مسند الامام الرضا (ع)
الشيخ عزيز الله عطاردي ج 2

[1]
مسند الامام الرضا عليه السلام ابى الحسن على بن موسى عليهما السلام جمعه ورتبه الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشانى الجزء الثاني الموتمر العامي للامام الرضا عليه السلام
[2]
اسم الكتاب: مسند الامام الرضا عليه السلام، الجزء الثاني تحقيق: الشيخ عزيز الله عطاردى الخبوشانى الناشر: المؤتمر العالمي الامام الرضا عليه السلام الامور الفنية والطبع: مؤسسة طبع ونشر آستان قدس الرضوي الكمية: 3000 نسخة التاريخ: ربيع الآخر 1406 ه‍
[2]
بسم الله الرحمن الرحيم (كتاب الدعاء) 1 - (باب) * (فضل الدعاء) * 1 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين، ونور السموات و الارض (1). 2 - (باب) * (الصلوة على رسول الله صلى الله عليه وآله) * 2 - الحميري قال: قلت له: كيف الصلوة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دبر المكتوبة وكيف السلام عليه فقال عليه السلام: تقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك رسول الله، وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد نصحت لامتك وجاهدت في سبيل ربك وعبدته (1) عيون الاخبار: 2 - 37
[3]
حتى أتاك اليقين، فجزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبيا عن امته، اللهم فصل على محمد وآله أفضل ما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد (1). 3 - الصدوق باسناده عن ابن فضال قال: قال الرضا عليه السلام: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصلوة على محمد وآله، فانها تهدم الذنوب هدما، قال: وقال: الصلواة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير (2). 4 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال: حدثنى سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد قال: حدثنا أبي، عن ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد النبي وذربته " قضى الله له مائة حاجة، سبعون في الدنيا وثلاثون في الآخرة، قال: صلاة الله رحمة الله من الله وصلاة ملائكته تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له، ومن سر آل محمد في الصلاة على النبي وآله " اللهم صل على محمد وآل محمد في الاولين، وصل على محمد وآل محمد في الآخرين، وصل على محمد وآل محمد في الملاء الاعلي، وصل على محمد وآل محمد في المزسلين. اللهم أعط محمدا وآل محمد الوسيلة، والشرف والفضيلة، والدرجة الكبيرة، اللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني صحبته، وتو فني على ملته، واسقني عن حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظماء بعده أبدا إنك على كل شئ قدير. اللهم كما آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم اره فعر فني في الجنان وجهه، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما " فان من صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصلوات (1) قرب الاسناد: 225 (2) عيون الاخبار: 1 - 294.
[4]
هدمت ذنوبه، ومحيت خطاياه، ودام سروره، واستجيب دعاؤه، واعطي أمله وبسط له في رزقه، وأعين على عدوه، وهيئ له سبب أنواع الخير، ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان الاعلى، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية (1). 5 - أبو جعفر الطوسى قال: علي بن حاتم، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه عن ابن المغيرة عن الرضا عليه السلام: " اللهم صل على محمد وآله في الاولين. وصل على محمد وآله في الآخرين، وصل على محمد وآله في الملا الاعلى، وصل على محمد وآله في النبيين والمرسلين، اللهم أعط محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة. اللهم إني آمنت بمحمد عليه وآله السلام ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا رويا لا أظماء بعده أبدا إنك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره فعرفني في الجنان وجهه، اللهم أبلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما. ثم ادع بما بدالك ثم اسجدو قل في سجودك: " اللهم إني أسالك يا سامع كل صوت ويا بارئ النفوس بعد الموت، ويامن لا تغشاه الظلمات، ولا تتشابه عليه الاصوات، ولا تغلطه الحاجات، يا من لا ينسي شيئا لشئ، ولا يشغله شئ عن شئ، أعط محمدا و آل محمد صلواتك عليه وعليهم أفضل ما سالوا وخير ما سالوك وخير ما سئلت لهم وخير ما سألتك لهم وخير ما أنت مسؤول لهم إلى يوم القيامة (2). 6 - ورام بن أبي فراس - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام أنه قال: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصلواة على محمد وآله، فانها تهدم الذنوب هدما (3). (1) ثواب الاعمال: 187. (2) التهذيب: 3 - 86. (3) تنبيه الخواطر: 2 - 156.
[5]
3 - (باب فضل الجمعة) 7 - الكليني قال: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن يوم الجمعة سيد الايام يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات و يكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد لله عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وقد عرف حقه وحرمته إلا كان حقا على الله عز و جل أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فان مات في يومه وليلته مات شهيدا وبعث آمنا وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقا على الله عز وجل أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب (1). 8 - عنه - رحمه الله - عن على بن إبراهيم، عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: بلغني أن يوم الجمعة أقصر الايام ؟ قال: كذلك هو، قلت: جعلت فداك كيف ذاك ؟ قال: إن الله تبارك وتعالى يجمع أرواح المشركين تحت عين الشمس، فاذار كدت الشمس عذب الله أرواح المشركين بركود الشمس ساعة، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع الله عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة، فلا يكون للشمس ركود (2). 9 - الحميري باسناده عن الرضا عليه السلام قال: تقرء في ليلة الجمعة الجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، وفي الغداة الجمعة وقل هو الله أحد، وفي الجمعة الجمعة والمنافقين، والقنوت في الركعة الاولى قبل الركوع (3). 10 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه، (1) الكافي: 3 - 414 (2) الكافي: 3 - 416 ومصابح المتهجد: 196 (3) قرب الاسناد: 211.
[6]
قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى بن أيوب الرويانى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا. فقال: لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله كذلك، إنما قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الآخر وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه، هل من تائب فاتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له، يا طالب الخيرأ قبل ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء، حدثنى بذلك أبي عن جدي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله (1). 4 - (باب) * (فضل لا اله الا الله) * 11 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري، ويقال له: الهروي والنهرواني والشيباني عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لا إله الا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عز وجل، من قالها مخلصا استوجب الجنة، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه وكان مصيره الى النار (2). (1) الفقيه: 1 - 271 والعيون 1 - 126. (2) التوحيد: 23.
[7]
12 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: لا إله الا الله في ساعة من ليل أو نهار طلست ما في صحيفته من السيئات (1). 13 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله عز وجل عمودا من ياقوتة حمراء، رأسه تحت العرش، وأسفله على ظهر الحوت في الارض السابعة السفلى فإذا قال العبد: لا إله الا الله اهتز العرش وتحرك العمود، وتحرك الحوت، فيقول الله تبارك وتعالى: اسكن يا عرشي فيقول: كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها، فيقول الله تبارك وتعالى: اشهد واسكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها (2). 14 - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يدخل السوق: " سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير " أعطي من الاجر عدد ما خلق الله إلى يوم القيامة (3). 15 - الطوسي باسناده عن أبي محمد الفحام قال: حدثني عمي عمر بن يحيى الفحام قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر قال: حدثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي ابن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قال في كل يوم مائة مرة: " لا إله إلا الله الملك الحق المبين " استجلب به الغنى واستدفع به الفقر وسد عنه باب النار واستفتح به باب الجنة (4). (1) التوحيد: 23. (2) التوحيد: 23 والعيون: 2 - 31. (3) عيون الاخبار: 2 - 31. (4) امالي الطوسى: 1 - 285.
[8]
5 - (باب) * (فضل لا حول ولا قوة الا بالله) * 16 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه، عن علي بن الحسين عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أنعم الله تعالى عليه نعمة، فليحمد الله تعالى، ومن استبطا [عليه] الرزق فليستغفر الله، ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله (1). 17 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السلام: كان أبي يقول: من قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " صرف الله عنه تسعة وتسعين نوعا من بلاء الدنيا أيسرها الخنق (2). 18 - المحدث النوري - رحمه الله - عن علي بن طاووس في كتاب فلاح السائل باسناده عن أبي محمد هارون بن موسى، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن حسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن - يعني الرضا - عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من قال: " بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " سبع مرات وهو ثان رجله بعد المغرب قبل أن يتكلم وبعد الصبح قبل أن يتكلم صرف الله تعالى عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان (3) (1) عيون الاخبار: 2 - 46. (2) مكارم الاخلاق: 360. (3) مستدرك الوسائل: 1 - 349.
[9]
6 - (باب) * (فضل رجب) * 19 - الصدوق باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رجب شهر الله الاصم يصب الله فيه الرحمة على عباده، وشهر شعبان تنشعب فيه الخيرات، وفي أول ليلة من شهر رمضان تغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفا فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان ورمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا (1). 20 - الطوسي قال: أخبرني جماعة عن ابن قولويه عن ابن همام، عن جعفر ابن محمد بن مالك، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام فقال: في النصف من رجب والنصف من شعبان، ويستحب الغسل فيه أيضا، ويستحب أن يدعو بدعاء ام داود فإذا أراد ذلك، فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فإذا كان عند الزوال اغتسل، فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر، يحسن ركوعهن وسجودهن ويكون في موضع خال لا يشغله شاغل ولا يكلمه إنسان. فإذا فرغ من الصلواة استقبل القبلة وقرء الحمد ماة مرة وسورة الاخلاص مأة مرة، وآية الكرسي عشر مرات ثم يقرء بعد ذلك سورة الانعام وبني إسرائيل والكهف ولقمان ويس والصافات وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان والفتح والواقعة والملك ون وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن. فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة: صدق الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام، الرحمن الرحيم الحليم الكريم، الذي ليس (1) عيون الاخبار: 2 - 71.
[10]
كمثله شئ وهو السميع البصير والخبير، شهد اله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وبلغت رسله الكرام وأنا على ذلك من الشاهدين. اللهم لك الحمد ولك المجد، ولك العز ولك الفخر ولك القهر ولك النعمة ولك العظمة، ولك الرحمة، ولك المهابة، ولك السلطان، ولك البهاء، ولك الامتنان ولك التسبيح، ولك التقديس، ولك التهليل، ولك التكبير، ولك ما يرى، ولك ما لا يرى، ولك ما فوق السموات العلى، ولك ما تحت الثرى ولك الارضون السفلى ولك الآخرة والاولى، ولك ما ترضى به من الثناء والحمد، والشكر والنعماء. اللهم صل على جبرئيل أمينك على وحيك، والقوي على أمرك، والمطاع في سماواتك، ومحال كراماتك المتحمل لكلماتك، الناصر لانبيائك، المدمر لاعدائك اللهم صلى على ميكائيل، ملك رحمتك والمخلوق لرأفتك والمستغفر المعين لاهل طاعتك. اللهم صل على إسرافيل حامل عرشك. وصاحب الصور المنتظر لامرك، والوجل المشفق من خيفتك، اللهم صل على حملة العرش الطاهرين، وعلى السفرة الكرام البررة الطيبين، وعلى ملائكتك الكرام الكاتبين، وعلى ملائكة الجنان وخزنة النيران، وملك الموت والاعوان يا ذا الجلال والاكرام. اللهم صل على أبينا آدم، بديع فطرتك الذي أكرمته بسجود ملائكتك وأبحته جنتك، أللهم صل على أمنا حواء المطهرة من الرجس المصفاة من اللبس المفضلة من الانس، المترددة بين محال القدس. اللهم صل على هابيل وشيث وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم وإسحق، ويعقوب، ويوسف، والاسباط، ولوط، وشعيب، وأيوب، وموسى، وهرون، ويوشع، وميشا، والخضر، وذي القرنين، ويونس، وإلياس، واليسع، وذي الكفل، وطالوت، وداود، وسليمان، وزكريا، وشعيا، ويحيى، وتؤرخ، ومتي، وإرميا، وحيقوق ودانيال عزيز، وعيسى، وشمعون، وجرجيس، والحواريين والاتباع وخالد وحنظلة.
[11]
اللهم صل على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد كما صليت ورحمت، وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم صل على الاوصياء والسعداء والشهداء، وأئمة الهدى، اللهم صل على الابدال والاوتاد والسياح والعباد والمخلصين والزهاد وأهل الجد والاجتهاد واخصص محمدا وأهل بيته بافضل صلواتك وأجزل كراماتك، وبلغ روحه وجسده. مني تحية وسلاما، وزده فضلا وشرفا وكرما، حتى تبلغه أعلى درجات الشرف من النبيين والمرسلين والافاضل المقربين. اللهم وصل على من سميت ومن لم اسم من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك وأوصل صلواتي إليهم وإلى أرواحهم واجعلهم إخوانى فيك وأعواني على دعائك، اللهم إنى أستشفع بك إليك وبكرمك إلى كرمك، وبجودك إلى جودك، وبرحمتك إلى رحمتك، وباهل طاعتك إليك وأسئلك اللهم بكل ما سئلك به أحد منهم من مسألة شريفة غير مردودة بما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة. يا الله يا رحمن، يا رحيم، يا حليم، يا كريم، يا عظيم، يا جليل يا منيل، يا جميل، يا كفيل، يا وكيل، يا مقيل، يا مجير، يا خبير، يا منير، يا مبير يا منيع يا مديل يا محيل، يا كبير يا قدير، يا بصير، يا شكور يا بر، يا طاهر، يا قاهر، يا ظاهر يا باطن يا ساتر يا محيط، يا مقتدر، يا حفيظ، يا متجبر يا قريب، يا ودود يا حميد يا مجيد، يا مبدئ يا معيد، يا شهيد يا محسن، يا مجمل يا منعم، يا مفضل، يا قابض يا باسط يا هادى يا مرسل، يا مرشد، يا مسدد يا معطى، يا مانع، يا دافع، يا رافع يا باقي يا واقي يا خلاق، يا وهاب يا نواب. يا فتاح يا نفاح يا مرتاح، يا من بيده كل مفتاح يا نفاع يا رؤف، يا عطوف يا كافي، يا شافي، يا معافي، يا وفي، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبار يا متكبر، يا سلام، يا مؤمن، يا أحد، يا صمد يا نور، يا مدبر يا فرد، يا وتر، يا قدوس، يا ناصر، يا مونس يا باعث يا وارث يا عالم، يا حاكم، يا بادى يا متعالي يا مصور يا مسلم يا مستجيب
[12]
يا قائم، يا دائم، يا عليم يا حكيم، يا جواد، يا بارئ، يا بار يا سار، يا عدل يا فاضل، يا ديان يا حنان يا منان، يا سميع يا بديع يا حفيظ، يا معين، يا ناشر يا غافر يا مسهل يا ميسر يا مميت يا محيي يا نافع يا رازق يا مقدر يا مسبب يا مغيث، يا مغني يا مقنى، يا خالق، يا راصد يا واحد، يا حاضر يا جابر، يا حافظ يا شديد، يا غياث يا عابد، يا قابض يا من على فاستعلا، فكان بالمنظر الاعلى، يا من قرب فدنى، وبعد فناى، وعلم السر فاخفى، يا من إليه التدبير وله المقادير ويا من العسير عليه سهل يسير، يا من هو على ما يشاء قدير. يا مرسل الرياح، يا فالق الاصباح، يا باعث الارواح، يا ذالجود والسماح، يا راد ما قد فات يا ناشر الاموات، يا جامع الشتات، يا رازق من يشاء بغير حساب، يا فاعل ما يشاء كيف يشاء، يا ذالجلال والاكرام يا حي يا قيوم، يا حي حين لاحي، يا حى يا محيى الموتى، يا حي لا إله إلا أنت، يا بديع السموات والارض. يا إلهي وسيدي صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وأرحم ذلي وفاقتي وفقري وانفرادي ووحدتي وخضوعي بين يديك واعتمادي عليك، وتضرعي إليك، أدعوك دعا الخاضع الذليل، الخاشع الخائف المشفق، البائس المهين الحقير الجائع الفقير العائذ المستجير، المقر بذنبه، المستغفر منه، المستكين لربه، دعاء من أسلمته ثقته ورفضته أحبته وعظمت فجيعته، دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس مسكين بك مستجير. اللهم وأسئلك بانك مليك وأنك ما تشاء من أمر يكون وأنك على ما تشاء قدير، وأسئلك بحرمة هذا الشهر الحرام، والبيت الحرام، والبلد الحرام، والركن والمقام، والمشعر الحرام وبحق نبيك محمد عليه وآله السلام، يا من وهب لآدم شيثا ولابراهيم إسمعيل وإسحق، ويا من رد يوسف على يعقوب، ويا من كشف بعد البلاء ضر أيوب يا راد موسى على امه ويا زائد الخضر في علمه، ويا من وهب لداود سليمان
[13]
ولزكريا يحيى ولمريم عيسى. يا حافظ بنت شعيب، ويا كافل والدام موسى، أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنوبي كلها وتجيرنى من عذابك وتوجب لي رضوانك وأمانك وإحسانك وغفرانك وجنانك، وأسئلك أن تفك عني كل حلفة بينى وبين من يؤذيني وتفتح لي كل باب وتلين لي كل صعب وتسهل لي كل عسير وتخرص عني كل ناطق بشر وتكف عني كل باغ وتكبت كل عدولى وحاسد. وتمنع مني كل ظالم وتكفيني كل عائق بحول بيني وبين ولدي ويحاول أن يفرق بينى وبين طاعتك، ويثبطني عن عبادتك يا من ألجم الجن المتمردين وقهر عتاة الشياطين وأذل رقاب المتجبرين، ورد كيدا المتسلطين عن المستضعفين، أسئلك بقدرتك على ما تشاء وتسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي في ما تشاء ". ثم اسجد على الارض وعفر خديك وقل: " اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم ذلي وفاقتي واجتهادي وتضرعى ومسكنتي وفقري إليك يا رب " واجتهد أن تسح عيناك ولو بقدر رأس الذبابة دموعا فان ذلك علامة الاجابة (1) 7. (باب) * (فضل شعبان) * 21 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم. (2) 22 - عنه - رحمه الله قال: حدثنا محمد بن بكران النقاش، ومحمد بن إبراهيم بن (1) مصباح المتهجد: 561. (2) عيون الاخبار: 1 - 291 والامالي: 11.
[14]
إسحاق المؤدب رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، عن على بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه قال: سالت علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن ليلة النصف من شعبان، قال: هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار. قلت: فهل فيها صلوة زيادة على صلوة سائر الليالي فقال: ليس فيها شئ موظف ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشئ فعليك بصلوة جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وأكثر فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار والدعاء، فان أبي عليه السلام، كان يقول: الدعا فيها مستجاب قلت له: إن الناس يقولون إنها ليلة الصكاك فقال: تلك ليلة القدر في شهر رمضان. (1) 23 - الطوسي باسناده قال: وروى سعد بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام لا ينام ثلث ليال، ليلة ثلث وعشر بن من رمضان وليلة الفطر والنصف من شعبان وفيها تقسيم الارزاق والآجال وما يكون في السنه. (2) 24 - ابن طاووس باسناده، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخلت على أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال لي يا أبا صلت إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان، إليك وأنت مخلص لله عز وجل. ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها وفي قلبك حقدا على مؤمن إلا تزعته، ولاذنبا أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه، واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك، وعلانيتك، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا وأكثر من أن تقول في (1) عيون الاخبار: 1 - 292. (2) مصباح المتهجد: 594.
[15]
ما بقي من هذا الشهر: " اللهم إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه " فان الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة هذا الشهر. (1) 8 - (باب) * (فضل رمضان وادعيته) * 25 - ابن طاووس قال: رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي، باسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، من كتاب الصيام، ورواه أيضا ابن أبي قرة في كتابه واللفظ واحد فقالا معاعن أيوب بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسئله أن يصحح له هذا الدعاء فكتب إليه: نعم وهو دعاء أبي جعفر عليه السلام بالاسحار في شهر رمضان. قال ابي: قال أبو جعفر عليه السلام لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله وسرعة إجابته لصاحبها لا قتتلوا عليه، ولو بالسيوف، والله يختص برحمته من يشاء، وقال أبو جعفر عليه السلام: لو حلفت لبررت أن اسم الله الاعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتم فاجتهدوا في الدعاء فانه من مكنون العلم، واكتموه إلا من أهله، وليس من أهله المنافقون والمكذبون والجاهدون وهو دعاء المباهلة. تقول: اللهم إني أسئلك من بهائك بابهاه وكل بهائك بهي، اللهم إني أسئلك ببهائك كله. اللهم إني أسئلك من جمالك باجمله وكل جمالك جميل اللهم إني أسئلك بجمالك كله. اللهم إني أسئلك من جلالك باجله وكل جلالك جليل، اللهم إني أسئلك بجلالك كله. (1) اقبال الاعمال: 8.
[16]
اللهم إني أسئلك من عظمتك باعظمها وكل عظمتك عظيمة، أللهم إني أسئلك بعظمتك كلها. اللهم إني أسئلك من نورك بانوره وكل نورك نير، اللهم إني أسئلك بنورك كله. اللهم إني أسئلك من رحمتك باوسعها وكل رحمتك واسعة، اللهم إني أسئلك برحمتك كلها. اللهم إني أسئلك من كلماتك باتمها وكل كلماتك تامة، اللهم إني أسئلك بكلماتك كلها. اللهم إنى أسئلك من كمالك باكمله وكل كمالك كامل، اللهم إني أسئلك بكمالك كله. اللهم إنى أسئلك من أسمائك باكبرها وكل أسمائك كبيرة اللهم إنى أسئلك باسمائك كلها. اللهم إني أسئلك من عزتك باعزها وكل عزتك عزيزه، اللهم إنى أسئلك بعزتك كلها. اللهم إني أسئلك من مشيتك بامضاها وكل مشيتك ماضية اللهم إنى أسئلك بمشيتك كلها. اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شئ، وكل قدرتك مستطيلة اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها. اللهم إني أسئلك من علمك بانفذه وكل علمك نافذ، اللهم إني أسئلك بعلمك كله. اللهم إني أسئلك من قولك بارضاه وكل قولك رضي، اللهم إني أسئلك بقولك كله. اللهم إني أسئلك من مسائلك باحبها وكل مسائلك إليك حبيبة اللهم إني
[17]
أسئلك بمسائلك كلها. اللهم إني أسئلك من شرفك باشرفه وكل شرفك شريف، اللهم إني أسئلك بشرفك كله. اللهم إنى أسئلك من سلطانك بادومه وكل سلطانك دائم، اللهم إني أسئلك بسلطانك كله. اللهم إني أسئلك من ملكك بافخره وكل ملكك فاخر، اللهم إني أسالك بملكك كله. اللهم إني أسئلك من علوك باعلاه وكل علوك عال، اللهم إني أسالك بعلوك كله. اللهم إني أسئلك من منك باقدمه وكل منك قديم، اللهم إني أسئلك بمنك كله. اللهم إني أسئلك من آياتك باكرمها، وكل آياتك كريمة، اللهم إني أسئلك بآياتك كلها. اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشان والجبروت، وأسئلك بكل شان وحده وجبروت وحدها. اللهم إني أسئلك بما تجيبني [به] حين أسئلك فاجبني يا الله. (1) 9 - (باب) * (فضل يوم الغدير) * 26 - علي بن طاووس - رحمه الله - قال: فيما نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب النشر والطي، رواه عن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة زفت أربعة أيام إلى الله كما زف العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الايام قال: يوم الاضحى ويوم الفطر، ويوم (1) اقبال الاعمال: 76.
[18]
الجمعة، ويوم الغدير، وإن يوم الغدير بين الاضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب وهو اليوم الذي نجافيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكر الله. وهو اليوم الذى أكمل الله به الدين في إقامة النبي عليه السلام عليا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصاءتة، فصام ذلك اليوم وإنه ليوم الكمال، ويوم مرغمة الشيطان ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبى آل محمد، وهو اليوم الذى يعمد الله فيه إلى ما عمله المخالفون، فيجعله هباء منثورا، وهو اليوم الذى يامر جبرئيل عليه السلام أن ينصب كرسي كرامة الله بازاء بيت المعمور ويصعده جبرئيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من جميع السموات ويثنون على محمد و يستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام ومحبيهم من ولد آدم عليه السلام. وهو اليوم الذى يامر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت وشيعتهم، ثلثة أيام من يوم الغدير ولا يكتبون عليهم شيئا من خطايا هم كرامة لمحمد وعلي والائمة، وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوي رحمته وهو اليوم الذي يزيد الله في حال من عبد فيه، ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار. وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعى الشيعة مشكورا، وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا، وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطية، ويوم نشر العلم ويوم البشارة والعيد الاكبر، ويوم يستجاب فيه الدعا ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب، ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط ويوم نفى الغموم، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين. وهو يوم السبقة ويوم إكثار الصلوة على محمد وآل محمد ويوم الرضا ويوم عيد أهل بيت محمد ويوم قبول الاعمال ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة ويوم التودد، ويوم الوصول الى رحمة الله ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب، ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و فئاما الى أن عد عشرا. ثم قال: أو تدري ما الفئام ؟ قال: لا قال: مائة ألف وهو يوم التهنئة يهنى بعضكم بعضا
[19]
فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيمة بالرحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء ونضر وجهه. وهو يوم الزينة فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطيئة عملها، صغيرة وكبيرة وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم، فان مات مات شهيدا، وإن عاش عاش سعيدا، ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الانبياء والصديقين ومن زار فيه مؤمنا أدخل الله قبره سبعين نورا ووسع في قبره ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشرونه بالجنة. وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السموات السبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة، فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الارضين فسبقت مكة فزينها بالكعبة ثم سبق إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سبقت إليها الكوفه فزينها بامير المؤمنين عليه السلام و عرضها على الجبال فاول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبل: العقيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر. ثم سبقت إليها جبال آخر فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا وما أنكر صار ملحا اجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا، وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن. ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس وفي هذ اليوم انزلت هذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم " وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه
[20]
مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لامته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم (1). 27 - علي بن طاووس قال: في كتاب كمال الزيارات قال أخبرنا أبو على أحمد ابن محمد بن عمار الكوفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن - فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال كنا عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فانكره بعض الناس فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الارض إن لله عز وجل في الفردوس الاعلى قصرا لبنة من ذهب ولبنة من فضة فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك والعنبر. فيه أربعة أنهار نهر من خمرو نهر من لبن ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بالوان الاصوات فإذا كان يوم الغدير، ورد إلى ذلك القصر أهل السموات يسبحون الله ويقدسونه و يهللون، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، تتمرغ على ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور، فتنفض ذلك وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام. فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي عليهما السلام ثم التفت فقال لى يا بن - أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام، فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما عتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بالف درهم لاخوانك العارفين وأفضل على إخوائك في هذ اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة. ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لمن امتحن الله قلبه للايمان مستذلون مقهورون ممتحنون يصب البلاء عليهم صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم (1) اقبال الاعمال: 468.
[21]
والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقة لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ولولا أني أكره التطويل لذكرت فضل هذا اليوم وما أعطى الله لمن عرفه ما لا يحصى بعدد قال على بن الحسن بن فضال: قال لى محمد بن عبد الله: لقد ترددت إلى أحمد بن محمد أنا وأبوك والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة سمعناه منه (1). خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه في يوم الغدير 28 - الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني الحاجب في شهر رمضان سنة سبع وثلثين وثلثماة، قال: حدثنا سعيد بن هارون أبو عمر والمروزي وقد زاد على الثمانين قال: حدثنا الفياض بن محمد بن عمر الطوسي بطوس سنة تسع وخمسين وماتين، وقد بلغ التسعين، أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد أحتبسهم للافطار وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه وهو يذكر فضل اليوم وقديمه. وكان من قوله عليه السلام: حدثني الهادي أبي قال حدثني الصادق جدي قال حدثني الباقر قال: حدثني سيد العابدين قال: حدثني أبي الحسين قال: اتفق في بعض سني أمير المؤمنين صلوات الله عليه الجمعة والغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه حمدالم يسمع بمثله، وأثنى عليه ثناء لم يتوجه إليه غيره فكان مما حفظ من ذلك قوله: الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلى حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلا هوتيته وصمدانيته، وربانيته، وسببا إلى المزيد من رحمته ومحجة للطالب من فضله وكمن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف له بانه المنعم على كل حمد باللفظ وإن عظم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن إخلاص (1) اقبال الاعمال: 464.
[22]
الطوى ونطق اللسان بها عمرة عن صدق خفي أنه الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى ليس كمثله شئ. إذ كان الشئ من مشيته وكان لا يشبهه مكونه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الامم على علم منه، انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه أقامه في ساير عالمه في الاداء مقامه إذ كان لا تدركه الابصار، وهو يدرك الابصار ولا تحويه خواطر الافكار، ولا تمثله غوامض الظنون في الاسرار لا إله إلا هو الملك الجبار. قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلا هوتيته، واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته، فهو أهل ذلك بخاصته وخلته إذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين، وأمر بالصلوة عليه مزيدا في تكرمته وتطريقا للداعى إلى إجابته، فصلى الله عليه وكرم وشرف، وعظم مزيدا لا يلحقه التفنيد ولا ينقطع على التأبيد وأن الله تعالى اختص لنفسه من بعد نبيه صلى الله عليه وآله من بريته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته وجعلهم الدعاة بالحق إليه والادلاء بالارشاد عليه لقرن قرن وزمن زمن. أنشاهم في القدم قبل كل مذرو ومبر وأنوارا أنطقها بتحميده وألهمها شكره وتمجيده وجعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية واستنطق بها الخرسات بانواع اللغات بخوعا له بانه فاطر الارضين والسموات وأشهدهم خلقه ووليهم ما شاء من أمره وجعلهم تراجم مشيته وألسن إرادته عبيدا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. يحكمون باحكامه ويستنون بسنته، ويعتمدون حدوده ويؤدون فرضه ولم يدع الخلق في بهم صماء ولا في عمياء بكماء، بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم وتفرقت في هياكلهم وحققتها في نفوسهم واستعبد لها حواسهم فقرر بها على أسماع ونواظر وأفكار وخواطر، ألزمهم بها حجته وأراهم بها محجته وأنطقهم عما تشهد به
[23]
بالسن ذربة بما قام فيها من قدرته وحكمته وبين عندهم بها لتهلك من هلك عزبينة ويحى من حي عن بينة وأن الله لسميع عليم بصير شاهد خبير. ثم إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ولا يقوم أحدهما إلا بصاحبه، ليكمل عندكم جميل صنعه ويقفكم على طريق رشده ويقفوا بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويشملكم منهاج قصده ويوفر عليكم هنيي رفده فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين. ووهب من ثواب الاعمال فيه أضعاف ما وهب لاهل طاعته في الايام قبله وجعله لا يتم إلا بالا يتمار لما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب إليه فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وآله بنبوته، ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمته، وعصم أهل ولايته. فانزل على نبيه صلى الله عليه وآله في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوى اجتبائه وأمره بالبلاغ وترك الحفل باهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم، وكشف من خبايا أهل الريب وضماير أهل الارتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن والمنافق فاعن معن وثبت على الحق ثابت، وازدادت جهلة المنافق وحمية المارق ووقع العض على النواجد والغمز على السواعد، ونطق ناطق ونعق ناعق، ونشق ناشق، واستمر على ما رقيته مارق ووقع الاذعان من طائفة باللسان دون حقائق الايمان، ومن طايفة باللسان وصدق الايمان. وأكمل الله دينه وأقر عين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين والمتابعين وكان ما شهده بعضكم وبلغ بعضكم وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين ودمر الله ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنودهم وما كانو يعرشون وبقيت حشالة من الضلال لا يالون الناس خبالا يقصدهم الله في ديارهم، ويمحو الله آثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحشرات ويلحقهم بمن بسط أكفهم ومدأ عناقهم ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ومن حكمه
[24]
حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ. فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله إن هذا يوم عظيم الشان فيه وقع الفرج ودفعت الدرج ووضحت الحجج، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح، ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ويوم البيان عن حقايق الايمان، ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان. هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون، هذا يوم الملاء الاعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد ويوم الدليل على الرواد، وهذا يوم أبدى خفايا الصدور، ومضمرات الامور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الامن المأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر. فلم يزل عليه السلام يقول: هذا يوم، هذا يوم. فراقبوا الله عز وجل واتقوه واسمعوا له، وأطيعوه واحذروا المكرو لا تخادعوه وفتشو ضمائركم ولا تواروه وتقربوا إلى الله تعالى بتوحيده، وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ولا تمسكوا ولا يجنح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلو وأضلو. قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وقال تعالى: " وإذ يتحاجون في النار، فيقول الضعفاء للذين استكبروا: إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم ". أفتدرون الاستكبار ما هو ؟ هو ترك الطاعة لمن امرو بطاعته والترفع على من ندبوا إلى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير إن تدبره متدبر، زجره ووعظه واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " أتدرون ما سبيل الله، ومن سبيله، ومن صراط الله ومن طريقه.
[25]
أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع، بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، أنا قسيم الجنة والنار، وأنا حجة الله عز وجل على الفجار والابرار وأنا نور الانوار، فانتبهوا من رقدة الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الاجل وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب، فتنادون فلا يسمع نداؤكم، وتضجون فلا يحتل بضجيجكم وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا. سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الاوقات، فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاء ولا محيص تخليص، عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم وبالبر باخوانكم والشكر لله عز وجل على ما منحكم، واجمعوا يجمع الله شملكم وتباروا يصل الله الفتكم وتهادوا نعمة الله كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الاعياد قبله أو بعده إلا في مثله والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضى رحمة الله وعطفه. وهيؤا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من جودكم وبما تناله القدرة من استطاعتكم وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله على ما منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التاميل لكم وساووا ضعفاء كم في مآكلكم وما تناله القدرة من استطاعتكم، وعلى حسب إمكانكم فالدرهم فيه بماة ألف درهم والمزيد من الله عز وجل. وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه، حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشبيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه الدنيا عن كفاية، ومن أسعف أخاه مبتدء وبره راغبا فله كاجر من صام هذا اليوم وقام ليلته. ومن فطر مؤمنا في ليلته فكانما فطر فئاما وفئاما يعدها بيده عشرة، فنهض ناهض وقال وما الفئام ؟ قال ماة الف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات، وأنا ضمينه على الله تعالى الامان من الكفر والفقر، وإن مات
[26]
في ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله، من غير ارتكاب كبيرة، فاجره على الله. ومن استدان لاخوانه وأعانهم فانا الضامن على الله إن بقاه قضاه وإن قبضه حمله عنه فإذا تلاقيتم، فتصافحوا بالتسليم وتهانوا للنعمة في هذا اليوم وليبلغ الحاضر الغائب، والشاهد البائن، وليعد الغنى على الفقير، والقوي على الضعيف، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، ثم أخذ عليه السلام في خطبة الجمعة وجعل صلوة جمعته صلوة عيده وانصرف بولده وشيعته، إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بما أعد لهم من طعامه، وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده إلى عياله (1). 10 - (باب) " فضل محرم وعاشوراء " 29 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق، قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن على بن الحسن بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة، و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيمة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار (2). 30 - علي بن طاووس قال: فمن الاحاديث عن الائمة المعقول الذي يصدق فيها المنقول للمعقول، ما رويناه بعدة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه من أماليه باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال. الرضا عليه السلام: إن المحرم (1) مصباح المتهحد: 524. (2) عيون الاخبار: 1 - 26 واقبال الاعمال: 578.
[27]
شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دمائنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارنيا ونسائنا، واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم يرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا يا أرض كربلا أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم القيمة فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت كائبة تغلب عليه حتى يمضى منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه (1). 31 - عنه قال: ومن المنقول من أمالى محمد بن على بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه ما رويناه أيضا باسناده الى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب أصائم أنت ؟ فقلت: لا. فقال إن هذا اليوم هو الذي دعافيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل، فقال: رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سمع الدعاء. فاستجاب الله له وأمر ملائكته فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحى مصدقا، فمن صام هذا اليوم، ثم دعا الله عز وجل استجاب كما استجاب لزكريا عليه السلام، ثم قال: يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذى كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته. فما عرفت هذه الامه حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله فلا غفر الله ذلك لهم أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا فابك للحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض مشبهون. ولقد بكت السموات والارضون لقتله ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لينصروه فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون (1) اقبال الاعمال: 544.
[28]
من أنصاره وشعارهم يا آل ثارات الحسين عليه السلام امطرت السماء دما وترابا أحمر يابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصيرد موعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام. يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته يا ليتنى كنت معهم فافور فورا عظيما، يا بن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا عليك بولايتنا فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيمة (1). 32 - عنه - رحمه الله - قال: ما روينا باسنادنا إلى محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده إلى محمد بن فضيل الصير في قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله: يصلى أول يوم من المحرم ركعتين فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلث مرات: اللهم أنت الاله القديم وهذه سنة جديدة فاسالك فيها العصمة من الشيطان و القوة على هذه النفس الامارة بالسوء والاشتغال بما يقربني إليك يا كريم يا ذا الجلال والاكرام يا عماد من لاعماد له يا ذخيرة من لا ذخيرة له يا حرز من لا حرز من لا حرزله يا غياث من لا غياث له، يا سند من لا سند له يا كنز من لا كنز له، يا حسن البلاء يا عظيم الرجاء يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا منعم يا مجمل يا مفضل يا محسن. أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار وضوء القمر، وشعاع الشمس ودوى الماء، وحفيف الشجريا الله لا شريك لك، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون واغفر لنا ما لا يعلمون ولا تواخذنا بما يقولون حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أو لوا الباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا (1) اقبال الاعمال: 444. (*)
[29]
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (1). 11 - (باب) " فضل بسم الله الرحمن الرحيم " 33 - الصدوق - قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابي الحسن الجرجاني رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار، عن أبويهما عن الحسن بن على، عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على، عن أبيه الرضا على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على عن أخيه الحسن بن علي عليهم السلام. قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهى سبع آيات تمامها: " بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله عز وجل قال لي: يا محمد ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم فافرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بازاء القرآن العظيم وإن الله عز وجل خص محمدا صلى الله عليه وآله وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام فانه أعطاه منها " بسم الله الرحمن الرحيم " يحكى عن بلقيس حين قالت " ألقى إلى كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ". ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لامرها مؤمنا بظاهرها وباطنها أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع الى قاري يقرئها كان له بقدر ما للقارى فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فانه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى قلوبكم في الحسرة (2). (1) اقبال الاعمال: 553. (2) عيون الاخبار: 1 - 301.
[30]
34 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الرضا على بن موسى عليهما السلام أنه قال: إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها قال وقال الرضا عليه السلام: كان أبي عليه السلام إذا خرج من منزله، قال: بسم الله الرحمن الرحيم خرجت بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي بل بحولك وقوتك يا رب متعرضا به لرزقك فاتني به في عافية (1): 12. (باب) " فضل فاتحه الكتاب " 35 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر الاسترابادي رضي الله عنه، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه على بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على. عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي عن أبيه أمير المؤمنين على بن ابي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله. قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بينى وبين عبدي، فنصفها لى ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سال. إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق على أن أتمم له أموره وابارك له في أحواله، فإذا قال: " الحمد لله رب العالمين " قال الله جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التى له من عندي وأن البلايا التى دفعت عنه فبطولي، اشهدكم أنى أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و أدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا. فإذا قال: " الرحمن الرحيم " قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم أشهدكم لاوفرن من رحمتي حظه ولاجز لن من عطائي نصيبه، فإذا قال: " مالك (1) عيون الاخبار: 2 - 5.
[31]
يوم الدين " قال الله جل جلاله: اشهدكم كما اعترف اني أنا مالك يوم الدين لاسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تجاوزن، عن سيأته فإذا قال: " إياك نعبد " قال الله عز وجل: صدق عبدي إياى يعبد، اشهدكم لا ثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي. فإذا قال: " وإياك نستعين ": قال الله عز وجل: بي استعان عبدي والتجا إلي اشهدكم لا عيننه على أمره ولا غيثنه في شدائده، ولآخذن بيده يوم نوائبه، فإذا قال: " اهدنا الصراط المستقيم " إلى آخر السورة، قال الله عز وجل هذا العبدى، ولعبدي ما سال فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل وآمنته مما منه وجل، قال: وقيل لامير المؤمنين عليه السلام يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم " أهي من فاتحة الكتاب فقال نعم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأها ويعدها آية منها. ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثانى (1). 13 - (باب) * (فضل السجود) * 36 - الصدوق قال: حدثنا أبى رضى الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: إذا نام العبد وهو ساجد قال الله تبارك وتعالى: عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (2). 37 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال حدثنا علي بن الحسن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر لله تعالى ذكره على ما وفق له العبد من أداء فريضة، وأدنى ما يجزئ فيها من القول أن يقال: شكرا (1) عيون الاخبار: 1 - 300. (2) عيون الاخبار: 280 1 1.
[32]
لله شكرا لله ثلاث مرات، قلت: فما معنى قوله شكرا لله قال يقول: هذه السجدة مني شكرا لله عزوجل على ما وفقني له من خدمته وأداء فرائضه، والشكر موجب للزيادة فان كان في الصلاة تقصير لم يتم بالنوافل تم بهذه السجدة (1). 38 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى " واسجد واقترب " (2). 39 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن سليمان الجعفري قال: قال الرضا عليه السلام جائت ريح وأنا ساجد، وجعل كل إنسان يطلب موضعا وأنا ساجد ملح في الدعاء على ربي عز وجل حتى سكنت (3). 40 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام إذا سجد يحرك ثلث أصابع من أصابعه واحدة بعد واحدة تحريكا خفيفا كانه يعد التسبيح ثم يرفع رأسه، قال: ورأيته يركع ركوعا أخفض من ركوع كل من رأيته يركع، كان إذا ركع جنح بيديه (4). 41 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول: إذا نام العبد وهو ساجد، قال الله عز وجل للملائكة: انظر و إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (5). (1) عيون الاخبار: 1 - 281. (2) عيون الاخبار: 2 - 7. (3) و (4) عيون الاخبار: 2 - 7. (5) عيون الاخبار: 2 - 8.
[33]
42 - عنه قال: حدثني أبي رضي الله عنه: قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزي قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام: قل في سجدة الشكرماة مرة شكرا شكرا وإن شئت عفوا عفوا (1). 14. (باب) * (الدعاء عند رؤية الهلال) * 43 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثنا دارم بن قبيصة، قال حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال أيها الخلق المطيع الدائب السريع المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير، ربي وربك الله، اللهم أهله علينا بالا من والايمان والسلامة والاسلام والاحسان، وكما بلغتنا أوله فبلغنا آخره و اجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيئات، وتثبت لنا فيه الحسنات، وترفع لنا فيه الدرجات يا عظيم الخيرات (2). 15 - (باب) * (فضل صلواة الليل) * 44 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسى، عن أخيه علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام ما بال المجتهدين بالليل من أحسن (1) عيون الاخبار: 1 - 280. (2) عيون الاخبار: 2 - 71.
[34]
الناس وجها ؟ قال: لا نهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره (1). 45 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا بتغاء رضوان الله " قال: صلوة الليل (2). 46 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عز وجل ديكا عرفه تحت العرش، ورجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى إذا كان في الثلث الاخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا (3). 16 - (باب) * (الدعاء عند الاذان) * 47 - الصدوق قال: حدثنا أبي رحمه الله: قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن عباس مولى الرضا عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليه السلام قال: كان أبو عبد الله الصادق عليه السلام يقول من قال حين يسمع أذان الصبح: اللهم إني أسئالك باقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلواتك وأصوات دعاتك أن تتوب على إنك أنت التواب الرحيم، وقال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب ثم مات من يومه أو من ليلته تلك مات تائبا (4). (1) عيون الاخبار: 1 - 282. (2) عيون الاخبار: 1 - 282. (3) عيون الاخبار: 2 - 72. (4) امالي الصدوق: 160 والعيون: 1 - 253.
[35]
17 - (باب) * (الدعاء عند لبس الجديد) * 48 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه وعلي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنى علي بن الحسين الخياط النيسابوري قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عن ياسر الخادم (1)، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه، عن جده علي بن موسى الرضا عليهم السلام أنه كان يلبس ثيابه، مما يلى يمينه، فإذا لبس ثوبا جديدا دعا بقدح من ماء فقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات وقل يا أيها الكافرون عشر مرات، ثم نضحه على ذلك الثوب ثم قال من فعل هذا بثوبه من قبل ان يلبسه لم يزل في رغد من عيشه ما بقي منه سلك (2). 17 - (باب) * (الدعاء لصاحب الامر) * 29 - الطوسي باسناده روي يونس بن عبد الرحمن أن الرضا عليه السلام كان يامر لصاحب الامر بهذا: " اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك، الناطق بحكمتك، وعينك، الناظرة باذنك، وشاهدك على عبادك، الجحجاج المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت (1) قال الصدوق - رحمه الله - ياسر الخادم قد لقى الرضا وحديثه عن ابى الحسن العسكري غريب. (2) عيون الاخبار: 1 - 315.
[36]
وأنشات، وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به. واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمتك ودعائم دينك واجعله في وديعتك التي لا يضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفى منعك وعزك الذي لا يقهر، وآمنه بامانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، و انصره بنصرك العزيز وأيده بجندك الغالب وقوه بقوتك واردفه بملائكتك ووال من والاه وعاد من عاداه وألبسه درعك الحصينة وحفه بالملائكة حفا. اللهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق وأمت به الجور وأظهر به العدل و زين بطول بقائه الارض وأيده بالنصر وانصره بالرعب وقو ناصريه واخذل خاذليه ودمدم من نصب له ودمر من غشه واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه واقصم به رؤس الضلالة وشارعة البدع ومميتة السنة، ومقوية الباطل وذلل به الجبابرة وأبربه الكافرين، وجميع الملحدين في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها، وسهلها، و جبلها، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقى لهم آثارا. اللم طهر منهم بلادك واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين وأحي به سنن المرسلين ودارس حكم النبيين وجدد به ما امتحى من دينك وبدل من حكمك، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه وحتى تنزه بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحق، و مجهول العدل، فانه عبدك، الذي استخلصته لنفسك واصطفيته على غيبك، و عصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهرته من الرجس وسلمته من الدنس. اللهم فانا نشهد له يوم القيمة ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا ولا أتى حوبا ولم يرتكب معصية ولم يضيع لك طاعة ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل لك فريضة ولم يغير لك شريعة، وأنه الهادي المهتدي الطاهر التقي، النقي الرضي الزكي. اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وامته، وجميع رعيته ما تقربه
[37]
عينه، وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها، قريبها وبعيدها، عزيزها و ذليلها حتي يجري حكمه، على كل حكم، تغلب بحقه على كل باطل. اللهم اسلك بنا على يده منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى، التي يرجع إليها الغالى ويلحق بها التالي وقونا على طاعته وثبتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته واجعلنا في حزبه القوامين بامره والصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيمه في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه. اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتى لا نعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك وحتى تحلنا محله وتجعلنا في الجنة معه وأعذنا من السامة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصربه لدينك وتعز به نصر وليك ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كثير. اللهم صل على ولاة عهده والائمة من بعده وبلغهم آمالهم و زد في آجالهم وأعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا، فانهم معادن كلماتك وخز ان علمك وصفوتك من خلقك وأوليائك وسلائل أو ليائك وصفوة أولاد نبيك، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله و بركاته (1). 19 - (باب) * (دعاء الفرج) * 50 - الطوسى عن المفيد، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن عيسى، عن الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليه السلام يدعوا بكلمات نحفظها عنه، فما دعوت بها في شدة إلا (1) مصباح المتهجد: 286.
[38]
فرج الله عني وهي: " اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر ينزل بي ثقتي وعدتي، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة وتعى فيه الامور، ويخذل فيه القريب والبعيد، والصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك، وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته، و كفيتنيه فانت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا، بنعمتك يتم الصالحات يا معروفا بالمعروف، ويامن هو بالمعروف أنلني من معروفك معروفا، تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين (1). 20 - (باب) * (دعاء العافية) * 51 - الطوسي عن علي بن حاتم، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام أنه قال: هذا دعاء العافية " يا الله يا ولي العافية، والمنان بالعافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل بالعافية، على وعلى جميع خلقه ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد وعجل لنا فرجا ومخرجا، وارزقني العافية ودوام العافية في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين (2). 52 - علي بن طاووس قال: وتقول ما روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: هذا دعاء العافية " يا الله يا ولى العافية، والمنان بالعافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل بالعافية على وعلى جميع خلقك، رحمن الدنيا والآخرة، ورحيمهما صل على محمد وآل محمد، وعجل لنا فرجا ومخرجا ارزقنا العافية ودوام العافية في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين. (1) امالي الطوسى: 1 - 33. (2) التهذيب: 3 - 95.
[39]
ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم، إني أسئلك برحمتك التي وسعت كل شئ، وبقدرتك التي قهرت كل شئ وبجبروتك التي غلبت كل شئ، وبقوتك التي لا يقوم لها شئ، وبعظمتك التي ملات كل شئ وبعلمك الذي أحاط بكل شئ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شئ وبنور وجهك الذي أضاء له كل شئ يا منان يا نور. يا أول الاولين ويا آخر الآخرين، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحيم، يا الله أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم، وأعوذ بك من الذنوب التي تمنع القضاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعا، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجل الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجا، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقا وأعوذ بك من الذنوب التي تظلم الهواء وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء، وأعوذ بك من الذنوب التى تحبس غيث السماء. ثم تصلى ركعتين وتقول: ما روي عنهم عليهم السلام والدعاء المتقدم اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ودعاك المؤمنون، فقالو ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، اللهم إني انشدك برحمتك وانشدك بنبيك نبي الرحمة، وانشدك بعلي و فاطمة، وانشدك بحسن وحسين صلواتك عليه وعليهم أجمعين وانشدك باسمائك وأركانك كلها، وانشدك بالاسم الاعظم الاعظم الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به لم ترد ما كان أقرب الى طاعتك وأبعد من معصيتك وأو في بعهدك، وأقضى بحقك. فاسالك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنشطني له وأن تجعلني لك عبدا شاكرا، تجد من خلقك من تعذبه غيري ولا أجد من يغفر لي إلا أنت، أنت عن عذابي غني وأنا إلى رحمتك فقير، أنت موضع كل شكوى وشاهد كل نجوى، منتهى كل حاجة ومنج من كل عسرة، وغوث كل مستغيث. فاسالك أن تصلى علي محمد وآل محمد، وأن تعصمني بطاعتك من معصيتك وبما أحببت
[40]
عما كرهت وبايمان عن الكفر وبالهدى عن الضلالة، وباليقين عن الريبة وبالامانة عن الخيانة، وبالصدق عن الكذب، وبالحق عن الباطل وبالتقوى عن الاثم، وبالمعروف عن المنكر وبالذكر عن النسيان. اللهم صل على محمد وآل محمد وعافني ما أحييتني وألهمني الشكر على ما أعطيتني، وكن بي رحيما، فإذا فرغت من الدعاء. فاسجد وقل في سجودك: اللهم صل على محمد وآل محمد، واعطف عن ظلمي وجرمي بحلمك وجودك، يا رب يا كريم، يا من لا يخيب سائله ولا ينفد نائله، يا من علا فلاشئ فوقه، ويا من دنا فلا شئ دونه، صل على محمد وآل محمد وادع بما أحببت. ثم تصلى ركعتين وتقول يا عماد من لا عماد له، ويا حرزمن لا حرز له، و يا سند من لا سند له، ويا غياث من لا غياث له، ويا حزر من لا حزرله (1)، يا كريم العفو، يا حسن البلاء، يا عظيم الرجاء، يا غوث الضعفاء يا منقذ الغرقى، يا منجى الهلكى، يا محسن، يا مجمل، يا منعم، يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، وغريز الماء، وحفيف الشجر يا ألله يا ألله لك الاسماء الحسنى، لا شريك لك يا رب صل على محمد وآل محمد، ونجنا من النار بعفوك، وأدخلنا الجنة برحمتك وزوجنا من الحور العين بجودك، وصل على محمد وآل محمد، وافعل بى ما أنت أهله يا أرحم الراحمين إنك على كل شئ قدير وادع بما أحببت. ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم إني أسالك باسمائك الحميدة الكريمة التي إذا وضعت على الاشياء ذلت لها، وإذا طلبت بها الحسنات أدركت، وإذا اريد بها صرف السيئات صرفت، وأسئلك بكلماتك التامات التي لو أن ما في الارض من شجرة أقلام، والبحر يمده من بعد سبعة أبحر، ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم، يا حي يا قيوم، يا كريم يا على، يا عظيم، يا أبصر المبصرين، ويا أسمع السامعين ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أرحم الراحمين أسئلك (1) كذا في المصدر.
[41]
بعزتك وأسئلك بكل حرف أنزلته في كتاب، أن تصلى على محمد وآل محمد وادع بما بدالك. ثم تصلى ركعتين وتقول: سبحان من أكرم محمدا صلى الله عليه وآله، سبحان من انتجب محمدا، سبحان من انتجب عليا، سبحان من خص الحسن والحسين، سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار، سبحان من خلق السموات والارض، سبحان من استعبد أهل السموات والارضين بولاية محمد وآل محمد، سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم، سبحان من خلق النار من أجل أعداء محمد وآل محمد سبحان من يملكها محمدا وآل محمد، وشيعتهم، سبحان من خلق الدنيا و الآخرة وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد، الحمد لله كما ينبغى لله ولا حول ولا قوة إلا بالله كما ينبغي لله وصلى الله على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله. اللهم من أياديك وهي أكثر من أن تحصى، ومن نعمك وهي أجل من أن تغادر أن يكون عدوي عدوك، ولا صبر لى على أناتك فعجل هلاكهم وبوارهم ودمارهم. ثم تصلى ركعتين وتقول: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، وأن الدين كما شرعت، والاسلام كما وصفت، والكتاب كما أنزلت، والقول كما حدثت وأنك أنت الله الحق المبين جزى الله محمدا خيرا لجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام (1) (1) اقبال الاعمال: 180. (*)
[42]
21 - (باب) * (فضل آية الكرسي) * 53 - الصدوق رحمه الله باسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ آية الكرسي ماة مرة كان كمن عبد الله طول حيوته (1). 54 - عنه قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله، ومن قرأها بعد كل صلاة لم يضره ذوحمة (2). 55 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال أتى أخوان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالا: يا رسول الله إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: بعد إذا آويتما إلى منزل فصليا العشاء الآخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة، فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام وليقرأ آية الكرسي فانه محفوظ من كل شئ وإن لصوصا تبعوهما، حتى نزلا فبعثوا غلاما لينظر كيف حالهما ناموا أم مستيقظون فانتهي الغلام عليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام. قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا حائطين فرجع إلى أصحابه، فقال: لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين، فقالوا أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفو إلى موضعهم، فلما كان من الغد جاؤا إليهما، (1) عيون الاخبار: 56. (2) ثواب الاعمال: 101.
[43]
فقالوا: أين كنتما ؟ فقالا: ما كنا إلا ههنا، ما برحنا، فقالوا: لقد جئنا فما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثا ناما قصتكما ؟ فقالا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلمنا " آية الكرسي " وتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، ففعلنا، فقالوا: انطلقا فوالله لابتبعكما أبدا ولا يقدر عليكما لص بعد هذا الكلام (1). 22 - (باب) * (صلاة الحوائج) * 56 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن دويل، عن مقاتل بن مقاتل قال: قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك علمني دعاءا لقضاء الحوائج، فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله عز وجل مهمة فاغتسل وألبس أنظف ثيابك، وشم شيئا من الطيب، ثم أبرز تحت السماء فصل ركعتين تفتتح الصلاة فتقرء فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقرء خمس عشرة مرة، ثم تتمها على مثال صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشرة مرة، فإذا سلمت فاقرأها خمس عشرة مرة، ثم تسجد فتقول في سجودك: " اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك فانك أنت الله الحق المبين اقض الي حاجة كذا وكذا الساعة الساعة " وتلح فيما أردت. 57 - الطبرسي رحمه الله مرسلا عن الرضا عليه السلام: يصلي ركعتين، يقرأ في كل واحد منهما " الحمد " مرة و " إنا أنزلناه " ثلاث عشرة مرة، فإذا فرغ سجد وقال: " اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، ومجيب دعوة المضطرين ورحمن الدنيا ورحيم الآخرة صل على محمد وآل محمد، وارحمني رحمة تطفئ بها عني غضبك وسخطك وتغنيني بها عمن سواك، ثم يلصق خده الايمن بالارض ويقول: " يا مذل كل جبار عنيد ويا معز كل ذليل، وحقك قد بلغ المجهود مني في أمر كذا ففرج عني، (1) مكارم الاخلاق: 292.
[44]
ثم يلصق خده الايسر بالارض ويقول مثل ذلك، ثم يعود إلى سجوده على جبهة ويقول مثل ذلك، فان الله سبحانه يفرج غمه ويقضي حاجته. 58 - الطوسي - رحمه الله - باسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: من كانت له حاجة، قد ضاق بها ذرعا، فلينزلها بالله تعالى جل اسمه، قلت كيف يصنع ؟ قال: فليصم صوم الاربعاء، والخميس والجمعة ثم ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة ويلبس أنظف ثيابه ويتطيب باطيب طيبه. ثم يقدم صدقة على أمرء مسلم بما تيسر من ماله، ثم ليبرز إلى آفاق السماء ولا يحتجب، ويستقبل القبلة، ويصلى ركعتين، يقرء في الاولة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ثم ليركع ويقرأها خمس عشرة مرة، ثم يرفع رأسه فيقرئها خمس عشرة مرة، ثم يسجد فيقرئها خمس عشرة مرة. ثم يرفع رأسه فيقرئها خمس عشرة مرة، ثم يسجد ثانية فيقرئها خمس عشر مرة، ثم يرفع رأسه فيقرئها خمس عشر مرة، ثم ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية فإذا جلس للتشهد قرأها خمس عشر مرة، ثم يتشهد ويسلم، ويقرئها بعد التسليم خمس عشرة مرة، ثم يخر ساجدا فيقرئها خمس عشر مرة. ثم يضع خده الايمن على الارض، فيقرئها خمس عشر مرة، ثم يضع خده الايسر على الارض، فيقرء مثل ذلك، ثم يخر ثانيا فيقول وهو ساجد يبكي: يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل، إلا وجهك جل جلالك، يا معز كل ذليل، ويا مذل كل عزيز، تعلم كربتي فصل على محمد وآل محمد وفرج عني. ثم تقلب خدك الايمن وتقول ذلك: ثلثا، ثم تقلب خدك الايسر وتقول: مثل ما قال أبو الحسن عليه السلام، فإذا فعل ذلك يقضى الله حاجته، وليتوجه في حاجته إلى الله بمحمد وآله عليه وعليهم السلام ويسميهم عن آخرهم. (1) (1) مصباح المتهجد: 238.
[45]
23 - (باب) * (قضاء الحوائج) * 59 - الطوسى باسناده قال: روى مقاتل بن مقاتل قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحاجة، فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله، فاغتسل وألبس أنضف ثيابك وشم شيئا من الطيب، ثم ابرز تحت السماء، فصل ركعتين تفتتح الصلوة فتقرء الحمد وقل هو الله أحد خمس عشر مرة، ثم تركع وتقرء خمس عشر مرة على مثال صلوة التسبيح غير أن القرائة خمس عشر مرة ثم تسجد فتقول في سجودك: اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل ومضمحل سواك فانك الله الحق المبين اقض لي حاجة كذا وكذا الساعة وتلح فيما أردت. (1) 24 - (باب) * (الاعتكاف) * 60 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام لااعتكاف بالصوم. (2) (1) مصباح المتهجد: 370. (2) عيون الاخبار: 2 - 38.
[46]
25 - (باب) * (الدعا للخنازير) * 61 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: خرج لجارية لنا خنازير في عنقها فأتاني آت فقال: يا علي قل لها فلتقل: " يا رؤف يا رحيم يا رب يا سيدي " تكرره قال: فقالت، فاذهب الله عز وجل عنها (1): 62 - على بن طاووس - رحمه الله - قال: في دعاء يزيل مرض الخنازير، رويناه في كتاب الدعاء للحسين بن سعيد باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: وقال هذا دعاء دعى به جعفر بن سليمان ودعاء من ائتمن فخان وقابل الاحسان بالكفران، اللهم إني وجدت في كتابك الصادق أنك مدحت إبراهيم خليلك عليه السلام لما جادلك عن الكافرين، في قولك جل جلالك: " يجادلنا في قوم لوط إن ابراهيم لحليم أواه منيب " ووجدتك قد منعت محمدا نبيك سيد المرسلين أن يجادلك في الخائنين الاثمين فقلت له جل جلالك " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ". فعرفت عند ذلك أن الخيانة و... (2) والنفاق أعظم عندك من الكفر والشقاق، ووجدتك تقول: " ومن بغي عليه لينصرنه الله " ووجدتك تقول: " ولا يحيق المكر السيئ إلا باهله " ووجدتك تقول، " فمن نكث فانما ينكث على نفسه " ووجدتك قد فرقت بين ذوى الارحام بالآثام فعاديت قابيل لما عصاك وواليت هابيل، لما والاك، وهما من أب واحد وأم واحدة، وغرقت ولد نوح لما عصاك، ونصرت أباه لما طلب رضاك وأردت من آدم أن يعادى ولده قابيل لما أخرجته من حماك ومن نوح أن يعادى ولده، ولا يشفع له في الخلاص من الهلاك. اللهم وإنك سترت عني سوء سريرة فلان حتى اغتررت بعلانيته ووثقت إلى (1) ذيل مهج الدعوات: 15 (2) كذا في المصدر.
[47]
أمانته وصحبته، وزكيته بما ظهر لي خلاف تزكيته وقد كنت أوصيت إليه باولادي ليكون أميالهم في اتباع مرادي، وقد خانني في نفس ما أوصيت إليه ووثقت به منه و دخل تحت لفظ الخائن الذي منعت رسولك من المجادلة عنه. اللهم فلا تجادلني عن الانتصاف منه، اللهم وقد بغى على في حال سكوني إليه فاسالك إنجاز الوعد لمن بغى عليه، وقد مكربي فيما لو كنت حاضرا ما أقدم عليه، وجعلك دوني في المراقبة فيما بلغ حاله إليه وإن كنت تعلم يا إلهى أنه كان قد حلف أنه معي على الصفاء والوفاء ونكث الايمان التى شهدت بها عليه. اللهم وإن كنت تعلم ما بايدينا من الحجة عليه وأننا أخرنا ذلك بحسب ما هديتنا إليه ولو أمرتنا بهذه الوصلة وارتضيتها لنا أننا كنا ندعو فيها إليك وترغب أهلها في الاقبال عليك، وتحثهم على الصلوات والعبادات والصدقات، ونفع أهل الضرورات، ومصلحة الاحياء منهم والاموات، وأن فلانا قد اجتمع معهم في ظاهر العادات على خلاف هذه الارادات وأنه وإياهم متفقون على مجرد اللذات واتباع الشهوات ومنع الزكوات، وإهمال قضاء الديون الواجبات عن الاموات ويضيعون أعمارهم وما يقدرون عليه في الندامات فنحن داعون عليهم لما قد فوضنا فيه إليك لتقدم منه ما تشاء وتؤخر ما تشاء وتوكلنا عليك. فانصر اللهم أقرب الفريقين إليك، واجعل من عقوبة المجترئين عليك، المهونين في المنافسة فيما يزلف لديك تخليصهم من هذه التبعات بتعجيل الممات، والآفات، و تعثيرهم من سائر الحركات والسكنات وقطعهم عن استحقاق العقوبات، وعن الاستخفاف بما يحب لك ولرسولك من الحرمات، تقتلهم بسيف نحوسهم وذهاب نفوسهم، وتفريق ما اجتمعوا عليه من مخالفتك، ومفارقة إرادتك ومراقبتك، وحل بينهم وبين إتلاف نعمتك في معصيتك واسلبها منهم وارفع حلمك عنهم واجعلهم عظة تردع غيرهم عن اتباع آثارهم وخلصهم عن آصارهم واصرارهم وصن مقدس حضرتك في شريف بيوتك من جرأتهم عليك واجعل ذلك رحمة لهم، وتخفيفا من عقوباتهم عند قدومهم عليك.
[48]
فانت تعلم يا الهى أنك جعلت لى قدوة على الانتصاف منهم وبكثير من طرق الامكان ولكني ما أمن أن يدخل في انتصافى خلل في الزيادة والنقصان وأن الانتصاف لي بيد عدلك وحلمك وفضلك أنا آمن من خطر عواقبه، وواثق بكمال مطالبه، اللهم وقد رأيت في الحديث أن من أحسن إلى أحد أو نصره، فقابل إحسانه بالكفران ونصره بالخذلان إنك تستجيب دعاءه عليه، وقد حضرت إحساني إلى من أحسنت منهم إليه ونصرتي له فيما احتاجوا مني إليه، أللهم فارني تصديق الحديث المنقول واجعل ذلك آية لك ومعجزة للمبلغ الرسول اللهم فانك تعلم أن من جملة إحساني إليه بستري عليه (1). 26 - (باب) * (الدعا للضالة) * 63 - الطبرسي قال: روي عن الرضا عليه السلام قال: إذا ذهب لك ضالة أو متاع فقل: " وعنده مفاتح الغيب " إلى قوله: " في كتاب مبين "، ثم تقول: " اللهم إنك تهدى من الضلالة وتنجي من العمى وترد الضالة، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي ورد ضالتي وصل على محمد وآله وسلم (2). (1) مكارم الاخلاق: 453. (2) مكارم الاخلاق: 446.
[49]
27 - (باب) * (الدعاء لرفع السحر) * 64 - الطبرسي مرسلا عن محمد بن عيسى قال: سالت الرضا عليه السلام عن السحر ؟ فقال: هو حق وهو يضر باذن الله تعالى، فإذا أصابك ذلك فارفع يدك حذاء وجهك واقرأ عليها " باسم الله العظيم باسم الله العظيم رب العرش العظيم إلا ذهبت وانقرضت " قال: وساله رجل عن العين ؟ فقال: حق، فإذا أصابك ذلك فارفع كفيك حذاء وجهك واقرأ " الحمد لله " و " قل هو الله أحد " والمعوذتين وامسحهما على نواصيك فانه نافع باذن الله (1). 28 - (باب) * (الدعاء لحمى الربع) * 65 - المفيد باسناده عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لى: مالي أراك مصفرا ؟ فقلت: هذا الحمى الربع قد ألحت علي، قال: فدعا بدواة وقرطاس ثم كتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، أبجد، هوز، حطي، عن فلانة بن فلانة " ثم دعا بخيط فاتي بخيط مبلول، فقال: ائتني بخيط لم يسمه الماء، فاتى بخيط يا بس، فشد وسطه وعقد علي الجانب الايمن أربعة وعقد على الايسر ثلاث عقد، وقرأ على كل عقدة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي، ثم دفعه إلى وقال: شده على عضدك الايمن ولا تشده على الايسر (2). 66 - الطبرسي مرسلا عن الوشاء، قال: دخل رجل على الرضا عليه السلام فقال له: (1) مكارم الاخلاق: 477. (2) الاختصاص: 18.
[50]
مالى أراك مصفارا قال: حمى الربع، قد ألحت على فدعا بدواة وكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله أبجد، هوز، حطى، عن فلا بن فلانة باذن الله تعالى " ثم تختم في أسفل الكتاب سبع مرات خاتم سليمان عليه السلام، ثم طواه، ثم قال: يا معتب ائتني بسلك لم يصبه الماء ولا البزاق فاتاه به فعقد عليه، ثم أدناه من فيه فعقد من جانب أربع عقد، يقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب والمعوذتين والتوحيد وآية الكرسي وعلى الجانب الاخر ثلاث عقد، يقرأ عليها مثل ذلك وناوله إياه. وقال: اربطه على عضدك الايمن واقرأ آية الكرسي واختم ولا تجامع عليه وفي رواية ثم أدرج الكتاب ودعا بخيط مبلول، فقال: ائتوني بخيط يابس فعقد وسطه وعقد على الايمن أربع عقد وعلى الايسر ثلاث عقد، وقرأ على كل عقدة أم الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي علي الترتيب، ثم قال: هاك، شده على عضدك الايمن ولا تجامع (1). 67 - عنه - رحمه الله - قال: ذكر أبو ذكريا الحضرمي أن أبا لحسن عليه السلام كتب له هذا الكتاب وكان يحم حمى الربع، وأمر أن يكتب على يده اليمنى: " باسم الله جبرئيل " وعلى يده اليسرى " باسم الله ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " باسم الله إسرافيل " وعلى رجله اليسرى " باسم الله عزرائيل باسم الله لا يرون فيها شمسا ولاز مهريرا " وبين كتفيه " باسم الله العزيز الجبار " (2). 29 - (باب) * (الاحراز والرقى) * 68 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل - رضى الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، قال: لما نزل أبو الحسن علي بن موسى (1) مكارم الاخلاق: 463 (2) مكارم الاخلاق: 464
[51]
الرضا عليهما السلام قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه وناولها حميدا، فاحتملها وناولها جارية له لتغسلها ؟ فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميدا، فقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام، فقلت: جعلت فداك إن الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك، فما هي ؟ قال: يا حميد هذه عوذة لا نفارقها، فقلت: لو شرفتني بها قال عليه السلام: هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان مدفوعا عنه، وكانت له حرز من الشيطان الرجيم ومن السلطان. ثم أملى على حميد العوذة وهي: " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقى، أخذت بالله السميع البصير على سمعك وبصرك لا سلطان لك علي، ولا على سمعي ولا بصري، ولا على شعري، ولا على بشري ولا على لحمي ولا على دمي ولا على مخي ولا على عصبي، ولا على عظامي، ولا على أهلي ولا على، فارزقني ربي، سترت بيني وبينك بسترة النبوة الذي استتر به أنبياء الله من سلطان الفراعنة جبرائيل عن يميني وميكائيل عن يساري، وإسرافيل من ورائي ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمامى والله مطلع على ما يمنعك ويمنع الشيطان منى، اللهم لا يغلب جهله أناتك أن يستفزني ويستخفني اللهم إليك التجات، اللهم إليك التجات اللهم إليك التجات. (1) 69 - الطبرسي - رحمه الله قال: وكان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا نظر إلى هذه الكواكب التي يقال لها: السهافي بنات النعش قال: " اللهم رب هوذ بن أسبية آمني شر كل عقرب وحية "، قال: وكان يقول: من تعوذ بها ثلاث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ولا حية. (2) 70 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام: " بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " " اخسؤا فيها ولا تكلمون " أخذت سمعك وبصرك بسمع الله وبصره وأخذت قوتك وسلطانك بقوة الله وسلطان الله الحاجز بينى وبينك، بما حجزبه (1) عيون الاخبار: 2 - 137. (2) مكارم الاخلاق: 338.
[52]
أنبياءه ورسله وسترهم من الفراعنة، وسطواتهم، وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري ومحمد أمامي والله محيط بي يحجزك عني، ويحول بينك وبيني بحوله وقوته، حسبي الله ونعم الوكيل، ما شاء الله كان وما لم يشا لم يكن " ويكتب آية الكرسي على التنزيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويحملها. (1) 30 - (باب) * (الدعاء عند السفر) * 71 - الحميرى - رحمه الله - عن أحمد بن عيسى بن أسباط قال: قلت لابي الحسن ما ترى أخرج برا أو بحرا فان طريقنا مخوف شديد الخطر، فقال اخرج براثم قال: ولا عليك أن تاتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة، تستخير الله ماة مرة فان خرج لك على البحر، فقل الذي قال الله تبارك وتعالى: " اركبوا فها بسم الله مجريها ومرسيها أن ربى لغفور رحيم " فإذا اضطرب فقل: " بسم الله اسكن بسكينة الله وقر بوقار الله، واهد باذن الله لا حول ولا قوة إلا باذن الله ". قلنا له أصلحك الله ما السكينة ؟ قال ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ورايحته طيبة وهي التى نزلت على إبراهيم صلوات الله عليه، فاقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الاساطين، قلنا: هي من التي قال فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسي وآل هارون تحمله الملائكة قال تلك السكينة كانت في التابوت وكانت فيها طست تغسل فيها قلوب الانبياء، وكان التابوت يدور في بني اسرائيل مع الانبياء. ثم أقبل علينا فقال: فما تابوتكم قلنا: السلاح قال: صدقتم هو تابوتكم، ثم قال: فان خرجت برا فقل الذى قال الله: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " فانه ليس عبد يقول عند ركوبه فيقع من بعيرأ ودابة، فيضره (1) مكارم الاخلاق: 481.
[53]
بشئ باذن الله، وقال إذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لاحول ولا قوة إلا بالله، فان الملائكة تضرب وجوه الشياطين، وتقول قد سمى الله وآمن بالله وتوكل على الله وقال لا حول ولا قوة إلا بالله. (1) 72 - البرقي، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان أبي يقول إذا خرج من منزله: " بسم الله الرحمن الرحيم، خرجت بحول الله وقوته لا بحول مني ولا قوة، بل بحولك وقوتك يا رب متعرضا لرزقي فاتني به في عافية ". (2) 73 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: " بسم الله آمنت بالله توكلت على الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " فتلقاه الشيطان فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه، وقد سمى الله وآمن به وتوكل عليه وقال: " ما شاء الله لا قوة إلا بالله ". (3) 74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا ركب الرجل الدابة، فسمي، ردفه ملك يحفظه حتى ينزل، فان ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول تغن فان قال: لا أحسن، قال: تمن، فلا يزال يتمنى حتى ينزل. (4) 75 - عنه قال: قال عليه السلام: من قال إذا ركب الدابة: " بسم الله ولا قوة إلا بالله الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل، وفي رواية اخرى ما يقال عند الركوب: " الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، سبحان الذى سخر لنا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين. اللهم أنت الحامل على الظهر، والمستعان على الامرو أنت الصاحب في السفر (1) قرب الاسناد: 218. (2) المحاسن: 352. (3) مكارم الاخلاق: 282. (4) مكارم الاخلاق: 284.
[54]
والخليفة في الاهل والمال والولد، اللهم أنت عضدي وناصري " وإذا مضت بك راحلتك فقل في طريقك: خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني ولا قوة ولكن بحول الله وقوته، برئت إليك يا رب من الحول والقوة. اللهم إني أسالك بركة سفري هذا وبركة أهله، اللهم إني أسالك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلى وأنا خافض في عافية، بقوتك وقدرتك، اللهم إنى سرت في سفري هذا بلا ثقة منى بغيرك ولا رجاء لسواك، فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك ووفقني لطاعتك وعبادتك حتى ترضي وبعد الرضا [يا ذالجلال والاكرام برحمتك يا أرحم الراحمين]. (1) 31 - (باب) * (ادعية الرضا عليه السلام) * 76 - عند قال: حدثنى السيد الامام أبو البركات محمد بن إسمعيل الحسيني المشهدي قال: حدثني المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقرى قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسى، وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسن بن علي بن محمد الجوينى رحمه الله وأخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن حمد بن محمد بن طحال المقدادي، قدس الله روحه وأخبرنا الشيخ أبو على بن محمد بن الحسن الطوسى، قال حدثنا والدي رحمه الله. وأخبرني شيخي وجدى، قال حدثنا والدي الفقيه أبو الحسن قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى قال حدثنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا الحسن بن على بن فضال قال حدثنا محمد بن أورمة قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام أنه قال: رقعة الجيب عوذة لكل شئ " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله اخسئوا فيها ولا تكلمون إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أخذت (1) مكارم الاخلاف: 284.
[55]
بسمع الله وبصره على أسماعكم وأبصاركم وبقوة الله على قوتكم، لا سلطان لكم على فلان بن فلانة ولا على ذريته ولا على أهله ولا على أهل بيته، سترت بيني وبينكم بستر النبوة الذي استتروا به من سطوات الجبابرة والفراعنة جبرئيل عن أيمانكم وميكائيل عن يساركم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمامكم والله يطل عليكم بمنعه نبي الله وبمنع ذريته وأهل بيته منكم ومن الشياطين ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ". اللهم إنه لا يبلغ جهله أناتك ولا تبتله ولا يبلغ مجهود نفسه، عليك توكلت وأنت نعم المولى ونعم النصير، حرسك الله يا فلان بن فلانة وذريتك مما تخاف على أحد من خلقه وصلى الله على محمد وآله ويكتب آية الكرسي على التنزيل " الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم، ويكتب " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا ملجاء من الله إلا إليه وحسبي الله ونعم الوكيل " وأسلم في رأس الشهبا فيها طا، لسلسبيلا، ويكتب صلى الله على محمد وآله الطبين الطاهرين). (1) 77 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام: " بسم الله الرحمن الرحيم، يا من لا شبيه له ولا مثال له، أنت الله لا إله إلا أنت ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقي أنت حلمت عمن عصاك وفى المغفرة رضاك ". (2) 78 - عنه - رحمه الله - عن الرضا عليه السلام قال: الفزع الفزع إليك يا ذالمحاضرة والرغبة إليك يا من به المفاخرة وأنت اللهم مشاهد هو اجيس النفوس، ومراصد حركات القلوب ومطالع مسرات السرائر، من غير تكلف ولا تعسف وقد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي ولكن حلمك آمن أهله عليه جرئة وتمردا وعتوا وعنادا وما يعانيه أوليائك من تعفية آثار الحق ودروس معالمه، وتزيد الفواحش واستمرار أهلها عليها وظهور الباطل وغموم التغاشم والتراضي بذلك في المعاملات والمتصرفات مذجرت به العادات وصار (1) مهج الدعوات: 34. (2) مهج الدعوات: 35.
[56]
كالمفروضات والمسنونات. اللهم فبادر الذى من أعنته به، فاز من أيدته لم يخف لمزلماز، وخذ الظالم أخذا عنيفا ولا تكن له راحما ولا به رؤفا، اللهم اللهم، اللهم بادرهم، اللهم عاجلهم، اللهم لا تمهلهم، اللهم غادرهم بكرة وهجيرة وسحرة، وبياتا وهم نائمون، وضحي وهم يلعبون ومكرا وهم يمكرون، وفجاة وهم آمنون. اللهم بددهم وبدد أعوانهم وافلل أعضادهم واهرم جنودهم وأفلل حدهم واجتث سنامهم، وأضعف عزائمهم، اللهم امنحنا أكتافهم وملكنا أكنافهم وبد لهم بالنعم النقم وبدلنا من محاذرتهم وبغيهم السلامة وأغنمناهم أكمل المغنم اللهم لا ترد عنهم باسك الذي إذا حل بقوم فساء صباح المنذرين. (1) 79 - عنه - قال: لما مات أبو الحسن الرضا على بن موسى صلوات الله عليه وجد عليه تعويذ معلق وفي آخره عوذة ذكر أن آبائه عليهم السلام كانوا يقولون إن جدهم عليا صلوات الله عليه كان يتعوذ بها من الاعداء وكانت معلقة في قراب سيفه وفي آخرها أسماء الله عز وجل وأنه عليه السلام شرط على ولده وأهله أن لا يدعوا بها على أحد فان من دعا به لم يحجب دعائه عن الله جل اسمه وتقدست أسماؤه وهو: " اللهم بك استفتح وبك أستنجح وبمحمد صلى الله عليه وآله أتوجه، اللهم سهل لى حزونته وكل حزونة، وذلل لي صعوبته وكل صعوبة واكفنى مؤنته وكل مؤنة، وارزقني معروفه ووده واصرف عني ضره ومعرته إنك تمحوما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، إنا رسل ربك لن يصلوا إليك طه حم لا يبصرون وجعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الاذقان فهم مقمهون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون. اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لاجرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون، صم بكم عمى فهم لا يرجعون طسم تلك آيات الكتاب المبين (1) مهج الدعوات: 58.
[57]
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، إن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " الاسماء ". اللهم انى أسئلك بالعين التي لا تنام وبالعز الذي لا يرام، وبا الملك الذي لا يضام، وبالنور الذي لا يطفى وبالوجه الذي لا يبلى، وبالحيوة الذي لا تموت، وبالصمدية التي لا تقهر، وبالديمومية التي لا تفنى وبالاسم الذي لا يرد، وبالربوبية التي لا تستذل أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفعل بى كذا وكذا وتذكر حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى. (1) 80 - عنه رحمه الله عن الرضا عليه السلام التي تعوذ بها لما القي في بركة السباع وجدت ما هذا لفظه، قال الفضل بن الربيع: لما اصطبح الرشيد يوما ثم استدعى حاجبه، فقال له امض إلى علي بن موسى العلوي أخرجه من الحبس وألقه في بركة السباع فمازلت ألطف به وأرفق ولا يزداد إلا غضبا وقال: والله لئن لم تلقه إلى السباع لا لقينك عوضه. قال فمضيت إلى على بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له إن أمير المؤمنين أمرنى بكذا وكذا، قال افعل ما امرت فاني مستعين بالله تعالى عليه وأقبل بهذه العوذة و هو يمشى معى إلى أن ينتهى إلى البركة، ففتحت بابها وأدخلته فيها، وفيها أربعون سبعا، وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي وعدت إلى موضعي. فلما انتصف الليل أتانى خادم فقال لى إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال: لعلي أخطات البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فانى رأيت البارحة مناما، هالني و ذاك إني رأيت جماعة من الرجال دخلوا على وبايديهم سائر السلاح وفي وسطهم رجل كانه القمر ودخل إلى قلبى هيبته، فقال لي قائل: هذا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه، وعلى أبنائه - فتقدمت إليه لاقبل قدميه فصرفني عنه وقال: " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم ". (1) مهج الدعوات: 247.
[58]
ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتنى أن القي موسى (1) للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت إى والله ! فقال امض وانظر ما حاله فاخذت الشمع بين يدى وطالعته، فإذا هو قائم يصلي والسباع حوله قعدت إليه فاخبرته فلم يصدقني ونهض واطلع إليه، فشاهده في تلك الحال فقال: السلام عليك يا بن عم، فلم يجبه حتى فرغ من صلوته، ثم قال وعليك السلام يا بن عم قد كنت أرجو أن لا تسلم على في مثل هذا الموضع، فقال أقلني فاني معتذر إليك فقال له: قد نجانا الله تعالى بلطفه فله الحمد. ثم أمر باخراجه فاخرج، فقال: فلا والله ما تبعه سبع، فلما حضر بين يدي الرشيد عانقه ثم حمله إلى مجلسه ودفعه فوق سريره، وقال له: يا بن عم إن أردت المقام عند ناففى الرحب والسعة وقد أمرنا لك ولاهلك بمال وثياب، فقال له لا حاجة إلى في المال ولا الثياب ولكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم وذكر له قوما فامر له بصلة وكسوة. ثم أمره أن يركب على بغال البريد إلى المواضع الذى يحب فاجابه إلى ذلك، وقال لى شيعه فشيعته إلى بعض الطريق وقلت له يا سيدى إن رأيت أن تطول على بالعوذة، فقال: منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلى كل أحد ولكن لك على حق الصحبة والخدمة، فاحتفظ بها فكتبتها في دفتر وشددتها في منديل في كمي فما دخلت إلى أمير المؤمنين إلا ضحك إلى وقضى حوائجى ولا سافرت الا كان حرز أو أمانا من كل خوف ولا وقعت في شدة إلا دعوت بها ففرج عني ثم ذكرها. يقول علي بن موسى بن طاوس مصنف هذا الكتاب: وبما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر صلوات الله عليه لانه كان محبوسا عند الرشيد لكنني ذكرت هذا كما وجدته وهو: " بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، الحمد لله رب العالمين أمسيت وأصبحت في حمى الله الذى لا يستباح وذمته التي لا ترام ولا تخفر وفي عز الله الذى لا يذل ولا يقهر وفى حزبه الذي لا يغلب وفى جنده الذي (1) كذا في المصدر.
[59]
لا يهزم، وحريمه الذى لا يستباح. بالله استجرت وبالله أصبحت وبالله استنجحت وتعوذت وانتصرت وتقويت، وبعزة الله قويت على أعدائي، وبجلال الله وكبريائه ظهرت عليهم، وقهرتهم بحول الله وقوته، واستعنت عليهم بالله وفوضت أمرى الى الله وحسبي الله ونعم الوكيل. وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون أتى أمر الله فلجت حجة الله غلبت كلمة أعداء الله الفاسقين وجنود إبليس أجمعين لن يضروكم إلا أذي وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون، ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا، لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر باسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا، و قلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. تحصنت منهم بالحصن المحفوظ، فما اسطاعو أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا أويت إلى ركن شديد والتجات إلى كهف رفيع وتمسكت بالحبل المتين وتدرعت بدرع الله الحصينة وتدرقت بدرقة أمير المؤمنين وتعوذت بعوذة سليمان بن داود، وتختمت بخاتمه فانا حيثما سلكت آمن مطمئن وعدوي في الاهوال حيران، قد حف بالمهانة، والبس الذل وقمع بالصغار ضربت على نفسي سرادق الحياطة ولبست درع الحفظ وعلقت على هيكل الهيبة، وتتوجت بتاج الكرامة. وتقلدت بسيف العز الذي لا يفل وخفيت عن أعين الباغين الناظرين وتواريت عن الظنون وأمنت على نفسي وسلمت من أعدائي بجلال الله فهم لي خاضعون و عنى نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي وعميت أبصارهم عن رؤيتي وخرست ألسنتهم عن ذكري، وذهلت عقولهم عن معرفتي، وتخوفت قلوبهم وارتعدت فرائصهم، ونفوسهم من مخافتي. يا الله الذي لا إله إلا هو يا هو يا من لا إله إلا هو افلل جنودهم، واكسر شوكتهم، ونكس رؤسهم وأعم أبصارهم، فضلت أعناقهم لى خاضعين وانهزم جيشهم، وولوا مدبرين، سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى و
[60]
أمر وما أمر الساعة إلا كلمح البصر، علوت عليهم بعلو الله الذي كان يعلو به صاحب الحروب منكس الرايات ومبيد الاقران، وتعوذت باسماء الله الحسنى، وكلماته العليا، وظهرت على أعدائي بباس شديد وأمر رشيد، وأذللتهم وقمعت رؤسهم وظلت أعناقهم لي خاضعين فخاب من ناواني وهلك من عاداني. وأنا المؤيد المنصور والمظفر المتوج المحبور وقد لزمت كلمة التقوى و استمسكت بالعروة الوثقى، واعتصمت بحبل الله المتين فلن يضرني كيدا لكائدين و حسد الحاسدين، أبد الآبدين ودهر الداهرين، فلن يراني أحد ويقدر على أحد قل إنما أنا أدعو ربي ولا أشرك به أحدا، أسئلك يا متفضل أن تتفضل علي بالامن والايمان على نفسي وروحي بالسلامة من أعدائي وأن تحول بينى وبين شرهم بالملائكة الغلاظ الشداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وأيدني بالجند الكثيفة والارواح العظيمة المطيعة فيجيبونهم باالحجة البالغة ويقذفونهم بالحجر الدامغ، ويضربونهم بالسيف القاطع، ويرمونهم بالشهاب الثاقب، والحريق الملتهب، والشواظ المحرق، ويقذفون من كل جانب، دحورا ولهم عذاب واصب، قذقتهم وزجرتهم بفضل بسم الله الرحمن الرحيم بطه ويس، والذاريات، والطواسين وتنزيل القرآن العظيم، والحواميم وبكهيعص وبكاف كفيت وبهاء هديت وبياء يسر لى وبعين علوت وبصاد صدقت إنه لا اله إلا هو. وبنون والقلم وما يسطرون وبمواقع النجوم، وبالطور وكتاب مسطور في رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع، فولوا مدبرين على أعقابهم ناكصين وفي ديارهم خائفين، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقى السحرة ساجدين فوقيه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ
[61]
بك رب أن يحضرون. اللهم إنى أعوذ بك من شر ما أخاف وأحذر، وأسئلك من خير ما عندك فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، جبرئيل عن يميني وميكائيل عن شمالى، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمامي والله عز وجل يظل على يمنعكم مني ويمنع الشيطان الرجيم، يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بينى وبين أعدائي حتى لا يصلوا إلى بسوء، سترت بينى وبينهم بستر الله الذى يستتر به من سطوات الفراعنة ومن كان في ستر الله كان محفوظا. حسبى الذي يكفي وما لا يكفى أحد سواه وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون، اللهم اضرب على سراد قات حفظك الذي لا يهتكه الرياح، ولا تخرقه الرماح، واكفني شرما أخافه بروح قدسك الذي من ألقيته عليه كان مستورا عن عيون الناظرين، وكبيرا في صدور الخلائق أجمعين، ووفق لي أسمائك الحسنى وكلماتك العليا، صلاحي في جميع ما اؤمله من خير الدنيا والآخرة واصرف عنى أبصار الناظرين، واصرف عنى شر قلوبهم وشر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكه غيرك. اللهم إنك أنت مولاى وملاذي، فبك ألوذو أنت معاذي فبك أعوذ يا من دان له رقاب الجبابرة وخضعت له عما ليق الفراعنة أجرني اللهم من خزيك وكشف سترك ونسيان ذكرك والاضراب عن شكرك، أنا في كنفك ليلي ونهاري ويومي وقراري وانتباهي وانتشاري ذكرك شعاري وثناؤك دثاري. اللهم إن خوفي أمسى وأصبح مستجيرا بك وبامانك، من خوفك، وسوء عذابك واضرب على سرادقات حفظك وارزقني حفظ عنايتك برحمتك يا أرحم الراحمن. آمين آمين يا رب العالمين. (1) 81 - عنه - رحمه الله - قال: وجدناه من كتاب أصل يونس بن بكير قال: وسئلت سيدي أن يعلمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لى يا يونس تحفظ ما أكتبه لك (1) مهج الدعوات: 248.
[62]
وادع به في كل شدة تجاب وتعطى ما تتمناه. ثم كتب لى بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم اللهم إن ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهى عندك وحجبتني عن استيهال رحمتك وباعدتني عن استجاب مغفرتك ولولا تعلقي بالائك وتمسكي بالدعاء وما وعدت أمثالى من المسرفين وأشباهي من الخاطئين وأوعدت القانطين من رحمتك وبقولك يا عباد الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وحذرت القانطين من رحمتك فقلت ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون. ثم ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين إلهى لقد كان ذل الاياس على مشتملا والقنوط من رحمتك ملتحفا إلهي لقد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا وأوعدت المسيئي ظنه بك عقابا. اللهم وقد أمسك رمقي حسن الظن بك في عتق رقبتي من النار وتغمد زلتى وإقالة عثرتي اللهم قلت في كتابك وقولك الحق الذي لا خلف له، ولا تبديل: " يوم ندعوا كل اناس بامامهم "، وذلك يوم النشور إذا نفخ في الصور وبعثر ما في القبور. اللهم إنى أو في وأشهد، واقر ولا أنكر ولا أجحد، واسر واعلن، وابطن بانك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وأن عليا أمير المؤمنين سيد الاوصياء ووارث علم الانبياء علم الدين ومبير المشركين ومميز المنافقين ومجاهد المارقين، وإمامي وحجتي وعروتي وصراطي ودليلي وحجتي ومن لا أثق باعمالي ولو زكت ولا أراها منجية لي ولو صلحت إلا بولايته والائتمام به والاقرار بفضائله والقبول من حملتها والتسليم لرواتها. وأقر باوصيائه من أبنائه أئمة وححجا وأدلة وسروجا وأعلاما ومنارا وسادة وأبرارا وأو من بسرهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم وشاهدهم وغائبهم، وحيهم وميتهم لا شك في ذلك ولا ارتياب عند لحولك (1) ولا انقلاب. (1) كذا في المصدر.
[63]
اللهم فادعني يوم حشري ونشري بامامتهم وأنقذني بهم يا مولاى من حر النيران وإن لم ترزقني روح الجنان، فانك إن أعتقتني من النار كنت من الفائزين. اللهم وقد أصحبت يومى هذا لاثقة لي ولا رجاء ولا لجا ولا مفزع، ولا منجا غير من توسلت بهم إليك، متقربا إلى رسولك محمد صلى الله عليه وآله ثم على أمير المؤمنين والزهراء سيدة نساء العالمين والحسن والحسين وعلى ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلى ومحمد وعلي، والحسن ومن بعدهم يقيم المحجة إلى الحجة المستورة من ولد المرجو للامة من بعده. اللهم فاجعلهم في هذا اليوم وما بعده حصنى من المكاره، ومعقلي من المخاوف ونجني بهم من كل عدو وطاغ وباغ وفاسق ومن شر ما أعرف وما أنكر وما أستتر عني وما أبصرو من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم. اللهم بتوسلي بهم إليك وتقربي بمحبتهم وتحصني بامامتهم افتح على في هذا اليوم أبواب رزقك وانشر على رحمتك وجنبني إلى خلقك وجنبني بغضهم وعداوتهم، إنك على كل شئ قدير. اللهم ولكل متوسل ثواب ولكل ذي شفاعة حق فاسئلك بمن جعلته إليك وقدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا وشهرى هذا وعامي هذا اللهم وهم مفزعي ومعونتي في شدتي ورخائي وعافيتي، وبلائي ونومى ويقظتي وظعنى وإقامتي وعسري ويسرى، وعلانيتي وسرى وإصباحي وإمسائي و تقلبي ومثواى وسري وجهري. اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسنى من روحك ولا تبتلني بانغلاق أبواب الارزاق وانسداد مسالكها وارتياح مذاهبها وأفتح لي من لدنك فتحا يسيرا واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل سعة منهجا إنك أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين. (1) 82 - عنه قال: ومن ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا عليه السلام رويناه باسنادنا إلى (1) مهج الدعوات: 253.
[64]
الشيخ أبى جعفر بن بابويه في كتاب عين اخبار الرضا عليه السلام أن رجلا جاء إلى الصادق عليه السلام فشكى إليه رجلا يظلمه فقال له أين أنت عن دعوة المظلوم التي علمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لامير المؤمنين عليه السلام ما دعابها مظلوم على ظالم إلا نصره الله تعالى وكفاه وإياه " وهو ": " اللهم طمه بالبلاء طمسا وغمه بالبلاء غما وقمه بالاذى قما وارمه بيوم لا معادله وساعة لامر دلها، وأبح حريمه وصل على محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام وقنى شره واكفنى أمره واصرف عنى كيده واحرج قلبه وسد فاه عني، وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا حمسا وعنت الوجوه للحى القيوم وقد حمل ظلما اخسئوا فيها ولا تكلمون صه صه صه صه صه صه صه. (1) 83 - عنه قال: ومن ذلك دعاء اخر لمولانا الرضا عليه السلام رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه يرفعه قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام وجد رجل من الصحابة صحيفة أتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنادى الصلوة جامعة فلا تخلف أحد لا ذكرو لا انثى، فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصى موسى فإذا فيها. " بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم لرؤف رحيم ألا إن خير عباد الله التقي الخفي وأن شر عباد الله المشار إليه بالاصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الاوفي وأن يؤدى الحقوق التي أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم: سبحان الله كما ينبغى لله ولا إله إلا الله كما ينبغى لله والحمد لله كما ينبغى لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على محمد وأهل بيته النبي العربي الهاشمي وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله. ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد الحوا في الدعا فصبر هنيئة ثم رقى المنبر فقال من أحب ان يعلوا ثنائه على ثناء المجاهدين، فليقل هذا القول في كل يوم وإن كانت له حاجة قضيت أوعد وكبت أو دين قضى أو كرب كشف وخرق كلامه السموات حتى يكتب في اللوح المحفوظ. (1) مهج الدعوات: 256. (*)
[65]
84 - ومن ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا عليه السلام في سجدة الشكر رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعا، وقال أبو جعفر عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر عن الرضا قالا: دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر فاطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له: أطلت السجود، فقال من دعا في سجدة شكر بهذا الدعا، كان كا الرامى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر. قالا: قلنا: فنكتبه قال اكتبا إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا: " اللهم العن الذين بد لا دينك وغيرا نعمتك واتهما رسولك صلى الله عليه وآله وسلم وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك وكفرا آلاءك وردا عليك كلامك واستهز آبرسولك وقتلا إبن نبيك وحرفا كتابك وجحدا آياتك وسخرا بآياتك واستكبرا عن عبادتك وقتلا أوليائك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق وحملا الناس على أكتاف آل محمد. اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم ذرقا اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما والبرائة منهما في الدنيا والاخرة، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين بن على وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم زدهما عذابا فوق عذاب وهوانا فوق هوان وذلا فوق ذل وخزيا فوق خزى. اللهم دعهما في النار دعا وركسهما في أليم عقابك ركسا، اللهم احشرهما وأتباعهما إلى جهنم زمرا، اللهم فرق جمعهم وشتت أمرهم وخالف بين كلمتهم، وبدد جماعتهم والعن أئمتهم واقتل قادتهم وسادتهم وكبرائهم والعن رؤسائهم وأكسر رايتهم، وألق الباس بينهم ولا تبق منهم ديارا، اللهم العن أبا جهل والوليد لعنا يتلو بعضه بعضا ويتبع بعضه بعضا. اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب وكل نبى مرسل وكل مؤمن امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار اللهم العنهما لعنا لم يخطر لاحد ببال، اللهم لعنهما في مستسر سرك وظاهر علانيتك وعذبهما عذابا في التقدير، وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما إنك سميع الدعاء
[66]
وصلى الله على محمد وآله أجمعين. (1) 85 - عنه قال ومن ذلك حجاب على بن موسى عليهما السلام استسلمت مولاى لك وأسلمت نفسي إليك، وتوكلت في كل أمورى عليك وأنا عبدك وابن عبديك اخباني اللهم في سترك عن شرار خلقك، واعصمني من كل اذى وسوء بمنك واكفنى شركل ذى شر بقدرتك اللهم من كادنى أو أرادنى فانى أدار بك في نحره واستعين بك منه واستعيذ منه بحولك وقوتك وشد عنى أيدى الظالمين، إذ كنت ناصرى لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين وآله العالمين، أسالك كفاية الاذى والعافية والشفاء، والنصر علي الاعداء والتوفيق لما تحب ربنا وترضى يا إله العالمين يا جبار السموات والارضين يا رب محمد وآله الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين. (2) 86 - عنه قال: ومن كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني ما هذا لفظه: أحمد عن الوشا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال رأيت أبى عليه السلام في المنام قال يا بني إذا كنت في شدة فاكثر أن تقول: يا رؤف يا رحيم، والذى تراه في المنام كما تراه في اليقضة. وحدثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جل جلاله له بانجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من وراء حائط ولم يروجهه ويقول: يا صاحب القدر والاقدار والهم والمهام، عجل فرج عبدك ووليك والحجة القائم بامرك في خلقك واجعل لنا في ذلك الخيرة. 87 - الصدوق قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري بنيسابور في شعبان سنة إثنين وخمسين وثلثمائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في دعائه: " سبحان من خلق (1) مهج الدعوات: 56. (2) مهج الدعوات: 333.
[67]
الخلق بقدرته وأتقن ما خلق بحكمته، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير. (1) 32 - (باب) * (نوادر الادعية) * 88 - الحميرى باسناده عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان على ابن الحسين إذا ناجى ربه قال: " اللهم إنما قويت على معاصيك بنعمك ". (2) 89 - الصدوق قال: حدثنى محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدثنى محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبى همام إسمعيل بن همام، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية. (4) 90 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشنانى الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن مهروية القزويني، عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن موسى بن عمران لما ناجى ربه عز وجل قال: يا رب أبعيد أنت مني فاناديك، أم قريب فاناجيك فأوحى الله عز وجل إليه: إنا جليس من دكرنى، فقال موسى عليه السلام: يا رب إنى أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى اذكرني على كل حال. (4) 91 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الصقر الصائغ وأبو الحسن (1) عيون الاخبار: 1 - 118. (2) قرب الاسناد: 222. (3) ثواب الاعمال: 193 ومكارم الاخلاق: 316. (4) عيون الاخبار: 1 - 127.
[68]
علي بن محمد بن مهروية قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، قال: حدثنا أبى قال: حدثنا الحسن بن الفضيل أبو محمد مولى الهاشميين بالمدينة قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام، قال. أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله وطرح له سيفا ونطعا وقال للربيع: إذا أنا كلمته ثم ضربت باحدى يدى على الاخرى فاضرب عنقه، فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلام ونظر إليه من بعيد يحرك شفتيه وأبو جعفر على فراشه، وقال: مرحبا وأهلا بك يا أبا عبد الله، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضى دينك ونقضى ذمامك. ثم سائله مسائلة لطيفة عن أهل بيته وقال: قد قضى الله دينك وأخرح جائزتك يا ربيع لا تمضين ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله، فلما خرج قال له الربيع: يا عبد الله أرأيت السيف إنما كان وضع لك والنطع، فاى شئ رايتك تحرك به شفتيك ؟ قال جعفر عليه السلام، نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت: " حسبى الرب من المربوبين وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبى، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". (1) 92 - عنه قال: حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام وهو يريد أن يودع للخروج إلى العمرة فاتى القبر عن موضع رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد المغرب، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولزق بالقبر ثم انصرف حتى أتى القبر. فقام إلى جانبه يصلي فالزق منكبه الايسر بالقبر قريبا من الاسطوانة التي دون الاسطوانة المخلفة عند رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى ست ركعات أو ثمان ركعات في نعليه قال: وكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلما فرغ سجد (1) عيون الاخبار: 3041.
[69]
سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصى، قال: وذكر بعض أصحابه أنه ألصق خده بارض المسجد. (1) 93 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسنوا القرآن باصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، وقرأ " والله يزيد في الخلق ما يشاء ". (2) 94 - الطوسى باسناده عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية. (3) 95 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام أنه يقول لاصحابه: عليكم بسلاح الانبياء، فقيل وما صلاح الانبياء قال عليه السلام الدعاء. (4) 96 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل: " اللهم اطرقه بلية لا اخت لها وأبح حريمه، يا من يكفى من كل شئ ولا يكفى منه شئ صل على محمد وآل محمد واكفنى مؤونته بلا مؤنة ". (5) 97 - عنه مرسلا إذا فزعت من رجل فقل: " حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله. (6) 98 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: شكار جل إلى أبي عبد الله عليه السلام الفقر فقال: أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن. (7) 99 - عنه مرسلا وقال أبو الحسن عليه السلام إذا مرض أحدكم فليؤذن للناس أن يدخلوا، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة. (8) 100 - الطبرسي - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: اشتكت جارية لي (1) عيون الاخبار 2 - 17. (2) عيون الاخبار: 2 - 69. (3) التهذيب: 2 - 138. (4) مكارم الاخلاق: 316. (5) مكارم الاخلاق: 403. (6) مكارم الاخلاق: 403. (7) مكارم الاخلاق: 403. (8) مكارم الاخلاق: 417.
[70]
وكان لها قدر، فأتاني آت في المنام فقال لي: قل لها: تقول: يا رباه، يا سيداه، صل على محمد وأهل بيته، واكشف عني ما أجد، فان فلان بن فلان نجا من النار بهذه الدعوة. (1) 101 - محمد بن المشهدي في المزار الكبير باسناده، عن أبي القاسم محمد بن علي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من أراد الطين من التربة، فقال: " سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر " مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها. (2) 102 - على بن طاووس قال: دعاء مروى عن مولانا على بن موسى الرضا عليه السلام من كتاب كنوز النجاح أيضا رواه أبو جعفر ابن بابويه عن مشايخه رحمة الله عليهم قال: كان علي بن موسى الرضا عليه السلام بمدينة مرو ومعه ثلاث مائة وستون رجلا من شيعته من بلادشتى. فاخبر المأمون بان الرضا عليه السلام يتاهب للخروج، ويدعو الناس لذلك، فامر المأمون بطرد أصحابه عن بابه، فاغتم الرضا لذلك وحزن، فاغتسل وقال لابن الصلت اصعد السطح فانظر ما ذاتبين من القوم حتى أصلي أنا ركعتين فصلى ركعتين ورفع يده في القنوت وقال. " اللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية والايادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فانطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فاحسن وصور فاتقن، واحتج فابلغ وأنعم فاسبغ، وأعطى فاجزل ومنح فافضل يامن سما في العز ففاق خواطف الابصار، ودنا في اللطف فجاز هو اجس الافكار، يا من تفرد بالملك فلاند له في ملكوت سلطانه، وتوحد في كبريائه فلا ضد له في جبروت شانه. (1) مكارم الاخلاق: 431. (2) مستدرك الوسائل: 1 - 248.
[71]
يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الاوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الانام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته وجلالته، ووجلت القلوب من خيفته وارتعدت الفرائص من فرقه يا بدئ يا بديع، يا قوي يا منيع، يا على، يا رفيع، صل على من شرفت الصلوة عليه، وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذا قنيها واجعله طريد الارجاس وشريد الانجاس قال: فلما فرغ الرضا عليه السلام عن دعائه هذا اجتمعت الغوغاء على باب المأمون وطرد عن البلد. (1) (1) ذيل مهج الدعوات: 22.
[72]
كتاب الاحتجاجات 1 - (باب) * (احتجاجه مع الزنادقة واهل الاديان) * 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم قال: حدثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال: دخل رجل من الزنادقه على الرضا عليه السلام، وعنده جماعة، فقال له أبو الحسن عليه السلام: أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم وليس هو كما تقولون، ألسنا وإياكم شرعا سواء ولا يضرناما صلينا وصمنا وذكينا وأقررنا فسكت. فقال أبو الحسن عليه السلام: وإن يكن القول قولنا وهو كما نقول، ألستم قد هلكتم ونجونا، فقال: رحمك الله فأوجدني كيف هو وأين هو ؟ قال: ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط، هو أين الاين وكان ولا أين وهو كيف الكيف وكان، ولا كيف ولا يعرف بكيفوفية ولا باينونية، ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ قال الرجل: فإذا إنه لا شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس. فقال أبو الحسن عليه السلام: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا - خلاف الاشياء - قال الرجل: فاخبرني متى كان ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني متى لم يكن، فاخبرك متى كان قال الرجل: فما الدليل عليه ؟ قال: أبو الحسن عليه السلام: إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان
[73]
بانيا، فاقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا، قال الرجل: فلم احتجب ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام إن الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار، قال: فلم لا تدركه حاسة البصر ؟ قال: للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم، ومن غيرهم، ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل. قال: فحده لى قال: لاحد له، قال: ولم ؟ قال: لان كل محدود متناه إلى حد وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزء، ولا متوهم، قال الرجل: فاخبرني عن قولكم: إنه لطيف سميع بصير عليم حكيم أيكون السميع إلا بالاذن، والبصير إلا بالعين، واللطيف إلا بعمل اليدين والحكيم إلا بالصنعة ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة، أو ما رأيت الرجل منا يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه فيقال: ما ألطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا وركب في الحيوان أرواحا وخلق كل جنس متبائنا عن جنسه في الصورة لا يشبه بعضه بعضا فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته. ثم نظرنا إلى الاشجار وحملها أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم، وقلنا: إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك إنه سميع لا باذن. وقلنا: إنه بصير لا ببصر لانه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك إنه بصير لا كبصر خلقه، قال: فما برح حتى أسلم وفيه
[74]
كلام غير هذا. (1) 2 - الصدوق قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضى الله عنه بنيسابور سنة إثنين وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: سال رجل من الثنوية أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وأنا حاضر فقال له: إنى أقول: إن صانع العالم إثنان فما الدليل علي أنه واحد ؟ فقال: قولك: إنه إثنان دليل على أنه واحد لانك لم تدع الثاني إلا بعد إثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه وأكثر من واحد مختلف فيه. (2) 3 - الصدوق قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن على بن أحمد الفقيه القمي ثم الايلاقي رضى الله عنه، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن على بن صدقة القمي، قال: حدثنى أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الانصاري الكجي قال: حدثنى من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي، يقول: لما قدم على بن موسى الرضا عليه السلام إلى المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهر بذالاكبر، وأصحاب زردهشت وقسطاس الرومي والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم فجمعهم الفضل بن سهل، ثم أعلم المأمون باجتماعهم، فقال: أدخلهم على: ففعل، فرحب بهم المأمون. ثم قال لهم: إني إنما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظر وإبن عمي هذا المدني القادم علي، فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله. قال الحسن بن محمد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام إذ دخل علينا ياسر الخادم وكان يتولى أمر أبى الحسن عليه السلام فقال: يا سيدي إن أمير المؤمنين يقرئك السلام (1) التوحيد: 250. (2) التوحيد: 269.
[75]
فيقول: فداك أخوك إنه اجتمع إلي اصحاب المقالات وأهل الاديان والمتكلمون من جميع الملل، فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم وإن كرهت كلامهم فلا تتجشم وإن أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا. فقال أبو الحسن عليه السلام: أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر التفت إلينا، ثم قال لي: يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقى غير غليظ فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات ؟ فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما عندك، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان وبئس والله ما بنى. فقال لى: وما بناؤه في هذا الباب ؟ قلت: إن أصحاب البدع والكلام خلاف العلماء وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة، وإن احتججت عليهم أن الله واحد قالوا: صحح واحدانيته وإن قلت: إن محمدا رسول صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: أثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل وهو يبطل عليهم بحجته، ويغالطونه حتى يترك قوله فاحذرهم جعلت فداك. قال: فتبسم عليه السلام ثم قال: يا نوفلي أتخاف أن يقطعوا على حجتي قلت: لا والله ما خفت عليك قط وإني لا رجو أن يظفرك الله لهم إن شاء الله فقال لى: يا نوفلي تحب أن تعلم متى يندم المأمون، قلت: نعم، قال: إذا سمع احتجاجى على أهل التوراة بتوراتهم، وعلى أهل الانجيل بانجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى الصابئين بعبرا نيتهم وعلى الهرا بذة بفارسيتهم وعلى أهل الروم بروميتهم وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي علم المأمون أن الموضع الذى هو بسبيله ليس هو بمستحق له فعند ذلك تكون الندامة منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك إبن عمك ينتظرك، وقد اجتمع القوم فما رأيك في إتيانه، فقال الرضا عليه السلام: تقدمنى فاني صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله ثم، توضأ عليه السلام وضوء الصلاة وشرب شربة سويق وسقانا منه، ثم
[76]
خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون، فإذا المجلس غاص باهله ومحمد بن جعفر في جماعة الطالبيين والهاشميين والقواد حضور. فلما دخل الرضا عليه السلام قام المأمون وقام محمد بن جعفر وقام جميع بني هاشم فما زالوا وقوفا والرضا عليه السلام جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلا عليه يحدثه ساعة ثم التفت إلى الجاثليق، فقال: يا جاثليق هذا ابن عمى على بن موسى بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبينا وابن علي بن أبي طالب عليهم السلام فاحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه، فقال الجاثليق، يا أمير المؤمنين كيف احاج رجلا يحتج علي بكتاب أنا منكره ونبي لا أو من به. فقال له الرضا عليه السلام: يا نصراني فان احتججت عليك بانجيلك أتقربه ؟ ! قال الجاثليق: وهل أقدر على دفع ما نطق به الانجيل، نعم والله أقربه على رغم أنفي، فقال له الرضا عليه السلام: سل عما بدالك وافهم الجواب، قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى عليه السلام وكتابه هل تنكر منهما شيئا ؟ قال الرضا عليه السلام أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشربه امته وأقر به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسي لم يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبكتابه ولم يبشر به امته قال الجاثليق أليس إنما تقطع الاحكام بشاهدي عدل ؟ قال: بلى قال: ماقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا. قال الرضا عليه السلام الآن جئت بالنصفة يا نصراني ألا تقبل مني العدل المقدم عند المسيح عيسى بن مريم، قال الجاثليق ومن هذا العدل ؟ سمه لي قال: ما تقول في يوحنا الديلمى قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح، قال: فاقسمت عليك هل نطق الانجيل أن يوحنا قال: إن المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشرني به إنه يكون من بعده، فبشرت به الحواريين فآمنوا به ؟ ! قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وباهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم، قال الرضا عليه السلام
[77]
فان جئناك بمن يقرء الانجيل فتلا عليك ذكر محمد وأهل بيته وامته أتؤمن به ؟ قال: شديدا. قال الرضا عليه السلام: لقسطاس الرومي كيف حفظك للسفر الثالث من الانجيل قال: ما احفظني له، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له: ألست تقرء الانجيل ؟ ! قال: بلى لعمري، قال: فخذ على السفر الثالث، فان كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وامته سلام الله عليهم فاشهد والي وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا الي. ثم قرأ عليه السلام السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف، ثم قال: يا نصراني إني أسالك بحق المسيح وامه أتعلم أني عالم بالانجيل قال: نعم، ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وامته ثم قال: ما تقول يا نصراني هذا قول عيسى بن مريم ؟ ! فان كذبت ما ينطق به الانجيل فقد كذبت عيسى وموسى عليهما السلام ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لانك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك. قال الجاثليق: لا انكرما قد بان لي في الانجيل وإني لمقر به، قال الرضا عليه السلام: اشهدوا على إقراره ثم قال: يا جاثليق، سل عما بدالك، قال الجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم، وعن علماء الانجيل كم كانوا قال الرضا عليه السلام: على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أفضلهم وأعلمهم الوقا. وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا الاكبر باج، ويوحنا بقرقيسيا، ويوحنا الديلمي بزجان، وعنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أهل بيته وامته وهو الذي بشر امة عيسى وبني إسرائيل به، ثم قال: عليه السلام يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذى آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وما ننقم على عيساكم شيئا إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته قال الجاثليق: أفسدت والله علمك وضعفت أمرك، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل الاسلام. قال: الرضا عليه السلام وكيف ذلك: قال الجاثليق: من قولك: إن عيساكم كان ضعيفا قليل الصيام قليل الصلاة، وما أفطر عيسى يوما قط، ولانام بليل قط، ومازال
[78]
صائم الدهر، قائم الليل، قال الرضا عليه السلام فلمن كان يصوم، ويصلى ؟ قال: فخرس الجاثليق وانقطع، قال الرضا عليه السلام، يا نصراني إني أسالك عن مسالة قال: سل فان كان عندي علمها أجبتك. قال الرضا عليه السلام ما أنكرت أن عيسى كان يحيى الموتى باذن الله عز وجل، قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل، أن من أحيا الموتى وأبرأ الاكمه والابرص فهو رب مستحق لان يعبد، قال الرضا عليه السلام، فان اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرء الاكمه والابرص، فلم يتخذه امته ربا ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل، ولقد صنع حز قيل النبي عليه السلام، مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه السلام فاحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة. ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة أختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزابيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل فارسله الله عز وجل إليهم فاحياهم، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم قال: رأس الجالوت قد سمعنا به وعرفناه، قال: صدقت. ثم قال: عليه السلام يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا عليه السلام علينا من التورات آيات، فاقبل يهودي يترجح لقراءته ويتعجب، ثم أقبل على النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم، قال: بل كانوا قبله، قال الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال له: إذهب إلى الجبانة فناد باسماء هؤلاء الرهط الذين يسالون عنهم باعلى صوتك، يا فلان ويا فلان ويا فلان، يقول لكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوموا باذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فاقبلت قريش تسألهم عن أمورهم. ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا، وقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ولقد أبرأ الاكمه والابرص والمجانين وكلمه البهائم، والطير والجن والشياطين ولم نتخذه
[79]
ربا من دون الله عز وجل ولم ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم، فمتى اتخذتم عيسى ربا جاء لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل ربا لانهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى وغيره، أن قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت. فاماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما، فمر بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية فأوحى الله إليه: أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم قال: نعم يا رب، فأوحى الله عز وجل إليه أن نادهم. فقال: أيتها العظام البالية قومي باذن الله عز وجل فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم ثم إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حين أخذ الطيور وقطعهن قطعا ثم وضع على كل جبل منهن جزأ ثم ناديهن فاقبلن سعيا إليه، ثم موسى بن عمران وأصحابه والسبعون الذين أختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت الله سبحانه فارناه كما رأيته. فقال لهم: إني لم أره. فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فاخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقى موسى وحيدا، فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به، فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا، فاحياهم الله عز وجل من بعد موتهم. وكل شئ ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لان التوراة والانجيل والزبور والفرقان قد نطقت به، فان كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الاكمه والابرص والمجانين يتخذ ربا من دون الله، فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ما تقول يا نصراني، قال الجاثليق القول قولك ولا إله إلا الله. ثم التفت عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودي أقبل علي أسالك بالعشر الآيات التي انزلت على موسى بن عمران عليه السلام، هل تجد في التوراة مكتوبا نبا محمد
[80]
وأمته إذا جاءت الامة الاخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد، فليفرغ بنوا إسرائيل إليهم وإلى ملكهم لتطمئن قلوبهم فان بايديهم سيوفا ينتقمون بها من الامم الكافرة في أقطار الارض. هكذا هو في التوراة مكتوب ؟ ! قال رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلك ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا ؟ قال أعرفه حرفا حرفا، قال الرضا عليه السلام لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لا بسا جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر، فقالا: قد قال ذلك شعيا، قال الرضا عليه السلام يا نصراني هل تعرف في الانجيل قول عيسى: إني ذاهب إلى ربي وربكم والفار قليطا جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له وهو الذي يفسر لكم كل شئ وهو الذي يبدي فضائح الامم، وهو الذي يكسر عمود الكفر ؟ فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا مما في الانجيل إلا ونحن مقرون به، فقال: أتجد هذا في الانجيل ثابتا يا جاثليق ؟ ! قال نعم. قال الرضا عليه السلام: يا جاثليق ألا تخبرني عن الانجيل الاول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا الانجيل، قال له: ما افتقدنا الانجيل إلا يوما واحدا حتى وجدناه غضا طريا فاخرجه إلينا يوحنا ومتى. فقال له الرضا عليه السلام ما أقل معرفتك بسر الانجيل وعلمائه، فان كان كما تزعم فلم اختلفتم في الانجيل، إنما وقع الاختلاف في هذا الانجيل الذي في أيديكم اليوم فلو كان على العهد الاول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك، اعلم أنه لما افتقد الانجيل الاول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى بن مريم عليه السلام وافتقدنا الانجيل وأنتم العلماء فما عندكم ؟ فقال لهم لوقاء ومر قابوس: إن الانجيل في صدورنا، ونحن نخرجه إليكم سفرا سفرا في كل أحد، فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس، فانا سنتلوه عليكم في كل أحد سفرا سفرا حتى نجمعه لكم كله، فقعد لوقاء ومر قابوس ويوحنا ومتى
[81]
ووضعوا لهم هذا الانجيل بعد ما افتقدتم الانجيل الاول وإنما كان هؤلاء الاربعة تلاميذ تلاميذ الاولين، أعلمت ذلك ؟ قال الجاثليق: أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن، وقد بان لي من فضل علمك بالانجيل وسمعت أشياء مما علمته، شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيرا من الفهم: فقال له الرضا عليه السلام: فكيف شهادة هؤلاء عندك قال جائزة، هؤلاء علماء الانجيل وكل ما شهدوا به فهو حق فقال الرضا عليه السلام للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيرهم: إشهدوا عليه، قالوا: قد شهدنا. ثم قال للجاثليق: بحق الابن وامه هل تعلم أن متى قال: إن المسيح هو ابن داوود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهود ابن حضرون وقال مرقابوس: في نسبة عيسى بن مريم: إنه كلمة الله أحلها في جسد الادمى فصارت إنسانا، وقال الوقا إن عيسى ابن مريم وأمه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس. ثم إنك تقول من شهادة عيسى على نفسه، حقا أقول لكم يا معشر الحواريين إنه لا يصعد إلى السماء إلا ما نزل منها إلا راكب البعير خاتم الانبياء، فانه يصعد إلى السماء وينزل، فما تقول في هذا القول ؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره قال الرضا عليه السلام: فما تقول في شهادة الوقاء، ومر قابوس ومتى على عيسى وما نسبوه إليه ؟ قال الجاثليق: كذبوا على عيسى. قال الرضا عليه السلام: يا قوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الانجيل وقولهم حق، فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء، قال الرضا عليه السلام: فانا قد فعلنا، سل يا نصراني، عما بدالك، قال الجاثليق: ليسالك غيري فلا وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك. فالتفت الرضا عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال له: تسألني أو أسالك ؟ قال: بل أسالك، ولست أقبل منك حجة إلا من التوراة أو من الانجيل أو من زبور داود أو مما في صحف إبراهيم وموسى فقال الرضا عليه السلام: لا تقبل مني حجة إلا بما تنطق به التوراة، على لسان موسى بن عمران، والانجيل على لسان عيسى بن مريم، والزبور
[82]
على لسان داود، فقال رأس الجالوت: من أين تثبت نبوة محمد ؟ قال الرضا عليه السلام: شهد بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم موسى بن عمران وعيسى بن مريم وداوود خليفة الله عز وجل في الارض، فقال له أثبت قول موسى بن عمران قال الرضا عليه السلام: هل تعلم يا يهودي أن موسى أوصى بني إسرائيل فقال لهم: إنه سيأتيكم نبي هو من إخوتكم فيه فصدقوا، ومنه فاسمعوا، فهل تعلم أن لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل والنسب الذي بينهما من قبل إبراهيم عليه السلام ؟ فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرضا عليه السلام: هل جاءكم من إخوة بني إسرائيل نبي غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا: قال الرضا عليه السلام: أو ليس قد صح هذا عندكم ؟ ! قال: نعم ولكني أحب أن تصححه لي من التوراة. فقال له الرضا عليه السلام هل تنكر أن التوراة تقول لكم: جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران، قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات وما أعرف تفسيرها. قال الرضا عليه السلام، أنا اخبرك به، أما قوله: جاء النور من جبل طور سيناء فذلك وحى الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى عليه السلام على جبل طور سيناء، وأما قوله: وأضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم عليه السلام وهو عليه، وأما قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبل مكة بينه وبينها يوم. وقال شعيا النبي عليه السلام فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: رأيت راكبين أضاء لهما الارض أحدهما راكب على حمار، والآخر على جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل ؟ ! قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما قال عليه السلام: أما راكب الحمار فعيسى بن مريم وأما راكب الجمل، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتنكر هذا من التوراة، قال لا ما أنكره. ثم قال الرضا عليه السلام هل تعرف حيقوق النبي قال: نعم إني به لعارف، قال
[83]
عليه السلام فانه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله بالبيان من جبل فاران، وامتلئت السماوات من تسبيح أحمد وامته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر ياتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس - يعني بالكتاب القرآن - أتعرف هذا وتؤمن به. قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقوق عليه السلام ولا ننكر قوله. قال الرضا عليه السلام: وقد قال داوود في زبوره وأنت تقرء: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة، فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال رأس الجالوت: هذا قول داوود نعرفه ولا ننكره ولكن عني بذلك عيسى، وأيامه هي الفترة. قال الرضا عليه السلام: جهلت أن عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله إليه، وفي الانجيل مكتوب: إن ابن البرة ذاهب والفار قليطا جاء من بعده وهو الذي يخفف الآصار، ويفسر لكم كل شئ، ويشهد لي كما شهدت له، أنا جئتكم بالامثال، وهو ياتيكم بالتأويل أتؤمن بهذا في الانجيل ؟ ! قال: نعم لا انكره. فقال له الرضا عليه السلام: يا رأس الجالوت أسالك عن نبيك موسى بن عمران فقال: سل. قال ما الحجة على أن موسى ثبتت نبوته ؟ قال اليهودي إنه جاء بما لم يجئ به أحد من الانبياء قبله قال له، مثل ماذا ؟ قال: مثل فلق البحر، وقلبه العصاحية تسعى وضربه الحجر فانفجرت منه العيون، وإخراجه يده بيضاء للناظرين وعلامات لا يقدر الخلق على مثلها. قال له الرضا عليه السلام: صدقت إذا كانت حجة على نبوته أنه جاء بما لا يقدر الخلق على مثله أفليس كل من ادعى أنه نبي ثم جاء بما لا يقدر الخلق على مثله وجب عليكم تصديقه قال لا: لان موسى لم يكن له نظير لمكانته من ربه، وقربه منه ولا يجب علينا الاقرار بنبوة من ادعاها حتى ياتي من الاعلام بمثل ما جاء به. قال الرضا عليه السلام فكيف أقررتم بالانبياء الذين كانوا قبل موسى عليه السلام ولم يفلقوا البحر ولم ينفجروا من الحجر اثنتي عشرة عينا، ولم يخرجوا أيديهم بيضاء مثل إخراج موسى يده بيضاء ولم يقبل العصاحية تسعى ؟ ! قال له اليهودي: قد
[84]
خبرتك أنه متى جاؤوا على دعوى نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله ولو جاؤوا بما لم يجئ به موسى، أو كان على غير ما جاء به موسى وجب تصديقهم. قال الرضا عليه السلام: يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم وقد كان يحيى الموتى ويبرئ الاكمه والابرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ؟ قال رأس الجالوت: يقال إنه فعل ذلك ولم نشهده. قال له الرضا عليه السلام: أرأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته ؟ ! أليس إنما جاء في الاخبار به من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك قال: بلى، قال: فكذلك أتتكم الاخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم فكيف صدقتم بموسى ولم تصدقوا بعيسى، فلم يحر جوابا. قال الرضا عليه السلام: وكذلك أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله ومن آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا ولم يختلف الى معلم، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الانبياء وأخبارهم حرفا حرفا وأخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيمة. ثم كان يخبرهم باسرارهم وما يعملون في بيوتهم، وجاء بآيات كثيرة لا تحصى قال رأس الجالوت: لم يصح عندنا خبر عيسى ولاخبر محمد ولا يجوز لنا أن نقر لهما بما لم يصح. قال الرضا عليه السلام: فالشاهد الذي شهد لعيسى ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم شاهد زور فلم يحر جوابا، ثم دعا عليه السلام بالهربذ الاكبر فقال له الرضا عليه السلام: أخبرني عن زرد هشت الذي تزعم أنه نبي ما حجتك على نبوته ؟ قال: إنه أتى بما لم ياتنا به أحد قبله ولم نشهده ولكن الاخبار من أسلافنا وردت علينا بانه أحل لنا ما لم يحله غيره فاتبعناه، قال عليه السلام: أفليس إنما أتتكم الاخبار فاتبعتموه ؟ ! قال: بلى قال: فكذلك سائر الامم السالفة أتتهم الاخبار بما أتى به النبيون، وأتى به موسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فما عذركم في ترك الاقرار لهم، إذ كنتم إنما أقررتم بزردهشت من قبل الاخبار المتواترة، بانه جاء بما
[85]
لم يجئ به غيره ؟ ! فانقطع الهربذ مكانه. فقال الرضا عليه السلام: يا قوم إن كان فيكم أحد يخالف الاسلام وأراد أن يسال فليسال غير محتشم، فقام إليه عمران الصابي وكان واحدا في المتكلمين فقال: يا عالم الناس لولا أنك دعوت إلى مسالتك لم اقدم عليك بالمسائل، ولقد دخلت الكوفة والبصرة والشام والجزيرة ولقيت المتكلمين فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا ليس غيره قائما بوحدانيته أفتاذن لي أن أسالك ؟. قال الرضا عليه السلام: إن كان في الجماعة عمران الصابئ فانت هو، فقال: أنا هو فقال عليه السلام: سل يا عمران وعليك بالنصفة وإياك والخطل والجور، قال: والله يا سيدي ما اريد إلا أن تثبت لي شيئا أتعلق به فلا أجوزه. قال عليه السلام: سل عما بدالك، فازدحم عليه الناس وانضم بعضهم إلى بعض، فقال عمران الصابئ: أخبرني عن الكائن الاول وعما خلق، قال: عليه السلام: سالت فافهم أما الواحد فلم يزل واحدا كائنا لا شئ، معه بلا حدود ولا أعراض، ولا يزال كذلك ثم خلق خلقا مبتدعا مختلفا باعراض وحدود مختلفة لا في شئ أقامه ولا في شئ حده ولا على شئ حذاه ولا مثله له. فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغيره صفوة واختلافا وائتلافا وألوانا وذوقا وطعما لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلا به، ولا رأى لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا، تعقل هذا يا عمران ؟ قال: نعم والله يا سيدي. قال عليه السلام: واعلم يا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق لان الاعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى، والحاجة يا عمران لا يسعها لانه لم يحدث من الخلق شيئا إلا حدثت فيه حاجة أخرى ولذلك أقول: لم يخلق الخلق لحاجة، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض وفضل بعضهم على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ولا نقمة منه على من أذل، فلهذا خلق. قال عمران: يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه، قال الرضا
[86]
عليه السلام: إنما تكون المعلمة بالشئ لنفي خلافه وليكون الشئ نفسه بما نفي عنه موجودا، ولم يكن هناك شئ يخالفه فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشئ عن نفسه بتحديد علم منها، أفهمت يا عمران قال: نعم والله يا سيدي فاخبرني باي شئ علم ما علم أبضمير أم بغير ذلك ؟ قال الرضا عليه السلام: أرأيت إذا علم بضمير هل تجد بدا من أن تجعل لذلك الضمير حدا ينتهى إليه المعرفة ؟ ! قال عمران: لابد من ذلك، قال الرضا عليه السلام: فما ذلك الضمير فانقطع ولم يحر جوابا. قال الرضا عليه السلام: لا باس، إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر ؟ ! فقال الرضا عليه السلام: أفسدت عليك قولك ودعواك يا عمران، أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير، وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع وليس يتوهم منه مذاهب وتجزئة كمذاهب المخلوقين وتجزئتهم فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صوابا. قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي وما معانيها وعلى كم نوع يتكون. قال عليه السلام: قد سالت فافهم إن حدود خلقه على ستة أنواع وملموس وموزون ومنظور إليه، وما لا وزن له، وهو الروح ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولا حس ولا ذوق والتقدير، والاعراض، والصور والعرض والطول، ومنها العمل والحركات التي تصنع الاشياء وتعلمها وتغييرها من حال إلى حال وتزيدها وتنقصها. وأما الاعمال والحركات فانها تنطلق لانها لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فإذا فرق من الشئ انطلق بالحركة وبقي الاثر ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره. قال له عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شئ غيره ولا شئ معه أليس قد تغير بخلقه الخلق قال الرضا عليه السلام: لم يتغير عز وجل بخلق الخلق ولكن الخلق يتغير بتغييره، قال عمران: فباي شئ عرفناه. قال عليه السلام: بغيره قال: فاي شئ غيره ؟ قال الرضا عليه السلام: مشيته واسمه وصفته وما أشبه ذلك، وكل ذلك محدث مخلوق مدبر، قال عمران: يا سيدي فاي شئ
[87]
هو ؟ قال عليه السلام: هو نور. بمعنى أنه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الارض، وليس لك على أكثر من توحيد إياه قال عمران: يا سيدي أليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق ؟ قال الرضا عليه السلام: لا يكون السكون إلا عن نطق قبله، والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج: هو ساكت لا ينطق ولا يقال: إن السراج ليضئ فيما يريد أن يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون وإنما هو ليس شئ غيره، فلما استضاء لنا قلنا: قد أضاء لنا حتى استضانا به، فبهذا تستبصر أمرك، قال عمران: يا سيدي فان الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق. قال الرضا: أحلت يا عمران في قولك: إن الكائن يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره، يا عمران هل تجد النار يغير تغيير نفسها، أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها، أو هل رأيت بصيرا قط رأى بصره ؟ قال عمران: لم أر هذا، ألا تخبرني أهو في الخلق أم الخلق فيه. قال الرضا عليه السلام جل يا عمران عن ذلك ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه، تعالى عن ذلك، وساعلمك وتعرفه به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك ؟ ! فان كان ليس واحد منكما في صاحبه، فباي شئ استدللت بها على نفسك ؟ ! قال عمران: بضوء بينى وبينها. فقال الرضا عليه السلام: هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك: قال نعم: قال الرضا عليه السلام: فارناه فلم يحر جوابا، قال الرضا عليه السلام فلا أرى النور إلا وقد دلك ودل المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ولله المثل الاعلى. ثم التفت عليه السلام إلى المأمون فقال: الصلاة قد حضرت، فقال عمران: يا سيدي لا تقطع على مسالتي فقد رق قلبي قال الرضا عليه السلام: نصلى ونعود، فنهض ونهض المأمون، فصلى الرضا عليه السلام داخلا وصلى الناس خارجا خلف محمد بن جعفر، ثم خرجا، فعاد الرضا عليه السلام إلى مجلسه ودعا بعمران فقال: سل يا عمران.
[88]
قال: يا سيدي ألا تخبرني عن الله عز وجل هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف، قال الرضا عليه السلام: إن الله المبدئ الواحد الكائن الاول، لم يزل واحدا لا شئ معه، فردا لا ثاني معه لا معلوما ولا مجهولا، ولا محكما ولا متشابها، ولا مذكورا ولا منسيا، ولا شيئا يقع عليه اسم شئ من الاشياء غيره، ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون ولا بشئ قام ولا إلى شئ يقوم، ولا إلى شئ استند، ولا في شئ استكن، وذلك كله قبل الخلق إذ لا شئ وما أوقعت عليه من الكل فهى صفات محدثة وترجمة يفهم بها من فهم. واعلم أن الابداع والمشية والارادة معناها واحد، وأسماؤها ثلاثة، وكان أول إبداعه وإرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شئ ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل. وتلك الحروف تفريق كل شئ من اسم حق وباطل أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى، وعليها اجتمعت الامور، كلها، ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهي ولا وجود لانها مبدعة بالابداع، والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والارض. والحروف هي المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها الكلام والعبارات كلها من الله عز وجل، علمها خلقه، هي ثلاثة وثلاثون حرفا، فمنها ثمانية وعشرون حرفا، تدل على اللغات العربية، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل على اللغات السريانية. والعبرانية، ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات من العجم لاقاليم اللغات كلها وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين، الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا. فاما الخمسة المختلفة فتحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ثم جعل الحروف بعد إحصائها وإحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل: " كن فيكون " وكن منه صنع وما يكون به المصنوع، فالخلق الاول من الله عز وجل الابداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس. والخلق الثاني الحروف لا وزن لها ولا لون، وهي مسموعة موصوفة غير منظور
[89]
إليها، والخلق الثالث ما كان من الانواع كلها محسوسا ملموسا ذاذوق منظورا إليه والله تبارك وتعالى سابق للابداع لانه ليس قبله عزوجل شئ، ولا كان معه شئ والابداع سابق للحروف والحروف لا تدل على غير أنفسها. قال المأمون: وكيف لا تدل على غير أنفسها ؟ قال الرضا عليه السلام: لان الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا، فإذا ألف منها أحرفا أربعة أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها لغير معنى ولم يك إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك. قال الرضا عليه السلام: أما المعرفة فوجه ذلك وبابه أنك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير أنفسها ذكرتها فردا فقلت: ا ب ت ث ج ح خ حتى تاتي على آخرها، فلم تجد لها معنى غير أنفسها، فإذا ألفتها وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها، أفهمته ؟ قال: نعم. قال الرضا عليه السلام: واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ولا اسم لغير معنى ولا حد لغير محدود، والصفات والاسماء كلها تدل على الكمال والوجود ولا تدل على الاحاطة كما تدل على الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس لان الله عز وجل وتقدس تدرك معرفته بالصفات والاسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك، وليس يحل بالله جل وتقدس شئ من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا. ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ويدرك باسمائه ويستدل عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين، ولا استماع اذن ولا لمس كف ولا إحاطة بقلب، فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه وأسماؤه لا تدعو إليه والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لاسمائه وصفاته دون معناه، فلولا أن ذلك كذلك لمكان المعبود الموحد غير الله تعالى لان صفاته وأسماءه غيره، أفهمت قال: نعم يا سيدي زدني.
[90]
قال الرضا عليه السلام إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال الذي يزعمون أن الله عز وجل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قوله عز وجل " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " يعنى أعمى عن الحقائق الموجودة. وقد علم ذوو الالباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون إلا بما ههنا، ومن أخذ علم ذلك برأيه وطلب وجوده وإدراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك إلا بعدا، لان الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الابداع خلق هو أم غير خلق ؟ قال الرضا عليه السلام: بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون، وإنما صار خلقا لانه شئ محدث، والله الذي أحدثه فصار خلقا له، وإنما هو الله عز وجل وخلقه لا ثالث بينهما ولا ثالث غيرهما، فما خلق الله عز وجل لم يعد أن يكون خلقه وقد يكون الخلق ساكنا ومتحركا، ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل. واعلم أن كلما أو جدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس، وكل حاسة تدل على ما جعل الله عز وجل لها في إدراكها، والفهم من القلب بجميع ذلك كله واعلم أن الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد، خلق خلقا مقدرا بتحديد وتقدير وكان الذي خلق خلقين اثنين التقدير والمقدر، فليس في كل واحد منهما لون ولا ذوق ولا وزن، فجعل أحدهما يدرك بالآخر وجعلهما مدركين بانفسهما، ولم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلالة على نفسه وإثبات وجوده. والله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه ولا يعضده ولا يمسكه، والخلق يمسك بعضه بعضا باذن الله ومشيته، وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا
[91]
وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فاز دادوا من الحق بعدا. ولو وصفوا لله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. قال عمران: يا سيدي أشهد أنه كما وصفت، ولكن بقيت لي مسالة. قال: سل عما أردت، قال: أسالك عن الحكيم في أي شئ هو، وهل يحيط به شئ، وهل يتحول من شئ إلى شئ، أو به حاجة إلى شئ ؟ قال الرضا عليه السلام: أخبرك يا عمران فاعقل ما سالت عنه فانه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلهم وليس يفهمه المتفاوت عقله، العاذب علمه ولا يعجز عن فهمه أولو العقل المنصفون. أما أول ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول: يتحول إلى ما خلق لحاجته إلى ذلك، ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجته ولم يزل ثابتا لا في شئ ولا على شئ إلا أن الخلق يمسك بعضه بعضا ويدخل بعضه في بعض ويخرج منه، والله عز وجل وتقدس بقدرته يمسك ذلك كله، وليس يدخل في شئ ولا يخرج منه ولا يؤوده حفظه، ولا يعجز عر إمساكه، ولا يعرف أحد، من الخلق كيف ذلك إلا الله عز وجل. ومن اطلعه عليه من رسله وأهل سره والمستحفظين لامره وخزانه القائمين بشريعته، وإنما أمره كلمح البصر أو هو أقرب إذا شاء شيئا، فانما يقول له: " كن فيكون " بمشيته وإرادته، وليس شئ من خلقه أقرب إليه من شئ، ولا شئ، منه هو أبعد منه من شئ، أفهمت يا عمران ؟ قال نعم يا سيدي قد فهمت، وأشهد أن الله على ما وصفته ووحدته، وأن محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق، ثم خر ساجدا نحو القبلة وأسلم. قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابئ وكان جدلا لم يقطعه عن حجته أحد قط لم يدن من الرضا عليه السلام أحد منهم ولم يسالوه عن شئ وأمسيناه فنهض المأمون والرضا عليه السلام فدخلا وانصرف الناس وكنت
[92]
مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إلى محمد بن جعفر فاتيته. فقال لي: يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك لا والله ما ظننت أن علي بن موسى خاض في شئ من هذا قط. ولا عرفناه به إنه كان يتكلم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلام قلت: قد كان الحاج ياتونه ويسالونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم فيجيبهم، وكلمه من ياتيه لحاجة. فقال محمد بن جعفر: يا أبا محمد إني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمه أو يفعل به بلية، فاشر عليه بالامساك عن هذه الاشياء، قلت: إذا لا يقبل منى، وما أراد الرجل إلا امتحانه ليعلم هل عنده شئ من علوم آبائه عليهم السلام فقال لي: قل له إن عمك قد كره هذا الباب وأحب أن تمسك عن هذه الاشياء لخصال شتى. فلما انقلبت إلى منزل الرضا عليه السلام أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر فتبسم ثم قال: حفظ الله عمي ما أعرفني به لم كره ذلك ؟ يا غلام صر إلى عمران الصابئ فاتني به. فقلت: جعلت فداك أنا أعرف موضعه هو عند بعض إخواننا من الشيعة، قال عليه السلام فلا باس قربوا إليه دابة، فصرت إلى عمران فاتيته به فرحب به ودعا بكسوة فخلعها عليه وحمله، ودعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها. فقلت: جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: هكذا نحب، ثم دعا عليه السلام بالعشاء فاجلسني عن يمينه وأجلس عمران عن يساره حتى إذا فرغنا قال لعمران: انصرف مصاحبا وبكر علينا نطعمك طعام المدينة فكان عمران بعد ذلك يجتمع عليه المتكلمون من أصحاب المقالات فيبطل أمرهم حتى اجتنبوه، ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم، وأعطاه الفضل مالا وحمله، وولاه الرضا عليه السلام صدقات بلخ فاصاب الرغائب (1). 4 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد - رضي الله عنه - قال حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال حدثنا أبو الصلت الهروي (1) التوحيد: 417 - 441 والعيون: 1 - 154. وفى توليته صدقات بلخ نظر.
[93]
لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارا والمجوس والصابئين وساير أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كانه قد القم حجرا. فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: يا بن رسول الله أتقول بعصمة الانبياء قال: بلى قال: فما تعمل في قول الله عز وجل " وعصى آدم ربه فغوى " وقوله عز وجل، " وذالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " وقوله: في يوسف " ولقد همت به وهم بها " وقوله عز وجل في داوود " وظن داوود أنما فتناه " وقوله في نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم " وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ". فقال مولانا الرضا عليه السلام: ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك، فان الله عز وجل: " يقول وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أما قوله عز وجل في آدم عليه السلام، وعصى آدم ربه فغوى، فان الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الارض لتتم مقادير أمر الله عز وجل. فلما أهبط إلى الارض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم، وآل عمران على العالمين " وأما قوله عز وجل وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه إنما ظن أن الله عز وجل لا يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله عز وجل " وأما إذا ما ابتليه ربه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر. وأما قوله عز وجل في يوسف: " ولقد همت به وهم بها " فانها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله " كذلك لنصرف عنه السوء - يعني القتل - والفحشاء " يعني الزنا وأما داود فما يقول من قبلكم فيه. فقال على بن الجهم يقولون: إن داوود كان في محرابه يصلي إذ تصور له
[94]
إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع صلوته وقام لياخذ الطير فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أو رياء بن حنان، فاطلع داوود في أثر الطير فإذا بامرأة اوريا تغتسل فلما نظر إليها هو يها وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه أن أقدم أوريا أمام الحرب، فقدم فظفر اوريا بالمشركين فصعب ذلك على داوود. فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت فقتل أوريا رحمه الله وتزوج داوود بامرأته قال: فضرب الرضا عليه السلام بيده على جبهته، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله الى التهاون بصلوته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة ثم بالقتل فقال يا بن رسول الله فما كانت خطيئته فقال: ويحك إن داوود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم منه. فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا: خصمان بغي بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب فعجل داوود عليه السلام على المدعى عليه، فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسئل المدعى البينة. على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول ما يقول. فكان هذا خطيئة حكمه لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع قول الله عز وجل يقول يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق الى آخر الآية فقلت يا بن رسول الله فما قصته مع اوريا. فقال الرضا عليه السلام: إن المرأة في أيام داوود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا، وأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داوود عليه السلام، فذلك الذي شق على اوريا أما محمد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وقول الله عز وجل له: " وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " فان الله عز وجل عرف نبيه صلى الله عليه وآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الاخرة وإنهن امهات المؤمنين واحد من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة.
[95]
فاخفى صلى الله عليه وآله وسلم اسمها في نفسه ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من امهات المؤمنين، وخشى قول المنافقين قال الله عز وجل: والله أحق أن تخشاه في نفسك وأن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة من علي عليه السلام. قال: فبكى علي بن الجهم وقال: يا بن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته (1). 5 - عنه رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم، قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى صاحب السابري، قال: سألني أبو قرة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا عليه السلام فاستاذنته في ذلك. فقال عليه السلام: أدخله علي فلما دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل باشراف أهل زماننا، ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة اخرى معدلون ؟ قال: الدعوى لهم، قال: فادعت فرقة اخرى دعوى، فلم يجدوا شهودا من غيرهم قال لا شئ لهم. قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته ألقاها، فوافقنا على ذلك المسلمون، وادعى المسلمون أن محمدا نبي، فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه. فقال له الرضا عليه السلام: ما اسمك قال: يوحنا، قال يا يوحنا إنا آمنا بعيسى بن مريم عليه السلام روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويبشر به، ويقر على نفسه أنه عبد مربوب. فان كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبشر به، ولا هو الذي أقر لله عز وجل بالعبودية (1) امالي الصدوق: 55.
[96]
والربوبية، فنحن منه برآء، فاين اجتمعنا ؟ ! فقام وقال لصفوان بن يحيى: قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس (1). 6 - الراوندي باسناده قال منها: قال أبو إسمعيل السندي: سمعت بالسند أن لله في العرب حجة، فخرجت منها في الطلب فدللت على الرضا عليه السلام فقصدته فدخلت عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة فسلمت بالسندية، فرد علي بلغتي فجعلت اكلمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية، فقلت له: إني سمعت بالسند أن لله في العرب حجة فخرجت في الطلب. فقال بلغتي: نعم أنا هو ثم قال: فسل عما تريد فسألته عما أردته، فلما أردت القيام من عنده قلت إني لا أحسن من العربية شيئا، فادع الله أن يلهمنيها لا تكلم بها مع أهلها، فمسح يده على شفتي، فتكلمت بالعربية من وقتي، ورأس الجالوت وأمر القوم أن يسالوا ما بدا لهم، فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمد. فلما تكاملوا ثني للرضا عليه السلام وسادة فجلس عليها، ثم قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام، فقالوا لا، قال: لتطمئن أنفسكم، فقالوا: ومن أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا علي بن موسى وابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صليت اليوم الفجر مع والي المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقر أني بعدما صلينا كتاب صاحبه إليه واستشارني في كثير من أموره. فاشرت عليه بما فيه الحظ له ووعدته أن أصير إليه بالعشي، بعد العصر من هذا اليوم ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال الجماعة: يابن رسول الله ما نريد مع هذا الدليل برهانا، وأنت عندنا لصادق القول، وقاموا ليصرفوا. فقال لهم الرضا: لا تصرفوا فانما جئتكم لتسالوا عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الامامة التي لا يجدونه إلا عندنا أهل البيت، فهلموا مسائلكم فابتدء عمرو (1) عيون الاخبار: 2 - 230.
[97]
ابن هذاب وقال: إن محمد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء لا تقبلها القلوب، فقال الرضا عليه السلام: وما تلك، قال أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله الله وأنك تعرف كل لسان ولغة. فقال الرضا عليه السلام: صدق محمد بن الفضل، فانا خبرته بذلك، فهلموا فاسألوا قالوا: فانا نختبرك كل شئ بالالسن واللغات وهذا هندي وهذا رومي وهذا فارسي وهذا تركي فاحضرناهم. قال: فليتكلموا بما أحبوا أجب كل واحد منهم بلسانه إن شاء الله تعالى، فسال كل واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عما سالوا بالسنتهم، ولغاتهم فتحير الناس فتعجبوا وأقروا جميعا أنه أفسح منهم بلغاتهم، ثم نظر الرضا عليه السلام إلى ابن هذاب فقال: إن أنا أخبرتك أنك ستبلي في هذه الايام بدم ذي رحم لك لكنت مصدقا لي، قال: لا فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى. قال عليه السلام: أو ليس إنه يقول: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول " فرسول الله عند الله مرتضى ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أخلفه الله على ما يشاء من غيبه فعل ما كان وما يكون إلى يوم القيمة، وأما الذي أخبرتك يا ابن هذاب الكائن إلى خمسة أيام، فان لم يصح لك ما قلت في هذه المدة وإلا فاني كاذب مفتر وإن صح فتعلم أنك الراد على الله وعلى رسوله. ولك دلالة اخرى أما أنك مصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلا تبصر سهلا ولا جبلا وهذا كائن بعد أيام، ولك عندي دلالة آخرى أنك تحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص قال محمد بن الفضل تالله لقد نزل ذلك كله بابن هذاب فقيل له أصدق الرضا عليه السلام أم كذب ؟ فقال: لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن ولكني كنت أتجلد. ثم إن الرضا عليه السلام التفت إلى الجاثليق وقال: هل دل الانجيل على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لو دل الانجيل على ذلك لما جحدناه، فقال عليه السلام: أخبرني عن السكينة التي لكم في السفر الثالت، فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله تعالى لا يجوز لنا أن نظهره.
[98]
قال الرضا عليه السلام: فان قررتك أنه إسم محمد وذكره وإقرار عيسى به وأنه بشر بني إسرائيل بمحمد لتقربه ولا تنكره ؟ فقال الجاثليق: إن فعلت أقررت فاني لا أرد الانجيل ولا أجحده قال الرضا عليه السلام: فخذ علي في السفر الثالث الذي فيه ذكر محمد و بشارة عيسى بمحمد. فقال الجاثليق: هات. فاقبل الرضا عليه السلام يتلو ذلك السفر من الانجيل حتى بلغ ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا جاثليق من هذا النبي الموصوف ؟ قال الجاثليق صفه، قال لا أصفه إلا بما وصفه الله هو صاحب الناقة والعصى والكسا " النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراية والانجيل، يامرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والاغلال التى كانت عليهم " يهدى الى الطريق الاقصد، والمنهاج الاعدل والصراط الاقوم. سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح الله وكلمته هل تجد هذه الصفة في الانجيل لهذا النبي فاطرق الجاثليق مليا وعلم أنه إن جحد الانجيل كفر، فقال نعم هذه الصفة في الانجيل وقد ذكر عيسى في الانجيل هذا النبي وقد صح في الانجيل وأقررت بما فيه من صفة محمد. قال: فخذ على في السفر الثاني فاني اوجدك ذكره وذكر وصيه وذكر ابنته فاطمة وذكر الحسن والحسين عليهم السلام فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت علما أن الرضا عليه السلام عالم بالتورية والانجيل، فقالا والله قد أتى بما لا يمكننا رده، ولا دفعه إلا بجحود الانجيل والتورية والزبور وقد بشربه موسى وعيسى جميعا ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمد هذا. فاما إسمه محمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون أنه محمد كم، فقال الرضا عليه السلام: احتججتم بالشك فهل بعث الله قبله أو بعده من ولد آدم إلى يومنا هذا نبيا إسمه محمد وتجدونه في شئ من الكتب التي أنزلها على جميع الانبياء غير محمدنا فاحجموا عن جوابه وقالوا لا يجوز لنا أن نقر لكم بانه محمدكم، لانا إن أقررنا لك بمحمد ووصيه وابنته وابنيهما على ما ذكرت أدخلتمونا في الاسلام كرها.
[99]
فقال الرضا عليه السلام: أنت يا جاثليق أمن في ذمة الله وذمة رسوله، لانه لا يبداك مناشئ تكره مما تخافه وتحذره فقال أما إذا قد أمنتني فان هذا النبي الذي اسمه محمد، وهذا الوصي الذي اسمه علي وهذه البنت التي اسمها فاطمة وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوارية والانجيل والزبور. قال الرضا عليه السلام: فهذا الذي ذكرته في التورية والانجيل والزبور من إسم هذا النبي وهذا الوصي وهذه البنت وهذين السبطين صدق وعدل أم كذب وزور قال بل صدق وعدل، وما قال الله إلا الحق، فلما أخذ الرضا عليه السلام إقرار الجاثليق بذلك قال لرأس الجالوت: فاسمع الان السفر الفلاني من زبور داود عليه السلام. قال: هات بارك الله فيك وعليك وعلى من ولدك فتلى الرضا عليه السلام السفر الاول من الزبور، حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال سألتك يا رأس الجالوت بحق الله أهذا في زبور داود عليه السلام ولك من الامان والذمة والعهد ما قد أعطيته الجاثليق فقال راس الجالوت نعم هذا بعينه في الزبور باسمائهم. فقال الرضا عليه السلام: فبحق العشر الآيات التي أنزلها الله تعالى على موسى بن عمران في التورية هل تجد صفة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين في التوراية منسوبين إلى العدل والفضل، قال نعم ومن جحد هذا فهو كافر بربه وأنبيائه. فقال له الرضا عليه السلام: فخذ على في سفر كذا من التورية فاقبل الرضا عليه السلام يتلو التورية وأقبل رأس الجالوت يتعجب من تلاوته وبيانه وفصاحته ولسانه، حتى إذا بلغ ذكر محمد قال رأس الجالوت: نعم، هذا أحماد وبنت أحماد وإيليا وشبر و شبير تفسيره بالعربية محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. فتلى الرضا عليه السلام إلى آخره، فقال راس الجالوت: لما فرغ من تلاوته والله يا بن محمد لولا الرياسة التي حصلت لي على جميع اليهود لامنت باحماد واتبعت أمرك، فوالله الذى أنزل التورية على موسى، والزبور على داود، ما رأيت أقرأ التورية والانجيل والزبور منك ولا رأيت أحدا أحسن بيانا وتفسيرا وفصاحة لهذه الكتب منك. فلم يزل الرضا عليه السلام معهم في ذلك إلى وقت الزوال، فقال لهم حين حضر
[100]
وقت الزوال أنا أصلى واصير إلى المدينة للوعد الذي وعدت به والي المدينة ليكتب جواب كتابه، وأعود إليكم بكرة إنشاء الله تعالى قال فاذن عبد الله سليمان وأقام. وتقدم الرضا عليه السلام فصلى بالناس وخفف القراءة وركع تمام السنة وانصرف فلما كان من الغدعاد إلى مجلسه ذلك فاتوة بجارية رومية فكلمها بالرومية والجاثليق يسمع وكان فهما بالرومية. فقال الرضا عليه السلام: أيما أحب إليك محمد أم عيسى ؟ فقالت: كان فيما مضى عيسى أحب إلى حين لم أكن عرفت محمدا، فاما بعد أن عرفته فمحمد الان أحب إلى من عيسى، ومن كل نبي، فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمد فتبغضين عيسى قالت: معاذ الله بل احب عيسى وأو من به ولكن محمد أحب الي. فقال الرضا عليه السلام للجاثليق فسر للجماعة ما تكلمت به الجارية وما قلت أنت لها وما أجابتك به، ففسر الجاثليق للجماعة ما تكلمت به الجارية وما قال لها، ثم قال الجاثليق يا بن محمد هيهنا رجل سندي وهو نصراني وهو صاحب إحتجاج وكلامه بالسندية في دين النصرانية فقال عليه السلام احضره فاحضر فتكلم معه بالسندية، ثم أقبل يحاجه وينقله من شئ الى شئ بالسندية في دين النصرانية فسمعنا السندي يقول بثطى بثطى بثطله بالسندية. فقال الرضا عليه السلام: قد وحد الله بالسندية، ثم كلمه في عيسى ومريم فلم يزل يدرجه من حال إلى حال إلى أن قال بالسندية: أشهد أن لا إله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله، ثم رفع منطقة كانت عليه فظهر من تحتها زنار في وسطه فقال اقطعه أنت بيدك يابن رسول الله. فدعا الرضا عليه السلام بسكين فقطعه، ثم قال لمحمد بن الفضل الهاشمي: خذ السندي الى الحمام فطهره واكسه وعياله واحملهم جميعا إلى المدينة، فلما فرغ من مخاطبة القوم قال قد صح عندكم صدق ما كان محمد بن الفضل يلقى عليكم عنى قالوا باجمعهم: نعم وبان لنامنك فوق ذلك أضعافا مضاعفة. وقد ذكر لنا محمد بن الفضل أنك تحمل إلى خراسان فقال صدق محمد إلا أنى احمل
[101]
مكرها مبجلا معظما. قال محمد بن الفضل فشهد له الجماعة بالامامة عندنا تلك الليلة فلما أصبح ودع الجماعة وأوصاني بما أراد، ومضى وتبعته اشيعه، حتى إذا صرفاني وسط القرية عدل عن الطريق وصلى أربع ركعات. ثم قال يا محمد انصرف في حفظ الله غمض طرفك فغمضته، ثم قال افتح عينيك ففتحتهما فإذا أنا على باب منزلي بالبصرة ولم أر الرضا عليه السلام قال وحملت السندي و عياله الى المدينة وقت الموسم (1). 7 - عنه رحمه الله - قال: ومنها: ما روى في دخول الرضا عليه السلام إلى الكوفة قال محمد بن الفضل كان مما أوصاني عليه في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي صر إلى الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنى قادم عليهم وأمرني أن أترك في دار حفص بن عمير اليشكرى. فصرت إلى الكوفة فاعلمت الشيعة أن الرضا عليه السلام قادم عليهم وأنا يوما عند نصر بن مزاحم إذ مر بى سلام خادم الرضا عليه السلام فقلت: إنه قد قدم فبادرت إلى دار حفص بن عمير فإذا هو بالدار فسلمت عليه قال: احتشد من طعام تصلحه للشيعة فقلت قد احتشدت وفرغت مما يحتاج إليه. فقال: الحمد لله على توفيقك فجمعنا الشيعة فلما أكلوا قال: يا محمد انظر من بالكوفة من المتكلمين والعلماء فاحضرهم، فاخضرناهم فقال لهم الرضا عليه السلام: انى اريد أن أجعل لكم حظا من نفسي كما جعلت لاهل البصرة وأن الله قد أعلمني بكل كتاب أنزله. ثم أقبل على علماء النصارى واليهود فعل كفعله في البصرة فاعترفوا له بذلك باجمعهم وكان من علماء النصارى رجل... (1) يعرف بالعلم والجدل ويعرف الانجيل فقال له: يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه إذا كان بالمغرب (1) الخرائج: 204. (1) كذا في الاصل.
[102]
وأراد الشرق فتحملها فاقسم على الله باسم واحد من الخمسة أن تنطوى له الارض فيصير من المغرب إلى المشرق ومن المشرق إلى المغرب في لحظة. فقال له الجاثليق: لا علم لي بالصحيفة وأما الاسماء الخمسة فقد كانت معه بلاشك يسال الله بها أو بواحد منها يعطيه الله كلما يساله، قال: ألله اكبر إذا لم تنكر الاسماء فهو الغرض، ثم قال يا معشر الناس أليس قد أنصف من يحاج خصمه بملته وكتابه، ونبيه وشريعته قالوا باجمعهم نعم. قال الرضا عليه السلام: فاعلموا أنه ليس بالامام بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا من قام بما قام به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حين يفضي الامر إليه وما يكون الامام إماما ولا يصح الامامة إلا لمن حاج الامم بالبراهين الامامة فقال راس الجالوت: وما هذا الدليل على الامام. قال أن يكون عالما بالتورية والانجيل والفرقان الحكيم، فيحاج أهل التورية بتوراتهم وأهل الانجيل بانجيلهم وأهل القران بقرانهم حتى يكون عالما بالتورية و الانجيل والزبور والفرقان الحكيم، فيحاج كل امة بكتابهم وأن يكون عالما بجميع اللغات، حتى لا يخفى عليه لسان، ثم يكون مع ذلك تقيا نقيا من كل دنس طاهرا من كل عيب، عادلا منصفا، حكيما، رؤفا، رحيما، حليما، غفورا عطوفا، بارا صادقا مشفقا أمينا مامونا راتقا. فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يا بن رسول الله ما تقول في جعفر بن محمد ؟ فقال: ما أقول في إمام شهدت الامة قاطبة بانه كل أعلم أهل زمانه قال: فما تقول في موسى بن جعفر قال كان مثله، قال فان الناس قد تحيروا في أمره قال: إن موسى ابن جعفر عمر برهة من دهره، فكان يكلم الانباط بلسانهم ويكم أهل خراسان بالدرية وأهل الروم بالرومية ويكلم العجم بالسنتهم فكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصارى، فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم. فلما نفدت مدته وكان وقت وفاته أتاني مولى برسالته يقول: يا بني إن الاجل فقد نفد والمدة قد انقضت وأنت وصي أبيك، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان وقت زمانه دعا عليا وأوصاه ودفع إليه صحيفة التي كان فيها الاسماء خص الله بها الانبياء
[103]
والاوصيا. ثم قال يا على ادن منى فدنا منه، ثم، قال اخرج لسانك فاخرجه فختمه بخاتمه. ثم قال يا على، اجعل لساني في فيك فتمصه وابلع عنى كلما تجد في فيك، ففعل علي ذلك، فقال إن الله فهمك ما فهمني وبصرك ما بصرني وأعطاك من العلم ما أعطاني إلا النبوة فانه لانبي بعدي ثم كذلك إماما بعد امام، فلما قضي موسى عليه السلام علمت كل لسان وكل كتاب وما كان وما سيكون بغير تعلم، وهذا سر الانبياء أودعه الله فيهم والانبياء اودعوه إلى أوصيائهم ومن لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو على شئ ولا قوة الا بالله (1). 2 - (باب) * (احتجاجه مع سليمان المروزى) * 8 - ابن شهر آشوب قال: ومما أجاب عليه السلام بحضرة المأمون لصباح بن نصر الهندي وعمران الصابي عن مسائلهما قال عمران: العين نور مركبة أم الروح تبصر الاشياء من منظرها قال: العين شحمة وهو البياض والسواد والنظر للروح دليله أنك تنظر فيه فترى صورتك في وسط والانسان لا يرى صورته الا في ماء أو مرآة وما أشبه ذلك قال صباح فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب قال عليه السلام كالشمس طالعة يغشاها الظلام قال أين تذهب الروح. قال عليه السلام: أين يذهب الضوء الطالع من الكوة إذا سدت الكوة قال أوضح لى ذلك قال الروح مسكنها في الدماغ وشعاع منبث في الجسد بمنزلة الشمس دايرتها في السماء وشعاعها منبسط في الارض فإذا غابت الدايرة فلا شمس وإذا قطع الراس فلا روح قالا فما بال الرجل يلتحى دون المرءة. (1) الخرائج: 406. (*)
[104]
قال عليه السلام: زين الله الرجال باللحى وجعلها فضلا يستدل بها على الرجال من النساء، قال عمران ما بال الرجل إذا كان مؤنثا والمرءة إذا كانت مذكرة قال عليه السلام ذلك أن المرءة إذا حملت وصار الغلام منها في الرحم موضع الجارية كان مؤنثا وإذا صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكرة وذلك ان موضع الغلام في الرحم مما يلي ميا منها والجارية مما يلي مياسرها، وربما ولدت المرئة ولدين في بطن واحد فان عظم ثدياها جميعا تحمل تو أمين وإن عظم أحدثديها كان ذلك دليلا على أنه تلد واحدا لانه إذا كان الثدي الايمن إعظم كان المولود ذكر أو إذا كان الايسر أعظم كان المولود انثى وإذا كانت حاملا فضمر ثديها الايمن فانها تسقط غلاما وإذا ضمر ثديها الايسر فانها تسقط انثى وإذا ضمر جميعا (1) قالا من أي شئ الطول والقصر في الانسان فقال عليه السلام من قبل النطفة وإذا خرجت من الذكر فاستدارت جاء القصر و إن استطالت جاء الطول قال صباح ما أصل الما قال عليه السلام: أصل الماخشية الله بعضه من السماء ويسلكه في الارض ينابيع وبعضه ماء عليه الارضون وأصله واحد عذب فرات قال: فكيف منها عيون نفطه وكبريت ومنها قار وملح وما أشبه ذلك قال عليه السلام غيره الجوهر وانقلبت كانقلاب العصير خمرا وكما انقلبت الخمر فصارت خلا وكما يخرج من بين فرث ودم لبنا خالصا قال فمن أين أخرجت أنواع الجواهر، قال انقلبت منها كانقلاب النطفة علقة ثم خلقه مجتمعة مبنية على المتضادات الاربع قال عمران إذا كانت الارض خلقت من الماء والماء البارد رطب فكيف صارت الارض باردة يابسة قال عليه السلام سلبت النداوة فصارت يابسة قال الحر أنفع من البرد لان الحر من حر الحيوة والبرد من برد الموت وكذلك السموم القاتلة الحار منها أسلم وأقل ضررا من السموم الباردة (2). 9 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أبو محمد جعفر بن على بن أحمد الفقيه رضي الله عنه -، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن على بن صدقة القمي، قال: حدثنى أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الانصاري الكجي، قال: حدثني من سمع (1) كذا. (2) مناقب آل ابى طالب: 2 - 406.
[105]
الحسن بن محمد النوفلي يقول: قدم سليمان المروزى متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله. ثم قال له: إن ابن عمي علي بن موسى قدم علي من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته، فقال سليمان: يا أمير المؤمنين إنى أكره أن أسال مثله في مجلس في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلمني ولا يجوز الاستقصاء عليه. قال المأمون: إنما وجهت إليك لمعرفتي بقوتك وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط: فقال سليمان: حسبك يا أمير المؤمنين. اجمع بيني وبينه وخلني وإياه وألزم فوجه المأمون إلى الرضا عليه السلام، فقال: إنه قدم علينا رجل من أهل مرو وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام، فان خف عليك أن تتجشم المصير إلينا فعلت. فنهض عليه السلام للوضوء وقال لنا: تقدموني وعمران الصابي معنا، فصرنا إلى الباب فاخذ ياسر وخالد بيدي فادخلاني على المأمون، فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه الله قلت: خلفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم، ثم قلت: يا أمير المؤمنين إن عمران مولاك معي وهو بالباب، فقال: من عمران ؟ قلت الصابئ الذي أسلم على يدك. قال: فليدخل فدخل فرحب به المأمون، ثم قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بنى هاشم، قال: الحمد الله الذي شرفني بكم يا أمير المؤمنين، فقال له المأمون يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين إنه يزعم أنه واحد خراسان في النظر وينكر البداء، قال: فلم لا تناظره ؟ قال عمران: ذلك إليه. فدخل الرضا عليه السلام فقال: في أي شيئي كنتم ؟ قال عمران: يا ابن رسول الله هذا سليمان المروزي فقال سليمان: أترضى بابي الحسن وبقوله فيه ؟ قال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن ياتيني فيه بحجة أحتج بها على نظرائي من أهل
[106]
النظر قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟ قال: وما أنكرت من البداء يا سليمان، والله عز وجل يقول: " أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " ويقول عز وجل: " وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده " ويقول: " بديع السموات والارض " ويقول عز وجل: " يزيد في الخلق ما يشاء " ويقول " وبدأ خلق الانسان من طين " ويقول عز وجل: " وآخرون مرجون لامر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " ويقول عز وجل: " وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ". قال سليمان: هل رويت فيه شيئا عن آبائك ؟ قال: نعم، رويت عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " إن لله عز وجل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيه يعلمونه، قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل قال عليه السلام: قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم " فتول عنهم فما أنت بملوم " أراد هلاكهم ثم بدالله فقال: " وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين " قال سليمان: زدنى جعلت فداك. قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبي عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه: أن أخبر فلان الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا فاتاه ذلك النبي فاخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلني يشب طفلي وأفضى أمرى فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن ائت فلان الملك فاعلمه أني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة. فقال ذلك النبي: يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط، فأوحى الله عز وجل إليه: إنما أنت عبد مامور، فأبلغه ذلك والله لا يسال عما يفعل، ثم التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب قال: أعوذ بالله من ذلك، وما قالت اليهود ؟ قال: قالت " يد الله مغلولة " يعنون أن الله قد فرغ من الامر فليس يحدث شيئا.
[107]
فقال الله عز وجل: " غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا " ولقد سمعت قوما سالوا أبي موسى بن جعفر عليهما السلام عن البداء فقال: وما ينكر الناس من البداء وأن يقف الله قوما يرجيهم لامره قال سليمان: ألا تخبرني عن " إنا أنزلناه في ليلة القدر " في أي شئ أتزلت ؟ قال الرضا: يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر، أو رزق فما قدره من تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني. قال عليه السلام: يا سليمان إن من الامور امورا موقوفة عند الله تبارك وتعالى يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، يا سليمان إن عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان: فعلم علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله. وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين لا أنكر بعد يومى هذا البداء، ولا أكذب به إن شاء الله، فقال المأمون: يا سليمان سل أبا الحسن عما بدالك وعليك بحسن الاستماع والانصاف، قال: سليمان: يا سيدى أسالك ؟ قال الرضا عليه السلام: سل عما بدالك قال: ما تقول فيمن جعل الارادة إسما وصفة مثل حي وسميع وبصير وقدير، قال الرضا عليه السلام: إنما قلتم حدثت الاشياء واختلف لانه شاء وأراد ولم تقولوا حدثت واختلفت لانه سميع وبصير، فهذا دليل على أنها ليست بمثل سميع ولا بصير ولا قدير، قال سليمان: فانه لم يزل مريدا. قال يا سليمان فارادته غيره قال نعم: قال: فقد أثبت معه شيئا غيره لم يزل قال سليمان: ما أثبت، قال الرضا عليه السلام: أهي محدثة، قال سليمان لا ماهي محدثة، فصاح المأمون وقال: يا سليمان مثله يعايا أو يكابر، عليك بالانصاف أما ترى من حولك
[108]
من أهل النظر ثم قال: كلمه يا أبا الحسن فانه متكلم خراسان، فاعاد عليه المسالة فقال: هي محدثة. يا سليمان فان الشئ إذا لم يكن أزليا كان محدثا، وإذا لم يكن محدثا كان أزليا قال سليمان: إرادته منه كما أن سمعه منه وبصره منه وعلمه منه، قال الرضا عليه السلام: فارادته نفسه قال لا، قال عليه السلام: فليس المريد مثل السميع والبصير، قال سليمان: إنما أراد نفسه كما سمع نفسه وأبصر نفسه وعلم نفسه. قال الرضا عليه السلام: ما معنى أراد نفسه أراد أن يكون شيئا أو أراد أن يكون حيا أو سميعا أو بصيرا أو قديرا ؟ ! قال نعم: قال الرضا عليه السلام أفباء رادته كان ذلك ؟ ! قال الرضا عليه السلام فليس لقولك أراد، أن يكون حيا سميعا بصيرا معنى إذا لم يكن ذلك بارادته قال سليمان: بلى: قد كان ذلك بارادته. فضحك المأمون ومن حوله وضحك الرضا عليه السلام ثم قال لهم، ارفقوا بمتكلم خراسان يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها وهذا مما لا يوسف الله عز وجل به، فانقطع، ثم قال الرضا عليه السلام يا سليمان أسالك مسالة، قال: سل جعلت فداك قال أخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما يفقهون ويعرفون، أو بما لا يعرفون ؟ ! قال: بل بما يفقهون ويعرفون. قال الرضا عليه السلام: فالذي يعلم الناس أن المريد غير الارادة وأن المريد قبل الارادة وأن الفاعل قبل المفعول وهذا يبطل قولكم: إن الارادة والمريد شئ واحد قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون، قال عليه السلام فاراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم: الارادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جوابا. ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم الله عز وجل جميع ما في الجنة والنار ؟ ! قال سليمان نعم، قال: أفيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون من ذلك ؟ قال نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ إلا كان، أيزيدهم أو يطويه عنهم ؟ ! قال سليمان بل يزيدهم، قال: فاراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه
[109]
يكون قال: جعلت فداك والمزيد لا غاية له. قال عليه السلام: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيها لم يعلم ما يكون فيها قبل أن يكون، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت لا يعلمه لانه لا غاية لهذا، لان الله عز وجل وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا. قال الرضا عليه السلام: ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لانه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عز وجل في كتابه: " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال عز وجل لاهل الجنة: " عطاء غير مجذوذ " وقال عز وجل: " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " فهو جل وعز يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس يخلف مكانه قال: بلى، قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه ؟ ! قال سليمان: لا قال: فكذلك كل ما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم، قال سليمان: بل يقطع عنهم فلا يزيدهم: قال الرضا عليه السلام: إذا يبيد ما فيها، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب، لان الله عز وجل يقول: " لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد " ويقول عز وجل: " عطاء غير مجذوذ " ويقول عز وجل " وما هم منها بمخرجين " ويقول عز وجل: " خالدين فيها أبدا " ويقول عز وجل " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " فلم يحر جوابا. ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان ألا تخبرني عن الارادة فعل هي أم غير فعل: قال بل هي فعل، قال: فهي محدثة لان الفعل كله محدث، قال: ليست بفعل، قال: فمعه غيره لم يزل، قال سليمان: الارادة هي الانشاء قال: يا سليمان هذا الذي ادعيتموه على ضرار وأصحابه من قولهم: إن كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو أرض أو بحر أو بر، من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله عز وجل وإن إرادة الله عز وجل تحيى وتموت، وتذهب، تأكل وتشرب وتنكح وتلد، وتظلم
[110]
وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك، فتبرء منها وتعاديها، وهذا حدها قال سليمان: إنها كالسمع والبصر والعلم. قال الرضا عليه السلام: قد رجعت إلى هذا ثانية، فاخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع قال سليمان: لا قال الرضا عليه السلام: فكيف نفيتموه فمرة قلتم لم يرد ومرة قلتم أراد، وليست بمفعول له ؟ ! قال سليمان ! إنما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم: قال الرضا عليه السلام: ليس ذلك سواء لان نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي المراد نفي الارادة أن تكون، لان الشئ إذا لم يرد لم يكن إرادة، وقد يكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الانسان بصيرا وإن لم يكن المبصر ويكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم، قال سليمان: إنها مصنوعة. قال عليه السلام: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر لان السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة، قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل، قال: فينبغي أن يكون الانسان لم يزل لان صفته لم تزل، قال سليمان لا لانه لم يفعلها. قال الرضا عليه السلام: يا خراساني ما أكثر غلطك، أفليس بارادة وقوله تكون الاشياء قال سليمان: لا، قال: فإذا لم يكن بارادته ولا مشيته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟ ! تعالى الله عن ذلك، فلم يحر جوابا. ثم قال الرضا عليه السلام: إلا تخبرني عن قول الله عز وجل: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا متر فيها ففسقوا فيها " يعني بذلك أنه يحدث إرادة ؟ ! قال له نعم، قال فإذا أحدث إرادة كان قولك: إن الارادة هي هو أم شئ منه باطلا، لانه لا يكون أن يحدث نفسه ولا يتغير عن حاله، تعالى الله عن ذلك، قال سليمان: إنه لم يكن عني بذلك أنه يحدث إرادة، قال: فما عني به ؟ قال عني فعل الشئ. قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد هذه المسالة، وقد أخبرتك أن الارادة محدثة لان فعل الشئ محدث، قال: فليس لها معنى قال الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالارادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم: إن الله لم يزل مريدا. قال سليمان: إنما عنيت أنها فعل من الله لم
[111]
يزل، قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وحديثا وقديما في حالة واحدة فلم يحر جوابا. قال الرضا عليه السلام: لا باس، أتمم مسالتك، قال سليمان: قلت: إن الارادة صفة من صفاته، قال الرضا عليه السلام: كم تردد علي أنها صفة من صفاته، وصفته محدثة أو لم تزل ؟ ! قال سليمان: محدثة، قال الرضا عليه السلام: الله أكبر فالارادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا، قال الرضا عليه السلام: إن ما لم يزل لا يكون مفعولا، قال سليمان: ليس الاشياء إرادة ولم يرد شيئا. قال الرضا عليه السلام: وسوست يا سليمان فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه ولا فعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل، تعالى الله عن ذلك. قال سليمان: يا سيدي قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال المأمون: ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والتردد اقطع هذا وخذ في غيره إذا لست تقوي على هذا الرد. قال الرضا عليه السلام: دعه يا أمير المؤمنين لا تقطع عليه مسالته فيجعلها حجة، تكلم يا سليمان، قال: قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال الرضا عليه السلام: لا باس، أخبرني عن معنى هذه، أمعنى واحد أم معان مختلفة ؟ ! قال سليمان: بل معنى واحد، قال الرضا عليه السلام: فمعنى الارادات كلها معنى واحد قال سليمان: نعم. قال الرضا عليه السلام: فان كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام وإرادة القعود وإرادة الحياة وإرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة لم يتقدم بعضها بعضا ولم يخالف بعضها بعضا، وكان شيئا واحدا قال سليمان: إن معناها مختلف، قال عليه السلام فاخبرني عن المريد أهوا لارادة أو غيرها ؟ قال سليمان: بل هو الارادة. قال الرضا عليه السلام: فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الارادة ؟ قال: يا سيدي ليس الا إرادة المريد، قال عليه السلام فالارادة محدثة، وإلا فمعه غيره افهم وزد في مسالتك. قال سليمان: فانها اسم من أسمائه، قال الرضا عليه السلام: هل
[112]
سمى نفسه بذلك ؟ قال سليمان، لا لم يسم نفسه بذلك قال الرضا عليه السلام: فليس لك أتسميه بما لم يسم به نفسه ؟ قال: قد وصف نفسه بانه مريد. قال الرضا عليه السلام: ليس صفته نفسه أنه مريد إخبارا عن أنه إرادة ولا إخبارا عن أن الارادة إسم من أسمائه، قال سليمان لان إرادته علمه، قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده، قال سليمان: أجل، قال عليه السلام: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال سليمان: أجل، قال عليه السلام: من أين قلت ذاك، وما الدليل على أن إرادته علمه وقد يعلم مالا يريده أبدا، وذلك قوله عز وجل: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك " فهو يعلم كيف يذهب به ويذهب به أبدا قال سليمان: لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا. قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود، فكيف قال عز وجل " ادعوني أستجب لكم " قال سليمان: إنما عني بذلك أنه قادر عليه، قال عليه السلام: أفيعد مالا يفى به ؟ فكيف قال عز وجل " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عز وجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " وقد فرغ الامر فلم يحر جوابا. قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم أن إنسانا يكون ولا يريد أن يخلق إنسانا أبدا وأن إنسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم ؟ قال سليمان نعم: قال الرضا عليه السلام: فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون ؟ ! قال: يعلم أنهما يكونان جميعا، قال الرضا عليه السلام: إذن يعلم أن إنسانا حي ميت، قائم قاعد، أعمى بصير في حال واحدة وهذا هو المحال قال: جعلت فداك فانه يعلم أنه يكون أحدههما دون الآخر. قال عليه السلام: لا باس فايهما يكون ؟ الذى أراد أن يكون، أو الذى لم يرد أن يكون قال سليمان: الذي أراد أن يكون فضحك الرضا عليه السلام والمأمون وأصحاب المقالات قال الرضا عليه السلام: غلطت وتركت قولك: إنه يعلم أن إنسانا يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم وإنه يخلق خلقا وهو لا يريد أن يكون، قال سليمان: فانما قولي: إن الارادة ليست هو ولا غيره.
[113]
قال الرضا عليه السلام: يا جاهل إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو، قال سليمان: فهو، يعلم فكيف يصنع الشئ قال عليه السلام: نعم، قال سليمان: فان ذلك إثبات للشئ قال الرضا عليه السلام: أحلت لان الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ويحسن الخياط وإن لم يخط ويحسن صنعة الشئ وإن لم يصنعه أبدا. ثم قال له: يا سليمان هل يعلم أنه واحد لا شئ معه ؟ ! قال: نعم: قال: أفيكون ذلك إثباتا للشئ ؟ ! قال سليمان: ليس يعلم أنه واحد لا شئ معه: قال الرضا عليه السلام أفتعلم أنت ذاك ؟ ! قال فانت يا سليمان أعلم إذا قال سليمان: المسالة محال: قال: محال عندك أنه واحد لا شئ معه، وأنه سميع، بصير، حكيم، عليم وقادر ؟ ! قال: نعم: قال عليه السلام: فكيف أخبر الله عز وجل أنه واحد حتى سميع، بصير، عليم خبير وهو لا يعلم ذلك، وهذا رد ما قال وتكذيبه، تعالى الله عن ذلك. ثم، قال الرضا عليه السلام: فكيف يريد صنع مالا يدرى صنعه، ولا ما هو ؟ ! وإذا كان الصانع لا يدري كيف صنع الشئ قبل أن يصنعه فانما هو متحير، تعالى الله عن ذلك، قال سليمان: فان الارادة القدرة، قال الرضا عليه السلام وهو عز وجل يقدر على مالا يريده أبدأ، ولا بد من ذلك لانه قال تبارك وتعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا إليك "، فلو كانت الارادة هي القدرة، كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان، قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشمي، ثم تفرق القوم. (1) (1) التوحيد: 441 - 454. (*)
[114]
3 - (باب) * (احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون) * 10 - على بن شعبة مرسلا قال: لما حضر على بن موسى عليهما السلام مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان: فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، فقالت العلماء: أراد الله الامة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟. فقال الرضا عليه السلام: لا أقول. كما قالوا ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة عليهم السلام: وقال المأمون: وكيف عنى العترة دون الامة ؟ فقال الرضا عليه السلام: لو أراد الامة لكانت باجمعها في الجنة، لقول الله: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير ". ثم جعلهم في الجنة، فقال عز وجل: " جنات عدن يدخلونها " فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، ثم قال الرضا عليه السلام: ثم الذين وصفهم الله في كتابه فقال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتى لن يفترقا حتى يردا على الحوض ". انظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها الناس لا تعلموهم فانهم أعلم منكم. قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل، فقال الرضا عليه السلام: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: " امتي آلي " وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه: " آل محمد امته " فقال الرضا عليه السلام: أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد ؟ قالوا: نعم. قال عليه السلام: فتحرم على الامة ؟ قالوا: لا.
[115]
قال عليه السلام: هذا فرق بين الآل وبين الامة. ويحكم أين يذهب بكم، أصرفتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ ! قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن ؟ قال عليه السلام: من قول الله: " لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد، وكثير منهم فاسقون " فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين. أما علمتم أن نوحا سال ربه، وقال " رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق " وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله، فقال له ربه تبارك وتعالى " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح، فلا تسالن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين " فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس. فقال الرضا عليه السلام: إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه. قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله فقال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " وقال في موضع آخر: " أم يحسدون النس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ". ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعو الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم " يعنى الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما بقوله: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "، يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين والملك ههنا الطاعة لهم. قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في إثني عشر موضعا فاول ذلك قول الله: " وأنذر عشيرتك الاقربين - ورهطك المخلصين هكذا في قراءة ابي بن كعب وهى ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود - فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية
[116]
وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فهذه واحدة. والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لانه فضل بين. والآية الثالثة حين ميز الله الطاهر بن من خلقه مر نبيه في آية الابتهال، فقال: قل يا محمد - تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فابرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسنين وفاطمة عليهم السلام فقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله: وأنفسنا وأنفسكم، قالت العلماء: عنى به نفسه. قال أبو الحسن عليه السلام: غلطتم، إنما عنى به عليا عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: لينتهين بنو وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى عليا عليه السلام: فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد. وفضل لا يختلف فيه بشر. وشرف لا يسبقه إليه خلق، إذا جعل نفس علي عليه السلام كنفسه فهذه الثالثة. وأما الرابعة: فاخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس، فقال: يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم، وفي هذا بيان قوله لعلى عليه السلام: " أنت منى بمنزلة هارون من موسى " قالت العلماء: فاين هذا من القرآن. قال أبو الحسن عليه السلام أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم، قالوا: هات. و قال عليه السلام قول الله عز وجل: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوء القومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " في هذه الاية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة على عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومع هذا دليل ظاهر في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: " إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحاثض إلا لمحمد وآل محمد ". فقالت العلماء: هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم - معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو الحسن عليه السلام: ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها " ففيما أوضحنا وشرحنا
[117]
من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة مالا ينكره إلا معاند. ولله عز وجل الحمد على ذلك، فهذه الرابعة. وأما الخامسة فقول الله عز وجل: " وآت ذا القربى حقه " خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامة. فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ادعو لي فاطمة فدعوها له. فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول الله فقال. إن فدك لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين. وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولو لدك. فهذه الخامسة. وأما السادسة: فقول الله عز وجل: " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا الموده في القربى " فهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم دون الانبياء وخصوصية للآل دون غيرهم و ذلك أن الله حكى عن الانبياء في ذكر نوح عليه السلام يا قوم لا أسالكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون ". وحكى عن هود عليه السلام قال: " لا أسالكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون " وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربي ". ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلالة أبدا. وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب، فاحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المؤمنين شئ إذ فرض عليهم مودة ذي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأحب أهل بيته عليهم السلام لم يستطع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبغضه. ومن تركها ولم ياخذها وأبغض أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله فعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبغضه، لانه قد ترك فريضة من فرائض الله. وأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا. ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم " و " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربي " قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: " أيها الناس
[118]
إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه " فلم يجبه أحد، فقام فيهم يوما ثانيا، فقال مثل ذلك، فلم يجبه أحد. فقام فيهم يوم الثالث، فقال: " أيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه " فلم يجبه أحد فقال: أيها الناس إنه ليس ذهبا ولا فضة ولا ماكولا ولا مشروبا قالوا: فهات إذا ؟ فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا أما هذا فنعم، فما وفى به أكثرهم. ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثنى أبي، عن جدي، عن آبائه، عن الحسين بن - علي عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن ياتيك من الوفود وهذه أمو النامع دمائنا فاحكم فيها بارا ماجورا، أعطما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج. فانزل الله عز وجل عليه الروح الامين فقال: يا محمد " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربي " لا تؤذ واقرا بتى من بعدي، فخرجوا فقال اناس منهم: ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما، فانزل الله هذه الآية: " أم يقولون افتريه قل إن افتريه فلا تملكون لى من الله شيئا هم أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم ". فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: هل من حدث ؟ فقالوا: اي والله يا رسول الله لقد تكلم بعضنا كلاما عظيما فكرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل الله تعالى: " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيات، ويعلم ما تفعلون " فهذ السادسة. وأما السابعة فيقول الله: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال: تقولون. " اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل ابرهيم إنك حميد مجيد " وهل بينكم معاشر الناس في هذا اختلاف ؟ قالوا: لا. فقال المأمون: هذا مالا اختلاف فيه أصلا وعليه
[119]
الاجماع فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا القرآن ؟ قال أبو الحسن عليه السلام: أخبروني عن قول الله " يس والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم " فمن عنى بقوله: يس: قال العلماء: يس محمد ليس فيه شك، قال أبو الحسن عليه السلام: أعطى الله محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الانبياء صلوات الله عليهم. فقال تبارك وتعالى: سلام على نوح في العالمين " وقال: " سلام على إبراهيم " وقال: " سلام على موسى وهارون " ولم يقل: سلام على آل نوح. ولم يقل: سلام على " آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل سلام على آل يس: " يعنى آل محمد. فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. فهذه السابعة. واما الثامنة فقول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى " فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا فصل بين الآل والامة، لان الله جعلهم في حيز وجعل الناس كلهم في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه وابتدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذى القربي في كل ما كان من الفيئ والغنيمة وغير ذلك ممارضيه عزوجل لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ". فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيمه في كتاب الله الناطق الذي " لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وأما قوله: واليتامى والمساكين " فان اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم ولم يكن له نصيب وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم ولا يحل له أخذه وسهم ذى القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير، لانه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله صلى الله عليه وآله، سهما فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ مارضيه لنفسه، ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم رضيه لذى القربى كما جاز لهم في الغنيمة
[120]
فبدأ بنفسه، ثم برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ثم بهم وقرن سهم بسهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وكذلك في الطاعة قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا أطيعو الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم ". فبدأ بنفسه، ثم برسوله صلى الله عليه وآله، ثم باهل بيته وكذلك آية الولاية " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " " فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمه مع سهم الرسول مقرونا باسهم في الغنيمة والفيئ فتبارك الله ما أعظم نعمته على أهل هذا لبيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره ونزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزه أهل بيته عنها. فقال: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله " فهل تجد في شئ من ذلك أنه جعل لنفسه سهما، أو لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو لذي القربي لانه لما نزهم عن الصدقة نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته لابل حرم عليهم، لان الصدقة محرمة على محمد وأهل بيته وهي أوساخ الناس لا تحل لهم لانهم طهروا من كل دنس ورسخ، فلما طهرهم واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه. وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ". فقال العلماء إنما عني بذلك اليهود والنصارى. قال أبو - الحسن عليه السلام وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم ويقولون إنه أفضل من دين الاسلام ؟ ؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ قال: نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله يقوله في سورة الطلاق: " فاتقوا الله يا اولى الالباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات مبينات " فالذكر رسول الله ونحن أهله. فهذه التاسعة. وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم: " حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم إلى آخرها " أخبروني هل تصلح ابنتى أوانبة ابنتي أو ما تناسل من صلبى لرسول الله أن يتزوجها لو كان حيا ؟، قالوا لا. قال عليه السلام: فاخبروني هل كانت إبنة أحدكم
[121]
تصلح له أن يتزوجها، قالوا: بلى. قال فقال عليه السلام: ففى هذا بيان أنا من آله ولستم من آله لو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتى، لانا من آله وأنتم من امته، فهذا فرق بين الآل والامة إذا لم تكن الال فليست منه. فهذه العاشرة. وأما الحادية عشرة فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل: " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " الآية. فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله بولادتنا منه وعممنا الناس بدينه، فهذا فرق ما بين الآل والامة. فهذه الحادية عشر. واما الثانية عشرة قوله: " وأمر أهلك بالصلواة واصطبر عليها " فخصنا بهذه الخصوصية إذا أمرنا مع أمره، ثم خصنا دون الامة، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجئ الى باب علي وفاطمة عليهما السلام بعد نزول هذه الاية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: " الصلاة يرحمكم الله " وما أكرم الله أحدا من ذرارى الانبياء بهذه الكرامة التى أكرمنا الله بها وخصنا من جميع أهل بيته فهذا فرق ما بين الآل والامة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه (1). 11 - الصدوق - رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عمر الكاتب، عن محمد بن زياد القلزمي عن محمد بن أبي زياد الجدى صاحب الصلوة بجدة، قال: حدثني محمد بن يحيى بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يتكلم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد: قال: ابن أبي زياد: ورواه لي وأملى أيضا أحمد بن عبد الله العلوي مولى لهم وخالا لبعضهم، عن القاسم بن أيوب العلوي، أن المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا عليه السلام جمع بنى هاشم، فقال لهم: إنى أريد أن أستعمل الرضا على هذا الامر من بعدي، (1) تحف العقول: 313. (*)
[122]
فحسده بنو هاشم، وقالوا: أتولي رجلا جاهلا ليس له بصر بتدبير الخلافة، فابعث إليه رجلا ياتناه فترى من جهله ما تستدل به عليه فبعث إليه، فاتاه. فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن اصعد المنبر وانصب لنا علما نعبد الله عليه، فصعد عليه السلام المنبر، فقعد مليا لا يتكلم مطرقا، ثم انتقض انتقاضة واستوى قائما وحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على نبيه وأهل بيته ثم قال: أول عبادة الله تعالى معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله تعالى نفى الصفات عنه، لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل موصوف أن له خالقا ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران. وشهادة الاقتران بالحدوث وشهادة الحدوث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدوث، فليس الله، من عرف بالتشبيه ذاته، ولا إياه وحده من اكتنهه ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا به صدق من نهاه ولا صمده من أشار إليه، ولا إياه عنى من شبهه ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه. كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواء معلول، بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجته، خلق الله الخلق حجابا بينه وبينهم ومباينته إياهم ومفارقته أينيتهم وابتداءه إياهم دليلهم على أن لا إبتداء له بعجز كل مبتداء عن ابتداء غيره وأدوات إياهم دليلهم على أن لا أدوات فيه، لشهادة الادوات بفاقة المادين. فاسمائه تعبير وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق، بينه وبين خلقه، وغيوره تحديد لما سواه، فقد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من اشتمله، وقد أخطاه من اكتنهه، ومن قال: كيف ؟ فقد شبهه ومن قال: لم فقد علله ومن قال متى ؟ فقد وقته، ومن قال: فيم ؟ فقد ضمنه ومن قال: الى م ؟ فقد نهاه، ومن قال: حتى م ؟ فقد غياه، ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزاه ومن جزأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد. فيه ولا يتغير الله بانغيار المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود أحد لا بتأويل عدد ظاهر لا بتأويل المباشرة متجلي لا باستقلال رؤية، باطن لابمزايلة، مباين لا بمسافة،
[123]
قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بحول فكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمحسة، سميع لا بآلة، بصير لاباداة. لا تصحبه الاوقات ولا تضمنه الاماكن، ولا تأخذه السنات، ولا تحده الصفات، ولا تقيده الادوات سابق الاوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له وبمضادته بين الاشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الامور عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة والجلاية بالبهم والحسو باالبلل، والصرد بالحرور. مؤلف بين متعاد ياتها، مفرق بين متدانياتها دالة بتفريقها على مفرقها، و بتأليفها على مؤلفها، ذلك قوله تعالى: " ومن كل شئ خلقناز وجين لعلكم تذكرون " ففرق بها بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها دالة بتفاوتها، أن لا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها. حجب بعضها عن بعض، ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيرها، له معنى الربوبية إذ لامر بوب، وحقيقة الالهية إذ لامالوه، معنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتاويل السمع ولا مسموع، ليس مذ خلق استحق معنى الخالق، ولا باحداثه البرايا استفاد معنى البرائية، كيف ولا تغيبه " مذ " ولا تدنيه " قد " ولا يحجبه " لعل " ولا توقته " متى " ولا يشتمله " حين " ولا تقاربه " مع ". إنما تحد الادوات أنفسها وتشير الآلة إلى نظائرها، وفي الاشياء يوجد أفعالها منعتها مذ القديمة وحمتها قد مذ الازلية، لولا الكلمة افترقت فدلت على مفرقها وتباينت فاعربت عن مبانيها لما تجلى صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الاوهام: وفيها أثبت غيره، ومنها أنبط الدليل. وبها عرفها الاقرار وبالعقول يعتقد التصديق بالله. وبالاقرار يكمل الايمان به، ولا ديانة إلا بعد معرفة، ولا معرفة إلا بالاخلاص ولا إخلاص مع التشبيه، ولا نفى مع إثبات الصفات للتشبيه، فكل ما في الخلق لا يوجد
[124]
في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لا تجرى عليها الحركة والسكون، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه ؟ ! إذا لتفاوتت ذاته ولتجزء كنهه ولا امتنع من الازل معناه. ولما كان للبارئ معنى غير معنى المبرؤ، ولوحد له وراء إذا لحد له أمام، ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان، كيف يستحق الازل من لا يمتنع من الانشاء وإذا لقامت فيه آية المصنوع، ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه، ليس في مجال القول حجة، ولا في المسالة عنه جواب، ولا في معناه لله تعظيم، ولا في إبانته عن الخلق ضيم إلا بامتناع الازلي أن يثني، ولما لا بدئ له أن يبتدء لا إله إلا الله العلى العظيم كذب العاد لون وضلوا ضلالا بعيد أو خسرو اخسرنا مبينا وصلى الله علي محمد وأهل بيته الطاهرين (1). 12 - عنه قال حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضى الله عنه - قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام، فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك: أن الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل: " فعصى آدم ربه فغوي ". فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى قال لآدم: اسكن أنت وزوجك الجنة و كلامنها رغدا حيث شئتما ولا تقر باهذه الشجرة " وأشار لهما إلى شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين: " ولم يقل لهما: لا تاكلامن غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال: " ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة " وإنما ينهيكما أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن الاكل منها " إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمها إني لكما لمن الناصحين ". ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا " فدليهما بغرور (1) عيون الاخبار: 1 - 149.
[125]
فاكلا منها " ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما، لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله عز وجل: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه، فتاب عليه فهدى " وقال عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين " فقال له المأمون: فما معنى قول الله عز وجل: " فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ". فقال له الرضا عليه السلام: إن حواء ولدت لآدم خمس ماة بطن ذكرا وأنثى، و أن آدم عليه السلام وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه، وقالا. " لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتيهما صالحا " من النسل خلقا سويا بريا من الزمانة والعاهة و كان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا أناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبو يهماله عز وجل قال الله تبارك، وتعالى: " فتعالى الله عما يشركون ". فقال المأمون: أشهد أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا، فاخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم عليه السلام: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى " فقال الرضا عليه السلام: إن إبراهيم وقع إلى ثلثة أصناف صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفى فيه " فلما جن عليه الليل " فرأى الزهرة " قال: " هذا ربي " على الانكار والاستخبار، " فلما أفل " الكوكب قال " لاأحب الافلين " لان الافول من صفات المحدث، لا من صفات القدم. فلما رأى القمر بازغا قال: " هذا ربي " علي الانكار والاستخبار: " فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لا كونن من القوم الضالين " يقول: لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين، " فلما أصبح " ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على الانكار والاستخبار، لا على الاخبارو الاقرار " فلما أفلت " قال للاصناف
[126]
الثلثة من عبدة الزهره والقمر والشمس: " يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهى للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين ". وإنما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السموات والارض، وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما قال الله عز وجل: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " فقال المأمون: لله درك يا بن رسول الله فاخبرني عن قول إبراهيم عليه السلام: " رب أرني كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " قال الرضا عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى ابراهيم عليه السلام: أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم: أنه ذلك الخليل، فقال: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " على الخلة. قال: " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم " فاخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وطاووسا وبطا وديكا، فقطعهن وخلطهن، ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله، وكانت عشرة منهن جزء، وجعل منا قيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن باسما ئهن ووضع عنده حبا وماء، فتطايرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه. فخلى إبراهيم عليه السلام عن مناقيرهن، فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا، أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن فاخبرني عن قول الله عز وجل " فوكزه موسى فقضى عليه قال: هذا من عمل الشيطان ". قال الرضا عليه السلام: إن موسى دخل مدينة عن مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتلان هذا من شيعته وهذا
[127]
من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " فقضى موسى على العدو " وبحكم الله تعالى ذكره " فوكزه " فمات " قال " هذا من عمل الشيطان " يعنى الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى عليه السلام من قتله إنه يعنى الشيطان " عدو مضل مبين ". فقال المأمون: فما معنى قول موسى " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي " قال: يقول: إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة " فاغفر لي " أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بى فيقتلوني " فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " قال موسى عليه السلام: " رب بما أنعمت علي " من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة " فلن أكون ظهيرا للمجرمين " بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى رضي " فاصبح " موسى عليه السلام " في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه " على آخر " قال موسى إنك لغوي مبين " قاتلت رجلا بالامسى وتقاتل هذا اليوم، لا وذينك وأراد أن يبطش به. " فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما " وهو من شيعته، " قال موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين " قال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن، فما معنى قول موسى لفرعون: " فعلتها إذا وأنا من الضالين ". قال الرضا عليه السلام: إن فرعون قال لموسى: لما أتاه: " وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين " بي " قال " موسى: " فعلتها إذا وأنا من الضالين " عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك، " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين " وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " ألم يجدك يتيما فآوى " يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس " ووجدك ضالا " يعنى عند قومك " فهدى " أي هديهم إلى معرفتك " ووجدك عائلا فاغنى " يقول: أغناك بان جعل دعائك مستجابا. قال المأمون: بارك الله فيك يا بن رسول الله، فما معنى قول الله عز وجل:
[128]
" فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني " كيف يجوز أن يكون كلم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم أن الله تبارك وتعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يساله هذا السؤال ؟ فقال الرضا عليه السلام: إن كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أن الله تعالى أعز أن يرى بالابصار، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا، رجع إلى قومه فاخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه، فقالوا " لن نؤمن لك " حتى نستمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعماة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفا، ثم اختار منهم سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعماته، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم. فخرج بهم إلى طور سيناء فاقامهم في سفح الجبل وصعد موسى إلى الطور وسئل الله تعالى: أن يكلمه، ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام، لان الله عز وجل أحدثه في الشجرة وجعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: " لن نؤمن لك " بان هذا الذي سمعناه كلام الله: " حتى نرى الله جهرة ". فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة فاخذتهم بظلمهم، فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنك ذهبت بهم فقتلتهم ؟ ! لانك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجات الله عز وجل إياك فاحياهم الله وبعثهم، معه فقالوا إنك لو سئلت الله أن يريك ننظر إليه لاجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته ؟ فقال موسى: يا قوم إن الله تعالى لا يرى بالابصار ولا كيفية له، وإنما يعرف بآياته ويعلم باعلامه، فقالوا: " لن نؤمن لك " حتى تسئله، فقال موسى: يا رب إنك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم فأوحى الله جل جلاله: يا موسى سلني ما سئلوك، فلن أؤ اخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام: " رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه " وهو
[129]
يهوى " فسوف تراني ". فلما تجلى ربه للجبل " باية من آياته " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال: سبحانك تبت إليك " يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي " و أنا أول المؤمنين " منهم بانك لا ترى، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فاخبرني عن قول الله عز وجل: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ". فقال الرضا عليه السلام: لقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم كما همت به لكنه كان معصوما، والمعصوم لايهم بذنب ولا ياتيه، ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق عليه السلام، أنه قال: همت بان تفعل، وهم بان لا يفعل، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن فاخبرني عن قول الله عز وجل: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ". فقال الرضا عليه السلام: ذاك يونس بن متى عليه السلام: ذهب مغاضبا لقومه فظن استيقن " أن لن نقدر عليه " أي لن نضيق عليه رزقه، ومنه قوله عز وجل: " وأما إذا ما ابتليه فقدر عليه رزقه " أي ضيق وقتر " فنادى في الظلمات " أي ظلمة الليل و ظلمة بطن الحوت: " أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين " بتركي مثل هذه العبادة التى قد فر غتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله له، وقال عز وجل " فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون ". فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فاخبرني عن قول الله عز وجل: " حتى إذا استياس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا " قال الرضا عليه السلام يقول الله عز وجل: " حتى إذا استياس الرسل " من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فاخبرني عن قول الله عز وجل " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ". قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلثمائة وستين صنما، فلما جاءهم صلى الله عليه وآله وسلم،
[130]
بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا الشئ عجاب وانطلق الملامنهم أن امشوا واصبرا على آلهتكم إن هذا الشئ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ". فلما فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مكة، قال له يا محمد: " إنا فتحنا لك " مكة " فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركي أهل مكة ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم. فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فاخبرني عن قول الله عز وجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم " ؟ قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك أعنى واسمعي يا جاره خاطب الله عز وجل نبيه وأراد به أمته، وكذلك قوله: تعالى " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله عز وجل: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ". قال صدقت يا بن رسول الله فاخبرني عن قول الله عز وجل: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشيه " قال الرضا عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأي امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك وإنما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول من زعم أن الملئكة بنات الله. فقال الله عز وجل: " أفاصفيكم ربكم بالبنين واتخذ من الملئكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما " فقال النبي: لمار آها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولدا، يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقوله لها: سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وقال له: يا رسول الله إن إمرأتي في خلقها سوء وإني
[131]
أريد طلاقها، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمسك عليك زوجك واتق الله وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه، وإن تلك المرأة منهن فاخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد، وخشي الناس أن يقولوا: أن محمدا يقول لمولاه: إن امرأتك ستكون لي زوجة، يعيبونه بذلك. فانزل الله عز وجل: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه " يعنى بالاسلام، " وأنعمت عليه " يعنى بالعتق " أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه، فزوجها الله عز وجل من نبيه محمد صلى الله عليه وآله وأنزل بذلك قرآنا، فقال عز وجل: " فلما قضى زيد منها وطرا زوجنا كها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ". ثم علم الله عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها، فانزل الله تعالى: " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له " فقال المأمون: لقد شفيت صدري يا بن رسول الله وأو ضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاسلام خيرا. قال على بن محمد بن الجهم: فقام المأمون إلى الصلواة وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام وكان حاضر المجلس وتبعتهما فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك ؟ فقال له: عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم، فقال المأمون: إن ابن أخيك من أهل بيت النبي الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إلا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغار أو أعلم الناس كبارا، فلا تعلمو هم فانهم أعلم منكم، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة. وانصرف الرضا عليه السلام إلى منزله، فلما كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له، فضحك عليه السلام، ثم قال: يا بن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه، فانه سيغتالني والله تعالى ينتقم لي منه. (1) (1) عيون الاخبار: 1 - 195.
[132]
13 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن علي الانصاري، عن أبى الصلت الهروي، قال: قال المأمون يوما للرضا عليه السلام: يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين باى وجه هو قسيم الجنه والنار وباي معنى فقد كثر فكرى في ذلك ؟ فقال له الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين ألم ترو، عن أبيك، عن آبائه، عن عبد الله بن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر فقال بلى، فقال الرضا عليه السلام: فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار. فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو الصلت الهروي: فلما انصرف الرضا عليه السلام إلي منزله أتيته، فقلت له، يا بن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين ؟ فقال الرضا عليه السلام: يا أبا الصلت إنما كلمته من حيث هو، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة يوم القيامة، تقول للنار هذا لي وهذا لك (1). 14 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثني أبي قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق أن معوية ليس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيام كان الرضا عليه السلام بها فافتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا عليه السلام، فافتى: أنها لا تطلق. فكتب الفقهاء رقعة وأنفذوها إليه، وقالوا له: من أين قلت يا بن رسول الله أنها لا تطلق ؟ فوقع عليه السلام في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لمسلمة يوم الفتح وقد كثروا عليه: أنتم خيرو أصحابي خير ولا (1) عيون الاخبار: 2 - 86.
[133]
هجرة بعد الفتح، فامطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحابا له، قال: فرجعوا إلى قوله. (1) 15 - عنه رحمه الله قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثنى أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الانصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا بن رسول الله باى شئ تصح الامامة لمدعيها ؟ قال: بالنص والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هي ؟ قال في العلم واستجابة الدعوة، قال: فما وجه إخباركم بما يكون قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس. قال عليه السلام له: أما بلغك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله قال: بلى، قال وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه، ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله الائمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، وقال عز وجل في محكم كتابه: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فاول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ثم الحسن والحسين والائمة من ولد الحسين عليهم السلام إلى يوم القيمة. قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أبا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت فقال الرضا عليه السلام: إن الله عز وجل قد أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي مع الائمة منا تسددهم وتوفقهم وهو عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل. قال له المأمون: يا أبا الحسن بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد ؟ فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ابن (1) عيون الاخبار: 2 - 87.
[134]
أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ترفعوني فوق حقي فان الله تبارك تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا. قال الله تبارك وتعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول: للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوار بانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يامركم أن تتخذوا الملئكة والنبيين أربابا أيامركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون ". قال عليه السلام: يهلك في إثنان ولا ذنب لي، محب مفرط ومبغض مفرط وأنا أبرء إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى، قال الله تعالى: وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدولله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ". وقال عز وجل: " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون " وقال عز وجل: ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام " ومعناه إنهما كانا يتغوطان، فمن ادعى للانبياء ربوبية وادعى للائمة ربوبية أو نبوة أو لغير الائمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة. فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة فقال الرضا عليه السلام: إنها لحق قد كانت في الامم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال عليه السلام إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلي خلفه. وقال عليه السلام: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا، قال ثم يرجع الحق إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرضا عليه السلام: من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم
[135]
مكذب بالجنة والنار قال المأمون: ما تقول في المسوخ ؟ قال الرضا عليه السلام اولئك قوم غضب الله عليهم، فمسخهم، فعاشوا ثلثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم اسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهت علوم آبائك فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا. قال الحسن بن الجهم: فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله، فدخلت عليه وقلت له: يا بن رسول الله، الحمد لله الذى وهب لك من جميل رأى أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك. فقال عليه السلام: يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فانه سيقتلني بالسم وهو ظالم إلى أني إعرف ذلك بعهد معهود إلى من آبائى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاكتم هذا ما دمت حيا. قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السلام بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائى في القبة التي فيها قبر هرون الرشيد الى جانبه. (1) 16 - عنه - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: يحكى عن الرضا عليه السلام خبر مختلف الالفاظ لم تقع لي روايته باسناد أعمل عليه وقد اختلف الالفاظ من الرواة إلا أني سأتي به وبمعانيه وإن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا عليه السلام وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدسو إليهم أن ناظروه في الامامة. فقال لهم الرضا عليه السلام: اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل (1) عيون الاخبار: 2 - 200.
[136]
يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله، فقال الرضا عليه السلام: يا يحيى سل عما شئت فقال: نتكلم في الامامة، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم ووقع الرضا به، فقال له: يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا على نفسه أيكون محقا مصيبا أو مبطلا مخطا ؟ فسكت يحيى، فقال له المأمون: أجبه، فقال: يعفينى أمير المؤمنين من جوابه، فقال المأمون: يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة. فقال: لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ؟ فان زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب، وإن زعم أنهم صدقوا، فقد قال أو لهم: وليتكم ولست بخيركم، وقال تاليه كانت بيعته فلتة، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فوالله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل، فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع الا بنعوت منها العلم، ومنها الجهاد، ومنها ساير الفضايل وليست فيه. ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها، كيف يقبل عهده الى غيره وهذه صورته ؟ ! ثم يقول على المنبر: أن لي شيطانا يعترينى، فإذا مال بى فقوموني وإذا أخطات فارشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيى في هذا جواب، فعجب المأمون من كلامه، وقال يا أبا الحسن ما في الارض من يحسن هذا سواك. (1) (1) عيون الاخبار: 2 - 231.
[137]
(كتاب الطهارة) 1 - (باب المياه) 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلى رجل أساله أن يسال أبا الحسن الرضا عليه السلام عن البئر يكون في المنزل للوضوء، فتقطر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شئ من عذرة كالبعرة ونحوها، ما الذي يطهرها حتى يحل الوضوء منها للصلاة ؟، فوقع عليه السلام، بخطه في كتابي: تنزح منها دلاءا. (1) 2 - وبهذا الاسناد قال: ماء البئر واسع لا يفسده شئ إلا أن يتغير [به]. (2) 3 - عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمد بن القاسم، عن أبي الحسن عليه السلام في البئر يكون بينها وبين الكنيف خمسة أذرع أو اقل أو أكثر يتوضا منها، قال: ليس يكره من قرب ولا بعد يتوضا منها ويغتسل ما لم يتغير الماء، (3) 4 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: ليس يكره من قرب ولا بعد بئر يغتسل منها ويتوضا ما لم يتغير الماء. (4) 5 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت (1) الكافي: 3 - 5 والتهذيب: 1 - 244. (2) الكافي: 3 - 5 والتهذيب: 1 - 409 والاستبصار: 1 - 44. (3) الكافي: 3 - 8. (4) من لا يحضره الفقيه: 1 - 13.
[138]
إلى رجل أساله أن يسال أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال: ماء البئر واسع لا يفسده شئ إلا أن يتغير ريحه أو طعمه فينزح منه حتى يذهب الريح ويطيب لان له مادة. (1) 2 - (باب الاحداث) 6 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان قال: سال الرضا عليه السلام رجل وأنا حاضر فقال: إن بي جرحا في مقعدتي فاتوضا وأستنجي ثم أجد بعد ذلك الندى والصفرة من المقعدة أفا عيد الوضوء ؟ فقال: وقد اتقيت ؟ فقال: نعم، قال: لا ولكن رشه بالماء ولا تعد الوضوء. (2) 7 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام الطنفسة والفراش يصيبهما البول كيف يصنع بهما وهو ثخين كثير الحشو، قال: يغسل ما ظهر منه في وجهه. (3) 8 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبى محمود قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يستنجى ويغسل ما ظهر منه على الشرج ولا تدخل فيه الانملة. (4) 9 - عنه عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان عبد الرحمن قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ويرى (1) التهذيب 1 - 234. (2) الكافي: 3 - 19. (3) الكافي: 3 - 55 والفقيه: 1 - 41 والتهذيب: 1 - 251. (4) الكافي: 3 - 17 والفقيه: 1 - 21 والتهذيب: 1 - 45 والاستبصار: 1 - 51.
[139]
البلل بعد البلل، قال: يتوضا ثم ينتضح في النهار مرة واحدة. (1) 10 - الصدوق قال: وروي أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كان يستيقظ من نومه فيتوضا ولا يستنجي وقال: كالمتعجب من رجل سماه بلغني أنه إذا خرجت منه ريح استنجى. (2) 11 - عنه قال: وسئل الرضا عليه السلام عن الرجل يطا في الحمام وفي رجليه الشقاق فيطا البول والنورة، فيدخل الشقاق أثر أسود مما وطئه من القذر وقد غسله، كيف يصنع به وبرجله التي وطابها أيجزيه الغسل، أم يخلل أظفاره باظفاره ويستنجي، فيجد الريح من أظفاره ولا يرى شيئا ؟ فقال: لا شئ عليه من الريح والشقاق بعد غسله، ولا باس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة، فليس فيما ينفع البدن إسراف إنما الاسراف فيما أتلف المال، وأضر بالبدن، والدم إذا أصاب الثوب فلا باس بالصلاة فيه، ما لم يكن مقداره مقدار درهم واف، والوافى ما يكون وزنه درهما وثلثا. وما كان دون الدرهم الوافي فقد يجب غسله ولا باس بالصلاة فيه، وإن كان الدم دون حمصة فلا باس بان لا يغسل إلا يكون دم الحيض فانه يجب غسل الثوب منه، ومن البول والمنى، قليلا كان أو كثيرا وتعاد منه الصلاة علم به أو لم يلعم. (3) 12 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه عن محمد بن أحمد بن عمران الاشعري عن إبراهيم بن هاشم وغيره، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجيب الرجل أحدا وهو على الغايط ويكلمه، حتى يفرغ. (4) (1) الكافي: 3 - 20. (2) الفقيه: 1 - 22 والتهذيب: 441. (3) الفقيه: 1 - 42. (4) علل الشرايع: 1 - 268 والتهذيب: 1 - 27.
[140]
13 - الطوسي باسناده عن الهيثم بن مسروق النهدي عن محمد بن إسماعيل قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وفي منزله كنيف مستقبل القبلة وسمعته يقول من بال حذاء القبلة ثم ذكر فانحرف عنها إجلالا للقبلة وتعظيما لها لم يقم من مقعده ذلك حتى يغفر الله له. (1) 14 - عنه قال: وأخبرني الشيخ أيده الله عن أحمد بن الحسن ابن الوليد قال: أخبرني أبي عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم، قال: سالت الرضا عليه السلام عن الناصور، فقال: إنما ينقض الوضوء ثلاث: البول والغائط والريح (2). 15 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي بن محبوب الاشعري، عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سالت الرضا عليه السلام عن القي والرعاف والمدة أنتقض الوضوء أم لا ؟ قال: لا تنقض شيئا (3). 16 - عنه قال: روى الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثم أعدت عليه سنة اخرى فأمرني بالوضوء منه، وقال: إن عليا عليه السلام أمر المقداد أن يسال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، - واستحيا أن يساله - فقال: فيه الوضوء، قلت فان لم أتوضأ، قال: لا باس به (4). 17 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير قال: حدثني يعقوب ابن يقطين قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يمذي وهو في الصلوة من شهوة، أو من غير شهوة قال: المذي منه الوضوء (5). 18 - عنه قال: الصفار، عن معاوية بن حكيم، عن على بن الحسن بن رباط (1) التهذيب: 1 - 352 والاستبصار: 1 - 47. (2) التهذيب: 1 - 10. (3) التهذيب: 1 - 16. (4) التهذيب: 1 - 18. (5) التهذيب: 1 - 21.
[141]
عن الكاهلي قال: سالت الرضا عليه السلام، عن المذي فقال: ما كان منه بشهوة، فتوضأ منه (1). 19 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال: سمعته يقول: رأيت أبي صلوات الله عليه وقدر عف بعد ما توضأ دما سائلا، فتوضأ (2). 20 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يدخل يده في الاناء وهي قذرة قال: يكفي الاناء (3). 3 - (باب) * (الحيض والاستحاضة) * 21 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن أدنى ما يكون من الحيض، فقال: أدناه ثلاثة وأبعده عشرة (4). 22 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الحائض كم تستظهر ؟ فقال: تستظهر بيوم أو يومين أو ثلاثة (5). 23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن (1) التهذيب: 1 - 19. (2) التهذيب: 1 - 13. (3) التهذيب: 1 - 156 والاستبصار: 1 - 47. (4) التهذيب: 1 - 156 والاستبصار: 1 - 130. (5) التهذيب: 1 - 171 والاستبصار: 1 - 149.
[142]
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطامث كم حد جلوسها ؟ فقال: تنتظر عدة ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيام، ثم هي مستحاضة (1). 24 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطامث وحد جلوسها، فقال: تنتظر عدة ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيام ثم هي مستحاضة (2). 25 - عنه باسناده عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام الجارية النصرانية تخدمك، وأنت تعلم أنها نصرانية لا تتوضأ ولا تغسل من جنابة ؟ قال: لا باس تغسل يديها (3). 26 - عنه باسناده عن صفوان قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحبلى ترى الدم ثلاثة أيام أو أربعة أيام تصلي ؟ قال: تمسك عن الصلاة (4). 4 - (باب) * (الجنابة والاغسال) * 27 - الحميري، عن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: في غسل الجنابة تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك ثم تدخلها في الاناء ثم اغسل ما أصاب منك ثم افض على رأسك وسائر جسدك (5). 28 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام، الرجل يجنب، فيصيب جسده ورأسه الخلوق والطيب (1) التهذيب: 1 - 172 والاستبصار: 1 - 149. (2) التهذيب: 1 - 172. (3) التهذيب: 1 - 399. (4) الاستبصار: 1 - 139. (5) قرب الاسناد: 216.
[143]
والشئ اللكد، مثل علك الروم والطرار وما أشبهه، فيغتسل فإذا فرغ وجد شيئا قد بقي في جسده من أثر الخلوق والطيب، وغيره قال: لا باس (1). 29 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان، متى يجب الغسل ؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فقلت التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة ؟ قال: نعم (2). 30 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من غير أن يباشر، يعبث بها بيده حتى تنزل ؟ قال: إذا انزلت من شهوة فعليها الغسل (3). 31 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة فيما دون الفرج، وتنزل المرأة عليها غسل ؟ قال: نعم (4). 32 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الغسل يوم الجمعة، فقال: واجب على كل ذكرو أنثى عبد أوحر (5). 33 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: سالت الرضا عليه السلام عن غسل يوم الجمعة فقال: واجب على كل ذكر وأنثى عبد أو حر (6). (1) الكافي: 3 - 51 والتهذيب: 1 - 130. (2) الكافي: 3 - 46 والتهذيب: 1 - 18 والاستبصار: 1 - 108. (3) الكافي: 3 - 47. (4) الكافي: 3 - 47. (5) الكافي: 3 - 41 والتهذيب: 1 - 111 والاستبصار: 1 - 103. (6) الكافي: 3 - 42 والتهذيب 1 - 114.
[144]
34 - الصدوق قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله: علة غسل الجنابة النظافة لتطهير الانسان مما أصاب من أذاه وتطهير سائر جسده، لان الجنابة خارجة من كل جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله، وعلة التخفيف في البول والغائط، أنه أكثر وأدوم من الجنابة، فرضي الله فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منه ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلا بالاستلذ إذ منهم والاكراه لانفسهم (1). 35 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبي عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: سالت الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر، فيموت منهم ميت، ومعهم جنب ومعهم ماء قليل قدر ما يكتفى أحدهما به أيهما يبدء به ؟ قال يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا فريضة وهذا سنة (2). 36 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رحمه الله، عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، وحدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن عبد الله الوراق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد ابن هشام المكتب رضي الله عنهم ؟ قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد ابن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان. وحدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي وعلي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، وأبو جعفر محمد بن موسى البرقي بالري رحمهم الله، قالوا: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان أن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب عليه في جواب مسائله: علة، غسل الجنابة النظافة وتطهير الانسان نفسه مما أصاب من أذاه وتطهير (1) الفقيه: 1 - 44. (2) عيون الاخبار: 2 - 82.
[145]
ساير جسده، لان الجنابة خارجة من كل جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله، وعلة التخفيف في البول والغايط، لانه أكثر وأدوم من الجنابة، فرضي فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منهم ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلا باستلذاذ منهم والاكراه لانفسهم. وعلة، غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الاغسال، لما فيه من تعظيم العبد ربه واستقباله الكريم الجليل وطلب المغفرة لذنوبه، وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله تعالى، فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم وتفضيلا له على ساير الايام، وزيادة في النوافل والعبادة، ولتكون تلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة (1). 37 - عنه باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال قائل: فلم لم يامر وبالغسل من هذه النجاسة كما أمروا بالغسل من الجنابة ؟ قيل: لان هذا شئ دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلما يصيب ذلك " ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها " والجنابة ليست هي أمر دائم إنما هي شهوة تصيبها إذا أراد ويمكنه تعجيلها وتاخريها الايام الثلاثة والاقل والاكثر، وليس ذلك هكذا (2). 38 - الطوسي باسناده عن محمد بن إسماعيل، قال: سالت الرضا عليه السلام، عن الرجل يجامع المرأة فيما دون الفرج وتنزل المرأة هل عليها غسل ؟ قال: نعم (3). 39 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحسن، وأحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن محمد، عن رجل، عن سليمان بن حفص المروزي قال قال أبو الحسن عليه السلام: الغسل بصاع من ماء، والوضوء بمد من ماء وصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أمداد، والمدوزن مائتين وثمانين درهما، والدرهم وزن ستة دوانيق والدانق (1) عيون الاخبار: 2 - 88. (2) عيون الاخبار: 2 - 105. (3) التهذيب: 1 - 125.
[146]
وزن ستة حبات، والحبة وزن حبتي شعير من أوساط الحب لا من صغاره ولا من كباره (1). 40 - عنه باسناده عن الحسين بن النضر الارمني قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب ومعهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهما، أيهما يبدء به ؟ قال: يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا فريضة وهذا سنة (2). 41 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن ذويل، عن مقاتل بن مقاتل، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج، قال: فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى مهمة، فاغتسل والبس أنظف ثيابك، وذكر الحديث (3). 42 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن المرأة وليها قميصها أو إزارها يصيبه من بلل الفرج، وهي جنب أتصلي فيه ؟ قال: إذا اغتسلت صلت فيهما. (4) 43 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يقرأ في الحمام وينكح فيه ؟ قال: لا باس به. (5) 44 - عنه باسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى قال سالت الرضا عليه السلام عن الخادم، يكون لولد الرجل أو لوالده أو لاهله، هل يحل له أن يتجرد بين يديها أم لا ؟ قال: أما الولد فلا أرى به باسا. (6) 45 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه الله عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد قال: سالت أبا الحسن (1) التهذيب: 1 - 135. (2) التهذيب: 1 - 110. (3) التهذيب: 1 - 117. (4) التهذيب: 1 - 368. (5) التهذيب: 1 - 371. (6) التهذيب: 1 - 372.
[147]
الرضا عليه السلام عن غسل الجنابة. فقال: تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك، وتبول إن قدرت على البول، ثم تدخل يدك في الاناء ثم اغسل ما أصابك منه ثم أفض على رأسك وجسدك ولا وضوء فيه. (1) 46 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام، عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثم أعدت عليه في سنة اخرى فأمرني بالوضوء فقال: إن علي بن أبيطالب عليه السلام أمر المقداد بن الاسود أن يسال النبي صلى الله عليه وآله واستحيى أن يساله فقال فيه الوضوء. (2) 47 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري قال سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من غير أن يباشر، يبعث بها بيده حتى تنزل ؟ قال: إذا انزلت من شهوة فعليها الغسل. (3) 48 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة ترى في منامها فتنزل، أعليها غسل ؟ قال: نعم. (4) 49 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الصفار، عن محمد بن عبد الحميد الطائي قال: حدثني محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: تلزمني المرأة أو الجارية من خلفي وأنا متكئ على جنب فتتحرك على ظهري فتايتها الشهوة وتنزل الماء أفعليها الغسل أم لا ؟ قال: نعم إذا جاءت الشهوة وأنزلت الماء وجب عليها الغسل. (5) (1) الاستبصار: 1 - 123. (2) الاستبصار: 1 - 92 (3) الاستبصار: 1 - 108. (4) الاستبصار: 1 - 108. (5) الاستبصار: 1 - 105 والكافي: 3 - 47.
[148]
5 - (باب) * (الوضوء والتيمم) * 50 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا ابن آدم قال سالت الرضا عليه السلام عن الناسور أينقض الوضوء ؟ قال: إنما ينقض الوضوء ثلاث: البول والغائط والريح. (1) 51 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل به علة لا يقدر على الاضطجاع، والوضوء يشتد عليه وهو قاعد مستند بالوسائد، فربما اغفى وهو قاعد على تلك الحال قال: يتوضا، قلت له: إن الوضوء يشتد عليه لحال علته ؟ فقال: إذا خفي عليه الصوت فقد وجب الوضوء عليه، وقال: يؤخر الظهر ويصليها مع العصر يجمع بينهما، وكذلك المغرب والعشاء. (2) 52 - عنه، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أساله عن حد الوجه فكتب: من أول الشعر إلى آخر الوجه وكذلك الجبينين. (3) 53 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فرض الله علي النساء في الوضوء للصلاة أن يبتدئن بباطن أذرعهن وفي الرجال بظاهر الذراع. (4) 54 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (1) الكافي: 3 - 36 والاستبصار: 1 - 86. (2) الكافي: 3 - 37. (3) الكافي: 3 - 28. (4) الكافي: 3 - 28.
[149]
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال سألته: عن المسح على القدمين كيف هو ؟ فوضع كفه على الاصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظاهر القدم، فقلت: جعلت فداك لو أن رجلا قال باء صبعين من أصابعه هكذا ؟ فقال: لا، إلا بكفه. (1) 55 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الكسير تكون عليه الجبائر، أو تكون به الجراحة كيف يصنع بالوضوء وعند غسل الجنابة، وغسل الجمعة ؟ قال: يغسل ما وصل إليه الغسل مما ظهر مما ليس عليه الجبائر، ويدع ما سوى ذلك مما لا يستطيع غسله ولا ينزع الجبائر و [لا] يعبث بجراحته. (2) 56 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: فرض الله عز وجل على الناس في الوضوء أن تبدأ المرأة بباطن ذراعيها والرجل بظاهر الذراع. (3) 57 - عنه قال: وسئل أبو الحسن عليه السلام: عن رجل احتاج إلى الوضوء للصلاة ولم يقدر على الماء بقدر ما يتوضا به أو يتيمم ؟ فقال: بل يشتري، قد أصابني مثل ذلك، فاشتريت وتوضات وما يسوءني بذلك مال كثير. (4) 58 - عنه قال: وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: إن علة الوضوء التي من أجلها صار على العبد غسل الوجه والذراعين، ومسح الرأس والقدمين، فلقيامه بين يدي الله تعالى واستقباله إياه بجوارحه الظاهرة وملاقاته بها الكرام الكاتبين، فيغسل الوجه للسجود والخضوع ويغسل اليدين ليقلبهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ويمسح الرأس والقدمين، لانهما ظاهران مكشوفان، يستقبل بهما كل حالاته، وليس فيهما من الخضوع والتبتل ما في (1) الكافي: 3 - 30 والاستبصار: 1 - 62. (2) الكافي: 3 - 32. (3) الفقيه: 1 - 30 والتهذيب: 1 - 86. (4) الفقيه: 1 - 23.
[150]
الوجه، والذراعين. (1) 59 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدثني عمى أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر: لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من طرفيك الذين جعلهما الله لك أو قال: الذين أنعم الله عليك. (2) 60 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القئ والرعاف والمدة والدم أينقض الوضوء فقال: لا ينقض شيئا. (3) 61 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن (4) سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الدواء يكون على يدى الرجل أيجزيه أن يمسح في الوضوء على الدواء المطلى عليه ؟ فقال: نعم يمسح عليه ويجزيه. (5) 62 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن أبيه قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يبقى عن وجهه إذا توضأ ؟ فقال: يجزيه أن يبله من بعض جسده. (6) 63 - عنه عن أبي بكر البغدادي، عن على بن محمد، عن دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام عن جابر ابن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبة آدم ورأيت بلال الحبشي وقد خرج من (1) الفقيه: 1 - 35 والعلل: 1 - 265 والعيون: 2 - 89. (2) عيون الاخبار 2 - 8. (3) عيون الاخبار: 2 - 22. (4) كذا. (5) عيون الاخبار: 2 - 22. (6) عيون الاخبار: 2 - 22.
[151]
عنده ومعه فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فابتدره الناس فمن أصاب منه شيئا يمسح به وجهه، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من يدى صاحبه، فمسح به وجهه، وكذلك فعل بفضل وضوء المؤمنين عليه السلام. (1) 64 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن إسماعيل بن همام الكندي عن الرضا عليه السلام قال: التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين. (2) 65 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مطر، عن بعض أصحابنا قال: سالت الرضا عليه السلام، عن الرجل لا يصيب الماء ولا التراب أيتيمم بالطين ؟ فقال: نعم صعيد طيب وماء طهور،. (3) 66 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن عيسى، وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في الرجل تصيبه الجنابة وبه قروح أو جروح، أو يكون يخاف على نفسه البرد قال: لا يغتسل يتيمم. (4) 67 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الدواء إذا كان على يدي الرجل أيجزيه أن يمسح على طلاء الدواء ؟ فقال: نعم يجزيه أن يمسح عليه (5). 68 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سالت (1) عيون الاخبار: 2 - 69. (2) التهذيب: 1 - 210 والاستبصار: 1 - 171. (3) التهذيب: 1 - 190. (4) التهذيب: 1 - 196. (5) الاستبصار: 1 - 76.
[152]
أبا الحسن عليه السلام أيجوز للرجل أن يمسح قدميه بفضل رأسه ؟ فقال برأسه لا، فقلت: أبما جديد ؟ فقال: برأسه نعم (1). 69 - عنه باسناده عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام عن أبي الحسن عليه السلام في وضوء الفريضة في كتاب الله قال: المسح، والغسل في الوضوء للتنظيف (2). 70 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن أبي همام، عن الرضا عليه السلام قال: يتيمم لكل صلاة حتى يوجد الماء (3). 71 - عنه باسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سالت الرضا عليه السلام عن القئ والرعاف والمدة أينقض الوضوء أم لا ؟ قال: لا ينقض شيئا (4). 72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال: سمعته يقول: رأيت أبي عليه السلام وقد رعف بعدما توضأ دما سائلا، فتوضأ (5). 73 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس: عن محمد بن أحمد ابن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: أخبرني من رأى أبا الحسن عليه السلام بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب، ومن الكعب إلى أعلى القدم (6). 74 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيا منه للصلواة، فدنوت منه لاصب عليه، فابى ذلك وقال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهاني أن أصب على يدك تكره أن أوجر ؟ (1) الاستبصار: 1 - 58. (2) الاستبصار: 1 - 58. (3) الاستبصار: 1 - 64. (4) الاستبصار: 1 - 163. (5) الاستبصار: 1 - 84. (6) الاستبصار: 1 - 85.
[153]
قال: توجر أنت وأوزر أنا، فقلت له: وكيف ذلك ؟ فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربك أحدا " وها أنا ذا أتوضأ للصلواة وهي العبادة، فاكره أن يشركني فيها أحد (1). 75 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال قائل: فلم امروا بالوضوء وبدء به ؟ قيل له: لان يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار، وعند مناجاته إياه مطيعا له فيما أمره نقيا من الادناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار. فان قال قائل: فلم وجب ذلك على الوجه واليدين، والرأس، والرجلين ؟ قيل: لان العبد إذا قام بين يدي الجبار، فانما ينكشف عن جوارحه، ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك بانه بوجهه يسجد ويخضع، وبيده يسال ويرغب، ويرهب، ويتبتل، وينسك، وبرأسه ويستقبل في ركوعه وسجوده وبرجليه يقوم ويقعد فان قال قائل: فلم وجب الغسل على الوجه واليدين، وجعل المسح على الرأس والرجلين، ولم يجعل ذلك غسلا كله أو مسحا كله، قيل: لعلل شتى، منها أن العبادة العظمى إنما هي الركوع والسجود، وإنما يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين، لا بالرأس والرجلين. ومنها أن الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتد ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض، وأوقات من الليل والنهار، وغسل الوجه واليدين أخف من غسل الرأس والرجلين، وإذا وضعت الفرائض على قدر أقل الناس طاقة من أهل الصحة، ثم عم فيها القوي والضعيف. ومنها أن الرأس والرجلين ليس هما في كل وقت باديان ظاهران كالوجه واليدين لموضع العمامة والخفين وغير ذلك. فان قال قائل: فلم وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة، ومن النوم (1) الكافي: 3 - 69.
[154]
دون سائر الاشياء، قيل: لان الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للانسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه، إلا منهما، فامروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم. وأما النوم، فلان النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كل شئ منه، واسترخى، فكان أغلب الاشياء عليه في الخروج منه الريح، فوجب عليه الوضوء لهذه العلة (1). (1) عيون الاخبار: 2 - 104.
[155]
(كتاب الصلواة) 1 - (باب فضل الصلوة) 1 - الكليني عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله عز وجل " واسجد واقترب " (1). 2 - عنه عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قربان كل تقي: (2). 3 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: الصلاة لها أربعة آلاف باب (3). 4 - عنه قال: كتب الرضا علي بن موسى عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: إن علة الصلاة أنها إقرار بالربوبية لله عز وجل، وخلع الانداد وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذلة والمسكنة والخضوع والاعتراف، والطلب للاقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الارض كل يوم إعظاما لله جل جلاله وأن يكون ذاكرا غير ناس ولا بطر. ويكون خاشعا متذللا راغبا طالبا للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من الايجاب، والمداومة على ذلك الله عز وجل بالليل والنهار ولئلا ينسى العبد سيده ومدبره وخالقه، فيبطر ويطغى ويكون ذلك في ذكره لربه عز وجل، وقيامه بين يديه (1) الكافي: 3 - 264. (2) الكافي: 3 - 265 والفقيه: 1 - 136. (3) الفقيه: 1 - 124 والعيون: 1 - 255 - والخصال: 638 والتهذيب: 2 - 142.
[156]
زاجرا له عن المعاصي، ومانعا له من أنواع الفساد: (1) 5 - عنه قال: وذكر الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام علة اخرى وهي إنه إنما صارت التكبيرات في أول الصلاة سبعا، لان أصل الصلاة ركعتان، واستفتاحهما بسبع تكبيرات، وتكبيرة الافتتاح وتكبيرة في الركوع، وتكبيرتي السجدتين، وتكبيرة الركوع في الثانية وتكبيرتي السجدتين. فإذا كبر الانسان في أول صلاته سبع تكبيرات، ثم نسي شيئا من تكبيرات الافتتاح من بعد أو سهى عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته (2). 6 - عنه قال: وقال الرضا عليه السلام: إنما جعل القراءة في الركعتين الاولتين والتسبيح في الاخيرتين للفرق بين ما فرض الله عز وجل من عنده وبين ما فرضه الله تعالى من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3). 7 - عنه عن الفيقه المروزى، عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي، عن أبيه عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظايم (4). 8 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدى فريضة، فله عند الله دعوة مستجابة (5). 9 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيمة يدعى بالعبد فاول شئ يسال عنه الصلوة فان جاء بها تامة وإلا زخ به في النار (6). 10 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تضيعوا صلواتكم فان من ضيع صلوته حشر مع قارون وهامان، وكان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين، فالويل لمن لم يحافظ على صلواته وأداء سنة نبيه (7). (1) الفقيه: 1 - 139 والعيون: 2 - 103 والعلل: 2 - 7. (2) الفقيه: 1 - 200. (3) الفقيه: 1 - 202. (4) عيون الاخبار: 2 - 28. (5) عيون الاخبار: 2 - 28. (6) عيون الاخبار: 2 - 31. (7) عيون الاخبار: 2 - 31.
[157]
11 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسيني قال: حدثني عيسى بن مهران، قال: حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام. عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي عليهم السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا لم يستطع الرجل أن يصلي قائما فليصل جالسا، فان لم يستطع أن يصلى جالسا فليصل مستلقيا، ناصبا رجليه حيال القبلة يؤمى إيماء (1). 12 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي بالجحفة، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام. قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي يده خاتم فضة جزع يماني، فصلى بنا فلما قضى صلوته دفعه إلي، وقال: يا علي تختم به في يمينك وصل فيه، أو ما علمت أن الصلوة في الجزع سبعون صلوة ؟ وأنه يسبح ويستغفر وأجره لصاحبه وبالله العصمة والتوفيق (2). 13 - حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبد الله محمد بن النعمان أدام الله تأييده قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى عليهما السلام، قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي الباقر محمد بن علي، قال: حدثني أبي زين العابدين علي بن الحسين قال: حدثني، أبي الحسين بن علي الشهيد، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من (1) عيون الاخبار: 2 - 68 (2) عيون الاخبار: 2 - 132.
[158]
أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة (1). 2. (باب) * (الاذان والاقامة والتكبير) * 14 - الكليني عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام قال: يؤذن الرجل وهو جالس، ولا يقم إلا وهو قائم، وتؤذن وأنت راكب، ولا تقم إلا وأنت على الارض (2). 15 - عنه، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: القعود بين الاذان والاقامة في الصلاة كلها إذا لم يكن قبل الاقامة صلاة يصليها (3). 16 - عنه عن علي بن مهزيار، عن محمد بن راشد، قال: حدثني هشام بن إبراهيم أنه شكى إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام سقمه، وأنه لا يولد، فأمره أن يرفع صوته بالاذان في منزله، قال ففعلت فاذهب الله عني سقمى، وكثر ولدي، قال محمد بن راشد، وكنت دائم العلة ما انفك منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي فلما سمعت ذلك من هشام عملت به فاذهب الله عني وعن عيالي العلل (4). 17 - الصدوق قال: روى أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الرضا عليه السلام، أنه قال: يؤذن الرجل وهو جالس، ويؤذن وهو راكب (5). 18 - عنه - رحمه الله - قال: وفي رواية العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: من أذن وأقام، صلى ورائه صفان من الملائكة، وإن أقام بغير أذان صلى عن يمينه واحد، وعن شماله واحد، ثم قال: اغتنم الصفين (6). (1) امالي المفيد: 76. (2) الكافي: 3 - 305. (3) الكافي: 3 - 306 (4) الكافي: 3 - 308. (5) الفقيه: 1 - 183 (6) الفقيه: 1 - 186.
[159]
19 - عنه قال: وشكى هشام بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام سقمه، وأنه لا يولد له ولد، فأمره أن يرفع صوته بالاذان في منزله، قال: ففعلت ذلك، فاذهب الله عني سقمي، وكثر ولدي. قال محمد بن راشد: وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة من خدمي وعيالي، حتى أني كنت أبقي ومالي أحد يخدمني، فلما سمعت ذلك من هشام عملت به، قال: فاذهب الله عني وعن عيالي العلل. والحمد لله (1). 20 - عنه قال: وذكر الفضل بن شاذان رحمه الله من العلل عن الرضا عليه السلام أنه قال: إنما أمر الناس بالاذان لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للناس، وتنبيها للغافلين وتعريفا لمن جهل الوقت، واشتغل عنه ويكون المؤذن بذلك داعيا لعبادة الخالق ومرغبا فيها، ومقر اله بالتوحيد، مجاهرا بالايمان، معلنا بالاسلام مؤذنا لمن ينساها. وإنما يقال له: مؤذن لانه يؤذن بالاذان بالصلاة، وإنما بدأ فيه بالتكبير، وختم بالتهليل لان الله عز وجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه، واسم الله في التكبير في أول الحرف وفي التهليل في آخره، وإنما جعل مثنى مثنى، ليكون تكرارا في آذان المستمعين، مؤكدا عليهم إن سهى أحد عن الاول لم يسهه عن الثاني، ولان الصلاة ركعتان، فبذلك جعل الاذان مثنى مثنى. وجعل التكبير في أول الاذان أربعا لان أول الاذان إنما يبدأ غفلة وليس قبله كلام ينبه المستمع له، فجعل الاولتان تنبيها للمستمعين لما بعده من الاذان وجعل بعد التكبير الشهادتان، لان أول الايمان هو التوحيد، والاقرار لله تبارك وتعالى بالواحدانية والاقرار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة وأن إطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ولان أصل الايمان إنما هو الشهادتان. فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في ساير الحقوق شاهدان فإذا أقر العبد لله (1) الفقيه: 1 - 189 والتهذيب: 2 - 59،
[160]
عز وجل بالوحدانية وأقر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، فقد أقر بجملة الايمان لان أصل الايمان إنما هو بالله وبرسوله، وإنما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة لان الاذان إنما وضع لموضع الصلاة وإنما هو نداء إلى الصلاة في وسط الاذان والدعاء إلى الفلاح وإلى خير العمل وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه. (1) 21 - عنه - رحمه الله - عن الفضل بن شاذان قال: فان قال [قائل]: أخبرني عن الاذان لم امروا ؟ قيل: لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للساهي، وتنبيها للغافل وتعريفا لمن جهل الوقت، واشتغل عن الصلوة وليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق مرغبا فيها مقراله بالتوحيد مجاهر ابالايمان معلنا بالاسلام مؤذنا لمن نسيها، وإنما يقال: مؤذن لانه يؤذن بالصلوة. (2) 22 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أحمد بن عبد الله الخلنجي عن أبي علي الحسن بن راشد، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن تكبيرة الافتتاح، فقال: سبع قلت: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يكبر واحدة فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر واحدة يجهر بها ويسر ستا. (3) 23 - عنه عن الجعابي، عن الحسن الرازي عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عن النبي عليهما السلام، قال: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيمة. (4) 24 - الحميري عن البزنطي قال: وسالته عن القعدة بين الاذان والاقامة، فقال: القعدة بينهما إذا لم يكن نافلة، وقال: تؤذن وأنت راكب وجالس، ولا تقيم إلا وأنت على الارض وأنت قائم. (5) 25 - الطوسى باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق ابن آدم، عن أبي العباس المفضل بن حسان الدالاني عن زكريا بن آدم قال قلت لابي (1) الفقيه: 1 - 195 (2) عيون الاخبار: 2 - 105 (3) عيون الاخبار: 1 - 278. (4) عيون الاخبار: 2 - 61. (5) قرب الاسناد: 211.
[161]
الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة أني لم اقم فكيف أصنع ؟ قال: اسكت موضع قراءتك وقل قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، ثم امض في قراءتك وصلاتك وقد تمت صلاتك (1). 26 - عنه باسناده عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قلت له: رجل نسى أن يكبر تكبيرة الافتتاح حتى كبر للركوع فقال: أجزأه. (2) 3 - (باب) * (فضل المساجد) * 27 - الطوسى باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن ابن علي الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلاة في المسجد الحرام والصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الفضل سواء ؟ قال: نعم، والصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة. (3) 4 - (باب القرائة) 28 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي. عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل قرأ في ركعة الحمد، ونصف سورة، هل يجزيه في الثانية أن لايقرأ الحمد ويقرأ ما بقي من السورة ؟ فقال: يقرأ الحمد ثم يقرأ ما بقي من السورة. (4) (1) التهذيب: 2 - 278 والاستبصار: 1 - 303. (2) الاستبصار: 1 - 353. (3) التهذيب: 3 - 250. (4) الاستبصار: 1 - 316. (*)
[162]
5 - (باب القنوت) 29 - الصدوق قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القنوت في الفجر والوتر، فقال: قبل الركوع. (1) 30 - الطوسي باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القنوت هل يقنت في الصلوات كلها أم فيما يجهر فيها بالقراءة ؟ قال: ليس القنوت إلا في الغداة والجمعة والوتر والمغرب. (2) 31 - عنه باسناده عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: في القنوت إن شئت فاقنت وإن شئت فلا تقنت، قال أبو الحسن: وإذا كانت التقية فلا تقنت وأنا أتقلد هذا. (3) 6 - (باب التشهد) 32 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: جعلت فداك التشهد الذي في الثانية تجزئ أن أقوله في الرابعة ؟ قال نعم. (4) (1) عيون الاخبار: 2 - 17 والاستبصار: 1 - 340. (2) التهذيب: 2 - 91. (3) الاستبصار: 1 - 340. (4) التهذيب: 2 - 101 والاستبصار: 1 - 342.
[163]
7 - (باب) * (اللباس والمكان) * 33 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن إسماعيل ابن سعد الاحوص قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الصلاة في جلود السباع فقال: لا تصل فيها قال: وسالته هل يصلي الرجل في ثوب أبريسم ؟ فقال: لا. (1) 34 - عنه عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن أبي يزيد القسمى - وقسم من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ساله عن جلود الدارش التي يتخذ منها الخفاف قال: فقال: لا تصل فيها فانها تدبغ بخرء الكلاب. (2) 35 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن عبد الله الواسطي، عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: أني أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة فيصيب ثيابي فاصلي فيها ؟ فكتب عليه السلام إلى: اتخذ ثوبا لصلاتك، فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام كنت كتبت إلي أبيك عليه السلام بكذا وكذا فصعب علي ذلك فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشية الذكية فكتب عليه السلام إلي: كل أعمال البر بالصبر يرحمك الله، فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس. (3) 36 - الحميري عن البزنطي قال: وسالته عن الخفاف، الرجل ياتي السوق ليشتري الخف لا يدري زكي هو أم لا ؟ ما تقول في الصلاة فيه وهو لا يدري ؟ قال: نعم أنا أشتري الخف من السوق واصلي فيه وليس عليكم المسالة، وسالته عن الجبة الفرو، ياتي (1) الكافي: 3 - 400 والتهذيب: 2 - 205. (2) الكافي: 3 - 403. (3) الكافي: 3 - 407 والتهذيب: 2 - 358.
[164]
الرجل سوقا من أسواق المسلمين فيشتري الجبة لا يدري أهي زكية أم لا، يصلى فيها ؟ قال: نعم. (1) 37 - الصدوق قال: وسال إسماعيل بن عيسى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الجلود والفراء يشتريه الرجل في سوق من أسواق الجبل، أيسال عن ذكاته إذا كان البايع مسلما غير عارف ؟ قال عليه السلام: عليكم أن تسألوا عنه، إذا رأيتم المشركين يبيعون ذلك، وإن رأيتموهم يصلون فلا تسئلوا عنه (2) 38 - عنه قال: وقال إبراهيم بن أبي محمود للرضا عليه السلام: الرجل يصلي على سرير من ساج ويسجد على الساج ؟ قال: نعم. (3) 39 - عنه قال: وقد روي عن سليمان بن جعفر الجعفري أنه قال: رأيت الرضا عليه السلام يصلي في جبة خز. (4) 40 - عنه قال: وسال محمد بن إسماعيل بن بزيع أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الصلاة في الثوب المعلم، فكره ما فيه من التماثيل. (5) 41 - عنه - رحمه الله - قال: وقال الرضا عليه السلام: كل طريق يوطا أو يتطرق كانت فيه جادة أو لم تكن، لا ينبغى الصلاة فيه، قيل: فاين يصلى ؟ قال ؟ يمنة ويسرة. (6) 42 - عنه قال: وسال موسى بن عمر بن بزيع أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أشد الازار والمنديل فوق قميصي في الصلاة ؟ فقال: لا باس. (7) 43 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، عن محمد بن يحى العطار (1) قرب الاسناد: 227. (2) الفقيه 1 - 167 والتهذيب: 2 - 371. (3) الفقيه: 1 - 169. (4) الفقيه: 1 - 170 والتهذيب: 2 - 212. (5) الفقيه: 1 - 172. (6) الفقيه: 1 - 156 والتهذيب: 2 - 220. (7) الفقيه: 1 - 66 والتهذيب: 2 - 214.
[165]
عن محمد بن أحمد بن محمد السياري، عن أبي يزيد القسمي - وقسم حي من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ساله عن جلود الدارش التي يتخذ منها الخفاف، قال: فقال: لا تصل فيها فانها تدبغ بخرؤ الكلاب. (1) 44 - الطوسى باسناده عن الحسين بن سعيد، قال: قرأت كتاب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسال عن الصلاة في ثوب حشوه قز فكتب إليه: قرأته لا باس بالصلاة فيه. (2) 45 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن زياد، عن الريان بن الصلت قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن لبس فراء السمور والسنجاب والحواصل، وما أشبهها والمناطق، والكيمخت، والمحشو بالقز والخفاف من أصناف الجلود، فقال: لا باس بهذا كله إلا بالثعالب. (3) 46 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن المصلي والبساط يكون عليه، تماثيل، أيقوم عليه فيصلى أم لا ؟ فقال والله إني لاكره ذلك، وعن رجل وعنده بساط عليه تمثال، فقال أتجدها هنا مثالا، فقال: لا تجلس عليه ولا تصلى عليه. (4) 47 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن أبي نصز، عن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الخفاف ياتي السوق، فيشترى الخف لا يدري أذكي هو أم لا، ما تقول في الصلاة فيه وهو لا يدري أيصلى فيه ؟ قال: نعم أنا أشتري الخف من السوق ويصنع لي وأصلي فيه وليس عليكم المسالة. (5) 48 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن جلود الخز فقال: هو ذانحن نلبس، فقلت: ذاك الوبر جعلت (1) علل الشرايع: 2 - 33 والتهذيب: 2 - 382. (2) التهذيب: 2 - 364. (3) التهذيب: 2 - 369. (4) التهذيب: 2 - 370. (5) التهذيب: 2 - 371.
[166]
فداك، فقال: إذا حل وبره حل جلده. (1) 49 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمرو، عن محمد بن إسماعيل عن الرضا عليه السلام في الرجل يصلى قال: يكون بين يديه كومة من تراب أو يخط بين يديه بخط. (2) 50 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد بن أبي زيد قال: سئل الرضا عليه السلام عن جلود الثعالب الذكية، قال: لا تصل فيها. (3) 51 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن مهزيار عن رجل سال الرضا عليه السلام عن الصلاة في جلود الثعالب، فنهي عن الصلاة فيها، وفي الذي يليه، فلم أدري أي الثوبين الذي يلصق بالوبر أو الذي يلصق بالجلد ؟ فوقع عليه السلام بخطه الذي يلصق بالجلد، وذكر أبو الحسن عليه السلام أنه سئل عن هذه المسألة فقال: لا تصل في الذي فوقه ولا الذي تحته. (4) 52 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن الوليد بن أبان، قال قلت للرضا عليه السلام: أصلي في الفنك والسنجاب ؟ قال: نعم فقلت: يصلى في الثعالب إذا كانت ذكية قال: لا تصل فيها. (5) 53 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام: عن الصلاة في الخز فقال: صل فيه. (6) 54 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: لا باس بالصلاة بين المقابر ما لم يتخذ القبر قبلة. (7) (1) التهذيب: 2 - 382. (2) التهذيب: 2 - 387. (3) التهذيب: 2 - 206. (4) التهذيب: 2 - 206. (5) التهذيب: 2 - 207. (6) التهذيب: 2 - 212. (7) التهذيب: - 228.
[167]
55 - عن باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن ابن الجهم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: كل طريق يوطا فلا تصل عليه قال: قلت: إنه قد روي عن جدك أن الصلاة على الظواهر لا باس بها، قال: ذاك ربما سايرني عليه الرجل قال: قلت: فان خاف الرجل على متاعه الضيعة ؟ قال: فان خاف الضيعة فليصل. (1) 56 - عنه - رحمه الله - باسناده عن محمد بن يعقوب، عن سهل، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أعترض السوق، فاشتري خفا لا أدرى أزكي هو أم لا ؟ قال: صل فيه، قلت: والنعل ؟ قال: مثل ذلك، قلت، إني أضيق من هذا، قال: أترغب عنا ؟ كان أبو الحسن عليه السلام يفعله. (2) 8 - (باب) * (اوقات الصلاة) * 57 - الكليني عن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل ابن مهران قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام ذكر أصحابنا أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر والعصر وإذا غربت دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة إلا أن هذه قبل هذه في السفر والحضر، وإن وقت المغرب إلى ربع الليل، فكتب كذلك الوقت، غير أن وقت المغرب ضيق وآخر وقتها ذهاب الحمرة ومصيرها إلى البياض في افق المغرب. (3) 58 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلوية قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن علي، عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول، إنه لا ينبغى لاحد أن يصلي إذا (1) التهذيب: 2 - 221. (2) التهذيب: 2 - 234. (3) الكافي: 3 - 271.
[168]
طلعت الشمس لانها تطلع بقرني شيطان فإذا ارتفعت وصفت فارقها، فيستحب الصلاة في ذلك الوقت والقضاء وغير ذلك، فإذا انتصف النهار قارنها، فلا ينبغي لاحد أن يصلي في ذلك الوقت، لان أبواب السماء قد غلقت فإذا زالت الشمس وهبت الريح فارقها. (1) 59 - الطوسي باسناده، عن علي بن سيف، عن محمد بن علي قال: صحبت الرضا عليه السلام في السفر فرأيته يصلي المغرب إذا أقبلت الفحمة من المشرق - يعني السواد. (2) 60 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام إسماعيل ابن همام قال: رأيت الرضا عليه السلام وكنا عنده لم يصل المغرب حتى ظهرت النجوم، ثم قام يصلي بنا على باب دار ابن محمود. (3) 61 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام، قال: إن أبا الخطاب قد كان أفسد عامة أهل الكوفة وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، وإنما ذلك للمسافر والخائف، ولصاحب الحاجة. (4) 62 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام عن ركعتي الفجر فقال: احشو بهما صلاة الليل. (5) 63 - عنه باسناده، عن سعد عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال، قلت: لابي الحسن عليه السلام: ركعتي الفجر ا صليهما قبل الفجر أو بعد الفجر ؟ فقال: قال أبو جعفر عليه السلام: احش بهما صلاة الليل وصلهما قبل الفجر. (6) (1) علل الشرايع: 2 - 32. (2) التهذيب: 2 - 29 والاستبصار: 1 - 265. (3) التهذيب: 2 - 30 والاستبصار: 1 - 264. (4) التهذيب: 2 - 33 والاستبصار: 1 - 268. (5) التهذيب: 2 - 132 والاستبصار: 1 - 283. (6) التهذيب: 2 - 133 والاستبصار: 1 - 283.
[169]
64 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى، قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يصلي الاولى ثم يتنفل، فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته فيبطئ، بالعصر، يقضي نافلته أو يصليها بعد العصر أو يؤخرها حتى يصليها في وقت آخر ؟ قال: يصلي العصر ويقضى نافلته في يوم آخر. (1) 65 - عنه باسناده عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران قال، كتبت إلى الرضا عليه السلام: ذكر أصحابنا أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر والعصر وإذا غربت دخل وقت المغرب والعشاء الاخرة، إلا أن هذه قبل هذه في السفر والحضر، و أن وقت المغرب إلى ربع الليل، فكتب كذلك الوقت غير أن وقت المغرب ضيق وأن مصيرها إلى البياض في أفق المغرب. (2) 66 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام. أنه قال: في الرجل يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر آخر وقتها ذهاب الحمرة، فانه يبدأ بالعصر ثم يصلى الظهر. (3) 9. (باب) * (ما يسجد عليه) * 67 - الكليني عن أحمد بن إدريس: وغيره، عن أحمد بن محمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: لا تسجد على القير ولا على القفر ولا على الصاروج. (4) 67 - الصدوق قال: وروي عن ياسر الخادم أنه قال: مربي أبو الحسن عليه السلام (1) التهذيب: 2 - 275 والاستبصار: 1 - 291. (2) الاستبصار: 1 - 270. (3) الاستبصار: 1 - 289. (4) الكافي: 3 - 331 والاستبصار: 1 - 334.
[170]
وأنا أصلي على الطبري، وقد ألقيت عليه شيئا فقال لي: مالك لا تسجد عليه أليس هو من نبات الارض ؟ (1) 69 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبي طالب بن الصلت، عن القاسم بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك الرجل يسجد على كمه من أذا الحر والبرد قال: لا بأس به. (2) 70 - الطوسى باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يصلي على سرير من ساج ويسجد على الساج ؟ قال: نعم. (3) 71 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن السجود على الثلج قال: لا تسجد على السبخة ولا على الثلج. (4) 72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد عن داود الصرمي قال: سالت أبا الحسن عليه السلام قلت له: إني أخرج في هذا الوجه، وربما لم يكن موضع اصلي فيه من الثلج، فكيف أصنع ؟ فقال: إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج، لا تسجد عليه وإن لم يمكنك فسوه واسجد عليه. (5) 10 - (باب) * (احكام السهو) * 73 - الحميري عن البزنطي قال: وسالته عن رجل صلى ركعتين ثم ذكر في الثانية وهو راكع إنه ترك سجدة في الاولى، فقال: كان أبو الحسن عليه السلام يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الاولى ولم تدر واحدة أو إثنتين، استقبلت الصلاة حتى تصح لك الاثنتان، وإذا كان في الثالث والرابع وترك سجدة بعد أن يكون قد حفظت (1) الفقيه: 1 - 174 والعلل: 2 - 35 والتهذيب: 1 - 348 والاستبصار 1 - 331. (2) التهذيب: 2 - 306. (3) التهذيب: 2 - 310. (4) الاستبصار: 1 - 335. (5) الاستبصار: 1 - 335.
[171]
الركوع والسجود، أعدت السجدة. (1) 74 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: الاعادة في الركعتين الاولتين والسهو في الركعتين الاخرتين. (2) 75 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: إذا كثر عليك السهو في الصلاة، فامض على صلاتك ولا تعد. (3) 66 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري قال: قال الرضا عليه السلام في سجدتي السهو: إذا نقصت قبل التسليم وإذا زدت فبعده. (4) 77 - الطوسى باسناده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: رجل نسي أن يكبر تكبيرة الافتتاح، حتى كبر للركوع فقال: أجزأه. (5) 11 - (باب) * (صلوة المسافر) * 78 - الحميرى عن البزنطي قال وسالته عن الرجل يريد السفر إلى ضياعه في كم يقصر ؟ فقال: ثلاثة، وسالته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلوة ؟ قال: الصلوة (6) (1) قرب الاسناد: 241 والاستبصار: 3601. (2) الكافي: 3 - 350 والتهذيب: 2 - 177 والاستبصار: 1 - 33. (3) الفقيه: 1 - 224. (4) التهذيب: 2 - 195 والاستبصار 1 - 380. (5) التهذيب: 2 - 144. (6) قرب الاسناد: 226. (*)
[172]
79 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: إذا زالت الشمس وأنت في المصر، وأنت تريد السفر فاتم، فإذا خرجت بعد الزوال قصر العصر. (1) 80 - الصدوق قال: ذكر الفضل بن شاذان النيسابوري رحمه الله في العلل التي سمعها من الرضا عليه السلام: أن الصلاة إنما قصرت في السفر، لان الصلاة المفروضة أولا إنما هي عشر ركعات، والسبع إنما زيدت فيما بعد، فخفف الله عز وجل عن العبد تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه، واشتغاله بامر نفسه وظعنه، وإقامته، لئلا يشتغل عما لا بد منه من معيشته، رحمة لله عز وجل وتعطفا عليه، إلا صلاة المغرب فانها لا تقصر لانها صلاة مقصرة له في الاصل. وإنما وجب التقصير له في الاصل، وإنما وجب التقصير في ثمانية لا أقل من ذلك ولا أكثر لان ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والاثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم، ولو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة، وذلك لان كل يوم يكون بعد هذا اليوم، فانما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق بينهما. وإنما ترك تطوع النهار ولم يترك تطوع الليل، لان كل صلاة لا يقصر فيها في تطوعها، وذلك أن المغرب لا تقصير فيها فلا تقصير فيما بعدها من التطوع، وكذلك الغداة لا تقصير فيها، فلا تقصير فيما قبلها من التطوع، وإنما صارت العتمة مقصورة وليس تترك ركعتيها لان الركعتين ليستامن الخمسين، وإنما هي زيادة في الخمسين تطوعا ليتم بهما بدل كل ركعة من الفريضة، ركعتين من التطوع، وإنما جاز للمسافر والمريض أن يصليا صلاة الليل في أول الليل لاشتغاله وضعفه، وليحرز صلاته فيستريح المريض في وقت راحته، وليشتغل المسافر باشتغاله وارتحاله وسفره. (2) (1) الكافي: 3 - 434 والتهذيب: 2 - 177 والاستبصار: 1 - 364. (2) الفقيه: 1 - 290.
[173]
81 - عنه قال: وسال ذكريا بن آدم أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن التقصير في كم يقصر الرجل إذا كان في ضياع أهل بيته وأمره جايز فيها يسير في الضياع يومين وليلتين وثلاثة أيام ولياليهن ؟ فكتب: التقصير في مسير يوم وليلة. (1) 82 - عنه قال: وروى محمد بن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن امرأة كانت في طريق مكة فصلت ذاهبة وجائية المغرب ركعتين ركعتين فقال: ليس عليها إعادة. (2) 83 - عنه قال: وفي رواية الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق ابن عمار عن أبي الحسن عليه السلام قال: ليس عليها قضاء. (3) 84 - عنه قال: ما رواه محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن عليه السلام، قال سألته عن الرجل يقصر في ضيعته فقال: لا باس ما لم ينو مقام عشرة أيام، إلا أن يكون له بها منزل يستوطنه، قال: قلت له. ما الاستيطان ؟ فقال: أن يكون له بها منزل يقيم فيه ستة أشهر، فإذا كان كذلك يتم فيها متى دخلها. (4) 85 - عنه عن الفقيه أبي الحسن المروزي عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلوة السفر، فقرء في الاولى، قل يا أيها الكافرون، وفى الثانية قل هو الله أحد، ثم قال: قرأت لكم ثلث القرآن وربعه. (5) 86 - عنه بهذالاسناد عن جعر بن محمد عليه السلام، قال: سئل محمد بن علي عليهما السلام. عن الصلوة في السفر، فذكر أن أباه عليه السلام كان يقصر الصلوة في السفر. (6) 87 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدثني عمى أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلوة بمكة والمدينة تقصير أو تمام ؟ فقال: قصر ما لم تعزم على مقام (1) الفقيه: 1 - 287. (2) الفقيه: 1 - 287. (3) الفقيه: 1 - 287. (4) الفقيه: 1 - 288. (5) عيون الاخبار: 2 - 38. (6) عيون الاخبار: 2 - 45.
[174]
عشرة. (1) 88 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن إبن أبي نصرعن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يريد السفر في كم يقصر فقال: في ثلاثة برد. (2) 89 - عنه باسناده، عن محمد بن الحسن وغيره، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام، عن الرجل يخرج إلى ضيعته فيقيم اليوم واليومين والثلاث أيقصر أم يتم ؟ قال، يتم الصلاة كلما أتى ضيعة من ضياعه (3) 90 - الطوسى باسناده عن علي بن حديد قال: سالت الرضا عليه السلام، فقلت إن أصحابنا اختلفوا في الحرمين فبعضهم يقصر، وبعضهم يتم وأنا ممن يتم على ما رواه أصحابنا في التمام، وذكرت عبد الله بن جندب أنه كان يتم قال: رحم الله ابن جندب ثم قال لي، لا يكون الاتمام إلا أن تجمع على إقامة عشرة أيام وصل النوافل ما شئت قال ابن حديد: وكان محبتي أن يامرني بالاتمام. (4) 91 - عنه باسناده عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل، عن صفوان قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس ميل، فلم يزل يتبعه حتى بلغ النهروان وهي أربعة فراسخ من بغداد أيفطر إذا أراد الرجوع ويقصر قال: لا يقصر ولا يفطر، لانه خرج من منزله وليس يريد السفر ثمانية فراسخ، إنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق، فتمادى به السير إلى الموضع الذى بلغه. ولو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا وجائيا لكان عليه أن ينوي من الليل سفرا والافطار، فان هو أصبح، ولم ينو السفر فبداله من بعد أن أصبح في السفر، قصر (1) عيون الاخبار: 2 - 81. والتهذيب: 5 - 426. (2) التهذيب: 3 - 209 والاستبصار: 1 - 380. (3) التهذيب: 3 - 214 والاستبصار: 1 - 230. (4) التهذيب: 5 - 426 والاستبصار: 2 - 331.
[175]
ولم يفطر يومه ذلك (1). 92 - عنه باسناده عن الصفار عن الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أبي سعيد الخراساني قال: دخل رجلان علي أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فسالاه عن التقصير فقال: لاحدهما وجب عليك التقصير، لانك قصدتني، وقال للآخر: وجب عليك التمام، لانك قصدت السلطان. (2) 12 - (باب) * (احكام الصبيان) * 93 - الصدوق قال وروى أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: يؤخذ الغلام بالصلاة وهو ابن سبع سنين، ولا تغطى المرأة شعرها منه حتى يحتلم (3). 13 - (باب) * (سجدتي الشكر) * 94 - عنه قال: وروي عن سليمان بن حفص المروزي أنه قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام، قل في سجدة الشكرة مائة مرة: شكرا شكرا وإن شئت عفوا. عفوا (4). 95 - عنه قال: وسال سعد بن سعد عن الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر فقال: إنما الشكر إذا أنعم الله على عبده، أن يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين (5). (1) الاستبصار: 1 - 227. (2) الاستبصار: 1 - 235. (3) الفقيه: 3 - 276. (4) الفقيه: 1 - 218 والتهذيب: 2 - 109. (5) الفقيه: 1 - 218 والتهذيب: 2 - 111
[176]
(باب) * (صلواة الجماعة) * 96 - الصدوق قال: وروي سعد بن إسماعيل عن أبيه عن الرضا عليه السلام أنه قال: سألته عن الرجل يقارف الذنب يصلي خلفه أم لا ؟ قال: لا (1). 97 - عنه قال وروى محمد بن سهل عن الرضا عليه السلام أنه قال: الامام يحمل أوهام من خلفه، إلا تكبيرة الافتتاح (2). 98 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن الحسين ابن يسار المدايني أنه سمع من يسال الرضا عليه السلام، عن رجل صلى إلى جانب رجل، فقام عن يساره وهو لا يعلم كيف يصنع، ثم علم هو وهو في الصلوة ؟ قال: يحوله عن يمينه (3) 99 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، والحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال قلت له: اني أدخل مع هؤلاء في صلاة المغرب فيعجلوني إلى ما أن أؤذن واقيم ولا أقرأ إلا الحمد حتى يركع، أيجزيني ذلك ؟ فقال: نعم يجزيك الحمد وحدها (4). 100 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل الاشعري عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عمن ركع مع إمام يقتدى به، ثم رفع رأسه قبل الامام قال: يعيد ركوعه معه (5). 101 - عنه عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم، قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يصلي بالقوم في مكان ضيق ويكون بينهم وبينه ستر، يجوز أن يصلى بهم، قال: نعم (6): (1) الفقيه: 249 1 والتهذيب: 3 - 277. (2) الفقيه: 264 1 والتهذيب: 2 - 144. (3) التهذيب 3 - 26. (4) التهذيب: 3 - 37. (5) التهذيب: 3 - 47. (6) التهذيب: 3 - 276.
[177]
102 - عنه باسناده عن البرقي عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: في رجل كان خلف إمام ياتم به، فركع قبل أن يركع الامام وهو يظن أن الامام قد ركع فلما ركع رآه لم يركع فرفع رأسه، ثم أعاد الركوع مع الامام أيفسد عليه ذلك صلاته أم تجوز تلك الركعة ؟ فكتب: يتم صلاته ولا يفسد ما صنع صلاته (1). 103 عنه باسناده عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن محمد بن عبد الله، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الامام يصلي في موضع، والذين خلفه يصلون في موضع أسفل منه، أو يصلي في موضع والذين خلفه في موضع أرفع منه فقال: يكون مكانهم مستويا، قال: قلت: فيصلى وحده، فيكون موضع سجوده أسفل من مقامه، فقال: إذا كان وحده فلا باس (2) 15 - (باب) * (صلواة الكسوف) * 104 - الصدوق قال: وروى عن علي بن الفضل الواسطي أنه قال كتبت إلي الرضا عليه السلام إذا انكسف الشمس والقمر وأنا راكب لا أقدر على النزول ؟ فكتب عليه السلام إلي: صل على مركبك الذي أنت عليه (3). 16 - (باب) * (صلواة العيدين) * 105 - الصدوق قال: وروى سعد بن سعد عن الرضا عليه السلام في المسافر إلى مكة وغيرها، هل عليه صلاة العيدين: الفطر والاضحى ؟ قال: نعم إلا بمنى يوم النحر (4). (1) التهذيب: 3 - 277. (2) التهذيب: 3 - 282. (3) الفقيه: 1 - 346. (4) الفقيه: 1 - 323.
[178]
106 - عنه قال: وفي العلل التى تروى عن الفضل بن شاذان النيسابوري - رضي الله عنه - ويذكر أنه سمعها من الرضا عليه السلام أنه قال: إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه، ويبرزون لله عز وجل ويمجدونه على ما من عليهم، فيكون يوم عيد، ويوم اجتماع، يوم فطر، ويوم زكاة ويوم رغبة، ويوم تضرع، ولانه أول يوم من السنة، يحل فيه الاكل والشرب لان أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان. فاحب الله عز وجل أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه، و يقدسونه وإنما جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة، لان التكبير إنما هو التعظيم لله وتمجيد على ما هدى وعافا كما قال الله عز وجل: " ولتكبرو الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " وإنما جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة لانه يكون في ركعتين اثنتا عشرة تكبيرة، وجعل سبع في الأولى وخمس في الثانيه ولم يسو بينهما لان السنة في صلاة الفريضة أن تستفتح بسبع تكبيرات. فلذلك بدأ ههنا بسبع تكبيرات، وجعل في الثانية خمس تكبيرات لان التحريم من التكبير في اليوم والليلة خمس تكبيرات وليكون في الركعتين جميعا وترا وترا (1). 107 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن التكبير في العيدين قال: التكبير في الاولى سبع تكبيرات قبل القراءة وفي الاخيرة خمس تكبيرات بعد القراءة. (2) 17 - (باب النوافل) 108 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى بن حبيب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: يكون على الصلوة النافلة متى (1) الفقيه: 1 - 330. (2) التهذيب: 3 - 131 والاستبصار: 1 - 450.
[179]
أقضيها ؟ فكتب عليه السلام: أية ساعة شئت من ليل أو نهار (1). 109 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن سليمان، عن سعد، عن مقاتل بن مقاتل، عن أبي الحارث قال: سألته يعنى الرضا عليه السلام، عن الاربع ركعات بعد المغرب في السفر يعجلني الجمال ولا يمكني الصلاة على الارض هل اصيلها في المحمل ؟ فقال: نعم صلها في المحمل (2). 110 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: صل ركعتي الفجر في المحمل (3). 111 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: حدثني إسماعيل بن سعد الاحوص قال: قلت للرضا عليه السلام: كم الصلاة من ركعة ؟ فقال: إحدى وخمسون ركعة (4). 112 - الحميرى عن البزنطى عن الرضا عليه السلام قال: في النوافل يوم الجمعة ست ركعات بكرة وست ركعات ضحوة، وركعتان إذا زالت الشمس، وست ركعات بعد الجمعة (5). 113 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أخيه علي بن موسى الرضا عليه السلام عن جده عليهم السلام قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها، قال: لانهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره (6). 114 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان ابن يحيى قال: سالت الرضا عليه السلام عن التطوع بالنهار وأنا في سفر، فقال: لا ولكن تقضى صلاة الليل بالنهار، وأنت في سفر، فقلت: جعلت فداك، صلاة النهار التي (1) الكافي: 3 - 454. (2 و 3) الكافي: 3 - 441. (4) الكافي: 3 - 446. (5) قرب الاسناد: 211. (6) علل الشرايع: 2 - 54.
[180]
اصليها في الحضر أقضيها بالنهار في السفر ؟ فقال: أما أنا فلا أقضيها (1). 115 - عنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الوتر أفصل أم وصل ؟ قال: فصل (2). 116 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: صليت خلف الرضا عليه السلام في المسجد الحرام صلاة الليل فلما فرغ جعل مكان الضجعة سجدة (3). 117 - عنه عن بنان بن محمد، عن سعد بن السندي، عن علي بن عبد الله بن عمران عن الرضا عليه السلام قال: إذا كنت في صلاة الفجر فخرجت ورأيت الصبح فزد ركعة إلى الركعتين صليتهما قبل واجعله وترا (4). 118 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن ساعات الوتر قال: أحبها إلى الفجر الاول وسالته عن أفضل ساعات الليل، قال: الثلث الباقي، وسالته عن الوتر بعد فجر الصبح قال: نعم قد كان أبي ربما أو تر بعد ما انفجر الصبح (5). 119 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من صلي المغرب وبعدها أربع ركعات، ولم يتكلم حتى يصلى عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة بالحمد، وقل هو الله أحد كانت عدل عشر رقاب (6). 120 - عنه عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سال الحسن بن الجهم أبا الحسن الرضا عليه السلام لابن أسباط فقال له: ما ترى له ؟ وابن أسباط حاضر ونحن جميعا نركب البحر أو البر إلى مصر، وأخبره بخبر طريق البر فقال: ائت المسجد في غير وقت صلاة فريضة فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ثم انظر أي شئ يقع في (1) التهذيب: 2 - 16 والاستبصار: 1 - 221. (2) التهذيب: 2 - 128 والاستبصار: 2 - 348. (3) التهذيب: 2 - 137. (4) التهذيب 2 - 338. (5) التهذيب: 2 - 339. (6) التهذيب: 3 - 310.
[181]
قلبك فاعمل به، وقال له الحسن: البر أحب إلى قال: وإلى (1). 121 - عنه باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر قال قلت: لابي الحسن عليه السلام، إن أصحابنا يختلفون في صلاة التطوع بعضهم يصلى أربعا وأربعين وبعضهم يصلى خمسين فاخبرني بالذي تعمل به أنت، كيف هو حتى أعمل بمثله ؟ فقال: اصلي واحدة وخمسين ركعة، ثم قال: أمسك وعقد بيده: الزوال ثمانية، وأربعا بعد الظهر وأربعا قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل العشاء الآخرة، وركعتين بعد العشاء من قعود تعد ان بركعة من قيام، وثماني صلاة الليل والوتر ثلاثا، وركعتي الفجر، والفرائض سبع عشرة فذلك إحدى وخمسون ركعة (2). 122 - عنه عن سعد، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن أبا الحسن عليه السلام كان إذا اغتم ترك الخمسين (3). 123 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى قال: سالت الرضا عليه السلام: عن الرجل يصلي الاولى ثم يتنفل فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته، فيبطئ بالعصر، ثم يقضي نافلته بعد العصر أو يؤخرها، حتى يصليها في وقت آخر، قال: يصلي العصر، ويقضى نافلته في يوم آخر (4). 124 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: الصلاة النافلة يوم الجمعة ست ركعات صدر النهار، وست ركعات عند ارتفاعه وركعتان إذا زالت الشمس، ثم تصلى الفريضة ثم صل بعدها ست ركعات (5). (1) التهذيب: 311 3 والكافي: 3 - 471. (2) التهذيب: 2 - 14. (3) التهذيب: 2 - 11. (4) التهذيب: 2 - 167 والاستبصار: 1 - 291. (5) التهذيب: 2 - 10 والاستبصار: 1 - 409.
[182]
125 - عنه عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلاة يوم الجمعة كم ركعة قبل الزوال ؟ قال: ست ركعات بكرة، وست بعد ذلك إثنى عشرة ركعة، وست بعد ذلك ثمانى عشرة ركعة، وركعتان بعد الزوال فهذه عشرون ركعة وركعتان بعد العصر فهذه ثنتان وعشرون ركعة. (1) 126 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يكون في بيته وهو يصلي وهو يرى أن عليه الليل، ثم يدخل عليه الآخر من الباب فقال: قد أصبحت هل يصلي الوتر أم لا أو يعيد شيئا من صلاة الليل ؟ قال: يعيد إن صلاها مصبحا (2). 127 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن التطوع يوم الجمعة قال: ست ركعات في صدر النهار، وست ركعات قبل الزوال وركعتان إذا زالت الشمس، وست ركعات بعد الجمعة، فذلك عشرون ركعة سوى الفريضة (3). 128 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه الله عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثني إسماعيل بن سعد الاشعري القمي قال: قلت: للرضا عليه السلام كم الصلاة من ركعة قال: إحدى وخمسون ركعة (4). 129 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن يحيى بن حبيب، قال، سالت الرضا عليه السلام، عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل من الصلاة ؟ قال: ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، قلت: هذه رواية زرارة قال: أو ترى أحدا كان أصدع بالحق منه (5). (1) التهذيب: 2 - 246 والاستبصار، 1 - 411. (2) الاستبصار: 1 - 292. (3) الاستبصار، 1 - 410. (4) الاستبصار، 1 - 218. (5) الاستبصار: 1 - 219.
[183]
130 - عنه عن إبراهيم بن أبي إسحاق الاحمري النهاوندي، عن محمد بن الحسين وعمرو بن عثمان، ومحمد بن خالد، وعبد الله بن الصلت، ومحمد بن عيسى، و جماعة أيضا، عن محمد ابن سنان قال: قال الرضا عليه السلام: كان أبي يزيد في العشر الاواخر في شهر رمضان في كل ليلة عشرين (1) ركعة. (1) الاستبصار: 1 - 466.
[184]
كتاب الصوم 1 - (باب) * (فضائل شهر رمضان) * 1 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أساله عن قوم عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان، وربما احتجت إليهم يحصدون لي، فإذا دعوتهم للحصاد لم يجيبوني حتى اطعمهم، وهم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليهم ويدعوني، وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان فكتب عليه السلام بخطه أعرفه: (أطعمهم). (1) 2 - عنه قال: روي عن ياسر الخادم، قال: قلت للرضا عليه السلام: هل يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوما ؟ فقال: إن شهر رمضان: لا ينقص من ثلاثين يوما أبدا. (2) 3 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد الكوفي قال: حدثنا علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن أبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيضه غفر الله له، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له. (1) الفقيه: 2 - 110. (2) الفقيه: 110 2 وعيون الاخبار: 1 - 293.
[185]
ثم قال: صلى الله عليه وآله وسلم: إن شهر كم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا شهر، الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الشقي حق الشقي من خرج منه هذا الشهر، ولم يغفر ذنوبه، فحينئذ يخسرحين يفوز المحسنون بجوايز الرب الكريم. 4 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا على بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الايام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته، أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسئلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه. فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع القيمة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم وقروا كباكم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم، وغصوا عمالا يحل النظر إليه أبصاركم وعمالا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم. وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فانها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا
[186]
ناجوه، ويلبيهم إذانا دوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه، أيها الناس إن أنفسكم مرهونة باعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أو زاركم، فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار، يوم يقوم الناس لرب العالمين. أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة والنار ولو بشربة من ماء. أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له چواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه. ومن تطوع فيه بصلوة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلوة علي ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين، ومن تلافيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور. أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسئلوا ربكم لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فاسئلوا ربكم لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسئلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر فقال يا أبا الحسن: أفضل الاعمال في هذا الشهر، الورع عن محارم الله عز وجل ثم بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك، فقال يا على أبكى لما يستحل منك في هذا الشهر، كاني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الاولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك على قرنك فخضب منها لحيتك.
[187]
قال أمير المؤمنين عليه السلام: قلت: يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني فقال في سلامة من دينك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من قتلك، فقد قتلني ومن أبغضك، فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني لانك مني كنفسي، روحك من روحي وطينتك من طينتي إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للامامة. فمن أنكر إمامتك، فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على امتي في حيوتى وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي اقسم بالذى بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده. (1) 5 - الطوسي باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك، (وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينتقص منه شئ، وما عمل بقوة ذلك الطعام من بر) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في آخر جمعة من شعبان بعد أن حمد الله وأثنى عليه: فقد أظلكم شهر رمضان من فطر فيه صائما، كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة ذنوبه فيما مضى، قيل يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما قال: إن الله كريم يعطي هذا الثواب لمن يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها أو شربة ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك. (2) 2 - (باب) * (يوم الشك) * 6 - الصدوق قال: وروى عبد العظيم الحسنى، عن سهل بن سعد قال: سمعت (1) امالي الصدوق: 57 والعيون: 1 - 295. (2) مصباح المتهجد: 433.
[188]
الرضا عليه السلام يقول: الصوم للرؤية والفطر للرؤية، وليس منا من صام قبل الرؤية وأفطر قبل الرؤية، قال قلت له: يا بن رسول الله فما ترى في صوم يوم الشك فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لئن أصوم يوما من شهر شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان. (1) 7 - الطوسى باسناده عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: كنت جالسا عنده آخر يوم من شعبان، فلم أره صائما فاتوه بمائدة فقال: ادن وكان ذلك بعد العصر قلت له: جعلت فداك صمت اليوم فقال لي: ولم ؟ قلت جاء عن أبي عبد الله عليه السلام في اليوم الذي يشك فيه أنه قال: يوم وفق الله له. قال: أليس تدرون إنما ذلك إذا كان لا يعلم أهو من شعبان أم من شهر رمضان فصامه الرجل، وكان من شهر رمضان كان يوما وفق الله له فاما وليس علة ولا شبهة فلا، فقلت: أفطر الآن ؟ فقال: لا قلت: وكذلك في النوافل ليس لى أن أفطر بعد الظهر قال: نعم. (2) 8 - عنه - باسناده عن علي بن مهزيار عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن اليوم الذي يشك فيه ولا يدرى أهو من شهر رمضان أو من شعبان، فقال: شهر رمضان من الشهور يصيبه ما يصيب الشهور من الزيادة والنقصان، فصوموا للرؤية، وأفطروا للرؤية ولا يعجبني أن يتقدمه أحد بصيام يوم وذكر الحديث. (3) 3 - (باب) * (ادب الصائم) * 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن (1) الفقيه: 2 - 80. (2) التهذيب: 4 - 166. (3) التهذيب: 4 - 166. (*)
[189]
سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عمن يصيبه الرمد في شهر رمضان هل يذر عينه بالنهار وهو صائم ؟ قال: يذرها إذا أفطر ولا يذرها وهو صائم. (1) 10 - الصدوق قال: وسال أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يحتقن، تكون به العلة في شهر رمضان، قال: الصائم لا يجوز له أن يحتقن ولا يجوز للصائم أن يستعط، ولا باس أن يصب الدواء في أذنه، ولا باس أن يزق الفرخ وبمضغ الخبز للرضيع من أن يبلع شيئا، ولا باس أن يشم الطيب إلا المسحوق منه يصعد إلى دماغه، ولا باس بان يذوق الطباخ المرق وهو صاثم بلسانه من غير أن يبلعه، ليعرف حلوه من حامضه. (2) 11 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا محمد بن إسمعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش، وليكون العبد ذليلا، مستكينا، ماجورا محتسبا، صابرا، فيكون ذلك دليلا على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل دليلا على الآجل، ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة. (3) 12 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال على بن أبي طالب عليه السلام: ثلثة لا يعرض لاحدكم نفسه لهن وهو صائم: الحمام والحجامة، والمرأة الحسناء. (4) 13 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن (1) الكافي: 4 - 111. (2) الفقيه: 2 - 69. (3) علل الشرايع: 2 - 65 والعيون: 3 - 91. (4) عيون الاخبار: 2 - 39.
[190]
موسى بن أبي الحسن الرازي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ساله بعض جلسائه عن السواك في شهر رمضان قال جائز، فقال بعضهم: إن السواك تدخل رطوبته في الجوف فقال: ما تقول في السواك الرطب تدخل رطوبته في الحلق ؟ فقال: الماء للمضمضة أرطب من السواك الرطب. (1) 14 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام أنه ساله عن الرجل يحتقن تكون به العلة في شهر رمضان، فقال: الصائم لا يجوز له أن يحتقن. (2) 15 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن عن أبيه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: ما تقول في التلطف بالاشياف يستدخله الانسان، وهو صائم فكتب عليه السلام: لا باس بالجامد. (3) 4 - (باب) * (من اصبح جنبا) * 16 - الطوسى باسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه، إسماعيل بن عيسى قال سالت الرضا عليه السلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان، فنام حتى يصبح أي شئ عليه قال: لا يضره هذا ولا يفطر فان أبي عليه السلام قال: قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جنبا من جماع غير احتلام قال: لا يفطر ولا يبالي. ورجل أصابته جنابة، فبقى نائما حتى يصبح أي شئ يجب عليه ؟ قال: لا شئ عليه يغتسل، ورجل أصابته جنابة في آخر الليل، فقام ليغتسل ولم يصب ماءا فذهب يطلبه، أو بعث من ياتيه فعسر عليه حتى أصبح كيف يصنع ؟ قال: يغتسل إذا (1) التهذيب: 4 - 293 والاستبصار: 2 - 92. (2) التهذيب: 4 - 204 والاستبصار: 2 - 83. (3) التهذيب: 4 - 204 والاستبصار: 2 - 83.
[191]
جاءه ثم يصلى (1). 17 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن سعد بن إسماعيل ابن عيسى، عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان فنام عمدا حتى أصبح أي شئ عليه ؟ قال: لا يضره هذا ولا يفطر ولا يبالي، فان أبي عليه السلام قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جنبا من جماع غير احتلام (2). 18 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل أصاب من أهله في شهر رمضان أو أصابته جنابة، ثم ينام حتى يصبح متعمدا قال: يتم ذلك اليوم وعليه قضاؤه (3). 19 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن علي، عن أحمد ابن هلال، عن أبي سعيد الخراساني قال: دخل رجلان على أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فسالاه عن التقصير، فقال لاحدهما وجب عليك التقصير، لانك قصدتني، وقال للآخر: وجب عليك التمام لانك قصدت السلطان (4). 20 - عنه عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل عن صفوان قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس ميل فلم يزل يتبعه حتى يلغ النهروان وهي أربعة فراسخ من بغداد أيفطر إذا أراد الرجوع ويقصر ؟ فقال: لا يقصر، ولا يفطر لانه خرج من منزله وليس يريد السفر ثمانية فراسخ، وإنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق فتمادى به السير إلى الموضع الذي بلغه، ولو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا وجائيا لكان عليه أن ينوى من الليل سفرا والافطار، فان هو أصبح ولم ينو السفر فبداله من بعد أن (1) التهذيب: 4 - 210 والاستبصار: 2 - 85. (2) التهذيب: 4 - 26 والاستبصار: 2 - 88. (3) الاستبصار: 2 - 86. (4) التهذيب: 4 - 220 والاستبصار: 1 - 235.
[192]
أصبح في السفر قصر ولم يفطر يومه ذلك (1). 21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل ينوي السفر في شهر رمضان، فيخرج من أهله بعد ما أصبح قال: إذا يصبح في أهله، فقد وجب عليه صيام ذلك اليوم، إلا أن يدلج دلجة (2). 6 - (باب) * (القضاء والكفارات) * 22 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات رجل وعليه صيام شهرين متتابعين من علة، فعليه أن يتصدق عن الشهر الاول ويقضي الشهر الثاني (3). 23 - الصدوق قال: وسال سليمان بن جعفر الجعفري أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يكون عليه أيام من شهر رمضان أيقضيها متفرقة ؟ قال: لا باس بتفرقة قضاء شهر رمضان إنما الصيام الذي لا يفرق صوم كفارة الظهار وكفارة الدم وكفارة اليمين (4). 24 - عنه قال: حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمر قندي رضي الله عنه، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمد ابن مسعود العياشي. قال: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عثمان، عن حميد بن محمد، عن أحمد بن الحسن الصالح، عن أبيه، عن الفتح ابن يزيد الجرجاني أنه كتب إلي أبي الحسن عليه السلام يسئله عن رجل واقع إمرأة في (1) التهذيب: 4 - 225 والاستبصار: 1 - 227. (2) الاستبصار: 2 - 98 والتهذيب. 4 - 277. (3) الكافي: 4 - 124.
[193]
شهر رمضان من حلال أو حرام في يوم واحد عشر مرات، قال: عليه عشر كفارات، لكل مرة كفارة، فان أكل أو شرب فكفارة يوم واحد (1). 25 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله قد روى عن آبائك فيمن جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه ثلاث كفارات، وروي عنهم أيضا كفارة واحدة فباي الخبرين ناخذ ؟ فقال عليه السلام: بهما جميعا. قال: متى جامع الرجل حراما أو أفطر على حرام في شهر رمضان فعليه ثلاث كفارات، عتق رقبة وصيام شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكينا وقضاء ذلك اليوم، وإن كان نكح حلالا أو أفطر على حلال، فعليه كفارة واحدة وقضاء ذلك اليوم. وإن كان ناسيا فلا شئ عليه (2). 26 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال: كتب الحسين إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك، رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام بعضها، ثم اعتل فافطرأ يبتدى في صومه أم يحتسب بما مضى ؟ فكتب عليه السلام: يحتسب بما مضى (3). 7 - (باب) * (صوم يوم عاشوراء وعرفة) * 27 - الكليني باسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثني جعفر بن عيسى أخوه قال سالت الرضا عليه السلام عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم (1) الفقيه: 2 - 95 والتهذيب: 4 - 274 والاستبصار: 2 - 117. (2) عيون الاخبار: 1 - 254. (3) عيون الاخبار: 1 - 314.
[194]
ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الادعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام، وهو يوم يتشام به آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويتشام به أهل الاسلام، واليوم الذي يتشام به أهل الاسلام لا يصام ولا يتبرك به. يوم الاثنين، يوم نحس، قبض الله عز وجل فيه نبيه، وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشا منابه وتبرك به عدونا، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله عليه وتبرك به ابن مرجانة وتشام به آل محمد صلى الله عليهم، فمن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما (1). 28 - علي بن طاووس - رحمه الله - مرسلا عن ابن شبيب، عن مولانا الرضا عليه السلام ومنها ما روى عن طرقهم إن من صام يوما من المحرم محتسبا، جعل الله تعالى بينه وبين جهنم جنة كما بين السماء والارض (2). 8 - (باب) * (صوم التطوع) * 29 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن إدريس بن زيد، وعلي بن إدريس قالا: سالنا الرضا عليه السلام عن الرجل نذر نذرا إن هو تخلص من الحبس أن يصوم ذلك اليوم الذي تخلص فيه، فيعجز عن الصوم لعلة أصابته أو غير ذلك، فمد للرجل في عمره، وقد أجتمع عليه صوم كثير ما كفارة ذلك الصوم ؟ قال: يكفر كل يوم بمد حنطة أو شعير (3). 30 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد، عن موسى بن بكر، عن محمد ابن منصور قال سالت الرضا عليه السلام عن رجل نذر نذرا في صيام، فعجز فقال: كان أبي (1) الكافي: 4 - 146 والتهذيب: 4 - 301. (2) اقبال الاعال. 553. (3) الكافي. 4 - 143.
[195]
يقول: عليه مكان كل يوم مد (1). 31 - عنه - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في رجل نذر على نفسه إن هو سلم من مرض أو تخلص من حبس أن يصوم كل يوم أربعاء، وهو اليوم الذي تخلص فيه، فعجز عن الصوم لعلة أصابته أو غير ذلك فمد للرجل في عمره واجتمع عليه صوم كثير ما كفارة ذلك ؟ قال: تصدق لكل يوم بمد من حنطة أو ثمن مد (2). 32 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم، قال: كتب الحسين إلى الرضا عليه السلام جعلت فداك رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام بعضها، ثم اعتل فافطر أيبتدى في صوم أم يحتسب بما مضى ؟ فكتب إليه: يحتسب ما مضى (3). 33 - عنه عن عدة من أصحابنا عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: سألته عن الرجل يجعل لله عز وجل عليه صوم يوم مسمى، قال: يصومه أبدا في السفر والحضر (4). 34 - عنه عن سهل بن زياد، عن يوسف بن السخت، عن حمدان ابن النضر، عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا عليه السلام، في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فاني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك أي يوم هو ؟ فقال: يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الارض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم عليه السلام (5). 35 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن (1) الكافي. 4 - 143 والتهذيب. 4 - 313. (2) الكافي. 4 - 144 والفقيه. 2 - 99. (3) الكافي. 4 - 141. (4) الكافي. 4 - 143. (5) الكافي. 4 - 149.
[196]
سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن صوم ثلاثة أيام في الشهر، هل فيه قضاء على المسافر ؟ قال: لا (1). 36 - عنه عن أحمد بن محمد، عن المرزبان بن عمران قال: قلت للرضا عليه السلام أريد السفر فاصوم لشهري الذي اسافر فيه ؟ قال: لا، قلت: فإذا قدمت أقضيه ؟ قال لا، كما لا تصوم كذلك لا تقضى (2). 37 - الصدوق قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب الله دخل الجنة. ومن استغفر في كل يوم من شعبان سبعين مرة حشر يوم القيامة في زمرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة حرم الله جسده على النار، ومن صام ثلاثا من شعبان ووصلها من صيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين (3). 38 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق رحمه الله قال حدثنا أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل، وجبت له الجنة، ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر، ومن صام يوما في آخره جعله الله عز وجل من ملوك الجنة وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته وأخيه وأخته وعمه وعمته، وخاله وخالته، ومعارفه، وجيرانه وإن كان فيهم مستوجب للنار (4). 39 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (1) الكافي. 4 - 130. (2) الكافي. 4 - 130. (3) الخصال. 582 والعيون. 1 - 255. (4) امالي الصدوق. 7 والعيون. 1 - 291.
[197]
صلى الله عليه وآله وسلم: من صام يوم الجمعة صبرا واحتسابا أعطي ثواب صيام عشرة أيام غر زهر، لا تشاكل أيام الدنيا (1). 40 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل شهر شعبان، يصومه في أوله ثلاثا، وفي وسطه وفي آخره ثلاثا، وإذا دخل شهر رمضان يفطر قبله بيومين، ثم يصوم (2). 41 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الصيام في الشهر كيف هو ؟ فقال: ثلاث في الشهر، في كل عشر يوم، إن الله عز وجل يقول: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر (3). 42 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن جعفر المدائني عن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال: سالت الرضا عليه السلام عن الصيام فقال: ثلاثة أيام في الشهر، إلا، بعاء والخميس والجمعة فقلت: إن أصحابنا يصومون أربعاء بين خميسين، فقال: لا باس بذلك ولا باس بخميس بين أربعائين (4). 43 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين في سبعة وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله عز وجل له صيام ستين شهرا، وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع الله البيت وهو أول رحمة وضعت على وجه الارض، فجعله الله عز وجل مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، وفي أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا (5). (1) عيون الاخبار. 2 - 36. (2) عيون الاخبار. 2 - 71. (3) التهذيب: 4 - 302. (4) التهذيب: 4 - 304 والاستبصار. 2 - 137. (5) التهذيب: 4 - 304. (*)
[198]
44 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أساله عن قوم عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان، وأنا أحتاج إليهم يحصدون لي فإذا دعوتهم إلى الحصاد لم يجيبوا حتى أطعمهم وهم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليه، ويدعوني وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان فكتب عليه السلام إلى بخطه أعرفه: أطعمهم. (1) 45 - على بن طاووس قال: رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستى في كتاب الحسنى باسناده إلى الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطي رضوان الله عليه عن مولانا الرضا عليه السلام قال: من صام يوم الخامس والعشرين من رجب جعل الله صومه ذلك اليوم كفارة سبعين سنة. (2) 46 - عنه قال: روى الشيخ جعفر بن محمد الدوويستي في كتاب الحسنى باسناده إلى الرضا عليه السلام قال ومن صام يوم السادس والعشرين من رجب، جعل الله صومه ذلك اليوم كفارة ثمانين سنة. (3) 9 - (باب الفطرة) 47 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الفطرة كم ندفع عن كل رأس من الحنطة والشعير والتمر والزبيب ؟ قال: صاع بصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (4) 48 - عنه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: كتبت إليه: الوصي يزكى عن اليتامى زكاة الفطرة إذا كان لهم (1) التهذيب: 4 - 214. (2) اقبال الاعمال: 669. (3) اقبال الاعمال: 670. (4) الكافي: 4 - 171 والفقيه: 2 - 115 والتهذيب: 4 - 80 والاستبصار: 2 - 46.
[199]
مال ؟ فكتب لا زكاة على يتيم، وعن مملوك يموت مولاه، وهو عنه غائب في بلد آخر، وفي يده مال لمولاه ويحضر الفطر أيزكى عن نفسه من مال مولاه وقد صار لليتامى ؟ قال نعم. (1) 49 - عنه عن محمد بن يحيى، عن بنان بن محمد، عن أخيه عبد الرحمن بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: بعثت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام بدارهم لي ولغيري وكتبت إليه اخبره أنها من فطرة العيال، فكتب بخطه: قبضت وقبلت. (2) 50 - عنه عن محمد بن يحيى، عن على بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: يا فلان تقبل الله منك ومنا ثم أقام حتى كان يوم الاضحى، فقال له: يا فلان تقبل الله منا ومنك، قال فقلت، له يا بن رسول الله قلت في الفطر شيئا وتقول في الاضحى غيره، قال: فقال: نعم إنى قلت له في الفطر: تقبل الله منك ومنا لانه فعل مثل فعلي وتاسيت أنا وهو في الفعل وقلت له في الاضحى: تقبل الله منا ومنك لانه يمكننا أن نضحى ولا يمكنه أن يضحى فقد فعلنا نحن غير فعله. (3) 51 - عنه عن الحسين بن محمد، عن الحرانى، عن علي بن محمد النوفلي قال: قلت لابي الحسن عليه السلام إني أفطرت يوم الفطر على تين وتمرة، فقال لى: جمعت بركة وسنة. (4) 52 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ياسر القمى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. قال: الفطرة صاع من حنطة، أو صاع من شعير أو صاع من تمر أو صاع من زبيب وإنما خفف الحنطة معاوية. (5) (1) الكافي: 4 - 172 والفقيه: 2 - 117. (2) الكافي: 4 - 174 والفقيه: 2 - 119. (3) الكافي: 4 - 181 والفقيه: 2 - 113. (4) الكافي: 4 - 170 والفقيه: 2 - 113. (5) علل الشرايع: 2 - 77 والاستبصار: 2 - 49.
[200]
53 - عنه قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهما، قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري عن جعفر بن إبراهيم بن محمد الهمداني رحمهم الله - وكان معنا حاجا - قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام على يد أبي: جعلت فداك إن أصحابنا اختلفوا في الصاع فبعضهم يقول: الفطرة بصاع المدينة وبعضهم يقول: بصاع العراق، فكتب إلى الصاع ستة أرطال بالمدني وتسعة أرطال بالعراقى، قال: وأخبرني بالوزن، فقال يكون ألفا ومائة وسبعين درهما. (1) 54 - عنه قال: حدثني حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدثني أبو نصر قنبر بن علي بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام، إلا أنه لم يذكر في حديثه أنه كتب ذلك إلى المأمون وذكر فيه: الفطرة مدين من حنطة وصاعا من الشعير والتمر والزبيب. (2) 55 - الطوسى باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن جعفر بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في الفطرة قال: يعطى من الحنطة صاع، ومن الشعير صاع، ومن الاقط صاع. (3) 10. (باب النوادر) 56 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: هل (1) عيون الاخبار: 1 - 309. (2) عيون الاخبار: 127. (3) والتهذيب: 4 - 70 والاستبصار: 2 - 46.
[201]
يكون شهر رمضان، تسعة وعشرين يوما، فقال: إن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوما. (1) 57 - الصدوق باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال: فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصة دون ساير الشهور ؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وفيه فرق بين الحق والباطل كما قال الله عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر، أو مضرة أو منفعة، أو رزق أو أجل، ولذلك سميت ليلة القدر. فان قال: فلم أمروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر ؟ قيل: لانه قوة العبادة الذي يعم فيها القوي والضعيف، وإنما أوجب الله الفرايض على أغلب الاشياء وأعم القوي: ثم رخص لاهل الضعف، ورغب أهل القوة في الفضل ولو كانوا يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم. فان قال: فلم إذا حاضت المرأة لا تصوم ولا تصلي ؟ قيل: لانها في نجاسة فاحب الله أن لا تعبده إلا طاهرا، ولانه لا صوم لمن لا صلوة له. فان قال: فلم صارت تقضى الصوم ولا تقضي الصلوة ؟ قيل: لعلل شتى، فمنها أن الصيام لا يمنعها من خدمة نفسها، وخدمة زوجها وإصلاح بيتها والقيام بامرها والاشتغال بمرمة معيشتها والصلوة تمنعها من ذلك كله، لان الصلوة تكون في اليوم والليلة مرارا، فلا تقوي على ذلك، والصوم ليس كذلك. ومنها أن الصلاة فيها عناء وتعب واشتغال الاركان، وليس في الصوم شئ من ذلك وإنما هو الامساك عن الطعام والشراب، وليس فيه اشتغال الاركان. ومنها أنه ليس من وقت يجئ إلا تجب عليها فيه صلاة جديدة في يومها وليلتها وليس الصوم كذلك، لانه ليس كلما حدث يوم وجب عليها الصوم، وكلما حدث وقت (5) الخصال: 530.
[202]
الصلاة وجب عليها الصلاة. فان قال: فلم إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان، فلم يخرج من سفره أولم يفق من مرضه حتى يدخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للاول وسقط القضاء فإذا أفاق بينهما أو أقام ولم يقضه، وجب عليه القضاء والفداء ؟ قيل: لان ذلك الصوم إنما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر. فاما الذي لم يفق فانه لما أن مرت عليه السنة كلها، وقد غلب الله عليه مثل المغمي عليه الذي يغمى عليه يوما وليلة فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق عليه السلام كلما غلب الله عليه العبد فهو أعذر له، لانه دخل الشهر وهو مريض فلم يجب عليه الصوم في شهره ولا سنته للمرض الذي كان فيه ووجب عليه الفداء، لانه بمنزلة من وجب عليه صوم، فلم يستطع أداه فوجب عليه الفداء كما قال الله عز وجل: " فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا " وكما قال الله عز وجل: " ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " فاقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه. فان قال: فلم فان لم يستطع إذ ذاك فهو الان فيستطيع ؟ قيل له: لانه لما دخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للماضي، لانه كان بمنزلة من وجب عليه صوم في كفارة فلم يستطعه، فوجب عليه الفداء، وإذا وجب الفداء سقط الصوم والصوم ساقط والفداء لازم، فان أفاق فيما بينهما ولم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه والصوم لاستطاعته. فان قال: فلم جعل الصوم السنة قيل: ليكمل فيه الصوم المفرض. فان قال: فلم جعل في كل شهر ثلثة أيام وفي كل عشرة أيام يوما قيل: لان الله تبارك وتعالى يقول: " من جاء بالحسنة، فله عشر أمثالها " فمن صام في كل عشرة أيا يوما واحدا فكانما صام الدهر كله، كما قال سلمان الفارسى رحمة الله عليه: صوم ثلث أيام في شهر صوم الدهر كله، فمن وجد شيئا غير الدهر فليصمه. فان قال: فلم جعل أول خميس من العشر الاول، وآخر خميس في العشر الآ وأربعاء في العشر الاوسط ؟ قيل: أما الخميس فانه قال الصادق عليه السلام: يعرض في
[203]
خميس أعمال العباد على الله عز وجل، فاحب أن يعرض عمل العبد على الله تعالى وهو صائم. فان قال: فلم جعل آخر الخميس قيل: لانه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيام والعبد صايم كان أشرف وأفضل من أن يعرض عمل يومين وهو صايم، وإنما جعل الاربعاء في العشر الاوسط لان الصادق عليه السلام أخبر بان الله عز وجل خلق النار في ذلك اليوم وفيه أهلك القرون الاولى، وهو يوم نحس مستمر، فاحب أن يدفع العبد عن نفسه نحسن ذلك اليوم بصومه. فان قال: فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحج والصلوة وغيرهما ؟ قيل: لان الصلوة والحج وساير الفرايض مانعة للانسان من التقلب في أمر دنياه ومصلحة معيشته مع تلك العلل التى ذكرناها في الحايض التي تقضى الصيام ولا تقضى الصلاة. فان قال: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه شهر واحد أو ثلثة أشهر، قيل: لان الفرض الذي فرض الله على الخلق وهو شهر واحد، فضوعف في هذا الشهر في كفارته توكيد أو تغليظا عليه. فان قال: لم جعلت متتابعين، قيل لئلا يهون عليه الاداء فيستخف به، لانه إذا قضاه متفرقاهان على القضاء. (1) 58 - الطبرسي رفعه عن الرضا عليه السلام قال: تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك. (2) (1) عيون الاخبار: 2 - 116. (2) مكارم الاخلاق: 157.
[204]
(كتاب الزكوة) 1 - (باب) * (علة الزكوة) * 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا عليه السلام شيئا فقال: اصبر فاني أرجو أن يصنع الله لك إن شاء الله، ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل له فيها، ثم صغر الدنيا وقال: أي شئ هم. ثم قال: إن صاحب النعمة على خطر إنه يجب عليه حقوق الله فيها، والله إنه لتكون على النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل - وحرك يده - حتى أخرج من الحقوق التي يجب لله علي فيها، فقلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا ؟ قال نعم: فاحمد ربي على ما من به علي. (1) 2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام: لاي شئ جعل الله الزكاة خمسة وعشرين في كل ألف، ولم يجعلها ثلاثين ؟ فقال: إن الله عز وجل جعلها خمسة وعشرين أخرج من أموال الاغنياء بقدر ما يكتفي به الفقراء، ولو أخرج الناس زكاة أموالهم ما احتاج أحد. (2) 3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سالت عن الرجل تحل عليه الزكاة في السنة في ثلاث أوقات أيؤخرها حتى يدفعها في وقت واحد ؟ فقال: متى (1) الكافي: 3 - 502. (2) الكافي: 3 - 507.
[205]
حلت أخرجها، وعن الزكاة في الحنطة والشعير، والشعير، والتمر، والزبيب متى تجب على صاحبها قال: إذا ما صرم وإذا ما خرص. (1) 4 - الحميرى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل يكون في يده المتاع قد بار عليه وليس يعطى به إلا أقل من رأس ماله، عليه زكوة ؟ قال: لا قلت: فانه مكث عنده عشر سنين، ثم باعه كم يزكي سنة قال: سنة واحدة. (2) 5 - الصدوق قال: وكتب الرضا علي بن موسى عليهم السلام، إلى محمد بن سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله: إن علة الزكاة من أجل قوت الفقراء، وتحصين أموال الاغنياء، لان الله عز وجل كلف أهل الصحة القيام بشان أهل الزمانة والبلوى، كما قد قال تبارك وتعالى: " لتبلون في أموالكم وأنفسكم " في أموالكم إخراج الزكاة و في أنفسكم توطين الانفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل. والطمع في الزيادة مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لاهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء والمعونة لهم على أمر الدين وموعظة لاهل الغنى وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم، ومالهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في امور كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الارحام واصطناع المعروف. (3) 2 - (باب الانفاق) 6 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، ومحمد بن يحيى، عن (1) الكافي: 3 - 523. (2) قرب الاسناد: 223. (3) الفقيه 2 - 4 والعلل: 2 - 57 والعيون: 2 - 89.
[206]
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر عليهما السلام: يا أبا جعفر بلغني أن الموالى إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فانما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا، وأسالك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير. فإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة، ثم لا يسالك أحد شيئا إلا أعطيته، ومن سالك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سالك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا، والكثير إليك، إني إنما اريد بذلك أن يرفعك الله، فانفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا. (1) 7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى له فقال له، هل أنفقت اليوم شيئا ؟ قال: لا والله فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا، أنفق ولو درهما واحدا. (2) 8 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام أحدثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسالونه عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال: السلام عليك يا بن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك واجدادك عليهم السلام مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتى وما معي ما أبلغ مرحلة فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة. فقال له: اجلس رحمك الله وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقى هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا فقال: أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له سليمان: قدم الله أمرك فقام فدخل الحجرة، وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني ؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني واخرج فلا أراك ولا تراني. ثم خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلما ذا سترت وجهك (1) الكافي: 4 - 43. (2) الكافي: 3 - 44.
[207]
عنه ؟ فقال: مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له أما سمعت قول الاول: متى آته يوما لا طلب حاجة * رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه (1) 9 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام أنى أصبت بابنين وبقي لي بني صغير، فقال: تصدق عنه ثم قال حين حضر قيامي، مر الصبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيي وإن قل فان كل شئ يراد به الله وإن قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم. إن الله عز وجل يقول: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " وقال: " فلا اقتحم العقبة، وما أدريك ما العقبة فك رقبه أو طعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذامتربة " علم الله عز وجل أن كل أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه. (2) 10 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا ابن عرفة إن النعم كالابل المعتقلة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساؤ وامعاملتها وإنالتها نفرت عنهم. (3) 11 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: كان رجل من بني إسرائيل ولم يكن له ولد فود له غلام وقيل له: إنه يموت ليلة عرسه، فمكث الغلام، فلما كان ليلة عرسه نظر إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام، فدعاه فاطمعه فقال له السائل: أحييتني أحياك الله، قال: فاتاه آت في النوم فقال له: سل ابنك ما صنع فسأله فخبره (1) الكافي: 4 - 23. (2) الكافي: 3 - 4. (3) الكافي: 3 - 38.
[208]
بصنيعه قال: فاتاه الآتى مرة أخرى في النوم، فقال له: إن الله أحيالك ابنك بما صنع بالشيخ. (1) 12 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: السخى ياكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا ياكل من طعام الناس لئلا ياكلوا من طعامه. (2) 13 - الصدوق قال: وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته. (3) 14 - عنه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا على الآخرة. (4) 15 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: خير مال المرء وذخايره الصدقة. (5) 16 - عنه باسناده عن الرضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق. (6) 17 - عنه باسناده عن الرضا عن النبي صلى الله على وآله وسلم، قال: باكروا بالصدقة، فمن باكر بها لم يتخطاه الدعاء. (7) (1) الكافي: 3 - 7. (2) الكافي: 3 - 41. (3) الفقيه: 2 - 39. (4) الخصال: 282. (5) عيون الاخبار: 2 - 61. (6) عيون الاخبار 2 - 61. (7) عيون الاخبار: 2 - 62.
[209]
3 - (باب) * (زكوة مال الغائب) * 18 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت لابي الحسن الرضا عليهم السلام: الرجل يكون له الوديعة والدين، فلا يصل إليهما ثم ياخذهما، متى تجب عليه الزكاة ؟ قال: إذا أخذهما ثم يحول عليه الحول يزكي. (1) 4 - (باب) * (مستحق الزكوة) * 19 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل له قرابة وموالي وأتباع يحبون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وليس يعرفون صاحب هذا الامر، أيعطون من الزكاة ؟ قال: لا. (2) 20 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الآية: " ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " قال: الاسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم، ثم قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراءه وجعلها عند فلان: فذهب الله بها، (1) التهذيب، 4 - 34 والاستبصار: 2 - 28. (2) الكافي: 3 - 551 والتهذيب: 4 - 55.
[210]
قال معمر: وكان فلان حاضرا. (1) 21 - عنه - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال: قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله. (2) 22 - الصدوق قال: وقال الرضا عليه السلام: إن بنى تغلب أنفوا ن الجزية وسالوا عمر أن يعفيهم فخشي أن يلحقوا بالروم، فصالحهم على أن صرف ذلك عن رؤوسهم وضاعف عليهم الصدقة فرضوا بذلك، فعليهم ما صالحوا عليه ورضوا به إلى أن يظهر الحق. (3) 23 - عنه قال: وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: بعثت إلى الرضا عليه السلام بدنانير من قبل بعض أهلي وكتبت إليه اخبره أن فيها زكوة خمسة وسبعون والباقي صلة فكتب عليه السلام بخطه: قبضت وبعثت إليه بدنا نيرلي ولغيري وكتبت إليه أنها من فطرة العيال فكتب عليه السلام بخطه: قبضت. (4) 24 - الطوسى باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن سعد الاشعري، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الزكاة هل توضع فيمن لا يعرف، قال: لا ولا زكاة الفطرة. (5) 5 - (باب) * (زكاة مال اليتيم) * 25 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن القاسم بن الفضيل قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام أساله عن الوصي أيزكى زكاة الفطرة عن اليتامى (1) الكافي: 4 - 11. (2) الكافي: 4 - 11. (3) الفقيه: 2 - 15. (4) الفقيه: 2 - 20 والتهذيب: 4 - 60. (5) التهذيب: 4 - 52.
[211]
إذا كان لهم مال ؟ قال: فكتب عليه السلام: لا زكوة على يتيم. (1) 26 - الطوسى باسناده عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن صبية صغار لهم مال بيد أبيهم أو أخيهم هل تجب على مالهم زكاة ؟ فقال: لا تجب في مالهم زكاة حتى يعمل به، فإذا عمل به وجبت الزكاة، فاما إذا كان موقوفا فلا زكاة عليه. (2) 6 - (باب الخمس) 27 - الكليني عن أحمد، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى " فقيل له: فما كان لله فلمن هو ؟ فقال: لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان لرسول الله، فهو لامام فقيل له: أفرأيت إن كان صنف من الاصناف أكثر وصنف أقل، ما يصنع به ؟ قال: ذاك إلى الامام أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصنع ؟ أليس إنما كان يعطى على ما يرى ؟ كذلك الامام. (3) 28 - عنه عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن عي بن الحسين بن عبد ربه قال: سرح الرضا عليه السلام بصلة إلى أبي فكتب إليه أبي هل علي فيما سرحت إلي خمس، فكتب إليه لا خمس عليك فيما سرح به صاحب الخمس. (4) 29 - عنه عن سهل، عن أحمد بن المثنى قال: حدثنى محمد بن زيد الطبري قال كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا عليه السلام يساله الاذن في الخمس فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الله واسع كريم، ضمن على العمل الثواب، وعلى الضيق الهم، لا يخل مال إلا من وجه أحله الله، وإن الخمس عوننا على ديننا وعلى (1) الكافي: 3 - 541 والتهذيب: 4 - 30. (2) التهذيب: 4 - 28 والاستبصار: 2 - 29. (3) الكافي: 1 - 544. (4) الكافي: 547. (*)
[212]
عيالاتنا وعلى موالينا، وما نبذله ونشتري من أعراضنا، ممن نخاف سطوته، فلا تزووه عنا ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فان إخراجه مفتاح رزقكم، وتمحيص ذنوبكم، وما تمهدون لانفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي لله بما عهد إليه وليس المسلم من أجاب باللسان وخالف بالقلب، والسلام. (1) 30 - عنه عن محمد بن زيد، قال: قدم قوم من خراسان على أبى الحسن الرضا عليه السلام فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس، فقال: ما أمحل هذا، تمحضونا بالمودة بالسنتكم وتزوون عنا حقا جعله الله لنا، وجعلنا له وهو الخمس لا نجعل، لا نجعل، لا نجعل لاحد منكم في حل. (2) 31 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن على بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروذفي داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال حدثنا أبي قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه علهيم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة وقد أمرنا باسباغ الطهور، وأن لا ننزى حمارا على عتيقة. (3) 32 - الطوسى باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عما أخرج المعدن من قليل أو كثير هل فيه شئ ؟ قال: ليس فيه شئ حتى يبلغ ما يكون في مثله الزكاة عشرين دينارا. (4) 7 - (باب الخراج) 33 - الطوسى باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى، وأحمد بن محمد بن (1) الكافي: 1 - 547. (2) الكافي: 1 - 548. (3) عيون الاخبار: 2 - 29. (4) التهذيب: 4 - 138.
[213]
أبي نصر قال: ذكرنا له الكوفة وما وضع عليها من الخراج، وما سار فيها أهل بيته فقال: من أسلم طوعا تركت أرضه في يده وأخذ منه العشر مما سقت السماء، والانهار ونصف العشر، مما سقي بالرشا فيما عمروه منها، وما لم يعمروه. منها أخذه الامام فيقبله ممن يعمره وكان للمسلمين، وعلى المتقبلين في حصصهم العشرو نصف العشر، وليس في أقل من خمسة أوساق شئ من الزكاة، وما أخذ بالسيف، فذلك للامام يقبله بالذى يرى، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر قبل سوادها وبياضها، - يعنى أرضها ونخلها - والناس، يقولون لا تصلح، قبالة الارض والنخل، وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر، وعلى المتقبلين، سوى قبالة الارض والعشر ونصف العشر في حصصهم، ثم قال: إن أهل الطائف أسلموا وجعلوا عليهم العشر ونصف العشر، وأن أهل مكة دخلها رسول الله صلى الله عليه وآله عنوة وكانوا اسراء في يده فاعتقهم وقال: اذهبوا فانتم الطلقاء (1). 34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال ذكرت لابي الحسن الرضا عليه السلام الخراج وما سار به أهل بيته ؟ فقال: العشر ونصف العشر على من أسلم تطوعا تركت أرضه في يده وأخذ منه العشر ونصف العشر فيما عمر منها، وما لم يعمر منها أخذه الوالي، فقبله ممن يعمره، وكان للمسلمين وليس فيما كان أقل من خمسة أو ساق شئ. وما أخذ بالسيف، فذلك للامام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر قبل أرضها، ونخلها، والناس يقولون لا تصلح قبالة الارض والنخل إذا كان البياض أكثر من السواد، قد قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر وعليهم في حصصهم العشر و نصف العشر. (2) (1) التهذيب: 4 - 118. (2) التهذيب: 4 - 119.
[214]
(كتاب الحج) 1 - (باب) * (ابتداء الكعبة والحرم) * 1 - الكليني عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحرم، وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض وبعضها أبعد من بعض ؟ فقال: إن الله تعالى عز وجل لما أهبط آدم من الجنة هبط على أبي قبيس فشكا إلى ربه الوحشة، وأنا لا يسمع ما كان يسمعه في الجنة، فاهبط الله عز وجل عليه يا قوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم، فكان ضوءها يبلغ موضع الاعلام فيعلم الاعلام على ضوئها وجعله الله حرما (1). 2 - الصدوق قال: حدثنا على بن أحمد بن موسى رحمه الله، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسمعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علة وضع البيت وسط الارض لانه الموضع الذي، من تحته دحيت الارض وكل ريح، تهب في الدنيا، فانها تخرج من تحت الركن الشامي، وهي أول بقعة وضعت في الارض لانها الوسط ليكون الفرض لاهل المشرق والمغرب سواء (2). 3 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه (1) الكافي: 4 - 195 والعيون: 284 والعلل: 2 - 107. (2) علل الشرايع: 2 - 82.
[215]
في ما كتب من جواب مسائله: سميت مكة مكة، لان الناس كانوا يمكون فيها، وكان يقال لمن قصدها قدمكا، وذلك قول الله عز وجل " وما كان صلوتهم عند البيت الا مكاأ وتصدية " فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين. (1) 2 - (باب) * (فضل الحج والعمرة) * 4 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن العمرة أواجبة هي ؟ قال: نعم، قلت: فمن تمتع يجزئ عنه ؟ قال: نعم (2). 5 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول ما وقف أحد في تلك الجبال إلا استجيب له، فاما المؤمنون، فيستجاب لهم في آخرتهم، وأما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم (3). 6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن أبي حدثنى عن آبائك عليهم السلام أنه قيل لبعضهم: إن في بلادنا موضع رباط يقاله قزوين وعدوا يقال له: الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، ثم قال: فاعاد عليه الحديث ثلاث مرات كل ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجوه، ثم قال في الثالثة: أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا، فان أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدرا وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا - وجمع بين سبا بتيه - فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق هو على ما ذكر (4). (1) علل الشرايع: 2 - 83. (2) الكافي: 4 - 543. (3) الكافي: 4 - 256. (4) الكافي: 4 - 260.
[216]
7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن الحسن ابن الجهم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له، فاما البر فيستجاب له في آخرته ودنياه، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه (1). 8 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن سلمة بن الخطاب عن أحمد بن علي عن الحسن بن على الديلمى مولى الرضا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من حج بثلاثة نفر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن ولم يساله من أين كسب ماله من حلال أو حرام (2). 9 - عنه قال: حدثنا على بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: أن علة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستانفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان، وحظرها عن الشهوات واللذات والتقرب في العبادة إلى الله عز وجل والخضوع والاستكانة، والذل شاخصا في الحر والبرد والا من والخوف دائبا في ذلك دائما وما فيه ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عز وجل. ومنه ترك قساوة القلب وخساسة الانفس ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والامل وتجديد الحقوق وحظر الانفس عن الفساد، ومنفعة من في المشرق والمغرب وفي البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب، وبايع ومشتري وكاسب ومسكين وقضاء حوائج أهل الاطراف والمواضع الممكن لهم، الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم. وعلة فرض الحج مرة واحدة، لان الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم (1) الكافي: 4 - 262. (2) الخصال: 118 والعيون: 1 - 257.
[217]
قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم (1) 10 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: كيف صنعت في عامك، فقال: اعتمرت في رجب ودخلت متمتعا وكذلك أفعل إذا اعتمرت (2). 11 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه عن الحسين بن خالد، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: لاي شئ صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر ؟ قال لان الله تعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول: " فسيحوا في الارض أربعة أشهر " فمن ثم وهب لمن حج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر (3). 12 - عنه باسناده عن الفضل بن شاذن قال: فان قال: لم أمر بالحج ؟ قيل: لعلة الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف العبد، تائبا مما مضى مستانفا لما يستقبل مع ما فيه من إخراج الاموال وتعب الابدان والاشتغال عن الاهل والولد وحظر الانفس عن اللذات شاخص في الحر والبرد ثابت ذلك عليه دائم مع الخضوع والاستكانة، والتذلل، مع ما في ذلك لجميع الخلق، من المنابع في شرق الارض، وغربها ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب و بايع ومشترى وكاسب ومسكين ومكار وفقير وقضاء حوائج أهل الاطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها. مع ما فيه من التفقة ونقل أخبار الائمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية كما قال الله تعالى: " فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذر واقومهم إذا ارجعوا إليهم لعلهم يحذرون وليشهدوا منافع لهم ". (1) علل الشرايع: 2 - 90 (2) عيون الاخبار: 2 - 16. (3) عيون الاخبار: 2 - 83.
[218]
فان قال فلم امروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك ؟ قيل له: لان الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم مرة كما قال الله عز وجل: " فما استيسر من الهدى " يعنى شاة ليسع له القوى والضعيف، وكذلك ساير الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوة فكان من تلك الفرايض الحج المفروض واحدا، ثم رغب بعد، أهل القوة بقدر طاقتهم. فان قال: فلم امرو بالتمتع بالعمرة إلى الحج ؟ قيل ذلك تخفيف من ربكم ورحمة لان يسلم الناس من إحرامهم ولا يطول عليهم ذلك، فتداخل عليهم الفساد ولا يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة ولا تبطل، ولا يكون الحج مفردا من العمرة ويكون بينهما فصل تمييز، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيمة ولو لا أنه عليه السلام كان ساق الهدي، ولم يكن له أن يحل حتى يبلغ الهدى محله لفعل كما أمر الناس ولذلك قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لفعلت كما أمرتكم ولكني سقت الهدى وليس لسائق الهدى أن يحل حتى يبلغ الهدي محلة فقام إليه رجل (1)، فقال: يا رسول الله نخرج حجاحا ورؤسنا تقطر من ماء الجنابة فقال إنك لن تؤمن بهذا أبدا. فان قال: فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة قيل: لان الله تعالى أحب أن يعبد بهذه العبادة في أيام التشريق وكان أول ما حجت إليه الملائكة وطافت به في هذا الوقت فجعله سنة، ووقتا إلى يوم القيمة، فاما النبيون آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وغيرهم من الانبياء إنما حجوا في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيمة (2). 13 - الطوسى باسناده عن ابن بنت الياس عن الرضا عليه السلام قال: إن الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير الخبث من الحديد. (3) (1) وهو عمر بن الخطاب كما ذكره الفريقين. (2) عيون الاخبار: 2 - 119. (3) التهذيب: 5 - 22.
[219]
3 - (باب) * (احكام الحرم والمحرم) * 14 - الحميرى عن البزنطى قال: وساله صفوان وأنا حاضر عن الرجل يؤدب مملوكه في الحرم فقال كان أبو جعفر ضرب فسطاطه في حد الحرم، ثم بعض أطنابه في الحرم وبعضها في الحل، فإذا أرادان يؤدب بعض خدمه أخرجه من الحرم فادبه في الحل. (1) 15 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يشتري الجواري ويبيع ؟ قال: نعم. (2) 16 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه أن بعض مواليك بالبصرة يحرمون ببطن العقيق، وليس بذلك الموضع ماء ولا منزل، وعليهم في ذلك مؤونة شديدة ويعجلهم أصحابهم وجمالهم، ومن وراء بطن العقيق بخمسة عشر ميلا منزل فيه ماء وهو منزلهم، الذي ينزلون فيه فترى أن يحرموا من موضع الماء لرفقه بهم وخفته عليهم ؟ فكتب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقت المواقيت لاهلها، ولمن أتى عليها من غير أهلها وفيها رخصة لمن كانت به عله فلا يجاوز الميقات إلا من علة. (3) 17 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن محرم انكسرت (1) قرب الاسناد: 213. (2) الكافي: 4 - 473 والفقيه: 2 - 308. (3) الكافي: 3 - 223.
[220]
ساقة أي شئ يكون حاله وأي شئ عليه ؟ قال: هو حلال من كل شئ، قلت من النساء والثياب والطيب ؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم. وقال: أما بلغك قول أبي عبد الله عليه السلام، حلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي، قلت، أصلحك الله ما تقول في الحج ؟ قال: لا بد أن يحج من قابل: قلت: أخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء ؟ فقال: لا، قلت: فاخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين صده المشركون قضى عمرته ؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك. (1) 18 - الصدوق قال: وروى البزنطي عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن محرم أصاب أرنبا أو ثعلبا قال: في الارنب دم شاة. (2) 19 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحرم وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض وأبعد من بعض ؟ فقال: إن الله عز وجل لما أهبط آدم من الجنة أهبط على أبي قبيس، فشكى إلى ربه عز وجل الوحشة وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة فاهبط الله عز وجل عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله عز وجل حرما. (3) 20 - عنه قال: حدثنا أبي رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إذا أهل هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة، لم يكن لنا أن نحرم إلا بالحج لانا نحرم من الشجرة، وهو الذي وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنتم إذا قدمكم من العراق فاهل الهلال، فلكم أن تعتمروا، لان بين أيديكم ذات عرق وغيرها مما وقت لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له الفضل: فلى الآن أن أتمتع وقد طفت بالبيت فقال (1) الكافي: 4 - 369. (2) الفقيه: 2 - 233. (3) علل الشرايع: 2 - 105.
[221]
له: نعم، فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان، فقال لهم: إن فلانا قال: كذا وكذا، فشنع على أبى الحسن عليه السلام. (1) 21 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه، قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أخيه، إسحاق بن إبراهيم، عن مقاتل بن مقاتل، قال رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام، في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق يحتجم وهو محرم. (2) 22 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان رضى الله عنه، قال: حدثني عمى محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله اجتحم و هو صائم محرم. (3) 23 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا موسى بن عمر، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وهو محرم خاتما. (4) 24 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن المرأة تدخل مكة متمتعة فتحيض قبل أن تحل متى تذهب متعتها ؟ قال: كان جعفر عليه السلام يقول زوال الشمس من يوم التروية، وكان موسى عليه السلام يقول صلاة الصبح من يوم التروية، فقلت: جعلت فداك عامة مواليك يدخلون يوم التروية ويطوفون ويسعون ثم يحرمون بالحج. فقال: زوال الشمس، فذكرت له رواية عجلان أبي صالح فقال: لا، إذا زالت الشمس ذهبت المتعة فقلت: فهي على إحرامها أو تجدد إحرامها للحج ؟ فقال: لا، هي على إحرامها، فقلت: فعليها هدي فقال: لا ؟ إلا أن تحب أن تطوع، ثم قال: أما (1) عيون الاخبار: 2 - 15. (2) عيون الاخبار: 2 - 16. (3) عيون الاخبار: 2 - 17. (4) عيون الاخبار: 2 - 17.
[222]
نحن فإذا رأينا هلال ذى الحجة قبل أن نحرم فاتتنا لمتعة. (1) 25 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن محرم انكسرت ساقة، أي شئ حل له وأي شئ عليه ؟ قال: هو حلال من كل شئ فقلت: من النساء والثياب والطيب فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم وقال: أما بلغلك قول أبي عبد الله عليه السلام وحلنى حيث حبستنى لقدرك الذى قدرت على، قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج ؟ قال: لابد أن يحج من قابل: قال: قلت فاخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء قال: لا قلت: فاخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين رده المشركون قضى عمرته، فقال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك. (2) 26 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية ؟ قال: إذا نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى قلت: بيوت مكة: قال: نعم. (3) 27 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته عن رجل متمتع كيف يصنع ؟ قال: ينوي العمرة ويحرم بالحج. (4) 4 - (باب التلبية) 28 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية، قال: إذا نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى قلت بيوت مكة ؟ قال: نعم. (5) (1) التهذيب: 4 - 391 والاستبصار: 2 - 311. (2) التهذيب: 5 - 264. (3) التهذيب: 5 - 94 والاستبصار: 2 - 176. (4) الاستبصار: 2 - 167. (5) الكافي: 4 - 399 والاستبصار: 2 - 186.
[223]
29 - الحميرى عن البزنطى قال: وسالته عن الرجل يعتمر عمرة المحرم من أين يقطع التلبية قال: كان أبو الحسن عليه السلام بقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكة، و سألته كيف أصنع إذا أردت الاء حرام، قال: فقال: عقد الاحرام في دبر الفريضة حتى إذا استوت بك البيداء قلبه قلت: أرايت إذا كنت محرما من طريق العراق قال: لبه إذا استوى بك بعيرك (1). 30 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الاسدي، عن سهل بن زياد الادمي، عن جعفر بن عثمان الدارمي، عن سليمان بن جعفر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن التلبية وعلتها ؟ فقال: إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله عز وجل، فقال: عبادي وإمائي لاحرمنكم على النار كما أحرمتم لي، فيقولون: لبيك أللهم لبيك إجابة لله عز وجل على ندائه إياهم (2). 5 - (باب الاستظلال) 31 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن المثنى الخطيب، عن محمد بن الفضيل، وبشر بن إسماعيل قال: قال لي محمد بن إسماعيل: ألا أسرك يا ابن مثنى قال: قلت: بلى وقمت إليه، قال: دخل هذا الفاسق آنفا، فجلس قبالة أبي الحسن عليه السلام، ثم أقبل عليه فقال له يا أبا الحسن: ما تقول في المحرم أيستظل على المحمل ؟ فقال له: لا، قال: فيستظل في الخبا، فقال له: نعم، فاعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك. فقال: يا أبا الحسن فما فرق بين هذا وهذا فقال: يا أبا يوسف إن الدين ليس بقياس كقياسكم أنتم تلعبون بالدين إنا صنعنا كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يركب راحلته فلا يستظل عليها وتؤذيه (1) قرب الاسناد: 223. (2) عيون الاخبار: 2 - 83. (*)
[224]
الشمس فيستر جسده بعضه ببعض، وربما ستر وجهه بيده وإذا نزل استظل بالخبا وفيئ البيت وفيئ الجدار (1). 32 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: هل يجوز للمحرم أن يمشى تحت ظل المحمل ؟ فكتب: نعم، قال: وساله رجل عن الظلال للمحرم من أذى مطر أو شمس، وأنا أسمع فأمره أن يفدى شاة ويذبحها بمنى (2). 33 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبى محمود قال: قلت للرضا عليه السلام: المحرم يظلل على محمله ويفتدي إذا كانت الشمس والمطر يضران به ؟ قال، قلت: كم الفداء ؟ قال: شاة (3). 34 - الطوسى باسناده عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي، عن العباس بن معروف عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم له زميل فاعتل فظلل على رأسه أله أن يستظل ؟ قال: نعم (4). 35 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يظلل على نفسه فقال: أمن علة ؟ قلت يؤذيه حر الشمس وهو محرم فقال: هي علة يظلل ويفدي (5). 6 - (باب الصيد) 36 - الحميري عن البزنطى قال: وسالته عن المتعمد في الصيد والجاهل والخطاء سواء فيه ؟ قال: لا قلت: الجاهل عليه شئ قال: نعم قلت له: جعلت فداك فالعمد باي شئ (1) الكافي: 4 - 350. (2) الكافي: 4 - 351. (3) الكافي: 4 - 351. (4) التهذيب: 5 - 311 والاستبصار: 2 - 185. (5) الاستبصار: 2 - 186 والتهذيب: 5 - 310.
[225]
يفضل صاحب الجهالة قال بالاثم وهو لاعب بدينه (1). 37 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ساته عن المحرم يصيد الصيد بجهالة، قال: عليه كفارة، قلت فانه أصابه خطا، قال: وأى شئ الخطاء عندك ؟ قلت: يرمى هذه النخلة، فيصيب تخلة أخرى، قال: نعم هذا الخطا، وعليه الكفارة، قلت: فانه أخذ طائرا متعمدا فذبحه وهو محرم ؟ قال: عليه الكفارة، قلت ألست قلت: إن الخطا والجهالة والعمد ليسوا بسواء فلاي يفضل المتعمد الجاهل والخاطئ قال: إنه أثم ولعب بدينه (2). 38 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من أصاب طيرا في الحرم وهو محل فعليه القيمة والقيمة درهم يشتري به علفا لحمام الحرم (3). 7 - (باب) * (نزول المزدلفة ومنى) * 39 - البرقى - رحمه الله - عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو - عبد الله عليه السلام: إذا أفاض الرجل من منى، وضع ملك يده بين كتفيه، ثم قاله له: استانف (4). 40 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن - أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس قال حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه العلة التي (1) قرب الاسناد: 233. (2) الكافي: 4 - 371. (3) الكافي: 4 - 233. (4) المحاسن: 1 - 66.
[226]
من أجلها سميت منى منى إن جبرئيل عليه السلام قال هناك يا إبراهيم تمن على ربك ما شئت، فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسمعيل كبشا يامره بذبحه فداءله فاعطى مناه (1). 41 - الطوسى باسناده عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ابى الحسن عليه السلام، قال: حصى الجمار يكون مثل الانملة ولا تأخذها سودا ولا بيضا ولا حمراء خذها كحلية منقطة، تخذفهن خذفا وتضعها على الابهام وتدفعها بظفر السبابة قال: وارمها من بطن الوادي واجعلهن على يمنيك كلهن ولا ترم أعلى الجمرة، وتقف عند الجمرتين الاولتين ولا تقف عند جمرة العقبة (2). 8 - (باب الذبح) 42 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضحى بكبشين أملحين أقرنين (3). 43 - عنه قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليه السلام: قال: قلت له عن كم تجزى البدنة ؟ قال: عن نفسة واحدة، قلت: فالبقرة ؟ قال: تجزى عن خمسة إذا كانوا ياكلون على مائدة واحدة. قلت: كيف صارت البدنة لا تجزى إلا عن واحدة والبقرة تجزى عن خمسة ؟ قال: لان البدنة لم تكن فيها من العلة ما كان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى عليه السلام بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، وكانوا أهل بيت ياكلون على خوان واحدوهم أذينوية، وأخوه مبذويه وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين امروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التى أمر الله تبارك وتعالى بذبحها (4). (1) علل الشرايع 2 - 120 (2) التهذيب: 5 - 197 (3) عيون الاخبار: 2 - 63 (4) عيون الاخبار: 2 - 83
[227]
44 - الطوسى باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي ابن فضال عن سوادة القطان وعلى بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قالا: قلنا له: جعلنا فداك عزت الاضاحي علينا بمكة، أفيجزي إثنين أن يشتركا في شاة ؟ فقال: نعم وعن سبعين (1). 45 - عنه عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: رجل تمتع بالعمرة إلى الحج وفي عيبته ثياب له، أيبيع من ثيابه شيئا ويشترى هديا ؟ قال: لا، هذا مما يتزين به المؤمن، يصوم ولا ياخذ من ثيابه شيئا. (2) 9 - (باب) * (رمى الجمرات) * 46 - الحميري، عن البزنطى قال: وقال في رمي الجمار ارمها في بطن الوادي واجعلهن كلهن عن يمينك ولا ترم أعلي الجمرة وليكن الحصى مثل الانملة وقال في الحصى لا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء، خذها كحلة منقطة تخذفهن خذفا تضعها على الابهام وتدفعها بظهر السبابة، وقال: تقف عند الجمرتين الاولتين ولا تقف عند جمرة العقبة (3). 47 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام قال. سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: لا ترمي الجمرة يوم النحر حتى تطلع الشمس، وقال: ترمى الجمار من بطن الوادي وتجعل كل جمرة عن يمينك، ثم تنفتل في الشق الآخر إذ رميت جمرة العقبة. (4) 48 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (1) التهذيب: 5 - 209. (2) التهذيب: 5 - 238. (3) قرب الاسناد: 211. (4) الكافي: 4 - 482.
[228]
عن أبي الحسن عليه السلام قال: حصى الجمار تكون مثل الانمله ولا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء خذها كحلية منقطة تخذ فهن خذفا وتضعها على الابهام وتدفعها بظفر السبابة وارمها من بطن الوادي واجعلهن عن يمينك كلهن ولا ترم على الجمرة وتقف عند الجمرتين الاولتين ولا تقف عند جمرة العقبة. (1) 10 - (باب الحلق) 49 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إنا حين نفرنا من منى أقمنا أياما، ثم حلقت رأسي طلب التلذذ فدخلني من ذلك شئ ؟ فقال: كان أبو الحسن صلوات الله عليه إذا خرج من مكة، فاتي بثيابه حلق رأسه، قال: وقال في قول الله عز وجل: " ثم ليقضوا، تفثهم وليوفو انذورهم " قال: التفث تقليم الاظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام. (2) 50 - الصدوق قال: وروي أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له إن أصحابنا يروون أن حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة فقال: كان أبو الحسن عليه السلام إذا قضى نسكه عدل إلى قرية يقال لها ساية فحلق. (3) 11 - (باب الطواف) 51 - الكليني - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: سئل الرضا عليه السلام عن الحجر الاسود وهل يقاتل عليه الناس إذا كثروا ؟ قال: إذا كان كذلك فاوم إليه إيماء بيدك. (4) (1) الكافي: 4 - 478. (2) الكافي: 4 - 503. (3) الفقيه: 2 - 309. (4) الكافي: 4 - 405 والتهذيب: 5 - 103.
[229]
52 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبى محمود قال: قلت للرضا: عليه السلام اصلى ركعتي طواف الفريضة خلف المقام حيث هو الساعة أو حيث كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حيث هو الساعة. (1) 53 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في الذى عليه المشى في الحج: إذا رمى الجمار زار البيت راكبا وليس عليه شئ. (2) 54 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام المكي عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليهم السلام قال قال: أبو عبد الله عليه السلام: في الذي عليه المشي إذا رمى الجمرة زار البيت راكبا. (3) 55 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكى، عن على بن عباس، عن القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة استلام الحجر أن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثم كلف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، ومن ثم يقال عند الحجر: " أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة " ومنه قول سلمان رضى الله عنه: ليجيئن الحجر يوم القيمة مثل جبل أبي قبيس له لسان وشفتان لمن وفاه بالموافاة. (4) 56 - عنه قال: حدثنا على بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسمعيل عن علي بن العباس قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة الطواف بالبيت أن الله تبارك وتعالى قال للملئكة: " إني جاعل في الارض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فرد واعلى الله تبارك وتعالى هذا الجواب. (1) الكافي: 4 - 423. (2) الكافي: 4 - 457. (3) الفقيه: 2 - 346. (4) علل الشرايع: 2 - 109 والعيون 2 - 91.
[230]
فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلا ذو العرش، فاستغفروا، فاحب الله عز وجل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى، (البيت) المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع البيت، بحذاء البيت العمور، ثم أمر آدم عليه السلام، فطاف به فتاب الله عليه وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيمة. (1) 57 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثنى أبو سعيد الآدمى، عن أحمد بن موسى بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: كنت معه في الطواف، فلما صرنا معه بحذاء الركن اليماني أقام عليه السلام فرفع يديه، ثم قال: " يا الله يا ولي العافية، ويا خالق العافية، ويا رازق العافية والمنعم والمنان بالعافية، والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها صل على محمد وآل محمد، وارزقنا العافية ودوام العافية، وتمام العافية وشكر العافية في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين. (2) 58 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام: استلم اليماني والشامي والغربي ؟ قال: نعم. (3) 59 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سال رجل أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يطوف الاسباع جميعا فيقرن ؟ فقال: لا، الاسبوع وركعتان. (4) 60 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام: عن صلاة طواف التطوع بعد العصر ؟ فقال: لا فذكرت له قول بعض آبائه عليهم السلام أن الناس لم ياخذوا عن الحسن والحسين عليهما السلام إلا الصلاة بعد العصر (1) علل الشرايع: 3 - 91 والعيون: 2 - 91. (2) عيون الاخبار: 2 - 16. (3) التهذيب: 5 - 106 والاستبصار: 216 2. (4) التهذيب: 5 - 116 والاستبصار: 2 - 221.
[231]
بمكة فقال: نعم ولكن إذا رأيت الناس يقبلون على شئ فاجتنبه، فقلت: إن هؤلاء يفعلون فقال: لستم مثلهم. (1) 61 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام: هل يجوز للمحرم المتمتع أن يمس الطيب قبل أن يطوف طواف النساء ؟ فقال: لا (2). 12 - (باب الكفارات) 62 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن محرم أصاب أربنا أو ثعلبا قال: في الارنب شاة (3). 63 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبته ثياب له يبيع من ثيابه ويشترى هديه ؟ قال: لا هذا يتزين به المؤمن، يصوم ولا ياخذ شيئا من ثيابه، (4). 64 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن عبد الله الكرخي قال: قلت للرضا عليه السلام: المتمتع يقدم ليس معه هدى أيصوم ما لم يجب عليه ؟ قال: يصبر إلى يوم النحر فان لم يصب فهو ممن يجد، (5). 65 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد الاشعري القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يشترى الجواهر ويبيع ؟ قال: نعم (6). (1) التهذيب: 5 - 142 والاستبصار: 307. (2) الاستبصار: 2 - 290. (3) الكافي 4 - 387. (4) الكافي: 4 - 508. (5) الكافي: 4 - 510. (6) التهذيب: 5 - 331.
[232]
13 - (باب) * (نيابة الحج) * 68 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن جعفر الاحول، عن عثمان بن عيسى قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: ما تقول في الرجل يعطي الحجة فيدفعها إلي غيره قال: لا باس به (1). 69 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن محمد بن عبد الله القمي قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يعطى الحجة يحج بها ويوسع على نفسه، فيفضل منهما أيردها عليه قال: لا هي له. (2) 70 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن عبد الله قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل يموت فيوصي بالحج من أين يحج عنه ؟ قال: على قدر ماله إن وسعه ماله فمن منزله، وإن لم يسعه ماله من منزله فمن الكوفة فان. لم يسعه من الكوفة، فمن المدينة، (3) 71 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن أحمد بن أشيم عن سليمان بن جعفر قال: سالت الرضا عليه السلام عن امرأة صرورة حجت عن امرأة صرورة قال: لا ينبغى (4). (1) الكافي: 4 - 309. والتهذيب: 5 - 417. (2) الكافي: 4 - 313 والتهذيب: 5 - 415. (3) الكافي: 4 - 308. (4) التهذيب: 5 - 414. والاستبصار: 2 - 222.
[233]
14 - (باب) * (الرجل يستدين ويحج) * 27 - الكليني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي همام قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يكون عليه الدين ويحضره الشئ، أيقضى دينه أو يحج ؟ قال: يقضى ببعض ويحج ببعض، قلت: فانه لا يكون إلا بقدر نفقة الحج فقال: يقضي سنة ويحج سنة فقلت: أعطى المال من ناحية السلطان، قال: لا بأس عليكم (1) 15 - (باب) * (وداع البيت) * 73 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام ودع البيت فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خر ساجدا، ثم قام فاستقبل الكعبة فقال: " اللهم إني أنقلب على ألا إله إلا أنت (2) " 74 - عنه عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام قال: قال أبو الحسن عليه السلام، دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكعبة في زوايا الاربع، صلى في كل زاوية ركعتين (3). 75 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن كيسان، عن موسى بن سلام قال: اعتمر أبو الحسن الرضا عليه السلام، فلما ودع البيت وصار إلى باب الحناطين ليخرج منه وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة ثم رفع يديه فدعا، ثم التفت إلينا فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلوة فيه أفضل من (1) الكافي: 4 - 479 والفقيه: 467 2. (2) الكافي: 531 4. (3) الكافي: 4 - 529.
[234]
الصلواة في غيره ستين سنة أو شهرا فلما صار، عند الباب قال: أللهم إني خرجت على أن لا إله إلا أنت (1). 76 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: رأيت الرضا عليه السلام، ودع البيت، فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خر ساجدا ثم قام فاستقبل القبلة، وقال: اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا الله (2). 16 - (باب) * (فضل المسجد الحرام) * 77 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إبن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن أفضل موضع في المسجد يصلي فيه، قال: الحطيم ما بين الحجر وباب البيت، قلت: والذي يلي ذلك في الفضل فذكر أنه عند مقام إبراهيم عليه السلام، قلت: ثم الذي يليه في الفضل ؟ قال: في الحجر قلت: ثم الذي يلي ذلك ؟ قال: كلما دنى من البيت (3). 78 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يصلي في جماعة في منزله بمكة أفضل أو وحده في المسجد الحرام ؟ فقال: وحده (4). 79 - الحميري عن البزنطى قال: وسالته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلوة ؟ قال: الصلوة (5). (1) عيون الاخبار: 2 - 17. (2) عيون الاخبار: 2 - 18. (3) الكافي: 4 - 525. (4) الكافي: 4 - 527. (5) قرب الاسناد: 226.
[235]
17 - (باب النوادر) 80 - الحميري عن البزنطي قال: وسالته عن الحرم وأعلامه كيف صار موضعها قريب وموضعها بعيد، فقال: إن آدم صلى الله عليه وآله لما اهبط من الجنة هبط على أبي قبيس ومن قبلكم يقولون بالهند، فشكى إلى ربه عز وجل الوحشة وأنه لا يسمع ولا يرى ماكان يسمع ويرى في الجنة، فاهبط الله إليه ياقوتة حمراء، فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام، ويانس إليها فكان بلغ ضوئها موضع الاعلام فتعلم الاعلام على ضؤئها. وجعل الله تبارك وتعالى حدها وقال في الطائف: إن إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات أمر الله تباك وتعالى قطعة من الارض فجاءت، فطافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله تبارك وتعالى في موضعها وإنما سميت الطائف بالطواف بالبيت (1). 81 - الحميري عن البزنطى: قال وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: ما من بر ولا فاجريقف بجبال عرفات فيد عو الله إلا استجاب له أما البرففي حوائج الدنيا والآخرة وأما الفاجر ففى أمر الدنيا (2). (1) قرب الاسناد: 212 (2) قرب الاسناد: 221.
[236]
(كتاب الزيارة) 1 - (باب) * (زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) * 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام، كيف السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عند قبره ؟ فقال: قل: " السلام، عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك قد نصحت لامتك وجاهدت في سبيل الله وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم صلي على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (1). 2 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، والحسن بن علي، عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا أنه لم يعرس، فأمره الرضا عليه السلام أن ينصرف فيعرس (2). 3 - عنه عن أبى علي الاشعري، عن ابن فضال قال: قال على بن أسباط لابي الحسن عليه السلام ونحن نسمع: إنا لم نكن عرسنا، فاخبرنا ابن القاسم بن الفضيل أنه سالك فأمرته بالعود إلى المعرس فيعرس فيه. فقال: نعم، فقال له: فانا انصرفنا فعرسنا فاي شئ نصنع ؟ قال: تصلي فيه وتضطجع، وكان أبو الحسن عليه السلام يصلي بعد العتمة فيه، فقال له محمد: فان مربه في غير وقت صلاة مكتوبة، قال: بعد العصر قال: سئل أبو الحسن عليه السلام عن ذا فقال: ما رخص في هذا إلا في ركعتي الطواف فان الحسن بن علي عليهما السلام فعله، وقال: يقيم حتى يدخل وقت الصلاة. (1) الكافي: 4 - 552. (2) الكافي: 4 - 565.
[237]
قال: فقلت له: جعلت فداك فمن مر به بليل أو نهار يعرس فيه، أو إنما التعريس بالليل ؟ فقال: إن مر به بليل أو نهار فليعرس فيه (1). 4 - ابن قولويه قال: حدثني الحسن بن عبد الله، عن محمد بن عيسى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قال: لي أبو الحسن عليه السلام: كيف تقول في التسليم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت: الذى تعرفه، ورويناه، وقال أولا اعلمك ما هو أفضل من هذا ؟ قلت: نعم، جعلت فداك، فكتب لي وأنا قاعد بخطه وقرأه على إذا وقفت على قبره صلى الله عليه وآله، فقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك خاتم النبيين وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لامتك وجاهدت في سييل ربك، وعبدته حتي أتيك اليقين، وأديت الذي عليك من الحق. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونجيبك وأمينك، وصفيك وخيرتك من خلقك أفضل ما صليت على أحد من أنبياءك ورسلك اللهم سلم على محمد وآل محمد، كما سلمت على نوح في العالمين وامنن على محمد وآل محمد، كما مننت على موسى وهرون وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على محمد وآل محمد وترحم على محمد وآل محمد، اللهم رب البيت الحرام ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام ورب المشعر الحرام بلغ نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم مني السلام " (2). 5 - عنه قال: حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال قلت لابي الحسن عليه السلام كيف السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله عند قبره، فقال: " السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله أشهد أنك قد نصحت لامتك و جاهدت في سبيل الله، وعبدته مخلصا حتى أتيك اليقين فجزاك الله أفضل ما جزى (1) الكافي: 4 - 566. (2) كامل الزيارات: 17.
[238]
نبيا عن أمته اللهم صل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (1). 6 - عنه قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام أيهما أفضل، رجل ياتي مكة ولا ياتي المدينة أو رجل ياتي النبي ولا ياتي مكة، قال فقال لي أي شئ تقولون أنتم ؟ قلت: نحن نقول في الحسين عليه السلام فكيف في النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله عليه السلام عيدا بالمدينة، فانصرف، فدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه ثم قال لمن حضره: أما لقد فضلنا أهل البلدان كلهم مكة، فمن دونها لسلامنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2). 2 - (باب) * (زيارة امير المؤمنين عليه السلام) * 7 - ابن قولويه قال: حدثني محمد بن أحمد بن على بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال ذكرت لابي الحسن عليه السلام يحيى بن موسى وتعرضه لمن ياتي قبر أمير المؤمنين عليه السلام وأنه كان ينزل موضعا كان يقال به الثوية يتنزه إليه إلا وقبر أمير المؤمنين عليه السلام فوق ذلك قليلا وهو الموضع الذي روى صفوان الجمال أن أبا عبد الله وصفه له قال له فيما ذكر: إذا انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة فاجعله خلف ظهرك وتوجه خلف النجف وتيا من قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض والثنية أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أتيته كثيرا. ومن أصحابنا من لا يرى ذلك ويقول هو في المسجد وبعضهم يقول هو في القصر، فارد عليهم أن الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين عليه السلام في القصر في منازل الظالمين (1) كامل الزيارات: 18 (2) كامل الزيارات: 35.
[239]
ولم يكن يدفن في المسجد وهم يريدون ستره فاينا أصوب قال: أنت أصوب منهم، أخذت بقول جعفر بن محمد عليهما السلام قال ثم قال لي: يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهبك مذهبك فقلت له جعلت فداك أما ذلك شئ من الله، قال أجل إن الله يوفق من يشآء، ويؤمن عليه فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه (1). 8 - عنه قال حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدى قال حدثني أبي على بن صدقة الرقي قال: حدثني علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه جعفر عليه السلام قال زار زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ووقف على القبر فبكى ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره وألزم أعدائك الحجة في قتلهم إياك مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه. اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مؤلعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ الآئك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لاخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك. ثم وضع خده على القبرو قال: " اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة وسبل الرغبين إليك شارعة، وأعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الاجابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والاعانة لمن استعان (1) كامل الزيارات: 35.
[240]
بك موجودة. والاغاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك لعبادك منجزة، وزلل من استقالك مقالة، وأعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك إلي الخلائق من لدنك نازلة وعوائد المزيد لهم متواترة وذنوب المستغفرين مغفورة وحوائج خلقك عندك مقضية وجوائر السائلن عندك موفورة، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد المستطعمين معدة، و مناهل الظماء لديك مترعة. اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي وأعطني رجائي واجمع بينى وبين أوليائي بحق محمد وعلى وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام إنك ولى نعمائي ومنتهى رجائي وغاية مناي في منقلبي ومثواي أنت الهى وسيدي ومولاي اغفر لي ولاوليائنا وكف عنا أعدائنا واشغلهم عن أذانا، وأظهر كلمة الحق واجعلها العليا وأدحض كلمة الباطل واجعلها السفلى إنك على كل شئ قدير (1). 9 - وقال: حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله فيما ذكر من كتابه الذى سماه كتاب الجامع روى عن أبي الحسن عليه السلام إنه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام: السلام عليك يا ولي الله أشهد أنك أول مظلوم وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد عذب الله قاتلك بانواع العذاب، وجدد عليه العذاب جئتك عارفا بحقك مستبصرا بشانك معاديا لا عدائك ومن ظلمك ألقى على ذلك ربى إن شاء الله تعالى إن لي ذنوبا كثيرة، فاشفع لى عند ربك يا مولاى فان لك عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها عظيما وشفاعة وقد قال الله تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى. وبقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام أيضا: الحمد الله الذي أكرمنى بمعرفته و معرفة رسوله صلى الله عليه وآله، ومن فرض الله طاعته رحمة منه لي وتطوعا منه على ومن علي بالايمان، الحمد لله الذي سيرني في بلاده وحملني على دوابه وطوى لي البعيد ودفع عني المكروه حتى أدخلني حرم نبيه وأرانيه في عافية. (1) كامل الزيارات: 39.
[241]
الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصى رسوله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد اعبده ورسوله جاء بالحق من عنده وأشهد أن عليا عبد الله، وأخو رسوله. اللهم عبدك وزائرك يتقرب إليك، بزيارة قبر أخى نبيك وعلى كل مائي حق لمن أتاه وزاره، وأنت خير ماتي وأكرم من ورد وأسالك، يا ألله يا رحمن يا رحيم: يا جواد، يا أحد، يا فرد، يا صمد، يامن لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد أن تصلى على محمد وآل محمد وأهل بيته وأن تجعل تحفتك إياى من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ويدعوك رهبا ورغبا واجعلني لك من الخاشعين. اللهم إنك بشرتني علي لسان نبيك محمد صلى الله عليه وآله فقلت: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " اللهم فاني بك مؤمن وبجميع أنبيائك موقن فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني، به على رؤس الاشهاد بل أوقفني معهم وتوفنى على التصديق بهم فانهم عبيدك وأنت خصصتهم بكرامتك وأمرتني باتباعهم. ثم، تدنو من القبر وتقول: السلام من الله. والسلام على محمد بن عبد الله أمين الله على وحيه، وعزائم أمره، ومعدن الوحي والتنزيل، والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله والشاهد على خلقه، والسراح المنير، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وأهل بيته المظلومين أفضل، وأكمل، وأرفع، وأشرف ما صليت على أحد من أنبيائك ورسلك وأصفيائك. اللهم صل على علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك وأخي رسولك ووصيه الذي انتجبته من خلقك بعد نبيك والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعد لك، وفصل قضائك بين خلقك والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الائمة من ولده القوامين بامرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك، وحفظة لسرك وشهداء على خلقك وأعلاما لعبادك، وتصلى عليهم ما استطعت، السلام على الائمة المستودعين، السلام على خالصة الله من خلقه، السلام
[242]
على الائمة المتوسمين السلام على المؤمنين الذين قامو بامرك ووازر وأولياء الله وخافوا بخوفه السلام، على ملائكة الله المقربين. ثم تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا عمود الدين ووارث علم الاولين والاخرين، وصاحب الميسم والصراط المستقيم أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، ونصحت لله ولرسوله. وجدت بنفسك صابرا محتسبا مجاهدا عن دين الله موقيا لرسول الله، طالبا ما عند الله راغبا فيما وعد الله ومضيت للذى كنت عليه شهيدا وشاهدا ومشهودا، فجزاك الله وعن رسوله، وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء لعن الله من قتلك ولعن الله من افترى عليك، وظلمك ولعن الله من غصبك حقك، ومن بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم براء، لعن الله امة خالفتك وامة جحدت ولايتك وامة تظاهرت عليك وامة قتلتك وامة حادت عنك، وخذلتك. الحمد لله الذي جعل النار مثويهم وبئس الورد المورود، وبئس ورد الواردين وبئس درك المدرك، اللهم العن قتله أنبيائك وأوصياء أنبيائك، بجميع لعنائك وأصلهم حر نارك، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات والعزى والجبت وكل ند يدعى من دون الله وكل مفتر على الله، اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأوليائهم وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا. وتقول اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام ثلثا، اللهم العن قتلة الحسن والحسين عليهما السلام ثلثا، اللهم عذبهم عذابا أليما لا تعذبه أحدا من العالمين، وضاعف عليهم عذابك كما شاقوا ولاة أمرك وأعد لهم عذابا تحله باحد من خلقك. اللهم وادخل على قتلة أنصار رسولك، وقتلة أنصار أمير المؤمنين، وعلى قتلة أنصار الحسن، وقتلة أنصار الحسين عليهما السلام، وقتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين عذابا
[243]
مضاعفا في أسفل درك من الجحيم، ولا تخفف من عذابك وهم فيه مبلسون ملعونون، ناكسوا رؤوسهم عند ربهم قد عاينوا الندامة والخزى الطويل بقتلهم عترة أنبيائك ورسلك وأتباعهم من عبادك الصالحين. اللهم العنهم في مستسر السر، وظاهر العلانية في أرضك وسمائك، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلى مشاهدهم، حتى تلحقني بهم، وتجعلنى لهم تبعا في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين. ثم اجلس عند راسه عليه السلام وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك والشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك يا مولاي، السلام من الله عليك وعلى روحك وبدنك أشهد أنك طهر طاهر مطهر وأشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والاداء وأشهد أنك جنب الله، وأنك باب الله وأنك وجه الله الذي منه يوتي، وأنك خليل الله وأنك عبد الله وأخو رسوله وقد أتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، أتيتك زائرا متقربا إلى الله بزيارتك طالبا خلاص نفسي متعوذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيته على نفسي. أتيتك انقطاعا إليك وإلى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لك مسلم وأمري لك متبع ونصرتي لك معدة، وأنا عبد الله ومولاك في طاعتك والوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله وأنت يا مولاى من أمرنى الله بطاعته، وحثني على بره، ودلني على فضله وهداني إلى الجنة، ورغبتي في الوفادة إليه وإلى طلب الحوائج عنده. أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم، ولا تخيب من أتاكم ولا يخسر من هواكم، ولا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة، ودعائم الدين، وأركان الارض والشجرة الطيبة. اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وآل رسولك، اللهم أنت مننت على
[244]
بزيارة مولاى وولايته ومعرفته، فاجعلني ممن تنصره وتنصر به، ومن على بنصرك لدينك في الدنيا والاخرة، اللهم أحيني على ما حيى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وأمتنى على ما مات عليه على بن أبيطالب عليه السلام. (1) 10 - الطوسى عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي علي أحمد بن عمار الكوفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، قال: كنا عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فانكره بعض الناس، فقال الرضا عليه السلام: حدثنى أبي عن أبيه عليه السلام قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الارض، إن لله في الفردوس الاعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائه ألف قبة من ياقوت حمراء، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار نهر من خمر ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه عليه طيور أبدانها من لؤلؤ، وأجنحتها من ياقوت تصوت بالوان الاصوات. إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السموات يسبحون الله، ويقدسونه ويهللونه، فتطاير تلك الطيور، فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا كان آخر ذلك اليوم ليتها دون نثار فاطمة عليهما السلام فإذا كان آخر ذلك اليوم، نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد صلى الله عليه وآله، وعلى عليه السلام. ثم قال: يابن أبي نصر أين كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام: فان الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة، ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر، وليلة الفطر، والدرهم فيه ألف درهم لاخوانك العارفين، فافضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة. (1) كامل الزيارات: 41
[245]
ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وأنكم لممن أمتحن الله قبله للايمان مستقلون، مقهورون، ممتحنون، يصب عليكم البلاء صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات، ولو أنى أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من عرفه مالا يحصى بعدد. (1) 11 - عنه قال: وروى محمد بن أبي نصر قال: كنت عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فانكره بعض الناس، قال الرضا عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عليهم السلام قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الارض وساق الحديث إلى أن قال يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام، فان الله تعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان، وليلة القدر، وليلة الفطر. والدرهم فيه بالف درهم لاخوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطتيم خيرا كثيرا وإنكم لممن امتحن الله قلبه للايمان مستذلون، مقهورون، ممتحنون، يصب عليكم البلاء صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم وما أعطى الله عز وجل لمن عرفه ولا يحصى بعدد. (2) 3 - (باب) * (زيارة الائمة عليهم السلام) * 12 - الصدوق قال: وروى الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه، وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة (1) التهذيب: 6 - 24. (2) مصباح المتهجد: 513.
[246]
قبورهم فمن زارهم رغبة زيارتهم وتصديقا فيما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة. (1) 4 - (باب) * (زيارة الحسين عليه السلام) * 13 - الصدوق باسناده عن الرضا عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه سئل عن زيارة قبر الحسين بن على عليهما السلام قال: أخبرني أبي عليه السلام: أن من زار قبر الحسين بن على عليه السلام عارفا بحقه كتبه الله في عليين ثم قال: إن حول قبر الحسين عليه السلام، سبعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيمة. (2) 14 - ابن قولويه قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال حدثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال بينما الحسين عليه السلام يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق. وإذا برجل يرتجز ويقول. وحدثني أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام مثل ألفاظ سلمة. قال: وهو يقول: يا ناقتي لا تذعري من زجر * وشمرى قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلى بكريم القدر بما جد الجد رحيب الصدر * أبانه الله لخير أمر ثمة أبقاه بقاء الدهر فقال الحسين بن علي عليهما السلام: (1) الفقيه: 2 - 345 والعلل: 2 - 144 والعيون: 2 - 260 وكامل الزيارات: 122 والتهذيب: 6 - 79. (2) عيون الاخبار: 2 - 44.
[247]
سامضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما فان عشت لم أقدم وإن مت لم الم * كفى بك موتا أن تذل وترغما (1) 15 - عنه قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن أبي الخطاب عن الحسين بن علي بن صاعد البربري قيما لقبر الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: ترى هذه البومة، ما يقول الناس ؟ قال: قلت جعلت فداك جئنا نسئلك فقال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تاوى المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين عليه السلام، خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري وقالت: بئس الامة أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي (2). 16 - عنه قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثني أبو سعيد الحسين بن علي بن زكريا العدوي البصري، عن هيثم بن عبد الله الرماني عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عليه السلام، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: إن أيام زائري الحسين عليه السلام لا تحسب من أعمارهم ولا تعد من آجالهم (3). 17 - عنه قال: حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن علي بن عبيد الجعفي قال حدثني محمد بن أبي جرير القمى، قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول لابي: من زار الحسين بن علي عليهما السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله فوق عرشه، ثم قرأ " إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر " (4). (1) كامل الزيارات: 95. (2) كامل الزيارات: 99. (3) كامل الزيارات: 136. (4) كامل الزيارات: 141.
[248]
18 - عنه قال: حدثني أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال من زار قبر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه (1). 19 - عنه قال: حدثني أبي وعلي بن الحسين، ومحمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سال بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عمن أتى قبر الحسين عليه السلام، قال: تعدل عمرة (2). 20 - عنه باسناده عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة مبرورة متقبلة (3). 21 - عنه قال: حدثني أبي رحمه الله، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله إبني محمد بن عيسى، عن موسى بن القسم، عن الحسن بن الجهم، قال قلت لابي الحسن عليه السلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام، فقال لي: ما تقول أنت فيه، فقلت: بعضنا يقول حجة وبعضنا يقول عمرة، فقال: هو عمرة مقبولة (4). 22 - عنه قال: وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي، قال حدثنا إبراهيم بن يحيى القطان، عن أبيه أبي البلاد قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، فقال: ما تقولون أنتم قلت: نقول حجة وعمرة قال: تعدل عمرة مبرورة (5). 23 - عنه قال: حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى قال: سالت الرضا (1) كامل الزيارات: 147. (2) كامل الزيارات: 154. (3) كامل الزيارات: 155. (4) كامل الزيارات: 155. (5) كامل الزيارات: 155.
[249]
عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أي شئ فيه من الفضل قال تعدل عمرة (1). 24 - عنه قال: حدثني أبي، ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة مبرورة متقبلة (2). 25 - عنه قال: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن - يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أي شئ فيه من الفضل ؟ قال: تعدل عمرة (3). 26 - عنه قال: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجة مبرورة (4). 27 - عنه عن أبيه: باسناده، عن يونس، عن الرضا عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام فقد حج واعتمر، قال: قلت: يطرح عنه حجة الاسلام قال: لا، هي حجة الضعيف حتى يقوى ويحج إلى بيت الله الحرام، أما علمت أن البيت يطوف به كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزلوا غيرهم فطافوا بالبيت حتى الصباح، وإن الحسين عليه السلام لاكرم على الله من البيت وأنه في وقت كل صلواة لينزل عليه سبعون ألف ملك، شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيمة (5). 28 - عنه قال: حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد الابزاري عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن (1) كامل الزيارات: 155. (2) كامل الزيارات: 155. (3) كامل الزيارات: 155. (4) كامل الزيارات: 156. (5) كامل الزيارات: 159.
[250]
محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سالت الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام قال: في النصف من رجب، والنصف من شعبان (1). 29 - وعن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله، غير أنه قال أي الاوقات أفضل أن تزور فيه الحسين (2). 30 - عنه قال: حدثني أبي وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان ثياب رزم، وكان بين ذلك طين فقلت للرسول: ما هذا قال: طين قبر الحسين عليه السلام، ما كان يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين وكان يقول هو أمان باذن الله (3). 31 - الطوسى باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن عبد الله، عن الحسين بن علي بن زكريا، عن الهيثم بن عبد الله، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن أبيه قال: قال الصادق عليه السلام: إن أيام زائري الحسين بن علي عليهما السلام لا تعد من آجالهم (4). 32 - عنه باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبي علي محمد بن همام ابن سهيل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد الابزاري عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ فقال: في النصف من رجب، والنصف من شعبان (5). 33 - محمد بن يعقوب - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن هارون ابن مسلم، عن على بن حسان، عن الرضا عليه السلام قال: سئل أبي عن إتيان قبر الحسين عليه السلام، فقال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: " السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على امناء الله أحبائه، السلام على (1) كامل الزيارات: 182. (2) كامل الزيارات: 182. (3) كامل الزيارات: 278. (4) التهذيب: 6 - 43. (5) التهذيب: 6 - 48 واقبال الاعمال: 567.
[251]
أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظاهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضات الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الادلاء على الله. السلام على الذين من والاهم فقدو الى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم. لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس، وأبرء إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله " هذا يجزى في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله، وتمسى واحدا واحدا باسمائهم وتبرء إلى الله من أعدائهم، وتختر لنفسك من الدعاء ما أحببت وللمؤمنين والمؤمنات (1). 5 - (باب) * (زيارة ابى الحسن موسى عليه السلام) * 34 - الكليني، عن محمد بن جعفر الرازاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره عن أبي الحسن عليه السلام قال: تقول ببغداد: " السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض، السلام عليك يا من بدالله في شانه، أتيتك عارفا بحقك، معاديا لاعدائك، فاشفع لي عند ربك " وادع الله وسل حاجتك، قال: وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام (2). 35 - الصدوق قال: روى الحسين بن محمد القمي، عن الرضا عليه السلام أنه قال: من زار قبر أبي عليه السلام ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أمير المؤمنين عليه السلام، إلا أن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين فضلهما (3). (1) الكافي: 478 والفقيه: 2 - 369 والتهذيب: 6 - 102. (2) الكافي: 4 - 578. (3) الفقيه: 2 - 348.
[252]
36 - عنه قال: وروي عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام مثل زيارة الحسين عليه السلام ؟ قال: نعم (1). 37 - ابن قولويه قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال لي الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله فضلهما، قال ثم قال لي: من زار قبر أبي عبد الله بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه (2). 38 - عنه قال: حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سالت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام أمثل زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: نعم (3). 39 - عنه قال: حدثني أبي وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام ما لمن زار قبر أبيك صلوات الله عليه قال: فقال زوروه قال: قلت: فاي شئ فيه من الفضل ؟ قال: فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم قلت: فان خفت ولم يمكن لي الدخول قال: سلم من وراء الجدار (4). 40 - عنه قال: حدثني أبو العباس محمد بن جعفر القريشي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبرى، عن الحسين بن محمد الاشعري القمي قال: قال لي الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أمير المؤمنين إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (5). (1) الفقيه: 2 - 348. (2) كامل الزيارات: 148. (3) كامل الزيارات: 298. (4) كامل الزيارات: 299. (5) كامل الزيارات: 99.
[253]
41 - ابن قولويه: قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن هارون ابن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام في إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام قال: لوا في المساجد حوله (1). 42 - عنه قال: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام (2). 43 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي عن أبيه رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مشقة وإنما ناته فنسلم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب ؟ قال فقال له: والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3). 44 - عنه قال: وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مشقة فما لمن زاره فقال له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام من الثواب قال: دخل رجل فسلم عليه، وجلس وذكر بغداد ورداؤة أهلها، وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء قال: فقمت لاخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول: أما أبو الحسن فلا (4). 6 - (باب) * (زيارة قبر فاطمة بقم) * 45 - الطوسي باسناده عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن سلمة بن (1) كامل الزيارات: 299 والتهذيب: 6 - 81. (2) كامل الزيارات: 300. (3) كامل الزيارات: 300. (4) كامل الزيارات: 300.
[254]
الخطاب، عن علي بن ميسر، عن ابن سنان قال: قلت للرضا عليه السلام: ما لمن زار أباك ؟ قال: الجنة فزره (1). 46 - الصدوق قال: حدثني أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه، قالا: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة فاطمه بنت موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: من زارها فله الجنة (2). 7 - (باب) * (زيارة الصالحين) * 47 - ابن قولويه قال: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن عمرو بن عثمان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من لم يقدر على صلتنا، فليصل على صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا، و من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا (3). 48 - عنه قال: حدثني أبي ومحمد بن يعقوب، وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد بن يحيى قال كنت بفيد، فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسمعيل بن بزيع قال: فقال لي على بن بلال عن صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام قال: من أتى أقبر أخيه المؤمن، ثم وضع يده على القبر وقرء إنا أنزلناه سبع مرات أمن يوم الفزع الاكبر (4). 49 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عليه: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " سبع مرات، إلا غفر الله له ولصاحب القبر (5). (1) التهذيب: 6 - 82. (2) عيون الاخبار: 2 - 267. (3) كامل الزيارات: 319. (4) كامل الزيارات: 219. (5) الفقيه: 1 - 115.
[255]
(كتاب النكاح) 1 - (باب) * (اصناف النساء وفضلهن) * 1 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابنة جحش: قتل خالك حمزة، قال: فاسترجعت و قالت: أحتسبه عند الله، ثم قال لها: قتل أخوك، فاسترجعت وقالت: أحتسبه عند الله ثم قال لها قتل زوجك، فوضعت يدها على رأسها وصرخت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يعدل الزوج عند المرأة شئ (1). 2 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن إسماعيل بن مهران عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: خير نسائكم الخمس قيل، يا أمير المؤمنين وما الخمس ؟ قال: الهينة، اللينة، المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض، حتى يرضى وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب (2). 3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد الرقي قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لرجل تزوجها سوداء ولودا، ولا تزوجها حسناء عاقرا، فاني مباه بكم الامم يوم القيامة، أو ما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لابائهم يحضنهم إبراهيم وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران (3). 4 - عنه عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، (1) الكافي: 5 - 506. (2) الكافي: 5 - 324. (3) الكافي: 5 - 334.
[256]
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وما له (1). 5 - الصدوق قال: روى يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أن لي قرابة قد خطب إلى ابنتى وفي خلقه سوء فقال لا تزوجه إن كان سيئي الخلق (2). 6 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: للمرأة عشرة عورات، فإذا زوجت سترت لها عروة واحدة وإذا ماتت سترت عوراتها كلها (3). 7 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: خير نساء ركبن الابل نساء قريش أحناه على زوج (4). 8 - الطوسى باسناده عن علي بن الحسن، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام، فقال أبي: هل لك من زوجة ؟ قال: لا قال: ما أحب أن لي الدنيا وما فيها وأنى أبيت ليلة ليس لي زوجة ثم قال أبي عليه السلام: ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب (5). 2 - (باب) * (العقد والشهود) * 9 - الصدوق قال: وسال محمد بن إسماعيل بن بزيع الرضا عليه السلام عن الصبية يزوجها أبوها، ثم يموت وهي صغيرة، ثم تكبر قبل أن يدخل بها زوجها، أيجوز (1) الكافي: 5 - 327. (2) الفقيه 3: 259. (3) عيون الاخبار: 2 - 39. (4) عيون الاخبار: 2 - 62. (5) التهذيب: 7 - 405.
[257]
عليها التزويج أم الامر إليها ؟ فقال: يجوز عليها تزويج أبيها (1). 10 - عنه قال: وروي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوجت نفسها رجلا في سكرها، ثم أفاقت فانكرت ذلك ثم ظنت أنه يلزمها، فورعت منه، فاقامت مع الرجل على ذلك التزويج أحلال هو لها ؟ أم التزويج فاسد لمكان السكر، ولا سبيل للرجل عليها ؟ فقال: إذا إقامت معه بعد ما أفاقت فهو رضاها فقلت: وهل يجوز التزويج عليها ؟ فقال: نعم (2). 11 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام، عن رجل تزوج ببكر أو ثيب لا يعلم أبوها ولا أحد من قراباتها، ولكن تجعل المرأة وكيلا فيزوجها من غير علمهم قال: لا يكون ذا (3). 12 - عنه باسناده عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: الاخ الاكبر بمنزلة الاب (4). 13 - الطوسى باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن الصلت قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الجارية الصغيرة، يزوجها أبوها ألها أمر إذا بلغت ؟ قال: لا وسالته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ألها مع أبيها أمر ؟ فقال ليس لها مع أبيها أمر ما لم تثيب (5) (1) الفقيه: 3 - 250 والتهذيب: 7 - 371 والاستبصار: 2 - 236. (2) الفقيه: 259 والتهذيب 7: 392. (3) التهذيب: 7 - 385 والاستبصار: 3 - 234. (4) التهذيب: 7 - 393. (5) الاستبصار: 3 - 236.
[258]
3 - (باب) * (خطبة النكاح) * 14 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم: قال خطب الرضا عليه السلام هذه الخطبة: الحمد لله الذى حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعل الحمد أول جزاء محل نعمته، وآخر دعوى أهل جنته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة اخلصها له، وأدخرها عنده، وصلى الله على محمد خاتم النبوة، و خير البرية وعلى آله آل الرحمة وشجرة النعمة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة. والحمد لله الذي كان في علمه السابق وكتابه الناطق، وبيانه الصادق، إن أحق الاسباب بالصلة والاثرة وأولي الامور بالرغبة فيه، سبب أوجب سببا، وأمر أعقب غنى فقال جل وعز: " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، و كان ربك قديرا ". وقال: " وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة ولا سنة متبعة، والا أثر مستفيض لكان فيما جعل الله من بر القريب وتقريب البعيد، وتاليف القلوب، وتشبيك الحقوق، وتكثير العدد، وتوفير الولد، لنوائب الدهر، وحوادث الامور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب ويسارع إليه الموفق المصيب ويحرص عليه الاديب الاريب. فاولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه وأمضى قضاءه ورجاجزاءه وفلان بن فلان من قد عرفتم حاله وجلاله، دعاه رضا نفسه وأتاكم إيثارا لكم واختيارا لخطبة فلانة بنت فلان كريمتكم، وبذل لها من الصداق كذا وكذا فتلقوه بالاجابة وأجيبوه بالرغبة واستخيروا الله في اموركم يعزم لكم على رشدكم، إن شاء الله نسال الله أن يلحم
[259]
ما بينكم، بالبر والتقوى، ويؤلفه بالمحبة والهوى ويختمه بالموافقة والرضا، إنه سميع الدعاء لطيف لما يشاء (1). 15 - عنه قال: بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن بن فضال، عن إسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمد أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول، ثم ذكر الخطبة كما ذكر معاوية بن حكيم مثلها (2). 16 - عنه عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا قال: كان الرضا عليه السلام يخطب في النكاح: الحمد لله إجلالا لقدرته، ولا إله إلا الله خضوعا لعزته، وصلى الله علي محمد وآله عند ذكره " إن الله خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " إلى آخر الآية (3). 17 - الطبرسي قال: ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا عليه السلام تبركا بها، لانها جامعة في معناها وهو: " الحمدالله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتح بالحمد كتابه، وجعله أول محل نعمته وآخر جزاء أهل طاعته، وصلى الله على محمد خير بريته، وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة، والحمد لله الذى كان في نباه الصادق وكتابه الناطق أن من أحق الاسباب بالصلة وأولى الامور بالتقدمة سببا أمرا أعقب حسبا. فقال جل ثناؤه: " وهو الذى خلق من الماء بشرا، فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا " وقال " وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة [منزلة] ولا سنة متبعة، لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتالف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع إليه الموفق المصيب، فاولى الناس بالله من اتبع أمره و أنفذ حكمه، وأمضى قضاءه ورضي جزاءه ونحن نسال الله تعالى أن ينجز لنا ولكم على أوفق الامور. ثم إن فلا بن فلان من عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد أحب (1) الكافي: 5 - 373. (2) الكافي: 5 - 374. (3) الكافي: 5 - 374.
[260]
شركتكم وخطب كريمتكم فلانة وبذل لها من الصداق كذا فشفعوا شافعكم وأنكحوا خاطبكم في يسر غير عسر، أقول قولى هذا وأستغفر الله لي ومعكم (1). 18 - ابن شهر اشوب - رحمه الله - قال: روينا عن الرضا عليه السلام فقال: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، خلق الخلق بقدرته وميزهم باحكامه، و أعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد - إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا، وأمرا مفترضا، شج بها الارحام، وألزمها الانام، قال الله تعالى: " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " ثم إن الله تعالي أمرني أن ازوج فاطمة من علي، وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة، إن رضيت يا علي، قال: رضيت يا رسول الله (2). 4 - (باب المهر) 19 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: لو أن رجلا تزوج امرأة وجعل مهرها عشرين ألفا وجعل لابيها عشرة ألاف، كان المهر جايزا والذي جعل لابيها فاسدا (3). 20 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلى بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: قول شعيب عليه السلام " إنى اريد أن انكحك إحدى ابنتي هاتين، على أن تأجرني ثماني حجج فان أتممت عشرا فمن عندك " أي الاجلين قضى ؟ (1) مكارم الاخلاق: 235. (2) مناقب آل ابى طالب: 2 - 107. (3) الكافي: 5 - 384 والتهذيب: 7 - 361.
[261]
قال: الوفاء منهما أبعدهما عشر سنين، قلت: فدخل بها قبل أن ينقضى الشرط أو بعد انقضائه، قال: قبل أن ينقضي، قلت له، فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لابيها إجارة شهرين يجوز ذلك ؟ فقال: إن موسى عليه السلام قد علم أنه سيتم له شرطه فكيف لهذا بان يعلم أنه سيبقى حتى يفي له، وقد كان الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتزوج المرأة على السورة من القرآن وعلى الدرهم وعلى القبضة من الحنطة (1). 21 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: تزوج رجل إمرأة على خادم، قال: فقال لي: وسط من الخدم قال قلت: على بيت ؟ قال: وسط من البيوت (2). 22 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه في ما كتب من جواب مسائله قال: علة المهر ووجوبه على الرجل، ولا يجب على النساء أن يعطين أزواجهن قال: لان على الرجل مؤنة المرئة، ولان المرئة بايعة نفسها، والرجل مشترى، ولا يكون البيع بلا ثمن ولا الشراء بغير إعطاء الثمن مع أن النساء محظورات عن التعامل والمتجر مع علل كثيرة (3). 23 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلوية قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال سالت أبا الحسن عليه السلام عن مهر السنة كيف صار خمسمائة درهم، فقال: إن الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أن لا يكبر مؤمن مائة تكبيرة ويحمده مائة تحميدة ويسبحه مائة تسبيحة ويهلله مائة تهليلة ويصلى على محمد وآل محمد مائة مرة، ثم يقول: اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله حوراء من الجنة وجعل ذلك مهرها، فمن ثم أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (1) الكافي: 414 5. (2) الكافي: 5 - 381. (3) علل الشرايع: 2 - 187 والعيون: 2 - 84.
[262]
أن يسن مهر المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (1) 24 - عنه قال: وعلة المهر ووجوبه على الرجال ولا يجب على النساء أن يعطين أزواجهن لان للرجل مؤنة المرأة، ولان المرأة بايعة نفسها والرجل مشترى، ولا يكون البيع إلا بثمن ولا الشراء بغير إعطاء الثمن، مع أن النساء محظورات عن التعامل والمتجر مع علل كثيرة. (2) 25 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن الحسين بن خالد. قال: قلت: لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك كيف صار مهور النساء خمسمأة درهم إثنتى عشرة أوقية ونش ؟ قال إن الله عز وجل أوجب على نفسه ألا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ويسبحه مائة تسبيحة ويحمده مائه تحميدة ويهلله مائة تهليلة ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مائة مرة ثم يقول اللهم زوجنى من الحور العين إلا زوجه الله حوراء، فمن ثم جعل مهور النسا خمسمائة درهم وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمته بذل له خمسمائة درهم ولم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عز وجل ألا يزوجه حورا. (3) 26 - الطوسى باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: الرجل يتزوج المرأة على الصداق المعلوم، فيدخل بها قبل أن يعطيها فقال: يقدم إليها ما قل أو كثر إلا أن يكون له وفاء من عرض إن حدث به حدث أدى عنه فلا باس. (4) 27 - عنه باسناده عن سعيد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل تزوج امرأة بشرط أن لا يتوارثا وأن لا يطلب منها ولدا قال: (1) علل الشرايع: 2 - 185. (2) عيون الاخبار: 2 - 94. (3) عيون الاخبار: 2 - 84. (4) التهذيب: 7 - 358. (*)
[263]
لا أحب. (1) 28 - عنه باسناده عن محمد بن على بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل أبو الحسن الاول عن الرجل يزوج ابنته أله أن ياكل من صداقها، قال: ليس له ذلك. (2) 29 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام عن خصي تزوج امرأة على ألف درهم، ثم طلقها بعدما دخل بها قال: لها الالف الذي أخذت منه ولا عدة عليها. (3) 5. (باب) * (الاطعام عند النكاح) * 30 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إن النجاشي لما خطب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمنة بنت أبي سفيان فزوجه ودعا بطعام وقال: إن من سنن المرسلين الاطعام عند التزويج. (4). 31 - على بن شعبة مرسلا قال: قال الرضا عليه السلام: من السنة إطعام الطعام عند التزويج. (5) (1) التهذيب: 7 - 375. (2) التهذيب: 7 - 375. (3) التهذيب: 7 - 375: (4) الكافي: - 367 والمحاسن: 418 والتهذيب: 7 - 409. (5) تحف العقول: 328.
[264]
6 - (باب الابكار) 32 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن محمد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في الرجل يتزوج المرأة على أنها بكر، فيجدها ثيبا أيجوز له أن يقيم عليها ؟ قال: فقال: قد تفتق البكر من المركب ومن النزوة. (1) 33 - عنه عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن جزك قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أساله عن رجل تزوج جارية بكرا فوجدها ثيبا، هل يجب لها الصداق وافيا أم ينقص ؟ قال: ينقص. (2). 34 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن الصلت قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الجارية الصغيرة يزوجها أبوها ألها أمر إذا بلغت ؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر، قال: وسالته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ألها مع أبيها أمر ؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر ما لم تكبر. (3) 35 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن عليه السلام: في المرأة البكر إذنها صماتها والثيب أمرها إليها. (4) 36 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارو بن مسلم، عن بعض رجاله عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن بعض بني هاشم دعاه مع جماعة من أهله فاتى بصبية له فادناها أهل المجلس جميعا إليهم، فلما دنت منه سال عن سنها فقيل: خمس (1) الكافي: 5 - 413. (2) الكافي: 5 - 394. (3) الكافي: 5 - 394. (4) الكافي: 5 - 533.
[265]
فنحاها عنه. (1) 37 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال: حدثنا القسم بن محمد بن على بن إبراهيم النهاوندي، عن صالح بن راهوية، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلام، قال: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله قال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن الابكار، من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه وإلا أفسدته الشمس وغيرته الريح وإن الابكار إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة. فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فخطب الناس ثم أعلمهم ما أمرهم الله عز وجل به فقالوا: ممن يا رسول الله ؟ فقال: من الاكفاء فقالوا: ومن الاكفاء ؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة بنت زبير بن عبد المطلب المقداد بن الاسود ثم قال: أيها الناس إنى زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح. (2) 7 - (باب) * (الجمع بين الاختين) * 38 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس قال: قرأت في كتاب رجل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك الرجل يتزوج المرأة متعة إلى أجل مسمى فينقضى الاجل بينهما هل له أن ينكح أختها من قبل أن تنقضي عدتها ؟ فكيف لا يحل له أن يتزوجها حتى تنقضي عدتها. (3) 39 - عنه عن أحمد بن محمد، عمن ذكره، عن الحسين بن بشر قال: سالت الرضا عليه السلام، عن الرجل تكون له الجارية ولها إبنة فيقع عليها أيصلح له أن يقع على ابنتها ؟ فقال: أينكح الرجل الصالح ابنته. (4) (1) الكافي: 5.... (2) علل الشرايع: 2 - 465 والعيون: 1 - 289. (3) الكافي: 4 - 431: (4) الكافي: 5 - 433.
[266]
8 - (باب الخصيان) 40 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قناع الحرائر من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه السلام ولا يتقنعن، قلت: فكانوا أحرارا ؟ قال لا: قلت: فالاحرار يتقنع منهم ؟ قال: لا. (1) 41 - الطوسى باسناده عن محمد بن على بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيى، عن محمد بن مضارب قال: سالت الرضا عليه السلام عن الخصى يحلل ؟ قال: لا يحلل. (2) 42 - الطبرسي مرسلا، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال سالت الرضا عليه السلام عن قناع النساء من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه السلام لا يتقنعن، قلت وكانوا أحرارا ؟ قال: لا، قلت: فالاحرار يتقنعن منهم ؟ قال: لا. (3) 9 - (باب) * (اتيان النساء) * 43 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم قال: سمعت صفوان بن يحيى يقول: قلت للرضا عليه السلام: إن رجلا من مواليك أمرني أن أسالك عن مسالة هابك واستحيي منك أن يسالك، قال: وماهي ؟ قلت: الرجل ياتي إمرأته في دبرها، قال: ذلك له قال: قلت: فانت تفعل ؟ قال: إنا لا نفعل ذلك. (4) (1) الكافي: 5 - 532. (2) التهذيب: 7 - 475. (3) مكارم الاخلاق: 274. (4) الكافي: 5 - 540 والتهذيب: 8 - 403.
[267]
44 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول في التزويج قال: من السنة التزويح بالليل لان الله جعل الليل سكنا والنساء إنما هن سكن. (1) 45 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من أتى أهله في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد. (2) 46 - الصدوق قال: وروى عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة. (3) 47 - عنه قال: سال صفوان بن يحيى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل تكون عند المرأة الشابة فيمسك عنها الاشهر والسنة لا يقربها، ليس يريد الاضرار بها يكون لهم مصيبة يكون في ذلك آثما ؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثما بعد ذلك (4) 48 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن السناني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني على بن محمد العسكري، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عليهم السلام. قال: يكره للرجل أن يجامع في أول ليلة من الشهر وفي وسطه وفي آخره، فانه من فعل ذلك خرج الولد مجنونا، الا ترى ؟ أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر ووسطه وآخره، وقال عليه السلام: من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى، وقال عليه السلام: من تزوج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد (5). (1) الكافي: 5 - 366 والتهذيب: 6 - 415. (2) الكافي: 5 - 499. (3) الفقيه: 3 - 341 والتهذيب: 7 - 418 والكافي: 5 - 320. (4) الفقيه: 4 - 256 والتهذيب: 8 - 412. (5) عيون الاخبار: 1 - 288.
[268]
49 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن عبد الملك والحسين ابن على بن يقطين عن موسى بن عبد الملك، عن رجل قال سالت: أبا الحسن الرضا عليه السلام عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها فقال: أحلتها آية من كتاب الله تعالى قول لوط عليه السلام: " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " وقد علم انهم لا يريدون الفرج (1). 50 - عنه باسناده عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام أنه قال: أي شئ يقولون في إتيان النساء في أعجاز هن ؟ فقلت له: بلغني أن أهل الكتاب لا يرون بذلك باسا فقال: إن اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل المرأة من خلفها خرج الولد أحول فانزل الله تعالى: " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " قال: من قبل ودبر خلافا لقول اليهود ولم يعن في إدبارهن (2). 10 - (باب) * (الاماء والعبيد) * 51 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل تكون له الجارية، فيقبلها هل تحل لولده ؟ قال: بشهوة، قلت نعم، قال: فقال: ما ترك شيئا إذا قبلها بشهوة ثم قال: ابتداء منه إن جردها ونظر إليها بشهوة حرمت على أبيه وابنه، قلت، إذا نظر الى جسدها ؟ فقال: إذا نظر إلى فرجها وجسدها بشهوة حرمت عليه (3). 52 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي - الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج ام ولد أبيها، فقال: لا باس بذلك، فقلت له، بلغنا عن أبيك أن على بن الحسين عليهما السلام تزوج إبنة (1) الاستبصار: 3 - 343 والتهذيب: - 414. (2) التهذيب: 7 - 460. (3) الكافي: 5 - 418.
[269]
الحسن بن على عليهما السلام وام ولد الحسن، وذلك أن رجلا من أصحابنا سألني أن أسالك عنها. فقال: ليس هكذا، إنما تزوج على بن الحسين عليهما السلام ابنة الحسن وأم ولد لعلي بن الحسين المقتول عندكم، فكتب بذالك عبد الملك بن مروان فعاب على على ابن الحسين عليهما السلام فكتب إليه في ذلك فكتب إليه الجواب، فلما قرألكتاب قال: إن على بن الحسين عليهما السلام يضع نفسه وإن الله يرفعه (1). 53 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام في جارية لابن لي صغير، أيجوز لي أن أطاها ؟ فكتب: لا حتى تخلصها (2). 54 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، قال: سالت الرضا عليه السلام أني كنت وهبت لابنتي جارية حيث زوجتها فلم تزل عندها في بيت زوجها حتى مات زوجها، فرجعت إلى هي والجارية أفيحل لى الجارية أن أطاها ؟ فقال: قومها بقيمة عادلة وأشهد على ذلك ثم إن شئت فطاها (3). 55 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال لا، يتمتع بالامة إلا باذن أهلها (4). 56 - الطوسى باسناده عن محمد بن آدم عن الرضا عليه السلام في الرجل يقول لجاريته: قد اعتقتك وجعلت صداقك عتقك قال: جاز العتق والامر إليها إن شاءت زوجته نفسها وإن شاءت لم تفعل، فان زوجته نفسها فاحب له أن يعطيها شيئا (5). 57 - عنه باسناده عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج ام ولد أبيها، فقال: لا باس بذلك (6). (1) الكافي: 5 - 361. (2) الكافي: 5 - 471. (3) الكافي: 5 - 471. (4) الكافي: 5 - 463. (5) الاستبصار: 3 - 210. (6) التهذيب، 7 - 449.
[270]
58 - عنه باسناده عن الصفار عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن علي بن إدريس قال: سالت الرضا عليه السلام عن جارية كانت في ملكى فوطئتها ثم خرجت من ملكى فولدت جارية يحل لابني أن يتزوجها ؟ قال: نعم لا باس به قبل الوطء وبعد الوطء واحد (1). 59 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سات الرضا عليه السلام عن امرأة أحلت لزوجها جاريتها فقال: ذلك له، قلت: فان خاف أن تكون تمزح قال: وكيف له بما في قلبها فان علم أنها تمزح فلا (2). 60 - عنه باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل عن محمد بن منصور الكوفي قال: سالت الرضا عليه السلام عن الغلام يعبث بجارية لا يملكها ولم يدرك، أيحل لابيه أن يشتريها ويمسها ؟ قال: لا يحرم الحرام الحلال (3). 11 - (باب المتعة) 61 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال: كتب إليه الريان بن شبيب يعنى أبا الحسن عليه السلام الرجل يتزوج المرأة متعة بمهر إلى أجل معلوم، وأعطاها بعض مهرها وأخرته بالباقي ثم دخل بها وعلم بعد دخوله بها قبل أن يوفيها باقي مهرها، إنما زوجته نفسها ولها زوج مقيم معها أيجوز له حبس باقى مهرها أم لا يجوز ؟ فكتب عليه السلام: لا يعطيها شيئا لانها عصت الله عز وجل (4). 62 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن ابي - الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: له الرجل يتزوج متعة سنة أو أقل أو اكثر ؟ قال: إذا كان شيئا معلوما إلى أجل معلوم، قال: قلت: وتبين بغير طلاق، قال: (1) التهذيب: 7 - 462. (2) التهذيب: 7 - 462. (3) التهذيب: 7 - 283. (4) الكافي: 5 - 461.
[271]
نعم (1). 63 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا يتمتع بالامة إلا باذن أهلها (2). 64 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل قال: سالت أبا الحسن عليه السلام: هل للرجل أن يتمتع من المملوكة باذن أهلها وله امرأة حرة ؟ قال: نعم إذا رضيت الحرة قلت: فان أذنت الحرة يتمتع منها ؟ قال: نعم وروى أيضا أنه، لا يجوز أن يتمتع بالامة على الحرة (3). 65 - عنه عن على بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، عن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن جميعا، عن الفتح بن يزيد قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الشروط في المتعة فقال: الشرط فيها بكذا وكذا، فان قالت: نعم فذاك له جائز ولا تقول كما انهى إلي أن أهل العراق يقولون: الماء مائى والارض لك، ولست أسقي أرضك الماء وإن نبت هناك نبت فهو لصاحب الارض فان شرطين في شرط فاسد فان رزقت ولدا قبله والامر واضح فمن شاء التلبيس على نفسه لبس (4). 66 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: سال رجل أبا الحسن الرضا عليه السلام وأنا أسمع: عن رجل يتزوج امرأة متعة ويشترط عليها إن لا يطلب ولدها، فتاتي بعد ذلك بولد فشدد في إنكار الولد وقال: أيجحده إعظاما لذلك، فقال الرجل: فان اتهمها ؟ فقال: لا ينبغي لك أن تتزوج إلا مؤمنة أو مسلمة فان الله عز وجل يقول: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " (5). (1) الكافي: 5 - 459 أ التهذيب: 7 - 264 والاستبصار: 3 - 151. (2) الكافي: 5 - 463. (3) الكافي: 5 - 463: (4) الكافي: 5 - 464. (5) الكافي: 5 - 454 والفقيه: 3 - 292 والتهذيب: 7 - 269 والاستبصار: 3 - 153.
[272]
67 - عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة أيحل له أن يتزوج إنبتها ؟ قال: لا (1). 68 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة فيحملها من بلد إلى بلد ؟ فقال: يجوز النكاح الآخر ولا يجوز هذا (2). 69 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: تزويج المتعة نكاح بميراث، ونكاح بغير ميراث، فان اشترطت كان، وإن لم يشترط لم يكن، وروي أيضا ليس بينهما ميراث، اشترط أو لم يشترط (3). 70 - الصدوق - رحمه الله باسناده قال: وقال الرضا عليه السلام: المتعة لا تحل إلا لمن عرفها، وهي حرام على من جهلها (4). 71 - عنه قال: وسال الحسن التفليسي الرضا عليه السلام أيتمتع الرجل من اليهودية والنصرانية ؟ قال: أبو الحسن عليه السلام: يتمتع من الحرة المؤمنة وهى أعظم حرمة منهما (5). 72 - عنه قال: وروى عن يونس بن عبد الرحمن قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل تزوج إمرأة متعة، فعلم بها أهلها فزوجوها من رجل في العلانية وهي امرأة صدق قال: لا تمكن زوجها من نفسها حتى تنقضي عدتها وشرطها، قلت: إن كان شرطها سنة ولا يصبر لها زوجها قال: فليتق الله زوجها وليتصدق عليها بما بقي له، فانها قد ابتليت والدار دار هدنة والمؤمنون في تقية. (1) الكافي: 5 - 422. (2) الكافي: 5 - 447. (3) الكافي: 5 - 465. (4) الفقيه: 292 3. (5) الفقيه: 3 - 293.
[273]
قلت: فان تصدق عليها بايامها وانقضت عدتها كيف تصنع ؟ قال: تقول لزوجها إذا دخلت به، يا هذا وثب على أهلي فزوجوني بغير أمري، ولم يستامروني وإني الآن قد رضيت فاستأنف أنت اليوم وتزوجني تزويجا صحيحا بينى وبينك قال: قلت للرضا عليه السلام: المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها فتتزوج رجلا آخر قبل أن تنقضي عدتها قال: ما عليك إنما إثم ذلك عليها (1). 73 - عنه قال: وسال أحمد بن محمد بن أبي نصر الرضا عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة أيحل له أن يتزوج ابنتها بتا ؟ تا ؟ قال: لا، (2). 74 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن التفليسى قال: سالت الرضا عليه السلام، أيتمتع من اليهودية والنصرانية ؟ فقال: التمتع من الحرة المؤمنة أحب إلى وهي أعظم حرمة منهما (3). 75 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام يتمتع بالامة باذن أهلها ؟ قال: نعم إن الله عز وجل يقول: " فانكحوهن باذن أهلهن " (4). 76 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يتمتع بامة رجل باذنه ؟ قال: نعم (5). 77 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام: هل يجوز للرجل أن يتمتع من المملوكة باذن أهلها وله إمرأة حرة ؟ فقال: نعم إذا كان باذن أهلها إذا رضيت الحرة قلت: فان أذنت له الحرة يتمتع منها ؟ قال: نعم (6). (1) الفقيه: 3 - 294. (2) الفقيه: 3 - 295 والتهذيب: 7 - 277. (3) التهذيب: 7 - 256 والاستبصار: 3 - 144. (4) التهذيب: 7 - 257 والاستبصار: 3 - 146. (5) الاستبصار: - 146 والتهذيب: 7 - 257. (6) التهذيب: 7 - 257 والاستبصار: 3 - 146.
[274]
78 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يكون عنده المرأة أيحل له أن يتزوج باختها متعة ؟ قال: لا قلت: حكى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام إنما هي مثل الامام يتزوج ما شاء قال: لا هي، من الاربع (1). 79 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اجعلوهن من الاربع فقال له صفوان بن يحي: أعلى الاحتياط قال: نعم (2). 80 - عنه باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن علي بن إدريس قال: سالت الرضا عليه السلام عن جارية كانت في ملكي فوطئهتا ثم خرجت من ملكي فولدت جارية أيحل لابني أن يتزوجها ؟ قال: نعم لا باس، قبل الوطء وبعد الوطء واحد (3). 81 - عنه باسناده عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن هذه المسألة فقال: كررها علي فقلت: له: إن كانت لى جارية فلم ترزق مني ولي ولد من غيرها، فبعتها فولدت من غيري ولي ولد من غيرها فازوج ولدي من غيرها ولدها ؟ قال تزوج ما كان لها من ولد قبلك يقول قبل أن يكون لك (4). 12 - (باب) * (نكاح الكوافر) * 82 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن ابن الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا أبا محمد ما تقول في الرجل يتزوج نصرانية على مسلمة ؟ قلت: جعلت فداك وما يقول بين يديك قال: لتقولن فان ذلك يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولا غير مسلمة. قال: ولم ؟ قلت لقول الله عز وجل، " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " (1) الاستبصار: 148 3. (2) الاستبصار: 3 - 148. (3) الاستبصار: 174. (4) الاستبصار: 3 - 174.
[275]
قال: فما تقول في هذه الآية: " والمحصنات من الذين اوتو الكتاب من قبلكم " قلت فقوله: " ولا تنكحوا المشركات " نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت (1). 83 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام: عن الرجل تكون له الزوجة النصرانية فتسلم هل يحل لها أن تقيم معه ؟ قال: إذا أسلمت لم تحل له قلت: جعلت فداك فان الزوج أسلم بعد ذلك أيكونان على النكاح ؟ قال: لا، يتزوج جديد (2). 84 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن نكاح اليهودية والنصرانية، فقال: لا باس فقلت: فمجوسية فقال: لا باس به - يعنى متعة (3). 13 - (باب) * (الاولاد والرضاع) * 85 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلى بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن امرأة أرضعت ؟ جارية لزوجها ابن من غيرها، أيحل للغلام ابن زوجها أن يتزوج الجارية التي أرضعت ؟ فقال: اللبن للفحل (4). 86 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران عن محمد بن عبيدة الهمداني قال: قال الرضا عليه السلام: ما يقول أصحابك في الرضا قلت، كانوا يقولون اللبن للفحل، حتى جاءتهم الرواية عنك أنه يحرم (1) الكافي: 5 - 457 والتهذيب: 3 - 178. (2) التهذيب: 7 - 300 والاستبصار: 3 - 181. (3) التهذيب: 7 - 256 والاستبصار: 3 - 144. (4) الكافي: 5 - 440.
[276]
من الرضاع ما يحرم من النسب، فرجعوا إلى قولك، قال: فقال: وذلك لان أمير - المؤمنين سألني عنها البارحة، فقال لي: اشرح لى اللبن للفحل، وأنا أكره الكلام. فقال لي كما أنت حتى أسالك عنها ما قلت في رجل كانت له امهات أولا دشتي فارضعت واحدة منهن بلبنها غلاما غريبا، أليس، كل شئ من ولد ذلك الرجل من امهات أولاد شتى محرما على ذلك الغلام، قال: قلت: بلى، قال: فقال: أبو - الحسن عليه السلام: فما بال الرضاع يحرم من قبل الفحل ولا يحرم من قبل الامهات وإنما الرضاع من قبل الامهات وإن كان لبن الفحل أيضا يحرم (1). 87 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: كان داود بن زربي شكا إبنه إلى أبى الحسن عليه السلام فيما أفسد له فقال له: استصلحه فما مائة ألف فيما أنعم الله به عليك (2). 88 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال: أبو جعفر عليه السلام: إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين، فيقولان: يا رب ما تخلق ذكرا أو انثى فيؤمران. فيقولان يا رب شقيا أو سعيدا فيؤمران، فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه، وكل شئ من حاله وعدد من ذلك أشياء ويكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل الله له الاجل بعث الله ملكا، فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق، فقال الحسن بن الجهم: فقلت له: أفيجوز أن يدعو الله فيحول الانثى ذكرا والذكر أنثي فقال: إن الله يفعل ما يشاء (3). 89 - عنه عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني (1) الكافي: 5 - 441 والتهذيب: 7 - 330 والاستبصار: 3 - 200. (2) الكافي: 6 - 48. (3) الكافي: 6 - 13.
[277]
عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى على الاناث أرأف منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على أمراة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة (1). 90 - عنه عن محمد بن يحي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن سعيد قال: كنت أنا وابن غيلان المدائني دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: ابن غيلان، أصلحك الله بلغني أنه من كان له حمل، فنوى أن يسميه محمدا ولد له غلام فقال: من كان له حمل فنوى أن يسميه عليا ولد له غلام. ثم قال: علي ومحمد ومحمد وعلي شيئا واحدا قال: أصلحك الله إني خلفت امرأتي وبها حبل فادع الله أن يجعله غلاما فاطرق إلى الارض طويلا ثم رفع رأسه فقال له: سمه عليا، فانه أطول لعمره فدخلنا مكة فوافانا كتاب من المدائن أنه قد ولد له غلام (2). 91 - عنه، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد الاشعري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام: عن الرجل يكون بعض ولده أحب إليه من بعض ويقدم بعض ولده على بعض ؟ فقال: نعم قد فعل ذلك أبو عبد الله عليه السلام، نحل محمدا وفعل ذلك أبو الحسن عليه السلام نحل أحمد شيئا، فقمت أنا به حتى حزته له، فقلت: جعلت فداك الرجل يكون بناته أحب من بنيه ؟ فقال: البنات والبنون في ذلك سواء إنما هو بقدر ما ينزلهم الله عز وجل منه (3). 92 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو على أو الحسن أو الحسين، أو جعفر أو طالب، أو عبد الله أو فاطمة من النساء (4). 93 - الصدوق قال: وسال سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن صبى هل يرضع (1) الكافي: 6 - 6. (2) الكافي: 6 - 11. (3) الكافي: 6 - 51. (4) الكافي: 6 - 19.
[278]
أكثر من سنتين فقال: عامين قلت: فان زاد على سنتين هل على أبويه من ذلك شئ ؟ قال: لا (1). 94 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختنوا أولادكم يوم السابع فانه أطهر وأسرع لنبات اللحم (2). 95 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسترضعوا الحمقاء والا العمشاء فان اللبن يعدى (3). 96 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس للصبي لبن خير من لبن امه (4). 97 - عنه باسناده عن الرضا عن على بن الحسين عليه السلام قال: إن فاطمة عليهما السلام عقت عن الحسن والحسين عليهم السلام وأعطت القابلة رجل شاة ودينارا (5). 98 - الصدوق - رحمه الله باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اغسلوا صبيانكم من الغمر، فان الشيطان يشم الغمر، فيفرغ الصبي في رقاده ويتاذي بها الكاتبان (6). 99 - عنه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا سميتم الولد محمدا فأكرموا وأوسعوا له في المجالس، ولا تقبحوا له وجها (7). 100 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أحمد بن أشيم، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمو العرب أولادهم بكلب، ونمر وفهد وأشباه ذالك ؟ قال: كانت العرب (1) الفقيه: 3 - 305. (2) عيون الاخبار: 2 - 28. (3) عيون الاخبار: 2 - 34. (4) عيون الاخبار: 2 - 34. (5) عيون الاخبار: 2 - 46. (6) عيون الاخبار: 2 - 69. (7) عيون الاخبار: 2 - 29.
[279]
أصحاب حرب، وكانت تهول على العدو باسماء أولادهم، ويسمون عبيدهم فرجا و مباركا وميمونا، وأشباه ذلك يتيمنون بها (1). 101 - الطوسى باسناده عن عدة أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: أطعموا حبالاكم اللبان فان يكن في بطنها غلام خرج ذكي القلب عالما شجاعا، وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها وعظمت عجيزتها وحظيت عند زوجها (2). 102 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان عن علي بن إسماعيل الدغشي، عن رجل من أهل الشام عن عبد الله بن أبان الزيات، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل تزوج بنت عمه وقد أرضعته أم ولد جده هل تحرم على الغلام أم لا ؟ قال: لا (3). 103 - عنه - رحمه الله - باسناده عن محمد بن يحيي، عن أبى عبد الله، عن على بن - عبد الملك، عن بكار بن الجراح، عن بسطام عن أبي الحسن عليه السلام قال: لا يحرم من الرضاع إلا البطن الذي ارتضع منه (4). 104 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام: قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا لم يمته حتى يريه الخلف، وروى: أن من مات بلا خلف، فكان لم يكن في الناس، ومن مات وله خلف فكان لم يمت (5). (1) معاني الاخبار. 391. (2) التهذيب: 7 - 440. (3) الاستبصار: 3 - 202. (4) الاستبصار: 3 - 201. (5) مكارم الاخلاف: 251.
[280]
14 - (باب) * (نوادر النكاح) * 105 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العزيز المهتدي قال سالت الرضا عليه السلام وقلت: جعلت فداك، إن أخي مات وتزوجت امرأته، فجاء عمى أنه قد كان تزوجها سرا، فسألتها عن ذلك فانكرت أشد الانكار وقالت: ما كان بيني وبينه شئ قط: فقال: يلزمك إقرارها ويلزمه إنكارها (1). 106 - عنه عن علي عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن المشرقي، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: ما تقول في رجل ادعى أنه خطب امرأة إلى نفسها وهي مازحة فسئلت المرأة عن ذلك فقالت: نعم، فقال: ليس بشئ: قلت: فيحل للرجل أن يتزوجها ؟ قال: نعم (2). 107 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن لى قرابة قد خطب إلى وفي خلقه شئ فقال: لا تزوجه إن كان سيئ الخلق (3). 108 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد، عن على بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه قال سمعت العباسي وهو يقول: استاذنت الرضا عليه السلام، في النفقة على العيال فقال: بين المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين: قال: بلى يرحمك الله أما تعرف أن الله عز وجل كره الاسراف وكره الاقتار فقال، " والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (4). (1) الكافي: 5 - 563 والاستبصار: 3 - 175. (2) الكافي: 5 - 563. (3) الكافي: 5 - 563. (4) الخصال: 54.
[281]
109 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثنا محمد ابن يحيي العطار قال: حدثني أحمد، عن محمد بن عيسى قال: كان ابن فضال يروي عن أبي الحسن الثاني عليه السلام، في أربعة أشياء خيار سنة: الجنون، والجذام، والبرص والقرن (1). 110 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الادمى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمد ابن علي الرضا، عن أبيه الرضا. عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه أمير - المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاء اشديدا، فقلت: فداك أبى وامى يا رسول الله ما الذي أبكاك ؟ فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من امتي في عذاب شديد، فانكرت شانهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، ورأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصب في خلفها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها منقطع من الجذام والبرص. ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من النار، ورأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعائها، ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها، وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار. (1) الخصال: 245.
[282]
فقالت فاطمة عليها السلام: حبيبي وقرة عينى أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟ فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما المعلقة بلسانه فانها كانت تؤذي زوجها وأما المعلقة بثدييها فانها كانت يمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها. وأما التى كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس، وأما التي شد، يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فانها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تنتظف وكانت تستهين بالصلوة، و أما الصماء العمياء الخرساء فانها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها وأما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض، فانها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعائها، فانها كانت قوادة. وأما التي، كان رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار، فانها كانت، نمامة كذابة، وأما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فانها كانت قينة نواحة حاسدة، ثم قال عليه السلام: ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها. (1) 111 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا تتبع النظرة النظرة فليس لك إلا أول نظرة. (2) 112 - عنه قال: وحرم النظر إلى شعور النساء الحجوبات بالازواج وإلى غيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج إليه من الفساد، والدخول فيما لا يحل ولا يحمل وكذلك ما أشبه الشعور إلا الذي قال الله تعالى: " والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة "، (1) عيون الاخبار: 2 - 10. (2) عيون الاخبار: 2 - 65.
[283]
أي غير الجلباب فلا باس بالنظر إلى شعور مثلهن. (1) 113 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لان المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطى فلذلك وفر على الرجال وعلة اخرى في اعطاء الذكر مثل ما تعطى الانثى لان الانثى في عيال الذكر إن احتاجت وعليه أن يعولها وعليه نفقتها وليس على المرأة إن " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ". (2) 114 - على بن شعبة - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله. (3) 115 - الطوسى باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن الحسن الاشعري، عن محمد بن عبد الله الاشعري قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يتزوج بالمرأة فيقع في قلبه أن لها زوجا قال: ما عليه، أرأيت لو سالها البينة كان يجد من يشهد أن ليس لها زوج. (4) 116 - عنه باسناده عن الصفار عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام إسماعيل بن همام قال: قال أبو الحسن عليه السلام: قال محمد بن علي عليه السلام: في الرجل يتزوج المرأة ويزوج بنتها إبنه فيفارقها ويتزوجها آخر بعد، فتلد منه بنتا، فكره أن يتزوجها أحد من ولده لانها كانت امرأته فطلقها فصار بمنزلة الاب وكان قبل ذلك أبا لها. (5) 117 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت (1) عيون الاخبار: 2 - 97 والعلل: 2 - 251. (3) علل الشرايع: 2 - 257. (2) تحف العقول: 325. (4) التهذيب: 8 - 253. (5) التهذيب: 7 - 453 والاستبصار: 3 - 176.
[284]
للرضا عليه السلام: يتزوج الرجل المرأة التي قبلته فقال سبحان الله ما حرم الله عليه من ذلك. (1) 118 - ابن شهر آشوب - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: وعلة تزويج الرجل أربع نسوة والتحريم، أن تتزوج المرأة أكثر من واحد، لان الرجل إذا تزوج أربعة كان الولد منسوبا إليه، والمرأة لو كان لها زوجان وأكثر من ذلك، لم يعرف الولد لمن هو، إذا هم مشتركون في نكاحها وفي ذلك فساد الاب والمواريث والتعارف. قال: وتحليل أربع نسوة لرجل واحد، لانهن أكثر من الرجال، قال: وعلة تزويج العبد اثنتين لا أكثر منه، لانه نصف رجل في النكاح والطلاق، لا يملك نصفه. (2) (1) التهذيب: 7 - 455. الاستبصار: 3 - 176. (2) مناقب آل ابى طالب: 2 - 410.
[285]
(كتاب الطلاق) 1 - (باب) * (الشهود في الطلاق) * 1 - الحميري، عن البزنطى قال: وسالته عن رجل طلق امرأة بعد ما غشاها بشاهدين عدلين، قال ليس هذا طلاقا فقلت له: فكيف طلاق السنة، فقال يطلقها إذا طهرت من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين، فان خالف ذلك رد إلى كتاب الله عز وجل، قلت: فانه طلق على طهر من غير جماع بشهادة رجل وامرأتين، قال لا يجوز شهادة النساء في الطلاق. قلت: فانه أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق يكون ذلك طلاقا، قال: كل من ولد على الفطرة جازت شهادته بعد أن تعرف منه صلاح في نفسه، وسالته عن رجل طلق امرأة على طهر بشاهدين ثم راجعها ولم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها، ثم طلقها على طهر بشاهدين هل يقع عليها تلك التطليقة الثانية وقد راجعها ولم يجامعها ؟ قال: نعم. (1) 2 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل طلق إمرأته على طهر من غير جماع، وأشهد اليوم رجلا ثم مكث خمسة أيام، ثم أشهد آخر فقال: إنما امر أن يشهد اجميعا. (2) 3 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال: (1) قرب الاسناد: 214. (2) الكافي: 6 - 71 والتهذيب: 8 - 50.
[286]
سألته عن رجل طهرت امرأته من حيضها، فقال: فلانة طالق وقوم يسمعون كلامه، ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها ؟ قال: نعم، هي شهادة أفتترك معلقة. (1) 4 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل كانت له امرأة طهرت من حيضها، فجاء إلى جماعة فقال: فلانة طالق يقع عليها الطلاق ولم يقل لهم: أشهدوا ؟ قال: نعم. (2) 5 - عنه عن علي عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل عن رجل طهرت إمرأته من حيضها، قال: فلانة طالق وقوم يسمعون كلامه ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها ؟ قال: نعم، هذه شهادة. (3) 6 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل طلق امرأة بعدما غشيها بشهادة عدلين، فقال: ليس هذا بطلاق، فقلت، جعلت فداك، كيف طلاق السنة ؟ فقال: يطلقها إذا طهرت من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين كما قال الله عز وجل في كتابه، فان خالف ذلك رد إلى كتاب الله عز وجل فقلت له، فان طلق على طهر من غير جماع بشاهد وامرأتين ؟ فقال: لا تجوز شهادة النساء في الطلاق وقد تجوز شهادتهن مع غيرهن في الدم إذا حضرته، فقلت: فان أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق أيكون طلاقا ؟ فقال: من ولد على الفطرة اجيزت شهادته على الطلاق بعد أن تعرف منه خيرا. (4) 7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن المرزبان قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل قال لامرأته: اعتدي فقد خليت (1) الكافي: 6 - 71 والتهذيب: 8 - 49. (2) الكافي: 6 - 72 والتهذيب: 8 - 49. (3) الكافي: 72 6. (4) الكافي: 6 - 67 والتهذيب: 8 - 49.
[287]
سبيلك ثم أشهد علي رجعتها بعد ذلك بايام، ثم غاب عنها، قبل أن يجامعها حتى مضت لذلك، أشهر بعد العدة أو أكثر، فكيف تأمره ؟ قال إذا أشهد على رجعته فهي زوجتة. (1) 8 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب، من جواب مسائله: علة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهن عن الرؤية ومحاباتهن النساء في الطلاق. فلذلك لا يجوز شهادتهن إلا في موضع ضرورة مثل شهادة القابلة وما لا يجوز للرجل أن ينظروا إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، وفي كتاب الله تبارك وتعالى " إثنان ذو اعدل منكم " مسلمين " وآخران من غيركم " كافرين ومثل شهادة الصبيان علي القتل إذا لم يوجد غيرهم. (2) 9 - الطوسي باسناده عن علي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل عن رجل طهرت امرأته من حيضها فقال: فلانة طالق وقوم يسمعون كلامه ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها ؟ قال: نعم، هذه شهادة. (3) 10 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن تفريق الشاهدين في الطلاق، فقال: نعم وتعتد من أول الشاهدين، وقال: لا يجوز لها، يشهدا جميعا. (4) (1) الكافي: 6 - 74. (2) علل الشرايع: 2 - 195 والعيون: 2 - 95. (3) التهذيب: 8 - 49. (4) التهذيب: 8 - 50 والاستبصار: 3 - 258.
[288]
2 - (باب العدة) 11 - الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: في المطلقة: إذا قامت البينة أنه قد طلقها منذ كذا فكانت عدتها قد انقضت فقد بانت. (1) 12 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن بعض أصحابه عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: " لا تخرجوهن، من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن ياتين بفاحشة مبينة " قال: أذاها لاهل الرجل وسوء خلقها. (2) 13 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن على بن الحسن التيملي، عن علي بن أسباط عن محمد بن علي بن جعفر قال: سال المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن ياتين بفاحشة مبينة " قال: يعنى، بالفاحشة المبينة أن تؤذى أهل زوجها، فإذا فعلت، فان شاء أن يخرجها قبل أن تنقضي عدتها فعل. (3) 14 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: المتوفى عنها زوجها، تعتد حين يبلغها، لانها تريد أن تحد عليه. (4) 15 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن علي بن الفضل الواسطي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام رجل طلق امرأته الذي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها غلام لم يحتلم، قال: لاحتى يبلغ، فكتبت إليه (1) الكافي: 6 - 97. (2) الكافي: 6 - 97. (3) الكافي: 6 - 113.
[289]
ما حد البلوغ: فقال: ما أوجب على المؤمنين الحدود. (1) 16 - الحميرى عن البزنطي قال: وساله صفوان وأنا حاضر عن رجل طلق امرأته وهو غايب فمضت أشهر فقال: إذا قامت البينة أنه قد طلقها منذ كذا وكذا و كانت عدتها قد انقضت حلت للازواج، قلت: للمتوفى عنها زوجها، قال: هذه ليست مثل تلك هذه تعتد من يوم يبلغها الخبر إلا أن عليها أن تحد، وساله صفوان وأنا حاضر عن الايلاء فقال: إنما يوقف إذا قدمته إلى السلطان أربعة أشهر ثم يقول له: إما أن يطلق وإما أن يمسك (2). 17 - الصدوق قال: وروى القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان، أن أيا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث، لرغبة تحدث أو سكون غضبه إن كان، وليكن ذلك تخويفا وتاديبا للنساء وزجرا لهن عن معصية أزواجهن فاستحقت المرأة الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغى من ترك طاعة زوجها، وعلة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات فلا يحل له عقوبة، لئلا يستخف بالطلاق، ولا يستضعف المرأة وليكون ناظرا في أموره متيقظا معتبرا، وليكون ياسا لهما من الاجتماع بعد تسع تطليقات (3). 18 - عنه قال: وروى علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح زوجا غيره، فقال: إن الله عز وجل إنما أذن في الطلاق مرتين، فقال عز وجل: " الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " يعنى في التطليقة الثالثة و لدخوله فيما كره الله عز وجل له من الطلاق الثالث حرمها، فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق والايضار باالنساء، والمطلقة للعدة (1) الكافي: 6 - 76. (2) قرب الاسناد: 212. (3) الفقيه: 3 - 324.
[290]
إذا رأت أول قطرة من الدم الثالث بانت من زوجها ولم تحل له حتى تنكح زوجا غيره (1). 19 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلث لرغبة تحدث أو سكون غضب إن كان، وليكون ذلك تخويفا وتاديبا للنساء وزجر الهن عن معصية أزواجهن. فاستحقت المرأته الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغي من معصية زوجها و علة تحريم المرئة بعد تسع تطليقات، فلا تحل له أبدا عقوبة لئلا يتلاعب بالطلاق ولا تستضعف المرئة وليكون فاخرا في اموره، متيقظا معتبرا وليكون يائسا لها من الاجتماع بعد تسع تطليقات، وعلة طلاق المملوك أثنتين لان طلاق الامة على النصف وجعله اثنتين احتياطا، لكمال الفرايض كذلك في الفرق في العدة للمتوفى عنها زوجها (2). 20 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح زوجا غيره، فقال: إن الله تبارك وتعالى إنما أذن في الطلاق مرتين فقال عز وجل: الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " يعنى في التطليقة الثالثة ولدخوله فيما كره الله عز وجل له من الطلاق الثالث حرمها عليه، فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق ولا تضار النساء (3). (1) الفقيه: 3 - 324. (2) علل الشرايع: 2 - 193. (3) علل الشرايع: 2 - 193 والعيون: 2 - 85.
[291]
21 - عنه باسناده قال: وعلة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة الى الثلث لرغبة تحدث أو سكون غضبه إن كان، وليكون ذلك تخويفا وتاديبا للنساء وزجرا لهن عن معصية ازواجهن، فاستحقت المرأة الفرقة والمباينة لدخلولها، فيما لا ينبغى من معصية زوجها. وعلة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات، فلا تحل له أبدا عقوبة لئلا يتلاعب بالطلاق، ولا يستضعف المرأة، وليكون ناظرا في اموره متيقظا معتبرا وليكون ياسا لهما من الاجتماع بعد تسع تطليقات (1). 22 - الطوسى باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن محمد بن مضارب قال: سالت الرضا عليه السلام عن الخصي يحلل ؟ قال: لا يحلل (2). 23 - عنه باسناده عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن المرزبان قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل قال: لامرأته اعتدى، فقد خليت سبيلك ثم أشهد على رجعتها بعد ذلك بايام ثم غاب عنها قبل أن يجامعها حتى مضت لذلك أشهر بعد العدة أو أكثر فكيف تأمره ؟ قال: إذا أشهد على رجعته فهى زوجته (3). 24 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل يبيع جارية كان يعزل عنها، هل عليه منها استبراء ؟ قال: نعم، وعن أدنى ما يجزئ من الاستبراء للمشترى والمبتاع ؟ قال: أهل المدينة يقولون حيضة وجعفر عليه السلام، يقول حيضتان وسالته عن أدنى استبراء البكر فقال: أهل المدينة يقولون حيضة وكان جعفر عليه السلام يقول: (1) عيون الاخبار: 2 - 95. (2) التهذيب: 8 - 34. (3) التهذيب: 8 - 49.
[292]
حيضتان (1). 25 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: البكر إذا طلقت ثلاث مرات وتزوجت من غير نكاح، فقد بانت ولا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره (2). 26 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل طلق امرأته بشاهدين، ثم يراجعها ولم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها ثم طلقها على طهر بشاهدين، أيقع عليها التطليقة الثانية وقد راجعها ولم يجامعها ؟ قال: نعم (3). 3 - (باب) * (المطلقات ثلاثا) * 27 - الصدوق قال: حدثنا، محمد بن علي ما جيلوية، قال: حدثنا، محمد بن يحيي العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن أبيه قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن تزويج المطلقات ثلثا، فقال لي إن طلاقكم الثلاث لا يحل لغيركم وطلاقهم يحل لكم، لانكم لا ترون الثلاث شيئا وهم يوجبونها (4). 28 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدثنا عبد الله بن طاوس سنة إحدى وأربعين وماتين قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام إن لي إبن أخ زوجته ابنتى وهو يشرب الشرب ويكثر ذكر الطلاق (1) الاستبصار: 3 - 259. (2) الاستبصار: 3 - 298. (3) الاستبصار: 3 - 281. (4) عيون الاخبار: 2 - 85 والعلل: 2 - 197 والتهذيب: 8 - 59 والاستبصار: 3 - 292.
[293]
فقال: إن كان من إخوانك فلا شئ عليه، وإن كان من هؤلاء فابنها منه، فانه عنى الفراق. قال: قلت: جعلت فداك، أليس روي عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال: إياكم والمطلقات ثلاثا في مجلس واحد، فانهن ذوات أزواج ؟ فقال: ذلك ممن كان من إخوانكم لا ممن كان من هؤلاء، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم. (1) 29 - الطوسى باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: البكر إذا طلقت ثلاثة مرات وتزوجت من غير نكاح فقد بانت، ولا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره. (2) 30 - عنه باسناده، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند الرضا عليه السلام بعض العلويين ممن كان ينقصه فقال: أما أنه مقيم على حرام قلت: جعلت فداك وكيف ؟ وهى امرأته قال: لانه قد طلقها، قلت كيف طلقها ؟ قال: طلقها وذلك دينه فحرمت عليه. (3) 31 - عنه باسناده عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ساله رجل وأنا حاضر عن رجل طلق أمرأته ثلاثا في مجلس واحد قال: فقال لى أبو الحسن عليه السلام: من طلق امرأته ثلاثا للسنة، فقد بانت منه، قال: ثم التفت إلى فقال: فلان لا يحسن أن يقول مثل هذا. (4) 32 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن علي بن الفضل الواسطي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام رجل طلق امرأته بالطلاق الذي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها غلام لم (1) عيون الاخبار: 1 - 310 ومعانى الاخبار: 263. (2) التهذيب: 8 - 66 والاستبصار: 3 - 298. (3) الاستبصار: 3 - 291. (4) الاستبصار: 3 - 290.
[294]
يحتلم قال: لا حتي يبلغ، وكتبت إليه ما حد البلوغ، فقال: ما أوجب على المؤمن الحدود. (1) 4 - (باب) * (طلاق الخلع والمسترابة) * 33 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن المرأة تباري زوجها أو تختلع منه بشهادة شاهدين على طهر من جماع، هل تبين منه بذلك: أو هي امرأته ما لم يتبعها الطلاق ؟ فقال: تبين منه، فان شاء أن يرد إليها ما أخذ منها وتكون امرأته فعل، قلت: إنه قد روي أنها لا تبين حتى يتبعها بالطلاق قال: ليس ذلك إذا خلع، فقلت تبين منه ؟ قال: نعم. (2) 34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الاشعري قال: سالت الرضا عليه السلام، عن المسترابة من المحيض كيف تطلق ؟ قال تطلق بالشهور. (3) 5 - (باب) * (طلاق السكران والاخرص والصبى) * 35 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام عن طلاق السكران والصبي والمعتوه، والمغلوب على عقله ومن لم يتزوج بعد، فقال: لا يجوز. (4) (1) الاستبصار: 3 - 274. (2) الاستبصار: 4 - 318. (3) التهذيب: 8 - 68. (4) التهذيب: 8 - 73. (*)
[295]
36 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام: عن الرجل يكون عنده المرأة فيصمت فلا يتكلم، قال: أخرس قلت: نعم، قال: فليعلم منه بغض لامرأته وكراهة لها قلت: نعم أيجوز أن يطلق عنه وليه ؟ قال: لا ولكن يكتب ويشهد على ذلك، قلت: أصلحك الله فانه لا يكتب ولا يسمع كيف يطلقها ؟ قال: بالذي يعرف به من فعاله مثل ما ذكرت من كراهته لها أو بغضه لها. (1) 6 - (باب اللعان) 37 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: أصلحك الله كيف الملاعنة قال: فقال: يعقد الامام ويجعل ظهره إلى القبلة ويجعل الرجل عن يمينه والمرأة عن يساره. (2) 38 - الصدوق قال: وسال البزنطي أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقال له: أصلحك الله كيف الملاعنة ؟ قال: يقعد الامام ويجعل ظهره إلى القبلة ويجعل الرجل عن يمينه والمرأة والصبي عن يساره. (3) 7 - (باب الظهار) 39 - الكليني عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان قال سال الحسين بن مهران أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل ظاهر من أربع نسوة. فقال (1) التهذيب: 8 - 74 والكافي: 6 - 128 والفقيه: 3 - 333 والاستبصار: 3 - 301. (2) الكافي: 6 - 165. (3) الفقيه: 3 - 346. (*)
[296]
يكفر لكل واحدة منهن كفارة، وساله عن رجل ظاهر من امرأته وجاريته ما عليه ؟ قال: عليه لكل واحدة منهما، كفارة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو طعام ستين مسكينا. (1) 40 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: الظهار لا يقع علي الغضب. (2) 41 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال عن عطية ابن رستم قال سالت الرضا عليه السلام عن الرجل يظاهر من امرأته ؟ قال: إن كان في يمين فلا شئ عليه. (3) 42 - عنه باسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إني ظاهرت من امرتي فقال لى: كيف قلت ؟ قال: قلت: أنت علي كظهر امي إن فعلت كذا وكذا، فقال لي: لا شئ عليك ولا تعد. (4) 8 - (باب النوادر) 43 - الطوسى باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام رزم ثياب، وغلمانا وحجة لاخى موسى بن عبيد وحجة ليونس بن عبد الرحمن، فأمرنا أن نحج عنه فكانت بيننا مائة دينار أثلاثا فيما بيننا فلما أردت أن أعي الثياب رأيت في أضعاف الثياب طينا فقلت للرسول: ما هذا فقال: ليس يوجه بمتاع إلا جعل فيه طينا من قبر الحسين عليه السلام. (4) الكافي: 6 - 158. (5) الكافي: 6 - 158 والتهذيب: 8 - 10. (6) التهذيب: 8 - 11. (7) التهذيب: 8 - 13 والاستبصار: 3 - 260.
[297]
ثم قال الرسول: قال أبو الحسن عليه السلام: هو أمان باذن الله، وأمرنا بالمال بامورمن صلة أهل بيته وقوم محاويج لايؤبه لهم، أمر بدفع ثلاثمائة دينار إلى رحم امرأة كانت له، وأمرني أن اطلقها عنه وامتعها بهذا المال، وأمرني أن أشهد على طلاقها صفوان ابن يحيى وآخر نسي محمد بن عيسى إسمه. (1) 44 - عنه باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند الرضا عليه السلام بعض العلويين ممن كان ينتقصه، فقال: أما أنه مقيم على حرام، قلت جعلت فداك، وكيف وهي امرأته ؟ قال: لانه قد طلقها، قلت: كيف طلقها ؟ قال: طلقها وذاك دينه فحرمت عليه. (2) (1) التهذيب: 8 - 40. (2) التهذيب: 8 - 106.
[298]
(كتاب المعيشة) 1 - (باب) * (الكسب واحراز القوت) * 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت: لابي الحسن عليه السلام: جعلت فداك ادعو الله عز وجل أن يرزقني الحلال، فقال: أتدري ما الحلال ؟ فقلت جعلت فداك، أما الذي عندنا فالكسب الطيب، فقال كان على بن الحسين عليهما السلام يقول: الحلال قوت المصطفين، ولكن قل: أسالك من رزقك الواسع (1). 2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، وعلي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى جميعا، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: نظر أبو جعفر عليه السلام إلى رجل وهو يقول: اللهم إني أسالك من رزقك الحلال، فقال أبو جعفر عليه السلام: سالت قوت النبيين، قل: اللهم إني أسالك رزقا واسعا طيبا من رزقك. (2) 3 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: إن الانسان إذا أدخل طعام سنة خف ظهره واستراح وكان أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام لا يشتريان عقدة حتى يحرز اطعام سنتهما. (3) 4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن (1) الكافي: 5 - 59 وقرب الاسناد: 224. (2) الكافي: 5 - 89. (3) الكافي: 5 - 79.
[299]
مهران عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الذي يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به عياله، أعظم أجرا من المجاهدين في سبيل الله عز وجل (1) 5 - الصدوق قال: وسال معمر بن خلاد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن حبس الطعام سنة فقال: أنا أفعله - يعني بذلك إحراز القوت. (2) 6 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلوية رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد، عن أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعلموا من الغراب خصالا ثلاثا: استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق، وحذره. (3) 2 - (باب) * (المزارعة وبيع الثمار) 7 - الصدوق قال: وكتب أبو همام إلى أبي الحسن عليه السلام في رجل استاجر ضيعة من رجل، فباع المؤاجر تلك الضيعة بحضرة المستاجر، ولم ينكر المستاجر البيع، وكان حاضرا له شاهدا عليه، فمات المشتري وله ورثة هل يرحع ذلك الشئ في ميراث الميت، أو يثبت في يد المستاجر إلى أن تنقضي إجارته ؟ فكتب، عليه السلام: يثبت في يد المستاجر إلى أن تنقضي إجارته. (4) 8 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن الوشاء قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل إشترى من رجل أرضا جربانا معلومة بمائة كر على أن يعطيه من الارض (1) الكافي: 5 - 88. (2) الفقيه: 3 - 102. (3) الخصال: 99. (4) الفقيه: 3 - 160.
[300]
فقال: حرام، قال: فقلت له: فما تقول جعلني الله فداك أن يشتري منه الارض بكيل معلوم، وحنطة من غيرها ؟ قال: لا باس. (1) 9 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد، عن يونس قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أساله عن رجل تقبل من رجل أرضا أو غير ذلك سنين مسماة، ثم إن المتقبل أراد بيع أرضه التي قبلها قبل إنقضاء السنين المسماة هل للمتقبل أن يمنعه من البيع قبل إنقضاء أجله الذي تقبلها منه إليه ؟ وما يلزم المتقبل له ؟ قال: فكتب عليه السلام: له أن يبيع إذا شترط على المشتري أن للمتقبل من السنين ماله. (2) 10 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سالت الرضا عليه السلام، هل يجوز بيع النخل إذا حمل ؟ فقال: لا يجوز بيعه حتى يزهو قلت: وما الزهو جعلت فداك ؟ قال: يحمر ويصفر وشبه ذلك. (3) 3 - (باب) * (النقد والنسيئة) * 11 - الكليني، عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن عمه محمد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يكون له المال قد حل على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوى مائة درهم بالف، ويؤخر عنه المال إلى وقت ؟ قال لا باس، قد أمرني أبي ففعلت ذلك، وزعم أنه سال أبا الحسن عليه السلام عنها فقال له مثل ذلك (4). 12 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام إني أريد الخروج إلى بعض الجبل فقال: ما للناس بد من أن (1) التهذيب: 7 - 195. (2) التهذيب: 7 - 208. (3) التهذيب: 8 - 85 والاستبصار: 3 - 87. (4) الكافي: 5 - 205.
[301]
يضطر بواسنتهم هذه، فقلت له، جعلت فداك إنا إذا بعناهم بنسيئة كان أكثر للربح، قال: فبعهم بتأخير سنة، قلت، بتأخير سنتين ؟ قال: نعم، قلت: بتأخير ثلاث ؟ قال: لا (1). 13 - الصدوق قال: وروي عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يكون له المال، فيدخل على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوى مائة درهم بالف درهم ويؤخر عليه المال إلى وقت قال: لا باس قد أمرنى أبي عليه السلام ففعلت ذلك (2). 14 - الطوسى باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن الفضل ابن كثير، عن محمد بن عمر وقال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام إن امرأة من أهلنا أوصت أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، وكان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض الصيارفة فقلت: أسلفني دنانير على أن اعطيك ثمن كل دينار ستة وعشرين درهما، فاخذت منه عشرة دنانير بمائتين وستين درهما، وقد بعثت بها إليك فكتب إلي: وصلت الدنانير (3). 4 - (باب) * (الاجارة والاجير) * 15 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: كنت مع الرضا عليه السلام، في بعض الحاجة، فاردت أن أنصرف إلى منزلي فقال انصرف معي فبت عندي الليلة، فانطلقت معه، فدخل إلى داره مع المعتب فنظر إلى غلمانه يعملون بالطين أوارى الدواب، وغير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم فقال: (1) الكافي: 5 - 207. (2) الفقيه: 3 - 183 والتهذيب: 7 - 53. (3) الاستبصار: 3 - 95.
[302]
ما هذا الرجل معكم ؟ فقالوا: يعاوننا ونعطيه شيئا. قال: فاطعموه على أجرته ؟ فقالوا: لا هو يرضى منا بما نعطيه، فاقبل عليهم يضربهم بالسوط وغضب لذلك غضبا شديدا، فقلت: جعلت فداك لم تدخل على نفسك ؟ فقال: إنى قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرة وعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ثم زدته لذلك الشئ ثلاثة أضعاف على اجرته إلا ظن أنك قد نقصته اجرته وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته حمدك على - الوفاء، فان زدته حبة عرف ذلك ورأى انك قد زدته (1). 16 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء قال سالت الرضا عليه السلام: عن رجل يشتري من رجل أرضا جربانا معلومة بمائة كر على أن يعطيه من الارض فقال: حرام، قال: قلت له: فما تقول جعلني الله فداك أن أشترى منه الارض بكيل معلوم وحنطة من غيرها ؟ قال: لا باس: (2). 5 - (باب) * (المياه والارضين) * 17 - الكليني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: سالت الرضا عليه السلام عن الرجل تكون له الضيعة وتكون لها حدود تبلغ حدودها عشرين ميلا أو أقل وأكثر، ياتيه الرجل فيقول: له: أعطني من مراعي ضيعتك وأعطيك كذا وكذا درهما فقال: إذا كانت الضيعة له فلا باس (3). (1) الكافي: 5 - 288 والتهذيب: 7 - 212. (2) الكافي: 5 - 265 والفقيه: 3 - 151. (3) الكافي: 5 - 276 والتهذيب: 7 - 141.
[303]
18 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن رجلا أتى جعفرا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح له فقال له: يا أبا عبد الله كيف صرت اتخذت الاموال قطعا متفرقة، لو كانت في موضع واحد كانت أيسر لمؤونتها وأعظم لمنفعتها، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أتخذتها متفرقة فان أصاب هذا المال شئ سلم هذا المال، والصرة تجمع بهذا كله (1). 6 - (باب الرقيق) 19 - عنه عن محمد بن يحيي، وغيره، عن أحمد بن محمد، عن أبى همام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يرد المملوك من أحداث السنة من الجنون، والجذام، والبرص فقلنا: كيف يرد من أحداث السنة ؟ قال: هذا أول السنة فإذا اشتريت مملوكا به شئ من هذه الخصال ما بينك وبين ذا الحجة رددته صاحبه، فقال له محمد بن علي: فالاباق من ذلك قال: ليس الاباق من ذلك إلا ان يقيم البينة أنه كان آبق عنده (2). 20 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا ابن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام: عن قوم من العدو صالحوا، ثم خفروا، ولعلهم إنما خفر والانه لم يعدل عليهم، أيصلح أن يشتري من سبيهم ؟ فقال: إن كان من عدو قد استبان عداوتهم، فاشتر منهم وإن كان قد نفروا وظلموا فلا تبتع من سبيهم ؟ قال: وسالته عن سبى الديلم يسرق بعضهم من بعض، ويغير المسلمون عليهم بلا إمام أيحل شراؤهم ؟ قال: إذا أقروا بالعبودية فلا باس بشرائهم، وسالته عن قوم من أهل الذمه أصابهم جوع، فاتاه رجل بولده، فقال هذا لك فاطعمه وهو لك عبد، (1) الكافي: 5 - 91. (2) الكافي: 5 - 217.
[304]
فقال: لا تبتع حرا فانه لا يصلح لك، ولا من أهل الذمه (1). 21 - الطوسى باسناده، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام عن قوم من العدو صالحوا ثم خفروا أو لعلهم إنما خفرو الانه لم يعدل عليهم أيصلح أن يشترى من سبيهم ؟ قال: إن كان من عدو قد استبان عداوتهم، فاشتر منهم، وإن كان قد نفروا فظلموا فلا يبتاع من سبيهم (2). 22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام، عن رجل من أهل الذمة أصابهم جوع فاتي رجل بولد له، فقال: هذا لك أطعمه وهو لك عبد، قال: لا يبتاع حر، فانه لا يصلح لك ولا من أهل الذمة (3). 23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يرد المملوك من أحداث السنة، من الجنون، والجذام والبرص، فإذا اشتريت مملوكا فوجدت فيه شيئا من هذه الخصال ما بينك وبين ذي الحجة فرده على صاحبه، فقال له محمد بن على: فآبق لا يرد إلا أن يقيم البينه أنه آبق عنده (4). 24 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ترد الجارية من أربع خصال: الجنون والجذام والبرص، والقرن والحدبة، لانها تكون في الصدر تدخل الظهر وتخرج الصدر (5). 25 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سمعت رجلا يسال أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال إني اعالج الرقيق فابيعه، والناس يقولون لا بنبغي فقال له عليه السلام: وما باسه كل شئ مما يباع إذا اتقى الله عز وجل فيه العبد فلا باس (6). (1) الكافي: 5 - 210. (2) التهذيب: 7 - 41. (3) التهذيب: 7 - 77 والاستبصار: 3 - 83. (4) التهذيب: 7 - 63. (5) التهذيب: 7 - 64. (6) الاستبصار: 3 - 63.
[305]
7 - (باب) * (الدين والربا والرهن) * 26 - الكليني عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: رجل اشترى دينا على رجل، ثم ذهب إلى صاحب الدين فقال له: ادفع إلى ما لفلان عليك، فقد اشتريته منه قال: يدفع إليه قيمة ما دفع إلى صاحب الدين وبرئ الذي عليه المال من جميع ما بقي عليه. (1) 27 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سليمان، عن رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال: سال الرضا عليه السلام رجل وأنا أسمع، فقال له: جعلت فداك إن الله عز وجل يقول: " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " أخبرني عن هذه النظرة التي، ذكرها الله عز وجل في كتابه، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر إليه لا بد له من أن ينتظر وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله، وليس له غلة ينتظر إدراكها ولا دين ينتظر محله ولا مال غايب ينتظر قدومه. قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله عز وجل، فان كان قد أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام قلت: فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم، فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصيته قال يسعى له في ماله فيرده عليه وهو صاغر. (2) 28 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن لى على رجل ثلاثة آلاف درهم، وكانت تلك الدراهم تنفق بين الناس تلك الايام، وليست تنفق اليوم فلي عليه تلك الدراهم باعيانها، أو (1) الكافي: 5 - 100 والتهذيب: 6 - 191. (2) الكافي: 5 - 93 والتهذيب: 6 - 195. (*)
[306]
ما ينفق اليوم بين الناس، قال فكتب إلي: لك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس كما أعطيته ما ينفق بين الناس: (1) 29 - الصدوق قال: وكتب يونس بن عبد الرحمان إلى الرضا عليه السلام أنه كان لى على رجل عشرة دراهم، وأن السلطان أسقط تلك الدراهم، وجاء بدراهم أعلى من تلك الدراهم وفي تلك الدراهم الاولى اليوم وضيعة، فاي شئ لي عليه ؟ الدراهم الاولى التي أسقطها السلطان أو الدراهم التي أجازها السلطان ؟ فكتب: لك الدراهم الاولى. (2) 30 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة تحريم الربا إنما نهى الله عز وجل عنه، لما فيه من فساد الاموال لان الانسان إذ اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما، وثمن الاخر باطلا، فبيع الربا وشرائه وكس على كل حال على المشترى وعلى البايع. فحظر الله تبارك وتعالى على العباد الربا لعلة فساد الاموال كما حظر على السفيه أن يدفع إليه ماله لما يتخوف عليه من إفساده حتى يؤنس منه رشدا، فلهذه العلة حرم الربا وبيع الدرهم بدرهمين يدا بيد، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله عز وجل لها ولم يكن ذلك منه الاستخفاف بالمحرم للحرام والاستخفاف بذلك دخول في الكفر. وعلة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف وتلف الاموال، ورغبة الناس في الربح وتركهم القرض وصنايع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الاموال. (3) (1) الكافي: 5 - 252 والاستبصار: 3 - 100. (2) الفقيه: 3 - 118 والتهذيب: 7 - 117 والاستبصار: 3 - 99. (3) علل الشرايع: 2 - 167.
[307]
31 - الصدوق - رحمه الله - قال: وروى محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزي، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في رجل مات وعليه دين، ولم يخلف شيئا إلا رهنا في يد بعضهم، ولا يبلغ ثمنه أكثر من مال المرتهن، أياخذه بماله، أو هو وسائر الديان فيه شركاء ؟. فكتب عليه السلام: جميع الديان في ذلك سواء، يوزعون بينهم بالحصص، قال: وكتبت إليه في رجل مات وله ورثة، فجاء رجل وادعى عليه مالا، وإن عنده رهنا، فكتب عليه السلام إن كان له على الميت مال ولا بينة، له عليه فليأخذ ماله مما في يده وليرد الباقي علي ورثته، ومتى أقر بما عنده، أخذ به وطولب بالبينة، على دعواه وأو في حقه بعد اليمين، ومتى لم يقم البينة. والورثة، منكرون، فله عليهم يمين علم يحلفون بالله ما يعلمون أن له على ميتهم حقا. (1) 32 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن أبيه قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل أوصى بدين فلا يزال يجئ من يدعى عليه الشئ فيقيم عليه البينة أو يحلف، كيف تامر فيه ؟ فقال: أرى أن يصالح عليه حتى يؤدي أمانته. (2) 33 - عنه باسناده عن العباس، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يركبه الدين فيوجد متاع رجل عنده بعينة، قال: لا يحاصه الغرماء. (3) 34 - عنه باسناده عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل كان لرجل عليه حق، وقد كان جعله لولد صغار من عياله، فذكر الذي عليه الدين لصاحب الدين ماله عليه، فقال: ليس عليك فيه من ضيق في الدنيا ولا في الآخرة، فهل يجوز له ما جعل منه وقد كان جعله لهم ؟ قال: نعم: يجوز، لكن (1) الفقيه: 3 - 198. (2) التهذيب: 6 - 189. (3) التهذيب: 6 - 193 والاستبصار: 3 - 83.
[308]
يكون أعطاهم ثم نزعه منهم فجعله لك. (1) 35 - عنه باسناده، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن علي بن إسماعيل، عن رجل من أهل الشام أنه سال أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل عليه دين قد فدحه وهو يخالط الناس، وهو يؤتمن بسعة شراء الفضول من الطعام والشراب فهل يحل له أم لا، وهل يحل له أن يتضلع من الطعام أم لا يحل له إلا قدر ما يمسك به نفسه، ويبلغه ؟ قال: لا باس بما أكل (2). 8 - (باب) * (بيع الواحد بالاثنين) * 36 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، قال: قال لي يونس: كتبت إلى الرضا عليه السلام أن لي على رجل ثلاثة آلاف درهم، وكانت تلك الدراهم تنفق بين الناس تلك الايام، وليس تنفق اليوم، ألى عليه تلك الدراهم باعيانها أو ما ينفق اليوم بين الناس ؟ فكتب عليه السلام إلي: ذلك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس كما أعطيته ما ينفق بين الناس. (3) 38 - عنه باسناده عن السندي بن الربيع قال: حدثني محمد بن سعيد المدائني عن الحسن بن صدقة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: له جعلت فداك أدخل المعادن وأبيع الجوهر بترابه بالدنانير والدراهم، قال: لا باس به قلت: وأنا أصرف الدراهم بالدراهم، وأصير الغلة وضحا وأصير الوضح غلة. قال: إذا كان فيها دنانير فلا باس، قال: فحكيت ذلك لعمار بن موسى الساباطي قال: كذا قال لي أبوه ثم قال لي: الدنانير أين تكون ؟ قلت لا أدرى قال عمار: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تكون مع الذي ينقص. (4) (1) التهذيب: 6 - 193. (2) التهذيب: 6 - 194. (3) التهذيب: 7 - 166. (4) التهذيب: 7 - 117.
[309]
38 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الفضيل بن كثير، عن محمد بن عمر وقال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أن امرأة من أهلنا أوصت أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، وكان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض الصيارفة فقلت: أسلفني دنانير على أن أعطيك ثمن كل دينار ستة وعشرين درهما، فاخذت منه عشرة دنانير بمائتين وستين درهما، وقد بعثت بها إليك فكتب: إلي وصلت الدنانير. (1) 9 - (باب) * (العصير والخمر) * 39 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن بيع العصير، فيصير خمرا قبل أن يقبض الثمن، قال: فقال: لو باع ثمرته يعلم أنه يجعله حراما لم يكن بذلك باس فاما إذا كان عصيرا فلا يباع إلا بالنقد. (2) 40 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان عن معاوية بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن نصراني أسلم وعنده خمرو خنازير وعليه دين هل يبيع خمره وخنازيره فيقضي دينه ؟ فقال: لا. (3) (1) الاستبصار: 3 - 75. (2) الكافي: 5 - 230 والتهذيب: 7 - 138 والاستبصار: 3 - 106. (3) الكافي: 5 - 232.
[310]
10 - (باب) * (خيار الحيوان) * 41 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: الخيار في الحيوان ثلاثة أيام للمشتري وفي غير الحيوان أن يتفرقا وأحداث السنة يرد بعد السنة قلت وما أحداث السنة ؟ قال: الجنون والجذام والبرص والقرن، فمن اشترى فحدث فيه هذه الاحداث فالحكم أن يرد على صاحبه إلي تمام السنة من يوم اشتراه. (1) 42 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن على بن فضال قال: سمعت أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام يقول: صاحب الحيوان المشتري بالخيار ثلاثة أيام. (2) 43 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم، عن محمد بن حنان الجلاب عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يشتري مائة شاة على أن يرد منها كذا وكذا قال: لا يجوز. (3) 11 - (باب) * (اجر المغنية) * 44 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: خرجت وأنا اريد داود بن عيسى بن علي وكان ينزل بئر ميمون، وعلى ثوبان غليظان، فرأيت امرأة عجوزا ومعها جاريتان فقلت: (1) التهذيب: 7 - 63. (2) التهذيب: 7 - 67. (3) التهذيب: 7 - 81.
[311]
يا عجوز أتباع هاتان الجاريتان ؟ فقالت: لا يشتريهما مثلك، قلت: ولم، قالت: لان إحديهما مغنية والاخرى زامرة. فدخلت على داود بن عيسى، فرفعني وأجلسني في مجلسي، فلما خرجت من عنده قال لاصحابه: تعلمون من هذا ؟ هذا علي بن موسى الذي يزعم أهل العراق أنه مفروض الطاعة. (1) 45 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن شراء المغنية فقال: قد تكون للرجل الجارية تلهيه، وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت، والسحت في النار. (2) 12 - (باب اللقطة) 46 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يصيد الطير الذي يسوى دراهم كثيرة، وهو مستوي الجناحين وهو يعرف صاحبه، أيحل له إمساكه ؟ فقال: إذا عرف صاحبه رده عليه، وإن لم يكن يعرفه وملك جناحيه فهو له وإن جاءك طالب لا تتهمه رده عليه. (3) 47 - عنه باسناده عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام وأنا حاضر فقال: جعلت فداك تأذن لي في السؤال فان لي مسائل ؟ قال: سل عما شئت قال له: جعلت فداك رفيق كان لنا بمكة فرحل عنها إلى منزله ورحلنا إلي منازلنا، فلما أن صرنا في الطريق أصبنا بعض متاعه معنا، فاي شئ نصنع به ؟ قال: فقال تحملونه حتى تحملوه إلى الكوفة قال: لسنا نعرفه (1) الكافي: 6 - 4178. (2) الكافي: 5 - 120 والتهذيب: 6 - 357 والاستبصار: 3 - 61. (3) الفقيه: 3 - 198.
[312]
ولا نعرف بلده ولا نعرف كيف نصنع ؟ قال: إذا كان كذا فبعه وتصدق بثمنه قال له: على من جعلت فداك: قال على أهل الولاية. (1) 13 - (باب) * (عمل السلطان) * 48 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الانباري عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استاذنته في عمل السلطان، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه: اذكر أني أخاف على خبط عنقي وأن السلطان يقول لي: إنك رافضي ولسانشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إلى أبو الحسن عليه السلام: قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك فإذا صار إليك شئ وآسيت به فقراء المؤمنين، حتى تكون واحدا منهم كان ذابذا وإلا فلا. (2) 14 - (باب) * (مال اليتيم) * 49 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لايتام فيحتاج إليه فيمد يده فيأخذه وينوي أن يرده ؟ فقال: لا ينبغى له أن ياكل إلا القصد، لا (1) الكافي: 5 - 111 والتهذيب: 6 - 335. (2) الكافي: 5 - 128 والتهذيب: 6 - 329.
[313]
يسرف، فان كان من نيته أن لا يرد عليهم فهو بالمنزل الذي قال الله عز وجل: " إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما " (1). 15 - (باب النوادر) 50 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن موسى بن عمر بن بزيع قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن الناس رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره فكذا كان يفعل ؟ قال: فقال: نعم، وأنا أفعله كثيرا فافعله، ثم قال لي: أما إنه أرزق لك (2). 51 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: لا يخنك الامين ولكن ائتمنت الخائن (3). 52 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سمعت رجلا يسال أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال: إني أعالج الدقيق وأبيعه والناس يقولون لا ينبغي، فقال له الرضا عليه السلام: وما باسه كل شئ مما يباع إذا اتقى الله فيه العبد فلا باس (4). 53 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط قال: كنت حملت معي متاعا إلى مكة فبار علي فدخلت به المدينة على أبي الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: إني حملت متاعا قد بار علي وقد عزمت على أن أصير إلى مصر فاركب برا أو بحرا، فقال: مصر الحتوف يقيض لها أقصر الناس أعمارا. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أجمل في الطلب من ركب البحر، ثم قال لي: لا (1) الكافي: 6 - 13 والتهذيب: 7 - 226. (2) الكافي: 5 - 299 (3) الكافي: 5 - 114. (4) الكافي: 5.
[314]
عليك أن تاتي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتصلى عنده ركعتين فتستخير الله مائة مرة فما عزم لك عملت به، فان ركبت الظهر فقل: " الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " وإن ركبت البحر فإذا صرت في السفينة فقل: " بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفرو رحيم ". فإذا هاجت عليك الامواج فاتك على يسارك وأوم إلي الموجة بيمينك وقل: " قرى بقرار الله واسكني بسكينة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (العلي العظيم) قال: علي بن أسباط: فركبت البحر فكانت الموجة ترتفع فاقول ما قال فتتقشع كأنها لم تكن. قال علي بن أسباط: وسالته فقلت: جعلت فداك ما السكينة ؟ قال ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان أطيب رائحة من المسك وهي التي أنزلها الله على رسول الله صلى الله عليه وآله بحنين فهزم المشركين (1). 54 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن قطع السدر، فقال: سألني رجل من أصحابك عنه، فكتبت إليه قد قطع أبو الحسن عليه السلام سدرا وغرس مكانه عنبا (2). 55 - الصدوق قال: وروى أبو هشام البصري عن الرضا عليه السلام أنه قال: من الفساد قطع الدرهم والدينار وطرح النوى (3). 56 - عنه قال: وقال الرضا عليه السلام: لا تبذل لا خوانك من نفسك ما ضرره عليك أكثر من نفعه لهم (4). 57 - عنه قال: وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: سألته في مسالة كتب بها إلي محمد بن عبد الله القمي الاشعري فقال: لنا ضياع فيها بيوت نيران يهدي إليها المجوس البقر والغنم والدراهم، فهل لارباب القرى أن (1) الكافي: 5 - 256. (2) الكافي: 5 - 293. (3) الفقيه: 3 - 102. (4) الفقيه: 3 - 103.
[315]
ياخذوا ذلك ولبيوت نيرانهم قوام يقومون عليها ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: لياخذ أصحاب القرى من ذلك فلا باس به (1). 58 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المغبون لا محمود ولا ماجور (2). 59 - علي بن شعبة الحراني - رحمه الله - مرسلا عن علي بن شعيب قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال لي: يا علي من أحسن الناس معاشا ؟ قلت: أنت يا سيدي أعلم به مني، فقال عليه السلام: من حسن معاش غيره في معاشه. يا علي من أسوء الناس معاشا ؟ قلت: أنت أعلم، قال: من لم يعش غيره في معاشه، يا علي أحسنوا جوار النعم فانها وحشية، ما نات عن قوم فعادت إليهم، يا علي إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده (3). (1) الفقيه: 3 - 192. (2) عيون الاخبار: 2 - 48. (3) تحف العقول: 330.
[316]
(كتاب الصيد والذبائح) 1 - (باب) * (صيد الليل) * 1 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد أبي نصر قال: سالت الرضا عليه السلام: عن طروق الطير بالليل في وكرها، فقال: لا باس بذلك (1). 2 - الطوسي باسناده عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في صيد الطير في أو كارها، والوحش في أوطانها ليلا، فان الناس يكرهون ذلك ؟ فقال: لا باس بذلك (2). 2 - (باب) * (صيد الطيور والسمك) * 3 - الكينى عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل يصيد الطير يساوي دراهم كثيرة و هو مستوى الجناحين، ويعرف صاحبه أو يجيئه، فيطلبه من لا يتهمه قال: لا يحل له إمساكه يرده عليه، فقلت له فان هو صادما هو ما لك بجناحيه لا يعرف له طالبا ؟ قال: هوله (3). (1) الكافي: 6 - 215 والاستبصار: 4 - 65. (2) الاستبصار: 4 - 65. (3) الكافي: 6 - 222.
[317]
4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبي أيوب المدينى، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن جده عليهما السلام، قال: لا تأكلوا القنبرة ولا تسبوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فانها كثيرة التسبيح لله تعالى وتسبيحها لعن الله مبغضي آل محمد عليهم السلام (1). 5 - عنه باسناده قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلا لينا له المعتر، وذو الحاجة وتناله القنبرة منه خاصة من الطير (2). 6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي عبد الله الجاموراني عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام، يقول: لا تقتلوا القنبرة، ولا تأكلوا لحمها فانها كثيرة التسبيح، تقول في آخر تسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمد عليهم السلام (3). 7 - عنه عن محمد بن الحسن، وعلي بن إبراهيم الهاشمي، عن بعض أصحابنا، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: القنزعة، التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود، وذلك أن الذكر أراد أن يسفد انثاه، فامتنعت عليه، فقال لها: لا تمتنعي، فما اريد إلا أن يخرج الله عز وجل مني نسمة تذكر به، فأجابته إلى ما طلب. فلما أرادت أن تبيض قال لها: أين تريدين أن تبيضي ؟ فقالت له: لا أدرى أنحيه عن الطريق، قال لها: إني خائف أن يمر بك مار الطريق، ولكني أرى لك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنك تعرضين للقط الحب من الطريق، فأجابته إلى ذلك وباضت وحضنت حتى أشرفت على النقاب. فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان بن داود عليهما السلام في جنوده والطير تظله فقالت له هذا سليمان، قد طلع علينا في جنوده ولا آمن أن يحطمنا و يحطم بيضنا فقال لها: (1) الكافي: 6 - 225. (2) الكافي: 6 - 225. (3) الكافي: 6 - 225.
[318]
إن سليمان عليه السلام لرجل رحيم بنا، فهل عندك شئ هيئته لفراخك إذا نقبن ؟ قالت: نعم جرادة خباتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عند أنت شئ قال: نعم عندي تمرة خباتها منك لفراخي قالت: فخذ أنت تمرتك وآخذأنا جرادتي ونعرض لسيمان عليه السلام، فنهديهما له فانه رجل يحب الهدية. فاخذ التمرة في منقاره وأخذت هي الجرادة في رجليها، ثم تعرضا لسليمان عليه السلام، فلمار آهما وهو على عرشه بسط يديه لهما، فاقبلا، فوقع الذكر على اليمين، ووقعت الانثى على اليسار، وسالهما عن حالهما فاخبراه، فقبل هديتهما وجنب جنده عنهما وعن بيضهما، ومسح على رأسها ودعا لهما بالبركة، فحدثت القنزعة على رأسهما من مسحة سليمان عليه السلام (1). 8 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: في كل جناح هدهد مكتوب بالسريانية، آل محمد خير البرية (2). 9 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني عن سليمان الجعفري، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن قتل الهدهد والصرد والصوام والنحلة (3). 10 - عنه عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي، عن عمه محمد، عن سليمان بن جعفر قال: حدثني إسحاق، صاحب الحيتان قال: خرجنا بسمك نتلقى به أبا الحسن الرضا عليه السلام، وقد خرجنا من المدينة وقد قدم هو من سفر له فقال: و يحك يا فلان لعل معك سمكا ؟ فقلت: نعم يا سيدي، جعلت فداك فقال: انزلوا ثم قال، ويحك لعلة زهو ؟ قال: قلت: نعم فاريته فقال: اركبوا لا حاجة لنا فيه، والزهو (1) الكافي: 6 - 225. (2) الكافي: 6 - 224. (3) الكافي: 6 - 224.
[319]
سمك ليس له قشر (1). 11 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن يونس قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: السمك لا يكون له، قشرا أيؤكل ؟ فقال: إن من السمك ما يكون له زعارة فيحتك بكل شيئ فتذهب قشوره ولكن إذا اختلف طرفاه - يعني ذنبه و رأسه - فكله (2). 12 - الصدوق قال: وكتب محمد بن إسماعيل بن بزيع، إلى الرضا عليه السلام: اختلف الناس في الربيثا فما تأمرني فيها ؟ فكتب عليه السلام: لا باس بها (3). 3 - (باب) * (النحر والذبح) * 13 - الكليني عن محمد بن يحيي، رفعه قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إذا ذبحت الشاة وسلخت أو سلخ شئ منها قبل أن تموت لم يحل أكلها (4). 14 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه قال: سال المرزبان الرضا عليه السلام عن ذبيحة الصبى قبل أن يبلغ، وذبيحة المرأة فقال: لا باس بذبيحة الخصي والصبي والمرأة إذا اضطروا إليه (5). 4 - (باب) * (النطيحة والمتردية) * 15 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سمعت (1) الكافي: 6 - 221. (2) الكافي: 6 - 221. (3) الفقيه: 3 - 215. (4) الكافي: 6 - 230. (5) الكافي: 6 - 238.
[320]
أبا الحسن عليه السلام يقول: النطيحة والمتردية وما أكل السبع إذا ادركت ذكاته، فكل (1) 5 - (باب) * (صيد الفهد والبازى) * 16 - الطوسى باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن زكريا بن آدم، قال: سالت الرضا عليه السلام عن صيد البازي والصقر يقتل صيده، والرجل ينظر إليه قال: كل منه وإن كان قد أكل منه أيضا شيئا، قال: فرددت عليه ثلاث مرات كل ذلك يقول هذا (2). 6 - (باب) * (ذبيحة ولد الزنا واهل الكتاب) * 17 - الصدوق قال وروي عن صفوان بن يحيى، قال: سال المرزبان أبا الحسن عليه السلام عن ذبيحة ولد الزنا وقد عرفناه بذلك، قال: لا باس به والمرأة والصبي إذا اضطروا إليه (3). 18 - الطوسى باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن أحمد بن محمد، عن يونس بن بهمن، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام، أهدى إلي قرابة لي نصراني دجاجا وفرا خاقد شواها، وعمل لي فالوذجة فاكله ؟ قال: لا باس به (4). 19 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه (1) الكافي: 6 - 235. (2) الاستبصار: 4 - 72. (3) الفقيه: 3 - 210. (4) الاستبصار: 4 -. 86
[321]
إسماعيل بن عيسى قال: سالت الرضا عليه السلام عن ذبائح اليهود والنصارى، وطعامهم ؟ قال: نعم (1). 20 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي حمزة القمي، عن زكريا بن آدم قال: قال، لي أبو الحسن عليه السلام: إني أنهاك عن ذبيحة كل من كان على خلاف الذي أنت عليه و أصحابك إلا في وقت الضرورة إليه (2). (1) الاستبصار: 4 - 86. (2) الاستبصار: 4 - 86.
[322]
(كتاب الاطعمة) 1. (باب) * (فضل العشاء) * 1 - البرقي عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ذريح بن العباس، عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا اكتهل الرجل فلا يدع أن ياكل بالليل شيئا فانه أهد ألنومه وأطيب للنكهة (1). 2 - الكليني عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: كان أبو الحسن عليه السلام لا يدع العشاء ولو بكعكة، وكان يقول عليه السلام: إنه قوة للجسم، وقال: ولا أعلمه إلا قال: وصالح للجماع (2). 3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض الاهوازيين، عن الرضا عليه السلام قال: قال: إن في الجسد عرقا يقال له: العشاء، فان ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق، إلى أن يصبح يقول: أجاعك الله كما أجعتني وأظماك الله كما أظماتني، فلا يدعن أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو شربة من ماء (3). 4 - الطبرسي مرسلا قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لا تدع العشاء ولو بكعكة، فان فيه قوة الجسد ولا أعلمه إلا قال: وصلاح [للزواج بل] للجماع (4). (1) المحاسن: 422 والكافي: 6 - 288. (2) الكافي: 6 - 288. (3) الكافي: 6 - 289. (4) مكارم الاخلاق: 222.
[323]
2 - (باب الملح) 5 - البرقي عن محمد بن علي، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال لنا أبو الحسن الرضا عليه السلام: أي الادام أجزأ ؟ فقال بعضنا: اللحم، وقال: بعضنا: الزيت وقال بعضنا: السمن، فقال هو: لا، بل الملح، لقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي الغلمان الملح، فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا (1). 6 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال لنا الرضا عليه السلام أي الادام أحرى ؟ فقال بعضنا: اللحم، وقال بعضنا الزيت وقال بعضنا: اللبن، فقال هو عليه السلام: لابل الملح ولقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي بعض الغلمان، فذبحوا لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا (2). 7 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: عليك بالملح، فانه شفاء من سبعين داء أدناها الجذام، والبرص والجنون (3). 8 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من بدء بالملح أذهب الله عنه سبعون داء أقلها الجذام (4). 3 - (باب) * (احكام اللحوم) * 9 - البرقي عن سعد بن سعد الاشعري قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام إن أهل بيتي لا ياكلون لحم الضان قال: ولم ؟ قلت: يقولون: إنه يهيج لهم المرة (1) المحاسن: 592. (2) الكافي: 6 - 326. (3) عيون الاخبار: 2 - 42. (4) عيون الاخبار: 2 - 42.
[324]
والصفراء والصداع، والاوجاع، فقال: يا سعد لو علم الله شيئا أكرم من الضان لفدى به إسماعيل عليه السلام (1). 10 - عنه، عن سعد بن سعد الاشعري، قال: سالت الرضا عليه السلام عن الآمص فقال: ما هو ؟ - فذهبت أصفه فقال: أليس اليحامير ؟ قلت: بلى، قال: أليس ياكلونه بالخل والخردل والابزار قلت: بلى، قال: لا باس به (2). 11 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي قال: سالت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إن أهل الجبل تثقل عندهم اليات الغنم، فيقطعونها، فقال: حرام هي فقلت: جعلت فداك فنصطبح بها ؟ فقال: أما علمت أنه يصيب اليد والثوب وهو حرام (3). 12 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه - أظنه محمد بن إسماعيل - قال: ذكر بعضنا اللحمان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: ما لحم باطيب من لحم الماعز قال: فنظر إليه أبو الحسن عليه السلام وقال: لو خلق الله عز وجل مضغة هي أطيب من الضان لفدى بها إسماعيل عليه السلام (4). 13 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: إن أهل بيتي لا ياكلون لحم الضان قال: ولم ؟ قال: قلت إنهم يقولون: إنه يهيج بهم المرة السوداء والصداع والاوجاع، فقال لى: يا سعد فقلت: لبيك قال: لو علم الله عز وجل شيئا أكرم من الضان لفدى به إسماعيل عليه السلام (5). 14 - عنه عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد قال قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن أهل بيتي ياكلون لحم الماعز ولا ياكلون لحم الضان قال: ولم ؟ قلت: يقولون: إنه لحم يهيج المرار فقال عليه السلام: لو علم الله (1) المحاسن: 467. (2) المحاسن: 472. (3) الكافي: 6 - 155. (4) الكافي: 6 - 310. (5) الكافي: 6 - 310.
[325]
عز وجل خيرا من الضان لفدى به - يعني إسحاق، هكذا جاء في الحديث (1). 15 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن الناس يقولون: إن من لم ياكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، فقالو: كذبوا ولكن من لم يأكل اللحم أربعين يوما تغير خلقه وبدنه وذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوما (2). 16 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن أكل لحوم الدجاج في الدساكر، وهم لا يمنعونها من شئ تمر على العذرة مخلى عنها وعن أكل بيضهن فقال: لا باس به (3). 17 - عنه عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن أحمد بن الفضل، عن يونس عن الرضا عليه السلام في السمك الجلال أنه ساله عنه فقال: ينتظر به يوما وليلة، وقال السياري إن هذا لا يكون إلا بالبصرة، وقال: في الدجاج يحبس ثلاثة أيام والبطة سبعة أيام والشاة أربعة عشرة يوما، والبقرة ثلاثين يوما، والابل أربعين يوما ثم تذبح (4). 18 - عنه عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي إسماعيل قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن بيض الغراب: فقال: لا تأكله (5). 19 - عنه عن حميد بن زياد، عن عبد الله بن أحمد النهيكي، عن ابن أبي عمير، عن بشر بن مسلمة، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في جدي يرضع من خنزيرة ثم ضرب في الغنم قال: هو بمنزلة الجبن، فما عرفت بانه ضربه فلا تأكله وما لم تعرفه فكله. (6) (1) الكافي: 6 - 301. (2) الكافي: 6 - 309. (3) الكافي: 6 - 252 والاستبصار: 4 - 87. (4) الكافي: 6 - 252. (5) الكافي: 5 - 252. (6) الكافي: 6 - 250.
[326]
20 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: حرم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والخصيتان والقضيب والمثانة، والغدد، والطحال والمرارة. (1) 21 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: الطاووس لا يحل أكله ولا بيضه. (2) 22 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الفيل مسخ كان ملكا زناء، والذئب كان أعرابيا ديوثا، والارنب مسخ كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيضها، والوطواط، مسخ كان يسرق تمور الناس، والقردة والخنازير قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت، والجريث والضب فرقة من بني إسرائيل لم يؤمنوا حيث نزلت المائدة على عيسى بن مريم عليه السلام، فتاهوا في البحر، وفرقة في البر، والفارة فهي الفويسقة، والعقرب كان نماما، والدب والزنبور كانت لحاما يسرق في الميزان. (3) 23 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن مسلم، عن أبي يحيى الواسطي قال: سئل الرضا عليه السلام عن الغراب الابقع: فقال إنه لا يؤكل، وقال: ومن أحل لك الاسود ؟ (4) 24 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالع، عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الطاووس مسخ، كان رجلا جميلا. فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه، فواقع بها ثم راسلته بعد، فمسخهما الله عز وجل طاووسين (1) الكافي: 6 - 253. (2) الكافي: 6 - 245. (3) الكافي: 246. (4) الكافي: 6 - 246.
[327]
انثى وذكرا ولا يؤكل لحمه ولا بيضه. (1) 25 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا والاخرة اللحم، وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء وأنا سيد ولد آدم ولا فخر. (2) 26 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم ثم الارز. (3) 27 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن على بن أبي طالب عليه السلام قال: عليكم باللحم، فانه ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه. (4) 28 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللحم والشحم، فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا انبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء. (5) 29 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إذا طبخت شيئا فاكثر المرقة، فانها أحد اللحمين، واغرف للجيران، فان لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق. (6) 30 - عنه باسناده عن محمد بن سنان أن علي بن موسى كتب في جواب مسائله: وحرم ما أهل به لغير الله للذي أوجب الله عز وجل على خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه على الذبايح المحللة، ولئلا يسوى بين ما تقرب به إليه وبين ما جعل عبادة للشياطين والاوثان، لان في تسمية الله عز وجل الاقرار بربوبية وتوحيده، وما في الاهلال لغير الله من الشرك به والتقرب به إلى غيره، ليكون ذكر الله وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما أحل الله وبين ما حرم الله. وحرم سباع الطير، والوحش، كلها لاكلها من الجيف، ولحوم الناس والعذرة (1) الكافي: 6 - 247. (2) عيون الاخبار: 2 - 35. (3) عيون الاخبار: 2 - 35. (4) عيون الاخبار: 2 - 41. (5) عيون الاخبار: 2 - 41. (6) عيون الاخبار: 2 - 73.
[328]
وما أشبه ذلك، فجعل الله عز وجل دلائل ما أحل من الوحش والطير وما حرم كما قال أبي عليه السلام: كل ذى ناب من السباع وذي مخلب من الطير فحرام، وكل ما كانت له قانصة من الطير فحلال، وعلة اخري يفرق بين ما أحل من الطير وما حرم قوله عليه السلام: كل ما دف، ولا تأكل ما صف. وحرم الارنب لانها بمنزلة السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور، وسباع الوحش فجرت مجريها، مع قذرها في نفسها ويكون منها من الدم كما يكون من النساء لانها مسخ. وحرم الخنزير لانه مشوه، جعله الله عز وجل عظة للخلق، وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته، ولان غذاءه أقذر الاقذار مع كثيرة، وكذلك حرم القرد، لانه مسخ مثل الخنزير، وجعله عظة، وعبرة للخلق ودليلا على ما مسخ على خلقته وصورته وجعل فيه شبها من الانسان، ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليهم. وحرمت الميتة، لما فيها من فساد الابدان والآفة، ولما أراد الله عز وجل أن يجعل تسميته سببا للتحليل وفرقا بين الحلال والحرام. وحرم الله عز وجل الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الابدان، ولانه يورث الماء الاصفر ويبخر الفم وينتن الريح، ويسئ الخلق، ويورث القسوة للقلب، وقلة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل والده وصاحبه. وحرم الطحال، لما فيه من الدم، ولان علته وعلة الدم والميتة واحدة، لانه يجري مجراها في الفساد. وأحل الله تبارك وتعالى لحوم البقر والغنم، والابل لكثرتها وإمكان وجودها، وتحليل بقر الوحش، وغيرها من أصناف ما يؤكل من الوحش المحللة، لان غذائها غير مكروه ولا محرم ولا هي مضرة بعضها ببعض، ولا مضرة بالانس ولا في خلقتها تشويه. وكره لحوم البغال، والحمير الاهلية لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها
[329]
والخوف من قتلها لا لقذر خلقتها، ولا لقذر غذائها. (1) 31 - الطوسى باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن لحوم البراذين والخيل والبغال قال لا تأكلها. (2) 32 - الطبرسي مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام، قال: اللحم ينبت اللحم، ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء. (3) 33 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام، قال: لا أرى باكل لحم الحبارى باسا. لانه جيد للبواسير، ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع. (4) 34 - القطب الراوندي في دعواته عن الرضا عليه السلام قال: اشتر لنا من اللحم المقاديم، ولا تشتر المآخير، فان المقاديم أقرب من المرعى، وأبعد من الاذى. (5) 4 - (باب) * (ما يسقط من الخوان) * 35 - البرقي عن أبيه، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من أكل في منزله طعاما فسقط منه شئ فليتناوله، ومن أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه للطير والسبع. (6) 36 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذي يسقط من المائدة مهور حو العين. (7) (1) عيون الاخبار: 2 - 93 - 94 - 97. (2) الاستبصار: 4 - 84. (3) مكارم الاخلاق: 181. (4) مكارم الاخلاق: 184. (5) مستدرك الوسائل: 3 - 106. (6) المحاسن: 445 والكافي: 6 - 300. (7) عيون الاخبار: 2 - 34 ومكارم الاخلاق: 162.
[330]
37 - عنه باسناده عن الرضا عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه دخل المستراح، فوجد لقمة ملقاة، فدفعها إلى غلام له فقال: يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت فاكلها الغلام، فلما خرج الحسين بن على عليهما السلام قال: يا غلام أين اللقمة ؟ قال: أكلتها يا مولاي، قال أنت حر لوجه الله تعالى، قال له رجل: أعتقته يا سيدى ؟ قال: نعم سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من وجد لقمة ملقاة، فمسح منها أو غسل ما عليها، ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار. (1) 5 - (باب الخبز) 38 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يعقوب ابن يقطين قال: قال: أبو الحسن الرضا عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صغروا رغفانكم فان مع كل رغيف بركة: وقال يعقوب بن يقطين: رأيت أبا الحسن عليه السلام يكسر الرغيف إلى فوق. (2) 39 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد، وخالفوا العجم. (3) 40 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس، وما من نبي إلا وقد دعا لاكل الشعير وبارك عليه وما دخل جوفا إلا وأخرج كل داء فيه، وهو قوت الانبياء وطعام الابرار أبى الله تعالى أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا. (4) 41 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام (1) عيون الاخبار: 3 - 43. (2) الكافي: 6 - 303. (3) الكافي: 6 - 217. (4) الكافي: 6 - 304.
[331]
قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة خبز، فدفعتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي عليه الصلوة والسلم ما هذه الكسرة ؟ قالت قرصا خبزتها للحسن والحسين، جئتك منه بهذه الكسرة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما أنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث. (1) 6 - (باب الضيف) 42 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن السيارى، عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمن أخبره، قال نزل بابي الحسن الرضا عليه السلام ضيف وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج، فمد الرجل يده ليصلحه، فزبره أبو الحسن عليه السلام ثم بادره بنفسه فاصلحه، ثم قال له: إنا قوم لا نستخدم أضيافنا. (2) 43 - الصدوق قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة مولى الرشيد، قال: حدثني دارم ونعيم ابن صالح الطبري قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن على، عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: من حق الضيف أن تمشي معه، فتخرجه من حريمك إلى الباب. (3) 7 - (باب الكليتين) 44 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: كان النبي (1) عيون الاخبار: 2 - 40. (2) الكافي: 6 - 283. (3) عيون الاخبار: 2 - 69.
[332]
صلى الله عليه وآله وسلم لا ياكل الكليتين من غير أن يحرمهما، ويقول: لقربهما من البول. (1) 8. (باب السكر) 45 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن سهل: عن الرضا عليه السلام - أو قال بعض أصحابنا - عن الرضا عليه السلام قال: السكر الطبرزد ياكل البلغم أكلا. (2) 46 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ياسر، عن الرضا عليه السلام قال: السكر الطبرزد ياكل البلغم أكلا. (3) 9 - (باب الاشنان) 47 - الكليني عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: إنا ناكل الاشنان فقال: كان أبو الحسن إذا توضأ ضم شفتيه وفيه خصال تكره أنه يورث السل، ويذهب بماء الظهر ويوهى الركبتين فقلت: فالطين ؟ فقال: كل طين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، إلا طين قبر الحسين عليه السلام، فان فيه شفاء من كل داء، ولكن لا يكثر منه، وفيه أمان من كل خوف. (4) 48 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن موسى ابن جعفر بن أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز المهتدي، عن الرضا عليه السلام، قال: إنما يغسل بالاشنان، خارج الفم، فاما داخل الفم (1) عيون الاخبار: 2 - 41. (2) الكافي: 6 - 33. (3) الكافي: 6 - 334. (4) الكافي: 6 - 378.
[333]
فلا يقبل الغمرة (1). 10 - (باب) * (اكل الطين) * 49 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: ما يروي الناس في أكل الطين وكراهيته، فقال: إنما ذاك المبلول وذاك المدر (2). 50 - عنه عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي عن سعد بن سعد قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الطين فقال: أكل الطين حرام مثل الميته والدم ولحم الخنزير، إلا طين قبر الحسين عليه السلام فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف (3). 51 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال سال بعض القواد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن أكل الطين، وقال: إن بعض جواريه ياكلن الطين فغضب ثم قال: إن أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير فانها هن عن ذلك. قال: وحدثني ياسر، قال: كان الرضا عليه السلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه وقال: اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت، فعجله إلي الساعة ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السلام. قال ياسر: وكتب من نيسابور إلى المأمون أن رجلا من المجوس أوصى عند موته بمال جليل يفرق في الفقراء والمساكين ففرقه قاضي نيسابور على فقراء المسلمين فقال المأمون للرضا عليه السلام: يا سيدي ما تقول في ذلك ؟ فقال الرضا عليه السلام: إن المجوس (1) عيون الاخبار: 2 - 273. (2) الكافي: 6 - 266. (3) الكافي: 6 - 266.
[334]
لا يتصدقون على فقراء المسلمين فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين فيتصدق به على فقراء المجوس. وقال: علي بن إبراهيم بن هاشم وحدثني ياسر وغيره عن الرضا عليه السلام باحاديث كثيرة لم أذكرها لاني سمعتها منذ دهر (1). 52 - الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد - رحمه الله - قال: حدثنا أبو خنيس، عن محمد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية، قال: حدثنا سعد بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطين الذي يؤكل، ياكله الناس ؟ فقال: كل طين حرام كالميتة والدم، وما اهل لغير الله به، ما خلاطين قبر الحسين عليه السلام، فانه شفاء من كل داء (2). 11 - (باب السويق) 53 - البرقي عن السياري، عن النضر بن أحمد، عن عدة من أصحابنا من أهل خراسان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: السويق لما شرب له (3). 54 - عنه عن أبيه، عن محمد بن عمرو قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: نعم القوت السويق: إن كنت جائعا أمسك، وإن كنت شبعان أهضم طعامك (4). 55 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام، عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: نعم القوت السويق، إن كنت جائعا أمسك وإن كنت شبعانا هضم طعامك (5). (1) عيون الاخبار: 2 - 15: (2) امالي الطوسى: 1 - 326. (3) المحاسن: 488. (4) المحاسن: 490. (5) الكافي: 6 - 305.
[335]
56 - عنه عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السياري، عن عبيد الله ابن أبي عبد الله، قال: كتب أبو الحسن عليه السلام، من خراسان إلى المدينة: لا تسقو أبا جعفر الثاني السويق بالسكر فانه ردئ للرجال، وفسر السياري، عن عبيد الله أنه يكره للرجال فانه يقطع النكاح من شدة برده مع السكر (1). 57 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضعفت عن الصلواة والجماع فنزلت علي قدر من السماء فاكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجالا في البطش والجماع وهو الهريس (2). 58 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السلام: السويق إذا غسلته سبع مرات وقلبته من إناء إلى إناء يذهب هو بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين (3). 12. (باب) * (التمر والرطب) * 59 - البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كانت نخلة مريم العجوة، ونزلت في كانون، ونزل مع آدم من الجنة العتيق والعجوة، منهما تفرق أنواع النخل (4). 60 - البرقي عن محمد بن الحسن بن شمون قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أن بعض أصحابنا يشكو البخر، فكتب إليه: كل التمر البراني، قال: وكتب إليه آخر يشكو يبسا فكتب إليه: كل التمر البراني على الريق، واشرب عليه الماء، ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك، فكتب إليه: كل التمر البراني على الريق ولا تشرب عليه الماء فاعتدل (5). (1) الكافي: 6 - 307. (2) عيون الاخبار: 2 - 36، (3) مكارم الاخلاق: 219. (4) المحاسن: 530 والكافي: 6 - 347. (5) المحاسن: 533.
[336]
61 - عنه، عن أبيه وبكر بن صالح جميعا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: دعانا بعض آل علي عليه السلام قال: فجاء الرضا عليه السلام وجئنا معه، قال فاكلنا ووقع على الكد، فالقى نفسه عليه، والناس يدخلون والموائد تنصب لهم، وهو مشرف عليهم وهم يتحدثون، إذ نظر إلي فاصغى برأسه، فقال: أبغني قطعة تمر، قال: فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة، فاقبل يتناول وأنا قائم وهو مضطجع فتناول منها تمرات وهي بيدي، قال: ثم ركبنا دوابنا، فقال: ما كان في طعامعم شئ أحب إلي من التمرات التي أكلتها (1). 62 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام وبين يديه تمر برني وهو مجد في أكله، ياكله بشهوة فقال لي: يا سليمان ادن فكل قال: فذنوت منه فاكلت معه وأنا أقول له: جعلت فداك إني أراك تأكل هذا التمر بشهوة ؟ فقال: نعم إني لاحبه، قال: قلت ولم ذاك ؟. قال: لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان تمريا، وكان علي عليه السلام تمريا، وكان الحسن عليه السلام تمريا، وكان أبو عبد الله الحسين عليه السلام تمريا، وكان زين العابدين عليه السلام تمريا، وكان أبو جعفر عليه السلام تمريا، وكان أبو عبد الله عليه السلام تمريا، وكان أبي عليه السلام تمريا، وأنا تمري وشيعتنا يحبون التمر لانهم خلقوا من طينتنا وأعداؤنا - يا سليمان - يحبون المسكر لانهم خلقوا من مارج من نار (2). 63 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا اكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه ثم يقذف به (3). 64 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (1) المحاسن: 539. (2) الكافي: 6 - 345. (3) عيون الاخبار: 2 - 41.
[337]
أتي ببطيخ ورطب فاكل منهما، وقال هذان الاطيبان (1). 65 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كلوا التمر على الريق يقتل الديدان في البطن (2). 66 - عنه باسناده عن الرضا قال: كان النبي صلى الله عليه وآله، ياكل الطلع والجمار بالتمر، ويقول: إن إبليس لعنه الله يشتد غضبه ويقول: عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث (3). 67 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الكماة من المن الذي أنزل الله إلى بني إسرائيل وهي شفاء للعين، والعجوة التي، في البرني من الجنة وهي شفاء من السم (4). 13 - (باب الهندباء) 68 - البرقي باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: عليكم باكل بقلة الهندباء فانه تزيد في المال والولد، ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليد من أكل الهندباء (5). 69 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء، ودعابه يوما لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمى والصداع فامر بان يدق ويضمد على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه وقال: أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداع (6). (1) عيون الاخبار: 2 - 42. (2) عيون الاخبار: 2 - 72. (3) عيون الاخبار: 2 - 75. (4) عيون الاخبار: 2 - 75. (5) المحاسن: 508. (6) مكارم الاخلاق: 198. (*)
[338]
14 - (باب) * (العنب والزبيب) * 70 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلو العنب حبة حبة فانه أهنا وأمرأ (1). 71 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يجد في ي جسده شيئا يكرهه (2). 72 - الطبرسي مرسلا عن علي بن موسى، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه كان ياكل العنب بالخبز (3). 73 - عنه عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: العنب أدم وفاكهة وطعام وحلواء (4). 74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يعجبه العنب فاتته جارية له بعنقود عنب، فوضعته بين يديه، فجاء سائل فامر به فدفع إليه، فوشي غلامه بذلك إلى ام ولدله، فأمرته فاشتراه من السائل، ثم أتته به فوضعته بين يديه، فجاء سائل فسال، فامر به فدفع إليه ففعلت ذلك، ثلاثا، فلما كانت الرابعة أكله (5). 15 - (باب الاجاص) 75 - الطبرسي مرسلا عن زياد القندي قال: دخلت على الرضا عليه السلام، وبين (1) عيون الاخبار: 2 - 35. (2) عيون الاخبار: 2 - 41. (3) مكارم الاخلاق: 202. (4) مكارم الاخلاق: 198. (5) مكارم الاخلاق: 198. (*)
[339]
يديه تور فيه إجاص أسود إبانه، فقال: إنه هاجت بي حرارة وأرى الاجاص يطفي الحرارة ويسكن الصفراء وأن اليابس يسكن الدم [ويسكن الداء الدوي] وهو للداء دواء باذن الله عز وجل (1). 16 - (باب التفاح) 76 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: التفاح نافع من خصال: من السحر والسم واللمم ومما يعرض من الامراض والبلغم العارض وليس من شئ أسرع منفعة منعه (2). 17 - (باب الغبيراء) 77 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو محموم فأمره باكل الغبيراء (3). 18 - (باب الزيت) 78 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بالزيت فانه يكشف المرة ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويذهب بالضنا، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغم (4). 79 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام (1) مكارم الاخلاق: 198. (2) مكارم الاخلاق: 196. (3) عيون الاخبار: 2 - 43. (4) عيون الاخبار: 2 - 35. (*)
[340]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالزيت، فكله وادهن به، فان من أكله وادهن به، لم يقربه الشيطان أربعين يوما (1). 80 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة ويذهب بالبلغم، ويصفي اللون ويشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب (2). 19 - (باب البطيخ) 81 - البرقي عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: البطيخ على الريق يورث الفالج (3). 82 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السلام قال: البطيخ على الريق يورث الفالج نعوذ بالله منه (4). 83 - الطبرسي قال: قال الرضا صلوات الله عليه: أهدت لنا الايام بطيخة * من حلل الارض ودار السلام تجمع أوصافا عظاما وقد * عددتها موصوفة بالنظام كذاك قال المصطفى المجتبى * محمد جدي عليه السلام: ماء وحلواء وريحانة * فاكهة حرض طعام إدام تنقي المثانة وتصفي الوجوه * تطيب النكهة عشر تمام (5) 84 - عنه عن الرضا عليه السلام قال: البطيخ على الريق يورث الفالج، وفي رواية: القولنج (6). (1) عيون الاخبار: 2 - 42. (2) مكارم الاخلاق: 217. (3) المحاسن: 557 ومكارم الاخلاق: 442. (4) الكافي: 6 - 361. (5) مكارم الاخلاق: 210. (6) مكارم الاخلاق: 211.
[341]
20 - (باب الاترج) 85 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الخبز اليابس يهضم الاترج (1). 86 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني عن أبى أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان، يعجبه النظر إلى الاترج الاخضر والتفاح الاحمر (2). 21 - (باب) * (السفر جل) * 87 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال علي بن أبى طالب عليه السلام: دخل طلحة بن عبيد الله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سفر جلة قد جاء بها إليه، وقال خذها، يا أبا محمد فانها تجم القلب (3). 88 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه على عليهم السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما وفي يده سفر جلة، فجعل ياكل ويطعمني ويقول: كل يا علي، فانها هدية الجبار إلى وإليك، قال: فوجدت فيها كل لذة فقال: يا على من أكل السفر جلة ثلثة أيام على الريق، صفا ذهنه، (1) الكافي: 6 - 360. (2) الكافي: 6 - 360. (3) عيون الاخبار: 2 - 41.
[342]
وامتلاء جوفه حلما وعلما، ووقي من كيد إبليس وجنوده (1). 89 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم سفر جلا فضرب بيده على سفر جلة فقطعها، كان يحبه حبا شديدا، فاكل وأطعم من بحضرته من أصحابه، ثم قال: عليكم بالسفرجل، فانه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر (2). 22 - (باب العدس) 90 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السياري، عن إبراهيم بن بسطام، عن رجل من أهل مر وقال: بعث إلينا الرضا عليه السلام وهو عندنا يطلب السويق، فبعثنا إليه بسويق ملتوت فرده وبعث إلي أن السويق إذا شرب على الريق وهو جاف أطفا الحرارة وسكن المرة وإذا لت لم يفعل ذلك (3). 91 - الصدوق باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالعدس فانه مبارك مقدس. يرقق القلب ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيا، آخرهم عيسى بن مريم عليه السلام (4). 23 - (باب السلق) 92 - البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا أحمد كيف شهوتك للبقل، فقلت: إني لاشتهى عامته، قال: فإذا كان كذلك فعليك بالسلق، فانه ينبت على شاطئ الفردوس، وفيه شفاء من الادواء، وهو يغلظ العظم وينبت اللحم، ولولا أن تمسه أيدى الخاطئين، لكانت الورقة منه تستر رجالا من (1) عيون الاخبار: 2 - 73. (2) مكارم الاخلاق: 195. (3) الكافي: 6 - 307. (4) عيون الاخبار: 2 - 41.
[343]
أحب البقول إلى احمد الله على معرفتك به، وفي حديث آخر قال: يشد العقل و يصفى الدم (1). 93 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: أطعموا مرضاكم السلق - يعني ورقه - فان فيه شفاء ولاداء معه ولا غائلة له، ويهدئ نوم المريض واجتنبوا أصله فانه يهيج السوداء (2) 94 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: عليكم بالسلق، فانه ينبت على شاطئ نهر في الفردوس، وفيه شفاء من كل داء وهو يشد العصب، ويطفئ حرارة الدم، ويغلظ العظام. ولولا أنه تمسه أيد خاطئة لكانت الورقة تستر رجلا، قال رجل: فقلت: جعلت فداك، كان أحب البقول إلى، قال: فاحمد الله على معرفتك (3). 95 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: أطعموا مرضاكم السلق، فان فيه شفاء ولاداء فيه، ولا غائلة ويهد أنوم المريض (4). 24 - (باب الكراث) 96 - البرقي عن إبراهيم بن عتبة الخزاعي، عن يحيي بن سليمان، قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام بخراسان في روضة وهو ياكل الكراث فقلت له: جعلت فداك، إن الناس يروون أن الهندباء يقطر عليه كل يوم قطرة من الجنة، فقال: إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة، فان الكراث منغمس في الماء في الجنة قلت: فانه يسمد فقال: لا يعلق به شئ (5). 97 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن داود بن أبي داود، عن رجل رأى أبا الحسن عليه السلام بخراسان ياكل الكراث من البستان، كما هو، (1) المحاسن: 419. (2) الكافي: 6 - 369. (3) مكارم الاخلاق: 205. (4) مكارم الاخلاق: 206. (5) المحاسن: 513.
[344]
فقيل له: إن فيه السماد، فقال عليه السلام: لا تعلق به منه شئ وهو جيد للبواسير (1). 25. (باب) * (اللبان والكماة) * 98 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: استكثروا من اللبان واستفوه وامضغوه وأحب ذلك إلى المضغ، فانه ينزف بلغم المعدة وينظفها، ويشد العقل ويمرئ الطعام (2). 99 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الكماة من المن وماؤه شفاء للعين، وقال: عجوة البرني من الجنة وهي شفاء من السم (3). 26 - (باب الرمان) 100 - البرقي، عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: حطب الرمان ينفي الهوام (4). 101 - عنه، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن إبراهيم، عن الخراساني قال: أكل الرمان الحلو يزيد في ماء الرجل، ويحسن الولد (5). 102 - الصدوق عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلوا الرمان، فليست منه حبه تقع في المعدة إلا أنارت القلب، وأخرجت الشيطان أربعين يوما (6). 103 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: كلوا الرمان (1) الكافي: 6 - 365. (2) مكارم الاخلاق: 221. (3) مكارم الاخلاق: 222. (4) المحاسن: 545. (5) المحاسن: 546 والكافي: 6 - 355. (6) عيون الاخبار: 2 - 35.
[345]
بشحمه فانه دباغ للمعدة (1). 104 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: إن عبد الله بن عباس كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أكل الرمان لم يشرك أحدا فيها ويقول: في كل رمانة حبة من حبات الجنة (2). 27 - (باب التين) 105 - البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التين يذهب بالبخر، ويشد العظم وينبت الشعر، ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء، وقال: التين أشبه شئ بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر (3). 106 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التين يذهب بالبخر، ويشد الفم والعظم و ينبت الشعر، ويذهب الداء، ولا يحتاج معه إلى دواء، قال عليه السلام: التين أشبه شئ بنبات الجنة (4). 28 - (باب الباقلا) 107 - البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أكل الباقلا يمخخ الساق ويولد الدم الطري (5): (1) عيون الاخبار: 2 - 43. (2) عيون الاخبار: 2 - 43. (3) المحاسن: 554. (4) الكافي: 6 - 356 ومكارم الاخلاق: 197. (5) المحاسن: 506 والكافي: 6 - 344.
[346]
108 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: الباقلى يمخخ الساقين ويولد الدم الطري، وقال: كلوا الباقلى بقشره، فانه يدبغ المعدة (1): 29 - (باب الحمص) 109 - البرقى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الحمص جيد لوجع الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (2). 110 - عنه عن نوح بن شعيب، عن نادر الخادم، قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام ياكل الحمص المطبوخ قبل الطعام وبعده (3). 111 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: الحمص جيد لوجع الظهر وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (4). 30 - (باب الموز) 112 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يحيي بن موسى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام بمنى وأبو جعفر الثاني عليه السلام على فخذه وهو يقشر له موزا ويطعمه (5). 113 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن يحيي الصنعانى قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وهو بمكة وهو يقشر موزا ويطعم أبا جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك هذا المولود المبارك ؟ قال: نعم يا يحيي هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله، مولود أعظم بركة على شيعتنا منه (6). (1) مكارم الاخلاق: 208. (2) المحاسن: 505. (3) المحاسن: 505 والكافي: 6 - 342. (4) الكافي: 6 - 442. (5) الكافي: 6 - 360. (6) الكافي: 6 - 360.
[347]
31 - (باب القرع) 114 - البرقي عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: شجرة اليقطين هي الدباء وهي القرع (1). 115 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا طبختم فاكثروا القرع فانه يسل قلب الحزين (2). 116 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إنه قال: عليكم بالقرع، فانه يزيد في الدماغ (3). 32 - (باب الارز) 117 - الكليني، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: ما دخل جوف المسلول شئ أنفع له من خبز الارز (4) 118 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا والآخر اللحم والارز (5). 33 - (باب الباذنجان) 119 - البرقي عن السياري عن موسى بن هارون، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الباذنجان عند جذاذ النخل لاداء فيه (6). (1) المحاسن: 520. (2) عيون الاخبار: 2 - 36. (3) عيون الاخبار: 2 - 41. (4) الكافي: 6 - 305. (5) مكارم الاخلاق: 177. (6) المحاسن: 526.
[348]
34 - (باب النوادر) 120 - البرقي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال أخبرني بعض أصحابنا قال: ذكر للرضا عليه السلام الوضوء قبل الطعام، فقال ذلك شئ أحدثته الملوك (1). 121 - الكليني عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح ابن شعيب عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوما فاكهة، ولم يستقصوا أكلها ورموا بها فقال لهم أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله إن كنتم استغنيتم، فان أناسا لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه (2). 122 - عنه باسناده عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم، ونادر جميعا قالا: قال لنا أبو الحسن عليه السلام: إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا فيقال له: هم ياكلون، فيقول: دعهم حتى يفرغوا. (3) 123 - عنه قال: وروي عن نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السلام: إذا أكل أحدنا لا يستخدمه، حتى يفرغ من طعامه. (4) 124 - عنه قال: وروى نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السلام، يضع جوز ينجة على الاخرى وينا ولني. (5) 125 - عنه عن أحمد، عن أبيه، عن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن عليه السلام: ربما أتى بالمائدة فاراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول: من كانت يده نظيفة، فلا باس أن ياكل من غير أن يغسل يده. (6) 126 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: (1) المحاسن: 425. (2) الكافي: 6 - 297. (3) الكافي: 6 - 298. (4) الكافي: 6 - 298. (5) الكافي: 6 - 298. (6) الكافي: 6 - 298.
[349]
سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أكل في منزله طعاما، فسقط منه شئ فليتناوله، ومن أكل في الصحرا أو خارجا فليتركه لطائر أو سبع. (1) 127 - عنه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال: إذا أكلت شيئا فاستلق على قفاك، وضع رجلك اليمنى على اليسري. (2) 128 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه فان الذروة فيها البركة. (3) 129 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شئ أبغض إلى الله من بن ملان. (4) 130 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطعام فادخل إصبعه فيه، فإذا هو حار، فقال: دعوه، حتى يبرد، فانه أعظم بركة وأن الله تعالى لم يطعمنا الحارة. (5) 131 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم من أطاب الكلام، وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام. (6) (1) الكافي: 6 - 298. (2) الكافي: 6 - 299. (3) عيون الاخبار: 2 - 34. (4) عيون الاخبار: 2 - 36. (5) عيون الاخبار: 2 - 40. (6) عيون الاخبار: 2 - 290.
[350]
(كتاب الاشربة) 1 - (باب شرب الماء) 1 - البرقي، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا باس بكثرة شرب الماء على الطعام، وأن لا يكثر منه، وقال: أرأيت لو أن رجلا أكل مثل ذا طعاما (وجمع يريد كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما) ثم لم يشرب عليه الماء، أليس كانت تنشق معدته ؟ ! (1) 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن ياسر قال: قال أبو الحسن عليه السلام: عجبا لمن أكل مثل ذا وأشار بيده ولم يشرب عليه الماء كيف لا تنشق معدته. (2) 3 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السلام: فال: لا باس بكثرة شرب الماء على الطعام، ولا تكثر منه على غيره، وقال: أرأيت لو أن رجلا أكل مثل ذا وجمع يديه - كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما ثم لم يشرب عليه الماء كان ينشق معدته. (3) 4 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام، أنه شرب قائما و قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل. (4). 5 - الطبرسي مرسلا عن ياسر الخادم قال: قال الرضا عليه السلام: لا باس بكثرة شرب الماء على الطعام، ثم قال: أرايت لو أن رجلا ياكل مثل ذا طعاما وجمع يديه كلتيهما (1) المحاسن: 572. (2) الكافي: 6 - 382. (3) الكافي: 6 - 282. (4) عيون الاخبار: 2 - 66.
[351]
ولم يجمعهما ولم يفرقهما، ثم لم يشرب عليه الماء لم يكن يتسق بطنه. (1) 2. (باب) * (العسل واللبن) * 6 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن يكن في شئ شفاء ففي شرطة حجام أو شربة عسل. (2) 7 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا ترد واشربة العسل على من أتاكم بها (3) 8 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، ثلثة يزدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن، والعسل، واللبان. (4) 9 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: الطيب نشرة، والعسل نشرة والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة. (5) 10 - الطبرسي مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام قال: من تغير عليه ماء ظهره ينفع له اللبن الحليب بالعسل، وفي رواية اللبن الحليب. (6) 11 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الاوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبيا. (7) 12 - عنه مرسلا عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: أبوال الابل خير من ألبانها، وقد جعل الله الشفاء في ألبانها. (8) (1) مكارم الاخلاق: 187. (2) عيون الاخبار: 2 - 35. (3) عيون الاخبار: 2 - 36. (4) عيون الاخبار: 2 - 38. (5) عيون الاخبار: 2 - 20. (6) مكارم الاخلاق: 187. (7) مكارم الاخلاق: 187. (8) مكارم الاخلاق: 220.
[352]
3 - (باب الاواني) 13 - البرقي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن آنية الذهب والفضة، فكر ههما فقلت: قد روى بعض أصحابنا أنه كانت لابي الحسن عليه السلام، مرآة ملبسة فضة، فقال: لا والحمد لله إنما كانت لها حلقة من فضة وهي عندي، ثم قال: إن العباس حين عذر عمل له قضيب ملبس من فضة، من نحو ما يعمل للصبيان تكون فضته نحوا من عشرة دراهم، فامر به أبو الحسن عليه السلام فكسره. (1) 14 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه: والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد جميعا، عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: وذكر مصر فقال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها، فانه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة. (2) 4. (باب) * (الخل والسويق) * 15 - البرقي عن محمد بن علي الهمداني أن رجلا كان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان، فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح فافتتح عليه السلام بالخل، فقال الرجل: جعلت فداك إنك أمرتنا أن نفتتح بالملح، فقال: هذا مثل هذا (يعنى الخل) وإن الخل يشد الذهن ويزيد في العقل. (3) (1) المحاسن: 482 والكافي: 6 - 267. (2) الكافي: 6 - 376. (3) المحاسن: 487 والكافي: 6 - 329.
[353]
16 - عنه عن السياري، عن النضر بن محمد، عن عدة من أصحابنا، من أهل خراسان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: السويق لما شرب له. (1) 17 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كلوا خل الخمر، فانه يقتل الديدان في البطن، وقال: كلوا خل الخمر ما فسد، ولا تأكلوا ما أفسد تموه أنتم. (2) 18 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم الادام الخل لا يفتقر أهل بيت عندهم الخل (3) 19 - الطوسى باسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد العزيز المهتدي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك العصير يصير خمرا، فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خلا، قال: لا باس به (4) 5 - (باب) * (الفقاع والعصير والخمر) * 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن الحسين بن المبارك، عن زكريا بن آدم، قال سالت أبا الحسن عليه السلام عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر فيها لحم كثير ومرق كثير، فقال عليه السلام: يهراق المرق، أو يطعمه لاهل الذمة أو الكلاب، واللحم فاغسله وكله. قلت: فان قطر فيها الدم فقال: الدم تأكله النار إن شاء الله، قلت: فخمر أو نبيذ قطر في عجين أو دم، قال: فقال: فسد، قلت: أبيعه من اليهود والنصارى وأبين لهم فانهم (1) المحاسن: 488. (2) عيون الاخبار: 2 - 40. (3) عيون الاخبار: 2 - 34. (4) الاستبصار: 4 - 93.
[354]
يستحلون شربه، قال: نعم، قلت: والفقاع هو بتلك المنزلة إذا قطر في شئ من ذلك، قال: أكره أن آكله إذا قطر في شئ من طعامي. (1) 21 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سالت أبا لحسن الرضا عليه السلام عن الفقاع فقال: هو خمر مجهول فلا تشربه يا سليمان، لو كان الدار لي أو الحكم، لقتلت بايعه ولجلدت شاربه (2). 22 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الفقاع فقال: هو الخمر بعينها (3). 23 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن الجهم وابن فضال جميعا قالا: سالنا أبا الحسن عليه السلام، عن الفقاع فقال: حرام وهو خمر مجهول، وفيه حد شارب الخمر (4). 24 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الوشاء قال: كتبت إليه - يعني الرضا عليه السلام -: أساله عن الفقاع، قال: فكتب حرام، وهو خمر، ومن شربه كان بمنزلة شارب الخمر، قال: وقال أبو الحسن الاخير عليه السلام: لو أن الدار داري، لقتلت بايعه، ولجلدت شاربه، وقال أبو الحسن الاخير عليه السلام: حده حد شارب الخمر، وقال عليه السلام: هي خميرة استصغرها الناس (5). 25 - عنه، عن محمد بن يحيى وغيره، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: ما تقول في شرب الفقاع ؟، فقال: خمر مجهول يا سليمان فلا تشربه، أما أنه يا سليمان لو (1) الكافي: 6 - 224 والتهذيب: 9 - 119. (2) الكافي: 6 - 222. (3) الكافي: 6 - 223. (4) الكافي: 6 - 223. (5) الكافي: 6 - 423 والتهذيب: 9 - 125.
[355]
كان الحكم لي والدار لي لجلدت شاربه ولقتلت بايعه (1). 26 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد ابن إسماعيل قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن شرب الفقاع فكرهه كراهة شديدة (2). 27 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن زكريا بن أبي يحيى قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: أساله عن الفقاع وأصفه له فقال: لا تشربه، فاعدت عليه كل ذلك أصفه له كيف يعمل ؟ فقال: لا تشربه ولا تراجعني فيه (3). 28 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه، قال: كل مسكر حرام وكل مخمر حرام والفقاع حرام (4). 29 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أساله عن الفقاع قال: فكتب يقول: هو الخمر وفيه حد شارب الخمر (5). 30 - الصدوق قال: روى لنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما حمل رأس الحسين عليه السلام إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصبت عليه مائدة، فاقبل هو وأصحابه ياكلون ويشربون الفقاع، فلما فرغوا أمر بالرأس، فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج، وجلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين بن علي عليهما السلام وأباه وجده عليهم السلام ويستهزئ، بذكرهم (1) الكافي: 6 - 423 والتهذيب: 9 - 113. (2) الكافي: 6 - 424 والعيون: 2 - 18. (3) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124. (4) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124. (5) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124.
[356]
فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع، فشرب ثلاث مرات ثم صب فضلته على ما يلي الطست من الارض، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ومن نظر إلي الفقاع أو إلى الشطرنج، فليذكر الحسين عليه السلام، وليلعن يزيد وآل يزيد، يمحو الله عز وجل بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم (1). 31 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا بتحريم الخمر، وأن يقوله بان الله يفعل ما يشاء، وأن يكون في تراثه الكندر، قال: وسمعته عليه السلام يقول: لا تدخلوا بالليل بيتا مظلما إلا مع السراج (2). 32 - عنه عن الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدثني عمى أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: وسالته عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوجت نفسها من رجل في سكرها، ثم أفاقت، فانكرت ذلك، ثم ظنت أنه يلزمها فزوجت منه، فاقامت مع الرجل على ذلك التزويج، أحلال هو لها أم التزويج فاسد لمكان السكر ولا سبيل للزوج عليها ؟ قال: إذا قامت بعد ما معه أفاقت، فهو رضاها قلت: ويجوز ذلك التزويج عليها، قال: نعم (3). 33 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد رحمه الله، عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا عليه السلام: إنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أن من شرب الخمر لم تحسب صلوته أربعين صباحا، فقال: صدقوا فقلت: وكيف لا تحسب صلوته أربعين صباحا لا أقل من ذلك ولا أكثر. (1) الفقيه: 4 - 301 والاستبصار: 4 - 93. (2) عيون الاخبار: 2 - 15. (3) عيون الاخبار: 2 - 19.
[357]
قال لان الله تبارك وتعالى قدر خلق الانسان، فصير النطفة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما، وهكذا إذا شرب الخمر بقيت مثانته على قدر ما خلق منه، وكذلك يجتمع غذاؤه وأكله وشربه تبقي في مثانته أربعين يوما (1). 34 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام، يقول: حرم الله عز وجل الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغييرها عقول شاربيها وحملها إياهم على إنكار الله عز وجل والفرية عليه، على رسله وساير ما يكون منهم، من الفساد والقتل والقذف والزنا وقلة الاحتجاز عن شئ من المحارم، فبذلك قضينا على كل مسكر من الاشربة أنه حرام محرم لانه ياتي من عاقبته ما ياتي من عاقبة الخمر، فليجتنب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شارب مسكر، فانه لا عصمة بيننا وبين شاربه (2). 35 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد عن عبد العزيز بن المهتدي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك العصير يصير خمرا فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خلا ؟ قال: لا باس به (3). 36 - عنه باسناده عن علي بن السندي، عن محمد بن إسماعيل قال: سال الرضا عليه السلام، رجل وأنا أسمع عن العصير يبيعه عن المجوس واليهود والنصارى والمسلم قبل أن يختمر، ويقبض ثمنه أو ينساه ؟ قال: لا باس إذا بعته حلالا، فهو أعلم يعني العصير وينسئ ثمنه (4). (1) علل الشرايع: 2 - 34. (2) علل الشرايع: 2 - 161. (3) التهذيب: 9 - 118. (4) التهذيب: 9 - 123.
[358]
6 - (باب) * (النرد والشطرنج والغناء) * 37 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: النرد والشطرنج والاربعة عشر بمنزلة واحدة، وكل ما قومر عليه فهو ميسر. (1) 38 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، موسى بن القاسم، عن محمد بن علي بن جعفر، عن الرضا عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: يا أبا جعفر ما تقول في الشطرنج التي يلعب بها الناس ؟ فقال: أخبرني أبي علي بن الحسين عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان ناطقا فكان منطقه لغير ذكر الله عز وجل، كان لاغيا، ومن كان صامتا فكان صمته لغير ذكر الله كان ساهيا، ثم سكت، فقام الرجل وانصرف. (2) 39 - عنه عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد، عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: المطلع في الشطرنج كالمطلع في النار. (3) 40 - عنه باسناده عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من نزه نفسه عن الغناء، فان في الجنة شجرة يامر الله الرياح أن تحركها فيسمع لها صوتا لم يسمع بمثله ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه. (4) 41 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريان، عن يونس قال: سالت الخراساني عليه السلام وقلت: إن العباسي: ذكر أنك ترخص في الغناء فقال: كذب الزنديق: ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: إن رجلا أتى (1) الكافي: 6 - 435. (2) الكافي: 6 - 437. (3) الكافي: 6 - 437. (4) الكافي: 6 - 434.
[359]
أبا جعفر عليه السلام فسأله، عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فانى يكون الغناء ؟ فقال: مع الباطل فقال: قد حكمت. (1) 42 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: سالت الرضا يوما بخراسان فقلت: يا سيدي إن إبراهيم بن هاشم العباسي حكى عنك أنك رخصت له في استماع الغناء، فقال: كذب الزنديق إنما سألني عن ذلك، فقلت له: إن رجلا سال أبا جعفر عليه السلام عن ذلك، فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا ميز الله بين الحق والباطل فاين يكون الغناء ؟ فقال: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد قضيت. (2) 43 - العياشي - رحمه الله مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الميسر هو القمار. (3) 44 - عنه مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الشطرنج والنرد وأربعة عشر، وكل ما قومر عليه منها فهو ميسر. (4) 45 - عنه عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الميسر قال: الثقل من كل شئ، قال: الخبز والثقل ما يخرج بين المتراهنين من الدراهم وغيره. (5) (1) الكافي: 6 - 435. (2) عيون الاخبار: 2 - 14. (3) تفسير العياشي: 1 - 339. (4) تفسير العياشي: 1 - 339. (5) تفسير العياشي: 341.
[360]
(كتاب التجمل) 1 - (باب اللباس) 1 - الحميرى - رحمه الله - عن البزنطى عن الرضا عليه السلام قال: قال أبي ما تقول في اللباس الحسن ؟ فقلت بلغني أن الحسن كان يلبس، وأن جعفر بن محمد عليهما السلام كان ياخذ الثوب الجديد، فيأمر به، فيغمس في الماء فقال لي: البس وتجمل، فان علي بن الحسين كان يلبس الجبة الخز بخسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيتشتا فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الاية: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ". (1) 2 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمائة درهم. (2) 3 - عنه عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جرير القمى، قال: سالت الرضا عن الريش أذكي هو ؟ فقال كان أبي عليه السلام يتوسد الريش. (3) 4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، وسهل ابن زياد، عن محمد بن عيسى، عن ياسر قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: اشتر لنفسك خزا وإن شئت فوشيا، فقلت: كل الوشي فقال: وما الوشي ؟ فقلت: ما لم يكن فيه قطن (1) قرب الاسناد: 210 والكافي: 6 - 451. (2) الكافي: 6 - 441. (3) الكافي: 6 - 450.
[361]
يقولون: إنه حرام قال: ألبس فيه قطن ؟ (1) 5 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس الجبة الخز بخمسين دينارا، والمطرف الخز بخمسين دينارا. (2) 6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن البرقي، عن أبيه، عن سعد بن سعد، قال: سالت الرضا عليه السلام عن جلود الخز فقال: هو ذا نلبس الخز فقلت: جعلت فداك ذاك الوبر، فقال: إذ احل وبره حل جلده (3) 7 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن البرقي، عن أبيه، عن جعفر بن عيسى قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أساله عن الدواب التي، يعمل الخز من وبرها أسباع هي ؟ فكتب عليه السلام: لبس الخز الحسين بن على ومن بعده جدي عليهما السلام (4) 8 - الطبرسي باسناده عن أبي الخراش المهدي قال: مربنا بالبصرة مولى الرضا عليه السلام يقال له: عبيد فقال: دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقالوا له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه: قال: فقال لهم: إن يوسف بن يعقوب عليه السلام كان نبيا ابن نبى وابن نبي وكان يلبس الديباج ويتزر بالذهب ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل، وإذا وعدو في، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر. (5) 9 - عنه عن محمد بن عيسى قال: أخبرني من أخبر عنه أنه قال: إن أهل الضعف من موالي يحبون أن أجلس على اللبود، وألبس الخشن، وليس يتحمل الزمان ذلك. (6) (1) الكافي: 6 - 452. (2) الكافي: 6 - 450. (3) الكافي: 6 - 452. (4) الكافي: 6 - 452. (5) مكارم الاخلاق: 111. (6) مكارم الاخلاق: 111.
[362]
10 - عنه قال: وفي رواية أخرى عن الرضا عليه السلام كان يلبس ثيابه مما يلى يمينه فإذا لبس ثوبا جديدا، دعا بقدح من ماء وقرأ عليه: إنا أنزلناه عشرا، وقل هو الله أحد عشرا وقل يا أيها الكافرون عشرا، ثم رش ذلك الماء على ذلك الثوب، ثم قال: فمن فعل ذلك لم يزل كان في عيشة رغد ما بقى من ذلك الثوب سلك. (1) 11 - عنه باسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولالبسن الخشن بعد اللين ولا تعبن بعد الدعة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصية لابي ذر رضى الله عنه: يا أبا ذر إني ألبس الغليظ وأجلس على الارض، وألعق أصابعي، وأركب الحمار بغير سرج وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني: يا أبا ذر البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا (2). 12 - عنه قال: وسئل الرضا عليه السلام عن جلود الثعالب والسنجاب والسمور ؟ فقال: قد رأيت السنجاب على أبي ونهاني عن الثعالب والسمور (3). 13 - عنه قال: من مسموعات السيد إلا مام ناصح الدين أبي البركات المشهدي رحمه الله عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا، قال: طين قبر الحسين عليه السلام ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا وجعل فيه الطين، وكان يقول: أمان باذن الله تعالى (4). 2. (باب الخوانيم) 14 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قوموا خاتم أبي عبد الله عليه السلام فاخذه أبي منهم بسبعة (1) مكارم الاخلاق: 116. (2) مكارم الاخلاق: 131. (3) مكارم الاخلاق: 135. (4) مكارم الاخلاق: 292.
[363]
قال: قلت: بسبعة دراهم ؟ قال: بسبعة دنانير (1). 15 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فاخرج إلينا خاتم أبي عبد الله عليه السلام وخاتم أبي الحسن عليه السلام، وكان على خاتم أبي عبد الله، عليه السلام: " أنت ثقتي فاعصمني من الناس " ونقش خاتم أبي الحسن عليه السلام: " حسبي الله " وفيه وردة وهلال في أعلاه (2). 16 - الكليني باسناده، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن نقش خاتمه، وخاتم أبيه عليهما السلام، قال: نقش خاتمي: " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ونقش خاتم أبي: " حسبي الله " وهو الذي كنت أتختم به (3). 17 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام، قال: العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق (4). 18 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: من ساهم بالعقيق، كان سهمه الاوفر (5). 19 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: من اتخذ خاتما فصه عقيق لم يفتقر ولم يقض له إلا بالتى هي أحسن (6). 20 - عنه عن علي بن إبراهيم. عن أبيه، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا عليه السلام قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: تختموا باليواقيت فانها تنفي الفقر (7). (1) الكافي: 6 - 470. (2) الكافي: 6 - 473. (3) الكافي: 6 - 473. (4) الكافي 6 - 470. (5) الكافي: 6 - 470. (6) الكافي: 6 - 471 وثواب الاعمال: 207 ومكارم الاخلاق: 100. (7) الكافي: 6 - 471 وثواب الاعمال: 210.
[364]
21 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: كان خاتم محمد ابن علي عليهما السلام مكتوب: " ظني بالله حسن، والنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبا الحسين والحسن " (1). 22 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تختموا بالعقيق، فانه لا يصيب أحدكم غم مادام ذلك عليه (2). 23 - عنه قال: حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن أبى العقب الصيرفي عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: قلت لابي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه لا اله إلا الله، فقال: أكره ذلك، فقلت له: جعلت فداك أو ليس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل واحد، من آبائك عليهم السلام يفعل ذلك و خاتمة في إصبعه. فقال: بلى، ولكن كانوا يتختمون في اليد اليمنى، فاتقو الله وانظر والانفسكم قلت: وما كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: ولم لا تسئلني عما كان قبله ؟ قلت: فانا أسالك، قال: نقش خاتم آدم عليه السلام لا إله إلا الله محمد رسول الله، هبط به معه وأن نوحا عليه السلام، لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه: يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك. قال: فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلس وعصفت الريح عليهم فلم يامن نوح عليه السلام الغرق وأعجلته الريح، فلم يدرك له، أن يهلل الله ألف مرة فقال بالسر يانية: هيلوليا ألفا ألفا يا ماريا يا ماريا أيقن قال: فاستوى القلس واستقرت فقال نوح عليه السلام: إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني قال: فنقش في خاتمه لا إله إلا الله، ألف مرة يا رب أصلحني. (1) عيون الاخبار: 2 - 15. (2) عيون الاخبار: 2 - 47.
[365]
قال: وإن إبراهيم عليه السلام لما وضع في كفة المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام فأوحى الله عز وجل ما يبغضك يا جبرئيل ؟ ! قال جبرئيل: يا رب خليلك ليس من يعبدك على وجه الارض غيره، سلطت عليه عدوك وعدوه، فأوحى الله عز وجل إليه: أسكت إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فاما أنا فانه عبدي آخذه إذا شئت. قال: فطابت نفس جبرئيل عليه السلام، فالتفت إلي إبراهيم عليه السلام فقال: هل لك من حاجة ؟ قال أما إليك فلا، فاهبط الله عز وجل عنده خاتما فيه ستة أحرف، لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، اشتدت ظهري إلى الله، حسبي الله، فأوحى الله عز وجل إليه أن يتختم بهذالخاتم فاني أجعل النار عليك بردا وسلاما. قال: وكان نقش خاتم موسى عليه السلام حرفين اشتقهما من التورية: اصبر توجر اصدق تنج قال: وكان نقش خاتم سليمان عليه السلام سبحان من ألجم الجن بكلماته، وكان نقش خاتم عيسى عليه السلام حرفين اشتقهما من الانجيل طوبى لعبد ذكر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله، وكان نقش خاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا إله الله محمد رسول الله. وكان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام، الملك لله وكان نقش خاتم الحسن بن على عليهما السلام العزة لله، وكان نقش خاتم الحسين عليه السلام: إن الله بالغ أمره، وكان علي بن الحسين عليه السلام يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه السلام، وكان محمد بن علي يتختم بخاتم الحسين بن علي عليهما السلام. وكان نقش خاتم جعفر بن محمد عليهما السلام: " إنه وليي وعصمتي من خلقه "، وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، حسبي الله. قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا عليه السلام كفه وخاتم أبيه عليه السلام في إصبعه حتى أراني النقش وروي في غير هذا الحديث أنه كان نقش خاتم علي بن الحسين عليهما السلام: خزي وشقي قاتل الحسين بن علي عليهما السلام (1). (1) عيون الاخبار: 2 - 54.
[366]
24 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتختم في يمينه (1). 25 - الصدوق قال: محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا عن على بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي، ودارم بن قبيصة النهشلي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: تختموا بالعقيق فانه أول جبل أقر لله تعالى بالوحدانية ولي بالنبوة، ولك يا على بالوصية وبشيعتك بالجنة (2). 26 - الطوسي - رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: حدثنا أبو - الطيب الحسن بن علي، قال: حدثنا محمد بن القاسم الانباري، قال: حدثني أبو نصر محمد بن أحمد الطائي قال: حدثنا علي بن محمد النصيري الكاتب، قال: تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب، واحببتها حبالم يحب أحد مثله، و ابطئ على الولد، فصرت إلى أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام فذكرت ذلك له، فتبسم وقال: اتخذ خاتما فصه فيروزج واكتب عليه: " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " ففعلت ذلك، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا (3). 27 - الطبرسي رحمه الله - قال: من كتاب اللباس، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قاوموا خاتم أبي عبد الله عليه السلام فاخذه أبى بسبعة، قال: قلت: سبعة دراهم ؟ قال: سبعة دنانير (4). 28 - الطبرسي مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: قلت له: إنا روينا في الحديث أنه كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم " محمد رسول الله " قال: (1) عيون الاخبار: 2 - 63. (2) عيون الاخبار: 2 - 70. (3) امالي الطوسى: 1 - 46. (4) مكارم الاخلاق: 95.
[367]
صدقوا، قال: فقال لى: تدري ما كان نقش خاتم آدم عليه السلام، قال: قلت: لا قال: كان نقش آدم " لا إله إلا الله، محمد رسول الله، على ولى الله ". قال ابن خالد: قال لى أبو الحسن عليه السلام: إن الله أوحى إلى نوح عليه السلام إذا استويت يا نوح أنت ومن معك على الفلك فهلل ألف مرة ثم سلني حاجتك، قال: فلما ركب ورفع القلص عصفت إليه الريح، فلم يامن نوح الغرق حيث اضطربت السفينة، فقال: إن أنا هللت ألف مرة خفت أن تغرق السفينة قبل أن أفرغ من ذلك فاجمل الامر جملة بالسريانية، فقال ألفا " هو هو هو يا بارئ اتقق " قال: فاستوت السفينة وسلمه الله قال نوح: إن كلاما نجوت به ومن معي ممن آمن الغرق ينبغي أن أتختم به ولا يفارقني. قال الحسين بن خالد: فقلت لابي الحسن عليه الصلوة: وما تفسير كلام نوح عليه السلام قال: هذا كلام بالسريانية وتفسيره بالعربية لا إله إلا الله ألف مرة يا ألله أصلح. قال: وكان نقش خاتم إبراهيم عليه السلام سته أحرف نزل بها جبرئيل عليه السلام، حين وضع كفة المنجنيق. فقال له: يا إبراهيم إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: طب نفسا فلا باس عليك وأمره أن يتختم بذلك الخاتم، فجعل الله النار عليه بردا وسلاما وكانت الستة أحرف أحرف هي " لا إله إلا الله محمد رسول الله، توكلت على الله، أسندت ظهري إلى الله، فوضت أمري الله، لو حول ولا قوة إلا بالله "، فكان هذا نقش خاتم إبراهيم عليه السلام. وكان نقش سليمان بن داود عليه السلام: " سبحان من ألجم الجن بكلمته " ونقش خاتم موسى عليه السلام حرفين اشتقهما من التوراة: " اصبر توجرا صدق تنج " وكان نقش خاتم عيسى عليه السلام حرفين من إلانجيل " طوبى لعبد ذكر الله من أجله والويل لعبد نسى الله من أجله " (1). 29 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: كان (1) مكارم الاخلاق: 101.
[368]
نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله، " محمد رسول الله "، وخاتم أمير المؤمنين عليه السلام " الله الملك " و خاتم الحسن بن على عليه السلام " العزة لله " وخاتم الحسين عليه السلام " إن بالغ أمره " وخاتم علي بن الحسين عليه السلام خاتم أبيه وأبو جعفر الكبير عليه السلام خاتمه خاتم جده الحسين أيضا، وخاتم جعفر بن محمد عليه السلام: " الله وليي وعصمتي من خلقه ". وخاتم أبي الحسن الاول عليه السلام: " حسبي الله " وأبي الحسن الثاني عليه السلام " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " قال الحسين بن خالد. ومديده إلى وقال عليه السلام: خاتمي خاتم أبي، ونقش خاتم أبي جعفر الثاني عليه السلام " حسبي الله حافظي " هكذا كان على خاتم أبي جعفر عليه السلام، وعلى خاتم أبي الحسن الثالث عليه السلام " الله الملك " (1). 30 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام عن جده الصادق عليهما السلام قال: كان نقش أبي محمد بن علي الباقر عليه السلام " ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصى ذى المنن وبا الحسين والحسن (2) ". 31 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: قلت له: إنا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يستنجى وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان يفعل أمير المؤمنين، عليه السلام نقش خاتم النبي " محمد رسول الله صلى الله عليه وآله " قال: صدقوا قلت: وكذلك ينبغي لنا أن نفعل ؟ قال: لا ؟ إن أولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى و إنكم أنتم تتختمون في اليد اليسرى، قال: فسكت (3). 3 - (باب الحمام) 32 - الكليني باسناده، عن علي بن الحكم، وعلى بن حسان، عن سليمان الجعفري عن أبي عليه السلام قال: الحمام يوم ويوم لا، يكثر اللحم وإدمانه في كل يوم يذيب (1) مكارم الاخلاق: 103. (2) مكارم الاخلاق: 104. (3) مكارم الاخلاق: 105.
[369]
شحم الكليتين (1). 33 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن سليمان الجعفري قال: مرضت حتى ذهب لحمي، فدخلت على الرضا صلوات الله عليه فقال: أيسرك أن يعود إليك لحمك، قلت: بلي قال: ألزم الحمام غبا فانه يعود إليك لحمك، وإياك أن تدمنه فان إدمانه يورث السل (2). 34 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن على بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغسلوا رؤسكم بطين مصر فانه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة (3). 35 - الصدوق قال: حدثني أبي رضى الله عنه، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهما قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن بكر بن صالح، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قلموا أظفاركم يوم الثلثاء، واستحموا يوم الاربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، و تطيبوا باطيب طيبكم يوم الجمعة (4). 36 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: لا باس أن يتد لك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة، ولا باس أن يتدلك بالملتوت باالزيت، وليس فيما ينفع البدن إسراف، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن (5). 37 - عنه مرسلا عن الرضا قال: من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص، فلا يلومن إلا نفسه (6). (1) الكافي: 6 - 496. (2) الكافي: 6 - 497. (3) الكافي: 6 - 501. (4) عيون الاخبار: 1 - 279. (5) مكارم الاخلاق: 62. (6) مكارم الاخلاق: 68.
[370]
4 - (باب الفرش) 38 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل ابن مهران، عن عبد الله بن المغيرة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقلول: قال قائل لابي جعفر عليه السلام: يجلس الرجل على بساط فيه تماثيل ؟ فقال: الاعاجم تعظمه وإنا لنمتهنه (1). 39 - عنه عن محمد بن يحيي، عن العمر كي بن علي، عن علي بن جعفر قال: سالت أبا الحسن صلوات الله عليه عن الفراش الحرير ومثله من الديباج والمصلى الحرير هل يصلح للرجل النوم عليه والاتكاء والصلاة ؟ فقال: يفرشه ويقوم عليه ولا يسجد عليه (2) 5 - (باب الخضاب) 40 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام وقد اختضب بالسواد فقلت: أراك قد اختضبت بالسواد فقال: إن في الخضاب أجرا والخضاب والتهيئة مما يزيد الله عزوجل في عفة النساء ولقد ترك النساء عفة بترك أزواجهن لهن التهيئة، قال: قلت بلغنا أن الحناء يزيد في الشيب قال: أي شئ يزيد في الشيب الشيب يزيد في كل يوم (3). 41 - الطبرسي مرسلا عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد، قال: إن في الخضاب أجرأ، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد (1) الكافي: 6 - 477. (2) الكافي: 6 - 477. (3) الكافي: 6 - 480.
[371]
ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن (1). 42 - عنه قال: من كتاب المحاسن، عن إسماعيل بن يوشع قال: قلت للرضا عليه السلام: إن فتاة قد ارتفعت علتها، قال: اخضبت رأسها باالحناء، فان الحيض سيعود إليها، قال: ففعلت ذلك، فعاد إليها الحيض (2). 43 - عنه مرسلا عن أبي الحسن قال: في الخضاب ثلاث خصال: هيبة في الحرب، ومحبة إلى النساء، ويزيد في الباه (3). 44 - عنه مرسلا عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسى عليه السلام: خضبت، قال: نعم بالحناء، والكتم، أما علمت أن في ذلك لاجرا، إنها تحب أن ترى منك مثل الذى تحب أن ترى منها - يعنى المرأة في التهيئة - ولقد خرجن النساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهن إلا قلة تهيئ أزواجهن (4). 45 - عنه قال: ومن كتاب اللباس، عن علي بن موسى عليه السلام قال: يكره أن يختضب الرجل وهو جنب وقال عليه السلام: من اختضب وهو جنب أو أجنب في خضابه لم يؤمن عليه أن يصيبه الشيطان بسوء (5). 46 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر (6). 47 - عنه قال: من كتاب اللباس عن علي بن موسى عليهما السلام قال: يكره أن يختضب الرجل وهو جنب (7). (1) مكارم الاخلاق: 89. (2) مكارم الاخلاق: 90. (3) مكارم الاخلاق: 91. (4) مكارم الاخلاق: 91. (5) مكارم الاخلاق: 93. (6) مكارم الاخلاق: 205. (7) مكارم الاخلاق: 93.
[372]
6 - (باب) * (قص الاظفار) * 48 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط عن خلف قال: رآني أبو الحسن عليه السلام بخراسان وأنا اشتكي عيني، فقال: ألا أدلك على شئ إن فعلته لم تشتك عينك، فقلت، بلى، فقال: خذ من أظفارك في كل خميس، قال: ففعلت، فما اشتكت عينى إلى يوم أخبرتك (1). 7 - (باب) * (الطيب والمسك) * 49 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كانت لعلي بن الحسين عليهما السلام إشبيدانة رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه، وتناولها وأخرج منها فتمسح به (2). 50 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا قال: الطيب من أخلاق الانبياء (3). 51 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم، فان لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فان لم يقدر ففي كل جمعة ولا يدع (4). (1) الكافي: 6 - 491. (2) الكافي: 6 - 514 ومكارم الاخلاق: 44 وفيه " مشكدانة ". (3) الكافي: 6 - 510. (4) الكافي: 6 - 510 والخصال: 392 والعيون: 1 - 259.
[373]
52 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي حبيبي جبرئيل عليه السلام: تطيب يوما فيوما لا، ويوم الجمعة لابد منه، ولا تترك له (1). 53 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: أمرني أبو الحسن الرضا عليه السلام فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر، فأمرني أن أكتب في قرطاس آية الكرسي وام الكتاب والمعوذتين وقوارع من القرآن وأجعله بين الخلاف والقارورة، ففعلت ثم أتيته به فتغلف به وأنا أنظر إليه (2). 54 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئا من الطيب في كل يوم، فان لم يقدر فيوم ويوم لا، وإن لم يقدر ففى كل جمعة لا يدع ذلك (3). 55 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا على بن سليمان الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قلت: كيف كان أول الطيب ؟ فقال لي، ما يقول من قبلكم فيه، قلت يقولون: إن آدم لما هبط بارض الهند، بكى على الجنة سالت دموعه، فصارت عروقافى الارض فصارت طيبا. فقال: ليس كما يقولون: ولكن حواء كانت تغلف قرونها من أطراف شجرة الجنة، فلما هبطت إلى الارض وبليت بالمعصيته رأت الحيض. فأمرت بالغسل فنقضت قرونها، فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وحفظته، فذرت حيث شاء الله عز وجل، فمن ذلك الطيب (4). 56 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حباني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالورد بكلتا يديه، فلما أدنيته إلى أنفي قال: إنه سيد ريحان الجنة (1) الكافي: 6 - 511. (2) الكافي: 6 - 516. (3) الفقيه: 1 - 276. (4) عيون الاخبار: 1 - 287.
[374]
بعد الآس (1) 57 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: كان يعرف موضع جعفر عليه السلام في المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده (2). 58 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: من أخلاق الانبياء عليهم السلام التطيب (3). 8 - (باب) * (سعة المنزل) * 59 - البرقى عن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، قال: إن أبا الحسن عليه السلام اشترى دارا وأمر مولى له يتحول إليها، وقال: إن منزلك ضيق، فقال: قد أجزأت هذه الدار لابي، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن كان أبوك أحمق فتبغي أن تكون مثله (4). 60 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: العيش السعة في المنازل والفضل في الخدم (5). 61 - الكليني عن منصور بن العباس، عن سعيد، عن غير واحد أن أبا الحسن عليه السلام سئل عن فضل عيش الدنيا، قال: سعة المنزل وكثرة المحبين (6). 62 - الطبرسي قال وسئل أبو الحسن عليه السلام عن أفضل عيش في الدنيا ؟ قال: سعة المنزل وكثرة المحبين (7). (1) عيون الاخبار: 2 - 40. (2) مكارم الاخلاق: 44. (3) مكارم الاخلاق: 44. (4) المحاسن: 611. (5) الكافي: 6 - 526. (6) الكافي: 6 - 526. (7) مكارم الاخلاق: 143.
[375]
63 - قال: وعنه عليه السلام، أيضا، قال: العيش بالسعة في المنازل، والفضل في الخدم (1). 9 - (باب الكحل) 64 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: أراني أبو الحسن عليه السلام، ميلا من حديد ومكحلة من عظام فقال: هذا كان لابي الحسن فاكتحل به، فاكتحلت (2). 65 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: من أصابه ضعف في بصره، فليكتحل سبعة مراود عند منامه من الاثمد، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى، فانه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة (3). 66 - عنه قال: عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: أراني عليه السلام ميلا من حديد فقال: كان هذا لابي الحسن عليه السلام فاكتحل به فاكتحلت (4). 67 - عنه قال: عن نادر الخادم، عن عليه السلام، أنه قال لبعض من معه إكتحل، فعرض أنه لا يحب الزينة في المنزل، فقال: اتق الله واكتحل ولا تدع الكحل، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل، فليس عليه شئ (5). 10 - (باب الشعر) 68 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن (1) مكارم الاخلاق: 143. (2) الكافي: 6 - 494. (3) مكارم الاخلاق: 48. (4) مكارم الاخلاق: 59. (5) مكارم الاخلاق: 49.
[376]
خلاد، عن أبى الحسن عليه السلام قال: ثلاث من عرفهن لم يدعهن: جز الشعر، وتشمير الثياب، ونكاح الاماء (1). 69 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت: لابي الحسن عليه السلام، إن أصحابنا يروون أن حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة فقال: كان أبو الحسن عليه السلام، إذا قضا مناسكه عدل إلى قرية يقال لها: سايه فحلق (2). 70 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله. عن أبي أيوب المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفاشوم (3). 71 - على بن شعبة - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: العطرو إحفاء الشعر، وكثرة الطروقة (4). 72 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: أربع من أخلاق الانبياء: التطيب والتنظف بالموسى وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة (5). 73 - عنه مرسلا عن يحيي بن حماد، عن سليمان بن يحيي، قال: تهيا الرضا عليه السلام يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط، ثم قال: يا سليمان أخبر أبى عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا (6). 74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: القوا الشعر عنكم فانه يحسن (7). (1) الكافي: 6 - 484. (2) الكافي: 6 - 686. (3) الكافي: 6 - 693 والخصال: 235. (4) تحف العقول: 326. (5) مكارم الاخلاق: 69. (6) مكارم الاخلاق: 80. (7) مكارم الاخلاق: 69.
[377]
11 - 75 - الطبرسي مرسلا عن ياسر الخادم عنه، عليه السلام قال: كان عليه السلام يدخل المتوضا في خف صغير (1). 12 - (باب) * (الديك والحمام والدابة) * 76 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عمن أخبره عن ابن طيفور المتطبب قال: سألني أبو الحسن عليه السلام أي شئ تركب ؟ قلت: حمارا فقال: بكم ابتعته،، قلت: بثلاثة عشر دينارا فقال: إن هذا هو السرف أن تشترى حمارا بثلاثة عشر دينارا وتدع برذونا. قلت: يا سيدي إن مؤونة البرذون أكثر من مؤنة الحمار قال: فقال: إن الذي يمون الحمار يمون البرذون، ما علمت أن من ارتبط دابة متوقعا به أمرنا ويغيظ به عدونا وهو منسوب إلينا أدر الله رزقه، وشرح صدره وبلغه أمله، وكان عونا على حوائجه (2). 77 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: أهدي أمير المؤمنين عليه السلام، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أفراس من اليمن فقال: سمها لى فقال: هي ألوان مختلفة قال: ففيها وضح ؟ فقال: نعم، فيها أشقر به وضح قال: فامسكه علي، قال: وفيها كميتان أوضحان فقال: أعطهما إبنيك قال: والرابع أدهم بهيم (8) مكارم الاخلاق: 138. (9) الكافي: 6 - 535.
[378]
قال: بعه واستخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الاوضاح (1). 78 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي نصر قال: سال رجل الرضا عليه السلام عن الزوج من الحمام يفرخ عنده يتزوج الطير أمه وابنته قال: لا باس بما كان بين البهائم (2). 79 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن حمويه، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: قال الرضا عليه السلام: في الديك الابيض خمس خصال من خصال الانبياء عليهم السلام: معرفته باوقات الصلوات والغيرة، والسخاء، والشجاعة، وكثرة الطروقة (3). 80 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اطفؤا المصابيح، لا تجرها الفويسقة، فتحرق البيت وما فيه (4). 81 - عنه مرسلا قال أبو الحسن عليه السلام: لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار البيت: الهرة، والحمام، والديك، فان كان مع الديك أنيسة فلا باس بذلك، لمن لا يقدرها (5). 82 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: على كل منخر من الدواب شيطان، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله عز وجل (6). (1) الكافي: 6 - 535. (2) الكافي: 5686. (3) الخصال: 298 والعيون: 1 - 277. (4) مكارم الاخلاق: 166، (5) مكارم الاخلاق: 167. (6) مكارم الاخلاق: 303.
[379]
(كتاب الجهاد والمرابطة) 1. (باب) * (فضل الجهاد) * 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن المغيرة قال: قال محمد بن عبد الله للرضا صلوات الله عليه وأنا أسمع: حدثنى أبي عن أهل بيته، عن آبائه عليهم السلام، أنه قال لبعضهم: إن في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين وعدوا يقال له: الديلم، فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه فاعاد عليه الحديث، فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا، فان أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدرا، وإن مات منتظرا لامرنا كان كمن كان مع قائمنا عليه السلام، هكذا في فسطاطه - وجمع بين السبابتين - ولا أقول هكذا وجمع بين السبابة والوسطى - فان هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق (1). 2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " والله لالف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش " قال: في سبيل الله (2). (1) الكافي: 5 - 22. (2) الكافي: 5 - 53.
[380]
3 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يبغض رجلا يدخل عليه في بيته ولا يقاتل (1). 4 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد حرم علي دمائهم وأموالهم (2) 5 - عنه عن الرضا قال: وحرم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين والاستخفاف بالرسل، والائمة العادلة وترك نصرتهم على الاعداء، والعقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الاقرار بالربوبية وإظهار العدل وترك الجور وإماتة الفساد، لما في ذلك من جرئة العدو على المسلمين وما يكون في ذلك من السبي والقتل وإبطال دين الله عز وجل وغيره من الفساد (3). 6 - عنه قال: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إن رجلا من مواليك بلغه أن رجلا يعطي السيف والفرس في السبيل، فاتاه فاخذهما منه ثم لقاه أصحابه فاخبره أن السبيل مع هؤلاء لا يجوز وأمروه بردهما. قال: فليفعل قال: قد طلب الرجل فلم يجده وقيل له قد شخص الرجل، قال فليرابط، ولا يقاتل قال له: ففي مثل قزوين والديلم وعسقلان وما أشبه هذه الثغور فقال: نعم فقال له: يجاهد ؟ فقال: لا إلا أن يخاف على ذراري المسلمين أرأيتك، لو أن الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ لهم أن يبايعوهم، قال: يرابط ولا يقاتل، فان خاف على بيضة الاسلام والمسلمين قاتل، فيكون قتاله لنفسه ليس للسلطان قال: قلت: فان جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع ؟ قال: يقاتل عن بيضة الاسلام لا عن هؤلاء لان في دروس الاسلام دروس ذكر محمد (1) عيون الاخبار: 2 - 28. (2) عيون الاخبار: 2 - 66. (3) عيون الاخبار: 2 - 92.
[381]
صلى الله عليه وآله وسلم (1). 7 - الطوسي باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين عليه السلام لالف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش فقال: في سبيل الله (2). 8 - عنه باسناده عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى، عن أبي الحسين الرازي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: أتي رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بدينارين فقال: يا رسول الله أريد أن أحمل بهما في سبيل الله قال: ألك والدان أو أحدهما ؟ قال: نعم قال: اذهب فانفقهما على والديك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله، فرجع ففعل، فاتاه بدينارين آخرين قال: قد فعلت وهذان ديناران اريد أن أحمل بهما في سبيل الله. قال: ألك ولد ؟ قال: نعم قال عليه السلام: فاذهب فانفقهما على ولدك فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله، فرجع ففعل فاتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول الله قد فعلت وهذان ديناران آخران اريد أن أحمل بهما في سبيل الله فقال: ألك زوجة ؟ قال: نعم قال أنفقهما على زوجتك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله. فرجع فاتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول الله، قد فعلت، وهذان ديناران اريد أن يحمل بهما في سبيل الله فقال: ألك خادم، قال نعم، قال: اذهب فانفقهما على خادمك فهو خير لك من أن تحمل بهما في سبيل الله ففعل، فاتاه بدينارين آخرين، فقال: يا رسول الله، وهذه ديناران أحمل بهما في سبيل الله فقال: احملهما واعلم بانهما ليسا بافضل ديناريك (3). (1) علل الشرايع: 2 - 291 والكافي: 5 - 21. (2) التهذيب: 6 - 123. (3) التهذيب: 6 - 171.
[382]
2 - (باب) * (قتال أهل الضلال) * 9 - الطوسى باسناده عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام عن قوم من العدو صالحوا ثم خفروا، ولعلهم إنما خفروا لانه لم يعدل عليهم، أيصلح أن يشتري من سبيهم ؟ قال: إن كان من عدو قد استبان عداوتهم فاشتر منه، وإن كان قد نفروا أو ظلموا فلا تبتع من سبيهم (1). 10 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكر له رجل من بني فلان فقال: إنما نخالفهم إذا كنا مع هؤلاء الذين خرجوا بالكوفة، فقال قاتلهم، فانما ولد فلان مثل الترك والروم وإنما هم ثغر من ثغور العدو فقاتلهم (2). 3 - (باب) * (الامر بالمعروف والنهى عن المنكر) * 11 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا امتى تواكلت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فليأذنوا بوقاع من الله تعالى (3). (1) التهذيب: 6 - 162. (2) التهذيب: 6 - 144. (3) الكافي: 5 - 59 والتهذيب: 6 - 177.
[383]
12 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عمن ذكره عن الرضا عليه السلام عن الرجل يكون في السفر ومعه جارية له، فيجئ قوم يريدون أخذ جاريته أيمنع جاريته من أن تؤخذ، وإن خاف على نفسه القتل ؟ قال: نعم، قلت: وكذلك إن كانت معه امرأة قال: نعم، قلت: وكذلك الام والبنت وابنة العم والقرابة يمنعهن وإن خاف على نفسه القتل ؟ قال: نعم، قلت، وكذلك المال يريدون أخذه في سفر فيمنعه وإن خاف القتل ؟ قال: نعم (1). (1) الكافي: 5 - 52.
[384]
(كتاب الحدود) 1 - (باب) * (حد المحارب والسارق) * 1 - الكليني عن علي عن أبيه، عن عمر وبن عثمان، عن عبيد الله بن إسحاق المدائني عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل: " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا " الآية فما الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الاربع ؟ فقال: إذا حارب الله ورسوله، وسعى في الارض فسادا، فقتل، قتل به، وإن قتل وأخذ المال قتل وصلب، وإن أخذ المال، ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف وإن شهر السيف، فحارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ولم يقتل ولم ياخذ المال ينفى من الارض. قلت: كيف ينفى وما حد نفيه ؟ قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى مصر غيره، ويكتب إلى أهل ذلك المصر أنه منفي فلا تجا لسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه ولا تؤاكلوه، ولا تشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فان خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك حتى تتم السنة، قلت: فان توجه إلى أرض الشرك ليدخلها قال: إن توجه إلى أرض الشرك ليدخلها قوتل أهلها (1). 2 - عنه عن علي عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن محمد بن سليمان، عن عبيد الله ابن اسحاق، عن أبي الحسن عليه السلام، مثله إلا أنه قال في آخره: يفعل به ذلك سنة (1) الكافي: 7 - 246 والتهذيب: 10 - 133.
[385]
فانه سيتوب قبل ذلك وهو صاغر، قال: قلت: فان أم أرض الشرك يدخلها قال: يقتل (1). 3 - الصدوق قال: روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى دية يده أظهره عز وجل عليه (2). 4 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: حرم قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل، وفنائهم وفساد التدبير (3). 2 - (باب) * (حد الزانى) * 5 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل النفس، وذهاب الانساب وترك التربية للاطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد (4). 6 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: حرم الله عز وجل قذف المحصنات لما فيه من فساد الانساب ونفى الولد، وإبطال المواريث (1) الكافي: 7 - 49. (2) الفقيه: 4 - 43. (3) علل الشرايع: 2 - 104. (4) عيون الاخبار: 2 - 92 والعلل: 2 - 165.
[386]
وترك التربية وذهاب المعارف وما فيه من المساوي والعلل التي تؤدي إلى فساد الخلق (1). 7 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: جعلت شهادة أربعة في الزنا وإثنان في ساير الحقوق لشدة حصب المحصن لان فيه القتل، فجعلت الشهادة فيه مضاعفة مغلظة، لما فيه من قتل نفسه، وذهاب نسب ولده ولفساد الميراث (2). 8 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة ضرب الزاني على جسده باشد الضرب، لمباشرة الزنا واستلذاذ الجسد كله به، فجعل الضرب عقوبة له وعبرة لغيره وهو أعظم الجنايات، (3) 9 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة تحريم الذكران للذكران، والاناث للاناث، لما ركب في أناث وما طبع عليه الذكران، ولما في إيتان الذكران الذكران، والانات الاناث من إنقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا، (4) 10 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن زكريا (1) علل الشرايع: 2 - 165. (2) علل الشرايع: 6 - 196. (3) علل الشرايع: 2 - 233. (4) علل الشرايع: 2 - 234.
[387]
ابن آدم قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل وطئ جارية امرأته ولم تهبها له قال: هو زان عليه الرجم. (1) 3 - (باب) * (حد من ياتي البهيمة) * 11 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن بعض أصحابه، عن يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام: والحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام وصباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار عن أبى إبراهيم عليه السلام في الرجل ياتي البهيمة، فقالوا جميعا إن كانت البهيمة للفاعل ذبحت فإذا اماتت أحرقت بالنار ولم ينتفع بها، وضرب هو خمسة وعشرون سوطا ربع حد الزاني. وإن لم تكن البهيمة له قومت فاخذ ثمنها منه ودفع إلى صاحبها، وذبحت وأحرقت بالنار ولم ينتفع بها وضرب خمسة وعشرون سوطا، فقلت، وما ذنب البهيمة ؟ فقال: لاذنب لها ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعل هذا وأمر به لكيلا يجتري الناس بالبهائم وينقطع النسل، (2) 4 - (باب) * (المرتد) * 12 - الطوسى باسناده عن الحسين بن سعيد قال قرأت بخط رجل إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام: رجل ولد على الاسلام، ثم كفر وأشرك، وخرج عن الاسلام (1) التهذيب: 1 - 14 والاستبصار: 4 - 206. (2) الكافي: 7 - 204 والتهذيب: 10 - 60 والاستبصار: 4 - 222.
[388]
هل يستتاب، أو يقتل ولا يستتاب فكتب: يقتل فاما المرأة إذا ارتدت فانها لا تقتل على كل حال، بل تخلد السجن إن لم ترجع إلى الاسلام، (1) 5 - (باب) * (النوادر) * 13 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أحمد ابن عمر الحلال قال: قال: ياسر، عن بعض الغلمان عن أبي الحسن عليه السلام، أنه قال: لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفي ثمن يده أظهرها الله عليه (2). 14 - عنه عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: شتم رجل، على عهد جعفر بن محمد عليهما السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتي به عامل المدينة فجمع الناس فدخل عليه أبو عبد الله عليه السلام، وهو قريب العهد بالعلة، وعليه رداء له مورد، فاجلسه في صدر المجلس واستاذنه في الاتكاء وقال لهم: ما ترون ؟ فقال له عبد الله بن الحسن، والحسن بن زيد، وغيرهما نرى أن يقطع لسانه، فالتفت العامل إلي ربيعة الرأي وأصحابه فقال، ما ترون، فقال: يؤدب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام سبحان الله فليس بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أصحابه فرق، (3) (1) الاستبصار: 4 - 254. (2) الكافي: 7 - 260. (3) الكافي: 7 - 266.
[389]
كتاب الديات 1 - (باب) * (دية الاعضاء) * 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن يونس أنه عرض على أبي الحسن الرضا عليه السلام كتاب الديات، وكان فيه في ذهاب السمع كله ألف دينار، والصوت كله من الغنن والبحح ألف دينار، وشلل اليدين كلتيهما والشلل كله ألف دينار، وشلل الرجلين ألف دينار، والشفتين إذا استوصلتا ألف دينار، والظهر إذا حدب ألف دينار والذكر إذا استوصل ألف دينار، والبيضتين ألف دينار، وفي صدغ الرجل إذا أصيب فلم يستطع أن يلتفت الا ما انحرف الرجل نصف الدية خمسمائة دينار، وما كان دون ذلك فبحسابه، (1) 2 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعن أبيه عن ابن فضال جميعا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال يونس: عرضت عليه الكتاب، فقال، هو صحيح وقال ابن فضال: قضي أمير المؤمنين عليه السلام إذا أصيب الرجل في إحدى عينيه فانها تقاس ببيضته تربط على عينيه المصابة، وينظر ما ينتهى بصر عينه الصحيحة، ثم تغطى عينه الصحيحة وينظر ما تنتهى عينه المصابة، فيعطى ديته من حساب ذلك. والقسامة مع ذلك من الستة الاجزاء على قدر ما ما أصيبت من عينه، فان كان سدس بصره فقد حلف هو وحده، وأعطى وإن كان ثلث بصره، حلف هو وحلف (1) الكافي: 7 - 311 والتهذيب: 10 - 255.
[390]
معه رجل وآخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثى بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة نفر، وإن كان أربعة أخماس بصره، حلف هو وحلف معه أربعة بفر. وإن كان بصره كله حلف هو، وحلف معه خمسة نفر، وكذلك القسامة، كلها في الجروح، وإن لم يكن للمصاب بصره من يحلف معه ضوعفت عليه الايمان إن كان سدس بصره حلف مرة واحدة، وإن كان ثلث بصره حلف مرتين، وإن كان أكثر على هذا الحساب، وإنما القسامة على مبلغ منتهى بصره. وإن كان السمع فعلى نحو من ذلك غير أنه يضرب له بشئ حتى يعلم منتهى سمعه. ثم يقاس ذلك والقسامة على نحو ما ينقص من سمعه، فان كان سمعه كله، فخيف منه فجور، فانه يترك حتى إذا استقل نوما صيح به، فان سمع قاس بينكم الحاكم برأيه. وإن كان النقص في العضد والفخذ، فانه يعلم قدر ذلك يقاس رجله الصحيحة بخيط، ثم يقاس رجله المصابة، فيعلم قدر ما نقصت رجله، أو يده، فان أصيب الساق أو الساعد، فمن الفخذ والعضد يقاس، وينظر الحاكم قدر فخذه، (1) 3 - الطوسى باسناده، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، وروى أحمد بن محمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف ابن ناصح، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن فضال، عن ظريف بن ناصح. وسهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح. ورواه محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان الرازي عن إسماعيل بن جعفر الكندي، عن ظريف بن ناصح قال: حدثني رجل يقال له عبد الله بن أيوب قال: حدثني أبو عمر والمتطبب قال: عرضت هذه الرواية على أبي عبد الله عليه السلام. (1) الكافي: 7 - 324 والتهذيب: 10 - 267.
[391]
وروى على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال، ومحمد بن عيسى، عن يونس جميعا عن الرضا عليه السلام، قالا: عرضنا عليه الكتاب، فقال: هو نعم حق وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يامر عماله بذلك، قال: أفتى عليه السلام، في كل عظم له مخ فريضة مسماة إذا كسر، فجبر على غير عثم ولا عيب. فجعل فريضة الدية ستة أجزاء، وجعل في الروح والجنين، والاشفار والشلل والاعضاء والابهام لكل جزء ستة فرائض، وجعل دية الجنين مائة دينار، وجعل مني الرجل إلى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فإذا كان جنينا قبل أن تلجه الروح مائة دينار، فجعل للنطفة عشرين دينارا، وهو الرجل يفرغ عن عرسه، فيلقي النطفة وهو لا يريد ذلك. فجعل فيها أمير المؤمنين عليه السلام، عشرين دينارا الخمس، وللعلقة خمسى ذلك أربعين دينارا وذلك للمرأة أيضا تطرق أو تضرب، فتلقيه، ثم المضغة ستين دينارا إذا طرحته المرأة أيضا في مثل ذلك، ثم العظم ثمانين دينارا إذا طرحته المرأة، ثم الجنين أيضا مائة دينار إذا طرقهم عدو، فاسقطن النساء في مثل هذا أوجب على النساء ذلك من جهة المعقلة مثل ذلك. فإذا ولد المولود، واستهل - وهو البكاء - فبيتوهم فقتلوا الصبيان ففيهم ألف دينار للذكر، وللانثى على مثل هذا الحساب على خمسمائة دينار، وأما المرأة إذا قتلت و هي حامل متم ولم تسقط ولدها ولم يعلم أذكر هو أم انثى، ولم يعلم بعدها مات أو قبلها فديته نصفان نصف دية الذكر ونصف دية الانثى ودية المرأة كاملة بعد ذلك. وأفتى في مني الرجل يفرغ عن عرسه فيعزل عنه الماء ولم يرد ذلك، نصف خمس المائة من دية الجنين عشرة دنانير، وإن أفرغ فيها عشرون دينارا وجعل في قصاص جراحته، ومعقلته على قدر ديته، وهي مائة دينار، وقضي في دية جراحة الجنين، من حساب المائة، على ما يرون من جراح الرجل والمرأة كاملة، وأفتى عليه السلام في الجسد وجعله ستة فرائض، النفس، والبصر، والسمع، والكلام، والعقل، ونقص الصوت من الغنن والبحح، والشلل في اليدين والرجلين
[392]
فجعل هذا بقياس ذلك الحكم، ثم جعل مع كل شئ، من هذه قسامة على نحو ما بلغت الدية، والقسامة في النفس جعل على العمد خمسين رجلا، وعلى الخطا خمسة وعشرين رجلا، على ما بلغت ديته ألف دينار وعلى الجراح بقسامة ستة نفر. فما كان دون ذلك فبحسابه على ستة نفر، والقسامة في النفس، والسمع، والبصر، والعقل، والصوت من الغنن، والبحح، ونقص اليدين، والرجلين، فهذه ستة أجزاء الرجل، فالدية في النفس ألف دينار، والانف ألف دينار، والضوء كله من العينين ألف دينار، والبحح ألف دينار، وشلل اليدين ألف دينار، والرجلين ألف دينار. وذهاب السمع كله ألف دينار، والشفتين إذا استوصلتا ألف دينار، والظهر إذا أحدب ألف دينار، والذكر ألف دينار، واللسان إذا استوصل ألف دينار، والانثيين ألف دينار، وجعل عليه السلام دية الجراحة في الاعضاء كلها في الرأس والوجه وسائر الجسد من السمع والبصر، والصوت، والعقل، واليدين والرجلين في القطع والكسر والصدغ والبطط والموضحة، والدامية، ونقل العظام والناقبة يكون في شئ من ذلك. فما كان من عظم كسر، فجبر على غير عثم ولا عيب لم ينقل منه العظام، فان ديته معلومة، فإذا أوضح، ولم ينقل منه العظام فدية كسره، ودية موضحته وكل عظم كسر معلوم، فدية عظامه نصف دية كسره، ودية موضحته ربع دية كسره، مما وارت الثياب من ذلك غير قصبتي الساعد والاصابع، وفي قرحة لا تبرأ ثلث دية ذلك العضو الذي هي فيه. فإذا اصيب الرجل في إحدى عينيه، فانها تقاس ببيضة تربط على عينه المصابة وينظر ما ينتهي بصر عينه الصحيحة، ثم تغطي عينه الصحيحة، وينظر ما ينتهي بصر عينه المصابة، فيعطي ديته من حساب ذلك، والقسامة مع ذلك من الستة أجزاء القسامة على ستة نفر على قدر ما اصيب من عينه.
[393]
فان كان سدس بصره حلف الرجل وحده، وأعطي، وإن كان ثلث بصره حلف هو وحلف معه رجل آخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة رجال، وإن كان أربعة أخماس بصره حلف هو وحلف معه أربعة رجال وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة رجال ذلك في القسامة في العينين. قال: وأفتى عليه السلام، فيمن لم يكن له من يحلف معه، ولم يوثق به على ما ذهب الثلث حلف مرتين، وإن كان النصف حلف ثلاث مرات، وإن كان الثلثين حلف أربع مرات وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مرات، وإن كان بصره كله حلف ست مرات ثم يعطى. وإن أبي أن يحلف لم يعط إلا ما حلف عليه، ووثق منه بصدق، والوالي يستعين في ذلك بالسؤال والنظر والتثبت في القصاص والحدود، والقود، وإن أصاب سمعه شئ فعلى نحو ذلك، يضرب له شئ لكى يعلم منتهى سمعه، ثم يقاس ذلك، والقسامة على نحو ما نقص من سمعه. فان كان سمعه كله فعلى نحو ذلك، وإن خيف منه فجور، ترك حتى يغفل ثم يصاح به، فان سمع عاوده الخصوم إلى الحاكم، والحاكم يعمل فيه برأيه، ويحط عنه بعض ما أخذ، وإن كان النقص في الفخذ أو في العضد، فانه يقاس بخيط تقاس رجله الصحيحة أو يده الصحيحة، ثم يقاس به المصابة فيعلم ما نقص من يده أو رجله وإن اصيب الساق أو الساعد من الفخذ والعضد يقاس، وينظر الحاكم قدر فخذه. وقضى عليه السلام في صدغ الرجل إذا اصيب، فلم يستطع أن يلتفت إلا ما انحرف الرجل نصف الدية خمسمائة دينار، وما كان دون ذلك، فبحسابه. وقضى عليه السلام في شفر العين إلا على أن اصيب فشتر، فديته ثلث دية العين، مائة وسته وستون دينارا وثلثا دينار، وإن اصيب شفر العين الاسفل، فديته نصف دية
[394]
العين مائتا دينار وخمسون دينارا، فان اصيب الحاجب فذهب شعره كله فديته نصف دية العين مائتا دينار وخمسون دينارا، فما اصيب منه فعلى حساب ذلك، فان قطعت روثة الانف فديتها خمسمائة دينار نصف الدية. وإن أنفذت فيه نافذة، لا تنسد بسهم أو برمح، فديته ثلاثمائة وثلاث وثلاثون دينارا وثلث، وإن كان نافذة فبرئت والتامت، فديتها خمس دية روثة الانف مائة دينار فما أصيب فعلى حساب ذلك، فان كانت النافذة في أحد المنخرين إلى الخيشوم وهو الحاجز بين المنخرين، فديتها عشر دية روثة الانف لانه النصف، والحاجز بين المنخرين خمسون دينارا. وإن كانت الرمية نفذت في أحد المنخرين والخيشوم إلى المنخر الاخر، فديتها ستة وستون دينارا، وثلثا دينار، وإذا قطعت الشفة العليا، واستوصلت، فديتها نصف الدية خمسمائة دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فان انشقت فبدا منها الاسنان ثم دوويت فبرئت والتامت، فدية جرحها والحكومة فيها خمس دية الشفة مائة دينار وما قطع منها فبحساب ذلك. وإن شترت وشينت شينا قبيحا، فديتها مائة دينار وستة وستون دينارا، وثلثا دينار، ودية الشفتة السفلى إذا قطعت واستوصلت ثلثا الدية، كلها ستمائة وستة وستون دينارا وثلثا دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فان انشقت حتى يبدو منها الاسنان ثم برئت والتامت مائة دينار، وثلث وثلاثون دينارا وثلث دينار، وإن اصيبت فثنيت شيئا فاحشا فديتها ثلاثمائة دينار، وثلاث وثلاثون دينارا وثلث دينار وذلك ثلث ديتها (1). 4 - عنه - رحمه الله - باسناده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، ومحمد بن عيسى، عن يونس جميعا عن الرضا عليه السلام ما أفتى به أمير المؤمنين عليه السلام في الديات فما أفتى به في الجسد وجعله ستة فرائض: النفس، والبصر، والسمع، والكلام، ونقص (1) التهذيب: 10 - 295.
[395]
الضوء من العين، البحح والشلل في اليدين والرجلين. ثم جعل مع كل شئ من هذه قسامة على نحو ما بلغت ديته، والقسامة جعل في النفس على العمد خمسين رجلا، وجعل في النفس على الخطا خمسة وعشرين رجلا وعلى ما بلغت ديته من الجوارح ألف دينار ستة نفر، فما كان دون ذلك فبحسابه من ستة نفر، والقسامة في النفس والسمع والبصر والعقل، والضوء من العين، والبحح ونقص اليدين والرجلين فهو من ستة أجزاء الرجل. تفسير ذلك: إذا اصيب الرجل من هذه الاجزاء الستة قيس ذلك، فان كان سدس بصره أو سمعه أو كلامه، أو غير ذلك حلف هو وحده، وإن كان ثلث بصره، حلف هو وحلف منه رجل واحد، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة نفر، وإن كان خمسة أسداس حلف هو وحلف معه أربعة نفر. وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة نفر، وكذلك القسامة كلها في الجروح، فان لم يكن للمصاب من يحلف معه، ضوعفت عليه الايمان، إن كان سدس بصره حلف مرة واحدة، وإن كان الثلث حلف عليه مرتين، وإن كان النصف حلف ثلاث مرات، وإن كان الثلثين حلف أربع مرات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مرات، وإن كان كله حلف ستة مرات ثم يعطى (1). 2 - (باب) * (دية الصبى) * 5 - الطوسى باسناده عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم الجبلي عن الحسين بن خالد وغيره عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أيما ظئر قوم قتلت صبيا لهم، وهي نائمة، فانقلبت عليه فقتلته، فان عليها الدية من مالها خاصة إن كانت إنما ظائرت طلبا للعز والفخر، وإن كانت إنما ظائرت من الفقر فان الدية على عاقلتها (2). (1) التهذيب: 10 - 169. (2) التهذيب: 10 - 223.
[396]
3 - (باب) * (قتيل الزحام) * 6 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن سليمان، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام: ومحمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان ويونس بن عبد الله قالا سالنا الرضا عليه السلام عن رجل استغاث به قوم، لينقذهم من قوم يغيرون عليهم ليستبيحوا أموالهم، وليسبوا ذراريهم فخرج الرجل يعد وبسلاحه في جوف الليل يغيث القوم الذين استغاثوا به، فمر برجل قائم على شفير بئر يستقى منها فدفعه وهو لا يريد ذلك ولا يعلم. فسقط في البئر فمات ومضى الرجل، فاستنقذ أموال اولئك القوم الذين استغاثوا به، فلما انصرف إلى أهله قالوا له: ما صنعت قال: قد انصرف القوم عنهم وأمنوا وسلموا قالوا له: شعرت أن فلان بن فلان سقط في البئر، فمات قال: أنا والله طرحته، قيل: وكيف ذلك ؟ فقال: إني خرجت أعدو بسلاحي في ظلمة الليل وأنا أخاف الفوت، على القوم الذين استغا ثوابي، فمررت بفلان وهو قائم يستقئ من البئر فزحمته فلم أرد ذلك فسقط فمات، فعلى من دية هذا. فقال: ديته على القوم الذين استنجدوا بالرجل فانجدهم، وأنقذ أموالهم ونساءهم وذراريهم، أما أنه لو كان آجر نفسه باجرة لكانت الدية عليه، وعلى عاقلته دونهم، وذلك أن سليمان بن داود عليه السلام أتته إمرأة عجوز مستعدية على الريح. فقالت: يا نبي الله إني كنت قائمة على سطح وأن الريح طرحتني من السطح فكسرت يدى فافدني من الريح، فدعا سليمان بن داود عليه السلام الريح فقال لها: ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة ؟ فقالت: صدقت يا نبي الله إن رب العزة تعالى بعثني إلى سفينة بني فلان لا نقذها من الغرق، وقد كانت أشرفت على الغرق، فخرجت في شدتي وعجلتي إلى ما أمرني الله عز وجل به.
[397]
فمررت بهذه المرأة وهي على سطحها فعثرت بها، ولم أردها، فسقطت فانكسرت يدها، قال: فقال سليمان بن داود عليه السلام: يا رب بما أحكم على الريح ؟ فأوحى الله عز وجل إليه: يا سليمان أحكم بارش كسر يد هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق فانه لا يظلم لدي أحد من العالمين (1). 4 - (باب) * (المسلم يقتل الذمي) * 7 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، عن دماء المجوس والجهود والنصارى هل عليهم وعلى من قتلهم شئ إذا غشوا المسلمين، وأظهروا العداوة لهم ؟ قال: لا، إلا أن يكون متعودا لقتلهم، قال: وسالته عن المسلم هل يقتل باهل الذمة وأهل الكتاب إذا قتلهم ؟ قال: لا، إلا ان يكون متعودا لذلك لا يدع قتلهم، فيقتل وهو صاغر (2). 5 - (باب النوادر) 8 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا. قلت: وما المحدث ؟ قال: من قتل (3). 9 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، ومحمد بن عيسى، عن يونس جميعا قال: عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السلام على أبي الحسن الرضا (3) التهذيب: 10 - 203 والكافي: 7 - 369. (2) الكافي: 7 - 309. (3) الكافي: 7 - 274. (*)
[398]
عليه السلام فقال: هو صحيح (1). 10 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضى الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمد بن عيسى بن عبيد رفعه إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى ثمن دية يده أظهره الله عليه (2). 11 - الصدوق باسناده، عن الرضا، عن أبيه عن آبائه، عن على بن أبي طالب عليه السلام قال: ورثت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابين، كتاب الله وكتاب في قراب سيفي: قيل: يا أمير المؤمنين وما الكتاب الذى في قراب سيفك ؟ قال. من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، فعليه لعنة الله (3). (1) الكافي: 7 - 330. (2) عيون الاخبار: 1 - 289. (3) عيون الاخبار: 2 - 40.
[399]
(كتاب القضاء والشهادة) 1 - (باب) * (من تجوز شهادته) * 1 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الصلت قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رفقة كانوا في طريق، فقطع عليهم الطريق فاخذوا اللصوص، فشهد بعضهم لبعض قال: لا تقبل شهادتهم، إلا باقرار من اللصوص أو شهادة من غيرهم عليهم (1). 2 - الصدوق قال: وروي عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت للرضا عليه السلام: رجل طلق امرأته وأشهد شاهدين ناصبيين قال: كل من ولد على الفطرة وعرف باالصلاح في نفسه جازت شهادته (2). 3 - عنه قال: وروى الحسن بن على الوشا، عن أحمد بن عمر قال: سألته عن قول الله عز وجل: " ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم " قال: اللذان منكم مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فان لم تجد، من أهل الكتاب، فمن المجوس لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك إذا مات الرجل بارض غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما، فرجلان من أهل الكتاب (3). (1) الكافي: 7 - 394 والتهذيب: 6 - 248 والفقيه: 3 - 25. (2) الفقيه: 3 - 28 والتهذيب: 6 - 283. (3) الفقيه: 3 - 29.
[400]
2 - (باب) * (شهادة النساء) * 4 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: تجوز شهادة النساء في نكاح أو طلاق، أو في رجم ؟ قال: تجوز شهادة النساء فيما لا يستطيع الرجال أن ينظروا إليه وليس معهن رجل وتجوز شهادتهن في النكاح إذا كان معهن رجل، وتجوز شهادتهن في حد الزنى إذا كان ثلاثة رجال، وامرأتان ولا تجوز شهادة رجلين وأربع نسوة في الزنى والرجم، ولا تجوز شهادتهن في الطلاق ولا في الدم (1). 5 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال، قال على بن ابي طالب عليه السلام سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن امرأة قيل. إنها زنت، فذكرت المرأة أنها بكر، فأمرني النبي أن آمر النساء أن ينظرن إليها، فنظرن إليها فوجدنها بكرا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت لاضرب من عليه خاتم من الله وكان يجيز شهادة النساء في مثل هذا (2). 6 - عنه باسناده عن الرضا قال: وعلة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهن عن الرؤية ومحاباتهن في الطلاق، فلذلك لا يجوز شهادتهن إلا في موضع ضرورة، مثل شهادة القابلة وما لا يجوز للرجال، أن ينظرو إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، في كتاب الله عز وجل إثنان ذوى عدل منكم مسلمين، أو آخران من غيركم كافرين ومثل شهادة الصبيان على القتل إذا لم يوجد غيرهم (3). 7 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه (1) الكافي: 7 - 391 والتهذيب: 6 - 264. (2) عيون الاخبار: 2 - 39. (3) عيون الاخبار: 2 - 95.
[401]
إسماعيل بن عيسى قال: سالت الرضا عليه السلام هل يجوز شهادة النساء في التزويج من غير أن يكون معهن رجل ؟ قال: لا، هذا لا يستقيم (1). 8 - عنه باسناده، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سالت الرضا عليه السلام عن امرأة ادعى بعض أهلها أنها أوصت عند موتها من ثلثها بعتق رقبة لها، أتعتق ذلك وليس على ذلك شاهد إلا النساء ؟ قال: لا تجوز شهادة النساء في هذا (2). 3 - (باب النوادر) 9 - الحميرى عن البزنطي قال: وسمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبو حنيفه لابي عبد الله: تجيزون بشاهد واحد، ويمين ؟ قال نعم قضى به رسول الله وقضى به على عليه السلام بين أظهركم بشاهد ويمين، فتعجب أبو حنيفة فقال أبو عبد الله: أعجب من هذا إنكم تقضون بشاهد واحد في مائة شاهد، وتجيزون بشهاداتهم بقوله، فقال له لا. نفعل، فقال بلى تبعثون رجلا واحدا، فيسئل عن مائة شاهد، فتجيزون شهاداتهم بقوله وإنما هو رجل واحد، فقال أبو حنيفه: ايش فرق ما بين ظلال المحرم والخباء فقال له أبو - عبد الله عليه السلام: إن السنة لا تقاس (3). 10 - البرقى عن أبيه وعلى بن عيسى الانصاري، عن محمد بن سليمان الديلمى، عن أبى خالد الهيثم الفارسى قال: سئل أبو الحسن الثاني عليه السلام، كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت أربع شهادات بالله ؟ وكيف لم يجز لغيره، وإذا قذفها غير الزوج جلد الحد ولو كان أخا أو ولدا ؟ - قال: قد سئل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن هذا فقال: ألا ترى أنه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت أنها فاعلة ؟ قال: " رأيت ذلك بعينى " كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك أنه يجوز للزوج أن (1) التهذيب: 6 - 280 والاستبصار: 3 - 25. (2) التهذيب: 6 - 280 والاستبصار: 3 - 25. (3) قرب الاسناد: 211.
[402]
يدخل المدخل في الخلوة التى لا يجوز لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والدفى الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: " رأيت بعينى ". وإذا قال: " لم أعاين " صار قاذفا في حد غيره، وضرب الحد إلا أن يقيم البينة وأن غير الزوج إذا قذف وادعى أنه رأى ذلك بعينه قيل له: وأنت كيف رأيت ذلك بعينك وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت هذا وحدك، أنت متهم في دعواك وإن كنت صادقا وأنت في حد التهمة فلا بد من أدبك بالحد الذي أوجبه الله عليك، وإنما صارت شهادة الزوج أربع شهادات بالله لمكان الاربع الشهداء مكان كل شاهد يمين. قال: وسالته كيف صارت عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر ؟ وصار في المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا، - قال: أما عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر لاستبراء الرحم من الولد، وأما المتوفي عنها زوجها، فان الله شرط للنساء شرطا فلم يحابهن فيه، وشرط عليهن شرطا فلم يحمل عليهن فيما شرط لهن، بل شرط عليهن مثل ما شرط لهن، فاما الشرط عليهن فانه جعل لهن في الايلاء أربعة أشهر، لانه علم أن ذلك، غاية صبر النساء. فقال في كتابه: " للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر " فلم يجز للرجال أكثر من أربعة أشهر في الايلاء، لانه علم أن ذلك غاية صبر النساء عن الرجال وأما ما شرط عليهن، فقال: " عدتهن أربعة أشهر وعشرا " يعنى إذا توفى عنها زوجها، فاوجب عليها إذا أصيبت بزوجها وتوفى عنها مثل ما أوجب لها في حياته إذا آلى منها، وعلم أن غاية صبر المرأة أربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثم أوجبه عليها ولها (1). 11 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن محمد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته وقلت له: رجل من مواليك عليه دين لرجل مخالف يريد أن يعسره، ويحبسه، وقد علم أنه ليس عنده ولا يقدر عليه وليس لغريمه بينة، هل يجوز له أن يحلف له ليدفعه عن نفسه حتى ييسر الله له، وإن كان عليه الشهود من مواليك قد عرفوا أنه لا يقدر، هل يجوز أن (1) المحاسن: 302.
[403]
يشهدوا عليه ؟ قال: لا يجوزأن يشهدوا عليه ولا ينوي ظلمه (1). 12 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن الحسين بن على عليه السلام أنه قال: اختصم إلى على بن أبي طالب عليه السلام رجلان أحدهما باع الاخر بعيرا، استثنى الرأس والجلد ثم بدا له أن ينحره قال: هو شريكه في البعير على قدر الرأس والجلد (2). 13 - الطوسى باسناده عن أبي القاسم بن قولويه عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الوليد: عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر أنه لو أفضى إليه الحكم، لاقر الناس على ما في أيديهم، ولم ينظر في شئ إلا بما حدث في سلطانه، وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم ينظر في حدث أحدثوه، وهم مشركون وإن من أسلم أقره على ما في يده (3). 14 - عنه باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد بن الوليد قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن جعفر بن محمد عليهما السلام قال له أبو حنيفة: كيف، تقضون باليمين مع الشاهد الواحد فقال جعفر عليه السلام: قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقضى به، علي عليه السلام عندكم، فضحك أبو حنيفة فقال جعفر عليه السلام: أنتم تقضون بشهادة واحدة شهادة مائة فقال: ما نفعل، فقال: بلى تشهد مائة فترسلون واحدا يسال عنهم، ثم تجيزون شهادتهم بقوله (4). (1) الكافي: 7 - 388. (2) عيون الاخبار: 2 - 43. (3) التهذيب: 6 - 295. (4) التهذيب: 6 - 296.
[404]
(كتاب الايمان والنذور) 1 - البرقى - رحمه الله - عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبى الحسن وأحمد بن محمد بن أبي نصر جميعا، عن أبى الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يستكره على اليمين فيحلف بالطلاق والعتاق وصدقة ما يملك، أيلزمه ذلك ؟ فقال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وضع عن أمتى ما أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وما أخطاوا (1). 2 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبى الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن رجل حلف وضميره على غير ما حلف، قال: اليمين على الضمير (2). 3 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان بن يحيى قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يحلف وضميره على غير ما حلف عليه قال: اليمين على الضمير (3). 4 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل حلف في قطيعة رحم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة رحم، قال: وسالته عن رجل أحلفه السلطان بالطلاق وغير ذلك فحلف قال: لا جناح عليه، وسالته عن رجل يخاف على ماله من السلطان، فيحلف لينجوبه منه ؟ قال: لا جناح عليه، وسالته هل يحلف الرجل على مال أخيه كما على ماله ؟ قال: نعم (4). 5 - الصدوق قال: وسال إسماعيل بن سعد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل (1) المحاسن: 339. (2) الكافي: 7 - 444. (3) الكافي: 7 - 444. (4) الكافي: 7 - 440.
[405]
يحلف باليمين وضميره على غير ما حلف قال: اليمين على الضمير - يعنى على ضمير المظلوم (1). 6 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد، رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: العلة في البينة في جميع الحقوق على المدعي واليمين على المدعى عليه، ما خلا الدم. لان المدعى عليه جاحد ولا يمكنه إقامة البينة على المجحود، ولانه مجهول وصارت البينة في الدم على المدعى عليه واليمين على المدعى لانه حوط يحتاط به المسلمون، لئلا يبطل دم امرء مسلم، وليكون ذلك زاجرا وناهيا للقاتل، لشدة إقامة البينة عليه، لان من شهد على أنه لم يفعل قليل، وأما علة القسامة أن جعل خمسين رجلا، فلما في ذلك من التغليظ والتشديد والاحتياط لئلا يهدر دم أمرئ مسلم (2). (1) الفقيه: 3 - 233. (2) علل الشرايع: 228.
[406]
(كتاب الوصايا) 1 - (باب) * (الاقرار والمرض) * 1 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل مسافر حضره الموت فدفع مالا إلى رجل من التجار، فقال له: إن هذا المال لفلان بن فلان، ليس لي فيه قليل ولا كثير، فادفعه إليه، يصرفه حيث شاء، فمات ولم يامر فيه صاحبه الذي جعله له بامر ولا يدري صاحبه ما الذي حمله على ذلك، كيف يصنع ؟ قال: يضعه حيث شاء (1). 2 - (باب) * (من أوصى بسهم من ماله) * 2 - الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان قال: سالت الرضا عليه السلام ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان ؟ وأحمد بن محمد بن أبي نصر قالا: سالنا أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل أوصى بسهم من ماله ولا يدري السهم أي شئ هو ؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر، ولا عن أبي جعفر عليهما السلام فيها شئ، قلنا له: جعلنا فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا من هذا عن آبائك. فقال: السهم واحد من ثمانية، فقلنا له: جعلنا فداك كيف صار واحدا من ثمانية فقال: أما تقرء كتاب الله عز وجل، قلت جعلت فداك إني لاقرأه ولكن لا أدري أي موضع هو ؟ فقال: قول الله عز وجل: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين (1) التهذيب: 9 - 160.
[407]
عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " ثم عقد بيده ثمانية قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثمانية أسهم، فالسهم واحد من ثمانية (1). 3 - الطوسى باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل أوصى بجزء من ماله، فقال: واحد من سبعة إن الله تعالى يقول: " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " قلت فرجل أوصى بسهم من ماله، فقال: السهم واحد من ثمانية ثم قرأ " إنما الصدقات للفقراء والمساكين " إلى آخر الآية (2). 4 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن همام الكندي، عن الرضا عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله قال: الجزء من سبعة يقول: " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " (3). 3 - (باب) * (باب من يوصى بوصية مبهمة) * 5 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جميلة، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل أوصى لرجل بسيف، وكان في جفن وعليه حلية ؟ فقال له الورثة: إنما لك النصل وليس لك المال، قال: فقال: لا، بل السيف بما فيه له، قال: فقلت: رجل أوصى لرجل بصندوق، وكان فيه مال فقال الورثة: إنما لك الصندوق، وليس لك المال: قال: فقال أبو الحسن عليه السلام: الصندوق بما فيه له (4). (1) الكافي: 7 - 41 ومعانى الاخبار: 216 والتهذيب: 9 - 210. (2) التهذيب: 9 - 209 والاستبصار: 4 - 132. (3) التهذيب: 9 - 209 والاستبصار: 4 - 132. (4) الكافي 7 - 44 والفقيه: 4 - 161 والتهذيب: 9 - 211.
[408]
4 - (باب) * (الوصية لامهات الاولاد) * 6 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: نسخت من كتاب بخط أبي الحسن عليه السلام فلان مولاك توفي ابن أخ له، وترك ام ولد له ليس لها ولد، فأوصى لها بالف هل تجوز الوصية، وهل يقع عليها عتق، وما حالها، رأيك فدتك نفسي ؟ فكتب عليه السلام: تعتق في الثلث ولها الوصية (1). 7 - عنه عن محمد بن يحيي، عمن ذكره، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في ام الولد إذا مات عنها مولاها، وقد أوصى لها قال: تعتق في الثلث ولها الوصية (2). 8 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن عليه السلام في رجل أوصى عند موته بمال لذوي قرابته، أو أعتق مملوكا له، وكان جميع ما أوصى به يزيد على الثلث، كيف يصنع في وصية ؟ فقال: يبدأ بالعتق فينفذه (3). 5 - (باب) * (من مات على غير وصية) * 9 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الاشعري قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل مات بغير وصية وترك أولادا ذكرانا وإناثا، وغلمانا صغارا، وترك جواري ومماليك، هل (1) الكافي: 7 - 29 والفقيه: 4 - 160 والتهذيب: 9 - 224. (2) الكافي: 7 - 29 والتهذيب: 9 - 424. (3) الكافي: 7 - 17 والفقيه: 4 - 158.
[409]
يستقيم أن تباع الجواري ؟ قال: نعم (1). 6 - (باب) * (من كان له ولد ثم نفاه) * 10 - الطوسى باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي عن سعد بن سعد قال: سألته يعنى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل كان له ابن يدعيه فنفاه، وأخرجه من الميراث وأنا وصيه، فكيف أصنع ؟ فقال عليه السلام: لزمه الولد لاقراره بالمشهد لا يدفعه الوصي عن شئ قد علمه (2). 7 - (باب) * (وصية اهل الضلال) * 11 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت قال: كتب الخليل بن هاشم إلى ذي الرياستين وهو والى نيسابور: أن رجلا من المجوس مات وأوصى للفقراء بشئ من ماله، فاخذه قاضي نيسابور، فجعله في فقراء المسلمين، فكتب الخليل إلى ذي الرياستين بذلك، فسال المأمون عن ذلك، فقال: ليس عندي في ذلك شئ فسال أبا الحسن عليه السلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن المجوسي لم يوص لفقراء المسلمين ولكن ينبغي أن يؤخذ مقدار ذلك المال من مال الصدقة فيرد على فقراء المجوس (3). 12 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: أوصت ماردة لقوم نصارى فراشين بوصية فقال أصحابنا: أقسم هذا في فقراء المؤمنين من (1) الكافي: 7 - 66. (2) التهذيب: 9 - 235 والكافي: 7 - 64. (3) الكافي: 7 - 16 والتهذيب: 9 - 202.
[410]
أصحابك، فسالت الرضا عليه السلام قلت: إن اختي أوصت بوصية لقوم نصارى، وأردت أصرف ذلك إلى قوم من أصحابنا مسلمين، فقال: امض الوصية على ما أوصت به قال الله تبارك وتعالى: " فانما إثمه على الذين يبدلونه " (1). 13 - الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله، عنه قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال: سال بعض القواد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن أكل الطين. وقال: إن بعض جواريه ياكلن الطين فغضب ثم قال: إن أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فانها هن عن ذلك. قال: وحدثني ياسر، قال: كان الرضا عليه السلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه، وقال: " اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت فعجله إلى الساعة " ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السلام. قال ياسر، وكتب من نيسابور إلى المأمون أن رجلا من المجوس أوصى عند موته بمال جليل يفرق في الفقراء والمساكين، ففرقه قاضى نيسابور على فقراء المسلمين، فقال المأمون للرضا عليه السلام: يا سيدى ما تقول في ذلك ؟. فقال الرضا عليه السلام: إن المجوس لا يتصدقون على فقراء المسلمين، فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين، فيتصدق به على فقراء المجوس، وقال علي بن إبراهيم بن هاشم: حدثني ياسر، وغيره عن الرضا عليه السلام باحاديث كثيرة لم أذكرها لاني سمعتها منذ دهر (2). 8 - (باب) * (نوادر الوصية) * 14 - الحميرى عن محمد بن عيسى، قال: أتيت أنا ويونس بن عبد الرحمن باب الرضا عليه السلام، وبالباب قوم قد استاذنوا عليه قبلنا واستاذنا بعدهم وخرج الاذن (1) الكافي: 7 - 16. (2) عيون الاخبار: 2 - 15.
[411]
فقال: ادخلوا وتخلف يونس ومن معه من آل يقطين، فدخل القوم وتخلفنا، لما لبثوا أن خرجوا واذن لنا، فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلام ثم أمر بالجلوس. فقال له يونس بن عبد الرحمن: يا سيدي تأذن لي أن أسالك عن مسالة ؟ فقال له: سل وقال له يونس: أخبرني عن رجل من هؤلاء مات وأوصى أن يدفع من ماله فرس وألف درهم، وسيف إلى رجل يرابط عنه، ويقاتل في بعض هذه الثغور، فعمد الوصي، فدفع ذلك كله إلى رجل من أصحابنا، فاخذه وهولا يعلم أنه لم يات لذلك وقت بعد، فما تقول يحل له أن يرابط عن هذا الرجل، في بعض هذه الثغور أم لا ؟ فقال: يرد على الوصي ما أخذ منه ولا يرابط، فانه لم يات لذلك وقت بعد فقال يرده عليه فقال يونس: فانه لا يعرف الوصي ولا يدري أين مكانه، فقال له الرضا عليه السلام: يسئل عنه، فقال له يونس بن عبد الرحمن: فقد سئل عنه، فلم يقع عليه كيف يصنع ؟ فقال إن كان هذا فليرابط، ولا يقاتل، فقال يونس: فانه قد رابط، وجائه العدو وكاد أن يدخل عليه في داره فما يصنع يقاتل أم لا ؟ فقال له الرضا عليه السلام: إذا كان ذلك كذلك، فلا يقاتل عن هؤلاء، ولكن يقاتل عن بيضة الاسلام، فان في ذهاب بيضة الاسلام اندراس ذكر محمد عليه السلام، فقال له يونس: يا سيدي إن عمك زيدا (1) قد خرج بالبصرة وهو يطلبني، ولا آمنه على نفسه فما ترى لى أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة ؟. فقل: بل اخرج إلى الكوفة، فإذا قصره إلى البصرة قال: فخرجنا من عنده ولم نعلم معنى، فإذا حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهز مين من البصرة يطلبون، يدخلون البدو وهزم أبو السريا ودخل بازقة الكوفة واستقبلنا جماعة من الطالبيين بالقادسية متوجهين نحو الحجاز، فقال لي يونس: فإذا هذا معناه، فصار من الكوفة إلى البصرة ولم يبدء بسوء (2). (1) كذا والظاهران اخاك زيدا وهذا هو المعروف يزيد النار الذى خرج بالبصرة. (2) قرب الاسناد: 200.
[412]
15 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن رجل حضره الموت فأوصى إلى ابنه واخوين شهد الابن وصيته وغاب الاخوان، فلما كان بعد أيام، أبيا أن يقبلا الوصية مخافة أن يتوثب عليهما ابنه ولم يقدرا أن يعملا بما ينبغي، فضمن لهما ابن عم لهما وهو مطاع فيهم أن يكفيهما ابنه. فدخلا بهذا الشرط فلم يكفهما ابنه وقد اشترطا عليه ابنه وقالا: نحن نبرء من الوصية ونحن في حل من ترك جميع الاشياء والخروج منه، أيستقيم أن يخليا مما في أيديهما ويخرجا منه ؟ قال: هو لازم لك فارفق على أي الوجوه كان. فانك ماجور لعل ذلك يحل بابنه (1). 16 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل عن أبيه قال: سالت الرضا عليه السلام عن وصي أيتام تدرك أيتامه، فيعرض عليهم أن ياخذو الذي لهم، فيابون عليه، كيف يصنع ؟ قال عليه السلام: يرده عليهم ويكرههم على ذلك (2) 17 - الطوسى باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن مال اليتيم هل للوصي أن يعينه أو يتجر فيه ؟ قال: إن فعل فهو ضامن (3). (1) الكافي: 7 - 60 والتهذيب: 9 - 234. (2) الكافي: 7 - 68 والتهذيب: 9 - 240 و 245. (3) التهذيب: 9 - 241.
[413]
(كتاب الجنائز) 1 - (باب الموت) 1 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أو غيره، عن علي بن حديد، عن الرضا عليه السلام، قال: أكثر من يموت من موالينا بالبطن الذريع (1). 2 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابي الحسن الجرجاني رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه عن جده عن الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: قيل للصادق عليه السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كاطب ريح يشمه، فينعس لطيبه، وينقطع التعب والالم كله عنه، وللكافر كلسع الافاعى ولدغ العقارب. وأشد. قيل: فان قوما يقولون: إنه أشد من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض. ورضخ بالاحجار، وتدوير قطب الارحية على الاحداق، قال: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين: ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد، فذلكم الذي هو أشد من هذا الامر عذاب الاخرة، فانه أشد من عذاب الدنيا. قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع، فينطفي وهو يحدث، ويضحك ويتكلم ؟ وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرات الموت هذه الشدائد. فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجيل ثواب، وما كان من شديد فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الابد، لا مانع له دونه وما كان من سهولة هناك على الكافر، فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الاخرة، وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك، فهو ابتداء (1) الكافي: 3 - 112.
[414]
عذاب الله له، ذالكم بان الله عدل لا يجور. قال: وقيل للصادق عليه السلام: أخبرنا عن الطاعون، فقال: عذاب الله لقوم ورحمة لاخرين، قالوا: وكيف تكون الرحمة عذابا، قال: أتعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكافرين وخزنة جهنم معهم فيه وهي رحمة عليهم (1). 3 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من ذكرها دم اللذات (2). 2. (باب) * (غسل الميت وتكفينه) * 4 - الصدوق قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن ربيع الصحاف عن محمد ابن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه في جواب مسائله: علة غسل الميت أنه يغسل لان يطهر وينظف من أدناس أمراض، وما أصابه من صنوف علله، لانه يلقي الملائكة ويباشر أهل الآخرة، فيستحب إذا ورد على الله عز وجل وأهل الطهارة ويماسونه ويماسهم، أن يكون طاهرا نظيفا موجها به إلى الله عز وجل ليطلب وجهه وليشفع له. وعلة اخرى أنه يقال: يخرج منه الاذى الذي خلق منه، فيكون غسله له وعلة اخرى اغتسال من غسله أو لامسه، لظاهر ما أصابه من نضح الميت، لان الميت إذا خرج الروح منه بقى أكثر آفته، فلذلك يتطهر له ويطهر (3). 5 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد رحمه الله عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن النضر قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر، (1) عيون الاخبار: 1 - 274. (2) عيون الاخبار: 2 - 70. (3) علل الشرايع: 1 - 283.
[415]
فيموت منهم ميت، ومعهم جنب، ومعهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهم أيهم يبدأ به ؟ قال يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا فريضة وهذا سنة (1). 6 - الطوسى باسناده عن أبي علي الاشعري، عن بعض أصحابنا، عن ابن فضال، عن مروان، عن عبد الملك قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن رجل اشترى من كسوة الكعبة شيئا، فقضى ببعضه حاجته، وبقي بعضه في يده هل يصلح بيعه ؟ قال: يبيع ما أراد ويهب ما لم يرد، ويستنفع به ويطلب بركته، قلت: أيكفن به الميت ؟ قال: لا. (2) 7 - عنه باسناده عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يعقوب بن يقطين قال سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الميت كيف يوضع على المغتسل موجها وجهه نحو القبلة ؟ أو يوضع على يمينه ووجه نحو القبلة ؟ قال: يوضع كيف يتيسر فإذا طهر وضع كما يوضع في قبره (3). 8 - عنه باسناده، عن الحسن بن النضر الارمني قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب ومعهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهما أيهما، يبدأ به ؟ قال: يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا فريضة وهذا سنة (4). 3 - (باب) * (الصلواة على الميت) * 9 - البرقي، عن أبيه ومحمد بن على، عن محمد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قوم كسرت بهم سفينتهم في البحر فخرجوا عراة ليس عليهم إلا مناديل متززين بها، فإذا هم برجل ميت عريان وليس (1) علل الشرايع: 1 - 288. (2) التهذيب: 1 - 434. (3) التهذيب: 1 - 298. (4) الاستبصار: 1 - 102.
[416]
على القوم فضل ثوب يوارون به الرجل، وكيف يصلون عليه وهو عريان ؟ فقال: إذا كانوا كذلك فليحفروا قبره وليضعوه في لحده ويواروا عورته بلبن أو حجارة أو تراب، ويصلون عليه ويوارونه في قبره، قلت: ولا يصلى عليه وهو مدفون ؟ - قال: لا، لو جاز ذلك لاحد لجاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بل لا يصلى على المدفون ولا على العريان (1). 10 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: سالت الرضا عليه السلام قلت: جعلت فداك إن الناس يرفعون أيديهم في التكبير على الميت في التكبيرة الاولى ولا يرفعون فيما بعد، ذلك فاقتصر على التكبيرة الاولى كما يفعلون أو أرفع يدي في كل تكبيرة ؟ فقال: ارفع يدك في كل تكبيرة (2). 11 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري قال: سالت الرضا عليه السلام عن المصلوب، فقال: أما عملت أن جدي عليه السلام صلى الله على عمه قلت: أعلم ذاك ولكني لا أفهمه مبينا، قال: ابينه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة فقم على منكبه الايمن وإن كان فقاه إلى القبلة، فقم على منكبه الايسر، فان بين المشرق والمغرب قبلة، وإن كان منكبه الايسر إلى القبلة، فقم على منكبه الايمن وإن كان منكبه الايمن الى القبلة فقم على منكبه الايسر، وكيف كان منحرفا فلا تزايل مناكبه، وليكن وجهك إلى ما بين المشرق والمغرب، ولا تستقبله، ولا تستدبره البتة، قال أبو هاشم: وقد فهمت إن شاء الله، فهمته والله (3). 12 - الصدوق قال: وكتب الحسين بن سعيد إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يساله عن سرير الميت يحمل، أله جانب يبدأ به في الحمل من جوانبه الاربع أو ما خف (1) المحاسن: 303. (2) الكافي: 3 - 184. (3) الكافي: 3 - 215 والتهذيب: 4 - 327.
[417]
على الرجل يحمل من أي الجوانب شاء ؟ فكتب عليه السلام: من أيها شاء. 13 - عنه قال: وسئل عليه السلام عن الجنازة يخرج معها بالنار ؟ فقال: إن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخرج بها ليلا ومعها مصابيح. 14 - عنه قال: حدثنا محمد بن القاسم الاستر آبادي، رضي الله عنه، قال: حدثني يوسف بن محمد، عن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد ابن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكابكاء حزين عليه وقال: إن أخاكم أصحمة - وهو اسم النجاشي - مات ثم خرج إلى الجبانة وصلى عليه وكبر سبعا، فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة. 15 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي بن بشار رضى الله عنه، قال: حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد بن الحسن القزويني، قال: أخبرنا أبو الفضل العباس ابن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، قال: حدثني الحسن بن سهل القمي عن محمد بن حامد، عن أبي هاشم الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الصلوة على المصلوب. قال: أما علمت أن جدى صلوات الله عليه صلى على عمه، قلت: أعلم ذلك، ولكني لم أفهمه مبينا قال: نبينه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة، فقم على منكبه الايمن، وإن كان قفاءه إلى القبلة فقم على منكبه الايسر، فان ما بين المشرق والمغرب قبلة، وإن كان منكبه الايسر الى القبلة، فقم على منكبه الايمن. وان كان منكبه الايمن الى القبلة فقم على منكبه الايسر، وكيف كان منحر فافلا تزايلن مناكبه، وليكن وجهك إلى ما بين المشرق والمغرب ولا تستقبله، ولا تستدبره البتة قال أبو هاشم، ثم قال الرضا عليه السلام: قد فهمت إنشاء الله.
[418]
قال العطاردي: قال الصدوق: - رحمه الله - هذا حديث غريب لم أجده في شيئ من الاصول والمصنفات ولا أعرفه إلا بهذا الاسناد (1). 16 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام، أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كبر على حمزة خمس تكبيرات، وكبر على الشهداء بعد حمزة خمس تكبيرات، فلحق حمزة سبعون تكبيرة (2). 17 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: قلت للرضا عليه السلام: ما العلة في التكبير على الميت خمس تكبيرات ؟ قال: رووا أنها أشتقت من خمس صلوات، فقال: هذا ظاهر الحديث فاما في وجه آخر، فان الله عز وجل قد فرض على العباد خمس فرايض: الصلواة، والزكواة، والصيام، والحج، والولاية، فجعل للميت من كل فريضة تكبيرة واحدة، فمن قبل الولاية كبر خمسا، ومن لم يقبل الولاية كبر أربعا، فمن أجل ذلك تكبرون خمسا ومن خالفكم تكبر أربعا (3). 18 - الطوسى باسناده، عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه على، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جنازة فكبر عليه خمسا وصلى على آخر فكبر عليه أربعا، فاما الذي كبر عليه خمسا، فحمد الله ومجده في التكبيرة الاولى ودعا في الثانية للنبي، ودعا في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، ودعا في الرابعة للميت، وانصرف في الخامسة. وأما الذي كبر عليه أربعا، فحمد الله ومجده في التكبيرة الاولى ودعا لنفسه صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام في الثانية ودعا للمؤمنين، والمؤمنات في الثالثة، وانصرف في الرابعة فلم يدع له، لانه كان منافقا (4). (1) عيون الاخبار: 1 - 255. (2) عيون الاخبار: 2 - 45. (3) عيون الاخبار: 2 - 82. (4) التهذيب: 3 - 317 والاستبصار: 1 - 375.
[419]
19 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: قوم كسر بهم في بحر فخرجوا يمشون على الشط، فاذاهم برجل ميت عريان والقوم ليس عليهم إلا مناديل متزرين بها وليس عليهم فضل ثوب يوارون الرجل فكيف يصلون عليه، وهو عريان، فقال: إذا لم يقدروا على ثوب يوارون به عورته، فليحفروا قبره. ويضعوه في لحديوارون عورته بلبن أو أحجار، أو بتراب ثم يصلون عليه ثم يوارونه في قبره. قلت: ولا يصلون عليه وهو مدفون بعد ما يدفن قال: لا لو جاز ذلك لاحد لجاز لرسول الله صلى الله عليه وآله فلا يصلى علي المدفون ولا على العريان (1). 20 - عنه باسناده عن السياري، عن محمد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت للرضا عليه السلام: يصلى على المدفون بعد ما يدفن ؟ قال: لا، لو جاز لاحد لجاز لرسول الله صلى الله عليه وآله، قال: بل لا يصلى على المدفون ولا على العريان (2). 21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الاشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلوة على الميت فقال: أما المؤمن فخمس تكبيرات، وأما المنافق فاربع ولاسلام فيهما (3). 22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد عن الرضا عليه السلام فيما يعلم، قال في الصلاة على الجنائز تقرأ في الاولى بام الكتاب، وفي الثانية تصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتدعو في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، وتدعو في الرابعة لميتك والخامسة تنصرف بها (4). 23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن رجل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت لكم: يصلى على الصبي إذا بلغ من السنين ؟ قال يصلى عليه على كل حال إلا أن (1) التهذيب: 3 - 328. (2) التهذيب: 3 - 301 والاستبصار: 1 - 475. (3) التهذيب: 3 - 192 والاستبصار: 1 - 477. (4) التهذيب: 3 - 193 والاستبصار: 1 - 477.
[420]
يسقط لغير تمام (1). 4 - (باب) * (حد القبر واللحد) * 24 - الكليني عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن أبي همام إسماعيل بن - همام عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: حين، أحضر: إذا أنا ميت فاحفرو أو شقولي شقا، فان قيل لكم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لحد له فقد صدقوا (2). 25 - الطوسى باسناده عن محمد بن الحسين، عن محمد بن هيثم، عن محمد بن إسحاق قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: شئ يصنعه الناس عندنا، يضعون أيديهم على القبر إذا دفن الميت قال: إنما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه، فاما من أدرك الصلاة فلا (3). 5 - (باب التعزية) 26 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: رأى الصادق عليه السلام رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال: يا هذا أجزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد جزعك عليه، فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك (4). (1) الاستبصار: 1 - 480. (2) الكافي: 3 - 166. (3) التهذيب: 10 - 169 (4) عيون الاخبار: 2 - 52.
[421]
(كتاب المواريث) 1 - (باب) * (ميراث الاولاد) * 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك كيف صار الرجل إذا مات وولده من القرابة السواء ترث النساء نصف ميراث الرجال، وهن أضعف من الرجال وأقل حيلة ؟ فقال: لان الله عز وجل فضل الرجال على النساء بدرجة، ولان النساء يرجعن عيالا على الرجال (1). 2 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن خالد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام، أنه ساله رجل من أهل الشام عن مسائل فكان، فيما ساله أن قال له لم صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين ؟ قال: من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة وأطعمت آدم حبتين، فمن أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الانثيين (2). 3 - الطوسي باسناده عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعناه وذكر كنز اليتيمين فقال: كان لوحا من ذهب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله عجبت لمن أيقن بالموت (3) الكافي: 7 - 48 والتهذيب 9 - 274. (4) علل الشرايع: 2 - 258.
[422]
كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟ ! وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها كيف يركن إليها ؟ ! وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه، فقال له حسين بن أسباط: فالى من صار إلى أكبرهما ؟ قال: نعم (1). 2 - (باب) * (ميراث الاخوة والاخوات) * 4 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. قال: سالت الرضا عليه السلام عن ميت ترك امه واخوة وأخوات، فتقسم هؤلاء ميراثه فاعطوا الام السدس واعطوا الاخوة والاخوات ما بقي، فمات الاخوات فأصابني من ميراثه، فاحببت أن أسالك هل يجوز لي أخذ ما أصابني من ميراثها على هذه القسمة أم لا ؟ فقال: بلى، فقلت إن ام الميت فيما بلغني قد دخلت في هذا الامر أعنى الدين، فسكت قليلا ثم قال: خذه (2). 3 - (باب) * (ميراث من علا من الاباء) * 5 - الطوسى باسناده، عن محمد بن الحسن الصفار، عن معاوية حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن ابن بنت وبنت ابن قال: إن عليا عليه السلام كان لا يالو أن يعطى الميراث الاقرب قال: قلت: فايهما أقرب ؟ قال: ابنة الابن (3). (1) التهذيب: 6 - 276. (2) التهذيب: 9 - 323. (3) التهذيب: 9 - 318.
[423]
4 - (باب) * (ميراث الغريق والمهدوم) * 6 - الطوسى باسناده عن محمد بن الوليد، عن عباس بن الهلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكر أن ابن أبي ليلى وابن شبرمة دخلا المسجد الحرام فاتيا محمد ابن علي عليهما السلام فقال لهما: بما تقضيان ؟ فقالا: بكتاب الله والسنة قال: فما لم تجده في الكتاب والسنة ؟ قالا: نجتهد رأينا قال: رأيكما أنتما ؟ ! فما تقولان في امرأة وجاريتها كانتا ترضعان صبيين في بيت وسقط عليهما فماتتا، وسلم الصبيان ؟ قالا: القافة قال: القافة يتجهم منه لهما، قالا: فاخبرنا، قال ابن داود مولى له: جعلت فداك بلغني أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: ما من قوم فوضوا أمرهم إلى الله عز وجل، وألقواسها مهم إلا خرج السهم الاصوب فسكت (1). 5 - (باب) * (ميراث الخنثى) * 7 - الصدوق باسناده عن الرضا عن على بن أبي طالب عليه السلام أنه ورث الخنثى من مبالته (2). 6 - (باب) * (ميراث الازواج) * 8 - الصدوق قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب (1) التهذيب: 9 - 363. (2) عيون الاخبار: 2 - 75.
[424]
مسائله: علة المرأة أنها لا ترث من العقارات شيئا إلا قيمة الطوب والنفض، لان العقار لا يمكن تغييره وقلبه، والمرأة قد يجوز أن ينقطع ما بينها، وبينه من العصمة ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذالك، لانه لا يمكن التفصي منهما، والمرأة يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجئ ويذهب كان ميراثه فيما يجوز تبديله و تغييره إذا أشبهها وكان الثابت المستقيم، على حاله كمن مثله في الثبات والقيام (1). 9 - عنه قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لان المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطى فلذلك وفر على الرجال (2). 10 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: وعلة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث لان المرأة إذا تزوجت أخذت، والرجل يعطى، فلذلك وفر على الرجال، وعلة اخرى إعطاء الذكر مثلى ما يعطى الانثى، لان الانثى في عيال الذكران احتاجت، وعليه أن يعولها، وعليه نفقتها، وليس على المرأة أن تعول الرجل ولا يؤخذ بنفقته، إن احتاج، فوفر الله تعالى على الرجال لذلك، وذلك قول الله عز وجل: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ". وعلة المراءة إنها لا ترث من العقار شيئا إلا قيمة الطوب والنقض، لان العقار لا يمكن تغييره وقلبه، والمرأة يجوز أن ينقطع ما بينها وبينه من العصمة ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك، لانه لا يمكن التفصى منهما والمرأة يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجيى ويذهب لان ميراثه فيما يجوز تبديله و تغييره، إذا أشبهه، وكان الثابت المقيم على حاله كمن كان مثله في الثبات والقيام (3) 11 - الطوسى باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن محمد بن القاسم (1) الفقيه: 4 - 251. (2) الفقيه: 4 - 253 والتهذيب: 9 - 389. (3) عيون الاخبار: 2 - 98.
[425]
ابن الفضيل بن يسار البصري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل مات وترك امرأة قرابة، ليس له قرابة غيرها قال: يدفع المال كله إليها (1). 7 - (باب النوادر) 12 - الحميري عن محمد بن الوليد قال: حدثني، حماد بن عثمان قال سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل مات وترك اما وأخا فقال يا شيخ عن الكتاب تسال أو عن السنة ؟ قال حماد: فظننت أنه يعنى عن قول الناس، قال: قلت: عن الكتاب قال: إن عليا عليه السلام كان يورث الاقرب فالاقرب (2). 13 - عنه عن البزنطي قال: وسالته عن الميراث، فقال: كان جعفر عليه السلام يقول: نكاح بميراث ونكاح بغير ميراث إن اشترطت الميراث كان، وإن لم يشترط لم يكن (3). (1) التهذيب: 9 - 295 والاتبصاد: 4 - 151. (2) قرب الاسناد: 201 (3) قرب الاسناد: 212
[426]
(كتاب الرجال والتاريخ) 1 - ما روى في ابى جرير القمى 1 - روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدى أبي الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه، فقيل له: إنه كان يقول بموسى ويقف، فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كان كمن جحد حق آبائي عليهما السلام والصلاة (1). 2 - ما روى في أبى حمزة الثمالى 2 - الكشى قال وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني قال: سمعت القضل بن شاذان قال: سمعت الرضا يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه، كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليه السلام، ويونس بن عبد الرحمن كذلك، هو سلمان في زمانه (2). 3 - ما روى في احمد البزنطى 3 - الكشى قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام أنا وصفوان بن يحيي، ومحمد بن سنان وأظنه قال: عبد الله بن المغيرة، أو عبد الله بن جندب، وهو بصرى. قال: فجلسنا عنده ساعة، ثم قمنا، فقال لي: أما أنت يا أحمد فاجلس، فجلست، فاقبل يحدثني، فاسأله فيجيبني، حتى ذهب عامة الليل، فما أردت الاءنصراف قال: لي يا أحمد تنصرف أو تبيت ؟ قلت: جعلت فداك ذلك إليك، إن أمرت بالانصراف (1) رجال الكشى: 512 (2) رجال الكشى: 177.
[427]
إتصرفت، وإن أمرت بالقيام أقمت. قال: أقم، فهذا الحرس وقد هد ألناس وناموا، فقام وانصرف فلما ظننت أنه قد دخل خررت لله ساجدا فقلت: الحمد لله، حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من بين إخوانى وحببني، فانا في سجدتي وشكري، فما علمت إلا وقدر فسنى برجله، ثم قمت فاخذ بيدى فغمزها. ثم قال، يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده قال: يا صعصعة لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك واتق الله ثم انصرف عني (1). 4 - عنه قال: محمد بن الحسن البراقي، وعثمان بن حامد الكشيان قالا: حدثنا محمد بن يزداد، وحدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فامسيت عنده: قال: فقلت أنصرف ؟ فقال لي لا تنصرف، فقد أمسيت قال: فقال لجاريته هاتي مضربتي ووسادتي، فافرشي لاحمد في ذلك البيت قال: فلما سيرت في البيت دخلني شيئى، فجعل يخطر ببالي من مثلى في بيت ولي الله وعلى مهاده، فناداني يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان فقال، يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك، وتواضع لله يرفعك الله (2). 5 - عنه عن محمد بن الحسن، قال حدثنا محمد بن يزداد قال حدثني أبو زكريا يحيى بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: لما اتي بابي الحسن أخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة، واخذ به على البر إلى البصرة قال: فبعث إلى مصحفا وأنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدى سورة " لم يكن " فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس. قال: فحفظت منه أشياء، قال: فأتاني مسافر ومعه منديل وطين وخاتم فقال، (1) رجال الكشى: 490. (2) رجال الكشى: 491.
[428]
هات، فدقعته إليه. فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه فذهب عنى ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره (1). 4 - ما روى في احمد بن سابق 6 - عنه عن نصر بن صباح قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام إلى يحيى بن أبي عمران وأصحابه قال: وقرأ يحيي بن أبي عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا الله وإياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله، الاعثم الاشج واحذروه. قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج أو به شجة، حتى كشف رأسه فإذا به شجة - قال أبو جعفر محمد بن عبد الله: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة، قال: فما مضت الايام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا. (2). 5 - ما روى في احمد بن عمر الحلبي 7 - عنه عن خلف بن حماد قال: حدثني أبو سعيد الادمي قال: حدثني أحمد ابن عمر الحلبي قال دخلت على الرضا عليه السلام بمنى، فقلت له: جعلت فداك كنا أهل يبت عطية وسرور، ونعمة وإن الله قد أذهب بذلك كله حتى احتجنا إلى من كان يحتاج إلينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر، فقلت له: جعلت فداك حالي ما أخبرتك. فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة ذهبا ؟ فقلت له: لا والله يا بن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من ههنا إلى خلف فمن أحسن حالا منك، وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا، ألا ابشرك ؟ فقلت نعم فقد سرني الله بك وبآبائك. فقال لي أبو جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " وكان تحته كنز لهما " لوح (1) رجال الكشى: 492 (2) رجال الكشى: 462.
[429]
من ذهب فيه مكتوب " بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها باهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن غفل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه، ثم قال: رضيت يا أحمد ؟ قال: قلت: عن الله وعنكم أهل البيت (1). 6 - ما روى في الحسن بن محبوب 8 - عنه عن أحمد بن على القمى السلولي قال حدثني الحسن بن خرزاد، عن الحسين بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن الحسن بن محبوب الزراد أتانا برسالة. قال: صدق لا تقل: الزراد، بل قل: السراد، إن الله تعالى يقول: " وقدر في السرد " (2). 7 - ما روى في الحسين بن مهران 9 - عنه عن حمدوية قال: حدثنا الحسن بن موسى قال، حدثنا إسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام كتابا قال: فكان يمشي شاكا في وقوفه. قال: فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام، يامره وينهاه، فاجا به أبو الحسن بجواب وبعث به إلى أصحابه فنسخوه ورد وإليه لئلا يستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سئل عن شئ فاجيب سرا بكتاب. وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به " بسم الله الرحمن الرحيم، فافانا الله وإياك جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة، والغبن تقول أخذته، وتذكر ما تلقاني به، وتبعث إلي بغيره فاحتججت، فأكثرت، وعممت عليه أمرا وأردت الدخول في مثله تقول: إنه عمل في أمري بعقله وحيلته نظرا منه، لنفسه وإرادة أن تميل إليه قلوب الناس ليكون الامر بيده وإليه يعمل فيه برأيه. ويزعم أني طاوعته فيما أشاربه علي وهذا أن تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الامر إلا باحد الامرين، إما قبلت الامر على ما (1) رجال الكشى: 497. (2) رجال الكشى: 489.
[430]
كان، يكون عليه، وإما أعطيت القوم ما طلبوا، وقطعت عليهم، وإلا فالامر عندنا معوج، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مالى وذاهبون به. فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك، يكون، ولا تفعل الذي يحيله بالرأي والمشورة ولكن الامر إلى الله عز وجل وحده لا شريك له يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ولن تجد له مرشدا، فقلت: وأعمل في أمرهم وأحتل فيه، وكيف الحيلة والله يقول: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت، بلى وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل " إلى قوله عز وجل: " وليقترفوا ما هم مقترفون ". فلو تجيبهم، فيما سالوا عنه استقاموا وسلموا، وقد كان مني ما أمرتك وأنكروا من بعدي ومدلي، وما كان ذلك مني إلا رجاء الاصلاح لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه " اقترفوا اقتربوا وسلموا فان العلم يفيض فيضا " وجعل يمسح بطنه ويقول: " ما ملئ طعام ولكن ملئته علما، والله ما آية انزلت في بر ولا بحر، ولا سهل، ولا جبل إلا أنا أعلمها وأعلم فيمن نزلت ". وقول أبي عبد الله عليه السلام، إلى الله أشكوا أهل المدينة إنما أنا فيهم كالشعرة ما أنتقل، يريدونني أن لا أقول الحق، والله لا أزال أقول الحق، والله لا أزال أقول الحق حتى أموت، فلما قلت حقا اريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم على ما كنتم عليه أن يكون سركم مكتوما، عندكم، غير فاش في غيركم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سرا أسره الله إلى جبرئيل وأسره جبرائيل إلى محمد وأسره محمد إلى على عليه السلام وأسره علي إلى من شاء ". ثم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق فاردت حيث مضى صاحبكم إن ألف أمركم عليكم، لئلا تضعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه غير أهله، فكونوا في مسالتكم إياهم هلكتم، فكم دعى إلي نفسه، ولم يكن داخله ثم قلتم: لابد إذا كان ذلك منه يثبت على ذلك ولا يتحول عنه إلى غيره. قلت لانه كان من التقية والكف أولى وما إذا تكلم فقد لزمه الجواب، فيما
[431]
يسئل عنه، وصار الذي كنتم تزعمون أنكم تدعون به، فان الامر مردود إلى غيركم وأن الفرض عليكم اتباعهم، فيه إليكم، فصيرتم ما استقام في عقولكم، وآرائكم وصح به القياس عندكم. بذلك، لازما لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا، وعمتم حتى يكون ذلك علي لكم. فان قلتم إن لم يكن كذلك لصاحبكم، فصار الامر أن وقع إليكم، نبذتم أمر ربكم وراء ظهوركم، فلا أتبع أهوائكم، قلت ظللت إذا وما أنا من المهتدين، وما كان بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنها السنن والامثال القذة بالقذة وما كان ما طلبتم من الكف أولا، ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم، ولا ذهاب شككم وما كان بد من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم، حتى يذهبه الله عنكم. وقدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا حقنا، ويسلموا لامرنا فعلوا ولكن الله يفعل ما يشاء، ويهدي إليه من أناب. فقد أجبتك في مسائل كثيرة فانظر أنت ومن أراد المسائل، منها وتدبرها، فان لم يكن في المسائل شفاء قد مضى إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر وكثرة المسائل معتبة عندنا مكروهة، إنما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا، سبيلا إلى الشبهة والضلال. ومن أراد لبسا لبس الله عليه، ووكله على نفسه، ولا ترى أنت وأصحابك أني أجبت بذلك، وإن شئت صمت، فذاك إلى لا ما تقوله أنت وأصحابك لا تدرون، كذا وكذا، بل لابد من ذلك إذا نحن منه على يقين، وأنتم منه في شك (1). 8 - ما روى في الحسين بن قياما 10 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الحسين بن بشار قال: استاذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا عليه السلام في صربا، فاذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم، قال له الحسين: تخلو الارض من أن (1) رجال الكشى: 500.
[432]
يكون فيها إمام ؟ فقال: لا قال: فيكون فيها إثنان ؟ قال: لا إلا واحد صامت لا يتكلم قال: فقد علمت أنك لست بامام. قال ومن أين علمت ؟ قال: إنه ليس لك ولد، وإنما هي في العقب فقال له: فوالله لا تمضي الايام والليالي حتى يولد ذكر من صلبى، يقول مثل مقامي يحيي الحق ويمحي الباطل (1). 11 - عنه عن أبي صالح خلف بن حماد قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي، عن على بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لابي الحسن الرضا إني تركت ابن قياما من أعداء خلق الله لك، قال: ذلك شر له، قلت: ما أسمع منك جعلت فداك. قال أعجب من ذلك إبليس كان في جوار الله عز وجل في القرب منه، فأمره فابى وتعزز وكان من الكافرين، فاملى الله له، والله ما عذب الله بشئ أشد من الاملاء والله يا حسين ما عاهدهم الله بشي أشد من الاملاء (2). 9 - ما روى في حمزة بن بزيع 12 - عنه قال: روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه، فقيل له: إنه كان يقول بموسى ويقف، فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كان كمن جحد حق آبائي عليهم السلام والصلاة (3)، 13 - الطوسى قال: روى أحمد بن محمد بن يحيي، عن أبيه، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد، قال: قال الرضا عليه السلام: ما فعل الشقي حمزة بن بزيع، قلت: هو ذا هو قد قدم، فقال: يزعم أن أبى حي، هم اليوم شكاك ولا يموتون غدا إلا على الزندقة. (1) رجال الكشى: 463. (2) رجال الكشى: 463. (3) رجال الكشى: 512.
[433]
قال صفوان: فقلت فيما بيني وبين نفسي: شكاك قد عرفتهم، فكيف يموتون على الزندقة ؟ فما لبثنا إلا قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته: هو كافر برب أماته، قال صفوان: فقلت: هذا تصديق الحديث (1). 10 - ما روى في دعبل الخزاعى الشاعر 14 - قال أبو عمرو: بلغني عن دعبل بن علي وفد على أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان، فلما دخل عليه قال له: إني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا انشدها أحدا، أولى منك، فقال: هاتها، فانشد قصيدته التي يقول فيها: ألم ترأني مذ ثلاثون حجة * أروح وأغدوا دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم قصرات قال: فلما فرغ من إنشادها، قام أبو الحسن عليه السلام ودخل منزله، وبعث إليه بخرقة خز فيها ستمائة دينار، وقال للجارية قولي له: يقول لك مولاى استعن بهذه على سفرك وأعذرنا، فقال لها دعبل: لا والله ما لهذا أردت ولا له خرجت، ولكن قولي له: هب لي ثوبا من ثيابك، فردها عليه أبو الحسن، وقال له: خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه. فخرج دعبل حتى ورد قم، وأهل قم ينظرون إلى الجبة وأعطوه فيما ألف دينار، فابي عليهم وقال: لا والله ولا خرقة منها بالف دينار، ثم خرج من قم فاتبعوه وقد أجمعوا عليه وأخذوا الجبة، فرجع إلى قم وكلمهم فيها وقالوا ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه الالف الدينار، فقال: نعم وخرقة منها، فاعطوه ألف دينار وخرقة منها (2). 11 - ما روى في ذريح المحاربي 15 - عنه قال: حدثني خلف بن حماد قال حدثني أبو سعيد قال: حدثني (1) غيبة الشيخ: 45. (2) رجال الكشى: 425.
[434]
الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ إلا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلام قال لى: وما هو ؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء الله. قال: صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه السلام، فازددت والله شكا، ثم قال لى: يا داود بن أبى خالد أما والله لولا أن موسى قال للعالم: " ستجدني إن شاء الله صابرا " ما ساله عن شئ وكذلك أبو جعفر عليه السلام، لولا أن قال: " إن شاء الله " لكان كما قال، فقطعت عليه (1). 12 - ما روى في زرارة بن اعين 16 - عنه قال: حدثنى محمد بن قولوية قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد بن الزيات، عن يحيى بن محمد بن أبى حبيب قال: سالت الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته ؟ فقال ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أترى أحدا كان أصدع بحق من زرارة (2). 17 - عنه قال: حدثني حمدوية، وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثني العبيدي، عن هشام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي قال: قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام: كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطاء، فقلت: لا ولكنه - بابي أنت وامي - ما تقول في الاستطاعة ؟ وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك. وقال الآخرون بالجبر، ونحن منه براء وليس من دين آبائك. (1) رجال الكشى: 320. (2) رجال الكشى: 129.
[435]
قال: فباي شئ تقولون قلت: نقول بقول أبي عبد الله عليه السلام وسئل عن قول الله عز وجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ما استطاعته ؟ فقال أبو عبد الله: صحته وماله، فنحن بقول أبي عبد الله ناخذ. قال: صدق أبو عبد الله هذا هو الحق (1). 13 - ما روى في زرعة بن محمد 18 - عنه عن أبي عمر وقال: سمعت حمدوية قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثني الفضل قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قالا، حدثنا الحسن بن قياما الصير في قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. فقلت: كيف أصنع بحديث حدثني به زرعة ابن محمد الحضرمي عن سماعة بن مهران أن أبا عبد الله عليه السلام قال: إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء: يحسد كما حسد يوسف عليه السلام، و غاب كما غاب يونس، وذكر ثلاثة أخر ؟ قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة إنما قال: صاحب هذا الامر - يعنى القائم عليه السلام فيه شبه من خمسة أنبياء، لم يقل ابني (2). 14 - ما روى في زكريا ابن آدم القمى 19 - عنه قال: حدثني محمد بن قولوية قال: حدثنا سعد بن أبى خلف، عن محمد ابن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: قلت للرضا عليه السلام: إني أريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل، فان أهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بابى الحسن الكاظم عليه السلام (3). 20 - وعنه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن (1) رجال الكشى: 131. (2) رجال الكشى: 404. (3) رجال الكشى 496 والاختصاص: 496.
[436]
علي بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فعمن آخذ معالم دينى ؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا قال علي بن المسيب: فلما انصرف قدمت على زكريا بن آدم، فسألته عما احتجب إليه، (1) عنه عن أحمد بن وليد، عن على بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة وذكر مثله. 21 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثنا بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار عن بعض القميين بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم، عن محمد بن إسحاق، والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم، بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقانا كتابه، عليه السلام في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله به في الرجل المتوفي رحمه الله يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا با الحق، قائلا به صابرا محتسبا للحق، قائما بما يحب الله ورسوله: ومضى رحمه الله غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير امنيته وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت يعنى الحسن بن محمد بن عمران (2). 15 - ما روى في زياد القندى والرواسبى 22 - الطوسى - رحمه الله - قال: وروى ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عمر بن يزيد، وعلي بن أسباط جميعا قالا: قال لنا عثمان بن عيسى الرواسبي: حدثني زياد القندي وابن مسكان قالا: كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذا قال: يدخل عليكم الساعة خير أهل الارض، فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو صبي. فقلنا: خير أهل الارض ؟ ! ثم دنا فضمه إليه فقبله، وقال: يا بني تدري ماذا قال ذان ؟ قال: نعم يا سيدي هذان يشكان في، قال علي بن أسباط: فحدثت بهذا (1) رجال الكشى: 496. (2) رجال الكشى: 496.
[437]
الحديث الحسن بن محبوب، فقال: نبز الحديث، لا ولكن حدثني علي بن رئاب أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لها إن جحدتما حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين. يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا، قال علي بن رئاب: فلقيت زياد القندي فقلت له: بلغني أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لك: كذا وكذا، فقال: أحسبك قد خولطت، فمر وتركني، فلم اكلمه ولا مررت به، قال الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلام حتى ظهر منه أيام الرضا عليه السلام ما ظهر ومات زنديقا (1). 16 - ما روى في سعيد بن المسيب 23 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولى لبنى امية نزل ذا المروة عاملا على المدينة فلقيه بعض بنى امية وأوصاه بسعيد بن المسيب، وكلمه فيه وأثنى عليه وأخبره طارق أنه أمر بقتله، فاعلم سعيد بذلك، وقال له: تغيب، وقيل له: تنح عن مجلسك فانه على طريقه فابى. فقال سعيد: اللهم إن طارقا عبدا من عبيدك، ناصيته بيدك، وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري وإسمي، فلما عزل طارق عن المدينة، لقيه الذي كان كلمه في سعيد من بني امية بذى المروة فقال: كلمتك في سعيد لتشفعني فيه، فابيت وشفعت فيه غيري ! فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فار قتك حتى كدت إليك. (2) 17 - ما روى في سعيدة مولاة جعفر 24 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن قال: حدثني محمد ابن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام ذكر أن سعيدة مولاة (1) غيبة الشيخ: 25 (2) رجال الكشى: 107
[438]
جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلمات سمعت من أبى عبد الله عليه السلام فانه كان عندها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وإن جعفرا قال لها: أسال الله الذى عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة وإنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام لم تكن تري في المسجد إلا مسلمة على النبي صلى الله عليه وآله خارجة إلى مكة أوقاد مة من مكة، وذكر أنه كان آخر قولها: وقد رضينا الثواب و أمنا العقاب (1). 18 - ما روى في سفيان بن عيينة 25 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن قال: حدثنا محمد ابن الوليد قال: حدثنا العباس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن سفيان بن عيينة لقى أبا عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية وقد بلغت هذا السن ؟ فقال: والذى بعث محمد ابا الحق لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولا يتنا أهل البيت للقى الله بميتة جاهلية (2). 19 - ما روى في صعصعة بن صوحان 26 - الطبرسي - رحمه الله - مرسلا عن أبى الحسن عليه السلام قال: عاد أمير المؤمنين عليه السلام صعصعة بن صوحان، ثم قال: يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك، و انظر لنفسك، كان الامر قد وصل إليك، ولا يلهينك الامل (3). 20 - ما روى في صفوان بن يحيى 27 - عنه قال: حدثني محمد بن قولوية، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد قال: دفعت ما خرج من غلة إسماعيل بن الخطاب مما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، فقال: رحم الله إسماعيل (1) رجال الكشى: 312. (2) رجال الكشى: 334. (3) مكارم الاخلاق: 416.
[439]
ابن الخطاب رحم الله صفوان فانهما من حزب آبائى، ومن كان من حزبنا أدخله الله الجنة، ومات صفوان بن يحيى في سنة عشر ومائتين بالمدينة، وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام، بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه، (1). 21 - ما روى في على بن ابى حمزة 28 - عنه عن محمد بن الحسين قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على الرضا عليه السلام، فقال لي، مات على بن أبى حمزة: قلت: نعم: قال: قد دخل النار قال: ففزعت من ذلك قال: أما أنه سئل عن الامام بعد موسى أبى فقال: لا أعرف إماما بعده، فقيل: لا فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا (2). 29 - عنه عن محمد بن مسعود قال. حدثني علي بن الحسين قال. على بن أبي حمزة كذاب متهم قال. روى أصحابنا أن الرضا عليه السلام، قال، بعد موته. اقعد علي ابن أبي حمزة في قبره، فسئل عن الائمة فاخبر باسمائهم حتى انتهى إلي فسئل، فوقف فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا (3). 30 - عنه قال: حدثني حمدوية قال: حدثني الحسن بن موسى، عن داود بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن عليه السلام، في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جهد الناس في إطفاء نور الله. فابى الله إلا أن يتم نوره بامير المؤمنين عليه السلام. فلما توفي أبو الحسن عليه السلام، جهد على بن أبي حمزة في إطفاء نور الله فابى الله إلا أن يتم نوره، وأن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروابه، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك إنهم على يقين من أمرهم، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروابه، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، إن الله (1) رجال الكشى: 423. (2) رجال الكشى: 376. (3) رجال الكشى: 376.
[440]
جل جلاله يقول: " فمستقر ومستودع " قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: المستقر: الثابت والمستودع: المعار (1). 31 - عنه قال: حدثني محمد بن مسعود قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد بن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي قال: حدثنا إسماعيل بن سهل قال: حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري، فقال له ابن أبى حمزة: ما فعل أبوك ؟ قال: مضى قال: مضى موتا ؟ قال: نعم، قال. إلى من عهد ؟ فقال: لى قال: فانت إمام مفترض الطاعة من الله ؟ قال: نعم. قال ابن السراج وابن المكاري: قد والله أمكنك من نفسه. قال: ويلك وبما أمكنت أتريد أن أتي بغداد وأقول لهارون أنا إمام مفترض الطاعة والله ما ذلك علي وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم، لئلا يصير سركم في ما يدعوكم. قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك، ولا يتكلم به، قال: بلى، لقد تكلم خير آبائي رسول الله، صلى الله عليه وآله لما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الاقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم: أنا رسول الله إليكم فكان أشدهم تكذيبا له وتاليبا عليه عمه أبو لهب. فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن خدشني خدش، فلست بنبي، فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة وأنا أقول: إن خدشني هارون خدشا، فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الامامة، فقال له علي: أنا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره إلا الامام مثله. فقال له أبو الحسن عليه السلام فاخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام، كان إماما أو كان غير إمام ؟ قال: كان إماما، قال: فمن ولى أمره قال: على بن الحسين. قال: وأين كان علي بن الحسين عليه السلام، قال: كان محبوسا في يد عبيد الله بن زياد في الكوفة، (1) رجال الكشى: 377.
[441]
قال: خرج وهم كانوا لا يعلمون: حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين عليه السلام أن ياتي كربلا، فيلي أمر أبيه، فهو أمكن صاحب هذا الامر أن ياتي بغداد فيلي أمر أبيه، ثم ينصرف، وليس في حبس ولا في إساءة قال له علي: إنا روينا أن الامام لا يمضي حتى يرى عقبه. فال أبو الحسن عليه السلام: ما رويتم في هذا الحديث غير هذا، قال: لا، قال: بلى والله يقدرويتم إلا القائم، وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل ؟ قال له علي بلى والله إن هذا لفى الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترأت على شئ تدع بعضه، ثم قال: يا شيخ اتق الله، ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالى (1). 32 - الحميرى عن الرضا: عليه السلام وأما ابن أبي حمزة فانما دعاه إلى مخالفتنا، والخروج عن أمرنا إنه عدا على مال لابي الحسن عليه السلام عظيم، فاقتطعه في حياة أبي الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه، والناس كلهم مسلمون ومجتمعون على تسليمهم الاشياء كلها إلي، فلما حدث ما حدث في هلاك أبي الحسن اغتنم الفراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إياي، ولعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذهابه به. وأما ابن أبي حمزة فانه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت عليه، فالقاه إلى الناس فلج فيه، فكره إكذاب نفسه في إبطال قوله باحاديث تأولها لم يحسن تأويلها، ولم يؤت عليها، ورأى أنه إذا لم يصدق بذلك لم يدر لعل ما خبره عنه السفياني وغيره إنه كائن لا يكون منه شئ، وقال لهم: ليس يسقط قول آبائه بشئ ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ، ولكن قصر علمه عن غايات ذلك، وحقايقه، فصارفتنة له وشبه عليه وفر من أمر فوقع فيه (2). (1) رجال الكشى: 393. (2) قرب الاسناد: 205.
[442]
33 - الطوسى - رحمه الله - قال: وروى أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في ابن أبي حمزة: أليس هو الذي يروى أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى، وهو صاحب السفياني، وقال: إن أبا إبراهيم عليه السلام يعود إلى ثمانية أشهر، فما استبان لهم كذبه (1). 34 - عنه قال: وروى محمد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السلام فلعنه، ثم قال إن علي بن أبي حمزة أراد إن لا يعبد الله في سمائه وأرضه، فابى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك، قلت: المشرك ؟ قال: نعم والله وإن رغم أنفه كذلك هو في كتاب الله " يريدون أن يطفؤا نور الله بافواههم " وقد جرت فيه وفي أمثاله أنه أراد أن يطفئ نور الله (2). 35 - ابن شهر آشوب - رحمه الله - مرسلا عن الحسن بن على الوشاء قال: دعاني سيدى الرضا عليه السلام بمرو، فقال: يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل في قبره الساعة، ودخلا عليه ملكا القبر فسالاه من ربك ؟ فقال: الله، ثم قالا من نبيك ؟ فقال: محمد، فقالا: من وليك ؟ فقال علي بن أبي طالب قالا: ثم، قال: الحسن قالا: ثم، قال: الحسين. قالا: ثم، قال: على بن الحسين، قالا: ثم من ؟ قال: محمد بن علي، قالا ثم من ؟ قال: جعفر بن محمد، قالا: ثم من ؟ قال موسى بن جعفر، وقالا: ثم من ؟ فلجلج، فزجراه وقالا: ثم من ؟ فسكت، فقالا: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا، ثم ضرباه بمقمعة، من نار، فالهبا عليه قبره إلى يوم القيامة، فخرجت من عند سيدي، فورخت ذلك اليوم فما مضت الايام حتى وردت كتب الكوفيين بموت البطائني في ذلك اليوم وأنه دخل قبره في تلك الساعة (3). (1) غيبة الشيخ: 46. (2) غيبة الشيخ: 46. (3) مناقب آل ابى طالب: 493.
[443]
22 - ما روى في على بن خطاب 36 - عنه قال: حدثني حمدوية قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن خطاب - وكان واقفيا - قال: كنت في الموقف يوم عرفة، فجاء أبو الحسن الرضا عليه السلام، ومعه بعض بني عمه، فوقف أمامي وكنت محموما شديدا الحمى، وقد أصابني عطش شديد. فقال الرضا عليه السلام، لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام وجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب، وصب الفضلة على رأسه من الحر، ثم قال: املاء فملا المشربة ثم قال: اذهب فاسق ذلك هذا الشيخ، قال: فجاءني بالماء فقال لي: أنت موعوك ؟ قلت: نعم قال اشرب فشربت، فذهبت والله الحمى، فقال لي يزيد بن إسحاق: ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر ؟ قلت: يا أخي دعنا. قال له يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب، وكان واقفيا مثله، قال كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنبى إنسان ضخم آدم، فقلت له: من الرجل ؟ فقال لي: مولى لبني هاشم قلت: فمن أعلم بنى هاشم ؟ قال: الرضا عليه السلام قلت: فما باله لا يجيئ عنه كما يجيئ عن آبائه ؟ فقال لى: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه إلي فقرأته فإذا خط ليس بجيد، فإذا فيه يا إبراهيم إنك نجل عن آبائك وإن لك من الولد كذا وكذا من الذكور فلان وفلان حتى عدهم باسمائهم ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات باسمائهن وكانت بنت ملقبة بالجعفرية، قال: فخط على اسمها، فلما قرأت الكتاب قال لى: هاته، قلت، دعه قال: لا، امرت أن أخذه منك فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ما تا على شكهما، (1)، (1) رجال الكشى: 398.
[444]
23 - ما روى في عبد الله بن طاوس 37 - عنه قال: وكان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه: حدثني الحسن بن أحمد المالكي قال: عبد الله بن طاوس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: إن لي ابن أخ وقد زوجته ابنتى وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق فقال له: إن كان من إخوانك فلا شئ عليه وإن كان من هؤلاء فانتزعها منه، فانما عنى الفراق. فقلت له: أروى عن آبائك عليهم السلام إياكم والمطلقات ثلاثا في مجلس، فانهن ذوات أزواج فقال: هذا من إخوانكم لامنهم، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم، قال: قلت له: إن يحيى بن خالدشتم أباك موسى بن جعفر عليه السلام قال: نعم سمه في ثلاثين رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة ؟ قال: غاب عنه المحدث. قلت: ومن المحدث ؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الائمة عليهم السلام وليس كل ما طلب وجد. ثم قال: إنك ستعمر، فعاش مائة سنة (1). 24 - ما روى في على بن عبيد الله 38 - عنه قال: قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه: حدثني محمد ابن يحيى العطار قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان ابن جعفر قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أشتهى أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام اسلم عليه قلت: فما يمنعك من ذلك ؟ قال: الاجلال والهيبة له وأتقى عليه. قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة، وقد عاده الناس، فلقيت علي بن عبيد الله فقلت، فدجائك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس فان أردت الدخول عليه فاليوم. قال: فجاء إلى أبى الحسن عليه السلام عائدا فلقيه (1) رجال الكشى: 503.
[445]
أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من المنزلة والتعظيم، ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا. ثم مرض على بن عبيد الله فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه، فجلس حتى خرج من كان في البيت فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج، خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به. قال سليمان: ثم دخلت على علي بن عبيد الله فاخبرني بما فعلت ام سلمة فخبرت به أبا الحسن عليه السلام فقال يا سليمان: إن علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة، يا سليمان إن ولد علي وفاطمة عليهم السلام إذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس. (1) 25 - ما روى في على بن مروان الجوانى 39 - عنه قال: حمدوية وإبراهيم قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال: كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السلام، إلى خراسان وكان من قرابته. (2) 26 - ما روى في على بن يقطين 40 - عنه قال: محمد بن مسعود قال: حدثنى محمد بن نصير وجبرئيل بن أحمد قالا: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثني يعقوب بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن الخراساني عليه السلام، يقول: أما أن علي بن يقطين مضى، وصاحبه عنه راض يعنى أبا الحسن عليه السلام (3). 27 - ما روى في قيس 41 - عنه قال: حدثنى محمد بن مسعود قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: (1) رجال الكشى: 495. (2) رجال الكشى: 427. (3) رجال الكشى: 466.
[446]
حدثني معمر بن خلاد قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إن رجلا من أصحاب علي عليه السلام يقال له قيس كان يصلي، فلما صلى ركعة أقبل أسود سالخ، فصار في موضع السجود، فلما نحى جبينه عن موضعه تطوق الاسود في عنقه ثم انساب في قميصه. وإني أقبلت يوما من الفرع فحضرت الصلاة فنزلت، فصرت إلى ثمامة، فلما صليت ركعة أقبل أفعي نحوي فاقبلت على صلاتي لم اخففها ولم ينقص منها شئي، فدنا مني ثم رجع إلى ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم اخفف دعائي دعوت بعض من معي فقلت: دنك الافعي تحت الثمامة، ومن لم يخف إلا الله كفاه (1) 28 - ما روى في محمد بن ابى زينب الاسدي 42 - عنه عن سعد قال: حدثنى أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبى يحيى بن سهل ابن زياد الواسطي ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر، وأبي يحيى الواسطي قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام، فاذاقه الله مر الحديد، كان مغيرة بن سعيد يكذب على أبى جعفر عليه السلام، فاذاقه الله مر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب على أبى الحسن موسى عليه السلام، فاذاقه الله حر الحديد وكان أبو الخطاب يكذب على أبى عبد الله عليه السلام، فاذاقه الله حر الحديد، والذى يكذب على محمد بن فرات. قال، أبو يحيي وكان محمد بن فرات من الكتاب فقتله إبراهيم بن شكلة (2). 29 - ما روى في محمد بن سنان 43 - عنه عن حمدويه: قال: حدثنا أبو سعيد الادمى، عن محمد بن مرزبان عن محمد بن سنان: قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام، وجع العين فاخذ قرطاسا فكتب إلى (1) رجال الكشى: 88. (2) رجال الكشى: 256.
[447]
أبي جعفر عليه السلام وهو أول شيئى، فدفع الكتاب إلى الخادم، وأمرني أن أذهب معه وقال: اكتم فاتيناه وخادم قد حمله. قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدى أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام، ينظر في الكتاب، ويرفع رأسه إلى السماء ويقول: ناج ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد. قال: فقلت لابي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا على هذه الامة، كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل. قال: ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذاعت ما كان من أبى جعفر عليه السلام في أمر عيني فعاود في الوجع، قال: قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس. فقال إن الله غضب على ملك من الملائكة، يدعى فطرس، فوق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام، بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله، ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبرئيل صديقا لفطرس، فمر به و هو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد صلى الله عليه وآله ليشفع فيك ؟ فقال فطرس: نعم فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلى الله عليه وآله فبلغه تهنئة ربه تعالى، ثم حدثه بقصة فطرس فقال محمد صلى الله عليه وآله، لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين، وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر الله جناحه ورده إلى منزله مع الملائكة (1). 30 - ما روى في محمد بن الفرات 44 - عنه قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن فرات قال: كان يغلو في القول، و (1) رجال الكشى: 487.
[448]
كان يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا عليه السلام، خمرة فتمرة، فقال محمد: إنما بعث بالخمرة لا صلي عليها وحثني عليها، والتمر نهاني عن الانبذة، قال نصر بن صباح: محمد بن الفرات كان بغداديا (1). 45 - عنه قال: حدثني الحسين بن الحسن القمي قال: حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني العبيدي، عن يونس قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس أما ترى إلى محمد بن الفرات، وما يكذب علي، فقلت: أبعده الله وأسحقه وأشقاه فقال: قد فعل الله ذلك به أذاقه الله حر الحديد، كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا، يا يونس إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتامرهم بلعنه، والبراءة منه فان الله يبرأ منه. (2) 46 - عنه قال: قال سعد: وحدثني ابن العبيدي قال: حدثني أخى جعفر بن عيسى، وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: آذاني محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر الحديد، آذاني لعنه الله ما أذى أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد عليه السلام، بمثله، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات والله، ما من أحد يكذب علينا إلا ويذيقه الله حر الحديد. (3) 31 - ما روى في مرزبان بن عمران الاشعري القمى 47 - الشيخ المفيد - رحمه الله - باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، وأحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن المرزبان بن عمران القمي الاشعري، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أسالك عن أهم الاشياء والامور إلي، أمن شيعتكم أنا ؟ فقال: نعم، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: وإسمى مكتوب عندك ؟ قال: نعم. (4) 32 - ما روى في مسافر مولى الرضا عليه السلام 48 - عنه عن حمدويه وإبراهيم قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال: (1) رجال الكشى: 464 (2) رجال الكشى: 464 (3) رجال الكشى: 464 (4) الاختصاص: 88 والكشى: 426
[449]
أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان فقال: ألحق بابي جعفر فانه صاحبك (1). 33 - ما روى في ميثم التمار 49 - عنه قال: وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم، قال: أتى ميثم التمار، دار أمير المؤمنين عليه السلام، فقيل له إنه نائم، فنادى باعلى صوته انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك ورأسك فقال صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك، ولسانك وليقطعن من النخلة التي بالكناسة، فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها، قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إن عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إي ورب الكعبة: كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: لياخذنك العتل الزنيم، ابن الامة الفاجرة، عبيدالله بن زياد، قال: وكان يخرج إلى الجبانة، وأنا معه، فيمر بالنخلة فيقول لى، يا ميثم إن لك ولها شانا من الشان. قال: فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة، فتخرق، فتطير من ذلك فامر بقطعها، فاشتراها رجل من التجارين، فشقها أربع قطع، قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسمارا من حديد، فانقش عليه إسمى وإسم أبي، ودقه في بعض تلك الاجذاع. قال: فلما مضى بعد ذلك أيام أتى قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الامير نشكو إليه عامل السوق، ونساله أن يعزله عنا ويولى علينا غيره، قال: وكنت خطيب القوم فنعيت لي، وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: (1) رجال الكشى: 426.
[450]
أصلح الله الامير تعرف هذا المتكلم ؟ قال: ومن هو ؟ قال: هذا ميثم التمار، الكذاب، مولى الكذاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوى جالسا فقال لي: ما يقول ؟ فقلت: كذب أصلح الله الامير بل أنا الصادق مولى الصادق علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين، فقال لي: لتبر أن من علي ولتذكرن مساويه، وتتولي عثمان، وتذر محاسنه، أو لا قطعن يديك، ورجليك ولا صلبنك. فبكيت فقال لي: بكيت من القول دون الفعل ؟ فقلت: والله ما بكيت من القول، ولا من الفعل، ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي و مولاي، فقال لي: وما قال لك مولاك قال: فقلت أتيت الباب فقيل لي: إنه نائم فناديت إنتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك، ولسانك ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ياخذك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيد الله بن زياد، قال: فامتلا غيظا ثم، قال لي: والله لا قطعن يديك ورجليك ولادعن لسانك، حتى أكذبك و أكذب مولاك، فامر به فقطعت يداه ورجلاه ثم أخرج، وأمر به أن يصلب، فنادى باعلى صوته: أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون، عن علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب، قال: وخرج عمر وبن حريث، وهو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة ؟ فقالوا: ميثم التمار يحدث الناس، عن على بن أبي طالب عليه السلام قال: فانصرف مسرعا فقال: أصلح الله الامير بادر وابعث إلى هذا من يقطع لسانه فانى لست آمن أن تتغير قلوب أهل الكوفة، فيخرجوا عليك. قال: فالتفت إلى حرسي فوق رأسه فقال. إذهب فاقطع لسانه، قال: فاتاه الحرسي فقال له: يا ميثم، قال: ما تشاء قال: أخرج لسانك فقد أمرنى الامير بقطعه قال ميثم: ألا زعم ابن الامة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي، هاك لساني قال:
[451]
فقطع لسانه وتشحط ساعة في دمه، ثم مات، وأمر به فصلب، قال: صالح فمضيت بعد ذالك بايام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار (1). 34 - * (ما روى في وهب بن وهب أبو البخترى) * 50 - عنه قال: ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة القتيبي، عن علي ابن سلمة الكوفي: أبو البختري، اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الاسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو رباه، وقال، علي أيضا: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: كان أبو البختري من أكذب البرية (2). 51 - عنه، عن محمد بن مسعود قال: حدثني على بن فضال: حدثنا محمد بن الوليد البجلي قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال العباس: سمعت رجلا يخبر أن أبا البختري كان يحدث أن النار تستامر في قرشي سبع مرات، قال، فقال له أبو الحسن، قد قال الله عز وجل، " عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (3). 52 - عنه قال، قال العباس: ذكر رجل لابي الحسن عليه السلام، أبا البختري و حديثه عن جعفر وكان الرجل يكذبه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: لقد كذب على الله وملائكته ورسله، ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه أنه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده عليه السلام إلى نخلة حتى إذا كان ببعض الطريق لقيته ام أبي البختري، فوقف، و عدل بوجه دابته، فارسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه، وجده إلى المدينة، أتي قوم جعفر فذكر واله خطبة أم أبي البختري فقال لهم، ما أفعل (4). 35 - * (ما روى في هشام بن ابراهيم العباسي) * 53 - عنه عن محمد بن الحسن قال، حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن (1) رجال الكشى: 79. (2) رجال الكشى: 261. (3) رجال الكشى: 261. (4) رجال الكشى: 261.
[452]
الريان بن الصلت قال، قلت لابي الحسن عليه السلام إن هشام بن إبراهيم العباسي زعم أنك أحللت له الغناء فقال، كذب الزنديق إنما سألني، عنه فقلت له، سال رجل أبا جعفر عليه السلام، فقال له أبو جعفر، إذا فرق الله بين الحق والباطل، فاينما يكون الغناء ؟ فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام، قد قضيت (1). 54 - عنه عن محمد بن مسعود، قال، حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن زيد عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى، وابن سنان أنهما سمعا أبا الحسن عليه السلام، يقول: لعن الله العباسي، فانه زنديق وصاحبه يونس، فانهما يقولان بالحسن والحسين (2). 55 - عنه عن محمد بن مسعود قال، حدثني علي قال، حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي طالب عن معمر بن خلاد قال، سمعت الرضا عليه السلام يقول، إن العباسي زنديق وكان أبوه زنديقا (3). 56 - عنه، عن محمد بن مسعود قال، حدثنى أحمد، عن أبي طالب قال، حدثني العباسي أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سالك أمير المؤمنين ؟ قال: فقال فانت أيضا على يا عباسي، فقال: نعم ولتجبه إلى ما سالك أولا عطينك القاضية يعنى السيف (4). 36 - * (ما روى في هشام بن الحكم) * 57 - عنه قال، حدثنى حمدوية قال، حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى، عن علي بن يونس بن بهمن، قال، قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن أصحابنا قد اختلفوا، فقال، أي شئ اختلفوا فيه ؟ احك لى من ذلك شيئا، قال: فلم يحضرني إلا ما قلت، جعلت فداك، من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال (1) رجال الكشى: 422. (2) رجال الكشى: 422. (3) رجال الكشى: 422. (4) رجال الكشى: 422.
[453]
زرارة: إن المنفي ليس بشئ، وليس بمخلوق، وقال هشام: إن المنفي شئ مخلوق فقال لي: قل في هذا بقول هشام ولا تقل بقول زرارة (1). 58 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي، قال: حدثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرقي لابي الحسن الثاني عليه السلام: جعلت فداك، روى عنك المشرقي وأبو الاسود أنها سالاك عن هشام بن الحكم، فقلت ضال مضل شرك في دم أبي الحسن، فما تقول فيه يا سيدي نتولاه ؟ قال: نعم، فاعاد عليه نتولاه على جهة الاستقطاع قال: نعم تولوه، نعم تولوه إذا قلت لك فاعمل به ولا تريد أن تغالب به. اخرج الان فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبرتكم أن هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرة (2). 59 - عنه قال: حدثنا حمدوية وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثني رجل، عن عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن هشام بن الحكم، قال: فقال لي، رحمه الله كان عبدا ناصحا، وأوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له (3). 60 - عنه عن محمد بن نصير قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام، عظة ما ترى حال هشام بن الحكم، فهو الذي صنع بابي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أترى الله أن يغفر له ما ركب منا (4). 61 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام، قال: ذكر الرضا عليه السلام العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث، يعنى يونس بن عبد الرحمن وأبو الحارث (1) رجال الكشى: 229. (2) رجال الكشى. 299. (3) رجال الكشى: 330. (4) رجال الكشى: 237.
[454]
من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وابو شاكر زنديق (1). 37 - ما روى في هشام بن سالم 62 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني على بن محمد القمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسي بن عيسى، من أهل همدان، قال: حدثني إشكيب بن عبدك الكيساني قال: حدثني عبد الملك بن هشام الحناط قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أسالك جعلني الله فداك ؟ قال: سل يا جبلي، عماذا تسألني ؟ فقلت جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن لله عز وجل صورة وأن آدم خلق على مثل الرب، فنصف هذا، ونصف هذا، وأوميت إلى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين، وهشام بن الحكم أن الله شئ لا كالاشياء وأن الاشياء بائنة منه، وأنه بائن من الاشياء. وزعما أن إثبات الشئ أن يقال جسم فهو لا كالاجسام، شئ لا كالاشياء ثابت موجود غير مفقود، ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه فباى القولين أقول ؟ قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق، تعالى الله الذي ليس له شبه، ولا مثل ولا عدل، ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال: قلت فيعطى الزكاة من خالف هشاما في التوحيد ؟ فقال برأسه: لا (2). 38 - ما روى في أبى بصير يحيى بن القاسم 63 - عنه قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس، قال: حدثنا الحسن بن قياما (1) رجال الكشى: 237. (2) رجال الكشى: 241.
[455]
الصيرفي قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسالت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. قلت فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير أن أبا عبد الله عليه السلام، قال: إن جاءكم من يخبركم أن أبنى هذا مات، وكفن وقبر، ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به ؟ قال: قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه إنما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الامر (1). 39 - ما روى في يونس بن عبد الرحمن 64 - عنه عن على بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى، ومحمد بن يونس، أن الرضا عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات (2). 65 - عنه قال: وقال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام، يقول، أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم منا أربعة علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام، ويونس في زمانه كسلمان في زمانه (3). 66 - عنه قال: حدثني آدم بن محمد قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري قال: حدثني محمد بن موسى السمان قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى قال: كنت عند أبى الحسن الرضا عليه السلام، وعنده يونس بن عبد الرحمن إذا استاذن عليه قوم من أهل البصرة، فاومى أبو الحسن عليه السلام إلى يونس ادخل البيت فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإياك أن تتحرك حتى تؤذن لك. فدخل البصريون وأكثر والقول من الوقيعة. والقول في يونس وأبو الحسن، عليه السلام، مطرق، حتى لما أكثر وقاموا فودعوا وخرجوا، فاذن ليونس بالخروج، (1) رجال الكشى: 402. (2) رجال الكشى: 409. (3) رجال الكشى: 410.
[456]
فخرج باكيا، فقال: جعلني الله فداك أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابي فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا يونس فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك راضيا. يا يونس حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون كانك تريد أن يكذب على الله في عرشه، يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة، ثم قال الناس بعرة، أو بعرة وقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا ؟ فقلت: لا فقال: هكذا أنت يا يونس إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس (1). 67 - عنه قال: حدثني علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه قال الفضل: ولقد حج يونس إحدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا عليه السلام (2). 68 - عنه عن على بن محمد القتيبي قال: حدثنى أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبو جعفر البصري - وكان ثقة فاضلا صالحا - قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا عليه السلام، فشكى إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا تبلغ (3). 69 - عنه عن حمدوية وإبراهيم قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني هشام المشرقي أنه دخل على أبي الحسن الخراساني عليه السلام قال: إن أهل البصرة سالوا عن الكلام، فقالوا، إن يونس يقول: إن الكلام ليس بمخلوق. أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السلام حين سئل عن القرآن أخالق هو أم مخلوق فقال لهم: ليس بخالق، ولا مخلوق، إنما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس وقالوا إن يونس، يقول: إن من السنة أن يصلى الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة (1) رجال الكشى: 411. (2) رجال الكشى: 412. (3) رجال الكشى: 413. (*)
[457]
فقلت: صدق يونس (1). 70 - عنه عن على بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني مروك بن عبيد، عن محمد بن عيسى القمي قال: توجهت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستقبلني يونس مولى آل يقطين فقال أين تذهب ؟ قلت: اريد أبا الحسن قال: إساله عن هذه المسالة قل له: خلقت الجنة بعد ؟ فاني أزعم أنها لم تخلق. قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فجلست عنده، فقلت له: إن يونس مولى آل يقطين أو دعني إليك رسالة، قال: وماهي قلت: قال: أخبرني عن الجنة خلقت بعد، فاني أزعم أنها لم تخلق، فقال: كذب فاين جنة آدم ؟ عليه السلام (2). 71 - عنه عن جبرئيل بن أحمد قال: سمعت محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي قال: قلت للرضا عليه السلام: أن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فآخذ معا لم دينى من يونس مولى آل يقطين قال: نعم (3). 72 - عنه قال: حدثنى على بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى قال: قال ياسر الخادم أن أبا الحسن الثاني عليه السلام أصبح في بعض الايام فقال لي، رأيت البارحة مولى لعلي بن يقطين، وبين عينيه غرة بيضاء فتاولت ذلك على الدين (4). 73 - عنه عن علي قال: حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد، عن مروك ابن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: إن يونس يقول إن الجنة والنار لم يخلقا، فقال: ماله لعنه الله وأين جنه آدم (5). 74 - عنه عن على قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يقوب، عن الحسن بن راشد، عن محمد بن أبادية قال. كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في يونس، فكتب: لعنه الله ولعن أصحابه، أو برئ الله منه وأصحابه (6). (1) رجال الكشى: 415. (2) رجال الكشى: 415. (3) رجال الكشى: 415. (4) رجال الكشى: 415. (5) رجال الكشى: 415. (6) رجال الكشى: 415.
[458]
75 - عنه عن على بن محمد قال قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بهمن، قال: قال لي يونس اكتب إلى أبي الحسن عليه السلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شئ ؟ قال: فكتب إليه، فاجابه هذه المسالة مسالة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرؤن منك، قال: قلت ليونس: يبرؤن منى أو منك ؟ (1). 76 - عنه عن علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسين بن راشد قال لما ارتحل أبو الحسن عليه السلام إلى خراسان قال: قلنا ليونس هذا أبو الحسن حمل إلى خراسان فقال: إن دخل في هذا الامر طائعا أو مكرها فهو طاغوت (2). 77 - عنه عن جعفر بن أحمد، عن يونس قال: قلت له عليه السلام: قد عرفت انقطاعي إليك وإلى أبيك، وحلفته بحق الله، وحق رسوله وحق أهل بيته وسميتهم حتى انتهيت إليه أن لا يخرج ما يخبرني به إلي الناس، وإني أرجو أن يقول أبي حي ثم سألته عن أبيه أحي أم ميت ؟ فقال: قدو الله مات، قلت: جعلت فداك إن شيعتك أو قلت مواليك يروون أن فيه شبه أربعة أنبياء قال: قد والله الذي لا إله إلا هو هلك قال: قلت: هلاك غيبة أو هلاك موت ؟ فقال: هلاك موت والله، قلت: جعلت فداك. فلعلك منى في تقية ؟ قال: فقال: سبحان الله قد والله مات قلت: حيث كان هو في المدنية ومات أبوه في بغداد فمن أين علمت موته ؟ قال: جاءني منه ما علمت به أنه قد مات قلت: فأوصى إليك ؟ قال: نعم قلت: فما شرك فيها أحد معك ؟ قال: لا، قلت: فعليك من إخوانك إمام ؟ فقال: لا قلت: فانت إمام قال: نعم (3). 78 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن على بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند الرضا عليه السلام ومعه كتاب. يقرأه في بابه حتى ضرب به الارض، فقال: كتاب ولد الزنا للزانية فكان كتاب يونس (4). (1) رجال الكشى: 415. (2) رجال الكشى: 416. (3) رجال الكشى: 417. (4) رجال الكشى: 417.
[459]
79 - عنه عن طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد قال: حدثني الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن يسار، عن الحسن بن بنت إلياس، عن يونس بن بهمن قال: قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام، هل فيه من جوهرية الرب شئ قال: فكتب إلى جواب كتابي ليس صاحب هذا المسالة على شئ من السنة زنديق (1). 80 - عنه عن آدم بن محمد القلانسى البلخي قال. حدثني علي بن محمد القمى قال: حدثني أحمد بن عيسى القمي، عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت: اصلي خلف من لا أعرف ؟ فقال: لا تصل إلا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلى خلف يونس وأصحابه ؟ فقال: يابى ذلك عليكم علي بن حديد آخذ بقوله في ذلك ؟ قال: نعم قال فسالت على بن حديد عن ذلك فقال: لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه (2). 81 - عنه عن آدم قال: حدثني على بن محمد بن يزيد القمى، قال: حدثنى أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم الحضيني الاهوازي قال: لما حمل أبو الحسن إلي خراسان قال يونس بن عبد الرحمن: إن دخل في هذا الامر طائعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم (3). 82 - عنه عن آدم بن محمد قال: حدثني علي بن محمد القمي قال: حدثنى أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، إذ ورد عليه كتاب يقرأه فقرأه ثم ضرب به الارض فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس (4). 83 - عنه عن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثنى عبد العزيز بن المهتدي - وكان خير قمى رأيته وكان وكيل الرضا عليه السلام و خاصته - قال سالت الرضا صلوات الله عليه فقلت: إنى لا ألقاك في كل وقت، فممن (1) رجال الكشى: 417. (2) رجال الكشى: 418. (3) رجال الكشى. (4) رجال الكشى: 417.
[460]
آخذ معالم دينى ؟ قال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن (1). 40 - ما روى في الواقفية 84 - عنه قال: حدثنى محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراني قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس قال: حدثنى أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره عن علي بن عبد الله الزهري قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أساله عن الواقفه ؟ فكتب: الواقف عاند من الحق، ومقيم على سيئة، إن مات بها، كانت جهنم مأواه وبئس المصير (2). 85 - عنه عن جعفر بن معروف قال: حدثنى سهل بن يحيى قال: حدثنى الفضل ابن شاذان رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة ؟ فقال: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة (3). 86 - عنه قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه: حدثني سهل بن زياد الادمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الاقرع قال: حدثني جعفر بن بكير قال حدثني يوسف بن يعقوب، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: اعطي هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا ؟ قال: لا تعطهم فانهم كفار مشركون زنادقة (4). 87 - عنه قال: حدثني عدة من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعناه يقول: يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة، قال: فقال: حضرت رجلا منهم وقد احتضر. فسمعته يقول: هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه السلام، قال: فقلت هذا هو (5) 88 - عنه عن أبي صالح خلف بن حامد الكشي. عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح، قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: ما يقول الناس هذه الآية ؟ قلت جعلت فداك فاي آية ؟ قال: قول الله عز وجل " وقالت اليهوديد الله مغلولة غلت أيديهم (1) رجال الكشى: 406. (2) رجال الكشى: 387. (3) رجال الكشى: 388. (4) رجال الكشى: 388. (5) رجال الكشى: 389.
[461]
ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ". قلت: اختلفوا فيها قال أبو الحسن عليه السلام: ولكن أقول نزلت في الواقفة، إنهم قالوا: لا إمام بعد موسى عليه السلام، فرد الله عليهم، بل يداه مبسوطتان، واليد هو إلامام في باطن الكتاب، وإنما عنى بقولهم: لا إمام بعد موسى بن جعفر (1). 89 - عنه عن خلف، عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: يا محمد بلغني أنك تجالس الواقفة ؟ قلت: نعم. جعلت فداك اجالسهم وأنا مخالف لهم قال: لا تجالسهم، فان الله عز وجل يقول: " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " يعنى بالآيات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة (2). 90 - عنه عن خلف قال: حدثني الحسن بن على، عن سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة، فسأله عن الواقفة، فقال أبو الحسن عليه السلام: " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " والله إن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم (3). 91 - عنه عن محمد بن الحسن البراني قال: حدثني أبو علي قال: حدثني يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن رجل من أصحابنا قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك، يزعمون أنه لم يمت، قال: كذبوا، وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان الله يمد في أجل أحمد من بني آدم لحاجة الخلق إليه، لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (4). 92 - عنه عن محمد بن الحسن البراني، قال: حدثنى أبو على الفارسي قال: حدثني ميمون النخاس، عن محمد بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك (1) رجال الكشى: 388. (2) رجال الكشى: 389. (3) رجال الكشى: 389. (4) رجال الكشى: 379.
[462]
ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السلام قال: لعنهم الله، ما أشد كذبهم، أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلى هذا الامر من ولدي (1). 93 - عنه عن محمد بن الحسن البراني قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن الحسين الكوفي، عن محمد بن جبار، عن عمر بن فرات قال: سالت أبا الحسن عليه السلام، عن الواقفة قال: يعيشون حيارى ويموتون، زنادقة (2). 94 - عنه عن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني العباس بن معروف، عن الحجال عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: ذكرت الممطودة وشكهم فقال: يعيشون ما عاشوا في شك ثم يموتون زنادقة (3). 95 - عنه عن حمدوية قال: حدثنى: محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إليه يعنى أبا الحسن عليه السلام: جعلت فداك قد عرفت بعض هذه الممطورة أفاقنت عليهم في صلاتي ؟ قال: نعم اقنت عليهم في صلاتك (4). 96 - عنه عن خلف بن جابر الكشي قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيى بن المبارك قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام، بمسائل فأجابني، وكتبت وذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل: " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء " فقال: نزلت في الواقفة، ووجدت الجواب كله بخطه: ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين، هم ممن كذب بآيات الله ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت (5). 97 - العياشي مرسلا، عن عبد الله بن جندب قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت، إنهم كانوا بالامس لكم إخوانا، والذي صار وإليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم والبراءة منكم، والذين تافكوا به من (1) رجال الكشى: 390. (2) رجال الكشى: 391. (3) رجال الكشى: 391. (4) رجال الكشى: 392. (5) رجال الكشى: 392.
[463]
حيوة أبي صلوات الله عليه ورحمته، وذكر في آخر الكتاب أن هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة وليس عليهم أمر دينهم. وذلك لما ظهرت فريتهم، واتفقت كلمتهم، وكذبوا على عالمهم، وأراد والهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم ومن وكيف ؟ فأتاهم الهلك من مامن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربك بظارم للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير. ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لان الله يقول في محكم كتابه: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعنى آل محمد، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه (1). قال العطاردي: قد مضى في الجزء الاول في كتاب الامامة - باب دلالات الرضا - عليه السلام أخبارا كثيرة يناسب هذا الكتاب فراجع. (1) تفسير العياشي: 1 - 260.
[464]
(كتاب النوادر) 1 - الحميري عن معاوية بن حكيم، عن البزنطي قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: للناس في المعرفة صنع ؟ قال: لا قلت: لهم عليها ثواب. قال: يتطول عليهم بالثواب، كما يتطول عليهم بالمعرفة (1). 2 - الحميري عن البزنطي قال: وسالته عن القانع والمتعر قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، قال: وقلت للرضا عليه السلام: إن رجلا من أصحابنا سمعي وأنا أقول: أن مروان بن محمد، لو سئل عنه، عن صاحب القبر ما كان عنده منه علم، فقال الرجل: إنما عنى بذلك، أبو بكر وعمر. فقال لقد جعلهما في موضع صدق. قال جعفر بن محمد عليه السلام: إن مروان بن محمد لو سئل عنه محمد صلى الله عليه وآله، ما كان عنده منه علم، لم يكن من الملوك الذين سموا له، وإنما كان له أمرا طرا، قال أبو عبد الله وأبو جعفر، وعلي بن الحسين، والحسين بن علي والحسن بن علي. وعلى بن أبي طالب والله لولا آية في كتاب الله حدثنا كم بما يكون إلى أن تقوم الساعة، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (2). 3 - عنه عن البزنطى قال: وسالته عن الحيطان السبعة، قال كانت ميراثا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقف، وكان رسول الله ياخذ منها ما ينفق على أضيافه والنائبة يلزمه فيها، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام، فشهد علي وغيره أنها وقف، وهي الدلال، والعواف، والحسنى، والصافية وما ام إبراهيم والميثب، والبرقة (3). 4 - عنه، عن البزنطي قال: وسالته عن قرب هذا الامر، فقال: قال أبو عبد الله عليه السلام حكاه عن أبي جعفر قال: أول علامات الفرج سنة خمسين وسبعين ومائة، وفي سنة تسعين ومائة يخلع العرب أعنتها، وفي سنة تسع وسبعين ومائة يكون العناء، (1) قرب الاسناد: 207. (2) قرب الاسناد: 213.
[465]
وفي سنة ثمان ومائه يكون الجلاء، فقال: أما ترى بني هاشم، قد انقلعو بأهلهم، وأولادهم فقلت لهم الجلاء، قال وغيرهم في سنة تسع وتسعين ومائة، يكشف الله البلاء إن شاء الله. وفي سنة مأتين يفعل الله ما يشاء، فقلت له: جعلت فداك أخبرنا بما يكون في سنة مأتين ؟ قال: لو أخبرت أحدا لاخبرتكم، وقد خبرتكم، بمكانتكم مما كان هذا من رأى أنه يظهر مني إليكم، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شئ من الحق لم يقدر العباد على ستره. فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الاول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك فلان على رأس فلان وفلان وليس لبني فلان سلطان بعدهما، قال: قد قلت ذاك فقلت: أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الامر ؟ قال: لا. قلت: يكون ما ذا ؟ قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك: قلت تعني خروج السفياني فقال: لا قلت: فقيام القائم عليه السلام قال: يفعل الله ما يشاء، قلت فأنت هو ؟ قال: لاحول ولا قوة إلا بالله. وقال. إن قدام هذا الامر علامات حدث تكون بين الحرمين قلت: ما الحدث ؟ قال: عصبة تكون، ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا، قلت: جعلت فداك إن الكوفة قال: تبت لي والمعاش بها ضيق، وإنما كان معاشنا ببغداد، وهذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق. فقال: فإن أردت الخروج فاخرج فإنها سنة مضطربة، وليس للناس بد من معاشيهم، فلا تدع الطب، فقلت له: جعلت فداك إنهم قوم ملا، ونحن نحتمل التأخير، فنبايهم بتأخير سنة، قال: نعم قلت: سنتين قال: بعهم قلت: ثلاث سنين قال: لا يكون لك شئ أكثر من ثلاث سنين (1). 5 - عنه عن البزنطي قال: وسمعته يقول: إن أهل الطائف أسلموا، فأعتقهم. (1) قرب الاسناد: 217.
[466]
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل عليهم العشر، ونصف العشر، وأهل مكة كانوا أسرى، فاعتقهم رسول الله وقال: أنتم الطلقاء (1). 6 - عنه عن البزنطي قال: وكان أبو جعفر يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل خروجه، منها أحداث قد مضى منها ثلاثة، وبقي واحد قلنا: جعلنا فداك، وما مضى منها ؟ قال: رجب خلع فيها صاحب خراسان، ورجب وثب فيه علي بن زبيدة، ورجب يخرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة، قلنا له فالرجب الرابع متصل به قال هكذا قال أبو جعفر. قال: وكان في الكنز الذي قال: " وكان تحته كنز لهما " لوح من ذهب فيه، بسم الله الرحمن الرحيم، محمد رسول الله عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها باهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله بتارك وتعالى في قضائه ولا يستبطئه في رزقه. قلنا له: إن أهل مصريز عمون أن بلادهم مقدسة، قال وكيف ذلك ؟ قلت: جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون الفايد خلون الجنة بغير حساب، قال لا لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بنى إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخبرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج عظام يوسف منها. فاستدل موسى على من يعرف القبر، فدل على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى أن تدله عليه، فابت إلا على خصلتين، فيدعو الله أن يذهب بزمانها، ويصيرها الله في الجنة في الدرجة التي هو فيها، فاعظم ذلك موسى، فأوحى الله إليه وما يعظم عليك من هذا أعطها ما سالت، ففعل فوعدته طلوع القمر، فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده، فاخرج من النيل في سفط مرمر، فحمله موسى (2). 7 - عنه، عن البزنطى قال: قال: وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: ما من بر ولا (1) قرب الاسناد: 227. (2) قرب الاسناد: 220.
[467]
فاجر يقف بجبال عرفات، فيد عوالله إلا استجاب له، أما البرففي حوائج الدنيا و الآخرة، وأما الفاجر ففي أمر الدنيا (1) 8 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن محمد بن أشيم عن صفوان بن يحيي قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن ذالفقار سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: نزل به جبرئيل عليه السلام من السماء وكانت حيلته فضة (2). 9 - عنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام، يقول: ربما رأيت الرؤيا فاعبرها والرؤيا على ما تعبر (3). 10 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الرؤيا على ما تعبر فقلت له: إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن امرأة رأت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أن جزع بيتها قد انكسر، فاتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يقدم زوجك وياتي وهو صالح قد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبي صلى الله عليه وآله. ثم غاب عنها زوجها غيبة اخري فرأت في المنام كان جذع بيتها قد انكسر فاتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقصت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك وياتي صالحا فقدم على ما قال ؟ ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء: يموت زوجك. قال: فبلغ ذلك البنى صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ألا كان عبر لها خيرا (4). 11 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن (1) قرب الاسناد: 221 (2) روضة الكافي: 267. (3) روضة الكافي: 335. (4) روضة الكافي: 335.
[468]
صفوان بن يحيى، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثلت له امته في الطين فعرفهم باسمائهم وأسماء آبائهم، وحلاهم، قال فقلت: جعلت فداك جميع الامة من أولها إلى آخرها قال: هكذا قال أبو جعفر، أو جعفر (1). 12 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن الاعمال تعرض على رسول الله أبرارها وفجارها (2). 13 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثني الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد ابن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ظهر في بنى إسرائيل قحط شديد، سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتاكل فنادى السائل يا أمة الله الجوع. فقالت المرأة: أتصدق في مثل هذا الزمان فاخرجتها من فيها، فدفعتها إلى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله، فوقعت الصيحة فعدت الام في أثر الذئب، فبعث الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام، فاخرج الغلام من فم الذئب، فدفعه إلى امه، فقال لها جبرئيل: يا أمة الله أرضيت لقمة بلقمة (3). 14 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبد الله البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا على بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن على قال: حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن على عليهم السلام. قال: كان على بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما ساله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم وجه هو ؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الانبياء عليهم السلام، تنام على أقفيتهم، مستلقين (1) بصائر الدرجات، 85. (2) بصائر الدرجات: 425. (3) ثواب الاعمال: 168.
[469]
وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عز وجل، والمؤمن، ينام على يمينه، مستقبل القبلة والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما ياكلون، وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذوعاهة ينام على وجهه منبطحا (1). 15 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشوم في خمسة: للمسافر (في طريقه) الغراب الناعق عن يمينه و (الكلب) الناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل، وهو مقع على ذنبه، يعوي ثم يرتفع، ثم ينخفض - ثلاثا - والظبى السانح عن يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء تلقي فرجها، والاتان العضباء (يعنى الجدعاء) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: " اعتصمت بك يا رب من شرما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك " (2). 16 - عنه قال: حدثنا أبي رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن علي بن محمد القاشاني، عن أبي أيوب المدينى، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن على عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نهي، عن قتل خمسة: الصرد، الصوام، والهدهد، و النحلة، والنملة، والضفدع وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحدأة، والحية، والعقرب، والكلب العقور (3). 17 - عنه - رحمه الله قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا على بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر: قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن على عليهم السلام. (1) الخصال: 262 (2) الخصال: 272 (3) الخصال: 297.
[470]
قال: كان علي بن أبى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فسأله عن مسائل، فكان فيما ساله أن قال له: اخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم ؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار باذن الله عز وجل (1). 18 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائى قال: حدثني أبي قال: حدثنا على بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن على قال: حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن على عليهم السلام. قال: كان على بن أبى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما ساله أن قال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ألوان السماوات، وأسمائها ؟ فقال له: إن اسم السماء الدنيا رفيع وهى من ماء ودخان، واسم السماء الثانية قيدوم وهي على لون النحاس. والسماء الثالثة اسمها الماروم، وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها أرقلون، وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيفون وهي على لون الذهب والسماء السادسة اسمها عروس، وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء، وهي درة بيضاء (2). 19 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبد الله البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنى أبي قال: حدثنى على بن الحسين قال: حدثنى الحسين بن علي عليهم السلام. قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الاحد، يوم غرس (1) الخصال: 322. (2) الخصال: 384.
[471]
وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلثاء يوم حرب ودم، ويوم الاربعاء يوم شوم فيه يتطير الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح (1). 20 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن، رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا السيارى عن محمد بن أحمد الدقاق البغدادي قال: كتبت إلي أبي الحسن الثاني عليه السلام أساله عن الخروج يوم الاربعاء لا يدور. فكتب عليه السلام: من خرج يوم الاربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة، ووقي من كل آفة، وعوفى من كل داء وعاهة، وقضى الله له حاجته، وكتبت إليه مرة أخرى أساله عن الحجامة يوم الاربعاء لا يدور، فكتب عليه السلام: من احتجم في يوم الاربعاء لا يدور، خلافا على أهل الطيرة عوفي من كل آفة، ووقي من كل عاهة، ولم تخضر محاجمه (2). 21 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا على بن موسى الرضا قال: حدثنى موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر (3). 22 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق، قال: حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة، ونعيم بن صالح الطبري قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه على، عن أبيه الحسين، عن أبيه على بن أبي طالب عليهم السلام قال (1) الخصال: 384. (2) الخصال: 386. (3) الخصال: 390.
[472]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم بارك لا متي في بكورها يوم سبتها وخميسها (1). 23 - عنه - رحمه الله - قال: أبي - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، وموسى بن عمر، والحسن بن علي بن أبي عثمان، عن ابن سنان قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاسم ما هو ؟ فقال عليه السلام: [فهو] صفة لموصوف (2). 24 - عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي - رضى الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن عباس بن هلال، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه ذكر: أن اسم إبليس " الحارث " وإنما قول الله عز وجل: " يا إبليس " يا عاصي، سمي إبليس، لانه أبلس من رحمة الله عز وجل (3). 25 - عنه قال: أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار - رضى الله عنه - عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل، عن الخراساني يعنى الرضا عليه السلام قال: ليس الحمية من الشئ تركه، إنما الحمية من الشئ الاقلال منه (4). 26 - عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوى السمرقندي - رضى الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الاسلام بدء قريبا وسيعود غريبا كما بدء، فطوبى للغرباء (5). (1) الخصال: 394. (2) معاني الاخبار: 2. (3) معاني الاخبار: 138. (4) معاني الاخبار: 238. (5) كمال الدين: 201.
[473]
27 - الطوسى باسناده عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن هشام بن إبراهيم، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الحمير ننزيها على الرمك، لتنتج البغال أيحل ذلك ؟ قال: نعم إنزها (1). 28 - عنه قال: وروي عن الرضا عليه السلام، أنه قال: لا قول إلا بعمل، ولا عمل، إلا بنية، ولانية إلا باصابة السنة (2). 29 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام الرجل يسلفني في الطعام فيجئ الوقت ليس عندي طعامه أعطيه بقيمته دراهم ؟ قال: نعم (3). 30 - عنه عن ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدثني الحسن بن القاسم، قال: حدثني بشير بن إبراهيم قال حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثني على ابن موسى عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يوم فتح مكة، والاصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطيفها بمخصرة في يده، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، فجعلت تكبت لوجوهها (4). 31 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا داود بن سليمان، قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه، عن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تدرون ما تفسير هذه الآية: " كلا إذا دكت الارض دكا دكا " قال: إذا كان يوم القيامة تقاد، جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها لاحرقت السماوات والارض (5). (1) التهذيب: 6 - 384. (2) التهذيب: 4 - 176. (3) الاستبصار: 3 - 75. (4) امالي الطوسى: 1 - 346. (5) امالي الطوسى: 1 - 346.
[474]
32 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا موسى ابن القاسم عن أبى الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا باصابة السنة (1). 33 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا محمد ابن عبد الملك قال: حدثنا هارون بن عيسي قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني أبي قال: أخبرني علي بن موسى، عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: في خطبة. إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكان إذا خطب قال في خطبته: أما بعد، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته، واحمرت وجنتاه ثم يقول: صبحتكم الساعة أو مسيتكم ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه، من هذه ويشير باصبعيه (2). 34 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال أخبرنا موسى ابن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همام، عن على بن موسى، عن أبيه، عن جده أن عليا عليه السلام قال: يا رسول الله: إنك تبعثني في الامر أفاكون فيه كالسكة المحماة أم الشاهديرى ما لا يرى الغائب ؟ قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب (3). 35 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال أخبرني أبو عبد الله بن على قال: هذا كتاب جدي عبيد الله فقرأت فيه: أخبرني أبي عن علي بن موسى، عن أبيه عن جده، جعفر بن محمد، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في الصلاة فقال: إن القبلة قد صرفت، فتحولوا - وهم ركوع (4). (1) امالي الطوسى: 1 - 346. (2) مالى الطوسى: 1 - 347. (3) امالي الطوسى: 1 - 347. (4) امالي الطوسى: 1 - 347.
[475]
36 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: أخبرنا جعفر بن عنبسة ابن عمرو قال: حدثنا سليمان بن يزيد قال: حدثنا على بن موسى قال: حدثني أبي عن أبيه أبى عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: الذبيح إسماعيل (1). 37 - عنه - رحمه الله قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني علي بن محمد الحسيني قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليه السلام قال: كان إبراهيم أول من أضاف الضيف، وأول من شاب، فقال: ما هذا ؟ قيل: وقار في الدين ونور في الآخرة (5). 38 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني الحسن ابن القاسم، قال: حدثنا بشير بن إبراهيم قال: حدثنا سليمان ابن بلال المدني قال: حدثني على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن آبائه أن إبليس كان ياتي الانبياء عليهم السلام من لدن آدم إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن باحد منهم أشدانسا منه بيحيى بن زكريا. فقال له يحيى: يا أبا مرة أن لى إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسالة، فاسألني ما شئت فانى غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى: يا أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بنى آدم، فقال له إبليس: حبا وكرامة، وواعده لغد، فلما أصبح يحيى عليه السلام، قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته. فإذا وجهه صورة وجه القردة وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وفمه مشقوق طولا، وإذا أسنانه وفمه عظما واحدا بلاذقن، ولالحية، وله أربعة أيد، يدان في صدره ويدان في منكبه، وذاعراقبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه (1) امالي الطوسى: 1 - 348. (2) امالي الطوسى: 1 - 348.
[476]
قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر، وأصفر وجميع الالوان. فإذا بيده جرس عظيم ورأسه بيضة. وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب فلما تأمله يحيى عليه السلام، قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟ فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم، فقال له: فما هذه الخيوط الالوان ؟ قال: هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ الصبغ، حتى تقع مع لونها فافتتن الناس بها، فقال له: فما هذه الجرس الذي بيدك ؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور، وبربط، ومعزفة، وطبل وناى وصرناى وأن القوم ليجلسون على شرابهم، فلا يستلذونه فاحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوا استخفهم الطرب، فمن بين من يرقص، ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشق ثيابه، فقال له: وأي الاشياء أقر لعينك ؟ فقال: النساء، هن فخوختي و مصائدي فاني إذا اجتمعت على دعوات الصالحين، ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن. فقال له، يحيى عليه السلام: فما هذه البيضة على رأسك ؟ قال: بها أتوقي دعوة المؤمنين، قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها ؟ فقال: بهذه اقلب قلوب الصالحين. قال، يحيى عليه السلام، فهل ظفرت بي ساعة قط ؟ قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني. قال يحيى: فما هي ؟ قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت، فيمنعك ذلك من صلاتك، وقيامك بالليل، قال يحيى عليهم السلام: فاني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتع ألقاه. قال له إبليس: وانا اعطى الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتي ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك (1). 39 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمد قرأءة قال: حدثنا أحمد بن يحيى الضبى قال حدثنا موسى بن القاسم (1) امالي الشيخ: 1 - 348.
[477]
عن علي بن جعفر، عن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا فسبقته بفضل هذه على هذه، وضم بين السبابة والوسطى وهو النبوة، فقيل له: ومن هو يا رسول الله قال: على بن أبى طالب (1) 40 - عنه رحمه الله قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي قال: حدثني جعفر بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي و سببي (2). 41 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن عبد الرحمن بن قسمي قراءة قال: حدثنا محمد بن عيسى المعيدى قال: حدثنا مولى على بن موسى، عن على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام إنهم قالوا: يا علي صف لنا نبيا صلى الله عليه وآله وسلم، كأننا نراه فانا مشتاقون إليه. قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج العين سمط الشعر. كث اللحية ذاوفرة، دقيق المسربة كانما عنقه إبريق فضة، يجرى في براسه الذهب، له شعر من لبته إلى سرته، كقضيب خيط إلى السرة وليس في، بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين، والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كانما ينقلع من صخر، إذا أقبل كانما ينحدر من صبب. إذا التفت التفت جميعا باجمعه كله، ليس، بالقصير المتردد، ولا بالطويل المتمغط، وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم كانما عرفه في وجهه اللؤلؤ عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولا باللئيم، أكرم الناس عشرة وألينهم عريكة، وأجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهة ها به، غرة بين (1) امالي الطوسى: 1 - 350. (2) امالي الطوسى: 1 - 350
[478]
عينيه يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما (1). 42 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: حدثنا ابن عقدة قال: حدثنى على ابن محمد بن على بن الحسين قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه عن جده عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني لا عرف حجرا كان يسلم على بمكة قبل أن أبعث أني لا عرفه الآن (2). 43 - عنه قال: وبالاسناد، عن علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه، عن على عليهم السلام قال: انشق القمر بمكة فلقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشهدو اشهدوا بهذا (3). 44 - عنه قال: وبالاسناد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال يوم بدر: لا تأسروا أحدا من بني عبد المطب فانما أخرجو اكرها (4). 45 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدثني الحسن ابن القاسم قال: حدثنا أثير بن إبراهيم بن شيبان قال: حدثنا سليمان ابن بلال قال: حدثني على بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفع خيبر إلى أهلها بالشطر، فلما كان عند الصرام بعث عبد الله بن رواحة، فخرصها عليهم، ثم قال: إن شئتم أخذتم بخرصنا وإن شئتم أخذنا واحتسبنا لكم، فقالوا: هذا الحق، بهذا اقامت السماوات والارض (5). 46 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا عبيد الله بن علي قال، هذا كتاب جدي عبيد الله بن علي فقرأت فيه أخبرني علي بن موسى أبو الحسن، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى بابنة حمزة لخالتها وقال: الخالة والدة (6). (1) امالي الطوسى: 1 - 350 (2) امالي الطوسى: 1 - 351. (2) امالي الطوسى: 1 - 351 (4) امالي الطوسى: 1 - 351. (5) امالي الطوسى: 1 - 351. (6) امالي الطوسى: 1 - 351.
[479]
47 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: حدثنا عبد الملك الطحان قال: حدثنا هارون بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن أبيه عن أبي عبد الله عن آبائه عن على عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سافر إلى بدر في شهر رمضان وافتتح مكة في شهر رمضان (1). 48 - عنه قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني الشريف أبو محمد أحمد بن عيسى العلوي الزاهد قال: حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا أبو عمر محمد بن عمر والكشي قال: حدثنا حمدوية بن بشر، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام أن عبد الله بن بكير، كان يروي حديثا ويتاوله، وأنا أحب أن أعرضه عليك: فقال: ما ذلك الحديث ؟ قلت: قال ابن بكير: حدثني عبيد الله بن زرارة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خروج محمد بن عبد الله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال له: جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج وأجابه الناس فما تقول في الخروج معه ؟ فقال: أبو عبد الله عليه السلام: اسكن ما سكنت السماء والارض. فقال عبد الله بن بكير: فإذا كان الامر هكذا لم يكن خروج ما سكنت السماء والارض، فما من قائم، ولا من خروج، فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق أبو عبد الله عليه السلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير، إنما قال أبو عبد الله عليه السلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء والارض من الخسف بالجيش (2). 49 - على بن شعبة - رحمه الله - مرسلا قال: قال الرضا عليه السلام: لم يخنك الامين ولكن أتمنت الخائن. 50 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم، (1) امالي الطوسى: 1 - 353. (2) امالي الطوسى: 2 - 26.
[480]
فانفذ أمره، وتمت إرادته، فإذا أنفذ أمره رده إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن أين ذا ؟ 51 - عنه عن الرضا عليه السلام قال: ما من شئ من الفضول إلا وهو يحتاج إلى الفضول من الكلام. 52 - وقال عليه السلام: الاخ الاكبر بمنزلة الاب. 53 - وسئل عليه السلام عن السفلة، فقال: من كان له شئ يلهيه عن ذكر الله. 54 - وكان عليه السلام: يترب الكتاب ويقول: لا باس به، وكان إذا أراد أن يكتب تذكرات حوائجه كتب: بسم الله الرحمان الرحيم اذكر إن شاء الله، ثم يكتب ما يريد. 55 - وقال عليه السلام: إن الله يبغض القيل والقال، وإضاعة المال وكثرة السؤال. 56 - عنه قال: وحضر عليه السلام يوما مجلس المأمون وذو الرياستين حاضر، فتذاكر و الليل والنهار، وأيهما خلق قبل صاحبه، فسال ذوا الرياستين الرضا عليه السلام عن ذلك فقال عليه السلام له: أتحب أن اعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك ؟ فقال: اريد أولا من الحساب، فقال عليه السلام: أليس تقولون: إن طالع الدنيا السرطان، وإن الكواكب كانت في إشرافها، قال: نعم. قال: فزحل في الميزان والمشتري في السرطان والمريخ في الجدي، والزهرة في الحوت والقمر في الثور، والشمس في وسط السماء في الحمل، وهذا لا يكون إلا نهارا قال: نعم قال: فمن كتاب الله ؟ قال: قوله: " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار " أي أن النهار سبقه. 57 - وقال عليه السلام: قبلة الام على الفم، وقبلة الاخت على الخد، وقبلة الامام على بين عينيه. 58 - وقال عليه السلام: ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذوب مروة. - 30 -
[481]
59 - وقال صفوان بن يحيى: سالت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعباد فيها صنع ؟ قال عليه السلام: لا، قلت: لهم فيها أجر ؟ قال عليه السلام: نعم تطول عليهم بالمعرفة، وتطول عليهم بالصواب (1). 60 - الطبرسي مرسلا عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من قوم كانت لهم مشورة، فحضر معهم من اسمه محمد أو أحمد، فادخلوه في مشورتهم إلا كان خيرا لهم (2). 61 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام قال: أنا الضامن لمن خرج يريد سفرا متعمما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق والغرق والحرق (3). 62 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام سئل عنه عن السرج واللجام وفيه الفضة، أيركب به ؟ فقال عليه السلام: إن كان مموها لا يقدر على نزعه فلا باس، وإلا فلا يركب به (4). 63 - أبو جعفر الطبري - رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الامين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن - رحمه الله - في ذى القعدة سنة إثنا عشرة وخمسماة بقرائتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام عند باب الوداع قال حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عباسي الدوريستى، بالمشهد المقدس الغري، على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وهو متوجه إلى مكة للحج. قال: حدثني أبي محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن على بن الحسين ابن بابويه، قال حدثني أبي - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال حضرت مجلس الرضا عليه السلام وهو بالمدينة فشكا إليه رجل أخاه فانشا عليه السلام يقول: (1) تحف العقول: 326 - 327 - 329 - 329 - 331. (2) مكارم الاخلاق: 253. (3) مكارم الاخلاق: 281. (4) مكارم الاخلاق: 305.
[482]
اعذر أخاك على ذنوبه * واسترو غط على عيوبه واصبر على بهب السفيه * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه (1) 64 - ابن شهر آشوب - رحمه الله - مرسلا قال: أتي رجل من ولد الانصار بحقة فضة، مقفل عليها: لم يتحف أحد بمثلها، ففتحها وأخرج منها سبع شعرات، وقال هذا للنبي صلى الله عليه وآله، فميز الرضا عليه السلام أربع طاقات منها وقال: هذا شعره، فقبل في ظاهره دون باطنه، ثم إن الرضا عليه السلام أخرجه من الشبهة، بان وضع الثلاثة على النار فاحترقت، ثم وضع الاربعة فصارت كالذهب (2). 65 - وعنه قال: سئل عليه السلام عن علة الخنثى في الناس والبهائم ؟ قال: علة ذلك إن الله أراد أن يعرف قدرته فيهم إنه قادر (3). 66 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان، قال: سال رجل أبا الحسن عليه السلام وهو في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد، فقال: إن لكلامك وجهين، فان كنت تسئل عن المخلوق فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله تعالى عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله تعالى عليه، وإن كنت تعنى الخالق فهو الجواد إن أعطي، وهو الجواد، إن منع، لا إنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له (4) 67 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي، قال حدثنا، علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي (1) بنارة المصطفى: 94. (2) مناقب آل أبى طالب: 2 - 401. (3) مناقب آل أبى طالب: 2 - 410. (4) عيون الاخبار: 1 - 141.
[483]
محمد بن علي، قال: حدثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين بن على عليهم السلام. قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين إني أسالك عن أشياء، فقال سل تفقها، ولا تسال تعنتا فاحدق الناس بابصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تعالى ؟ فقال عليهم السلام خلق النور قال: فمم خلقت السموات ؟ قال عليه السلام: من بخار الماء قال: فمم خلقت الارض ؟ قال عليه السلام من زبد الماء قال: فمم خلقت الجبال ؟ قال: من الامواج قال: فلم سميت مكة ام القرى ؟ قال عليه السلام، لان الارض دحيت من تحتها وساله، عن السماء الدنيا مما هي ؟ قال: عليه السلام من موج مكفوف وساله عن طول الشمس والقمر وعرضهما قال: تسع مائة فرسخ في تسع ماة فرسخ، وساله كم طول الكوكب وعرضه ؟ قال: اثنى عشر، فرسخا في مثلها وساله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها ؟ فقال له: اسم السماء الدنيا رفيع، وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية قيدوم، وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها: الماروم، وهي على لون الشبه والسماء الرابعة اسمها أرفلون وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء وهي درة بيضاء. وساله عن الثور ما باله غاض طرفه لم يرفع رأسه إلى السماء ؟ قال عليه السلام: حياء من الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه وسال عمن جمع بين الاختين ؟ فقال عليه السلام: يعقوب بن إسحق جمع بين حبار وراحيل، فحرم بعد ذلك فانزل " وأن تجمعوا بين الاختين " وساله عن المد والجزر ماهما ؟. فقال: ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالبحار يقال له: رومان، فإذا وضع قدميه في البحر فاض، فإذا أخرجهما غاض، وساله عن اسم أبي الجن فقال: شومان، وهو الذي خلق من مارج من نار، وساله: هل بعث الله عز وجل نبيا إلى
[484]
الجن ؟ فقال عليه السلام: نعم، بعث إليهم نبيا يقال له: يوسف فدعاهم إلى الله عز وجل فقتلوه، وساله عن اسم إبليس ما كان في السماء ؟ قال: كان إسمه الحارث وساله لم سمى آدم آدم ؟ قال عليه السلام: لانه خلق من أديم الارض، وساله لم صارت الميراث للذكر مثل حظ الانثيين ؟ فقال عليه السلام: من قبل السنبلة كانت عليها ثلاث حبات، فبادرت إليها حواء فاكلت منها حبة وأطعمت آدم حبتين، فمن ذلك ورث للذكر مثل الانثيين، وساله من خلق الله عز وجل من الانبياء مختونا. فقال عليه السلام: خلق الله عز وجل آدم مختونا، وولد شيث، مختونا وإدريس، ونوح، وسام بن نوح، وإبراهيم، وداود، وسليمان، ولوط، وإسماعيل، وموسى، وعيسى عليهم السلام، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وساله كم كان عمر آدم عليه السلام ؟ فقال: تسعمائة سنة وثلاثين سنة وساله عن أول من قال الشعر، فقال آدم عليه السلام: قال: وما كان شعره ؟ قال عليه السلام لما أنزل إلى الارض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهوائها وقتل قابيل هابيل قال آدم عليه السلام: تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الارض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون * وقل بشاشة الوجه المليح أرى طول الحيوة علي غما * وهل أنا من حيواتي مستريح ومالي لا أجود بسبكب دمع * وهابيل تضمنه الضريح قتل قابيل هابيلا أخاه * فوا حزني لقد فقد المليح فاجابه إبليس لعنه الله: تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح وبدل أهلها أثلا وخمطا * بحبات وأبواب منيح فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح
[485]
وساله عن بكاء آدم على الجنة وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه ؟ فقال عليه السلام: بكى مائة سنة أي وخرج من عينه اليمنى مثل الدجلة والعين الاخرى مثل الفرات وساله كم حج آدم من حجة ؟ فقال عليه السلام: سبعين حجة ماشيا على قدميه، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة، وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف وساله ما باله لا يمشي ؟. قال: لانه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل مما كان آدم عليه السلام يقرأها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة ثلاثة آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان الذي أسرى وهي: " إذا قرأت القرآن " وثلاث آيات من يس وهي " وجعلنا من بين أيديهم سدا " وساله عن أول من كفر وأنشا الكفر ؟ فقال عليه السلام: إبليس لعنه الله وساله عن اسم نوح ما كان ؟ فقال: اسمه السكن وإنما سمى نوحا، لانه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وساله عن سفينة نوح ما كان عرضها وطولها فقال: كان طولها ثمان مائة ذراع، وعرضها خمس مائة ذراع وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا، ثم جلس الرجل، فقام إليه آخر، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الارض. فقال: العوسجة ومنها عصى موسى عليه السلام، وساله عن أول شجرة نبتت في الارض فقال: هي الدباء وهو القرع، وساله عن أول من حج من أهل السماء، فقال له: جبرئيل، وساله عن أول بقعة بسطت من الارض أيام الطوفان، فقال له: موضع الكعبة، وكانت زبرجد خضراء، وساله عن أكرم وادعلى وجه الارض فقال له: واد يقال له: سر نديب فسقط فيه آدم عليه السلام من السماء، وساله عن شر واد على وجه الارض. فقال واد باليمن يقال له: برهوت، وهو من أودية جهنم، وساله عن سجن سار بصاحبه، فقال: الحوت سار بيونس بن متى، وساله عن ستة لم يركضوا في رحم
[486]
فقال آدم وحوا وكبش إبراهيم وعصى موسى وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى ابن مريم عليه السلام وطار باذن الله عز وجل، وساله عن شئ مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس، فقال: الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف وساله عن شئ أوحى إليه ليس من الجن ولا من الانس. فقال: أوحى الله عز وجل إلى النحل وساله عن أطهر موضع على وجه الارض لا تحل الصلاة فيه، فقال له ظهر الكعبة وساله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار ولا تطلع عليه أبدا، فقال ذلك لبحرحين فلقه الله لموسى عليه السلام، فاصابت أرضه الشمس واطبق عليه الماء، فلن يصبه الشمس وساله عن شئ شرب وهو حي، وأكل وهو ميت فقال: تلك عصى موسى عليه السلام، وساله، عن نذير أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس. فقال: هي النمله، وساله عن أول ما أمر بالختان ؟ فقال: إبراهيم عليه السلام، وساله عن أول من خفض من النساء، فقال: هاجر أم إسماعيل خفضتها سارة لتخرح من يمينها، وساله عن أول امرءة جرت ذيلها، فقال: هاجر لما هربت من سارة، وساله عن أول من جر ذيله من الرجال، قال. قارون، وساله عن أول من لبس النعلين فقال: إبراهيم، وساله عن أكرم الناس نسبا. فقال: صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليهم وساله عن ستة من الانبياء لهم اسمان، فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حليقا ويونس وهو ذاالنون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وساله عن شئ يتنفس ليس له لحم ولادم. فقال له، ذاك الصبح إذا تنفس، وساله عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية فقال عليه السلام: هو هود، وشعيب، وإسمعيل، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم جلس وقام رجل آخر ساله وتعنته فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عز وجل، " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمر منهم يومئذ شان يغنيه " من هم ؟.
[487]
فقال: عليه السلام، قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعني الاب المربى لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان وساله عن أول من مات فجاة، فقال عليه السلام: داود مات على منبره يوم الاربعاء، وساله عن أربعة لا يشبعن من أربع، فقال: الارض من المطر، والانثى من الذكر، والعين من النظر، والعالم من العلم، وساله عن أول من وضع سكة الدنانير والدراهم. فقال: نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السلام، وساله عن أول من عمل قوم لوط فقال عليه السلام: إبليس لانه أمكن من نفسه وساله عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال: تدعو على أهل المعازف والقيان، والمزامير والعيدان، وساله عن كنية البراق، فقال: عليه السلام يكنى أبا هلال وساله لم سمى تبع الملك تبعا ؟ فقال عليه السلام: لانه كان غلاما كاتبا، وكان يكتب للملك الذي كان قبله وكان إذا كتب باسم الله الذي خلق صبحا وريحا. فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال لا أبدء إلا باسم إلهى، ثم اعطف على حاجتك، فكشر الله عز وجل له ذلك، فاعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه الناس علي ذلك، فسمي تبعا، وساله ما بال الماعز مدفوعة الذنب بادية الحياء والعورة فقال عليه السلام: كان الماعز عصت نوحا عليه السلام لما أدخلها السفينة، فدفعها، فكسر ذنبها والنعجة مستورة الحياء والعورة، لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة، فمسح نوح عليه السلام يده على حياها وذنبها فاستترت بالالية، وساله عن كلام أهل الجنة. فقال: كلام أهل الجنة بالعربية وساله عن كلام أهل النار، فقال: بالمجوسية وساله عن النوم على كم وجه هو ؟ فقال: أمير المؤمنين عليه السلام: النوم على أربعة أصناف: الانبياء تنام على أقفتيها، مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحى ربها عز وجل والمؤمن ينام على يقينه مستقبل القبلة، والملوك وأبنائها تنام على شمالها ليستمرؤا ما ياكلون وإبليس وأخواته وكل مجنون وذوعاهة ينامون على وجوههم منبطحين. ثم جلس وقام إليه رجل آخر، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء
[488]
وتطيرنا منه وثقله، وأي أربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهور وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الاربعاء ألقي إبراهيم عليه السلام، في النار ويوم الاربعاء وضعوه في المنجنيق، ويوم الاربعاء غرق الله فرعون، ويوم الاربعاء جعل الله قرية لوط عاليها سافلها، ويوم الاربعاء أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد، ويوم الاربعاء أصبحت كالصريم. ويوم الاربعاء سلط الله عز وجل على نمرود البقة، ويوم الاربعاء طلب فرعون موسى عليه السلام، ليقلته، ويوم الاربعاء خر عليهم السقف من فوقهم، ويوم الاربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان، ويوم الاربعاء خرب بيت المقدس، ويوم الاربعاء احرق مسجد سليمان بن داود باصطخر من كورة فارس، ويوم الاربعاء قتل يحيى بن زكريا، ويوم الاربعاء أظل قوم فرعون أول العذاب، ويوم الاربعاء خسف الله عز وجل بقارون، ويوم الاربعاء ابتلى أيوب عليه السلام، بذهاب أهله وولده وماله. ويوم الاربعاء أدخل يوسف عليه السلام السجن، ويوم الاربعاء، قال الله عز وجل: " إنا دمرناهم وقومهم أجمعين " ويوم الاربعاء عقروا الناقة، ويوم الاربعا أخذتهم الصيحة، ويوم الاربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل، ويوم الاربعاء شج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكسرت رباعيته، ويوم الاربعاء أخذت العمالقة التابوت، وساله عن الايام وما يجوز فيها من العمل. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الاحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم حرب ودم، ويوم الثلثاء يوم سفر وطلب ويوم الاربعاء يوم شوم يتطير فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح (1). 68 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميرى، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن عامر الطائى، قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهم السلام، يقول: يوم الاربعاء نحس (1) عيون الاخبار: 1 - 240.
[489]
مستمر من احتجم فيه خيف عليه أن تخضر محاجمه، ومن تنور، فيه خيف عليه البرص (1). 69 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه، قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعلموا من الغراب خصا لا ثلاث، استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق، وحذره (2). 70 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، ومحمد بن موسى البرقي ومحمد بن علي ما جيلوية، ومحمد بن علي بن هاشم، وعلي بن عيسى المجاور رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا علي بن محمد بن ما جيلوية، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد السياري، عن علي بن أسباط، قال قلت للرضا عليه السلام: يحدث الامر أجد بدا من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك، قال فقال: ايت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه فان الحق فيه (3). 71 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن قتل خمسة: الصرد والصوم والهدهد، والنحل والنملة، والضفدغ وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحداء، والحية، والعقرب، والكلب العقور (4). 72 - عنه قال: حدثنا محمد بن قاسم الاستر آبادي رضي الله عنه، قال: حدثنى (1) عيون الاخبار: 1 - 248. (2) المصدر: 1 - 257. (3) المصدر: 1 - 275. (4) المصدر: 1 - 277 قال الصدوق - رحمه الله -: هذا امر اطلاق ورخصة، لا أمر وجوب وفرض.
[490]
يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن على عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أتاه جبرئيل بنعى النجاشي بكى بكاء حزين عليه وقال: إن أخاكم أصحمة وهو اسم النجاشي مات، ثم خرج إلى الجبانة وكبر سبعا فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة (1). 73 - عنه قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ابن علي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه ويبنى بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره (2). 74 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام. قال: لما حضرت الحسن بن علي الوفاة بكى، فقيل له: يا بن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانك الذي أنت فيه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجة ما شيا وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل، فقال: إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع وفراق الاحبة (3). 75 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن عن أحمد بن محمد بن، عيسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل الخراساني، عن الرضا عليه السلام قال: ليس الحمية من الشئ تركه إنما الحميتة من الشئ الاقلال منه (4). (1) عيون الاخبار: 1 - 279. (2) المصدر: 1 - 297. (3) المصدر: 1 - 303. (4) المصدر: 1 - 309.
[491]
76 - عنه قال: حدثنا أبى رضى الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو همام أسماعيل بن همام، عن الرضا عليه السلام أنه قال: لرجل، أي شيئى السكينة عندكم ؟ فلم يدرى القوم ماهي ؟ فقالوا: جعلنا الله فداك ما هي ؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة، لها صورة كصورة الانسان تكون مع الانبياء عليهم السلام وهى التى أنزلت علي إبراهيم عليه السلام، حين بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا وتبنى الاساس عليها. (1) 77 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال. حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة. قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام يا بن عرفة إن النعم كلابل المعقولة في عطنها على العوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساؤا معاملتها وإنالتها نفرت عنهم (2). 78 - عنه قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قالا، حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثنى أحمد بن الحسن الميثمي، أنه سئل الرضا عليه السلام. يوما وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الشيئي الواحد، فقال عليه السلام: إن الله عز وجل حرم حراما وأحل حلالا وفرض فرايض فما جاء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أو دفع فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم بلاناسخ، نسخ ذلك، فذلك مما لا يسع الاخذ به، لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ليحرم ما أحل الله ولا ليحلل ما حرم الله، ولا ليغير فرايض الله وأحكامه. كان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن الله وذلك قول الله عز وجل: " إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فكان عليه السلام متبعا لله مؤديا عن الله ما أمره به من تبليغ الرسالة، (1) عيون الاخبار: 1 - 312. (2) المصدر: 2 - 11.
[492]
قلت: فانه يردعنكم الحديث في الشئ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما ليس في الكتاب وهو في السنة، ثم يرد خلافه، فقال: وكذلك قدنهى رسول الله صلى الله عليه وآله، عن أشياء نهى حرام فوافق في ذلك نهيه نهى الله تعالى، وأمر باشياء فصار ذلك الامر واجبا لازما كعدل فرايض الله تعالى، ووافق في ذلك أمره أمر الله تعالى. فما جاء في النهى عن رسول الله صلى الله عليه وآله، نهى حرام، ثم جاء خلافه لم يسع استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لانا لا نرخص فيما لم يرخص فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ولا نامر بخلاف ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا لعلة خوف ضرورة فاما أن نستحل ما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله، أو نحرم ما استحل رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا، لانا تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، مسلمون له كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله تابعا لامر ربه عز وجل مسلما له. وقال عز وجل: " ما آتيكم الرسول فخذوه، وما نهيكم عنه فانتهوا " وأن رسول الله صلى الله عليه وآله، نهى عن أشياء ليس نهى حرام، بل اعافة وكراهة، وأمر باشياء ليس أمر فرض ولا واجب بل أمر فضل ورجحان في الدين، ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول فما كان عن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى اعافة أو أمر فضل، فذلك الذى يسع استعمال الرخص فيه. إذا ورد عليكم عنا فيه الخبر ان باتفاق من يرويه في النهى ولا ينكره وكان الخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما، يجب الاخذ باحدهما أو بهما جميعا أو بايهما شئت وأحيبت موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول الله صلى الله عليه وآله والرد إليه وإلينا وكان تارك ذلك من باب العناد والانكار وترك التسليم لرسول الله صلى الله عليه وآله مشركا بالله العظيم. فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضو هما على كتاب الله فما كان في كتاب الله موجودا حلالا أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب، ما لم يكن في الكتاب فاعرفوه على سنن النبي عليهما السلام، فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهى حرام أو مامورا به عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أمر إلزام فاتبعوا ما وافق نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمره.
[493]
وما كان في السنه اعافة أو كراهة، ثم كان الخبر الآخر خلافه، فذلك رخصة فيما عافه رسول الله صلى الله عليه وآله، وكرهه ولم يحرمه، فذلك الذي يسع الاخذ بهما جميعا أو بايهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع، والرد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وما لم تجدوه في شيئى من هذه الوجوه، فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك ولا تقولوا فيه بارائكم، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى ياتيكم البيان من عندنا (1). 79 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن على بن الشاه الفقيه المروزى بمرو الروز في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد الطائى عن أبيه قال: حدثنى على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ما من مائدة وضعت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين (2). 80 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق ورجل له في المغرب، وبيده لوح ينظر فيه، ويحرك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا ؟ قال: هذا ملك الموت، (3). 81 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيمه يقول الله عز وجل لملك الموت: يا ملك الموت وعزتي وجلالي، وارتفاي في علوي لا ذيقنك طعم الموت، كما أذقت عبادي. (4). 82 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أللهم بارك لا متي في بكورها يوم سبتها وخميسها (5). (1) عيون الاخبار: 2 - (2) المصدر: 2 - 29 (3) المصدر: 2 - 32. (4) المصدر: 2 - 32. (5) المصدر: 2 - 34.
[494]
83 - وبهذا الاسناد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله، يسافر يوم الخميس، و يقول: فيه ترفع الاعمال إلى الله وتعقد فيه الولاية (1). 84 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن أبيطالب عليه السلام: من أراد البقاء ولا بقاء فليبا كر الغداء وليجود الحذاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء (2). 85 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: الطاعون ميتة وحية (3). 86 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لا تجد في أربعين أصلع رجل سوء ولا تجد في أربعين كوسجا رجلا صالحا، وصلع سوء خير من كوسج صالح (4) 87 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابى قال: حدثني، أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي، قال: حدثنى سيدي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبى موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله تعوذ وبالله من حب الحزن (5). 88 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لبني هاشم: أنتم المستضعفون بعدي (6). 89 - وبهذا الاسناد عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الاثنان وما فوقهما جماعة (7): 90 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله تقتل عمارا الفئة (1) عيون الاخبار: 2 - 37. (2) المصدر: 2 - 38. (3) المصدر: 2 - 42. (4) المصدر: 2 - 45. (5) المصدر: 2 - 61. (6) المصدر: 2 - 61. (7) المصدر: 2 - 61.
[495]
الباغية (1). 91 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل البيت. (2) 92 - وبهذ الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أبو ذر صديق هذه الامة (3). 93 - وبهذ الاسناد عن علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قتل حية فقد قتل كافرا. (4). 94 - وبهذ الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه ذكر الكوفة فقال: يدفع عنها البلاء كما يدفع عن أخبية النبي صلى الله عليه وآله وسلم (5). 95 - وبهذ الاسناد عن علي عليه السلام. قال: من كذب بشفاعة رسول الله لم تنله (6) 96 - وبهذ الاسناد عن علي عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عمار على الحق حين يقتل بين الفئتين، إحدى الفئتين على سبيلى وسنتي، والاخرى مارقة من الدين خارجة عنه (7). 97 - عنه عن أبى بكر البغدادي، عن على بن محمد، عن دارم بن قبيصة، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبة آدم، ورأيت بلال الحبشي وقد خرج من عنده ومعه فضل وضوء رسول الله، فابتدره الناس فمن أصابه منه شيئا يمسح به وجهه، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من يدى صاحبه. فمسح به وجهه وكذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين عليه السلام. (8). (1) عيون الاخبار: 2 - 63. (2) المصدر: 2 - 64. (3) عيون الاخبار: 2 - 65. (4) عيون الاخبار: 2 - 65. (5) المصدر: 2 - 65. (6) عيون الاخبار: 2 - 66. (7) المصدر: 2 - 66. (8) المصدر: 2 - 69.
[496]
98 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذل مؤمنا أو حقره لفقره، وقلة ذات يده شهره الله علي جسر جهنم يوم القيمة، (1) 99 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يوحى الله عز وجل إلي الحفظة الكرام البررة، لا تكتبوا على عبدي وأمتي ضجرهم وعثرتهم بعد العصر، (2). 100 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اطفئوا المصابيح بالليل. لا تجرها الفويسقة، فتحرق البيت وما فيه (3). 101 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن حامد البيهقى، قال: حدثنى محمد بن يحيي الصولى، قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي، قال: حدثنى أبي، قال سئل الرضا عليه السلام، عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم، وعن قوله عليه السلام،: دعوالى أصحابي. فقال عليه السلام: هذا صحيح يريد من لم يغير، ولم يبدل. قيل: وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا ؟ قال: لما يروونه من أنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ليذادن برجال من أصحابي فيقال لي: إنك لا تدري ما أحد ثوا بعدك، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فاقول: بعدا لهم وسحقا لهم أفترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل (4). 102 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضى الله عنه بنيسابور في شعبان سنة إثنين وخمسين وثلثماثة قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان، قال سال المأمون علي بن موسى الرضا عليها السلام أن يكتب له محض الاسلام على سبيل الايجاز والاختصار. فكتب عليه السلام، له أن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (1) عيون الاخبار: 2 - 70. (2) المصدر: 71. (3) المصدر: 74 2. (4) المصدر: 2 - 87.
[497]
إلها، واحدا، أحدا، فردا صمدا، قيوما، سميعا، بصيرا، قديرا قديما، قايما باقيا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج، عدلا لا يجور، وأنه خالق كل شئ وليس كمثله شئ، لا شبه له، ولا ضد له ولا ندله، ولا كفوء له وأنه المقصود بالعبادة، والدعاء والرغبة والرهبة. وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفيه، وصفوته من خلقه، وسيد المرسلين، وخاتم النبيين وأفضل العالمين، لانبي بعده ولا تبديل لملته، ولا تغيير لشريعته، وأن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين والتصديق به، وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأنه المهيمن على الكتب كلها، وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه ووعده، ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن ياتي بمثله، وأن الدليل بعده، والحجة علي المؤمنين والقائم بامر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم باحكامه، أخوه وخليفته ووصيه ووليه. والذى كان منه بمنزلة، هرون من موسى، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأفضل الوصيين ووارث علم النبيين والمرسلين، وبعده الحسن والحسين سيد اشباب أهل الجنة، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر علم النبيين، ثم، جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم على بن موسي الرضا، ثم محمد بن علي، ثم على بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم المنتظر، صلوات الله عليهم أجمعين. أشهد لهم بالوصية والامامة، وأن الارض لا تخلو من حجة لله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان وأنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا
[498]
إلى أن يرث الله الارض ومن عليها، وأن كل من خالفهم ضال مضل باطل تارك للحق والهدى، وأنهم المعبرون عن القرآن بالناطقون، وعن الرسول صلى الله عليه وآله، بالبيان، ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية. وأن من دينهم الورع والعفة والصدق والصلاح، والاستقامة، والاجتهاد وأداء الامانة إلى البر والفاجر، وطول السجود وصيام النهار وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن العزاء، وكرم الصحبة، ثم الوضوء كما أمر الله تعالى في كتابه غسل الوجه واليدين من المرفقين ومسح الرأس والرجلين مرة واحدة ولا ينقض الوضوء، إلا غايط أو بول أو ريح أو نوم أو جنابة. وأن من مسح على الخفين، فقد خالف الله تعالى ورسوله وترك فريضته وكتابه، وغسل يوم الجمعة سنة، وغسل العيدين وغسل دخول مكة والمدينة وغسل الزيارة وغسل الاحرام وأول ليلة من شهر رمضان وليلة سبعة عشرة، وليلة تسعة عشرة وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، هذه الاغسال سنة، وغسل الجنابة فريضة، وغسل الحيض ومثله. والصلوة الفريضة: الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الاخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان هذه سبع عشر ركعة، والسنة أربع وثلثون ركعة ثمان ركعات قبل فريضة الظهر، وثمان ركعات قبل العصر، وأربع ركعات بعد المغرب وركعتان من جلوس بعد العتمة، تعد ان بركعة، وثمان ركعات في السحر والشفع والوتر ثلث ركعات يسلم بعد الركعتين وركعتا الفجر، والصلوة في أول الوقت أفضل، وفضل الجماعة على الفرد أربع وعشرون ولا صلوة خلف الفاجر، ولا يقتدى إلا باهل الولاية، ولا يصلى في جلود الميتة، ولا في جلود السباع، ولا يجوز أن يقول في التشهد الاول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لان تحليل الصلوة التسليم. فإذا قلت هذا فقد سلمت، والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصرت أفطرت،
[499]
ومن لم يفطر لم يجزء عنه صومه في السفر، وعليه القضاء لانه، ليس عليه صوم السفر، والقنوت سنة واجبة في الغداة، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء الآخرة والصلوة على الميت خمس تكبيرات، فمن نقص فقد خالف سنة، والميت يسل، من قبل رجليه، ويرفق به إذا أدخل قبره. والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوة سنة، والزكواة الفريضة، في كل ماتي درهم خمسة دراهم، ولا يوجب فيما دون ذلك شئ، ولا تجب الزكوه على المال، حتى يحول عليه الحول ولا يجوز أن يعطى الزكوة، غير أهل الولاية، المعروفين، والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب إذا بلغ خمسة أوساق الوسق ستون صاعا، والصاع أربعة أمداد. وزكوة الفطر فريضة على كل رأس صغير أو كبير حر أو عبد، ذكر أو أنثى من الحنطة والشعير والتمر والزبيب، صاع وهو أربعة أمداد: ولا يجوز دفعها إلا إلى أهل الولاية وأكثر الحيض عشرة أيام وأقله ثلثة أيام، والمستحاضة تختشى وتغتسل وتصلى والحايض تترك الصلوة ولا تقضي وتترك الصوم وتقضى. وصيام شهر رمضان فريضة يصام للرؤية، ويفطر للرؤية ولا يجوز أن يصلى التطوع في جماعة، لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وصوم ثلثة أيام من كل شهر سنة في كل عشرة أيام يوم أربعا، بين خمسين، وصوم شعبان حسن لمن صامه، وإن قضيت فوائت شهر رمضان متفرقة أجزأ، وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، والسبيل: الزادو الراحلة مع الصحة ولا يجوز الحج إلا تمتعا، ولا يجوز القران والافراد الذي يستعمله العامة إلا لاهل مكة وحاضريها ولا يجوز الاحرام دون الميقات قال الله تعالى: " وأتموا الحج والعمرة لله " ولا يجوز أن يضحى بالخصي لانه ناقص، ولا يجوز الموجوء. والجهاد واجب مع الامام العدل ومن قتل دون ماله فهو شهيد ولا يجوز قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أوساع في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك
[500]
وعلى أصحابك والتقية في دار التقية واجبة، ولا حنث على حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه. والطلاق للسنة على ما ذكره الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يكون طلاق لغير سنة وكل طلاق يخالف الكتاب، فليس بطلاق، كما أن كل نكاح يخالف الكتاب، فليس بنكاح، ولا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلقت المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجها غيره. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد، فانهن ذوات أزواج، والصلوة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واجبة في كل موطن وعند العطاس والذبايح وغير ذلك، وحب أولياء الله تعالى واجب وكذلك بغض أعداء الله والبراءة منهم، ومن أئمتهم. وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين ولا طاعة لهما في معصية الله عز وجل ولا غيرهما فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ذكاة الجنين ذكاة امه إذا أشعر وأو بر. وتحليل المتعتين اللتين أنزلهما الله تعالى في كتابه وسنهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعة النساء ومتعة الحج، والفرايض على ما أنزل الله تعالى في كتابه ولا عول فيها ولا يرث مع الولد والوالدين أحد إلا الزوج والمرأة، وذو السهم أحق ممن لاسهم له وليست العصبة من دين الله. والعقيقة عن المولود للذكر والانثى واجبة وكذلك تسميته وحلق رأسه يوم السابع ويتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضة، والختان سنة واجبة للرجال، ومكرمة للنساء، وأن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلى وسعها، وأن أفعال العباد مخلوقه لله تعالى خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ. ولا نقول بالجبر والتفويض ولا ياخذ الله البري بالسقيم، ولا يعذب الله تعالى الاطفال بذنوب الآباء ولا تزر وازرة وزر اخرى وأن ليس للانسان إلا ما سعى، ولله أن يعفو ويتفضل ولا يجور، ولا يظلم، لانه تعالى منزه من ذلك ولا يفرض الله عز وجل طاعة من يعلم، أنه يضلهم ويغويهم، ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده
[501]
من يلعم أنه يكفر به وبعبادته، ويعبد الشيطان دونه. وأن الاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق، وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون، ولا كافرون، والله تعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها، ولا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دونه ذلك لمن يشاء. ومذنبوا أهل التوحيد لا يخلدون في النار ويخرجون منها، والشفاعة جايزة لهم، وأن الدار اليوم دار تقية وهي دار الاسلام لا دار كفر ولا دار إيمان، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، ولم يكن خيفة على النفس، والايمان هو أداء الامانة واجتناب جميع الكباير وهو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان. والتكبير في العيدين واجب في الفطر في دبر خمس صلوات، ويبدأبه في دبر صلوة المغرب، ليلة الفطرو في الاضحى في دبر عشر صلوات ويبدء به من صلوة الظهر يوم النحر، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة، والنفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوما، فان طهرت قبل ذلك صلت وإن لم تطهر حتى تجاوز ثمانية عشر يوما اغتسلت وصلت، عملت ما تعمل المستحاضة. ونؤمن بعذاب القبر، ومنكر ونكير، والبعث بعد الموت، والميزان، والصراط والبراءة من الذين ظلمو آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهموا باخراجهم وسنوا ظلمهم وغيروا سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين، الذين هتكوا حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونكثوا بيعة إمامهم وأخرجوا المرأة وحاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وفتلوا الشيعة المتقين رحمة الله عليهم واجبة. والبراءة ممن نفى الاخيار وشردهم وآوى الطرداء اللعنا وجعل الاموال دولة بين الاغنياء واستعمل السفهاء مثل معوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الانصار والمهاجرين
[502]
وأهل الفضل والصلاح من السابقين، والبراءة من أهل الاستيثار، ومن أبي موسى الاشعري وأهل ولايته الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. اولئك الذين كفروا بآيات ربهم، وبولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولقائه كفروا بان لقوا الله بغير إمامته فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا، فهم كلاب أهل النار والبراءة من الانصاب والازلام أئمة الضلالة وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم، والبراءة من أشباه عاقري الناقة أشقياء الاولين والآخرين وممن يتولاهم. والولاية لامير المؤمنين عليه السلام، والذين مضوا على منهاج نبيهم عليه السلام ولم يغيرو اولم يبدلوا مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر، وحذيفة اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف، وعبادة بن الصامت وأبي أيوب الانصاري وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري وأمثالهم رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم والولاية لاتباعهم، والمهتدين بهداههم والسالكين منهاجهم رضوان الله عليهم. وتحريم الخمر قليلها وكثيرها، وتحريم كل شراب مسكر قليله وكثيره، وما أسكر كثيره فقليله حرام، والمضطر لا يشرب الخمر لانها تقتله، وتحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير، وتحريم الطحال فانه دم وتحريم الجري والسمك والطافي والمار ما هي، والزمير، وكل سمك لا يكون له فلس. واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله تعالى، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، من غير ضرورة وأكل الربوا بعد البينة، والسحت، والميسر والقمار، والبخس في المكيال والميزان. وقذف المحصنات واللواط، وشهادة الزور، والياس من روح الله، والامن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، ومعونة الظالمين والركون إليهم، واليمين المغموس، وحبس الحقوق، من غير العسرة، والكذب والكبر، والاسراف والتبذير، والخيانة
[503]
والاستخفاف بالحج، والمحاربة لاولياء الله تعالى، والاشتغال بالملاهى، والاصرار على الذنوب (1). 104 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد 7 عن الحسين بن خالد الصير في قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام 6 من قال بالتناسخ فهو كافر، ثم قال عليه السلام، لعن الله الغلاوة إلا كانوا يهوديا إلا كانوا نصارى إلا كانوا اقدرية إلا كانوا مرحئة إلا كانوا حرورية ثم قال عليه السلام: لا تقاعدوهم، ولا تصدقوهم، وابرؤا منهم برئ الله منهم (2). 105 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي بن بشار قال: حدثنا أب الفرج المظفر ابن أحمد بن الحسن القزويني، قال: حدثنا العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى ابن جعفر عليه السلام، قال حدثنا الحسن بن سهل القمي عن محمد بن خالد عن أبي هاشم الجعفري قال: سالت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الغلاة والمفوضة. فقال: الغلاة كفار والمفوضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم، أو تزوج منهم، أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولايتنا أهل البيت (3). 106 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبى عن أحمد بن علي الانصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: قلت لرضا عليه السلام يا بن رسول الله إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلوته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو (4). قال: قلت: يا بن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي عليه السلام لم يقتل وأنه ألقي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن (1) عيون الاخبار: 2 - 121. (2) المصدر: 2 - 202. (3) عيون الاخبار: 2 - 203. (4) أجمعت الامامية على أن النبي لا يسهو مطلقا في الاحكام وغيرها وخالفهم في الاحكام الصدوق وشيخه ابن الوليد ومستند هما هذا الحديث.
[504]
مريم عليه السلام، ويحتجون بهذه الآية " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ". فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذبيهم لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، في إخباره بان الحسين بن علي عليه السلام سيقتل، والله لقد قتل الحسين عليه السلام، وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين، والحسن بن علي عليهم السلام، وما منا إلا مقتول وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من اغنالنى أعرف ذلك بعهد معهود الى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل. وأما قول الله: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، فانه يقول لن يجعل الله لكافر على مومن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق الحجة (1). 107 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام، يقول: حلفت بالعتق إلا أعتقت رقبة وأعتقت بعدها جميع ما أملك إن كان برى، أنه خير من هذا وأوصى إلى عبد أسود من غلمانه بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن يكون لي عمل صالح فاكون أفضل به منه (2). 108 - عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال: حدثنى ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون، وقد كان خرج بالبصرة. وأحرق دور ولد العباس وهب المأمون جرمه لاخيه علي بن موسى الرضا عليهما السلام، وقال له: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل، ولو (1) عيون الاخبار: 2 - 302 قال الصدوق: وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب ابطال الغلو والتفويض. (2) المصدر: 2 - 237.
[505]
لا مكانك مني لقتلته، فليس ما أتاه بصغير. فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي، فانه كان من علماء آل محمد، غضب لله عز وجل، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله. ولقد حدثنى أبي موسى بن جعفر عليهما السلام أنه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام، يقول: رحم الله عمى زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لو في بما دعا إليه، ولقد استشار بي في خروجه، فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشانك، فلما ولي، قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه. فقال المأمون: يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقها ما جاء ؟ فقال الرضا عليه السلام: إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وإنه كان أتقى لله من ذلك، إنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام وإنما جاء فيمن يدعى أن الله تعالى نص عليه، ثم يدعو إلى غير دين الله، ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية، " وجاهد وافى الله حق جهاده هو اجتبيكم " (1). 109 - عنه قال: أخبرني علي بن حاتم، قال حدثنا محمد بن جعفر، وعلي بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: قال الرضا عليه السلام: أتدري لم سميت الطائف طائفا قلت لا، قال: لان عز وجل لما دعا إبراهيم عليه السلام أن يرزق أهله من كل الثمرات أمر بقطعة من الاردن، فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمى الطائف فلذلك سمي الطائف (2). 110 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن الحسن بن زعلان قال: سالت أبا الحسن عليه السلام عن المسوخ فقال إثنى عشر صنفا، ولها علل، فاما الفيل فانه مسخ لانه كان ملكا زناء لوطيا، ومسخ الدب لانه كان أعرابيا ديوثا ومسخت الارنب لانها كانت امرأة تخون زوجها ولا تغسل من حيض، ولا جنابة، ولا جنابة، ومسخ الوطواط لانه كان يسرق تمور الناس. (1) عيون الاخبار: 1 - 248. (2) علل الشرايع: 2 - 127.
[506]
ومسخ سهيل لانه كان عشارا باليمن، ومسخت الزهرة لانها كانت امرأة، فتن بها هاروت وماروت، وأما القردة والخنازير، فانهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت وأما الجري والضب، ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر وأما العقرب فانه كان رجلا نماما، وأما الزنبور فكان رجلا لحاما يسرق في الميزان (1). 111 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال حدثنا هلى بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن رجلا من أهل الشام ساله عن مسائل فكان فيما ساله أن قال ما بال الخطاف لا يمشي. قال: لانه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل مما كان آدم يقرأه في الجنة وهي معه إلى يوم القيمة ثلث آيات من أول الكهف، وثلث آيات من سبحان وإذا قرأت القرآن، وثلث آيات من يس وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا (2). 112 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن عبد الله البصري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه سئله رجل من أهل الشام عن مسائل فكان فيما ساله عن الثور ما باله غاض طرفه، لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياء من (1) علل الشرايع: 2 - 171. (2) علل الشرايع: 2 - 179.
[507]
الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه (1). 113 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري قال: حدثنا أبو القسم عبد الله بن إحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا على بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام، إنه سئل عن المد والجز رماهما ؟ فقال: ملك موكل بالبحار يقال له: رومان فإذا وضع قدمه في البحر فاض وإذا أخرجها غاض (2). 114 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة تحليل مال الولد للوالد بغير إذنه وليس ذلك للولد، لان الولد موهوب للوالد في قول الله عز وجل: " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " مع أنه المأخوذ بمؤنته صغيرا وكبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقول الله عز وجل: " ادعوهم لآائهم هو أقسط عند الله " وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنت ومالك لابيك وليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله إلا باذنه أو باذن الاب، لان الاب ماخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها (3). 115 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه فيما كتب إليه، يسئله عنه: جائنى كتابك تذكر أن بعض أهل القبلة يزعم أن الله تبارك وتعالى لم يحل شيئا ولم يحرمه لعلة أكثر من التعبد لعباده، بذلك قد ضل من قال ذلك ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا. (1) علل الشرايع: 2 - 159. (2) علل الشرايع: 2 - 180. (3) علل الشرايع: 2 - 207.
[508]
لانه لو كان ذلك لكان جايز أن يستعبدهم بتحليل ما حرم وتحريم ما أحل حتى يستعبدهم بترك الصلوة والصيام وأعمال البركلها والانكار له ولرسله وكتبه والجحود بالزنا والسرقة وتحريم ذوات المحام وما أشبه ذلك من الامور التي فيها فساد التدبير وفناء الخلق إذا العلة في التحليل والتحريم التعبد لا غيره، فكان كما أبطل الله عز وجل به قول من قال ذلك إنا وجدنا كلما أحل الله تبارك وتعالى ففيه صلاح العباد وبقائهم ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها. ووجدنا المحرم من الاشياء لا حاجة بالعباد إليه ووجدناه مفسدا داعيا إلى الفناء والهلاك، ثم رأيناه تبارك وتعالى قد أحل بعض ما حرم في وقت الحاجة لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت نظير ما أحل من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطر إليها المضطر لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة ودفع الموت. فكيف أن الدليل على أنه لم يحل ما يحل إلا لما فيه من المصلحة للابدان وحرم ما حرم لما فيه من الفساد، وكذلك وصف في كتابه وأدت عنه رسله، وحججه كما قال أبو عبد الله عليه السلام: لو يعلم العباد كيف كان بدء الخلق ما اختلف إثنان ووله عليه السلام: ليس بين الحلال والحرام إلا شئ يسير يحوله من شئ إلى شئ فيصير حلالا و حراما (1). (1) علل الشرايع: - 279.
[509]
كتاب الرواة عن الامام ابى الحسن الرضا على السلام
[510]
قد وعدنا في مقدمة الجزء الاول أن نذكر رواة الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام في ذيل مسنده الشريف، فنقول: جمعنا ولله الحمد - أسماء كل من نقل عنه عليه السلام وجاء ذكرهم في روايات المسند، ورتبناها على حروف المعجم ليسهل التناول، وبلغ عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا. ويوجد في المسند روايات كثيرة مرسلة أو مضمرة ولم يذكر الراوي، والاحاديث التي نقلناها عن تحف العقول، ومكارم الاخلاق كلها مرسلة، وهكذا عمل ابن طاووس - رضوان الله عليه - في كتبه. وقد ذكر الشيخ الطائفة محمد بن الحسن أبو جعفر الطوسيى قدس الله سره - في رجاله ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا من أصحاب الرضا عليه السلام، ولا يوجد بعضهم في روايات الرضا عليه السلام التي جمعنا ها في المسند، ولم ينقل عنهم في المصادر التي كانت بايدينا، و كذ الا يوجد في رجال الشيخ عدة من الرواة الذين جاء ذكرهم في المسند الذي خرجناه. العطاردي
[511]
1 - ابان هكذا جاء من دون أي نسبة، ويحتمل أن يكون أبان بن محمد البجلى المعروف بسندي البزاز، وهو ابن اخت صفوان بن يحيي الراوى عن الرضا عليه السلام كان ثقه وجها في أصحابنا الكوفيين، روي عنه الصفار وأحمد بن أبى عبد الله. ومحمد بن عل بن محبوب. 2 - ابراهيم بن ابى البلاد إبراهيم بن أبي ابلاد يحيي بن سليم وقيل ابن سليمان ثقة، ورى عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وعمر دهرا، وللرضا عليه السلام إليه رسالة، وأثنى عليه، قارئ، أديب يكنى أبا يحيى، عنه الحسين بن سعيد وعلى بن أسباط. " 3 - ابراهيم بن ابى محمود " إبراهيم بن أبى محمود الخراساني ثقة روى عن الرضا عليه السلام والجواد، له كتاب عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وعبد العظيم عبد الله الحسنى. " 4 - ابراهيم بن بسطام " لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. " 5 - ابراهيم بن شعيب " هو إبراهيم بن شعيب العقر قوفي من أصحاب الرضا عليه السلام، ويحتمل أن يكون إبراهيم بن شعيب الواقفى من أصحاب الكاظم عليه السلام قال في الخلاصة: إبراهيم بن شعيب واقفي لا أعتمد على روايته، وفى لسان الميزان: إبراهيم بن شعيب المدني روي عنه الواقدي. " 6 - ابراهيم بن عباس الصولى " يظهر من الروايات التي رواها إبراهيم بن عباس عن الرضا عليه السلام أنه كان من خواصه وجلسائه، وله روايات في سيرته عليه السلام، ولكن المصادر خالية عن ذكره ولم
[512]
نجد له ترجمة في كتب الرجال. " 7 - ابراهيم بن عبد الحميد " قال في جامع الرواة: إبراهيم بن عبد الحميد من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة، له أصل وفي الفهرست، إبراهيم بن عبد الحميد الاسدي مولاهم، وهو اخو محمد بن زرارة لامه، له كتاب نوادر يرويه جماعة عنه ابن عمير وصفوان. " 8 - ابراهيم بن اسماعيل بن داود " إبراهيم بن إسماعيل بن أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه موسى بن جعفر المدائني. " 8 - ابراهيم بن محمد الهمداني " قال في الخلاصة: إبراهيم بن محمد الهمداني، وكيل، كان حج أربين حجة، و ثقه الكليني، وروى توكيله وجلالة قدره. " 10 - ابراهيم بن محمد الخزاز " قال في جامع الرواة: إبراهيم محمد الخزاز من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه الحسن بن سعيد. " 11 - ابراهيم بن موسى " هو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام كان شيخا كريما، تقلد الامرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة، ومضى إليها ففتحها، وأقام بها مدة، إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، واخذله الامامن من المأمون 12 - ابراهيم بن موسى القزاز " لم نجده بهذا العنوان في كتب الرجال، وقال في جامع الرواة: إبراهيم بن موسى الانصاري من أصحاب الرضا عليه السلام، وفي لسان الميزان إبراهيم بن موسى الانصاري ذكره النجاشي في شيوخ الشيعة عن علي بن موسى الرضا له كتاب النوادر.
[513]
13 - ابن ابى سعيد المكارى الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري، إبو عبد الله كان هو أبوه وجهين في الوقفة، وكان الحسين ثقة في حديثه، ذكره أبو عمر الكشى في جملة الواقفة، وذكر فيه ذموما، له كتاب نوادر كبير، عنه الحسن بن محمد بن سماعة. 14 - ابن أبى كثير لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال وفي جامع الرواة: ابن كثير اسمه عبد الوهاب المعروف بابن كثير النهاوندي من أصحاب الرضا عليه السلام. 15 - ابن السكيت قال النجاشي: يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف، كان مقدما عند أبي جعفر الثاني وأبى الحسن عليهما السلام، وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل، وقتله المتوكل لاجل التشيع وأمره مشهور وكان ويها في علم العربية إلى آخر ما قال، ولم يذكره من أصحاب الرضا عليه السلام، ولكن حديثه موجود في المسند والعلم عند الله 16 - ابن طيفور المتطبب قال في جامع الرواة: ابن طيفور روى أحمد بن محمد عمن أخبره عن ابن طيفور المتطبب، عن أبي الحسن عليه السلام. 17 - أبو احمد الغازى في جامع الرواة: إبو أحمد كنية لجماعة من المحدثين منهم محمد بن أبي عمير المحدث الثقة، كان جليل القدر وعظى م المنزلة عند الخاصة والعامة روى عن الرضا عليه السلام، وكان من أوثق الناس وأنسكهم وأعبدهم وأزهدهم. 18 - أبو جرير القمى قال في الخلاصة: روى الكشى عن محمد بن قولويه، عن سعد، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن محمد بن حمزة بن اليسع عن ذكريا بن آدم أن الرضا عليه السلام ترحم عليه
[514]
وفي جامع الرواة: أبو جرير القمي وجه يروى عن الرضا عليه السلام، اسمه ذكريا بن إدريس ابن عبد الله. 19 - أبو جميلة قال في الخلاصة: مفضل بن صالح أبو جميلة الاسدي، النخاس مولاهم، ضعيف كذاب يضع الحديث، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وقال في جامع الرواة: مات في حيوة الرضا عليه السلام. " 20 - أبو جويد مولى الرضا عليه السلام لم نجد له عنوانا في كتب الرجال وهو مجهول مهمل. 21 - أبو حبيب النباجى قال النجاشي: إبو حبيب الننباجى له كتاب، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال حدثنا محمد بن الحسن عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن مسكان عن أبي حبيب بكتابه. قال العطاردي: قد ذكرنا خبره مع الرضا عليه اللام في باب إشخاصه إلى خراسان عند نزوله بالنباج فليراجع الجزء الاول ص 54. 22 - أبو حيون مولى الرضا عليه السلام قال النجاشي: إبو حيون لا يعرف بغير هذا، له كتاب في الملاحم، أخبرنا أحمد، عن محمد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله البقرقى، عن ابن حيون بكتابه. 23 - أبو زيد المكى قال في جامع الرواة: أبو زيد المكى مجهول، وذكره العلامة في القسم الثاني من الخلاصة. 24 - أبو سعيد الخراساني أبو سعيد الخراساني من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول لا يعرف.
[515]
25 - أبو الحارث لم نجد له ترجمة في كتب رجال الحديث. 26 - أبو الحسين الرازي وهو أيضا كسابقه غير مذكور في كتب الرجال. 27 - أبو القاسم الفارسى لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. 28 - أبو قرة المحدث لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وهو الذي أدخله صفوان بن يحيى على أبي الحسن الرضا عليه اللام وساله عن التوحيد، والحلال والحرام وحديثه في كتاب التوحيد باب الرؤية. 29 - أبو عاصم ذكره في جامع الرواة من أصحاب الصادق عليه السلام وعنونه بابى عاصم المدني، و يحتمل أن يكون أبو عاصم الكاهلى، لان الكاهلي روي عن الرضا عليه السلام وحديثه في المسند. 30 - أبو عباد يحتمل أن يكون هو عبيد بن مهران أبو عباد المدني وهو الذي روى عن يحيى ابن عبد الله بن حسن عن الصادق عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها شيعتنا وهى الميثاق الذي، أخذ الله عليه ولاية علي بن أبي طالب، قال في لسان الميزان: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروى لمقاطيع والمراسيل، مات سنة 254. 31 - أبو محمد الجزائري مجهول لا يعرف.
[516]
32 - أبو محمد المصرى وهو أيضا مجهول، ويمكن أن يكون أبو محمد البصري، فصحف والله أعلم. 33 - أبو محمد الغفاري قال في جامع الرواة: أبو محمد الغفاري، روي أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى عنه عن عبد الله بن إبراهيم، وزعم محمد بن عيسى أن الغفاري من ولد أبى ذر رضي الله عنه. 34 - أبو محمد الرقى لم نجد له ترجمة في كتب الرجال. 35 - أبو مسروق قال في جامع الرواة: إبو مسروق وابنه الهيثم كلاهما فاضلان، نقله الكشي عن حمدوية. 36 - أبو يحيى الواسطي قال في جامع الرواة: أبو يحيى الواسطي سهيل بن زياد لقى أبا محمد العسكري ونقل عن الشيخ في الفهرست أنه ذكره في باب من لم يرو عنهم عليه السلام، وقال: إبو يحيى الموصلي من أصحاب الرضا عليه السلام ونقل عن يونس أنه قال: أبو يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم كان شيخا من االخيار. 37 - أبو يزيد القسمى البصري هو من أهل البصرة، وقسم حى من اليمن، روى عن الرضا عليه السلام قاله في جامع الرواة. 38 - احد بن ابى عبد الله هو أحمد بن محمد بن خالد البرقى المحدث المعروف، ذكره الشيخ في أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام، وكان ثقة في نفسه، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل، قال ابن الغضائري طعن عليه القميون، وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروي عنه.
[517]
39 - أحمد بن الحسن الميثمى قال الكشى: أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا. 40 - احمد بن زكريا قال في جامع الرواة: أحمد بن زكريا بن باب من أصحاب الهادي عليه السلام وقال الفل بن شاذان: إنه من الكذابين المشهورين. 41 - احمد بن عامر الطائى أحمد بن عامر بن سليمان بن صاحل بن وهب بن عامر الذى قتل مع الحسين عليه السلام بكر بلاء أبو الجعد، له نسخة عن الرضا عليه السلام حسنة، عنه ابنه عبد الله، وقال: ولد أبي سنة سبع وخمسين ومائة ولقيه عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة. 42 - احمد بن عبد الله الجويبارى الجويبارى غير مذكور في كتب رجال الشيعة وهو من رجال العامة، روى عن الرضا عليه السلام ورواياته موجود في طرق الصدوق، وفي لسان الميزان: أحمد بن عبد الله الجويبارى ويقال: الجوبارى - وجوبار من عمل هراة ويعرف بستوق - قال ابن عدي كان يضع الحديث لابن كام على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه. 43 - احمد بن عبد الله الكرخي أحمد بن عبد الله الكرخي من غلمان يونس بن عبد الرحمان، قال على بن محمد القتيبي: سالت طاهر بن محمد عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذا رأيته يروي كتبا كثيرة عنه فقال: كان كات بإسحاق بن إبراهيم، فتاب وأقبل على تصنيف الكتب ويعرف بابن خانبه وكان من العجم. 44 - احمد بن عبد الله الكوفى قال في جامع الرواة: أحمد بن عبد الله الكوفي صاحب إبراهيم بن إسحاق الاحمر يروى عنه كتب إبراهيم كلها وإبراهيم كلها وإبراهيم هذا ضعيف في حديثه متهم في دينه وفي مذهبه ارتفاع وأمره مختلط.
[518]
45 - احمد بن عمر الحلال كان يبيع الحل كوفى أنما طي ثقة ردي الاصل روى عن الرضا عليه السلام قاله اليخ، وقال في الخلاصة: فعندي توقف في قبول روايته. 46 - احمد بن عمر الحلبي قال في جامع الرواة: إحمد بن عمران الحلبي إثنان: أحدهما من رجال الصادق والآخر من رجال الرضا عليهما السلام. 47 - احمد بن عمرد لم نجد في كتب رجال الحديث. 48 - احمد بن عيسى بن اسباط لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وقال في جامع الرواة: إحمد بن عيسى روى عن عيلان عن أبي الحسن عليه السلام. 49 - احمد بن مهدى بن صدقة الرقى مجهول لا يعرف. 50 - احمد بن المعافا ذكره في جامع الرواة من أصحاب الهادي والجواد عليهما السلام وهو ثقة. 51 - احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى قال في الخلاصة: أحمد بن محمد بن أبي نصر أبو جعفر وقيل: إبو على المعروف بالبزنطى كوفي لقى الرضا عليه اللام، وكان عظيم المنزلة، عنده، وهو ثقة جللى القدر، و كان له اختصاص بابي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنه وأقر واله بالفقه. 52 - احمد بن موسى بن سعد مجهول لا يعرف.
[519]
53 - ادريس بن يزيد قال ف جامع الرواة: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان أبو عبد الله الذزدي الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام ولم يذكره أحد من أصحاب الرضا عليه السلام ونقل عن الخلاصة ورجال الشيخ إدريس بن عيسى الاشعري القمي دخل على مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام ورى حديثا واحدا وهو ثقة. 54 - اسحاق بن ابراهيم قال في الخلاصة: إسحاق بن إبراهيم الحضيني جرت الخدمة على ديه للرضا عليه السلام، وكان الحسن بن سعيد أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرا حتى چرت الخدمة على ده، والاقرب قبول قوله. 55 - اسحاق بن راهويه الحنظلي المروزى إسحاق بن راهويه المروزي من كبار الحفاظ وأئمة الحديث، حدث عن الرضا عليه السلام بنيسابور، وأخذ بلجام بغلته وقال: حدثني بحديث عن آبائك فحدثه بالحديث الشائع المعروف: " كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي " وقد ذكرنا الحديث في كتاب التوحيد من المسند. 56 - اسحاق بن صباح مجهول لا يعرف ولم يعنون في كتب رجال الفريقين. 57 - اسحاق بن موسى قال في جامع الرواة: إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السلام من أصحاب الرضا، و قال أيضا: إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي من أصحاب الرضا. 58 - اسحاق صاحب الحيتان هو من أصحاب الرضا عليه السلام يروى عنه سليمان بن جعفر عنه عليه السلام وله حديث في صيد السمك.
[520]
59 - اسماعيل بن ابى الحسن لم يوجد هذا العنوان في كتب الرجال ومكن أن يكون إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام الآتي ذكره. 60 - اسماعيل بن سعد الاشعري قال في الخلاصة: إسماعيل بن سعد ااحوص الاشعري القمي ثقة من أصحاب. الرضا عليه السلام. 61 - اسماعيل بن عيسى قال في جامع الرواة: إسماعيل بن عيسى روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 62 - اسماعيل بن محمد بن اسحاق قال النجاشي: إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ثقة، روى عن جده إسحاق بن جعفر، وعم أبيه علي بن جعفر، ولم يذكر روايته عن الرضا عليه السلام ولكنه موجود في رجال مسنده الذي خرجناه. 63 - اسماعيل بن مهران قال في الخلاصد: إسماعيل بن مهران بكسر الميم مولى كوفي يكنى أبا يعقوب ثقة نعمد عليه، روى عن جماعة من أصحابنا عن إبى عبد الله عليه السلام ذكره أبو عمرومن أصاب الرضا. 64 - اسماعيل بن موسى قال النجاشي: إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عليهم السلام سكن مصر وولده بها، وله كتب، ثم ذكر كتبه. 65 - ناسماعيل بن همام الكندى قال في جامع الرواة: إسماعيل بن همام بن عبد الرحمان البصري مولى كندة، إبو همام روى عن الرضا عليه السلام ثقة هو وأبوه وجده، وذكره في لسان الميزان.
[521]
66 - اسماعيل بن يوشع مجهول لا يعرف، ولم يذكره الفريقين في رجالهم. 67 - أشعث بن حاتم لم يعنون في كتب الرجال. 68 - امية بنعلى قال النجاشي: امية بن علي القيسي الشامي صعفه إصحابنا، روى عن أبي جعفر الثاني له كتاب، قال ابن الغضائري: إنه يكنى أبا محمد في عداد القميين ضعيف الروايد في مذهبه ارتفاع. 69 - ايوب بن نوح قال في جامع الرواة: أيوب بن نوح بن دراج ثقة من أصحاب الرضا والجواد والهدي عليهم السلام، له كتب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثاث، عظيم المنزلة، شديد الورع. 70 - ايوب بن يقطين عنونه في جامع الرواة ولم يذكره من الاصحاب. وقال: روى محمد بن عيسى عنه أو غيره عنهم. 71 - بريد بن عمير بن معاوية لا يوجد له ذكر في كتب الرجال، ويمكن أن يكون مصحف يزيد بن عمر، قال في جامع الرواة: يزيد بن عمر بن بنت عثمان من أصحاب الرضا عليه السلام والله أعلم. 72 - بسطام هكذا ذكر من ذون إضافة ونسة، ويحتمل أن يكون بسطام بن سابور، أو بسطام بن مرة، واول من أصحاب أبي الحسن، والثاني روى عنه معلى بن محمد البصري وبسطام بن سابور أبو الحسين الزيات الواسطي مولى ثقة.
[522]
73 - بشير وهذا أيا ذكر من دون إضافة ونسبة، وليس في أصحاب الرضا من اسمه بشير، ويحتمل أن يكون بشير الدهان الراوي عن أبي الحسن موسى عليه السلام. 74 - بشر بن مسلمة قال في الخلاصة: بشر بن مسلمة من أصحاب الصادق عليه السلام، ونقل في جامع الرواة عن الخلاصة أنه من أصحاب الكاظم عليه ولم نجد هذا في المطبوع، ولعله سهو من الاردبيلي - رحمه الله - أو كان موجودا في نسخته. 75 - بكر بن صالح قال في جامع الرواة: بكر بن صاح الرازي الضبي مولى بني ضبة من أصحاب الرضا عليه السلام وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب، وعنونه في القسم الثاني من الخلاصة. 76 - جعفر بن عيسى جعفر بن عيسى بن عبيد من أصحاب الرضا عليه السلام، روى الكشي بسندهعن هام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي، أن أبا الحسن الثالث عليه السلام شكى إليه جعفر ابن عيسى أصحابه، ثم قال عن يونس وهشام المشرقي: ثما أدبانا وعلمنا الكلام، فان كنا على هدى ففزنا، وإن كنا على ضلال فهذان ألانا، فمرنا تبركه، ونتوب إلى الله منه، فقال عليه السلام: ما أعلمكم إلا على هدى، وجزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة خيرا. 77 - جعفر بن عيينة لم نجده في كتب رجال الحديث والمصادر التي بايدينا. 78 - جعفر بن محمد بن ابى زيد في جامع الرواة: جعفر بن محمد بن أبي زيد، أو أبي يزيد من أصحاب الرضا عليه السلام.
[523]
79 - جعفر بن محمد بن ابراهيم الهمداني أهمله علماء الرجال ولا يوجد في المصادر. 80 - الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام لم نجده في كتب الرجال. 81 - الحسن التفليسى الحسن التفليسي يكنى أبا محمد من أصحاب الرضا عليه السلام، عنه إبراهيم بن عقبة. 82 - الحسن الرازي قال في جامع الرواة: الحسن بن الجهم الرازي من أصحاب الرضا عليه السلام ويحتمل أن يكون الزراري. 83 - الحسن بن اسحاق العلوى لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال وفي جامع الرواة: الحسن بن أسد بصري من أصحاب الرضا عليه السلام. 84 - الحسن بن الجهم قال النجاشي - رحمه الله - الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمد الشيباني ثقة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام، له كتاب يختلف الروايات فيه. 85 - الحسن بن الحسين الانباري لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، قال النجاشي: الحسن بن الحسين العرني النجار مدني له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمد عليهما السلام، وروى عنه عبد العظيم الحسني، وقال في لسان الميزان الحسن بن الحسين العرني الكوفي من رؤساء الشيعة. 86 - الحسن بن الحسين بن صالح الحثعمى لم نجد هذا في كتب الرجال.
[524]
الحسن بن راشد ثلاثة من المحدثين: أحدهم الحسن بن راشد أبو علي بغدادي مولى آل مهلب ثقة، روى عن أبي جعفر الجواد قاله في الخلاصة، والثاني: مولى بني العباس كوفي أدرك الكاظم عليه السلام كان وزير المهدى وموسى وهارون وروى عن الصادق عليه السلام أيضا والثلاث: الحسين بن راشد الطفاوي ضعيف له كتاب نوادر حسن كثير العلم قاله النجاشي. 88 - الحسن بن سعيد قال في جامع الرواة: الحسن بن سعيد الكوفي م أصحاب الرضا عليه السلام. 89 - الحسن بن سليمان الملطى لم نجده في كتب رجال الشيعة وفي لسان الميزان: الحسن بن سليمان الملقب قبيطة، روى ابن عبد البر في التمهيد من طريقه عن عثمان بن محمد بن ربيعة عن الدراوردي قال شيخنا في الذيل: الحسن بن سليمان هذا معدود من حفاظ الحديث، قال ابن يونس في تاريخ مصر كان ثقة حافظا مات في آخر جمادي الاخرة سنة إحدى وستين ومائتين. 90 - الحسن بن سهل الحسن بن سه النوبختى أخو الفضل بن سهل ذو القلمين، ولى العراق والحجاز واليمن وكان من رجال الدولة العباسية وخدم المأمون وحارب مع أبي السرايا في العراق وتزوج المأمون بابنته " پوران " وله أخبار مشهورة، وروى عن الرضا عليه روايات ذركناها في المسند. 91 - الحسن بن شاذان الواسطي في جامع الرواة: الحسن بن شاذان الواسطي روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
[525]
قال: في الخلاصة: الحسن بن صدقة المدائني قال ابن عقدة: أخبرنا على بن الحسن قال: الحسن بن صدقد المدائني، وأوه مصدق رويا عن إبى عبد الله وأبى الحسن عليه السلام وكانوا ثقات وفي تعديله بذلك نظر، الاولى التوقف. 93 - احسن بن عبد الله الرازي التميمي لم نجد لم ترجمة في كتب الرجال ونقل في جامع الرواة عن الارشاد للمفيد أنه من العباد الاتقياء الاخيار، وفي الخلاصة الحسن بن عبد الله القمى يرمى بالغلوا. 94 - الحسن بن على الوشاء قال النجاشي: الحسن بن على بن زياد الوشاء بجلي كوفي، قال أبو عمر ويكنى بابي محمد الوشاء، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي الخزاز من أصحاب الرضا عليه السلام، وكان من وجوه هذه الطائفة. 95 - الحسن بن على بن فضال قال في الخلاصة: الحسن بن على بن فضال التيملي مولى تيم بن ثعلبة يكنى أبا محمد، ورى عن الرضا عليه السلام وكان خصيصابه، وكان جليل القدر، عظيم المنزلة، زاهدا ورعا، ثقة في رواياته. 96 - الحسن بن على لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 97 - الحسن بن على بن محمد وهذا أيضا كسابقه، ويمكن اتحادهما. 98 - احسن بن على بن يحيى مجهول لا يعرف ولم نجده في كتب رجال الفريقين. 99 - الحسن بن القاسم قال في جامع الرواة: الحسن بن القاسم قال: حضر بعض ولد عفر الموت،
[526]
فابطا عليه الرضا عليه السلام فغمني ذلك، ثم جاء فلم يلبث أن قام. فقمت معه، قلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها، تقوم وتدعه إلى آخر ما قال... 100 - الحسن بن محبوب قال في الخلاصد: الحسن بن محبوب السراد ويقال: الزراد يكنى أبا على مولى بجيلة، كوفي ثقة عين روى عن الرضا عليه السلام، وكان جليل القدر، يعد في الاركان الاربعة في عصره. 101 - الحسن بن محمد النوفلي لم نجده في المصادر التي بايدينا. 102 - الحسن بن بابا القمى قال في الخلاصة: الحسن بن محمد بن بابا القمى، ذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من المشهورين الكذا بينا بن باب القمى، وروى الحميرى عنه عن الرضا عليه السلام. 103 - الحسن بن النضر روى في الخلاصة عن الكشي أنه قال: الحسن بن النضر من إخوانا، ولم يذكر فيمن يرو عنهم عليهم اللام. 104 - الحسن بن محمد بن ابى طارق لم يوجد بهذا العنوان رجل من أصحاب الحديث وقال في جام الرواة: الحسن بن محمد بن أبى طلحة من أصاب الرضا عليه السلام وعده بعض الاصحاب من رجال الكاظم عليه السلام. 105 - الحسن بن موسى الوشاء البغدادي لم نجد بهذا العنوان ذكرا في رجال الشيعة، وقال في التقريب: الحسن بن موسي الاشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها ثقة من التاسعة مات سنة تسع أو عشر ومائتين.
[527]
106 - الحسين بن بشر قال في الخلاصة: الحسين بن بشار مدائنى مولى زياد من أصحاب الرضا والكاظم عليهما السلام، قال الشيخ الطوسي - رحمه الله - إنه ثقة صحيح روى عن أبى الحسن عليه السلام، وقال الكشي: رجع عن القول بالوقف وقال بالحق فانا اعتمد على ما يرويه بشهادة الشيخين له، وإن كان طريق الكشى إلى الرجوع عن الوقف فيه نظر، لكنه عاضد لنص الشيخ عليه. 107 - الحسين بن ثوير بن ابى فاختة قال في جامع الرواة: الحسين بن ثور وفي الخلاصة ثوير بن أبي فاختة هاشمي مولاهم بن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى ام هاني بنت أبي طالب روى عن أبي جعفر وابى عبد الله عليهما السلام ثقة. 108 - الحسين بن خالد قال في جامع الرواة: الحسين بن خالد الصير في من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام. قال العطاردي وقد أكثر الرواية عن الرضا عليه السلام، ورواياته منتشرة في كتب المسند. 109 - الحسين بن عمر بن يزيد قال في الخلاصة: الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة. 110 - الحسين بن قياما الصيرفى في الخلاصة: الحسين بن قياما الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفي قال العطاردي وقد ذكرنا في كتاب الرجال من المسند ما يدل على كيفية سلوكه مع الامام الرضا عليه السلام فليراجع.
[528]
111 - الحسين بن محمد الاشعري القمى قال في جامع الرواة: الحسين بن محمد بن عمران الاشعري القمي أبو عبد الله ثقة له كتاب عنه محمد بن يعقوب. 112 - الحسين بن محمد العلوى لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 113 - الحسين بن مهران قال في خلاصة: الحسين بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني روى عن أبي الحسن موسى الرضا عليهما السلام، وكان واقفيا ضعيفا قليل المعرفة بالرضا عليه السلام ضعيف اليقين له كتاب عن موسى عليه السلام، لاأعتمد على روايته. 114 - الحسين بن موسى بن جعفر قال في جامع الرواة: الحسين بن النصر الارمني روى أحمد بن محمد بن عيسى عنه، عن أبي الحسن الرضا. 116 - الحسين بن يسار المدائني قال في خلاصة: الحسين بن بشار المدائني مولى زياد ثقة من أصحاب الرضا عليه السلام، وقال الكشي: إنه رجع عن القول بالوقف، وقال بالحق، قلت وقد ذكرناه في الحسين بن بشر وقد اختلف فيه النسخ، تارة يذكر بالحسين بن يسار المدائني، واخرى بالحسين بن بشار المدائني. 117 - الحسين بن يسار الواسطي لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
[529]
118 - حكيمة ابنة ابى ابراهيم قال في جامع الرواة: حكيمة بنت موسى عليه السلام، روى محمد بن حجرش عنها قالت: رأيت الرضا عليه السلام. 119 - حماد بن عثمان قال في الخلاصة، حماد بن عثمان الباب ثقة جليل القدر من أصحاب الرضا عليه السلام ومن أصحاب الكاظم، والحسين أخوه وجعفر أولاد عثمان بن زياد الرواسبي فاضلون، خيار، ثقات، قال الكشي: عن حمدوية، عن أشياخه قال: حماد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه. وقال أيضا: حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم كوفي، وكان يسكن عرزم، فذهب إليها، وأخوه عبد الله ثقتان، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام ورورى حماد عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام ومات حماد بالكوفة - رحمه الله - سنة تسعين ومائة ذكرهما أبو العباس في كتابه. 120 - حمدان بن سليمان النيسابوري قال في الخلاصة: حمدان بن سليمان أبو سعيد النيسابوري، ثقة من وجوه أصحابنا. 121 - حمدان بن المعافا قال في جامع الرواة: حمدان بن المعافا أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح مولى جعفر بن محمد عليهما السلام، روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام، قال ابن نوح: مات حمدان سنة خمس وستين ومائتين وقال: قال ابن معمر: إن أبا الحسن موسى والرضا دعوا له. 122 - حمزة بن جعفر الارجانى لم نجد له ترجمة في المصادر التي كانت بايدينا. 123 - حمزة بن عبد المطلب الجعفي وهذا أيضا غير مذكور في كتب الرجال.
[530]
124 - حنان بن سدير حنان بن صدير الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفي، قاله الشيخ الطوسي رحمه الله وقال في موضع آخر: إنه ثقة. وعندي في روايته توقف. كذا في الخلاصة. 125 - خالد بن نجيح قال في جامع الرواة: خالد بن نجيح الجواز الكوفي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام، وقال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان مولى كوفي يكنى أبا عبد الله، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام. 126 - خلف قال في جامع الرواة: خلف بن سلمة بصري، وخلف البصري من أصحاب الرضا وموسى عليهما السلام. 127 - قال في الخلاصة: دارم بن قبيصة نهشل أبو الحسن السايح يروي عن الرضا عليه السلام، قال ابن الغضائري: لا يؤنس بحديثه ولا يوثق به، وله عنه عليه السلام كتاب الوجوه والنظائر وكتاب الناسخ والمنسوخ. 128 - داود بن رزين لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب رجال الحديث. 129 - داود الرقى قال في خلاصة: داود بن كثير مولى بني أسد، وأبوه كثير يكنى أبا خالد وهو يكنى أبا سليمان من أصحاب موسى بن جعفر عليهما السلام، قال الشيخ الطوسي: إنه ثقة، قال أبو عمرو الكشى: وتذكر الغلاة أنه من مشايخ العصابة يطعن عليه وعاش إلى زمان الرضا عليه السلام، قال النجاشي: إنه ضعيف، وقال ابن الغضايرى: إنه فاسد المذهب.
[531]
130 - داود بن سليمان الفراء لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وقال في جامع ارواة: داود بن سليمان بن جعفر أبو أحمد القزيني، ذكره ابن نوح في رجاله: له كتاب عن الرضا عليه السلام. 131 - داود بن سليمان الغازى لم يذكر في كتب الرجال ويمكن اتحاده مع سابقه. 132 - داود الصرمى قال الشيخ في الفهرست: داود الصرمى له مسائل أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن أبي المفضل. عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه، وفي جامع الرواة: داود بن ما فنة الصرمي مولى بني قرة، ثم بنى صرمة منهم، كوفي وروى عن الرضا عليه السلام يكنى أبا سليمان وبقى إلى أيام أبى الحسن صاحب العسكر عليه السلام وله مسائل إليه. 133 - داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري قال الشيخ في الفهرست: داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم، من أهل بغداد جليل القدر، عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام، وقد شاهد الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الامر عليهم السلام وكان مقدما عند السلطان وله كتاب. 134 - دعبل بن على الخزاعى ما دح أهل البيت والذاب عنهم عليهم السلام، الشاعر المفلق، المشهور، دعبل بن على الخزاعي من شعراء الرضا عليه السلام وله قصيدة مشهورة ذكرناها في المسند، قال في الخلاصة: دعبل أبو علي الخزاعي الشاعر مشهور في أصحابنا، حاله مشهور في الايمان، وعلو المنزلة، عظيم الشان، صنف كتاب طبقات الشعراء - رحمه الله تعالى. 135 - رجاء بن إبى الضحاك الخراساني كان من قرابة الفضل بن سهل النوبختى، وهو الذي أرسله المأمون إلى المدينة وأمره باشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، وروى حديثا مفصلا عن الرضا عليه السلام و ذكرناه في مقدمة الجزء الاول في باب سيرته عليه السلام.
[532]
136 - رحيم بن عبدوس الخلنجى قال في جامع الرواة: رحيم، على بن الحكم عنه عن أبى الحسن الرضا عليه السلام. 137 - الريان بن شبيب قال في الخلاصة: الريان بن شبيب خال المعتصم ثقة، قال النجاشي: سكن قم و روى عنه أهلها وجمع مسائل الصباح بن نصر الهندي للرضا عليه السلام. 138 - الريان بن الصلت قال الشيخ في الفهرست: الريان بن الصلت له كتاب، وفي الخلاصة: الريان بن الصلت البغدادي، الاشعري القمي، خراساني الاصل أب و على، روى عن الرضا عليه السلام كان ثقة صدوقا. 139 - زروان المدائني لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. 140 - زكريا بن آدم القمى قال في الخلاصة: زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الاشعري، ثقة جليل القدر وكان له وجه عند الرضا عليه السلام، وحج سنة من المدينة وكان زكريا بن آدم زميله إلى مكة. 141 - زكريا بن ابى يحيى قال في جامع الرواة: زكريا أبو يحيى كوكب الدم من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، وفي الخلاصة عن الكشى، عن حمدوية، عن العبيدي، عن يونس قال: أبو يحيى الموصلي لقبه كوكب الدم، وكان شيخا من ااخيار، وقال ابن الغضائري: زكريا أبو يحيى كوكب الدم كوفي ضعيف روى عن أبي عبد الله. 142 - زياد القندي قال الشيخ في الفهرست: زياد بن مروان القندي له كتاب، وفي الخلاصة: زياد بن
[533]
مروان الندي، يكني أبا الفضل وقيل أبا عبد الله الانباري مولى بني هاشم، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ووقف في الرضا عليهم السلام وبالجملة فهو عندي مردود. 143 - سعد ان بن عبد الرحمان لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 144 - سعد بن سعد الاشعري قال الشيخ في الفهرلست: سعد بن سعد الاشعري له كتاب، وفي الخلاصة: سعد بن سعد بن الاحوص بن سعد بن مالك الاشعري القمي ثقة روى عن الرضا وأي جعفر عليهما السلام وروى الكشى عن أصحابنا عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمى أن أبا جعفر عليه السلام سال الله أن يجزيه خيرا. 145 - سعيد بن جناح قال في الخلاصة: سعيد بن جناح أصله كوفي، نشا ببغداد ومات بها، مولى الازد ويقال: مولى جهينة، وأخوه أبو عامر، روى عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام وكانا ثقتين. 146 - سعيد بن بلال المدنى أهمله علماء الرجال ولم نجد له ذكرا، وفي جامع الرواة: سليمان بن بلال من أصحاب الرضا عليه السلام. 147 - سليمان بن حفص المروزى قال في جامع الراة: سليمان بن حفص المروزي من أصحاب الرضا عليه السلام له كتاب. 148 - سليمان بن جعفر الجعفري قال الشيخ في الفهرست: سليمان بن جعفر الجعفري، ثقة له كتاب، وفي الخلاصة سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار أبو محمد الطالبي
[534]
الجعفري، روى عن الرضا عليه السلام وروى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام و كانا ثقتين. 149 - سليمان المروزى قال في التقريب: سليمان بن صالح الليثي مولاهم أبو صالح المروزي يلقب سلمويه ثقة من العاشرة، مات قبل سنة عشر ومائتين. 150 - سليمان بن يحيى لم نجد له ذكرا في كتب رجال الشيعة. وقال في التقريب: سليمان بن أبي يحيى حجازي ليس به باس. 151 - سهل بن القاسم النوشجانى هذا يروى عن الرضا عليه السلام روايات، ولكنه غير مذكور في كتب رجال الحديث. 152 - سوادة القطان قال في جامع الرواة: سوادة القطان من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه الحسن ابن علي بن فضال. 153 - صفوان بن يحيى قال الشيخ في الفهرست: صفوان بن يحيى مولى بجيلة يكنى أبا محمد، بياع السابري أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحيث وأعبدهم وكان يصلى كل يوم خمسين ومائة ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويخرج زكاة ماله في السنة ثلاث مرات. 154 - طلحة قال في جامع الرواة: طلحة من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه يونس بن عبد الرحمن. 155 - عباس بن معروف قال في الخلاصة: العباس بن معروف مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الاشعري
[535]
قمي ثقة صحيح وقال في الفهرست: عباس بن معروف له كتب. 156 - عباس النجاشي الاسدي في جامع الراواة: عباس النجاشي كوفي من أصحاب الرضا عليه السلام. 157 - عباس بن هلال قال في جامع الرواة: عباس بن هلال الشامي من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه محمد بن الوليد الخزاز ينسخة وهي تختلف بحسب الرواة. 158 - عبد العظيم بن عبد الله الحسنى السيد الكريم والمحدث العظيم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أب ي طالب عليهما السلام صاحب الروضة المعروفة والقبة المشهورة بالري. قال العطاردي: وقد ألفت كتابا في حالاته ونسبه ومسنده ومشيخته وقد طبع في 160 - ورقة فليراجع. 159 - عبيد بن هلال مولى الرضا لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. 160 - عبد الرحمن بن أبى نجران قال في الخلاصة ه: عبد الرحمان بن أبي نجران اسمه عمرو بن مسلم التميمي مولى كوفي، أبو الفضل روى عن الرضا عليه السلام وروى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام وكان عبد الرحمن ثقة معتمدا على ما يرويه. 161 - عبد الرحمان بن الحجاج قال في الخلاصة: عبد الرحمان بن الحجاج البجلي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي بياع السابري، سكن بغداد، ورمي بالكيسانية، روى عن أبي عبد الله وأبى الحسن عليهما السلام، ورجع إلى الحق، ولقي الرضا عليه السلام، وكان ثقة ثقة، ثبتا، وجها، وكان وكيلا لابي عبد الله، ومات في عصر الرضا.
[536]
162 - عبد الرحمان بن يحيى قال في جامع الرواة: عبد الرحمان بن يحيى العقيلى من أصحاب الكاظم عليه السلام. 163 - عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي قال العلامة الحلي رحمه الله -: عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، ريو عن الرضا عليه السلام، ثقة صحيح الحديث. 164 - عبد العزيز بن المهتدى قال في الخلاصة: عبد العزيز بن المهتدي بن محمد بن عبد العزيز الاشعري القمى ثقة روى عن الرضا عليه السلام، قال الكشي: قال علي بن محمد بن القتيبي: قا حدثنى الفضل قال: عبد العزيز وكان خير قمي رأيته، وكان وكيلا للرضا عليه السالم. 165 - عبد العزيز بن مسلم عبد العزيز بن مسلم روى عن الرضا عليه السلام حديثا مفصلا في الامامة وقال: كنا في المسجد الجامع بمرو، والناس يتكلمون في أمر الامامة، فعند ذلك خطب الرضا عليه السلام وبين أوصاف الامام وذكرنا هذا الحديث في كتاب الامامة فليراجع. 166 - عبد الله بن ابان الزيات قال في جامع الرواة: عبد الله بن أبان الزيات كان ميكينا عند الرضا عليه السلام، قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولاهل بيتى فقال: أو لست أفعل، والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة. 167 - عبد الله بن ابراهيم عبد الله بن إبراهيم من أصحاب الرضا عليه السلام ويمكن أن يكون هو عبد الله بن إبراهيم المدائني.
[537]
168 - عبد الله بن جندب قال في الخلاصة: عبد الله بن جندب البجلي، عربي، كوفي من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام ثقة، روى الكشي: أن أبا الحسن عليه السلام أقسم أنه عنه راض، ورسول الله والله تعالى عنه راضيان، قال الشيخ الطوسي: - رحمه الله - إنه كان وكيلا لابي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليه السلام، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما. 169 - عبد الله بن سمرة لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 170 - عبد الله بن الصلت قال العلامة الحلي: عبد الله بن الصلت يكنى أبا طالب القمى مولى تيم الله بن ثعلبة ثقة مسكون إلى روايته، روى عن الرضا عليه السلام. 171 - عبد الله بن الطاووس وقال أيضا: عبد الله بن طاووس من أصحاب الرضا عليه السلام عاش مائه سنة، ولم أظفر له على تعديل ظاهر وعلى جرح، بل على ما يترجح به أنه من الشيعة. 172 - عبد الله بن قيس غير مذكور في المصادر التي كانت بايدينا. 173 - عبد الله بن محمد التميمي الرازي لم نجد بهذا العنوان ترجمة في كتب رجال الحديث، وفي جامع الرواة: عبد الله ابن محمد بن حضين الحضينى الاهوازي من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة ثقة، وقيل: الحضيني جرت الخدمة على يده للرضا عليه السلام. 174 - عبد الله بن محمد الحجال قال في الخلاصة: عبد الله بن محمد الحجال الاسدي مولاهم كوفي، وقيل: إنه مولى بنى تميم ثقة ثقة ثبت.
[538]
175 - عبد الله بن المغيرة قال العلامة الحلي: عبد لله بن المغيرة أبو محمد البجلي، مولى جندب بن عبد الله ابن سفيان العلقي كوفي ثقة قة، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه. 176 - عبد الملك بن هشام الحناط لم نجد هذا العنوان في كتب رجال الشيعة وفي التقريب: عبد الملك بن هشام أبو هشام الزماري وقد ينسب إلى جده، صدوق. 177 - عبيد الله بن اسحاق المدائني قال في جامع الرواة: عبيد الله بن إسحاق المدائني من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه عمرو بن عثمان، ومحمد بن سليمان. 178 - عبيد الله بن على وفيه أيضا عبيد الله بن على بن سوارة من أصحاب الرضا عليه السلام. 179 - عثمان بن عيسى قال في جامع الرواة: عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي الراوسي، من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام، كان شيخ الواقفة ووجهها، وقال في الفهرست: عثمان بن عيسى العامري واقفي المذهب له كتاب المياه. 180 - عطية بن رستم قال: عطية بن رستم من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول. 181 - على بن أبى حمزة قال الشيخ في الفهرست: علي بن أبي حمزة البطائني، واقفى المذهب، له أصل رويناه، وقال في الخلاصد: لى بن أبي حمزة واسم أبي حمزة سالم البطائني، أبو الحسن مولى الانصار كوفي، وكان قائد أبي بصير، روى عن أبي الحسن موسى وأبي عبد الله عليهما السلام وقال على بن الحسن بن فضال: لى بن أبي حمزة كذاب واقفي متهم ملعون، وقال ابن الغضائري: على بن أبى حمزة لعنه الله أصل الوقف وأشد الخلق.
[539]
قال العطاردي: وقد ذكرنا ما يتعلق به وما جاء فيه عن الرضا عليه السلام في كتاب الرجال من المسند، فليراجع. 182 - على بن أحمد بن إشيم قال في الخلاصة: على بن أحمد بن أشيم من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول. 183 - على بن ادريس قال في جامع الرواة: على بن إدريس صاحب الرضا عليه السلام روى عنه إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن سهل. 184 - على بن اسباط قال في الخلاصة: على بن أسباط بن سالم بياع الزطى أبو الحسن كوفي، قال الكشي: إنه كان فطحيا ولعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه وقد روى عن الرضا عليه السلام من قبل ذلك وكان ثقة أوثق الاس وأصدقهم لهجة، فانا أعتمد على روايته. 185 - على بن بلال قال في جامع الرواة: على بن بلال بن أبى معاوية أبو الحسن المهلبى الازدي شيخ من أصحابنا بالبصرة ثقة سمع الحديث وأكثر، وقال أيضا: على بن بلال بن بلال بغدادي من أصحاب أبى جعفر الثاني عليه السلام. 186 - على بن جعفر قال في الخلاصة: على بن جعفر أخو موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة. روى الكشى عنه ما يشهد بصحة عقيدته وتادبه مع أبي جعفر الثاني عليه السلام وحاله أجل من ذلك، سكن العريض بضم العين المهملة من نواحى المدينة فنسب ولده إليها. 187 - على بن حديد قال فيه أيضا: على بن حديد بن حكيم ضعفه شيخنا في كتاب الاستبصار.
[540]
والتهذيب لا يعول على ما ينفرد بنقله وقال الكشى: قال نصر بن الصباح: أنه فطحى من أهل الكوفه وكان أدرك الرضا عليه السلام. 188 - على بن حسان قال في جامع الرواة: علي بن حسان الواسطي أبو الحسين القصير عمر أكثر من مائة سنة روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال ابن الغضائري: ومن أصحابنا على بن حسان الواسطي ثقة ثقة، وروى الصدوق والكليني رواياته عن الرضا عليه السلام. 189 - على بن خطاب قال في جامع الرواة: على بن خطاب من أصحاب الكاظم واقفي. قال الكشى: عن حمدويه عن الحسن بن موسى، عن على بن خطاب قال: كنت في الموقف يوم عرفة وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني عطش شديد فامر أبو الحسن الرضا عليه السلام غلامام إلى آخر الحديث. 190 - على بن رباط وفيه أيضا: على بن رباط من أصحاب الرضا عليه السلام. 191 - على بن صاعد البربري لم نجد له عنوانا في المصادر التي كانت بايدينا. 192 - على بن صدقة الرقى لم نجد له ذكرا في كتب الرجال. 193 - على بن عبد الله الزهري لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 194 - على بن عبد الله بن عمران قال في جامع الرواة: على ن عبد الله بن عمران من أصحاب الرضا عليه السلام وقال في الخلاصة: علي بن عبد الله بن عمران القرشي أبو الحسن المخزومي الملقب بالميموني كان غاليا ضعيفا فاسد المذهب والرواية، قلت ويمكن اتحادهما.
[541]
195 - على بن عقبة قال في الخلاصة: علي بن عقبة بن خالد الاسدي أبو الحسن مولى كوفي، ثقة ثقة روى عن أبي عبد الله عليه السلام. 196 - على بن فضال قال الشيخ في الفهرست: على بن الحسن بن فضال فطحي المذهب ثقة كوفي، كثير العلم، واسع الرواية، والاخبار، جيد التصانيف غير معاند، وكان قريب الامر إلى أصحابنا الامامية القائلين بالاثنى عشر، وكتبه في الفقة مستوفاة، في الاخبار حسنة، وقيل إنها ثلاثون كتابا، ثم عد كتبه وطرقه إليه. 197 - على بن الفضل الواسطي قال في جامع الرواة: على بن الفضل الواسطي من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه إبراهيم بن هاشم. 198 - على بن المسيب وفيه أيضا: علي بن المسيب عربي من أهل همدان من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة. 199 - على بن مهران لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 200 - على السائى قال في الخلاصة: على بن سويد السائي منسوب إلى ساية قرية بالمدينة ثقة من أصحاب الرضا عليه السلام روى الكشي عنه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام وذكر حديثا عن أبي الحسن موسى ما يشهد بانه من آل محمد عليهم السلام وغير ذلك من إلهام الرشد والبصيرة في أمر دينه. 201 - على بن يونس بن بهمن في جامع الرواة: علي بن يونس بن بهمن من أصحاب الرضا عليه السلام.
[542]
202 - عمر الجعابى هذا غير معنون في كتب الرجال. 203 - عمران الصابى عمران الصابي كان من رؤساء الصابئين، وأعيانهم، ورد مجلس الرضا عليه السلام وناظره في التوحيد والاسام، فأجاب الرضا عليه السلام مسائله، ثم أسلم على يده وحسن إسلامه، وأخباره مع الرضا مذكورة في كتاب التوحيد والاحتجاجات من المسند. 204 - عمرو بن عثمان عمرو بن عثمان الثفي الخزاز، وقيل: الازدي أبو علي كوفي ثقة، روى عن أبيه، عن سعد بن يسار، وكان عمرو بن عثمان نقي الحديث صحيح الحكايات، قال النجاشي: له كتب عنه علي بن الحسن بن فضا ل، وأحمد بن محمد بن خالد. 205 - عمرو بن يزيد قال الشيخ في الفهرست: عمر بن يزيد ثقة له كتاب وقال الكشي: عمر بن يزيد بياع السابري كوفي مولى ثقيف ثقة روى عن الكاظم عليه السلام. 206 - عمير بن يزيد لم نجد له ذكرا ولعله عمر بن يزيد المذكور آنفا. 207 - عون بن محمد كاتب الرضا عليه السلام غير معنون في كتب رجال الحديث. 208 - فاطمة بنت على بن موسى الرضا جاء حديثها عن أبيها الرضا عليه السلام في كتاب المواعظ، في المجلد الاول من المسند تحت رقم 28. 209 - الفتح بن يزيد الجرحانى قال الشيخ في الفهرست: الفتح بن يزيد الجرجاني له كتاب، وفي الخلاصة:
[543]
الفتح بن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لابي الحسن عليه السلام، واختلفو أيهم هو، الرضا أم الثالث عليهم السلام والرجل مجهول، والاسناد إليه مدخول. قلت: وروايته عنه عليه السلام مذكور في المسند. 210 - فضالة بن ايوب قال في الخلاصة: فضالة بن أيوب الازدي من أصاب أبي ابراهيم موسى الكاظم عليه السلام، سكن الاهواز، وكان ثقة في حديثه، مستقيما في دينه ونقل في جامع الرواة عن النجاشي أنه عده من أصحاب الرضا عليه السلام. 211 - الفضل بن شاذان قال في الفهرست: الفضل بن شاذان النيشابوري فقيه، متكلم، جليل القدر، له كتب ومصنفات وقال العلامة الحلى: الفضل بن اذان بن الخليل أبو محمد الزدى النيسابوري كان أبوه من أصحاب يونس، وروى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وقيل عن الرضا أيضا، وكان ثقة جليلا، فقيها، متكلما، له عظم شان في هذه الطائفة. 212 - الفضل بن كثير قال في جامع الرواة: الفضل بن كثير بغدادي، ثم ذكر طرقه. 213 - الفضل بن يونس قال الشيخ في الفهرست: الفضل بن يونس الكاتب ل كتاب وقال في جامع الرواة: الفضل بن يونس الكاتب البغدادي، وروي عن أبى الحسن موسى عليه السلام، أصله كوفي تحول إلى بغداد مولى واقفي، له كتاب، عنه الحسن بن محبوب. 214 - الفضيل بن يسار قال في الخلاصة: الفيل بن يسار النهدي أبو القاسم عربي، بصري، ثقة، عين جليل القدر، روى عن الباقر والصادق عليهما السلام ومات في أيام الصادق، قلت: وحديثه عن الرضا موجود في المسند وهذا بعيد.
[544]
215 - الفياض بن محمد الطوسى لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 216 - قاسم الصيقل قال في جامع الرواة: القاسم الصيقل من أصاب الهادى عليه السلام، محمد بن عبد الله الواسطي عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام. 217 - القاسم بن الفضيل قال في الخلاصد: القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي البصري أبو محمد ثقة، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، قلت: وجاء في المسند روايته عن الرضا عليه السلام. 218 - القاسم بن محمد الزيات روى سهل بن زياد عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 219 - الكاهلى قال في جامع الرواة: عبد الله بن يحيى الكاهلى وهو الكاهل الكبير الاسدي، عربي كوفي من أصحاب الكاظم عليه السلام، وكان وجها عند أبي الحسن ووصى به على بن يقطين فقال له: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن ك الجنة. 220 - مامون الرشيد له مسائل وروايات عن الامام الرضا عليه السلام مذكورة في المسند. 221 - محمد بن ابادية غير معنون في كتب الرجال. 222 - محمد بن ابراهيم يحتمل أن يكون هو محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد ثقة قليل الحديث وأبوه إبراهيم يروى عن الرضا عليه السلام.
[545]
223 - محمد بن أبى جرير القمى لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث وأبو أبو جرير من رواة الرضا عليه السلام وقد سبق في محله. 224 - محمد بن أبى عباد يظهر من روايته عن الرضا عليه السلام أنه كان مشتهرا بالسماع وشرب النبيذ وقال سالت الرضا عن السماع، فقال: لاهل الحجاز فيه رأى وهو في حيز الباطل واللهو. 225 - محمد بن أبى يعقوب البلخى لم نعثر عليه في المصادر التي كانت بايدينا. 226 - محمد بن أحمد الدقاق البغدادي وهذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف. 227 - محمد بن اسحاق بن عماد قال في جامع الرواة: محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي كوفي من أصحاب الكاظم والرضا عليه السلام ثقة، وقال أبو جعفر بن بابويه: أنه واقفي، وفي إرشاد المفيد: أنه من خاصة الكاظم وثقاته، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته. 228 - محمد بن اسحاق الطالقاني في جامع الرواة: محمد بن إسحاق شعر من أصحاب الرضا عليه السلام هو أخو يزيد. 229 - محمد بن اسماعيل بن بزيع قال في الفهرست: محمد بن إسماعيل بن بزيع له كتاب في الحج، وفي الخلاصة محمد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى أبى جعفر المنصور، وقال الشيخ - رحمه الله - إن محمد بن إسماعيل بن بزيع ثقة صحيح، وقال الكشي: كان محمد بن إسماعيل من رجال أبي الحسن موسى عليه السلام وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام.
[546]
230 - محمد الاشعري لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المصادر. 231 - محمد بن جزك ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الهادى عليه السلام ووثقه، وكذا في الخلاصة، روي عنه عبد الله بن جعفر. 232 - محمد بن الحسن الاشعري قال في جامع الرواة: محمد بن الحسن بن أبي خالد الاشعري القمي، من أصحاب الرضا عليه السلام. 233 - محمد بن الحسين هكذا جاء من دون نسبة، ويحتمل أن يكون محمد بن الحسين بن أبي خالد الذي أدرك أبا جعفر الثاني. 234 - محمد بن الحسين بن يزيد في جامع الرواة: محمد بن الحسين بن يزيد، روى على بن أسباط عنه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 235 - محمد بن حنان الجلاب وفيه أيضا قال: محمد بن حنان الجلاب، روى عنه معاوية بن حكيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 236 - محمد بن داود هكذا جاء من دون نسبة، ويمكن أن يكون محمد بن داود الانصاري، أو محمد بن داود البكري، الكوفي، أو محمد بن داود الهمداني الكوفي، وهم من أصحاب الصادق عليه السلام.
[547]
237 - محمد بن زياد أبى عمير الازدي قال في الفهرست: محمد بن أبي عمير يكنى أبا أحمد من موالى الازد، واسم أبي - عمير زياد، وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة، وأنسكهم نسكا، وأورعهم وأعبدهم، وقد ذكره الجاحظ في كتابه فخر قحطان على عدنان بهذه الصفة التي وصفناه وذكر أنه كان أو حد أهل زمانه في الاشياء كلها، وأدك من الائمة عليهم السلام ثلاثة: أبا إبراهيم ولم يرو عنه وأدرك الرضا والجواد وروى عنهما. 238 - محمد بن سنان قال الشيخ: محمد بن سنان له كتب، وقد طعن عليه وضعف، وكتبه مثل كتب الحسين على عددها وله كتاب النوادر وجميع ما رواه إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو. 239 - محمد بن سليمان قال في جامع الرواة: محمد بن سليمان البصري الديلمى له كتاب يرمى بالغلو من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام. 240 - محمد بن زيد الطبري وقال أيضا: محمد بن زيد الطبري أصله كوفي من أصحاب الرضا عليه السلام. 241 - محمد بن عاصم في جامع الرواة: محمد بن عاصم من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. 242 - محمد بن عبد الرحمان الهمداني وفيه أيضا: محمد بن عبد الرحمان الهمداني كتب إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام. 243 - محمد بن عبد الله وفيه أيضا محمد بن عبد الله الاشعري من أصحاب الرضا عليه السلام.
[548]
244 - محمد بن عبد الله القمى لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، ولعله متحد مع سابقه. 245 - محمد بن عبد الله الطاهري في جامع الرواة: محمد بن عبد الله الطاهري من أصحاب الرضا عليه السلام. 246 - محمد بن عبد الله بن على بن الحسين بن زيد غير معنون في كتب رجال الحديث 247 - محمد بن عبد الله الخراساني قال في جامع الرواة: محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا، قلت: وهو يروي عن الرضا أحاديث ذكرناها في المسند. 248 - محمد بن عبد الله الصيقل وفيه أيضا: محمد بن عبد الله لصيقل من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه حمدان بن النضر. 249 - محمد بن عبيدة الهمداني وفيه أيضا: محمد بن عبيد الهمداني من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه ابن أبي نجران. 250 - محمد بن عبيد الله وفيه: أيضا: محمد بن عبيد الله من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه ابن أبي نصر. 251 - محمد بن عرفة وفيه أيضا: محمد بن عرفة روى عنه محمد بن عيسى قال: قال لي الرضا عليه السلام إلى آخر الحديث. 252 - محمد بن على بن أبى عبد الله وفيه أيضا: محمد بن على بن أبي عبد الله روى على بن أسباط عنه عن الرضا عليه السلام.
[549]
253 - محمد بن على أبو القاسم لم نجد بهذا العنوان في المصادر وقال في جامع الرواة: محمد بن علي القرشي من أصحاب الرضا عليه السلام. 254 - محمد بن على مجهول، ومشترك بين عدة من المحدثين. 255 - محمد ن على الهمداني قال: في الخلاصة: محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، قال ابن الغضائري: كانت لابيه وصلة بابي الحسن، وحديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء كثيرا، ويعتمد المراسيل. 256 - محمد بن على بن جعفر قال: في جامع الرواة: محمد بن علي بن جعفر من أصحاب الرضا عليه السلام. 257 - محمد بن على بن الحسين بن يزيد وفيه أيضا: محمد بن على بن الحسين بن يزيد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام له نسخة عن الرضا عليه السلام، عنه جعفر بن محمد الحسني. 258 - محمد بن عمرو قال الشيخ في الفهرست: محمد بن عمر والزيات له كتاب، وفي الخلاصة: محمد بن عمرو بن سعيد الزيات المدائني ثقة عين روى عن الرضا عليه السلام. 259 - محمد بن عمر بن يزيد قال النجاشي: محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري روى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام. 260 - محمد بن عيسى اليقطينى قال في جامع الرواة: محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أبو جعفر اليقطيني مولى
[550]
بني أسد بن خزيمة، اختلف علماؤنا في شانه، قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان - رحمه الله - يحب العبيدي ى ويثني عليه ويمدحه، ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله، وقال النجاشي والعلامة: جليل القدر في أحابنا، ثقة عين كثير الرواية حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام. 261 - محمد بن عمرو بن سعيد وهو محمد بن عمرو بن سعيد الزيات الذى ترجمناه تحت رقم 258. 262 - محمد بن عمارة في جامع الرواة: محمد بن عمارة بن الاشعث من أصحاب الرضا عليه السلام، روى عنه سعد بن سعد. محمد بن عيسى القمى قال في الخلاصة: محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعري، أبو علي شيخ القميين، ووجه الاشاعرة، متقدم عند السلطان، ودخل على الرضا عليه السلام وسمع منه. 264 - محمد بن الفضيل الصيرفى قال في جامع الرواة: محمد بن الفضيل الصيرفي من أصحاب الرضا عليه السلام، أزدي صير في يرمى بالغلو له كتاب. 265 - محمد بن القاسم بن الفضيل وفيه أيضا: محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي من أصحاب الرضا عليه السلام له كتاب. 266 - محمد بن القاسم بن العباس العلوى لم نجده في كتب رجال الحديث. 267 - محمد بن مضارب محمد بن مضارب، روى صفوان بن يحيى عنه عن الرضا عليه السلام.
[551]
268 - محمد بن ميمون روى حماد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السلام. 269 - محمد بن منصور الكوفى في جامع الرواة: محمد بن منصور الكوفي من أصحاب الرضا عليه السلام، روى عنه محمد بن سهل. 270 - محمد بن يحيى بن حبيب وفيه أيضا: محمد بن يحيى بن حبيب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام. 271 - محمد بن يحيى بن عمر بن على بن ابى طالب لم نجد له عنوانا في كتب الحديث. 272 - محمد بن يعقوب النهشلي وهذا أيضا مجهول كسابقه. 273 - محمود بن ابى البلاد لم نعث له ترجمة في المصادر التى كانت بايدينا. 274 - محول السجتانى لم يعنون في كتب رجال الحديث، وكان محول في المدينة المنورة حين خروج الرضا عليه السلام إلى خراسان، وذكرنا حديثه معه عليه السلام في كتاب الامامة باب دلالات الرضا عليه السلام. 275 - المرزبان بن عمران قال النجاشي: المرزبان بن عمران بن عبد الله بن سعد الاشعري القمى، روى عن الرضا عليه السلام، له كتاب عنه صفوان. 276 - مسافر مسافر مولى أبي الحسن عليه السلام وروى عنه رويات ذكرناها في المسند.
[552]
277 - معاوية بن حكيم قال في الخلاصة: معاوية بن حكيم بن عمار الدهنى ثقة جليل في أصحاب الرضا عليه السلام. 278 - معاوية بن سعد قال في جامع الرواة: معاوية بن سعيد الكندي الكوفي له مسائل عن الرضا عليه السلام. 279 - معبد بن عبد الله الشامي لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 280 - معمر بن خلاد قال في الخلاصد: معمر بن خلاد أبو خلاد، بغدادي ثقة روي عن الرضا عليه السلام. 281 - مقاتل بن مقاتل قال أيضا: مقاتل بن قياما واقفى خبيث من أصحاب الرضا عليه السلام. 282 - موسى بن ابى الحسن الرازي في جامع الرواة: موسى بن أبي الحسن الرازي، روى عنه إبراهيم بن هاشم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 283 - موسى بن سيار وقال أيضا: موسى بن سلمة كوفي، له كتاب عن الرضا عليه السلام. 284 - موسى بن على القرشى لم نعثر له ترجمه في كتب رجال الحديث. 285 - موسى بن عمر بن بزيع قال في الخلاصة: موسى بن عمر بن بزيع مولى المنصور من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام كوفي ثقة، وروى عن الرضا عليه السلام أيضا.
[553]
286 - موسى بن مهران في جامع الرواة: موسى بن مهران من أصحاب الرضا عليه السلام. 287 - موسى بن نصر الرازي لم نجد له ذكرا في المصادر. 288 - مهدى بن سابق وهذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف. 289 - ميسر في جامع الرواة: ميسر بن أبي البلاد يكنى أبا إسماعيل من بني قيس بن ثعلبة من أصحاب الصادق وقال أيضا: ميسر بن عبد الله النخعي من أصحاب الصادق عليه السلام. 290 - نادر الخادم روى عن الرضا عليه السلام روايات كثيرة ذكرناها في أبواب المسند. 291 - نصر بن على الجهضمى روى مواليد الائمد عن الرضا عليه السلام، وقال في التقريب: نصر بن على الجهضمى البصري ثقة. 292 - نعيم بن صالح الطبري لم نجد له عنوانا في كتب الرجال. 293 - الوليد بن ابان في جامع الرواة: الوليد بن أبان الضبي الرازي من أصحاب الرضا عليه السلام. 294 - هارون بن موسى قال أيضا: هارون بن موسى الاعرو البصري القاري من أصحاب الصادق عليه السلام. 295 - هشام بن ابراهيم الراشدي له نجد له ذكرا في كتب الرجال والمصادر.
[554]
296 - هشام بن ابراهيم المشرقي الختلى هشام بن إبراهيم العباسي الذي يقال له: المشرقي روى عن الرضا عليه السلام له كتاب يونس، قال أبو النضر: سالنا الحسين بن إسكيب عن العباسي هاشم بن إبراهيم، وقلنا له أكان من ولد العباس ؟ قال: لا كان من الشيعة وطلبه السلطان، فكتب كتب الزيدية وكتب أيات إمامة العباس، ثم دس إلى مغمزيه واختفى واطلع على كتبه، فقال: هذا عباسي وآمنه وخلى سبيله. 297 - هشام بن ابراهيم الاحمر هشام بن إبراهيم صاحب الرضا عليه السلام وروى عنه روايات 298 - الهيثم بن عبد الله الرماني كوفي روى عن موسى والرضا عليهما السلام له كتاب. 299 - الهيثم الفارسى أبو خالد مجهول لا يعرف. 300 - ياسر الخادم هو خادم الرضا عليه السلام، مولى حمزة بن اليسع الاشعري، له مسائل عن الرضا عليه السلام. 301 - يحيى هو ييى بن إبراهيم بن أبي البلاد من أصحاب الرضا عليه السلام، هو وأبوه أحد القراء. 302 - يحيى بن حبيب الزيات روى أحد بن محمد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السلام. 303 - يحيى بن سعيد البلخى لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المعاجم الرجالية. 304 - يحيى بن المبارك في جامع الرواة: يحيى بن المبارك من أصحاب الرضا عليه السلام.
[555]
305 - يحيى بن محمد بن ابى حبيب غير معنون في كتب الرجال. 306 - يحيى بن محمد بن جعفر وهذا أيضا مجهول كسابقه. 307 - يحيى موسى الصنعانى في جامع الرواة: يحيى بن موسى الصنعانى من أصحاب الرضا عليه السلام، وقال: دخلت على أبي الحسن الرضا وأبو جعفر على فخذه وهو يقشر له موزا ويطعمه. 308 - اليسع بن حمز قال أيضا: اليسع بن حمزة، محمد بن صندل، عن ياسر، عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 309 - يعقوب بن يقطين وقال أيا: يعقوب بن يقطين من أصحاب الرضا عليه السلام. 310 - يونس بن بكير 310 - يونس بن بكير لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث. 311 - يونس بن بهمن قال في الخلاصة: يونس بن بهمن غال خطابي كوفي، يضع الحديث، روى عن أبى عبد الله عليه السلام. 312 - يونس بن عبد الرحمان قال الشيخ في الفهرست: يونس بن عبد الرحمان مولى آل يقطين له كتب كثيرة أكثر من ثلاثين كتابا، قال في الفهرست: يونس عبد الرحمن أبو محمد كان وجها في أصحابنا، متقدما عظيم المنزلة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام. قال العاردى: قد ذكرنا ما يتعلق به، والاخبار التى وردت في شانه في كتاب الرجال من المسند فليراجع. * * *
[556]
تم كتاب الرواة عن الرضا عليه السلام، وبه تم المسند المبارك والاخبار المروية عن الرضا عليه اللام، والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله الطاهرين والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ونسال الله تعال أن يحشرنا في زمرة محمد وآله عليه وعليهم السلام، وأن يوردنا حوضهم، ويسقينا بكاسهم. اللهم تقبل منا هذا لعمل الخالص، وفقنا فيما بقي من عمرنا بالاعمال الحسنة، اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا - صلوات الله عليه - وغيبة ولينا عليه السلام وكثرة عدونا وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا. كتبه بانامله مؤلفه الفقير الى رحمة الله تعالى الشيخ عزيز الله العطاردي في عصر يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 1393.