولة أو فعلية وهي نسل الرجل ، وقد أوقعت على النساء كقولهم للمطر : سماء . ومنه حديث عمر رضى الله عنه حجوا بالذرية ، لا تأكلوا أرزاقها ، وتذروا أرباقها في أعناقها . قيل : أراد النساء لا الصبيان ، ضرب الأرباق مثلا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج . العسيف : الأجير . ذرو أما أول الثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط جائر ، وذو ذروة من المال لا يعطى حق الله من ماله ، وفقير فخور . وأما أول الثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، وعفيف متعفف ذو عيال . قال أبو تراب : يقال : هو ذو ذروة من المال أي ذو ثروة فإما أن يكون من باب الأعتقاب وإما أن يكون من الذروة لما في الثروة من معنى العلو والزيادة . علي عليه السلام غاب عنه سليمان بن صرد فبلغه عنه قول ، فقال : بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من قول تشذر لى به من شتم وإبعاد ، فسرت إليه جوادا . الذرو من الحديث : ما أرتفع إليك ، وترامى من حواشيه وأطرافه ، من قولهم : ذرا إلي فلان أي ارتفع وقصد ، وذرا الشئ وذروته أنا : إذا طيرته . قال صخر بن حبناء : أتاني عن مغيرة ذرو قول وعن عيسى فقلت له كذاكا التشذر : التوعد والتغضب قال لبيد : غلب تشذر بالدخول كأنها
[ 397 ]
وحقيقتة التميز من الغيظ من قولهم : تشذروا إذا تفرقوا شذر مذر . وفي كلام بعضهم : غضب فطارت منه شقة في السماء وشقة في الأرض . جوادا ، أي سريعا كالفرس الجواد ، ويجوز أن يريد سيرا جوادا ، كما يقال : سرنا عقبة جوادا وعقبتين جوادين . ذرف قال رضى الله عنه : ذرفت على الخمسين . يقال : ذرف على الخمسين وذرف عليها : إذا زاد . ذرع إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا ، فضاق إبراهيم بذلك ذرعا فأرسل الله إليه السكينة وهي ريح خجوج ، فتطوت موضع البيت كالحجفة . الذراع : إسم الجارحة من المرفق الى الأنامل ، والذرع : مدها ومعنى ضيق الذرع في قولهم ضاق به ذرعا قصرها كما أن معنى سعتها وبسطتها طولها ألا ترى إلا قولهم : هو قصير الذرع والباع واليد ، ومديثدها وطويلها في موضع قولهم : ضيقها وواسعها . ووجه التمثيل بذلك أن القصير الذراع إذا مدها ليتناول الشئ الذي يتناوله من طالت ذراعه تقاصر عنه ، وعجز عن تعاطيه ، فضرب مثلا للذي سقطت طاقته دون بلوغ الأمر والإقتدار عليه . الخجوج : السريعة المر . تطوت : تفعلت من الطي الحجفة : الدرقة ، وهي الترس المعمول من جلود مطارقة . إنتصب " موضع " على الظرفية لأنه مبهم . ذرو الزبير سأل عائشة رضى الله عنهما الخروج الى البصرة فأبت عليه ، فما زال
[ 398 ]
يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته . هي أعلى السنام ، من ذرا : إذا إرتفع . والغارب : ما تحت الكتفين مما يلي السنام . والفتل فيهما : يفعله خاطم الصعب من الإبل يختله بذلك ، فجعله مثلا للمخادعة والإزالة عن الرأي . ذرب وحذيفة رضى الله عنه قال : يا رسول الله إني رجل ذرب اللسان وعامة ذلك على أهلي ، قال : فاستغفر الله . هو حدة اللسان وبذاءته . ذرع الحسن رحمة الله تعالى سئل عن القئ يذرع الصائم ؟ فقال : هل راع منه شئ ، فقال له السائل : ما أردي ما تقول فقال : هل عاد منه شئ ؟ ذرعه القئ : إذ غلبه وسبقه . راع يريع ريعا : إذا رجع قال : تريع إليه هوادى الكلام ومنه : تريع السراب إذا جاء وذهب والمعنى : هل عاد منه شئ الى الجوف ؟ ذرى أبو الزناد رحمه الله كان يقول لعبد الرحمن إبنه : كيف حديث كذا ؟ يريد أن يذرى منه . التذرية من الرجل : الرفع منه والتنويه به . قال رؤبة : عمدا أذرى حسبى أن يشتما . أي مخافة ذلك ذربة في (ذى) . ذريع المشية في (شذ) . الأذربى والأذرى في (بر) . ذرء النار في (دل) . يذرو في (ذم) . مذروية في (بض) . بمذارع في (فت) . الذال مع العين ذعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى صلاة فقال : إن الشيطان عرض لي يقطع الصلاة على ، فأمكنني الله منه فذعته . ذعط الذعت ، والذأت ، والذعط ، والذأط : الخنق وقيل : الدعت والذعت بالدال
[ 399 ]
والذال : الدفع العنيف ، وقيل ذعته : معكه في التراب ، وذعطه : ذبحه . يقطع : في محل النصب على الحال . ذعذع على عليه السلام أتاه غالب ، فقال له : من أنت ؟ فقال : غالب ، فقال : صاحب الإبل الكثيرة ؟ فقال : نعم ، ثم قال : ما فعلت بإبلك ؟ فقال : ذعذعتها النوائب ، وفرقتها الحقوق . فقال ذلك خير سبلها . الذعذعة : التفريق ، يقال : ذعذع ماله ، وذعذعهم الدهر . ومنه حديث إبن الزبير رضى الله عنهما : إن نابغة بنى جعدة مدحه مدحة فقال فيها : لتجبر منه جانبا ذعذعت به صروف الليالي والزمان المصمم زاد الباء للتأكيد . لا تذعروا في (لف) . الذال مع الفاء ذفف النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلط عليهم أخر الزمان موت طاعون ذفيف يحرف القلوب وروى : يحوف . الذفيف : الوحى المجهز . التحريف والتحويف من الحزف والحافة ، وهما الجانب . المعنى : يغيرها عن التوكل ، وينكبها إياه ، ويدعوها الى الإنتقال والهرب . علي عليه السلام أمر يوم الجمل فنودى : لا يتبع مدبر ، ولا يذفف على جريح ، ولا يقتل أسير ، ولا يغنم لهم مال ، ولا تسبى لهم ذرية . التذفيف : الإجهاز . لا يتبع : يحتمل أن يكون من تبعه وأتبعه . أنس رضى الله عنه قال سهل بن أبى أمامه : دخلت عليه فإذا هو يصلي الصلاة خفيفه ذفيفة ، كأنها صلاة مسافر . هي السريعة . قال الأعشى : يطوف بها ساق علينا منطف خفيف ذفيف لا يزال مقدما وذفراه في (حو) . وذفف عليه في (دف) .
[ 400 ]
الذال مع القاف ذقن عمر رضى الله عنه إن عمران بن سوادة أخا بنى ليث قال له : أربع خصال عاتبتك عليها رعيتك . فوضع عود الدرة ، ثم ذقن عليها ، وقال : هات ، قال : ذكروا أنك حرمت العمرة في أشهر الحج . قال عمر : أجل إنكم إن إعتمرتم في أشهر حجكم رأيتموها مجزئة عن حجكم . فقرع حجكم ، فكانت قائبة من قوب عامها ، والحج بهاء من بهاء الله . قال : وشكوا منك عنف السياق ونهر الرعية . قال : فنزع الدرة ، ثم مسحها حتى أتى على سيورها ، وقال : أنا زميل محمد في غزوة قرقرة الكدر ، ثم إنى والله لأرتع فأشبع وأسقى فأروي ، وأضرب العروض ، وأزجر العجول ، وأذب قدري ، وأسوق خطوى ، وأرد اللفوت ، وأضم العنود ، وأكثر الزجر ، وأقل الضرب ، وأشهر بالعصا ، وأدفع باليد ، ولا ذلك لأغدرت . يقال : ذقن على يده وعلى عصاه بالتشديد والتخفيف : إذا وضع ذقنه عليها . أجل : تقع في جواب الخبر محققة له ، يقال : لك : قد كان أو يكون كذا ، فتقول : أجل ، ولا يصلح في جواب الإستفهام ، وأما نعم فمحققة لكل كلام . قرع حجكم ، أي خلا من القوام به ، من قولهم : أعوذ بالله من قرع الفناء وهو ألا يكون عليه غاشية وزوار ، وأصله خلو الرأس من الشعر . القائبة : البيضة المفرخة فاعلة بمعنى مفعولة من قبتها : إذا فلقتها ، قوبا . والقوب : الفرخ ، ومنه المثل : تبرأت قائبه من قوب ، يعنى أن مكة تخلو من الحجيج خلو القائبة . إنتصاب عامها إما بكانت ، وإما بما يفهم من خبرها لأن المعنى : كانت خالية عامها . من في قوله : " من بهاء الله " للتبعيض أو للتبيين . العنف : ضد الرفق يقال : عنف به وعليه عنفا وعنافة ، وهو في هذه الإضافة لا يخلو إما أن يكون قد أضاف العنف الى السياق إضافة المصدر الى فاعله كقولهم سوق عنيف . وإما أن يريد عنفه في السياق فيضيف على سبيل الإتساع ، كقوله عز وعلى (بل مكر الليل والنهار) . سبأ : بمعنى بل مكركم فيهما .
[ 401 ]
النهر : الزجر . الزميل : الرديف . رتعت الإبل ، وأرتعها صاحبها : أراد أنه في حسن سياسة الناس بهذه الغزاة كالراعي الحاذق بالرعية الذي يرسل الإبل في مرعاها ويتركها حتى يشبع ، وإذا أوردها تركها حتى تروى . ويضرب العروض منها : وهو الذي يأخذ يمينا وشمالا ، حتى يرده الى الطريق . ويذبها عما لا ينبغى أن يتسرع إليه قدر وسعه ، ويسوقها مبلغ خطوة ، أو يسرع خطوة كأنه يسوقه إنكماشا منه في شأنها . ويرد اللفوت : وهي التي تتلفت وتروغ وروى : " وأنهز اللفوت " وقيل : من النوق : الضجور التي تلتفت الى حالبها لتعضه فينهزها ، أي يدفعها . ويضم العنود : المائل عن السنن ، ويزجر ما دام الزجر كافيا ، وإنما يضرب إذا اضطر الى الضرب . ويشهر بالعصا ، أي يرفعها مرهبا بها . أحتج عليهم بأنه كان يفعل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع طاعة الناس وإذعانهم له ، فكيف لا يفعله بعده ! لأغدرت : أي لغادرت الحق والصواب ، وقصرت في الإيالة وروى : لغدرت أي لألقيت الناس في الغدر وهو سهل فيه حجارة . وقال أبو زيد : غدرت أرضنا : كثرت حجارتها . والغدر : الحجارة والشجر ، ومنه قولهم : فلان ثبت الغدر . ويجوز أن يكون أغدرت بمعنى غدرت . وذاقتني في (سح) . الذال مع الكاف ذكا محمد بن علي عليهما السلام ذكاة الأرض يبسها . أي إذا يبست من رطوبة النجاسة فذاك تطهيرها ، كما أن الذكاة تحل الذبيحة وتطيبها . وقيل : الذكاة الحياة ، من قولهم : ذكت النار ، إذا حييت واشتعلت فكأن الأرض إذا نجست ماتت ، وإذا طهرت حييت .
[ 402 ]
ذكر في الحديث : القرآن ذكر فذكروه . في الذكر معنى الذكر والنباهة ، فوقع نعت صدق وتقريظا في مواضع من كلامهم ، قالوا : رجل ذكر للشهم الماضي في الأمور . ومنه قول طارق مولى آل عثمان لأبن الزبير رضى الله عنهما حين صرع والله ما ولدت النساء أذكر منك . وقالوا : ذكر ومذكر للنصل المطبوع من خلاصة الحديد ، فالمعنى : أن القرآن نبيه خطير ، فاعرفوا له ذلك وصفوا به . ذكاءها في (وب) . أذكرت به في (عر) . الذال مع اللام ذلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رجم ماعز : لما أذلقته الحجارة جمز وروى : رميناه بجلاميد الحرة حتى سكت . أذلقه فذلق : إذا أجهده حتى يقلق . ومنه : أذلقت الضب ، إذا صببت الماء في جحره ليخرج . والسنان المذلق : الذي حدد حتى يصير ماضيا نافذا . جمز : أسرع يهرول . وعن بعض السلف : أتق الله قبل أن يجمز بك أراد الهرولة ' في مشى حملة الجنازة . سكت : يعنى سكوت الموت . قال المتلمس يذكر موت عدى بن زيد : ولقد شفى نفسي وأبرأ داءها أخذ الرجال بحلقه حتى سكت ومن الإذلاق حديث عائشة رضى الله عنها : إنها كانت تصوم في السفر حتى أذلقها الصوم . ومنه الحديث : إن أيوب عليه السلام قال في مناجاته : أذلقني البلاء فتكلمت . ذلل على عليه السلام سئل : ما كان ذو القرنين ركب في مسيره يو م سار ؟
[ 403 ]
فقال : خير بين ذلل السحاب وصعابة ، فاختار ذلله . هي جمع ذلول ، وتفسيره في الحديث أنها التي لا برق فيها ولا رعد . ابن مسعود رضى الله عنه ما من شئ من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاله . أي على طرقه ووجوهه . الواحد ذل . قال أبو عمرو : ويقال : ركبوا ذل الطريق وهو ما وطئ منه وذلل ومنه قول زياد : إذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر فأنقذوه على أذلاله . ذلى فاطمة عليها السلام ما هو إلا أن سمعت قائلا يقول : مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاذلوليت حتى رأيت وجهه . أي مضيت لوجهي بسرعة . ومنه : اذلولت الريح : مرت مرا سهلا وهو ثلاثى كررت عينه وزيدت واو بينهما وأصله من ذلى الطعام يذليه ، إذا ازدرده لسرعة ذلك ونظيره اثنونى ، من ثنى يثنى ، فالياء في " اذ لوليت " أصلية غير منقلبة ، وفى احلوليت منقلبة عن الواو . ذلف أبو هريرة رصي الله تعالى عنه لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف . الذلف في الأنف : الشخوص في طرفه مع صغر الأرنبة قال الزجاج : هو صغر الأنف ، وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة ، ويحتمل أن يقللها لصغرها . ذلق في (حج) . فانذلق في (مد) . مذلل في (وق) . مذللة في (قن) . الذال مع الميم ذمم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال البراء بن عازب : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بئر ذمة ، فنزلنا فيها ستة ماحة . الذمة والذميم : القليلة الماء لأنها مذمومة . ومنه حديث زمزم : لا تنزف ولا تذم . الماحة : جمع مائح وهو الذي يملأ الدلو في أسفل البئر . سأله الحجاج بن الحجاج الأسلمي : ما يذهب عنى مذمة الرضاع ؟ فقال : غرة عبد أو أمة .
[ 404 ]
الذمام والمذمة : ، بالكسر والفتح : الحق والحرمة التي يذم مضيعها ، يقال : رعيت ذمام فلان ومذمته . وعن أبى زيد : المذمة بالكسر : الذمام ، وبالفتح الذم . والمراد بمذمة الرضاع الحق اللازم بسب الرضاع ، أو حق ذات الرضاع ، فحذف المضاف . قال النخعي رحمه الله تعالى : كانوا يستحبون أن يرضخوا عند ، فصال الصبى للظئر شيئا سوى الأجر . على عليه السلام ذمتي رهينة ، وأنا به زعيم ، لمن صرحت له العبر ألا يهيج على التقوى زرع قوم ، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل ألا وإن أبغض خلق الله إلى الله رجل قمش علما غارا بأغباش الفتنة عميا بما في غيب الهدنة ، سماه أشباهه من الناس عالما ، ولم يغن في العلم يوما سالما ، بكر فاستكثر مما قل منه فهو خير مما كثر ، حتى إذا ما ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل ، قعد بين الناس قاضيا لتلخيص ما التبس على غيره إن نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا رثا رأيا من رأيه . فهو من قطع الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لا يعلم إذا أخطأ لأنه لا يعلم أخطأ أم أصاب خباط عشوات ، ركاب جهالات ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذور الرواية ذرو الريح الهشيم ، تبكى منه الدماء ، وتصرخ منه المواريث ويستحل بقضائه الفرج الحرام . لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه ، ولا أهل لما قرظ به . الذمة : العهد والضمان ، ويقال : هذا في ذمتي وذمى أي في ضماني . والرهينة بمعنى الرهن كالشتيمة والعضيهة ، بمعنى الشم والعضه وليست بتأنيث رهين بمعنى مرهون لأن " فعيلا " هذا يستوى فيه المذكر والمؤنث فلو أراد هذا لقال : ذمتي رهين ، كما يقال : كف خضيب ، ولحية دهين ، إلا أن المصدر الذي هو الرهن وما في معناه ، أعنى الرهينة ، يقامان مقام الشئ المرهون ، ولهذا قيل : الرهن والرهان والرهائن . وقولهم : هو رهينة في أيديهم ، وقوله : أبعد الذي بالنعف نعف كوبكب رهينة رمس ذى تراب وجندل دليل على ما قلنا . الزعيم : الكفيل ، يقال زعم به زعما وزعامة . صرحت : ظهرت ، وتبينت ، أو بينت له الحق وصحة الأمر ، يقال : صرح الشئ ، وصرح بنفسه . ألا يهيج متعلق برهينة ، وأن هذه هي المخففة من الثقيلة ، وقبلها جار محذوف ، التقدير : ذمتي رهينة بأنه لا يهيج أي لا يجف . السنخ من الأصل : ما توغل منه ، ومنه سنخ السن الداخل في اللحم . وسنخ السيف : سيلانه ، والمعنى : ضمنت لمن إستبصر واعتبر أن من اتقى الله لم يزل أمره ناضرا ، وعمله ناميا زاكيا ، وأنا بذلك كفيل فالضمير في " به " راجع الى المضمون الذي هو في قوله : ألا
[ 405 ]
يهيج ، وهو في التقدير مقدم عليه لتعلقه بالرهينة . القمش : الجمع من ها هنا وها هنا ، ومنه قماش البيت لردئ متاعه . الغار : الغافل المغتر ، وقد غر يغر بالكسر يقال : أتتهم الخيل وهم غارون . الأغباش : جمع غبش ، وهو الظلمة في آخر الليل ، قالوا : الغبش ، ثم الغبس ، ثم الغلس . الهدنة : السكون ، هدن يهدن هدونا وهدنة كأنه أراد أنه مغتر بما أصاب من تسليم الجهلة له ، وتمشى أمره بين أظهرهم ، وذهب عليه أن يتفطن لما هو مدخر له إذا زالت هذه الحال ، وقرت الأمور قرارها ، ودفع الى قوم أولى بصيرة في الدين من الإفتضاح الشائن وبدو العوار ، فسمى الحالة المسخوطة فتنة ، والمرضية هدنة . لم يغن في العلم يوما يالما ، أي لم يلبث في أخذ العلم يوما تاما سالما من النقصان . الآجن : الماء المتغير ، شبه علمه به . المبهمات : المسائل المشكلة . العشوة : الظلمة : شبهه في تحيره وتعسفه بواطئ العشوة . الضرس : واحد الأضراس وهي عشرون ضرسا ، تلى الأنياب من كل جانب من الفم ، خمسة من أسفل ، وخمسة من فوق ، وهو مذكر ، وربما أنت ، وهذا مثل لعدم إتقانه . الذرو : التطيير والنسف . الهشيم : النبت اليابس أي يسرد الراوية بسرعة كذرو الريح . فلان ملئ بهذا الأمر : إذا كان كاملا في مزاولته مضطلعا به يعنى عجزه عن جواب ما يسأل عنه . تفريظ الرجل : مدحه حيا ، وتأبيته مدحه ميتا . ذمر ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : انتهيت الى أبى جهل يوم بدر وهو صريع ، فقلت له : قد أخزاك الله يا عدو الله ، فوضعت رجلى على مذمره فقال : يا رويعي الغنم ، ذمر لقد ارتقيت مرتقى صعبا لمن الدبرة ؟ فقلت : لله ورسوله ، ثم احتززت رأسه ، وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى أنه قال : أعمد من سيد قتله قومه .
[ 406 ]
المذمر : الكاهل الدبرة بالسكون : الهزيمة ، من الإدبار ، يقال : لمن الدبرة ؟ أي من الهازم ؟ وعلى من الدبرة ؟ أي من المهزوم ؟ أعمد : من عمدنى كذا إذا أوجعني ، فعمدت أي وجعت ، واشتكيت ، أعمد : أي أتوجع من أن يقتل القوم سيدهم وأشتكى ، وقيل : عمد عليه إذا غضب ، فمعناه أغضب من ذلك ، قال ابن ميادة : وأعمد من قوم كفاهم أخوهم صدام الأعادي حيث فلت نيوبها ذمم سلمان رضى الله عنه قيل له : ما يحل لنا من ذمتنا ؟ فقال : من عماك إلى هداك ، ومن فقرك إلى غناك . أراد من أهل ذمتنا . العمى : ضلال الطريق أي إذا ضللت طريقا أخذت أحدهم بأن يقفك على الطريق ، وإذا مررت بحائطه أو ماله وافتقرت إلى ما يقيمك لا غنى بك عنه ، فخذ منه قدر كفايتك هذا إذا صولحوا على ذلك ، وشرط عليهم وإلا فلا يحل منهم إلا الجزية . في الحديث : روى في حديث يونس عليه السلام : إن الحوت قاءه رذيا ذما . هو المفرط الهزال ، الهالك ، وهو من الذم ، لأنه تحتقره الأنفس ، وتقتحمه الأعين . فتذامروا في (ضج) . ذامرا في (صب) . برئت منه الذمة في (اج) . اذمت في (عو) . بذمتهم في (كف) . الذال مع النون ذنب أنس رضى الله عنه كان لا يقطع التذنوب من البسر إذا أراد أن يفتضخه . هو الذي بدا فيه الإرطاب من قبل الذنب . ومنه حديث ابن المسيب : كان لا يرى بالتذنوب أن يفتضخ بأسا . الفتضاخ : أن يشدخ وينتبذ ، وإسم ذلك الشراب الفضيخ .
[ 407 ]
يذيب عينه في (كس) . ذنب تلعة في (مض) . التذنوبة وما ذنب منها في (حل) فرس ذنوب في (فق) . بذنبه في (عس) . الذال مع الواو ذوق النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات . هو استطراف النكاح وقتا بعد وقت . ذوى عمر رضى الله تعالى عنه كان يستاك وهو صائم ، ولكنه يستاك بعود قد ذوى . أي يبس . ذوب ابن الحنفية رضى الله عنهما كان يذوب لمته . أي يمشطها ويضفر ذوائبها والقياس يذئب ، لأن عين " ذؤابة " همزة . ومنه قولهم : غلام مذأب : له ذؤابة ، وأما ذوائب فوارد على خلاف القياس ، والقياس ذوب ذآئب ، وكأن يذؤب مبنى على هذا . ذو في الحديث في صفة المهدى : قرشي يمان ، ليس من ذى ولا ذو . أي ليس من نسب الأذواء وهم ملوك حمير المسمون بذى فائش وذى رعين وذى يزن . وهذه الكلمة عينها واو ويشهد بذلك الأذواء والذوون ، وقياس لامها أن تكون ياء لأن باب طوى أكثر من قوي ، ووزنها فعل ، لقولهم : ذواتا . قرشي يمان ، أي قرشي النسب يماني المنشأ . لأن باب طوى أكثر من قوي ، ووزنها فعل ، لقولهم : ذواتا . قرشي يمان ، أي قرشي النسب يماني المنشأ . ذواق في (رو) . ذواقا في (شذ) . أذوط في (عق) . وذود في (فر) . ذادة في (نج) . ذو عهد في (كف) .
[ 408 ]
الذال مع الهاء ذهب : عكرمة رحمه الله - سئل عن أذاهب من بر ، وأذاهب من شعير ، فقال : يضم بعضها إلى بعض ، ثم تزكى . الذهب : نكيال لاهل اليمن ، جمع اذهابا ثم أذاهب . فذهبت في (بر) . الذال مع الياء ذيل : ابن عمير رضي الله عنه - قال ابن عامر بن ربيعة : كان مصعب بن عكير مترفا يدهن بالعبير ، ويذيل يمنة اليمن ، ويمشى في الحضرمي ، فلما هاجر أصابه ظلف شديد ، فكاد يهمد من الجوع . التذييل : تطويل الذيل . اليمنة : ضرب من برود اليمن . الحضرمي : السبت المنسوب إلى حضرموت . الظلف : الشدة . يهمد : يهلك ، من همد الثوب إذا بلي يهمد ، لغة في همد يهمد . يدهن بالعبير : أي يمزج الدهن بالعبير فيتمرخ به . الذام في (سا) . ذيخا في (ضب) . المذاييع في (نو) . [ آخر الذال ]