مستدرك الوسائل
الميرزا النوري ج 12

[ 1 ]
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل تأليف خاتمة المحدثين الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320 ه‍ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث الجزء الثاني عشر
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1308 ه‍ 1988 م‍ مؤسسة آل البيت (ع) لاحياء التراث بيروت ص. ب 34 / 24 تلفون 820843
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
52 * (باب تحريم اختتال (*) الدنيا بالدين) * [ 13352 ] 1 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن المفضل بن عمر، أنه قال في وصيته لاصحابه: لا تأكلوا الناس بآل محمد (عليهم السلام)، فإني سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظار قائمنا (عليه السلام) ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملا الله بطونهم نارا، يسلط عليهم الجوع والعطش " الخبر. [ 13353 ] 2 ثقة الاسلام، عن علي بن ابراهيم، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " طلبة العلم ثلاثة، فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل إلى أن قال وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق، يستطيل على مثله من أشباهه (1)، ويتواضع للاغنياء من دونه، فهو لحوانهم (2) هاضم، ولدينه حاطم، فاعمى الله على هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره " الخبر. [ 13354 ] 3 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " شرار (1) الناس من باع آخرته بدنياه، وشر من ذلك الباب 52 (*) الاختتال والختل: الخداع والمكر " لسان العرب ج 11 ص 199 ". 1 تحف العقول ص 391. 2 أصول الكافي ج 1 ص 39 ح 5. (1) في الطبعة الحجرية: " اشباههم " وما أثبتناه من المصدر. (2) الحلوان: الرشوة والعطية والاجرة.. (لسان العرب ج 14 ص 193). 3 الغايات ص 91. (1) في المصدر: " شر ". (*)
[ 6 ]
من باع آخرته بدنيا غيره ". [ 13355 ] 4 وعن مكحول، عن أبي ذر (رحمه الله) قال: الخاسر عمر دنياه بخراب آخرته، والخاسر من استصلح معاشه بفساد دينه.. الخبر. [ 13356 ] 5 الامدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " صن دينك بدنيك تربحهما (1)، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما ". وقال (عليه السلام) (2): " صن الدين بالدنيا ينجك، ولا تصن الدنيا بالدين فترديك ". [ 13357 ] 6 محمد بن ادريس في السرائر: نقلا عن كتاب أبي القاسم بن قولويه، عن أبي ذر قال: من تعلم علما من علم الآخرة، يريد به (عرضا من عرض) (1) الدنيا، لم يجد ريح الجنة. 53 * (باب وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام، وما يسكن به) * [ 13358 ] 1 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): " من كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه ووصل رحمه، وأدى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الاعظم ". [ 13359 ] 2 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول 4 الغايات ص 68. 5 الغرر ج 1 ص 347 ح 51. (1) لم ترد في المصدر. (1) المصدر السابق ج 1 ص 457 ح 53. 6 السرائر ص 491. (1) في المصدر: " غرضا من غرض ". الباب 53 1 الجعفريات ص 167. 2 الجعفريات ص 230. (*)
[ 7 ]
الله (صلى الله عليه وآله): " من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لاهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة ". [ 13360 ] 3 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغضب يفسد الايمان، كما يفسد الصبر العسل، وكما يفسد الخل العسل ". ورواه الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عنه (صلوات الله عليهم)، مثله (1). ورواه في البحار: عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام)، مثله (2). [ 13361 ] 4 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " من كف نفسه عن اعراض الناس، اقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس، كف الله عنه عذابه يوم القيامة ". ورواه المفيد في الاختصاص: عنه (عليه السلام)، مثله (1). [ 13362 ] 5 فقه الرضا (عليه السلام): " روي أن رجلا سأل العالم أن يعلمه 3 الجعفريات ص 163. (1) نوادر الراوندي ص 17. (2) البحار ج 73 ص 266 ح 19 بل عن جامع الاحاديث ص 19. 4 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 33. (1) الاختصاص ص 229. 5 فقه الرضا (عليه السلام) ص 48. (*)
[ 8 ]
ما ينال به خير الدنيا والآخرة، ولا يطول عليه، فقال: لا تغضب ". [ 13363 ] 6 العياشي في تفسيره: عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: " إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش تنتقض (1) انتقاض (2) الحديد، فتنادي: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وذلك قول الله عزوجل في كتابه: * (واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا) * (3) وأيما رجل غضب وهو قائم، فليلزم الارض من فوره، فإنه يذهب رجز الشيطان ". [ 13364 ] 7 المفيد (رحمه الله) في الامالي: عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، قال: " إن في التوراة مكتوبا فيما ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام) إلى أن قال له والملك غضبك عمن ملكتك عليه، اكف عنك غضبي " الخبر. [ 13365 ] 8 وفي الاختصاص: قال الصادق (عليه السلام): " كان أبي محمد (عليه السلام) يقول: أي شئ أشد من الغضب ! إن الرجل إذا غضب يقتل النفس، ويقذف المحصنة ". [ 13366 ] 9 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد: عن فضالة بن أيوب، 6 تفسير العياشي ج 1 ص 217 ح 8. (1) في الطبعة الحجرية " ينتقضه "، وما أثبتناه من المصدر. (2) الانتقاض: صوت كالنقر. (مجمع البحرين ج 4 ص 232). (3) النساء 4: 1. 7 أمالي المفيد ص 210. 8 الاختصاص ص 243. 9 الزهد ص 26. (*)
[ 9 ]
عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " جاء إعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، علمني شيئا واحدا، فإني رجل أسافر فأكون في البادية، قال: لا تغضب، فاستيسرها الاعرابي، فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله علمني شيئا واحدا، فإني أسافر وأكون في البادية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تغضب، فاستيسرها الاعرابي فرجع فأعاد السؤال، فأجابه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرجع إلى نفسه وقال: لا أسأل عن شئ بعد هذا، إني وجدته قد نصحني وحذرني، لئلا افتري حين أغضب، ولئلا أقتل حين أغضب ". وقال أبو عبد الله (عليه السلام) (1): " الغضب مفتاح كل شر ". وقال (عليه السلام) (2): " إن ابليس كان مع الملائكة [ وكانت الملائكة ] (3) تحسب أنه منهم، وكان في علم الله أنه ليس منهم، فلما امر بالسجود لآدم (عليه السلام)، حمى وغضب، فاخرج الله ما كان في نفسه بالحمية والغضب ". [ 13367 ] 10 جامع الاخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " الغضب جمرة من الشيطان " وقال ابليس عليه اللعنة (1): الغضب رهقي ومصيادي، وبه أصد (2) خيار الخلق عن الجنة وطريقها. [ 13368 ] 11 وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: " من لم يغضب فله الجنة ومن لم يحسد فله الجنة ". (1، 2) الزهد ص 27. (3) أثبتناه من المصدر. 10 جامع الاخبار ص 186. (1) نفس المصدر ص 187. (2) في المصدر: أسد، وفي نسخة: استأثر. 11 المصدر السابق ص 187. (*)
[ 10 ]
[ 13369 ] 12 الصدوق في العيون والامالي: عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: " دخل موسى بن جعفر (عليهما السلام)، على هارون الرشيد، وقد استخفه الغضب على رجل، فقال له: إنما تغضب لله عزوجل، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه ". [ 13370 ] 13 الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى القيسي (1)، عن محمد بن الفضيل، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، علمني عملا لا يحال بينه وبين الجنة، قال: لا تغضب " الخبر. [ 13371 ] 14 الحسين بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، قال: قال: " يا هشام، من كف نفسه عن أعراض الناس، أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس، كف الله عنه غضبه يوم القيامة ". [ 13372 ] 15 القطب الراوندي في قصص الانبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن شاذان، عن أحمد بن عثمان، عن محمد بن محمد بن الحارث، عن صالح بن سعيد، عن عبد الهيثم (1)، عن المسيب، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في حديث أنه قال: قال نوح 12 عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ص 292، أمالي الصدوق ص 26 ح 2. 13 أمالي الطوسي ج 2 ص 121، وعنه في البحار ج 73 ص 264 ح 8. (1) في المصدر: القمي. 14 تحف العقول ص 291. 15 قصص الانبياء ص 65، وععنه في البحار ج 11 ص 293 ح 7. (1) في المصدر: القاسم. (*)
[ 11 ]
(عليه السلام) لابليس: أخبرني متى تكون أقدر على ابن ادم ؟ قال: عند الغضب. [ 13373 ] 16 الشهيد الثاني في المنية: سئل النبي (صلى الله عليه وآله)، ما يبعد من غضب الله تعالى، قال: " لا تغضب ". [ 13374 ] 17 نهج البلاغة: في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني: " واحذر الغضب، فإنه جند عظيم من جنود ابليس ". [ 13375 ] 18 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الهادي (عليه السلام)، أنه قال: " الغضب على من لا تملك عجز، وعلى من تملك لؤم ". [ 13376 ] 19 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الغضب شر إن أطعته دمر ". وقال (عليه يالسلام): " الغضب عدو فلا تملكه نفسك " (1). وقال (عليه السلام): " الغضب يفسد الالباب، ويبعد من الصواب " (2). وقال (عليه السلام): " الحلم عند شدة الغضب، يؤمن غضب الجبار " (3). وقال (عليه السلام): " الغضب نار موقدة، من كظمه أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها " (4). 16 منية المريد ص 160. 17 نهج البلاغة ج 3 ص 144 ح 69. 18 نزهة الناظر: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث. 19 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 42 ح 1265. (1) المصدر السابق ج 1 ص 48 ح 1385. (2) نفس المصدر ج 1 ص 49 ح 1401. (3) نفس المصدر ج 1 ص 71 ح 1802. (4) نفس المصدر ج 1 ص 71 ح 1812. (*)
[ 12 ]
وقال (عليه السلام): " العاقل من يملك نفسه إذا غضب، وإذا رغب، وإذا رهب ". وقال (عليه السلام): " الحلم يطفئ نار الغضب، والحدة تؤجج احراقه " (6). وقال (عليه السلام): " احترسوا من سورة الغضب، واعدوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم " (7). وقال (عليه السلام): " احذروا الغضب فإنه نار محرقة " (8). وقال (عليه السلام): " إياك والغضب، فأوله جنون، وآخره ندم " (9). وقال (عليه السلام): " أفضل الملك ملك الغضب " (10). وقال (عليه السلام): " اعظم الناس سلطانا على نفسه، من قمع غضبه، وأمات شهوته " (11). وقال (عليه السلام): " اعدى عدو للمرء غضبه وشهوته، فمن ملكها علت درجته وبلغ غايته " (12). وقال (عليه السلام): " انكم إن أطعتم سورة الغضب، أوردتكم نهاية (13) العطب " (14). (5) غرر الحكم ج 1 ص 89 ح 2036. (6) نفس المصدر ج 1 ص 92 ح 2086. (7) نفس المصدر ج 1 ص 133 ح 30. (8) نفس المصدر ج 1 ص 142 ح 11. (9) نفس المصدر ج 1 ص 147 ح 5. (10) نفس المصدر ج 1 ص 177 ح 76. (11) نفس المصدر ج 1 ص 202 ح 433. (12) نفس المصدر ج 1 ص 203 ح 443. (13) في المصدر: موارد. (14) نفس المصدر ج 1 ص 293 ح 36. (*)
[ 13 ]
وقال: " بئس القرين الغضب، يبدي المعائب، ويدني الشر، ويباعد الخير " (15). وقال (عليه السلام): " رأس الفضائل، ملك الغضب، وإماتة الشهوة " (16). وقال (عليه السلام): " سبب العطب طاعة الغضب " (17). وقال (عليه السلام): " ظفر بالشيطان من غلب غضبه (18)، (انظر الشيطان بمن ملكه غضبه) (19) ". وقال (عليه السلام): " فاز بالفضيلة، من غلب غضبه، وملك نوازع شهوته " (20). وقال (عليه السلام): " ليس لابليس رهق أعظم من الغضب والنساء " (21). وقال (عليه السلام): " من أطلق غضبه تعجل حتفه " (22). وقال: " من غلب عليه غضبه وشهوته، فهو في حيز البهائم " (23). [ 13377 ] 20 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله (صلى الله (15) غرر الحكم ج 1 ص 342 ح 34. (16) نفس المصدر ج 1 ص 411 ح 16. (17) نفس المصدر ج 1 ص 430 ح 10. (18) نفس المصدر ج 2 ص 475 ح 13. (19) نفس المصدر ص 240 " الطبعة الحجرية ". (20) نفس المصدر ج 2 ص 519 ح 52. (21) نفس المصدر ج 2 ص 595 ح 43. (22) نفس المصدر ج 2 ص 625 ح 303. (23) نفس المصدر ص 326 " الطبعة الحجرية ". 20 الاخلاق: مخطوط. (*)
[ 14 ]
عليه وآله)، أنه قال: " من كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه امضاه، ملا الله قلبه يوم القيامة رضاه ". [ 13378 ] 21 مجموعة الشهيد (رحمه الله): عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ألا ومن حفظ نفسه عند الغضب، فهو كالمجاهد في سبيل الله ". [ 13379 ] 22 علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث دخوله على المنصور قال: ثم أقبل حتى انتهى إلى الباب، فاستقبله الربيع الحاجب، فقال له: ما أشد غيظ هذا الجبار عليك ! يعني ما قد هم به أن يأتي على آخركم، ثم دخل إليه فاستأذن له، [ فأذن ] (1) فدخل فسلم عليه، فروي أنه (عليه السلام) صافحه، وقال له: " روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ أنه قال ] (2): إن الرحم إذا تماست عطفت " فأجلسه المنصور إلى جنه، ثم قال: [ فإني ] (3) قد انعطفت وليس عليك بأس.. الخبر. 54 * (باب وجوب ذكر الله عند الغضب) * [ 13380 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن النضر، عن القاسم بن سليمان، قال: حدثني الصباح، عن زيد بن علي (عليه السلام)، قال: أوحى الله عزوجل إلى نبيه داود (عليه السلام): إذا ذكرني عبدي حين يغضب، ذكرته يوم القيامة في جميع خلقي، ولا امحقه فيها أمحق. 21 مجموعة الشهيد: 22 اثبات الوصية ص 159. (1) أثبتناه من المصدر. (2) اثبتناه من المصدر. (3) أثبتناه من المصدر. الباب 54 1 الزهد ص 28 ح 67. (*)
[ 15 ]
[ 13381 ] 2 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن اسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عزوجل يقول: ابن آدم، اذكرني حين تغضب، اذكرك حين أغضب، ولا امحقك حين امحق ". [ 13382 ] 3 الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " قل عند الغضب: اللهم اذهب عني غيظ قلبي: واغفر لي ذنبي، واجرني من مضلات الفتن، اسألك برضاك، واعوذ بك من سخطك، اسألك جنتك، واعوذ بك من نارك، اسألك الخير كله، واعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب، واجعلني راضيا مرضيا، غير ضال ولا مضل ". قال: وأيضا في الغضب تصلي على النبي وآله، وتقول: " يذهب غيظ قلوبهم، اللهم اغفر ذنبي، واذهب غيظ قلبي، وأجرني من الشيطان الرجيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ". [ 13383 ] 4 القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: في حديث أن ابليس قال لموسى (عليه السلام): وإياك والغضب، وإذا غضبت فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يسكن غضبك. 55 * (باب تحريم الحسد، ووجوب اجتنابه، دون الغبطة) * [ 13384 ] 1 العياشي في تفسيره: عن ابن ظبيان قال: قال أبو عبد الله 2 الجعفريات: لم نجده في مظانه، ومثله في تنبيه الخواطر ج 1 ص 121. 3 مكارم الاخلاق ص 350. 4 لب اللباب: مخطوط. الباب 55 1 تفسير العياشي ج 1 ص 248 ح 156. (*)
[ 16 ]
(عليه السلام): " بينما موسى بن عمران يناجي ربه ويكلمه، إذ رآى رجلا تحت ظل عرش الله، فقال: يا رب من هذا الذي أظله عرشك ؟ فقال: يا موسى، هذا ممن لم يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ". [ 13385 ] 2 أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: عن السيد مهدي بن أبي حرب الحسيني، عن أبي علي، عن والده الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن علي السوري، عن أبي محمد العلوي، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في حديث قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبة يوم الغدير: معاشر الناس، إن ابليس اخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الارض لخطيئة واحدة، (وإن الملعون حسده على الشجرة) (1)، وهو صفوة الله عزوجل، فكيف بكم وأنتم أنتم ! ؟ " الخبر. [ 13386 ] 3 الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي نصر محمد بن الحسين بن البصير، عن علي بن أحمد بن سيابة، عن عمر بن عبد الجبار (1)، عن علي بن جعفر بن محمد، (2) عن أبيه، عن جده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ذات يوم لاصحابه: ألا أنه قد دب إليكم داء الامم من قبلكم وهو الحسد، ليس كحالق (3) الشعر، لكنه حالق الدين، وينجي منه أن 2 الاحتجاج ص 61. (1) ما بين القوسين ليس في المصدر. 3 أمالي الشيخ المفيد ص 344 ح 8. (1) في المصدر زيادة: حدثنا أبي. (2) وفيه زيادة: عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام). (3) في المصدر: بحالق. (*)
[ 17 ]
يكف الانسان [ يده ] (4) ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن ". [ 13387 ] 4 الحميري في قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم، عن ابن زياد، عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " لا تتحاسدوا، فإن الحسد يأكل الايمان، كما تأكل النار الحطب اليابس ". [ 13388 ] 5 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم، من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم ". وقال (عليه السلام): " الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه، بخيل بما لا يملكه ". وقال (عليه السلام): " الحسد آفة الدين، وحسب الحاسد ما يلقى ". وقال (عليه السلام): " لا مروة لكذوب، ولا راحة لحسود ". وقال (عليه السلام): " يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك ". وقال (عليه السلام): " الحسد (1) لا يجلب إلا مضرة وغيظا، يوهن قلبك ويمرض جسمك، وشر ما استشعر قلب المرء الحسد ". وقال (عليه السلام): " الحسود سريع الوثبة، بطئ العطفة ". وقال (عليه السلام): " الحسود مغموم، واللئيم مذموم ". وقال (عليه السلام): " لا غنى مع فجور، ولا راحة لحسود، ولا (4) أثبتناه من المصدر. 4 قرب الاسناد ص 15. 5 كنز الفوائد ص 57. (1) في الحجرية: الحاسد، وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 18 ]
مودة لملول ". [ 13389 ] 6 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يجتمع الحسد والايمان في قلب امرئ ". وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " الحسد يميث الايمان في القلب، كما يميث الماء الثلج ". [ 13390 ] 7 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " الحاسد يضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود، كابليس أورث بحسده لنفسه اللعنة، ولآدم (عليه السلام) الاجتباء والهدى، والرفع إلى محل حقائق العهد والاصطفاء، فكن محسودا ولا تكن حاسدا، فإن ميزان الحاسد أبدا خفيف بثقل ميزان المحسود، والرزق مقسوم، فماذا ينفع الحسد الحاسد، وماذا يضر المحسود الحسد، والحسد أصله من عمى القلب، والجحود بفضل الله تعالى، وهما جناحان للكفر، وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الابد، وهلك مهلكا لا ينجو منه أبدا، ولا توبة لحاسد، لانه مصر عليه، معتقد به، مطبوع فيه، يبدو بلا معارض له ولا سبب، والطبع لا يتغير عن الاصل وإن عولج ". [ 13391 ] 8 الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، (عن عمر) (1) عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " لما هبط نوح (عليه السلام) من السفينة، أتاه ابليس فقال له: ما في الارض رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، 6 الاخلاق: مخطوط. 7 مصباح الشريعة ص 285. 8 الخصال ص 50 ح 61، وعنه في البحار ج 11 ص 317 ح 14. (1) ليس في المصدر، والظاهر أن ما في المصدر هو الصواب " راجع معجم رجال الحديث ج 1 ص 164 ". (*)
[ 19 ]
ألا أعلمك خصلتين ؟ إياك والحسد، فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص، فهو الذي عمل بآدم ما عمل ". [ 13392 ] 9 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقل الناس لذة الحسود ". [ 13393 ] 10 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، قال: " يا هشام، أفضل ما تقرب (1) به العبد إلى الله بعد المعرفة به، الصلاة، وبر الوالدين، وترك الحسد والعجب والفخر ". [ 13394 ] 11 وعن عبد الله بن جندب قال: قال الصادق (عليه السلام): " إن أبغضكم إلي المترئسون، المشاؤون بالمنائم، الحسدة لاخوانهم، ليسوا مني، ولا أنا منهم إلى أن قال ثم قال: والله لو قدم أحدكم ملء الارض ذهبا على الله، ثم حسد مؤمنا، لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار " الخبر. [ 13395 ] 12 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " ليس من أخلاق المؤمنين (1) التملق والحسد، إلا في طلب العلم ". [ 13396 ] 13 وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام)، قال: " لا يكون العبد 9 الغايات ص 65. 10 تحف العقول ص 291. (1) في المصدر: يتقرب. 11 تحف العقول ص 228. 12 الجعفريات 235 2. (1) في المصدر: " المؤمن ". 13 الجعفريات ص 233. (*)
[ 20 ]
عالما، حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من هو دونه ". [ 13397 ] 14 وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام)، قال: " يقول ابليس لجنده: القوا بينهم البغي والحسد، فإنهما يعدلان قريبا من الشرك ". [ 13398 ] 15 البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: " إياك والحسد، فإنه يبين فيك، ولا يعمل في عدوك ". [ 13399 ] 16 القطب الراوندي في قصص الانبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن الصادق (عليه السلام)، قال: " قال لقمان: يا بني احذر الحسد فلا يكونن من شأنك، واجتنب سوء الخلق ولا (1) يكونن من طبعك، فإنك لا تضر بهما إلا نفسك، وإذا كنت أنت الضار لنفسك كفيت عدوك أمرك، لان عداوتك لنفسك أضر عليك من عداوة (2) غيرك ". [ 13400 ] 17 أبو يعلى الجعفري في نزهة الناظر: عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، أنه قال: " الحسود لا ينال شرفا، ولحقود يموت كمدا، واللئيم يأكل ماله الاعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ". [ 13401 ] 18 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الحسد يضني، الحقد يدوي ". 14 الجعفريات ص 166. 15 البحار ج 78 ص 370 عن اعلام الدين ص 99. 16 قصص الانبياء ص 199، وعنه في البحار ج 13 ص 420. (1) في المصدر: " فلا ". (2) لم ترد في المصدر. 17 نزهة الناظر ص 44. 18 غرر الحكم ج 1 ص 6 ح 47 و 48. (*)
[ 21 ]
وقال (عليه السلام): " الحسد رأس العيوب " (1). وقال (عليه السلام): " الايمان برئ من الحسد " (2). وقال (عليه السلام): " الحسود أبدا عليل " (3). وقال (عليه السلام): " الحسد ينكد العيش " (4). وقال (عليه السلام): " الحسود لا يبرأ، الشره لا يرضى " (5). وقال (عليه السلام): " الحسود لا خلة له " (6). وقال (عليه السلام): " الحسد يضني (7) الجسد، الكرم (8) برئ من الحسد " (9). وقال (عليه السلام): " الحسود لا شفاء له " (10). وقال (عليه السلام): " الحسود لا يسود " (11). وقال (عليه السلام): " الحسد ينشئ الكمد " (12). وقال (عليه السلام): " الحسد مقنصة ابليس الكبرى " (13). وقال (عليه السلام): " الحسود غضبان على القدر " (14). (1) غرر الحكم ج 1 ص 22 ح 610. (2) نفس المصدر ج 1 ص 23 ح 660. (3) نفس المصدر ج 1 ص 28 ح 832. (4) نفس المصدر ج 1 ص 28 ح 859. (5) نفس المصدر ج 1 ص 31 ح 934 و 935. (6) نفس المصدر ج 1 ص 31 ح 936. (7) في المصدر: يفني. (8) في المصدر: الكريم. (9) نفس المصدر ج 1 ص 32 ح 986 و 987. (10) نفس المصدر ج 1 ص 34 ح 1048. (11) نفس المصدر ج 1 ص 34 ح 1060. (12) نفس المصدر ج 1 ص 35 ح 1080. (13) نفس المصدر ج 1 ص 38 ح 1176. (14) نفس المصدر ج 1 ص 45 ح 1317. (*)
[ 22 ]
وقال (عليه السلام): " الحسد مرض لا يوسى (15) " (16). وقال (عليه السلام): " الحسد دأب السفل، وأعداء الدول " (17). وقال (عليه السلام): " الحاسد يفرح بالشر، ويغتم بالسرور " (18). وقال (عليه السلام): " الحاسد لا يشفيه إلا زوال النعمة " (19). وقال (عليه السلام): " الحسود كثير الحسرات، متضاعف السيئات " (20). وقال (عليه السلام): " الحاسد يرى أن زوال النعمة عمن يحسده نعمة عليه " (21). وقال (عليه السلام): " الحسد داء عياء، لا يزول إلا بهلك [ الحاسد ] (22) أو موت المحسود " (23). وقال (عليه السلام): " الحسود دائم السقم، وإن كان صحيح الجسم " (24). وقال (عليه السلام): " الحسد عيب فاضح، ووشح قادح، لا يشفى صاحبه إلا بلوغ أمله فيمن يحسده ". وقال (عليه السلام): " احذورا الحسد، فإنه يزري بالنفس " (26). (15) أسا الجرح: داواه وعالجه. (لسان العرب ج 14 ص 34). (16) الغرر ج 1 ص 50 ح 1420. (17) نفس المصدر ج 1 ص 55 ح 1510. (18) نفس المصدر 1 ص 55 ح 1512. (19) نفس المصدر ج 1 ص 55 ح 1515. (20) نفس المصدر ج 1 ص 57 ح 1557. (21) نفس المصدر ج 1 ص 75 ح 1857. (22) أثبتناه من المصدر. (23) نفس المصدر ج 1 ص 79 ح 1911. (24) نفس المصدر ج 1 ص 85 ح 1984. (25) نفس المصدر ج 1 ص 106 ح 2229. (26) نفس المصدر ج 1 ص 141 ح 8. (*)
[ 23 ]
وقال (عليه السلام): " إياك والحسد، فإنه شر شيمة واقبح سجية " (27). وقال (عليه السلام): " ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة " (28). وقال (عليه السلام): " خلو الصدر من الغل والحسد، من سعادة المتعبد " (29). وقال (عليه السلام): " دع الحسد والكذب والحقد، فإنهن ثلاثة تشين الدين وتهلك الرجل " (30). وقال (عليه السلام): " رأس الرذائل الحسد " (31). وقال (عليه السلام): " شر ما صحب المرء الحسد " (32). وقال (عليه السلام): " طهروا قلوبكم من الحسد فإنه مضن (33) " (34). وقال (عليه السلام): " ليس الحسد من خلق الاتقياء " (35). وقال (عليه السلام): " ليس لحسود خلة " (36). 56 * (باب جملة ما عفي عنه) * [ 13402 ] 1 الشيخ المفيد في الاختصاص: قال: قال أبو عبد الله الصادق (27) الغرر ج 1 ص 148 ح 23 وفيه زيادة: وحلية ابليس. (28) نفس المصدر ج 1 ص 360 ح 44. (29) نفس المصدر ج 1 ص 399 ح 46، وفيه: العبد. (30) نفس المصدر ص 205 " الطبعة الحجرية ". (31) نفس المصدر ج 1 ص 412 ح 21. (32) نفس المصدر ج 1 ص 443 ح 7. (33) في المصدر: مكمد. (34) نفس المصدر ج 2 ص 471 ح 33. (35) نفس المصدر ج 2 ص 593. ح 3. (36) نفس المصدر ج 2 ص 594 ح 33. الباب 56 1 الاختصاص ص 31. (*)
[ 24 ]
(عليه السلام): " رفع عن هذه الامة ست: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا (1) عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه ". [ 13403 ] 2 العياشي في تفسيره: عن عمرو بن مروان الخزاز، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رفع عن أمتي أربع خصال: ما اخطؤوا، وما نسوا، وما اكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله في قول الله تبارك وتعالى: * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) * (1) وقول الله: * (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) * (2) ". [ 13404 ] 3 احمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن اسماعيل الجعفي، عنه (عليه السلام)، مثله. وعن ربعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عفي من أمتي ثلاث: الخطأ، والنسيان، والاستكراه (2)، وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وفيها رابعة: وما لا يطيقون ". [ 13405 ] 4 وعن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بي وضع عن أمتي: الخطأ، والنسيان، (1) في المصدر: اكرهوا. 2 تفسير العياشي ج 1 ص 160 ح 534. (1) البقرة 2: 286. (2) النحل 16: 106. 3 نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص 62 باختصار. (1) نفس المصدر ص 62. (2) ورد في هامش الحجرية: " كذا في نسخة النوادر، والظاهر الاحتياج إلى قوله قال إلى آخره، بقرينة قوله عن أمتي " (منه قده). 4 نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص 62. (*)
[ 25 ]
وما استكرهوا عليه ". [ 13406 ] 5 وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وضع عن أمتي ما أكرهوا عليه، ولم يطيقوا، وما أخطووا ". [ 13407 ] 6 فقه الرضا (عليه السلام): " وأروي: أن الله تبارك وتعالى أسقط من المؤمن ما لا يعلم، وما لا يتعمد، والنسيان، والسهو، والغلط، وما استكرهوا (1) عليه، وما اتقى فيه، وما لا يطيق ". [ 13408 ] 7 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله): " إن الله رفع عن أمتي، الخطأ، والنسيان، وما حدثت به أنفسهم ". [ 13409 ] 8 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " إن الله تجاوز لنا (1) عما حدثت به أنفسنا (2) ". [ 13410 ] 9 دعائم الاسلام: عن علي (عليه السلام)، أنه قال في قول الله عز وجل: * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) * (1) قال: " استجيب لهم ذلك، في الذي ينسى فيفطر في شهر رمضان، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رفع عن أمتي خطأها، ونسيانها، وما أكرهت عليه ". [ 13411 ] 10 وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: " رفع الله عن هذه الامة [ أربعا ] (1) ما لا يستطيعون، وما استكرهوا عليه، وما نسوا، 5 نوادر أحمد بن محمد بن عيسى 62. 6 فقه الرضا (عليه السلام) ص 52. (1) في المصدر: استكره. 7 لب اللباب: مخطوط. 8 عوالي اللآلي ج 1 ص 408 ح 73. (1) في المصدر: " لامتي ". (2) في المصدر: " أنفسها ". 9 دعائم الاسلام ج 1 ص 274. (1) البقرة 2: 286. 10 دعائم الاسلام ج 2 ص 95 ح 299. (1) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 26 ]
وما جهلوا حتى يعلموا ". 57 * (باب تحريم التعصب على غير الحق) * [ 13412 ] 1 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه مثقال خردل (1) من عصبية، جعله الله تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية ". 58 * (باب تحريم التكبر) * [ 13413 ] 1 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد: عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر ". ورواه في عوالي اللآلي: بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مثله، وفيه: " حبة من خردل " (1). [ 13414 ] 2 وعن ابن أبي عمير: عن محمد بن أبي حمزة، وحسين بن عثمان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " الكبر رداء الله، فمن نازع الله رداءه كبه (1) الله في النار [ على وجهه ] (2) ". [ 13415 ] 3 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده الباب 57 1 الجعفريات ص 163 ش. (1) في المصدر: " خردلة ". الباب 58 1 الزهد ص 61 ح 162. (1) عوالي اللآلي ج 1 ص 34 ح 13. 2 المصدر السابق ص 62 ح 164. (1) في المصدر: " أكبه ". (2) أثبتناه من المصدر. 3 الجعفريات ص 164. (*)
[ 27 ]
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لابليس كحولا ولعوقا وسعوطا، فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر ". [ 13416 ] 4 وبهذا الاسناد عن علي (عليه السلام)، قال: " أقبل رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة آباء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك عاشرهم في النار ". [ 13417 ] 5 الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، اكثر من يدخل النار المتكبرون (1)، فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد ؟ قال: نعم، من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين، يا أبا ذر، من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر يعني من السوء (2) يا أبا ذر، من رقع ذيله، وخصف نعله، وعفر وجهه فقد برئ من الكبر ". [ 13418 ] 6 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال لرفاعة بن موسى في حديث: " ألا أخبركم بأوفرهم نصيبا من الاثم ؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من عاب عليه أي على المؤمن شيئا من قوله وفعله، أورد عليه احتقارا له وتكبرا عليه " الخبر. [ 13419 ] 7 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الاوزاعي في قصة لقمان، أنه 4 الجعفريات ص 164. 5 أمالي الطوسي ج 2 ص 151. (1) في المصدر: المستكبرون. (2) في المصدر: السوق. 6 البحار ج 75 ص 176 ح 12 كتاب قضاء الحقوق ح 17. 7 الاختصاص ص 338. (*)
[ 28 ]
قال فيما وعظ به ابنه: يا بني إياك والتجبر والتكبر والفخر، فتجاوز ابليس في داره، يا بني دع عنك التجبر والكبر، ودع عنك الفخر، واعلم أنك ساكن القبر، يا بني اعلم أن ما جاور ابليس، وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى، يا بني ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين وإلى طين يعود ! ثم لا يدري إلى ما يصير ؟ إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا، وخاب، ويروى: كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين !. [ 13420 ] 8 وعن الصادق (عليه السلام)، قال: " الجهل في ثلاث: الكبر، وشدة المراء، والجهل بالله، فأولئك هم الخاسرون ". [ 13421 ] 9 دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين، ومحمد بن علي (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في وصية طويلة: " والمتكبر ملعون، والمتواضع عند الله مرفوع، إياكم والكبر، فإنه رداء الله عزوجل، فمن نازعه رداءه قصمه ". [ 13422 ] 10 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " التواضع يرفع، والتكبر يضع ". وقال (عليه السلام) (1): " التواضع يرفع الوضيع، التكبر يضع الرفيع ". وقال (عليه السلام) (2): " التعزز بالتكبر ذل، التكبر بالدنيا قل ". وقال (عليه السلام) (3): " الكبر مصيدة ابليس العظمى ". 8 الاختصاص ص 244. 9 دعائم الاسلام ج 2 ص 352. 10 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 5 ح 19 و 20. (1) نفس المصدر ج 1 ص 14 ح 363 و 362. (2) نفس المصدر ج 1 ص 34 ح 1044 و 1045. (3) نفس المصدر ج 1 ص 38 ح 1175. (*)
[ 29 ]
وقال (عليه السلام) (4): " الكبر خليقة مردية، من تكثر بها قل ". وقال (عليه السلام) (5): " الكبر يساور القلب مساورة السموم القاتلة ". وقال (عليه السلام) (6): " استعيذوا بالله من لواقح الكبر، كما تستعيذون به من طوارق الدهر، واستعدوا لمجاهدته حسب الطاقة ". وقال (عليه السلام) (7): " إياك والكبر، فإنه أعظم الذنوب، والام العيوب، وهو حلية ابليس ". وقال (عليه السلام) (8): " اقبح الخلق التكبر ". وقال (عليه السلام) (9): " شر آفات العقل الكبر ". وقال (عليه السلام) (10): " لو رخص الله سبحانه في الكبر لاحد من الخلق، لرخص فيه لانبيائه، لكنه كره إليهم التكبر (11)، ورضي لهم التواضع ". وقال (12): " ما اجتلب المقت بمثل الكبر ". [ 13423 ] 11 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، قال: قال: " يا هشام، إياك والكبر، فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه كبه الله في النار على وجهه إلى أن قال يا هشام (1) إياك والكبر (4) غرر الحكم ج 1 ص 85 ح 1985. (5) نفس المصدر ج 1 ص 88 ح 2032. (6) نفس المصدر ج 1 ص 138 ح 78. (7) نفس المصدر ج 1 ص 148 ح 22. (8) نفس المصدر ج 1 ص 177 ح 70. (9) نفس المصدر ج 1 ص 448 ح 80. (10) نفس المصدر ج 2 ص 606 ح 34. (11) في المصدر: التكابر. (12) نفس المصدر ج 2 ص 738 ح 47. 11 تحف العقول ص 295. (1) نفس المصدر ص 297. (*)
[ 30 ]
على أوليائي، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له إنما ينتظر الرحيل ". [ 13424 ] 12 جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " لا يدخل الجنة إنسان في قلبه حبة خردل من كبر ". [ 13425 ] 13 أبو يعلي الجعفري في النزهة: عن الباقر (عليه السلام)، أنه قال: " إياك والكبر فإنه داعية المقت، ومن بابه تدخل النقم على صاحبه، وما أقل مقامه عنده وأسرع زواله عنه ! ". [ 13426 ] 14 تفسير الامام (عليه السلام): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: " قال الله تعالى: يا موسى، إن الفخر ردائي، والكبرياء إزاري، فمن نازعني في شئ منهما عذبته بناري، يا موسى، إن من إعظام جلالي، إكرام العبد الذي انلته حظا من الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا، فإن تكبر عليه فقد استخف بجلالي ". [ 13427 ] 15 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: روي أنه أوحي إلى داود (عليه السلام): كما أن أقرب الناس إلى (1) الله يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون. [ 13428 ] 16 الديلمي في إرشاد القلوب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " من لبس الثياب الفاخرة فلا بد له من الكبر، ولا بد لصاحب الكبر من النار ". 12 كتاب المانعات ص 60. 13 نزهة الناظر ص 46. 14 تفسير الامام العسكري (عليه السلام) ص 13. 15 اثبات الوصية ص 57. (1) في المصدر: من. 16 إرشاد القلوب ص 195. (*)
[ 31 ]
[ 13429 ] 17 القطب الراوندي في لب اللباب: عنه (صلى الله عليه وآله)، مثله. وعنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " يقول الله: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما القيته في ناري ". وقال (صلى الله عليه وآله): " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان ". 59 * (باب تحريم التجبر والتيه والاختيال) * [ 13430 ] 1 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مشى على الارض اختيالا لعنته الارض من تحته ". [ 13431 ] 2 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمشي وأنا معه، إذا جماعة، فقال: ما هذه الجماعة ؟ فقالوا: مجنون يخنق (1)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا المبتلى، ولكن المجنون الذي يخطو بيديه، ويتبختر في مشيه، ويحرك منكبيه في موكبه، يتمنى على الله جنته، وهو مقيم على معصيته ". [ 13432 ] 3 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد: عن عبد الله بن سنان، عن علي بن شجرة، عن عمه بشير، عن أبي جعفر 17 لب اللباب: مخطوط. الباب 59 1 الجعفريات ص 164. 2 الجعفريات ص 172. (1) في المصدر: يحيق. 3 الزهد ص 56 ح 149. (*)
[ 32 ]
(عليه السلام)، قال: " مر النبي (صلى الله عليه وآله) بسوداء تلتقط سرقينا أو بعرا، فقال المسلمون: الطريق، رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالت السوداء: الطريق واسع، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعوها فإنها لجبارة ". [ 13433 ] 4 وعن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا أحب الشيخ الجاهل، ولا الغني الظلوم، ولا الفقير المختال ". [ 13434 ] 5 الشيخ الطوسي في أماليه: عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال في بعض خطبه: " إن الخيلاء من التجبر، والنخوة من التكبر، [ و ] (1) إن الشيطان عدو حاضر، يعدكم الباطل ". [ 13435 ] 6 وبالاسناد المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله عزوجل إليه يوم القيامة ". [ 13436 ] 7 نهج البلاغة: في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الاشتر رحمه الله: " وإياك ومساماته تعالى في عظمته، والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار، ويهين كل مختال فخور (1) ". [ 13437 ] 8 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن الحسين، عن أبي نعيم، عن صالح بن عبد الله، عن 4 الزهد ص 58 ح 154. 5 أمالي الطوسي ج 1 ص 10، وعنه في البحار ج 77 ص 396. (1) أثبتناه من المصدر. 6 المالي الطوسي ج 2 ص 152. 7 نهج البلاغة ج 3 ص 95. (1) ليس في المصدر. 8 أمالي الطوسي ج 1 ص 9، وعنه في البحار ج 77 ص 396. (*)
[ 33 ]
هشام بن أبي مخنف، عن الاعمش، عن أبي اسحاق السبيعي، عن الاصبغ بن نباتة قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام)، خطب ذات يوم فحمد الله واثنى عليه، وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله)، وقال: " أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، إن الخيلاء من التجبر، والنخوة من التكبر، والشيطان عدو حاضر، يعدكم الباطل " الخبر. [ 13438 ] 9 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". ورواه في العوالي: عنه، مثله (1). [ 13439 ] 10 وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الارض لتشكو من فقير مختال، وصاحب صلف (1) متكبر، وملك جبار ". وقال (صلى الله عليه وآله): " يا عجبا كل العجب للمختال الفخور، خلق من نطفة ثم يعود جيفة، وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به ". [ 13440 ] 11 عوالي اللآلي: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر، فقالوا: يا رسول الله، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا وفعله (1) حسنا، فقال: إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر بطر الحق وغمض (2) الناس ". 9 لب اللباب: مخطوط. (1) عوالي اللآلي ج 1 ص 137 ح 40. 10 لب اللباب: مخطوط. (1) الصلف: أن يجاوز الانسان قدره في الادعاء تكبرا وتباهيا (لسان العرب ج 9 ص 196). 11 عوالي اللآلي ج 1 ص 436 ح 150. (1) في المصدر: نعله. (2) غمض الناس: احتقارهم والاستهانة بهم (لسان العرب ج 7 ص 199). (*)
[ 34 ]
60 * (باب حد التكبر والتجبر المحرمين) * [ 13441 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: بالاسناد المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك، فقال رجل: يا رسول الله إني ليعجبني الجمال، حتى وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي حسن، فهل يرهب على ذلك ؟ قال: كيف تجد قلبك ؟ قال: أجده عارفا للحق مطمئنا إليه، قال: ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، (وتنظر إلى الناس) (1) ولا ترى أن أحدا عرضه كعرضك ولا دمه كدمك ". [ 13442 ] 2 جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن كويت قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول: " لا يدخل الجنة شئ من الكبر، فقال قائل: يا نبي الله، إني لاحب أن اتجمل بخلان (1) سوطي وشسع نعلي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أنى ذلك، وليس من الكبر، إن الله يحب الجمال، إنما الكبر من سفه الحق وغمض الناس بعينه ". [ 13443 ] 3 وعن جابر قال: قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألا أخبركم بشئ أمر به نوح (عليه السلام) ابنه إلى أن قال قال: يا بني الباب 60 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 151. (1) ليس في المصدر. 2 المانعات ص 60. (1) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المصدر: " بحلان " وكلاهما تصحيف، لعل صحته بخلال، والخلال: جمع خلة وهي كل جلدة منقوشة. (لسان العرب ج 11 ص 220). 3 المانعات ص 61. (*)
[ 35 ]
وأنهاك عن أمرين: لا تشرك بالله فإنه من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، وأنهاك عن الكبر فإن أحدا لا يدخل الجنة وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قال معاذ بن جبل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أمن الكبر أن يكون لاحدنا دابة يركبها، والثياب يلبسها، أو الطعام يجمع عليه (1) أصحابه ؟ قال: لا، ولكن من الكبر أن يسفه الحق ويغمض المؤمن ". وروي عن جابر مثله، وزاد في حديثه: " ألا أنبئكم بخمس من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة (2)، ولبس الصوف، ومجالسة الفقراء، وأن يركب الحمار، وأن يأكل الرجل مع عياله ". [ 13444 ] 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يدخل الجنة أحد فيه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار عبد فيه مثقال حبة خردل من إيمان، فقلت له: جعلت فداك، فو الله إن الرجل منا يلبس الثوب الجديد، أو يركب الدابة، فيكاد أن يدخله، قال: ليس ذلك بذلك، إنما الكبر من تكبر عن ولايتنا، وأنكر معرفتنا (1)، فمن كان فيه مثقال حبة من خردل من ذلك، لم يدخله الجنة، ومن أقر بمعرفة نبينا وأقر بحقنا، لم يدخله النار ". [ 13445 ] 5 القطب الراوندي في لب اللباب: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، إني أحب أن يكون رأسي دهينا، وبزتي (1) في المصدر: عليها. (2) اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها (لسان العرب ج 11 ص 462). 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 75. (1) في المصدر: معرفة ائمتنا. 5 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 36 ]
غسيلا، ونعلي جديدا، فهل يكون ذلك كبرا ؟ قال: " لا، الكبر أن تسفه الحق، وتغمض الناس بعينك ". 61 * (باب تحريم حب الدنيا المحرمة) * [ 13446 ] 1 الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في خبر المعراج قال: " قال الله تبارك وتعالى: يا أحمد، لو صلى العبد صلاة أهل السماء والارض، ويصوم صيام أهل السماء والارض، ويطوي عن الطعام مثل الملائكة، ولبس لباس العابدين (1)، ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرة، أو سمعتها أو رئاستها أو صيتها أو زينتها (2)، لا يجاورني في داري، ولانزعن من قلبه محبتي، (ولاظلمن قلبه حتى ينساني، ولا أذيقه حلاوة محبتي) (3) ". [ 13447 ] 2 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ما من عمل أفضل عند الله بعد معرفة الله، ومعرفة رسوله، وأهل بيته، من بغض الدنيا ". [ 13448 ] 3 القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، [ عن رجل ] (1) (عن عبد الله بن أبي يعفور) (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان فيما ناجى الله تعالى به موسى: لا تركن إلى الدنيا ركون الباب 61 1 إرشاد القلوب ص 206. (1) في المصدر: العاري. (2) في المصدر: أو حليتها. (3) في المصدر: وعليك سلامي ومحبتي. 2 الغايات ص 71. 3 قصص الانبياء ص 159، وعنه في البحار ج 13 ص 353 ح 51. (1) أثبتناه من المصدر والبحار. (2) في المصدر: عن أبي يعقوب. (*)
[ 37 ]
الظالمين، وركون من اتخذها أما وأبا، يا موسى لو وكلتك إلى نفسك تنظرها (3) لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها إلى أن قال واعلم أن كل فتنة بذرها حب الدنيا " الخبر. [ 13449 ] 4 الشيخ المفيد في الاختصاص: قال الصادق (عليه السلام): " من ازداد في الله علما، وازداد للدنيا حبا، ازداد من الله بعدا، وازداد الله عليه غضبا ". [ 13450 ] 5 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " الدنيا بمنزلة صورة: رأسها الكبر، وعينها الحرص، وأذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال، فمن أحبها أورثته الكبر، ومن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها (أوردته إلى) (1) الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكنته من العجب، ومن اطمأن (2) إليها أولته (3) الغفلة، ومن أعجبه متاعها أفنته (4)، ون جمعها وبخل بها ردته (5) إلى مستقرها وهي النار ". [ 13451 ] 6 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن الدنيا والآخرة عدوان متقابلان (1) وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، كلما قرب (3) في المصدر: تنظر لها. 4 الاختصاص ص 243. 5 مصباح الشريعة ص 196. (1) في المصدر: أورثته. (2) في نسخة: " ركن ". (3) في المصدر: أركبته. (4) في المصدر: فتنته ولا تبقى له. (5) وفيه: أوردته. 6 نهج البلاغة ج 3 ص 173 ح 103. (1) في المصدر: متفاوتان. (*)
[ 38 ]
من واحد بعد من الآخر، وهما ضرتان ". وقال (عليه السلام): " من لهج قلبه بحب الدنيا، التاط منها بثلاث: هم لا يغبه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه ". [ 13452 ] 7 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، أنه قال: " يا هشام، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما أوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا، إلا ازداد من الله بعدا، وازداد الله عليه غضبا ". [ 13453 ] 8 الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الدنيا ملعونة ملعون من فيها، ملعون من طلبها وأحبها ونصب لها، وتصديق ذلك في كتاب الله: * (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام) * (1) وقوله: * (كل شئ هالك إلا وجهه) * (2) ". [ 13454 ] 9 الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن درست، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " حب الدنيا رأس كل خطيئة ". [ 13455 ] 10 الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن ابراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن أحمد بن ابراهيم، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " رأس كل خطيئة حب الدنيا " 7 تحف العقول ص 298. 8 مكارم الاخلاق ص 453. (1) الرحمن 55: 26 و 27. (2) القصص 28: 88. 9 الخصال ص 25. 10 أمالي الطوسي ج 2 ص 275. (*)
[ 39 ]
[ 13456 ] 11 وبالسند المتقدم: عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا من (1) ابتغى به وجه الله، وما من شئ أبغض إلى الله تعالى من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها، فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شئ أحب إلى الله تعالى من الايمان به، وترك ما أمر بتركه (2) يا أبا ذر إن الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى: يا عيسى لا تحب الدنيا، فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنما هي (3) دار المعاد ". [ 13457 ] 12 ثقة الاسلام، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه [ وعلي بن محمد ] (1)، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " والله ما أحب الله من أحب الدنيا " الخبر. [ 13458 ] 13 القطب الراوندي في لب اللباب: قال: قال عيسى بن مريم: قسوة القلوب من جفوة العيون، وجفوة العيون من كثرة الذنوب، وكثرة الذنوب من حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة. وأوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): إن كنت تحبني فاخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب. [ 13459 ] 14 وروي: أن سليمان (عليه السلام) لقي ابليس إلى أن قال 11 امالي الطوسي ج 2 ص 144. (1) في المصدر: " ما ". (2) في المصدر: " ان يترك ". (3) ليست في المصدر: 12 الكافي ج 8 ص 128 ح 98. (1) اثبتناه من المصدر وهو الارجح (راجع معجم رجال الحديث ج 1 ص 337). 13 لب اللباب: مخطوط. 14 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 40 ]
قال: فما أنت صانع بأمة محمد (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: ارضى منهم بالمحقرات، لانهم يطيعونني بالشرك، فاحبب إليهم الدنيا حتى تكون أحب إليهم من الله ورسوله. [ 13460 ] 15 وعن الصادق (عليه السلام)، في قوله تعالى: * (إلا من أتى الله بقلب سليم) * (1) قال: " هو القلب الذي سلم من حب الدنيا ". وقال " حب الدنيا يعمي ويصم ". [ 13461 ] 16 دعائم الاسلام: عنهم (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما آتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد الله عليه غضبا ". [ 13462 ] 17 عوالي اللآلي: بإسناده، عن أبي العباس بن فهد: قال حدثني السيد السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد قال: روى لي الخطيب الواعظ الاستاذ الشاعر يحيى بن النخل الكوفي الزيدي مذهبا، عن صالح بن عبد الله اليمني كان قدم الكوفة قال يحيى: ورأيته بها سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، عن أبيه عبد الله اليمني، وأنه كان من المعمرين، وأدرك سلمان الفارسي، وأنه روى عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " حب الدنيا رأس كل خطيئة، ورأس العبادة حسن الظن بالله ". [ 13463 ] 18 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " أعظم الخطايا حب الدنيا ". وقال (عليه السلام): " إن كنتم تحبون الله، فاخرجوا من قلوبكم 15 لب اللباب: مخطوط. (1) الشعراء 26: 89. 16 دعائم الاسلام ج 1 ص 82. 17 عوالي اللآلي ج 1 ص 27 ح 9. 18 الغرر ج 1 ص 183 ح 173. (*)
[ 41 ]
حب الدنيا " (1). وقال (عليه السلام): " إنك لن تلقى الله سبحانه بعمل أضر عليك من حب الدنيا " (2). وقال (عليه السلام): " حب الدنيا رأس كر خطيئة " (3). وقال (عليه السلام): " حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن " (4). وقال (عليه السلام): " حب الدنيا يوجب الطمع " (5). وقال (عليه السلام): " حب الدنيا يفسد العقل، ويصم القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب " (6). وقال (عليه السلام): " رأس الآفات الوله بالدنيا " (7). وقال (عليه السلام): " سبب فساد العقل حب الدنيا " (8). وقال (عليه السلام): " شر المحن حب الدنيا " (9). وقال (عليه السلام): " قرنت المحنة بحب الدنيا " (10). وقال (عليه السلام): " كيف يدعي حب الله من سكن قلبه حب الدنيا ! ؟ " (11). (1) غرر الحكم ج 1 ص 287 ح 41. (2) نفس المصدر ج 1 ص 288 ح 32. (3) نفس المصدر ج 1 ص 380 ح 1. (4) نفس المصدر ج 1 ص 380 ح 3. (5) نفس المصدر ج 1 ص 380 ح 6. (6) نفس المصدر ج 1 ص 381 ح 12. (7) نفس المصدر ج 1 ص 413 ح 41. (8) نفس المصدر ج 1 ص 431 ح 33. (9) نفس المصدر ج 1 ص 446 ح 49. (10) نفس المصدر ج 2 ص 534 ح 10. (11) نفس المصدر ج 2 ص 555 ح 29. (*)
[ 42 ]
وقال (عليه السلام): " كما أن الشمس والليل لا يجتمعان، كذلك حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان " (12). 62 * (باب استحباب الزهد في الدنيا وحده) * [ 13464 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره بعيوب نفسه، يا أبا ذر، ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، وانطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام، يا أبا ذر، إذا رأيت أخاك (1) قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي [ إليك ] (2) الحكمة، فقلت: يا رسول الله، من أزهد الناس ؟ قال: من لم ينس المقابر والبلى، وترك (فضل زينة الدنيا، وآثر) (3) ما يبقى على (4) ما يفنى، ولم يعد غدا من أيامه، وعد نفسه في الموتى ". [ 13465 ] 2 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: نقلا من المحاسن قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن من أعوان الاخلاق على الدين الزهد في الدنيا ". وقال (عليه السلام) أيضا: " الزهد في الدنيا قصر الامل " (1). (12) غرر الحكم ج 2 ص 572 ح 25. الباب 62. 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 144. (1) في الطبعة الحجرية: " أتراك " وما أثبتناه من المصدر. (2) اثبتناه من المصدر. (3) ما بين القوسين لم يرد في المصدر. (4) في المصدر: " لما ". 2 مشكاة الانوار ص 113. (1) نفس المصدر ص 113. (*)
[ 43 ]
[ 13466 ] 3 وعن علي بن الحسين (عليهما السلام)، أنه قال في حديث: " ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله: * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتيكم) * (1) ". [ 13467 ] 4 وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله ". [ 13468 ] 5 وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " إن علامة الراغب في ثواب الآخرة، زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه بما (1) قسم الله له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم حظه من الآخرة ". [ 13469 ] 6 وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام ". [ 13470 ] 7 وعنه (عليه السلام) قال: " إذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيرا، زهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبه، ومن أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا والآخرة: وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، وهو ضد ما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك، مما ذا ؟ 3 مشكاة الانوار ص 113. (1) الحديد 57: 23. 4 مشكاة الانوار ص 113. 5 مشكاة الانوار ص 113. (1) في المصدر: " ما ". 6 مشكاة الانوار ص 114. 7 مشكاة الانوار ص 114. (*)
[ 44 ]
قال: من الرغبة فيها، وقال: (ألا من صبار كريم) (1) فإنما هي أيام قلائل، إلا أنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدنيا ". [ 13471 ] 8 ومن كتاب زهد النبي (صلى الله عليه وآله): قال: ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب (1)، ولكن الزهد في الدنيا قصر الامل ". [ 13472 ] 9 وعن أبي أيوب الانصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بشئ أحب إلى الله منها، ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا، قد أعطاك ذلك وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا، وجعل لك سيماء (1) تعرف بها ". [ 13473 ] 10 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " الزاهد عندنا من علم فعمل، ومن أيقن فحذر، وإن أمسى على عسر حمد الله، وإن أصبح على يسر شكر الله، فهو الزاهد ". [ 13474 ] 11 وبهذا الاسناد عنه (عليه السلام) قال: " الزاهد [ في الدنيا ] (1) من وعظ فاتعظ، ون علم فعمل، ومن أيقن فحذر، فالزاهدون في الدنيا قوم وعظوا فاتعظوا، وأيقنوا فحذروا، وعلموا فعملوا، إن اصابهم يسر شكروا، وإن اصابهم عسر صبروا ". [ 13475 ] 12 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن عبد الله بن المغيرة، عن (1) في الطبعة الحجرية: " الامر مشاركهم " وما أثبتناه من المصدر. 8 مشكاة الانوار ص 114. (1) الجشب من الطعام: الخشن أو الذي لا أدم له (لسان العرب ج 1 ص 265). 9 مشكاة الانوار ص 114. (1) السيماء: العلامة (لسان العرب ج 12 ص 312). 10 الجعفريات ص 232. 11 الجعفريات ص 233. (1) أثبتناه من المصدر. 12 الزهد ص 49. (*)
[ 45 ]
اسماعيل بن أبي زياد، يرفع الحديث إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قيل له: ما الزهد في الدنيا ؟ قال: " حرامها فتنكبه ". [ 13476 ] 13 وعن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن فرقد، عن أبي كهمش، عن عبد المؤمن الانصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): استحيوا من الله حق الحياء، فقيل: يا رسول الله، ومن يستحيي من الله حق الحياء ؟ فقال: من استحيى من الله حق الحياء، فليكتب أجله بين عينيه، وليزهد في الدنيا وزينتها، ويحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما طوى، ولا ينسى المقابر والبلى ". [ 13477 ] 14 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " الزهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النار، وهو تركك (1) كل شئ يشغلك عن الله تعالى، من غير تأسف على فوتها، ولا اعجاب في تركها، ولا انتظار فرج منها، ولا طلب محمدة عليها، ولا عوض لها، بل ترى فوتها راحة وكونها آفة، وتكون أبدا هاربا من الآفة معتصما بالراحة، والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا، والذل على العز، والجهد على الراحة، والجوع على الشبع، وعافية الآجل على محنة العاجل، والذكر على الغفلة، وتكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حب الدنيا رأس كل خطيئة، ألا ترى كيف أحب ما أبغضه الله ! ؟ وأي خطيئة (2) أشد جرما من هذا ! قال بعض أهل البيت (عليهم السلام): لو كانت الدنيا بأجمعها لقمة في فم طفل لرحمناه، كيف حال من نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها والحرص عليها، والدنيا دار لو حسنت سكناها (لما رحمتك ولما أحبتك) (3) وأحسنت وداعك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 13 الزهد ص 45. 14 مصباح الشريعة ص 191. (1) في المصدر: " ترك ". (2) في المصدر: " خطأ ". (3) في المصدر: " لرحمتك ". (*)
[ 46 ]
لما خلق الله تعالى الدنيا أمرها بطاعته، فأطاعت ربها فقال لها: خالفي من طلبك، ووافقي من خالفك، وهي على ما عهد الله إليها وطبعها بها ". [ 13478 ] 15 محمد بن أحمد الفتال في روضة الواعظين: روي أنه قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): [ يا رسول الله ] (1) علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء، وأحبني الناس من الارض، فقال له: " ارغب فيما عند الله عزوجل يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ". [ 13479 ] 16 وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في خطبة طويلة: " أيها الناس إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من (حل أصابها أم) (1) من حرام ". [ 13480 ] 17 وعنه (عليه السلام) قال: " الزهد ثروة والورع جنة، وأفضل الزهد إخفاء، الدهر (1) يخلق الابدان، ويحدد الآمال، ويقرب المنية، ويباعد الامنية، من ظفر به نصب، ومن فاته تعب، ولا كرم كالتقوى، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، الزهد كله بين كلمتين: قال الله تعالى: * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم) * (2) فمن لم يأس على الماضي ومن لم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزهد بطرفيه، أيها الناس، الزهادة قصر الامل، 15 روضة الواعظين ص 432. (1) أثبتناه من المصدر. 16 روضة الواعظين ص 433. (1) في المصدر: " حلال أصابها أو ". 17 روضة الواعظين ص 434. (1) في المصدر: " الزهد ". (2) الحديد 57: 23. (*)
[ 47 ]
والشكر عند النعم، والورع عند المحارم، فإن عرف (3) ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد اعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة، وكتب بارزة العذر واضحة ". [ 13481 ] 18 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الزهد أن لا تطلب المفقود حتى يعدم الموجود ". وقال (عليه السلام): " الزهد في الدنيا الراحة العظمى " (1). وقال (عليه السلام): " إزهد في الدنيا يبصرك الله عيوبها، ولا تغفل فلست بمغفول عنك " (2). وقال (عليه السلام): " أصل الزهد حسن الرغبة فيما عند الله " (3). وقال (عليه السلام): " إنكم إن زهدتم خلصتم من شقاء الدنيا وفزتم بدار البقاء " (4). وقال (عليه السلام): " كسب العلم التزهد في الدنيا " (5). وقال (عليه السلام): " من زهد في الدنيا اعتق نفسه وارضى ربه " (6). وقال (عليه السلام): " من زهد في الدنيا قرت عينه بجنة المأوى " (7). (3) في المصدر: " عزب ". 18 غرر الحكم ج 1 ص 44 ح 1306. (1) نفس المصدر ج 1 ص 47 ح 1363. (2) نفس المصدر ج 1 س 116 ح 138. (3) نفس المصدر ج 1 ح 188 ح 260. (4) نفس المصدر ج 1 ص 292 ح 27. (5) نفس المصدر ج 2 ص 572 ح 2. (6) نفس المصدر ج 2 ص 685 ح 1153. (7) نفس المصدر ج 2 ص 711 ح 1413. (*)
[ 48 ]
وقال (عليه السلام): " مع الزهد تثمر الحكمة " (8). [ 13482 ] 19 الحسن بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، قال، قال: " يا هشام، إن العقلاء زهدوا في الدنيا، ورغبوا في الآخرة، لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة، والآخرة طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دينه وآخرته ". [ 13483 ] 20 الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " قال الله تعالى له في ليلة الاسراء: يا أحمد، إن أحببت أن تكون أورع الناس، فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة، فقال: إلهي وكيف ازهد في الدنيا (وارغب في الآخرة) (1) ؟ فقال: خذ من الدنيا خفا (2) من الطعام والشراب واللباس، ولا تدخر شيئا لغد، ودم على ذكري إلى أن قال (3) يا أحمد، هل تعرف ما للزاهدين عندي (في الآخرة) (4) ؟ قال: لا يا رب، قال يبعث الخلق ويناقشون بالحساب، وهم من ذلك آمنون، إن أدنى ما أعطى الزاهدين في الآخرة، أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلها، حتى يفتحوا أي باب شاؤوا، ولا أحجب عنهم وجهي، ولامتعنهم (5) بأنواع التلذذ من كلامي، ولاجلسنهم في مقعد صدق، فاذكرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا، وافتح لهم أربعة أبواب: باب يدخل عليهم الهدايا بكرة وعشيا من عندي، وباب ينظرون منه إلي كيف شاؤوا بلا صعوبة، وباب يطلعون منه إلى االنار (8) الغرر ج 2 ص 758 ح 22. 19 تحف العقول ص 289. 20 إرشاد القلوب ص 199. (1، 4) ليس في المصدر. (2) الخف: الخفيف القليل. (لسان العرب ج 9 ص 79). (3) نفس المصدر ص 202. (5) في المصدر: ولانعمنهم. (*)
[ 49 ]
فينظرون إلى الظالمين كيف يعذبون، وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين، قال: يا رب فمن هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم ؟ قال: الزاهد [ هو ] (6) الذي ليس له بيت يخرب فيغتم لخرابه، ولا [ له ] (7) ولد يموت فيحزن لموته، ولا له مال يذهب فيحزن لذهابه، ولا يعرفه إنسان ليشغله عن الله عزوجل طرفة عين، ولا له فضل طعام يسأل عنه، ولا له ثوب لين، يا أحمد، وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل وصوم النهار، وألسنتهم كلال إلا (8) من ذكر الله، قلوبهم في صدورهم مطعونة (من كثرة ما يخالفون أهواءهم، قد ضمروا (9) أنفسهم) (10) من كثرة صمتهم، قد اعطوا المجهود من أنفسهم، لا من خوف نار ولا من شوق جنة، ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والارضين، فيعلمون أن الله سبحانه وتعالى أهل للعبادة ". [ 13484 ] 21 الصدوق في معاني الاخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، في حديث أنه قال: " قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الزهد ؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلى حرامها، فإن حلالها حساب وحرامها عقاب، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج من حطام الدنيا (1) كما يتجنب النار أن تغشاه، وأن يقصر أمله وكأن بين عينيه أجله " الخبر. (6، 7) أثبتناه من المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) ضمر الشئ: أخفاه. (10) ليس في المصدر. 21 معاني الاخبار ص 261. (2) في المصدر زيادة: وزينتها. (*)
[ 50 ]
[ 13485 ] 22 أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: عن الصادق (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله)، مثله، إلا أن فيه: " ويتحرج من الكلام فيما لا يعنيه كما يتحرج من الحرام، ويتحرج من كثرة الاكل كما يتحرج من الميتة " إلى آخره. [ 13486 ] 23 وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الزهد قصر الامل، وتنقية القلب، وأن لا يفرح بالثناء، ولا يغتم بالذم، ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا، ولا يلبس ثوبا حتى يعلم أن أصله طيب، وأن لا يلتزم الكلام فيما لا يعنيه، وأن لا يحسد على الدنيا، وأن يحب العلم والعلماء، وأن لا يطلب الرفعة والشرف ". [ 13487 ] 24 وفي كتاب التحصين: روي أن عيسى (عليه السلام) اشتد من المطر والرعد والبرق يوما، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه، فرفعت إليه خيمة من بعيد، فأتاها (1) (فإذا فيها امرأة فحاد عنها) (2) فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه فقال: إلهي لكل شئ مأوى ولم تجعل لي مأوى، فأوحى الله إليه: مأواك في مستقر رحمتي، ولازوجنك يوم القيامة بمائة حوراء خلقتها بيدي، ولاطعمن في عرسك أربعة (3) آلاف عام، كل يوم منها كعمر الدنيا، ولامرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا ؟ هلموا إلى عرس الزاهد عيسى بن مريم (عليه السلام). [ 13488 ] 25 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " ما عبد الله بشئ أفضل من الزهد في الدنيا ". 22 عدة الداعي ص 85. 23 عدة الداعي: لم نجده في مظانه. 24 التحصين ص 13. (1) في المصدر: فرآها. (2) بين القوسين ليس في المصدر. (3) في المصدر: أربعين. 25 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 51 ]
وقال (صلى الله عليه وآله): " إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا، فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة ". وقال (صلى الله عليه وآله): " ما اتخذ الله نبيا إلا زاهدا ". وقال (صلى الله عليه وآله) لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: " ادعهم إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وأن يحاسبوا أنفسهم ". وقال رجل: يا رسول الله، دلني على عمل يحبني الله ويحبني الناس، فقال: " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد عما في أيدي الناس يحبك الناس ". وقال (صلى الله عليه وآله): " ليس الزهد في الدنيا تحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهد في الدنيا الرضا بالقضاء، والصبر على المصائب، واليأس عن الناس ". وقال (صلى الله عليه وآله): " خياركم عند الله، أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة ". وقال (صلى الله عليه وآله): " ما زهد عبد في الدنيا، إلا أثبت الله الحكمة في قلبه وبصره عيوبها ". وقال علي (عليه السلام): " طوبى للراغبين في الآخرة الزاهدين في الدنيا، أولئك قوم اتخذوا مساجد الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طهورا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، ثم قبضوا الدنيا على منهاج عيسى (عليه السلام) ". 63 * (باب استحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا) * [ 13489 ] 1 علي بن محمد بن علي الخزاز الكوفي في كفاية الاثر: عن محمد بن الباب 62 1 كفاية الاثر ص 227. (*)
[ 52 ]
وهبان البصري، عن داود بن الهيثم بن اسحاق، عن جده اسحاق بن البهلول، عن أبيه البهلول بن حسان، عن طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، أنه قال: قال له في حديث: " واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك، إلا كنت فيه خازنا لغيرك، واعلم أن في حلالها حسابا، وفي حرامها عقابا، وفي الشبهات عتابا، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يقيك، فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فإن العتاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " الخبر. [ 13490 ] 2 كتاب درست بن أبي منصور: عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما عدا الازار، وظل الجدار، وخلف الحير وماء الحر، فنعم أنت ابن آدم مسؤول عنه يوم القيامة ". [ 13491 ] 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملك فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام وهو يقول لك: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض (1) ذهب، قال: فرفع رأسه إلى السماء فقال: يا رب، أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك ". [ 13492 ] 4 وعن ثابت، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " من أصبح 2 كتاب درست بن أبي منصور ص 164. 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 37. (1) الرضراض: فتات الشئ وكسره الصغار. (لسان العرب ج 7 ص 154). 4 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 38. (*)
[ 53 ]
معافى في بدنه، مخلى (1) في سربه (2) في دخوله وخروجه، عنده قوت يوم واحد، فكأنما حيزت (3) له الدنيا ". [ 13493 ] 5 علي بن ابراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حفص، (والله ما انزلت) (1) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها " الخبر. [ 13494 ] 6 البحار، عن كتاب عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الواسطي: بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في كلام بعد ذكر بعض حالات الانبياء: " ثم اقتص الصالحون آثارهم وسلكوا منهاجهم إلى أن قال ثم الزموا أنفسهم الصبر، وانزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة، التي لا يحل لاحد أن يشبع منها إلا في حال الضرورة إليها، واكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس وأمسك الروح، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها، فكل من مر بها امسك على فيه، فهم يتبلغون بأدنى البلاغ، ولا ينتهون إلى الشبع من النتن، ويتعجبون من الممتلئ منها شبعا، والراضي بها نصيبا " الخبر. [ 13495 ] 7 محمد بن أحمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده، فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو عنك راض، ترد عليه الحوض، فقال سلمان: أما أنا لا أبكي جزعا من الموت (1) في المصدر: فخلى، وما أثبتناه من المصدر. (2) في الحديث من أصبح آمنا في سريه، أي في نفسه والسرب: المسلك والطريق. (نهاية ابن الاثير ج 2 ص 356). (3) في المصدر: خيرت. 5 تفسير القمي ج 2 ص 146. (1) في المصدر: ما منزلة. 6 البحار ج 73 ص 110. 7 روضة الواعظين ص 490، وعنه في البحار ج 22 ص 381 ح 14. (*)
[ 54 ]
ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عهد إلينا فقال: " ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب " وحولي هذه الاساود (1)، وإنما حوله اجانة وجفنة ومطهرة. ورواه ورام في تنبيه الخاطر: وفيه ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إلينا عهدا، فقال: " ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب " فأخشى أن نكون قد جاوزنا أمره، وهذه الاساود حولي إلى آخره (2). [ 13496 ] 8 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " فروا من فضول الدنيا كما تفرون من الحرام، وهونوا على أنفسكم الدنيا كما تهونون الجيفة، وتوبوا إلى الله من فضول الدنيا وسيئات أعمالكم، تنجوا من شدة العذاب ". وقال (صلى الله عليه وآله): " لا تنالون الآخرة إلا بترككم الدنيا والتعري منها: أوصيكم أن تحبوا ما أحب الله وتبغضوا ما أبغض الله ". [ 13497 ] 9 نهج البلاغة: في كتابه إلى عثمان بن حنيف: " ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه (1)، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد " الخبر. [ 13498 ] 10 وفيه: وفي خطبة له (عليه السلام): " فتأس بنبيك الاطهر (1) في الطبعة الحجرية: الاساور، وما اثبتناه من المصدر. الاساود: يريد الشخوص من المتاع الذي كان عنده، وكل شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد. ويجوز أن يريد بالاساود الحيات، جمع اسود، شبهها بها لاستضراره منها. (نهاية ابن الاثير ج 2 ص 419). (2) مجموعة ورام: لم نجده في مظانه. 8 لب اللباب: مخطوط. 9 نهج البلاغة ج 3 ص 78 ح 45. (1) الطمر: الثوب الخلق العتيق البالي. (مجمع البحرين ج 3 ص 377). 10 نهج البلاغة ج 2 ص 74 قطعة من الخطبة 155. (*)
[ 55 ]
الاطيب (صلى الله عليه وآله)، فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى، واحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه والمقتص لاثره، قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرقا، أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى ان يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله (1) وتعظيمنا ما صغر الله (2)، لكفى به شقاقا لله، ومحاداة عن أمر الله، ولقد كان (صلى الله عليه وآله) يأكل على الارض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة لاحدى أزواجه غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأما ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشا، ولا يعتقدها قرارا، ولا يرجو فيها مقاما، فاخرجها من النفس، واشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا، ابغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده، ولقد كان في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يدلك على مساوئ الدنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقله، أأكرم الله محمدا (صلى الله عليه وآله) بذلك أم أهانه ! ؟ فإن قال: أهانه، كذب و [ أتى بالافك ] (3) العظيم، وإن قال: أكرمه، فليعلم أن الله قد أهان غيره، حيث بسط الدنيا له، وزواها عن أقرب الناس (4)، فتأسى متأس بنبيه، واقتص اثره، وولج مولجه، وإلا فلا يأمن الهلكة، فإن الله جعل محمدا (صلى الله عليه وآله) علما للساعة، ومبشرا بالجنة، ومنذرا بالعقوبة، خرج من الدنيا خميصا، وورد الآخرة سليما، لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله، وأجاب داعي ربه " إلى آخره. (2 1) في المصدر زيادة: ورسوله. (3) أثبتناه من المصدر. (4) في المصدر زيادة: منه. (*)
[ 56 ]
[ 13499 ] 11 السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر قال: " قال جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كان يأتي أهل الصفة وكانوا ضيفان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كانوا هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة، فاسكنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صفة المسجد، وهم أربعمائة رجل يسلم عليهم بالغداة والعشي، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله، ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وماله) يرزقهم مدا مدا من تمر في كل يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إني لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لاطعمتكم، ولكن من عاش منكم بعدي فيسغدى عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم في قميصة (1) ويروح في أخرى، وتنجدون (2) بيوتكم كما تنجد الكعبة، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إنا إلى ذلك الزمان بالاشواق فمتى هو ؟ قال (صلى الله عليه وآله): زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنكم إن ملاتم بطونكم من الحلال، توشكون أن تلمؤوها من الحرام " الخبر. [ 13500 ] 12 ابن فهد في التحصين: نقلا من كتاب المنبئ عن زهد النبي (صلى الله عليه وآله)، لجعفر بن أحمد القمي، عن أحمد بن علي بن بلال، عن عبد الرحمن بن حمدان، عن الحسن بن محمد، عن أبي الحسن بشر بن أبي بشر البصري، عن الوليد بن عبد الواحد، عن حنان (1) البصري، عن 11 نوادر الراوندي ص 25، وعنه في البحار ج 70 ص 128 ح 15. (1) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر والبحار، ولعل صوابها " خميصة ". (2) التنجيد: التزيين، يقال بيت منجد: أي مزين (مجمع البحرين ج 3 ص 149). 12 التحصين ص 8. (1) في المصدر " سنان " والظاهر هو الصحيح، راجع تقريب التهذيب ج 1 ص 334 = (*)
[ 57 ]
اسحاق بن نوح، عن محمد بن علي، عن سعيد بن زيد بن عمرو (2) بن نفيل قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول وأقبل على أسامة بن زيد فقال: " يا أسامة، عليك بطريق الحق، وإياك أن تختلج دونه بزهرة (3) رغبات الدنيا، وغضارة نعيمها، وبائد سرورها، وزائل عيشها إلى أن قال (عليه السلام) ألا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله، ويحبون من عصى الله، فقال عمر: يا رسول الله، والناس يومئذ على الاسلام ! قال: وأين الاسلام يومئذ يا عمر ! المسلم يؤمئذ كالغريب الشريد، ذاك الزمان يذهب فيه الاسلام ولا يبقى إلا اسمه، ويندرس (4) فيه القرآن ولا يبقى إلا رسمه، فقال عمر: يا رسول الله، وفيما يكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم ؟ فقال: يا عمر، تركوا (5) القوم الطريق، وركنوا إلى الدنيا، ورفضوا الآخرة، وأكلوا الطيبات، ولبسوا الثياب المزينات، وخدمهم أبناء فارس والروم، فهم يغتدون (6) في طيب الطعام، ولذيذ الشراب، وذكي الريح، ومشيد البنيان، ومزخرف البيوت، ومنجدة (7) المجالس، ويتبرج الرجل منهم كما تبرج المرأة لزوجها، وتتبرج النساء بالحلي والحلل المزينة، زيهم يومئذ زي الملوك الجبابرة، يتباهون بالجاه واللباس، وأولياء الله عليهم العباء شاحبة (8) ألوانهم من السهر، ومنحنية اصلابهم من القيام، قد لصقت [ بطونهم ] (9) بظهورهم = ح 534. (2) في الحجرية " عمرة " والصحيح ما أثبتناه من المصدر، " انظر: تقريب التهذيب ج 1 ص 296 ح 171 ". (3) في المصدر: بزهوه. (4) في المصدر: يدرس. (5) وفيه: ترك. (6) في الحجرية " يعبدون " وما أثبتناه من المصدر. (7) في المصدر: منجد. (8) شاحبة: الشاحب المتغير اللون من مرض أو خوف أو قلة المآكل وقلة التنعم (مجمع البحرين ج 2 ص 86). (9) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 58 ]
من طول الصيام إلى أن قال فإذا تكلم منهم متكلم بحق أو تفوه بصدق، قيل له: اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، يتأولون كتاب الله على غير تأويله ويقولون: * (من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) * (10) " الخبر. 64 * (باب كراهة الحرص على الدنيا) * [ 13501 ] 1 الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي (عن عمر) (1) عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لما أهبط نوح (عليه السلام) من السفينة، أتاه ابليس فقال له: ما في الارض رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا أعلمك خصلتين ؟ إياك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل 2. [ 13502 ] 2 وعن محمد بن جعفر البندار، عن سعيد بن أحمد، عن يحيى بن الفضل الوراق، عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوان، عن أبي قتادة (1)، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر ". [ 13503 ] 3 وعن الخليل بن أحمد، عن محمد بن معاذ، عن الحسين بن الحسن، (10) الاعراف 7: 32. الباب 64 1 الخصال ص 50 ح 61. (1) ليس في المصدر، والظاهر أن ما في المصدر هو الصواب " راجع معجم رجال الحديث ج 1 ص 162 ". 2 الخصال ص 73 ح 112. (1) في المصدر: عن قتادة، والظاهر أنه أصوب " راجع تهذيب التهذيب ج 1 ص 377، قتادة روى عن أنس بن مالك ". 3 الخصال ص 73 ح 113. (*)
[ 59 ]
عن عبد الله بن المبارك، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يهلك أو قال يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان: الحرص، والامل ". [ 13504 ] 4 وفي معاني الاخبار: بالسند المتقدم في خبر الشيخ الشامي، أنه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام): أي ذل أذل، قال: " الحرص على الدنيا ". ورواه في كتاب الغايات: عنه (عليه السلام)، مثله (1). [ 13505 ] 5 وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، رفعه إلى سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور قال: كان فيما سأل أمير المؤمنين ابنه الحسن (عليهما السلام)، أنه قال: " ما الفقر ؟ قال: الحرص والشره ". [ 13506 ] 6 جعفر بن أحمد في كتاب الغايات: عن أبي جعفر (عليه السلام): " حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا ". [ 13507 ] 7 وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به قال: يا هذا، ما أرفع من السماء ؟ وأوسع من الارض ؟ واغنى من البحر ؟ وأقسى من الحجر ؟ وأشد حرارة من النار ؟ وأشد بردا من الزمهرير ؟ وأثقل من الجبال الراسيات ؟ فقال له: يا هذا، الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الارض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع (1) أشد حرارة 4 معاني الاخبار 198 2. (1) الغايات ص 66. 5 معاني الاخبار ص 224. 6 الغايات ص 66. 7 الغايات ص 95. (1) في الطبعة الحجرية: " المشجع " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 60 ]
من النار، واليأس من روح الله أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البرئ أثقل من الجبال الراسيات ". [ 13508 ] 8 الكراجكي في كنز الفوائد: روي انه سئل امير المؤمنين (عليه السلام)، عن الحرص ما هو ؟ قال: " طلب القليل باضاعة الكثير ". [ 13509 ] 9 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " لا تحرص على شئ لو تركته لوصل (1) إليك، وكنت عند الله مستريحا محمودا بتركه، ومذموما باستعجالك في طلبه، وترك التوكل عليه، والرضى بالقسم، فان الدنيا خلقها الله بمنزلة ظلك، إن طلبته اتعبك ولا تلحقه ابدا، وان تركته تبعك (2) وانت مستريح، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): الحريص محروم، وهو مع حرمانه مذموم في أي شئ كان، وكيف لا يكون محروما ؟ وقد فر من وثاق الله، وخالف قول الله عزوجل، حيث يقول الله عز وجل: * (الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) * (3) والحريص بين سبع آفات صعبة: فكر يضر بدنه (4) ولا ينفعه، وهم لا يتم له اقصاه، وتعب لا يستريح منه إلا عند الموت، (ويكون عند الراحة أشد تعبا) (5)، وخوف لا يورثه إلا الوقوع فيه، وحزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة، وحساب لا يخلصه (6) من عذاب (الله إلا أن يعفو الله عنه) (7)، وعقاب لا مفر له منه ولا حيلة، والمتوكل على الله يمسي ويصبح في كنف (الله 8 كنز الفوائد ص 194. 9 مصباح الشريعة ص 186. (1) في المصدر: " وصل ". (2) في المصدر: " يتبعك ". (3) الروم 30: 40. (4) في المصدر: " بدينه ". (5) ما بين القوسين لم ترد في المصدر. (6) في المصدر: " لا مخلص له معه ". (7) ما بين القوسين ليس في المصدر. (*)
[ 61 ]
تعالى) (8) وهو منه في عافيته، وقد عجل الله كفايته، وهيأ له من الدرجات ما الله به عليم، والحرص (ما يجري (9) في منافذ غضب الله، وما لم يحرم العبد اليقين لا يكون حريصا، واليقين أرض الاسلام وسماء الايمان ". [ 13510 ] 10 الحسن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، انه قال في وصيته للحسين (عليه السلام): " أي بني، الحرص مفتاح التعب، ومطية النصب، وداع إلى التقحم في الذنوب، والشره جامع لمساوئ العيوب ". [ 13511 ] 11 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن علي بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: " ما استراح ذو الحرص ". [ 13512 ] 12 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الحرص مطية التعب، الرغبة مفتاح النصب ". وقال (عليه السلام): " الحرص ذميم المغبة " (1). وقال (عليه السلام): " الحريص متعوب فيما يضره " (2). وقال (عليه السلام): " القناعة عز وغنى، الحرص ذل وعناء " (3). وقال (عليه السلام): " الحريص عبد المطامع " (4). وقال (عليه السلام): " الحرص علامة الاشقياء " (5). وقال (عليه السلام): " الحرص يفسد الايقان " (6). (8) ليس في المصدر. (9) في المصدر: " ماء جرى ". 10 تحف العقول ص 60. 11 نزهة الناظر وتنبيه الخواطر ص 70. 12 غرر الحكم ج 1 ص 14 ح 333 و 334. (1) نفس المصدر ج 1 ص 18 ح 485. (2) نفس المصدر ج 1 ص 25 ح 727. (3) نفس المصدر ج 1 ص 25 ح 740 و 741. (4) نفس المصدر ج 1 ص 24 ح 676. (5) نفس المصدر ج 1 ص 24 ح 677. (6) نفس المصدر ج 1 ص 26 ح 774. (*)
[ 62 ]
وقال (عليه السلام): " الشره يزري ويردي، الحرص يذل ويشقي " (7). وقال (عليه السلام): " الحرص يزري بالمروة " (8). وقال (عليه السلام): " الحرص موقع في كبير الذنوب " (9). وقال (عليه السلام): " الحرص ينقص قدر الرجل، ولا يزيد في رزقه " (10). وقال (عليه السلام): " الحرص ذل ومهانة لمن يستشعره " (11). وقال (عليه السلام): " الحرص لا يزيد في الرزق ولكن يذل القدر " (12). وقال (عليه السلام): " انتقم من حرصك بالقنوع، كما تنتقم من عدوك بالقصاص " (13). وقال (عليه السلام): " اشقاكم احرصكم " (14). وقال (عليه السلام): " عبد الحرص مخلد الشقاء " (15). وقال (عليه السلام): " قرن الحرص بالعناء " (16). وقال (عليه السلام): " كل حريص فقير " (17). وقال (عليه السلام): " من ايقن بالآخرة لمن يحرص على الدنيا " (18). (7) غرر الحكم ج 1 ص 30 ح 918 و 919. (8) نفس المصدر ج 1 ص 37 ح 1150. (9) نفس المصدر ج 1 ص 38 ح 1174 وفيه: " كثير العيوب " بدل " كبير الذنوب ". (10) نفس المصدر ج 1 ص 59 ح 1586. (11) نفس المصدر ج 1 ص 59 ح 1597. (12) نفس المصدر ج 1 ص 78 ح 1899. (13) نفس المصدر ج 1 ص 114 ح 115. (14) نفس المصدر ج 1 ص 174 ح 5. (15) نفس المصدر ج 2 ص 499 ح 18. (16) نفس المصدر ص 263 " الطبعة الحجرية ". (17) نفس المصدر ج 2 ص 544 ح 8. (18) نفس المصدر ج 2 ص 645 ح 601. (*)
[ 63 ]
وقال (عليه السلام): " ما أذل النفس كالحرص " (19). 65 * (باب كراهة حب المال والشرف) * [ 13513 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند المتقدم، عن ابي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " 22 يا أبا ذر، حب المال والشرف أذهب لدين الرجل (1) من ذئبين ضاريين في زريبة (2) الغنم، فأغارا فيها حتى اصبحا، فماذا ابقيا منها ! ؟ ". [ 13514 ] 2 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن علي بن المغيرة، عن اخ له قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما ذئبان جائعان في غنم قد فرقها راعيها، أحدهما في أولها والآخر في آخرها، بافسد فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم ". [ 13515 ] 3 الصدوق في الامالي: عن جعفر بن مسرور، عن الحسين بن عامر، عن عمه، عن ابن ابي عمير، عن ابان بن عثمان، عن ابان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن أول درهم ودينار ضربا في الارض نظر إليهما إبليس، فلما عاينهما اخذهما فوضعهما على عينه (1)، ثم ضمهما إلى صدره، ثم صرخ صرخة ثم ضمهما إلى صدره، ثم قال: انتما (19) الغرر ج 2 ص 741 ح 98. الباب 65 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 145. (1) إلى هنا ورد في الامالي، وتتمة الحديث وجدناها في البحار ج 77 ص 81 نقلا عن مكارم الاخلاق، وفي ذيله ذكر: ورواه الشيخ الطوسي في أماليه مثله. (2) في الطبعة الحجرية: " زربة " والظاهر ان صوابها ما اثبتناه، وفي البحار: زرب، وزرب أو زريبة: هي حظيرة الغنم (لسان العرب ج 1 ص 447). 2 الزهد: ص 58 ح 155. 3 أمالي الصدوق: ص 168 ح 14. (1) في المصدر: عينيه. (*)
[ 64 ]
قرة عيني وثمرة فؤادي، ما ابالي من بني آدم إذا احبوكما ان لا يعبدوا وثنا، [ و ] (2) حسبي من بني آدم ان يحبوكما.. [ 13516 ] 4 وفي الخصال: عن ابيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، عن ابي وكيع، عن ابي اسحاق، عن الحارث قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) [ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ] (1): " الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم ". [ 13517 ] 5 وعن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن احمد بن يحيى، رفعه قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان، فمن احبهما كان معهما. [ 13518 ] 6 وبهذا الاسناد، عن محمد بن احمد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن ابراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث: " ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم ". [ 13519 ] 7 القطب الراوندي في لب اللباب: عن انس قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو نائم على حصير قد اثر في جنبه، قال: " أمعك احد غيرك ؟ " قلت: لا، قال: " اعلم أنه قد اقترب أجلي، وطال شوقي إلى لقاء ربي، وإلى لقاء اخواني الانبياء قبلي، ثم قال: ليس شئ احب الي من الموت، وليس للمؤمن راحة دون لقاء الله " ثم بكى قلت: لم تبكي ؟ قال: " وكيف لا ابكي ! وانا اعلم ما ينزل بامتي من بعدي " قلت: وما ينزل من بعدك يا رسول الله ؟ قال: " الاهواء (2) أثبتناه من المصدر. 4 الخصال: ص 43 ح 37. (1) أثبتناه من المصدر. 5 الخصال: ص 43 ح 38. 6 الخصال: ص 129 ح 132. 7 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 65 ]
المختلفة، وقطيعة الرحم، وحب المال والشرف، واظهار البدعة ". 66 * (باب كراهة الضجر والكسل) * [ 13520 ] 1 الصدوق في الخصال: عن ابيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن ابراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن ابن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إياك وخصلتين: الضجر والكسل، فانك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا ". وفي حديث الاربعمائة (1)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " إياكم والكسل، فانه من كسل لم يؤد حق الله عزوجل ". [ 13521 ] 2 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم ". ورواه الصدوق في العيون (1): عن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال لقمان لابنه " وذكر مثله. [ 13522 ] 3 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في جواب مسائل شمعون بن لاوي بن يهود الباب 66 1 بل الصدوق في الامالي ص 436 ح 3. وعنه في البحار ج 73 ص 159 ح 2، علما بان الحديث ورد في البحار بين مجموعة أحاديث كلها منقولة عن الخصال، فتأمل. (1) الخصال ص 620. 2 الجعفريات ص 232. (1) بل الصدوق في الخصال ص 121 ح 113، وعنه في البحار ج 13 ص 415 ح 8 وج 73 ص 159 ح 3. 3 تحف العقول: ص 17. (*)
[ 66 ]
الراهب: " واما علامة الكسلان فأربعة: يتوانى حتى يفرط، ويتفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، ويضجر ". [ 13523 ] 4 وعن ابي جعفر (عليه السلام)، أنه قال لجابر بن يزيد: " وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه، فإليه يلجأ النادمون ". [ 13524 ] 5 الصدوق في الامالي: عن ابن ادريس، عن أبيه، عن محمد بن ابي الصهبان، عن محمد بن زياد، عن ابان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي يابن رسول الله، علمني موعظة، فقال (عليه السلام) له: " إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق، فاهتمامك لماذا ؟ إلى أن قال وإن كان الثواب من الله حقا (1)، فالكسل لماذا ؟ " [ 13525 ] 6 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن ابيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن الصادق (عليه السلام) قال: " قال لقمان: يا بني، إياك والضجر وسوء الخلق وقلة الصبر، فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب ". [ 13526 ] 7 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " من اطاع التواني ضيع الحقوق ". [ 13527 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، انه قال: " الحزم بضاعة، والتواني اضاعة ". 4 تحف العقول ص 207. 5 أمالي الصدوق ص 16 ح 5. (1) ليس في المصدر. 6 قصص الانبياء ص 198، وعنه في البحار ج 13 ص 419. 7 نهج البلاغة ج 3 ص 206 ح 239. 8 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 5 ح 15 و 16. (*)
[ 67 ]
وقال: " الجهل موت، التواني فوت " (1). وقال: " التواني سجية النوكى " (2). وقال: " الملل يفسد الآخرة " (3). وقال: " التواني في الدنيا اضاعة، وفي الآخرة حسرة " (4). وقال: " أقبح العي العجز " (5). وقال: " آفة النجح الكسل " (6). 67 * (باب كراهة الطمع) * [ 13528 ] 1 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أزرى بنفسه من استشعر الطمع، ورضي بالذل من كشف عن ضره ". وقال (عليه السلام) (1): " الطمع رق مؤبد ". وقال (عليه السلام) (2): " الطامع في وثاق الذل ". وقال (عليه السلام " (3): " الطمع مورد غير مصدر، وضامن غير وفي ". وقال (عليه السلام) (4) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام): " واياك أن توجف بك مطايا الطمع (5)، وإن استطعت أن لا يكون بينك (1) غرر الحكم ج 1 ص 6 ح 67 و 68. (2) نفس المصدر ج 1 ص 18 ح 491. (3) نفس المصدر ج 1 ص 37 ح 1151، وفيه: " الاخوة " بدل " الآخرة ". (4) نفس المصدر ج 1 ص 70 ح 1786. (5) نفس المصدر ج 1 ص 178 ح 86 وفيه: " الضجر " بدل " العجز ". (6) نفس المصدر ج 1 ص 308 ح 53. الباب 67 1 نهج البلاغة ج 3 ص 152 ح 2. (1) نفس المصدر ج 3 ص 194 ح 180. (2) نفس المصدر ج 3 ص 203 ح 226. (3) نفس المصدر ج 3 ص 220 ح 275. (4) نفس المصدر ج 3 ص 57. (5) في المصدر زيادة: فتوردك مناهل الهلكة. (*)
[ 68 ]
وبين الله ذو نعمة فافعل، فانك (مدرك سهمك وآخذ قسمك) (6) ". [ 13529 ] 2 جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن ابي جعفر، عن ابيه، عن جده، عن ابيه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): افقر الناس الطماع ". الصدوق في معاني الاخبار: بالسند المتقدم، مثله (1). [ 13530 ] 3 وفي الخصال: عن ابيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن أردت أن تفر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة، فاقطع الطمع عما في ايدي الناس، وعد نفسك في الموتى " الخبر. [ 13531 ] 4 وفي صفات الشيعة: باسناده عن حبيب (1) الواسطي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " ما اقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله ! ". [ 13532 ] 5 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، أنه قال: " يا هشام، إياك والطمع، وعليك باليأس مما في ايدي الناس، وامت الطمع من المخلوقين، فان الطمع مفتاح الذل، واختلاس العقل، واختلاف المروات، وتدنيس العرض، والذهاب بالعلم، وعليك بالاعتصام بربك، والتوكل عليه ". [ 13533 ] 6 وعن الصادق (عليه السلام)، انه قال لعبد الله بن جندب: (6) وفيه: مدرك قسمك وآخذ سهمك. 2 الغايات ص 66. (1) معاني الاخبار ص 374. 3 الخصال: ص 122. 4 صفات الشيعة ص 32 ح 45، وعنه في البحار ج 73: ص 170. (1) في المصدر: حباب. 5 تحف العقول: ص 298. 6 تحف العقول ص 223. (*)
[ 69 ]
" شيعتنا لا يهرون هرير (1) الكلب، ولا يطمعون طمع الغراب ". [ 13534 ] 7 وعن الباقر (عليه السلام)، أنه قال لجابر بن يزيد الجعفي: " واطلب بقاء العز باماتة الطمع، وادفع ذل الطمع بعز اليأس، واستجلب عز اليأس ببعد الهمة ". [ 13535 ] 8 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده المتقدم في الباب السابق، عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال: " قال لقمان لابنه: فان أردت ان تجمع عز الدنيا، فاقطع طمعك عما في ايدي الناس، فانما بلغ الانبياء والصديقون ما بلغوا [ الا ] (1) بقطع طمعهم ". [ 13536 ] 9 فقه الرضا (عليه السلام): " وأروي: اليأس غنى، والطمع فقر حاضر ". [ 13537 ] 10 مصباح الشريعة: " بلغني أنه سئل كعب الاحبار: ما الاصلح في الدين وما الافسد ؟ فقال: الاصلح الورع، والافسد الطمع، فقال له السائل: صدقت يا كعب الاحبار، والطمع خمر الشيطان يستقي بيده لخواصه، فمن سكر منه لا يصحوا إلا في [ أليم ] (1) عذاب الله أو مجاورة ساقيه، ولو لم يكن في الطمع [ سخط ] (2) الا مشاراة (3) الدين بالدنيا كان عظيما، قال الله عزوجل: * (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار) * (4) وقال أمير المؤمنين علي (1) هرير الكلب: صوته، دون النباح (لسان العرب ج 5 ص 260). 7 تحق العقول ص 207. 8 قصص الانبياء ص 198، وعنه في البحار ج 13 ص 420. (1) أثبتناه من المصدر. 9 فقه الرضا (عليه السلام ص 50. 10 مصباح الشريعة ص 290. (1) أثبتناه من المصدر. (2) أثبتناه من المصدر. (3) شاراه مشاراة: بايعه (لسان العرب ج 14 ص 428). (4) البقرة 2: 175. (*)
[ 70 ]
(عليه السلام): تفضل على من شئت فانت اميره، واستغن عمن شئت فانت نظيره، وافتقر إلى من شئت فانت اسيره، (والطمع نزوع) (5) عنه الايمان وهو لا يشعر، لان الايمان يحجب (6) بين العبد وبين الطمع في الخلق، ويقول: يا صاحبي، خزائن الله مملوءة من الكرامات، وهو لا يضيع اجر من احسن عملا، وما في ايدي الناس فانه مشوب بالعلل، ويرده إلى القناعة والتوكل، وقصر الامل، ولزوم الطاعة، واليأس من الخلق، فان فعل ذلك لزمه، وان لم يفعل ذلك تركه مع شؤم الطمع وفارقه ". [ 13538 ] 11 السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في خطبة: " بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع ". [ 13539 ] 12 البحار، عن الديلمي في اعلام الدين: عن ابن ودعان، باسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " واياكم واستشعار الطمع، فانه يشوب القلب شدة الحرص، ويختم على القلوب بطابع حب الدنيا، وهو مفتاح كل سيئة، ورأس كل خطيئة، وسبب احباط كل حسنة ". [ 13540 ] 13 الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " اليأس حر والرجاء عبد ". وقال (عليه السلام): " الحر عبد ما طمع، والعبد حر إذا قنع " (1). (5) في المصدر: " والطامع في الخلق منزوع ". (6) في المصدر: " يحجز ". 11 نوادر الراوندي ص 23. 12 البحار ج 77 ص 182 عن اعلام الدين ص 108. 13 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 1 ص 479. (1) ورد الحديث في غرر الحكم ج 1 ص 18 ح 467 و 468. (*)
[ 71 ]
[ 13541 ] 14 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، انه قال: " خير الامور ما عرى عن الطمع ". وقال (عليه السلام): " صلاح النفس بقلة الطمع " (1). وقال (عليه السلام): " صلاح الايمان الورع، وفساده الطمع " (2). وقال (عليه السلام): " سبب صلاح النفس الورع، وسبب فساد الورع الطمع " (3). وقال (عليه السلام): " ذل الرجل في المطامع " (4). وقال (عليه السلام): " ذر الطمع والشره، وعليك بلزوم العفة والورع " (5). وقال (عليه السلام): " اعظم الناس ذلا الطامع الحريص المريب " (6). وقال (عليه السلام): " سبب فساد اليقين الطمع " (7). وقال (عليه السلام): " واياك وغرور الطمع، فانه وخيم المرتع " (8). وقال (عليه السلام): " قليل الطمع يفسد كثير الورع " (9). وقال (عليه السلام): " كل طامع أسير " (10). وقال (عليه السلام): " كيف يملك الورع من يملكه الطمع " (11). 14 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 388 ح 27. (1) نفس المصدر ص 452 ح 6. (2) نفس المصدر ج 1 ص 452 ح 7. (3) نفس المصدر ج 1 ص 432 ح 37 و 38. (4) نفس المصدر ج 1 ص 407 ح 41. (5) نفس المصدر ج 1 ص 405 ح 24. (6) نفس المصدر ج 1 ص 203 ح 439. (7) نفس المصدر ج 1 ص 430 ح 4. (8) نفس المصدر ص 244 " الطبعة الحجرية ". (9) نفس المصدر ج 2 ص 535 ح 17. (10) نفس المصدر ج 2 ص 544 ح 7. (11) نفس المصدر ج 2 ص 553 ح 1 وفيه: " بملك " بدل " يملكه ". (*)
[ 72 ]
وقال (عليه السلام): " من كثر طمعه عظم مصرعه " (12). وقال (عليه السلام): " من لم ينزه نفسه عن دناءة المطامع، فقد أذل نفسه وهو في الآخرة أذل وأخزى ". 68 * (باب كراهة الخرق) * [ 13542 ] 1 القاضي القضاعي في الشهاب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ما كان الرفق في شئ قط إلا زانه، وكان الخرق (1) في شئ قط إلا شانه ". [ 13543 ] 2 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال لولده الحسين (عليه السلام): " يا بني، رأس العلم الرفق، وآفته الخرق ". [ 13544 ] 3 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: " الخرق شين الخلق ". وقال (عليه السلام): " الخرق شر خلق " (1). وقال (عليه السلام): " من كثر خرقه استرذل " (2). وقال (عليه السلام): " الخرق مناواة الامراء (3)، ومعاداة من يقدر على الضراء " (4). (12) غرر الحكم ج 2 ص 647 ح 644. (13) نفس المصدر ج 2 ص 690 ح 1210. الباب 68 1 شرح الشهاب ص 98 ح 543. (1) الخرق: الجهل والحمق. (لسان العرب ج 10 ح 75). 2 تحف العقول ص 59. 3 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 28 ح 837. (1) نفس المصدر ج 1 ص 28 ح 838. (2) نفس المصدر ج 2 ص 622 ح 240. (3) في المصدر: الآراء. (4) نفس المصدر ج 1 ص 73 ح 1831. (*)
[ 73 ]
وقال (عليه السلام): " اقبح شئ الخرق " (5). وقال (عليه السلام): " اسوء شئ الخرق " (6). وقال (عليه السلام): " بئس الشيمة الخرق " (7). وقال (عليه السلام): " رأس الجهل الخرق " (8). وقال (عليه السلام): " ليكن شيمتك الوقار، فمن كثر خرقه استرذل " (9). وقال (عليه السلام): " لسان الجهل الخرق " (10). وقال (عليه السلام): " من الخرق العجلة قبل الامكان، والاناءة بعد اصابة الفرصة " (11). وقال (عليه السلام): " وقار الرجل يزينه، وخرقه يشينه " (12). 69 * (باب تحريم اساءة الخلق) * [ 13545 ] 1 صحيفة الرضا (عليه السلام): باسناده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخلق السئ يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل ". ورواه الصدوق، بأسانيد متعددة، عن الرضا (عليه السلام)، عنه مثله (1). (5) غرر الحكم ج 1 ص 175 ح 19. (6) نفس المصدر ج 1 ص 176 ح 57. (7) نفس المصدر ج 1 ص 341 ح 2. (8) نفس المصدر ج 1 ص 411 ح 4. (9) نفس المصدر ج 2 ص 588 ح 84. وفيه: ليكن زينتك. (10) نفس المصدر ج 2 ص 608 ح 4. (11) نفس المصدر ج 2 ص 729 ح 76. (12) نفس المصدر ج 2 ص 780 ح 6. الباب 69 1 صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 58 ح 113. (1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 37 ح 96. (*)
[ 74 ]
[ 13546 ] 2 الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن ابي المفضل، عن النعمان بن احمد بن نعيم، عن محمد بن شعبة، عن حفص بن عمر، عن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ساء خلقه عذب نفسه ". [ 13547 ] 3 الصدوق في العلل: عن ابيه، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن ابيه، عن يونس، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " أبى الله عزوجل لصاحب الخلق السئ بالتوبة، قيل: وكيف ذاك ؟ قال: لانه لا يخرج من ذنب حتى يقع فيما هو اعظم منه ". [ 13548 ] 4 وعن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب، عن جعفر بن احمد بن يوسف، عن علي بن نوح الحناط، عن عمرو بن اليسع، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " اتي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقيل: إن سعد بن معاذ قد مات إلى أن تجهيزه ودفنه ثم قال: فقالوا: أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته، ثم قلت: إن سعدا قد أصابته ضمه، فقال: (صلى الله عليه وآله) نعم: إنه كان في خلقه مع أهله سوء ". [ 13549 ] 5 وفي الخصال: عن القاسم بن محمد السراج، عن محمد بن احمد الضبي، عن محمد بن عبد العزيز الدينوري، عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال: " لا سؤدد لسئ الخلق " الخبر. 2 أمالي الطوسي ج 2 ص 125. 3 علل الشرائع ص 492 ح 1. 4 علل الشرائع ص 309 و 310 ح 4. 5 الخصال ص 169 ح 222. (*)
[ 75 ]
[ 13550 ] 6 السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبى الله لصاحب الخلق السئ بالتوبة، فقيل: يا رسول الله وكيف ذلك ؟ قال: لانه إذا تاب عن ذنب، وقع في ذنب اعظم من الذنب الذي تاب منه ". [ 13551 ] 7 عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن ابيه (عليهما السلام)، قال: " قال علي (عليه السلام) لابي أيوب الانصاري: يا أبا ايوب، ما بلغ من كرم (1) اخلاقك ؟ قال: لا أؤذي جارا فمن دونه، ولا أمنعه معروفا أقدر عليه، ثم قال (عليه السلام): ما من ذنب إلا وله توبة، وما من تائب إلا وقد تسلم له توبة، ما خلا سئ الخلق، لا يكاد يتوب من ذنب إلا وقع في غيره اشد (2) منه ". [ 13552 ] 8 البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " خلقان لا يجتمعان في مؤمن: الشح، وسوء الخلق ". [ 13553 ] 9 أبو يعلى في نزهة الناظر: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " لو علم سئ الخلق أنه يعذب نفسه لتسمح في خلقه ". [ 13554 ] 10 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله (صلى الله 6 نوادر الراوندي ص 18. 7 قرب الاسناد ص 22. (1) في المصدر: كريم. (2) في نسخة: أشر. 8 البحار ج 77 ص 173، عن اعلام الدين ص 94. 9 نزهة الناظر ص 52. 10 الاخلاق: مخطوط، ومثله في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 37 ح 96. (*)
[ 76 ]
عليه وآله)، أنه قال: " سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل ". [ 13555 ] 11 جامع الاخبار، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " وسوء الخلق زمام (1) من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار ". [ 13556 ] 12 وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه سئل عن ادون الناس غما ؟ قال: " أسوؤهم خلقا ". [ 13557 ] 13 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " الاخلاق منائح من الله عزوجل، فإذا احب عبدا منحه خلقا حسنا، وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا ". [ 13558 ] 14 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس ". وقال (عليه السلام): " سوء الخلق يوحش النفس ويرفع الانس " (1). وقال (عليه السلام): " سوء الخلق شؤم، والاساءة إلى المحسن لؤم " (2). وقال (عليه السلام): " سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد " (3). 11 جامع الاخبار ص 125. (1) الزمام: خيط يشد في أنف الحيوان ثم يشد عليه المقود (مجمع البحرين ج 6 ص 81). 12 المصدر السابق ص 126. 13 الاختصاص ص 225. 14 غرر الحكم ج 1 ص 439 ح 89. (1) نفس المصدر ج 1 ص 439 ح 90. (2) نفس المصدر ج 1 ص 437 ح 76. (3) نفس المصدر ج 1 ص 435 ح 44. (*)
[ 77 ]
وقال (عليه السلام): " كل داء يداوى إلا سوء الخلق " (4). وقال (عليه السلام): " من ساء خلقه عذب نفسه " (5). 70 * (باب تحريم السفه، وكون الانسان ممن يتقى شره) * [ 13559 ] 1 الجعفريات: اخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن شر الناس عند الله الذين يكرمون اتقاء شرهم ". [ 13560 ] 2 جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " من شرار الناس من لا يأمن جاره بوائقه (1)، وشرار امتي الذين يكرمون مخافة شرهم، إلا من أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني ". [ 13561 ] 3 وعنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " يا علي، ألا انبئك بشر من هذا ؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، ثم قال: ألا اخبرك بشر منه ؟ قلت: بلى، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ". [ 13562 ] 4 المفيد في الاختصاص: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (4) غرر الحكم ج 2 ص 546 ح 54. (5) نفس المصدر ج 2 ص 638 ح 501. الباب 70 1 الجعفريات ص 148. 2 الغايات ص 91. (1) بوائقه: غوائله وشروره (مجمع البحرين ج 5 ص 142). 3 الغايات ص 91. 4 الاختصاص ص 243. (*)
[ 78 ]
" خير الناس من انتفع به الناس، وشر الناس من تأذى به الناس، وشر من ذلك من أكرمه الناس اتقاء شره، وشر من ذلك من باع دينه بدنيا غيره ". [ 13563 ] 5 محمد بن ادريس في السرائر: عن السياري قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو في منزل عائشة، فاعلم بمكانه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بئس ابن العشيرة، ثم خرج إليه فصافحه وضحك في وجهه، فلما دخل قالت له عائشة: قلت فيه ما قلت، ثم خرجت إليه فصافحته وضحكت في وجهه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من شرار الناس من اتقي لسانه، قال: وسمعته يقول: قد كنى الله عزوجل في الكتاب عن الرجل (1)، وهو ذو القوة وذو العزة، فكيف نحن ! ؟ ". [ 13564 ] 6 تفسير الامام (عليه السلام): " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزله، إذ استأذن عليه عبد الله بن ابي بن أبي السلول، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بئس اخو العشيرة، ائذنوا له، فاذنوا له، فلما دخل اجلسه وبشر في وجهه، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول الله، قلت فيه ما قلت: وفعلت به من البشر ما فعلت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عويش يا حميراء، ان شر الناس عند الله يوم القيامة من يكرم اتقاه شره ". [ 13565 ] 7 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " وان ابغض الناس من اتقاه الناس للسانه ". [ 13566 ] 8 وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: " إن من شرار الناس من تركه الناس اتقاء فحشه ". 5 السرائر ص 476 وعنه في البحار ج 75 ص 280 ح 6. (1) في المصدر زيادة: فسماه فلانا. 6 تفسير الامام العسكري (عليه السلام) ص 142. 7 عوالي اللآلي ج 1 ص 72 ح 135. 8 عوالي اللآلي ج 1 ص 101 ح 22. (*)
[ 79 ]
[ 13567 ] 9 الامدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " شر الناس من يتقيه الناس مخافة شره ". وقال (عليه السلام): " السفه يجلب الشر " (1). وقال (عليه السلام): " إياك والسفه فانه يوحش الوفاق " (2). وقال (عليه السلام): " دع السفه فانه يزري بالمرء ويشينه " (3). وقال (عليه السلام): " سلاح الجهل (4) السفه " (5). وقال (عليه السلام): " سفهك على من فوقك جهل مرد (6)، وسفهك على من دونك جهل مزر (7)، وسفهك عن من في درجتك نقار (8) كنقار الديكين وهراش (9) كهراش الكلبين، ولن يفترقا إلا مجروحين أو مفضوحين، وليس ذلك فعل الحكماء وسنة العقلاء، ولعله أن يحلم عنك فيكون أوزن منك واكرم، وأنت انقص منه وألام " (10). وقال (عليه السلام): " شر الناس من يتقيه الناس مخافة شره " (11). وقال (عليه السلام): " كفى بالسفه عارا " (12). 9 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 447 ح 77. (1) نفس المصدر ج 1 ص 29 ح 884. (2) نفس المصدر ج 1 ص 148 ح 25. (3) نفس المصدر ص 205 " الطبعة الحجرية ". (4) في المصدر: الجهال. (5) نفس المصدر ج 1 ص 432 ح 3. (6) نفس المصدر ج 1 ص 439 ح 95. (7) نفس المصدر ج 1 ص 44 ح 97، وفيه: موذ. (8) نقر الطائر الشئ: ضربه بمنقار (لسان العرب ج 5 ص 227). والنقار هو قتال الديكة فيما بينها. (9) الهراش: تقاتل الكلاب وتواثبها، (لسان العرب ج 6 ص 363). (10) نفس المصدر ج 1 ص 4399 ح 96. (11) نفس المصدر ج 1 ص 447 ح 77 (مكرر الحديث الاول). (12) نفس المصدر ج 2 ص 557 ح 20. (*)
[ 80 ]
وقال (عليه السلام): " كثرة السفة يوجب الشنآن، ويجلب البغضاء " (13). وقال (عليه السلام): " من سافه شتم " (14). 71 * (باب تحريم الفحش ووجوب حفظ اللسان) * [ 13568 ] 1 الجعفريات: بالسند المتقدم، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شر الناس عند الله تعالى، الذين يكرمون اتقاء شرهم ". [ 13569 ] 2 جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " شر رجالكم البافوق السيدع (1) البانرق (2) الفحاش، والسيدع النمام ". [ 13570 ] 3 الشيخ المفيد في أماليه: عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن احمد الحكيمي، عن محمد بن اسحاق، عن يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن انس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما كان الفحش في شئ قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه ". [ 13571 ] 4 أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الاملي في كتاب الدلائل: عن القاضي ابي بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس ابن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، قال حدثنا الخليل بن أسد (13) غرر الحكم ج 2 ص 564 ح 44. (14) نفس المصدر ج 2 ص 612 ح 46. الباب 71 1 الجعفريات ص 148. 2 كتاب الغايات ص 91. (1) في المصدر زيادة: وشر نسائكم الجفة الفرقع. (2) في المصدر: البافوق. 3 أمالي المفيد ص 167 ح 2. 4 دلائل الامامة ص 1. (*)
[ 81 ]
أبو الأسود النوشجاني، قال: حدثنا رويم بن يزيد المنقري، قال: حدثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام) فقال: يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندك شيئا فطوقينيه (1) ؟ فقالت: " يا جارية، هات تلك الجريدة (2) " فطلبتها فلم تجدها، فقلت: " ويحك اطلبيها (فانها تعدل عندي حسنا وحسينا) (3) " فطلبتها فإذا هي قد قممتها في قمامتها، فإذا فيها: قال محمد النبي (صلى الله عليه وآله): " ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت، إن الله يحب الخير الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش البذاء السائل الملحف، إن الحياء من الايمان والايمان في الجنة، وان الفحش من البذاء والبذاء في النار ". [ 13572 ] 5 ثقة الاسلام، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن النبي (صلى الله عليه وآله) بينما هو ذات يوم عند عائشة، إذ استأذن عليه رجل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بئس اخو العشيرة، فقامت عائشة فدخلت البيت، واذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) للرجل، فلما دخل اقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوجهه وبشره إليه يحدثه، حتى إذا فرغ وخرج من عنده، قالت عائشة: يا رسول الله، بينما أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به، إذ اقبلت عليه بوجهك وبشرك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك: (1) في المصدر: تطرفينيه. (2) وفيه: الحريرة. (3) في العبارة تأمل !، وإن صحت فتحمل على سبيل المجاز لتبيان أهمية الوصية. 5 الكافي ج 2 ص 245 ح 1. (*)
[ 82 ]
إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ". [ 13573 ] 6 العياشي في تفسيره: عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، في قوله * (وقولوا للناس حسنا) * (1) قال: " قولوا للناس احسن ما تحبون أن يقال لكم، فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين، المتفحش السائل الملحف ". [ 13574 ] 7 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظم (عليه السلام)، أنه قال لهشام بن الحكم: " وان من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد السنتهم " الخبر. [ 13575 ] 8 دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن علي (عليهم السلام)، أنهما ذكرا وصية علي (عليه السلام)، وفيها: " ولا تتكلموا بالفحش فانه لا يليق بنا ولا بشيعتنا، وان الفاحش لا يكون صديقا " الخبر. [ 13576 ] 9 القطب الراوندي في لب اللباب: وفي الخبر: " الجفاء والبذاء من النار، والحياء والسخاء من الجنة ". [ 13577 ] 10 وعن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار إلى أن قال ورجل يستلذ الرفث والفحش، فيسيل من فيه قيح ودم ". [ 13578 ] 1 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: 6 العياشي ج 1 ص 48 ح 63. (1) البقرة 2: 83. 7 تحف العقول ص 294. 8 دعائم الاسلام ج 2 ص 352. 9، 10 لب اللباب: مخطوط. 11 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 197 ح 375. (*)
[ 83 ]
" اسفه السفهاء المتبجح بفحش الكلام ". وقال (عليه السلام): " الفحش والتفاحش (1) ليسا من الاسلام " (2). وقال (عليه السلام): " احذر فحش القول والكذب، فانهما يرزيان بالقائل " (3). وقال (عليه السلام): " ما افحش كريم قط " (4). وقال (عليه السلام): " ما افحش حليم " (5). 72 * (باب تحريم البذاء وعدم المبالاة بالقول) * [ 13579 ] 1 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم قال: قال الكاظم (عليه السلام): " ان الله حرم الجنة على كل فاحش بذئ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه " الخبر. [ 13580 ] 2 دعائم الاسلام: عن ابي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " إذا رأيتم المرء لا يستحي مما قال ولا مما قيل له، فاعلموا انه لغية (1) أو لشرك من شيطان ". [ 13581 ] 3 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن ابي جعفر، عن ابيه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، (1) في المصدر: التفحش. (2) غرر الحكم ج 1 ص 57 ح 1545. (3) نفس المصدر ج 1 ص 143 ح 30. (4) نفس المصدر ج 2 ص 737 ح 26. (5) نفس المصدر ج 2 ص 743 ح 130. الباب 72 1 تحف العقول ص 294. 2 دعائم الاسلام ج 2 ص 458 ح 1613. (1) في المصدر: لعنة. 3 الاختصاص ص 219. (*)
[ 84 ]
عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): " من لم يبال بما قال وما قيل فيه، فهو شرك الشيطان ". [ 13582 ] 4 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " القحة (1) عنوان كل (2) الشر ". 73 * (باب تحريم القذف حتى المشرك مع عدم الاطلاع) * [ 13583 ] 1 دعائم الاسلام: عن ابي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال لبعض اصحابه: " ما فعل غريمك ؟ " قال: ذاك ابن الفاعلة، فنظر إليه أبو عبد الله (عليه السلام) نظرا شديدا، فقلت: جعلت فداك، إنه مجوسي نكح اخته، قال: " أو ليس ذلك (من دينهم نكاحا) (1) ! ". [ 13584 ] 2 وعنه (عليه السلام)، أنه قال: " لا ينبغي ولا يصلح للمسلم ان يقذف يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا بما لم يطلع عليه منه، وقال: أيسر ما في هذا أن يكون كاذبا ". ورواه احمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن سنان، عنه (عليه السلام) (1)، كما يأتي في الحدود (2)، وسائر أخبار الباب يأتي في آخر كتاب المواريث (3). 4 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 16 ح 396. (1) القحة: هي الوقاحة وقلة الحياء. (مجمع البحرين ج 2 ص 424). (2) ليس في المصدر. الباب 73 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 458 ح 1614. (1) في المصدر: في دينهم النكاح. 2 دعائم الاسلام ج 2 ص 460 ح 1622. (1) نوادر احمد بن عيسى ص 77 (2) يأتي: في الحديث 7 من الباب 1 من ابواب حد القذف. (3) يأتي: في الحديث 2 و 3 من الباب 2 من أبواب ميراث المجوس. (*)
[ 85 ]
74 * (باب تحريم البغي) * [ 13585 ] 1 الجعفريات: اخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما رفع الناس ابصارهم إلى شئ إلا وضعه الله تعالى، ولو بغى جبل على جبل لجعل الله تعالى الباغي منهما دكا ". [ 13586 ] 2 وبهذا الاسناد: عن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، قال: " يقول ابليس لجنده: القوا بينهم البغي والحسد، فانهما يعدلان قريبا من الشرك ". [ 13587 ] 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن ثابت قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام)، يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن اسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي ". ورواه الشيخ في اماليه: عن المفيد رحمة الله عليه، عن ابي غالب الزراري، عن جده محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن ابي عبيدة الحذاء، عنه (عليه السلام)، مثله (1). [ 13588 ] 4 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الباب 74 1 الجعفريات ص 147. 2 الجعفريات ص 166. 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 26. (1) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 105. 4 نهج البلاغة ج 2 ص 173 ح 187. (*)
[ 86 ]
القاصعة: " فالله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، وسوء عاقبة الكبر، فانهما مصيدة ابليس العظمى ومكيدته الكبرى، التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة، فما تكدي (1) ابدا ولا تشوي (2) احدا، لا عالما بعلمه ولا مقلا في طمره ". وقال (عليه السلام): " من سل سيف البغي قتل به " (3). وفي وصيته لولده الحسن (عليه السلام): " وألام اللؤم البغي عند القدرة " (4). [ 13589 ] 5 الشيخ المفيد في اماليه: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن ابيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك (1) بن عطية، عن ابي عبيدة الحذاء، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: " في كتاب علي (عليه السلام): ثلاث خصال لا يموت صاحبهن ابدا حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة (يبارز الله بها) (2) " الخبر. [ 13590 ] 6 أبو علي ابن الشيخ في اماليه: باسناده عن ابن عباس، قال: ما ظهر البغي قط في قوم إلا ظهر فيهم الموتان (1). (1) اكدى: منع العطاء. (لسان العرب ج 15 ص 217). (2) اشوى السهم: لم يصب المقتل، وأخطأ الرمية. (لسان العرب ج 14 ص 447). (3) نهج البلاغة ج 3 ص 235 ح 349. (4) نفس المصدر ج 2 ص 173، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج 77 ص 211 عن كتب الوصايا لابن طاووس. 5 أمالي المفيد ص 98 ح 8. (1) في الطبعة الحجرية: " الحسن "، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال " راجع معجم رجال الحديث ج 4 ص 379 وج 5 ص 93 وج 14 ص 168). (2) ما بين القوسين ليس في المصدر. 6 أمالي الطوسي ج 2 ص 17. (1) الموتان: كثرة الموتى لوباء أو غيره (لسان العرب ج 2 ص 93). (*)
[ 87 ]
[ 13591 ] 7 عوال اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " اجتنب خمسا: الحسد، والطيرة، والبغي، وسوء الظن، والنميمة ". [ 13592 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: " البغي يوجب الدمار ". وقال (عليه السلام): " اسرع المعاصي عقوبة ان تبغي على من لا يبغي عليك " (1). وقال (عليه السلام): " البغي يصرع " (2). وقال (عليه السلام): " البغي يسلب النعمة، الظلم يجلب النقمة " (3). وقال (عليه السلام): " البغي يصرع الرجال " (4). وقال (عليه السلام): " اتقوا البغي فانه يجلب النقم، ويسلب النعم، ويوجب الغير " (5). وقال (عليه السلام): اياك والبغي، فانه يعجل الصرعة ويحل به الغير (6). وقال (عليه السلام): " اياك والبغي فان الباغي يعجل الله له النقمة ويحل به المثلات " (7). وقال (عليه السلام): " ان اعجل العقوبة عقوبة البغي " (8). 7 عوالي اللآلي ج 1 ص 289 ح 144. 8 غرر الحكم ج 1 ص 28 ح 845. (1) نفس المصدر ج 1 ص 193 ح 324. (2) نفس المصدر ج 1 ص 11 ح 253. (3) نفس المصدر ج 1 ص 17 ح 436 و 437. (4) نفس المصدر ج 1 ص 56 ح 1531. (5) نفس المصدر ص 84 " الطبعة الحجرية "، الغير: تغيير الاحوال من سعة إلى ضيق وغنى إلى فقر (انظر لسان العرب ج 5 ص 40). (6) نفس المصدر ج 1 ص 149 ح 27 وفيه " العبر " بدل " الغير ". (7) نفس المصدر ج 1 ص 155 ح 88، المثلات: جمع مثلة وهي العقوبة وكأنه أخذ فيها معنى الشدة، فتصير مما يضرب به المثل (لسان العرب ج 11 ص 615). (8) نفس المصدر ج 1 ص 215 ح 6. (*)
[ 88 ]
وقال (عليه السلام): " من بغى عجلت هلكته " (9). وقال (عليه السلام): " ما اعظم عقاب الباغي ! " (10). 75 * (باب كراهة الافتخار) * [ 13593 ] 1 الجعفريات: اخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد بن الاشعث، حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله تبارك وتعالى رفع عنكم عينة (1) الجاهلية وفخرها بالآباء، فالناس بنو آدم (صلى الله عليه) وآدم خلق من تراب ". [ 13594 ] 2 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): آفة الحسب (1) العجب والافتخار ". [ 13595 ] 3 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " أقبل رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة آباء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك عاشرهم في النار ". [ 13596 ] 4 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد: عن الحسن بن (9) الغرر ج 2 ص 620 ح 198. (10) نفس المصدر ج 2 ص 740 ح 73. الباب 75 1 الجعفريات ص 147. (1) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر، ولعل صحته: " عبية "، قال صاحب النهاية: وفي الحديث: " ان الله وضع عنكم عبية الجاهلية " يعني الكبر (النهاية ج 3 ص 169). 2 الجعفريات ص 147. (1) في المصدر: الجسد. 3 الجعفريات ص 164. 4 كتاب الزهد ص 56 ح 150. (*)
[ 89 ]
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " لما كان يوم فتح مكة، قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب، إن الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها، أيها الناس إنكم من آدم وآدم من طين، ألا وإن خيركم عند الله وأكرمكم عليه (1) اتقاكم وأطوعكم له، ألا وإن العربية ليست بأب والد، ولكنها لسان ناطق، فمن طعن بينكم وعلم أنه يبلغه رضوان الله حسبه، ألا وإن كل دم مظلمة أو احنة (2) كانت في الجاهلية، فهي تظل تحت قدمي إلى يوم القيامة ". [ 13597 ] 5 وعن النضر بن سويد، عن الحسن بن موسى والحسن بن رئاب، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)، يقول: " أصل المرء دينه، وحسبه خلقه، وكرمه تقواه، وإن الناس من آدم شرع سواء ". [ 13598 ] 6 الشيخ المفيد في الاختصاص قال: بلغني أن سلمان الفارسي دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، فعظموه وقدموه وصدروه، إجلالا لحقه وإعظاما لشيبته واختصاصه بالمصطفى وآله (صلوات الله عليهم)، فدخل عمر فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ؟ فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فخطب فقال: " إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للاحمر على الاسود إلا بالتقوى " الخبر. [ 13599 ] 7 أبو عمرو الكشي في رجاله: وجدت بخط جبرئيل من أحمد، عن (1) في المصدر زيادة: اليوم. (2) الاحنة: الحقد في الصدر، والجمع احن (لسان العرب ج 13 ص 8). 5 كتاب الزهد ص 57 ح 151. 6 الاختصاص ص 341. 7 رجال الكشي ج 2 ص 852 ح 1099. (*)
[ 90 ]
محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان، وأظنه قال: عبد الله بن المغيرة أو عبد الله بن جندب وهو بصري، قال: فجلسنا عنده ساعة ثم قمنا، فقال: " أما أنت يا أحمد فاجلس " فجلست فأقبل يحدثني وأسأله فيجيبني، حتى ذهب عامة الليل، فلما أردت الانصراف قال لي: " يا أحمد تنصرف أو تبيت ؟ " فقلت: جعلت فداك، ذاك إليك إن أمرت بالانصراف انصرفت، وإن أمرت بالمقام أقمت، قال: " أقم فهذا الحرس (1) وقد هدأ (الناس وباتوا " قال:) (2) وانصرف، فلما ظننت أنه دخل، خررت لله ساجدا فقلت: الحمد لله، حجة الله ووارث علم النبيين، أنس بي من بين إخواني وحببني، وإذا أنا في سجدتي وشكري فما علمت إلا وقد رفسني برجله، ثم قمت فأخذ بيدي فغمزها، ثم قال: " يا أحمد، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده قال: يا صعصعة لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك، واتق الله " ثم انصرف عني. [ 13600 ] 8 وعن محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشيان، عن محمد بن يزداد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فأمسيت عنده، قال: فقلت: انصرف، فقال لي: " لا تنصرف فقد أمسيت " قال: فاقمت عنده، قال: فقال لجاريته: " هاتي مضربتي ووسادتي، فافرشي لاحمد في ذلك البيت " قال: فلما صرت في البيت دخلني شئ فجعل يخطر ببالي: من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده ! فناداني: " يا أحمد، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد صعصعة بن صوحان، فقال: يا صعصعة، لا تجعل عيادتي إياك فخرا (1) في المصدر: الحد. (2) في المصدر: الليل وناموا فقام. 8 رجال الكشي ج 2 ص 852 ح 1100 (*)
[ 91 ]
على قومك، وتواضع لله يرفعك ". [ 13601 ] 9 الصدوق في الخصال: عن أبيه، ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن ادريس معا، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد بن عبيد (1) الله، عن أبي يحيى الواسطي، عمن ذكره، أنه قال لابي عبد الله (عليه السلام): اترى هذا الخلق كلهم من الناس ! ؟ فقال: " الق منهم التارك للسواك إلى أن قال والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، فهو بمنزلة الخلنج (2) يقشر لحا عن لحا حتى يوصل إلى جوهريته، وهو كما قال الله عزوجل: * (إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا) * (3) ". [ 13602 ] 10 وعن محمد بن أحمد أبي عبد الله القضاعي (رضى الله عنه)، قال: أخبرنا أبو عبد الله اسحاق بن العباس بن اسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام)، قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أهلك الناس اثنان: خوف الفقر، وطلب الفخر ". [ 13603 ] 11 الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات: نقلا عن تفسير الثقة محمد بن العباس قال: (حدثنا أحمد بن محمد النوفلي، عن محمد بن حماد الشاشي) (1)، عن الحسن (2) بن أسد الطفاوي، عن علي بن اسماعيل 9 الخصال ص 409. (1) كان في الحجرية: عبد، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال. راجع " معجم رجال الحديث ج 4 ص 113 ". (2) الخلنج: شجر فارسي معرب تتخذ من خشبه الاواني " لسان العرب ج 2 ص 261 ". (3) الفرقان 25: 44. 10 الخصال ص 68. 11 تأويل الآيات ص 99 ب. (1) في المصدر: أحمد بن محمد بن سياسي. (2) في المصدر: الحسين، وما في المتن هو الصواب، راجع " معجم رجال الحديث ج 4 ص 287 ". (*)
[ 92 ]
الميثمي، عن عباس الصائغ، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: خرجنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى انتهينا (3) إلى صعصعة بن صوحان رحمه الله، فإذا هو في (4) فراشه، فلما رأى عليا (عليه السلام) خف له، فقال له علي (صلوات الله عليه): " لا تتخذن زيارتنا إياك فخرا على قومك " قال: يا أمير المؤمنين، لكن ذخرا وأجرا.. الخبر. [ 13604 ] 12 نهج البلاغة: في الخطبة القاصعة، قال: " فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فإنه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان، اللاتي (1) خدع بها الامم الماضية والقرون الخالية " إلى آخره. [ 13605 ] 13 المفيد في الاختصاص: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنه قال: " المفتخر بنفسه أشرف من المفتخر بأبيه، لاني أشرف من أبي، والنبي (صلى الله عليه وآله) أشرف من أبيه، وابراهيم (عليه السلام) أشرف من تارخ، قيل: وبم الافتخار ؟ قال: بإحدى ثلاث: مال ظاهر، وأدب بارع، وصناعة لا يستحيي المرء منها ". [ 13606 ] 14 القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " عجبت للمكذب بالنشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى، وعجبت للمصدق بدار الخلود كيف لا يسعى لدار الخلود، وعجبت للمختال الفخور وقد خلق من نطفة ثم يعود جيفة ! ". [ 13607 ] 15 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: (3) في المصدر: انتهى. (4) في نسخة: على. " هامش الطبعة الحجرية ". 12 نهج البلاغة ج 2 ص 165 ح 187. (1) في المصدر: التي. 13 الاختصاص ص 188. 14 لب اللباب: مخطوط. 15 غرر الحكم ودرر الكلم. (*)
[ 93 ]
" الافتخار من صغر الاقدار ". 76 * (باب تحريم قسوة القلب) * [ 13608 ] 1 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الباقر (عليه السلام)، أنه قال: " ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ". [ 13609 ] 2 وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " وإن كثرة المال، مفسدة للدين، مقساة للقلب (1) ". [ 13610 ] 3 وعن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال لجابر: " وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب ". [ 13611 ] 4 الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " إن أبعد الناس من الله القاسي القلب ". ورواه أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، [ عن التمار، عن محمد بن أحمد، عن جده ] (1) عن علي بن جعفر (2) المدائني، عن ابراهيم بن الحارث، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عنه (عليه السلام)، مثله، وفيه: " إن أبعد الناس من الله القلب القاسي " (3). الباب 76 1 تحف العقول ص 217. 2 تحف العقول ص 137. (1) في المصدر: للقلوب. 3 تحف العقول ص 207. 4 مجمع البيان ج 1 ص 139. (1) اثبتناه من المصدر. (2) في المصدر والبحار: حفص. (3) أمالي الطوسي ج 1 ص 1، وعنه في البحار ج 71 ص 281 ح 28. (*)
[ 94 ]
[ 13612 ] 5 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة من علامة الشقاء: جمود العينين (1)، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والاصرار على الذنب ". [ 13613 ] 6 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنه قال: " من يأمل أن يعيش غدا، فإنه يأمل أن يعيش أبدا، ومن يأمل أن يعيش أبدا، يقسو قلبه ويرغب في دنياه ". [ 13614 ] 7 القطب الراوندي في دعواته: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " اذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليها فتقسو قلوبكم ". وعنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " من كثر طعمه، سقم بدنه، وقسا قلبه " (1). [ 13615 ] 8 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " وليس شئ أضر لقلب المؤمن من كثرة الاكل، وهي مورثة لشيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة، وقال عيسى بن مريم: ما مرض قلب بأشد من القسوة ". و (1) فيه: " [ وكثرة ] (2) النوم يتولد من كثرة الشرب، وكثرة الشرب 5 الجعفريات ص 168. (1) في المصدر: " العين ". 6 الجعفريات ص 240. 7 دعوات الراوندي ص 27. (1) نفس المصدر ص 28، وعنه في البحار ج 62 ص 268 ح 53. 8 مصباح الشريعة ص 239. (1) نفس المصدر ص 253. (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 95 ]
يتولد (3) من كثرة الشبع، وهما يثقلان النفس عن الطاعة، ويقسيان القلب عن التفكر والخشوع (4) ". [ 13616 ] 9 أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: (عن بعض الائمة (عليهم السلام)، أنه قال) (1): " إياكم وفضول المطعم، فإنه يسم القلب بالقسوة ". وتقدم في أبواب الدفن في كتاب الطهارة، عن ثقة الاسلام والشيخ (2) بإسنادهما، عن عبيد بن زرارة، عن الصادق (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: " انهاكم أن تطرحوا التراب على ذوي أرحامكم، فإن ذلك يورث القسوة في القلب، ومن قسا قلبه بعد من ربه ". [ 13617 ] 10 الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيما وعظ به أبا ذر: " يا أبا ذر، إن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا يشعرون ". [ 13618 ] 11 الصدوق في معاني الاخبار: عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن فضل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، عن زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، أنه قال في حديث (3) لم ترد في المصدر. (4) في المصدر: " الخضوع ". 9 عدة الداعي ص 104. (1) في المصدر: " وقال النبي (صلى الله عليه وآله) ". (2) الكافي ج 3 ص 199 ح 5 والتهذيب ج 1 ص 319 ح 928، وأبواب الدفن في كتاب الطهارة فيما تقدم خالية من هذا الحديث. 10 أمالي الطوسي ج 2 ص 143. 11 معاني الاخبار ص 271. (*)
[ 96 ]
طويل: " والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء إلى أن قال وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة " الخبر. وتقدم في أبواب الدعاء، عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " إن الله عزوجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس " (1). [ 13619 ] 12 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: " إن الله تبارك وتعالى جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه، فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم، فإن الله تبارك وتعالى أحل غضبه بهم ". [ 13620 ] 13 القطب الراوندي في لب اللباب قال: قال عيسى بن مريم: قسوة القلب من جفوة العيون، وجفوة العيون من كثرة الذنوب، وكثرة الذنوب من حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة. [ 13621 ] 14 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " ضادوا القسوة بالرقة ". وقال: " من أعظم الشقاوة القساوة " (1). 77 * (باب تحريم الظلم) * [ 13622 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (1) ورد في الباب 15 من أبواب الدعاء الحديث 1، قال الصادق (عليه السلام): " أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاه ". 12 الاختصاص ص 240. 13 لب اللباب: مخطوط. 14 الغرر ج 1 ص 462 ح 24. (1) نفس المصدر ج 2 ص 733 ح 127. الباب 77 1 الجعفريات ص 78. (*)
[ 97 ]
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد ". ورواه الراوندي (1) في نوادره: بإسناده الصحيح، عنه (عليه السلام)، مثله، وفيه: " لا يهتم (2) ". [ 13623 ] 2 نهج البلاغة: قال (عليه السلام): " بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد ". وقال (1) (عليه السلام): " يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ". وقال (2) (عليه السلام): " يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم ". وقال (3) (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): " ظلم الضعيف أفحش الظلم ". وقال (4) (عليه السلام): " والله لئن أبيت على حسك السعدان (5) مسهدا، أو (6) أجر في الاغلال مصفدا (7)، أحب إلي من أن ألقى الله (1) نوادر الراوندي ص 21. (2) في المصدر: " لا يهم ". 2 نهج البلاغة ج 3 ص 202 ح 221. (1) نفس المصدر ج 3 ص 206 ح 241. (2) نفس المصدر ج 3 ص 234 ح 341. (3) نفس المصدر ج 58 3 ح 31. (4) نفس المصدر ج 2 ص 243 ح 219. (5) الحسك: شوك لا يكاد أحد يمشي عليه إذا يبس إلا من في رجليه خف أو نعل، لخشونته، وهو أنواع منها حسك السعدان (لسان العرب ج 10 ص 411). (6) في المصدر: و. (7) الصفد: القيد والوثاق، والمصفد: المشدود (مجمع البحرين ج 3 ص 87). (*)
[ 98 ]
سبحانه وتعالى ورسوله يوم القيامة، ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشئ من الحطام إلى أن قال والله لو أعطيت الاقاليم السبعة (8) بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة (9) ما فعلته (10) ". [ 13624 ] 3 وفي عهده (عليه السلام) للاشتر: " وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته، من إقامة على ظلم، فإن الله (يسمع دعوة المظلومين) (1)، وهو للظالمين بالمرصاد ". [ 13625 ] 4 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) مبتدئا: " من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه ": قال فذكرت في نفسي فقلت: يظلم هو (فيسلط الله) (1) على عقبه أو على (2) يعقب عقبه ! فقال لي قبل أن اتكلم: " إن الله يقول: * (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) * (3) ". [ 13626 ] 5 وعن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم، وذلك قول الله: * (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) * (1) ". (8) الاقاليم السبعة: الارض كلها حسب تقسيم الجغرافيين القدماء (مجمع البحرين ج 6 ص 140). (9) جلب شعيرة: قشرتها (لسان العرب ج 1 ص 271). (10) في المصدر: ما فعلت. 3 نهج البلاغة ج 3 ص 95 ج 53. (1) في المصدر: سميع دعوة المضطهدين. 4 تفسير العياشي ج 1 ص 223 ح 37. (1) في المصدر: " فسلط ". (2) لم ترد في المصدر. (3) النساء 4: 9. 5 تفسير العياشي ج 1 ص 376 ح 92. (1) الانعام 6: 129. (*)
[ 99 ]
[ 13627 ] 6 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " سيعلم الظالمون: حظ من نقصوا ؟ إن الظالم ينتظر اللعن والعقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب ". وقال (صلى الله عليه وآله): " الظلم ندامة، والطاعة قرة عين ". وقال (صلى الله عليه وآله): " لا تنال شفاعتي ذا سلطان جائر غشوم ". [ 13628 ] 7 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " الظلم ظلمات يوم القيامة ". [ 13629 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " من جار أهلكه جوره ". وقال (عليه السلام): " من ظلم (دمر عليه) (1) ظلمه " (2). وقال (عليه السلام): " من ظلم عظمت صرعته " (3). وقال (عليه السلام): " من ظلم أفسد أمره، ومن جار قصر عمره " (4). وقال (عليه السلام): " من ظلم يتيما عق أولاده، ومن ظلم رعيته نصر أضداده " (5). 6 لب اللباب: مخطوط. 7 عوالي اللآلي ج 1 ص 364 ح 52. 8 الغرر ج 2 ص 619 ح 193. (1) في المصدر: " ذم به ". (2) نفس المصدر ج 2 ص 619 ح 194. (3) نفس المصدر ج 2 ص 620 ح 197. (4) نفس المصدر ج 2 ص 615 ح 107 و 108. (5) نفس المصدر ج 2 ص 618 ح 172 و 173. (*)
[ 100 ]
وقال (عليه السلام): " من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده. من يكن الله خصمه دحض حجته ويعذبه في دنياه ومعاده " (6). وقال (عليه السلام): " الظلم وخيم العاقبة " (7). وقال (عليه السلام): " الظلم جرم لا ينسى " (8). وقال (عليه السلام): " المؤمن لا يظلم ولا يتأثم " (9). وقال (عليه السلام): " ابعدوا عن الظلم، فإنه أعظم الجرائم وأكبر المآثم " (10). وقال (عليه السلام): " إن أسرع الشر عقابا الظلم " (11). وقال (عليه السلام): " راكب الظلم يدركه البوار " (12). وقال (عليه السلام): " شر الناس من يظلم الناس " (13). وقال (عليه السلام): " ظلم المرء في الدنيا، عنوان شقائه (14) في الآخرة " (15). وقال (عليه السلام): " من ظلم عظمت صرعته " (16). وقال (عليه السلام): " من ظلم قصم عمره، ودمر عليه (6) الغرر ج 2 ص 644 ح 595 و 596. (7) نفس المصدر ج 1 ص 18 ح 484. (8) نفس المصدر ص 35 " الطعبة الحجرية ". (9) نفس المصدر ج 1 ص 50 ح 1424. (10) نفس المصدر ج 1 ص 134 ح 48. (11) نفس المصدر ج 1 ص 215 ح 10. (12) نفس المصدر ج 1 ص 420 ح 4. (13) نفس المصدر ج 1 ص 443 ح 5. (14) في المصدر: شقاوته. (15) نفس المصدر ج 2 ص 476 ح 26. (16) نفس المصدر ج 2 ص 620 ح 197. (*)
[ 101 ]
ظلمه " (17). وقال (عليه السلام): " هيهات أن ينجو الظالم من أليم عذاب الله وعظيم سطواته " (18). [ 13630 ] 9 تفسير الامام (عليه السلام): " قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله تعالى: * (اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) * (1) يا معاشر شيعتنا، اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا، وإن لم تكونوا بالله كافرين فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين، وإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا، إلا ثقل الله تعالى في تلك النار سلاسله واغلاله، ولم يقله يفكه (2) منها إلا بشفاعتنا، ولن نشفع له إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن، فإن عفا عنه شفعنا وإلا طال في النار مكثه ". وقال (عليه السلام) (3) في قوله تعالى: * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا) * (4) الآية: " فاتقوا الله عباد الله المنتحلين لمحبتنا، وإياكم والذنوب التي قل ما أصر عليها صاحبها إلا أداه إلى الخذلان، المؤدي إلى الخروج عن ولاية محمد وعلي والطيبين من آلهما، والدخول في موالاة أعدائنا، فإن من أصر على ذلك فأداه خذلانه إلى الشقاء الاشقى من مفارقة ولاية سيد أولي النهى، فهو من أتخسر الخاسرين، قالوا: يا بن رسول الله، وما الذنوب المؤدية إلى الخذلان العظيم ؟ قال: ظلمكم لاخوانكم الذين هم (17) الغرر ج 2 ص 674 ح 1025. (18) نفس المصدر ج 2 ص 794 ح 31. 9 تفسير الامام العسكري (عليه السلام) ص 81. (1) البقرة 2: 24. (2) في نسخة: " يكفه ". (3) نفس المصدر ص 160. (4) البقرة 2: 204. (*)
[ 102 ]
في تفضيل علي (عليه السلام) والقول بإمامته وإمامة من انتجبه من ذريته موافقون، ومعاونتكم الناصبين عليهم، ولا تغتروا بحلم الله عنكم وطول امهاله لكم، فتكونوا كمن قال الله % * (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ إني أخاف الله رب العالمين) * (5) ". [ 13631 ] 10 الشيخ المفيد في الاختصاص: سئل امير المؤمنين (عليه السلام) أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه ؟ فقال: " من ظلم من لا ناصر له إلا الله، وجاور النعمة بالتقصير، وجاور (1) بالبغي على الفقير ". [ 13632 ] 11 جامع الاخبار: عن ابن عباس قال: أوحى الله عزوجل إلى داود (عليه السلام): " قل للظالمين: لا يذكرونني، فإنه حق علي أن اذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن العنهم ". [ 13633 ] 12 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: روي أن في التوراة مكتوبا: من يظلم يخرب بيته، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى يمهل الظالم حتى يقول: اهملني، ثم إذا أخذه أخذه أخذه رابية (1) ". وقال (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال: * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * (2) " وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنما يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر بئرا لاخيه وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه (5) الحشر 59: 16. 10 الاختصاص ص 234. (1) في المصدر: " استطال ". 11 جامع الاخبار ص 182. 12 كنز الفوائد ص 57، وعنه في البحار ج 75 ص 321 ح 50. (1) ربا: إذا زاد وعلا، ومنه قوله تعالى: * (فأخذهم أخذة رابية) * (مفردات الراغب ص 187). (2) الانعام 6: 45. (*)
[ 103 ]
هتك عورات بيته، بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، اسد خصوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم خير من فتن تدوم، اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك ". [ 13634 ] 13 البحار، عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن هارون بن موسى، بإسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الظلم ندامة ". [ 13635 ] 14 صحيفة الرضا (عليه السلام): بالاسناد عنه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم والظلم فإنه يخرب قلوبكم ". [ 13636 ] 15 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن عبد الله بن جندب قال: قال الصادق (عليه السلام): " وليس من شيعتنا من يظلم الناس ". 78 * (باب وجوب رد المظالم إلى اهلها، واشتراط ذلك في التوبة منها، فان عجز استغفر الله للمظلوم) * [ 13637 ] 1 الجعفريات: اخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظلم احدا ففاته (1)، فليستغفر الله كلما ذكره، فانه كفارة له ". 13 البحار ج 75 ص 322 ح 52 بل عن جامع الاحاديث ص 18. 14 صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 40 ح 33. 15 تحف العقول ص 223. الباب 78 1 الجعفريات ص 228. (1) في المصدر: فعابه. (*)
[ 104 ]
[ 13638 ] 2 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " الا وان الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فاما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك بالله تعالى، قال الله تعالى: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * (1) وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد، ليس هو جراحا (2) بالمدى ولا ضربا بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه ". [ 13639 ] 3 جامع الاخبار: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " درهم يرده العبد إلى الخصماء، خير له من عبادة الف سنة، وخير له من عتق الف رقبة، وخير له من الف حجة وعمرة ". وقال: " من رد درهما إلى الخصماء، اعتق الله رقبته من النار، واعطاه بكل دانق (1) ثواب نبي، وبكل درهم مدينة من درة حمراء " وقال (صلى الله عليه وآله): " من رد أدنى شئ إلى الخصماء، جعل الله بينه وبين النار سترا كما بين السماء والارض، ويكون في عداد الشهداء ". وقال (صلى الله عليه وآله): " من ارضى الخصماء من نفسه، وجبت له الجنة بغير حساب، ويكون في الجنة رفيق اسماعيل بن ابراهيم ". قال (صلى الله عليه وآله): " إن في الجنة مدائن من نور، وعلى المدائن ابواب من ذهب مكلل بالدر والياقوت، وفي جوف المدائن قباب من مسك وزعفران، من نظر إلى تلك المدائن يتمنى أن يكون له مدينة منها، قالوا: يا نبي الله، لمن هذه المدائن ؟ قال: للتائبين النادمين من المؤمنين، المرضين للخصماء (2) من أنفسهم، فان العبد إذا رد 2 نهج البلاغة ج 2 ص 116 ح 117. (1) النساء 4: 48. (2) في المصدر: جرحا. 3 جامع الاخبار: ص 182. (1) الدانق، وزن ضئيل، سدس الدرهم (لسان العرب ج 10 ص 105). (2) في المصدر: الخصماء. (*)
[ 105 ]
درهما إلى الخصماء، اكرمه الله كرامة سبعين شهيدا، فان درهما يرده العبد إلى الخصماء، خير له من صيام النهار وقيام الليل، ومن رد ناداه ملك من تحت العرش: يا عبد الله استأنف العمل، فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك ". وقال [ النبي (صلى الله عليه وآله) ] (3): " لرد دانق من حرام، يعدل عند الله سبعين الف حجة مبرورة ". وقال (صلى الله عليه وآله): " من مات غير تائب، زفرت جهنم في وجهه ثلاث زفرات، فأولها لا تبقى دمعة إلا خرجت من عينيه، والزفرة الثانية لا يبقى دم إلا خرج من منخريه، والزفرة الثالثة لا يبقى قيح إلا خرج من فمه، فرحم الله من تاب وارضى الخصماء، فمن فعل فانا كفيله في الجنة ". [ 13640 ] 4 الشيخ ورام في تنبيه الخاطر: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " لا يأخذن احدكم متاع اخيه جادا ولا لاعبا، من أخذ عصا أخيه فليردها عليه ". [ 13641 ] 5 دعائم الاسلام: عن ابي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " فمن نال من رجل (1) شيئا من عرض أو مال، وجب عليه الاستحلال من ذلك، والانفصال (2) من كل ما كان منه إليه، وإن كان قد مات فليتنصل من المال إلى ورثته، وليتب إلى الله مما اتى إليه، حتى يطلع عليه عزوجل بالندم والتوبة والانفصال (3)، ثم قال (عليه السلام). ولست بآخذ في تأويل الوعيد في أموال الناس، ولكني أرى ان تؤدى إليهم إن كانت قائمة في يدي من اغتصبها، ويتنصل إليهم منها، وإن فوتها (4) (3) أثبتناه من المصدر. 4 تنبيه الخواطر ص 11. 5 دعائم الاسلام ج 2 ص 485 ح 1731. (1) في المصدر: رجل مسلم. (2) (3) في المصدر: والتنصل، وفي نسخة: " والانتصال ". (4) في المصدر: فاتها. (*)
[ 106 ]
المتغصب اعطى العوض منها، فان لم يعرف أهلها، تصدق بها عنهم على الفقراء والمساكين، وتاب إلى الله عزوجل مما فعل ". [ 13642 ] 6 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظلم احدا ففاته فليستغفر الله ". [ 13643 ] 7 القطب الراوندي في دعواته: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " اداء دانق من حرام: يعدل عنه الله سبعين الف حجة مبرورة ". [ 13644 ] 8 الآمدي في الغرر: عن امير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " لا عدل أفضل (1) من رد المظالم ". 79 * (باب اشتراط توبة من اضل الناس برده لهم إلى الحق) * [ 13645 ] 1 السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة، وأبى الله لصاحب الخلق السئ بالتوبة، فقيل: يا رسول الله، وكيف ذاك ؟ قال: أما صاحب البدعة فقد اشرب قلبه حبها، واما صاحب الخلق السئ فإنه إذا تاب من ذنب، وقع في ذنب اعظم من الذنب الذي تاب منه ". [ 13646 ] 2 فقه الرضا (عليه السلام): " أروي انه كان في الزمان الاول رجل 6 الاختصاص ص 235. (1) في المصدر زيادة: فانه كفارة له. 7 دعوات الراوندي ص 4، وعنه في البحار ج 103 ص 12 ح 51. 8 غرر الحكم ودرر الكلم ج 2 ص 851 ح 404. (1) في المصدر: أنفع. الباب 79 1 نوادر الراوندي ص 18. 2 فقه الرضا (عليه السلام) ص 52. (*)
[ 107 ]
يطلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، فاتاه الشيطان لعنه الله فقال له: ألا ادلك على شئ يكثر به دنياك ويعلو ذكرك ؟ فقال: نعم، قال: تبتدع دينا وتدعو الناس إليه، ففعل فاستجاب له خلق (1) من الخلائق واطاعوه، وأصابه من الدنيا أمر عظيم، ثم انه فكر يوما فقال: ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه، ما ادري ألي التوبة أم لا ؟ إلا ان ارد من دعوته عنه، فجعل يأتي اصحابه فيقول: أنا الذي دعوتكم إلى الباطل وإلى بدعة وكذب، فجعلوا يقولون له: كذبت، لا بل إلى الحق دعوتنا، ونحن غير راجعين عما نحن عليه، ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه، فلما رأى ذلك وان القوم تداخلهم الخذلان، عمد إلى سلسلة فاوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه ثم قال: لا احلها حتى يتوب الله علي وروي انه ثقب ترقوته فادخلها فيها فأوحى الله إل نبي ذلك الزمان: قل لفلان: لو دعوتني حتى تسقط أوصالك، ما استجبت لك ولا غفرت لك، حتى ترد الناس عما دعوت إليه ". 80 * (باب تحريم الرضا بالظلم، والمعونة للظالم، واقامة عذره) * [ 13647 ] 1 العياشي في تفسيره: عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله: * (قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) * (1): " وقد علم أن هؤلاء لم يقتلوا ولكن قد كان هواهم مع الذين قتلوا، فسماهم الله قاتلين، لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك (2) ". (1) في المصدر: خلق كثير. الباب 80 1 تفسير العياشي ج 1 ص 208 ح 162. (1) آل عمران 3: 183. (2) في المصدر: لذلك انفعل. (*)
[ 108 ]
[ 13648 ] 2 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن محمد بن شهريار، عن محمد بن محمد البرسي، عن محمد بن الحسين القرشي، عن احمد بن احمد بن حمران، عن [ اسحاق بن ] (1) محمد بن علي المقرئ، عن عبيد الله بن (محمد الايادي) (2) عن عمر بن مدرك، عن محمد بن زياد المكي، عن جرير بن عبد الحميد، عن الاعمش، عن عطية العوفي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: قال في حديث: " يا عطية، سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من احب قوما حشر معهم، ومن احب عمل قوم اشرك في عملهم " الخبر. [ 13649 ] 3 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ايها الناس، انما يجمع الناس الرضا والسخط، وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه: * (فعقروها فاصبحوا نادمين) * (1) فما كان إلا ان خارت ارضهم بالخسفة، خوار السكة (2) المحماة في الارض الخوارة (3) ". [ 13650 ] 4 الشيخ ورام في تنبيه الخاطر: عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: " كان علي (عليه السلام) يقول: انما هو الرضا والسخط، وانما عقر الناقة رجل واحد (1) فأصابهم (2) العذاب، فإذا ظهر 2 بشارة المصطفى شص 74. (1) اثبتناه من المصدر، وهو الصحيح، " انظر: معجم رجال الحديث ج 3 ص 71 ". (2) في المصدر: محمد بن الآيادي. 3 نهج البلاغة ج 2 ص 207 ح 196. (1) الشعراء 26: 157. (2) الكسة: الحديدة التي تحرث بها الارض (مجمع البحرين ج 5 ص 271). (3) الارض الخوارة: السهلة اللينة (مجمع البحرين ج 3 ص 293). 4 تنبيه الخواطر ص 17. (1) في المصدر زيادة: فلما رضوا. (2) في المصدر: " أصابهم ". (*)
[ 109 ]
امام عدل، فمن رضي بحكمه وأعانه على عدله فهو وليه، وإذا ظهر امام جور، فمن رضي بحكمه وأعانه على جوره فهو وليه ". [ 13651 ] 5 الصدوق في معاني الاخبار: عن علي بن عبد الله الوراق، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان، عن جميل بن صالح، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال عيسى بن مريم لنبي اسرائيل: لا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم " الخبر. [ 13652 ] 6 ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن فرات بن احنف، أن عليا (عليه السلام) خطب الناس فقال: " يا معشر الناس، أنا أنف الهدى وعيناه وأشار إلى وجهه، إلى أن قال يا معشر الناس، انما يجمع الناس الرضا والسخط، ألا وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فأصابهم العذاب بنياتهم في عقرها " الخبر. [ 13653 ] 7 جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " شرار (1) الناس من باع آخرته بدنياه، وشر من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره ". [ 13654 ] 8 الآمدي في الغرر: عن امير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " شر الناس من يعين على المظلوم ". وقال (عليه السلام) (1): " شر الناس من ادرع (2) اللؤم، ونصر 5 معاني الاخبار ص 196 ح 2. 6 الغارات ج 2 ص 584. 7 الغايات ص 91. (1) في المصدر: " شر ". 8 الغرر ج 1 ص 447 ح 64. (1) نفس المصدر ج 1 ص 447 ح 65. (1) ادرع الدرع: لبسها (لسان العرب ج 8 ص 83). والمراد: جعل اللؤم لباسا له وعادة. (*)
[ 110 ]
الظلوم ". [ 13655 ] 9 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أنه قال: " للظالم ثلاث علامات: يقهر من هو فوقه بالغلبة، ومن هو دونه بالمعصية، ويظاهر الظلمة 81 * (باب تحريم اتباع الهوى الذي يخالف الشرع) * [ 13656 ] 1 نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد الاسدي، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الرحمان بن عبيدة وغيره، عن علي (عليه السلام) في حديث أنه قال في خطبته يوم دخل الكوفة: " ألا إن اخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الامل، فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق، واما طول الامل فينسي الآخرة " الخبر. ورواه المفيد في الامالي (1): عن ابي بكر الجعابي، عن الفضل بن حباب الجمحي، عن مسلم بن عبد الله البصري، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمان، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، عنه (عليه السلام)، مثله [ 13657 ] 2 الصدوق في الخصال: عن احمد بن هارون الفامي، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسن الصفار، عن (ابراهيم بن هاشم) (1) عن الحسن بن ابي الحسين الفارسي، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن 9 الجعفريات ص 232. الباب 81 1 وقعة صفين ص 3. (1) أمالي المفيد ص 92 ح 1. 2 الخصال ج 1 ص 223 ح 54. (1) في الحجرية " عن أبي هاشم " وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، انظر: معجم رجال الحديث ج 15 ص 267. (*)
[ 111 ]
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلم من امتي من اربع خصال فله الجنة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوى، وشهوة البطن، وشهوة الفرج ". [ 13658 ] 3 وفي معاني الاخبار: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن ايوب بن نوح، عن ابن ابي عمير، عن ابن عميرة، عن ابي حمزة الثمالي، عن الصادق (عليه السلام)، قال: " قال امير المؤمنين (عليه السلام): اشجع الناس من غلب هواه ". ورواه في الامالي (1): عن محمد بن احمد السناني [ عن محمد بن أبي عبد الله ] (2) عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن يونس بن ظبيان، عنه (عليه السلام)، مثله. وفيهما: من خبر الشيخ الشامي، قال زيد بن صوحان لامير المؤمنين (عليه السلام): أي سلطان اغلب وأقوى ؟ قال: " الهوى " (3). جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: مثله (4). [ 13659 ] 4 وعن ابي جعفر (عليه السلام) قال: " حدثني ابي، عن ابيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اشجع الناس من غلب هواه ". [ 13660 ] 5 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " من رعى قلبه عن الغفلة، ونفسه عن الشهوة، وعقله عن الجهل، فقد دخل في ديوان 3 معاني الاخبار ص 195 ح 1 عن النبي (صلى الله عليه وآله). (1) أمالي الصدوق ص 27 ح 4 عن النبي (صلى الله عليه وآله). (2) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند راجع معجم رجال الحديث ج 15 ص 53. (3) معاني الاخبار ص 198 والخصال ص 322. (4) الغايات ص 66. 4 الغايات ص 65. 5 مصباح الشريعة ص 22. (*)
[ 112 ]
المنبهين (1)، ثم من رعى عمله عن الهوى، ودينه عن البدعة، وماله عن الحرام، فهو من جملة الصالحين ". [ 13661 ] 6 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال لعبد الله بن جندب: " من اطاع هواه فقد اطاع عدوه ". [ 13662 ] 7 وعن الباقر (عليه السلام)، أنه قال لجابر بن يزيد: " وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم إلى ان قال ولا قوة كغلبة الهوى " قال (عليه السلام): " ولا (مجاهدة) (1) كمجاهدة الهوى ". [ 13663 ] 8 وعن الكاظم (عليه السلام)، أنه قال لهشام بن الحكم: " يا هشام، قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير العمل من اهل الهوى والجهل مردود ". [ 13664 ] 9 الشيخ الطوسي في اماليه: باسناده عن ابي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الكيس (من الناس) (1) من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل الاماني ". [ 13665 ] 10 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " لا يحفظ الدينى الا بعصيان الهوى، ولا يبلغ الرضى إلا بخيفة أو (1) في المصدر: " المنتبهين ". 6 تحف العقول ص 224. 7 تحف العقول ص 207 و 208. (1) في المصدر: " جهاد ". 8 تحف العقول ص 289. 9 أمالي الطوسي ج 2 ص 143. (1) لم ترد في المصدر. 10 نزهة الناظر: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث. (*)
[ 113 ]
طاعة ". [ 13666 ] 11 دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن علي (عليهم السلام)، انهما ذكرا وصية علي (عليه السلام) وفيها: " واوصيكم بمجانبة الهوى، فان الهوى يدعو إلى العمى، وهو الضلال في الآخرة والدنيا إلى ان قال وان اول المعاصي تصديق النفس والركون إلى الهوى " الخبر. [ 13667 ] 12 الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال " " ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فالثلاث المهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه " الخبر. [ 13668 ] 13 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال (عليه السلام): " الهوى شريك العمى ". وقال (عليه السلام): " الهوى داء دفين " (1). وقال (عليه السلام): " الهوى أس (2) المحن " (3). وقال (عليه السلام): " الهوى مطية الفتن " (4). وقال (عليه السلام): " الهوى هوي إلى اسفل سافلين " (5). وقال (عليه السلام): " الناجون من النار قليل لغلبة الهوى والضلال " (6). وقال (عليه السلام): " العقل صاحب جيش الرحمان، والهوى قائد 11 دعائم الاسلام ج 2 ص 350 ح 1297. 12 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 5 ص 42. 13 غرر الحكم ج 1 ص 22 ح 632. (1) نفس المصدر ج 1 ص 23 ح 653. (2) في نسخة: رأس. (3) نفس المصدر ج 1 ص 35 ح 109. (4) نفس المصدر ج 1 ص 35 ح 1103. (5) نفس المصدر ج 1 ص 48 ح 1374. (6) نفس المصدر ج 1 ص 67 ح 1749. (*)
[ 114 ]
جيش الشيطان، والنفس متجاذبة بينهما، فأيهما غلب كانت في حيزه " (7). وقال (عليه السلام): " اغلبوا اهواءكم وحاربوها، فانها ان تقتدكم توردكم من الهلكة أبعد غاية " (8). وقال (عليه السلام): " افضل الناس من عصى هواه، وافضل منه من رفض دنياه، وقال (عليه السلام): " اشقى الناس من غلبه هواه، فملكته دنياه، وافسد أخراه " (9). وقال (عليه السلام): " إن طاعة النفس ومتابعة الهوى (10)، اس كل محنة، ورأس كل غواية " (11). وقال (عليه السلام): " إنك إن اطعت هواك اصمك واعماك وأفسد منقلبك واوداك " (12). وقال (عليه السلام): " رأس الدين مخالفة الهوى " (13). وقال (عليه السلام): " رأس العقل مجانبة الهوى " (14). وقال (عليه السلام): " ردع النفس عن تسويل الهوى شيمة العقلاء " (15). وقال (عليه السلام): " سبب فساد الدين الهوى " (16). وقال (عليه السلام): " غالب الهوى مغالبة الخصم خصيمه (17)، (7) غرر الحكم ج 1 ص 96 ح 2121. (8) نفس المصدر ج 1 ص 138 ح 82. (9) نفس المصدر ج 1 ص 200 ح 412. (10) في المصدر: أهويتها. (11) نفس المصدر ج 1 ص 225 ح 109. (12) نفس المصدر ج 1 ص 287 ح 21 وفيه: " وارداك " بدل " واوداك ". (13) نفس المصدر ج 1 ص 412 ح 35. (14) نفس المصدر ص 210، وفيه: " مجاهدة الهوى " الطبعة الحجرية. (15) نفس المصدر ج 1 ص 421 ح 17، وفيه: " ثمرة النبل " بدل " شيمة العقلاء ". (16) نفس المصدر ج 1 ص 431 ح 32. (17) في المصدر: خصمه. (*)
[ 115 ]
وحاربه محاربة العدو عدوه، لعلك تملكه " (18). وقال (عليه السلام): " في طاعة الهوى كل الغواية " (19). وقال (عليه السلام): " كيف يستطيع الخلاص (20) من يغلبه الهوى ! ؟ " (21). وقال (عليه السلام): " كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى ! ؟ " (22). وقال (عليه السلام): " من ركب الهوى أدرك العمى " (23). وقال (عليه السلام): " من جرى مع الهوى عثر بالردى " (24). وقال (عليه السلام): " من اطاع هواه، باع آخرته بدنياه " (25). وقال (عليه السلام): " من غلب هواه على عقله، ظهرت عليه الفضائح " (26). وقال (عليه السلام): " من احب نيل درجات العلى، فليغلب الهوى " (27). وقال (عليه السلام): " من اتبع هواه (اعماه واصمه، و) (28) ازله واضله " (29). (18) غرر الحكم ج 2 ص 509 ح 41. (19) نفس المصدر ج 2 ص 514 ح 76. (20) في المصدر: الهدى. (21) نفس المصدر ج 2 ص 555 ح 28. (22) نفس المصدر ج 2 ص 554 ح 12. (23) نفس المصدر ج 2 ص 650 ح 694. (24) نفس المصدر ج 2 ص 650 ح 692. (25) نفس المصدر ج 2 ص 650 ح 695. (26) نفس المصدر ج 2 ص 675 ح 1036. (27) نفس المصدر ج 2 ص 694 ح 1246. (28) ما بين القوسين ليس في المصدر. (29) نفس المصدر ج 2 ص 718 ح 1466. (*)
[ 116 ]
وقال (عليه السلام): " نظام الدين مخالفة الهوى، والتنزه عن الدنيا " (30). 82 * (باب وجوب اعتراف المذنب لله بالذنوب واستحقاق العقاب) * [ 13669 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن محمد بن أبي عمير، عن الاحمسي، عمن ذكره، عن ابي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: " والله ما ينجو من الذنب إلا من اقر به ". [ 13670 ] 2 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن العالم (عليه السلام)، أنه قال: " المقر بذنبه كمن لا ذنب له [ وإذا كان الرجل في جوف الليل في صلاته ] (1) ويقر لله بذنبه (2)، ويسأله التوبة، وفي عهده (3) أن لا يرجع إليه، فالله يغفر له إن شاء ". [ 13671 ] 3 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " المقر بالذنب (1) تائب ". وقال (عليه السلام): " رب جرم اغنى عن الاعتذار عنه الاقرار به " (2). وقال (عليه السلام): " شافع المذنب اقراره، وتوبته اعتذاره " (3). (30) غرر الحكم ج 2 ص 776 ح 32. الباب 82 1 الزهد ص 72 ح 193. 2 الاختصاص ص 142. (1) اثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: بذنوبه. (3) وفيه: ضميره. 3 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 35 ح 1107. (1) في المصدر: بالذنوب. (2) نفس المصدر ج 1 ص 417 ح 75. (3) نفس المصدر ص 227 " الطبعة الحجرية ". (*)
[ 117 ]
وقال (عليه السلام): " عاص يقر بذنبه، خير من (عامل مفتخر بعمله) (4) ". وقال (عليه السلام): " ما اذنب من اعتذر " (5). وقال (عليه السلام): " ما اخلق من عرف ربه، ان يعترف بذنبه " (6). 83 * (باب وجوب الندم على الذنب) * [ 13672 ] 1 الشيخ الطوسي في اماليه: بالاسناد المتقدم، عن ابي ذر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، إن العبد ليذنب الذنب (1) فيدخل (2) بذنبه ذلك الجنة، قلت: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: يكون ذلك الذنب نصب (عينيه، تائبا) (3) منه فارا [ إلى الله ] (4) حتى يدخل الجنة ". [ 13673 ] 2 ابراهيم الثقفي في كتاب الغارات: عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، عن امير المؤمنين (عليه السلام) في عهده إلى أهل مصر قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله): من سرته حسناته وساءته سيئاته، فذلك المؤمن حقا ". [ 13674 ] 3 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: (4) غرر الحكم ج 2 ص 502 ح 50، وفيه: مطيع يفتخر بعلمه. (5) نفس المصدر ج 2 ص 736 ح 3. (6) نفس المصدر ج 2 ص 747 ح 178. الباب 83 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 143. (1) ليست في المصدر. (2) في المصدر زيادة: إلى الله. (3) في المصدر: " عينه تأديبا ". (4) أثبتناه من المصدر. 2 الغارات ج 1 ص 248. 3 الغرر ج 1 ص 11 ح 226. (*)
[ 118 ]
" الندم استغفار، (الاقرار اعتذار) (1)، (الانكار اصرار) (2) ". وقال (عليه السلام) (3): " الندم على الخطيئة استغفار ". وقال (عليه السلام) (4): " الندم على الذنب يمنع عن (5) معاودته ". وقال (عليه السلام) (6): " الندم احد التوبتين ". وقال (عليه السلام) (7): " إذا فارقت (8) ذنبا فكن عليه نادما ". وقال (عليه السلام) (9): " طوبى لكل نادم على زلته، مستدرك فارط (10) عثرته ". وقال (عليه السلام) (11): " من ندم فقد تاب، (من تاب فقد اناب) (12) ". وقال (عليه السلام) (13): " ندم القلب يكفر الذنب ". 84 * (باب وجوب ستر الذنوب، وتحريم التظاهر بها) * [ 13675 ] 1 المفيد في الاختصاص: عن العالم (عليه السلام)، أنه قال: (1) غرر الحكم ج 1 ص 11 ح 227. (2) نفس المصدر ج 1 ص 11 ح 228. (3) نفس المصدر ج 1 ص 42 ح 1256. (4) نفس المصدر ج 1 ص 51 ح 1440. (5) في المصدر: " من ". (6) نفس المصدر ج 1 ص 66 ح 1729. (7) نفس المصدر ج 1 ص 313 ح 72. (8) في المصدر: " قارفت ". (9) نفس المصدر ج 2 ص 465 ح 12. (10) فرط: أي تقدم وسبق (مجمع البحرين ج 4 ص 264). (11) نفس المصدر ج 2 ص 620 ح 201. (12) نفس المصدر ج 2 ص 620 ح 202. (13) نفس المصدر ج 2 ص 775 ح 24. الباب 84 1 الاختصاص ص 142. (*)
[ 119 ]
" المستتر بالحسنة له سبعون ضعفا، والمذيع له واحدا، والمستتر بسيئته (1) مغفور له والمذيع لها مخذول ". 85 * (باب وجوب الاستغفار من الذنب والمبادرة به قبل سبع ساعات) * [ 13676 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن محمد بن ابي عمير، عن أبي ايوب، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " من عمل سيئة اجل فيها سبع ساعات من النهار، فان قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، ثلاث مرات، لم يكتب عليه (1) ". [ 13677 ] 2 وعن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن الله يحب المقر (1) التواب، قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب، يقول: استغفر الله واتوب إليه، قال: كان يقول: أتوب إلى الله ". [ 13678 ] 3 الجعفريات: اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، (عن أبيه، عن جده علي بن الحسين) (1) عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الذنوب لتشوب اهلها لتحرقنهم، لا يطفئها [ شئ ] (2) إلا (1) في المصدر: " بالسيئة ". الباب 85 1 الزهد ص 71 ح 190. (1) في المصدر: " له ". 2 الزهد ص 73 ح 195. (1) في نسخة " المفتن ": أي يمتحنه الله بالذنب يتوب ثم يعود ثم يتوب (مجمع البحرين ج 6 ص 293). 3 الجعفريات ص 228. (1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 120 ]
الاستغفار ". [ 13679 ] 4 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كن فيه اربع دخل الجنة: من كانت عصمته شهادة ان لا إله إلا الله، ومن إذا انعم نعمة قال: الحمد لله، ومن إذا اصاب ذنبا قال: استغفر الله، ومن إذا اصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون ". [ 13680 ] 5 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل داء دواء، ودواء الذنوب الاستغفار، فانها الممحاة ". [ 13681 ] 6 العياشي في تفسيره: عن ابي عمرو الزبيري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " رحم الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه، وفي كتاب الله نجاة من الردى، وبصيرة من العمى، ودليل إلى الهدى، وشفاء لما في الصدور، فيما امركم الله به من الاستغفار مع التوبة، قال: * (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) * (1). وقال: * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) * (2) فهذا ما امر الله به من الاستغفار، واشترط معه التوبة والاقلاع عما حرم الله، فانه يقول: * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * (3) وهذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله إلا العمل الصالح والتوبة ". 4 الجعفريات ص 227. 5 الجعفريات ص 228. 6 تفسير العياشي ج 1 ص 198 ح 143. (1) آل عمران 3: 135. (2) النساء 4: 110. (3) فاطر 35: 10. (*)
[ 121 ]
[ 13682 ] 7 وعن عبد الله بن محمد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) والاستغفار (حصنين) (1) حصينين لكم من العذاب، فمضى اكبر الحصنين وبقي الاستغفار، فاكثروا منه فانه ممحاة للذنوب، وان شئتم فأقرؤوا: * (وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * (2) ". [ 13683 ] 8 نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " من اعطي اربعا لم يحرم أربعا: من اعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن اعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة، وتصديق ذلك في كتاب الله سبحانه، قال الله عزوجل في الدعاء: * (ادعوني استجب لكم) * (1) وقال في الاستغفار: * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) * (2) وقال في الشكر: * (لئن شكرتم لازيدنكم) * (3) وقال في التوبة: * (انما التوبة على الله) * (4) " الآية. [ 13684 ] 9 وفيه: وسئل عن الخير، فقال (عليه السلام): " ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير ان يكثر علمك، ويعظم حلمك، وان تباهي الناس بعبادة ربك، فان احسنت حمدت الله، وان اسأت استغفرت الله ". 7 تفسير العياشي ج 2 ص 54 ح 44. (1) لم ترد في المصدر. (2) الانفال 8: 33. 8 نهج البلاغة ج 3 ص 184 ح 135. (1) غافر 40: 60. (2) النساء 4: 110. (3) ابراهيم 14: 7. (4) النساء 4: 17. 9 المصدر السابق ج 3 ص 171 ح 94. (*)
[ 122 ]
[ 13685 ] 10 الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ما اصر من استغفر، ولو عاد في اليوم بسبعين مرة ". وعنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " طوبى لمن وجد في صحيفته، تحت كل ذنب، استغفر الله ". وعنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " إن الله تعالى يغفر للمذنبين، إلا من لا يريد ان يغفر له، قالوا: يا رسول الله، من الذي يريد ان لا يغفر له ! ؟ قال: من لا يستغفر ". [ 13686 ] 11 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الاستغفار دواء الذنوب ". وقال (عليه السلام) (1): " الاستغفار اعظم اجرا (2) واسرع مثوبة ". وقال (عليه السلام) (3): " المؤمن بين نعمة وخطيئة، لا يصلحهما إلا الشكر والاستغفار ". وقال (عليه السلام) (4): " استغفر ترزق ". وقال (عليه السلام) (5): " حسن الاستغفار يمحص الذنوب ". وقال (عليه السلام ((6): " سلاح المذنب (7) الاستغفار ". 10 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 1 ص 654. 11 غرر الحكم ودرر الكلم ج 1 ص 31 ح 955. (1) نفس المصدر ج 1 ص 56 ح 1533. (2) في المصدر: " جزاء ". (3) نفس المصدر ج 1 ص 71 ح 1801. (4) نفس المصدر ج 1 ص 108 ح 9. (5) نفس المصدر ج 1 ص 380 ح 59. (6) نفس المصدر ج 1 ص 433 ح 13. (7) في المصدر: " المؤمن ". (*)
[ 123 ]
وقال (عليه السلام) (8): " عود نفسك الاستهتار (9) بالذكر (10) والاستغفار، فانه يمحو عنك الحوبة، ويعظم لك المثوبة ". وقال (عليه السلام) (11): " عجبت لمن يقنط ومعه المنجاة (12)، وهو الاستغفار ". وقال (عليه السلام) (13): " لو ان الناس حين عصوا تابوا واستغفروا، لم يعذبوا ولم يهلكوا ". وقال (عليه السلام) (14): " من استغفر الله اصاب المغفرة ". [ 13687 ] 12 القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ألا انبئكم بدائكم من دوائكم، داؤكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار ". [ 13688 ] 13 وجاء رجل يبكي بصوت ويقول: يا رسول الله ادركني، قال: " مالك ؟ " قال: ذنوبي، قال: " قل لا إله إلا الله، وطولها حتى يمتلئ جوفك، ثم قال: قل: اللهم اغفر لي، ثلاثا، ثم قال: وجبت ورب الكعبة ". [ 13689 ] 14 وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " ما من بلدة تاب فيها رجل، إلا رحم الله أهل تلك البلدة ورفع العذاب عنهم، وعن أهل المقابر اربعين يوما، ويغفر لاهل القبور ذنب اربعين عاما، لفضل هذا العبد عند الله ". (8) غرر الحكم ج 2 ص 492 ح 2. (9) استهتر بالشئ: ولع به (مجمع البحرين ج 3 ص 514). (10) في المصدر: " بالفكر ". (11) نفس المصدر ج 2 ص 494 ح 11. (12) في المصدر: " النجاة ". (13) نفس المصدر ج 2 ص 604 ح 16. (14) نفس المصدر ج 2 ص 652 ح 718. 14 12 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 124 ]
وقال (صلى الله عليه وآله): " لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة ". وقال (صلى الله عليه وآله): " نعم الوسيلة الاستغفار ". [ 13690 ] 15 وأوحى الله إلى داود (عليه السلام): " لو أن عبدا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبا، ثم ندم حلبة شاة واستغفرني مرة واحدة، فعلمت من قلبه أن لا يعود إليها، القيها عنه اسرع من هبوط القطر من السماء إلى الارض ". [ 13691 ] 16 وعن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " استغفروا بعد الذنب اسرع من طرفة عين، فان لم تفعلوا فبالانفاق، فان لم تفعلوا فبكظم الغيظ، فان لم تفعلوا فبالعفو عن الناس، فان لم تفعلوا فبالاحسان إليهم، فان لم تفعلوا فبترك الاصرار، فان لم تفعلوا فبالرجاء، لا تقنطوا من رحمة الله ". [ 13692 ] 17 الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن علي (عليه السلام)، أنه قال: " ما من عبد يذنب إلا اجله الله سبع ساعات، فان تاب لم يكتب عليه ذنب ". [ 13693 ] 18 وعنه (عليه السلام): " طوبى للعبد يستغفر الله من ذنب لم يطلع عليه غيره، فانما مثل الاستغفار عقيب الذنب، مثل الماء يصب على النار فيطفئها ". [ 13694 ] 19 ابو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن الصادق (عليه السلام)، قال: " تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والاصرار على الذنب امن لمكر الله، ولا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون ". 15، 16 لب اللباب: مخطوط. 17 مجمع البيان: لم نجده في مظانه. 18 مجمع البيان: لم نجده في مظانه. 19 كنز الفوائد ص 195. (*)
[ 125 ]
86 * (باب وجوب التوبة من جميع الذنوب على ترك العود أبدا) * [ 13695 ] 1 صحيفة الرضا (عليه السلام): عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل المؤمن عند الله عزوجل كمثل ملك مقرب، وإن المؤمن عند الله اعظم من ذلك (1)، وليس شئ احب إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة ". [ 13696 ] 2 العياشي في تفسيره: عن ابي عمرو الزبيري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت، فان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، ومنقذة من شفا الهلكة، فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال: * (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم) * (1) * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) * (2) ". [ 13697 ] 3 وعن ابي بصير، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)، يقول في قوله: * (إنه كان للاوابين غفورا) * (1): * (هم التوابون المتعبدون ". [ 13698 ] 4 وعن ابي عمرو الزبيري، عنه (عليه السلام)، قال: " إن التوبة الباب 86 1 صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 28 و 27. (1) في المصدر: " ملك ". 2 تفسير العياشي ج 1 ص 361 ح 27. (1) الانعام 6: 54. (2) النساء 4: 110. 3 تفسير العياشي ج 2 ص 286 ح 286. (1) الاسراء 17: 25. 4 تفسير العياشي ج 1 ص 153 ح 512. (*)
[ 126 ]
مطهرة من دنس الخطيئة، قال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين إلى قوله لا تظلمون) * (1) فهذا ما دعا الله إليه عباده من التوبة، ووعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما امره الله به من التوبة، سخط الله عليه، وكانت النار أولى به واحق ". [ 13699 ] 5 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " إذا تاب العبد تاب الله عليه، وانسى الحفظة ما علموا منه، وقيل للارض وجوارحه: اكتموا عليه مساوئه ولا تظهروا عليه ابدا ". وقال (صلى الله عليه وآله): " ما من بلدة فيها رجل تائب، إلا رحم الله أهل تلك البلدة، ورفع العذاب عنهم، وعن اهل المقابر أربعين يوما، ويغفر لاهل القبور ذنب اربعين عاما، لفضل هذا العبد عند الله ". وقال (صلى الله عليه وآله): " الله افرح بتوبة العبد من الظمآن الوارد، والمضل (1) الواجد (2)، والعقيم الوالد ". وقال (عليه السلام): " انما التوبة من الذنب أن لا تعود إليه ابدا ". وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". [ 13700 ] 6 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن فضالة، عن القاسم بن يزيد، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " ان من احب عباد الله إلى الله المفتن (1) المحسن التواب ". (1) البقرة 2: 279 278. 5 لب اللباب: مخطوط. (1) ضل الشئ: ضاع، والمضل: الذي ضاع منه شئ من حيوان وغيره (مجمع البحرين ج 5 ص 410). (2) وجد ضالته: إذا رآها ولقيها. (مجمع البحرين ج 3 ص 155). 6 الزهد ص 70 ح 186. (1) ليس في المصدر. (*)
[ 127 ]
ورواه جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عنه (عليه السلام)، مثله (2). [ 13701 ] 7 ثقة الاسلام في الكافي: عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن ابي عمرو الاوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن ابي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له: ولا شفيع انجح من التوبة ". [ 13702 ] 8 جامع الاخبار: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " المؤمن إذا تاب وندم، فتح الله عليه من (1) الدنيا والآخرة الف باب من الرحمة، ويصبح ويمسي على رضى الله، وكتب الله له بكل ركعة يصليها من التطوع عبادة سنة، واعطاه الله بكل آية يقرأها نورا على الصراط، وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب نبي، وله بكل حرف من استغفاره وتسبيحه ثواب حجة وعمرة، وبكل آية في القرآن مدينة، ونور الله قبره، وبيض وجهه، وله بكل شعرة على بدنه نور، وكانما تصدق بوزنه ذهبا، وكأنما اعتق بعدد كل نجم رقبة، ولا تصيبه شدة القيامة، ويؤنس في قبره، ووجد قبره روضة من رياض الجنة، وزار قبره كل يوم الف ملك يؤنسه في قبره، وعليه سبعون حلة، وعلى رأسه تاج من الرحمة، ويكون تحت ظل العرش مع النبيين والشهداء، ويأكل ويشرب حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، ثم يوجهه إلى الجنة ". [ 13703 ] 9 نهج البلاغة: في وصيته للحسن (عليهما السلام): " وان قارفت (2) الغايات ص 79 وفيه: المقتني الثواب. 7 الكافي ج 8 ص 19. 8 جامع الاخبار ص 101. (1) في المصدر: في. 9 نهج البلاغة: لم نجده، وأخرجه في البحار ج 77 ص 208 عن كتاب الوصايا لابن
[ 128 ]
سيئة فعجل محوها بالتوبة ". [ 13704 ] 10 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن ابي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، عن قول الله عزوجل: * (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) * (1) قال: " يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه " قال: فشق ذلك علي، فلما رأى مشقته علي، قال: " إن الله يحب من عباده المفتن التواب ". [ 13705 ] 11 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، قال: " بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم على جبل من جبال تهامة والمسلمون حوله، إذ اقبل شيخ وبيده عصا، فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: مشية الجن ونغمتهم وعجبهم، (فاتى وسلم) (1) فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: [ له ] (2) من أنت ؟ فقال: أنا هام بن الهيم بن لا قيس بن ابليس، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سبحان الله سبحان الله، ما بينك وبين ابليس إلا أبوان، قال: لا، قال (صلى الله عليه وآله): كم اتى عليك ؟ قال: اكلت الدنيا كلها (3) إلا القليل، قال على ذلك (4) قال: كنت (بين اقوام، و) (5) افهم الكلام، وآمر بافساد الطعام وقطيعة الارحام، فقال رسول الله (صلى الله = طاووس. 10 كتاب عاصم بن حميد ص 37. (1) التحريم 66: 8. 11 الجعفريات ص 175. (1) في المصدر: " أتى فسلم ". (2) أثبتناه من المصدر. (3) في المصدر: " عمرها ". (4) كذا كان الاصل ولا يخلو من سقم. (5) في نسخه والمصدر: " ابن اعوام ". (*)
[ 129 ]
عليه وآله): (هي لعمرو) (6) الله عمل (الشاب المتلون) (7) أو الشيخ المتوسم، ثم قال: زدني من التعداد، إني تائب (8) ممن اشرك (9) في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم، وكنت مع نوح (عليه السلام) في مسجده، فيمن (10) آمن به، وعاتبته على دعوته عليهم، فلم ازل اعاتبه حتى بكى وابكاني، وقال: إني من النادمين واعوذ بالله أن اكون من الجاهلين، فقلت: يا نوح إني ممن اشرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم، هل تدري (11) عند ربك من التوبة ؟ قال: نعم يا هام، هم بخير وافعله قبل الحسرة والندامة، إني وجدت فيما انزل الله تبارك وتعالى علي، أنه (12) ليس من عبد عمل ذنبا كائنا ما كان وبالغا ما بلغ، ثم تاب إلا تاب الله تعالى عليه " الخبر. [ 13706 ] 12 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " التوبة تجب ما قبلها ". [ 13707 ] 13 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " التوبة تستنزل الرحمة ". وقال (عليه السلام): " التوبة تطهر القلوب وتغسل الذنوب " (1). وقال (عليه السلام): " الذنوب الداء، والدواء الاستغفار، والشفاء ان لا تعود " (2). (6) في المصدر: " بئس العمرو ". (7) في المصدر: " الشيخ المثلوم ". (8) في المصدر: " مليت ". (9) في المصدر: " شرك ". (10) في نسخة: " ممن ". (11) في نسخة: " ترى ". (12) ليست في المصدر. 12 عوالي اللآلي ج 1 ص 237 ح 150. 13 الغرر ج 1 ص 36 ح 1111. (1) نفس المصدر ص 34 " الطبعة الحجرية ". (2) نفس المصدر ج 1 ص 79 ح 1913. (*)
[ 130 ]
وقال (عليه السلام): " ثمرة التوبة استدراك فوارط النفس " (3). وقال (عليه السلام): " حسن التوبة يمحو الحوبة " (4). وقال (عليه السلام): " مسوف نفسه بالتوبة، من هجوم الاجل على اعظم الخطر " (5). وقال (عليه السلام): " يسير التوبة والاستغفار، يمحص المعاصي والاصرار ". 87 * (باب وجوب اخلاص التوبة، وشروطها) * [ 13708 ] 1 السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: روي عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنه كان يوما جالسا في حشد من الناس من المهاجرين والانصار، فقال رجل منهم: استغفر الله، فالتفت (عليه السلام) إليه كالمغضب، وقال: " له يا ويلك، اتدري ما الاستغفار ؟ الاستغفار اسم واقع على ستة (اقسام) (1): الاول: الندم على ما مضى، الثاني: العزم على ترك العود إليه، الثالث: أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤديها، الرابع: ان تخرج إلى الناس مما بينك وبينهم، حتى تلقى الله املس وليس عليك تبعة، الخامس، أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذهبه (2) بالاحزان، حتى ينبت لحم غيره، السادس: ان تذيق الجسم مرارة الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية، فحينئذ تقول: استغفر الله ". [ 13709 ] 2 جامع الاخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " التائب إذا لم (3) غرر الحكم ج 1 ص 362 ح 69. (4) نفس المصدر ج 1 ص 379 ح 58. (5) نفس المصدر ج 2 ص 768 ح 161. (6) نفس المصدر ص 407، " الطبعة الحجرية ". الباب 87 1 فلاح السائل ص 198. (1) في المصدر: " معان ". (2) في المصدر: " فتذيبه ". 2 جامع الاخبار ص 102 و 103. (*)
[ 131 ]
يستبن عليه اثر التوبة فليس بتائب، يرضي الخصماء، ويعيد الصلوات، ويتواضع بين الخلق، ويقي نفسه عن الشهوات، ويهزل رقبته بصيام النهار، ويصفر لونه بقيام الليل، ويخمص بطنه بقلة الاكل، ويقوس ظهره من مخافة النار، ويذيب عظامه شوقا إلى الجنة، ويرق قلبه من هول ملك الموت، ويجفف جلده على بدنه بتفكر الآخرة، فهذا اثر التوبة، وإذا رأيتم العبد على هذه الصفة فهو تائب ناصح لنفسه ". وقال (صلى الله عليه وآله): " اتدرون من التائب ؟ فقالوا: اللهم لا، قال: إذا تاب العبد ولم يرض الخصماء فليس بتائب، ومن تاب ولم يغير مجلسه وطعامه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغير رفقاءه فليس بتائب، ومن تاب ولم يزد في العبادة فليس بتائب، ومن تاب ولم يغير لباسه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغير فراشه ووسادته فليس بتائب، ومن تاب ولم يفتح قلبه ولم يوسع كفه فليس بتائب، ومن تاب ولم يقصر امله ولم يحفظ لسانه فليس بتائب، ومن تاب ولم يقدم فضل قوته من بين يديه فليس بتائب، وإذا استقام على هذه الخصال فذاك التائب ". [ 13710 ] 3 وعن جابر بن عبد الله الانصاري قال: جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقالت: يا نبي الله، امرأة قتلت ولدها، هل لها من توبة ؟ فقال (صلى الله عليه وآله) لها: " والذي نفس محمد بيده، لو أنها قتلت سبعين نبيا، ثم تابت وندمت، ويعرف الله من قلبها انها لا ترجع إلى المعصية ابدا، لقبل الله توبتها وعفا عنها، فان باب التوبة مفتوح ما بين المشرق والمغرب، وان التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". [ 13711 ] 4 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " التوبة حبل الله ومدد عنايته، ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال، وكل فرقة من العباد لهم توبة فتوبة الانبياء من اضطراب السر، وتوبة الاولياء من 3 جامع الاخبار ص 103. 4 مصباح الشريعة ص 433. (*)
[ 132 ]
تلوين (1) الخطرات، وتوبة الاصفياء من التنفس، وتوبة الخاص من الاشتغال بغير ذكر الله، وتوبة العام من الذنوب، ولكل واحد منهم معرفة وعلم في أصل توبته ومنتهى أمره، وذلك يطول شرحه هاهنا، فاما توبة العام: فان يغسل باطنه من الذنوب بماء الحسرة (2)، والاعتراف بجنايته دائما، واعتقاد الندم على ما مضى، والخوف على ما بقي من عمره، ولا يستصغر ذنوبه، فيحمله ذلك على الكسل، ويديم البكاء والاسف على ما فاته من طاعة الله، ويحبس نفسه من الشهوات، ويستغيث إلى الله تعالى ليحفظه على وفاء توبته، ويعصمه على العود إلى ما سلف، ويروض نفسه في ميدان الجهد والعبادة، ويقضي عن الفوائت من الفرائض، ويرد المظالم، ويعتزل قرناء السوء ويسهر ليله، ويظمأ نهاره ويتفكر دائما في عاقبته، ويستعين بالله، سائلا منه الاستقامة (3) في سرائه وضرائه، ويثبت عند المحن والبلاء، كيلا يسقط عن درجة التوابين، فان ذلك طهارة من ذنوبه، وزيادة في عمله، ورفعة في درجاته ". [ 13712 ] 5 الصدوق في الامالي: عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق رحمة الله عليه، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن أحمد بن صالح بن سعيد التميمي، عن موسى بن داود، عن الوليد بن هاشم، عن هاشم بن حسان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الرحمان بن غنم الدوسي قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكيا، فسلم فرد عليه السلام ثم قال: " ما يبكيك يا معاذ ؟ " فقال: يا رسول الله، إن بالباب شابا طري الجسد نقي اللون حسن الصورة، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها، يريد الدخول عليك، فقال النبي (صلى الله عليه (1) في المصدر: تكوين. (2) وفيه: الحياة. (3) وفيه: الاستعانة. 5 أمالي الصدوق ص 45. (*)
[ 133 ]
وآله): " ادخل علي الشاب يا معاذ " فأدخله عليه، فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) فرد (عليه السلام)، ثم قال: " ما يبكيك يا شاب ؟ " قال: وكيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا، إن أخذني الله عزوجل ببعضها ادخلني نار جهنم، ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هل اشركت بالله شيئا ؟ " قال: أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا، قال: " أقتلت النفس التي حرم الله ؟ " قال: لا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " يغفر الله لك ذنوبك، وإن كانت مثل الجبال الرواسي " قال الشاب: فإنها أعظم من الجبال الرواسي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الارضين السبع، وبحارها ورمالها وأشجارها، وما فيها من الخلق " (فقال: إنها أعظم من الارضين السبع، وبحارها ورمالها وأشجارها، وما فيها من الخلق) (1) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها، ومثل العرش والكرسي " قال: فإنها أعظم من ذلك. قال: فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) كهيئة الغضبان، ثم قال: " ويحك يا شاب، ذنوبك أعظم أم ربك ! ؟ " فخر الشاب لوجهه وهو يقول: سبحان (2) ربي، ما شئ أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كل عظيم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " فهل يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم ! ؟ " قال الشاب: لا والله يا رسول الله، ثم سكت الشاب، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " ويحك يا شاب، اتخبرني بذنب واحد من ذنوبك ؟ ". قال: بلى أخبرك، إني كنت أنبش القبور (3) سبع سنين، أخرج الاموات وأنزع الاكفان، فماتت جارية من بعض بنات الانصار، فلما حملت (1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) في المصدر زيادة: الله. (3) كان في الطبعة الحجرية: القبر، وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 134 ]
إلى قبرها ودفنت، وانصرف عنها أهلها، وجن عليهم الليل، أتيت قبرها فنبشتها، ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها، وتركتها مجردة (4) على شفير قبرها ومضيت منصرفا، فأتاني الشيطان فأقبل يزينها لي، ويقول أما ترى بطنها وبياضها ! أما ترى وركيها ! فلم يزل يقول لي هذا حتى رجعت إليها، ولم أملك نفسي حتى جامعتها، وتركتها مكانها، فإذا أنا بصوت من ورائي يقول: يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين، يوم يقفني وإياك، كما تركتني عريانة في عساكر الموتى، ونزعتني من حفرتي، وسلبتني أكفاني، وتركتني أقوم جنبة إلى حسابي، فويل لشبابك (5) من النار، فما اظن أني اشم ريح الجنة أبدا، فما ترى لي رسول الله ؟. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " تنح عني يا فاسق، إني اخاف أن احترق بنارك، فما أقربك من النار ! " ثم لم يزل (صلى الله عليه وآله)، يقول ويشير إليه، حتى أمعن من بين يديه. فذهب فأتى المدينة فتزود منها، ثم أتى بعض جبالها فتعبد فيها، ولبس مسحا (6) وغل يديه جميعا إلى عنقه، ونادى: يا رب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، يا رب أنت الذي تعرفني، وزل مني ما تعلم سيدي، يا رب أني أصبحت من النادمين، وأتيت نبيك تائبا فطردني وزادني خوفا، فأسألك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك، أن لا تخيب رجائي يا سيدي ولا تبطل دعائي، ولا تقنطني من رحمتك، فلم يزل يقول ذلك أربعين يوما وليلة، تبكي له السباع والوحوش، فلما تمت له أربعون يوما وليلة، رفع يديه إلى السماء. وقال: اللهم ما فعلت في حاجتي ؟ إن كنت استجبت دعائي وغفرت (4) في المصدر: متجردة. (5) كان في الحجرية: لك لشبابك، وما اثبتناه من المصدر. (6) مسحا: المسح: كساء خشن من شعر يلبسه الرهبان والزهاد. لسان العرب ج 2 ص 596. (*)
[ 135 ]
خطيئتي، فاوح إلى نبيك، وإن لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي، واردت عقوبتي، فعجل بنار تحرقني، أو عقوبة في الدنيا تهلكني، وخلصني من فضيحة يوم القيامة، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله): * (والذين إذا فعلوا فاحشة) * (7) يعني الزنى * (أو ظلموا أنفسهم) * (8) يعني بارتكاب ذنب أعظم من الزنا ونبش القبور وأخذ الاكفان * (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) * (9) يقول: خافوا الله فعجلوا التوبة، * (ومن يغفر الذنوب إلا الله) * (10). يقول عزوجل: أتاك عبدي يا محمد تائبا فطردته، فأين يذهب، وإلى من يقصد، ومن يسأل أن يغفر له ذنبا غيري ؟ ثم قال عزوجل: * (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) * (11) يقول: لم يقيموا على الزنى ونبش القبور وأخذ الاكفان * (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) * (12). فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خرج وهو يتلوها وهو (13) يتبسم، فقال لاصحابه: " من يدلني على ذلك الشاب التائب ؟ " فقال معاذ: يا رسول الله، بلغنا أنه في موضع كذا وكذا، فمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأصحابه، حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا إليه يطلبون الشاب. فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين، مغلولة يداه إلى عنقه، قد اسود وجهه، وتساقطت أشفار عينيه من البكاء، وهو يقول: يا سيدي قد أحسنت خلقي، وأحسنت صورتي، فليت شعري ماذا تريد بي ؟ أفي النار تحرقني ؟ أو في جوارك تسكنني ؟ اللهم إنك قد أكثرت الاحسان إلي (7، 8، 9، 10، 11) آل عمران 3: 135. (12) آل عمران 3: 136. (13) ليس في المصدر. (*)
[ 136 ]
فأنعمت (14) علي، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري ؟ إلى الجنة تزفني ؟ أم إلى النار تسوقني ؟ اللهم إن خطيئتي أعظم من السماوات والارض، ومن كرسيك الواسع، وعرشك العظيم، فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة ؟ فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه، وقد أحاطت به السباع وصفت فوقه الطير، وهم يبكون لبكائه. فدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأطلق يديه من عنقه، ونفض التراب عن رأسه، وقال: " يا بهلول ابشر، فإنك عتيق الله من النار " ثم قال (صلى الله عليه وآله) لاصحابه: " هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها (15) بهلول " ثم تلا عليه ما أنزل الله عزوجل فيه وبشره بالجنة. ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن معمر، عن رجل، أنه دخل عمر على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذكر ما يقرب منه، وفيه: أنه نزل جبرئيل بعد ما دعا الشاب أن يحرقه الله بنار الدنيا، ناشرا أجنحته أحدها في المشرق والآخر في المغرب، وقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول: أأنت خلقت الخلق أم أنا ؟ فقال: اللهم لا بل أنت خلقتني وإياهم، قال: ويقول: أنت ترزقهم أم أنا ؟ قال: لا، أنت ترزقني وإياهم، قال: ويقول: أنت تقبل توبتهم أم أنا ؟ قال: لا بل أنت تقبل منهم، قال: فلم آيست عبدي ؟ ادعه واقبل توبته، وقل له: إني قبلت توبته ورحمت عليه، ونزل بهذه الآية: * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله إنه هو الغفور الرحيم) * (16). [ 13713 ] 6 القطب الراوندي في لب اللباب قال: قال جعفر الصادق (عليه السلام): " ينبغي للتائب أن يكون في الناس كظبية مجروحة في (14) في المصدر: وأنعمت. (15) كان في الحجرية: تداركه، وما اثبتناه من المصدر. (16) تفسير أبي الفتوح الرازي ج 4 ص 497، والآية في سورة الزمر 39: 53. 6 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 137 ]
الظبا، واعلم أن من أذنب فقد رهن نفسه ولا حيلة [ له ] (1) حتى يفك رهنه، ومن تاب قبل أن يغرغر فالله يتوب عليه، فأما إذا مات القلب فلا توبة له ". قلت: لا يبعد أن يكون قوله: " واعلم " إلى آخره من كلام القطب. [ 13714 ] 7 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال لشمعون بن لاوي في حديث: " وأما علامة التائب فأربعة: النصيحة لله في عمله، وترك الباطل، ولزوم الحق، والحرص على الخير ". [ 13715 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترك بالجوارح، واضمار أن لا يعود ". 88 * (باب جواز تجديد التوبة، وصحتها مع الاتيان بشرائطها، وإن تكرر نقضها) * [ 13716 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود النبي: أن ائت عبدي دانيال (1) فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن عصيتني الرابعة لم أغفر لك، قال: فأتاه داود فقال: يا دانيال إني رسول الله إليك، (1) أثبتناه لاتمام السياق. 7 تحف العقول ص 15. 8 غرر الحكم ج 1 ص 93 ح 2094. الباب 88 1 الزهد ص 74 ح 200. (1) جاء في هامش الحجرية ما نصه: " والظاهر أنه غير دانيال النبي المعروف فإنه متأخر عن داوود (عليه السلام) بقرون كثيرة " (منه قده). (*)
[ 138 ]
وهو يقول: إنك عصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن عصيتني الرابعة لم اغفر لك، فقال له دانيال: قد بلغت يا نبي الله، قال: فلما كان السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: يا رب، إن داود نبيك اخبرني عنك، إنني [ قد ] (2) عصيتك فغفرت لي، وعصيتك فغفرت لي، وعصيتك فغفرت لي، واخبرني عنك: إني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي، فوعزتك لاعصينك لاعصينك إن لم تعصمني (3) ". [ 13717 ] 2 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة ". [ 13718 ] 3 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: " إن من أحب عباد الله إلى الله (المفتن المحسن التواب) (1) ". [ 13719 ] 4 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " إن الله يحب من عباده المفتن التواب ". المفتن الذى امتحنه الله بالوقوع في الذنب ثم يتوب. 89 * (باب استحباب تذكر الذنب، والاستغفار منه كلما ذكره) * [ 13720 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند السابق، عن أبي ذر قال: قال (2) اثبتناه من المصدر. (3) في المصدر: فوعزتك وجلالك لئن لم تعصمني لاعصينك ثم لاعصينك ثم لاعصينك. 2 لب اللباب: مخطوط. 3 الغايات ص 79. (1) ما بين القوسين في المصدر: " المقتني الثواب ". 4 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 37. الباب 89 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 140. (*)
[ 139 ]
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثله إلى أن قال (1) يا أبا ذر، إن العبد ليذنب فيدخل (2) بذنبه ذلك الجنة، فقلت: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: يكون ذلك الذنب نصب (عينيه تائبا) (3) منه فارا (4) حتى يدخل الجنة ". [ 13721 ] 2 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن بعض أصحابنا، عن علي بن شجرة، عن عيسى بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " وإنه يعني المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة فيستغفر الله فيغفر له، وإن الكافر لينسى ذنبه لئلا يستغفر الله ". [ 13722 ] 3 الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن علي (عليه السلام)، أنه قال: " إن العبد ليذنب ثم يذكر بعد خمس وعشرين سنة، فيستغفر الله منه فيغفر له، ثم قرأ: * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) * (1) ". [ 13723 ] 4 كتاب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الرجل ليذكر ذنبه بعد سبع وعشرين سنة، وما يذكره إلا ليستغفر الله منه، فيغفر له ". [ 13724 ] 5 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر (عليه السلام)، أنه قال في كلام له: " واسترجع سالف الذنوب، بشده الندم، وكثرة الاستغفار " الخبر. (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 143. (2، 4) في المصدر زيادة: إلى الله. (3) في المصدر: عينه تأديبا. 2 كتاب الزهد ص 74. 3 مجمع البيان: لم نجده في مظانه. (1) النساء 4: 110. 4 كتاب العلاء بن رزين ص 150. 5 تحف العقول ص 207. (*)
[ 140 ]
[ 13725 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " إعادة الاعتذار تذكر بالذنب ". 90 * (باب استحباب انتهاز فرص الخير، والمبادرة به عند الامكان) * [ 13726 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ، يا أبا ذر، اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ". [ 13727 ] 2 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، في قوله تعالى: * (ولا تنس نصيبك من الدنيا) * (1) قال: " لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك وغناك، أن تطلب به الآخرة ". [ 13728 ] 3 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الغلابي، أنه قال: سألت الهادي (عليه السلام) عن الحزم، فقال: " هو أن تنهز (1) فرصتك، وتعاجل ما أمكنك ". [ 13729 ] 4 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " من فتح 6 غرر الحكم ج 1 ص 53 ح 1467. الباب 90 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 139. 2 الجعفريات ص 176. (1) القصص 28: 77. 3 نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص 69. (1) في المصدر: تنتظر. 4 عوالي اللآلي ج 1 ص 289 ح 146. (*)
[ 141 ]
له باب خير فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه ". وعنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " ترك الفرص غصص، الفرص تمر مر السحاب ". [ 13730 ] 5 دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن علي (عليهم السلام)، أنهما ذكرا وصية علي (عليه السلام) عند وفاته، وهي طويلة وفيها: " وأوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم (1)، وباغتنام الصحة قبل السقم، وقبل * (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) * (2) أنى ومن أين ؟ وقد كنت للهوى متبعا، فيكشف له عن بصره وتهتك له حجبه، يقول الله عزوجل: * (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) * (3) أنى له بالبصر ؟ الا ابصر قبل هذا الوقت الضرر ؟ قبل أن تحجب التوبة بنزول الكربة، فتتمنى النفس أن لو ردت لتعمل بتقواها، فلا تنفعها المنى " الخبر. [ 13731 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " الفرص خلس (1)، الفوت غصص ". وقال (عليه السلام): " الفرصة غنم " (2). وقال (عليه السلام): " الفرص تمر مر السحاب (3)، (فانتهزوها إذا 5 دعائم الاسلام ج 2 ص 349. (1) الكظم: مخرج النفس، ومنه حديث التوبة: (ما لم يؤخذ بكظمه أي عند خروج نفسه وانقطاع نفسه (لسان العرب ج 12 ص 520) (2) الزمر 39: 56 و 57. (3) ق 50: 22. 6 غرر الحكم ج 1 ص 10 ح 11 و 12. (1) اختلس: اختطف الشئ بسرعة على غفلة. والخلس جمع خلسة. (مجمع البحرين ج 4 ص 66). (2) نفس المصدر ج 1 ص 11 ح 245 (3) نفس المصدر ج 1 ص 38 ح 1186. (*)
[ 142 ]
أمكنت في أبواب الخير، وإلا عادت ندما) (4) ". وقال (عليه السلام): " الحزم تجرع الغصة حتى تمكن الفرصة " (5) وقال (عليه السلام): " التؤدة ممدوحة (في كل شئ ((6)، إلا في فرص الخير " (7). وقال (عليه السلام): " التثبت خير من العجلة، إلا في فرص البر " (8). وقال (عليه السلام): " الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود " (9). وقال (عليه السلام): " انتهزوا فرص الخير، فإنها تمر مر السحاب " (10). وقال (عليه السلام): " أشد الغصص فوت الفرص " (11). وقال (عليه السلام): " إذا أمكنك الفرصة فانتهزها " (12). وقال (عليه السلام): " بادر الفرصة قبل أن تكون غصة، بادر البر فإن أعمال البر فرصة " (13). وقال (عليه السلام): " غافص (14) الفرصة عند إمكانها، فإنك غير (4) ما بين القوسين ليس في المصدر. (5) غرر الحكم ج 1 ص 70 ح 1785. (6) ما بين القوسين ليس في المصدر. (7) نفس المصدر ج 1 ص 83 ح 1959. (8) نفس المصدر ج 1 ص 84 ح 1970. (9) نفس المصدر ج 1 ح 89 ح 2041. (10) نفس المصدر ج 1 ص 132 ح 24. (11) نفس المصدر ج 1 ص 189 ح 391. (12) نفس المصدر ج 1 ص 321 ح 150. (13) نفس المصدر ج 1 ص 338 ح 3 و 4. (14) غافص الشئ: أخذه على غرة كالاختلاس (لسان العرب ج 7 ص 61). (*)
[ 143 ]
مدركها عند فوتها " (15). وقال (عليه السلام): " من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت " (16). وقال (عليه السلام): " من أخر الفرصة عن وقتها، فليكن على ثقة من فوتها " (17). وقال (عليه السلام): " من ناهز الفرصة أمن الغصة " (18). 91 * (باب استحباب تكرار التوبة والاستغفار كل يوم وليلة من غير ذنب، ووجوبه مع الذنب) * [ 13732 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب " قلت: يقول استغفر الله وأتوب إليه، قال: " كان يقول: أتوب إلى الله ". [ 13733 ] 2 كتاب درست بن أبي منصور قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة. [ 13734 ] 3 السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " من لحقته شدة أو نكبة أو ضيق، فقال ثلاثين ألف (15) غرر الحكم ج 2 ص 510 ح 63. (16) نفس المصدر ج 2 ص 653 ح 745. (17) نفس المصدر ج 2 ص 683 ح 1132. (18) نفس المصدر ج 2 ص 723 ح 1537. الباب 91 1 الزهد ص 73 ح 195. 2 كتاب درست بن أبي منصور ص 158. 3 مهج الدعوات: ورد الحديث في صفحة 19 من كتاب المجتنى من الدعاء المجتبى الملحق بمهج الدعوات. (*)
[ 144 ]
مرة: استغفر الله وأتوب إليه، الا فرج الله تعالى عنه " الراوي: وهذا خبر صحيح وقد جرب. 92 * (باب صحة التوبة في آخر العمر، ولو عند بلوغ النفس الحلقوم قبل المعاينة، وكذا الاسلام) * [ 13735 ] 1 العياشي في تفسيره: عن جابر، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " كان ابليس أول من ناح، وأول من تغنى، وأول من حدا، قال: لما أكل آدم من الشجرة تغنى، قال: فلما هبط حدا به، فلما استقر على الارض ناح فاذكره ما في الجنة، فقال: [ آدم ] (1) رب هذا الذي جعلت بيني وبينه العداوة، لم اقو عليه وأنا في الجنة، وإن لم تعن عليه لم أقو عليه، فقال [ الله ] (2): السيئة بالسيئة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة، قال: رب زدني، قال: لا يولد لك ولد إلا جعلت له ملكا أو ملكين يحفظانه، قال: رب زدني، قال: التوبة مفروضة في الجسد ما دام فيه الروح، قال: رب زدني، قال: اغفر الذنوب ولا أبالي، قال: حسبي " الخبر. [ 13736 ] 2 وعن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إذا بلغت النفس هذه وأهوى بيده إلى حنجرته لم يكن للعالم توبة، وكانت للجاهل توبة ". [ 13737 ] 3 وعن ا لحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله: الباب 92 1 تفسير العياشي ج 1 ص 276 ح 277، وعنه في البحار ج 11 ص 212 ح 20، و ج 63 ص 219 ح 58. (1) أثبتناه من المصدر. (2) اثبتناه من المصدر. 2 تفسير العياشي ج 1 ص 228 ح 64. 3 تفسير العياشي ج 1 ص 228 ح 63. (*)
[ 145 ]
* (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن) * (1) قال: " هو الفرار، تاب حين لم ينفعه التوبة ولم يقبل منه ". [ 13738 ] 4 تفسير الامام (عليه السلام): " أتى أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: اخبرني عن التوبة، إلى متى تقبل ؟ فقال (صلى الله عليه وآله): إن بابها مفتوح لابن آدم لا يسد حتى تطلع الشمس من مغبربها، وذلك قوله تعالى: * (إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) * (1) وهي طلوع الشمس من مغربها * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا) * (2) ". [ 13739 ] 5 جامع الاخبار: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " من تاب إلى الله قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: الا وسنة كثير، من تاب إلى الله قبل موته بشهر تاب الله عليه، وقال: شهر كثير، من تاب إلى الله قبل موته بجمعة تاب الله عليه، قال: وجمعة كثير، من تاب إلى الله قبل موته بيوم تاب الله عليه، قال: ويوم كثير، من تاب إلى الله قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وساعة كثير، من تاب إلى الله قبل أن يغرغر بالموت تاب الله عليه ". [ 13740 ] 6 أحمد بن محمد السياري في كتاب القراآت: روي عنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال لعلي (عليه السلام): " إني سألت الله عزوجل أن لا يحرم شيعتك التوبة، حتى يبلغ نفس آخر منهم بحنجرته (1)، فأجابني إلى (1) النساء 4: 18. 4 تفسير الامام العسكري (عليه السلام) ص 195. (1، 2) الانعام 6: 158. 5 جامع الاخبار ص 102. 6 القراآت ص 55. (1) في المصدر: لحنجرته. (*)
[ 146 ]
ذلك، وليس ذلك لغيرهم ". 93 * (باب استحباب الاستغفار في السحر) * [ 13741 ] 1 الجعفريات: اخبرنا عبد الله بن محمد قال: اخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " يقول الله عزوجل وتبارك وتعالى: إذا أردت أن أصيب أهل الارض بعذاب، لولا رجال يتحابون خلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالاسحار، لولاهم لا نزلت عذابي ". الشيخ ابو الفتوح في تفسيره: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مثله (1). [ 13742 ] 2 وعن أم سعد، عنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " إن الله تعالى يحب ثلاثة أصوات: صوت الديك، وصوت قارئ القرآن، وصوت الذين يستغفرون بالاسحار ". [ 13743 ] 3 وروي أن داود (عليه السلام)، سأل جبرئيل عن أفضل الاوقات، قال: لا أعلم، إلا أن العرش يهتز في الاسحار. [ 13744 ] 4 وفي وصايا لقمان لابنه: يا بني، لا يكون الديك أكيس منك، يقوم في وقت السحر ويستغفر، وأنت نائم. [ 13745 ] 5 الديلمي في الارشاد: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه الباب 93 1 الجعفريات ص 229. (1) تفسير أبي الفتوح الرازي شج 1 ص 525. 2 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 1 ص 525. 3 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 1 ص 525. 4 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 1 ص 525. 5 إرشاد القلوب ص 196. (*)
[ 147 ]
قال: " ثلاثة معصومون من ابليس وجنوده: الذاكرون لله، والباكون من خشية الله، والمستغفرون بالاسحار ". [ 13746 ] 6 القطب الراوندي في قصص الانبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن قرة السمندي، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أفضل الصدقة صدقة اللسان، تحقن به الدماء، وتدفع به الكريهة، وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم، ثم قال: إن عابد بني اسرائيل الذي كان أعبدهم، كان يسعى في حوائج الناس عند الملك، وأنه لقي اسماعيل بن حزقيل فقال: لا تبرح حتى أرجع إليك يا اسماعيل، فسها عنه عند الملك، فبقي اسماعيل إلى الحول هناك، فأنبت الله لاسماعيل عشبا فكان يأكل منه، وأجرى له عينا، وأظله بغمام، فخرج الملك بعد ذلك للتنزه ومعه العابد، فرأى اسماعيل فقال له: إنك هاهنا يا اسماعيل، فقال له: قلت: لا تبرح، فلم أبرح. فسمي صادق الوعد، قال: وكان جبار مع الملك فقال: أيها الملك كذب العبد، قد مررت بهذه البرية فلم أره هاهنا، فقال له اسماعيل: إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ما أعطاك، قال: فتناثرت أسنان الجبار، فقال الجبار: إني كذبت على هذا العبد (1)، فاطلب يدعو الله أن يرد علي أسناني، فإني شيخ كبير، فطلب إليه الملك فقال: إني أفعل، قال: الساعة، قال: لا، وأخره إلى السحر، ثم دعا له، ثم قال: يا فضل إن أفضل ما دعوتم الله بالاسحار، قال الله تعالى: * (وبالاسحار هم يستغفرون) * (2) ". [ 13647 ] 7 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " ولا تغفل عن 6 قصص الانبياء ص 189، وعنه في البحار ج 13 ص 389 ح 4. (1) في المصدر زيادة: الصالح. (2) الذاريات 51: 18. 7 مصباح الشريعة ص 254. (*)
[ 148 ]
الاستغفار بالاسحار، فإن للقانتين فيه أشواقا ". 94 * (باب أنه يجب على الانسان أن يتلافى في يومه ما فرط في أمسه، ولا يؤخر ذلك إلى غد) * [ 13748 ] 1 زيد الزراد في أصله: قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: " من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه الذي هو فيه خيرا من أمسه الذي ارتحل عنه (1) فهو مغبوط ". زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: " ملعون مغبون من غبن (2) عمره يوما بعد يوم، ومغبوط محسود من كان يومه الذي هو فيه خيرا من أمسه الذي ارتحل عنه ". [ 13749 ] 2 الشيخ المفيد في الامالي: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان رفعه قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام)، يقول: " ويح من غلبت واحدته عشرته " وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: " المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة، وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: أظهر اليأس من الناس إلى أن قال وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خيرا منك اليوم فافعل ". [ 13750 ] 3 أحمد بن محمد السياري في كتاب القراآت: روى بعض أصحابنا، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " ما من يوم إلا وهو يقول: الباب 94 1 أصل زيد الزراد ص 5. (1) في الطبعة الحجرية " منه " وما أثبتناه من المصدر. (2) في الطبعة الحجرية: " غبنه " وما اثبتناه من المصدر. 2 أمالي المفيد ص 183. 3 القراآت ص 47. (*)
[ 149 ]
إني يوم جديد، (وإن على كل) (1) ما يفعل في شهيد، ولو قد غربت شمسي لم أرجع إليكم أبدا ". [ 13751 ] 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال سمعته يقول: " إن النهار إذا جاء قال: يا بن آدم اعمل في يومك هذا خيرا، أشهد لك عند ربك يوم القيامة، فإني لم آتك أشهد لك فيما مضى، ولم أتك فيما بقي، وإذا جاء ليله قال له مثل ذلك ". [ 13752 ] 5 أحمد بن محمد بن فهد الحلي في كتاب التحصين: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في كلام طويل في ذم الدنيا: " إنما الدنيا ثلاثة أيام: يوم مضى بما فيه فليس بعائد، ويوم أنت فيه يحق عليك اغتنامه، ويوم لا تدري [ هل أنت ] (1) من أهله ولعلك راحل فيه، وأما أمس فحكيم مؤدب، وأما اليوم فصديق مودع، وأما غدا فإنما في يدك منه الامل، فإن يك أمس سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته، وإن يك يومك هذا آنسك بقدومه فقد كان طويل الغيبة عنك، وهو سريع الرحلة عنك، فتزود منه واحسن وداعه، خذ بالبقية (2) في العمل، وإياك والاغترار بالامل، ولا يدخل عليك اليوم هم غد يكفيك (3) همه، وغدا إذا أحل لتشغله، إنك إن حملت على اليوم هم غد، زدت في حزنك وتعبك، وتكلفت أن تجمع في يومك ما يكفيك أياما، فعظم الحزن، وزاد الشغل، واشتد التعب، وضعف العمل للامل، ولو أخليت قلبك من الامل تجد (4) (1) في الحجرية: وإن كل، وما اثبتناه من المصدر. 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 68. 5 التحصين ص 6. (1) اثبتناه من المصدر. (2) في نسخة: بالثقة. (3) في نسخة: يكفي اليوم. (4) في المصدر: لجد. (*)
[ 150 ]
ذلك العمل، والامل منك في اليوم قد ضرك في وجهين: سوفت به في العمل، وزدت في الهم والحزن، أو لا ترى أن الدنيا ساعة بين ساعتين ؟ ساعة مضت، وساعة بقيت، وساعة أنت فيها، فأما الماضية والباقية (5) فلست تجد لرخائهما لذة، ولا لشدتهما ألما، فانزل الساعة الماضية والساعة التي أنت فيها منزلة الضيفين نزلا بك، فظعن الراحل عنك بذمه إياك، وحل النازل بك بالتجربة لك، فإحسانك إلى الثاوي يمحو إساءتك إلى الماضي، فادرك ما أضعت باغتنامك فيما استقبلت، واحذر أن تجتمع عليك شهادتهما فيوبقاك، ولو أن مقبورا من الاموات قيل له: هذه الدنيا [ من ] (6) أولها إلى آخرها نجعلها لولدك الذين لم يكن لك هم غيرهم، أو يوم نرده إليك فتعمل فيه لنفسك، لاختار يوما يستعتب (7) فيه من سيئ ما أسلف، على جميع الدنيا يورثها لولده ومن خلفه، فما يمنعك أيها المفرط المسوف ؟ أن تعمل على مهل قبل حلول الاجل، وما يجعل المقبور أشد تعظيما لما في يديك منك، ألا تسعى في تحرير رقبتك، وفكاك رقك، ووفاء نفسك ! ؟ ". [ 13753 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: " العاقل (1) من كان يومه خيرا من أمسه، وعقل الذم عن نفسه ". وقال (عليه السلام): " إن العاقل من نظر في يومه لغده، وسعى في فكاك نفسه، وعمل لما لا بد منه ولا محيص له عنه " (2). وقال (عليه السلام): " ولا تؤخر عمل يوم إلى غد، وامض لكل يوم (5) ليس في المصدر. (6) أثبتناه من المصدر. (7) الاستعتاب: طلب الرجوع عن الذنب إلى المرضي لله تعالى. (لسان العرب ج 1 ص 577). 6 غرر الحكم ج 1 ص 72 ح 1821. (1) في المصدر: الكيس. (2) نفس المصدر ج 1 ص 238 ح 194. (*)
[ 151 ]
عمله " (3). وقال: " فاز من أصلح عمل يومه، واستدرك فوارط أمسه " (4). [ 13754 ] 7 الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غدا لك فكن (1) في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غدا لك لم تندم على ما فرطت في اليوم ". [ 13755 ] 8 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أنه قال: " اعمل لكل يوم بما فيه ترشد ". [ 13756 ] 9 الصدوق في معاني الاخبار: عن الطالقاني، عن (أحمد بن محمد) (1) الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن ابراهيم الهمداني، عن أبي عبد الله محمد (2) بن خالد، عن عبد الله بن بكير المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: " بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع اصحابه يعبؤهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة (3) السفر، (3) غرر الحكم ص 165 " الطبعة الحجرية ". (4) نفس المصدر ج 2 ص 516 ح 13. 7 أمالي الطوسي ج 2 ص 139. (1) في المصدر: تكن. 8 الجعفريات ص 233. 9 معاني الاخبار ص 197. (1) في الطبعة الحجرية: محمد بن أحمد، وما أثبتناه من المصدر وهو الصحيح (راجع معجم رجال الحديث ج 14 ص 219). (2) في الطبعة الحجرية: " بن محمد " وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 10 ص 122). (3) في المصدر: شجبة، وشحب: أي تغير جسمه أو لونه من هزال أو جوع أو سفر = (*)
[ 152 ]
فقال: أين أمير المؤمنين ؟ فقيل: هو ذا، فسلم عليه فقال: يا أمير المؤمنين، إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير، قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي، وإني أظنك ستغتال، فعلمني مما علمك الله، قال: نعم يا شيخ، من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها، ومن كان غده شر يوميه فمحروم، ومن لم يبال ما رزى ء من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له ". ورواه في كتاب الغايات (4): عنه (عليه السلام)، مثله. 95 * (باب وجوب محاسبة النفس كل يوم وملاحظتها، وحمد الله على الحسنات، وتدارك السيئات) * [ 13757 ] 1 نهج البلاغة: من كلامه (عليه السلام) عند تلاوته قوله تعالى: * (رجال لا تلهيهم تجارة) * (1) الآية: " فلو مثلتهم لعقلك في مقاومهم المحمودة ومجالسهم المشهودة، قد نشروا دواوين أعمالهم، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة، أمروا بها فقصروا عنها أو نهوا [ عنها ] (2) ففرطوا فيها، وحملوا ثقل أوزارهم على ظهورهم، فضعفوا عن الاستقلال بها، فنشجوا نشيجا (3)، وتجاوبوا حنينا (4)، يعجون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف، لرأيت أعلام هدى ومصابيح دجى، قد حفت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب السماء، واعدت لهم مقاعد = (لسان العرب ج 1 ص 484). (4) الغايات ص 66. الباب 95 1 نهج البلاغة ج 2 ص 237 ح 217. (1) النور 24: 37. (2) أثبتناه من المصدر. (3) النشيج: أشد البكاء (لسان العرب ج 2 ص 377). (4) في المصدر: نحيبا. (*)
[ 153 ]
المكرمات (5) إلى أن قال (عليه السلام) فحاسب نفسك لنفسك، فإن غيرها من الانفس لها حسيب غيرك ". [ 13758 ] 2 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال لعبد الله بن جندب: " حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرف عمله في كل يوم وليلة على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها، لئلا يخزى يوم القيامة ". [ 13759 ] 3 وعن هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام)، أنه قال: " يا هشام، ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنة استزاد منه، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب (1) ". [ 13760 ] 4 الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الروضة والفضائل: بإسناده عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خبر طويل فيه ذكر ما رآه (صلى الله عليه وآله) مكتوبا على أبواب الجنة والنار، إلى أن قال: و " على الباب السابع أي من النار مكتوب ثلاث كلمات: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ووبخوا نفوسكم (1) قبل أن توبخوا، وادعوا الله عزوجل قبل أن تردوا عليه ولا تقدروا على ذلك ". [ 13761 ] 5 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: (5) في المصدر: الكرامات. 2 تحف العقول ص 221. 3 تحف العقول ص 295. (1) في المصدر زيادة: إليه. 4 الروضة لابن شاذان: والفضائل ص 162 وعنهما في البحار ج 8 ص 144 ح 67. (1) في المصدر: أنفسكم. 5 غرر الحكم ج 1 ص 371 ح 46. (*)
[ 154 ]
" جاهد نفسك وحاسبها محاسبة الشريك شريكه، وطالبها بحقوق الله مطالبة الخصم خصمه، فإن أسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه ". وعنه (عليه السلام): " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ووازنوها قبل أن توازنوا (1)، حاسبوا أنفسكم بأعمالها، وطالبوها بأداء المفروض عليها، والاخذ من فنائها لبقائها " (2). وعنه (عليه السلام): " من حاسب نفسه سعد " (3). وقال (عليه السلام): " من حاسب نفسه ربح " (4). وقال: " من تعاهد نفسه بالمحاسبة، أمن فيها المداهنة " (5). وقال: " من حاسب نفسه وقف على عيوبه، وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب، وأصلح العيوب " (6). وقال: " ما أحق الانسان أن تكون له ساعة لا يشغله [ عنها ] (7) شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها، في ليلها ونهارها " (8). وقال: " ثمرة المحاسبة صلاح (9) النفس " (10). وقال: " ما المغبوط إلا من كانت همته نفسه، لا يغبها عن محاسبتها (1) في الطبعة الحجرية: " توازنوها " وما أثبتناه من المصدر. (2) غرر الحكم ج 1 ص 385 ح 55 و 67. (3) نفس المصدر ج 2 ص 622 ح 343. (4) نفس المصدر ج 2 ص 618 ح 163. (5) نفس المصدر ج 2 ص 633 ح 425. (6) نفس المصدر ج 2 ص 696 ح 1265. (7) أثبتناه من المصدر. (8) نفس المصدر ج 2 ص 753 ح 241. (9) في المصدر: اصلاح. (10) نفس المصدر ج 1 ص 362 ح 68. (*)
[ 155 ]
ومطالبتها ومجاهدتها " (11). [ 13762 ] 6 رسالة محاسبة النفس لبعض العلماء، (ولعلها للسيد علي بن طاووس) (1)، في الحديث: " لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه، فيعلم طعامه وشرابه ولبسه ". وعنه (عليه السلام): " قيدوا أنفسكم بمحاسبتها، واملكوها بمخالفتها، تأمنوا من الله الرهب، وتدركوا عنده الرغب، فإن الحازم من قيد نفسه بالمحاسبة، وملكها بالمغالبة، وأسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه، وطالبها حقوقها بيومه وأمسه " (2). وعنه (عليه السلام): " الكيس من دان نفسه أي يحاسبها (3) وعمل لما بعد الموت وطالبها " (4). [ 13763 ] 7 الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاشاني، عن حفص بن غياث القاضي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في حديث: " ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن أمكنة القيامة خمسون (1) موقفا، كل موقف مقام ألف سنة (2)، ثم تلا هذه الآية: * (في يوم كان مقداره خمسين (11) غرر الحكم ج 2 ص 753 ح 242. 6 رسالة محاسبة النفس ص 72. (1) بل للشيخ ابراهيم الكفعمي: علما بأن السيد علي بن طاووس له رسالة محاسبة النفس لكنها خالية من هذه الاحاديث. (2) نفس المصدر ص 5. (3) في المصدر: أي حاسبها. (4) رسالة محاسبة النفس للشيخ الكفعمي ص 5. 7 أمالي المفيد ص 274. 1 (1) في المصدر: فإن في القيامة خمسين.. (2) في المصدر زيادة: مما تعدون. (*)
[ 156 ]
ألف سنة) * (3) ". [ 13764 ] 8 وبالاسناد عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في حديث أنه قال: " يا أبا النعمان، لا يغرنك الناس عن نفسك، فإن الامر يصل إليك دونهم، ولا تقطعن نهارك بكذا وكذا، فإن معك من يحفظ عليك، واحسن فلم أر شيئا أسرع دركا ولا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم ". 96 * (باب وجوب التحفظ عند زيادة العمر، خصوصا أبناء الاربعين فصاعدا) * [ 13765 ] 1 العياشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه، وإذا بلغ احدى وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع ". [ 13766 ] 2 الديلمي في إرشاد القلوب: روي أن لله تعالى ملكا ينادي: يا أبناء الستين، عدوا أنفسكم في الموتى. [ 13767 ] 3 وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): " إذا بلغ الرجل أربعين سنة، نادى مناد من السماء: دنا الرحيل فاعد زادا، ولقد كان فيما إذا أتت على الرجل أربعون سنة حاسب نفسه ". (3) المعارج 70: 4. 8 أمالي المفيد ص 183. الباب 96 1 تفسير العياشي ج 2 ص 292 ح 72. 2 إرشاد القلوب ص 40. 3 إرشاد القلوب ص 185. (*)
[ 157 ]
[ 13768 ] 4 وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " قال الله تعالى: وعزتي وجلالي، إني لاستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الاسلام أن أعذبهما، ثم بكى (صلى الله عليه وآله)، فقيل: مم تبكي يا رسول الله ؟ فقال: أبكي لمن استحيى الله من عذابهم، ولا يستحيون من عصيانه ". [ 13769 ] 5 وعنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " إن لله تعالى ملكا ينزل في كل ليلة فينادي: يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الاربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم ؟ ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير، ويا أبنا الستين زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودي لكم فاجيبوا، ويا أبناء الثمانين اتتكم الساعة انتم غافلون، ثم يقول: لولا عباد ركع، ورجال خشع، وصبيان رضع، وأنعام رتع، لصب عليكم العذاب صبا ". [ 13770 ] 6 جامع الاخبار: عن حازم بن حبيب الجعفي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إذا بلغت ستين سنة، فاحسب نفسك في الموتى ". [ 13771 ] 7 وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أبناء الاربعين زرع قد دنا حصاده، وأبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا أخرتم ؟ أبناء الستين هلموا إلى الحساب لا عذر لكم، أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى ". 97 * (باب وجوب عمل الحسنة بعد السيئة) * [ 13772 ] 1 العياشي في تفسيره: عن ابراهيم الكرخي قال: كنت عند أبي 4 ارشاد القلوب ص 41. 5 ارشاد القلوب ص 32. 6 جامع الاخبار ص 140. 7 جامع الاخبار ص 140. الباب 97 1 تفسير العياشي ج 2 ص 162 ح 75، وعنه في البرهان ج 2 ص 239 ح 15. (*)
[ 158 ]
عبد الله (عليه السلام)، فدخل عليه (رجل من أهل المدينة) (1)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) (2): " (من اين) (3) جئت ؟ " (قال: ولم يقل في جوابه) (4) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " جئت من هاهنا وهاهنا، انظر بما تقطع به يومك، فإن معك ملكا موكلا يحفظ ويكتب (5) ما تعمل، فلا تحتقر سيئة وإن كانت صغيرة فإنها ستسوؤك يوما، ولا تحتقر حسنة فإنه ليس شئ أشد طلبا (6) من الحسنة، إنها لتدرك الذنب العظيم القديم (فتحذفه وتسقطه) (7) وتذهب به (8)، وذلك قول الله: * (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) * (9) ". [ 13773 ] 2 وعن سماعة بن مهران، عنه (عليه السلام) في حديث أنه قال: " إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة ". [ 13774 ] 3 الشيخ المفيد في أماليه: عن علي بن محمد بن حبيش، عن [ الحسن بن علي الزعفراني، عن أبي اسحاق ابراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الله بن ] (1) محمد بن عثمان، عن علي بن محمد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي اسحساق الهمداني، عن أمير المؤمنين (1) في المصدر: " مولى له ". (2) في المصدر زيادة: يا فلان. (3) في المصدر: " متى ". (4) في المصدر: " فسكت ". (5) في المصدر: عليك (6) وفيه زيادة: ولا أسرع دركا. (7) ليس في المصدر. (8) في الطبعة الحجرية زيادة: " بعدك " وحذفت لعدم وجودها في المصدر وعدم انسجامها مع السياق. (9) هود 11: 114. 2 تفسير العياشي ج 2 ص 162 ح 77. 3 أمالي المفيد ص 262. (1) ما بين المعقوفتين سقط من الطبعة الحجرية وأثبتناه من المصدر. (*)
[ 159 ]
(عليه السلام) فيما كتبه إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر وفيه: " وإن الله يكفر بكل حسنة سيئة، قال الله عزوجل: * (إن الحسنات) * (2) الآية الخ. [ 13775 ] 4 وعن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن زيد، عن ابن أبي يعفور قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): " لا يغرنك الناس عن نفسك، فإن الامر يصل إليك دونهم، ولا تقطع عنك النهار بكذا وكذا، فإن معك من يحفظ عليك، ولا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا حيث يسرك، ولا تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسؤوك، واحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع دركا من الحسنة لذنب قديم، إن الله جل اسمه يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) * (1) ". [ 13776 ] 5 وبهذا الاسناد عن علي بن مهزيار: عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، في حديث: " وأحسن، فلم أر شيئا أسرع دركا ولا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم ". [ 13777 ] 6 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن [ عمرو بن ] (1) عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: " ما أوحى الله تعالى به إلى موسى: يا موسى ان الحسنة عشرة اضعاف ومن السيئة الواحدة الهلاك (2)، ولا (2) هود 11: 114. 4 أمالي المفيد ص 181 ح 3. (1) هود 11: 114. 5 أمالي المفيد ص 182 ح 5. 6 الكافي ج 8 ص 49. (1) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج 13 ص 114. (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 160 ]
تشرك بي، لا يحل لك أن تشرك بي، قارب وسدد، وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي، النادم على ما قدمت يداه، فان سواد الليل يمحوه النهار، وكذلك السيئة تمحوها الحسنة، وعشوة (3) الليل تأتي على ضوء النهار، وكذلك السيئة تأتي على الحسنة الجليلة فتسودها ". 98 * (باب صحة التوبة من المرتد) * [ 13778 ] 1 دعائم الاسلام: عن ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، أنه قال: " من كان مؤمنا يعمل خيرا ثم اصابته فتنة فكفر، ثم تاب بعد كفره، كتب له كل شئ عمله في ايمانه، فلا يبطله كفره إذا تاب بعد كفره ". 99 * (باب وجوب الاشتغال بصالح الاعمال من الاهل والمال) * [ 13779 ] 1 أبو يعلى الجعفري في نزهة الناظر: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " إنما مثل احدكم وأهله وماله وعمله، كرجل له ثلاثة اخوة، فقال لاخيه الذي هو ماله حين حضرته الوفاة ونزل به الموت: ما عندك فقد ترى ما نزل بي ؟ فقال له اخوه الذي هو ماله: مالك عندي غنى ولا نفع إلا ما دمت حيا، فخذ مني الآن ما شئت، فإذا فارقتك فسيذهب بي إلى ما ذهب غير مذهبك، وسيأخذني غيرك، فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى اصحابه فقال: هذا الذي هو ماله، فاي اخ ترون هذا ؟ فقالوا: أخ لا نرى به طائلا، ثم قال لاخيه الذي هو أهله وقد نزل به الموت: ما عندك في نفعي والدفع عني، فقد نزل بي ما ترى ؟ فقال: عندي أن (3) عشوة الليل: سواده وظلمته (لسان العرب ج 15 ص 60). الباب 98 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 483 ح 1728. الباب 99 1 نزهة الناظر ص 15. (*)
[ 161 ]
امرضك وأقوم عليك، فإذا مت غسلتك ثم كفنتك ثم حنطتك، ثم اتبعك مشيعا إلى حفرتك، فاثني عليك خيرا عند من سألني عنك، واحملك في الحاملين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هذا أخوه الذي هو أهله، فأي أخ ترون هذا ؟ قالوا: أخ غير طائل، يا رسول الله، ثم قال لاخيه الذي هو عمله: ماذا عندك في نفعي والدفع عني، فقد ترى ما نزل بي ؟ فقال له: اؤنس وحشتك واذهب غمك، فاجادل عنك في القبر، واوسع عليك جهدي، ثم قال (صلى الله عليه وآله): هذا أخوه الذي هو عمله، فاي أخ ترون هذا ؟ قالوا: خير أخ، يا رسول الله، قال: فالامر هكذا ". [ 13780 ] 2 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن ابي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)، يقول: " [ كان أبو ذر يقول ] (1) في عظته: يا مبتغي العلم، كأن شيئا من الدنيا لم يك شيئا، إلا عمل ينفع خيره أو يضر شره، يا مبتغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، أنت اليوم تفارقهم، كضيف بت فيهم ثم غدوت من عندهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزلة تحولت منها إلى غيرها، وما بين الموت والبعث كنومة نمتها ثم استيقظت منها ". 100 * (باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والائمة (صلوات الله عليهم)) * [ 13781 ] 1 العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن احدهما (عليهما السلام)، قال: سئل عن الاعمال، هل تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ فقال: " ما فيه شك " قيل له: أرأيت قول الله: 2 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 35. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر. الباب 100 1 تفسير العياشي ج 2 ص 108 ح 119. (*)
[ 162 ]
* (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (1) قال: " لله شهداء في أرضه ". [ 13782 ] 2 وعن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، عن قول الله * (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (1) قال: " تريدون أن ترووا علي، هو الذي في نفسك ". [ 13783 ] 3 وعن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، أن أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، تعرض عليه اعمال امته كل خميس، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " ليس هو هكذا، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعرض عليه اعمال الامة كل صباح، ابرارها وفجارها، فاحذروا، وهو قول الله تبارك وتعالى: * (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (1) ". [ 13784 ] 4 وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: * (فسيرى الله) * (1) الآية، قال: " يعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعمال أمته كل صباح، ابرارها وفجارها (2) ". [ 13785 ] 5 وعن محمد بن مسلم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) * (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) * (1) قال: " إن لله شاهدا في أرضه، وان اعمال العباد تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ". (1) التوبة 9: 105. 2 تفسير العياشي ج 2 ص 108 ح 120. (1) التوبة 9: 105. 3 تفسير العياشي ج 2 ص 109 ح 122. (1) التوبة 9: 105. 4 تفسير العياشي ج 2 ص 109 ح 123. (1) التوبة 9: 105. (2) في المصدر زيادة: فاحذروا. 5 تفسير العياشي ج 2 ص 109 ح 126. (1) التوبة 9: 105. (*)
[ 163 ]
[ 13786 ] 6 كتاب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم قال: هل يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: " ما فيه شك، قوله عزوجل: * (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (1) قال: لله شهداء في ارضه ". [ 13787 ] 7 الشيخ المفيد في أماليه: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعته (عليه السلام) يقول: " ما لكم تسوؤن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ فقال رجل: جعلت فداك، وكيف نسوؤه ؟ قال: أما تعلمون ان اعمالكم تعرض عليه ؟ فإذا رأى فيها معصية لله ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسروه ". [ 13788 ] 8 السيد علي بن طاووس في رسالة محاسبة النفس: نقلا من تفسير محمد ابن العباس الماهيار، باسناده عن ابي سعيد الخدري: أن عمارا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): وددت انك عمرت فينا عمر نوح (عليه السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا عمار، حياتي خير لكم، ووفاتي ليس بشر لكم، اما في حياتي فتحدثون واستغفر الله لكم، واما بعد وفاتي فاتقوا الله واحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي، فانكم تعرضون علي (وعلى أهل بيتي) (1) واسماؤكم (2) واسماء آبائكم وقبائلكم، فان يكن خيرا حمدت الله، وان يكن (سوى ذلك) (3) استغفر الله لذنوبكم، فقال المنافقون، والشكاك والذين في قلوبهم مرض: يزعم ان 6 كتاب العلاء بن رزين ص 156. (1) التوبة 9: 105. 7 أمالي المفيد ص 196. 8 محاسبة النفس ص 18. (1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: باسمائكم. (3) في المصدر: سوءا. (*)
[ 164 ]
الاعمال تعرض عليه بعد وفاته، باسماء الرجال واسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم، ان هذا لهو الافك، فانزل الله جل جلاله: * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (4) فقيل له: ومن المؤمنون ؟ فقال: عامة وخاصة، اما الذين قال الله عزوجل: * (والمؤمنون) * فهم آل محمد، الائمة منهم (عليهم السلام) ". [ 13789 ] 9 ابن شهر آشوب في المناقب: عن موسى بن سيار قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) وقد اشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية (1) فاتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثم اقبل نحو الجنازة فرفعها، ثم اقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بامها، ثم اقبل علي وقال: " يا موسى بن سيار، من شيع جنازة ولي من اوليائنا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لا ذنب عليه " حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره، رأيت سيدي قد اقبل فاخرج الناس عن الجنازة، حتى بدا له الميت، فوضع يده على صدره، ثم قال: " يا فلان بن فلان، ابشر بالجنة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة " فقلت: جعلت فداك، هل تعرف الرجل ؟ والله انها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيار، اما علمت انا معاشر الائمة تعرض علينا اعمال شيعتنا صباحا ومساء، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه، وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه ". [ 13790 ] 10 الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري رحمة الله عليه، قال: حدثني الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه، قال: اختلف اصحابنا (4) التوبة 9: 105. 9 المناقب ج 4 ص 341. (1) الواعية: الصراخ على الميت ونعيه (لسان العرب ج 15 ص 397). 1 الغيبة ص 238. (*)
[ 165 ]
في التفويض وغيره، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال، في أيام استقامته، فعرفته الخلاف فقال: اخرني، فاخرته اياما فعدت إليه، فاخرج الي حديثا باسناده إلى ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إذا أراد الله أمرا عرضه على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم أمير المؤمنين وسائر الائمة (عليهم السلام)، واحدا بعد واحد، إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السلام)، ثم يخرج إلى الدنيا، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله عزوجل عملا، عرض على صاحب الزمان (عليه السلام)، ثم على واحد واحد إلى أن يعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يعرض على الله، فما نزل من الله فعلى ايديهم، وما عرج إلى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله عزوجل طرفة عين ". [ 13791 ] 11 ابو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن القاضي ابي الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الازدي، عن ابي زيد عمر (1) بن احمد العسكري، عن ابي أيوب، عن أحمد بن الحجاج، عن نويا (2) بن ابراهيم، عن مالك بن مسلم، عن ابي مريم، عن أبي صالح الهروي (3)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: " تعرض اعمال الناس كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا من كانت بينه وبين اخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا ". 11 كنز الفوائد ص 141. (1) في المصدر: عمرو. (2) وفيه: ثويا. (3) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المصدر: " أبو صالح عن ابي هريرة " ولم نجد في كتب الرجال بعنوان " أبو صالح الهروي " بل وجدنا في تهذيب التهذيب ج 12 ص 131 رقم 614 " أبو صالح الخوزي " وفي ص 132 / 623 " أبو صالح مولى ضباعة " يروي عن ابي هريرة، فلعله هو الصواب. (*)
[ 166 ]
101 * (باب نوادر ما يتعلق بابواب جهاد النفس، وما يناسبه) * [ 13792 ] 1 أبو يعلى الجعفري في كتاب النزهة: عن الكاظم (عليه السلام)، قال: " الزم العلم لك ما دلك على صلاح قلبك، واظهر لك فساده ". [ 13793 ] 2 الجعفريات: اخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحارث بن مالك: كيف اصبحت ؟ قال: اصبحت والله يا رسول الله من المؤمنين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل مؤمن حقيقة، فما حقيقة ايمانك ؟ قال: اسهرت ليلي، واظمأت نهاري، وانفقت مالي، وعزفت (1) نفسي عن الدنيا، وكأني انظر إلى عرش ربي عزوجل قد ابرز للحساب، وكأني انظر إلى أهل الجنة في الجنة يتزاورون، وكاني انظر إلى أهل الناى يتعاوون، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا عبد نور الله قلبه، ابصرت فالزم، فقال: يا رسول الله، ادع لي بالشهادة، فدعا له فاستشهد من الناس ". وفي نسخه نوادر الراوندي: " فاستشهد اليوم الثامن " (2). [ 13794 ] 3 ثقة الاسلام في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي الباب 101 1 نزهة الناظر ص 60. 2 الجعفريات ص 77. (1) عزف عن الشئ: تركه وزهد فيه وانصرف عنه (لسان العرب ج 9 ص 245). (2) نوادر الراوندي ص 20. 3 الكافي ج 2 ص 44 ح 3. (*)
[ 167 ]
عبد الله (عليه السلام)، مثله باختلاف يسير، وفي آخره قال: " اللهم ارزق حارثة الشهادة " فلم يلبث الا اياما حتى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسرية (1)، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية، ثم قتل. وفي رواية القاسم بن بريد (2)، عن أبي بصير، قال استشهد مع جعفر بن ابي طالب، بعد تسعة نفر، وكان هو العاشر. [ 13795 ] 4 وعن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن ابيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض اسفاره، إذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ما أنتم ؟ فقالوا: نحن مؤمنون، يا رسول الله، فقال فما حقيقة ايمانكم ؟ فقالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لامر الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علماء حكماء، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه تحشرون (1) ". [ 13796 ] 5 الصدوق في معاني الاخبار: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، مثله، إلا في تقديم التسليم على التفويض. وفي الامالي (1): عن الحسين بن احمد بن ادريس، عن ابيه، (1) في المصدر: سرية فبعثه فيها. (2) في الطبعة الحجرية: يزيد، وما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج 14 ص 12) 4 الكافي ج 2 ص 43 ح 1. (1) في المصدر: ترجعون. 5 معاني الاخبار ص 187 ح 6. (1) أمالي الصدوق ص 249 ح 7. (*)
[ 168 ]
عن احمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن عيسى النهر يري، عن ابي عبد الله الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف الله وعظمه، منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنى (2) نفسه بالصيام، والقيام، قالوا: بآبائنا وامهاتنا، يا رسول الله، هؤلاء أولياء الله، قال (صلى الله عليه وآله): إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكرا، وتكلموا فكان كلامهم ذكرا (3)، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة " الخبر. [ 13797 ] 6 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الهادي (عليه السلام)، أنه قال: " الاخلاق تتصفحها المجالسة ". [ 13798 ] 7 مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): " نجوى العارفين تدور على ثلاثة اصول: الخوف والرجاء والحب، فالخوف فرع العلم، والرجاء فرع اليقين، والحب فرع المعرفة، فدليل الخوف الهرب، ودليل الرجاء الطلب، ودليل الحب ايثار المحبوب على ما سواه، فإذا تحقق العلم في الصدر خاف، وإذا خاف (1) هرب، وإذا هرب نجا، وإذا أشرق نور اليقين في القلب شاهد الفضل وإذا تمكن (من رؤية الفضل) (2) رجا، وإذا وجد حلاوة الرجاء طلب، وإذا وفق للطلب وجد، وإذا تجلى ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة، وإذا هاج ريح المحبة استأنس في ظلال المحبوب، وآثر المحبوب على ما سواه، وباشر أوامره واجتنب نواهيه، (2) عنى نفسه: أتبعها. (مجمع البحرين ج 1 ص 208). (3) في المصدر زيادة: ونظروا فكان نظرهم عبره. 6 نزهة الناظر ص 70. 7 مصباح الشريعة ص 19 8. (1) في المصدر: " صح الخوف ". (2) وفيه: " منه ". (*)
[ 169 ]
(واختارهما على كل شئ غيرهما) (3)، وإذا استقام على بساط الانس بالمحبوب، مع اداء أوامره واجتناب نواهيه، وصل إلى روح المناجاة (والقرب) (4)، ومثال هذه الاصول الثلاثة كالحرم والمسجد والكعبة، فمن دخل الحرم أمن من الخلق، ومن دخل المسجد امنت جوارحه أن يستعملها في المعصية، ومن دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغله بغير ذكر الله تعالى، فانظر ايها المؤمن، فان كانت حالتك حالة ترضاها لحلول الموت، فاشكر الله تعالى على توفيقه وعصمته، (وان تكن الاخرى) (5) فانتقل عنها بصحة العزيمة، واندم على ما سلف من عمرك في الغفلة، واستعن بالله تعالى على تطهير الظاهر من الذنوب، وتنظيف الباطن من العيوب، واقطع رباط (6) الغفلة عن قلبك واطفئ نار الشهوة من نفسك ". [ 13799 ] 8 وقال (عليه السلام): " اعراب القلوب على أربعة انواع: رفع، وفتح، وخفض، ووقف، فرفع القلب في ذكر الله تعالى، وفتح القلب في الرضى عن الله، وخفض القلب في الاشتغال بغير الله، ووقف القلب في الغفلة عن الله تعالى، ألا ترى ان العبد إذا ذكر الله بالتعظيم خالصا، ارتفع كل حجاب كان بينه وبين الله تعالى من قبل ذلك ؟ فإذا انقاد القلب لمورد قضاء الله بشرط الرضى عنه، كيف ينفتح (1) بالسرور بالروح والراحة ؟ وإذا اشتغل قلبه بشئ من اسباب الدنيا، كيف تجده إذا ذكر الله بعد ذلك واناب (2)، منخفضا مظلما، كبيت خراب خاو ليس فيه عمران ولا مؤنس ؟ وإذا غفل عن ذكر الله تعالى، كيف تراه بعد ذلك موقوفا ومحجوبا، قد قسا واظلم منذ فارق نور التعظيم ؟ فعلامة الرفع ثلاثة اشياء: وجود (3)، (4) ما بين القوسين ليس في المصدر. (5) في نسخة: " وان كانت اخرى ". (6) ليس في المصدر. 8 مصباح الشريعة ص 20. (1) في المصدر: لا ينفتح القلب. (2) ليس في المصدر. (*)
[ 170 ]
الموافقة، وفقد المخالفة، ودوام الشوق، وعلامة الفتح ثلاثة اشياء: التوكل، والصدق، واليقين، وعلامة الخفض ثلاثة أشياء: العجب، والرياء، والحرص، وعلامة الوقف ثلاثة اشياء: زوال حلاوة الطاعة، وعدم مرارة المعصية، والتباس علم الحلال والحرام ". [ 13800 ] 9 وقال (عليه السلام): " من رعى قلبه عن الغفلة، ونفسه عن الشهوة، وعقله عن الجهل، فقد دخل في ديوان المتنبهين، ثم من رعى علمه عن الهوى، ودينه عن البدعة، وماله عن الحرام، فهو من جملة الصالحين ". [ 13801 ] 10 أبو يعلى في النزهة: عن الحارث الهمداني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " حسبك من كمال المرء تركه ما لا يجمل (1) به، ومن حيائه أن لا يلقى احدا بما يكره، ومن عقله حسن رفقه، ومن ادبه علمه بما لا بد [ له ] (2) منه، ومن ورعه عفة بصره وعفة بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره لمن يجب حقه، ومن كرمه ايثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عدله انصافه من نفسه، وتركه الغضب عند مخالفته، وقبوله الحق إذا بان له، ومن نصحه نهيه لك عن عيبك، ومن حفظ جواره ستره لعيوب جيرانه، وتركه توبيخهم عند اساءتهم إليه، ومن رفقه تركه الموافقة على الذنب بين أيدي من يكره المذنب وقوفه عليه، ومن حسن صحبته اسقاطه عن صاحبه مؤنة اداء حقه (3)، ومن صداقته كثرة موافقته، ومن صلاحه شدة خوفه من ذنبه، ومن شكره معرفته (باحسان من احسن إليه، ومن تواضعه معرفته) (4) بقدره، ومن حكمته 9 مصباح الشريعة ص 27. 10 نزهة الناظر ص 18. (1) في المصدر: " يحمد ". (2) أثبتناه من المصدر. (3) ليس في المصدر واستظهرها المصنف " قده ". (4) ما بين القوسين ليس في المصدر. (*)
[ 171 ]
معرفته بذاته، ومن مخافته ذكر الآخرة بقلبه ولسانه، ومن سلامته قلة تحفظه لعيوب غيره، وعنايته باصلاح نفسه من عيوبه ". [ 13802 ] 11 الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا بن مسعود، عليك بالسكينة والوقار، وكن سهلا، لينا، عفيفا، مسلما، تقيا، نقيا، بارا، طاهرا، مطهرا، صادقا، خالصا، سليما، صحيحا، لبيبا، صالحا، صبورا، شكورا، مؤمنا، ورعا، عابدا، زاهدا، رحيما، عالما، فقيها " الخبر. [ 13803 ] 12 اصل لبعض قدمائنا: باسناده عن عمار بن ياسر، قال: بينا أنا أمشي بارض الكوفة، إذ رأيت أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) جالسا وعنده جماعة من الناس، وهو يصف لكل انسان ما يصلح له، فقلت: يا أمير المؤمنين، أيوجد عندك دواء الذنوب ؟ فقال: " نعم اجلس " فجثوت على ركتبي حتى تفرق عنه الناس، ثم أقبل علي، فقال: " خذ دواء أقول لك " قال: قلت: قل يا أمير المؤمنين، قال: " عليك بورق الفقر، وعروق الصبر، وهليلج (1) الكتمان، وبليلج (2) الرضى، وغاريقون (3) الفكر، وسقمونيا (4) الاحزان، واشربه بماء الاجفان، واغله في طنجير (5) 11 مكارم الاخلاق ص 456. 12 أصل لبعض قدمائنا ص 190. (1) في الطبعة الحجرية: وهليج، وما أثبتناه من المصدر، والاهليلج: ثمر منه أصفر ومنه أسود. ينفع من الخوانيق ويزيل الصداع " القاموس المحيط ج 1 ص 220 ". (2) في الحجرية: بليج، وما أثبتناه من المصدر. (3) دواء يستخدم لدفع السموم، راجع " آنندارج فرهنك جامع فارسي ج 4 ص 3024 مادة غاريقون ". (4) دواء مر ومسهل للصفراء والبلغم، ويطلق عليه: محمودة، انظر " آنندراج فرهنك جامع فارسي ج 3 ص 2444 مادة سقمونيا وج 6 ص 3881 مادة محمودة ". (5) طنجير: الاناء، انظر: " آنندراج فرهنك جامع فارسي ج 4 ص 2850 مادة طنجير وج 1 ص 107 مادة آوند ". (*)
[ 172 ]
القلق، ودعه تحت نيران الفرق، ثم صفه بمنخل الارق، واشربه على الحرق، فذاك دواك وشفاك، يا عليل ". [ 13804 ] 13 السيد علي بن طاووس في فرج المهموم: نقلا من كتاب التوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد بن عيسى، باسناده إلى الكاظم (عليه السلام)، انه كتب إلى علي بن جعفر، وذكره، وفيه: " مر فلانا لا فجعنا الله به بما يقدر عليه من الصيام إلى أن قال ويستعمل نفسه في صلاة الليل والنهار استعمالا شديدا، وكذلك في الاستغفار، وقراءة القرآن، وذكر الله تعال، والاعتراف في القنوت بذنوبه، ويستغفر الله منها، ويجعل أبوابا في الصدقة والعتق عن اشياء من ذنوبه، ويخلص نيته في اعتقاد الحق، ويصل رحمه، وينشر الخير " الخبر. [ 13805 ] 14 الشيخ المفيد في الاختصاص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول ما ينزع من العبد الحياء، فيصير ماقتا ممقتا، ثم ينزع الله منه الامانة، فيصير خائنا مخونا، ثم ينزع الله منه الرحمة، فيصير فظا غليظا، ويخلع دين الاسلام من عنقه، فيصير شيطانا لعينا ملعونا ". [ 13806 ] 15 القطب الراوندي في لب اللباب: سئل الصادق (عليه السلام): على أي شئ بنيت عملك ؟ قال: " على أربعة اشياء: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فوثقت به، وعلمت أن علي امورا لا يقوم بادائها غيري فاشتغلت بها، وعلمت أن الموت يأخذني بغتة فاستعددت له، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت منه ". [ 13807 ] 16 وعن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " خصلتان من. كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا: من نظر في دينه إلى من فوقه فاقتدى 13 فرج المهموم ص 115. 14 الاختصاص ص 248. 15 لب اللباب: مخطوط. 16 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 173 ]
به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فشكر الله، فان نظر في دنياه إلى من فوقه فاسف على ما فاته، لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا ". [ 13808 ] 17 وعنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " بئس العبد عبد بخل واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد تجبر واعتدى، ونسى الجبار الاعلى، بئس العبد عبد سها ولها، ونسي المقابر والبلى، بئس العبد عبد يضله الهوى ". [ 13809 ] 18 عوالي اللآلي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " ان الله عزوجل يقول: وضعت خمسة في خمسة، والناس يطلبونها في خمسة فلا يجدونها، وضعت الغنى في القناعة، والناس يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه، ووضعت العز في خدمتي، والناس يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الفخر في التقوى، والناس يطلبون بالانساب فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنة، والناس يطلبونها في الدنيا فلا يجدونه ". [ 13810 ] 19 مجموعة الشهيد رحمة الله عليه: روي عن مولانا جعفر الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " طلبت الجنة فوجدتها في السخاء، وطلبت العافية فوجدتها في العزلة، وطلبت ثقل الميزان فوجدته في شهادة ان لا إله إلا الله محمد رسول الله، وطلبت السرعة في الدخول إلى الجنة فوجدتها في العمل لله تعالى، وطلبت حب الموت فوجدته في تقديم المال لوجه الله، وطلبت حلاوة العبادة فوجدتها في ترك المعصية، وطلبت رقة القلب فوجدتها في الجوع والعطش، وطلبت نور القلب فوجدته في التفكر والبكاء، وطلبت الجواز على الصراط فوجدته في الصدقة، وطلبت نور الوجه فوجدته في صلاة الليل، وطلبت فضصل الجهاد فوجدته في الكسب للعيال، وطلبت حب الله عزوجل فوجدته في بغض أهل المعاصي، وطلبت الرئاسة فوجدتها في 17 لب اللباب: مخطوط. 18 عوالي اللآلي ج 4 ص 61 ح 11. 19 مجموعة الشهيد. (*)
[ 174 ]
النصيحة لعباد الله، وطلبت فراغ القلب فوجدته في قلة المال، وطلبت عزائم الامور فوجدتها في الصبر، وطلبت الشرف فوجدته في العلم، وطلبت العبادة فوجدتها في الورع، وطلبت الراحة فوجدتها في الزهد، وطلبت الرفعة فوجدتها في التواضع، وطلبت العز فوجدته في الصدق، وطلبت الذلة فوجدتها في الصوم، وطلبت الغنى فوجدته في القناعة، وطلبت الانس فوجدته في قراءة القرآن، وطلبت صحبة الناس فوجدتها في حسن الخلق، وطلبت رضى الله فوجدته في بر الوالدين ".
[ 175 ]
كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
[ 177 ]
* (أبواب الامر والنهي وما يناسبها 1 * (باب وجوبهما، وتحريم تركهما) * [ 13811 ] 1 العياشي في تفسيره: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال في قوله تعالى: * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) * (1) قال: " في هذه الآية تكفير (أهل المعاصي بالمعصية) (2)، لانه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بين المسلمين، فليس من الامة التي وصفها الله، لانكم تزعمون أن جميع المسلمين من أمة محمد (صلى الله عليه وآله، وقد بدت هذه الآية، وقد وصفت امة محمد صلى الله عليه وآله بالدعاء إلى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن لم توجد فيه هذه الصفة التي وصفت بها فكيف بها، فكيف يكون من الامة ؟ وهو على خلاف ما شرطه الله على الامة، ووصفها به ". [ 13812 ] 2 وعن الفضيل بن عياض قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن الورع من الناس، فقال: " الذي يتورع من محارم الله ويجتنب هؤلاء، وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه، فقد أحب أن يعصى الله، ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة " الخبر. أبواب الامر والنهي الباب 1 1 تفسير العياشي ج 1 ص 195 ح 127، وعنه في البرهان ج 1 ص 308 ح 3. (1) آل عمران 3 الآية 104. (2) في المصدر: أهل القبلة بالمعاصي. 2 تفسير العياشي ج 1 ص 360 ح 25، وعنه في البحار ج 100 ص 73 ح 7. (*)
[ 178 ]
[ 13813 ] 3 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يشفع شفاعة حسنة، أو يأمر بمعروف، أو ينهى عن منكر، أو دل على خير أو أشار به، فهو شريك، ومن أمر بشر أو دل عليه أو أشار به، فهو شريك ". ورواه السيد فضل الله في نوادره: باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه، عنه صلوات الله عليهم، مثله (1). [ 13814 ] 4 وبهذا الاسناد، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شفع شفاعة حسنة، أو أمر بمعروف، فان الدال على الخير كفاعله ". [ 13815 ] 5 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن إبراهيم بن اسحاق، عن عبد الله ابن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه، كان له مثل اجر الثقلين من الجن والانس، ومثل اجورهم (1) ". [ 13816 ] 6 وفي الامالي: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، [ عن علي بن حديد ] (1) عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد، 3 الجعفريات ص 89. (1) نوادر الراوندي ص 21. 4 الجعفريات ص 171. 5 الاختصاص ص 261. (1) في المصدر: أعمالهم. 6 أمالي المفيد ص 184 ح 7. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه لاستقامة السند (راجع معجم رجال الحديث ج 11 ص 305 = (*)
[ 179 ]
عن أبي سعيد الزهري، عن أحدهما (عليهما السلام)، أنه قال: " ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ".. الخبر. [ 13817 ] 7 القطب الراوندي في فقه القرآن: في قوله تعالى * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * (1) روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: ان المراد بالآية، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي لب اللباب (2): عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فهو خليفة الله في الارض وخليفة رسوله ". [ 13818 ] 8 السيد الرضي في المجازات النبوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليلحينكم (1) الله كما لحيت عصاي هذه " (لعود في يده) (2). [ 13819 ] 9 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي، عن هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد المجاشعي، عن محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: حدثنا أبو عبد الله عليه السلام، قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: " لا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الله أموركم = وج 12 ص 200 "، وقد أضافه محقق الامالي في المتن بين معقوفتين أيضا. 7 فقه القرآن ج 1 ص 361. (1) البقرة 2 الآية 207. (2) لب اللباب: مخطوط. 8 المجازات النبوية ص 353 ح 271. (1) اللحاء: قشر كل شئ، ولحوت العود: قشرته (لسان العرب ج 15 ص 242). (2) في الطبعة الحجرية: " بعود في يدي "، وما أثبتناه من المصدر. 9 أمالي الطوسي ج 2 ص 136. (*)
[ 180 ]
شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم (دعاؤكم) (1) ". [ 13820 ] 10 الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن علي بن حبشي، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل، فبينا هو يصلي وهو في عبادته، إذ بصر بغلامين صبيين، قد اخذا ديكا وهما ينتفان ريشه، فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله إلى الارض أن سيخي بعبدي، فساخت به الارض، فهو يهوي في الدردور (1) أبد الآبدين ودهر الداهرين ". [ 13821 ] 11 نهج البلاغة: في وصيته للحسنين عليهم السلام عند وفاته: " قولا بالحق، واعملا للاجر، وكونا للظالم (1) خصما، وللمظلوم عونا، ثم قال: الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، لا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ". [ 13822 ] 12 إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن محمد بن هشام المرادي، عن عمر بن هشام، عن ثابت، عن أبي حمزة، عن موسى، عن شهر إبن حوشب، ان عليا عليه السلام قال لهم: " انه لم يهلك من كان قبلكم من الامم، إلا بحيث ما أتوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيون والاحبار، فلما تمادوا (1) ليس في المصدر. 10 أمالي الطوسي ج 2 ص 282. (1) في الطبعة الحجرية: " الدردون "، والصحيح ما أثبتناه، والدردور: موضع في وسط البحر يجيش ماؤه فلا تكاد تسلم منه سفينة (لسان العرب ج 4 ص 283). 11 نهج البلاغة ج 3 ص 85 ح 47. (1) في الحجرية: للظالمين. 12 الغارات ج 1 ص 79. (*)
[ 181 ]
في المعاصي، ولم ينههم الربانيون والاحبار، عمهم الله بعقوبة، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل، ولا ينقصان من رزق، فان الامر ينزل من السماء إلى الارض كقطر المطر، إلى كل نفس أو أهل أو مال ".. الخبر. [ 13823 ] 13 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الباقر عليه السلام، قال: " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، خلقان من خلق الله، فمن نصرهما اعزه الله، ومن خذلهما خذله الله ". [ 13824 ] 14 وعن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " رأيت رجلا من أمتي في المنام، قد أخذته الزبانية من كل مكان، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فخلصاه من بينهم، وجعلاه مع الملائكة ". [ 13825 ] 15 وقال الصادق عليه السلام: " ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ". [ 13826 ] 16 وعن غياث بن إبراهيم قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا مر بجماعة يختصمون، لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا: " اتقوا الله " يرفع بها صوته. [ 13827 ] 17 وعن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: " لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم ". [ 13828 ] 18 وعن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " لا تزال أمتي بخير، ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك، نزعت 13 مشكاة الانوار ص 48. 16 مشكاة الانوار ص 50. 14 المصدر السابق ص 48. 17 المصدر السابق ص 50. 15 المصدر السابق ص 48. 18 المصدر السابق ص 51. (*)
[ 182 ]
منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء ". [ 13829 ] 19 وعنه صلى الله عليه وآله، انه قال: " ألا اخبركم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم (الناس يوم القيامة) (1) بمنازلهم من الله عزوجل، على منابر من نور " ؟ قيل: من هم يار سول الله ؟ قال: " هم الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى عباده "، قلنا: هذا حببوا الله إلى عباده، فكيف يحببون عباد الله إلى الله ؟ قال " يأمرونهم بما يحب الله، وينهونهم عما يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله ". [ 13830 ] 20 أحمد بن أبي طالب في الاحتجاج: عن أبي جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني، عن أبي علي الحسين بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن الطوسي، عن جماعة، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن علي السوري، عن أبي محمد العلوي من ولد الافطس، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في حديث أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته يوم الغدير: ألا واني اجدد القول: الا فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وامروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ألا وان رأس الامر بالمعروف (1) ان تنتهوا إلى قولي، وتبلغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فانه أمر من الله عزوجل ومني، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، الا مع إمام معصوم ". ورواه السيد علي بن طاووس في كشف اليقين (2): نقلا من كتاب أحمد بن محمد 19 مشكاة الانوار ص 136. (1) في المصدر: يوم القيامة الانبياء والشهداء. 20 الاحتجاج ص 65. (1) في المصدر زيادة: والنهي عن المنكر. (2) كشف اليقين ص 123. (*)
[ 183 ]
الطبري، عن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي محمد الحسن بن علي الدينوري، عن محمد بن موسى (3) الهمداني، مثله مع اختلاف يسير. [ 13831 ] 21 السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي أهل الصفة، وكانوا ضيفان رسول الله صلى الله عليه وآله، إلى ان قال: فقام سعد بن أشج فقال: اني أشهد الله، وأشهد رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن حضرني، ان نوم الليل علي حرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم تصنع شيئا، كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس ؟ وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة إلى أن قال ثم قال صلى الله عليه وآله: بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس ".. الخبر. [ 13832 ] 22 الصدوق في الامالي وفضائل الاشهر: عن صالح بن عيسى، عن محمد بن علي بن علي، عن محمد بن الصلت، عن محمد بن بكير، عن عباد بن عباد المهلبي، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فقال: " رأيت البارحة عجائب " فقلنا: يا رسول الله، وما رأيت ؟ حدثنا به، فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا، إلى أن قال: قال صلى الله عليه وآله: " ورأيت رجلا من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم، فجعلاه مع ملائكة الرحمة ". الخبر. (3) ليس في المصدر. 21 نوادر الراوندي ص 25. 22 أمالي الصدوق ص 192 وفضائل الاشهر الثلاثة ص 112. (*)
[ 184 ]
ورواه محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين (1): عنه صلى الله عليه وآله، مثله، الا ان فيه: " ورأيت رجلا في المنام ". إلى آخره. [ 13833 ] 23 فقه الرضا عليه السلام: " أروي عن العالم عليه السلام، انه قال: انما هلك من كان قبلكم بما عملوا [ من المعاصي ] (1) ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك. ونروي: ان رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني ما أفضل الاعمال ؟ فقال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا ؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا ؟ قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونروي: أن صبيين توثبا على ديك فنتفاه فلم يدعا عليه ريشه، وشيخ قائم يصلي لا يأمرهم ولا ينهاهم، قال: فأمر الله الارض فابتلعته. وأروي عن العالم عليه السلام، (أنه) (2) قال: " ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ". الخبر. [ 13834 ] 24 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: في مواعظ المسيح عليه السلام، قال: قال: " بحق أقول لكم: ان الحريق ليقع في البيت الواحد، فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، الا ان يستدرك البيت الاول، فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار معملا، وكذلك الظالم الاول، لم يؤخذ على يديه، لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمون به، كما لو لم تجد النار في البيت الاول خشبا وألواحا لم تحرق شيئا. بحق أقول لكم: (1) روضة الواعظين ص 365. 23 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: " أن الله ". 24 تحف العقول ص 381. (*)
[ 185 ]
من نظر إلى الحية تؤم أخاه لتلدغه ولم يحذره حتى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه، وكذلك من نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة ولم يحذره عاقبتها حتى أحاطت به، فلا يأمن أن يكون قد شرك في اثمه. ومن قدر على ان يغير الظلم ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم ! ؟ لا ينهى، ولا يغير عليه، ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون ؟ أم كيف لا يغترون ؟ فحسب أحدكم أن يقول لا أظلم، ومن شاء فليظلم، ويرى الظلم فلا يغيره، فلو كان الامر على ما تقولون، لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم حين تنزل بهم العثر (1) في الدنيا ". الخبر. [ 13835 ] 25 عوالي اللآلي: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمرا لله عزوجل فيه حق الا أن يقول فيه، لئلا يقفه الله عزوجل يوم القيامة فيقول له: ما منعك إذ رأيت كذا وكذا أنه تقول فيه ؟ فيقول: رب خفت، فيقول الله عزوجل: أنا كنت أحق ان تخاف ". [ 13836 ] 26 وعنه صلى الله عليه وآله، قال: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقر كبيرنا، ولم يأمر بالمعروف، ولم ينه عن المنكر ". [ 13837 ] 27 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " الامر بالمعروف أفضل اعمال الخلق ". وقال: " غاية الدين، الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود " (1). (1) في المصدر: العثرة. 25 عوالي اللآلي ج 1 ص 115 ح 34. 26 عوالي اللآلي ج 1 ص 108 ح 7. 27 غرر الحكم ج 1 ص 86 ح 199. (1) نفس المصدر ج 2 ص 505 ح 38. (*)
[ 186 ]
وقال: " كن بالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، وبالخير عاملا، وللشر مانعا " (2). 2 * (باب اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف والمنكر، وتجويز التأثير، والامن من الضرر) * [ 13838 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الا من كان فيه ثلاث: رفيقا (1) بما يأمر به، رفيقا (2) بما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه ". [ 13839 ] 2 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انما يؤمر (1) بالمعروف وينهى عن المنكر، جاهل فيعلم، أو مؤمل يرتجى، وأما صاحب سيف أو سوط فلا ". [ 13840 ] 3 فقه الرضا عليه السلام: " أروي عن العالم عليه السلام: انما يؤمر (1) بالمعروف وينهى عن المنكر، مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، وأما صاحب سيف وسوط فلا ". (2) غرر الحكم ج 2 ص 568 ح 50. الباب 2 1 الجعفريات ص 88. (1 و 2) في المصدر: رفقا. 2 الجعفريات ص 88. (1) في الطبعة الحجرية: " يأمر " وما أثبتناه من المصدر. 3 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (1) في الطبعة الحجرية: " يأمر " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 187 ]
الصدوق في الهداية: عن الصادق عليه السلام، مثله (2). [ 13841 ] 4 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " انما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، من كانت فيه ثلاث خصال: (عامل (1)) لما يأمر به، تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى ". [ 13842 ] 5 وعن مفضل بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: " يا مفضل، من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية، لم يؤجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها ". [ 13843 ] 6 وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال سئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، أواجب هو على الامة جميعا ؟ قال: " لا " قيل: ولم ؟ قال: " وانما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا إلى أي من أي، يقول: من الحق أم من الباطل، والدليل على ذلك (من) (1) كتاب الله، قول الله * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) * (2) فهذا خاص غير عام، كما قال الله تعالى: * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (3) ولم يقل: على امة موسى، ولا على (قوم) (4)، وهم يومئذ أمم مختلفة، (2) الهداية ص 11. 4 مشكاة الانوار ص 48. (1) في المصدر: " عالم ". 5 المصدر السابق ص 50. 6 المصدر السابق ص 50. (1) ليست في المصدر. (2) آل عمران 3 آية 104. (3) الاعراف 7 الآية 159. (4) في المصدر: " كل قومه ". (*)
[ 188 ]
والامة واحد فصاعدا، كما قال عزوجل: * (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله) * (5) يقول: مطيعا لله، وليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج، إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا طاعة ". قال مسعدة: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام، إذ سئل عن الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله: " ان أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر " ما معناه قال: " هذا أن يأمره بعد معرفته، وهو مع ذلك يقبل منه، والا فلا ". [ 13844 ] 7 أبو يعلى الجعفري في نزهة الناظر: أنفذ أبو عبد الله كاتب المهدي رسولا إلى الصادق عليه السلام، بكتاب منه يقول فيه: وحاجتي إليك أن تهدي إلي من تبصيرك على مداراة هذا السلطان وتدبير أمري، كحاجتي إلى دعائك [ لي ] (1) فقال عليه السلام لرسوله: " قل له: احذر ان يعرفك السلطان بالطعن عليه في اختيار الكفاة، وان اخطأ في اختيارهم، أو مصافاة من يباعد منهم، وان قربت الاواصر بينك وبينه، فان الاولى تغريه (2) بك والاخرى توحشه، ولكن تتوسط في الحالين، (واكتفي بعيب) (3) من اصطفوا له، والامساك عن تقريظهم عنده، وخالطة (4) من اقصوا بالتنائي عن تقريبهم. وإذا كدت فتأن في مكايدتك، واعلم ان من عنف بخيله كدح (5) فيه بأكثر من كدحها في عدوه، ومن صحب خيله بالصبر والرفق كان قمنا ان يبلغ بها إرادته، وتنفذ فيها مكائده، واعلم ان لكل شئ حدا فان جاوزه كان سرفا، وان قصر عنه كان عجزا، فلا تبلغ بك نصيحة السلطان إلى أن تعادي له حاشيته (5) النحل 16 الآية 120. 7 نزهة الناظر ص 55 و 56. (1) أثبتناه من المصدر. (2) غري بالشئ: أولع به ولزمه (لسان العرب ج 15 ص 121). (3) كذا ولعله مصحف عن " وكف عن عيف ". (4) في المصدر: " مخالفة ". (5) الكدح: العمل والسعي بجهد وتعب (مجمع البحرين ج 2 ص 406). (*)
[ 189 ]
وخاصته، فان ذلك ليس من حقه عليك ". الخبر. [ 13845 ] 8 مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: " روي ان ثعلبة الحبشي (1) سأل من رسول الله صلى الله عليه وآله، عن هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * (2) فقال: " وامر بالمعروف، وانه عن المنكر، واصبر على ما أصابك، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع أمر العامة ". [ 13846 ] 9 دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وليس يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، الا من كان فيه ثلاث [ خصال ] (1): رفيق بما يأمر به، رفيق بما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به، عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه ". 3 * (باب وجوب الامر والنهي بالقلب، ثم باللسان، ثم باليد، وحكم القتال على ذلك، وإقامة الحدود) * [ 13847 ] 1 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن داود ابن الهيثم، عن جده (اسحاق عن أبيه بهلول) (1)، عن طلحة بن زيد، عن 8 مصباح الشريعة ص 18. (1) في المصدر: الخشني. (2) المائدة 5 الآية 105. 9 دعائم الاسلام ج 1 ص 368. (1) أثبتناه من المصدر. الباب 3 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 88. (1) في المصدر: اسحاق بن البهلول النحوي. والظاهر أنه هو الصواب راجع الكنى والالقاب ج 2 ص 112 وتاريخ بغداد ج 4 ص 30. (*)
[ 190 ]
الوضين (2) ابن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي امية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا لسان، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: وفيهم يومئذ مؤمنون، قال: نعم، قال: فينقص ذلك من ايمانهم شيئا، قال: لا، الا كما ينقص القطر من الصفا، انهم يكرهونه بقلوبهم ". [ 13848 ] 2 فقه الرضا عليه السلام: " وروي ان أمير المؤمنين عليه السلام كان يخطب فعارضه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، حدثنا عن ميت الاحياء، فقطع الخطبة ثم قال: منكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده، فخلال الخير حصلها كلها، ومنكر للمنكر بقلبه ولسانه وتارك له بيده، فخصلتان من خصال الخير، ومنكر للمنكر بقلبه وتارك بلسانه ويده، فخلة من خلال الخير حاز، وتارك للمنكر بقلبه ولسانه ويده، فذلك ميت الاحياء. ثم عاد إلى خطبته ". [ 13849 ] 3 نهج البلاغة: في وصيته للحسن عليهما السلام: " وأمر بالمعروف تكن من أهله، وانكر المنكر بيدك ولسانك، وباين من فعله بجهدك، وجاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم ". [ 13850 ] 4 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " أيها المؤمنون، ان من رأى عدوانا يعمل به، ومنكرا يدعى إليه، وانكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد اجر (1) وهو أفضل من صاحبه، ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك (2) في الطبعة الحجرية: " الرصين " وفي المصدر: " الوصين " والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب " راجع تهذيب التهذيب ج 11 ص 120 ح 205 ". 2 فقه الرضا عليه السلام ص 51. 3 نهج البلاغة ج 3 ص 44 ح 31. 4 مشكاة الانوار ص 48. (1) في المصدر: أؤجر. (*)
[ 191 ]
الذي أصاب (2) الهدى، وقام على الطريق، ونور في قلبه اليقين ". [ 13851 ] 5 الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان الله بعث إلى بني إسرائيل نبيا، يقال له: أرميا، فقال: قل لهم: ما بلد منعته (1) من كرام البلدان، وغرس فيه من كرام الغروس، ونقيته من كل غريبة، [ فأخلف ] (2) فأنبت خرنوبا (3) فضحكوا منه واستهزؤوا به، فشكاهم إلى الله، فأوحى الله إليه: ان قال لهم: ان البلد بيت المقدس، والغرس بنو إسرائيل، نقيتهم من كل غريبة، ونحيت عنهم كل جبار، فاختلفوا (4) فعملوا بالمعاصي، فلاسلطن عليهم في بلدهم، من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم، وإن بكوا لم ارحم بكاءهم، وان دعوا لم استجب دعاءهم، فشلوا وفشلت اعمالهم، ولاخربنها مائة عام ثم لاعمرنها، قال: فلما حدثهم جزعت العلماء. فقالوا: يا رسول الله، ما ذنبنا نحن، ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح إليه، فأكل أكلة ثم صام سبعا، فلما كان اليوم الواحد والعشرون يوما، أوحى إليه: لترجعن عما تصنع أن تراجعني في أمر قد قضيته، أو لاردن وجهك على دبرك، ثم أوحى إليه: أن قال لهم: انكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، وسلط عليهم بخت نصر، ففعل بهم ما قد بلغك ". ورواه الراوندي في قصص الانبياء: باسناده عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن النضر، عن يحيى، مثله (5). (2) في المصدر زيادة: سبيل. 5 كتاب الزهد ص 105 ح 287. وعنه في البحار ج 100 ص 86 ح 61. (1) في المصدر: بنفسه. (2) أثبتناه من المصدر. (3) الخرنوب: ثمر نوع من الاشواك، بشع لا يؤكل. (لسان العرب ج 1 ص 350) (4) في المصدر: فاخلفوا. (5) قصص الانبياء للراوندي ص 224. (*)
[ 192 ]
[ 13852 ] 6 دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن علي عليهما السلام، انهما ذكرا وصية علي عليه السلام وساق الوصية إلى أن قال عليه السلام: " ولا يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله من اكل مالا حراما إلى أن قال: ولا يرد عليه من لم يكن قواما لله بالقسط، ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد الي وقال: يا علي، مر بالمعروف وانه عن المنكر بيدك، فان لم تستطع [ فبلسانك فان لم تستطع ] (1) فبقلبك، ولا فلا تلومن إلا نفسك ". الخبر. [ 13853 ] 7 عوالي اللآلي: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، ليس وراء ذلك شئ من الايمان " وفي رواية: " ان ذلك اضعف الايمان ". [ 13854 ] 8 السيد علي بن طاووس في كتاب سعد السعود: رأيت في تفسير أبي العباس بن عقدة، انه روى عن علي بن الحسن، عن عمرو بن عثمان، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " وجدنا في كتاب علي عليه السلام " وذكر قصة أصحاب السبت، وان فرقة منهم باشروا المنكر، وفرقة انكروا عليهم، قال السيد: اني وجدت في نسخة حديث غير هذا: انهم كانوا ثلاث فرق: فرقة باشرت المنكر، وفرقة انكرت عليهم، وفرقة داهنت أهل المعاصي، فلم تنكر ولم تباشر المعصية، فنجى الله الذين أنكروا، وجعل الفرقة المداهنة ذرا، ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة، ثم قال: ولعل مسخ المداهنة ذرا، لتصغيرهم (1) عظمة الله، 6 دعائم الاسلام ج 2 ص 251. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر. 7 عوالي اللآلي ج 1 ص 431 ح 128 و 129. 8 سعد السعود ص 119. (1) في المصدر: كأنه أنكم صغرتم. (*)
[ 193 ]
وتهوينهم (2) بحرمة الله، (فصغرهم الله) (3). [ 13855 ] 9 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " من رأى منكرا يعمل به ومنكرا يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكر بلسانه فقد اجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بسيفه لتكون حجة الله العليا، وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونور في قلبه اليقين ". 4 * (باب وجوب إنكار المنكر بالقلب على كل حال، وتحريم الرضى به، ووجوب الرضى بالمعروف) * [ 13856 ] 1 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الصادق عليه السلام، قال: " حسب المؤمن خيرا ان رأى منكرا، ان يعلم الله من نيته انه له كاره ". [ 13857 ] 2 الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شهد أمرا وكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده ". [ 13858 ] 3 محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن أحمد بن محمد بن (2) في المصدر: وهونتم. (3) في المصدر: وعظتم أهل المعاصي حرمتهم ورضيتم بحفظ حرمتكم بتصغير حرمتنا أفعظمتم ما صفرنا وصغرتم ما عظمنا فمسخناكم ذرا تصغيرا لكم عوض تصغيركم لنا. 9 غرر الحكم: لم نجده، ورواه في نهج البلاغة ج 3 ص 243 ح 373 ومشكاة الانوار ص 46 باختلاف يسير. الباب 4 1 مشكاة الانوار ص 49. 2 الجعفريات ص 171. 3 الغيبة للنعماني ص 27. (*)
[ 194 ]
سعيد بن عقدة، عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي، عن يزيد بن إسحاق الارجني (1) عن محول (2)، عن فرات بن أحنف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام، على منبر الكوفة يقول: " أيها الناس، انا انف الايمان، انا انف الهدى وعيناه، أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه، ان الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها كثير جوعها، والله المستعان، وانما يجمع الناس الرضى والغضب، أيها الناس انما عقر ناقة صالح رجل واحد، فأصابهم الله بعذابه بالرضا لفعله، وآية ذلك قوله عز وجل * (فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذر) * (3)، وقال: * (فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسويها ولا يخاف عقبيها) * (4). الخبر. ورواه عن محمد بن همام، ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن أحمد بن نوح، عن ابن عليم، عن رجل، عن فرات بن احنف قال: أخبرني من سمع أمير المؤمنين عليه السلام، وذكر مثله (5). [ 13859 ] 4 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ان أول ما تغلبون عليه من الجهاد جهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا، قلب قلبه فجعل اعلاه أسفله ". وقال (1): " إذا رأى احدكم المنكر ولم يستطع أن ينكر بيده ولسانه، (1) ورد في الحجرية: " الارجي " وفي المصدر: " الارحبي " والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه (راجع معجم الرجال الحديث ج 20 ص 108). (2) في المصدر: المخول. (3) القمر 54 الآية 29 و 30. (4) الشمس 91 الآية 14 و 15. (5) الغيبة للنعماني ص 28. 4 غرر الحكم ج 1 ص 246 ح 232. (1) نفس المصدر ج 1 ص 325 ح 180 (*)
[ 195 ]
وانكره بقلبه، وعلم الله صدق ذلك منه، فقد أنكره ". 5 * (باب وجوب اظهار الكراهة للمنكر، والاعراض عن فاعله) * [ 13860 ] 1 الصدوق في العيون: عن الحسن بن (عبد الله) (1) العسكري، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عن اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر عليه السلام، عن [ علي بن موسى بن ] (2) جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسن بن علي عليهم السلام، عن خاله هند بن أبي هالة في حديث شمائل النبي صلى الله عليه وآله قال: " وإذا غضب صلى الله عليه وآله اعرض (3) واشاح ". الخبر. [ 13861 ] 2 الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود، عن المقداد، انه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا غضب احمر وجهه. 6 * (باب وجوب هجر فاعل المنكر، والتوصل إلى إزالته بكل وجه ممكن) * [ 13862 ] 1 العياشي في تفسيره: عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، في قول الله: * (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم الله إلى الباب 5 1 عيون اخبار الرضا (عليه السلام) ج 1 ص 317. (1) في الحجرية: " علي " وما أثبتناه من المصدر والظاهر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 4 ص 376). (2) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 3 ص 172). (3) في المصدر زيادة: يوجهه. 2 مكارم الاخلاق ص 19. الباب 6 1 تفسير العياشي ج 1 ص 281 ح 290. (*)
[ 196 ]
قوله انكم إذا مثلهم) * (1) قال: " إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله، فقم من عنده ولا تقاعده ". [ 13863 ] 2 وعن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله: * (وقد نزل عليكم في الكتاب إلى قوله انكم إذا مثلهم) * (1) فقال: " انما عنى الله بهذا، إذا سمعت الرجل يجحد الحق، ويكذب به، ويقع في الائمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا (ما) (2) كان ". [ 13864 ] 3 أحمد بن محمد بن خالد في المحاسن: عن أحمد بن محمد، عن الحسن إبن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال في حديث: " وان الله ليعذب الجعل (1) في حجرها، بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلتها، لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة اهل المعاصي " قال ثم قال أبو جعفر عليه السلام: " (فاعتبروا يا اولي الابصار) (2) ". [ 13865 ] 4 الشيخ ورام في تنبيه الخاطر قال: وكان عيسى عليه السلام، يقول: يا معشر الحواريين، تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى الله تعالى بالتباعد منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم. [ 13866 ] 5 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الحارث بن المغيرة قال: لقيني أبو (1) النساء 4 الآية 140. 2 تفسير العياشي ج 1 ص 282 ح 291. (1) النساء 4 الآية 140. (2) في المصدر: " من ". 3 المحاسن ص 116. (1) الجعل: حشرة كالخنفساء اكبر منها، شديدة السواد (مجمع البحرين ج 5 ص 338). (2) الحشر 59 الآية 2. 4 تنبيه الخاطر ج 2 ص 235. 5 الاختصاص ص 251. (*)
[ 197 ]
عبد الله عليه السلام، في بعض طرق المدينة قبلا فقال: " يا حارث " قلت: نعم، فقال: " لاحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم " قلت: ولم جعلت فداك ؟ قال: " ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون، ما يدخل علينا منه العيب عند الناس والاذى، ان تأتوه وتعظوه وتقولوا له قولا بليغا ؟ " قلت: إذا لا يقبل منا ولا يطيعنا، قال: " فإذا فاهجروه، واجتنبوا مجالسته ". [ 13867 ] 6 كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: " أبي نظر إلى رجل يمشي مع أبيه، الابن متكئ على ذراع أبيه، قال: فما كلمه علي بن الحسين عليهما السلام مقتا له حتى فارق الدنيا ". [ 13868 ] 7 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: بالاسناد المتقدم، في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لكميل: يا كميل، قل الحق على كل حال، وواد المتقين، واهجر الفاسقين، وجانب المنافقين، ولا تصاحب الخائنين ". 7 * (باب وجوب الغضب لله بما غضب به لنفسه) * [ 13869 ] 1 الصدوق في العيون: بالسند المتقدم في حديث شمائل النبي صلى الله عليه وآله: له عرق يدره الغضب إلى ان قال فإذا تعوطي الحق لم يعرفه احد، ولم يقم لغضبه شئ، حتى ينتصر له. الخبر. [ 13870 ] 2 الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن كتاب النبوة، عن علي عليه السلام، انه قال في حديث في اخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله: " وما انتصر 6 كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص 108. 7 بشارة المصطفى ص 26. الباب 7 1 عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 316. 2 مكارم الاخلاق ص 23. (*)
[ 198 ]
لنفسه من مظلمة، حتى تنتهك محارم الله، فيكون غضبه حينئذ لله تبارك وتعالى ". [ 13871 ] 3 وعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله، يعرف رضاه وغضبه في وجهه، كان إذا رضي فكأنما تلاحك (1) الجدر وجهه، وإذا غضب خسف (2) لونه واسود. [ 13872 ] 4 فقه الرضا عليه السلام: " عن العالم عليه السلام، انه قال: ان الله جل وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلبها على اهلها، فلما انتهيا إليها وجدا رجلا يدعو الله ويتضرع إليه، فقال احدهما لصاحبه: أما ترى هذا الرجل الداعي ؟ فقال له: رأيته ولكن امضي لما أمرني به ربي، فقال الآخر: ولكني لا احدث شيئا حتى ارجع، فعاد إلى ربه فقال: يا رب اني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعو ويتضرع إليك، فقال عزوجل: امض لما أمرتك، فان ذلك رجل لم يتغير وجهه غضبا لي قط ". [ 13873 ] 5 نهج البلاغة: ومن كلامه عليه السلام لابي ذر لما اخرج (1) إلى الربذة: " يا أبا ذر، انك غضبت لله فارج من غضبت له، ان القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك ". الخبر. ورواه في الكافي: عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن حفص التميمي، عن أبي جعفر الخثعمي، عنه عليه السلام، 3 مكارم الاخلاق ص 19 (1) الملاحكة: شدة الملاءمة وساق الحديث في صفته صلى الله عليه وآله وقال: اي لشدة الملاءمة اي لاضاءة وجهه صلى الله عليه وآله يرى شخص الجدار في وجهه. (لسان العرب " لحك " ج 10 ص 483). (2) الخسف هنا استعارة من خسوف القمر وهو نقص ضوئه. 4 فقه الرضا عليه السلام ص 51. 5 نهج البلاغة ج 2 ص 17 ح 16. (1) في المصدر: خرج. (*)
[ 199 ]
مثله (2). [ 13874 ] 6 القطب الراوندي في قصص الانبياء، باسناده إلى الصدوق، باسناده عن جابر، عن الباقر عليه السلام، قال: " قال علي عليه السلام: أوحى الله جلت قدرته إلى شعيا عليه السلام: اني مهلك من قومك مائة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال: هؤلاء الاشرار، فما بال الاخيار ؟ فقال: داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي ". [ 13875 ] 7 الشيخ المفيد في أماليه: عن علي بن بلال [ عن علي بن عبد الله الاصفهاني ] (1) عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن الحسين إبن سفيان، عن أبيه، عن أبي جهضم الازدي، عن أبيه وذكر قصة أبي ذر واخراجه من الشام، وان الناس خرجوا معه إلى دير المران (2)، فودعهم ووصاهم إلى أن قال: أيها الناس اجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عز وجل إذا عصي في الارض، ولا ترضوا ائمتكم بسخط الله، وان احدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم وازروا (3) عليهم، وان عذبتم وحرمتم وصبرتم (4) حتى يرضى الله عزوجل، فان الله أعلى وأجل، لا ينبغي أن يسخط برضاء (5) المخلوقين. الخبر. [ 13876 ] 8 القطب الراوندي في لب اللباب: وقال موسى: " إلهي من أهلك ؟ (2) الكافي ج 8 ص 207. 6 قصص الانبياء ص 249 وعنه في البحار ج 14 ص 161 ح 1. 7 أمالي المفيد ص 163. (1) أثبتناه من المصدر، وهو الصواب راجع معجم رجال الحديث ج 12 ص 82 وجامع الرواة ج 1 ص 591). (2) دير مران: قرب دمشق مشرف على مزارع ورياض حسنة. وهو دير كبير. وفي هيكله صور عجيبة (معجم البلدان ج 2 ص 533). (3) ازرى عليه: عابه وعاتبه (لسان العرب (زري) ج 14 ص 356). (4) في المصدر: سيرتم. (5) في المصدر: برضى. 8 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 200 ]
فقال: المتحابون في الدين إلى ان قال الذين إذا استحلت محارمي غضبوا ". [ 13877 ] 9 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " من أحد سنان الغضب لله سبحانه، قوي على أشداء (1) الباطل ". 8 * (باب وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر) * [ 13878 ] 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: " دخل على أبي رجل فقال: رحمك الله حدث أهلي، قال: نعم، ان الله يقول: * (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) * (1) وقال: * (وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) * (2) ". [ 13879 ] 2 فقه الرضا عليه السلام: " واروي ان رجلا سأل العالم عليه السلام، عن قول الله عزوجل: * (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) * (1) قال: يأمرهم بما أمرهم الله، وينهاهم عما نهاهم الله، فان اطاعوا كان قد وقاهم، وان عصوه كان قد قضى ما عليه ". [ 13880 ] 3 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله 9 غرر الحكم ج 2 ص 679 ح 1088. (1) في المصدر: أشد. الباب 8 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 70. (1) التحريم 66 الآية 6. (2) طه 20 الآية 132. 2 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (1) التحريم 66 الآية 6. 3 الجعفريات ص 89. (*)
[ 201 ]
عليه وآله: أيما رجل رأى في منزله شيئا من الفجور فلم يغير، بعث الله تعالى بطير أبيض فيظل ببابه أربعين صباحا، فيقول له كلما دخل وخرج: غير غير، فان غير والا مسح بجناحه على عينيه، وان رأى حسنا لم يره حسنا، وان رأى قبيحا لم ينكره ". [ 13881 ] 4 دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال: " لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والادب الصالح، حتى يدخلهم الجنة [ جميعا ] (1)، حتى لا يفقد فيها منهم صغيرا ولا كبيرا ولا خادما ولا جارا، ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الادب السئ، حتى يدخلهم النار جميعا، حتى لا يفقد فيها منهم (2) صغيرا ولا كبيرا ولا خادما ولا جارا ". [ 13882 ] 5 وعنه عليه السلام، انه قال: " لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) * (1) قال الناس (2): كيف نقي أنفسنا وأهلينا ؟ قال: اعملوا الخير وذكروا به اهليكم، وادبوهم على طاعة الله، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وآله: * (وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) * (3) وقال: * (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) * (4) ". 4 دعائم الاسلام ج 1 ص 82. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: من أهل بيته. 5 المصدر السابق ج 1 ص 82. (1) التحريم 66 الآية 6. (2) في المصدر زيادة: يا رسول الله. (3) طه 20 الآية 132. (4) مريم 19 الآية 54 و 55. (*)
[ 202 ]
9 * (باب وجوب الاتيان بما يؤمر به من الواجبات، وترك ما ينهى عنه من المحرمات) * [ 13883 ] 1 العياشي في تفسيره: عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت: قوله تعالى: * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * (1) قال: فوضع يده على حلقه، قال: كالذابح نفسه، وقال: الحجال، عن أبي اسحاق عمن ذكره: * (وتنسون أنفسكم) * أي تتركون. [ 13884 ] 2 الامام العسكري عليه السلام في تفسيره: " قال عزوجل لقوم من مردة اليهود ومنافقيهم، المحتجبين لاموال الفقراء، المستأكلين للاغنياء، الذين يأمرون بالخير ويتركونه، وينهون عن الشر ويرتكبونه ". قال: يا معشر اليهود، * (أتأمرون الناس بالبر) * (1) والصدقات واداء الامانات * (وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * (2) ما به تأمرون وأنتم تتلون الكتاب التوراة الآمرة بالخيرات والناهية عن المنكرات المخبرة عن عقاب المتمردين و (3) عظيم الشرف الذي يتطول [ الله ] (4) به على الطائعين المجتهدين أفلا تعقلون ما عليكم من عقاب الله عزوجل في أمركم بما به لا تأخذون وفي نهيكم عما أنتم فيه منهمكون ". [ 13885 ] 3 الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الباب 9 1 تفسير العياشي ج 1 ص 43 ح 37 و 38. (1) البقرة 2 الآية 44. 2 تفسير العسكري عليه السلام ص 94. (1، 2) البقرة 2 الآية 44. (3) في المصدر: " وعن ". (4) أثبتناه من المصدر. 3 مكارم الاخلاق ص 457. (*)
[ 203 ]
الله صلى الله عليه وآله: " يا بن مسعود، لا تكونن ممن يهدي الناس إلى الخير ويأمرهم بالخير، وهو غافل عنه، يقول الله تعالى: * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * (1) إلى أن قال عليه السلام: يابن مسعود، فلا (2) تكن ممن يشدد على الناس ويخفف على نفسه، يقول الله تعالى: * (لم تقولون ما لم تفعلون) * (3) ". [ 13886 ] 4 مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: " من لم ينسلخ عن هواجسه، ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان، ولم يدخل في كنف الله (1) وامان عصمته، لا يصلح (له الامر) (2) بالمعروف والنهي عن المنكر، لانه إذا لم يكن بهذه الصفة، فكلما اظهر أمرا كان حجة عليه، ولا ينتفع الناس به، قال الله عزوجل: * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * (3) ويقال له: يا خائن، أتطالب خلقي بما خنت به نفسك، وارخيت عنه عنانك ؟ وقال عليه السلام (4): احسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق، والفعل حد الاخلاص، فان مثل الواعظ والمتعظ (5) كاليقظان والراقد، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفاته ومعاصيه، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد. وأما السائر في مفاوز (6) الاعتداء، والخائض في مراتع الغي وترك الحياء، باستحباب السمعة والرياء والشهوة والتصنع إلى الخلق، المتزيي بزي الصالحين، (1) البقرة 2 الآية 44. (2) في المصدر: " لا ". (3) الصف 61 الآية 2. 4 مصباح الشريعة ص 357. (1) في نسخة زيادة: " وتوحيده ". (2) في المصدر: " للامر ". (3) البقرة 2 الآية 44. (4) نفس المصدر ص 395. (5) في المصدر: والموعوظ. (6) مفاوز: جمع مفازة أي مهلكة، وفوز: أي هلك (لسان العرب ج 5 ص 392). (*)
[ 204 ]
المظهر بكلامه عمارة باطنه، وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة، وغشيها ظلمة الطمع، فما افتنه بهواه ! واضل الناس بمقاله ! قال عز وجل: * (لبئس المولى ولبئس العشير) * (7). وأما من عصمه الله بنور التأييد وحسن التوفيق، فطهر قلبه من الدنس، فلا يفارق المعرفة والتقى، فيستمع الكلام من الاصل ويترك قائله كيف ما كان، قالت الحكماء، خذ الحكمة من أفواه المجانين، قال عيسى عليه السلام: جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقاؤه فضلا عن الكلام، ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم، فان ذلك المدعي بما ليس له، ان كنتم صادقين في استفادتكم، فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال، فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعة، فان ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته، فمن كان كلامه لا يجاوز فعله، وفعله لا يجاوز صدقه، وصدقه لا ينازع ربه، فجالسه بالحرمة وانتظر الرحمة والبركة، واحذر لزوم الحجة عليك، وراع وقته كيلا تلومه فتحسر، وانظر إليه بعين فضل الله عليه، وتخصيصه له، وكرامته إياه ". [ 13887 ] 5 فقه الرضا عليه السلام: " ونروي في قول الله: * (فكبكبوا فيها هم والغاوون) * (1) قال: هم قوم وصفوا بألسنتهم ثم خالفوا (2) إلى غيره، فسئل عن معنى ذلك، فقال: إذا وصف الانسان عدلا [ ثم ] (3) خالفه إلى غيره، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته ". [ 13888 ] 6 كتاب سليم بن قيس الهلالي: قال: سمعت عليا عليه السلام، (7) الحج 22 الآية 13. 5 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (1) الشعراء 26 الآية 94. (2) في المصدر: خالفوه. (3) أثبتناه لحاجة السياق. 6 سليم بن قيس الهلالي ص 161 مع اختلاف يسير. (*)
[ 205 ]
يقول (1): " منهومان لا يشبعان إلى أن قال والعلماء عالمان: عالم يعمل بعلمه فهو ناج، وعالم تارك لعلمه فهو هالك، ان أهل النار ليتأذون بنتن ريح العالم التارك لعلمه، وان اشد أهل النار ندامة وحسرة، رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له واطاع الله فأدخله الجنة، وعصى الله الداعي فأدخله النار، بترك علمه واتباعه هواه ". [ 13889 ] 7 الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " ليلة اسري بي إلى السماء رأيت جماعة تقرض شفاههم بمقاريض (1) النار، كلما قرضت وفت (2) فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء خطباء امتك، يقولون ما لا يفعلون، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ". [ 13890 ] 8 وعن جندب بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " مثل من يعلم الناس الخير ولا يعمل به، كالسراج يحرق نفسه ويضئ غيره ". [ 13891 ] 9 نهج البلاغة: قال عليه السلام: " كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه إلى أن قال وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل إلى أن قال فعليكم بهذه الاخلاق (1) فالزموها وتنافسوا فيها ". [ 13892 ] 10 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه (1) في المصدر: سمعت أبا الحسن عليه السلام يحدثني ويقول: ان النبي صلى الله عليه وآله قال. 7 تفسير أبي الفتوح ج 1 ص 105. (1) المقاريض: جمع مقراض، وهو الآلة المعروفة بالمقص (مجمع البحرين ج 4 ص 227). (2) وفى الشئ: كثر وتم (لسان العرب ج 15 ص 399). 8 المصدر السابق ج 1 ص 106. 9 نهج البلاغة ج 3 ص 223 ح 289. (1) في المصدر: الخلائق. 10 الاخلاق: مخطوط. (*)
[ 206 ]
وآله، انه قال: " المعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة، فالمعروف يقود صاحبه ويسوقه إلى الجنة، والمنكر يقود صاحبه ويسوقه إلى النار ". [ 13893 ] 11 دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال للمفضل: " اي مفضل، قل لشيعتنا، كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله، واجتناب معاصيه، واتباع رضوانه، فانهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين ". [ 13894 ] 12 الشيخ المفيد في الامالي: عن أبي بصير محمد الحسين المقرئ، عن علي بن الحسين الصيدلاني، عن أبي المقدام احمد بن محمد، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين عليه السلام البصرة، مر بي وأنا أتوضأ فقال: " يا غلام، احسن وضوءك يحسن الله إليك إلى أن قال عليه السلام ألا أزيدك يا غلام " قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال " من كن (1) فيه ثلاث خصال، سلمت له الدنيا والآخرة: من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه، وحافظ على حدود الله ".. الخبر. [ 13895 ] 13 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " كن بالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، وللخير عاملا، وللشر مانعا ". وقال عليه السلام (1): " كن آمرا بالمعروف وعاملا به، ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه، فيبوء بإثمه، ويتعرض لمقت ربه ". وقال عليه السلام (2): " أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، 11 دعائم الاسلام ج 1 ص 58. 12 أمالي المفيد ص 119. (1) في نسخة: كانت. 13 الغرر ج 2 ص 568 ح 50. (1) نفس المصدر ج 2 ص 569 ح 58. (2) نفس المصدر ج 1 ص 198 ح 390. (*)
[ 207 ]
ونهى عن المعصية ولم ينته عنها ". وقال عليه السلام (3): " كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به، وينهاهم عما لا ينتهي عنه ". وقال عليه السلام (4): " من عمل (5) بالمعروف شد ظهور المؤمنين، من نهى عن المنكر ارغم انوف الفاسقين ". وقال عليه السلام (6): " من كانت (7) له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحافظ على حدود الله جل وعلا ". 10 * (باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق، حتى الوالدين ووجوب العكس) * [ 13896 ] 1 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن أبي غالب الزراري، عن عمه علي بن سليمان: عن محمد بن خالد الطيالسي، عن العلاء، عن محمد إبن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله ". [ 13897 ] 2 الصدوق في الامالي: عن أبيه، عن علي بن إبراهيم [ عن أبيه ] (1)، (3) الغرر ج 2 ص 560 ح 64. (4) نفس المصدر ج 2 ص 644 ح 593 و 594. (5) في المصدر: أمر. (6) نفس المصدر ج 2 ص 711 ح 1414. (7) في المصدر: كن. الباب 10 1 أمالي الطوسي ج 1 ص 76. 2 أمالي الصدوق ص 395. (1) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج 11 ص 195 (*)
[ 208 ]
عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصباح الكناني، عن الصادق عليه السلام، قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله: لا تسخطوا الله برضى احد من خلقه، ولا تتقربوا إلى احد من الخلق بتباعد من الله عزوجل، فان الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا ويصرف به عنه سوءا، إلا بطاعته وابتغاء مرضاته، ان طاعة الله نجاح كل شئ (2) يبتغى، ونجاة من كل شر يتقى ".. الخبر. [ 13898 ] 3 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن الحميري قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن عليه السلام الطريق لما قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: " من اتقى الله يتقى، ومن اطاع الله يطاع " فلم أزل أتلف (1) حتى قربت منه ودنوت، فسلمت عليه فرد علي السلام، فأول ما ابتدأني ان قال لي: " يا فتح، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن اسخط الخالق فليوقن ان يحل به سخط المخلوقين ".. الخبر. [ 13899 ] 4 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله، كان حامده من الناس ذاما، ومن آثر طاعة الله عزوجل بغضب الناس، كفاه الله عزوجل عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغي كل باغ، وكان الله عز وجل له ناصرا وظهيرا ". [ 13900 ] 5 ابن شهر آشوب في المناقب: عن علي بن الحسين عليهما السلام، انه (2) في المصدر: خير. 3 إثبات الوصية ص 198. (1) في المصدر: أدلف. 4 مشكاة الانوار ص 50. 5 المناقب: لم نجده في مظانه، وأخرجه المجلسي في البحار ج 45 ص 137 قائلا: " وقال صاحب المناقب وغيره.. "، والمراد كتاب المناقب لبعض القدماء، فتأمل. (*)
[ 209 ]
قال للخطيب الذي اصعده يزيد على المنبر، واكثر الوقيعة في علي والحسين عليهما السلام، قال: " ويلك أيها الخاطب، اشتريت مرضاة المخلوقين بسخط الخالق، فتبوء مقعدك من النار ". [ 13901 ] 6 الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي نصر محمد بن الحسين المقرئ، عن أبي القاسم علي بن محمد، عن أبي العباس الاحوص (1) بن علي بن مرداس، عن محمد بن الحسين (2) بن عيسى الرواسي، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: " ان من اليقين ان لا ترضوا الناس بسخط الله عزوجل " الخبر. [ 13902 ] 7 وفي الاختصاص: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " حدثني أبي، عن أبيه عليهما السلام، ان رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن علي عليهما السلام: يا سيدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فان من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام ". [ 13903 ] 8 دعائم الاسلام: عن علي عليه السلام، انه قال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ". [ 13904 ] 9 السيد فضل الراوندي في نوادره: باسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " من أرضى سلطانا بما اسخط الله تعالى، خرج من دين الاسلام ". 6 أمالي المفيد ص 284. (1) في الحجرية: أخوص، وما أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: الحسن. 7 الاختصاص ص 225. 8 دعائم الاسلام ج 1 ص 350. 9 نوادر الراوندي ص 27. (*)
[ 210 ]
[ 13905 ] 10 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " من طلب رضى الله بسخط الناس، رد الله ذامه من الناس حامدا، ومن طلب رضى الناس بسخط الله، رد الله حامده من الناس ذاما ". وقال عليه السلام: " ما أعظم وزر من طلب رضى المخلوقين بسخط الخالق (1) ! ". 11 * (باب كراهة التعرض للذل) * [ 13906 ] 1 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان الله عزوجل فوض إلى المؤمن (أمره كله) (1)، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، اما تسمع الله يقول عزوجل: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * (2) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا " قال عليه السلام: " ان المؤمن اعز من الجبل، [ والجبل ] يستقل منه بالمعاول (3)، والمؤمن لا يستقل من دينه ". [ 13907 ] 2 كتاب خلاد السندي البزاز الكوفي: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: قال: " ما احب ان لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت من جرعة احب الي من جرعة غيظ لا اكلم فيها صاحبها ". [ 13908 ] 3 كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن الحسن البصري في حديث 10 غرر الحكم ج 2 ص 707 ح 1373 و 1374. (1) نفس المصدر ج 2 ص 742 ح 110. الباب 11 1 مشكاة الانوار ص 96. (1) في المصدر: الامور كلها. (2) المنافقون 63 الآية 8. (3) المعاول: جمع معول وهو حديدة تحفر بها الارض، والجبال والصخور. (مجمع البحرين ج 5 ص 432) 2 كتاب خلاد السندي ص 106. 3 كتاب سليم بن قيس الهلالي: لم نجده في مظانه. (*)
[ 211 ]
طويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس للؤمن أن يذل نفسه " قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه ؟ قال: " يتعرض للبلاء ". قلت: الخبر الذي نقلناه من كتاب خلاد، ذكرناه في هذا الباب تبعا للاصل لئلا يختل نظم الكتابين، والا فلا ربط له بهذا الباب، بل هو في مقام مدح الحلم وكظم الغيظ، ولذا ادرج ما هو بمضمونه ثقة الاسلام في الكافي، وغيره في باب استحباب كظم الغيظ، حتى الشيخ في الاصل تبعهم في ذلك، فاخرج تلك الاخبار في أبواب العشرة، في باب استحباب كظم الغيظ، وسبب الاشتباه ان الذل بالضم ضعف النفس ومهانتها، والاسم الذل بالضم والذلة بالكسر والمذلة، من باب ضرب، فهو ذليل والجمع اذلاء، يذكر هذا في مقام الذم إذا ضعف وهان، ويقابله العز. واخبار هذا الباب من هذه المادة، والذل بالكسر سهولة النفس وانقيادها فهي ذلول، والجمع ذلل واذلة، قال تعالى: * (فاسلكي سبل ربك ذللا) * (1) وقال: * (أذلة على المؤمنين) * (2) وهذا يذكر في مقام المدح، وهو المراد من خبر خلاد ونظائره. والمعنى: ان ذل نفسي بالكسر وسهولتها وانقيادها ولينها، احب الي من حمر النعم، أي خيارها أو خيار مطلق الاموال املكها أو أتصدق بها. فتحصل ان الذل في اخبار هذا الباب بالضم، وفيما تقدم بالكسر، والاول مذموم، والثاني ممدوح. (1) النحل 16 الآية 69. (2) المائدة 5 الآية 54. (*)
[ 212 ]
12 * (باب كراهة التعرض لما لا يطيق، والدخول فيما يوجب الاعتذار) * [ 13909 ] 1 نهج البلاغة: في كتابه عليه السلام إلى الحارث الهمداني: " واحذر كل عمل يعمل به في السر ويستحى منه في العلانية، واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه انكره (و) (1) اعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضا (2) لنبال القول " الخبر. [ 13910 ] 2 الصدوق في الخصال: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه وسعد بن عبد الله معا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن موسى بن جعفر، عن أبيه قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام: عشرة يعنتون (1) انفسهم إلى أن قال والذي يطلب ما لا يدرك ". [ 13911 ] 3 القطب الراوندي في دعواته: عن ربيعة بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال في حديث: " وإياك وما يعتذر منه ". الخبر. [ 13912 ] 4 الشيخ المفيد في أماليه: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن الباب 13 1 نهج البلاغة ج 3 ص 142 ح 69. (1) في المصدر: " أو ". (2) الغرض: الهدف الذي يرميه المتسابقون بسهامهم (مجمع البحرين ج 4 ص 217). 2 الخصال ص 437. (1) العنت: المشقة والصعوبة (مجمع البحرين ج 2 ص 211)، وفي المصدر: يفتنون. 3 دعوات الراوندي ص 10، وعنه في البحار ج 69 ص 408. 4 أمالي المفيد ص 183 ح 6. (*)
[ 213 ]
النعمان، رفعه قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول في حديث: " واياك وما يعتذر منه ". [ 13913 ] 5 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفر عليهما السلام، انه قال: " يا هشام، ان العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به ". [ 13914 ] 6 ثقة الاسلام في الكافي: عن بعض اصحابنا، عن موسى بن جعفر عليهما السلام، انه قال: " يا هشام، ان العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه (1)، ولا يتقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه ". [ 13915 ] 7 ابن شهر آشوب في المناقب: عن أبي هاشم الجعفري، عن داود بن الاسود قال: دعاني سيدي أبو محمد عليه السلام فدفع الي خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف، فقال: " صر بهذه الخشبة إلى العمري " إلى ان ذكر انه ضرب بالخشبة بغل سقاء، فانشقت فإذا فيها كتب فرجع.. إلى ان قال: فلما دنوت من الدار استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني، فقال: يقول لك مولاي اعزه الله: " لم ضربت البغل، وكسرت رجل الباب ؟ " فقلت: يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: " ولم احتجت ان تعمل عملا احتجت ان تعتذر منه، اياك بعدها ان تعود إلى مثلها ابدا ". الخبر. 5 تحف العقول ص 298. 6 الكافي ج 1 ص 15. (1) في المصدر زيادة: ولا يرجو ما يعنف برجائه. 7 المناقب ج 4 ص 427. (*)
[ 214 ]
13 * (باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهده في الدين، وكذا النهي عن المكروهات) * [ 13916 ] 1 مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: " وصاحب الامر بالمعروف يحتاج إلى ان يكون عالما بالحلال والحرام، فارغا من خاصة نفسه عما يأمرهم به وينهاهم عنه، ناصحا للخلق رحيما رفيقا بهم، داعيا لهم باللطف وحسن البيان، عارفا بتفاوت اخلاقهم (1) لينزل كلا منزلته، بصيرا بمكر النفس ومكائد الشيطان، صابرا على ما يلحقه، لا يكافئهم بها ولا يشكو منهم، ولا يستعمل الحمية، ولا يغتاظ (2) لنفسه، مجردا نيته (3) لله مستعينا به ومبتغيا لوجهه (4)، فان خالفوه وجفوه صبر، وان وافقوه وقبلوا منه شكر، مفوضا امره إلى الله ناظرا إلى عيبه ". [ 13917 ] 2 نوادر علي بن اسباط: روى غير واحد، عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: حملني حمل البازل (1)، قال: فقال لي: " إذا تنفسخ (2) ". الباب 13 1 مصباح الشريعة ص 362. (1) في المصدر: احلامهم. (2) وفيه يغتلظ. (3) وفيه: بنيته. (4) وفيه: لثوابه. 2 نوادر علي بن اسباط ص 126. (1) البازل من الابل: الذي تم له ثمان سنين ودخل في التاسعة (مجمع البحرين ج 5 ص 320). (2) انفسخ: انتقض، والفسخ: زوال مفاصل الانسان والحيوان عن مواضعها (لسان العرب ج 3 ص 44) والمراد: ضعفت عن حمل العلوم العالية. (*)
[ 215 ]
[ 13918 ] 3 الكشي في رجاله: عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: قال العبد الصالح عليه السلام: " يا يونس، ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم ". الخبر. [ 13919 ] 4 وعن القتيبي، عن الفضل بن شاذان، عن أبي جعفر البصري قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا عليه السلام، فشكا إليه ما يلقى من اصحابه من الوقيعة، فقال الرضا عليه السلام: " دارهم فان عقولهم لا تبلغ ". [ 13920 ] 5 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفر عليهما السلام في حديث قال: فقلت له: وان وجدت رجلا طالبا غير ان عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه، قال: " فتلطف له في النصيحة، فان ضاق قلبه فلا تعرض لنفسك اللعنة (1)، واحذر رد المتكبرين، فان العلم يدل على ان يحمل (2) على من لا يضيق (3) ". [ 13921 ] 6 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى أو غيره، عن بعض أصحابنا، عن عباس بن حمزة الشهرزوري، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: " كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذر، فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شئ، فردها على الاثافي (1) ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ، فردها على الاثافي، فمر أبو ذر إلى أمير المؤمنين عليه 3 رجال الكشي ج 2 ص 782 ح 928. 4 رجال الكشي ج 2 ص 783 ح 929. 5 تحف العقول ص 297. (1) في المصدر: للفتنة. (2) في المصدر: يملي. (3) وفيه: يفيق. 6 الاختصاص ص 12. (1) الاثافي: جمع اثفية وهي الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها (لسان العرب " ثفا " ج 14 ص 113). (*)
[ 216 ]
السلام مسرعا، قد ضاق صدره مما رأى [ و ] (2) سلمان يقفو اثره، حتى انتهى إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فنظر أمير المؤمنين عليه السلام [ إلى سلمان ] (3) فقال: يا أبا عبد الله ارفق بصاحبك (4) ". [ 13922 ] 7 الحسين حمدان الحضيني في الهداية: عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن خالد بن مالك الجهني، عن قيس العبراني، عن أبي عمرو زاذان قال: لما واخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين اصحابه، وآخى بين سلمان والمقداد، فدخل المقداد على سلمان وعنده قدر منصوبة على اثنتين وهي تغلي من غير حطب، فتعجب المقداد وقال: يا أبا عبد الله هذه القدر تغلي من غير حطب، فأخذ سلمان حجرين فرمى بهما تحت القدر فالتهب فيهما، فقال له المقداد: هذا اعجب يا أبا عبد الله، فقال له سلمان: لا تعجب، أليس الله يقول جل من قائل: * (وقودها الناس والحجارة) * (1) ففارت القدر، فقال سلمان: يا مقداد سكن فورتها، فقال المقداد: ما أرى شيئا اسكن به القدر، فادخل سلمان يده في القدر فأدارها فسكنت القدر من فورها، فاغترف منها بيده فأكل هو والمقداد. فدخل المقداد على رسول الله صلى الله عليه وآله، فأعاد عليه خبر النار والقدر وفورتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " سلمان ممن يطيع الله، ورسوله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فيطيعه كل شئ ولا يضره شئ " فلما دخل سلمان عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ارفق يا سلمان بأخيك المقداد رفق الله بك ". (2، 3) أثبتناه من المصدر. (4) في المصدر: بأخيك. 7 الهداية ص 118 ب. (1) البقرة 2 الآية 24. (*)
[ 217 ]
14 * (باب وجوب الحب في الله، والبغض في الله والاعطاء في الله، والمنع في الله) * [ 13923 ] 1 الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن صالح بن فيض بن فياض، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن أبان، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: " لو ان رجلا احب رجلا لله عزوجل، لاثابه (1) الله تعالى على حبه إياه، وان كان في علم الله من أهل النار. (ولو أن رجلا أبغض رجلا لله، لاثابه الله تعالى على بغضه إياه، وان كان في علم الله من أهل الجنة) (2) ". [ 13924 ] 2 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أبي المرجا محمد بن علي بن أبي طالب البلدي قال: حدثنا استاذي محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، عن احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، عن شيوخه الاربعة، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر الامام الباقر عليه السلام قال: " قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة إلى أن قال ألا وان ود المؤمن من اعظم سبب الايمان، الا ومن أحب في الله عزوجل، وابغض في الله، واعطى في الله، ومنع في الله، فهو من أصفياء المؤمنين عند الله تعالى، الا وان المؤمنين إذا تحابا في الله عزوجل، وتصافيا في الله، كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى الباب 14 1 أمالي الطوسي ج 2 ص 234، وعنه في البحار ج 69 ص 248، ذيل حديث 23. (1) في المصدر: لا بانه. (2) ليس في المصدر. 2 كنز الفوائد ص 164. (*)
[ 218 ]
احدهما من جسده موضعا، وجد الآخر ألم ذلك الموضع ". [ 13925 ] 3 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " للمؤمن ثلاث علامات: العلم بالله، ومن يحب، ومن يكره ". ورواه الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قال لقمان لابنه: يا بني، ان لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها " وذكر مثله (1). [ 13926 ] 4 العياشي في تفسيره: عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " (1) عرفتم في منكرين كثير، واحببتم في مبغضين كثير، وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان للدنيا (2) فليس شئ (3) ثم نفض يده، ثم قال: ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج، ليس منهم أحد الا يرى انه على الحق، وانكم انما اجبتمونا في الله، ثم تلا * (أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) * (4) * (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * (5) * (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله) * (6) * (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) * (7) ". 3 الجعفريات ص 231. (1) الخصال ص 121 ح 113. 4 تفسير العياشي ج 1 ص 167 ح 26، وعنه في البرهان ج 1 ص 277 ح 8. (1) في المصدر: زيادة: قد. (2) في المصدر: في الدنيا. (3) في المصدر: في شئ. (4) النساء 4 الآية 59. (5) الحشر 59 الآية 7. (6) السناء 4 الآية 80. (7) آل عمران 3 الآية 31. (*)
[ 219 ]
[ 13927 ] 5 وعن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام، إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا، فاخرج رجليه وقد تغلفتا (1) وقال: اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت، فقال أبو جعفر عليه السلام: " والله لو احبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ! ؟ ان الله يقول: * (قل ان كنتم تحبون الله) * (2). الآية، وقال: * (يحبون من هاجر إليهم) * (3) وهل الدين الا الحب ! ". [ 13928 ] 6 وعن ربعي بن عبد الله قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام: انا نسمي بأسمائكم واسماء آبائكم، فينفعنا ذلك، فقال: " اي والله، وهل الدين الا الحب ! قال الله تعالى: * (ان كنتم تحبون الله) * (1) ". الآية. [ 13929 ] 7 وعن زياد أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: بأبي أنت وامي، ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم، فطابت نفسي، فقال: " يا زياد ويحك، وما الدين الا الحب ! ألا ترى إلى قول الله: * (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني) * (1) ". الآية. [ 13930 ] 8 القطب الراوندي في دعواته: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ". 5 تفسير العياشي ج 1 ص 167 ح 27، وعنه في البرهان ج 1 ص 277 ح 9. (1) كذا في الحجرية والمصدر، ولعل الصواب (تفلقتا) والفلق: الشق، وتفلق اللبن: تقطع وتشقق، وفلق الله الحب بالنبات شقه. (لسان العرب ج 10 ص 310). (2) آل عمران 3 الآية 31. (3) الحشر 59 الآية 9. 6 المصدر السابق ج 1 ص 167 ح 28. (1) آل عمران 3 الآية 31. 7 المصدر السابق ج 1 ص 167 ح 25. (1) آل عمران 3 الآية 31. 8 دعوات الراوندي ص 5، وعنه في البحار ج 69 ص 253. (*)
[ 220 ]
[ 13931 ] 9 وروي: " ان الله تعالى قال لموسى عليه السلام: هل عملت لي عملا قط ؟ قال: صليت لك وصمت وتصدقت، قال الله تبارك وتعالى له: اما الصلاة فلك برهان، والصوم جنة، والصدقة ظل، والزكاة نور، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسى عليه السلام: دلني على العمل الذي هو لك، قال: يا موسى، هل واليت لي وليا ؟ فعلم موسى ان أفضل الاعمال الحب في الله والبغض في الله ". [ 13932 ] 10 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي محمد العسكري عليه السلام، قال: " حب الابرار للابرار ثواب للابرار، وحب الفجار للابرار فضيلة للابرار، وبغض الفجار للابرار زين للابرار، وبغض الابرار للفجار خزي على الفجار ". ورواه المفيد في الاختصاص: عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله عليه السلام (1). [ 13933 ] 11 مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: " المحب في الله محب الله، والمحبوب (1) في الله حبيب الله، لانهما لا يتحابان الا في الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء مع من أحب، فمن احب (2) في الله فانما احب الله، ولا يحب عبد الله الا أحبه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة، المحبون لله المتحابون فيه، وكل حب معلول يورث بعدا فيه عداوة الا هذين، وهما من عين واحدة يزيدان أبدا ولا ينقصان، قال الله عزوجل: * (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا 9 دعوات الراوندي ص 5، وعنه في البحار ج 69 ص 252. 10 تحف العقول ص 366. (1) الاختصاص ص 239. 11 مصباح الشريعة ص 525. (1) في المصدر: المحب. (2) في المصدر زيادة: عبدا. (*)
[ 221 ]
المتقين) * (3)، لان أصل الحب التبرؤ عن سوى المحبوب، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أطيب شئ في الجنة وألذه حب الله والحب في الله، والحمد لله رب العالمين ". [ 13934 ] 12 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " أي الاعمال أفضل ؟ " قالوا: الصلاة، فقال: " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وما هي بالصلاة ". قالوا: الزكاة، قال: " ان الزكاة تمحيص، وما هي بالزكاة " قالوا: الحج، قال: " ان الحج كفارة، وما هو بالحج " قالوا: الجهاد، قال: " ان الجهاد جنة، وما هو بالجهاد " قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: " الحب في الله والبغض في الله ". [ 13935 ] 13 وعن أبي جعفر عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لاصحابه: اخبروني بأوثق عرى الاسلام، فقالوا: يا رسول الله، الصلاة، قال: ان الصلاة، قالوا: يا رسول الله، الزكاة، قال: ان الزكاة، قالوا: يا رسول الله، الجهاد، قال: ان الجهاد، قال: فقالوا: يا رسول الله، فأخبرنا، قال: الحب في الله والبغض في الله ". [ 13936 ] 14 السيد محيي الدين ابن اخي ابن زهرة في أربعينه: عن أبي المحاسن يوسف بن رافع، عن القاضي ابي الرضا سعيد (1) بن عبد الله الشهرزوري، عن أبي الفتح محمد بن عبد الرحمان الخطيب، عن أبي القاسم هبة الله بن عبد الوارث، عن أبي زرعة احمد بن يحيى، عن أبي محمد الحسن بن ابراهيم، عن (3) الزخرف 43 الآية 67. 12 الغايات ص 71. 13 الغايات ص 75. 14 الاربعين ص 19. (1) في المصدر: سعد. (*)
[ 222 ]
جعفر بن درستويه، عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المعافى، عن محمد بن أبي حميد الانصاري، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " ان في الجنة لعمدا من ياقوت، عليها غرف من زبرجد، لها أبواب مفتحة تضئ كما يضئ الكواكب الدري، قلنا: يا رسول الله، فمن يسكنها ؟ قال: المتحابون في الله، المتلاقون في الله ". [ 13937 ] 15 وبهذا الاسناد عن أبي الرضا، عن وجيه بن طاهر، عن أبي سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار، عن أبي عبد الرحمان محمد بن الحسين السلمي، عن محمد بن [ عبد الله بن محمد بن صبيح عن ] (1) عبد الله بن شيرويه، عن اسحاق الحنظلي، عن النضر بن شميل، عن شعبة عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت الوليد بن عبد الرحمان يحدث عن أبي ادريس الخولاني، قال في حديث ذكره: فلقيت عبادة بن الصامت، فقال: لا اخبرك الا ما سمعت الله ذكره على لسان نبيه صلى الله عليه وآله: " حقت (2) محبتي للمتحابين في (3)، وحقت محبتي للمتباذلين في ". الخبر. [ 13938 ] 16 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة [ حتى تؤمنوا ] (1) ولا تؤمنون حتى تحابوا ". [ 13939 ] 17 السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: نقلا من كتاب زهد مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي 15 الاربعين ص 20. (1) سقط من الطبعة الحجرية، وما أثبتناه من المصدر. (2) حق: أي وجب ولزم (النهاية ج 1 ص 415). (3) في المصدر زيادة: وحقت محبتي للمتزاورين في. 16 مشكاة الانوار ص 123. (1) أثبتناه من المصدر. 17 فلاح السائل ص 267. (*)
[ 223 ]
المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني في حديث أنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف البكالي: " يا نوف، انه ليس من رجل اعظم منزلة عند الله، من رجل بكى من خشية الله، واحب في الله، وابغض في الله يا نوف، من احب [ في ] (1) الله لم يستأثر على محبته (2) ومن ابغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان ". [ 13940 ] 18 الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن [ ابن محبوب، عن مالك ] (1) بن عطية، عن سعيد الاعرج، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان من اوثق عرى الايمان، ان تحب في الله، وتبغض في الله، وتعطي في الله، وتمنع في الله عزوجل ". [ 13941 ] 19 وعن أبي الحسن محمد بن جعفر، عن هشام عن يحيى بن يعلى، عن حميد، عن عبد الله بن الحارث، عن بعد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " المتحابون في الله عزوجل عل اعمدة من ياقوت احمر في الجنة، يشرفون على أهل الجنة، فإذا اطلع احدهم ملا حسنه بيوت أهل الجنة، فيقول أهل الجنة، اخرجوا ننظر المتحابين في الله عزوجل، فيخرجون فينظرون إليهم احدهم وجهه مثل القمر في ليلة البدر، على جباههم: هؤلاء المتحابون في الله عزوجل ". (1) أثبتناه من المصدر. (2) كذا في الحجرية والمصدر، والظاهر انها " محبيه ". 18 أمالي المفيد ص 151 ح 1. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر وهو الصواب راجع جامع الرواة ج 1 ص 360 و ج 2 ص 37 وهداية المحدثين ص 72. 19 المصدر السابق ص 75 ح 11. (*)
[ 224 ]
[ 13942 ] 20 وفي كتاب الاختصاص: عن البراء بن عازب قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: " أتدرون أي عرى الايمان أوثق " ؟ قلنا: الصلاة قال: " ان الصلاة لحسنة، وما هي بها "، قلنا: الزكاة، فقال: " لحسنة وما هي بها "، فذكرنا شرائع الاسلام، فقال: " أوثق عرى الايمان، أن يحب الرجل في الله، ويبغض في الله ". [ 13943 ] 21 وروي عن بعضهم باسناد له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ان في الجنة لعمودا من ذهب، عليه مدائن من زبرجد اخضر، تضئ لاهل الجنة كما يضئ الكوكب الدري في افق السماء، قلنا: لمن هذا يا رسول الله ؟ فقال: للمتحابين في الله ". [ 13944 ] 22 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " ان من عباد الله لاناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء لمكانهم من الله، فقيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: الذين يتحابون بروح الله من غير ارحام بينهم، ولا اموال يتعاطون بينهم، وان على وجوههم لنورا، وانهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا هذه الآية * (ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * (1) ". [ 13945 ] 23 وقال موسى عليه السلام: " إلهي من أهلك ؟ قال: المتحابون في الدين، يعمرون مساجدي ويستغفرون بالاسحار، الذين إذا ذكرت ذكروا، والذين ينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها، والذين إذا استحلت محارمي غضبوا ". وقال صلى الله عليه وآله: " يقول الله في القيامة: أين المتحابون في 20، 21 الاختصاص ص 365. 22 لب اللباب: مخطوط. (1) يونس 10 الآية 62. 23 لب اللباب: مخطوط. (*)
[ 225 ]
بجلالي ؟ اليوم اظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي ". وقال صلى الله عليه وآله: " يقول: الا وحقت محبتي للذين يتحابون من اجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من اجلي، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من اجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من اجلي ". وقال صلى الله عليه وآله: " لو ان عمل العبد يبلغ عنان السماء، ما نفعه ذلك الا بالحب في الله والبغض في الله ". وقال: " المتحابون في الله على منابر من نور، هم أقرب الخلق إلى الله ". [ 13946 ] 24 جامع الاخبار: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " ان حول العرش منابر من نور، عليها قوم لباسهم ووجوههم [ نور ] (1) ليسوا بأنبياء، يغبطهم الانبياء والشهداء " قالوا: يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال: " هم المتحابون في الله، المتجالسون في الله، والمتزاورون في الله ". [ 13947 ] 25 وعنه صلى الله عليه وآله، قال: " لو ان عبدين تحابا في الله، احدهما بالمشرق والآخر بالمغرب، لجمع الله بينهما يوم القيامة ". وعنه صلى الله عليه وآله، قال: " أفضل الاعمال الحب في الله والبغض في الله " (1). وقال صلى الله عليه وآله: " علامة حب الله حب ذكر الله " (2). [ 13948 ] 26 وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الحب في الله 24 جامع الاخبار ص 149. (1) أثبتناه من المصدر. 25 جامع الاخبار ص 150. (1) نفس المصدر ص 150. (2) نفس المصدر ص 150. 26 جامع الاخبار ص 150. (*)
[ 226 ]
فريضة، والبغض في الله فريضة ". [ 13949 ] 27 الصدوق في معاني الاخبار: عن محمد بن إبراهيم، عن (أحمد بن محمد) (1) الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم بن المعلى، عن أبي عبد الله بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن بكير المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام، انه قال: " قال امير المؤمنين عليه السلام لشيخ أقبل إليه من ناحية الشام، قال: يا شيخ ان الله عزوجل خلق خلقا ضيق عليهم الدنيا نظرا لهم، فزهدهم فيها وفي حطامها، إلى ان قال وصبروا على الذل، وقدموا الفضل، فاحبوا في الله، وابغضوا في الله، اولئك المصابيح [ في الدنيا ] (2) وأهل النعيم في الآخرة ". الخبر. ورواه جعفر بن احمد في كتاب الغايات: مثله (3). [ 13950 ] 28 فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره: عن احمد بن محمد بن علي (1) الزهري، عن احمد بن الحسين بن (المفلس، عن زكريا بن محمد) (2)، عن عبد الله بن مسكان وابان بن عثمان، عن بريد بن معاوية العجلي وابراهيم الاحمري، قالا: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام وعنده زياد الاحلام، فقال أبو جعفر عليه 27 معاني الاخبار ص 199. (1) في الحجرية: " محمد بن أحمد " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 2 ص 279) وهو ابن عقدة. (2) أثبتناه من المصدر. (3) الغايات ص 67. 28 تفسير فرات الكوفي ص 165. (1) في المصدر زيادة: بن نمر عن الزهري. والظاهر انه الصحيح. (2) في الحجرية: " المغلس، عن زكريا بن احمد "، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع المعجم ج 2 ص 100). (*)
[ 227 ]
السلام: " يا زياد، ما لي أرى رجليك متغلفين (3) ؟ " قال: جعلت فداك جئت على [ نضولي عامه ] (4) الطريق، وما حملني على ذلك الا حب لكم وشوق اليكم، ثم اطرق زياد مليا ثم قال: جعلت لك الفداء، اني ربما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما سلف من الذنوب والمعاصي، فكأني آيس ثم اذكر حبي لكم وانقطاعي، وكان متكئا قال: " يا زياد، هل الدين الا الحب والبغض ! ؟ ثم تلا هذه الآيات الثلاث كأنها في كفه * (حبب اليكم الايمان) * (5). الآية وقال: * (يحبون من هاجر إليهم) * (6) وقال: * (ان كنتم تحبون الله) * (7) ". الآية. [ 13951 ] 29 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن عبد الله بن جندب، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " يابن جندب، احبب في الله، (وابغض في الله) (1) واستمسك بالعروة الوثقى، واعتصم بالهدى، يقبل عملك، فان الله يقول: * (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) * (2) " الخبر. [ 13952 ] 30 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: " ان المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد اضاء نور وجههم ونور اجسادهم ونور (3) كذا في الحجرية وفي المصدر: " متعلقين " ولعل الصواب متفلقتين كما مر في باب 14 حديث 5. (4) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، وفيه: " نصولي " وهو تصحيف صحته ما أثبتناه. (5) الحجرات 49 الآية 7. (6) الحشرة 59 الآية 9. (7) آل عمران 3 الآية 31. 29 تحف العقول ص 223. (1) ليس في المصدر. (2) طه 20 الآية 82. 30 كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 65. (*)
[ 228 ]
منابرهم على كل شئ، حتى يعرفون (1) به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله ". [ 13953 ] 31 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " رأس الايمان الحب في الله والبغض في الله ". [ 13954 ] 32 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " جماع الخير في الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والبغض في الله، والحب في الله ". وقال عليه السلام: " غاية الايمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والتباذل في الله، (والتوصل في) (1) الله سبحانه " (2). وقال عليه السلام: " من احب أن يكمل ايمانه، فليكن حبه لله، وبغضه ورضاه (3) وسخطه لله " (4). وقال عليه السلام: " من اعطى في الله، ومنع في الله، واحب في الله، (وابغض في الله) (5)، فقد استكمل الايمان " (6). 15 * (باب استحباب اقامة السنن الحسنة، واجراء عادات الخير، والامر بها، وتعليمها، وتحريم اجراء عادات الشر) * [ 13955 ] 1 الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن (1) كان في الاصل (يعرفونه) وما أثبتناه من المصدر. 31 الاخلاق: مخطوط. 32 الغرر والحكم ج 1 ص 373 ح 65. (1) في المصدر: والتوكل على. (2) نفس المصدر ج 2 ص 505 ح 33. (3) في المصدر زيادة: لله. (4) نفس المصدر ج 2 ص 693 ح 1236. (5) ليس في المصدر. (6) ج 2 ص 706 ح 1369. الباب 15 1 أمالي المفيد ص 191. (*)
[ 229 ]
أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن احمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن اسماعيل الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " من سن سنة عدل فاتبع، كان له مثل اجر من عمل بها، من غير أن ينقص من اجورهم شئ، ومن استن بسنة جور فاتبع، كان (له مثل) (1) وزر من عمل بها، من غير ان ينقص من أوزارهم شئ ". [ 13956 ] 2 وفي الاختصاص: عن العالم عليه السلام، انه قال: " من استن بسنة حسنة، فله اجرها واجر من عمل بها، من غير ان ينقص من اجورهم شئ، ومن استن بسنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها، من غير ان ينقص من أوزارهم شئ ". [ 13957 ] 3 وعن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " لا يتكلم الرجل بكلمة هدى فيؤخذ بها، الا كان له مثل اجر من اخذ بها، ولا يتكلم بكلمة ضلال الا كان عليه [ مثل ] (1) وزر من اخذ بها ". [ 13958 ] 4 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " لم يمت من ترك افعالا يقتدى بها من الخير، ومن نشر حكمة ذكر بها ". [ 13959 ] 5 جامع الاخبار: عن كتاب جمل الغرائب، باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " خمسة في قبورهم وثوابهم يجزي إلى ديوانهم: من غرس نخلا، ومن حفر بئرا، ومن بنى لله مسجدا، ومن كتب مصحفا، ومن خلف (1) في المصدر: عليه. 2 الاختصاص ص 251. 3 الاختصاص ص 250. (1) أثبتناه من المصدر. 4 كنز الفوائد ص 162. 5 جامع الاخبار ص 123. (*)
[ 230 ]
ابنا صالحا ". [ 13960 ] 6 وعنه صلى الله عليه وآله، قال: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا عن ثلاث: ولد صالح يدعو له، وعلم ينتفع به، وصدقة جارية ". [ 13961 ] 7 الشيخ ورام في تنبيه الخاطر: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " ايما داع دعا إلى الهدى فاتبع، فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شئ، وايما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فان عليه مثل اوزار من اتبع من غير ان ينقص من اوزارهم شئ ". [ 13962 ] 8 الصدوق في الهداية: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها، من غير أن ينقص من اجورهم شئ ". [ 13963 ] 9 دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر الا ثلاث خصال: صدقة اجراها في حياته فهي تجري له بعد موته، أو ولد صالح يدعو له، أو سنة هدى استنها فهي يعمل بها بعده ". [ 13964 ] 10 أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: في حديث الزنديق الذي جمع متناقضات القرآن، وعرضها على أمير المؤمنين عليه السلام واجاب عنها، وهو طويل وفيه في كلام له عليه السلام، قال: " ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: من استن بسنة حق كان له اجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، (ومن استن بسنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم 6 جامع الاخبار ص 123. 7 تنبيه الخاطر ج 2 ص 127. 8 الهداية ص 12. 9 دعائم الاسلام ج 2 ص 340 ح 1279. 10 الاحتجاج ص 251. (*)
[ 231 ]
القيامة)، (1)، ولهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله شاهد من كتاب الله، وهو قول الله عزوجل في قصة قابيل قاتل اخيه: * (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل) * (2) ". الآية. الخبر. [ 13965 ] 11 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن فضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سألته عن الجهاد، أسنة أم فريضة ؟ قال: " الجهاد على أربعة أوجه إلى ان قال وأما الجهاد الذي هو سنة، فكل سنة اقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها واحيائها بالعمل، والسعي فيها من افضل الاعمال (1)، قال النبي صلى الله عليه وآله: من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها، من غير ان ينتقص من اجورهم شئ ". [ 13966 ] 12 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " ايما داع دعا إلى الهدى فاتبع، فله مثل اجور من تبعه، وايما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فله مثل اجور من تبعه، وايما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فعليه اوزار من تبعه ". [ 13967 ] 13 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " اظلم الناس من سن سنن الجور ومحا سنن العدل ". [ 13968 ] 14 الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: وفي الحديث ان سائلا قام على عهد النبي صلى الله عليه وآله فسأل، فسكت القوم، ثم ان رجلا اعطاه فأعطاه القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " من استن خيرا فاستن به، فله اجره (1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) المائدة 5 الآية 32. 11 الغايات ص 74. (1) في المصدر زيادة: لانه إحياء سنة. 12 لب اللباب: مخطوط. 13 غرر الحكم ج 1 ص 213 ح 535. 14 مجمع البيان ج 5 ص 449. (*)
[ 232 ]
ومثل اجور من اتبعه (1) من غير منتقض من اجورهم، ومن استن شرا فاستن به، فعليه وزره ومثل اوزار من اتبعه من غير منتقص من اوزارهم " قال: فتلا حذيفة بن اليمان * (علمت نفس ما قدمت واخرت) * (2). 16 * (باب وجوب حب المؤمن وبغض الكافر، وتحريم العكس) * [ 13969 ] 1 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن محمد بن شهريار، عن محمد بن محمد البرسي، عن محمد بن الحسين القرشي، عن احمد بن احمد بن حمران، عن [ اسحاق بن ] (1) محمد بن علي المقرئ [ حدثنا عبد الله ] (2) عن عبيد الله بن محمد الايادي، عن عمر بن مدرك، عن محمد بن زياد المكي، عن جرير بن عبد الحميد، عن الاعمش، عن عطية، عن جابر بن عبد الله الانصاري، انه قال له في حديث: احبب حبيب (3) آل محمد عليهم السلام ما احبهم، وابغض مبغض آل محمد عليهم السلام ما ابغضهم، وان كان صواما قواما، وارفق بمحب آل محمد عليهم السلام، فانه ان تزل قدم بكثرة ذنوبهم (4) ثبتت لهم (5) اخرى بمحبتهم، فان محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود إلى النار. [ 13970 ] 2 القطب الراوندي في دعواته في كلام له: واشار الرضا عليه السلام بمكتوبه: " كن محبا لآل محمد عليهم السلام وان كنت فاسقا، ومحبا لمحبهم وان كانوا فاسقين ". (1) كان في الحجرية: اتبع وما أثبتناه من المصدر. (2) الانفطار 82 الآية 5. الباب 16 1 بشارة المصطفى ص 75. (1، 2) أثبتناه من المصدر. (3) في المصدر: محب. (4) وفيه: ذنوبه. (5) وفيه: له. 2 دعوات الراوندي ص 5. (*)
[ 233 ]
ومن شجون الحديث ان هذا المكتوب هو الآن عند بعض اهل كومند قرية من نواحينا إلى اصفهان ما هي ووقعته ان رجلا من اهلها كان جمالا لمولانا أبي الحسن عليه السلام، عند توجهه إلى خراسان، فلما أراد الانصراف قال له: يا بن رسول الله، شرفني بشئ من خطك اتبرك به، وكان الرجل من العامة، فأعطاه ذلك المكتوب. [ 13971 ] 3 ثقة الاسلام في الكافي: عن الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن اسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال في رسالته إلى اصحابه: " وعليكم بحب المساكين إلى ان قال وقد قال أبونا رسول الله صلى الله عليه وآله: أمرني ربي بحب المساكين المسلمين إلى أن قال فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين، فان لهم عليكم حقا ان تحبوهم، فان الله امر رسوله بحبهم، فمن لم يحب من امر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين ". [ 13972 ] 4 وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أبن عيسى، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الا تنهى هذين الرجلين عن هذا الرجل ؟ فقال: " من هذا الرجل ومن هذين الرجلين ؟ " قلت: ألا تنهى حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة عن المفضل بن عمر، فقال: " يا يونس، قد سألتهما ان يكفا عنه فلم يفعلا، فدعوتهما وسألتهما، وكتبت اليهما وجعلته حاجتي اليهما، فلم يكفا عنه، فلا غفر الله لهما، فو الله لكثير عزة اصدق في مودته منهما فيما ينتحلان من مودتي، حيث يقول: ألا زعمت بالغيب الا احبها * إذا أنا لم اكرم علي كريمها 3 الكافي ج 8 ص 8. 4 الكافي ج 8 ص 373. (*)
[ 234 ]
أما والله لو أحباني لاحبا من احب ". [ 13973 ] 5 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " ثلاث من كن فيه وجد طعم الايمان: من كان الله ورسوله احب إليه مما سواهما، ومن كان [ يحب ] (1) المرء لا يحبه الا لله، ومن كان يلقى في النار احب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد ان انقذه الله منه ". [ 13974 ] 6 وعنه عليه السلام: " ان الله تبارك وتعالى إذا رأى أهل قرية قد اسرفوا في المعاصي، وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين، ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه (1): لولا من فيكم من المؤمنين المتحابين لجلالي، العامرين بصلاتهم ارضي ومساجدي، والمستغفرين بالاسحار (2)، لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي ". [ 13975 ] 7 وعن كتاب السيد ناصح الدين أبي البركات: " انه قال الله عزوجل لموسى عليه السلام: هل علمت لي عملا قط ؟ قال: الهي، صليت لك، وصمت لك، وتصدقت، وذكرتك كثيرا، قال الله تبارك وتعالى: أما الصلاة فلك برهان، والصوم جنة، والصدقة والزكاة نور، وذكرك لي قصور، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسى: دلني على العمل الذي هو لك، قال: يا موسى، هل واليت لي وليا قط، وهل عاديت لي عدوا قط ؟ فعلم موسى ان أفضل الاعمال الحب في الله والبغض في الله ". [ 13976 ] 8 البحار، عن الديلمي في اعلام الدين: روي ان موسى عليه السلام 5 مشكاة الانوار ص 123. (1) أثبتناه من المصدر. 6 مشكاة الانوار ص 124. (1) في المصدر زيادة: يا أهل معصيتي. (2) في المصدر زيادة: خوفا مني. 7 مشكاة الانوار ص 124. 8 البحار ج 70 ص 26 ح 29، عن اعلام الدين ص 90. (*)
[ 235 ]
قال: يا رب اخبرني عن آية رضاك من عبدك، فأوحى الله إليه: إذا رأيت نفسك تحب المساكين وتبغض الجبارين فذلك آية رضاي. [ 13977 ] 9 ابن فهد في عدة الداعي: عنهم عليهم السلام: " لا يكمل العبد حقيقة الايمان حتى يحب أخاه المؤمن (1) ". [ 13978 ] 10 وعن عبد المؤمن الانصاري قال: دخلت على الامام أبي الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام، وعنده محمد بن عبد الله الجعفري، فتبسمت إليه، فقال: " أتحبه ؟ " قلت: نعم، وما احببته الا لكم، قال عليه السلام: " هو اخوك، والمؤمن اخ المؤمن لابيه وامه ". الخبر. [ 13979 ] 11 الشيخ المفيد في الاختصاص قال: قال الصادق عليه السلام: " من حب الرجل دينه حبه اخاه ". [ 13980 ] 12 أبو عمرو الكشي في رجاله: عن محمد بن مسعود، عن اسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير (1) الثقفي: " ما تقول في المفضل بن عمر ؟ " قال: ما عسيت أن أقول فيه، لو رأيت في عنقه صليبا، وفي وسطه كستيجا (2)، لعلمت انه على الحق، بعد ما سمعتك فيه ما تقول، قال: " رحمه الله، لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة، أتياني فشمتاه عندي، فقلت لهما: [ لا تفعلا فإني أهواه، فلم يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن 9 عدة الداعي ص 173. (1) ليس في المصدر. 10 عدة الداعي ص 174. 11 الاختصاص ص 31. 12 رجال الكشي ج 2 ص 612 ح 583. (1) في الطبعة الحجرية: " بكير " وهو تصحيف، صحته ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال. " انظر: معجم رجال الحديث ج 17 ص 176 وتنقيح المقال ج 3 ص 177 ". (2) الكستيج: خيط غليظ يشده الذمي فوق الثياب (مجمع البحرين ج 2 ص 326). (*)
[ 236 ]
الكف عنه حاجتي فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما، ] (3) اما اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي، ولقد كان كثير عزة في مودته لها اصدق منهما في مودتهما، حيث يقول: لقد علمت بالغيب اني اخونها * إذا أنا لم اكرم علي كريمها أما اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي ". [ 13981 ] 13 الشيخ المفيد في اماليه: عن محمد بن الحسن بن الوليد (1)، عن احمد ابن ادريس، عن جعفر الفزاري، عن محمد بن الحسين بن زيد، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " من احب كافرا فقد ابغض الله، ومن ابغض كافرا فقد احب الله، ثم قال: صديق عدو الله عدو لله ". [ 13982 ] 14 أبو علي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام، عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم ". الخبر. 17 * (باب وجوب حب المطيع وبغض العاصي، وتحريم العكس) * [ 13983 ] 1 زيد النرسي في اصله قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: (3) أثبتناه من المصدر. 13 بل الشيخ الصدوق في أماليه ص 484 ح 8، وعنه في البحار ج 69 ص 237 ح 2، علما ان الحديث الذي يسبقه في البحار عن أمالي المفيد، فتأمل. (1) كان في الحجرية: " أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد " وهو سهو، صحته ما أثبتناه من المصدر والبحار. 14 أمالي الطوسي ج 2 ص 77. الباب 17 1 أصل زيد النرسي ص 51. (*)
[ 237 ]
الرجل من مواليكم، يكون عارفا، يشرب الخمر ويرتكب الموبق من الذنب، نتبرأ منه، فقال: " تبرؤوا من فعله، ولا تتبرؤوا منه، احبوه وابغضوا عمله " قلت: فيسعنا ان نقول: فاسق فاجر، فقال: " لا، الفاسق الفاجر الكافر، الجاحد لنا الناصب لاوليائنا، أبى الله أن يكون ولينا فاجرا وان عمل ما عمل، ولكنكم تقولون فاسق العمل، فاجر العمل، مؤمن النفس، خبيث الفعل، طيب الروح والبدن ". الخبر. [ 13984 ] 2 الديلمي في ارشاد القلوب: عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المعراج عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " قال الله تبارك وتعالى: يا احمد، ان المحبة لله هي المحبة للفقراء والتقرب إليهم، قال: يا رب، ومن الفقراء ؟ قال: الذين رضوا بالقليل، وصبروا على الجوع، وشكروا على الرخاء، ولم يشكوا جوعهم ولا ظمأهم، ولم يكذبوا بألسنتهم، ولم يغضبوا على ربهم، ولم يغتموا على ما فاتهم، ولم يفرحوا بما آتاهم، يا أحمد، محبتي محبة الفقراء، فأدن الفقراء وقرب مجلسهم (1)، وبعد الاغنياء وبعد مجلسهم، فان الفقراء احبائي ". الخبر. [ 13985 ] 3 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: في قصة عيسى عليه السلام، قال: وكان فيما أمر به الحواريين قوله عليه السلام: وتحببوا إلى الله، ببغض أهل المعاصي، والبعد منهم. [ 13986 ] 4 الشيخ المفيد في أماليه: عن عمر بن محمد الصيرفي، عن أبي علي محمد ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن احمد بن سلامة، عن محمد بن الحسين العامري، عن أبي معمر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، 2 إرشاد القلوب ص 200. (1) في المصدر زيادة: منك. 3 إثبات الوصية ص 69. 4 أمالي المفيد ص 222. (*)
[ 238 ]
عن الحسن بن علي، عن أبيه عليهما السلام، انه قال له عند وفاته: " وواخ الاخوان في الله، واحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وابغضه بقلبك، وزائله باعمالك، لئلا تكون مثله ". الخبر. [ 13987 ] 5 ثقة الاسلام في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع (والحسين بن محمد الاشعري، عن احمد بن محمد بن عبد الله، عن يزيد بن عبد الله، عمن حدثه) (1)، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى سعد الخير: " بسم الله الرحمن الرحيم، وساق الكتاب إلى ان قال: واعلم رحمك الله، انا لا ننال محبة الله الا ببغض كثير من الناس، ولا ولايته الا بمعاداتهم، وفوت ذلك قليل يسير الدرك، ذلك من الله لقوم يعلمون ". الخبر. [ 13988 ] 6 القطب الراوندي في لب اللباب قال: قال عيسى عليه السلام: تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي. 18 * (باب استحباب الدعاء إلى الايمان والاسلام، مع رجاء القبول، وعدم الخوف) * [ 13989 ] 1 احمد بن محمد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: سئل أبو عبد الله عليه السلام، في قوله جل ذكره: * (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها) * (1). الآية، قال: " من انقذها من حرق 5 الكافي ج 8 ص 56 ح 17. (1) السند الثاني ليس في المصدر، وقد ورد السندان في الحديث 16 الذي يسبق هذا الحديث في رسالة اخرى إلى سعد الخير أيضا. 6 لب اللباب: مخطوط. الباب 18 1 التنزيل والتحريف ص 21. (1) المائدة 5 الآية 32. (*)
[ 239 ]
أو غرق " فقلت: إنا نروي عن جابر، عن أبيك (2)، انه قال: " من اخرجها من ضلال إلى (3) هدى " فقال: " ذاك من (4) تأويلها ". [ 13990 ] 2 العياشي في تفسيره: عن حمران قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام، سألته عن قول الله: * (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل) * (1). الآية، إلى ان قال: قلت: فمن احياها، قال: " نجاها من غرق أو حرق أو سبع أو عدو، ثم سكت، ثم التفت الي فقال: تأويلها الاعظم دعاها فاستجابت له ". [ 13991 ] 3 وعن سماعة قال: قلت: قول الله: * (من قتل نفسا) * (1). الآية، قال: " من اخرجها من ضلال إلى هدى فقد احياها، ومن اخرجها من هدى إلى ضلالة فقد قتلها ". [ 13992 ] 4 وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول الله تعالى: * (من قتل نفسا) * (1) إلى ان قال: قال عليه السلام: " ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا، لم يقتلها، أو انجى من غرق أو حرق، واعظم (2) من ذلك كله يخرجها من ضلالة إلى هدى ". [ 13993 ] 5 وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته * (ومن (2) في المصدر: أبيه. (3) في المصدر: أو. (4) ليس في المصدر. 2 تفسير العياشي ج 1 ص 312 ح 84. (1) المائدة 5 الآية 32. 3 تفسير العياشي ج 1 ص 313 ح 85. (1) المائدة 5 الآية 32. 4 المصدر السابق ج 1 ص 313 ح 87. (1) المائدة 5 الآية 32. (2) في المصدر: أو اعظم. 5 المصدر السابق ج 1 ص 313 ح 88. (*)
[ 240 ]
احياها فكأنما احيا الناس جميعا) * (1) قال: " من استخرجها من الكفر إلى الايمان ". [ 13994 ] 6 تفسير الامام عليه السلام: " قال علي بن الحسين عليهما السلام: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: حببني إلى خلقي وحبب خلقي الي، قال: يا رب، كيف افعل ؟ قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني، فلئن ترد آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي، أفضل لك من عبادة [ مائة ] (1) سنة بصيام نهارها وقيام ليلها، قال موسى عليه السلام: ومن هذا العبد الآبق منك ؟ قال: العاصي المتمرد، قال: فمن الضال عن فنائك ؟ قال: الجاهل بامام زمانه تعرفه، والغائب عنه بعد ما عرفه، الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته، وما يعبد به ربه، ويتوصل (2) به إلى مرضاته ". [ 13995 ] 7 الصدوق في الامالي: عن علي بن احمد، بن محمد بن جعفر الاسدي، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد الهادي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: " لما كلم الله موسى بن عمران، قال موسى: إلهي ما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام ؟ قال: يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد ". [ 13996 ] 8 علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبي القاسم، عن محمد بن عباس، عن عبد الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن عمرو بن رشيد، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله عزوجل: * (قل للذين (1) المائدة 5 الآية 32. 6 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 137. (1) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: ويتوسل. 7 أمالي الشيخ الصدوق ص 173 ح 8. 8 تفسير علي بن ابراهيم ج 2 ص 294. (*)
[ 241 ]
آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) * (1) قال: " قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا، أن يعرفوا الذين لا يعلمون، فإذا عرفوهم فقد غفر لهم ". [ 13997 ] 9 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب، عن جابر قال: سمعته يقول: " قال أبي عليه السلام: كونوا من السابقين بالخيرات، وكونوا ورقا لا شوك فيه، فان من كان قبلكم كانوا ورقا لا شوك فيه، وقد خفت ان تكونوا شوكا لا ورق فيه، وكونوا دعاة إلى ربكم، وادخلوا الناس في الاسلام ولا تخرجوهم منه، وكذلك من كان قبلكم يدخلون الناس في الاسلام ولا يخرجونهم منه ". [ 13998 ] 10 الطبرسي في الاحتجاج: في حديث الزنديق، عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال في جملة كلام له، بعد استشهاده بقوله تعالى: * (من اجل ذلك كتبنا) * (1). الآية: " وللاحياء (2) في هذا الموضع تأويل في الباطن ليس كظاهره، وهو من هداها، لان الهداية هي حياة الابد، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا، انما ينقله من دار محنة إلى دار راحة ومنحة " الخبر. [ 13999 ] 11 مصباح الشريعة: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: لئن يهد الله بك (1) عبدا من عباده، خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها ". (1) الجاثية 45 الآية 14. 9 كتاب جعفر بن محمد ص 69. 10 الاحتجاج ص 251. (1) المائدة 5 الآية 32. (2) في المصدر: والاحياء. 11 مصباح الشريعة ص 535. (1) في المصدر: على يديك. (*)
[ 242 ]
19 * (باب تأكد استحباب دعاء الاهل إلى الايمان مع الامكان) * [ 14000 ] 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " دخل على أبي جعفر عليه السلام رجل فقال: رحمك الله احدث اهلي، قال: نعم، ان الله يقول: * (يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) * (1). وقال: * (وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها) * (2) ". [ 14001 ] 2 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه كان إذا أصاب أهله خصاصة، قال لهم: " قوموا إلى الصلاة " وقال: " بهذا أمر ربي ". [ 14002 ] 3 عوالي اللآلي: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " والذي نفسي بيده، لا يضع الله الرحمة الا على رحيم " قلنا: يا رسول الله كنا رحيم، قال: " الذي يرحم نفسه واهله خاصة، ذاك الذي يرحم المسلمين ". 20 * (باب عدم وجوب الدعاء إلى الايمان على الرعية، وعدم جوازه مع التقية) * [ 14003 ] 1 احمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن خلف بن حماد الباب 19 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 70. (1) التحريم 66 الآية 6. (2) طه 30 الآية 132. 2 لب اللباب: مخطوط. 3 عوالي اللآلي: ج 1 ص 376 ح 106. الباب 20 1 المحاسن ص 308. (*)
[ 243 ]
الكوفي، عن أبي الحسن موسى عليه السلام، انه قال في حديث طويل: " ولا تعلموا هذا الخلق اصول دين الله، بل ارضوا لهم ما رضي الله لهم من ضلال ". الخبر. ورواه في الكافي: كما نقله في الاصل، في كتاب الحيض (1). [ 14004 ] 2 وعن محمد بن اسماعيل، عن أبي اسماعيل السراج، عن أبن مسكان، عن ثابت أبي سعيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " يا ثابت، ما لكم والناس (1) ! كفوا عن الناس، ولا تدعوا احدا إلى امركم، فو الله لو ان اهل السماوات واهل الارضين اجتمعوا على ان يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على ان يهدوه، ولو ان اهل السماوات واهل الارضين اجتمعوا على ان يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس، ولا يقل احدكم: اخي وابن عمي وجاري، فان الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه، فلا يسمع معروفا الا عرفه، ولا منكرا الا انكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها امره ". [ 14005 ] 3 وعن القاسم بن محمد وفضالة بن أيوب، عن كليب بن معاوية الاسدي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " ما انتم والناس ! ان الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، فإذا هو يجول لذلك ويطلبه ". [ 14006 ] 4 وعن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " اجعلوا امركم لله ولا تجعلوا للناس، فانه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، فلا تخاصموا الناس لدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب. (1) وسائل الشيعة ج 2 ص 535 خ 1 عن الكافي ج 3 ص 93. 2 المحاسن ص 200 ح 34. (1) في المصدر: وللناس. 3 المحاسن ص 200 ح 36. 4 المحاسن ص 201 ح 38. (*)
[ 244 ]
ان الله قال لنبيه صلى الله عليه وآله: * (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) * (1). وقال: * (افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) * (2) ذروا الناس، فان الناس اخذوا عن الناس، وانكم اخذتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا سواء، اني سمعت ابي يقول: ان الله إذا كتب على عبد ان يدخل في هذا الامر، كان اسرع إليه من الطير إلى وكره ". [ 14007 ] 5 وعن أبيه، عن صفوان وفضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال: كان أبي يقول: " ما لكم ولدعاء الناس ! انه لا يدخل في هذا الامر الا من كتب الله له ". [ 14008 ] 6 وعن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " يا ثابت، ما لكم وللناس ". [ 14009 ] 7 وعن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " ان رجلا اتى أبي فقال: اني رجل خصم، اخاصم من احب ان يدخل في هذا الامر، فقال له أبي: لا تخاصم احدا، فان الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة، حتى انه ليبصر [ به ] (1) الرجل منكم يشتهي لقاءه ". وعن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت، عن أبي عبد الله عليه السلام، مثله. (1) القصص 28 الآية 56. (2) يونس 10 الآية 99. 5 المحاسن ص 201 ح 39. 6 المصدر السابق ص 201 ح 39. 7 المصدر السابق ص 201 ح 40. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر. (*)
[ 245 ]
[ 14010 ] 8 وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل إبن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " لا تدعوا إلى هذا الامر، فان الله إذا أراد بعبد خيرا، أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر ". وعن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن أبي جعفر عليه السلام، مثله. [ 14011 ] 9 وعن صفوان، عن محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ندعو الناس إلى هذا الامر ؟ فقال: " لا يا فضيل، ان الله إذا أراد بعبد خيرا، امر ملكا فأخذ بعنقه فادخله في هذا الامر " (قال وأومأ بيده إلى رأسه) (1). [ 14012 ] 10 كتاب درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان، عن حمران قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحك الله، اني كنت في حال وقد صرت إلى حال اخرى، فلست أدري الحال التي كنت عليها أفضل أو التي صرت إليها ؟ قال: فقال: " وما ذاك يا حمران ؟ " قال: قلت: جعلت فداك، قد كنت اخاصم الناس، فلا ازال قد استجاب لي الواحد بعد الواحد، ثم تركت ذاك، قال: فقال: " يا حمران، خل بين الناس وخالقهم، فان الله إذا اراد بعبد خيرا، نكت في قلبه نكتة فحال (1) قلبه، فيصير إلى هذا الامر اسرع من الطير إلى وكره ". [ 14013 ] 11 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: في وصية الصادق عليه 8 المحاسن ص 202 ح 43. 9 المصدر السابق ص 202 ح 44. (1) في المصدر: طائعا أو كارها، وما في المتن ورد في حديث ص 46 من المصدر، فتأمل. 10 كتاب درست بن أبي منصور ص 168. (1) حال: تحول عن حال إلى حال، وتغير (لسان العرب ج 11 ص 188). 11 تحف العقول ص 229. (*)
[ 246 ]
السلام لمحمد بن النعمان: " يا أبا جعفر، ما لكم وللناس ! كفوا عن الناس، ولا تدعوا احدا إلى هذا الامر، فو الله لو ان اهل السماوات [ والارض ] (1) اجتمعوا على ان يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس، ولا يقل احدكم: اخي وعمي وجاري، فان الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا، طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه ولا منكرا الا انكره، ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع الله بها امره ". الخبر. 21 * (باب وجوب بذل المال دون النفس والعرض، وبذل النفس دون الدين) * [ 14014 ] 1 دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال: " كان في وصية رسول الله لعلي صلوات الله عليهما: يا علي، أوصيك في نفسك بخصال إلى ان قال والخامسة: بذلك مالك ودمك دون دينك ". الخبر. [ 14015 ] 2 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " صن دينك بدنياك تربحهما (1)، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما ". وقال عليه السلام: " صن الدين بالدنيا ينجيك، ولا تصن الدنيا بالدين فترديك " (2). (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر. الباب 21 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 347 ح 348. 2 الغرر ج 1 ص 457 ح 51. (1) ليس في المصدر. (2) نفس المصدر ج 1 ص 457 ح 53. (*)
[ 247 ]
22 * (باب عدم جواز الكلام في ذات الله، والتفكر في ذلك، والخصومة في الدين، والكلام بغير كلام الائمة عليهم السلام) * [ 14016 ] 1 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام: " ان رجلا قال لامير المؤمنين عليه السلام: هل تصف ربنا نزداد له حبا وبه معرفة ؟ فغضب وخطب الناس، فقال فيما قال: عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته، وتقدمك فيه الرسول من معرفته، فائتم به، واستضئ بنور هدايته، فانما هي نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما كلفك الشيطان علمه (1)، مما ليس عليك في الكتاب فرضه، ولا في سنة الرسول وائمة الهدى (2) اثره، فكل علمه إلى الله، ولا تقدر عظمة الله عليه قدر عقلك، فتكون من الهالكين، واعلم يا عبد الله ان الراسخين في العلم، هم الذين اغناهم الله عن الاقتحام على السدد (3) المضروبة دون الغيوب، اقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، وقد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا ". [ 14017 ] 2 وعن ربعي بن عبد الله، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) * قال: " الكلام في الله، الباب 22 1 تفسير العياشي ج 1 ص 163 ح 5، وعنه في البحار ج 3 ص 257 ح 1. (1) في المصدر: عليه. (2) في المصدر: الهداة. (3) السدة: الستارة على الباب وغيره والجمع سدد. (لسان العرب " سدد " ج 3 ص 209). 2 المصدر السابق ج 1 ص 362 ح 31. (*)
[ 248 ]
والجدال في القرآن * (فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) * (1) قال: منهم القصاص ". [ 14018 ] 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: " اياكم واصحاب الخصومات والكذابين، فانهم تركوا ما امروا بعلمه، وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه، حتى تكلفوا علم السماء، يا أبا عبيدة، وخالق (1) الناس باخلاقهم، يا أبا عبيدة، انا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول، ثم قرأ * (ولتعرفنهم في لحن القول) * (2) ". [ 14019 ] 4 كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، وهو يقول: " لا يخاصم الا شاك في دينه، أو من لا ورع له ". [ 14020 ] 5 علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " إذا انتهى الكلام إلى الله فامسكوا، وتكلموا فيما دون العرش، ولا تكلموا فيما فوق العرش، فان قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم، حتى ان (1) الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه ". [ 14021 ] 6 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا جدال كل مفتون، فان كل مفتون يلقن حجته إلى (1) الانعام 6 الآية 68. 3 كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 27. (1) في نسخة: وخالط. (2) محمد 47 الآية 30. 4 كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص 102. 5 تفسير علي بن ابراهيم ج 2 ص 338. (1) في المصدر: كان. 6 الجعفريات ص 171. (*)
[ 249 ]
انقضاء مدته، فإذا انقضت مدته رست (1) به خطيئته واحرقته ". [ 14022 ] 7 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما ابتدع القوم بدعة الا اعطوا لها جدلا، ولا سبب قوم فتنة الا كانوا فيها حربا (1) ". [ 14023 ] 8 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعن الله الذين اتخذوا دينهم سحتا (1)، يعني الجدال في الدين ". [ 14024 ] 9 فقه الرضا عليه السلام: " اياك والخصومة، فانها تورث الشك، وتحبط العمل، وتردي صاحبها (1)، وعسى ان يتكلم بشئ لا يغفر له. ونروي: انه كان فيما مضى قوم انتهى بهم الكلام إلى الله عزوجل فتحيروا، فان كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه. واروي (2): تكلموا فيما دون العرش، فان قوما تكلموا في الله عزوجل فتاهوا. واروي عن العالم، وسألته عن شئ من الصفات فقال: لا تتجاوزا (3) مما في القرآن. أروي: انه قرئ بين يدي العالم عليه السلام، قوله: * (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) * (4) فقال: انما عنى ابصار القلوب وهي الاوهام، فقال: لا (1) رسا الشئ: ثبت واستقر (لسان العرب " رسا " ج 14 ص 321). 7 الجعفريات ص 171. (1) في المصدر: حرما، وكلاهما تصحيف والظاهر إن صوابه حطبا. 8 المصدر السابق ص 171. (1) في المصدر: سعنا. 9 فقه الرضا (ع) ص 52. (1) في المصدر: بصاحبها. (2) في المصدر زيادة: عن العالم عليه السلام. (3) في المصدر: لا يتجاوز. (4) الانعام 6 آية 103 (*)
[ 250 ]
تدرك الاوهام كيفيته، وهو يدرك كل وهم، واما عيون البشر فلا تلحقه، لانه لا يحل فلا يوصف، هذا ما نحن عليه كلنا ". [ 14025 ] 10 تفسير الامام عليه السلام: " لقد مر أمير المؤمنين عليه السلام على قوم من اخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا انصاري، وهم قعود في بعض المساجد، في أول يوم من شعبان، فإذا هم يخوضون هفي امر القدر وغيره مما اختلف الناس فيه، قد ارتفعت اصواتهم واشتد فيه (1) جدالهم، فوقف عليهم وسلم، فردوا عليه ووسعوا له وقاموا إليه يسألونه إليهم، فلم يحفل بهم، ثم قال لهم وناداهم: يا معشر المتكلمين (2)، ألم تعلموا ان لله عبادا قد اسكنتهم (3) خشيته من غير عي (4) ولا بكم، وانهم لهم الفصحاء العقلاء الالباء، العالمون بالله وايامه، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت السنتهم، وانقطعت افئدتهم، وطاشت عقولهم، وتاهت (5) حلومهم، اعزازا لله واعظاما واجلالا، فإذا فاقوا من ذلك استبقوا (6) إلى الله بالاعمال الزاكية، يعدون انفسهم مع الظالمين والخاطئين، وانهم براء من المقصرين والمفرطين، الا انهم لا يرضون لله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، ولا يدلون (7) عليه بالاعمال، فهم إذا رأيتهم مهيمون (8) مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم يا معشر المبتدعين ! ألم تعلموا ان 10 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 268، وعنه في البحار ج 3 ص 265 ح 30. (1) في المصدر زيادة: محكهم و. (2) وفيه زيادة: فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم. (3) في المصدر: أسكنتهم. (4) وفيه: صم. (5) وفيه: وهامت. (6) وفيه: استقبلوا. (7) في المصدر: ولا يزالون. (8) في المصدر: فهم متى ما رأيتهم مهمومون، والهيام: حالة من الحيرة أو العشق أو غيرهما " لسان العرب ج 12 ص 626 ". (*)
[ 251 ]
اعلم الناس بالقدر اسكتهم عنه، وان اجهل الناس بالقدر انطقهم فيه ! ؟ ". [ 14026 ] 11 محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، عن محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي محمد الغفاري، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اياكم وجدال كل مفتون، فانه ملقن حجته إلى انقضاء مدته، فإذا انقضت مدته الهبته خطيئته واحرقته ". [ 14027 ] 12 محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن احمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن يحيى، عن ابن اذينة، عن الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " هلك (1) اصحاب الكلام وينجو المسلمون، ان المسلمين هم النجباء، يقولون: هذا ينقاد (وهذا لا ينقاد) (2)، اما والله لو علموا كيف كان اصل الخلق ما اختلف اثنان ". [ 14028 ] 13 أبو عمرو الكشي في رجاله: عن علي بن محمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي قال: اجتمع ابن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن الحجاج، ومحمد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر من اصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم ان يناظر هشام بن سالم، فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عزوجل وعن غير ذلك، لينظروا ايهم أقوى حجة. فرضي هشام بن سالم، ان يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكلما، وساقا ما جرى بينهما وقال: 11 الغيبة للنعماني ص 28. 12 بصائر الدرجات ص 541 ح 5. (1) في المصدر: يهلك. (2) ليس في المصدر. 13 رجال الكشي ج 2 ص 564 ح 500. (*)
[ 252 ]
قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم، والحدت فيه، ويحك ما قدرت ان تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به، قال جعفر بن محمد بن حكيم: فكتب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام مخاطبتهم وكلامهم، ويسأله عليه السلام ان يعلمهم: ما القول الذي ينبغي ان يدين الله به من صفة الجبار ؟ فأجابه في عرض كتابه: " فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله اجل واعلى واعظم من ان يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك ". [ 14029 ] 14 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن امير المؤمنين عليه السلام، انه قال في خطبة الوسيلة: " ومن فكر في ذات الله تزندق ". ورواه ثقة الاسلام في روضة الكافي (1): عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الاوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، عنه عليه السلام، مثله. 23 * (باب وجوب التقية مع الخوف، إلى خروج صاحب الزمان (عليه السلام)) * [ 14030 ] 1 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " التقية ديني ودين أهل بيتي ". [ 14031 ] 2 كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن الحسن البصري قال: سمعت عليا 14 تحف العقول ص 63. (1) الكافي ج 8 ص 22. الباب 23 1 الجعفريات ص 180. 2 كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 193. (*)
[ 253 ]
عليه السلام، يقول يوم قتل عثمان: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال سمعته يقول: ان التقية من دين الله، ولا دين لمن لا تقية له، والله لولا التقية ما عبد الله في الارض في دولة ابليس، فقال رجل: وما دولة ابليس ؟ فقال: إذا ولي امام هدى فهي في دولة الحق على ابليس، وإذا ولي امام ضلالة فهي دولة ابليس ". الخبر. [ 14032 ] 3 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن محمد إبن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان قابيل اتى هبة الله عليه السلام فقال: ان ابي قد اعطاك العلم الذي كان عنده، وانا كنت اكبر منك واحق به منك، ولكن قتلت ابنه فغضب علي فأثرك بذلك العلم علي، وانك والله ان ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك أبوك، لتتكبر به علي ولتفتخر علي (1)، لاقتلنك كما قتلت اخاك، فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم، لتنقضي دولة قابيل، ولذلك يسعنا في قومنا التقية، لان (لنا في ولد آدم) (2) اسوة ". الخبر. [ 14033 ] 4 الشيخ الطوسي في اماليه: عن الحسين بن ابراهيم القزويني [ عن أبي عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري عن أحمد بن إبراهيم بن احمد ] (1) عن الحسن بن علي الزعفراني، عن احمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن ابن ابي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قوله تعالى: * (ان 3 قصص الانبياء للراوندي ص 39. (1) في المصدر: به. (2) في المصدر: في ابن آدم لنا. 4 أمالي الطوسي ج 2 ص 274. (1) أثبتناه من المصدر " انظر معجم رجال الحديث ج 5 ص 66 و 175 وجامع الرواة ج 2 ص 211 ". (*)
[ 254 ]
اكرمكم عند الله اتقاكم) * (2) قال: " اعملكم بالتقية ". [ 14034 ] 5 الصدوق في الهداية: قال: قال الصادق عليه السلام: " لو قلت: ان تارك التقية كتارك الصلاة، لكنت صادقا ". [ 14035 ] 6 وعنه عليه السلام، انه سئل عن قول الله عزوجل: * (ان أكرمكم عند الله أتقاكم) * (1) قال: " اعملكم بالتقية ". [ 14036 ] 7 وقال عليه السلام: " خالطوا الناس بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية، ما دامت الامرة صبيانية (1) ". وقال عليه السلام: " رحم الله امرءا حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم ". [ 14037 ] 8 وقال عليه السلام: " الرياء مع المنافق في داره عبادة، ومع المؤمن شرك، والتقية واجبة، لا يجوز تركها إلى ان يخرج القائم عليه السلام، فمن تركها فقد دخل في نهي الله عزوجل، ونهي رسول الله والائمة صلوات الله عليهم ". [ 14038 ] 9 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: " لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف: * (أيتها (2) الحجرات 49 الآية 13. 5 الهداية ص 9. 6 الهداية ص 9. (1) الحجرات 49 الآية 13. 7 الهداية ص 10. (1) في الحجرية: صبابية، وهو تصحيف، صوابه ما أثبتناه من المصدر، نسبة إلى الصبيان وهم الاطفال الجهال الذين لم تحنكهم الحياة ولم يلجؤوا من العلم والتقوى إلى ركن وثيق، فحكمهم نزوات وقضاؤهم شهوات. 8 الهداية ص 10. 9 تفسير العياشي ج 2 ص 184 ح 47. (*)
[ 255 ]
العير انكم لسارقون) * (1) ". وفي رواية ابي بصير (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " التقية من دين الله، ولقد قال يوسف: * (أيتها العير انكم لسارقون) * (3) ووالله ما كانوا سرقوا شيئا وما كذب ". [ 14039 ] 10 وفي رواية اخرى، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قيل له وانا عنده: ان سالم بن حفصة يروي عنك انك تكلم على سبعين وجها، لك منها المخرج، فقال: " ما يريد سالم مني ! ؟ أيريد أن أجئ بالملائكة، فو الله ما جاء بهم النبيون، ولقد قال ابراهيم: * (اني سقيم) * (1) والله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال ابراهيم: * (بل فعله كبيرهم) * (2) وما فعله كبيرهم وما كذب، ولقد قال يوسف: * (أيتها العير انكم لسارقون) * (3) والله ما كانوا سرقوا وما كذب ". [ 14040 ] 11 دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال في حديث: " ان أبي رضوان الله عليه كان يقول: ان التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، وان الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية ". الخبر. [ 14041 ] 12 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: نقلا من المحاسن، عن معلى بن (1) يوسف 12 الآية 70. (2) تفسير العياشي ج 2 ص 184 ح 84. (3) يوسف 12 الآية 70. 10 تفسير العياشي ج 2 ص 184 ح 49. (1) الصافات 37 الآية 89. (2) الانبياء 21 الآية 63. (3) يوسف 12 الآية 70. 11 دعائم الاسلام ج 1 ص 59. 12 مشكاة الانوار ص 40. (*)
[ 256 ]
خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " يا معلى اكتم امرنا ولا تذعه، فانه من كتم أمرنا ولا يذيعه اعزه [ الله ] (1) في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه (2 (يقوده إلى الجنة إلى أن قال يا معلى، ان التقية " وذكر مثله. [ 14042 ] 13 وعنه عليه السلام قال: " كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم، تقية وحرز لمن اخذ بها وتحرز من التعريض للبلاء في الدنيا ". [ 14043 ] 14 جامع الاخبار: من كتاب التقية للعياشي، عن الصادق عليه السلام، انه قال: " لا دين لمن لا تقية له، وان التقية لاوسع ما بين السماء والارض ". وقال عليه السلام: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يتكلم في دولة الباطل الا بالتقية ". وعنه عليه السلام قال: " إذا تقارب الزمان (1) كان اشد للتقية ". [ 14044 ] 15 الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب: في حديث طويل، عن سلمان الفارسي رحمه الله، انه ذكر قدوم الجاثليق من الروم ومعه مائة من الاساقفة، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، إلى المدينة، وسؤالهم عن أبي بكر اشياء تحير فيها، ثم ذكر قدومهم على علي عليه السلام، وحله مشاكلهم واسلامهم على يده، وامره برجوعهم إلى وطنهم، إلى ان قال: قال عليه السلام: " وعليكم بالتمسك بحبل الله وعروته، وكونوا من حزب الله ورسوله، (1) أثبتناه في المصدر. (2) في المصدر زيادة: في الآخرة. 13 مشكاة الانوار ص 42. 14 جامع الاخبار ص 112. (1) في المصدر: هذا الامر. 15 ارشاد القلوب ص 313. (*)
[ 257 ]
والزموا عهد (1) الله وميثاقه عليكم، فان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، وكونوا في أهل ملتكم كأصحاب الكهف، واياكم ان تفشوا أمركم إلى أهل أو ولد أو حميم أو قريب، فانه دين الله عزوجل الذي اوجب له التقية لاوليائه، (فيقتلكم قومكم) (2) ". الخبر. [ 14045 ] 16 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال لابي جعفر محمد بن النعمان، في حديث: " فان أبي كان يقول: واي شئ أقر للعين من التقية ! ان التقية جنة المؤمن، ولولا التقية ما عبد الله، وقال عزوجل: * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تتقوا منهم تقية) * (1) ". الخبر. [ 14046 ] 17 الشيخ المفيد في الامالي: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم الازدي، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، يقول: " اتقوا الله، وصونوا دينكم بالورع، وقووه بالتقية ". الخبر. [ 14047 ] 18 الحسن بن سليمان الحلي في منتخب البصائر: نقلا عن سعد بن عبد الله في بصائره، عن احمد وعبد الله ابني [ محمد بن ] (1) عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان ابي صلوات الله عليه كان يقول: واي (1) في المصدر زيادة: رسول. (2) ما بين القوسين ليس في المصدر. 16 تحف العقول ص 228. (1) آل عمران 3 الآية 28. 17 أمالي المفيد ص 100. 18 منتخب البصائر ص 104. (1) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، " انظر: معجم رجال الحديث ج 2 ص 183 وج 10 ص 311 ". (*)
[ 258 ]
شئ أقر للعين من التقية ! ان التقية جنة المؤمن ". [ 14048 ] 19 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " عليك بالتقية، فانها شيمة الافاضل ". 24 * (باب وجوب التقية في كل ضرورة بقدرها، وتحريم التقية مع عدمها، وحكم التقية في شرب الخمر، ومسح الخفين، ومتعة الحج) * [ 14049 ] 1 احمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن الحسن بن علي بن فضال، وفضالة، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " التقية في كل ضرورة، وصاحبها اعلم بها حين تنزل به ". [ 14050 ] 2 وعن معمر بن يحيى، عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال في حديث: " كلما خاف المؤمن على نفسه فيه ضرورة فله التقية ". [ 14051 ] 3 وعن سماعة قال: قال: " ليس شئ مما حرم الله، الا وقد احله لمن اضطر إليه ". [ 14052 ] 4 دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، (قال: " حدثني ابي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام) (1) انه قال: التقية ديني ودين آبائي في كل شئ، الا في تحريم المسكر، وخلع الخفين [ يعني ] (2) الوضوء، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) ". الخبر. 19 غرر الحكم ج 2 ص 482 ح 57. الباب 24 1 نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص 62. 2 المصدر السابق ص 62. 3 المصدر السابق ص 62. 4 دعائم الاسلام ج 2 ص 132 ح 464. (1) ليس في المصدر. (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 259 ]
[ 14053 ] 5 زيد النرسي في اصله: عن ابي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال في حديث: " وما حرم الله حراما فاحله (1) الا للمضطر، ولا احل الله حلالا قط ثم حرمه ". [ 14054 ] 6 الامام الهمام أبو محمد العسكري عليه السلام في تفسيره: قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى الخمس كفر عنه من الذنوب ما بين كل صلاتين إلى أن قال لا تبقي عليه من الذنوب (1) شيئا الا الموبقات، التي شي: جحد النبوة، أو (2) الامامة، أو ظلم اخوانه المؤمنين، أو ترك التقية حتى يضر بنفسه واخوانه المؤمنين ". 25 * (باب وجوب عشرة العامة بالتقية) * [ 14055 ] 1 دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: يوصي شيعته: " خالقوا الناس بأحسن أخلاقكم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم ". الخبر. [ 14056 ] 2 جامع الاخبار: عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " اني لاحسبك إذا شتم علي عليه السلام بين يديك، ان تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت " قلت: اي والله جعلت فداك اني لهكذا وأهل بيتي، قال: " فلا تفعل، فو الله لربما سمعت من شتم عليا عليه السلام وما بيني وبينه الا اسطوانة فاستتر بها، فإذا فرغت من صلاتي امر به فأسلم عليه واصافحه ". 5 كتاب زيد النرسي ص 58. (1) في المصدر زيادة: من بعد. 6 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 93 باختلاف. (1) في المصدر: الدرن. (2) في المصدر: و. الباب 25 1 دعائم الاسلام ج 1 ص 66. 2 جامع الاخبار ص 112. (*)
[ 260 ]
ورواه ابن ادريس في السرائر (1): عن كتاب المحاسن لاحمد بن محمد البرقي، عنه، مثله. 26 * (باب وجوب طاعة السلطان للتقية) * [ 14057 ] 1 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن محمد بن النعمان قال: قال الصادق عليه السلام: " يابن النعمان، إذا كانت دولة الظلم فامش واستقبل من تتقية بالتحية، فان المتعرض للدولة قاتل نفسه وموبقها، ان الله يقول: * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * (1) ". [ 14058 ] 2 كتاب سليم بن قيس: (حدثنا الحسن بن أبي يعقوب قال: حدثنا ابراهيم بن عمرو بن عبد الرزاق بن همام، عن أبيه) (1)، عن ابان، عن سليم، عن قيس بن سعد بن عبادة في حديث انه قال لمعاوية: اما ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لنا: " انكم سترون من بعدي اثره " (فقال معاوية: فما امركم به ؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، فقال: فاصبروا حتى تلقوه (2) الخبر). [ 14059 ] 3 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ثلاثة مهلكة: الجرأة على السلطان، وائتمان الخوان، وشرب السم للتجربة ". (1) السرائر ص 493 عن المحاسن ص 259 ح 313. الباب 26 1 تحف العقول ص 228. (1) البقرة 2 الآية 195. 2 كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 199، وعنه في البحار ج 8 ص 562 ط حجر. (1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) ما بين القوسين ليس في المصدر المطبوع، وأخرج العبارة المذكورة العلامة المجلسي في البحار ج 44 ص 124 ناقلا الحديث عن الاحتجاج، عن سليم بن قيس، فتأمل. 3 غرر الحكم ج 1 ص 365 ح 23. (*)
[ 261 ]
وقال عليه السلام: " من اجترأ على السلطان فقد تعرض للهوان " (1). [ 14060 ] 4 علي بن إبراهيم في تفسيره: في سياق قصة أبي ذر وعثمان، قال: قال أبو ذر: قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يوما: " يا أبا ذر، كيف أنت إذا قيل لك: أي البلاد احب إليك ان تكون فيها ؟ فتقول: مكة حرم الله وحرم رسوله، ا عبد الله فيها حتى يأتيني الموت، فيقال لك: لا ولا كرامة إلى ان قال فقلت: يا رسول الله، أفلا اضع سيفي هذا على عاتقي واضرب به قدما قدما ؟ قال: لا، اسمع واسكت ولو لعبد حبشي ". الخبر. 27 * (باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية، وقضاء حقوق الاخوان) * [ 14061 ] 1 الامام الهمام أبو محمد العسكري عليه السلام، في تفسير قوله تعالى: * (وقولوا للناس حسنا) * (1) قال (2): " قولوا للناس كلهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم، أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الايمان. فان استتر من ذلك بكف (3) شرورهم عن نفسه وعن اخوانه المؤمنين، قال الامام عليه السلام: ان مداراة اعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه واخوانه ". [ 14062 ] 2 وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إنا لنبشر في وجوه قوم وان قلوبنا (1) نفس المصدر ج 2 ص 662 ح 875. 4 تفسير القمي ج 2 ص 53 باختلاف. الباب 27 1 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 142. (1) البقرة 2 الآية 83. (2) في المصدر زيادة الصادق عليه السلام. (3) في المصدر: يكن. 2 المصدر السابق ص 142. (*)
[ 262 ]
لتقليهم (1)، أولئك اعداء الله نتقيهم على اخواننا وعلى أنفسنا ". وقالت فاطمة عليها السلام: " بشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة، وبشر في وجه المعاند يقي صاحبه عذاب النار ". [ 14063 ] 3 وقال الحسن بن علي عليهما السلام: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الانبياء انما فضلهم الله على خلقه اجمعين، بشدة مداراتهم لاعداء دين الله، وحسن تقيتهم لاجل اخوانهم في الله ". [ 14064 ] 4 قال الزهري: وكان علي بن الحسين عليهما السلام، ما عرفت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية، لانه لا احد يعرفه بفضائله الباهرة الا ولا يجد بدا من تعظيمه، من شدة مداراة علي بن الحسين عليهما السلام، وحسن معاشرته اياه، واخذه من التقية بأحسنها واجملها، ولا احد وان كان يريه المودة في الظاهر، الا وهو يحسده في الباطن، لتضاعف فضائله على فضائل الخلق. [ 14065 ] 5 وقال محمد بن علي عليهما السلام: " من اطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم، وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه واخوانه، فقد حوى من الخيرات والدرجات العالية عند الله ما لا يقادر قدره غيره ". [ 14066 ] 6 وقال بعض المخالفين، بحضرة الصادق عليه السلام، لرجل من الشيعة: ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال: أقول فيهم الخير الجميل، الذي يحط الله به سيئاتي ويرفع به درجاتي، فقال السائل: الحمد لله على ما انقذني من بغضك، كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة، فقال الرجل: الا من (1) في الطبعة الحجرية: " لتلسنهم "، وما أثبتناه من المصدر، وتقليهم: تبغضهم (مجمع البحرين ج 1 ص 349). 3 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 142. 4 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 142. 5 نفس المصدر ص 142. 6 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 142، باختلاف. (*)
[ 263 ]
أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله. قال: لعلك تتأول ما تقول، قل: فمن أبغض العشرة من الصحابة، فقال: من ابغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، فوثب الرجل وقبل رأسه وقال: اجعلني في حل مما قرفتك (1) به من الرفض قبل اليوم، قال: انت في حل وانت اخي، ثم انصرف السائل، فقال له الصادق عليه السلام: جودت لله درك لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك، وتلطفك بما خلصك، ثم لم تثلم دينك، وزاد الله في مخالفينا غما إلى غم، وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في تقيتهم فقال بعض اصحاب الصادق عليه السلام: يابن رسول الله، ما عقلنا من كلام هذا الا موافقة صاحبنا لهذا المتعنت الناصب. فقال الصادق عليه السلام: لئن كنتم لم تفقهوا ما عنى، فقد فهمناه نحن، وقد شكر الله له، ان ولينا الموالي لاوليائنا المعادي لاعدائنا، إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه، وفقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه، ويعظم الله بالتقية ثوابه، ان صاحبكم هذا قال: من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله، أي من عاب واحدا منهم وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال في الثانية: من عابهم أو شمتهم فعليه لعنة الله، وقد صدق لان من عابهم فقد عاب عليا عليه السلام لانه احدهم، فإذا لم يعب عليا عليه السلام ولم يذمهم فلم يعبهم، وإذا عاب عاب بعضهم، ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية. كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله، ونبوة موسى عليه السلام، وتفضيل محمد صلى الله عليه وآله على جميع رسل الله وخلقه، وتفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام والخيار من الائمة على سائر اوصياء النبيين، والى البراءة من ربوبية فرعون، فوشى به الواشون إلى فرعون. (1) قرفتك: اتهمتك (لسان العرب ص 9 ح 280). (*)
[ 264 ]
وقالوا: ان حزقيل يدعو إلى مخالفتك، ويعين اعداءك إلى مضادتك، فقال لهم فرعون: هو ابن عمي، وخليفتي على ملكي، وولي عهدي، ان فعل ما قلتم فقد استحق اشد العذاب، على كفره لنعمتي، وان كنتم عليه كاذبين، فقد استحققتم اشد العذاب، لايثاركم الدخول في مساءته، فجاء بحزقيل وجاء بهم، وكاشفوه وقالوا: أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه، فقال حزقيل: أيها الملك، هل جربت علي كذبا قط ؟ قال: لا، قال: فسلهم من ربهم ؟ قالوا: فرعون هذا، قال لهم: ومن خالقكم ؟ قالوا: فرعون هذا، قال: ومن رازقكم الكافل لمعائشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا: فرعون هذا. قال حزقيل: أيها الملك، فاشهدك ومن حضرك، ان ربهم هو ربي، وان خالقهم هو خالقي، ورازقهم هو رازقي، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي، لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم، واشهدك ومن حضرك، ان كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم، فأنا برئ منه ومن ربوبيته وكافر بالهيته. وقال حزقيل هذا، وهو يعني ان ربهم هو الله ربي، وهو لم يقل ان الذي قالوا هم انه هو ربهم هو ربي، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره، وتوهموا انه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي، فقال لهم: يا رجال السوء، ويا طلاب الفساد في ملكي، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وعضدي، أنتم المستحقون لعذابي، لارادتكم فساد امري، واهلاك ابن عمي والفت في عضدي. ثم أمر بالاوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد، وفي صدر كل واحد منهم وتد، وأمر اصحاب امشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من ابدانهم، فلذلك قال الله: * (فوقيه الله يعني حزقيل سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب) * (2) وهم الذين وشوا إلى فرعون ليهلكوه: * (وحاق بآل فرعون) * وهم (2) غافر 40 الآية 45. (*)
[ 265 ]
الذين وشوا بحزقيل إليه، لما أوتد فيهم من الاوتاد، ومشط عن أبدانهم لحومهم بالامشاط ". [ 14067 ] 7 وقال رجل لموسى بن جعفر عليهما السلام، من خواص الشيعة وهو يرتعد بعدما خلا به: يابن رسول الله، ما اخوفني ان يكون فلان بن فلان ينافقك في اظهاره اعتقاد وصيتك وامامتك، فقال موسى عليه السلام: " وكيف ذاك ؟ " قال: اني حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار اهل بغداد فقال له صاحب المجلس: انت تزعم ان موسى بن جعفر عليهما السلام، امام دون هذا الخليفة القاعد على سريره. فقال له صاحبك هذا: ما أقول هذا، بل ازعم ان موسى بن جعفر غير امام، وان لم اكن اعتقد انه غير امام، فعلي وعلى من لم يعتقد ذلك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، قال له صاحب المجلس: جزاك الله خيرا ولعن من وشى بك. فقال له موسى بن جعفر عليهما السلام: " ليس كما ظننت، ولكن صاحبك افقه منك، انما قال: ان موسى غير امام، اي ان الذي هو عندك (1) امام فموسى غيره، فهو إذا امام، فانما اثبت بقوله هذا امامتي، ونفى امامة غيري، يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذي ظننته باخيك ؟ هذا من النفاق، وتب إلى الله "، ففهم الرجل ما قاله له واغتم وقال: يابن رسول الله، ما لي مال فارضيه به، ولكن قد وهبت له شطر عملي كله، من تعبدي، ومن صلاتي عليكم أهل البيت، ومن لعنتي لاعدائكم، قال موسى بن جعفر عليهما السلام: " الآن خرجت من النار ". [ 14068 ] 8 قال: " وكنا عند الرضا عليه السلام، فدخل إليه رجل فقال: يا بن 7 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 144. (1) في المصدر: غير. 8 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 144 باختلاف. (*)
[ 266 ]
رسول الله، لقد رأيت اليوم شيئا (عجبت منه) (1)، رجل كان معنا يظهر لنا انه من الموالين لآل محمد عليهم السلام، المتبرئين من اعدائهم، ورأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه، وهو ذا يطاف به ببغداد، وينادي به (2) المنادون بين يديه: معاشر الناس، استمعوا توبة هذا الرافضي، ثم يقولون له: قل: فيقول (3): خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر، فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا: قد تاب، وفضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام، (ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله) (4). فقال الرضا عليه السلام: إذا خلوت فاعد علي هذا الحديث، فلما ان (5) خلا اعاد عليه، فقال عليه السلام: " انما لم افسر لك معنى كلام هذا الرجل، بحضرة هذا الخلق المنكوس، كراهة ان ينتقل إليهم فيعرفوه ويؤذوه، لم يقل الرجل: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر، فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام. ولكن قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر، فجعله نداء لابي بكر، ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة (6)، ليتوارى من شرورهم، ان الله تعالى جعل هذه التورية مما رحم (7) به شيعتنا ومحبينا ". [ 14069 ] 9 قال: وقال رجل لمحمد بن علي عليهما السلام: يابن رسول الله، (1) في المصدر: عجيبا من. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: " يقول ". (4) ما بين القوسين ليس في المصدر. (5) ليست في المصدر. (6) في الطبعة الحجرية: " الجملة " وما أثبتناه من المصدر. (7) في المصدر: " حفظ ". 9 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 144. (*)
[ 267 ]
مررت اليوم بالكرخ، فقالوا: هذا نديم محمد بن علي عليهما السلام امام الرافضة، فاسألوه: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فان قال: علي، فاقتلوه، وان قال: أبو بكر، فدعوه، فانثال علي منهم خلق عظيم، وقالوا لي: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقلت: مجيبا لهم: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر وعمر وعثمان، وسكت ولم اذكر عليا عليه السلام، فقال بعضهم: قد زاد علينا، نحن نقول: هاهنا: وعلي، فقلت لهم: في هذا نظر لا أقول هذا، فقالوا بينهم: ان هذا اشد تعصبا للسنة منا، وقد غلطنا عليه، ونجوت بهذا منهم، فهل علي يابن رسول الله في هذا حرج ؟ وانما أردت اخير، أي اهو خير ؟ استفهاما لا اخبارا، فقال محمد بن علي عليهما السلام: قد شكر الله لك بجوابك هذا لهم، وكتب الله اجره واثبته لك في الكتاب الحكيم، واوجب لك بكل حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم، ما تعجز عنه اماني المتمنين، ولا تبلغه آمال الآملين. فقال: وجاء رجل إلى علي بن محمد عليهما السلام، فقال: يابن رسول الله، بليت اليوم بقوم من عوام البلد، فاخذوني وقالوا: انت لا تقول بإمامة أبي بكر بن أبي قحافة، فخفتهم يابن رسول الله وأردت أن أقول: بلى، أقولها للتقية، فقال لي بعضهم ووضع يده على فمي، وقال: انت لا تتكلم الا بمخوفة (1) أجب عما القنك، قلت: قل: فقال لي: أتقول ان أبا بكر بن أبي قحافة هو الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، إمام حق عدل، ولم يكن لعلي عليه السلام حق البتة ؟ قلت: نعم، وأنا اريد نعما من الانعام، الابل والبقر والغنم، فقال: لا اقنع بهذا حتى تحلف، قل: والله الذي لا إله الا هو، الطالب الغالب، العدل المدرك، (2) العالم من السر ما يعلم من العلانية. (1) في المصدر: بمحرفة. (2) في المصدر زيادة: المهلك. (*)
[ 268 ]
فقلت: نعم، واريد نعما من الانعام، فقال: لا اقنع منك الا ان تقول: أبو بكر بن أبي قحافة هو الامام، والله الذي لا إله إلا هو.. وساق اليمين، فقلت: أبو بكر بن أبي قحافة امام، أي هو إمام من ائتم به واتخذه اماما، والله الذي لا إله الا هو، ومضيت في صفات الله، فقنعوا بهذا مني، وجزوني خيرا ونجوت منهم، فكيف حالي عند الله ؟ قال: خير حال، قد اوجب الله لك مرافقتنا في (3) عليين، لحسن تقيتك ". [ 14070 ] 10 قال أبو يعقوب وعلي: حضرنا عند الحسن بن علي أبي القائم عليهم السلام، فقال له بعض أصحابه: جاءني رجل من اخواننا الشيعة، قد امتحن بجهال العامة، يمتحنونه في الامامة ويحلفونه، فكيف نصنع حتى نتخلص منهم ؟ فقلت له: كيف يقولون ؟ قال: يقولون لي: ان فلانا هو الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فلا بد لي من [ ان ] (1) أقول نعم، والا اثخنوني (2) ضربا، فإذا قلت: نعم، قالوا لي: [ قل ] (3) والله، فقلت له: قل: نعم، وتريد به نعما من الابل والبقر والغنم، فإذا قالوا: والله، فقل: ولى أي ولى تريد عن أمر كذا فانهم لا يميزون وقد سلمت، فقال لي: وان حققوا علي وقالوا: قل: والله وبين (4) الهاء، [ قلت ] (5) قل: والله برفع الهاء، فانه لا يكون يمينا إذا لم يخفض الهاء، فذهب ثم رجع الي وقال: عرضوا علي وحلفوني، وقلت كما لقنتني، فقال له الحسن عليه السلام: " انت كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدال على الخير كفاعله، لقد كتب الله لصاحبك بتقيته، بعدد كل من استعمل (3) في المصدر زيادة: أعلى. 10 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 145. (1) أثبتناه من المصدر. (2) الاثخان في الشئ: المبالغة فيه والاكثار منه " لسان العرب ج 13 ص 77 ". (3) أثبتناه من المصدر. (4) في الحجرية: وتبين، وما أثبتناه من المصدر. (5) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 269 ]
التقية من شيعتنا وموالينا ومحبينا حسنة، وبعدد كل من ترك التقية منهم حسنة، ادناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت، فلك لارشادك (6) إياه مثل ما له ". 28 * (باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر، كسب الانبياء والائمة عليهم السلام، والبراءة منهم، وعدم وجوب التقية في ذلك وان تيقن القتل) * [ 14071 ] 1 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قلت: يا رسول الله، الرجل يؤخذ يريدون عذابه، قال: يتقي عذابه (1) بما يرضيهم باللسان ويكرهه بالقلب، قال صلى الله عليه وآله (2): هو قوله تبارك وتعالى: * (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) * (3) ". [ 14072 ] 2 الامام الهمام أبو محمد العسكري عليه السلام في تفسيره: " ان سلمان الفارسي رحمه الله، مر بقوم من اليهود، فسألوه أن يجلس إليهم ويحدثهم بما سمع من محمد صلى الله عليه وآله في يومه هذا، فجلس إليهم لحرصه على اسلامهم. فقال: سمعت محمدا صلى الله عليه وآله، يقول: ان الله عزوجل يقول: يا عبادي أو ليس من له اليكم حوائج كبار، لا تجودون بها الا ان يتحمل عليكم باحب الخلق اليكم، تقضونها كرامة لشفيعهم، الا فاعلموا ان اكرم (6) في المصدر: ذلك بإرشادك. الباب 28 1 الجعفريات ص 180. (1) في المصدر: عذابهم. (2) في المصدر زيادة: يا علي. (3) النحل 16 الآية 106. 2 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 24 وعنه في البحار ج 75 ص 413 ح 63. (*)
[ 270 ]
الخلق علي وأفضلهم لدي، محمد واخوه علي ومن بعده من الائمة صلوات الله عليهم، الذين هم الوسائل الي. ألا فليدعني من هم بحاجة يريد نفعها، أو دهته داهية يريد كف ضررها، بمحمد وآله الافضلين الطيبين الطاهرين، اقضها له احسن ما يقضيها من تستشفعون (1) إليه باعز الخلق عليه، ثم ذكر عليه السلام انهم استهزؤوا به، وقاموا وضربوه بسياطهم إلى ان ملوا واعيوا إلى ان قال فقالوا: يا سلمان ويحك، أليس محمد صلى الله عليه وآله قد رخص لك ان تقول كلمة الكفر به بما تعتقد ضده للتقية من اعدائك ؟ فما لك لا تقول ما يفرج عنك للتقية ؟ فقال سلمان: قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي، بل اجاز لي ان لا اعطيكم ما تريدون واحتمل مكارهكم، وجعله افضل المنزلين، وانا لا اختار غيره، ثم قاموا إليه بسياطهم وضربوه ضربا كثيرا وسيلوا دماءه " الخبر. [ 14073 ] 3 الشيخ المفيد في أماليه: عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن الحسين، عن هارون بن عبيد الله، عن عثمان بن سعيد، عن أبي يحيى التميمي، عن كثير، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال: سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام، يقول: " اما انكم معرضون على لعني ودعائي كذابا، فمن لعنني كارها مكرها يعلم الله انه كان مكرها، وردت انا وهو على محمد صلى الله عليه وآله معا. ومن امسك لسانه فلم يلعني، سبقني كرمية سهم أو لمحة بصر، ومن لعنني منشرحا صدره بلعنتي، فلا حجاب بينه وبين الله (1)، ولا حجة له عند محمد صلى الله عليه وآله ".. الخبر. (1) في المصدر: تشفعون. 3 أمالي المفيد ص 120، وعنه في البحار ج 39 ص 323 ح 23. (1) جاء في هامش الحجرية ما نصه: " قال في البحار: اي لا يحجبه شئ عن عذاب الله " ويحتمل كون الاصل بين النار مصحف. (*)
[ 271 ]
[ 14074 ] 4 ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن يوسف بن كليب، عن يحيى بن سليمان، عن أبي مريم الانصاري، عن محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: " خطب علي عليه السلام على منبر الكوفة، فقال: سيعرض عليكم سبي وستذبحون عليه، فان عرض عليكم سبي فسبوني، وان عرض عليكم البراءة مني، فاني على دين محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل: فلا تبرؤوا مني ". [ 14075 ] 5 وعن محمد بن المفضل، عن الحسن بن صالح، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: " قال علي عليه السلام: لتذبحن على سبي واشار بيده إلى حلقة ثم قال: فان امروكم بسبي فسبوني، وان امروكم ان تبرؤوا مني فاني على دين محمد صلى الله عليه وآله " ولم ينههم عن اظهار البراءة. [ 14076 ] 6 الصدوق في اكمال الدين: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن علي بن ابي سارة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان أبا طالب اظهر الشرك (1) واسر الايمان، فلما حضرته الوفاة اوحى الله عزوجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: اخرج منها فليس لك بها ناصر، فهاجر إلى المدينة ". [ 14077 ] 7 وفي معاني الاخبار: عن الحسين بن ابراهيم، وعلي بن عبد الله، واحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " آمن (1) أبو طالب عليه 4، 5 الغارات: لم نجدهما في المصدر المطبوع، وأخرجهما المجلسي في البحار ج 39 ص 325 عن شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 106 عن كتاب الغارات. 6 كمال الدين ص 174 ح 31. (1) في المصدر: الكفر. 7 معاني الاخبار ص 285. (1) في المصدر: اسلم. (*)
[ 272 ]
السلام بحساب الجمل، وعقد بيده ثلاثة وستين، ثم قال: ان مثل أبي طالب مثل اصحاب الكهف، اسروا الايمان واظهروا الشرك، فآتاهم الله اجرهم مرتين ". [ 14078 ] 8 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، باسناده إلى محمد بن أورمة، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه، وذكر اصحاب الكهف فقال: " لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم فافعلوا فعلهم " فقيل له: وما كلفهم قومهم ؟ قال: " كلفوهم الشرك بالله، فاظهروه لهم واسروا الايمان حتى جاءهم الفرج، وقال: ان اصحاب الكهف كذبوا فآجرهم الله إلى ان قال وقال: ان اصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا (1) الكفر، فكانوا على اظهارهم الكفر اعظم اجرا منهم على اسرارهم الايمان. وقال: ما بلغت تقية احذ تقية اصحاب الكهف، وانهم (2) كانوا ليشدون الزنانير (3)، ويشهدون الاعياد، فأعطاهم الله اجرهم مرتين ". [ 14079 ] 9 كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: صلوا في مساجدهم، فاغشوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وقولوا لقومكم ما يعرفون، ولا تقولوا لهم ما لا يعرفون، انما كلفوكم من الامر اليسير، فكيف لو كلفوكم ما كلف اصحاب الكهف قومهم ! ؟ كلفوهم الشرك بالله العظيم، فاظهروا لهم الشرك واسروا الايمان حتى جاءهم الفرج، وانتم لا تكلفون هذا ". 8 قصص الانبياء ص 260، وعنه في البحار ج 14 ص 425 ح 5. (1) في الحجرية: فاظهروا، وما أثبتناه من المصدر. (2) في الحجرية: وان، وما أثبتناه من المصدر. (3) الزنانير: جمع زنار، وهو ما يشده النصارى واليهود على أوساطهم كالحزام (مجمع البحرين ج 3 ص 319). 9 كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص 114. (*)
[ 273 ]
[ 14080 ] 10 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد بن عبد الله الخياط، عن وهب بن حفص الحريري، عن أبي حسان العجلي، عن قنوا بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: اخبريني بما سمعت من أبيك، قالت: سمعت أبي يقول: حدثني أمير المؤمنين عليه السلام: " يا رشيد، كيف صبرك إذا ارسل إليك دعي بني امية ؟ فقطع يديك ورجليك ولسانك " فقلت: يا أمير المؤمنين، آخر ذلك الجنة، قال: " بلى يا رشيد، انت معي في الدنيا والآخرة " فو الله ما ذهبت الايام حتى ارسل إليه الدعي (1) عبيد الله ابن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام، فأبى أن يبرأ منه. فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت ؟ قال: اخبرني خليلي انك تدعوني إلى البراءة منه فلا ابرأ منه، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.. الخبر. [ 14081 ] 11 الكشي في رجاله: عن العامة بطرق مختلفة، ان الحجاج بن يوسف قال ذات يوم: احب ان اصيب رجلا من اصحاب ابي تراب، فأتقرب إلى الله بدمه ! فقيل له: ما نعلم احدا اطول صحبة لابي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه فاتي به. فقال له: انت قنبر، قال: نعم، قال: أبو همدان، قال: نعم، قال: مولى علي بن أبي طالب، قال: الله مولاي، وأمير المؤمنين علي عليه السلام ولي نعمتي، قال: ابرأ من دينه، قال: فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره افضل منه، قال: اني قاتلك، فاختر اي قتلة احب اليك. قال: قد صيرت ذلك اليك، قال: ولم ؟ قال: لانك لا تقتلني قتلة الا قتلتك مثلها، ولقد اخبرني امير المؤمنين عليه السلام، ان ميتتي تكون ذبحا ظلما 10 الاختصاص ص 77. (1) الدعي: المنسوب إلى غير أبيه (لسان العرب ج 14 ص 261). 11 بل المفيد في إرشاده ص 173، وعنه في البحار ج 42 ص 126). (*)
[ 274 ]
بغير حق، قال: فأمر به فذبح. [ 14082 ] 12 عوالي اللآلي: روي ان مسيلمة الكذاب اخذ رجلين من المسلمين، فقال لاحدهما: ما تقول في محمد ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما تقول في ؟ قال: أنت أيضا، فخلاه وقال للآخر: ما تقول في محمد ؟ قال: رسول الله، قال: فما تقول في ؟ قال: انا اصم، فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه الاول فقتله، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله: فقال: " أما الاول فقد اخذ برخصة الله، [ وأما الثاني ] (1) فقد صدع بالحق فهنيئا له ". 29 * (باب عدم جواز التقية في الدم) * [ 14083 ] 1 الصدوق في الهداية: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " لو قلت ان تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا، والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم، فإذا بلغ الدم فلا تقية ". 30 * (باب وجوب كتم الدين عن غير اهله مع التقية) * [ 14084 ] 1 محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن أبي العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن عيسى ابن هشام الناشري، عن عبد الله بن جبلة عن (1) سلام بن أبي عميرة، عن 12 عوالي اللآلي ج 2 ص 104 ح 288. (1) أثبتناه من المصدر. الباب 29 1 الهداية ص 9. الباب 30 1 الغيبة للنعماني ص 34. (1) في الطبعة الحجرية: " بن "، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب " راجع معجم رجال الحديث ج 8 ص 170، ورجال النجاشي ص 134 "، وفيهما: سلام بن أبي عمرة لا عميرة. (*)
[ 275 ]
معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " [ أتحبون ] (2) أن لا يكذب الله ورسوله ! ؟ حدثوا الناس بما يعرفون، وامسكوا عما ينكرون ". [ 14085 ] 2 وعن أبي القاسم الحسين بن محمد البلادري (1)، عن يوسف بن يعقوب القسطي المقرئ، عن خلف البزاز، عن يزيد (2) بن هارون، عن حميد الطويل، قال: سمعت انس بن مالك، يقول: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " لا تحدثوا الناس بما لا يعرفون، اتحبون ان يكذب الله ورسوله ! ؟ ". [ 14086 ] 3 وعن ابن عقدة، عن احمد بن يوسف بن يعقوب، (عن أبي الحسن ابن كنانة) (1)، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن (2) بن علي بن أبي حمزة، عن عبد الاعلى بن أعين، قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: " يا عبد الاعلى، ان احتمال امرنا ليس بمعرفته وقبوله. ان احتمال امرنا هو صونه وسره عمن ليس من اهله، فاقرأهم السلام ورحمة الله يعني الشيعة وقل: قال لكم: رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه والينا، بان يظهر لهم ما يعرفون، ويكف عنهم ما ينكرون ". [ 14087 ] 4 وعن عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، عن محمد بن جعفر (2) أثبتناه من المصدر. 2 الغيبة للنعماني ص 34. (1) في المصدر: الباوري. (2) في الطبعة الحجرية: " زيد "، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب " تهذيب التهذيب ج 11 ص 366 ح 711 ". 3 المصدر السابق ص 34 ح 3. (1) ليس في المصدر، والظاهر انه زائد " انظر: معجم رجال الحديث ج 2 ص 366 " (2) في الحجرية: " الحسين " وهو تصحيف، صحته ما أثبتناه من المصدر " انظر: معجم رجال الحديث ج 5 ص 17 ". 4 المصدر السابق ص 35. (*)
[ 276 ]
القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن غياث، عن عبد الاعلى بن اعين، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: " ان احتمال امرنا ليس هو التصديق به والقبول له فقط. ان من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير أهله، فاقرأهم السلام ورحمة الله يعني الشيعة وقل لهم: يقول لكم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس الي والى نفسه: فحدثهم (1) بما يعرفون، وستر (2) عنهم ما ينكرون، ثم قال لي: والله ما الناصبة لنا حربا باشد مؤنة من الناطق علينا بما نكرهه ". ورواه في دعائم الاسلام (3): عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال لرجل قدم عليه من الكوفة: " ما حال شيعتنا ؟ " فاخبره، فقال أبو عبد الله عليه السلام: " ليس احتمال امرنا بالتصديق والقبول فقط، ان احتمال امرنا ستره وصيانته من غير اهله، فاقرأهم السلام، وقل لهم: رحم الله عبدا " وذكر مثله. [ 14088 ] 5 وعن محمد بن همام، عن سهيل، عن عبد الله بن العلاء المزاري (1)، عن ادريس بن زياد الكوفي قال: حدثنا بعض شيوخنا قال: [ قال المفضل ] (2) اخذت بيدك كما اخذ أبو عبد الله عليه السلام بيدي، وقال لي: " يا مفضل، ان هذا الامر ليس بالقول فقط، لا والله حتى يصونه كما صانه الله، ويشرفه كما شرفه الله، ويؤدي حقه كما امر الله ". (1) في المصدر: يحدثهم. (2) وفيه: يستر. (3) دعائم الاسلام ج 1 ص 61. 5 الغيبة للنعماني ص 37 ح 11. (1) في الحجرية: " المدائني " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 10 ص 260). (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 277 ]
[ 14089 ] 6 وعن ابن عقدة، عن محمد بن عبد الله، (1) عن الحسن بن علي بن فضال، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عن عبد الاعلى، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال: " ليس هذا الامر معرفته وولايته فقط، حتى تستره عمن ليس من اهله، ويحسبكم ان تقولوا ما قلنا وتصمتوا عما صمتنا، فانكم إذا قلتم ما نقول وسلمتم لنا فيما سكتنا (2)، فقد آمنتم بمثل ما آمنا، وقال الله تعالى: * (فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا) * (3)، قال علي بن الحسين عليهما السلام: حدثوا الناس بما يعرفون، ولا تحملوهم ما لا يطيقون، فتغرونهم بنا ". [ 14090 ] 7 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال لابي جعفر محمد بن النعمان: " يا بن النعمان، لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله، وسنة من رسوله، وسنة من الامام، فاما السنة من الله جل وعز، فهو ان يكون كتوما للاسرار، يقول الله جل ذكره: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا) * (1) ". الخبر. [ 14091 ] 8 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن حديد، عن 6 الغيبة للنعماني ص 35. (1) في المصدر: جعفر بن عبد الله، ولعله الصواب راجع (جامع الرواة ج 1 ص 153، ومعجم رجال الحديث ج 4 ص 75). (2) في المصدر زيادة: عنه. (3) البقرة 2 الآية 137. 7 تحف العقول ص 230. (1) الجن 72 الآية 26. 8 أمالي الطوسي ج 1 ص 84. (*)
[ 278 ]
ابن عميرة، عن مدرك بن زهير (1) قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: " يا مدرك، امرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله. اقرأ اصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم: رحم الله امرءا اجتر مودة الناس الينا، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون ". [ 14092 ] 9 الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر الجعابي، عن ابن عقدة، عن علي بن (الحسن التيملي) (1) قال: وجدت في كتاب أبي، حدثني محمد بن مسلم الاشجعي، عن محمد بن نوفل بن عائذ (2) الصيرفي قال: كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي، إذ دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت، فذكر امير المؤمنين عليه السلام، ودار بيننا كلام في الغدير، إلى ان قال وكان معنا في السوق (حبيب بن نزار بن حيان) (3)، فجاء إلى الهيثم، وذكر كلاما له إلى ان قال فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب، فدخلنا على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، فسلمنا عليه، فقال له حبيب: يا ابا عبد الله، كان من الامر كذا وكذا، فتبين الكراهية في وجه أبي عبد الله عليه السلام، فقال حبيب: هذا محمد بن نوفل حضر ذلك. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: " اي حبيب كف، خالقوا الناس باخلاقهم، وخالفوهم باعمالهم، فان لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة (1) في الحجرية: " الهزهاز " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 18 ص 107). 9 أمالي المفيد ص 26. (1) في الحجرية: " الحسين التميمي " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 11 ص 338). (2) في الحجرية: " عامد " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 17 ص 306). (3) في الحجرية: " حبيب بن برار بن حسان " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 4 ص 227). (*)
[ 279 ]
مع من احب، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا، وادخلوا في دهماء (4) الناس، فان لنا اياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء، فسكت حبيب فقال: افهمت يا حبيب ؟ لا تخالفوا امري فتندموا " قال: لن اخالف امرك. الخبر. 31 * (باب تحريم تسمية المهدي وسائر الائمة عليهم السلام وذكرهم وقت التقية، وجواز ذلك مع عدم الخوف، الا المهدي عليه السلام فانه لا يسمى باسمه إلى وقت الظهور) * [ 14093 ] 1 الشيخ الثقة الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي رضي الله عنه قال: حدثنا زفر بن الهذيل قال: حدثنا سليمان ابن مهران الاعمش قال: حدثنا مورق قال: حدثنا جابر بن عبد الله الانصاري قال: دخل جندل بن جنادة الانصاري على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا محمد، اخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله إلى ان قال رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام، فقال لي: يا جندل اسلم على يد محمد صلى الله عليه وآله واستمسك بالاوصياء من بعده. فقد اسلمت ورزقني الله ذلك، فاخبرني بالاوصياء بعدك لاستمسك بهم، فقال صلى الله عليه وآله: " يا جندل، أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وساق صلى الله عليه وآله الحديث إلى ان قال: فإذا انقضت مدة علي عليه السلام، قام بالامر بعده الحسن عليه السلام يدعى بالزكي، ثم يغيب عن الناس امامهم ". قال: يا رسول الله يغيب الحسن منهم، قال: " لا، ولكن ابنه الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة " قال: يا رسول الله، فما اسمه ؟ قال: " لا يسمى حتى (4) دهماء الناس: جماعتهم (لسان العرب " دهم " ج 12 ص 212). الباب 31 1 الغيبة للفضل بن شاذان: (*)
[ 280 ]
يظهره الله تعالى ". الخبر. ورواه الخزاز في كفاية الاثر (1)، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، عن أبي مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ، عن أبي بكر محمد ابن عبد الله بن ابراهيم، عن محمد بن حماد، عن عيسى بن ابراهيم، عن الحارث ابن نبهان، عن عيسى بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، عن واثلة بن الاسقع، عن جابر، مثله [ 14094 ] 2 وعن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم الحسني سلام الله عليه، انه قال: دخلت على سيدي علي بن محمد عليهما السلام، فلما بصر بي قال لي: " مرحبا بك يا ابا القاسم، انت ولينا حقا " فقلت له: يا بن رسول الله، اني اريد ان اعرض عليك ديني، فان كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عزوجل، قال: " فهات يا ابا القاسم ". فقلت: اني أقول. إلى ان بلغ في ذكر الائمة عليهم السلام، وقال: ثم انت يا مولاي، فقال عليه السلام: " ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده ! ؟ " قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي ؟ فقال: " لانه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكره باسمه، حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما " إلى أن قال فقال علي بن محمد عليهما السلام: " هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ". الخبر. [ 14095 ] 3 وقال: حدثنا محمد بن عبد الجبار رضي الله عنه قال: قلت لسيدي الحسن بن علي عليهما السلام: يا بن رسول الله جعلت فداك احب ان اعلم من الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ قال: " ان الامام والحجة بعدي ابني، سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه، الذي هو خاتم حجج الله (1) كفاية الاثر ص 56. 2 الغيبة للفضل بن شاذان. 3 المصدر السابق. (*)
[ 281 ]
وخلفائه إلى ان قال عليه السلام. فلا يحل لاحد أن يسميه أو يكنيه باسمه وكنيته، قبل خروجه صلوات الله عليه ". [ 14096 ] 4 وقال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري قال: لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي، وهو رجل شديد وكان مولعا بقتل الشيعة، فاخبرت بذلك وغلب علي خوف عظيم، فودعت اهلي واحبائي وتوجهت إلى دار أبي محمد عليه السلام لاودعه، وكنت أردت الهرب، فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه كان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب، فقال: " يا ابراهيم، لا تهرب فان الله تبارك وتعالى سيكفيك شره " فازداد تحيري، فقلت لابي محمد عليه السلام: يا سيدي جعلني الله فداك من هو وقد اخبرني بما كان في ضميري ! ؟ فقال: " هو ابني، وخليفتي من بعدي. وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الارض جورا وظلما، فيملاها قسطا وعدلا " فسألته عن اسمه، فقال: " هو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه، ولا يحل لاحد ان يسميه أو يكنيه بكنيته، إلى ان يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا ابراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم الا عن اهله " فصليت عليهما وآبائهما، وخرجت مستظهرا (1) بفضل الله تعالى، واثقا بما سمعت من الصاحب عليه السلام. الخبر. [ 14097 ] 5 الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن احمد العلوي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري عليه السلام يقول: " الخلف من بعدي الحسن، فكيف 4 الغيبة لابن شاذان. (1) استظهر بالله: استعان به (لسان العرب ج 4 ص 525). 5 الغيبة ص 121. (*)
[ 282 ]
لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ ". فقلت: ولم جعلني الله فداك ؟ فقال: " لانكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره [ باسمه ] (1) " فقلت: فكيف نذكره ؟ فقال: " قولوا: الحجة من آل محمد عليهم السلام ". ورواه الحسين بن حمدان في كتابه (2): عن سعيد بن احمد بن محمد، عن ابي هاشم، مثله. محمد بن علي الخزاز في كفاية الاثر (3): عن علي بن محمد السندي، عن سعد بن عبد الله، مثله. [ 14098 ] 6 وعن محمد بن عبد الله بن حمزة، عن عمه الحسن بن حمزة، عن علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن صالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام، فقلت: يا بن رسول الله، انت القائم بالحق ؟ فقال: " أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الارض من اعداء الله ويملؤها عدلا كما ملئت جورا، هو الخامس من ولدي إلى ان قال (1) وهو الثاني عشر منا، يسهل الله تعالى له كل عسر، ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الارض، ويقرب عليه كل بعيد، ويبير (2) به كل جبار عنيد، ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الاماء، الذي تخفى على الناس ولادته، ولا يحل (1) أثبتناه من المصدر. (2) الهداية ص 87 ب. (3) كفاية الاثر ص 284. 6 كفاية الاثر ص 265. (1) الحديث ملفق من حديثين متتابعين، والقطعة الثانية منه وردت بالسند الآتي: وعنه، عن عمه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد ابن زياد الازدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر عليه السلام.. الخ. (2) يبير: يهلك (مفردات الراغب ص 65). (*)
[ 283 ]
لهم تسميته، حتى يظهره الله، فيملا به الارض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما ". [ 14099 ] 7 وعن أبي عبد الله الخزاعي، عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام: اني لارجو (1) ان تكون القائم من اهل بيت محمد صلى الله عليه وآله، الذي يملا الارض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما. فقال: " يا أبا القاسم، ما منا الا قائم بأمر الله، وهاد إلى دين الله، وليس (2) القائم الذي يطهر الله به الارض من اهل الكفر والجحود، ويملؤها عدلا وقسطا، (الا) (3) هو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه ". الخبر. [ 14100 ] 8 وعن محمد بن علي، عن علي بن احمد بن محمد بن عمران بن موسى الدقاق، وعلي بن عبد الله الوراق، عن محمد بن هارون الصولي (1)، عن ابي تراب عبيد الله بن موسى الرؤياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد عليهما السلام، فلما بصر بي قال لي: " مرحبا بك يا ابا القاسم، أنت ولينا [ حقا ] (2) ". قال: قلت: يا بن رسول الله، اني اريد ان اعرض عليك ديني، فان كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عزوجل. فقال: " هات يا ابا القاسم "، فقلت: اني اقول: ان الله تبارك وتعالى واحد.. ثم ذكر بعض صفاته تعالى، وذكر 7 كفاية الاثر ص 277. (1) في المصدر: لارجوك. (2) في المصدر: ولكن. (3) ليس في المصدر. 8 كفاية الاثر ص 282. (1) في المصدر: الصوفي. (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 284 ]
النبي صلى الله عليه وآله، والاوصياء عليهم السلام، إلى ان قال: ثم انت يا مولاي، فقال عليه السلام: " ومن بعدي الحسن ابني. فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ " قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال: " انه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكر اسمه، حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما " قال: فقلت واقررت إلى ان قال فقال علي بن محمد عليهما السلام: " يا ابا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ". ورواه الصدوق في صفات الشيعة: عن الدقاق، مثله (3). [ 14101 ] 9 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر محمد بن احمد العلوي، عن ابي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: " الخلف بعدي ابني الحسن، فكيف بالخلف بعد الخلف ؟ " فقلت: ولم جعلني الله فداك ؟ قال: " لانكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره باسمه " قلت: وكيف نذكره ؟ فقال: " قولوا: الحجة من آل محمد صلوات الله عليهم ". [ 14102 ] 10 وعنه، عن عباد بن يعقوب الاسدي، عن الحسن بن حماد، عن عبد الله بن لهيعة، عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " صاحب بني العباس يقتله رجل من ولدي، لا يسميه باسمه الا كافر ". [ 14103 ] 11 وعنه، عن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: " القائم عليه السلام لا يرى جسمه، ولا (3) صفات الشيعة ص 48 ح 68. 9 إثبات الوصية ص 208، 224. 10 إثبات الوصية ص 226. 11 المصدر السابق ص 226. (*)
[ 285 ]
يسمى باسمه ". [ 14104 ] 12 وعنه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: " اياكم والتنويه باسمه، والله ليغيبن امامكم دهرا من دهركم، وليمحصن حتى يقال: (مات، قتل) (1) هلك، بأي واد سلك ؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ". الخبر. [ 14105 ] 13 الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه: عن محمد بن علي، عن محمد ابن احمد بن عيسى، عن عبد الله بن ابي نجران، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " اياكم والتنويه باسم المهدي، والله ليغيبن مهديكم سنين من دهركم ". الخبر. [ 14106 ] 14 وعن محمد بن زيد، عن عباد الاسدي، عن الحسن بن حماد، عن عباد بن ربيعة، عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله صلى الله عليه وآله في خبر في صفة المهدي عليه السلام قال: " وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل قيامه الا كافر به ". [ 14107 ] 15 وعن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول: " القائم المهدي عليه السلام، ابن ابني الحسن، لا يرى جسمه، ولا يسمى باسمه بعد غيبته احد حتى يراه ويعلن باسمه فليسمه كل الخلق ". فقلنا له: يا سيدنا، فان قلنا: صاحب الغيبة، وصاحب الزمان، والمهدي، قال: " هو كله جائز مطلقا، وانما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي 12 إثبات الوصية ص 224. (1) ليس في المصدر. 13 الهداية ص 87 ب. 14 الهداية ص 88 ب. 15 الهداية ص 88 ب. (*)
[ 286 ]
عن اعدائنا، فلا يعرفوه ". [ 14108 ] 16 الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: " سأل عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين عليه السلام فقال: اخبرني عن المهدي، ما اسمه ؟ فقال: اما اسمه فان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، عهد الي ان لا احدث به حتى يبعثه الله، قال: فأخبرني في صفته ". الخبر. [ 14109 ] 17 احمد بن محمد بن عياش في كتاب مقتضب الاثر: حدثني (محمد بن جعفر الادمي) (1)، من اصل كتابه، قال: حدثني احمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثني الحسين بن العلوان الكلبي، عن همام بن الحارث، عن وهب بن منبه قال: ان موسى عليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور، وكل حجر ونبات ينطق بذكر محمد واثني عشر وصيا له من بعده صلوات الله عليهم. فقال موسى: الهي لا أرى شيئا خلقته، الا وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه الاثني عشر صلوات الله عليهم، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ ساق الخبر إلى ان قال: قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: " حق ذلك، هم اثنا عشر من آل محمد عليهم السلام: علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، ومن شاء الله " قلت: جعلت فداك انما أسألك لتفتيني بالحق، قال: " انا وابني هذا وأومأ إلى ابنه موسى والخامس من ولده، يغيب شخصه، ولا يحل ذكره باسمه ". قلت: وهذه الاخبار وغيرها مما يوجد في الاصل (2)، بعد حمل ظاهرها على 16 اعلام الورى ص 465. 17 مقتضب الاثر ص 41. (1) في الطبعة الحجرية: جعفر بن محمد بن الآدمي، وما أثبتناه من المصدر (راجع لسان الميزان ج 5 ص 108). (2) وسائل الشيعة المجلد 11، الباب 33، من أبواب الامر والنهي. (*)
[ 287 ]
نصها، صريحة في ان عدم جواز تسمية مولانا المهدي صلوات الله عليه باسمه المعهود، من خصائصه كغيبته وطول عمره، وان غاية هذا المنع ظهوره وسطوع نوره واستيلاؤه وسلطنته، لا يعلم سره وحكمته غيره تعالى، ليس لاجل الخوف والتقية التي يشارك معه غيره من آبائه الكرام عليهم السلام، بل وخواص شيعته، ويشترك مع اسمه هذا كثير من القابه الشائعة، فيرتفع بعدمه ولو كان قبل الظهور. ويؤيد الاخبار المذكورة صنوف اخرى منها: الاولى: الاخبار المستفيضة في أبواب المعراج، مما اوحى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله، وذكر له اسامي أوصيائه، فان فيها ذكر جميعهم باسمه، سوى الثاني عشر عليه السلام، فذكره بلقبه فلاحظ. الثانية: الاخبار الكثيرة التي وردت من النبي صلى الله عليه وآله في عددهم، فانه صلى الله عليه وآله، ذكر كل واحد منهم باسمه، سوى المهدي عليه السلام فذكره بلقبه، أو قال: اسمه اسمي، أو سميي، وما أشبه ذلك، مع ان الباقر والجواد عليهما السلام مثله في ذلك. الثالثة: كثرة ألقابه واساميه وكناه الشائعة، وقد انهيناها في كتابنا الموسوم ب‍ (النجم الثاقب) (3) إلى مائة واثنتين وثمانين، وفيها اشارة إلى ذلك، وقد بشر به جميع من سلف، وكل ذلك بألقابه، كما هو ظاهر للمراجع. وفي زيارته: السلام على مهدي الامم. وحمل اخبار الباب على التقية فاسد من وجوه: الاول: ما عرفت من ان غاية المنع ظهوره عليه السلام، سواء كان هناك خوف أم لا. (3) النجم الثاقب ص 37. (*)
[ 288 ]
الثاني: انه لو كان للتقية لعم سائر ألقابه الشائعة، خصوصا المهدي الذي بشر بلفظه في جل الاخبار النبوية العامية. الثالث: ان الفريقين اتفقوا على انه صلى الله عليه وآله بشر بوجوده عليه السلام، وانه يظهر في آخر الزمان، ويملا الارض قسطا وعدلا، وانما الخلاف في سلسلة نسبه وولادته وعدمها، وفي جل هذه الاخبار ذكره بلقبه المهدي، وان اسمه اسمي، فكلهم عارفون باسمه، فلم يبق احد يستر عنه. الرابع: ان في جملة من الاخبار المنع، وما لم يذكر فيه اسمه، صرح بانه سمي النبي صلى الله عليه وآله، فالسامع الراوي عرف اسمه، فان كانت التقية منه فقد عرفه، وان كان من غيره فلا وجه لعدم ذكره في هذا المجلس، بل اللازم تنبيه الراوي بان لا يسميه عليه السلام في مجلس آخر. الخامس: ان اصل منشأ الخوف، ان كان من جهة ان الجبارين، لما سمعوا بان زوال ملكهم ودولتهم بيده، فكانوا في صدد قتله وقمعه، فاللازم ان لا يذكر بشئ من ألقابه الشائعة، خصوصا المهدي الذي به بشروا وانذروا وخوفوا، فلا وجه لاختصاص الاسم المعهود بالمنع. السادس: انه لا مسرح للخبر الاول من الباب للحمل على التقية ابدا، فلاحظه. هذا وقد ادعى المحقق الداماد في رسالة (شرعة التسمية) (4) الاجماع على التحريم، والسيد المحدث الجزايري في (شرح العيون) (5) نسب التحريم إلى الاكثر، والجواز إلى بعض معاصريه، فانه كما قال، إذ لم يعرف القول بالجواز قبل طبقته، الا من المحقق نصير الدين الطوسي، وصاحب (كشف الغمة) (6)، وصارت المسألة في عصر المحقق الداماد نظرية، وكتب فيه وبعده رسائل في التحريم والجواز. (4) شرعة التسمية: (5) شرح العيون: (6) كشف الغمة ج 2 ص 520. (*)
[ 289 ]
فلما وصلت النوبة إلى صاحب الوسائل، المصر على القول بالجواز، كتب رسالة طويلة واستدل على الجواز باخبار كثيرة تقرب من مائة، ولا يكاد ينقضي تعجبي من هذا العالم، كيف رضي لنفسه التمسك بها ! ؟ بل اوقع نفسه في مهلكة بعض التكلفات، بل ما يوهم التدليس فيما تمسك به اخبار وردت في فضيلة التسمية بهذا الاسم، التي تأتي في أبواب النكاح. وما ورد من ان من مات ولم يعرف امام زمانه.. إلى آخره، فان معرفته لا تتحقق الا بعد معرفة اسمه. واخبار التلقين للميت، ففيها الامر بذكر أساميهم عليهم السلام، وجملة من الادعية التي امر فيها بذكرهم بأساميهم. والاخبار الكثيرة الدالة على انه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله، وبعد اخبار اللوح المختلف متنها جدا، الدال على كتابته عليه السلام فيه بهذا الاسم، وامثال ذلك مما لا ربط له بالمقام، ولا اشارة له بالمرام، نعم فيها جملة من الاخبار التي ذكر عليه السلام فيها باسمه، بعضها من الراوي، وبعضها منهم في مواضع مخصوصة، وكلها قضايا شخصية قابلة لمحامل كثيرة، لا تقاوم الاخبار الناصة الناهية، وليس في جميع ما جمعه خبر واحد نصوا فيه على الجواز. وهذا الكتاب لا يقتضي البسط في المقال بازيد من هذا، ومن جميع ذلك ظهر ان اللازم جعل عنوان الباب ما ذكرناه (7)، لا ما ذكره، والله العالم. 32 * (باب ترحيم اذاعة الحق مع الخوف به) * [ 14110 ] 1 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفر محمد بن (7) حيث أضاف المصنف " قده " عبارة " إلا المهدي عليه السلام فانه لا يسمى باسمه إلى وقت الظهور " على عنوان الباب. الباب 32 1 تحف العقول ص 227. (*)
[ 290 ]
النعمان الاحول قال: قال لي الصادق عليه السلام: " ان الله عزوجل قد عير اقواما في القرآن بالاذاعة " فقلت له: جعلت فداك، اين ؟ قال: قال: " قوله * (وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف اذاعوا به) * (1). ثم قال: المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا، فدفنه تحت قدميه. يابن النعمان، اني لاحدث الرجل منكم بحديث، فيتحدث به عني، فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه، فان أبي كان يقول: واي شئ اقر للعين من التقية ! ان التقية جنة المؤمن، ولولا التقية ما عبد الله، وقال الله عزوجل: * (لا يتخذ المؤمنون) * (2). الآية. يابن النعمان، ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه، بل هو اعظم وزرا، بل هو اعظم وزرا، بل هو اعظم وزرا (3)، يابن النعمان، ان العالم لا يقدر ان يخبرك بكل ما يعلم، لانه سر الله الذي اسره إلى جبرئيل، واسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله، واسره محمد صلى الله عليه وآله إلى علي، واسره علي عليه السلام إلى الحسن، واسره الحسن عليه السلام إلى الحسين، واسره الحسين عليه السلام إلى علي، واسره علي عليه السلام إلى محمد، واسره محمد عليه السلام إلى من اسره عليه السلام، فلا تعجلوا، فو الله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات، فاذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر الا وعدوكم به منكم (4). يابن النعمان، ابق على نفسك، فقد عصيتني، لا تذع سري، فان المغيرة بن سعد كذب على أبي واذاع سره، فاذاقه الله حر الحديد، وان ابا الخطاب كذب علي واذاع سري، فأذاقه الله حر الحديد، ومن كتم امرنا زينه الله (1) النساء 4 الآية 83. (2) آل عمران 3 الآية 28. (3) تحف العقول ص 228. (4) نفس المصدر ص 229. (*)
[ 291 ]
به في الدنيا والاخرة، واعطاه حظه، ووقاه حر الحديد وضيق المحابس، ان بني اسرائيل قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل، فدعا الله موسى بن عمران فقال: يا موسى، انهم اظهروا الزنى والربا، وعمروا الكنائس، واضاعوا الزكاة. فقال: الهي تحنن برحمتك عليهم فانهم لا يعقلون، فأوحى الله إليه: اني مرسل قطر السماء، ومختبرهم بعد اربعين يوما، فاذاعوا ذلك وافشوه، فحبس عنهم القطر اربعين سنة، وانتم قد قرب أمركم فاذعتموه في مجالسكم إلى ان قال (5) ومن استفتح نهاره باذاعة سرنا، سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس ". الخبر. [ 14111 ] 2 وعن عبد الله بن جندب قال: قال الصادق عليه السلام: " رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة الينا بأعمالهم ومجهود طاقاتهم، ليس كمن يذيع اسرارنا ". [ 14112 ] 3 زيد الزراد في اصله: قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: " اكتم سرك عن كل اخلائك (1)، ولا تخرج سرك إلى اثنين، فانه ما جاوز الواحد فهو افشاء ". الخبر. [ 14113 ] 4 دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد عليهما السلام، انه قال لمفضل ابن عمر في حديث: " من أذاع لنا سرا فقد نصب لنا العداوة، سمعت أبي رضوان الله عليه يقول: من أذاع سرنا، ثم وصلنا بجبال من ذهب، لم يزد (1) منا الا بعدا ". [ 14114 ] 5 وعنه عليه السلام، انه قال لبعض اصحابه: " اكتم سرنا ولا تذعه، (5) تحف العقول ص 230. 2 تحف العقول ص 221. 3 أصل زيد الزراد ص 8. (1) في المصدر: " احد ". 4 دعائم الاسلام ج 1 ص 58. (1) في المصدر: " يزدد ". 5 المصدر السابق ج 1 ص 59. (*)
[ 292 ]
فان من كتم سرنا ولم يذعه، اعزه الله به في الدنيا والآخرة، ومن أذاع سرنا ولم يكتمه، اذله الله به في الدنيا والآخرة، ونزع النور من بين عينيه إلى ان قال والمذيع لامرنا كالجاحد له ". [ 14115 ] 6 وعنه عليه السلام، ان قوما من شيعته اجتمعوا إليه، فتكلموا فيما هم فيه، وذكروا الفرج وقالوا: متى نراه (1) يابن رسول الله ؟ فقال (2): " ايسركم هذا الذي تتمنون " ؟ قالوا: اي والله، قال: " افتخلفون الاهل والاحبة، وتركبون الخيل وتلبسون السلاح " ؟ قالوا: نعم، قال: " وتقاتلون أعداءكم "، قالوا: نعم، قال عليه السلام: " قد سألناكم ما هو أيسر من هذا فلم تفعلوه "، فسكت القوم، فقال رجل منهم: أي شئ هو جعلت فداك ؟ قال: " قلنا لكم: اسكتوا فانكم ان كففتم رضينا [ وان خالفتم أوذينا ] (3) فلم تفعلوا ". [ 14116 ] 7 وعنه عليه السلام، انه قال (لقوم من شيعته) (1)، اجتمعوا إليه وتذاكروا ما يتكلمون به عنده، فقال لهم: " حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، اتحبون أن يسب الله ورسوله ! ؟ " قالوا: وكيف يسب الله ورسوله ؟ قال: " يقولون إذا حدثتموهم بما ينكرون: لعن الله قائل هذا، وقد قاله الله ورسوله صلى الله عليه وآله ". [ 14117 ] 8 وعنه عليه السلام، انه قال لبعض شيعته: " ان حديثكم هذا وامركم هذا تشمئز منه قلوب الجاهلين، فمن عرفه فزيدوه ومن أنكره فذروه ". [ 14118 ] 9 وعنه عليه السلام، انه قال في حديث: " رحم الله عبدا سمع من 6 دعائم الاسلام ج 1 ص 60. (1) في المصدر زيادة: يكون. (2) في المصدر زيادة: أبو عبد الله. (3) أثبتناه من المصدر. 7 دعائم الاسلام ج 1 ص 60. (1) في المصدر: لاصحاب له. 8 المصدر السابق ج 1 ص 60. 9 المصدر السابق ج 1 ص 61. (*)
[ 293 ]
مكنون سرنا فدفنه في قلبه ".. الخبر. [ 14119 ] 10 محمد بن ابراهيم النعماني في غيبته: عن عبد الواحد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن محمد بن العباس الحنبلي (1)، عن الحسن (2) بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن محمد الخزاز (3) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا ". [ 14120 ] 11 وبهذا الاسناد: عن الحسن (1) عن الحسن (2) السري قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " اني لاحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه، فاستحق به لعنة الله والبراءة منه ". [ 14121 ] 12 وبهذا الاسناد: عن الحسن، عن القاسم الصيرفي، عن ابن مسكان قال: سمعت عن أبي عبد الله عليه السلام، يقول: " قوم يزعمون اني امامهم، والله ما أنا لهم بإمام، لعنهم الله، كلما سترت لهم سترا هتكوه (هتك الله سترهم) (1)، أقول كذا وكذا، فيقولون انما عنى كذا وكذا (2)، انا امام من 10 الغيبة للنعماني ص 36. (1) في المصدر: الحسيني. (2) في الحجرية: " الحسين " وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 16 ص 199). (3) في الحجريد: " الحداد " وما اثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 18 ص 74). 11 المصدر السابق ص 36. (1) في الحجرية: " الحسين " وما أثبتناه من المصدر، وهو البطائني (راجع معجم رجال الحديث ج 16 ص 199) وكذا في الحديث الذي يليه. (2) في الحجرية: " الحسين السري " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 4 ص 340). (1) ليس في المصدر. (2) في المصدر زيادة: انما. (*)
[ 294 ]
اطاعني ". [ 14122 ] 13 وبهذا الاسناد عن الحسن (1)، عن كرام الخثعمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " اما والله لو كانت على افواهكم اوكية لحدثت كل امرئ منكم بما له، والله لو وجدت اتقياء لتكلمت، والله المستعان " قال النعماني: يريد اتقياء أن يستعمل التقية. [ 14123 ] 14 وبهذا الاسناد عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " سر اسره الله إلى جبرئيل، واسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله، واسره محمد صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام، واسره علي عليه السلام إلى من شاء الله، واحدا بعد واحد، وانتم تتكلمون به في الطريق ". [ 14124 ] 15 وبهذا الاسناد عن الحسن، عن (حفص بن نسيب بني عمارة) (1) قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، ايام قتل المعلى بن خنيس مولاه فقال لي: " يا حفص، حدثت المعلى بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد، اني قلت له: ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله، وحفظ عليه دينه ودنياه، ومن اذاعه علينا سلبه الله دينه ودنياه. يا معلى، انه من كتم الصعب من حديثنا، جعله الله نورا بين عينيه (ورفعه) (2) ورزقه العز في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا، لم يمت حتى 13 الغيبة للنعماني ص 37 ح 9. (1) في الحجرية: " الحسين " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 14 ص 111) وكذا في الحديثين التاليين. 14 المصدر السابق ص 37 ح 10. 15 المصدر السابق ص 38 ح 12. (1) في الحجرية: " حفص بن نسيب بن فرعان " وفي المصدر: " حفص بن نسيب فرعان " وما أثبتناه هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 6 ص 159). (2) ليس في المصدر. (*)
[ 295 ]
يعضه السلاح أو يموت متحيرا ". [ 14125 ] 16 وعن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن أحمد بن محمد الدينوري، عن علي بن الحسن الكوفي، عن عميرة بنت أوس قالت: حدثني جدي (الحصين) (1) بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده عمرو بن سعد (2)، عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال (3) لحذيفة بن اليمان: " يا حذيفة، لا تحدث بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا، ان من العلم صعبا شديدا محمله، لو حمل على الجبال لعجزت عن حمله، ان علمنا أهل البيت (يستنكر) (4) ويبطل وتقتل رواته ويساء إلى من يتلوه، بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي صلى الله عليه وآله ". [ 14126 ] 17 العياشي في تفسيره: عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام، عن عذاب القبر، قال: " ان أبا جعفر عليه السلام حدثنا ان رجلا أتى سلمان الفارسي فقال: حدثني، فسكت عنه، ثم عاد فسكت، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية: * (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) * (1) فقال له: اقبل، انا لو وجدنا أمينا لحدثناه "، الخبر. [ 14127 ] 18 وعن محمد بن عجلان قال: سمعته عليه السلام يقول: " ان الله 16 الغيبة للنعماني ص 142، وعنه في البحار ج 2 ص 78 ح 65. (1) في الحجرية: الخضر، وما أثبتناه من المصدر " انظر تهذيب التهذيب ج 2 ص 381 ". (2) في الحجرية: سعيد، وما أثبتناه من المصدر " انظر تهذيب التهذيب ج 2 ص 381 ". (3) في المصدر زيادة: يوما. (4) في المصدر: سينكر. 17 تفسير العياشي ج 1 ص 71 ح 138. (1) البقرة ص الآية 159. 18 المصدر السابق ج 1 ص 259 ح 204. (*)
[ 296 ]
عير قوما بالاذاعة فقال: * (وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف اذاعوا به) * (1) فإياكم والاذاعة ". [ 14128 ] 19 وعن اسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه تلا هذه الآية: " * (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * (1) والله ما ضربوهم بأيديهم، ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سمعوا احاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها، فصار قتلا واعتداءا ومعصية ". [ 14129 ] 20 تفسير الامام عليه السلام: في قوله تعالى: * (هدى للمتقين) * (1) قال: " بيان وشفاء للمتقين من شيعة محمد وعلي صلوات الله عليهما، انهم اتقوا انواع الكفر فتركوها، واتقوا [ أنواع ] (2) الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا اظهار اسرار الله تعالى واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين وفيهم نشروها ". [ 14130 ] 21 محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد بن احمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن احمد بن محمد، عن أبي اليسر، عن زيد بن المعدل، عن ابان بن عثمان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: " ان امرنا هذا مستور مقنع (1) بالميثاق، من هتكه اذله الله ". [ 14131 ] 22 وعن سلمة بن الخطاب، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن أبي (1) النساء 4 الآية 83. 19 تفسير العياشي ج 1 ص 45 ح 50. (1) البقرة 2 الآية 61. 20 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 24. (1) البقرة 2 الآية 2. (2) أثبتناه من المصدر. 21 بصائر الدرجات ص 48 ح 2. (1) المقنع: المغطى من القناع وهو الغطاء (لسان العرب ج 8 ص 301). 22 المصدر السابق ص 46 ح 2. (*)
[ 297 ]
بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون (1)، ولا تحملوا عليب أنفسكم وعلينا، ان امرنا صعب مستصعب، لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو [ عبد ] (2) مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ". [ 14132 ] 23 وعن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله ابن القاسم، عن حفص [ الابيض ] (1) التمار، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام أيام صلب المعلى بن خنيس، قال: فقال لي: " يا حفص، اني امرت المعلى بن خنيس بأمر، فخالفني فابتلي بالحديد، اني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت له: ما لك يا معلى ؟ كأنك ذكرت اهلك ومالك وولدك وعيالك، قال: اجل، قلت: ادن مني، فدنا مني فمسحت وجهه، فقلت: اين تراك ؟ قال: اراني في بيتي، هذه زوجتي، وهذا ولدي، فتركته حتى تملى منهم، واستترت منهم حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت له: ادن مني، فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك ؟ فقال: اراني معك في المدينة، هذا بيتك. قال: قلت له: يا معلى، ان لنا حديثا من حفظه (2) علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا معلى، لا تكونوا اسرى في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا منوا عليكم، وان شاؤوا قتلوكم. يا معلى، انه من كتم الصعب من حديثنا، جعله الله نورا بين عينيه، ورزقه الله العزة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا، لم يمت حتى يعضه (1) في المصدر: " ينكرونه ". (2) أثبتناه من المصدر. 23 بصائر الدرجات ص 423 ح 2. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: " حفظ ". (*)
[ 298 ]
السلاح، أو يموت كبلا (3)، يا معلى بن خنيس، انت مقتول فاستعد ". الكشي في رجاله (4): عن ابراهيم بن محمد بن العباس، عن احمد بن ادريس، عن محمد بن احمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله. [ 14133 ] 24 وعن آدم بن محمد، عن علي بن محمد الدقاق، عن محمد بن موسى النعمان، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن اخيه جعفر قال: كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومأ أبو الحسن عليه السلام إلى يونس: ادخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، واياك ان تتحرك حتى يؤذن لك، فدخل البصريون واكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وابو الحسن عليه السلام مطرق، حتى لما اكثروا فقاموا وودعوا فخرجوا، فاذن ليونس بالخروج، فخرج باكيا فقال: جعلني الله فداك، اني احامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند اصحابي، فقال له ابو الحسن عليه السلام: " يا يونس، فما عليك مما يقولون، إذا كان امامك عنك راضيا، يا يونس، حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد أن يكذب الله في عرشه ؟ " الخبر. [ 14134 ] 25 وعن علي بن محمد، عن محمد بن احمد، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي جميلة، عن جابر قال: رويت خمسين ألف حديث ما سمعه احد مني. [ 14135 ] 26 وعن جبرئيل بن احمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جابر الجعفي وما روى، فلم يجبني واظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني، فسألته الثالثة فقال: (3) الكبل: الحبس والسجن، والمقصود من الخبر أنه يموت في السجن (لسان العرب ج 11 ص 581). (4) رجال الكشي ج 2 ص 676 ح 709. 24 رجال الكشي ج 2 ص 781 ح 924. 25 المصدر السابق ج 2 ص 440 ح 342. 26 المصدر السابق ج 2 ص 438 ح 340. (*)
[ 299 ]
" يا ذريح، فان السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا أو قال أذاعوا ". [ 14136 ] 27 وعن جبرئيل، عن محمد بن عيسى، عن اسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن جابر قال: حدثني أبو جعفر عليه السلام تسعين ألف حديثا، لم احدث بها احد قط، ولا احدث بها احدا أبدا، قال جابر: فقلت لابي جعفر عليه السلام: انك قد حملتني وقرا عظيما، بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به احدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: " يا جابر، فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان، فاحفر حفيرة وادل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا ". [ 14137 ] 28 وعن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن بن هارون، عن علي بن احمد، عن علي بن سليمان، عن ابن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر، فقال: " لا تحدث به السفلة فيذيعونه، اما تقرأ في كتاب الله عزوجل: * (فإذا نقر في الناقور) * (1) ان منا اماما مستترا، فإذا أراد الله اظهار امره نكت في قلبه فقام بأمر الله ". [ 14138 ] 29 وعن جبرئيل بن أحمد، عن الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن احمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وانا شاب، فقال: " من أنت ؟ " قلت: من أهل الكوفة، جئتك لطلب العلم، فدفع الي كتابا وقال لي: " ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، وان أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، ثم دفع الي كتابا آخر ثم قال: وهاك هذا، فان حدثت منه بشئ فعليك لعنتي ولعنة آبائي ". 27 رجال الكشي ج 2 ص 441 ح 343. 28 المصدر السابق ج 2 ص 437 ح 338. (1) المدثر 74 الآية 8. 29 المصدر السابق ج 2 ص 438 ح 339. (*)
[ 300 ]
[ 14139 ] 30 وعن احمد بن علي السكري، عن الحسين بن عبد الله، عن ابن اورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن عميرة، عن المفضل قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام يوم صلب فيه المعلى، فقلت له: يابن رسول الله، الا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم ؟ قال: " وما هو ؟ " قال: قلت: قتل المعلى بن خنيس، قال: " رحم الله المعلى، قد كنت أتوقع ذلك، لانه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله، لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل ". [ 14140 ] 31 وعن محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا، عن داود بن كثير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: " يا داود، إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فانكره ". [ 14141 ] 32 وعن حمدوية، عن الحسن بن موسى، عن اسماعيل بن مهران، عن محمد بن منصور، عن علي بن سويد السائي قال: كتب الي أبو الحسن موسى عليه السلام، وهو في الحبس: " لا تفش ما استكتمتك ". الخبر. [ 14142 ] 33 الشيخ الطوسي في الغيبة: باسناده عن الفضل بن شاذان، عن محمد إبن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قلت له: ألهذا الامر امد (1) نريح إليه ابداننا وننتهي إليه ؟ قال: " بلى، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه ". [ 14143 ] 34 وعنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لابي 30 رجال الكشي ج 2 ص 678 ح 712. 31 المصدر السابق ج 2 ص 708 ح 765. 32 المصدر السابق ج 2 ص 755 754 ح 859. 33 الغيبة ص 263. (1) في الطبعة الحجرية: " أمر " وما أثبتناه من المصدر. 34 المصدر السابق ص 263. (*)
[ 301 ]
جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان يقول: " إلى السبعين بلاء، وكان يقول: بعد البلاء رخاء " وقد مضت السبعون ولم نر رخاء. فقال أبو جعفر عليه السلام: " يا ثابت، ان الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الارض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال أبو حمزة: وقلت ذلك لابي عبد الله عليه السلام، فقال: " قد كان ذاك ". [ 14144 ] 35 وعن قرقارة، عن أبي حاتم، عن محمد بن يزيد الآدمي بغدادي عابد عن يحيى بن سليم الطائفي، عن سيل (1) بن عباد قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: " اظلتكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة (2)، لا ينجو منها الا النومة " قيل: يا أبا الحسن وما النومة ؟ قال: " الذي لا يعرف الناس ما في نفسه ". ورواه الصدوق في معاني الاخبار (3): عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحين بن سفيان، عن سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، مثله. [ 14145 ] 36 نهج البلاغة: قال عليه السلام: " جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر، ومصادقة الاخوان، وجمع الشر في الاذاعة، ومؤاخاة الاشرار ". 35 الغيبة للطوسي ص 279. (1) في المصدر: متيل. (2) اكتنف الشئ: أحاط به (لسان العرب " كنف " ج 9 ص 308). وفي المصدر: منكشفة. (3) معاني الاخبار ص 166. 36 نهج البلاغة: لم نجده، وأخرجه المجلسي في البحار ج 75 ص 71 ح 14. عن الاختصاص ص 218. (*)
[ 302 ]
[ 14146 ] 37 الصدوق في العيون: عن محمد بن موسى المتوكل وجماعة من مشايخه، عن الكليني، عن علي بن ابراهيم العلوي، عن موسى بن محمد المحاربي، عن رجل قال: قال المأمون للرضا عليه السلام: أنشدني احسن ما رويته في كتمان السر، فقال عليه السلام: " واني لانسى السر كيلا اذيعه * فيا من رأى سرأ يصان بان ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره * فينبذه قلبي إلى ملتوى الحشى فيوشك من لم يفش سرا وجال في * خواطره ان لا يطيق لا حبسا ". [ 14147 ] 38 زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد الله عليه السلام، في حديث طويل في أوصاف المؤمنين، إلى ان قال: " قلوبهم خائفة وجلة من الله، ألسنتهم مسجونة، وصدورهم وعاء لسر الله، ان وجدوا له اهلا نبذوا (1) إليه نبذا، وان لم يجدوا له اهلا القوا على ألسنتهم اقفالا غيبوا مفاتيحها، وجعلوا على افواههم أوكية، صلب صلاب اصلب من الجبال لا ينحت منهم (2) شئ ". [ 14148 ] 39 الصدوق في معاني الاخبار: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " طوبى لعبد نؤمة، عرف الناس فصاحبهم ببدنه، ولم يصاحبهم في اعمالهم بقلبه، فعرفوه في الظاهر، وعرفهم في الباطن ". [ 14149 ] 40 كتاب سلام بن أبي عمرة: عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: " اتحبون أن يكذب الله 37 عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 175. 38 أصل زيد الزراد ص 7. (1) في المصدر: نبذوه. (2) كان في الطبعة الحجرية: " منه " وما اثبتناه من المصدر. 39 معاني الاخبار ص 380 ح 8. 40 كتاب سلام ص 117. (*)
[ 303 ]
ورسوله ! ؟ حدثوا الناس بما يعرفون، وامسكوا عما ينكرون ". [ 14150 ] 41 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين، عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عتبة، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن احمد، عن محمد بن وهبان، عن علي بن احمد العسكري، عن احمد ابن ابي سلمة، عن احمد بن احمد بن الفضل ابي راشد بن علي القرشي، عن عبد الله بن جهض المدني، عن أبي محمد بن اسحاق، عن سعيد بن زيد بن ارطاة، عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال في وصيته له: " يا كميل، كل مصدور ينفث، فمن نفث اليك منا بأمر (فاستره بستر) (1)، واياك ان تبديه، فليس لك من ابدائه توبة، فإذا لم تكن (2) توبة فالمصير (3) لظى، يا كميل، اذاعة سر آل محمد عليهم السلام، لا يقبل الله تعالى منها، ولا يحتمل احد عليها، يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه الا مؤمنا موفقا، يا كميل، لا تعلموا الكافرين من اخبارنا فيزيدوا عليها، فيبدؤوكم بها يوم يعاقبون عليها " الخبر. [ 14151 ] 42 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله تعالى: * (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) * (1) قال: " الحسنة: التقية، والسيئة: الاذاعة * (ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) * (2) ". [ 14152 ] 43 وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن 41 بشارة المصطفى ص 26. (1) في المصدر: وامرك بستره. (2) في المصدر زيادة: لك. (3) في المصدر زيادة: إلى. 42 الاختصاص ص 25. (1، 2) فصلت 41 الآية 34. 43 المصدر السابق ص 252، وعنه في البحار ج 2 ص 79 ح 73. (*)
[ 304 ]
سلمة بن الخطاب، عن احمد بن موسى، (عن محمد بن عيسى) (1)، عن أبي سعيد الزنجاني، عن محمد بن عيسى، عن أبي سعيد المدائني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " اقرأ موالينا السلام، وأعلمهم ان يجعلوا حديثنا في حصون حصينة، وصدور فقيهة، واحلام رزينة، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما الشاتم لنا عرضا والناصب لنا حربا، باشد مؤنة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله ". [ 14153 ] 44 وعن الصادق عليه السلام، انه قال: (1) " من أذاع حديثنا فانه قتلنا، قتل عمد لا قتل خطأ ". [ 14154 ] 45 وفي الامالي: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد ابن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: " قال موسى بن عمران عليه السلام: الهي من اصفيائك ؟ إلى ان قال قال: إلهي، فمن ينزل دار القدس عنك ؟ قال: الذين لا تنظر أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون اسرارهم في الدين، ولا يأخذون في (1) الحكومة الرشا، الحق في قلوبهم، والصدق على ألسنتهم، فاولئك في ستري في الدنيا، وفي دار القدس عندي في الآخرة ". [ 14155 ] 46 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " اذاعة سر أودعته غدر ". (1) ليس في المصدر والظاهر انها زائدة مقحمة. 44 الاختصاص ص 32. (1) في المصدر زيادة: ليس منا. 45 أمالي المفيد ص 85 ح 1. (1) في المصدر: على. 46 غرر الحكم ج 1 ص 40 ح 1210. (*)
[ 305 ]
وقال عليه السلام (1): " اقبح الغدر اذاعة السر ". 33 * (باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقية وان كان سيدا) * [ 14156 ] 1 الصدوق في كمال الدين: عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، واحمد بن ادريس جميعا، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن زكريا، عن موسى بن جعفر عليه السلام في حديث اسلام سلمان إلى أن قال: " قال: فصحبت قوما فقلت لهم: يا قوم اكفوني الطعام والشراب واكفيكم (1) الخدمة، قالوا: نعم إلى ان قال فلما اتوا بالشراب، قالوا: اشرب، قلت: اني غلام ديراني (2)، وان الديرانيين لا يشربون الخمر، فشدوا علي وارادوا قتلي، فقلت لهم (3): لا تضربوني ولا تقتلوني، فاني اقر لكم بالعبودية، فأقررت لواحد منهم، واخرجني وباعني بثلاثمائة درهم، من رجل يهودي إلى ان ذكر انه باعه من امرأة يهودية، وان النبي صلى الله عليه وآله اشتراه منها واعتقه ". الخبر. 34 * (باب وجوب كف اللسان عن المخالفين وعن ائمتهم مع التقية) * [ 14157 ] 1 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، [ عن ابن فضال ] (1) عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله عليه السلام. وعن الحسن بن (1) نفس المصدر ج 1 ص 183 ح 179. الباب 33 1 كمال الدين ص 163. (1) في المصدر: اكفكم. (2) الدير: مكان رهبان النصارى، والديراني الواحد منهم (مجمع البحرين " دور " ج 3 ص 305). (3) في المصدر زيادة: يا قوم. الباب 34 1 الكافي ج 8 ص 7. (1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر. وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث 23: 7 و 8، جامع الرواة 1: 264). (*)
[ 306 ]
محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن اسماعيل بن مخلد السراج، عنه عليه السلام، في رسالته عليه السلام إلى اصحابه: " واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم، فيسبوا الله عدوا بغير علم، وقد ينبغي لكم ان تعلموا حد سبهم لله، كيف هو ؟ انه سب أولياء الله، فقد انتهك سب الله، ومن اظلم عند الله ممن استسب (2) لله ولاوليائه، فمهلا مهلا، فاتبعوا امر الله، ولا حول ولا قوة الا بالله ". [ 14158 ] 2 العياشي في تفسيره: عن عمر الطيالسي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سألته عن قول الله: * (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) * (1) قال: فقال: " يا عمر (2)، رأيت احدا سب الله ! " قال: فقلت: جعلني الله فداك، فكيف ؟ قال: " من سب ولي الله فقد سب الله ". [ 14159 ] 3 نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الله بن شريك، قال: خرج [ حجر ابن ] (1) عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل اليهما علي عليه السلام: " ان كفا عما يبلغني عنكما " فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين، السنا محقين ؟ قال: " بلى " قالا: أو ليسوا مبطلين ؟ قال: " بلى " قالا: فلم منعتنا عن شمتهم ؟ قال: " كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين يشهدون ويتبرؤون، ولكن لو وصفتم مساوئ اعمالهم، فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان اصوب في القول: وابلغ في العذر، (2) استسب له: عرضه للسب وجره إليه (مجمع البحرين " سبب " ج 2 ص 80). 2 تفسير العياشي ج 1 ص 373 ح 80. (1) الانعام 6 الآية 108. (2) في المصدر زيادة: هل. 3 وقعة صفين ص 102. (1) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 307 ]
و (2) قلتم مكان لعنكم اياهم وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، واصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به، كان هذا احب الي [ وخيرا ] (3) لكم " فقالا: يا أمير المؤمنين، نقبل عظتك ونتأدب بأدبك.. الخبر. [ 14160 ] 4 الشيخ المفيد في الامالي: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: " ان في التوراة مكتوبا فيما ناجى الله تعالى به موسى عليه السلام، قال له: يا موسى إلى ان قال واكتم مكنون سري في سريرتك، واظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي، ولا تستسب لي عندهم باظهارك مكنون سري، فتشرك عدوي وعدوك في سبي ". 35 * (باب تحريم مجاورة اهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا، ومحبة بقائهم) * [ 14161 ] 1 علي بن عيسى في كشف الغمة: عن ابن حمدون قال: كتب المنصور إلى جعفر بن محمد عليهما السلام: لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟ فأجابه: " ليس لنا ما نخافك من اجله، ولا عندك من امر الآخرة ما نرجوك له، ولا انت في نعمة فنهنيك، ولا تراها نقمة فنعزيك (1)، فما نصنع عندك ؟ " قال: فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه: " من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك " فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل الناس، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، وانه ممن يريد الآخرة لا الدنيا. (2) في المصدر زيادة: لو. (3) أثبتناه من المصدر. 4 أمالي الشيخ المفيد ص 210 ح 46. الباب 35 1 كشف الغمة ج 2 ص 208. (1) في المصدر زيادة: بها. (*)
[ 308 ]
[ 14162 ] 2 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الهادي عليه السلام، انه قال: " مخالطة الاشرار تدل على شرار (1) من يخالطهم ". [ 14163 ] 3 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام: " واياك ومقارنة من رهبته على دينك، وباعد السلطان، ولا تأمن خدع الشيطان وتقول: متى ارى ما انكر نزعت (1)، فانه كذا هلك من كان قبلك من اهل القبلة، وقد ايقنوا بالمعاد، فلو سمت (2) بعضهم بيع (3) اخرته بالدنيا، لم يطلب بذلك نفسا، ثم قد تخبله الشيطان، بخدعه ومكره، حتى يورطه في هلكته بعرض من الدنيا حقير، وينقله من شر إلى شر، حتى يؤيسه من رحمة الله، ويدخله في القنوط، فيجد الوجه إلى ما خالف الاسلام واحكامه، فان ابت نفسك الا حب الدنيا وقرب السلطان، فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك، فاملك عليك لسانك، فانه لا ثقة للمملوك عند الغضب، ولا تسأل عن اخبارهم، ولا تنطق عند اسرارهم، ولا تدخل فيما بينك وبينهم إلى ان قال وباين أهل الشر تبن منهم (4) ". [ 14164 ] 4 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن بعض اصحابه، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عمن ذكره، رفعه قال عليه السلام: " قال لقمان لابنه: يا بني لا تقرب (1) فيكون ابعد لك، ولا تبعد فتهان إلى ان 2 نزهة الناظر ص 53. (1) في المصدر: اشرار. 3 تحف العقول ص 53. (1) نزعت: نزع عن الشئ: تركه (لسان العرب ج 8 ص 349). (2) في الحجرية والمصدر: " سمعت " والظاهر انه تصحيف، وسمت: من السوم وهو البيع والشراء والمعاملة فيهما (انظر: لسان العرب ج 12 ص 310). (3) في الحجرية: " يبيع " وما أثبتناه من المصدر. (4) في المصدر: عنهم. 4 الكافي ج 2 ص 469 ح 9. (1) في المصدر: لا تقترب. (*)
[ 309 ]
قال كما ليس بين الذئب والكبش خلة (2)، كذلك ليس بين البار والفاجر خلة، من يقترب من الزفت (3) يعلق به بعضه، كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم، ومن يدخل مداخل (4) السوء يتهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسانه يندم ". ورواه الراوندي في قصص الانبياء (5): باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن أخيه، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، مثله. [ 14165 ] 5 علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث انه قال: " قال لقمان لابنه: ولا تجادلن فقيها، ولا تعادين سلطانا، ولا تماشين ظلوما، ولا تصادقنه، ولا تؤاخين (1) فاسقا (2)، ولا تصاحبن متهما ". الخبر. [ 14166 ] 6 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الحارث بن المغيرة قال: لقيني أبو عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة قبلا، فقال: " يا حارث " قلت: نعم، فقال: " لاحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم " قلت: ولم جعلت فداك ؟ قال: ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون، مما يدخل علينا منه العيب عند الناس والاذى، أن تأتوه وتعظوه، وتقولوا له قولا بليغا " ؟ قلت: إذا لا يقبل منا ولا يطيعنا، قال: " فإذا فاهجروه واجتنبوا مجالسته ". (2) الخلة: الصداقة والمودة (لسان العرب " خلل " ج 11 ص 218). (3) الزفت: القير (لسان العرب " زفت " ج 2 ص 34). (4) في المصدر: مدخل. (5) قصص الراوندي ص 192. 5 تفسير القمي ج 2 ص 164. (1) في المصدر: ولا تصاحبن. (2) في المصدر زيادة: نطفا. 6 الاختصاص ص 251. (*)
[ 310 ]
36 * (باب تحريم مجالسة أهل المعاصي وأهل البدع) * [ 14167 ] 1 زيد النرسي في اصله قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: " اياكم وعشار الملوك وابناء الدنيا ! فان ذلك يصغر نعمة الله في اعينكم، ويعقبكم كفرا. وإياكم ومجالسة الملوك وابناء الدنيا ! ففي ذلك ذهاب دينكم، ويعقبكم نفاقا، وذلك داء دوي لا شفاء له، ويورث قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع، وعليكم بالاشكال من الناس، والاوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجواهر (1)، واياكم ان تمدوا اطرافكم إلى ما في أيدي ابناء الدنيا ! فمن مد طرفه إلى ذلك طال حزنه، ولم يشف غيظه، واستصغر نعمة الله عنده، فيقل شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لانعم الله شاكرا، ولمزيده مستوجبا، ولجوده ساكنا ". [ 14168 ] 2 دعائم الاسلام: عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال: " ان أولياء الله وأولياء رسوله [ من شيعتنا ] (1)، من إذا قال صدق إلى ان قال شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا، ولا يواصل لنا مبغضا، ولا يجالس لنا قاليا ". الخبر. [ 14169 ] 3 الشيخ المفيد في أماليه: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام: يقول لابي: " ما لي رأيتك عند الباب 36 1 أصل زيد النرسي ص 57. (1) في المصدر: الجوهر. 2 دعائم الاسلام ج 1 ص 64. (1) أثبتناه من المصدر. 3 أمالي الشيخ المفيد ص 112 ح 3. (*)
[ 311 ]
عبد الرحمن بن يعقوب ؟ " قال: انه خالي، فقال له أبو الحسن عليه السلام: " انه يقول في الله قولا عظيما، يصف الله تعالى ويحده، والله لا يوصف، فأما جلست معه وتركتنا، واما جلست معنا وتركته " فقال: (1) هو يقول ما شاء، أي شئ علي (2) إذا لم اقل ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: " اما تخاف (3) ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ! ؟ اما علمت بالذي كان من اصحاب موسى عليه السلام، وكان أبوه من اصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون موسى عليه السلام تخلف عنه ليعظه، وادركه موسى عليه السلام وأبوه يراغمه (4)، حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا، فأتى موسى عليه السلام الخبر، فسأل جبرئيل عن حاله، فقال (5): غرق رحمه الله، ولم يكن على رأي أبيه، لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن (6) قارب المذنب دفاع ". [ 14170 ] 4 وعن أبي الحسن علي بن خالد المراغي، عن ثوابة بن يزيد، عن احمد ابن علي [ بن ] (1) المثنى، عن محمد بن المثنى، عن شبابة بن سوار، عن المبارك ابن سعيد، عن خليد (2) الفراء، عن أبي المجبر (3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أربعة مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء، والاستماع منهن، والاخذ (1) في المصدر زيادة: ان. (2) في المصدر زيادة: منه. (3) في المصدر: تخافن. (4) يراغمه: يغضيه ويتباعد عنه (لسان العرب " رغم " ج 12 ص 247). (5) في المصدر زيادة: له. (6) في الحجرية: " عما " وما أثبتناه من المصدر. 4 امالي الشيخ المفيد ص 315. (1) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال " انظر: تاريخ بغداد ج 7 ص 149 ". (2) في الحجرية: والمصدر: خليل، ولعل الصواب ما أثبتناه كما في سند الحديث الوارد في أسد الغابة ج 5 ص 290. (3) في الحجرية: " أبو المجتر " وهو تصحيف، وما أثبتناه من الصمدر، هو الصواب، كما ذكر هذا الحديث بهذا السند في اسد الغابة ج 5 ص 290 فراجع. (*)
[ 312 ]
برأيهن، ومجالسة الموتى " فقيل له: يا رسول الله، وما مجالسة الموتى ؟ قال: " مجالسة كل ضال عن الايمان، وجائر في الاحكام ". [ 14171 ] 5 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن العالم عليه السلام، انه قال: " لا تجالسوا المفتونين، فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم ". [ 14172 ] 6 الجعفريات: اخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء على دين من يخالل، فليتق الله المرء ولينظر من يخالل ". [ 14173 ] 7 الشهيد في الدرة الباهرة: عن الجواد عليه السلام، انه قال: " اياك ومصاحبة الشرير، فانه كالسيف المسلول، يحسن منظره ويقبح أثره ". [ 14174 ] 8 وعن أبي محمد العسكري عليه السلام، انه قال: " اللحاق بمن ترجو، خير من المقام مع من لا تأمن شره ". [ 14175 ] 9 وعن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " الوحدة خير من قرين السوء ". [ 14176 ] 10 امين الاسلام في مجمع البيان: عن الباقر عليه السلام، انه قال: * (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) * (1) قال المسلمون: كيف نصنع ان 5 إثبات الوصية ص 50. 6 الجعفريات ص 148. 7 الدرة الباهرة ص 41 وعنه في البحار ج 74 ص 198 ح 34. 8 المصدر السابق ص 43 وعنه في البحار ج 74 ص 198 ح 34. 9 الدرة الباهرة: النسخة المطبوعة من المصدر خالية من هذا الحديث، وأخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 199 ح 37 وج 77 ص 173 ح 8 عن اعلام الدين ص 94. 10 مجمع البيان ج 2 ص 316. (1) الانعام 6 الآية 68. (*)
[ 313 ]
كان كلما استهزأ المشركون (2) قمنا وتركناهم، فلا ندخل إذا المسجد الحرام، ولا نطوف بالبيت الحرام ؟ فانزل الله تعالى: * (وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ) * (3) امرهم بتذكيرهم (4) ما استطاعوا ". [ 14177 ] 11 الصدوق في الخصال: عن محمد بن علي الشاه، عن احمد بن محمد ابن الحسين، عن احمد بن خالد الخالدي، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، عن أنس بن محمد أبي مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الانذال، ومجالسة الاغنياء، والحديث مع النساء ". [ 14178 ] 12 الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال في وصية له بعد ذكر صفات جملة من اهل المعاصي: " يابن مسعود، لا تجالسوهم في الملا، ولا تبايعوهم في الاسواق، ولا تهدوهم (1) الطريق، ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى: * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) * (2) ". [ 14179 ] 13 الصدوق في معاني الاخبار: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادق عليه السلام في حديث عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " أولى الناس بالتهمة من جالس (2) في المصدر زيادة: بالقرآن. (3) الانعام 6 الآية 69. (4) في المصدر زيادة: وتبصيرهم. 11 الخصال ص 125 و 122. 12 مكارم الاخلاق ص 450. (1) في المصدر زيادة: إلى. (2) هود 11 الآية 15. 13 معاني الاخبار ص 196 ح 1، وعنه في البحار ج 77 ص 113. (*)
[ 314 ]
اهل التهمة ". ورواه في الخصال: عن محمد بن أحمد السناني، [ محمد بن أبي عبد الله الكوفي ] (1) عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن يونس بن ظبيان، عنه عليه السلام، مثله (2). ورواه جعفر بن أحمد في الغايات: عن أبي جعفر عليه السلام، مثله (3). [ 14180 ] 14 وفي الامالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن اسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، انه قال: " فيما وعظ الله به عيسى: يا عيسى، اعلم ان صاحب السوء يعدي (1)، وان قرين السوء يردي، فاعلم من تقارن ". الخبر. ورواه في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن ابن اسباط، عنهم عليهم السلام، مثله (2). [ 14181 ] 15 الكشي في رجاله: عن حمدويه وابراهيم قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد (1) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وذكر (1) أثبتناه من الامالي وهو الصواب راجع جامع الرواة 2: 49 و 279 ومعجم رجال الحديث ج 19 ص 60. (2) بل في أمالي الصدوق ص 27 ح 4، وعنه في البحار ج 77 ص 111 ح 2. (3) الغايات ص 66. 14 أمالي الصدوق ص 416. (1) العدوى: هي انتقال الداء أو المرض من صاحبه إلى غيره. (لسان العرب " عدا " ج 15 ص 39). (2) الكافي ج 8 ص 134. 15 رجال الكشي ج 2 ص 586 ح 525. (1) في في الطبعة الحجرية: يزيد، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب " راجع معجم رجال الحديث ج 18 ص 308 ". (*)
[ 315 ]
اصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال لي: " يا مفضل، لا تقاعدوهم، ولا تؤاكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تصافحوهم، ولا توارثوهم ". [ 14182 ] 16 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن محمد بن النعمان الاحول، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " يابن النعمان، من قعد إلى ساب أولياء الله فقد عصى [ الله ] (1) ". [ 14183 ] 17 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام، أو يغتاب فيه مسلم، ان الله عزوجل يقول: * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) * (1) ". [ 14184 ] 18 جامع الاخبار: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " يأتي في آخر الزمان اناس من امتي، يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة ". [ 14185 ] 19 مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: " واحذر مجالسة أهل البدع، فانها تنبت في القلب كفرا (1) وضلالا مبينا ". [ 15186 ] 20 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، في قول الله: * (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا 16 تحف العقول ص 230. (1) أثبتناه من المصدر. 17 المؤمن ص 70 ح 192. (1) الانعام 6 الآية 68. 18 جامع الاخبار ص 151. 19 مصباح الشريعة ص 389. (1) في المصدر زيادة: خفيا. 20 تفسير العياشي ج 1 ص 281 ح 290. (*)
[ 316 ]
سمعتم آيات الله إلى قوله انكم إذا مثلهم) * (1) قال: " إذا سمعت الرجل يجحد الحق، ويكذب به، ويقع في أهله، فقم من عنده ولا تقاعده ". [ 14187 ] 21 وعن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: * (وقد نزل عليكم في الكتاب إلى قوله انكم إذا مثلهم) * (1) فقال: " انما عنى الله بهذا إذا سمعت الرجل يجحد الحق، ويكذب به، ويقع في الائمة عليهم السلام، فقم من عنده، ولا تقاعده كائنا من كان ". [ 14188 ] 22 فقه الرضا عليه السلام: " واياك ان تزوج شارب الخمر إلى ان قال ولا تؤاكله، ولا تصاحبه، ولا تضحك في وجهه. وقال في موضع آخر: ولا تجالس شارب الخمر ولا تسلم عليه إلى أن قال ولا تجتمع معه في مجلس، فان اللعنة إذا نزلت عمت [ من ] (1) في المجلس ". [ 14189 ] 23 الشيخ الطوسي في الغيبة: عن جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وغيرهما، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن اسحاق، في التوقيع ورد عليه من صاحب الامر عليه السلام على يد محمد بن عثمان: " واما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الاجدع ملعون، واصحابه ملعونون، فلا تجالس اهل مقالتهم، فاني منهم برئ، وآبائي عليهم السلام منهم براء ". ورواه الصدوق في كمال الدين: عن محمد بن عصام الكليني، عن محمد بن يعقوب، مثله (1). (1) النساء 4 الآية 140. 21 تفسير العياشي ج 1 ص 282 ح 291. (1) النساء 4 الآية 140. 22 فقه الرضا عليه السلام ص 38، وعنه في البحار ج 79 ص 143. (1) أثبتناه من البحار. 23 غيبة الطوسي ص 177. (1) كمال الدين ص 485 ح 4. (*)
[ 317 ]
[ 14190 ] 24 عوالي اللآلي: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " القدرية مجوس هذه الامة، ان مرضوا فلا تعودوهم، وان ماتوا فلا تشهدوهم ". 37 * (با وجوب البراءة من اهل البدع، وسبهم، وتحذير الناس منهم، وترك تعظيمهم مع عدم الخوف) * [ 14191 ] 1 كتاب العلاء: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " ابرؤوا من خمسة: من المرجئة (1)، والخوارج، والقدرية، والشامي، والناصب، قلت: ما النصب ؟ قال: من احب شيئا وابغض (2) عليه ". [ 14192 ] 2 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان بين يدي الساعة لنيفا وسبعين رجلا، وما من رجل يدعو إلى بدعة فيتبعه رجل واحد، الا وجده يوم القيامة لازما لا يفارقه حتى يسأل عنه، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: * (وقفوهم انهم مسؤولون) * (1) فالمسألة من الله اخذ، والاخذ من الله تعالى عذاب ". [ 14193 ] 3 وبهذا الاسناد، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة إلى ان قال ام صاحب البدعة، فقد اشرب قلبه حبها " الخبر. 24 عوالي اللآلي ج 1 ص 166 ح 175. الباب 37 1 كتاب العلاء: ص 154. (1) في المصدر: المرجعة. (2) في المصدر: أو أبغض. 2 الجعفريات ص 171. (1) الصافات 37 الآية 24. 3 المصدر السابق: لم نجده. (*)
[ 318 ]
ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره: مسندا عنه عليه السلام، مثله (1). [ 14194 ] 4 الكشي في رجاله: عن علي بن محمد بن قتيبة، عن احمد بن ابراهيم المراغي قال: ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال، وكان ابتداء ذلك ان كتب عليه السلام إلى قوامه بالعراق: " احذروا الصوفي المتصنع " قال: وكان من شأن احمد بن هلال، انه قد كان حج اربعا وخمسين حجة، عشرون منها على قدميه، قال: وكان رواة اصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه، فانكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلاء على ان يراجع في امره، فخرج إليه: " قد كان امرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لا غفر الله له ذنبه، ولا اقاله عثرته دخل في امرنا بلا اذن منا ولا رضى، ليستبد برأيه، فيحامي من ذنوبه، لا يمضي من امرنا اياه الا بما يهواه ويريد أرداه الله في نار جهنم فصبرنا عليه حتى بتر الله عمره بدعوتنا، وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا ايامه لا رحمه الله وامرناهم بالقاء ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله وممن لا يبرأ منه، واعلم الاسحاقي سلمه الله وأهل بيته مما اعلمناك، من امر هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك، عنه من أهل بلده والخارجين، ومن كان يستحق ان يطلع على ذلك ". الخبر. [ 14195 ] 5 وعن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر ابن عثمان، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: " يا أبا محمد، ابرأ ممن يزعم انا ارباب " قلت: برئ الله منه، فقال: " ابرأ ممن يزعم انا انبياء " قلت: برئ الله منه. [ 14196 ] 6 وعن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن (1) نوادر الراوندي ص 18. 4 رجال الكشي ج 2 ص 816 ح 1020. 5 رجال الكشي ج 2 ص 587 ح 529. 6 المصدر السابق ج 2 ص 584 ح 521. (*)
[ 319 ]
أبيه عمران بن علي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " لعن الله أبا الخطاب، [ ولعن الله من قتل معه ] (1) ولعن الله من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم ". [ 14197 ] 7 الشيخ الطوسي في الغيبة: عن جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام قال: كان الشريعي يكنى بأبي محمد قال هارون: واظن اسمه كان الحسن، وكان من اصحاب أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام، ثم الحسن بن علي عليهما السلام بعده، وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه، ولم يكن اهلا له، وكذب على الله، وعلى حججه عليهم السلام، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه براء، فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الامام بلعنه والبراءة منه. [ 14198 ] 8 وعن أبي علي بن همام، انه ذكر قصة أحمد بن هلال إلى ان قال ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح، بلعنه والبراءة منه، في جملة من لعن. [ 14199 ] 9 وذكر الشيخ في ترجمة محمد بن علي الشلمغاني لعنه الله، بعد ذكر جملة من بدعه وعقائده الفاسدة: ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام، بلعن أبي جعفر محمد بن علي، والبراءة منه وممن تابعه وشايعه، ورضي بقوله، واقام على توليه، بعد المعرفة بهذا التوقيع، وقال الشيخ رحمه الله: ان الشيخ أبا القاسم بن روح رحمه الله، اظهر لعنه واشتهر امره، وتبرأ منه، وامر جميع الشيعة بذلك إلى ان قال: نسخة التوقيع: أخبرنا (1) جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن همام قال: خرج على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، في (1) أثبتناه من المصدر. 7 الغيبة للطوسي ص 244. 8 المصدر السابق ص 245. 9 غيبة الطوسي ص 250. (1) نفس المصدر ص 252. (*)
[ 320 ]
ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، في ابن أبي العزاقر، والمداد رطب لم يجف. وأخبرنا جماعة، عن ابن أبي داود قال: خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني، وانفذ نسخته إلى أبي علي بن همام، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. قال ابن نوح: وحدثنا أبو الفتح احمد بن ذكا، مولى علي بن محمد الفرات رحمه الله، قال: اخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة. وقال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل بن صالح الصيمري: انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه، في مجلسه في دار المقتدر، إلى شيخنا أبي علي بن همام، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، واملاه أبو علي وعرفني ان أبا القاسم راجع في ترك اظهاره، فانه في يد القوم وحبسهم، فأمر باظهاره، وان لا يخشى ويأمن، فتخلص (2) وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله. التوقيع: " عرف قال الصيمري: عرفك الله الخير، اطال الله بقاءك، وعرفك الخير كله، وختم به عملك من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من اخواننا، أسعدكم الله وقال ابن داود: ادام الله سعادتكم من تسكن إلى دينه وتثق بنيته جميعا بان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني زاد ابن داود: وهو ممن عجل الله له النقمة ولا امهله قد ارتد عن الاسلام وفارقه اتفقوا والحد في دين الله، وادعى ما كفر معه بالخالق قال هارون فيه: بالخالق جل وتعالى وافترى كذبا وزورا وقال: بهتانا واثما عظيما، قال هارون: وامرا عظيما كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، واننا قد تبرأنا إلى الله تعالى، والى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته (2) في الحجرية: " ويخلص " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 321 ]
عليهم، منه ولعناه، عليه لعائن الله اتفقوا زاد ابن داود: تترى في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت، وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وتابعه، أو بلغه هذا القول منا واقام على توليه بعده، واعلمهم. قال الصيمري: تولاكم الله، قال ابن ذكا: اعزكم الله انا من التوقي قال ابن داود: اعلم اننا من التوقي له، قال هارون: واعلمهم اننا في التوقي والمحاذرة منه، قال ابن داود وهارون: على مثل (ما كان) (3) من تقدمنا لنظرائه. قال الصميري: على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه، وقال ابن ذكا: على ما كان عليه من تقدمنا لنظرائه. اتفقوا من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم، وعادة الله. قال ابن داود وهارون: جل ثناؤه، واتفقوا مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وبه نثق، وإياه نستعين، وهو حسبنا في كل امورنا ونعم الوكيل ". قال هارون: وأخذ أبو علي هذا التوقيع، ولم يدع احدا من الشيوخ الا واقرأه إياه، وكوتب من بعد منهم بنسخته في سائر الامصار، فاشتهر ذلك في الطائفة، فاجتمعت على لعنه والبراءة منه. [ 14200 ] 10 وروى محمد بن يعقوب قال: خرج إلى العمري في توقيع طويل اختصرناه: " ونحن نبرأ من ابن هلال لا رحمه الله وممن لا يبرأ منه، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك أو يسألك عنه ". [ 14201 ] 11 القطب الراوندي في الخرائج: روي عن احمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد عليه السلام من أهل الجبل (1) يسأله عمن وقف (3) ليس في المصدر. 10 الغيبة للطوسي ص 214. 11 الخرائج والجرائح ص 120. (1) صفة لبعض أصحابنا. (*)
[ 322 ]
على أبي الحسن موسى عليه السلام، أتوالاهم أتبرأ منهم ؟ فكتب: " أتترحم (2) على عمك ! ؟ لا رحم الله عمك، وتبرأ منه، انا إلى الله منهم برئ، فلا تتولاهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على احد منهم مات أبدا، سواء من جحد اماما من الله، أو زاد اماما ليست امامته من الله، و (3) جحد و (4) قال: ثالث ثلاثة، ان جاحد امر اخرنا جاحد أمر اولنا، والزائد فينا كالناقص الجاحد امرنا " وكان هذا السائل لم يعلم ان عمه كان منهم، فأعلمه ذلك. [ 14202 ] 12 وفي كتاب لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " اياكم والركون إلى اصحاب الاهواء ! فانهم بطروا النعمة، واظهروا البدعة ". وقال صلى الله عليه وآله: " من تبسم في وجه مبتدع، فقد اعان على هدم الاسلام "، وقال صلى الله عليه وآله: " من احدث في الاسلام، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ". [ 14203 ] 13 الا ميرزا عبد الله الاصفهاني في رياض العلماء: رأيت بخط الاستاذ الاستناد يعني العلامة المجلسي في بعض فوائده، على كتاب من كتب الرجال، ما هذا لفظه الشريف: وكتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي، ويظهر من بعض أسانيده انه كان تلميذ الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن احمد الدوريستي، وروى فيه عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت مولاي أمير المؤمنين عيه السلام يقول: " من ضحك في وجه عدو لنا، من النواصب والمعتزلة والخارجية والقدرية ومخالف مذهب الامامية ومن سواهم، لا يقبل الله منه طاعة أربعين سنة ". قلت: ثم استشكل فيه صاحب الرياض، بأن مذهب المعتزلة قد ظهر (2) في المصدر: لا تترجم. (3، 4) في المصدر: أو. 12 لب اللباب: مخطوط. 13 رياض العلماء ج 4 ص 474. (*)
[ 323 ]
بعده عليه السلام، وأجاب بأن ظهوره كان في اواخر عصره عليه السلام، كما يظهر من ترجمة واصل بن عطاء أول المعتزلة، وبأنه أخبر عن ذلك المذهب من باب المعجزة، انتهى. ويمكن أن يكون مراده عليه السلام من المعتزلة الذين اعتزلوا عن بيعته عليه السلام، ولم يلحقوا بمعاوية، كسعد بن وقاص وعبد الله بن عمر وزيد ابن ثابت واشباههم، وكانوا معروفين بلقب الاعتزال، والله العالم. [ 14204 ] 14 المولى العلامة الاردبيلي في حديقة الشيعة قال: وبالسند الصحيح عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع (1)، عن الرضا عليه السلام، انه قال: " من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرهم بلسانه وقلبه، فليس منا، ومن أنكرهم، فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ". [ 14205 ] 15 وفي الصحيح عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن الرضا عليه السلام، انه قال: " قال رجل من اصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم: الصوفية، فما تقول فيهم ؟ قال: انهم اعداؤنا، فمن مال فيهم (1) فهو منهم، ويحشر معهم، وسيكون اقوام يدعون حبنا، ويميلون إليهم، ويتشبهون بهم، ويلقبون انفسهم (2)، ويأولون أقوالهم، الا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منهم (3) براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكافر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ". قلت: والظاهر انه رحمه الله اخذ الخبر عن كتاب الفصول التامة للسيد 14 حديقة الشيعة ص 562. (1) في المصدر: اسماعيل بن بزيع. وما أثبتناه هو الصواب راجع جامع الرواة 2: 69 ورجال النجاشي: 233 و 234. 15 المصدر السابق ص 562. (1) في المصدر: إليهم. (2) في المصدر زيادة: بلقبهم. (3) في المصدر: منه. (*)
[ 324 ]
الجليل أبي تراب المرتضى بن الداعي الحسيني الرازي، صاحب تبصرة العوام، كما يظهر من بعض القرائن، ويأتي في الخاتمة اثبات كون كتاب الحديقة للمولى الاردبيلي رحمه الله. 38 * (باب وجوب اظهار العلم عند البدع، وتحريم كتمه الا لتقية وخوف، وتحريم الابتداع) * [ 14206 ] 1 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " من رد على صاحب بدعة بدعته، فهو في سبيل الله تعالى ". [ 14207 ] 2 الشيخ المفيد في أماليه: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار [ عن محمد بن اسماعيل ] (1) عن منصور بن أبي يحيى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: " صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر، فتغيرت وجنتاه والتمع (2) لونه، ثم اقبل بوجهه فقال: يا معشر المسلمين، اني انما بعثت انا والساعة كهاتين قال: ثم ضم السباحتين ثم قال: يا معشر المسلمين، ان أفضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله، وخير الحديث كتاب الله، وشر الامور محدثاتها، الا وكل بدعة ضلالة، الا وكل ضلالة ففي النار ". الخبر. [ 14208 ] 3 نهج البلاغة: قال عليه السلام: " ما احدثت بدعة الا ترك بها سنة، الباب 38 1 الجعفريات ص 172. 2 أمالي المفيد ص 187، وعنه في البحار ج 2 ص 263 ح 12. (1) أثبتناه لاستقامة السند " انظر: معجم رجال الحديث ج 12 ص 192 وج 15 ص 84 " كما أثبته محقق الامالي بين معقوفتين أيضا. (2) التمع لونه: ذهب وتغير، يقال للرجل إذا فزع من شئ أو غضب أو حزن فتغير لونه لذلك. (لسان العرب ج 8 ص 326). 3 نهج البلاغة ج 2 ص 39 ح 141. (*)
[ 325 ]
فاتقوا البدع، والزموا المهيع (1)، ان عوازم (2) الامور افضلها، وان محدثاتها شرارها ". [ 14209 ] 4 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى اصحابه: " وقد قال أبونا رسول الله صلى الله عليه وآله: المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن، وان قل أرضى لله [ وأنفع عنده ] (1) في العافية من الاجتهاد في البدع واتباع الاهواء، الا ان اتباع الاهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال، وكل ضلالة بدعة، وكل بدعة في النار ". [ 14210 ] 5 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال في الخطبة المعروفة بالديباج: " وأفضل امور الحق عزائمها، وشرها محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وبالبدع هدم السنن ". [ 14211 ] 6 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال في خطبة له: " وان افضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله، وشر الامور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ". الخبر. [ 14212 ] 7 الشيخ الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا علي بن الحكم رضي الله عنه، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي رضوان الله عليه، قال: خطبنا رسول (1) المهيع: الطريق الواسع الواضح البين (لسان العرب ج 8 ص 379). (2) العوازم: جمع عازمة، وهي التي جرت بها السنة من الفرائض والسنن. أي: الامور الثابتة بالكتاب والسنة (مجمع البحرين ج 6 ص 115). 4 الكافي ج 8 ص 8. (1) أثبناه من المصدر. 5 تحف العقول ص 101. 6 الغايات ص 69. 7 الغيبة للفضل بن شاذان: 8 دعائم الاسلام ج 1 ص 89 و 143. (*)
[ 326 ]
الله صلى الله عليه وآله، فقال: " معاشر الناس، اني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، اوصيكم في عترتي خيرا، واياكم والبدع، فان كل بدعة ضلالة، ولا محالة اهلها في النار " الخبر. [ 14213 ] 8 دعائم الاسلام: عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " اتبعوا ولا تبتدعوا، فكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". 39 * (باب تحريم التظاهر بالمنكرات، وذكر جملة من المحرمات والمكروهات) * [ 14214 ] 1 الشيخ حسن بن سليمان الحلي في كتاب مختصر البصائر: عن شيخه الشهيد الاول، عن السيد عميد الدين، عن العلامة، عن أبيه، عن السيد فخار، عن شاذان بن جبرئيل، عن عماد الدين الطبري، عن أبي علي بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن الحسن بن معاذ، عن قيس بن حفص، عن يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة (1)، قال: قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: " أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني " قالها ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال عليه السلام: " اقعد فقد سمع الله كلامك، وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وامارات وهنات (2) يتبع بعضها الباب 39 1 مختصر البصائر ص 30. (1) في الطبعة: الحجرية: " ميسرة "، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب " راجع تهذيب التهذيب ج 10 ص 423 ح 763، وتقريب التهذيب ج 2 ص 268 ح 51 ". (2) في الحديث: " ثم تكون هنات وهنات " أي شدائد وامور عظام (النهاية ج 5 ص 279). (*)
[ 327 ]
بعضا، كحذو النعل بالنعل، فان شئت أنبأتك بها " فقال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال علي عليه السلام: " احفظ، فان علامة ذلك: إذا أمات الناس الصلوات، واضاعوا الامانة، واستحلوا الكذب، واكلوا الربا، واخذوا الرشاء، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الارحام، واتبعوا الاهواء، واستخفوا بالدماء، وكان العلم ضعفا، والظلم فخرا، وكانت الامراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والاثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنائر، واكرم الاشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب، ونقضت العهود، واقترب الموعود، وشاركت النساء ازواجهن في التجارة حرصا على الدنيا، وعلت اصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب، وائتمن الخائن، واتخذت القينات (3) والمعازف، ولعن آخر هذه الامة أولها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء (4) لذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير الدين، واثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، وقلوبهم انتن من الجيفة، وامر من الصبر، فعند ذلك الوحا (5) الوحا العجل العجل ". الخبر. [ 14215 ] 2 الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يابن مسعود، سيأتي من بعدي اقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرجن النساء، وزيهن مثل زي الملوك الجبابرة، وهم منافقو هذه الامة في آخر (3) القينة: المغنية (لسان العرب 13: 351). (4) ليس في المصدر. (5) الوحا: السرعة (لسان العرب ج 5 ص 382). 2 مكارم الاخلاق ص 449. (*)
[ 328 ]
الزمان، شاربون القهوات، لاعبون بالكعاب (1)، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في العداوات (2)، يقول الله تعالى: * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) * (3). يابن مسعود: مثلهم مثل الدفلى زهرتها حسنة وطعمها مر، كلامهم الحكمة، واعمالهم داء لا يقبل الدواء * (أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها) * (4). يابن مسعود، ما يغني من يتنعم في الدنيا إذا اخلد في النار ! * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) * (5) يبنون الدور، ويشيدون القصور، ويزخرفون المساجد، وليست همتهم الا الدنيا، عاكفون عليها معتمدون فيها، ألهتهم بطونهم، قال الله تعالى: * (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله واطيعون) * (6) وقال الله تعالى: * (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه إلى قوله أفلا تذكرون) * (7) وما هو الا منافق جعل دينه هواه وإلهه بطنه، كلما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه، قال الله تعالى: * (وفرحوا بالحيوة الدنيا وما الحيوة الدنيا في الآخرة الا متاع) * (8). يابن مسعود، محادثتهم (9) نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير، وهمتهم بطونهم، أولئك شر الاشرار، الفتنة معهم واليهم تعود. (1) في المصدر زيادة: راكبون الشهوات. (2) في المصدر: الغدوات. (3) مريم 19 الآية 59. (4) محمد 47 الآية 24. (5) الروم 30 الآية 7. (6) الشعراء 26 الآية 131 129. (7) الجاثية 45 الآية 23. (8) الرعد 13 الآية 26. (9) في المصدر: محاريبهم. (*)
[ 329 ]
يابن مسعود، قال الله تعالى: * (أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون) * (10). يابن مسعود، أجسادهم لا تشبع، وقلوبهم لا تخشع، يابن مسعود، الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فمن أدرك ذلك الزمان من اعقابكم، فلا تسلموا (11) في ناديهم، ولا تشيعوا (12) جنائزهم، ولا تعودوا (13) مرضاهم، فانهم يستنون بسنتكم، ويظهرون بدعواكم، ويخالفون افعالكم، فيموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولا أنا منهم، فلا تخافن احدا غير الله، فان الله تعالى يقول: * (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) * (14) ويقول: * (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا إلى قوله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) * (15). يابن مسعود، عليهم لعنة الله مني ومن جميع المرسلين، والملائكة المقربين، وعليهم غضب الله وسوء الحساب، في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى: * (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله ولكن كثيرا منهم فاسقون) * (16). يابن مسعود، [ أولئك ] (17) يظهرون الحرص الفاحش، والحسد الظاهر، ويقطعون الارحام، ويزهدون في الخير، قال الله تعالى: * (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك (10) الشعراء 26 الآية 207 205. (11) في المصدر: يسلم، وهو أنسب للسياق. (12) في المصدر: يشيع، وهو أنسب للسياق. (13) في المصدر: يعود، وهو أنسب للسياق. (14) النساء 4 الآية 78. (15) الحديد 57 الآية 15 13. (16) المائدة 5 الآية 81 78. (17) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 330 ]
لهم اللعنة ولهم سوء الدار) * (18) يقول الله تعالى: * (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا) * (19). يابن مسعود، يأتي على الناس زمان الصابر على دينه مثل القابض على الجمرة بكفه، (يقال لذلك الزمان: ان كان ذئبا والا اكلته الذئاب) (20). يابن مسعود، علماؤهم وفقهاؤهم (خونة الا انهم فجرة اشرار) (21) خلق الله كذلك واتباعهم، ومن يأتيهم ويأخذ منهم، ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم، اشرار خلق الله، يدخلهم نار جهنم * (صم بكم عمى فهم لا يرجعون) * (22) * (مأواهم جهنم) * (23) الآية، * (كلما نضجت جلودهم) * (24) الآية، و * (إذا القوا فيها) * (25) الآية، * (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم) * (26) الآية، * (لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون) * (27) يدعون انهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي، انهم مني براء، وأنا منهم برئ. يابن مسعود، لا تجالسوهم في الملا، ولا تبايعوهم في الاسواق، ولا تهدوهم الطريق، ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى: * (من كان يريد الحياة الدنيا) * (28) الآية يقول الله تعالى: * (من كان يريد حرث الدنيا) * (29) الآية. (18) الرعد 13 الآية 25. (19) الجمعة 62 الآية 5. (20) في نسخة: " فان كان في ذلك الزمان ذئبا وإلا أكلته الذئاب ". (21) في نسخة: " فجرة الا انهم اشرار ". (22) البقرة 2 الآية 18. (23) الاسراء 17 الآية 97. (24) النساء 4 الآية 56. (25) الملك 67 الآية 7. (26) الحج 22 الآية 22. (27) الانبياء 21 الآية 100. (28) هود 11 الآية 15. (29) الشورى 42 الآية 20. (*)
[ 331 ]
يابن مسعود، ما بلوى امتي بينهم (30) العداوة والبغضاء والجدال، اولئك اذلاء هذه الامة في دنياهم، والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم، ويمسخهم قردة وخنازير " قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله، وبكينا لبكائه، وقلنا: يا رسول الله، ما يبكيك ؟ قال " رحمة للاشقياء إلى أن قال يابن مسعود، (31) انهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا، ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم، فلا يكون فيهم الشاهد بالحق، ولا القوامون بالقسط، قال الله تعالى: * (كونوا قوامين بالقسط) * (32) الآية. يابن مسعود، يتفاضلون باحسابهم واموالهم، يقول الله تعالى: * (وما لاحد عنده من نعمة) * (33) الآية إلى أن قال صلى الله عليه وآله يابن مسعود، والذي بعثني بالحق، ليأتي على الناس زمان يستحلون الخمر يسمونه النبيذ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، انا منهم برئ، وهم مني براء. يابن مسعود، الزاني بامه اهون عند الله (بأن يدخل في الربا) (34) مثقال حبة من خردل، ومن شرب المسكر قليلا أو كثيرا، هو اشد عند الله من آكل الربا، انه مفتاح كل شر (35)، اولئك يظلمون الابرار، ويصدقون الفجار والفسقة، الحق عندهم باطل، والباطل عندهم حق، هذا كله للدنيا، وهم يعلمون انهم على غير الحق، ولكن * (زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) * (36) * (رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) * (27) " الخبر. (30) في المصدر: منهم. (31) في المصدر زيادة: اعلم. (32) النساء 4 الآية 135. (33) الليل 92 الآية 19. (34) في المصدر: ممن يدخل في ماله من الربا. (35) في المصدر زيادة: يابن مسعود. (36) النمل 27 الآية 24. (37) يونس 10 الآية 7 و 8. (*)
[ 332 ]
[ 14216 ] 3 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: أخبرني القاضي أبو الحسن محمد ابن علي بن صخر قال: حدثنا أبو شجاع فارس بن موسى العرضي بالبصرة قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الكوفي ببغداد قال: حدثنا أبو نعيم محمد بن يحيى الطوسي السراج قال: حدثنا محمد بن خالد الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال: قال معاوية بن نضلة قال: كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب، وفتحنا مدينة حلوان (1)، وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم، وحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء، فنزلت عن فرسي واخذت بعنانه، ثم توضأت واذنت فقلت: الله اكبر الله اكبر، فأجابني شئ من الجبل: كبرت تكبيرا، ففزعت لذلك فزعا شديدا، ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، فقلت: اشهد ان لا إله الا الله، فأجابني وهو يقول: الآن حين اخلصت، فقلت: اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: نبي بعث، فقلت: حي على الصلاة، فقال: فريضة افترضت، فقلت: حي على الفلاح، فقال: افلح من اجابها واستجاب لها، فقلت: قد قامت الصلاة، فقال: البقاء لامة محمد صلى الله عليه وآله، وعلى رأسها تقوم الساعة، فلما فرغت من أذاني، ناديت بأعلى صوتي حتى اسمعت ما بين لابتي (2) الجبل، فقلت: انسي ام جني ؟ قال: فاطلع رأسه من كهف الجبل، فقال: ما أنا بجني ولكن انسي، فقلت: من أنت يرحمك الله ؟ فقال: أنا ذريب بن ثملا من حواري عيسى عليه السلام، اشهد ان صاحبكم نبي، وهو الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام، ولقد أردت الوصول إليه فحالت بيني وبينه فرسان كسرى واصحابه، ثم ادخل رأسه في كهف الجبل، فركبت دابتي ولحقت بالناس، وسعد بن أبي وقاص يومئذ أميرنا، 3 كنز الفوائد ص 59. (1) حلوان: من مدن العراق في آخر حدود السواد مما يلي الجبال شرقي بغداد، من كبار مدن العراق، مشهورة بالرمان والتين، فتحها المسلمون سنة 19 ه‍. (معجم البلدان ج 2 ص 291). (2) لابتا الجبل: ناحيتاه أو طرفاه (لسان العرب " لوب " ج 1 ص 746). (*)
[ 333 ]
فأخبرته بالخبر، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فجاء كتاب عمر يقول: الحق الرجل، فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل، فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا، الا التمسناه فلم نقدر عليه، وحضرت الصلاة، فلما فرغت من صلاتي ناديت: يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل، قد سمعنا منك كلاما حسنا، فأخبرنا من أنت يرحمك الله ؟ اقررت بالله تعالى ووحدانيته، قال: فاطلع رأسه من كهف الجبل، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، له هامة كانه رحى، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقلت: وعليك السلام، من أنت يرحمك الله ؟ فقال: أنا ذريب بن ثملا، وصي العبد الصالح عيسى بن مريم، سأل لي ربه البقاء إلى نزوله من السماء، وقراري في هذا الجبل، وانا موصيكم: سددوا وقاربوا، اياكم وخصالا تظهر في امة محمد صلى الله عليه وآله، فان ظهرت فالهرب الهرب، ليقم احدكم على نار جهنم حتى تنطفئ منه، خير له من البقاء في ذلك الزمان. قال معاوية بن فضلة: فقلت له: يرحمك الله، اخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا واقبال آخرتنا، قال: نعم، إذا استغنى رجالكم برجالكم، ونساؤكم بنسائكم، وانتسبتم إلى غير مناسبكم، وتوليتم إلى غير مواليكم، ولم يرحم كبيركم صغيركم ولم يوقر صغيركم كبيركم، وكثر طعامكم فلم تروا الا غلاء اسعاركم، وصارت خلافتكم في صبيانكم، وركن علماؤكم إلى ولاتكم، فاحلوا الحرام، وحرموا الحلال، وافتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن الحانا ومزامير في اصواتهم، ومنعتم حقوق الله في اموالكم، ولعن آخر امتكم اولها، وزوقتم المساجد، وطولتم المنائر (3)، وحليتم المصاحف بالذهب والفضة، وركب نساؤكم السروج، وصار مستشار أموركم نساؤكم وخصيانكم، واطاع الرجل امرأته وعق والديه، وضرب الشاب والدته، وقطع كل ذي رحم رحمه، وبخلتم بما في أيديكم، وصارت اموالكم عند شراركم، وكنزتم الذهب (3) في نسخة: المنابر. (*)
[ 334 ]
والفضة، وشربتم الخمر، ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر (4)، ومنعتم الزكاة ورأيتموها مغرما، والخيانة مغنما، وقتل البرئ لتغتاظ العامة بقتله، واختلست قلوبكم، فلم يقدر احد منكم يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وقحط المطر فصار قيظا، والولد غيظا، واخذتم العطا فصار في السفاط (5)، وكثر أولاد الخبيثة يعني الزنى وطففت المكيال، وكلب عليكم عدوكم (6)، وصرتم (7) بالمذلة، وصرتم اشقياء، وقلت الصدقة، حتى يطوف الرجل من الحول إلى الحول ما يعطي عشرة دراهم، وكثر الفجور، وغارت العيون، فعندها نادوا فلا جواب (8) يعني دعوا فلم يستجب لهم [ 14217 ] 4 أبو يعلى الجعفري في النزهة: قال: قال رسول الله صلى عليه وآله: " الذنوب تغير النعم، البغي يوجب الندم، القتل ينزل النقم، الظلم يهتك العصم، شرب الخمر يحبس الرزق، الزنى يعجل الفنا، قطيعة الرحم تحجب الدعاء، عقوق الوالدين يبتر العمر، ترك الصلاة يورث الذل ". [ 14218 ] 5 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: " إذا ظهر الزنى في امتي كثر موت الفجأة فيهم، وإذا طففت المكيال، اخذهم بالسنين والنقص من الانفس والاموال والثمرات، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركتها، وإذا جاروا في الاحكام انقطعت من بينهم عصمة الاسلام، وإذا نقضوا عهودهم سلط الله عليهم.. (1) وإذا قطعوا ارحامهم (4) الكبر: الطبل له وجه واحد وجمعه كبار (مجمع البحرين كبر 3: 469). (5) السفط: حقيبة تحفظ فيها الاشياء الثمينة (انظر لسان العرب ج 7 ص 315 وفي المصدر: السقاط). (6) في المصدر زيادة: وضربتم بالذلة. (7) في المصدر: وضربتم. (8) في المصدر زيادة: لهم. 4 نزهة الناظر ص 14. 5 كتاب الاخلاق: مخطوط. (1) هنا بياض في الطبعة الحجرية. (*)
[ 335 ]
جعلت الاموال في ايدي الارذال منهم، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولي عليهم شرارهم، فيدعون فلا يستجاب لهم ". [ 14219 ] 6 أبو محمد فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: قال: حدثنا صفوان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن حمران قال: قال الصادق عليه السلام: " القائم منا منصور بالرعب " إلى ان قال قيل: يابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال: " إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدل، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنى، واكل الربا والرشاء، واستيلاء الاشرار على الابرار ". الخبر. [ 14220 ] 7 القطب الراوندي في لب اللباب: قال النبي صلى الله عليه وآله: " كيف بكم إذا فسق فتيانكم، وإذا طلعت نساؤكم ! ؟ " قيل: فان ذلك لكائن ! قال: " نعم واشد من ذلك، كيف بكم إذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ! ؟ " قالوا: وان ذلك لكائن ! قال: " نعم، واشد من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ! ؟ ". وسئل: متى لا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ؟ قال: " إذا كان الفسق في علمائكم، والعلم في رذالكم، والمداهنة في خياركم ". 40 * (باب نوادر ما يتعلق بأبواب الامر والنهي) * [ 14221 ] 1 تفسير الامام عليه السلام: قال: " قال علي بن الحسين عليهما السلام: دخل على أمير المؤمنين عليه السلام رجلان من اصحابه، فوطأ احدهما على حية فلسعته، ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلدغته، 6 غيبة الفضل بن شاذان: 7 لب اللباب: مخطوط. الباب 40 1 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 247. (*)
[ 336 ]
وسقطا جميعا فكأنما لما بهما يضرعان ويبكيان، فقيل لامير المؤمنين عليه السلام، فقال: دعوهما، فانه لم يحن حينهما، ولم يتم محنتهما، فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين اليمين في عذاب شديد شهرين، ثم ان أمير المؤمنين عليه السلام بعث اليهما فحملا إليه، والناس يقولون: سيموتون على أيدي الحاملين لهما، فقال عليه السلام: كيف حالكما ؟ قالا: نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد، قال لهما: استغفرا الله من ذنب أتاكما (1) إلى هذا، وتعوذا بالله مما يحط اجركما ويعظم وزركما، قالا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي عليه السلام: ما اصيب واحد منكما الا بذنبه، اما أنت يا فلان واقبل على احدهما فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي فلان، وطعن عليه لموالاته لنا، فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به، خوف على نفسك ولا على اهلك ولا على ولدك ومالك اكثر من انك استحييته، فلذلك أصابك، فان أردت أن يزيل الله ما بك، فاعتقد ان لا ترى مزرئا على ولي لنا، تقدر على نصرته بظهر الغيب الا نصرته، الا ان تخاف على نفسك واهلك وولدك ومالك، وقال للآخر: فأنت اتدري لما اصابك ما اصابك ؟ قال: لا، قال: أما تذكر حيث اقبل قنبر خادمي، وانت بحضرة فلان العاتي، فقمت اجلالا له لاجلالك لي، فقال لك: أو تقوم لهذا بحضرتي ؟ فقلت له: وما بالي لا أقوم، وملائكة الله تضع له اجنحتها في طريقه فعليها يمشي، فلما قلت هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهددني، وألزمني الاغضاء على القذى، فلهذا سقطت عليك هذه الحية، فان أردت أن يعافيك الله من هذا، فاعتقد ان لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا، بحضرة اعادينا ما يخاف علينا وعليهم منه، اما ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مع تفضيله لي، لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته، كما كان يفعله ببعض من لا يقيس معشار جزء من مائة ألف جزء من ايجابه لي، لانه علم ان ذلك يحمل بعض اعداء الله على ما يغمه ويغمني ويغم المؤمنين، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم، مثل ما خافه علي لو فعل ذلك بي ". (1) في المصدر: اداكما. (*)
[ 337 ]
[ 14222 ] 2 عوالي اللآلي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " التقية معاملة الناس بما يعرفون، وترك ما ينكرون، حذرا من غوائلهم ". [ 14223 ] 3 محمد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: عن الباقر عليه السلام، انه قال: " رجع علي عليه السلام إلى داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: ان زوجي ظلمني واخافني وتعدى علي وحلف ليضربني، فقال: يا امة الله، اصبري حتى يبرد النهار، ثم اذهب معك ان شاء الله، فقالت: يشتد غضبه وحرده علي، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله، أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متمتع (1)، أين منزلك ؟ فمضى إلى بابه فوقف (2) فقال: السلام عليكم، فخرج شاب فقال علي عليه السلام: يا عبد الله اتق الله، فانك قد اخفتها واخرجتها، فقال الفتى: وما انت وذاك، والله لاحرقنها لكلامك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: آمرك بالمعروف وانهاك عن المنكر، تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف، قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم [ يا أمير المؤمنين ] (3) فسقط الرجل في يديه، فقال: يا أمير المؤمنين اقلني عثرتي، فو الله لاكون لها ارضا تطؤني، فاغمد علي عليه السلام سيفه وقال: يا أمة الله ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه ". [ 14224 ] 4 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه: " ان عليا عليه السلام مر على بهيمة وفحل يسفدها على وجه 2 عوالي اللآلي ج 1 ص 432 ح 132. 3 المناقب ج 2 ص 106. (1) في الحديث: حتى يؤخذ للضعيف حقه غير متعتع، أي: من غير أن يصيبه اذى يقلقه ويزعجه (لسان العرب 8: 35). (2) ليس في المصدر. (3) أثبتناه من المصدر. 4 الجعفريات ص 88. (*)
[ 338 ]
الطريق، فاعرض بوجهه، فقيل له: لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: انه لا ينبغي لهم أن يصنعوا ما صنعوا وهو من المنكر، ولكن ينبغي لهم ان يواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة ".
[ 339 ]
أبواب فعل المعروف 1 * (باب استحبابه، وكراهة تركه) * [ 14225 ] 1 كتاب معاوية بن حكيم: عن بريد العجلي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: " ان بقاء المسلمين وبقاء الاسلام، ان تصير الاموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع فيها المعروف، وان من فناء المسلمين وفناء الاسلام، ان تصير الاموال عند من لا يعرف فيها الحق ولا يصنع فيها المعروف ". [ 14226 ] 2 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اول من يدخل الجنة المعروف واهله ". [ 14227 ] 3 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البيت الذي يمتار منه المعروف، البركة أسرع إليه من الشفرة في سنام البعير، أو من السيل إلى منتهاه ". [ 14228 ] 4 أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن الاشعث قال: وحدثني الزبير محمد ابن خلف بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان قال: حدثني علي بن أبواب فعل المعروف الباب 1 1 كتاب معاوية بن حكيم: 2 الجعفريات ص 152. 3 الجعفريات ص 153. 4 المصدر السابق ص 152. (*)
[ 340 ]
عبد الله بن الجبار قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن المزني، عن محمد بن عجلان، عن عجلان (1)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجماعة من اصحابه، أو في جماعة: " تدرون ما يقول الاسد في زئيره ؟ " قال: فقلنا: الله ورسوله اعلم: قال: يقول: " اللهم لا تسلطني على احد من اهل المعروف ". [ 14229 ] 5 وبالاسناد المتقدم: عن علي بن أبي طالب عليه السلام، انه كان يقول: " انما المعروف زرع من انمى الزرع، وكنز من افضل الكنوز، فلا يزهدنك في المعروف كفر من كفره ولا جحود من جحده، فانه قد يشكرك (1) عليه من يسمع منك فيه، وقد تصيب من شكر الشاكر ما اضاع منه العبد الجاحد ". [ 14230 ] 6 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه السلام، انه قال: " اعلم ان ما بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه، اكثر مما بأهل الرغبة إليهم فيه، وذلك ان لهم ثناءه وذكره واجره، واعلم ان كل مكرمة تأتيها أو صنيعة صنعتها إلى احد من الخلق، فانما اكرمت بها نفسك، وزينت بها عرضك، فلا تطلبن من غيرك شكر ما صنعت إلى نفسك ". [ 14231 ] 7 وبهذا الاسناد: عن علي عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صنيع المعروف يدفع ميتة السوء ". [ 14232 ] 8 وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب عليه السلام، انه قال: " لا (1) في الحجرية: " العجلائي " وفي المصدر " العجلاني " وما أثبتناه هو الصواب (راجع تهذيب التهذيب ج 9 ص 341 وج 12 ص 264). 5 الجعفريات ص 235. (1) في الحجرية: " يشركك " وما أثبتناه من الممدر. 6 المصدر السابق ص 236. 7 المصدر السابق ص 188. 8 المصدر السابق ص 233. (*)
[ 341 ]
تستصغروا (1) شيئا من المعروف قدرتم (2) على اصطناعه، ايثارا لما هو اكثر منه، فان اليسير في حال الحاجة إليه، انفع لاهله من ذلك الكثير في حال الغناء عنه، واعمل لكل يوم بما فيه ترشد ". [ 14233 ] 9 وبهذا الاسناد: عن علي عليه السلام، انه قال: " من كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وادى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الاعظم يوم القيامة ". [ 14234 ] 10 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن محمد بن جعفر بن أبي شاكر، رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " جزى الله المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة " الخبر. [ 14235 ] 11 وعنه عليه السلام قال: " من (1) أوصل إلى اخيه المؤمن معروفا، فقد اوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ". [ 14236 ] 12 وعنه عليه السلام، قال: " كل معروف صدقة ". وعن الباقر عليه السلام، قال: " صنائع المعروف تدفع مصارع السوء ". [ 14237 ] 13 وقال الصادق عليه السلام: " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، يقال لهم: ان ذنوبكم قد غفرت لكم، فهبوا حسناتكم لمن شئتم، والمعروف واجب على كل احد بقلبه ولسانه ويده، فمن لم يقدر على اصطناع (1) في المصدر: لا تستصغر. (2) في المصدر: قدرت. 9 الجعفريات ص 167. 10 الاختصاص ص 112. 11 المصدر السابق ص 32. (1) في المصدر: أيما مؤمن. 12 المصدر السابق ص 240. 13 المصدر السابق ص 240.
[ 342 ]
المعروف بيده فبقلبه ولسانه، ومن (1) لم يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه ". [ 14238 ] 14 وفي أماليه: عن أبي غالب الزراري، عن خاله أبي العباس محمد بن جعفر الرزاز القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد (1) بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله: المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن، فان قبلها مني فبرحمتي ومني، وان ردها علي فبذنبه حرمها ومنه لا مني ". [ 14239 ] 15 أبو يعلى الجعفري في النزهة: سأل معاوية الحسن بن علي عليهما السلام، عن الكرم والنجدة والمروة، فقال عليه السلام: " اما الكرم فالتبرع بالمعروف، والاعطاء قبل السؤال، والاطعام في المحل ". الخبر. [ 14240 ] 16 علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: عليك بصنائع الخير، فانها تدفع مصارع السوء ". [ 14241 ] 17 فقه الرضا عليه السلام: " اروي عن العالم انه قال: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة إلى ان قال وكل معروف صدقة، فقلت له: يابن رسول الله وان كان غنيا، فقال: وان كان غنيا، واروي: المعروف كاسمه، وليس شئ افضل منه الا ثوابه، وهو هدية من الله تعالى إلى عبده المؤمن ". (1) في المصدر: فمن. 14 أمالي الشيخ المفيد ص 259. (1) في الطبعة الحجرية: " يزيد " وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 3 ص 290. 15 نزهة الناظر ص 37. 16 تفسير القمي ج 1 ص 364. 17 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (*)
[ 343 ]
[ 14242 ] 18 البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن الحسين بن علي عليهما السلام، انه قال: " واعلموا ان المعروف مكسب حمدا ومعقب اجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها، تنفر منه القلوب، وتغض دونه الابصار " الخبر. [ 14243 ] 19 ابن شهر آشوب في المناقب: عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعته (1) يقول: " ان في الجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله الا اهل (2) المعروف " فحمدت الله في نفسي وفرحت بما اتكلف (3) من حوائج الناس، فنظر إلي (4) وقال: " نعم، (فدم على) (5) ما أنت عليه، فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك ". ورواه الراوندي في الخرائج: مثله (6). [ 14244 ] 20 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " كل معروف صدقة، والصدقة تدفع مصارع السوء ". وقال صلى الله عليه وآله: " صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر ". وقال صلى الله عليه وآله: أصحاب المعروف في الدنيا، هم " أصحاب 18 البحار ج 78 ص 127 ح 11 عن اعلام الدين ص 95. 19 المناقب ج 4 ص 432. (1) في المصدر: سمعت أبا محمد. (2) في المصدر زيادة: بيت. (3) في المصدر: مما اتكلفه. (4) في المصدر زيادة: أبو محمد. (5) في المصدر: قد علمت. (6) خرائج الراوندي ج 2 ص 181. 20 كتاب الاخلاق: مخطوط. (*)
[ 344 ]
المعروف في الآخرة ". قال صلى الله عليه وآله: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ومن المعروف ان تلقى اخاك بوجه طلق وبشر حسن ". [ 14245 ] 21 وعن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " المعروف كنز من افضل الكنوز، وزرع من انمى الزرع، فلا تزهدوا فيه ولا تملوا ". [ 14246 ] 22 وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: " صنيع المعروف وحسن البشر، يكسبان المحبة، ويقربان من الله، ويدخلان الجنة ". وقال عليه السلام: " انما حرم الله الربا، لئلا يتمانع الناس بينهم المعروف ". [ 14247 ] 23 وقال عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة يوقف الله فقراء المؤمنين بين يديه، فيقول لهم: اما اني لم افقركم في الدنيا لهوانكم علي، بل لابلوكم وابتلي بكم، فانطلقوا فلا تدعوا احدا ممن اصطنع اليكم في الدنيا معروفا من اهل دينكم، الا ادخلتموه الجنة ". وقال عيسى بن مريم عليه السلام لاصحابه: " استكثروا من الشي ء الذي لا تأكله النار " قالوا: وما هو ؟ قال: " المعروف ". [ 14248 ] 24 دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه، اكثر مما بأهل الرغبة إليهم فيه، وذلك ان لهم (1) ثناءه واجره وذكره، ومن فعل معروفا فانما صنع الخير لنفسه، ولا يطلب من غيره شكر ما أولاه نفسه ". الخبر 23 21 كتاب الاخلاق: مخطوط. 24 دعائم الاسلام ج 2 ص 320 ح 1208. (1) في المصدر زيادة: فيه. (*)
[ 345 ]
[ 14249 ] 25 الصدوق في الامالي: عن محمد بن ابراهيم الطالقاني، عن محمد بن القاسم الانباري، عن أبيه، عن محمد بن أبي يعقوب الدينوري، عن احمد بن أبي المقدام العجلي، عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال في حديث: " اني لاعجب من اقوام يشترون المماليك باموالهم، ولا يشترون الاحرار بمعروفهم ". [ 14250 ] 26 وفي الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام: اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه، فانه يقي مصارع السوء ". [ 14251 ] 27 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان افضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله إلى ان قال وصنائع المعروف، فانها تدفع ميتة السوء، وتقي مصارع الهوان ". [ 14252 ] 28 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: افعل المعروف ما أمكن ". وقال عليه السلام: " ان بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه، اكثر مما بأهل الرغبة إليهم منه " (1). 25 أمالي الصدوق ص 225 ج 10. 26 الخصال ص 617. 27 أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 220، وعنه في البحار ج 77 ص 298 ح 21. 28 غرر الحكم ج 1 ص 112 ح 84. (1) نفس المصدر ج 1 ص 229 ح 135. (*)
[ 346 ]
وقال عليه السلام: " صاحب المعروف لا يعثر، وان (2) عثر وجد متكأ " (3). وقال عليه السلام: " صنائع المعروف تقي مصارع الهوان " (4). وقال عليه السلام: " صنائع المعروف تدر النعماء، وتدفع البلاء " (5). وقال عليه السلام: " عليكم بصنائع المعروف، فانها نعم الزاد إلى المعاد " (6). وقال عليه السلام: " في كل شئ يذم السرف، الا في صنائع المعروف، والمبالغة في الطاعة " (7). وقال عليه السلام: " كل نعمة انيل منها المعروف، فانها مأمونة السلب، محصنة من الغير (8) " (9). وقال عليه السلام: " كثرة اصطناع المعروف يزيد في العمر، وينشر الذكر " (10). وقال عليه السلام: " للكرام فضيلة المبادرة إلى فعل المعروف، واسداء الصنائع " (11). (2) في المصدر: وإذا. (3) غرر الحكم ج 1 ص 454 ح 15. (4) المصدر السابق ج 1 ص 455 ح 24. (5) المصدر السابق ج 1 ص 455 ح 30. (6) المصدر السابق ج 2 ص 486 ح 17. (7) المصدر السابق ج 2 ص 515 ح 85. (8) غير الدهر: أحواله المتغيرة من الصلاح إلى الفساد ومن الرفعة إلى الانخفاض (لسان العرب " غير " 5: 40). (9) المصدر السابق ج 2 ص 548 ح 87. (10) المصدر السابق ج 2 ص 563 ح 31. (11) المصدر السابق ج 2 ص 583 ح 36. (*)
[ 347 ]
وقال عليه السلام: " من بذل معروفه استحق الرئاسة " (12). وقال عليه السلام: " من صنع معروفا نال اجرا وشكرا (13) " (14). وقال عليه السلام: " من بذل معروفه مالت إليه القلوب " (15). 2 * (باب استحباب المبادرة بالمعروف مع القدرة قبل التعذر) * [ 14253 ] 1 دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " المعروف كاسمه، وليس شئ افضل من المعروف الا ثوابه، والمعروف هدية من الله إلى عبده المؤمن، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ولا كل من رغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا من الله على العبد جمع له الرغبة في المعروف والقدرة والاذن، فهنالك تمت السعادة والكرامة للطالب والمطلوب إليه ". ورواه في فقه الرضا عليه السلام: عن العالم عليه السلام، مثله (1). 3 * (باب استحباب فعل المعروف مع كل احد، وان لم يعلم كونه من أهله) * [ 14254 ] 1 صحيفة الرضا: عن آبائه عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى (12) غرر الحكم ج 2 ص 629 ح 369. (13) ليس في المصدر. (14) نفس المصدر ج 2 ص 635 ح 452. (15) نفس المصدر ج 2 ص 670 ح 979. الباب 2 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 321 ح 1210. (1) فقه الرضا عليه السلام ص 51. الباب 3 1 صحيفة الرضا عليه السلام ص 44 ح 53. (*)
[ 348 ]
الله عليه وآله: اصطنع الخير إلى من هو اهله والى من ليس بأهله (1)، (فان اصبت اهله فهو اهله) (2)، فان لم تصب اهله فأنت من أهله ": هكذا برواية غير الطبرسي، وبروايته: " اصطنع الخير إلى من هو أهله، فان لم تصب اهله فأنت اهله ". [ 14255 ] 2 فقه الرضا عليه السلام: " وروي: اصطنع المعروف إلى أهله والى غير أهله، فان لم يكن من اهله فكن انت من أهله " [ 14256 ] 3 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الحسين بن علي عليهما السلام، قال: وقال عنده رجل: ان المعروف إذا اسدي إلى غير أهله ضاع، فقال الحسين عليه السلام: " ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر، تصيب البر والفاجر " [ 14257 ] 4 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: " اصطنع المعروف إلى من هو اهله والى من ليس بأهله، فان لم يكن أهله فأنت أهله ". 4 * (باب تأكد استحباب فعل المعروف مع أهله) * [ 14258 ] 1 الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم (1) في المصدر: من أهله. (2) ما بين القوسين ليس في المصدر. 2 فقه الرضا عليه السلام ص 51. 3 تحف العقول ص 175. 4 الاختصاص ص 240. الباب 4 1 الخصال ص 620. (*)
[ 349 ]
السلام، انه قال: " لا تصنع (1) الصنيعة الا عند ذي حسب أو دين ". [ 14259 ] 2 وفي ثواب الاعمال: عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن حديد أو مرازم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " ايما مؤمن أوصل إلى اخيه المؤمن معروفا، فقد أوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ". [ 14260 ] 3 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " إذا أراد الله بعبد خيرا، جعل صنائعه ومعروفه عند مستحقي الصنائع ". [ 14261 ] 4 دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " خصوا بألطافكم خواصكم واخوانكم ". [ 14262 ] 5 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن داود بن سليمان، عن حماد بن عيسى، عن الصادق عليه السلام في حديث انه قال لقمان لابنه: " يا بني اجعل معروفك في اهله، وكن فيه طالبا لثواب الله، وكن مقتصدا، ولا تمسكه تقتيرا، ولا تعطه تبذيرا ". الخبر. [ 14263 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " أجل المعروف ما صنع إلى أهله ". وقال عليه السلام: " أنفع الكنوز، معروف تودعه (1) الاحرار، وعلم (1) في المصدر: لا تصلح. 2 ثواب الاعمال ص 203. 3 كتاب الاخلاق: مخطوط. 4 دعائم الاسلام ج 2 ص 327 ح 1234. 5 قصص الانبياء ص 199، وعنه في البحار ج 13 ص 420. 6 غرر الحكم ج 1 ص 186 ح 223. (1) في الطبعة الحجرية: " يورع " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 350 ]
يتدراسه الاخيار " (2). وقال عليه السلام: " ان مالك لا يغني جميع الناس، فاخصص به أهل الحق " (3). وقال عليه السلام: " خير المعروف ما اصيب به الابرار " (4). وقال عليه السلام: " خير البر ما وصل إلى الاحرار " (5). وقال عليه السلام: " من سعادة المرء أن يضع معروفه عند أهله " (6). وقال عليه السلام: " من سعادة المرء ان تكون صنائعه عن من يشكره، ومعروفه عند من لا يكفره " (7). 5 * (باب عدم جواز المعروف في غير موضعه، ومع غير أهله) * [ 14264 ] 1 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن محمد ابن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن [ محمد بن ] (1) الحسين ابن أبي الخطاب، عن علي بن اسباط، عن خلف بن حماد، عن قتيبة الاعشى، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " أوحى الله إلى موسى عليه السلام: كما تدين تدان، وكما تعمل كذلك تجزى، من يصنع المعروف إلى امرئ السوء يجزى شرا ". (2) غرر الحكم ج 1 ص 204 ص 455. (3) نفس المصدر ج 1 ص 252 ح 263. (4) نفس المصدر ج 1 ص 389 ح 37. (5) نفس المصدر ج 1 ص 387 ح 9. (6) نفس المصدر ص 348 " الطبعة الحجرية ". (7) نفس المصدر ج 2 ص 735 ح 160. الباب 5 1 قصص الانبياء ص 159. وعنه في البحار ج 13 ص 353 ح 49. (1) أثبتناه من المصدر، وفيه: " محمد بن الحسين عن أبي الخطاب، وهو تصحيف، صوابه ما أثبتناه (راجع معجم رجال الحديث ج 15 ص 296). (*)
[ 351 ]
[ 14265 ] 2 إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: حدثني محمد بن عبد الله ابن عثمان قال: حدثني علي بن [ أبي ] (1) سيف، عن أبي حباب، عن ربيعة وعمارة، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث انه قال: " من كان له مال فاياه والفساد، فان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف، وهو ذكر لصاحبه في الناس، ويضعه عند الله، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله، الا حرمه الله شكرهم، وكان لغيره ودهم، فان بقي معهم من يودهم ويظهر لهم الشكر، فانما هو ملق وكذب، وانما ينوي (2) أن ينال من صاحبه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل، فان زلت (3) بصاحبه النعل، (ثم احتاج) (4) إلى معونته ومكافأته، فشر خليل والام خدين (5)، ومن صنع المعروف فيما آتاه [ الله ] (6) فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، وليفك به العاني (7)، وليعن به الغارم، وابن السبيل، والفقراء، والمهاجرين، وليصبر نفسه في النوائب والخطوب (8)، فان [ الفوز ] (9) بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة ". [ 14266 ] 3 الشيخ المفيد في الامالي: عن عمر بن محمد الصيرفي، عن أحمد بن 2 الغارات ج 1 ص 74، وعنه في البحار ج 8 ص 712 ط حجر، ورواه المفيد في أماليه ص 175 ح 6. (1) أثبتناه من المصدر " انظر: تاريخ بغداد ج 12 ص 54 ح 6438 ". (2) في الطبعة الحجرية والمصدر. " يقرب " وما أثبتناه من البحار. (3) في الطبعة الحجرية والمصدر: " ركب " وما أثبتناه من البحار. (4) في المصدر: فاحتاج. (5) الخدين: الصديق، والذي يكون معك في كل ظاهر وباطن (لسان العرب (خدن) ج 13 ص 139). (6) أثبتناه من المصدر. (7) في الطبعة الحجرية: " المعافي " وما أثبتناه من المصدر. (8) في الحجرية والمصدر: " في الثواب والحقوق " وما أثبتناه من أمالي المفيد. (9) أثبتناه من المصدر. 3 أمالي الشيخ المفيد ص 137. (*)
[ 352 ]
الحسن الصوفي، عن عبد الله بن مطيع، عن خالد بن عبد الله، عن أبي ليلى، عن عطية، عن كعب الاحبار قال: مكتوب في التوراة: من صنع معروفا إلى احمق، فهي خطيئة تكتب عليه. [ 14267 ] 4 البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن المفضل بن عمر، انه قال للصادق عليه السلام: احب ان اعرف علامة قبولي عند الله، فقال له: " علامة قبول العبد عند الله، ان يصيب بمعروفه مواضعه، فان لم يكن كذلك فليس كذلك ". [ 14268 ] 5 الصدوق في الخصال: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " اربع يذهبن ضياعا: مودة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يشكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسر [ تودعه ] (1) عند من لا حفاظ (2) له ". [ 14269 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " المعروف كنز فانظر عند من تضعه (1) ". وقال عليه السلام: " الاصطناع خير (2) فارتد عند من تضعه " (3). وقال عليه السلام: " تضييع المعروف وضعه في غير عروف (4) " (5). 4 البحار ج 74 ص 419 ح 47 عن اعلام الدين ص 90. 5 الخصال ص 264 ح 144. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: حصانة. 6 غرر الحكم ج 1 ص 58 ح 1576. (1) في المصدر: تودعه. (2) في المصدر: ذخر. (3) نفس المصدر ج 1 ص 58 ح 1577. (4) في المصدر: معروف. (5) نفس المصدر ج 1 ص 347 ح 9. (*)
[ 353 ]
وقال عليه السلام: " ظلم المعروف من وضعه في غير أهله " (6). وقال عليه السلام: " لم يضع امرؤ مال في غير حقه، أو معروفه في غير أهله، الا حرمه الله تعالى شكرهم، وكان لغيره ودهم " (7). وقال عليه السلام: " من اسدي معروفه (8) إلى غير أهله ظلم معروفه " (9). وقال عليه السلام: " واضع معروفه عند غير مستحقه مضيع له " (10). 6 * (باب وجوب تعظيم فاعل المعروف، وتحقير فاعل المنكر) * [ 14270 ] 1 أبو علي الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن السحين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف من الآخرة، لانهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي ". [ 14271 ] 2 فقه الرضا عليه السلام: " اروي عن العالم انه قال: اهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، لان الله عزوجل يقول لهم: قد غفرت لكم ذنوبكم تفضلا عليكم، لانكم كنتم أهل المعروف في الدنيا، فبقيت حسناتكم (6) غرر الحكم ج 2 ص 476 ح 27. (7) نفس المصدر ج 2 ص 600 ح 19. (8) في المصدر: معروفا. (9) نفس المصدر ج 2 ص 663 ح 885. (10) نفس المصدر ج 2 ص 786 ح 69. الباب 6 1 أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 311. 2 فقه الرضا عليه السلام ص 51. (*)
[ 354 ]
فهبوها لمن تشاؤون، فيكونون بها أهل المعروف في الآخرة ". [ 14272 ] 3 دعائم الاسلام: عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال: " اصطناع المعروف يدفع مصارع السوء، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ". [ 14273 ] 4 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " لقاء أهل المعروف (1) وعمارة القلوب، مستفاد الحكمة ". 7 * (باب استحباب مكافأة المعروف بمثله أو ضعفه، أو بالدعاء له، وكراهة طلب المكافأة) * [ 14274 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سألكم بالله تعالى فاعطوه، واستعاذكم بالله فأعيذوه، ومن دعاكم بالله فأجيبوه، ومن اصطنع اليكم معروفا فكافئوه ". [ 14275 ] 2 وبهذا الاسناد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أدى إلى احد معروفا فليكافئ، فان عجز فليثن به، فان لم يفعل فقد كفر النعمة ". [ 14276 ] 3 الصدوق في العيون: عن الحسن بن عبد الله العسكري، عن عبد الله ابن محمد، عن اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر عليه السلام، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن علي عليهم السلام، عن خاله هند 3 دعائم الاسلام ج 2 ص 321 ح 1211. 4 غرر الحكم ج 2 ص 610 ح 26 (1) في المصدر: المعرفة. الباب 7 1 الجعفريات ص 152. 2 المصدر السابق ص 152. 3 عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 319. (*)
[ 355 ]
بن أبي هالة، انه قال في جملة سيرة النبي صلى الله عليه وآله: " ولا يقبل الثناء الا من مكافئ ". [ 14277 ] 4 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من اصطنع إليه المعروف فاستطاع ان يكافئ عنه فليكافئ، ومن لم يستطع فليثن خيرا، فان من اثنى كمن جزى ". وقال صلى الله عليه وآله: " كافئ بالحسنة، ولا تكافئ بالسيئة ". وقال صلى الله عليه وآله: " من أولى معروفا فلم يكن عنده خير يكافئ به عنه، فاثنى على موليه فقد شكره، ومن شكر معروفا فقد كافأه ". وقال صلى الله عليه وآله: " من اصطنع اليكم معروفا فكافئوه، فان لم تجدوا مكافأة فادعوا له، فكفى ثناء الرجل على اخيه إذا اسدي إليه معروفا فلم يجد عنده مكافأة، ان يقول: جزاه الله خيرا، فإذا هو قد كافأه ". [ 14278 ] 5 وقال الصادق عليه السلام، في قول الله عزوجل: * (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) * (1) قال: " معناه: من اصطنع إلى آخر معروفا، فعليه ان يكافئه عنه ". ثم قال الصادق عليه السلام: " وليست المكافأة ان تصنع كما يصنع حتى توفي عليه، فانه من صنع كما صنع إليه كان للاول الفضل عليه بالابتداء ". [ 14279 ] 6 علي بن عيسى في كشف الغمة: عن الحسين بن علي عليهما السلام، انه قال: " مهما يكن لاحد عند احد صنيعة له، رأى ان (1) لا يقوم بشكرها، فالله له بمكافأته، فانه اجزل عطاء واعظم اجرا ". [ 14280 ] 7 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن 4 كتاب الاخلاق: مخطوط. 5 المصدر السابق: مخطوط. (1) الرحمن 55: الآية 60. 6 كشف الغمة ج 2 ص 29. (1) في المصدر: انه. 7 تحف العقول ص 295. (*)
[ 356 ]
الكاظم عليه السلام، انه قال: " يا هشام، قول الله: * (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) * (1) جرت في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه ان يكافئ به، وليست المكافأة ان تصنع كما صنع حتى ترى فضلك، فان صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء ". [ 14281 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " المعروف رق، والمكافأة عتق ". وقال عليه السلام: " المعروف فروض (1)، الشكر مفروض " (2). وقال عليه السلام: " المعروف غل لا يفكه الا شكر أو مكافأة " (3). وقال عليه السلام: " اطل يدك في مكافأة من احسن اليك، فان لم تقدر فلا اقل من أن تشكره " (4). وقال عليه السلام: " إذا قصرت يدك على المكافأة، فاطل لسانك بالشكر " (5). وقال عليه السلام: " من شكر المعروف فقد قضى حقه " (6). وقال عليه السلام: " من شكر من انعم (7) عليه فقد كافأه " (8). (1) الرحمن 55 الآية 60. 8 غرر الحكم ج 1 ص 7 ح 76، 77. (1) في المصدر: قروض. (2) نفس المصدر ج 1 ص 9 ح 177 و 178. (3) نفس المصدر ج 1 ص 70 ح 1799. (4) نفس المصدر ج 1 ص 18 ح 159. (5) نفس المصدر ج 1 ص 315 ح 92. (6) نفس المصدر ج 2 ص 659 ح 833. (7) في المصدر: النعم. (8) نفس المصدر ج 2 ص 666 ح 924. (*)
[ 357 ]
وقال عليه السلام: " من هم أن يكافئ على معروف فقد كافأه (9) " (10). [ 14282 ] 9 الشيخ المفيد في العيون والمحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في أدب أصحابه: " من قصرت يده بالمكافأة فليطل لسانه بالشكر ". وقال عليه السلام: " من حق الشكر لله تعالى ان يشكر من اجرى تلك النعمة على يده ". 8 * (باب تحريم كفر المعروف، من الله كان أو من الناس) * [ 14283 ] 1 دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اسدي إليه معروف فليكافئ (1)، فان عجز فليثن، فان لم يفعل فقد كفر النعمة ". [ 14284 ] 2 السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا من ثقة الاسلام في رسائله، باسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الاسدي، عن عمرو ابن أبي المقدام، عن أبي جعفر عليه السلام، انه قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لولده الحسن عليه السلام: (ولا تكفر نعمة) (1)، فان كفر النعمة من الام الكفر ". [ 14285 ] 3 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: قال: قال رسول الله صلى الله (9) في المصدر: كافأ. (10) غرر الحكم ج 2 ص 677 ح 1065. 9 العيون والمحاسن ص 288. الباب 8 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 321 ح 1214. (1) في المصدر زيادة: عليه. 2 كشف المحجة ص 169. (1) في المصدر: ولا يكفر ذا نعما. 3 كتاب الاخلاق: مخطوط: (*)
[ 358 ]
عليه وآله: " انه ليؤتى بعبد يوم القيامة، فيقال له (1): اوتيت ذلك على يديه، فيقول: بل يكون جعلت شكر ذلك كله لله، فيقال له: لم تشكر الله إذ لم تشكر من اجرى الله ذلك على يديه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن اوتي خيرا على يدي أخيه، أو صنع إليه صانع معروفا، فليذكره فإذا ذكره فقد شكره، وإذا كتمه فقد كفره. وقال صلى الله عليه وآله: لم يشكر (2) من شكر الله، ومن لم يشكر على اليسير لم يشكر على الكثير. وقال صلى الله عليه وآله: افضل مكافأة المعروف الدعاء والشكر لله، واشدكم حبا لله اشدكم حبا للناس، واجرؤكم على الله أجرؤكم على الناس ". [ 14286 ] 4 وحفظ من وصية رسول الله صلى الله عليه وآله، لرجل من الانصار، انه قال: " احفظ عني ثلاثا: اكثر من ذكر الموت فان ذلك مصلحة للقلب، واكثر من الدعاء فانه لا تدري متى يستجاب لك، وعليك بالشكر فان معه الزيادة، فان الله تعالى قال: * (لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) * (1) ". [ 14287 ] 5 وقال صلى الله عليه وآله: " من يسر للشكر رزق الزيادة ". وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: " من صنع مثل ما صنع إليه كان مكافئا، ومن اضعف على ذلك يكون شكورا، ومن شكر كان كريما، ثم قال: ليعلم صانع المعروف، ان الطالب لمعروفه لم يكرم وجهه عند بذله اياه (1) كذا والظاهر انه سقط هنا شئ " الطبعة الحجرية ". (2) هنا اختلال في الاصل " الطبعة الحجرية ". والظاهر ان الصحيح: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) والله العالم. 4 الاخلاق: مخطوط. (1) ابراهيم 14 الآية 7. 5 المصدر السابق: مخطوط. (*)
[ 359 ]
إليه، فليكرم هو قدره عن رده عما لديه ". [ 14288 ] 6 ووجد مكتوبا في حكمة آل داود: واشكر لمن انعم عليك، وانعم على من شكرك، فانه لا زوال للنعم إذا شكرت، ولا اقامة إذا كفرت، والشكر زيادة للنعم، وامان من الغير. [ 14289 ] 7 المفيد في الاختصاص: قال: قال الصادق عليه السلام: " لعن الله قاطعي سبيل المعروف، وهو الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره، فيمنع صاحبه ان يصنع ذلك إلى غيره ". [ 14290 ] 8 الشهيد رحمه الله في الدرة الباهرة: قال الكاظم عليه السلام: " المعروف غل لا يفكه الا مكافأة أو شكر ". [ 14291 ] 9 الجعفريات: اخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المحسن المذموم (1) مرحوم ". [ 14292 ] 10 وبهذا الاسناد، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الناس عند (1) الله تبارك وتعالى منزلة، واقربه من الله وسيلة، المؤمن يكفر احسانه ". 6 كتاب الاخلاق: مخطوط. 7 الاختصاص ص 241. 8 الدرة الباهرة ص 36. 9 الجعفريات ص 189. (1) في المصدر: المؤمن. 10 المصدر السابق ص 190. (1) في المصدر زيادة: الناس وعند. (*)
[ 360 ]
[ 14293 ] 11 وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يد الله تبارك وتعالى فوق رؤوس المكفرين (1) ترفرف بالرحمة ". [ 14294 ] 12 أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال للحارث الهمداني: " حسبك من كمال المرء تركه ما لا يجمل (1) به إلى أن قال ومن شكره معرفته (باحسان من احسن إليه) (2) ". [ 14295 ] 13 المفيد في الامالي: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن مروان، عن محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: " طوبى لمن لم يبدل نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين في الله ". [ 14296 ] 14 وعن أبي حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، عن عبيد الله جعفر ابن محمد بن اعين، عن معمر (1) بن يحيى النهدي، عن شريك بن عبد الله القاضي، عن أبي اسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر الا الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي [ على الناس ] (2)، وكفر الاحسان ". 11 الجعفريات: ص 190 (1) رجل مكفر: مجحود النعمة مع إحسانه (لسان العرب " كفر " ج 5 ص 144). 12 نزهة الناظر ص 18. (1) في المصدر: يحمد. (2) في المصدر: بقدره. 13 أمالي المفيد ص 252. 14 أمالي المفيد ص 237. (1) في المصدر: مسعر وهو الصحيح، (انظر: لسان الميزان ج 6 ص 24 ح 88). (2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 361 ]
[ 14297 ] 15 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " إذا صنع اليك معروف فاذكره، إذا صنعت معروفا فانسه ". 9 * (باب استحباب تصغير المعروف، وستره، وتعجيله، وكراهة ترك ذلك) * [ 14298 ] 1 دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " رأيت المعروف لا يتم الا بثلاث خصال: تصغيره وتيسيره وتعجيله، فإذا صغرته فقد عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا يسرته فقد تممته، وإذا عجلته فقد هنأته، فان كان غير ذلك محقته (1) ". [ 14299 ] 2 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن الصادق عليه السلام، انه قال لسفيان الثوري: " احفظ عني ثلاثا: إذا صنعت معروفا فعجله فان تهنئته تعجيله، فإذا فعلته فاستره فانه ان ظهر من غيرك كان اعظم لعذرك، فإذا نويته فاقصد به وجه الله دون رياء الناس، فانك إذا قصدت به وجه الله كان احسن لذكره في الناس ". [ 14300 ] 3 الجعفريات: [ أخبرنا عبد الله ] (1) أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل شئ انف، وانف المعروف تعجيل السراح (2) ". 15 غرر الحكم ج 1 ص 310 ح 28 و 29. الباب 9 1 دعائم الاسلام ج 2 ص 321 ح 1212. (1) في المصدر: فقد محقته ونكدته. 2 الاخلاق: مخطوط. 3 الجعفريات ص 152. (1) أثبتناه من المصدر. (2) السراح: الارسال، والمراد هنا: تعجيل المعروف (انظر لسان العرب ج 2 ص 479). (*)
[ 362 ]
[ 14301 ] 4 الشيخ الطوسي في أماليه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن هوذة (1) [ عن ابراهيم بن اسحاق بن ابي عمير الاحمري ] (2) عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد العزيز بن محمد، قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام وانا عنده، فقال له جعفر عليه السلام: " يا سفيان انك رجل مطلوب، وأنا رجل تسرع الي الالسن، فاسأل عما بدا لك " فقال: ما أتيتك يابن رسول الله، الا لاستفيد (3) منك خيرا، قال: " يا سفيان، اني رأيت المعروف لا يتم الا بثلاثة: تعجيله وستره وتصغيره، فانك إذا عجلته هنأته، وإذا سترته اتممته، وإذا صغرته عظم عند من تسديه إليه ". الخبر. [ 14302 ] 5 فقه الرضا عليه السلام: " روي: لا يتم المعروف الا بثلاث خصال: تعجيله وتصغيره وستره، فإذا عجلته هنأته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته اتممته ". [ 14303 ] 6 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " المعروف لا يتم الا بثلاث: بتصغيره وتعجيله وستره، فانك إذا صغرته فقد عظمته، وإذا عجلته فقد هنأته، وإذا سترته فقد تممته ". وقال عليه السلام: " إذا صنعت معروفا فاستره، إذا صنع اليك معروف فانشره " (1). 4 أمالي الطوسي ج 2 ص 94. (1) في الطبعة الحجرية: هوزه، والظاهر ان ما أثبتناه هو الصحيح انظر: " معجم رجال الحديث ج 2 ص 348 و 360 ". (2) أثبتناه من المصدر. (3) في الحجرية: لافيد. 5 فقه الرضا عليه السلام ص 51. 6 غرر الحكم ج 1 ص 100 ح 2158. (1) نفس المصدر ج 1 ص 309 ح 9 و 10. (*)
[ 363 ]
وقال عليه السلام: " تعجيل المعروف ملاك المعروف " (2). 10 * (باب انه يكره للانسان ان يدخل في امر مضرته له اكثر من منفعته لاخيه) * [ 14304 ] 1 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " ابذل لاخيك المؤمن ما تكون منفعته له اكثر من ضرره عليك، ولا تبذل له ما يكون ضرره عليك اكثر من منفعته لاخيك ". [ 14305 ] 2 الشيخ المفيد في اماليه: عن جعفر بن محمد رحمه الله، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن حماد بن عيسى، عن اسماعيل بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: " جمعنا أبو جعفر عليه السلام فقال: يا بني إياكم والتعرض للحقوق، واصبروا على النوائب، وان دعاكم بعض قومكم إلى امر ضرره عليكم اكثر من نفعه [ لكم ] (1) فلا تجيبوه ". [ 14306 ] 3 ابن شهر آشوب في المناقب: عن العتبي، عن علي بن الحسين عليهما السلام، انه قال لابنه: " يا بني، اصبر على النوائب، ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب اخاك إلى الامر الذي مضرته عليك اكثر من منفعته له ". 11 * (باب استحباب قرض المؤمن) * [ 14307 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد (2) غرر الحكم ج 1 ص 347 ح 8. الباب 10 1 كتاب الاخلاق: مخطوط. 2 أمالي المفيد ص 300. (1) أثبتناه من المصدر. 3 المناقب لابن شهر آشوب ج 4 ص 165. الباب 11 1 الجعفريات ص 188. (*)
[ 364 ]
قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة بعشر، والقرض بثمانية عشر، (1) وصلة الرحم بأربعة وعشرين ". [ 14308 ] 2 الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال لعبد الرحمن بن عوف: " سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: الصدقة عشرة اضعاف، والقرض ثمانية عشر ضعفا ". الخبر. [ 14309 ] 3 علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: قال الصادق عليه السلام: " على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك ان القرض لا يكون الا لمحتاج، والصدقة ربما وقعت (1) في يد غير محتاج ". [ 14310 ] 4 فقه الرضا عليه السلام: " روي ان اجر القرض ثمانية عشر ضعفا من اجر الصدقة، لان القرض يصل إلى من لا يضع نفسه للصدقة لاخذ الصدقة ". [ 14311 ] 5 الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه السلام: " مكتوب على باب الجنة: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر، وانما صار القرض أفضل من الصدقة، لان المستقرض لا يستقرض الا من حاجة، وقد يطلب الصدقة من لا يحتاج إليها ". [ 14312 ] 6 تفسير الامام عليه السلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " اما القرض فقرض درهم كصدقة درهمين، سمعته من رسول الله صلى الله عليه (1) في المصدر زيادة: وصلة الاخوان بعشرين. 2 تفسير أبي الفتوح الرازي ج 2 ص 463. 3 تفسير القمي ج 2 ص 350. (1) في المصدر: وضعت. 4 فقه الرضا عليه السلام ص 34. 5 هداية الصدوق ص 44. 6 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 29. (*)
[ 365 ]
وآله، فقال: هو الصدقة على الاغنياء ". [ 14313 ] 7 المفيد في الاختصاص: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " ما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله، الا حسب الله له اجره بحسنات الصدقة ". الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عنه عليه السلام، مثله (1). [ 14314 ] 8 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر بن يزيد، عن جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " ما من مسلم اقرض مسلما يطلب به وجه الله، الا كان له من الاجر حسنات الصدقة حتى يرده عليه ". 12 * (باب وجوب انظار المعسر، واستحباب ابرائه) * [ 14315 ] 1 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " يبعث الله قوما من تحت العرش يوم القيامة، وجوههم من نور، ولباسهم من نور، ورياشهم من نور، جلوس على كراسي من نور، قال: فيشرف الله لهم (1) الخلق فيقولون: هؤلاء الانبياء، فينادي مناد من تحت العرش: هؤلاء ليسوا بأنبياء، قال: فيقولون: هؤلاء شهداء، قال: فينادي مناد من تحت العرش: ليس هؤلاء شهداء، ولكن هؤلاء قوم ييسرون على المؤمنين، وينظرون المعسر حتى ييسر ". [ 14316 ] 2 الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي 7 الاختصاص ص 27. (1) كتاب المؤمن ص 54 ح 140. 8 كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 74. الباب 12 1 تفسير العياشي ج 1 ص 154 ح 518. (1) في المصدر زيادة: على. 2 أمالي المفيد ص 316. (*)
[ 366 ]
العباس أحمد بن محمد بن سعيد، [ عن عبد الله بن خراش، عن أحمد بن برد ] (1) عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبي لبابة بن عبد المنذر: انه جاء يتقاضى أبا اليسر دينا له عليه، فسمعه يقول: قولوا له: ليس هو هنا، فصاح أبو لبابة: يا أبا اليسر اخرج الي، فخرج إليه، قال: فقال: ما حملك على هذا ؟ قال: العسر يا أبا لبابة، قال: الله الله، قال: الله الله، قال أبو لبابة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " من احب ان يستظل من فور جهنم " ؟ قلنا: كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال: " فلينظر غريما له أو فليدع لمعسر ". [ 14317 ] 3 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " واياكم واعسار احد من اخوانكم المؤمنين، ان تعسروه بالشئ يكون لكم قبله وهو معسر، فان ابانا رسول الله صلى الله عليه وآله، كان يقول: ليس للمسلم ان يعسر مسلما، ومن انظر معسرا، أظله الله بظله يوم لا ظل الا ظله ". [ 14318 ] 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب [ عن جابر ] (1) قال: قال سمعته أي جعفرا عليه السلام يقول: " ان نبي الله صلى الله عليه وآله، اطلع ذات يوم من غرفة له، فإذا هو برجل يلزم رجلا، ثم اطلع العشي فإذا هو ملازمه، ثم ان النبي صلى الله عليه وآله نزل اليهما فقال: ما يصعدكما (2) هاهنا ؟ قال احدهما: يا رسول الله، ان لي قبل هذا حق قد غلبني عليه، فقال الآخر: يا نبي الله، له علي حق وانا معسر، ولا والله ما عندي، (1) أثبتناه من المصدر. 3 الكافي ج 8 ص 9. 4 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 69. (1) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 6 ص 293). (2) في الحجرية: " ما يفعلكما " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 367 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته: من أراد أن يظله الله من فوح (3) جهنم يوم لا ظل الا ظله، فلينظر معسرا أو ليدع له، فقال الرجل عند ذلك: قد وهبت لك ثلثا، واخرتك بثلث إلى سنة، وتعطيني ثلثا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما احسن هذا ! ". 13 * (باب استحباب تحليل الميت والحي من الدين) * [ 14319 ] 1 الشيخ المفيد في الروضة: على [ ما ] (1) في مجموعة الشهيد عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، إذا سأل عن رجل من أهل الكوفة، فقيل له: مات، فقال: " رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا " فقال رجل من القوم: اخذ مني دنانير فرزق ولاية فغلبني عليها، فتغير لذلك وجه أبي عبد الله عليه السلام، وقال: " اترى الله يأخذ وليا فيلقيه في النار لاجل دنانيرك ؟ فقال: انه كان يحسن إلى اخوانه " فقال الرجل: هو من ذلك في حل، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: " فألا كان ذلك قبل الآن ". قلت: ويأتي باقي الاخبار في أبواب الدين والقرض من كتاب التجارة. 14 * (باب استحباب استدامة النعمة باحتمال المؤونة) * [ 14320 ] 1 الحميري في قرب الاسناد: عن الحسن (1) بن ظريف، عن الحسين (2) ابن علوان، عن الصادق عليه السلام، قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله: (3) فوح جهنم: شدة غليانها وحرها (لسان العرب " فوح " ج 2 ص 550). الباب 13 1 روضة المفيد: (1) أثبتناه لاتمام المعنى، والظاهر أنه هو الصواب. الباب 14 1 قرب الاسناد ص 55. (1) في الطبعة الحجرية: " سعد " وما أثبتناه من المصدر ومعجم رجال الحديث ج 4 ص 366 و 368. (2) في الطبعة الحجرية: " الحسن " وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 368 ]
تنزل المعونة على قدر المؤونة ". [ 14321 ] 2 القطب الراوندي في القصص: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن موسى عليه السلام، قال: " كان في بني اسرائيل رجل صالح، وكانت له امرأة صالحة، فرأى في النوم ان الله تعالى قد وقت لك من العمر (1) كذا وكذا سنة، وجعل نصف عمرك في سعة، (وجعل النصف) (2) الآخر في ضيق، فاختر لنفسك اما النصف الاول واما النصف الآخر، فقال الرجل: ان لي زوجة صالحة، وهي شريكتي في المعاش، فاشاورها في ذلك، فتعود الي فاخبرك. فلما اصبح الرجل قال لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت: يا فلان اختر النصف الاول وتعجل العافية: لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة، فلما كان في الليلة الثانية اتى الآتي فقال: ما اخترت ؟ قال (3): النصف الاول، فقال: ذلك لك، فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه، ولما ظهرت نعمته (4) قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم، وجارك واخوك فهبهم، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت، رأى الرجل [ مثل ] (5) الذي رآه (6) أولا في النوم، فقال: ان الله تبارك وتعالى قد شكر لك ذلك، ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى ". 2 قصص الانبياء ص 183. (1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ونصفه. (3) في المصدر زيادة: اخترت. (4) في المصدر: النعمة. (5) أثبتناه من المصدر. (6) في المصدر: رأى. (*)
[ 369 ]
15 * (باب وجوب حسن جوار النعم، بالشكر واداء الحقوق) * [ 14322 ] 1 البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن الحسين بن علي عليهما السلام، انه قال: " اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتتحول إلى غيركم ". ورواه في كشف الغمة عنه عليه السلام، مثله، وفيه، " فتحول نقما " (1). [ 14323 ] 2 وعن الهادي عليه السلام، انه قال: " القوا النعم بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها ". [ 14324 ] 3 المفيد في العيون والمحاسن: عن الباقر عليه السلام، قال: " ما انعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه، الا استوجب المزيد بها قبل أن يظهر شكره على لسانه ". [ 14325 ] 4 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " احق الناس بالنعم اشكرهم لها، ونعمة لا تشكر خطيئة لا تغفر ". [ 14326 ] 5 الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " احسنوا مجاورة النعم، لا تملوها ولا تنفروها، فانها قلما نفرت من قوم فعادت إليهم ". الباب 15 1 البحار ج 78 ص 127 ح 11 عن اعلام الدين ص 95. (1) كشف الغمة ج 2 ص 32. 2 البحار ج 78 ح 370 عن اعلام الدين ص 99. 3 العيون والمحاسن للمفيد ص 288. 4 لب اللباب: مخطوط. 5 كنز الفوائد ص 271. (*)
[ 370 ]
[ 14327 ] 6 وعن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ما زالت نعمة عن قوم ولا غضارة غيش، الا بذنوب اجترحوها، ان الله ليس بظلام للعبيد ". [ 14328 ] 7 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " إذا وصلت اليكم اطراف النعم، فلا تنفروا اقصاها بقلة الشكر ". وقال عليه السلام: " لن يقدر احد ان يحصن النعم بمثل شكرها " (1). وقال عليه السلام: " لن يستطيع احد ان يشكر النعم بمثل الاحسان (2) بها " (3). وقال عليه السلام: " لن يقدر احد ان يستديم النعمة بمثل شكرها، ولا يزينها بمثل بذلها " (4). وقال عليه السلام: " النعم تدوم بالشكر " (5). وقال عليه السلام: " النعمة موصولة بالشكر، والشكر موصول بالمزيد، وهما مفرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله سبحانه حتى ينقطع الشكر من الشاكر " (6). وقال عليه السلام: " استدم الشكر تدم عليك النعمة " (7). وقال عليه السلام: " احسنوا جوار نعم الدين والدنيا، بالشكر لمن دلكم 6 كنز الفوائد ص 271. 7 غرر الحكم ج 1 ص 319 ح 132. (1) نفس المصدر ج 2 ص 591 ح 33. (2) في المصدر: الانعام. (3) نفس المصدر ج 2 ص 591 ح 34. (4) نفس المصدر ج 2 ص 592 ح 42. (5) نفس المصدر ج 1 ص 36 ح 1130. (6) نفس المصدر ج 1 ص 95 ح 2112. (7) نفس المصدر ج 1 ص 11 ح 51. (*)
[ 371 ]
عليها " (8). وقال عليه السلام: " احسن الناس [ حالا ] (9) في النعم، من استدام حاضرها بالشكر، وارتجع فائتها بالصبر " (10). وقال عليه السلام: " من انعم عليه فشكر، كمن ابتلي فصبر " (11). وقال عليه السلام: " من لم يحط النعم بالشكر لها، فقد عرضها لزوالها " (12). وقال عليه السلام: " من شكر النعم (13) بجنانه، استحق المزيد قبل ان يظهر على لسانه " (14). 16 * (باب استحباب اطعام الطعام) * [ 14329 ] 1 الشيخ المفيد في الاختصاص: روي عن العالم عليه السلام، انه قال: " اطعموا الطعام، وافشوا السلام، وصلوا والناس نيام، وادخلوا الجنة بسلام ". وروي: " ما من شئ يتقرب به إلى الله جل وعلا احب إليه، من اطعام الطعام، واراقة الدماء ". (8) غرر الحكم ج 1 ص 134 ح 42. (9) أثبتناه من المصدر. (10) نفس المصدر ج 1 ص 202 ح 456. (11) نفس المصدر ج 2 ص 656 ح 794. (12) نفس المصدر ج 2 ص 701 ح 1319. (13) في المصدر: الله. (14) نفس المصدر ج 2 ص 713 ح 1439. الباب 16 1 الاختصاص ص 253. (*)
[ 372 ]
[ 14330 ] 2 السيد علي بن طاووس في كتاب اليقين: نقلا عن تفسير محمد بن العباس، عن محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه، عن جده عليهما السلام في حديث انه قال: " قال تعالى: فهل تعلم يا محمد فيم اختصم الملا الاعلى ؟ قلت: يا رب انت اعلم واحكم، وانت علام الغيوب، قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت: أنت اعلم يا سيدي واحكم، قال: اسباغ الوضوء إلى ان قال وافشاء السلام، واطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام ". ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عنه صلى الله عليه وآله، مثله (1). [ 14331 ] 3 الصدوق في كمال الدين: عن احمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن جعفر بن أحمد العلوي، عن أبي الحسن علي بن أحمد العقيقي، عن أبي نعيم الانصاري، في حديث طويل انه رأى الحجة عليه السلام في عشية عرفة بعرفات ولم يعرفه، فسأله [ ممن هو ] (1) قال: [ من الناس ] (2) فقلت: من أي الناس من عربها أو مواليها ؟ فقال عليه السلام: " من عربها " فقلت: من أي عربها ؟ فقال: " من اشرفها واسمحها "، فقلت: من هم ؟ فقال: " بنو هاشم " فقلت: من أي بني هاشم ؟ فقال: " من اعلاها ذروة، وأسناها رفعة " فقلت: ممن (3) ؟ فقال: " ممن فلق الهام، واطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام ". الخبر. ورواه بسند آخر (4)، وغيره بأسانيد كثيرة (5). 2 كتاب اليقين ص 90. (1) تفسير أبي الفتوح الرازي ج 4 ص 61، وفيه مثل الحديث الاول. 3 كمال الدين ص 472. (1، 2) أثبتناه من المصدر. (3) في المصدر: وممن هم. (4) نفس المصدر: ص 472 و 473. (5) غيبة الطوسي ص 156. (*)
[ 373 ]
17 * (باب تأكد استحباب اصطناع المعروف إلى العلويين والسادات) * [ 14332 ] 1 صحيفة الرضا عليه السلام: عن آبائه، قال: " قال علي بن أبي طالب عليهم السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب، ولم يجازه عليها (في الدنيا) (1)، فأنا اجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة ". [ 14333 ] 2 ابن شهر آشوب في المناقب: عن هشام بن الحكم قال: كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصادق عليه السلام في حجته (1) كل سنة، فينزله أبو عبد الله عليه السلام في دار من دوره في المدينة، وطال حجه ونزوله، فاعطى أبا عبد الله عليه السلام عشرة آلاف درهم، ليشتري له دارا، وخرج إلى الحج، فلما انصرف قال: جعلت فداك اشتريت الدار، قال: " نعم " واتى بصك (2) فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي، اشترى له دارا في الفردوس، حدها الاول رسول الله صلى الله عليه وآله، والحد الثاني أمير المؤمنين عليه السلام، والحد الثالث الحسن بن علي، والحد الرابع الحسين بن علي عليهما السلام " فلما قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: " اني اخذت ذلك المال، ففرقته في ولد الحسن والحسين عليهما السلام، وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنة " قال: فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصك معه، ثم اعتل الباب 17 1 صحيفة الرضا عليه السلام ص 80 ح 201. (1) ليس في المصدر. 2 المناقب ج 4 ص 233. (1) في المصدر: حجه. (2) الصك: الكتاب الذي تكتب فيه العهود والمواثيق فارسي معرب (لسان العرب (صكك) ج 10 ص 457). (*)
[ 374 ]
علة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلفهم ان يجعلوا الصك معه، ففعلوا ذلك، فلما اصبح القوم غدوا إلى قبره، فوجدوا الصك على ظهر القبر، مكتوب عليه: " وفى الي (3) ولي الله جعفر بن محمد (بما قال) (4) ". ورواه القطب الراوندي في الخرائج: عنه، مثله (5). [ 14334 ] 3 وعن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، باسناده [ عن محمد بن عيسى ] (1) عن ابي حبيب النباحي (2) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام.. وحدثني محمد بن منصور السرخسي، بالاسناد عن محمد بن كعب القرظي قال: كنت في جحفة نائما، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فأتيته فقال لي: " يا فلان سررت بما تصنع مع أولادي في الدنيا " فقلت: لو تركتهم، فبمن اصنع ! فقال صلى الله عليه وآله: " فلا جرم تجزى مني في العقبى " فكان بين يديه طبق فيه تمر صيحاني، فسألته عن ذلك، فناولني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة، فتأولت ذلك ان اعيش ثماني عشرة سنة، فنسيت ذلك، فرأيت يوما ازدحام الناس فسألتهم عن ذلك، فقالوا: أتى علي بن موسى الرضا عليهما السلام، فرأيته جالسا في هذا الموضع، وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني، فسألته عن ذلك، فناولني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة، فقلت: له زدني منه، فقال: " لو زادك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله لزدناك ". [ 14335 ] 4 الشيخ الاقدم الحسن بن محمد القمي في كتاب قم: رويت عن مشايخ (3، 4) ليس في المصدر. (5) خرائج الراوندي ج 1 ص 80. 3 المناقب ج 4 ص 342. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في الطبعة الحجرية: " الساجي " وفي المصدر " النباجي " وما أثبتناه هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 12 ص 106 ورجال النجاشي ص 317). 4 كتاب قم ص 211. (*)
[ 375 ]
قم: ان الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام، كان بقم يشرب علانية، فقصد يوما الحاجة إلى باب أحمد ابن اسحاق الاشعري، وكان وكيلا في الاوقاف بقم، فلم يأذن له، فرجع إلى بيته مهموما، فتوجه احمد بن اسحاق إلى الحج، فلما بلغ سر من رأى، فاستأذن على أبي محمد العسكري عليه السلام فلم يأذن له، فبكى احمد طويلا وتضرع حتى اذن له، فلما دخل قال: يابن رسول الله، لم منعتني الدخول عليك، وأنا من شيعتك ومواليك ؟ قال عليه السلام: " لانك طردت ابن عمنا عن بابك " فبكى احمد وحلف بالله انه لم يمنعه من الدخول عليه الا لان يتوب من شرب الخمر، قال: " صدقت، ولكن لا بد من اكرامهم واحترامهم على كل حال، وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم لانتسابهم الينا، فتكون من الخاسرين، فلما رجع احمد إلى قم، أتاه اشرافهم وكان الحسين معهم، فلما رآه احمد وثب إليه واستقبله وأكرمه واجلسه في صدر المجلس، فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه، وسأله عن سببه، فذكر له ما جرى بينه وبين العسكري عليه السلام في ذلك، فلما سمع ذلك ندم من افعاله القبيحة وتاب منه، ورجع إلى بيته واهرق الخمور وكسر آلاتها، وصار من الاتقياء المتورعين والصلحاء المتعبدين، وكان ملازما للمساجد ومعتكفا فيها حتى أدركه الموت. [ 14336 ] 5 وعن يعقوب بن يزيد: عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " قال جدنا محمد صلى الله عليه وآله: اني سأشفع في يوم القيامة لاربع طوائف، ولو كان لهم مثل ذنوب أهل الدنيا: الاول: من سل سيفه لذريتي ونصرهم، الثانية: من أعانهم في حال فقرهم وفاقتهم، بما يقدر عليه من المال، الثالثة: من احبهم بقلبه ولسانه، والرابعة: من قضى حوائجهم إذا اضطروا إليها، وسعى فيها ". [ 14337 ] 6 وعن أحمد بن محمد، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن 5 كتاب قم ص 206. 6 المصدر السابق ص 206. (*)
[ 376 ]
معلى، عن هذيل بن حنان، عن أخيه قال: قلت للصادق عليه السلام: كان لي عند أحد من آل محمد عليهم السلام حق لا يوفيه ويماطلني فيه، فأغلظت عليه القول، وأنا نادم مما صنعت، فقال الصادق عليه السلام: " احبب آل محمد وابرئ ذممهم، واجعلهم في حل، وبالغ في اكرامهم، وإذا خالطت بهم وعاملتهم، فلا تغلظ عليهم القول ولا تسبهم ". [ 14338 ] 7 وعن يوسف بن الحارث، عن محمد بن جعفر الاحمر، عن اسماعيل ابن عباس، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن أبي رافع، عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يحب عترتي والعرب، فهو من احدى الثلاث: اما منافق، أو ولد من زنى، أو حملته امه وهي حائض ". [ 14339 ] 8 جامع الاخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله ". وقال صلى الله عليه وآله: " أكرموا أولادي وحسنوا آدابي " (1). وقال صلى الله عليه وآله: " احبوا (2) أولادي، الصالحون لله، والطالحون لي " (3). الشهيد في الدرة الباهرة: عنه صلى الله عليه وآله، مثله (4). وعنه صلى الله عليه وآله قال: " من أكرم أولادي فقد أكرمني " (5). 7 كتاب قم ص 207. 8 جامع الاخبار ص 163. (1) نفس المصدر ص 164. (2) في المصدر: اكرموا. (3) نفس المصدر ص 164. (4) الدرة الباهرة. (5) نفس المصدر. (*)
[ 377 ]
[ 14340 ] 9 تفسير الامام عليه السلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال في حديث: " أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن ومن قطعها قطعه ؟ فقيل: يا أمير المؤمنين، حث بهذا كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم، فقال لهم: ايحثهم على ان يصلوا أرحامهم الكافرين ! (1) قالوا: لا، ولكنه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين، قال: فقال: أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم بآبائهم وامهاتهم، قلت: بلى، يا أخا رسول الله، قال: فهم إذا انما يقضون فيهم حقوق الآباء والامهات، قلت: بلى، يا أخا رسول الله، قال: فأباؤهم وامهاتهم انما غذوهم من الدنيا، ووقوهم مكارهها، وهي نعمة زائلة، ومكروه ينقضي، ورسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة، ووقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد، فأي النعمتين اعظم ؟ قلت: نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله اعظم وأجل وأكبر، قال: فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر حقه، ولا يحث على قضاء [ حق ] (2) من كبر حقه ! قلت: لا يجوز ذلك، قال: فإذا حق رسول الله صلى الله عليه وآله اعظم من حق الوالدين، وحق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما، فرحم رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالصلة، واعظم في القطيعة، فالويل كل الويل لمن قطعها، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها، أو ما علمت ان حرمة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ! وان حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة الله تعالى ! وان الله تعالى أعظم حقا من كل منعم سواه ! وان كل منعم سواه انما انعم حيث قيضه لذلك (3) ربه ووفقه له ". [ 14341 ] 10 وقال عليه السلام في قوله تعالى: * (وبالوالدين احسانا) * (1) الآية: " قال 9 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 12. (1) في المصدر زيادة: وان يعظموا من حقره الله واوجب احتقاره من الكافرين. (2) أثبتناه من المصدر. (3) في المصدر: له ذلك. 10 المصدر السابق ص 134 133. (1) البقرة 2 آية 83. (*)
[ 378 ]
رسول الله صلى الله عليه وآله: من رعى حق قرابات أبويه، اعطي في الجنة ألف درجة، بعد ما بين كل درجتين حضر (2) الفرس الجواد المضمر مائة [ ألف ] (3) سنة، احدى الدرجات من فضة، والاخرى من ذهب، والاخرى من لؤلؤ، والاخرى من زمرد، (والاخرى من زبرجد) (4)، والاخرى من مسك، واخرى من عنبر، واخرى من كافور، وتلك الدرجات من هذه الاصناف، ومن رعى حق قربى محمد وعلي صلوات الله عليهما، اوتي من فضل (5) الدرجات وزيادة (6) المثوبات، على قدر [ زيادة ] (7) فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه ". [ 14342 ] 11 وقال الحسن بن علي عليهما السلام: " عليك بالاحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما، وان اضعت قرابات أبوي نسبك (1)، فان شكر هؤلاء إلى أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما، اثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، ان قرابات أبوي دينك (إذا شكرك) (2) عندهما بأقل قليل يظهرهما لك، يحط عنك ذنوبك ولو كانت ملء ما بين الثرى إلى العرش، وان قرابات أبوي نسبك ان شكروك عندهما، وقد ضيعت قرابات أبوي دينك، لم يغنيا عنك فتيلا ". (2) حضر الفرس: سرعته في جريه (لسان العرب ج 4 ص 201). (3) أثبتناه من المصدر. (4) ما بين القوسين ليس في المصدر. (5) في المصدر: " فضائل ". (6) في المصدر: " وزيادات ". (7) أثبتناه من المصدر. 11 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 134. (1) في المصدر زيادة: " واياك واضاعة قرابات ابوي دينك محمد وعلي فانه يتلافى قرابات أبوي نسبك ". (2) في المصدر: " ان شكروك ". (*)
[ 379 ]
[ 14343 ] 12 وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله عليهما وأوليائهما، احق من قرابات نسبنا، ان أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي نسبنا، وأبوي نسبنا لا يقدران ان يرضيا عنا أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله عليهما وقراباتهما (1) ". [ 14344 ] 13 وقال محمد بن علي عليهما السلام: " من كان أبوا دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما وقراباتهما، آثر لديه وأكرم [ عليه ] (1) من أبوي نسبه (2) وقراباتهما، قال الله عزوجل: فضلت الافضل، وآثرت الاولى بالايثار، لاجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى ". [ 14345 ] 14 وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: " من ضاق عن قضاء حق قرابة أبوي دينه وأبوي نسبه، وقدح كل واحد منهما في الآخر، فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة (1) أبوي نسبه، قال الله عزوجل يوم القيامة: كما قدم قرابات (2) أبوي دينه، فقدموه إلى جناني، فيزداد فوق ما كان اعد له من الدرجات، ألف ألف ضعفها ". [ 14346 ] 15 وقال موسى بن جعفر عليهما السلام: " وقد قيل له: ان فلانا كان له ألف درهم، عرضت عليه بضاعتان يشتريهما لا تتسع بضاعته لهما، فقال: أيهما أربح لي ؟ فقيل له: هذا يفضل ربحه على هذا بألف ضعف، قال: " أليس 12 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 134. (1) ليست في المصدر. 13 المصدر السابق ص 134. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: " نفسه ". 14 المصدر السابق ص 134. (1) في المصدر: قرابات. (2) في المصدر: قرابة. 15 المصدر السابق ص 134. (*)
[ 380 ]
يلزمه (1) في عقله ان يؤثر الافضل ؟، قالوا: بلى، قال: فهكذا ايثار قرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما، أفضل ثوابا بأكثر من ذلك، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه ". [ 14347 ] 16 وقيل للرضا عليه السلام: ألا نخبرك بالخاسر المتخلف ؟ قال: " من هو ؟ قالوا: فلان، باع دنانيره بدراهم، أخذها فرد ماله من عشرة آلاف دينار إلى عشرة آلاف درهم، قال: بدرة باعها بألف درهم، ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة ؟ قالوا: بلى، قال: ألا انبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة ؟ قالوا: بلى، قال: أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب، باعها بألف حبة من زيف، ألم يكن اعظم تخلفا واعظم من هذا حسرة ؟ قالوا: بلى، قال: أفلا انبئكم (بأشد من هذا) (1) تخلفا، واعظم من هذا حسرة ؟ قالوا: بلى، قال: من آثر في البر والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما، لان فضل قرابات محمد وعلي صلوات الله عليهما أبوي دينه، على قرابات أبوي نسبه، أفضل من فضل ألف جبل ذهب على ألف حبة زيف ". [ 14348 ] 17 وقال محمد بن علي الرضا عليهما السلام: " من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما، على قرابات أبوي نسبه، اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم التناد، وشهره بخلع كراماته، وشرفه بها على العباد، الا من ساواه في فضائله أو فضله ". [ 14349 ] 18 وقال علي بن محمد عليهما السلام: " ان من اعظام جلال الله، ايثار قرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما، على قرابات (1) أبوي نسبك، (1) في المصدر: يلزم. 16 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 134. (1) في المصدر: بمن هو أشد من هذا. 17 المصدر السابق ص 135. 18 المصدر السابق ص 135. (1) في المصدر: قرابة. (*)
[ 381 ]
وان من التهاون بجلال الله، إيثار قرابة أبوي نسبك، على قرابات (2) أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما ". [ 14350 ] 19 وقال الحسن بن علي عليهما السلام: " ان رجلا جاع عياله فخرج يبغي لهم ما يأكلون، فكسب درهما فاشترى به خبزا وادما (1)، فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي صلوات الله عليهما فوجدهما جائعين، فقال: هؤلاء أحق من قراباتي فأعطاهما اياهما ولم يدر بماذا يحتج في منزله، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يعتذر (2)، به عندهم، ويقوله (3) لهم، ما فعل بالدرهم إذا لم يجئهم بشئ ؟ فبينا هو في طريقه إذا بفيج (4) يطلبه، فدل عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمائة دينار في صرة، وقال: هذه بقية حملت (5) اليك من مال ابن عمك، مات بمصر وخلف مائة ألف دينار على تجار مكة والمدينة، وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك، فأخذ الخمسمائة دينار فوسع على عياله، ونام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام، فقالا له: " كيف ترى اغناءنا لك، لما (6) آثرت قرابتنا على قرابتك ! ؟ إلى أن ذكر انه وصل إليه من اثمان تلك العقار ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغنى أهل المدينة، ثم أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: " يا عبد الله، هذا جزاؤك في الدنيا على ايثار قرابتي على قرابتك، ولاعطينك في القيامة (7) بكل (8) حبة من هذا المال، في الجنة ألف قصر، أصغرها (2) في المصدر: قرابات. 19 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 135. (1) في المصدر: وإداما. (2) في المصدر: يعتل. (3) في المصدر: يقول. (4) الفيج: هو الذي يحمل الاخبار من بلد إلى بلد، فارسي معرب. وهو ساعي البريد بتعبير عصرنا الحاضر (لسان العرب (فيج) ج 2 ص 350). (5) في المصدر: حملته. (6) في المصدر: بما. (7) في المصدر: الآخرة. (8) في المصدر: بدل كل. (*)
[ 382 ]
أكبر من الدنيا، مغرز كل ابرة منها خير من الدنيا وما فيها ". [ 14351 ] 20 أبو حامد محمد بن عبد الله الحسيني ابن اخ السيد ابن زهرة في أربعينه: عن عمه أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة، وخال والده الشريف النقيب أبي طالب أحمد بن محمد الحسيني قالا: اخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، عن الشيخ الجليل أبي الفتح عبد الله بن اسماعيل بن احمد الجلي الحلبي، عن أبيه اسماعيل بن احمد، عن أبيه (أحمد بن اسماعيل بن أبي عيسى) (1)، عن أبي اسحاق بن أبي بكر الرازي، عن علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الغازي، عن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة أنا لهم شفيع (2) ولو أتوا بذنوب أهل الارض: الضارب بالسيف أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في مصالحهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه ". [ 14352 ] 21 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن محمد بن شهريار الخازن، عن محمد بن الحسن بن داود، عن محمد بن يحيى العلوي، عن احمد ابن محمد بن [ سعيد بن ] (1) عقدة، عن محمد بن المفضل بن ابراهيم (2)، عن 20 أربعين ابن زهرة ص 2. (1) في المصدر: احمد بن اسماعيل أبي عيسى. (2) في المصدر زيادة: يوم القيامة. 21 بشارة المصطفى ص 6. (1) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث 2: 280 277، لسان الميزان ج 1 ص 263). (2) في الحجرية: " محمد بن الفضيل بن ابراهيم " وفي المصدر: " محمد بن الفضل " وما أثبتناه هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 2 ص 277 وج 17 ص 267). (*)
[ 383 ]
عمران بن معقل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: " لا تدعوا صلة آل محمد عليهم السلام من اموالكم، من كان غنيا فعلى قدر غناه، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله [ له ] (3) اهم الحوائج، (4) فليصل آل محمد عليهم السلام وشيعتهم، بأحوج ما يكون إليه من ماله ". [ 14353 ] 22 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: " ان الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد عليهم السلام، وهو قوله: * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * (1) وكل ذي رحم ". 18 * (باب وجوب الاهتمام بأمور المسلمين) * [ 14354 ] 1 فقه الرضا عليه السلام: " أروي: من اصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ". [ 14355 ] 2 الجعفريات: أخبرنا عبد الله، اخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجب فليس من المسلمين ". (3) أثبتناه من المصدر. (4) في المصدر زيادة: إلى الله. 22 كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 66. (1) الرعد 13 الآية 21. الباب 18 1 فقه الرضا عليه السلام ص 50. 2 الجعفريات ص 88. (*)
[ 384 ]
[ 14356 ] 3 محمد بن إدريس في آخر السرائر: نقلا من المحاسن للبرقي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله، مثله، إلى قوله: " من المسلمين ". 19 * (باب استحباب رحمة الضعيف، واصلاح الطريق، وايواء اليتيم، والرفق بالمملوك) * [ 14357 ] 1 الجعفريات: بالسند المتقدم، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، انه قال: " من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وارتفق (1) على والده (2)، ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه، ونشر (3) عليه رحمته ". الخبر. [ 14358 ] 2 وبهذا الاسناد: عن علي عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة شئ عجيب، قال: فقال أبو ذر الغفاري: أي الصدقات أفضل ؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قال: فان لم يكن (1) مال، قال: عفو طعامك إلى أن قال فان لم يفعل، قال: فينحي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم ". الخبر. [ 14359 ] 3 الشيخ الطوسي في أماليه: عن المفيد، عن محمد بن الحسين الخلال، 3 السرائر ص 492. الباب 19 1 الجعفريات ص 166. (1) في نسخة: وانفق. (2) في المصدر زيادة: ورفق على ولده. (3) في المصدر: ويسر. 2 الجعفريات ص 32. (1) في المصدر زيادة: له. 3 أمالي الطوسي ج 1 ص 185. (*)
[ 385 ]
عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن زافر (1) بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيوب السجستاني، عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من اماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم، كتب الله له اجر قراءة أربعمائة آية، كل حرف منها بعشر حسنات ". الخبر. [ 14360 ] 4 وعن احمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن فضال، عن العباس بن عامر، عن احمد بن زرق الغمشاني، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " لقد كان علي بن الحسين عليهما السلام يمر على المدرة (1) في وسط الطريق، فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق ". [ 14361 ] 5 عوالي اللآلي: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " لا يرحم الله من لا يرحم الناس ". وقال صلى الله عليه وآله: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الارض، يرحمكم من في السماء " (1). [ 14362 ] 6 القطب الراوندي في دعواته: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " ان على كل مسلم في كل يوم صدقة " قيل: من يطيق ذلك ؟ قال: " اماطتك الاذى عن الطريق صدقة ". الخبر. [ 14363 ] 7 الشيخ المفيد في أماليه: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن (1) في الطبعة الحجرية: " زفر " وفي المصدر: " زافن " والظاهر ان ما أثبتناه هو الصواب (راجع تقريب التهذيب ج 1 ص 256 ح 4 وتهذيب التهذيب ج 3 ص 304). 4 أمالي الطوسي ج 2 ص 285. (1) المدر: قطع الطين اليابس، الواحدة: مدرة (لسان العرب مدر ج 5 ص 162). 5 عوالي اللآلي ج 1 ص 361 ح 41. (1) نفس المصدر ج 1 ص 361 ح 42. 6 دعوات الراوندي ص 38 ح 231. 7 أمالي المفيد ص 167. (*)
[ 386 ]
أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي عليهما السلام، انه قال في حديث: " واربع من كن فيه من المؤمنين، اسكنه الله في أعلى عليين، في غرف فوق الغرف، في محل الشرف كل الشرف: من آوى اليتيم، ونظر له، وكان له أبا [ رحيما ] (1)، ومن رحم الضعيف واعانه وكفاه، ومن انفق على والديه، ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما، ولم يخرق (2) بمملوكه واعانه على ما يكلفه، ولم يستسعه (3) فيما لا يطيق ". 20 * (باب استحباب بناء مكان على ظهر الطريق للمسافرين، وحفر البئر ليشربوا منه، والشفاعة للمؤمن) * [ 14364 ] 1 القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " من حفر بئرا أو حوضا في صحراء، صلت عليه ملائكة السماء، وكان له بكل من شرب منه من انسان أو طير أو بهيمة ألف حسنة متقبلة، وألف رقبة من ولد اسماعيل، وألف بدنة، وكان حقا على الله أن يسكنه حظيرة القدس ". 21 * (باب وجوب نصيحة المسلمين، وحسن القول فيهم، حتى يتبين غيره) * [ 14365 ] 1 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن (1) أثبتناه منم المصدر. (2) في الطبعة الحجرية: " يحرف " وما أثبتناه من المصدر. (3) استسعى العبد: كلفه من العمل ما يؤديه إليه في عتق نفسه، أو ضريبة يفرضها السيد على عبده (لسان العرب " سعا " ج 14 ص 386). الباب 20 1 لب اللباب: مخطوط. الباب 21 1 الجعفريات: ص 163. (*)
[ 387 ]
الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان انسك الناس نسكا، انصحهم جيبا (1)، وأسلمهم قلبا لجماعة المسلمين ". [ 14366 ] 2 الصدوق في الخصال: عن عبد الرحمن بن محمد بن حامد (1) البلخي، عن العباس بن طاهر بن ظهير (2) وكان من الافاضل عن نصر بن الاصبغ، عن موسى بن هلال، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن تميم الداري (3)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة " قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال: " النصيحة لله عز وجل، والنصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله، والنصيحة لجماعة المسلمين ". [ 14367 ] 3 العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالى: * (وقولوا للناس حسنا) * (1) قال: " قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ". [ 14368 ] 4 السيد أبو حامد محيي الدين ابن اخي ابن زهرة في أربعينه: قال: اخبرني الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، باسناده المذكور عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله (1) في المصدر: حسا. 2 الخصال ص 294 ح 60. (1) في الحجرية: " خالد " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 9 ص 348). (2) في الحجرية: " زهير " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 9 ص 227). (3) في الحجرية: " الرازي " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع تقريب التهذيب ج 1 ص 113، معجم رجال الحديث ج 3 ص 378). 3 تفسير العياشي ج 1 ص 48 ح 63. (1) البقرة 2 الآية 83. 4 أربعين ابن زهرة ص 21. (*)
[ 388 ]
عليه وآله: اعظم الناس منزلة يوم القيامة، أفشاهم (1) في أرضه بالنصيحة لخلقه ". 22 * (باب استحباب نفع المؤمنين) * [ 14369 ] 1 الجعفريات: بالسند المتقدم، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: الخلق عيال الله، فاحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وادخل على أهل بيت سرورا ". [ 14370 ] 2 كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: " الخلق عيال الله، فأحبهم إليه احسنهم صنيعا إلى عياله ". [ 14371 ] 3 الصدوق في الامالي: عن محمد بن أحمد، عن محمد بن جعفر الاسدي عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، [ عن المفضل بن عمر ] (1) عن يونس بن ظبيان، عن الصادق عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الناس من انتفع به الناس ". ورواه المفيد في الاختصاص: عنه صلى الله عليه وآله، مثله (2). [ 14372 ] 4 وفي معاني الاخبار: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن (1) كذا في الاصل والمصدر، والظاهر انه مصحف أمشاهم. الباب 22 1 الجعفريات ص 193. 2 كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص 102. 3 أمالي الصدوق ص 28. (1) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث 18: 290 ومجمع الرجال ج 6 ص 131). (2) الاختصاص ص 243. 4 معاني الاخبار ص 196. (*)
[ 389 ]
الصفار، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، [ عن سيف بن عميرة ] (1) عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادق عليه السلام، مثله. وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن (2) يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله عزوجل: * (وجعلني مباركا أينما كنت) * (3) قال: " نفاعا " (4). [ 14373 ] 5 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق عليه السلام: " ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين، فيطعمهما شبعهما، الا كان ذلك أفضل من عتق نسمة، وما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله، الا حسب الله له اجره بحساب الصدقة، وما من مؤمن يمشي لاخيه في حاجة، الا كتب الله له بكل خطوة حسنة، وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، وزيد بعد ذلك عشر حسنات، وشفع في عشر حاجات، وما من مؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب، الا وكل الله به ملكا يقول: ولك مثل ذلك، وما من مؤمن يفرج عن أخيه كربة، الا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما، الا كان له أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته، الا نصره الله في الدنيا والآخرة ". [ 14374 ] 6 وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام، انه قال: (1) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع جامع الرواة 1: 136 و 396 ومعجم رجال الحديث 21: 135). (2) في الحجرية: " ابن "، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 8 ص 81). (3) مريم 19 الآية 31. (4) معاني الاخبار ص 212 ح 1. 5 الاختصاص ص 27. 6 المصدر السابق ص 28. (*)
[ 390 ]
" من اطعم مؤمنا من جوع، اطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر، وقال في (آخر الحديث) (1): لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك ". ورواه في أماليه: عن الحسن بن حمزة العلوي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن حماد عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي حمزة، مثله (2). [ 14375 ] 7 جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: من احب الناس إلى الله ؟ قال: أنفعهم للناس ". [ 14376 ] 8 وعن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " خير الناس من نفع ووصل وأعان ". [ 14377 ] 9 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " ان احب عباد الله إلى الله تعالى، أنفعهم لعباده، وأوفاهم بعهده ". وقال صلى الله عليه وآله: " احب الناس إلى الله، انفع الناس للناس " (1). [ 14378 ] 10 وعنه صلى الله عليه وآله، قال: " خصلتان وليس فوقهما خير منهما: (1) في المصدر: حديث آخر. (2) أمالي المفيد ص 9 ح 5. 7 كتاب الغايات ص 79. 8 المصدر السابق ص 89. 9 كتاب الاخلاق: مخطوط. (1) نفس المصدر: مخطوط. 10 المصدر السابق: مخطوط. (*)
[ 391 ]
الايمان بالله، والنفع لعباد الله، قال: وخصلتان ليس فوقهما شر: الشرك بالله، والاضرار لعباد الله ". [ 14379 ] 11 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن العسكري عليه السلام، انه قال: " خصلتان ليس فوقهما شئ: الايمان بالله، ونفع الاخوان ". [ 14380 ] 12 أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن صفوان قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام، ضعفاء أصحابنا ومحاويجهم، فقال: " اني لاحب نفعهم، واحب من نفعهم ". [ 14381 ] 13 البحار، عن اعلام الدين للديلمي: قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: " اطلبوا المعروف والفضل من رحماء امتي، تعيشوا في اكنافهم، والخلق كلهم عيال الله، وان احبهم إليه أنفعهم لخلقه، واحسنهم صنيعا إلى عياله، وان الخير كثير وقليل فاعله ". [ 14382 ] 14 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " خير الناس انفعهم للناس ". [ 14383 ] 15 عوالي اللآلي: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الخلق كلهم عيال الله، واحب الخلق إليه انفعهم لعياله ". [ 14384 ] 16 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ليكن أحب الناس اليك واحظاهم لديك، اكثرهم سعيا في منافع الناس ". 11 تحف العقول ص 368. 12 كتاب التمحيص ص 47 ح 71. 13 البحار ج 96 ص 160 ح 38، عن اعلام الدين ص 87. 14 لب اللباب: مخطوط. 15 عوالي اللآلي ج 1 ص 101 ح 23. 16 غرر الحكم ج 2 ص 586 ح 64. (*)
[ 392 ]
23 * (باب استحباب تذاكر فضل الائمة عليهم السلام واحاديثهم، وكراهة ذكر أعدائهم) * [ 14385 ] 1 تفسير الامام عليه السلام: قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: واما نفثاته أي الشيطان فانه (1) يري احدكم ان شيئا بعد القرآن أشفى له من ذكرنا أهل البيت، ومن الصلاة علينا، فان الله عزوجل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور، وجعل الصلاة [ علينا ] (2) ماحية للاوزار والذنوب، ومطهرة من العيوب، ومضاعفة للحسنات ". [ 14386 ] 2 دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، انه أوصى رجلا من أصحابه، انفذه إلى قوم من شيعته، فقال له: " بلغ شيعتنا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم إلى أن قال ويتلاقوا في بيوتهم، فان لقاء بعضهم بعضا حياة لامرنا، رحم الله امرءا أحيى أمرنا وعمل بأحسنه ". الخبر. [ 14387 ] 3 شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل: باسناده يرفعه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، انها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " ما اجتمع قوم يذكرون فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، الا هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحف بهم، فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء، فيقول لهم الملائكة: انا نشم من رائحتكم ما لا نشمه من الملائكة، فلم نر رائحة أطيب منها، فيقولون: كنا عند قوم يذكرون محمدا وأهل بيته عليهم الباب 23 1 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 244، وعنه في البحار ج 26 ص 233. (1) في المصدر: فإن. (2) أثبتناه من المصدر. 2 دعائم الاسلام ج 1 ص 61. 3 كتاب الفضائل: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، ورواه في الروضة ص 151، وعنهما في البحار ج 38 ص 119 ح 7. (*)
[ 393 ]
السلام، فعلق علينا من ريحهم فتعطرنا، فيقولون: اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله، فيقولون: اهبطوا بنا حتى نتعطر بذلك المكان ". [ 14388 ] 4 عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن علي بن الحسين الرازي، عن الحسين بن محمد الحلواني، عن الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي، عن أبيه الحسين بن موسى بن محمد، عن أبيه محمد بن موسى، عن أبيه موسى بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " زينوا مجالسكم بذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ". [ 14389 ] 5 أبو عمرو الكشي في رجاله: عن محمد بن مسعود، عن عبد الله بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لنا خادمة لا تعرف ما نحن عليه، فإذا أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين، قالت: لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم، قال: فقال: " رحمكم الله من أهل بيت ". [ 14390 ] 6 فرات بن ابراهيم في تفسيره: عن جعفر بن أحمد، معنعنا، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " خرجت أنا وأبي ذات يوم، فإذا هو بأناس من أصحابنا بين المنبر والقبر، فسلم عليهم ثم قال: اما والله اني لاحب ريحكم وأرواحكم، فأعيوني على ذلك بورع واجتهاد، من ائتم بعبد فليعمل بعمله إلى أن قال الا وان لكل شئ سيدا، وسيد المجالس مجالس الشيعة ". الخبر. [ 14391 ] 7 الصدوق في كتاب الاخوان: عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما 4 بشارة المصطفى ص 61. 5 رجال الكشي ج 2 ص 634 ح 636. 6 تفسير فرات ص 208. 7 مصادقة الاخوان ص 38 ح 7. (*)
[ 394 ]
السلام، انه قال: " اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم الملائكة، رحم الله من أحيى أمرنا ". 24 * (باب استحباب ادخال السرور على المؤمن، وتحريم ادخال الكرب عليه) * [ 14392 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، اخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما شئ أفضل عند الله تبارك وتعالى من سرور تدخله على مؤمن، أو تطرد عنه جوعا، أو تكشف عنه كربا ". [ 14393 ] 2 كتاب حسين بن سعيد الاهوازي: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله ". [ 14394 ] 3 وعنه عليه السلام، قال: " فيما ناجى الله به عبده موسى بن عمران، ان قال: ان لي عبادا أبيحهم جنتي واحكمهم فيها، قال موسى: [ يا رب ] (1) من هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: ان مؤمنا كان في مملكة جبار، وكان مولعا به، فهرب منه إلى دار الشرك، ونزل برجل من أهل الشرك، فألطفه وأرفقه وأضافه، فلما حضره الموت أوحى الله عزوجل إليه: وعزتي [ وجلالي ] (2) لو كان في جنتي مسكن الباب 24 1 الجعفريات ص 193. 2 المؤمن ص 48 ح 114. 3 المصدر السابق ص 50 ح 123. (1، 2) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 395 ]
لمشرك لاسكنتك فيها، ولكنها محرمة على من مات مشركا، ولكن يا نار هاربيه (3) ولا تؤذيه [ قال ] (4) ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة، قال: [ أو ] (5) من حيث شاء الله عزوجل ". [ 14395 ] 4 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " من ادخل على مؤمن سرورا، خلق الله عزوجل من ذلك السرور خلقا، فيلقاه عند موته فيقول له: أبشر يا ولي الله، بكرامة من الله ورضوان [ منه ] (1)، ثم لا يزال معه حتى يدخل قبره، فيقول له مثل ذلك، فلا يزال معه في كل هول يبشره، ويقول له: من أنت يرحمك الله ؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلت على فلان ". [ 14396 ] 5 وعنه عليه السلام، انه قال: " من ادخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل ذلك إلى الله عزوجل، وكذلك من ادخل عليه كربا ". [ 14397 ] 6 وعنه عليه السلام، انه قال: " ان (1) من احب الاعمال إلى الله، ادخال السرور على أخيه المؤمن، من اشباع جوعته، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه ". [ 14398 ] 7 وعنه عليه السلام، قال: " أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام: ان من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه بالجنة، قال يا رب: وما (3) كذا في الطبعة الحجرية والظاهر ان الصحيح " لا تهيديه ". وقد ورد في الحديث: (يا نار لا تهيديه) أي: لا تزعجيه (النهاية ج 5 ص 287). (4، 5) أثبتناه من المصدر. 4 المؤمن ص 51 ح 126. (1) أثبتناه من المصدر. 5 المصدر السابق ص 68 ح 183. 6 المصدر السابق ص 51 ح 127. (1) ليست في المصدر. 7 المصدر السابق ص 52 ح 129. (*)
[ 396 ]
هذه الحسنة ؟ قال: يدخل على مؤمن سرورا ". [ 14399 ] 8 وعنه عليه السلام، قال: " ان مما يحب الله من الاعمال، ادخال السرور على المسلم " [ 14400 ] 9 وعن أبي جعفر عليه السلام، قال: " وما من عمل يعمله المسلم احب إلى الله عزوجل، من ادخال السرور على اخيه المسلم، وما من رجل يدخل على [ أخيه ] (1) المسلم بابا من السرور، الا ادخل الله عزوجل عليه بابا من السرور ". [ 14401 ] 10 وعنه عليه السلام، انه قال: " من ادخل على رجل من شيعتنا سرورا، فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكذلك من ادخل عليه أذى أو غما ". [ 14402 ] 11 وعن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن حق المؤمن على المؤمن، قال: " حق المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم به لكفرتم، ان المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال [ من قبره ] (1) فيقول: أبشر بالكرامة من ربك والسرور، فيقول [ له ] (2): بشرك الله بخير، ثم يمضي معه يبشره بمثل ذلك ". ورواه عن غيره، قال: " وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك، وإذا مر بخير قال: هذا لك، فلا يزال معه ويؤمنه مما يخاف، ويبشره بما يحب، حتى يقف [ معه ] (3) بين يدي الله عزوجل، فإذا أمر به إلى الجنة، قال له المثال: أبشر 8 المؤمن ص 52 ح 131 9 المصدر السابق ص 53 ح 133. (1) أثبتناه من المصدر. 10 المصدر السابق ص 69 ح 189. 11 المصدر السابق ص 55 ح 142. (1، 2) أثبتناه من المصدر. (3) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 397 ]
بالجنة، فان الله عزوجل قد أمر بك إلى الجنة، فيقول له: من أنت رحمك (4) الله ؟ بشرتني حين خرجت من قبري، وآنستني في طريقي، وخبرتني عن ربي، فيقول: انا السرور الذي كنت تدخله على اخوانك في الدنيا، جعلت منه لانصرك واؤنس وحشتك ". [ 14403 ] 12 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، فقال داود: يا رب، وما تلك الحسنة ؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب، حق لمن عرفك ان لا يقطع رجاءه منك ". [ 14404 ] 13 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن [ محمد بن ] (1) الحسين بن أبي الخطاب، [ عن ابن سنان ] (2) عن ابن مسكان، عن الوصافي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " فيما ناجى الله به موسى عليه السلام، ان قال: ان لي عبادا أبيحهم جنتي واحكمهم فيها، قال موسى: من هؤلاء الذين ابحتهم جنتك، وتحكمهم فيها ؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا ". [ 14405 ] 14 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق لابي علي بن طاهر الصوري: قال: قال رجل من أهل الري: ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد، وكان علي بقايا يطالبني بها، وخفت من الزامي إياها (1) خروجا عن نعمتي، وقيل لي: انه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وامت (2) به إليه، فلا يكون (4) في المصدر: يرحمك. 12 المؤمن ص 56 ح 143. 13 قصص الانبياء ص 162، وعنه في البحار ج 13 ص 356 ح 59. (1، 2) أثبتناه من المصدر. وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث 15: 296). 14 البحار ج 74 ص 313 ح 69 عن قضاء الحقوق ص 5 ح 24. (1) في الطبعة الحجرية: " إليها "، وما أثبتناه من المصدر. (2) في الطبعة الحجرية: " احب " وما اثبتناه من المصدر وامت: اي اتوصل واتقرب إليه (لسان العرب ج 2 ص 88). (*)
[ 398 ]
كذلك، فأقع فيما لا احب، فاجتمع رأيي على أن هربت إلى الله تعالى، وحججت ولقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر عليهما السلام فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوبا نسخته: " بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم ان لله ظلا تحت عرشه، لا يسكنه الا من اسدي إلى أخيه معروفا، أو نفس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، وهذا اخوك، والسلام ". الخبر. ويأتي بتمامه مع اختلاف فيه، في باب جواز الولاية من قبل الجائر لنفع المؤمنين، من أبواب ما يكتسب به من كتاب التجارة (3). [ 14406 ] 15 ومن كتاب الحقوق للصوري: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " اقرب ما يكون العبد إلى الله عزوجل، إذا ادخل على قلب أخيه المؤمن مسرة ". [ 14407 ] 16 السيد نعمة الله الجزائري في رياض الابرار: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " صح عندي قول النبي صلى الله عليه وآله: أفضل الاعمال بعد الصلاة، ادخال السرور في قلب المؤمن، بما لا اثم فيه، فاني رأيت غلاما يؤاكل كلبا، فقلت له في ذلك، فقال: يابن رسول الله، اني مغموم اطلب سرورا بسروره، لان صاحبي يهودي اريد افارقه، فأتى الحسين عليه السلام إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له، فقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك، وهذا البستان له، ورددت عليك المال، قال: قبلت المال ووهبته للغلام، وقال الحسين عليه السلام: اعتقت الغلام ووهبته له جميعا، فقالت امرأته: أسلمت ووهبت مهري لزوجي (1)، فقال اليهودي: انا أيضا أسلمت ووهبتها هذه الدار ". [ 14408 ] 17 الصدوق في كتاب الاخوان: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (3) يأتي في الحديث 13 من الباب 39. 15 البحار ج 74 ص 316 ح 72 عن قضاء الحقوق ح 50. 16 رياض الابرار. (1) في الطبعة الحجرية: " مهر زوجي "، والظاهر ان ما أثبتناه هو الصواب. 17 مصادقة الاخوان ص 64. (*)
[ 399 ]
" من فرح مسلما، خلق الله من ذلك الفرح صورة حسنة، تقيه آفات الدنيا وأهوال الآخرة، تكون معه في القبر (1) والحشر والنشر، حتى توقفه بين يدي الله، فيقول له: من أنت فو الله لو اعطيتك الدنيا لما كانت عوضا، لما قمت لي به ؟ فيقول: انا الفرح الذي أدخلته على أخيك في دار الدنيا ". [ 14409 ] 18 المفيد في الاختصاص: عن الكاظم عليه السلام، قال لعلي بن يقطين: " من سر مؤمنا فبالله بدأ، وبالنبي صلى الله عليه وآله ثنى، وبنا ثلث ". [ 14410 ] 19 علي بن عيسى في كشف الغمة: عن الحافظ عبد العزيز، روى محمد ابن مجيب (1) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، ورفعه قال صلى الله عليه وآله: " ما من مؤمن ادخل على قوم سرورا، الا خلق الله من ذلك السرور ملكا يعبد الله تعالى ويمجده ويوحده، فإذا صار المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله عليه، فيقول: اما تعرفني ؟ فيقول: ومن أنت ؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، انا اليوم اؤنس وحشتك، والقنك حجتك، واثبتك بالقول الثابت، واشهد بك مشاهد القيامة، واشفع لك إلى ربك، واريك منزلتك في الجنة ". [ 14411 ] 20 المفيد في الروضة: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " المؤمن هدية الله عزوجل إلى اخيه المؤمن، فان سره ووصله فقد قبل من الله عز وجل هديته، وان قطعه وهجره فقد رد على الله عزوجل هديته ". (1) في المصدر: الكفن. 18 الاختصاص: لم نجده في المصدر المطبوع، وأخرجه عنه في البحار ج 74 ص 314 ح 70 ورواه الصوري في كتابه قضاء الحقوق ح 25. 19 كشف الغمة ج 2 ص 163. (1) في المصدر: محمد بن محبب. والصواب ما اثبتناه (راجع معجم رجال الحديث 17: 185، رجال الشيخ: 301). 20 روضة المفيد: (*)
[ 400 ]
[ 14412 ] 21 وفي أماليه: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه، فالتفت الي أبو عبد الله عليه السلام وقال: " يا أبا الفضل، الا احدثك بحال المؤمن عند الله ؟ " قلت: بلى، فحدثني جعلت فداك إلى أن قال ثم قال لي: " الا ازيدك ؟ " قال: قلت: بل زدني، قال: " إذا بعث الله المؤمن من قبره، خرج معه مثال يقدمه أمامه (1)، فكلما رأى المؤمن هولا من أهوال القيامة، قال له المثال: لا تجزع ولا تحزن، وابشر بالسرور والكرامة من الله عزوجل، قال: فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله عزوجل، حتى يقف بين يدي الله سبحانه، فيحاسب (2) حسابا يسيرا، ويؤمر به إلى الجنة، والمثال امامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله، نعم الخارج خرجت [ معي ] (3) من قبري، ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة عن (4) الله عزوجل، حتى كان ذلك، فمن انت ؟ فيقول له المثال: أنا السرور الذي أدخلته على اخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله [ منه ] (5) لابشرك ". [ 14413 ] 22 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قيل له: اي الاعمال احب إلى الله تعالى بعد معرفته ؟ فقال: " ادخال السرور على المؤمن ". [ 14414 ] 23 وعن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " واحب الاعمال إلى 21 امالي المفيد: 177 ح 8. (1) ليست في المصدر. (2) في المصدر: فيحاسبه. (3) أثبتناه من المصدر. (4) في المصدر: من. (5) أثبتناه من المصدر. 22 كتاب الاخلاق: مخطوط. 23 المصدر السابق: مخطوط. (*)
[ 401 ]
الله، سرور يوصله مؤمن إلى مؤمن ". [ 14415 ] 24 الحسن بن علي بن شعبة تحف العقول: عن عبد الله بن جندب، عن أبي عبد الله عليه السلام [ قال ] (1): " يابن جندب، من سره ان يزوجه الله الحور العين، ويتوجه بالنور، فليدخل على أخيه المؤمن السرور ". [ 14416 ] 25 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ما اودع احد قلبا سرورا الا خلق الله (1) من ذلك السرور لطفا، فإذا نزلت به نائبة جرى عليها (2) كالماء في انحداره، حتى يطردها عنه كما تطرد الغريبة من الابل ". 25 * (باب استحباب قضاء حاجة المؤمن، والاهتمام بها) * [ 14417 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمنون اخوة، يقضون حوائج بعضهم بعضا، فإذا قضى بعضهم (1) حوائج بعض، قضى الله (2) لهم حاجاتهم ". [ 14418 ] 2 وبهذا الاسناد: قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ضمن 24 تحف العقول ص 222. (1) أثبتناه من المصدر. 25 غرر الحكم ج 2 ص 754 ح 247. (1) في المصدر زيادة: سبحانه. (2) في المصدر: إليها. الباب 25 1 الجعفريات ص 197. (1، 2) ليس في المصدر. 2 المصدر السابق ص 198. (*)
[ 402 ]
لاخيه المسلم حاجه له، لم ينظر الله له في حاجة حتى يقضي حاجة أخيه المسلم ". [ 14419 ] 3 مجموعة الشهيد: عن السيد تاج الدين بن معية، عن المعمر بن غوث السنبسي، عن أبي الحسن بن الراعي بن نوفل السلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " ان الله خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته، وهم الذين يقضون الحوائج للناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن ". [ 14420 ] 4 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، عن داود بن سرحان قال: دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله عليه السلام فقال: " يا سدير، ما كثر مال رجل قط الا عظمت الحجة لله عليه، فان قدرتم ان تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا " فقال له: يابن رسول الله بماذا ؟ قال: " بقضاء حوائج اخوانكم من اموالكم ". [ 14421 ] 5 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام: " ان الله انتجب قوما من خلقه، لقضاء حوائج فقراء من شيعة علي عليه السلام، ليثيبهم بذلك الجنة ". [ 14422 ] 6 وعن أبي جعفر عليه السلام: " من قضى مسلما (1) حاجة (2)، قال الله عزو جل: ثوابك علي، ولا أرضى لك ثوابا دون الجنة ". 3 مجموعة الشهيد. 4 أمالي الطوسي ج 1 ص 309. 5 كتاب المؤمن ص 46 ح 108. 6 المصدر السابق ص 49 ح 118. (1) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر، والظاهر ان صوابها: " لمسلم ". (2) في المصدر: حاجته. (*)
[ 403 ]
[ 14423 ] 7 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ايما مؤمن سأله اخوه المؤمن حاجته، وهو يقدر على قضائها، فرده منها، سلط الله عليه شجاعا (1) في قبره ينهش (2) اصابعه ". [ 14424 ] 8 وعنه عليه السلام، قال: " من قضى لمسلم حاجة كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، واظله الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ". [ 14425 ] 9 المفيد في الامالي: عن عمر بن محمد الصيرفي، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى الاشعري، عن عبد الله بن ابراهيم، عن الحسين بن زيد، عن الصادق عليه السلام، عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمنون اخوة، يقضي بعضهم حوائج بعض، فبقضاء بعضهم حوائج بعض، يقضي الله حوائجهم يوم القيامة ". [ 14426 ] 10 وفي الاختصاص: عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: " ما قضى مسلم لمسلم حاجة، الا ناداه الله: علي ثوابك، ولا أرضى لك بدون الجنه ". [ 14427 ] 11 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وادخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فانه ليس شئ من الاعمال عند الله عزوجل بعد الايمان، أفضل من ادخال السرور على المؤمنين ". 7 المؤمن ص 49 ح 119. (1) الشجاع: الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقا (النهاية ج 2 ص 447). (2) في المصدر زيادة: من. 8 المصدر السابق ص 51 ح 124. 9 أمالي المفيد ص 150، وعنه في البحار ج 74 ص 312 ح 68. 10 الاختصاص ص 188. 11 البحار ج 74 ص 313 ح 69 عن قضاء الحقوق ح 21. (*)
[ 404 ]
[ 14428 ] 12 وعن الكاظم عليه السلام، انه قال: " من أتاه [ أخوه ] (1) المؤمن في حاجة، فانما هي رحمة من الله ساقها إليه، فان فعل ذلك فقد وصله (2) بولايتنا، وهي موصولة بولاية الله عزوجل، وان رده عن حاجته وهو يقدر [ عليها ] (3) فقد ظلم نفسه وأساء إليها ". [ 14429 ] 13 الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن علي بن معمر، عن حمران بن المعافى، عن حمويه بن احمد، عن احمد بن عيسى قال: قال جعفر بن محمد عليهما السلام: " انه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها، مخافة أن يستغني عنها صاحبها ". [ 14430 ] 14 العلامة الحلي في منهاج الصلاح: عن أحمد بن محمد البرقي، انه قال في حكاية له طويلة: فقمت من وقتي وساعتي إلى خزانة كتبي، فوجدت حديثا قد رويته عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، وهو: " من اخلص النية في حاجة أخيه المؤمن، جعل الله نجاحها على يديه، وقضى له كل حاجة في نفسه ". [ 14431 ] 15 فقه الرضا عليه السلام: " روي: إذا سألك أخوك حاجة، فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها ". [ 14432 ] 16 وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي، نقلا من خط الشهيد، 12 البحار ج 74 ص 313 عن قضاء الحقوق ح 23. (1) أثبتناه من المصدر. (2) استظهر المصنف في الحجرية: وصلت ولايته، وما أثبتناه من المصدر. (3) أثبتناه من المصدر. 13 أمالي الطوسي ج 2 ص 258. 14 منهاج الصلاح: 15 فقه الرضا عليه السلام ص 51. 16 مجموعة الشهيد: (*)
[ 405 ]
نقلا من كتاب معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ايما سأله أخوه المؤمن حاجة، فمنعه اياها وهو يقدر على قضائها، الا سلط الله عليه شجاعا في قبره يهنشه ". [ 14433 ] 17 عوالي اللآلي: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " من قضى حاجة لاخيه، كنت واقفا عند ميزانه، فان رجح والا شفعت له ". [ 14434 ] 18 القطب الراوندي في دعواته: عن زين العابدين عليه السلام: " ان لله خلصاء من خلقه، عبدوه بخالص من سره، وأوصلهم إلى سره، فهم الذين تمر صحفهم مع الملائكة فرغا، فإذا وصلت إليه ملاها من سر (1) ما اسروا إليه، وقال لهم: يا أوليائي، ان أتاكم عليل من ضعفة عبادي فداووه، أو ناس نعمتي فأذكروه، أو راحل نحوي فجهزوه، ومن بعد منكم منكرا ففقهوه، ومن قرب منكم فواصلوه، لكم يا أوليائي خاطبت، ولكم عاتبت، والوفاء منكم طلبت، لا (استحب منكم) (2) استخدام الجبارين، ولا مصافاة المتلونين، ومن عاداكم قصمته، ومن ابغضكم قليته ". [ 14435 ] 19 وعن الصادق عليه السلام، انه قال: " ان لله عبادا من خلقه، يفزع العباد إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون يوم القيامة ". 17 عوالي اللآلي ج 1 ص 374 ح 89. 18 دعوات الراوندي ص 97. (1) في المصدر: سره. (2) في المصدر: لا احب. 19 المصدر السابق: لم نجده، وعنه في البحار ج 74 ص 318 ح 81. (*)
[ 406 ]
26 * (باب استحباب اختيار قضاء حاجة المؤمن على غيرها من القربات، حتى العتق، والطواف، والحج المندوب) * [ 14436 ] 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن ابراهيم بن جبير، عن جابر، عن محمد بن علي عليهما السلام، قال: " لقضاء حاجة رجل مسلم، أفضل من عتق عشر نسمات، واعتكاف شهر في المسجد الحرام (1) ". [ 14437 ] 2 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " قضاء حاجة المؤمن، خير من حملان ألف فرس في سبيل الله عز وجل، وعتق ألف نسمة ". وعنه عليه السلام، قال: " لقضاء حاجة المؤمن، خير من طواف وطواف " حتى عد عشر مرات (1). وعنه عليه السلام، قال: " قضاء حاجة المؤمن، خير من عتق ألف نسمة، ومن حملان ألف فرس في سبيل الله (2) ". [ 14438 ] 3 وعن أبي جعفر عليه السلام، قال: " من قضى لاخيه المؤمن حاجة، كتب الله بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ويرفع له بها عشر درجات، وكان عدل عشر رقاب، وصوم شهر واعتكافه في المسجد الحرام ". الباب 26 1 كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 79. (1) ليس في المصدر. 2 كتاب المؤمن ص 47 ح 111. (1) نفس المصدر ص 49 ح 117. (2) نفس المصدر ص 49 ح 116. 3 المصدر السابق ص 50 ح 120. (*)
[ 407 ]
[ 14439 ] 4 وعن ابراهيم التيمي قال: كنت في الطواف، إذ أخذ أبو عبد الله عليه السلام بعضدي فسلم علي، ثم قال: " ألا اخبرك بفضل الطواف حول هذا البيت ؟ " قلت: بلى، قال: " ايما مسلم طاف حول هذا البيت اسبوعا، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين، كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، واثبت له ألف شفاعة، ثم قال: ألا اخبرك بأفضل من ذلك ؟ " قلت: بلى، قال: " قضاء حاجة امرئ مسلم (1)، أفضل من طواف أسبوع واسبوع " حتى بلغ عشرة. [ 14440 ] 5 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن الحسين بن ابراهيم، عن محمد بن وهبان، عن محمد بن أحمد بن زكريا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي ابن عقبة، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: اي الاعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟ قال: " ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ثم ذكر عليه السلام الزكاة والحج وغيرها، إلى ان قال والحجة عنده خير من بيت مملوء ذهبا، لا بل خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة، ينفقه في سبيل الله عزوجل، والذي بعث بالحق محمدا بشيرا ونذيرا، لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس كربته، أفضل من حجة وطواف وحجة وطواف حتى عد عشرة، ثم خلى يده وقال اتقوا الله، ولا تملوا من الخير ولا تكسلوا، فان الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله غنيان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلى الله عز وجل، وانما أراد الله عزوجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة ". [ 14441 ] 6 فقه الرضا عليه السلام: " روي: ان من طاف بالبيت سبعة أشواط، كتب الله له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرة ". 4 المؤمن ص 55 ح 141. (1) ليس في المصدر. 5 أمالي الطوسي ج 2 ص 305، وعنه في البحار ج 74 ص 318 ح 79. 6 فقه الرضا عليه السلام ص 45. (*)
[ 408 ]
27 * (باب استحباب السعي في قضاء حاجة المؤمن، قضيت أو لم تقض) * [ 14442 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " من مشى لامرئ مسلم في حاجته فنصحه فيها، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، قضيت الحاجة أو لم تقض ". الخبر. [ 14443 ] 2 وعنه عليه السلام، قال: " ما من مؤمن يمشي لاخيه في حاجة، الا كتب الله له بكل خطوة حسنة، وحط بها عنه سيئة، ورفع له بها درجة ". [ 14444 ] 3 وعن أبي الحسن عليه السلام، قال: " ان لله عزوجل جنة ادخرها لثلاث: إمام عادل، ورجل يحكم أخاه المسلم في ماله، ورجل يمشي لاخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض ". [ 14445 ] 4 وعن أبي جعفر عليه السلام، قال: " من مشى في حاجة لاخيه المسلم حتى يتمها، اثبت الله قدميه يوم تزل الاقدام ". [ 14446 ] 5 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ان المسلم إذا جاءه اخوه المسلم فقام معه في حاجة، كان كالمجاهد في سبيل الله عزوجل ". [ 14447 ] 6 الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن الباب 27 1 كتاب المؤمن ص 46 ح 107. 2 المصدر السابق ص 47 ح 111. 3 كتاب المؤمن ص 53 ح 134. 4 المصدر السابق ص 54 ح 136. 5 المصدر السابق ص 56 ح 144. 6 أمالي الطوسي ج 2 ص 246. (*)
[ 409 ]
صالح بن فيض، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن يزيد، عن مروك ابن عبيد، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال في حديث: " ومن خالص الايمان البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر ". الخبر. [ 14448 ] 7 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق لابي علي الصوري: عن ابن مهران قال: كنت جالسا عند مولاي الحسين بن علي عليهما السلام، فأتاه رجل فقال: يابن رسول الله، ان فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال: " والله ما عندي ما أقضي عنك "، قال: فكلمه، فقال: " ليس لي به انس، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعى في حاجة أخيه المؤمن، فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة، صائما نهاره قائما ليله ". [ 14449 ] 8 المفيد في الروضة: عن أبي الحسن موسى عليه السلام: " ان الله تبارك وتعالى جنة ادخرها لثلاث: لامام عادل، ومؤمن حكم اخاه في ماله، ومن سعى لاخيه المؤمن في حاجة ". [ 14450 ] 9 وعن أبي عبد الله عليه السلام: " من مشى في حاجة اخيه، كتب الله له بها عشر حسنات، واعطاه الله عشر شفاعات ". [ 14451 ] 10 وعنه عليه السلام: " من سعى لاخيه المؤمن في حاجة من حوائج الدنيا، قضى الله عزوجل له بها سبعين حاجة من حوائج الآخرة، ايسرها ان يزحزحه عن النار ". [ 14452 ] 11 وفي الاختصاص: عنه عليه السلام، قال: " ومن صالح الاعمال 7 البحار ج 74 ص 315 ح 72 عن كتاب قضاء الحقوق ح 32. 8 روضة المفيد: 9 المصدر السابق: 10 روضة المفيد: 11 الاختصاص: لم نجده، أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 394 ح 18 عن امالي = (*)
[ 410 ]
البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، اخبر بهذا غرر اصحابك " قال: قلت: من غرر اصحابي جعلت فداك ؟ قال: " هم البررة بالاخوان في العسر واليسر ". [ 14453 ] 12 أبو القاسم الكوفي في الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " ومن مشى في حاجة أخيه المؤمن ليثبتها له، ثبت الله قدميه يوم تزل الاقدام ". 28 * (باب استحباب اختيار السعي في حاجة المؤمن، على العتق والحج والعمرة والاعتكاف والطواف المندوبات) * [ 14454 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: الخلق عيال الله إلى أن قال ومشى مع أخ مسلم في حاجة، أحب إلى الله تعالى من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام ". ورواه في دعائم الاسلام: عنه عليه السلام، مثله (1). [ 14455 ] 2 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: = المفيد ص 291 ح 9 وأمالي الطوسي ج 1 ص 65، والخصال ج 1 ص 96 ح 42 باختلاف يسير. 12 كتاب الاخلاق: مخطوط. الباب 28 1 الجعفريات ص 193. (1) دعائم الاسلام ج 2 ص 320 ح 1207. 2 كتاب المؤمن ص 47 ح 110. (*)
[ 411 ]
" من خطا في حاجة أخيه المؤمن خطوة، كتب الله له بها عشر حسنات، وكانت له خيرا من عتق عشر رقاب ". [ 14456 ] 3 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " مشي المسلم في حاجة المسلم، خير من سبعين طوافا بالبيت الحرام ". [ 14457 ] 4 وعن صفوان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام يوم التروية، فدخل عليه هارون القداح (1)، فشكا إليه تعذر الكراء (2)، فقال لي: " قم فأعن أخاك " فخرجت معه، فيسر الله له الكراء، فرجعت إلى مجلسي، فقال لي: " ما صنعت في حاجة أخيك المسلم ؟ " قلت: قضاها الله تعالى، فقال: " اما انك ان تعن اخاك، احب الي من طواف اسبوع بالكعبة ثم قال ان رجلا أتى الحسن ابن علي عليهما السلام، فقال: بأبي أنت وأمي يا أبا محمد، اعني على حاجتي، فانتعل وقام معه، فمر على الحسين بن علي عليهما السلام وهو قائم يصلي، فقال: (3) أين كنت عن أبي عبد الله عليه السلام، تستعينه على حاجتك ؟ قال: قد فعلت، فذكر لي انه معتكف، فقال: اما انه لو اعانك على حاجتك، كان خيرا له من اعتكاف شهر ". [ 14458 ] 5 وعن محمد بن مروان، عن احدهما عليهما السلام، قال: " من مشى في حاجة أخيه المسلم، يكتب له عشر حسنات، وتمحى عنه عشر سيئات، 3 المؤمن ص 52 ح 130. 4 المصدر السابق ص 52 ح 132. (1) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر، والظاهر ان الصحيح ميمون القداح كما في الكافي ج 2 ص 158 ح 9 وعنه في الوسائل ج 11 ص 585 ح 3 ومصادقة الاخوان ص 64 ح 10. (2) الكراء: اجرة البيت أو الدابة أو غيرها (لسان العرب " كرا " ج 15 ص 218) ولما كان صفوان (ره) جمالا فالمراد: كراء بعير للارتفاق به في اداء المناسك. (3) في المصدر زيادة: له. 5 المؤمن ص 53 ح 135. (*)
[ 412 ]
ويرفع له عشر درجات، ويعدل عشر رقاب، وافضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام وصيامه ". [ 14459 ] 6 وعن نصر بن قابوس قال: قلت لابي الحسن الماضي عليه السلام: بلغني عن أبيك انه أتاه آت فاستعان به على حاجة (1)، فذكر له ان معتكف، فأتى الحسن (2) عليه السلام فذكر له ذلك، فقال: " أما علمت ان المشي في حاجة أخيه (3) المؤمن، خير من اعتكاف شهرين مثتابعين في المسجد الحرام بصيامها قال: ثم قال أبو الحسن عليه السلام: ومن اعتكاف الدهر ". [ 14460 ] 7 البحار: عن قضاء الحقوق للصوري: عن صدقة الحلواني، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال في حديث: " لئن اسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى، احب الي من ان اعتق ألف نسمة، واحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة ". [ 14461 ] 8 الشيخ المفيد في الروضة: عن أبي عبد الله عليه السلام: " ومن عمل في حاجه أخيه المسلم، كتب الله له بها عشر حسنات، وحط بها عشر سيئات، وكان له عتق رقبة، وصوم شهرين، واعتكافه في المسجد الحرام، واظله الله يوم لا ظل إلا ظله ". [ 14462 ] 9 وعنه عليه السلام: " من مشى في حاجة أخيه المؤمن فقضاها، كتب الله له بضعا وعشرين حجة وعمرة، ومن مشى فيها ولم يقضها، كتب الله له حجة وعمرة مبرورة ". 6 المؤمن ص 47 ح 112. (1) في المصدر: حاجته. (2) في الحجرية: (ابا الحسن) وهو مخالف للصواب. (3) ليس في المصدر. 7 البحار ج 74 ص 316 عن كتاب قضاء الحقوق ح 43. 8 روضة المفيد: 9 المصدر السابق: (*)
[ 413 ]
[ 14463 ] 10 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال في حديث: " فان امشي في حاجة مؤمن، احب الي من ان اعتكف في مسجدي شهرا كاملا ". [ 14464 ] 11 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن عبد الله بن جندب قال: قال الصادق عليه السلام: " يابن جندب، الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد، وما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم ". الخبر. 29 * (باب استحباب تفريج كرب المؤمنين) * [ 14465 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة، قال: ومن يسر على مؤمن وهو معسر، يسر الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن ستر على مؤمن عورة، ستر الله عليه سبعين عورة من عوراته التي يخلفها في الدنيا والآخرة، قال: وان الله لفي عون المؤمن ما كان المؤمن في عون اخيه المؤمن، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير ". [ 14466 ] 2 وعنه عليه السلام قال: " وما من مؤمن يفرج عن أخيه المؤمن كربة، الا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وما من مؤمن يعين مظلوما، الا كان ذلك افضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام ". [ 14467 ] 3 وعن مسمع قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: " من نفس 10 كتاب الاخلاق: مخطوط. 11 تحف العقول ص 223. الباب 29 1 كتاب المؤمن ص 46 ح 109. 2 المصدر السابق ص 47 ح 111. 3 المصدر السابق ص 48 ح 115. (*)
[ 414 ]
عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، وخرج من قبره (1) ثلج الفؤاد (2) ". [ 14468 ] 4 وعنه عليه السلام: " من فرج عن أخيه المسلم كربة، فرج الله عنه كربة يوم القيامة، ويخرج من قبره مثلوج الفؤاد (1) ". [ 14469 ] 5 وعنه عليه السلام قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله: من أعان أخاه اللهفان اللهبان (1) من غم أو كربة، كتب الله عزوجل له اثنتين وسبعين رحمة، عجل له منها واحدة يصلح بها امر دنياه، وواحدة وسبعين لاهوال الآخرة ". [ 14470 ] 6 وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: " من أعان أخاه المسلم اللهبان اللهفان عند جهده، فنفس كربه، وأعانه على نجاح حاجته، كانت له بذلك اثنتان وسبعون رحمة من الله عزوجل، يعجل له منها واحدة يصلح بها امر معيشته، ويذخر له واحدة وسبعين رحمة لحوائج الآخرة واهوالها ". [ 14471 ] 7 السيد محيي الدين ابن اخي ابن زهرة في الاربعين: عن أبي الحسن احمد بن وهب بن سليمان، عن القاضي فخر الدين سعد بن عبد الله بن القاسم، عن الشيخ الحافظ وجيه بن طاهر، عن أبي حامد أحمد بن الحسن، عن (1) في المصدر زيادة: وهو. (2) ثلج الفؤاد: سروره (أساس البلاغة ص 47). 4 المؤمن ص 50 ح 121. (1) في المصدر: الصدر. 5 المصدر السابق ص 54 ح 137. (1) اللهب: لهب النار وشدة توقدها (لسان العرب " لهب " ج 1 ص 744). وقد استعير هنا للمضطر المحتاج، كأن الحاجة قد احرقته وألهبت قلبه. 6 المصدر السابق ص 56 ح 145. 7 أربعين ابن زهرة ص 18. (*)
[ 415 ]
أبي محمد الحسن بن (احمد بن محمد) (1) المخلدي، عن أبي العباس محمد بن اسحاق بن ابراهيم الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن عقيل [ عن الزهري ] (2) عن ابراهيم، عن سالم، عن أبيه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " المسلم اخو المسلم، لا يظلمه، ولا يشتمه، من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب (3) القيامة، ومن سر مسلما (4) سره الله يوم القيامة ". [ 14472 ] 8 الجعفريات: باسناده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سر ستة اميال اغث ملهوفا ". [ 14473 ] 9 تفسير الامام عليه السلام: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اعان ضعيفا في بدنه على امره، اعانه الله على امره، ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الاهوال، وعبور تلك الخنادق من النار، حتى لا تصيبه من دخانها، ولا (1) سمومها، وعلى عبور الصراط إلى الجنة سالما آمنا ". [ 14474 ] 10 وفيه: عنه صلى الله عليه وآله: " وما من رجل رأى ملهوفا في طريق بمركوب له قد سقط، وهو يستغيث ولا يغاث، فأعانه وحمله على مركوبه (1)، الا قال الله عز وجل: كددت نفسك وبذلت جهدك في اغاثة أخيك هذا المؤمن، (1) في المصدر: احمد بن مخلد. (2) أثبتناه من المصدر: وهو الصواب (راجع تهذيب التهذيب ج 9 ص 447). (3) في المصدر زيادة: يوم. (4) في المصدر: مؤمنا. 8 الجعفريات ص 186. 9 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 267، وعنه في البحار ج 75 ص 21 ح 19. (1) في الحجرية: " على " وما أثبتناه من المصدر. 10 المصدر السابق ص 29. (1) في المصدر زيادة: وسوى له. (*)
[ 416 ]
لاكدن ملائكة هم اكثر عددا من خلائق الانس كلهم، من أول الدهر إلى آخره، واعظم قوة، كل واحد منهم ممن يسهل عليه حمل السماوات والارضين، ليبنوا لك القصور والمساكن، ويرفعوا لك الدرجات، فإذا انت في جناتي كأحد ملوكها الفاضلين ". [ 14475 ] 11 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ما حصل الاجر بمثل اغاثة الملهوف ". وقال عليه السلام: " أفضل المعروف إغاثة الملهوف " (1). [ 14476 ] 12 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن احمد بن علي بن الحسين بن شاذان، عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي، عن الحسين بن محمد بن فرزدق الفزاري (1)، عن علي بن عمرويه (2) الطحان الوراق، عن أبي محمد الحسن بن موسى، عن علي بن اسباط، عن غير واحد من اصحاب (ابن دأب) (3)، قال: ذكر الكوفيون ان سعيد بن قيس الهمداني رآه أي أمير المؤمنين عليه السلام يوما في شدة الحر في فناء حائط، فقال: يا أمير المؤمنين، بهذه الساعة ! قال: " ما خرجت الا لاعين مظلوما، أو اغيث ملهوفا ". [ 14477 ] 13 علي بن عيسى في كشف الغمة: عن الحسين بن علي عليهما السلام، انه قال في خطبة له: " ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا 11 غرر الحكم ج 2 ص 739 ح 49. (1) نفس المصدر ج 1 ص 180 ح 131. 12 الاختصاص ص 157. (1) في الطبعة الحجرية: " الفزار " وما أثبتناه هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 6 ص 79). (2) في الطبعة الحجرية: " عمرو بن " وما أثبتناه من المصدر، والظاهر أنه هو الصواب. (3) في الطبعة الحجرية: " أبي دأب " وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب، واسمه عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب (راجع الكنى والالقاب ج 1 ص 271). 13 كشف الغمة ج 2 ص 30. (*)
[ 417 ]
والآخرة ". ورواه في البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عنه عليه السلام، مثله (1). [ 14478 ] 14 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " من نفس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه كربته يوم القيامة ". 30 * (باب استحباب الطاف المؤمن واتحافه) * [ 14479 ] 1 الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، اخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن اسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تكرمة الرجل لاخيه المسلم (1)، ان يقبل تحفته، أو يتحفه بما عنده، ولا يتكلف له ". ورواه في دعائم الاسلام: باسناده عنه عليه السلام، مثله (2). [ 14480 ] 2 السيد محيي الدين في أربعينه: عن القاضي أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، عن القاضي أبي الرضا سعيد، عن الحافظ أبي بكر وجيه بن طاهر، عن أبي سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار، عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، عن عبد الرحمن بن محمد بن محبوب، عن احمد بن محمد بن (1) البحار ج 78 ص 127 ح 11 عن اعلام الدين ص 95. 14 لب اللباب: مخطوط. الباب 30 1 الجعفريات ص 193. (1) ليس في المصدر. (2) دعائم الاسلام ج 2 ص 326 ح 1228. 2 أربعين ابن زهرة ص 80 ح 38. (*)
[ 418 ]
بحر، عن محمد بن الازهر، عن محمد بن عبد الله البصري، عن يعلى بن ميمون، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من ألطف مؤمنا أو قام له لحاجة من حوائج الدنيا والآخرة، صغر ذلك أو كبر، كان حقا على الله أن يخدمه خادما يوم القيامة ". [ 14481 ] 3 الصدوق في كتاب الاخوان: عن علي إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: " من قال لاخيه: مرحبا، كتب الله له مرحبا إلى يوم القيامة ". [ 14482 ] 4 وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما في امتي عبد ألطف أخا له في الله بشئ من لطف، الا اخدمه الله من خدم الجنة ". [ 14483 ] 5 وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام: " ومن تبسم في وجه اخيه المؤمن، كتب الله له حسنة، ومن كتب الله له حسنة لم يعذبه ". [ 14484 ] 6 وعن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " تبسم الرجل في وجه اخيه حسنة، وصرفه العذاب (1) عنه حسنة ". [ 14485 ] 7 وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " من اخذ عن وجه اخيه المؤمن قذاة، كتب (1) له عشر حسنات، ومن تبسم في وجه اخيه، كانت له حسنة ". [ 14486 ] 8 دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " خصوا 3 مصادقة الاخوان ص 78 ح 2. 4 المصدر السابق ص 78 ح 1. 5 المصدر السابق ص 52 ح 1. 6 المصدر السابق ص 52 ح 2. (1) في المصدر: القذا. 7 المصدر السابق ص 52 ح 3. (1) في المصدر زيادة: الله. 8 دعائم الاسلام ج 2 ص 327 ح 1234. (*)
[ 419 ]
بألطافكم خواصكم واخوانكم ". 31 * (باب استحباب اكرام المؤمن) * [ 14487 ] 1 الجعفريات: بالسند المتقدم قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اكرم اخاه المسلم بكلمة يلطفه بها، أو مجلس يكرمه، لم يزل في ظل من الله تعالى ممدود عليه الرحمة، ما كان في ذلك ". [ 14488 ] 2 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اكرم مؤمنا فانما يكرم الله عزوجل ". [ 14489 ] 3 الصدوق في العيون: عن محمد بن القاسم، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد العسكري، عن آبائه عليهم السلام، قال: " كتب الصادق عليه السلام إلى بعض الناس: ان أردت أن يختم بخير عملك، حتى تقبض وانت في أفضل الاعمال، فعظم لله حقه ان [ لا ] (1) تبذل نعماءه في معاصيه، وان تغتر بحلمه عنك، واكرم كل من وجدته يذكرنا (2) أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا، انما عليك (3) نيتك وعليه كذبه ". [ 14490 ] 4 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " من اكرم اخاه المؤمن فقد اكرم الله تعالى ". [ 14491 ] 5 وعنه صلى الله عليه وآله، انه قال: " ودعائم الايمان اللين والعدل، الباب 31 1 الجعفريات ص 194. 2 كتاب المؤمن ص 54 ح 138. 3 عيون اخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 4 ح 8. (1) أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: منا. (3) في المصدر: لك. 4 كتاب الاخلاق: مخطوط. 5 المصدر السابق: مخطوط. (*)
[ 420 ]
وتحقيق الايمان اكرام ذي الفقه ". [ 14492 ] 6 وعن الصادق عليه السلام، انه قال: " من اكرم لنا وليا فبالله بدأ، وبرسوله ثنى، وعلينا أدخل السرور ". [ 14493 ] 7 سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: ان الرضا عليه السلام قال لعلي بن يقطين: " اضمن لي خصلة اضمن لك ثلاثا " فقال: جعلت فداك، وما الخصلة التي أضمنها لك، وما الثلاث التي تضمن لي ؟ فقال: " اما الثلاث التي اضمن لك: ان لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس ". فقال علي: وما الخصلة التي اضمنها لك ؟ فقال لي: " تضمن لي ان لا يأتيك ولي أبدا الا واكرمته ". قال: فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن عليه السلام الثلاث. [ 14494 ] 8 الصدوق في كتاب الاخوان: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " ومن اكرم اخاه يريد بذلك الاخلاق الحسنة، كتب الله له من كسوة الجنة عدد ما في الدنيا من أولها إلى آخرها، ولم يثبته (1) من أهل الرياء، واثبته (2) من أهل الكرم ". [ 14495 ] 9 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " إذا آخيت فأكرم (1) الاخاء ". 6 كتاب الاخلاق: مخطوط. 7 مشكاة الانوار ص 193. 8 مصادقة الاخوان ص 78. (1) في المصدر: يشبه. (2) في المصدر: واشبه. 9 غرر الحكم ج 1 ص 310 ح 34. (1) في المصدر زيادة: حق. (*)
[ 421 ]
[ 14496 ] 10 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " اعلم الناس بالله، وانصرهم في الله، اشدهم تعظيما وحرمة لاهل لا إله إلا الله ". 32 * (باب استحباب البر بالمؤمن، والتعاون على البر) * [ 14497 ] 1 زيد الزراد في اصله: قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، قال: " خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، وفي ذلك محبة من الرحمن، ومرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ". [ 14498 ] 2 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظم عليه السلام، انه قال: " من حسن بره باخوانه واهله مد في عمره ". [ 14499 ] 3 وعن الصادق عليه السلام، انه قال: " اما انه ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام إلى بر الاخوان وزيارتهم ". [ 14500 ] 4 الصدوق في العيون: عن محمد بن أحمد بن الحسين (1)، عن علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد، قال: [ حدثنا محمد بن القاسم بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي ودارم بن قبيصة النهشلي قالا: ] (2) حدثنا (3) علي بن 10 لب اللباب: مخطوط. الباب 32 1 أصل زيد الزراد ص 2. 2 تحف العقول ص 290. 3 تحف العقول ص 222. 4 عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 70 ح 324. (1) في الحجرية: " احمد بن محمد بن الحسين " وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 14 ص 326). (2) أثبتناه من المصدر (راجع مجمع الرجال ج 2 ص 278 ورجال النجاشي ص 117). (3) في الحجرية: حدثني، وما أثبتناه من المصدر. (*)
[ 422 ]
موسى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام: " ان رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: انما سمي الابرار ابرارا، لانهم بروا الاباء، والابناء والاخوان ". [ 14501 ] 5 وفي كتاب الاخوان: عن درست الواسطي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: " ان المؤمن إذا مات ادخل في قبره ست مثال، فأبهاهن صورة واحسنهن وجها واطيبهن ريحا وأهيأهن هيئة عند رأسه، فان أتي (1) من قبل يديه منعت التي بين يديه وساق هكذا إلى ان قال وتقول التي عند رجليه: انا بره باخوانه المؤمنين ". الخبر. [ 14502 ] 6 وعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: " ان مما خص الله به المؤمن، ان يعرفه بر اخوانه وان قل، وليس البر بالكثرة، وذلك ان الله يقول: * (ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) * (1) ثم قال: * (ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) * (2) ومن عرفة الله ذلك احبه الله، ومن احبه الله أوفاه يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل، ارو هذا الحديث لاخوانك، فان فيه ترغيبا للبر ". [ 14503 ] 7 ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال في رسالته لاصحابه: " وليعن بعضكم بعضا، فان أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله، كان يقول: ان معاونة المسلم خير وأعظم اجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام ". 5 مصادقة الاخوان ص 64. (1) في المصدر زيادة: منكر ونكير. 6 المصدر السابق ص 66. (1، 2) الحشر 59 الآية 9. 7 الكافي ج 8 ص 9. (*)
[ 423 ]
[ 14504 ] 8 المفيد في الامالي: عن جعفر بن محمد، عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن أبي سعيد الآدمي، عن عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: " خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الاعمال البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، يا جميل اخبر بهذا الحديث غرر اصحابك " قلت: من غرر اصحابي ؟ قال: هم البارون بالاخوان في حال العسر واليسر، ثم قال: اما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل فقال: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) * (1) " [ 14505 ] 9 قال (1) وحدثني جدي محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، يقول: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أسرع الخير ثوابا البر ". الخبر. عاصم بن حميد في كتابه: عنه عليه السلام، مثله (2). 8 أمالي المفيد ص 291 ح 9. (1) الحشر 59 الآية 9. 9 امالي المفيد ص 67 ح 1. (1) في المصدر زيادة: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري، وهو الصواب، وجاء في هامش الطبعة الحجرية ما لفظه: " كذا في نسختين من الامالي والظاهر انه سقط هنا شئ ومحمد بن سليمان هذا جد أبي غالب الزراري المدني هو من مشايخ المفيد ويروي عنه في الامالي كثيرا وأبو غالب يروي عن جده فمن المحتمل أن يكون السند هكذا: حدثني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال: إلى آخره " (منه قده). (2) كتاب عاصم بن حميد ص 26. (*)
[ 424 ]
[ 14506 ] 10 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى ". [ 14507 ] 11 كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البر وحسن الجوار، زيادة في الرزق، وعمارة في الديار (1) ". [ 14508 ] 12 الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: عن عبد الله بن جعفر الدوريستي، وشاذان بن جبرئيل القمي، باسنادهما إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد البرقي، عن الحسن بن علي الوشا، عن الرضا عليه السلام، انه قال في حديث: " ومن تولى لمحبنا فقد احبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على جدنا محمد صلى الله عليه وآله ". 33 * (باب وجوب الستر على المؤمن، وتكذيب من نسب إليه السوء) * [ 14509 ] 1 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، انه قال: " لو وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي " وقال عليه السلام بثوبه هكذا. 10 كتاب المؤمن ص 39 ح 92، وعنه في البحار ج 74 ص 274. 11 كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 77. (1) في المصدر: الدنيا. 12 مزار المشهدي: الباب 33 1 الجعفريات ص 242. (*)
[ 425 ]
[ 14510 ] 2 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن عبد الله بن جندب، عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " يابن جندب، ان عيسى بن مريم عليه السلام قال لاصحابه: أرأيتم لو ان احدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته، اكان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف عليه (1) منها ؟ قالوا: بل نرد عليها، قال: قال: كلا بل تكشفون (2)، فعرفوا انه مثل ضربه لهم، فقيل له (3): يا روح الله، وكيف ذلك ؟ قال: الرجل منكم يطلع على العورة من اخيه فلا يسترها ". [ 14511 ] 3 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق عليه السلام، قال: " من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة، فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له، كان عند الله كعاملها، وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور ذلك (1) عليه في الآخرة، ثم يجد الله اكرم من ان يثني عليه عقابا في الآخرة ". [ 14512 ] 4 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: في سياق قصة عيسى عليه السلام: ثم نزلت المائدة عليهم، امر عليه السلام بتغطيتها، وان لا يأكل الرجل منها شيئا حتى يأذن لهم، ومضى في بعض شأنه، فأكل منها رجل منهم، فقال بعض الحواريين: يا روح الله، قد اكل منها رجل [ فقال له عيسى: اكلت منها ] (1)، فقال الرجل: لا، فقال الحواريون: بلى يا روح الله، لقد أكل منها، فقال عليه السلام: صدق اخاك وكذب بصرك. 2 تحف العقول ص 225. (1، 3) ليس في المصدر. (2) في المصدر زيادة: عنها كلها. 3 الاختصاص ص 32. (1) ليس في المصدر. 4 إثبات الوصية ص 69. (1) أثبتناه من المصدر. (*)
[ 426 ]
[ 14513 ] 5 محمد بن ادريس في السرائر: نقلا من المحاسن، باسناده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوء وانت تجد لها في الخير محملا ". [ 14514 ] 6 المفيد في أماليه: عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى [ عن الحسين بن سعيد ] (1) عن محمد بن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو (2) بن جميع قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: " من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن والتفسير فدعوه، ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه ". الخبر. [ 14515 ] 7 القطب الراوندي في لب اللباب: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال له النبي صلى الله عليه وآله: " لو رأيت رجلا على فاحشة، قال: استره، قال: ان رأيته ثانيا، قال: استره بازاري وردائي، إلى ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لا فتى الا علي ". وقال صلى الله عليه وآله: " استروا على اخوانكم ". [ 14516 ] 8 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " استر عورة اخيك لما تعلمه فيك ". وقال عليه السلام: " ان للناس عيوبا فلا تكشف ما غاب عنك، فان الله 5 السرائر ص 492. 6 أمالي المفيد ص 12 ح 12. (1) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند (راجع معجم رجال الحديث ج 5 ص 245 و 247 و 248 ومجمع الرجال ج 7 ص 237). (2) في الحجرية: عمر، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 13 ص 82 ورجال النجاشي ص 205). 7 لب اللباب: مخطوط. 8 غرر الحكم ج 1 ص 110 ح 67. (*)
[ 427 ]
يحلم عليها، واستر العورة ما استطعت، يستر الله عليك ما تحب ستره " (1). وقال عليه السلام: " شر الناس من لا يغفر الزلة ولا يستر العورة " (2). 34 * (باب استحباب خدمة المسلمين، ومعونتهم بالجاه) * [ 14517 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: " قد فرض الله التحمل (1) على الابرار في كتاب الله، قيل: وما التحمل (2) ؟ قال: إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له ". [ 14518 ] 2 الصدوق في كتاب الاخوان: عن الصادق عليه السلام، قال: " المؤمنون خدم بعضهم لبعض " قلت: وكيف يكون خدم بعضهم لبعض ؟ قال: " يفيد بعضهم بعضا ". [ 14519 ] 3 تفسير الامام عليه السلام: * (وما تقدموا لانفسكم من خير) * (1) من مال تنفقونه في طاعة الله، فان لم يكن مال فمن جاهكم تبذلونه لاخوانكم المؤمنين، تجرون به إليهم المنافع، وتدفعون به عنهم المضار * (تجدوه عند الله) * (2) ينفعكم الله بجاه محمد وعلي وآلهما صلوات الله عليهم يوم القيامة، فيحط به سيئاتكم (3)، ويرفع به درجاتكم ". (1) غرر الحكم ج 1 ص 228 ح 129. (2) نفس المصدر ج 1 ص 446 ح 63. الباب 34 1 كتاب المؤمن ص ح 104. (1، 2) في نسخة: التمحل. 2 مصادقة الاخوان ص 48. 3 تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 215. (1، 2) البقرة 2 الآية 110. (3) في المصدر زيادة: " ويضاعف به حسناتكم ". (*)
[ 428 ]
[ 14520 ] 4 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: روي انه تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: " ما لي أراك منتبذا ؟ قال: اعيتني الخليقة فيك، قال: فماذا تريد (2) ؟ قال محبتك، قال: فان محبتي التجاوز عن عبادي، فإذا رأيت لي مريدا فكن له خادما ". [ 14521 ] 5 السيد علي بن طاووس في فتح الابواب: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال لسلمان: " يا سلمان، ان الناس لو قارضتهم قارضوك، وان تركتهم لم يتركوك، وان هربت منهم أدركوك " قال: فاصنع ماذا ؟ قال: " أقرضهم عرضك ليوم فقرك ". [ 14522 ] 6 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " اخدم اخاك، فان استخدمك فلا ولا كرامة ". [ 14523 ] 7 وفي الامالي: عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة (1)، عن النعمان، عن أبي جعفر صلوات الله عليه، انه قال في حديث: " اقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك ". [ 14524 ] 8 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه 4 اثبات الوصية ص 57. (1) انتبذ: تنحى وبعد (لسان العرب " نبذ " ج 3 ص 512). (2) في المصدر: تحب. 5 فتح الابواب ص 67. 6 الاختصاص ص 243. 7 أمالي المفيد ص 185 ح 11. (1) في الحجرية: سبابة، وما أثبتناه من المصدر (راجع مجمع الرجال ج 4 ص 79 ورجال الشيخ الطوسي ص 230 ورجال الكشي ج 2 ص 688). 8 كتاب الاخلاق: مخطوط. (*)
[ 429 ]
وآله، قال: " خدمة المؤمن لاخيه المؤمن، درجة لا يدرك فضلها الا بمثلها ". [ 1425 ] 9 العلامة الحلي في الرسائل السعدية: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: " ان الله تعالى ليسأل العبد في جاهه، كما يسأل في ماله، فيقول: يا عبدي، رزقتك جاها، فهل اعنت به مظلوما، أو أغثت به ملهوفا ؟ ". [ 14526 ] 10 القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " ان الله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه ". [ 14527 ] 11 عوالي اللآلي: عن الصادق عليه السلام، قال: " يسأل المرء عن جاهه، كما يسأل عن ماله، يقول: جعلت لك جاها، فهل نصرت به مظلوما، أو قمعت به ظالما، أو اغثت به مكروبا ؟ ". 35 * (باب وجوب نصيحة المؤمن) * [ 14528 ] 1 فقه الرضا عليه السلام: عن العالم عليه السلام، انه قال: " حق المؤمن على المؤمن، أن يمحضه النصيحة في المشهد والمغيب، كنصيحته لنفسه ". [ 14529 ] 2 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " النصح ثمرة (1) المحبة ". 9 الرسائل السعدية: 10 لب اللباب: مخطوط. 11 عوالي اللآلي ج 1 ح 50 ص 363. الباب 35 1 فقه الرضا عليه السلام ص 50. 2 غرر الحكم ج 1 ص 23 ح 665. (1) في المصدر: يثمر. (*)
[ 430 ]
وقال عليه السلام: " النصيحة تثمر الود " (2). وقال عليه السلام: " المؤمن غريزته النصح " (3). وقال عليه السلام: " خير اخوانك (4) انصحهم " (5). وقال عليه السلام: " من نصحك فقد انجدك " (6). وقال عليه السلام: " من نصحك (7) فلا تغشه " (8). وقال عليه السلام: " ما آل جهدا (9) في النصيحة، من دلك على عيبك وحفظ غيبك " (10). وقال عليه السلام: " النصيحة من اخلاق الكرام " (11). [ 14530 ] 3 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " المؤمن اخو المؤمن، يحق عليه النصيحة " (1). [ 14531 ] 4 أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أمير المؤمنين عليه السلام، (2) غرر الحكم ج 1 ص 29 ح 894. (3) نفس المصدر ج 1 ص 47 ح 1352. (4) في المصدر: الاخوان. (5) نفس المصدر ج 1 ص 391 ح 68. (6) نفس المصدر ج 2 ص 616 ح 125. (7) في المصدر زيادة: الله. (8) نفس المصدر ج 2 ص 619 ح 185. (9) يقال: ما ألوت جهدا أي: لم أدع جهدا ولم اقصر (لسان العرب " ألا " ج 14 ص 40) وفي المصدر: ما الا جهدك. (10) نفس المصدر ج 2 ص 756 ح 261. (11) ج 1 ص 46 ح 1345. 3 كتاب المؤمن ص 42 ح 96. (1) في المصدر: نصيحته. 4 كنز الفوائد ص 34. (*)
[ 431 ]
انه قال: " امحض اخاك بالنصيحة، حسنة كانت أو قبيحة، وساعده على كل حال، وزل معه حيثما زال، ولا تطلبن منه المجازاة فانها من شيم الدناة ". ورواه في نهج البلاغة (1)، وتحف العقول (2)، وعلي بن طاووس في كشف المحجة (3)، عن رسائل الكليني، عنه عليه السلام، في وصيته لولده الحسن عليه السلام، مثله، وفيها: " ولا تطلبن مجازاة اخيك، ولو حثا التراب بفيك ". [ 14532 ] 5 أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق: عنه عليه السلام، انه قال في صفة المؤمن: " لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف الا اصلحه ". [ 14533 ] 6 الديلمي في ارشاد القلوب: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ثلاثة رفع الله عنهم العذاب يوم القيامة: الراضي بقضاء الله، والناصح للمسلمين، والدال على الخير ". 36 * (باب تحريم ترك نصيحة المؤمن ومناصحته) * [ 14534 ] 1 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " أيما مؤمن مشى مع أخيه في حاجة ولم يناصحه، فقد خان الله ورسوله ". [ 14535 ] 2 وعنه عليه السلام، انه قال: " من مشى لامرئ مسلم في حاجة (1) (1) نهج البلاغة ج 3 ص 60 إلى قوله: حسنة كانت أو قبيحة. (2) تحف العقول ص 55. (3) كشف المحجة ص 168. 5 كتاب الاخلاق: مخطوط. 6 إرشاد القلوب ص 196. الباب 36 1 كتاب المؤمن ص 68 ح 180. 2 المصدر السابق ص 46 ح 107. (1) في المصدر: حاجته. (*)
[ 432 ]
فنصحه فيها، كتب الله له بكل خطوة حسنة إلى ان قال وان لم ينصحه فقد خان الله ورسوله، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله خصمه ". [ 14536 ] 3 فقه الرضا عليه السلام: " ونروي: من مشى في حاجة اخيه فلم يناصحه، كان كمن حارب الله ورسوله ". [ 14537 ] 4 الصدوق في كتاب الاخوان: عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " من مشى مع قوم في حاجة فلم يناصحهم، فقد خان الله ورسوله ". [ 14538 ] 5 وعنه عليه السلام قال: " من سعى في حاجة اخيه بغير نية، فهو لا يبالي قضيت أم لم تقض، فقد تبوأ مقعده من النار ". [ 14539 ] 6 الشيخ المفيد في الروضة: عن أبي عبد الله عليه السلام، انه قال: " من سعى لاخيه المؤمن في حاجة ولم يمحضه فيها النصيحة، كان كمن خان الله ورسوله ". [ 14540 ] 7 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " ما اخلص المودة من لم ينصح ". 37 * (باب تحريم ترك معونة المؤمن عند ضرورته) * [ 14541 ] 1 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن عبد الله بن جعفر، عن أخيه موسى 3 فقه الرضا عليه السلام ص 50. 4 مصادقة الاخوان ص 74. 5 المصدر السابق ص 74. 6 روضة المفيد: 7 غرر الحكم ج 2 ص 743 ح 128. الباب 37 1 الاختصاص ص 250. (*)
[ 433 ]
ابن جعفر عليهما السلام، قال: سمعته يقول: " من أتاه اخوه المؤمن في حاجة، فانما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه، فان قبل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهو موصول بولاية الله تبارك وتعالى، وان رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها، سلط الله تبارك وتعالى عليه شجاعا من نار، ينهشه في قبره إلى يوم القيامة، مغفورا له أو معذبا، وان عذره الطالب كان اسوء حالا ". [ 14542 ] 2 وعن اسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: " ما من عبد (1) ضيع حقا الا اعطى في باطل مثليه، وما من عبد (2) يمتنع من معونة اخيه المسلم والسعي له في حوائجه قضيت أو لم تقض، الا ابتلاه الله بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر به ". [ 14543 ] 3 الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث: ومن استعان بأخيه المسلم يمشي معه في حاجته فلم يفعل، بلاه الله بمثله من المشي فيما لا يؤجر فيه ". [ 14544 ] 4 كتاب معاوية بن حكيم: عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ايما رجل سأله اخوه المؤمن حاجة، فمنعه اياها وهو يقدر على قضائها، الا سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهشه ". 2 الاختصاص ص 242. (1، 2) في المصدر: " مؤمن ". 3 الجعفريات ص 65. 4 كتاب معاوية بن حكيم: (*)
[ 434 ]
38 * (باب تحريم منع المؤمن شيئا، من عنده أو من عند غيره، عند ضرورته) * [ 14545 ] 1 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق لابي علي الصوري: عن الصادق عليه السلام، انه قال: " المؤمن المحتاج رسول الله إلى الغني القوي، فإذا خرج الرسول بغير حاجته، غفرت للرسول ذنوبه، وسلط الله على الغني القوي شياطين تنهشه " (قال: قلت: كيف تنهشه ؟) (1) قال: " يخلى بينه وبين أصحاب الدنيا، فلا يرضون بما عنده حتى يتكلف لهم، يدخل عليه الشاعر فيسمعه فيعطيه ما شاء فلا يؤجر عليه، فهذه الشياطين التي تنهشه ". [ 14546 ] 2 وعنه عليه السلام، انه قال لرفاعة بن موسى وقد دخل عليه، وقال: " يا رفاعة، الا اخبرك بأكثر الناس وزرا " ؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: " من اعان على مؤمن بفضل كلمة، ثم قال: ألا اخبرك (1) بأقلهم اجرا " ؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: " من ادخر على (2) اخيه شيئا مما يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه إلى أن قال ثم قال: ازيدك حرفا آخر يا رفاعة: ما آمن بالله ولا بمحمد ولا بعلي صلوات الله عليهما، من إذا أتاه اخوه المؤمن في حاجة فلم يضحك في وجهه، فان كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها، وان لم يكن عنده تكلف من عند غيره حتى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته، فلا ولاية بيننا وبينه ". ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رفاعة، عنه، مثله الباب 38 1 البحار ج 75 ص 176 ح 12 عن قضاء الحقوق ح 15. (1) ما بين القوسين ليست في المصدر. 2 المصدر السابق ج 75 ص 176 عن قضاء الحقوق ح 17. (1) في المصدر: " أخبركم ". (2) في المصدر: " عن ". (*)
[ 435 ]
باختلاف يسير (3). [ 14547 ] 3 القطب الراوندي في دعواته: عن الصادق عليه السلام: " انه قال: " من أتاه اخوه المسلم يسأله عن فضل ما عنده فمنعه، مثل (1) الله في قبره شجاعا (2) ينهش لحمه إلى يوم القيامة ". [ 14548 ] 4 أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن أبي محمد عمير بن يحيى الفحام، عن محمد بن احمد الهاشمي المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تخب راجيك فيمقتك الله ويعاديك ". [ 14549 ] 5 الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا يحل منعهن: الماء، والملح، والكلا (1)، والنار، والعلم، وفضل العلم خير من فضل العبادة، وكمال الدين الورع ". [ 14550 ] 6 وبهذا الاسناد: قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تمانعوا قرض الخمير (1)، فان منعه يورث الفقر ". [ 14551 ] 7 جامع الاخبار: عن النبي صلى الله عليه وآله، انه قال: " من منع (3) الغايات ص 100 99. 3 دعوات الراوندي ص 126. (1) في الطبعة الحجرية: " مثله " وما أثبتناه من المصدر. (2) في الطبعة الحجرية: " كأنما " وما أثبتناه من المصدر. 4 أمالي الطوسي ج 1 ص 305. 5 الجعفريات ص 172. (1) الكلا: النبات والعشب، وسواء رطبه ويابسه (النهاية ج 4 ص 194). 6 المصدر السابق ص 160. (1) الخمير: الخبر (لسان العرب ج 4 ص 256). 7 جامع الاخبار ص 208. (*)
[ 436 ]
ماله من الاخيار اختيارا، صرف الله ماله إلى الاشرار اضطرارا ". [ 14552 ] 8 وروى يعقوب بن يزيد باسناد صحيح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول في حديث: " ومن لم يمش في حاجة ولي الله، ابتلي بأن يمشي في حاجة عدو الله ". [ 14553 ] 9 علي بن إبراهيم في تفسيره: * (ويمنعون الماعون) * (1) مثل السراج، والنار، والخمير، واشباه ذلك (من الذي) (2) يحتاج إليه الناس. وفي رواية اخرى: الخمير (3) والركوة (4). [ 14554 ] 10 الصدوق في الهداية: سئل الصادق عليه السلام، عن قول الله عز وجل: * (ويمنعون الماعون) * قال: * (القرض تقرضه، والمعروف تصنعه، ومتاع البيت تعيره ". وقال النبي صلى الله عليه وآله: " لا (تمانعوا قرض) (1) الخبز والخمير، فان منعهما يورث الفقر ". [ 14555 ] 11 القطب الراوندي في لب اللباب: وروي: ان الملكين قالا في القبر لميت: انما امرنا أن نجلدك مائة جلدة، قال: ولم ؟ قال: لانك صليت على غير وضوء، ومررت بمظلوم فلم تنصره. 8 جامع الاخبار ص 208. 9 تفسير القمي ج 2 ص 444. (1) الماعون 107 الآية 7. (2) في المصدر: " مما ". (3) في المصدر: " الخمر ". (4) الركوة: إناء صغير يشرب فيه الماء (لسان العرب ج 14 ص 333). 10 الهداية ص 44. (1) في المصدر: " تمنعوا ". 11 لب الباب: مخطوط. (*)
[ 437 ]
[ 14556 ] 12 الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فرده بها، سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهش اصابعه ". [ 14557 ] 13 أصل لبعض قدمائنا: عن محمد بن صدقة قال: قال لي الرضا عليه السلام: " يا محمد بن صدقة، طوبى لمؤمن مظلوم مغصوب مستضعف، وويل للذي ظلمه وغصبه واستضعفه، ان المؤمن ليظلم المؤمن ويغصبه ويستضعفه، فعند ذلك فليتوقع سخط ربه "، قلت: كيف يا سيدي، قد احزنني ما ذكرته وانا أبكي ؟ قال: " اما علمت ان الله جل ذكره خلق الدنيا والآخرة للمؤمنين، فهم فيه شركاء، فمن اعطى شيئا من حطام الدنيا ومنع اخاه منه، كان ممن ظلمه وغصبه واستضعفه، ومن فعل ما لزمه من امر المؤمنين، باهى الله تعالى به ملائكته ". [ 14558 ] 14 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " عجبت لرجل يأتيه اخوه المسلم في حاجة، فيمتنع عن قضائها، ولا يرى نفسه للخير أهلا، فهب انه لا ثواب يرجى ولا عقاب يتقى، افتزهدون في مكارم الاخلاق ! ". 39 * (باب نوادر ما يتعلق بأبواب فعل المعروف) * [ 14559 ] 1 الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الصادق عليه السلام، قال: " من قضى حق من لا يقضي الله حقه، فكأنما قد عبده من دون الله ". [ 14560 ] 2 وفي أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي القاسم 12 المؤمن ص 68 ح 179. 13 أصل لبعض قدماء أصحابنا ص 1. 14 غرر الحكم ج 2 ص 496 ح 30. الباب 39 1 الاختصاص ص 243. 2 أمالي المفيد ص 165. (*)
[ 438 ]
الحسن بن عمر (1) بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن مروان، عن محمد بن اسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " اسرع الاشياء عقوبة، رجل تحسن إليه ويكافئك على احسانك باساءة، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له، ومن شأنه ان يكذبك، ورجل لا تبغي عليه وهو دائم يبغي عليك، ورجل تصل قرابته فيقطعك ". [ 14561 ] 3 القطب الراوندي في قصص الانبياء: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن داود بن سليمان، عن حماد بن عيسى، عن الصادق عليه السلام، انه قال في حديث: " ان لقمان قال لابنه: ولا تستعن في امورك الا بمن تحب أن يتخذ في قضاء حاجتك اجرا، فانه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه، لانه بعد نجاحها لك كان ربحا في الدنيا الفانية، وحظا وذخرا له في الدار الباقية، فيجتهد في قضائها لك، وليكن اخوانك (1) واصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على امورك، اهل المروءة والكفاف والثروة والعقل والعفاف، الذين ان نفعتهم شكروك، وان غبت عن جيرتهم ذكروك ". [ 14562 ] 4 الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الحسن بن علي عليهما السلام، انه قال: " السداد دفع المنكر بالمعروف ". [ 14563 ] 5 الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال: " اعن اخاك على هدايته، احي معروفك باماتته ". (1) في المصدر: علي. 3 قصص الانبياء ص 197، وعنه في البحار ج 13 ص 419. (1) في نسخة: احزابك. 4 تحف العقول ص 158. 5 غرر الحكم ج 1 ص 110 ح 58، 59. (*)
[ 439 ]
وقال عليه السلام (1): " احيوا المعروف باماتته، فان المنة تهدم الصنيعة ". وقال عليه السلام (2): " افضل معروف اللئيم منع أذاه ". وقال عليه السلام (3): " خير المعروف، ما لم يتقدمه المطل ولم يتبعه (4) المن ". وقال عليه السلام (5): " سل المعروف من (6) ينساه، واصطنعه إلى من يذكره ". وقال عليه السلام (7): " من من بمعروفه فقد كدر ما صنعه ". وقال عليه السلام (8): " من لم يرب معروفه فقد ضيعه، (من لم يرب معروفه فكأنه لم يصنعه) " (9). وقال عليه السلام (10): " ملاك المعروف ترك المن به ". صورة خط المؤلف متع الله المسلمين ببقائه: تم كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، من كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، بيد مؤلفه المذنب المسئ حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، في يوم الخميس التاسع عشر من (1) غرر الحكم ج 1 ص 134 ح 49. (2) نفس المصدر ج 1 ص 190 ح 285. (3) نفس المصدر ج 1 ص 390 ح 53. (4) في المصدر: " يتعقبه ". (5) نفس المصدر ج 1 ص 437 ح 79. وقال عليه السلام (5): " سل المعروف من (6) ينساه، واصطنعه إلى من يذكره ". وقال عليه السلام (7): " من من بمعروفه فقد كدر ما صنعه ". وقال عليه السلام (8): " من لم يرب معروفه فقد ضيعه، (من لم يرب معروفه فكأنه لم يصنعه) " (9). وقال عليه السلام (10): " ملاك المعروف ترك المن به ". صورة خط المؤلف متع الله المسلمين ببقائه: تم كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، من كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، بيد مؤلفه المذنب المسئ حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، في يوم الخميس التاسع عشر من (1) غرر الحكم ج 1 ص 134 ح 49. (2) نفس المصدر ج 1 ص 190 ح 285. (3) نفس المصدر ج 1 ص 390 ح 53. (4) في المصدر: " يتعقبه ". (5) نفس المصدر ج 1 ص 437 ح 79. (6) في المصدر: " ممن ". (7) نفس المصدر ص 340 " الطبعة الحجرية ". (8) نفس المصدر ج 2 ص 714 ح 1452. (9) نفس المصدر ج 2 ص 717 ح 1483. (10) نفس المصدر ج 2 ص 757 ح 12. (*)
[ 440 ]
شهر جمادى الاولى، من سنة ثمان بعد الالف وثلاثمائة، في الناحية المقدسة سر من رأى، حامدا مصليا شاكرا مستغفرا، والسلام على محمد وآله اجمعين.