مسند الامام الرضا (ع)
الشيخ عزيز الله عطاردي ج 1
[1]
مسند الامام الرضا أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام جمعه ورتبه الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشاني الجزء الاول المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السلام اسم الكتاب: مسند الامام الرضا عليه السلام - الجزء الاول تحقيق: الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشاني الناشر: المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السلام الامور الفنية والطبع: مؤسسة طبع ونشر آستان قدس الرضوي الكمية: 3000 نسخة التاريخ: ربيع الاخر 1406 ه
[2]
(الاهداء) الى الامام الطاهر، القمر الباهر، النجم الزاهر، والنور السافر، صاحب المكارم النبوية والفضايل العلوية، حجة الله على العباد، وشفيعهم يوم المعاد، الذى تشرفت بمقدمه، وتبركت بمرقده ارض خراسان صانها الله عن الفتن وحوادث الزمان، السلطان، ابى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام. اقدم اليك يا سيدى هذا الكتاب، وارجو أن تشفع لى ولوالدي يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. العطاردي
[3]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شرح صدورنا بمعارف القرآن، ونور قلوبنا بضياء الفرقان، وأرشدنا إلى معالم الإسلام، وهدانا إلى متابعة السنن والأحكام، بعث الأنبياء ليبين عدله، ونصب الأوصياء ليظهر طوله وفضله، نشكره على جزيل نعمائه، ونحمده على مزيد آلائه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الحق وسراجا منيرا، وأشهد أنه قد بلغ رسالات ربه، وجهد في ترويج شريعته، وصبر على ما أصابه من الأذى والآلام، ولم يشك ما ناله من جهلة الناس والعوام، وبين صلى الله عليه وآله وسلم للناس مناهج الدين، وأوضح لهم الكتاب المبين المنزل عليه من عند رب العالمين مهد مشارع الشرايع وسهل للناس سبل الدين والدنيا بالكتاب الجامع صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين. أما بعد فيقول الفقير الى الله تبارك وتعالى الشيخ عزيز الله العطاردي: لما مضى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى جوار ربه، خلف للمسلمين القرآن والعترة فقال ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، وأمر الناس باتباعهما وقال: لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، ولا يزال يوصي بهما حتى جاءته المنية، وأهل البيت هم الذين خصهم الله بالفضائل ونزههم عن النقائص وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قال الله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، فدلت هذه الآية الشريفة بأن أهل البيت عليهم السلام مطهرون عن جميع الأرجاس فجعلهم،
[4]
صفوته وخيرة عباده وفرض مودتهم على جميع المسلمين فقال: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى). ولقد أجاد الصاحب بن عباد - رضوان الله عليه - حيث قال: هم والله الشجرة الطيبة، والغمامة الصيبة، والعلم الزاخر، والبحر الذى ليس يدرك له آخر، إن عدت الفضائل فهم بنو نجدتها، أو ذكرت المعالى فهم بنو بجدتها أو دارت الحرب فهم الأقطاب، أو تحاورت المقاول فهم فصل الخطاب - ا ه. ومن العترة الطاهرة والشجرة الطيبة المباركة التي. أصلها ثابت وفرعها في السماء: الإمام الطاهر أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، وهو الذي افترض طاعته على المسلمين كطاعة آبائه وأجداده عليهم السلام بنص من أبيه وجده (1). وقام عليه السلام بأمر الإمامة بعد أبيه وكان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتى للناس وهو شاب في سن نيف وعشرين سنة - كما ذكره إبن حجر في تهذيب التهذيب - وأما أخلاقه الكريمة وسيرته المرضية وخصائصه الشريفة فكثيرة وعقدنا لذلك بابا فليراجع. وأما علومه وفضائله ومقالاته ومعارفه الالهية فهو الظاهر المشهور ولا يحتاج إلى بيان، ومسنده الشريف الذى هو الآن بيدك يغنينا عن سرد الكلام في هذا الموضوع وكيف لا وهو وارث علم النبي والوصى وآبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ورثها عن الآباء وورثها عنه البنون، فهم جميعا في كرم الأرومة وذكاء الجرثومة كأسنان المشط. (لزوم المتابعة لمذهب اهل البيت عليهم السلام) مذهب أهل البيت عليهم السلام هو المذهب الحق في الإسلام لأنه منصوص من صاحب الشريعة صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وقال علي مع الحق (1) راجع باب النصوص عليه عليه السلام. (*)
[5]
والحق مع على يدور الحق معه حيث دار، والنصوص في ذلك كثيرة رواها الفريقين في كتبهم، وليس هنا محل البحث والتحقيق في هذا الموضوع، ونقول: أما تمسك الشيعة بالعترة النبوية ومتابعتهم لهم عليهم السلام، والأخذ بأقوالهم و آرائهم، والاقتداء بسنتهم، والاهتداء بهداهم فللنصوص والاخبار التى جائت عن النبي صلى الله عليه وسلم كحديث سفينة الذى أخرجه الحفاظ والائمة بأسانيدهم بألفاظ منها: إن أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى. (حصر المذاهب في الائمة الاربعة) وأما حصر المذاهب على الائمة الأربعة كأبي حنيفة ومالك، والشافعي وأحمد ابن حنبل لا دليل عليه لا من جهة العقل ولا من جهة النقل والشرع، لأن هؤلاء الائمة ظهروا في القرن الثاني والثالث ولا حجة لهم ولأتباعهم، وإنما ذلك الحصر نشأ من خلفاء بني العباس ومنعوا أن يفتي أحد إلا بقول أحد الائمة الأربعة، ولا تأخذوا بقول أحد من أئمة أهل البيت عليهم السلام. وهذا العمل من بني العباس نشأ من عداوتهم لأهل البيت عليهم السلام، وكان قصدهم من هذا الحصر أن يميلوا الناس إلى هؤلاء الائمة، ولئلا يشتهر أئمة أهل البيت عند الناس فيميلوا إليهم ويأخذوا منهم الخلافة - والتواريخ ناطقة بهذا - وحاصل الأمر أن ارتفاع المذاهب وانخفاضها لم يكن لتمحيص أدلتها وطلب الصواب منها، بل كان لحاجة في نفوس الامراء والحكام والملوك. ونرى كثيرا من أهل العلم والحديث وكذلك من الأمراء والحكام تركوا مذهبهم ودخلوا في مذهب من هذه المذاهب الأربعة، وذلك لأجل حطام الدنيا واجتذاب أموالها وكان إذا ملك أحد من الحنابلة أو من الشافعية أو من الأحناف دعى إليه من يعتقد مذهبه، وفوض إليه أمر القضاء والجماعات والفتوى، فعند ذلك مال إليه أهل الدنيا وترك مذهبه ودخل في مذهب الملك، أو قاضي القضاة، أو رئيس الرؤساء.
[6]
وفي أيام هارون الرشيد لما ولي أبا يوسف القضاء، كان لا يولى القضاء إلا لمن أشار عليه أبو يوسف، وكان لا يشير إلا من كان مقلدا لأبي حنيفة، وكذلك في الأندلس لما اختص بيحيى بن يحيى بن كثير الاندلسي صاحب مالك فكان لا يولي الحكم إلا مالكيا فصار أهل الأندلس مالكية، ولم تزل المذاهب خاضعة للملوك والامراء، يرفعها قوم ويخفضها آخرون، وهذا واضح لمن تأمل التاريخ وسير الخلفاء والملوك والامراء والحكام. (في فضل علم الحديث) لا شك بأن شرف العلوم يتفاوت بشرف موضوعها، ولا خلاف عند أهل العلم و ذوي البصائر إن أجل العلوم ما كان نفعه أعم وفائدته اتم، وهذا العلم هو علم الشريعة الذي هو طريق السعداء إلى دار البقاء، من تمسك به اهتدى ونجى من الهلاك و الردى، ومن علوم الشريعة علم الحديث والآثار، المروية عن النبي وأهل بيته الأطهار عليهم سلام الله الملك القهار. إذ به يعرف الحلال من الحرام ومنه يستفاد أوامر الشرع ونواهيه، وأحكام الواجبات والمستحبات والمحرمات، وفي الحديث مكارم وفضائل، وآداب ومواعظ، وفوائد وفرائد، وحكم ومحاسن، به يسلك سبل الهدى، ويترك طرق الردي، من جعل كتب الحديث أمامه ويطالعه ويتدبر في معانيه كأنه رأى نفسه في مجلس النبي الأقدس أو أحد من الأئمة عليهم السلام وهو يخاطبه ويتكلم معه. ولعلم الحديث قواعد وأصول، وأحكام واصطلاحات، ذكرها المحدثون و الفقهاء - رضوان الله عليهم - في كتبهم منها ما يتعلق بالحديث كالعلم بأخبار الأحاد والتواتر، والصحيح، والضعيف، والمسند والمرسل، والمجهول، والمضمر، وغيرها ومنها ما يتعلق بالرواة ونقلة الآثار كالعلم بالجرح والتعديل والتوثيق والتضعيف، والبحث في هذا الموضوع في كتب رجال الحديث والدراية.
[7]
(تدوين الحديث في مذهب أهل البيت) إن أول كتاب الف في الإسلام كتاب ألفه أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام وبيان ذلك أنه عليه السلام جمعما سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مسائل الحلال والحرام، و ما بينه من الأحكام الدينية في الاصول والفروع، وهذا الكتاب كان مدونا، موجودا عند أهل بيته عليه السلام وكانوا يتوارثونه طبقة بعد طبقة. ويوجد في كتب الحديث ونصوص الأحكام موارد كثيرة جاء فيها: وفي كتاب علي كذا وكذا، ونقل عن أئمة أهل البيت عليهم السلام إنهم إذا بينوا مسألة استشهدوا بكتاب على عليه السلام ويقولون هكذا في كتاب علي، أو هذا لم يوجد في كتاب علي. ثم ألف أبو رافع خازن بيت المال في أيام خلافة أمير المؤمنين عليه السلام كتابا في السنن والأحكام والقضايا، وألف ابنه عبيد الله كتابا إسمه (أسماء من شهد من الصحابة في صفين) وألف إيضا عبد الله بن عباس ما سمعه من أمير المؤمنين عليه السلام في علوم القرآن وتفسير الآيات، وكان ابن عباس تلميذا له واستفاد منه كثيرا، وكان يفتخر بذلك. وبعد وقعة رمضان وشهادة أمير المؤمنين عليه السلام تغلب معاوية وجلس على عرش الخلافة، وأظهر العداوة لأمير المؤمنين وأهل بيته وشيعته فعند ذلك ضاقت الأرض علي الحسن والحسين عليهما السلام وهما صارا حليفا البيت، ولم يجسر أحد أن يأيتهما ويأخذ منهما الحديث ومسائل الشريعة، وهكذا كانت أحوال شيعتهم ومحبيهم، وكان الأمر كذلك إلى أن فشل أمر بني امية ووقع الخلاف بينهم وبين بني عباس وفي أيام الفترة وانتقال الخلافة من بني امية إلى بني العباس خلى الجو للباقر والصادق عليهما السلام، وهما اغتتنما الفرصة وأقاما مجالس البحث والتنقيب حول الأحكام والمسائل الدينية، و في هذا الفرصة حضرت جماعة من مختلف البلدان في المدينة المنورة واستفادوا من هذين الإمامين عليهما السلام وألفوا كتبا كثيرة في مسائل الحلال والحرام وأصول الدين وفروعه.
[8]
ثم جاء موسى بن جعفر عليهما السلام وقام مقام أبيه وجلس في المسجد وبين للناس الأحكام والسنن وانثال حوله المحدثون ونقلوا عنه الآثار وألفوا وكتبوا وكان عليه السلام ينشر العلم والفضيلة في جوار جده صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن دخل هارون الرشيد المدينة وأخذه وأبعده من المدينة الى البصرة ثم استدعاه الى بغداد وسجن بها واستشهد بعد مدة صلوات الله عليه، وفي الأيام التى كان عليه السلام في الحبس أخذ هارون جماعة من شيعته وشدد عليهم وكان منهم محمد بن أبي عمير، فضرب ثم سجن، وضاع كتبه وآثاره المروية عن أهل البيت عليهم السلام. وبعد ذلك قام بالأمر إبنه علي بن موسى الرضا عليهما السلام وجلس جلسه في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويفتي ويفسر ويدرس عليه الناس، وكان الرضا عليه السلام في رخاء وعافية من الحكومة، ولا يؤخذ على من ورد عليه، وكان مشتغلا بنشر العلم والفضيلة إلى أن توفي هارون الرشيد بطوس من خراسان ووقع ما وقع بين الأمين والمأمون وقتل الأمين واضطرب أمر بني العباس وثارت البلدان على المأمون. فعند ذلك استدعاه المأمون إلى الخراسان، وسار عليه السلام من طريق البصرة والأهواز وفارس إلى خراسان ووصل مرو وجرت بينه وبين المأمون امور وصار ولى عهده، وبعد ذلك ظهرت حوادث وانجر الامر بشهادة الرضا عليه السلام، سنذكرها إن شاء الله في الأبواب الآتية على التفصيل. أسماء الرواة عن الباقرين والكاظمين عليهم السلام مضبوط في كتب الرجال، ونحن نذكر إن شاء الله أسماء رواة الإمام الرضا في ذيل المسند فليراجع هناك. (مسند الامام الرضا عليه السلام واسنادنا إليه) خرجنا - ولله الحمد - كل ما ورد عن الرضا ونقلها أئمة الحديث والآثار من قدماء أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم - على طريقة المؤلفين، وهذا المسند يكون كغيره من كتب الحديث يوجد فيه الثقة والصحيح والحسن والضعيف والمتروك، وبيان ذلك عند الفقهاء وأصحاب الجرح والتعديل والعلم بحقائق الأمور عند الله تعالى
[9]
ونحن نروى أخبار الرضا عليه السلام بهذه الطرق بالإجازة: 1 - عن الإمام الفقيه السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدس سره مؤلف (مستمسك العروة الوثقى) المتوفي في ربيع الأول 1390. 2 - عن الشيخ العلامة المحقق الشيخ آغابزرك الطهراني طاب ثراه صاحب الذريعة وطبقات أعلام الشيعة المتوفى سنة 1389. 3 - عن الشيخ المجاهد المحقق الشيخ عبد الحسين الأميني رضوان الله عليه صاحب (الغدير) المتوفي في ربيع الثاني سنة 1390 نروى عنه مشافهة. 4 - عن الإمام الفقيه (السيد أبو القاسم) الموسوي الخوئى مد ظله. 5 - عن الإمام الفقيه السيد محمد هادي الحسيني الميلاني مد ظله. 6 - عن الشيخ العلامة المحقق الحجة الحاج ميرزا خليل الكمره ئى نزيل طهران دامت أيام افاداته. نروي عن هؤلاء الأعلام، عن المشايخ العظام مسلسلا حتى بلغ إلى أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام وقد أثبتوا طرقهم المشروحة في الإجازات التي عندنا بخطهم. (طرقنا من العامة) نروي بالإجازة عن الشيخ العلامة المحدث المحقق الشيخ محمد إبراهيم المدني البخاري نزيل المدينة المنورة، وقد أجازنا في داره بالمدينة المنورة في شهر محرم الحرام سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف. وفي الختام نشكر مساعي زميلنا الفاضل المحقق على اكبر الغفاري مدير مكتبة الصدوق وصاحبها، حيث أشرف على طبع الكتاب، ونبهنا على بعض الموارد التي فاتت عنا حفظه الله وأيده في نشر آثار أهل البيت عليهم السلام، وكذلك عن الوجيه الثقة المفضال الحاج (إسماعيل سيگارى) دام مجده العالي حيث ساعدنا وشوقنا في طبع الكتاب ونشره.
[10]
(باب) (مولده والقابه واحوال امه عليه السلام) قال الكليني - رحمه الله - ولد عليهم السلام سنة ثمان وأربعين ومائة وقبض في صفر من سنة ثلاث ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين سنة، وقد اختلف في تاريخه إلا أن هذا التاريخ هو الأقصد، إن شاء الله، وامه ام ولد يقال لها ام البنين (1). الصدوق - رحمه الله - بإسناده عن البزنطي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي ابن موسى عليهم السلام: إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ؟ فقال عليهم السلام: كذبوا والله وفجروا بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا عليهم السلام، لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والائمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه. قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضي لله عز وجل ولرسوله والائمة بعده عليهم السلام فقال: بلى، فلت: فلم سمى أبوك عليه السلام من بينهم الرضا قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام، فلذلك سمى من بينهم الرضا عليه السلام (2). عنه بإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى، عن سليمان بن حفص، قال كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمى ولده عليا عليه السلام الرضا، وكان يقول: ادعوا لي (1) الكافي: 1 - 486. (2) عيون الاحبار: 1 - 13.
[11]
ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن (1). عنه - رحمه الله - باسناده عن الكندي قال: سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول: ما رأيت أحدا قط أعرف بأمر الائمة عليهم السلام وأخبارهم ومناكحهم منه، قال: اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر وكانت من أشراف العجم جارية مولدة واسمها تكتم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها اجلالا لها. فقالت لابنها موسى عليه السلام: يا بني إن تكتم جارية ما رأيت قط أفضل منها ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك فاستوص بها خيرا، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة، قال: فكان الرضا عليه السلام يرتضع كثيرا، وكان تام الخلق، فقالت: أعينوني بمرضعة، فقيل لها: أنقص الدر ؟ فقالت: لا أكذب والله ما نقص ولكن على ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت. قال الحاكم أبو علي: قال الصولي: والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام: ألا إن خير الناس نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم أتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما يؤدي حجة الله تكتم وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس، ولم أروه، وما لم يقع لي رواية وسماعا، فإني لا احققه ولا أبطله، بل الذي لا أشك فيه أنه لعم أبي إبراهيم بن العباس: كفى بفعال امرئ عالم * على أهله عادلا شاهدا أرى لهم طارقا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا (3) عيون الاخبار: 1 - 14.
[12]
يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا فلا يحمد الله مستبصرا * يكون لأعدائكم حامدا فضلت قسيمك في قعدد (1) * كما فضل الوالد الوالدا قال الصولي: وجدت هذه الأبيات بخط أبي، على ظهر دفتر له يقول فيه: أنشدني أخي لعمه في علي - يعني الرضا عليه السلام - تعليق متسوق، فنظرت فإذا هو بقسيمه في القعدد المأمون، لأن عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعا وتكتم اسم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا، منها في شعر: طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما قال الصولي: وكانت لابراهيم بن العباس الصولي - عم أبي - في الرضا عليه السلام مدائح كثيرة أظهرها، ثم اضطر إلى أن سترها وتتبعها فأخذها من كل مكان، وقد روى قوم بان ام الرضا عليه السلام تسمى سكن النوبية، وسميت نجمة، وسميت، سمان وتكنى أم البنين (2). عنه - رحمه الله - بإسناده عن علي بن ميثم، عن أبيه قال: لما اشترت حميدة أم موسى بن جعفر عليهم السلام ام الرضا عليه السلام نجمة، ذكرت حميدة أنها رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فانه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة، وكانت لها أسماء منها: نجمة، أروي، سكن، سمان، وتكتم وهو آخر أساميها، قال علي بن ميثم: سمعت امى تقول: كانت نجمة بكرا لما اشترتها حميدة (3). عنه - رحمه الله - عن علي بن ميثم، عن أبيه قال: سمعت امى تقول: سمعت نجمة ام الرضا عليه السلام تقول: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني فيفزعنى ذلك ويهولني، فإذا انتبهت (1) يعنى كان قريب الاباء الى الجد الاكبر. (2) عيون الاخبار: 1 - 14. (3) المصدر: 1 - 16.
[13]
لم أسمع شيئا. فلما وضعته وقع على الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه، كأنه يتكلم فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال لى: هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات، فحنكه به، ثم رده إلي وقال: خذيه، فانه بقية الله تعالى في أرضه (1). عنه - رحمه الله - بإسناده عن عتاب بن أسيد قال: سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون: ولد الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفات أبي عبد الله عليه السلام بخمس سنين (2). قال المفيد - رحمه الله - كان مولده سنة ثمان وأربعين ومائة وامه ام ولد يقال لها: ام البنين (3). عنه - رحمه الله - بإسناده عن هشام بن أحمر قال: قال لي أبو الحسن الأول عليه السلام هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم ؟ قلت: لا، قال: بل يقدم قدم رجل من أهل المغرب المدينة، فانطلق بنا، فركب وركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: اعرض علينا، فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن عليه السلام: لا حاجة لي فيها. ثم قال: أعرض علينا، فقال ما عندي إلا جارية مريضة، فقال ؟ ما عليك أن تعرضها ؟ فأبي عليه فانصرف، ثم أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له قد أخذتها، فأتيته فقال: ما كنت أريد أن (1) عيون الاخبار: 1 - 20. (2) عيون الاخبار: 1 - 18. (3) الارشاد: 2 - 239.
[14]
أنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها، قال: هي لك ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس، قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم، فقلت ما عندي أكثر من هذا. فقال: أخبرك أني لما اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي. فقالت: ما ينبغى أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغى أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلا حتى تلد غلاما له لم يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله، قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت له الرضا عليه السلام (1). قال الطبرسي - رحمه الله - ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، ويقال: إنه ولد لإحدي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفات أبي عبد الله عليه السلام بخمس سنين، وقيل: يوم الخميس، وامه أم ولد يقال لها ام البنين واسمها نجمة، ويقال: سكن النوبية ويقال: تكتم (2). قال ابن شهر آشوب: على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يكنى أبو الحسن والخاص أبو علي، وألقابه سراج الله، نور الهدى، قرة عين المؤمنين، مكيدة الملحدين، كفو الملك، كافي الخلق، رب السرير، رأب التدبير، الفاضل، الصابر، الوفي، الصديق، والرضي. قال أحمد البزنطي: وإنما سمي الرضا لأنه كان رضي لله تعالى في سمائه، و رضى لرسوله، والأئمة عليهم السلام بعده في أرضه، وقيل: لأنه رضي به المخالف والمؤالف، وقيل: لانه رضى به المأمون، وامه ام ولد يقال لها: سكن النوبية ويقال خيزران المرسية ويقال: نجمة، رواه ميثم، ويقال: صقر، وتسمى أروى وام البنين، ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة. (1) الارشاد: 2 - 245 والعيون: 1 - 17 والكافي: 1 - 486. (2) اعلام الورى: 302.
[15]
ولد يوم الجمعة وقيل: يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة الصادق عليه السلام بخمس سنين رواه ابن بابويه، وقيل سنة إحدى وخمسين ومائة (1). قال الاربلي ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، ويقال: إنه ولد لإحدي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام بخمس سنين وقيل يوم الخميس، وامه ام ولد يقال: لها ام البنين واسمها نجمة، ويقال: سكن النوبية، ويقال: تكتم (2). قال محمد بن طلحة: أما ولادته ففي حادي عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة بعد وفاة جده أبي عبد الله بخمس سنين وأما نسبه أبا فأبوه أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر، وامه ام ولد تسمى الخيزران المرسية وقيل شقرا البنوية (3) و اسمها أروى، وشقرا لقب لها، وأما اسمه فعلى وهو ثالث العليين أمير المؤمنين و زين العابدين وأما كنيته فأبو الحسن وأما ألقابه فالرضا، والصابر، والرضى والوفي وأشهرها الرضا (4). قال الحافظ عبد العزيز: مولده عليه السلام سنه ثلاث وخمسين ومائة وامه ام ولد اسمها ام البنين (5). قال في الدروس: ولد بالمدينة سنه ثمان وأربعين ومائة وقيل يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة (6). قال الغفاري في تاريخه: ولد عليه السلام يوم الجمعة الحادي عشر من ذي القعدة (7) قال الفتال النيسابوري: كان مولده يوم الجمعة وفي رواية اخرى يوم الخميس (1) مناقب آل ابى طالب: 2 - 417. (2) كشف النعمة: 3 - 149. (3) كذا. (4) مطالب السؤل: 85. (5 الى 7) بحار الانوار: 49 - 3.
[16]
لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين ومائة (1). قال الكفعمي: ولد عليه السلام بالمدينة يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائة (2). قال ابن الجوزي: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام ويلقب بالولي والوفي، امه ام ولد تسمى الخيزران (3). قال المسعودي: ولد عليه السلام: في سنة ثلاث وخمسين مائة من الهجرة بعد مضى أبي عبد الله بخمس سنين، وكانت ولادته على صفة ولادة آبائه ونشأ منشأهم (4). وروي عن أبي إبراهيم أنه لما ابتاع تكتم جمع قوما من أصحابه، ثم قال: والله ما اشتريت هذه الامة إلا بأمر الله ووحيه، فسئل عن ذلك قال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدى وأبي ومعهما شقة حرير فنشراها، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا يا موسى ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثم أمرني إذا ولدته أن اسميه عليا، وقالا لي: إن الله تعالى يظهر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدقه وويل لمن عاداه وجحده وعانده (5). الصدوق بإسناده عن محمد بن يحيى الصولى قال: أبو الحسن الرضا هو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام امه ام ولد تسمى تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام (6). قال المسعودي صاحب المروج: وكان مولده سنة ثلاث وخمسين مائة (7). قال ابن الوردى: ولد علي سنة ثمان وأربعين ومائة (8). قال ابن الأثير: كان مولد علي بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة (9). (1) تذكرة الخواص: 198. (2 و 3) بحار الانوار: 49 - 3. (4 - و 5) اثبات الوصية: 196. (6) عيون الاخبار: 1 - 14. (7) مروج الذهب: 4 - 28. (8) تاريخ ابن الوردى: 1 - 320. (9) كامل التواريخ: 5 - 193.
[17]
(تذييل) ذكر أهل الحديث والتاريخ وغيرهم: أن ام الرضا عليه السلام كانت من أهل المغرب، اشتراها رجل نخاس وجاء بها الى المدينة المنورة، فاشترتها حميدة المصفاة ام موسى بن جعفر عليهما السلام، ووهبتها لابنه، فولد منها الرضا عليه السلام، ثم اختلفوا أنها كانت من أي بلد من بلاد المغرب، قال بعضهم: أنها كانت نوبية، وذكر بعض أنها من المرسية، فان كانت نوبية، هل هي من بلاد النوبة وهي الناحية التي في جنوب مصر يقال لها اليوم: (سودان) أو من النوبة وهي جيل من السودان كما قاله الجوهرى. أما الذين ذكروا أنها من أهل المرسية، لم يصرحوا بأنها كانت من أي مرسية أمرسية الأندلس أم مرسية إفريقية، فأما مرسية الأندلس. وهي كانت بلدة إسلامية بناها حد الامراء الأمويين بالأندلس. قال الزبيدي في التاج: مرسية بالضم مخففة وأهل المغرب يفتحونها - بلد إسلامي بالمغرب شرقي الأندلس بناه الأمير عبد الرحمان بن الحكم الأموي، كثير المنازه والبساتين، ومن هذا البلد أبو غالب تمام بن غالب اللغوي صنف في علم اللغة كتابا نفيسا، ولما تغلب أبو إسحاق على مرسية، أرسل إليه ألف دينار على أن يكتب إسمه عليه، فأبي وقال لو بذلت لي الدنيا ما وضعت، إنما كتبته لكل طالب علم (1). قال السيوطي: عبد الرحمان بن الحكم بن عبد الرحمان الأموي، أول من فخم الملك بالأندلس من الأموية، وكساه ابهة الخلافة والجلالة، وفي أيامه أحدث بالأندلس لبس المطرز وضرب الدراهم، ولم يكن بها دار ضرب منذ فتحها العرب، وإنما كانوا يتعاملون بما يحمل إليهم من دراهم أهل المشرق، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين (2). (1) تاج العروس: 4 - 246. (2) تاريخ الخلفاء: 522.
[18]
فهذا الذي نقلناه عن الزبيدي والسيوطي يدلنا على أن المرسية بنيت في القرن الثالث بعد وفاة الرضا عليه السلام، فلا جرم أن امه تكون من مرسية إفريقية، وبيان ذلك أن المسلمين لما افتتحوا إفريقية وبلاد الروم، أسسوا بلادا في سواحل بحر الأبيض شماليها وجنوبيها - ويقال لهذه البلاد: المراسي لاجتماع السفن بها كمرسى الخزر، ومرسي الدجاج، ومرسي ابن جناد ويمكن أن تكون ام الرضا عليه السلام من إحدى هذه المراسي. قال ياقوت: مرسى الخزر بالفتح ثم السكون والسين مهملة والقصر، أصله مفعل من رست السفينة إذا ثبتت والموضع مرسي، والخزر بفتح الخاء المعجمة والراء ثم زاى، واحدته خزرة، موضع معمور على ساحل إفريقية بينه وبين بونة ثلاثة أيام يستخرج منه المرجان (1). قال أبو حوقل: مدينة بونة مدينة مقتدرة ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة على نحر البحر، ولها أسواق حسنة وتجارة مقصودة، وأرباح متوسطة، وفيها خصب ورخص موصوف، وفواكه وبساتين قريبة (2). قال العطاردي: يحتمل أن تكون أم الرضا عليه السلام من أهل بونة هذه لأنها قريبة من مرسى الخزر، ثم لعبت بها يد النساخ وصحفوها بالنوبة، كما صحفوا غيرها من أسماء الرجال والبلدان. والله أعلم بحقائق الامور. (باب امامته وفرض طاعته) الكليني باسناده عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي، أما إني قد نحلته (1) معجم البلدان. (2) صورة الارض: 77.
[19]
كنيتي، فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته، ثم قال: ويحك كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين: سمعت والله منه كما قلت، فقال هشام: أخبرك أن الأمر فيه من بعده (1) عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: كنت عند العبد الصالح (وفي نسخة الصفواني) قال: كنت أنا، ثم ذكر مثله. عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: إن ابني عليا أكبر ولدي وأبر هم عندي وأحبهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي (2). عن داود الرقي قال: قلت لأبي إبراهيم عليه السلام: جعلت فداك إني قد كبر سني فخذ بيدي من النار، قال: فأشار إلى ابنه أبي الحسن عليه السلام، فقال: هذا صاحبكم من بعدي (3). عن محمد بن إسحق بن عمار قال: فقلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: ألا تدلني الى من آخذ عنه ديني ؟ فقال: هذا ابني على إن أبي أخذ بيدي فأدخلني الى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا بني إن الله عز وجل قال: (إني جاعل في الارض خليفة) وإن الله عز وجل إذا قال قولا وفى به (4). وعنه عن داود الرقي قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: إني قد كبرت سنى ودق عظمي وانى سألت أباك عليه السلام فاخبرني بك، فأخبرني من بعدك ؟ فقال: هذا أبو الحسن الرضا (5). عن زياد بن مروان القندي وكان من الواقفة قال: دخلت على أبى ابراهيم وعنده ابنه أبو الحسن عليه السلام فقال لى: يا زياد هذا ابني فلان، كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله (6). عنه عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على، عن محمد بن الفضيل قال: حدثنى (1) الكافي: 1 - 311. (2) المصدر: 1 - 312 (3 - 6) المصدر: 1 - 312
[20]
المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبى طالب عليه السلام قال: بعث إلينا أبو الحسن موسى عليه السلام فجمعنا ثم قال لنا: أتدرون لم دعوتكم ؟ فقلنا لا، فقال: أشهدوا أن ابني هذا وصيى والقيم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فلينجزها منه ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني الا بكتابه (1). عنه عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على، عن محمد بن سنان وعلى بن الحكم جميعا عن الحسين بن المختار قال: خرجت إلينا ألواح من أبى الحسن عليه السلام وهو في الحبس عهدي الى أكبر ولدي أن يفعل كذا وأن يفعل كذا، وفلان لا تنله شيئا حتى ألقاك أو يقضى الله على الموت (2). عنه قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله ابن المغيرة، عن الحسين بن المختار قال: خرج إلينا من أبى الحسن عليه السلام بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض: عهدي إلى أكبر ولدي، يعطي فلان كذا، وفلان كذا، وفلان كذا وفلان لا يعطى حتى أجيئ أو يقضي الله عز وجل على الموت، إن الله يفعل ما يشاء (3). عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على عن ابن محرز، عن علي بن يقطين عن أبى الحسن عليه السلام قال: كتب إلى من الحبس أن فلانا ابني سيد ولدي، وقد نحلته كنيتي (4). عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي عن أبي علي الخزاز، عن داود بن سليمان قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: إني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك، فأخبرني من الامام بعدك ؟ فقال: ابني فلان يعني أبا الحسن عليه السلام (5). (1) الكافي 1 - 312. (2 - 5) الكافي: 1 - 313.
[21]
عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن سعيد بن أبي الجهم، عن النصر بن قابوس قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام إني سألت أباك عليه السلام من الذي يكون من بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو، فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك ؟ فقال: ابني فلان (1). عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الضحاك بن الأشعث، عن داود ابن زر بي قال: جئت إلى أبي إبراهيم عليه السلام بمال، فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله لأي شئ تركته عندي ؟ قال: إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك، فلما جاءنا نعيه بعث إلي أبو الحسن عليه السلام ابنه، فسألني ذلك، فدفعته إليه (2). عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم الأرمني قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط الزيدي، قال أبو الحكم وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي عن يزيد ابن سليط قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السلام ونحن نريد العمرة في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه ؟ قال: نعم فهل تثبته أنت ؟ قلت: نعم إني أنا وأبي لقيناك ههنا وأنت مع ابي عبد الله عليه السلام ومعه إخوتك. فقال له أبي: بأبى أنت وأمى أنتم كلكم أئمة مطهرون، والموت لا يعري منه أحد، فأحدث، إلى شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل، قال: نعم يا أبا عبد الله هؤلاء ولدي وهذا سيدهم وأشار إليك وقد علم الحكم والفهم والسخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجواب وهو باب من أبواب الله عز وجل وفيه اخرى خير من هذا كله. فقال له ابى: وما هي ؟ بأبي أنت وامي قال عليه السلام: يخرج الله عز وجل منه (1) الكافي: 1 - 313. (2) المصدر: 1 - 313.
[22]
غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفضلها وحكمتها، خير مولود وخير ناشئ، يحقن الله عز وجل به الدماء، ويصلح به ذات البين ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف، وينزل الله به القطر، ويرحم به العباد، خير كهل وخير ناشئ، قوله حكم وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه، ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه. فقال له أبي: بأبى أنت وأمى وهل ولد ؟ قال: نعم ومرت به سنون، قال يزيد فجاءنا من لم نستطع معه كلاما، قال يزيد: فقلت لأبى إبراهيم عليه السلام فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك عليه السلام. فقال لى: نعم إن أبى عليه السلام كان في زمان ليس هذا زمانه، فقلت له: فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله. قال: فضحك أبو إبراهيم ضحكا شديدا. ثم قال: اخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى إبني فلان، وأشركت معه بني في الظاهر، وأوصيته في الباطن، فأفردته وحده ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه ولكن ذلك إلى الله عز وجل، يجعله حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره رسول الله وآله صلى الله عليه وسلم. ثم أرانيه وأراني من يكون معه وكذلك لا يوصى إلى أحد منا حتى يأتي بخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدي علي صلوات الله عليه ورأيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة، فقلت ما هذا يا رسول الله ؟ فقال لى: أما العمامة فسلطان الله عز وجل، وأما السيف فعز الله تبارك وتعالى وأما الكتاب فنور الله تبارك وتعالى، وأما العصا فقوة الله، وأما الخاتم فجامع هذه الامور. ثم قال لى والأمر قد خرج منك إلى غيرك، فقلت: يا رسول الله أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو كانت الإمامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك ولكن ذلك من الله عز وجل.
[23]
ثم قال أبو ابراهيم: ورأيت ولدي جميعا الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير المؤمنين عليه السلام: هذا سيدهم وأشار الى ابني على فهو مني وأنا منه والله مع المحسنين، قال يزيد: ثم قال أبو ابراهيم عليه السلام: يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها، وهو قول الله عز وجل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وقال لنا أيضا (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) قال: فقال أبو ابراهيم عليه السلام: فاقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: قد جمعتهم لى بأبى وأمى فأيهم هو ؟ فقال: هو الذى ينظر بنور الله عز وجل ويسمح بفهمه وينطق بحكمته يصيب فلا يخطئ ويعلم فلا يجهل، معلما حكما وعلما، وهو هذا وأخذ بيد علي ابني. ثم قال: ما أقل مقامك معه فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك وافرغ مما أردت، فانك منتقل عنهم ومجاور غيرهم، فإذا أردت فادع عليا فليغسلك وليكفنك فانه طهر لك، ولا يستقيم إلا ذلك وذلك سنة قد مضت، فاضطجع بين يديه وصف إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبر عليك تسعا، فإنه قد استقامت وصيته ووليك وأنت حي. ثم اجمع له ولدك من بعدهم، فأشهد عليهم وأشهد الله عز وجل وكفى بالله شهيدا، قال يزيد ثم قال لي أبو ابراهيم عليه السلام إني أوخذ في هذه السنة والأمر هو إلى ابني علي، سمي علي وعلي: فأما علي الاول فعلي بن أبي طالب، وأما الآخر فعلي بن الحسين عليهما السلام، أعطي فهم الأول وحلمه ونصره ووده ودينه ومحنته ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين. ثم قال لي: يا يزيد وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك، وسيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم
[24]
إبراهيم فإن قدرت أن تبلغها منى السلام فافعل، قال يزيد، فلقيت بعد مضى أبي ابراهيم عليه السلام عليا عليه السلام فبدأني، فقال لى يا يزيد ما تقول في العمرة فقلت: بأبى أنت وأمى ذلك إليك وما عندي نفقة. فقال: سبحان الله ما كنا نكلفك ولا نكفيك، فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني فقال: يا يزيد إن هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك قلت: نعم ثم قصصت عليه الخبر فقال لى: أما الجارية فلم تجئ بعد، فإذا جاءت بلغتها منه السلام، فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام. قال يزيد: وكان إخوة على يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب، فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله لقد رأيته وأنه ليقعد من أبي ابراهيم بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا (1). عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم قال: حدثني عبد الله بن ابراهيم الجعفري وعبد الله بن محمد بن عمارة، عن يزيد بن سليط قال: لما أوصى أبو ابراهيم عليه السلام أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري وإسحق بن جعفر بن محمد وجعفر ابن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري ومحمد بن جعفر بن سعد الأسلمي وهو كاتب الوصية الاولى. أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأن البعث بعد الموت حق وأن الوعد حق، وأن الحساب حق والقضاء حق، وأن الوقوف بين يدي الله حق، وأن ما جاء بن محمد صلى الله عليه وسلم حق وأن ما نزل به الروح الأمين حق، على ذلك أحيى وعليه أموت وعليه أبعث ان شاء الله. (1) الكافي: 1 - 313.
[25]
وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ووصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفا بحرف ووصية جعفر بن محمد، على مثل ذلك وأني قد أوصيت الى علي وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب أن يقرهم فذاك له وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ولا أمر لهم معه. وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت وولدي إلى إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد وإلى علي أمر نسائي دونهم وثلث صدقة أبي وثلثي يضعه حيث يرى ويجعل ذو المال في ماله، فان أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت، فذاك له وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي وإن يرى أن يقر إخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن كره. فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود، فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فاحب أن يردهم في ولاية فذاك له وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا باذنه وأمره، فانه أعرف بمناكح قومه وأي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شئ أو حال بينه وبين شئ مما ذكرت في كتابي هدا أو أحد ممن ذكرت فهو من الله ومن رسوله بريئ والله ورسوله منه براء، وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المؤمنين وليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شئ وليس لي عنده تبعة ولا تباعة ولا لأحد من ولدي له قبلي مال، فهو مصدق فيما ذكر، فان أقل فهو أعلم وإن أكثر فهو الصادق كذلك وإنما أردت بادخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي ان رأى ذلك، ومن خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع الى محواى إلا أن يرى علي غير ذلك وبناتي بمثل ذلك ولا يزوجل بناتي أحد من أخوتهن من امهاتهن ولا سلطان ولا عم إلا برأيه ومشورته، فان فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه وهو أعرف بمناكح قومه، فان أراد أن يزوج زوج
[26]
وان أراد أن يترك ترك، وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا وجعلت الله عز وجل عليهن شهيدا وهو وأم أحمد شاهدان، وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها وهو منها على غير ما ذكرت وسميت، فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه وما ربك بظلام للعبيد وصلى الله على محمد وعلى آله. وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين وجماعة والمرسلين والمؤمنين من المسملين وعلى من فض كتابي هذا. وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى الله على محمد وعلى آله. قال أبو الحكم: فحدثني عبد الله بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال: كان أبو عمران الطلحى قاضى المدينة فلما مضى موسى قدمه إخوته الى الطلحى القاضى فقال العباس ابن موسى: أصلحك الله وأمتع بك: إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونا رحمه الله شيئا إلا ألجاه إليه وتركنا عالة ولولا أنى أكف نفسي لأخبرتك بشئ على رؤوس الملاء. فوثب إلى إبراهيم بن محمد فقال: إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا، نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيرا وان أباك لعارفا بك في الظاهر والباطن وما كان ليأمنك على تمرتين، ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له: إنك لسفيه ضعيف أحمق أجمع، هذا مع ما كان بالأمس منك وأعانه القوم أجمعون. فقال أبو عمران القاضى لعلى: قم يا أبا الحسن حسبى ما لعننى أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك ولا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ولا والله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ولا ضعيف في رأيه، فقال العباس للقاضى: أصلحك الله فض الخاتم واقرء ما تحته فقال أبو عمران: لا أفضه حسبى ما لعننى أبوك اليوم، فقال العباس: فأنا أفضه. فقال: ذاك إليك ففض العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار على لها وحده
[27]
وإدخاله إياهم في ولاية على إن أحبوا أو كرهوا واخراجهم من حد الصدقة وغيرها وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة ولعلى عليه السلام خيرة وكان في الوصية التى فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود: ابراهيم بن محمد وإسحاق بن جعفر بن صالح وسعيد بن عمران وأبزر واوجه ام أحمد في مجلس القاضى وادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها. فقالت عند ذلك: قد والله قال سيدي هذا إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس، فزجرها إسحاق بن جعفر وقال: اسكتي فان النساء الى الضعف، ما أظنه قال من هذا شيئا، ثم إن عليا عليه السلام التفت الى العباس فقال يا أخى انى أعلم أنه إنما حملكم على هذه الغرائم والديون التى عليكم، فانطلق يا سعيد فتعين لى ما عليهم ثم اقض عنهم ولا والله لا أدع مواساتكم وبركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم. فقال العباس: ما تعطينا إلا من فضول أموالنا ومالنا عندك أكثر، فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فان تحسنوا فذاك لكم عند الله وإن تسيؤوا فان الله غفور رحيم، والله إنكم لتعرفون إنه مالى يومى هذا ولد ولا وارث غيركم، ولئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فانما هو لكم ومرجعه إليكم. والله ما ملكت منذ مضى أبوكم رضى الله عنه شيئا إلا وقد سيبته حيث رأيتم فوثب العباس فقال: والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأى علينا ولكن حسد أبينا لنا وارادته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه ولا إياك وإنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابرى بالكوفة ولئن سلمت لاغصصنه بريقه وأنت معه. فقال على عليه السلام لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم: أما إنى يا إخوتى فحريص على مسرتكم الله يعلم، اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم وأني بار بهم وأصل لهم رفيق عليهم أعني بأمورهم ليلا ونهارا فأخبرني به خيرا وإن كنت على غير ذلك فأنت علام الغيوب فاخبرني به ما أنا أهله أن كان شرا فشرا وإن كان
[28]
خيرا فخيرا. أللهم أصلحهم وأصلح لهم واخسأ عنا وعنهم الشيطان وأعنهم على طاعتك ووفقهم لرشدك، أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد على صلاحكم، والله على ما نقول وكيل، فقال العباس: ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين، فافترق القوم على هذا وصلى الله على محمد وآله (1). عنه، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي وعبيد الله بن المرزبان عن ابن سنان قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه، فنظر إلي فقال: يا محمد أما إنه سيكون في هذه السنة حركة، فلا تجزع لذلك، قال: قلت: وما يكون جعلت فداك ؟ فقد أفلقني ما ذكرت. فقال: أصير إلى الطاغية، إما إنه لا يبدأني منه سوء ومن الذي يكون بعده قال: قلت وما يكون جعلت فداك ؟ قال: يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء، قال: قلت: وما ذاك جعلت فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وجحده إمامته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لاسلمن له حقه لاقرن له بإمامته، قال: صدقت يا محمد يمد الله في عمرك وتسلم له حقه وتقر له بإمامته وإمامة من يكون من بعده، قال: قلت: ومن ذاك ؟ قال محمد ابنه، قال: قلت له: الرضا والتسليم (2). الصدوق - قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن الحسن بن موسى الخشاب، عن محمد بن الأصبغ عن أحمد ابن الحسن الميثمى وكان واقفيا قال: حدثنى محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، (1) الكافي: 1 - 316. (2) الكافي: 1 - 319.
[29]
قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وقد اشتكى شكاية شديدة فقلت له، إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه فإلى من ؟ قال: إلى علي ابني وكتابه كتابي وهو وصيي وخليفتي من بعدي (1). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: كنت: عند أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وعنده علي ابنه عليه السلام فقال: يا علي هذا ابني سيد ولدي وقد نحلته كنيتي قال: فضرب هشام، يعني ابن سالم يده على جبهته ! فقال: إنا لله نعى والله إليك نفسه (2). عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد ابادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن داود بن زربي عن علي بن يقطين، قال: قال لي موسى بن جعفر ابتداء منه: هذا أفقه ولدي وأشار بيده الى الرضا عليه السلام وقد نحلته كنيتي (3). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى عن أبيه، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن محمد بن الأصبغ، عن أبيه عن غنام بن القاسم قال: قال لي منصور بن يونس بن بزرج دخلت على أبي الحسن يعني موسى بن جعفر عليهما السلام يوما فقال لي: يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا ؟ قلت: لا، قال: قد صيرت عليا ابني وصيي، وأشار بيده إلى الرضا عليه السلام، وقد نحلته كنيتي والخلف من بعدي فادخل عليه وهنئه بذلك واعلم أني أمرتك بهذا قال: فدخلت عليه فهنئته بذلك وأعلمته أنه أمرني بذلك، ثم جحد منصور فأخذ (1) عيون الاخبار: 1 - 20. (2) المصدر: 1 - 21. (3) المصدر: 1 - 22.
[30]
الأموان التي كانت في يده وكسرها (1). عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن زكريا بن آدم، عن داود بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك وقدمني للموت قبلك، إن كان كون فالى من ؟ قال: إلى ابني موسى، فكان ذلك الكون فو الله ما شككت في موسى عليه السلام طرفة عين قط، ثم مكثت نحوا من ثلثين سنة، ثم أتيت أبا الحسن موسى فقلت له جعلت فداك إن كان كون فالى من ؟ قال: علي ابني قال: فكان ذلك الكون، فو الله ما شككت في علي عليه السلام طرفة عين قط (2). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن داود الرقي قال: قلت: لأبي ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام: جعلت فداك قد كبر سني فحدثني من الإمام بعدك ؟ قال: فأشار إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام وقال: هذا صاحبكم من بعدي (3). عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال وأحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطي عن أبي علي الخزاز عن داود الرقي قال: قلت: لابي أبراهيم يعني موسى الكاظم عليه السلام فداك أبي إني قد كبرت وخافت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك فأخبرني من الامام من بعدك ؟ فقال: ابني علي عليه السلام (4). عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا (1) عيون الاخبار: 1 - 22. (2) المصدر: 1 - 22. (3) المصدر: 1 - 23. (4) المصدر: 1 - 23.
[31]
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي عن سليمان بن حفص المروزي قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وأنا اريد أن أسئله عن الحجة على الناس بعده، فلما نظر إلي فابتدأني، قوال: يا سليمان إن عليا ابني ووصيي والحجة على الناس بعدي، وهو أفضل ولدي فان بقيت بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي المستخبرين عن خليفتي من بعدي (1). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: حدثنا سعد بن زكريا بن آدم، عن علي بن عبد الله الهاشمي، قال: كنا عند القبر نحو ستين رجلا منا ومن موالينا إذ أقبل أبو ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام ويد علي ابنه عليه السلام في يده فقال: أتدرون من أنا ؟ قلنا: أنت سيدنا وكبيرنا، فقال: سموني وانسبوني، فقلنا: أنت موسى بن جعفر بن محمد، فقال: من هذا معي ؟ قلنا: هو علي بن موسى بن جعفر، قال: فاشهدوا أنه وكيلي في حيوتي ووصيي بعد موتي (2). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن مرحوم قال: خرجت من البصرة أريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا ابراهيم عليه السلام وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إلي، فدخلت عليه، فدفع إلي كتبا وأمرني أن اوصلها بالمدينة، فقلت: إلى من أدفعها جعلت فداك قال: إلي ابني علي، فانه وصيي والقيم بأمري وخير بني (3). عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن الفضيل، (1) عيون الاخبار: 1 - 26. (2) المصدر: 1 - 26. (3) المصدر: 1 - 27.
[32]
عن عبد الله بن الحرث وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: بعث إلينا أبو إبراهيم عليه السلام فجمعنا ثم قال: أتدرون لم جمعتكم، قلنا: لا، قال: أشهدوا أن عليا ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فليستنجزها منه، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه (1). عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، قال: حدثنا يوسف بن السخت عن علي بن القاسم العريضي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن حيدر بن أيوب عن محمد بن يزيد الهاشمي أنه قال: ألا أن تتخذ الشيعة علي بن موسى عليه السلام اماما، قلت: وكيف ذلك ؟ قال: دعاه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فأوصى إليه (2). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن حيدر بن أيوب، قال: كنا بالمدينة في موضع يعرف بالقبا فيه محمد بن زيد بن علي فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه فقلنا له: جعلنا الله فداك ما حسبك ؟ قال: دعانا أبو إبراهيم عليه السلام اليوم سبعة عشر رجلا من ولد علي وفاطمة عليهما السلام، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حيوته وبعد موته وأن أمره جايز عليه وله، ثم قال محمد بن زيد: والله يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم وليقولن الشيعة به من بعده، قال حيدر: قلت: بل يبقيه الله، وأي شئ بهذا ؟ قال: يا حيدر إذا أوصي إليه فقد عقد له الإمامة: قال علي بن الحكم: مات حيدر وهو شاك (3). عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم (1) عيون الاخبار: 1 - 27. (2) المصدر: 1 - 27. (3) المصدر: 1 - 28.
[33]
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن الخلف، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أسد بن أبي العلا، عن عبد الصمد بن بشير وخلف بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: أوصي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى ابنه علي عليه السلام، وكتب له كتابا أشهد فيه ستين رجلا من وجوه أهل المدينة (1). عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن إسمعيل بن مرار، وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حسين بن بشير قال: أقام لنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ابنه عليا عليه السلام كما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام يوم غدير خم فقال: يا أهل المدينة أو قال: يا أهل المسجد هذا وصيي من بعدي (2). عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الخزاز قال: خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن أبي حمزة ومعه مال ومتاع، فقلنا: ما هذا ؟ قال: هذا للعبد الصالح عليه السلام أمرني أن أحمله إلى علي ابنه عليه السلام وقد أوصي إليه (3). عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز عن سلمة بن محرز قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن رجلا من العجلية قال لي كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ إنما هو سنة أو سنتين حتى يهلك، ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ألا قلت له: هذا موسى ابن جعفر عليه السلام قد أدرك ما يدرك الرجال وقد اشترينا له جارية تباح له، فكأنك به إنشاء الله وقد ولد له فقيه خلف (4). (1) عيون الاخبار: 1 - 28. (2) المصدر: 1 - 28. (3) عيون الاخبار: 1 - 29. (4) المصدر: 1 - 29. (*)
[34]
عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن يوسف بن السخت عن علي بن القاسم، عن أبيه عن جعفر بن خلف، عن إسمعيل بن الخطاب، قال: كان أبو الحسن عليه السلام يبتدى بالثناء على أبنه علي عليه السلام ويطريه ويذكر من فضله وبره ما لا يذكر من غيره لأنه يريد أن يدل عليه (1). عنه قال حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: سعد أمرء لم يمت حتى يرى منه خلف، وقد أراني الله من ابني هذا خلفاء وأشار إليه يعني الرضا عليه السلام (2). عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الجحال وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن سنان وعلي بن سنان وعلي بن الحكم عن الحسين ابن المختار، قال: خرجت إلينا ألواح من أبي إبراهيم موسى عليه السلام وهو في الحبس فإذا فيها مكتوب: عهدي إلى أكبر ولدي (3). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن المختار، قال لما مر بنا أبو الحسن عليه السلام بالبصرة خرجت إلينا منه ألواح مكتوب فيها بالعرض، عهدي إلى أكبر ولدي (4). (1) عيون الاخبار: 1 - 30 (2) المصدر: 1 - 30. (3) المصدر: 1 - 30. (4) المصدر: 1 - 30.
[35]
عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن زياد بن مروان القندي، قال: دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وعنده علي ابنه، فقال لي: يا زياد هذا كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله (1). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: حدثنا سعيد بن أبي الجهم عن نصر ابن قابوس، قال: قلت لأبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام: إني سألت أباك عليه السلام من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو، فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام، ذهب الناس يمينا وشمالا، وقلت أنا وأصحابي بك، فأخبرني من الذي يكون بعدك قال: ابني علي عليه السلام (2). عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن نعيم بن قابوس، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: علي ابني اكبر ولدي، وأسمعهم بقولي وأطوعهم لأمري، ينظر معي في كتابي الجفر والجامعة، وليس ينظر فيه، إلا نبي أو وصي نبي (3). عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، وعلي عليه السلام ابنه في حجره وهو يقبله، ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه ويضمه إليه، ويقول: بأبي أنت وأمي، ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ؟ قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد (1) عيون الاخبار: 1 - 31. (2) المصدر: 1 - 31. (3) المصدر: 1 - 31.
[36]
إلا لك، فقال لي: يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي عليه السلام ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، قال: قلت: هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال: نعم من أطاعه رشد ومن عصاه كفر (1). عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جفعر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة، وعلى ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد، فقلت: لبيك قال: إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها. ثم أطرف ونكت بيده في الأرض ورفع رأسه إلي وهو يقول: ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء، قلت: وما ذاك جعلت فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي، كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام حقه، وجحد إمامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فعلمت أنه قد نعى إلى نفسه ودل على ابنه. فقلت: والله لئن مد الله في عمري لأسلمن إليه حقه ولأقرن له بالإمامة. وأشهد أنه من بعدك حجة الله تعالى على خلقه، والداعي إلى دينه، فقال لي: يا محمد يمد الله في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده فقلت: من ذاك جعلت فداك ؟ قال: محمد ابنه قال: قلت: فالرضا والتسليم، قال: نعم كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام أما إنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء، ثم قال يا محمد إن المفضل كان انسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما، حرام على النار أن تمسك أبدا (2). قال المفيد - رحمه الله -: وكان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إبنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام لفضله على جماعة إخوته وأهل بيته (1) عيون الاخبار: 1 - 32. (2) المصدر: 1 - 32.
[37]
وظهور علمه وحلمه وورعه، واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه ومعرفتهم به منه ولنص أبيه عليه السلام على إمامته من بعده، وإشارته إليه دون جماعة إخوته وعشيرته (1). قال الطبرسي - رحمه الله -: أجمع أصحاب أبيه أبي الحسن موسى عليه السلام على أنه نص عليه وأشار بالإمامة إليه إلا من شذ من الواقفة والمسملين الممطورة، والسبب الظاهر في ذلك طمعهم فيما كان في أيديهم من الأموال إليهم (2) في مدة حبس أبي الحسن موسى عليه السلام وما كان عندهم من ودائعه، فحملهم ذلك على إنكار وفاته وادعاء حياته ورفع خليفة بعده عن الإمامة وإنكار النص عليه. ليذهبوا بما في أيديهم مما وجب عليهم أن يسلموه إلهى، ومن كان هذا سبيله بطل الاعتراض بمقالة هذا، ووجب أن الإنكار لا يقابل الإقرار، فثبت النص المنقول وفسد قوله المخالف للمعقول، على أنهم قد انقرضوا ولله الحمد فلا يوجد منهم ديار (3). قال العطاردي: وجاءت ايضا النصوص الدالة على إمامته صولات الله عليه في باب النصوص على الائمة الإثنا عشر ومن أراد الزيادة فليراجع عيون الاخبار: 1 - 40 وكمال الدين الباب 23. (1) الارشاد: 2 - 239. (2) كذا. (3) اعلام الورى: 303.
[38]
* (باب) * * (سيرته ومكارم اخلاقه) * البرقي - رحمه الله - عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم قال: أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن الناس لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه (1). العياشي - رحمه الله - عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا عليه السلام وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول، وأنه قال: والله لا أريد بلقائه إلا لانتهى إلى قوله، فقال: أدخله، فدخل فقال له: جعلت فداك إنه كان فرط مني شئ وأسرفت على نفسي، وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه، فقال: وأنا استغفر الله مما كان مني، فاحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني، فقال: نعم أقبل، إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه - وأشار إلي بيده ومصداق ما يقول الآخرون يعني المخالفين قال الله لنبيه عليه وآله السلام: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له (2). الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: إذا كان الرجل حاضرا فكنه، وإذا كان غائبا فسمه (3). (1) المحاسن: 441. (2) تفسير العياشي: 1 - 203. (3) الكافي: 2 - 671.
[39]
عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه كان يترب الكتاب وقال لا بأس به (1). عنه - رحمه الله - عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن معمر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل أتي بصحفة فتوضع بقرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتي به، فيأخذ من كل شئ شيئا فيضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين، ثم يتلو هذه الآية (فلا اقتحم العقبة) ثم يقول: علم الله عز وجل أنه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلى الجنة (2). الصدوق - رحمه الله - بإسناده عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان وهو بخراسان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتي بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحدا بعد واحد، ثم يؤتي بكندر فيمضغه ثم يدع ذلك، فيؤتى بالمصحف فيقرأ فيه (3). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، بنيسابور، سنة إثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا عون بن محمد، عن أبي عباد قال: كان جلوس الرضا عليه السلام في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم (4). عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثتني جدتي ام أبي واسمها عذر قالت: اشتريت مع عدة جوار من الكوفة وكنت من مولداتها. قالت: فحملنا إلى المأمون فكنا في داره في جنة من الأكل والشرب والطيب وكثرة الدنانير، فوهبني المأمون للرضا عليه السلام، فلما (1) الكافي: 2 - 673. (2) الكافي: 4 - 52. (3) الفقيه: 1 - 319. (4) عيون الاخبار: 2 - 178. (*)
[40]
صرت في داره فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم وكانت علينا قيمة تنبهنا من الليل وتأخذنا بالصلوة وكان ذلك من أشد شئ علينا، فكنت أتمني الخروج من داره ألى أن وهبني لجدك عبد الله بن العباس. فلما صرت إلى منزله كنت كأني قد أدخلت الجنة، قال الصولي: وما رأيت إمرأة قط أتم من جدتي هذه عقلا ولا أسخى كفا، وتوفت سنة سبعين ومائتين ولها نحو مائة سنة، وكانت تسأل عن أمر الرضا عليه السلام كثيرا، فتقول: ما أذكر منه شيئا إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي الصيني، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا وكان عليه السلام إذا صلى الغداة وكان يصليها في أول وقت ثم يسجد فلا يرفع رأسه إلى أن ترفع الشمس ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كانت ما كان، إنما يتكلم الناس قليلا قليلا (1). عنه بهذا الإسناد قال: حدثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: ما رأيت الرضا عليه السلام يسئل عن شئ قط إلا علم، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شئ فيجيب فيه، وكان كلامه كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كل ثلاثة ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة ختمت. ولكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شئ انزلت وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام (2). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن أحمد بن علي الأنصاري قال: سمعت رجاء بن أبي الضحاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى عليهما السلام من المدينة وقد أمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس، ولا آخذ به على طريق قم، وأمرني (1) عيون الاخبار: 2 - 179. (2) عيون الاخبار: 2 - 180.
[41]
أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه، فكنت معه من المدينة إلى مرو فو الله ما رأيت رجلا كان أتقى الله تعالى منه ولا أكثر ذكرا لله في جميع أوقاته منه ولا أشد خوفا لله عز وجل منه. وكان إذا أصبح صلى الغداة، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظهم إلى قرب الزوال، ثم جدد وضوءه وعاد إلى مصلاه، فإذا زالت الشمس قام فصلى ست ركعات يقرء في الركعة الاولى: الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية: الحمد وقل هو الله احد، ويقرء في الأربع في كل ركعة: الحمد لله وقل هو الله أحد، ويسلم في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة. ثم يؤذن ويصلى ركعتين ثم يقيم ويصلى الظهر، فإذا سلم سبح الله وحمده وكبره وهلله ما شاء الله، ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها ماءة مرة: (شكرا لله) فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرء في كل ركعة: الحمد وقل هو الله أحد ويسلم في كل ركعتين ويقنت في الثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية، فإذا سلم قام وصلى العصر، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله، ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة: (حمدا لله). فإذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ثلاثا بأذان وإقامة وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله، ثم يسجد سجدة الشكر ثم يرفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم ويصلى أربع ركعات بتسليمتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، وكان يقرء في الأولى من هذه الأربع الحمد وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية الحمد وقل
[42]
هو الله أحد، ويقرء في الركعتين الباقيتين الحمد وقل هو الله أحد، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله. ثم يفطر، ثم يلبث حتى يمضى من الليل قريب من الثلث، ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة أربع ركعات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم جلس في مصلاه يذكر الله عز وجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ويسجد بعد التعقيب سجدة الكشر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان الثلث الاخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار، فاستاك ثم توضأ ثم قام إلى صلوة الليل فيصلى ثمان ركعات ويسلم في كل ركعتين، يقرء في الأولتين منها في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاثين مرة. ثم يصلى صلوة جعفر بن أبي طالب عليه السلام أربع ركعات يسلم في كل ركعتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ويحتسب بها من صلوة الليل، ثم يقوم فيصلى الركعتين الباقيتين يقرء في الاولى الحمد وسورة الملك، وفي الثانية الحمد وهل أتى على الإنسان، ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع، يقرء في كل ركعة منهما الحمد لله مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة. فإذا سلم قام فصلى ركعة الوتر يتوجه فيها ويقرء فيها الحمد مرة، وقل هو الله أحد ثلث مرات، وقل أعوذ برب الفلق مرة واحدة، وقل أعوذ برب الناس مرة واحدة، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة ويقول في قنوته: (اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت) ثم يقول: أستغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرة. فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله، فذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي
[43]
الفجر يقرء في الاولى الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلي الغداة ركعتين، فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس ثم يسجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار وكان قرائته في جميع المفروضات في الاولى الحمد وإنا أنزلناه وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، إلا في صلوة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنه كان يقرء فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين. وكان يقرء في صلوة العشاء الآخرة ليلة الجمعة، وفي الثانية الحمد وسبح اسم ربك الأعلى، وكان يقرأ في صلوة الغداة يوم الإثنين ويوم الخميس في الأولى الحمد وهل أتى على الإنسان، وفي الثانية الحمد وهل أتيك حديث الغاشية، وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلوة الليل والشفع والوتر والغداة ويخفى القراءة في الظهر والعصر، وكان يسبح في الاخراوين يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات. وكان قنوته في جميع صلواته (رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأجل الأكرب وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائما لا يفطر، فإذا جن الليل بدء بالصلوة قبل الإفطار، وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين إلا المغرب فإنه كان يصليها ثلاثا ولا يدع نافلتها ولا يدع صلواة الليل والشفع والوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر وكان لا يصلي من نوافل النهار في السفر شيئا وكان يقول بعد كل صلوة يقصرها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة ويقول هذا تمام الصلاة، وما رأيته صلى الضحى في سفر ولا حضر وكان لا يصوم في السفر شيئا. وكان عليه السلام يبدء في دعائه بالصلوة على محمد وآله ويكثر من ذلك في الصلاة و غيرها، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسئل الله الجنة وتعوذ به من النار، وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن
[44]
الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار، وكان إذا قرأ قل هو الله أحد قال سرا الله أحد فإذا فرغ مها قال: كذلك الله ربنا - ثلاثا - وكان إذا قرء سورة الجحد قال في نفسه سرا: يا أيها الكافرون فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الاسلام ثلاثا. وكان إذا قرأ والتين والزيتون قال: عند الفراغ منها: بل وأنا على ذلك من الشاهدين، وكان إذا قرء لا اقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم وكان يقرأ في سورة الجمعة قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة (للذين اتقوا) والله خير الرازقين، وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال سرا: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ يا أيها الذين آمنوا قال: لبيك سرا. وكان عليه السلام لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره، وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض و أعلمهم وأعبدهم، فلا تخبر أحدا بما شاهدته منه لئلا يظهر فضله إلا على لساني وبالله أستعين على ما أقوي من الرفع منه والإساءة به (1) عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيد عليه السلام فاستأذنت عليه السجان فقال: لا سبيل لك إليه قلت: ولم ؟ قال: لأنه ربما صلى في يومه وليلته ألف ركعة وإنما ينفتل من صلوته ساعة في صدر النهار وقبل الزوال، و عند اصفرار الشمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه ويناجى ربه، قال: فقلت له: (1) عيون الاخبار: 2 - 180.
[45]
فاطلب لي منه في هذه الأوقات إذنا عليه، فاستأذن لي، فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكرا. قال أبو الصلت: فقلت له: يا ابن رسول الله ما شئ يحكيه عنكم الناس ؟ قال: وما هو ؟ قلت: يقولون: إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد، فقال: أللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت شاعة بأني لم أقل ذلك قط ولا سمعت أحدا من آبائي قاله قط وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة وإن هذه منها، ثم أقبل علي فقال لي: يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيد لنا على ما حكوه عنها فممن نبيعهم ؟ قلت: يا ابن رسول الله صدقت، ثم قال: يا عبد السلام أمنكر أنت لما اوجب الله تعالى لنا من الولاية، كما ينكر غيرك ؟ قلت: معاذ الله بل أنا مقر بولايتكم (1). عنه حدثنا الحاكم أبو جعفر بن نعيم بن شاذان - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبراهيم بن العباس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جنا أحدا بكلمة قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكأ بين يدى جليس له قط، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه وممالكيه قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم. وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس، وكان عليه السلام قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيى أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق (2). (1) عيون الاخبار: 2 - 183. (2) المصدر: 2 - 184 ومناقب آل ابي طالب: 2 - 412.
[46]
عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيي الصولي، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي قال سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا عليه السلام: والله ما علي وجه الأرض أشرف منك أبا. فقال: التقوى شرفهم، وطاعة الله أحظتهم، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير مني من كان أتقي لله تعالى وأطوع له، والله ما نسخت هذه الاية: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقيكم) (1). الكليني رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان، فدعا يوما بمائدة له، فجمع عليها مواليا من السودان وغيرهم فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة ؟ فقال: معه أن الرب تبارك وتعالى واحد والام واحدة، والأب واحد والجزاء بالأعمال (2). عنه - عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الحسين بن يزيد، قال: سمعت الرضا عليه السلام بخراسان وهو يقول: إنا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب، ورثنا الشكر من آل داود، وزعم أنه كان كلمة أخرى ونسيها محمد، فقلت له: لعله قال: وورثنا الصبر من آل أيوب فقال: ينبغي، قال علي بن أسباط: وإنما قلت ذلك لأني سمعت يعقوب بن يقطين يحدث عن بعض رجاله قال: لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة قتل محمد وإبراهيم إبنى عبد الله بن الحسن التفت الى عمه عيسى بن علي فقال له: يا أبا العباس إن أمير المؤمنين قد رأى أن يعضد شجر المدينة، وأن يعور عيونها وأن يجعل أعلاها أسفلها، فقال له: يا أمير المؤمنين هذا ابن عمك جعفر بن محمد بالحضرة، فابعث إليه فسأله عن هذا الرأي، (1) عيون الاخبار: 236 2. (2) روضة الكافي: 230.
[47]
قال: فبعث إليه فأعلمه عيسى فأقبل عليه فقال له: يا أمير المؤمنين إن داود عليه السلام أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلى فصبر، وإن يوسف عفا بعد ما قدر، فاعف فإنك من من نسل أولئك (1). المفيد - رحمه الله باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن جعفر قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشتهى أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام اسلم عليه، قلت: مما يمنعك من ذلك، قال: الإجلال والهيبة له وأبقي عليه. قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس فلقيت على بن عبد الله فقلت قد جاءك ما تريد قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس فانت ان أردت الدخول عليه فاليوم قال فجاء الى أبي الحسن عليه السلام عائدا فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من المكرمة والتعظيم ففرح بذلك على بن عبيد الله فرحا شديدا ثم مرض على بن عبيد الله فعاده أبو الحسن وإنا معه فجلس حتى خرج من كان في البيت (2). الطوسي - رحمه الله - بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن موسى بن عمر، عن معمر بن خلاد قال: أرسل ألي أبو الحسن الرضا عليه السلام في حاجة فدخلت عليه، فقال: انصرف فإذا كان غدا فتعال، ولا تجئ إلا بعد طلوع الشمس فاني أنام إذا صليت الفجر (3). الطبرسي - رحمه الله - باسناده عن يونس قال، لما تغذى عندي أبو الحسن عليه السلام (1) روضة الكافي: 308. (2) الاختصاص: 89. (3) الاستبصار: 3501 والتهذيب 2 - 320 وقال الشيخ. رحمه الله هذه الرواية وردت رخصة والافضل ان لا ينام الانسان بعد الفجر الى طلوع الشمس، ويجوز أن يكون عليه السلام انما نام لعذر كان به.
[48]
وجئ بالطست بدء الخادم به وكان في صدر المجلس. فقال: ابدأ بمن عن يمينك، فلما توضأ واحد أراد الغلام أن يرفع الطست فقال أبو الحسن عليه السلام دعها (1). عنه بإسناده عن نذار قال. رأيت أبا الحسن عليه السلام إذا توضأ قبل الطعام، لم يمس المنديل، وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل (2). ابن شهر آشوب بإسناده عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أعطني على قدر مروتك قال: لا يسعني ذلك فقال: على قدر مروتي قال: أما إذا فنعم، ثم قال: يا غلام أعطه مائتي دينار (3). عنه - رحمه الله بإسناده قال ولقيه سفيان الثوري في ثوب خز فقال: يا ابن رسول الله لو لبست ثوبا أدنى من هذا فقال: هات يدك، فأخذ بيده وأدخل كمه فإذا تحت ذلك مسح، فقال، يا سفيان ! الخز للخلق والمسح للحق (4). عنه بإسناده قال: وفرق عليه السلام بخراسان ماله كله في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إن هذا لمغرم، فقال عليه السلام: بل هو المغنم، لا تعدن مغرما ما ابتغيت به أجرا وكرما (5). عنه باسناده عن إبراهيم بن العباس كان الرضا عليه السلام إذا جلس على مائدة أجلس عليهما مماليكه حتى السائس والبواب (6). عنه بإسناده قال: ودخل الرضا عليه السلام الحمام فقال له بعض الناس: دلكني يا رجل فجعل يدلكه فعرفوه، فجعل الرجل يعتذر منه وهو يطيب قلبه ويدلكه (7). (1) مكارم الاخلاق: 160. (2) المصدر: 161. (3) مناقب آل ابى طالب: 2. 412. (4 - 6) المصدر: 2 - 412 والظاهر أنه وهم من الراوى فان سفيان لم يدرك امامة الرضا (ع). (7) المصدر: 2 - 412.
[49]
عنه بإسناده قال: ونظر الرضا عليه السلام إلي ولي له وهو مستبشر بما جرى فاومأ إليه أن ادن فدنا منه فقال سرا لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا تستبشر فإنه شئ لا يتم. عنه بإسناده قال: فسمع منه وقد رفع يده إلى السماء وقال: أللهم إنك تعلم إني مكره مضطر فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إليه ولاية مصر (1). عنه - رحمه الله - بإسناده قال اليسع بن حمزة في حديثه إن رجلا قال له عليه السلام السلام عليك يا بن رسول الله أنا رجل من محبيك ومحبي آبائك، مصدري من الحج وقد نفدت نفقتي وما مني ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تهيئني إلى بلدي، ولله علي نعمة، فإذا بلغت بلدي تصدقت عنك بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة. فقام عليه السلام فدخل الحجرة وبقي ساعة، ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب، فقال: خذ هذه المائتي دينار، فاستغن بها في أمورك ونفقتك وتبرك بها، ولا تصدق بها عني، اخرج ولا أراك ولا تراني، فلما خرج سئل عن ذلك، فقال: مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضاء حاجة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور، أما سمعت قول الأول: متى آته يوما اطالب حاجة * رجعت إلى أهلى ووجهي بمائه (2). (1) مناقب آل ابى طالب: 2 - 415. (2) المصدر: 2 - 412.
[50]
* (باب) * * (اشخاصه من المدينة الى خراسان) * في سنة إحدي ومائتين بعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك وفرناس الخادم (1) إلى المدينة المنورة لإشخاص الرضا عليه السلام إلى المأمون وهو بخراسان، وذلك بعد قتل الأمين واضطراب الامور عليه، وبيان ذلك أن المأمون لما قتل أخيه، وصلب رأسه وأمر الناس أن يلعنوه خالفه بنو العباس وأظهر والخلاف والنزاع، واضطرب بغداد والعراق والشام والحجاز وانفصل أمر بني العباس وثارت الفتن عليهم، وظهر نصر بن سيار بن شبث بالشام ومحمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا في الكوفة وإبراهيم ابن موسى بن جعفر عليهما السلام في الحجاز، وزيد بن موسي في البصرة. أما محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب فظهر بالكوفة ويدعوا إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام والعمل بالكتاب والسنة وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور، وجرت بينه وبين الحسن بن سهل حروب كثيرة، ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد المروروزي في أربعة آلاف فارس فخرج إليه أبو السرايا فلقيه بالجامع لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب، فقتل عبدوسا ولم يفلت من أصحابه أحد، وانتشر الطالبيون في البلاد وضرب الدراهم بالكوفة، ووثب من معه من الطالبيين على دور بنى العباس ومواليهم وأتباعهم فهدموها ونهبوها وخربوا ضياعهم وأخرجوهم من الكوفة. ثم سير جيشه إلى البصرة وواسط ونواحيها، فولى البصرة العباس بن محمد (1) في بعض المصادر: ياسر الخادم ولعل هذا هو الصحيح.
[51]
الجعفري، وولي مكة الحسين بن الحسن، وولي فارس إسماعيل بن موسى بن جعفر وولي الأهواز زيد بن موسى بن جعفر، وولي اليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر، وبعث محمد بن سليمان بن داود العلوي إلى المدائن وأمره أن يأتي بغداد من الجانب الشرقي. وأما إبراهيم بن موسى بن جعفر فظهر باليمن وبها إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي وكان عاملا للمأمون، فلما بلغه قرب إبراهيم من صنعاء سار منها نحو مكة فأتى المشاش فعسكر بها واجتمع بها إليه جماعة من أهل مكة هربوا من العلويين واستولى إبراهيم على اليمن، وكان يسمى الجزار لكثرة من قتل باليمن وسبى و أخذ الأموال. وأما زيد بن موسى بن جعفر عليهما السلام فإنه ظهر في البصرة وأحرق دور بني العباس وأتباعهم، وكان إذا اتي برجل من المسودة أحرقه وأخذ أموالا كثيرة من مال التجار سوى أموال بني العباس. وأما نصر بن سيار بن شبث العقيلى فإنه أظهر الخلاف على المأمون، وكان نصر من بني عقيل يسكن كيسوم ناحية شمالي حلب، وكان في عنقه بيعة للأمين وله فيه هوى، فلما قتل الأمين أظهر نصر الغضب لذلك وتغلب على ما جاوره من البلاد وملك سيمساط واجتمع عليه خلق كثير من الأعراب وأهل الطمع وقويت نفسه وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي، وحدث نفسه بالتغلب عليه، فلما رأى الناس ذلك منه كثرة جموعه وزادت عما كانت. فهذه الثورات اضطربت المأمون وأخرجت البلاد من يده وهو مقيم بمرو خراسان ومتفكر في أمره، ويشاور مع خواصه ووزرائه، والمأمون كان من أفضل رجال بني العباس علما، ورأيا، ودهاء وهيبة، فأراد أن يخلع نفسه عن الخلافة ويجعلها في (الرضا) من من آل محمد، ويريد بذلك كسر شوكة ابن طباطبا وسائر العلويين الذين يدعون الناس
[52]
بهذا العنوان، وكان ذلك مكر وخديعة منه. رجاء بن أبي الضحاك في المدينة وصل الرجاء وفرناس الخادم إلى المدينة المنورة وبلغا رسالة المأمون إلى الرضا عليه السلام وقالا: إن المأمون أمرنا بإشخاصك إلى خراسان، ولم يبين المصادر مما جرى بينه وبين رجاء بن أبي الضحاك إلا أنه عليه السلام تهيأ للسفر كارها ومتيقنا أنه يموت هذا السفر ولم يرجع إلى أهله وبلده. قال مخول السجستاني: كنت بالمدينة لما ورد البريد بإشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، فدخل المسجد ليودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام و هنأته فقال: زرني فاني أخرج من جوار جدي فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون (1). خروج الرضا عليه السلام من المدينة أمر المأمون رجاء بن أبي الضحاك أن يأتي به خراسان على طريق البصرة و الاهواز وفارس، ولم يشخصه عن طريق بغداد والكوفة، والجبل وقم، ولما كانت البصرة والأهواز وفارس في أيدي إخوته إسماعيل بن موسى وزيد بن موسى وكانت لهما شوكة في تلك البلاد وخضعت لهما العباد أراد المأمون أن يأتي بالرضا من ذلك الطريق إلى خراسان، لتميل قلوبهم إليه. ولما أراد الرضا عليه السلام للخروج وتهيأ للسفر جمع عياله وأهل بيته وأمرهم أن يبكوا عليه حتى يسمع، ثم فرق فيهم اثنى عشر ألف دينار، وقال لهم: إني لا أرجع إليكم ثم ودع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى عند قبره، وخرج من المدينة إلى الخراسان. (1) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 292.
[53]
الامام الرضا عليه السلام في مكة وصل عليه السلام إلى مكة وزار البيت الشريف وودعه، قال محمد بن ميمون كنت معه عليه السلام بمكة قبل خروجه إلى خراسان فقلت له: إني اريد المدينة، فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر فتبسم وكتب، فصرت إلى المدينة وقد كان ذهب بصري، فخرج الخادم بأبي جعفر إلينا، فحمله في المهد فناولته الكتاب - إلى آخر الحديث - (1). في القادسية ثم خرج عليه السلام حتى وصل القادسية وهي على خمسة عشر ميلا من الكوفة على جانب البر، قال البزنطي - رحمه الله - استقبلت الرضا عليه السلام إلى القادسية، فسلمت عليه، فقال لي: اكتر لي حجرة لها بابان، باب إلى الخان وباب إلى خارج، فإنه أستر عليك قال: وبعث إلي بزنفليجة فيها دنانير صالحة ومصحف، وكان يأتيه رسوله في حوائجه فأشتري له. وقال أيضا سألته وقلت: جعلت فداك إني أريد أن أسألك عن شئ، وأنا أجلك والخطب فيه جليل، وإنما أريد فكاك رقبتي من النار، فرآني وقد زمعت، فقال: لا تدع شيئا تريد أن تسألني عنه إلا سألتني عنه، قلت له: جعلت فداك، إني سألت أباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده، فدلني عليك، وقد سألتك منذ ستين عن الإمامة فيمن تكون بعدك ؟ - إلى آخر الحديث - (2). ثم قال: لما اتي بأبي الحسن عليه السلام أخذ به على القادسية، ولم يدخل الكوفة واخذ به على البر إلى البصرة، فبعث إلي مصحفا وأنا بالقادسية. في النباج ثم سار عليه السلام من القادسية عن طريق البر حتى وصل النباج، والنباج (1) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 369. (2) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 221 و 236 وكتاب رواة الرضا ترجمة البزنطى.
[54]
ككتاب قرية بالبادية على طريق البصرة يقال له نباج بني عامر بن كريز وهو بحذاء فيد، وفي المعجم: النباج من البصرة على عشرة مراحل به يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل، والنباج هذا استنباط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز شقق فيه عيونا وغرس نخلا، ومن وراء النباج رمال أقواز صغار. قال أبو حبيب النباجي: رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وافي النباج ونزل في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة وكأني مضيت وسلمت عليه ووقفت بين يديه ووجدت بين يديه طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني، فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته ثماني عشرة تمرة، فتأولت بأني أعيش بعدد كل تمرة سنة. فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرضي تعمر بين يدي الزراعة، حتى جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه السلام من المدينة ونزوله في ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه وسلمت عليه فرد على السلام وأقام يومه ورحل يراد به خراسان - الحديث (1). في البصرة ثم خرج الرضا عليه السلام من النباج وورد البصرة روى ابن علوان قال: رأيت في منامي كأن قائلا يقول: قد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى البصرة قلت: وأين نزل قال في حائط بني فلان، قال فجئت الحائط فوجدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا ومعه أصحابه وبين يديه أطباق رطب برني، فقبض بيده كفا من رطب وأعطاني، فعددتها فإذا هي ثمانية عشرة رطبة فبعد ذلك سمعت الناس يقولون: قد جاء علي بن موسى الرضا عليهما السلام، فقلت أين نزل ؟ فقيل في حائط بني فلان. فمضيته فوجدته في الموضع الذي رأيت فيه النبي (1) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 263.
[55]
صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديه أطباق فيها رطب، وناولني ثمانية عشرة رطبة فقلت: يا بن رسول الله زدني، قال: لو زادك جدي لزدتك. الحديث (1) - في الاهواز ثم رحل عليه السلام من البصرة حتى ورد الأهواز وهذا بلد معروف بخوزستان و كان يسمى في ذلك العصر بسوق الأهواز، قال أبو الحسن الصائغ: قال عمي: خرجت مع الرضا عليه السلام إلى خراسان، فلما صار إلى الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قصب سكر، فقالوا: يا سيدنا إن القصب لا يوجد في هذا الوقت إنما يكون في الشتاء. فقال: بل اطلبوه فانكم ستجدونه، فقال إسحاق بن إبراهيم: والله ما طلب سيدي إلا موجودا، فأرسوا إلى جميع النواحي، فجاء اكرة إسحاق فقالوا: عندنا شئ ادخرناه للبذرة نزرعه، فكانت هذه إحدى براهينه. قال أبو هاشم الجعفري: كنت بالشرقي من آبيدج موضع فلما سمعت سرت إليه بالأهواز وانتسبت له، وكان أول لقائي له، وكان مريضا وكان زمن القيظ، فقال: ابغني طبيبا، فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة، فقال له الطبيب: لا أعرف على وجه الأرض يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها إلا أنها ليست في هذا الأوان ولا هذا الزمان. الحديث. (2). في قنطرة أربق ثم خرج من الأهواز ونزل عند قنطرة أربع وأربع بضم الباء والعامة تفتحها و ذكر ياقوت الحموي الوجهين وهي قرية برامهرمز من نواحى خوزستان ويقال لها أيضا أربك بالكاف. (1) راجع المسند كتاب النوادر. (2) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 275.
[56]
قال جعفر بن محمد النوفلي: أتيت الرضا وهو بقنطرة أربق، فسلمت عليه ثم جلست وقلت: جعلت فداك إن أناسا يزعمون أن أباك حي ؟ فقال: كذبوا لعنهم الله ولو كان حيا ما قسم ميراثه ولا نكح نسائه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي ابن أبي طالب عليه السلام. الحديث (1) في مفازة خراسان هذه المفازة الكبيرة التي يقال لها اليوم (كوير لوت) أو (كوير نمك) قال الاصطخري شرقيها حدود مكران وسجستان، وغربيها حدود قومس والري وقاشان وقم، وشماليها حدود كرمان وفارس وإصبهان، هذه المفازة من أقل مفاوز الإسلام سكانا وقرى و مدنا على قدرها، وليس يستدرك من مفازة خراسان وفارس إلا علم الطريق وما يعرض في أضعاف طرقها من المنازل، إذ ليس فيما عدا طرقها كثير عمارة ولا سكان، وهذه مفازة من أكثر المفاوز لصوصا وفسادا، وللصوص في هذه المفازة مأوى يعتصمون به ويأوون إليه ويخفون فيه المال والذخائر يعرف بجبل كركس كوه. قال القنبري رجل من ولد قنبر: كنا مع الرضا عليه السلام وهو مصعد إلى خراسان وكنا في مفازة فأصابنا عطش شديد ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا، فقال لنا الرضا عليه السلام: ايتوا موضعا - وصفه لنا فإنكم تصيبون الماء فيه، قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابنا - حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة. الحديث: (2) في نيسابور نيسابور تعرف بأبر شهر وفيها يقول أبو تمام حبيب بن أوس الطائي: أيا سهري بليلة أبر شهر * ذممت إلي نوما في سواها وقال آخر: (1) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 289. (2) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 291.
[57]
وما ذا يصنع المرء ببغداد وكوفان * ونيسابور في الدنيا كالإنسان في الإنسان قال أبو حوقل: وهي مدينة في أرض سهلة أبنيتها من طين وهي كانت مفترشة البناء نحو فرسخ في مثله، وليس بخراسان مدينة أصح هواء وأفسح فضاء، وأشد عمارة، وأدوم تجارة وأكثر سابلة، وأعظم قافلة من نسابور، وكانت دار الإمارة بخراسان في قديم الأيام بمرو وبلخ إلى أيام الطاهرية، فأنهم نقلوها إلي نيسابور، فعمرت وكبرت، وغزرت وعظمت أموالها عند توطنهم إياها وقطوفهم بها، حتى انتابها الكتاب والأدباء بمقامهم بها، وطرأ إليه العلماء والفقهاء عند إيثارهم لها، وقد خرجت نيسابور من العلماء كثرة، ونشأ بها على مر الأيام من الفقهاء من شهر اسمه وسمى قدره، وعلا ذكره. قال العطاردي: سمعت استاذنا المحقق العلامة الشيخ محمد تقى النيسابوري المعروف بالأديب والمدرس في الروضة الرضوية دامت أيامه يقول: برادر جان خراسان است اين جا * سخن گفتن نه آسان است اينجا * خراسان جا چه نيشابور دارد * كه صد پيشى به پيشاوور دارد نشسته گرد هر جمعى اديبى * ز انواع فضائل با نصيبي وقال الأنوري الأبيوردي: حبذا شهر نشابور كه در روى زمين * گر بهشت است خود اين است وگر نى خود نيست ومحاسن نيسابور كثيرة نذكرها إن شاء الله في تاريخ خراسان قسم نيسابور. قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: لما دخل الرضا عليه السلام نيسابور ونزل محلة فور - ناحية يعرفها الناس بالإسناد - في دار تعرف بدار (پسنديده) وإنما سميت پسنديده لأن الرضا ارتضاه من بين الناس، فلما نزلها زرع في جانب من جوانب الدار لوزة فنبتت وصارت شجرة فاثمرت في كل سنة وكانت أصحاب العلل يستشفون بلوز هذه الشجرة، وعوفي صاحب قولنج وأعمى وغير ذلك. الحديث
[58]
قال الصدوق - رحمه الله - يقال: إن الرضا عليه السلام لما دخل نيسابور نزل في محلة يقال له: الفروينى، فيها حمام، وهو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا، وكانت هناك عين، قد قل ماؤها، فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر وكثر واتخذ خارج الدرب حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين، فدخله الرضا عليه السلام واغتسل فيه، ثم خرج منه فصلى على ظهره والناس ينتابون ذلك الحوض. الحديث. قال الإربلي: نقلت من كتاب لم يحضرني اسمه الآن ما صورته: حدث المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم بن هوازن في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيسابور في كتابه: إن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لما دخل نيسابور في السفر الذي فاض فيها بفضيلة الشهادة، كان في مهد على بغلة شهباء عليها مركب من فضة خالصة، فعرض له في السوق الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي. فقالا: أيها السيد ابن السادة، أيها الإمام ابن الأئمة أيها السلالة الطاهرة الرضية أيها الخلاصة الزاكية النبوية، بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين، إلا ما أريتنا وجهك المبارك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به فاستوقف البغلة، ورفع المظلة، وأقر عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة، فكانت ذؤابتاه كذؤابتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والناس على طبقاتهم قيام كلهم. وكانوا بين صارخ وباك، وممزق ثوبه، ومتمرغ في التراب، ومقبل حزام بغلته، ومطول عنقه إلى مظلة المهد، إلى أن انتصف النهار، وجرت الدموع كالأنهار وسكنت الأصوات، وصاحت الأئمة والقضاة، معاشر الناس اسمعوا وعوا ولا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته وأنصتوا، فأملى صلى الله عليه هذا الحديث وعد من المحابر أربع وعشرون ألفا سوى الدوى، والمستملي أبو زرعة الرازي، ومحمد بن أسلم الطوسي رحمهما الله.
[59]
فقال عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال حدثني أبي محمد بن على الباقر، قال حدثنى أبي علي بن الحسين زين العابدين قال: حدثني أبي الحسين ابن على شهيد أرض كربلا، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طا لب شهيد أرض الكوفة، قال: حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حدثني جبرئيل عليه السلام قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلا الله حصنى، فمن قالها دخل حصنى، ومن دخل حصنى أمن من عذابي، صدق الله سبحانه، وصدق جبرئيل وصدق رسوله وصدق الأئمة عليهم السلام (1). قال الاستاذ أبو القاسم القشيرى: إن هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية، فكتبه بالذهب، وأوصى أن يدفن معه، فلما مات رؤي في المنام، فقيل له ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر الله لي بتلفظي بلا إله إلا الله، وتصديقي محمدا رسول الله مخلصا، وإني كتبت هذا الحديث تعظيما وإحتراما (2). قال ابن الجوزي: فلما وصل إلى نيسابور خرج إليه علمائها مثل يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وأحمد بن حرب وغيرهم لطلب الحديث والرواية والتبرك به فأقام بنيسابور مدة والمأمون بمرو، ثم استدعاه وولاه العهد. (3). في قرية الحمراء وخرج عليه السلام من نيسابور فبلغ قرب قرية الحمراء، قيل له يا بن رسول الله قد زالت الشمس، أفلا تصلي ؟ فنزل عليه السلام فقال: ايتوني بماء فقيل ما معنا ماء فبحث عليه السلام بيده الأرض، (1) راجع المسند كتاب التوحيد الحديث 63 وكتاب الامامة الحديث 340. (2) كشف الغمة: 3 - 144. (3) تذكرة الخواص: 198.
[60]
فنبع من الماء ما توضأنا به هو ومن معه وأثره باق إلي اليوم (1). في رباط سعد قال أبو أحمد عبد الرحمان المعروف بالصفواني، خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق، وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال، فبقي في أيديهم مدة يعذبونه ليفتدي منهم نفسه، وأقاموه في الثلج، فشدوه، فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته، وهرب فانفسد فمه ولسانه حتى لم يقدر على الكلام، ثم انصرف إلى خراسان وسمع بخبر علي بن موسى الرضا عليهما السلام وأنه بنيسابور. فرأي فيما يرى النائم كأن قائلا يقول له. إن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد خراسان، فسله عن علتك فربما يعلمك دواء تنتفع به، فانتبه الرجل من منامه (و ذهب) حتى ورد باب نيسابور فقيل له إن علي بن موسى الرضا قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فقصده إلى رباط سعد، فدخل إليه، فقال له: يا بن رسول الله ان كان من أمري كيت وكيت، فعلمني دواء انتفع به، فعلمه الرضا عليه السلام دواء، فاستعمله وعافى. الحديث (2). في سناباذ قال عبد السلام بن صالح الهروي: لما دخل الرضا عليه السلام سناباذا استند إلى الجبل الذي تنحت منه القدور، فقال: اللهم انفع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما ينحت عنه ثم أمر عليه السلام فنحت له قدور من الجبل، ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي، ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثم خط بيده إلى جانبه، ثم قال: هذه تربتي، وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي، ثم استقبل القبلة ودعا بدعوات الحديث. (1) راجع المسند الحديث 270. (2) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 283.
[61]
قال موسى بن سيار كنت مع الرضا عليه السلام وقد أشرف على حيطان طوس، و سمعت واعية فاتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثني رجله عن فرسه، ثم أقبل نحو الجنازة، فرفعها، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بامها. الحديث (1). في سرخس قال أبو نصر أحمد بن الحسين: سمعت أبي، قال سمعت جدتي قال: سمعت أبي يقول: لما قدم علي بن موسى الرضا عليهما السلام بنيسابور أيام المأمون قمت في حوائجه والتصرف في أمره ما دام بها، فلما خرج إلى مرو شيعته إلى سرخس، فلما خرج من سرخس أردت أن اشيعه إلى مرو، فلما سار مرحلة أخرج رأسه من العمارية وقال لي: يا عبد الله: انصرف راشدا، وقد قمت بالجواب، وليس للتشييع غاية. قال: قلت بحق المصطفى، والمرتضى والزهراء، لما حدثتني بحديث تشفيني به حتى أرجع، فقال: تسألني الحديث وقد اخرجت من جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أدري إلى ما يصير أمري، قال: قلت: بحق المصطفى والمرتضى والزهراء لما حدثتني بحديث تشفيني به حتى أرجع. فحدثه الرضا عليه السلام بحديث سلسلة الذهب. نزوله عليه السلام في مدينة مرو قال ابن حوقل: كانت مرو يومئذ مركز الخلافة ودار أمارة خراسان، وكانت معسكر الاسلام في أول الاسلام، ومنها استقامت مملكة فارس للمسلمين، ومنها ظهرت دولة بني العباس وفي دار آل أبي النجم المعيطي صبغ أول سواد، ولبسته المسودة، ومدينة مرو قديمة تعرف بمرو الشاهجان، ويقال إن قهندزها من بناء طهمورث، وهي في أرض مستوية بعيدة من الجبال، فلا يرى منها جبل بالقرب. (1) راجع المسند كتاب الامامة الحديث 270 و 339.
[62]
فيها ثلاثة مساجد للجمعات، فأما أول مسجد اقيمت فيه الجمعة فمسجد في داخل المدينة في أول الإسلام فلما كثر الإسلام بني المسجد المعروف بالمسجد العتيق على باب المدينة ويصلي فيها أصحاب الحديث، وبني من بعد ذلك المسجد الذي بني على ماجان، ويقال: إن ذلك المسجد والسوق ودار الأمارة من بناء أبى مسلم. قال العطاردي: فضائل مدينة مرو وأخبارها كثيرة نذكرها إن شاء الله في تاريخ خراسان ثم اعلم أن في سنة اثنتين وثمانين ومائة بايع هارون لابه عبد الله من بعد الأمين ولقبه المأمون وولاه ممالك خراسان بأسرها، وكانت ام المأمون خراسانية يقال لها مراجم الباذ غيسية، وفي سنة اثنتين وتسعين ومائة توجه الرشيد نحو خراسان وأشخص معه المأمون، فلما بلغ طوس اشتد مرضه ومات، ولما مات بويع لولده الأمين بالعسكر وهو ببغداد ثم أخذ رجاء الخادم البر والقضيب والخاتم، وسار على البريد في إثنا عشر يوما من مرو حتى قدم بغداد، ودفع ذلك إلى الأمين، فصلى بالناس الجمعة وخطب ونعى الرشيد إلى الناس وبايعوه، وكان سيئ التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي ولا يصلح للأمارة، ثم أرسل إلى المأمون بطلب منه أن يقدم موسى ابنه على نفسه فرد المأمون ذلك وأباه، ولما رجع الرسول وأخبر الأمين بامتناع المأمون أسقط إسمه من ولاية العهد، وبايع بولاية العهد لابنه موسى ولقبه الناطق بالحق وهو إذ ذاك طفل رضيع. ولما تيقن المأمون ذلك كتب اسمه إمام المؤمنين، وبعد ذلك جرت بينهما حروب، وأرسل المأمون طاهر بن الحسين في جند كثيف لحرب الأمين وأرسل الأمين علي بن عيسى بن ماهان لقتال المأمون وأخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون على زعمه، فالتقى الجيشان بالري فكانت الغلبة لطاهر، وذبح علي بن ماهان وهزم جيشه وحملت رأسه إلى المأمون، فطيف بها في خراسان وسلم على المأمون بالخلافة. ثم جاء طاهر إلى بغداد وحاصرها، وعظم الشر وكثر الخراب والهدم من
[63]
القتال ورمي المجانيق والنفط حتى درست محاسن بغداد، ودام حصارها خمسة عشر شهرا، ولحق غالب العباسيين وأركان الدولة بجند المأمون، ولم يبق مع الأمين إلا غوغاء بغداد فدخل طاهر بن الحسين بغداد بالسيف قهرا وقسرا، فخرج الأمين بامه وأهله من القصر إلى مدينة المنصور وتفرق عامة جنده وغلمانه وقل عليهم القوت والماء، ثم اخذو حبس في موضع فدخل عليه قوم من العجم ليلا فضربوه بالسيف ثم ذبحوه من قفاه وذهبوا برأسه إلى طاهر. ثم أمر طاهر بالرأس فنصب على حائط بستان ونودي هذا رأس المخلوع محمد، وجرت جثته بحبل، ثم بعث طاهر بالرأس والبرد والقضيب والمصلى وهو من سعف مبطن إلى المأمون، ثم ظهرت حوادث وثورات في العراق والشام والحجاز، وكاد أن ينفصل أمر المأمون لاضطراب البلدان وقيام الطالبيين. فعند ذلك كتب إلى الإمام الرضا عليه السلام وأرسل رجاء بن أبي الضحاك وأمره بإشخاص الرضا من المدينة إلى خراسان، وذكرنا مسيره عليه السلام من المدينة إلى مرو وما جرى له بين الطريق، ولما وصل الرضا عليه السلام مدينة مرو استقبله المأمون وأكرمه وبالغ في إكرامه وتبجيله وتعظيمه، وجرت بينهما امور نذكرها في الأبواب الآتية إن شاء الله وانعقدت له عليه السلام مجالس متعددة في مرو مع المتكلمين والزنادقة وأصحاب المقالات وأرباب الديانات ذكرناها كلها مرتبة على الكتب والأبواب في مسنده الشريف.
[64]
* (باب) * * (ما وقع بينه وبين المأمون) * محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعا قال: لما انقضى أمر المخلوع واستوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا عليه السلام يستقدمه إلى خراسان فاعتل عليه أبو الحسن عليه السلام بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له وأنه لا يكف عنه، فخرج عليه السلام ولأبي جعفر عليه السلام سبع سنين، فكتب إليه المأمون: لا تأخذ على طريق الجبل وقم، وخذ على طريق البصرة والأهوار وفارس، حتى وافي مرو. فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر والخلافة، فأبى أبو الحسن عليه السلام قال: فولاية العهد ؟ فقال: على شروط أسألكها، قال المأمون له: سل ما شئت فكتب الرضا عليه السلام: أني داخل في ولاية العهد، على أن لا آمرو ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا اولي ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم وتعفيني من ذلك كله، فأجابه المأمون إلى ذلك كله. قال فحدثني ياسر قال: فلما حضر العيد بعث المأمون ألى الرضا عليه السلام يسأله أن يركب ويحضر العيد ويصلي ويخطب فبعث إليه الرضا عليه السلام قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول هذا الأمر، فبعث إليه المأمون إنما اريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضلك، فلم يزل عليه السلام يراده الكلام في ذلك فألح عليه. فقال: يا أمير المؤمنين إن اعفيتني من ذلك فهو أحب إلي وإن لم تعفيني خرجت كما خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام فقال المأمون: اخرج كيف
[65]
شئت وأمر المأمون القواد والناس أن يبكروا إلى باب أبى الحسن عليه السلام. قال: فحدثني ياسر الخادم أنه قعد الناس لأبي الحسن عليه السلام في الطرقات والسطوح، الرجال والنساء والصبيان، واجتمع القواد والجند على باب أبي الحسن عليه السلام فلما طلعت الشمس قام عليه السلام فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه وتشمر ثم قال لجميع مواليه: افعلوا مثله ما فعلت ثم أخذ بيده عكازا. ثم خرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر سرا ويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة فلما مشى ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات فخيل إلينا أن السماء والحيطان تجاوبه والقواد والناس على الباب قد تهيؤوا ولبسوا السلاح وتزينوا بأحسن الزينة. فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة وطلع الرضا عليه السلام وقف على الباب وقفة، ثم قال: (الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، على ما هدانا، الله اكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما أبلانا) نرفع بها أصواتنا قال ياسر: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح لما نظروا إلى أبي الحسن عليه السلام وسقط القواد عن دوابهم ورموا بخفافهم لما رأوا أبا الحسن عليه السلام حافيا. وكان يمشي ويقف في كل عشر خطوات ويكبر ثلاث مرات قال ياسر: فتخيل إلينا أن السماء والارض والجبال تجاوبه وصارت مرو ضجة واحدة من البكاء وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس والرأى أن تسأله أن يرجع، فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع فدعا أبو الحسن عليه السلام بخفه فلبسه وركب ورجع (1). عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم عن ياسر قال: لما خرج المأمون من (1) الكافي 1 - 488.
[66]
خراسان يريد بغداد، وخرج الفضل ذو الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن عليه السلام ورد على الفضل بن سهل ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل أني نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا وكذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار وأرى أن تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمام في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه. فكتب ذو الرياستين إلى المأمون بذلك وسأله أن يسأل أبا الحسن ذلك فكتب المأمون إلى أبى الحسن يسأله ذلك، فكتب إليه أبو الحسن: لست بداخل الحمام غدا ولا أرى لك ولا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين، فكتب إليه أبو الحسن يا أمير المؤمنين لست بداخل الحمام فدا فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الليلة في النوم فقال لي، يا على لا تدخل الحمام غدا) ولا أرى لك ولا للفضل أن تدخلا الحمام غدا. فكتب إليه المأمون: صدقت يا سيدي وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لست بداخل الحمام غدا والفضل أعلم، قال: فقال ياسر: فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضا عليه السلام: قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم تزل نقول ذلك فلما صلي الرضا عليه السلام الصبح قال لي: اصعد (على) السطح فاستمع هل تسمع شيئا. فلما صعدت سمعت الضجة والتحمت وكثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن وهوى قول يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه قد أبى وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه، و أخذ ممن دخل عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين. قال: فاجتمع الجند والقواد ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا: هذا اغتاله وقتله، يعنون المأمون ولنطلبن بدمه وجاؤوا بالنيوران ليحرقوا الباب، فقال المأمون لأبي الحسن عليه السلام: يا سيدي ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم قال: فقال ياسر: فركب أبو الحسن وقال لي: اركب فركبت فلما خرجنا من باب
[67]
الدار نظر إلى الناس وقد تزاحموا، فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال: ياسر: فأقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض وما أشار إلى أحد إلى ركض ومر (1). الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم [بن ناتانة] قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام، يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك و ورعك وعبادتك أراك أحق بالخلافة مني. فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدينا أرجو الرفعة عند الله عزوجل فقال له المأمون إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك وأبايعك. فقال له الرضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك فقال له المأمون يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر فقال: لست أفعل ذلك طايعا أبدا فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي. فقال الرضا عليه السلام والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكى علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هرون الرشيد فبكى المأمون ثم قال له يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي. قال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت فقال المأمون (1) الكافي 1 - 490.
[68]
يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز و جل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد قال المأمون: وما أريد. قال الأمان على الصدق قال لك الأمان قال تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد أمنت سطوتي فبا الله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا ضربت عنقك. فقال الرضا عليه السلام، قد نهاني الله عز وجل أن ألقى بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدالك وأنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر بعيدا مشيرا فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك (1). عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن محمد بن عرفة، قال قلت للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد، فقال: ما حمل جدي أمير المؤمنين عليه السلام على الدخول في الشورى (2) عنه قال: حدثنا: حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال والله ما دخل الرضا عليه السلام، في هذا الأمر طايعا ولقد حمل إلى الكوفة (3) مكرها، ثم أشخص منها على طريق (1) علل الشرايع: 1 - 226 والعيون 2 - 139. (2) عيون الاخبار: 2 - 140. (3) قد سبق انه (ع) لم يدخل الكوفة ورحل عن القادسية عن طريق البر الى البصرة ثم منها الى خراسان.
[69]
البصرة وفارس إلى مرو (1). عنه قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى العلوي الحسيني رضي الله عنه بمدينة السلام، قال أخبرني يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين قال حدثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمد بن جعفر، فسمعت أن ذا الرياستين الفضل ابن سهل خرج ذات يوم وهو يقول: واعجبا لقد رأيت عجبا سلوني ما رأيت فقالوا: ما رأيت أصلحك الله ؟ قال: رأيت أمير المؤمنين يقول: لعلي بن موسى الرضا قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك، ورأيت علي بن موسى يقول له: الله الله لا طاقة لي بذلك ولا قوة، فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها، أمير المؤمنين يتفصى فيها ويعرضها على علي بن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأبى (2). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا المغيرة بن محمد، قال: حدثنا هارون الفروي قال: لما جائتنا بيعة المأمون للرضا عليه السلام بالعهد إلى المدينة خطب بها الناس عبد الجبار بن سعيد بن سليمان المساحقي. فقال في آخر خطبته أتدرون من ولي عهدكم، فقالوا: لا قال: هذا علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام سبعة آباءهم ماهم * هم خير من يشرب صوب الغمام (3) عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد ابن يحيى الصولي، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن إسماعيل، قال: سمعت إبراهيم ابن العباس، يقول: لما عقد المأمون البيعة لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام قال له (1 و 2) عيون الاخبار: 2 - 141. (3) عيون الاخبار: 2 - 145.
[70]
الرضا عليه السلام، يا أمير المؤمنين إن النصح لك واجب والغش لا ينبغي لمؤمن، إن العامة تكره ما فعلت بي، والخاصة تكره ما فعلت بالفضل به سهل والرأى لك أن تبعدنا عنك حتى يصلح لك أمرك قال إبراهيم: فكان والله قوله هذا السبب في الذي آل الأمر إليه. (1) عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال حدثني ابن عبدون عن أبيه، قال: لما بايع المأمون الرضا عليه السلام بالعهد أجلسه إلى جانبه، فقام العباس الخطيب، فتكلم فأحسن، ثم ختم ذلك بأن أنشد. لا بد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شمس وهذا ذلك القمر (2) عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن إسحق، قال: حدثنا أبي، قال: لما بويع الرضا عليه السلام بالعهد اجتمع الناس إليه يهنؤنه فأومي إليهم فأنصتوا. ثم قال بعد أن استمع كلامهم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلى الله على محمد في الأوليين والاخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين. أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر عليه السلام: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت وآمن نفوسا، فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا افتقرت مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين). وأنه جعل إلي عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده فمن حل عقدة أمر الله (1) عيون الاخبار: 2 - 145. (2) المصدر: 2 - 146.
[71]
تعالى بشدها وقصم عروة أحب الله أيثاقها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذا كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام، بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات، ولم يعترض بعدها على الغرمات خوفا علي شتات الدين واضطراب حبل المسلمين ولقرب أمر الجاهلية ورصد المنافقين فرصة تنتهز وبائقة تبدئ تدر وما أدري ما يفعل بى ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضي الحق وهو خير الفاصلين (1). عنه قال: حدثنا أبو على الحسين بن أحمد البيهقى الحاكم، قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثني أبي، قال: صعد المأمون المنبر لما بايع علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: أيها الناس جائتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام والله لو قرأت هذه الأسماء علي الصم البكم لبرؤا باذن الله عز وجل (2). عنه قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيقهي الحاكم، قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، قال: أشار الفضل ابن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بصلة رحمه بالبيعة بالعهد لعلي بن موسى الرضا عليه السلام ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم وما كان يقدر على خلافه في شئ. فوجه من خراسان برجاء بن أبي الضحاك وياسر الخادم ليشخصا إليه محمد بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جفعر عليهم السلام وذلك في سنة مأتين فلما وصل علي بن موسى عليه السلام إلى المأمون وهو بمرو ولاه العهد من بعده وأمر للجند برزق سنة، و كتب إلى الآفاق بذلك وسماه الرضا وضرب الدراهم باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد، وزوجه ابنته ام حبيب، وزوج ابنه محمد بن علي عليهما السلام ابنته ام الفضل (1) عيون الاخبار: 2 - 146. (2) المصدر: 2 - 47.
[72]
بنت المأمون. وتزوج هو ببوران بنت الحسن بن سهل زوجه بها عمها الفضل وكان كل هذا في يوم واحد وما كان يحب أن يتم العهد للرضا عليه السلام، بعده، قال الصولي: وقد صح عندي ما حدثني به أحمد بن عبيد الله من جهات، منها أن عون بن محمد حدثني، عن الفضل بن سهل النوبختى وعن أخ له. قال: لما عزم المأمون على العقد للرضا عليه السلام بالعهد، قلت: والله لأعتبرن ما في نفس المأمون من هذا الأمر يحب إتمامه أو هو تصنع به ؟ فكتب إليه على يد خادم له كان يكاتبني بأسراره على يده وقد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشترى والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتم أمر ينعقد فيه ومع هذا فإن المريخ في الميزان [الذى هو الرابع ووتد الارض] في بيت العاقبة. وهذا يدل على نكبة المعقود له وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب على إذا وقف علي هذا من غيري فكتب إلي، إذا قرأت جوابي إليك فأرده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحد على ما عرفتنيه أو أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه، فإنه إن فعل ذلك الحقت الذنب بك وعلمت أنك سببه. قال: فضاقت على الدنيا وتمنيت أنى ما كنت كتبت إليه، ثم بلغني أن الفضل بن سهل ذو الرياستين قد تنبه على الأمر ورجع عن عزمه، وكان حسن العلم بالنجوم فخفت والله على نفسي، وركبت إليه، فقلت له، أتعلم في السماء نجما أسعد من المشتري قال: لا، قلت أفتعلم أن في الكواكب نجما يكون في حال أسعد منها في شرفها قال: لا، قلت: فأمضى العزم على ذلك إذ كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته فأمضى الأمر على ذلك، فما علمت أني من أهل الدنيا حتى وقع العهد فزعا من المأمون (1). (1) عيون الاخبار: 2 - 147.
[73]
عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني ياسر الخادم لما رجع المأمون من خراسان بعد وفاة أبى الحسن الرضا عليه السلام، بطوس بأخباره كلها. قال علي بن ابراهيم: وحدثني الريان ابن الصلت وكان من رجال الحسن بن سهل، وحدثني أبي عن محمد بن عرفة وصالح بن سعيد الكاتب الراشدي، كل هؤلاء حدثوا بأخبار أبي الحسن الرضا عليه السلام وقالوا لما انقضى أمر المخلوع واستوى أمر المأمون كتب إلى الرضا عليه السلام يستقدمه إلى خراسان. فاعتل عليه الرضا عليه السلام بعلل كثيرة، فما زال المأمون يكاتبه ويسأله حتى علم الرضا عليه السلام، أنه لا يكف عنه فخرج وأبو جعفر عليه السلام له سبع سنين، فكتب إليه المأمون لا تأخذ على طريق الكوفة وقم، فحمل على طريق البصرة والأهواز و فارس حتى وافى مرو. فلما وافي مرو عرض عليه المأمون بتقلد الإمرة والخلافة، فأبي الرضا عليه السلام ذلك وجرت في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك نحوا من شهرين كل ذلك يأبى أبو الحسن الرضا عليه السلام أن يقبل ما يعرض عليه فلما كثر الكلام والخطاب في هذا قال المأمون: فولاية العهد فأجابه إلى ذلك، وقال له على شروط أسألها، فقال المأمون: سل ما شئت. قالوا: فكتب الرضا عليه السلام أني أدخل في ولاية العهد على أن لا آمر ولا أنهى ولا أقضى لا أغير شيئا مما هو قائم وتعفيني من ذلك كله، فأجابه المأمون إلى ذلك وقبلها على هذه الشروط، ودعا المأمون الولاة والقضاة والفواد والشاكرية، وولد العباس إلى ذلك. فاضطربوا عليه فأخرج أموالا كثيرة وأعطى القواد وأرضاهم إلا ثلثة نفر من
[74]
قواده أبوا ذلك، أحدهم عيسى الجلودي وعلى بن أبي عمران، وأبو يونس فإنهم أبو أن يدخلوا في بيعة الرضا عليه السلام، فحبسهم وبويع للرضا عليه السلام، وكتب ذلك إلى البلدان، وضربت الدنانير والدراهم باسمه وخطب له على المنابر وأنفق المأمون في ذلك أموالا كثيرة. فلما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا عليه السلام، يسأله أن يركب ويحضر العيد ويخطب ليطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضله وتقر قلوبهم على هذه الدولة المباركة فبعث إليه الرضا عليه السلام، وقال: قد علمت ما كان بينى وبينك من الشروط في دخول في هذا الامر. فقال المأمون: إنما أريد بهذا، أن يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الأمر فتطمئن قلوبهم ويقروا بما فضلك الله به، فلم يزل يرده الكلام في ذلك فلما ألح عليه قال: يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلى، وإن لم تعفنى خرجت كما كان يخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكما خرج أمير المومنين علي بن أبيطالب عليه السلام. فقال المأمون: أخرج كما تحب، وأمر المأمون القواد والناس أن يبكروا إلى باب أبي الحسن الرضا عليه السلام فقعد الناس لأبي الحسن الرضا عليه السلام في الطرقات والسطوح من الرجال والنسا والصبيان واجتمع القواد على باب الرضا عليه السلام. فلما طلعت الشمس قام الرضا عليه السلام، فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن وألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفه وتشمر ثم قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت ثم أخذ بيده عكازة وخرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة. فلما قام ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات، فخيل إلينا أن الهواء والحيطان تجاوبه والقواد والناس على الباب قد تزينوا ولبسوا
[75]
السلاح وتهيؤا بأحسن هيئة. فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة حفاة قد تشمرنا وطلع الرضا عليه السلام وقف وقفة على الباب قال: الله اكبر الله اكبر الله اكبر، على ما هدانا الله اكبر على مال رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما أبلانا، ورفع بذلك صوته ورفعنا أصواتنا. فتزعزعت مرو من البكاء والصياح، فقالها ثلث مرات، فسقط القواد عن دوابهم ورموا بخفافهم لما نظروا إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام، وصارت مرو ضجة واحدة ولم يتمالك الناس من البكاء والضجيج، وكان أبو الحسن الرضا عليه السلام يمشي ويقف في كل عشر خطوات وقفة فكبر الله أربع مرات فتخيل إلينا أن السماء و الأرض والحيطان تجاوبه. وبلغ المأمون ذلك، فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس، فالرأى أن تسئله أن يرجع فبعث إليه المأمون، فسئله الرجوع. فدعا أبو الحسن عليه السلام بخفه فلبسه ورجع (1). عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جفعر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت قال أكثر الناس في بيعة الرضا من القواد والعامة ومن لم يجب ذلك، وقالوا: إن هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرياستين، فبلغ المأمون ذلك فبعث إلي في جوف الليل فصرت إليه فقال: يا ريان بلغني أن الناس يقولون: إن بيعة الرضا عليه السلام كانت من تبدير الفضل بن سهل، فقلت: يا أمير المؤمنين يقولون ذلك. قال: ويحك يا ريان أيجسر أحد أن يجئ إلى خليفة وابن خليفة قد استقامت له الرعية والقواد واستوت له الخلافة فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك ؟ أيجوز هذا في العقل قال: قلت له: لا والله يا أمير المؤمنين، ما يجسر على هذا أحد. (1) عيون الاخبار 2: 149.
[76]
قال: لا والله ما كان كما يقولون، ولكني سأخبرك بسبب ذلك، أنه لما كتب إلى محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه، فأبيت، عقد لعلي بن عيسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي.. فورد علي بذلك الخبر، وبعثت هرثمة بن أعين ألي سجستان وكرمان وما والاها، فأفسد علي أمري. فانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير وغلب على كور خراسان من ناحية، فورد علي هذا كله في أسبوع، فلما ورد ذلك على، لم يكن لي قوة في ذلك ولا كان لى مال أتقوى به. ورأيت من قوادى ورجالي الفشل والجبن أردت أن ألحق بملك كابل، فقلت في نفسي: ملك كابل رجل كافر ويبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده، فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله تعالى من ذنوبي وأستعين به على هذه الأمور و أستجير بالله تعالى وأمرت بهذا البيت - وأشار إلى بيت - فكنس وصببت على الماء. ولبست ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات فقرأت فيها من القرآن ما حضرني ودعوت الله تعالى واستجرت به وعاهدته عهدا وثيقا بينة صادقة إن أفضى الله بهذا الأمر إلي وكفاني عادية هذه الأمور الغليظة أن أضع هذا الأمر في موضعه الذي. وضع الله فيه. ثم قوى فيه قلبى، فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن ماهان فكان من أمره ما كان ورددت هرثمة بن أعين إلى رافع [بن أعين] فظفر به وقتله وبعثت إلى صاحب السرير فهادنته وبذلت له شيئا حتى رجع، فلم يزل أمري يتقوى حتى كان من أمر محمد ما كان، وأفضى الله إلى بهذا الأمر واستوي لي. فلما وفى الله تعالى بما عاهدته عليه أحببت أن أفى الله بما عاهدته، فلم أر أحدا أحق بهذا الأمر من أبى الحسن الرضا عليه السلام، فوضعتها فيه، فلم يقبلها إلا على ما قد علمت، فهذا، ان سببها، فقلت: وفق الله أمير المؤمنين.
[77]
فقال: يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك. فقال: سبحان الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الأمر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري فقلت: يا أمير المؤمنين أنا احدث عنك بما سمعته منك من الأخبار ؟ فقال: نعم، حدث عني بما سمعته مني من الفضايل فلما كان من الغد قعدت بين القواد في الدار. فقلت حدثني أمير المؤمنين (1) عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه وحدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي مني بمنزلة هرون من موسى، وكنت أخلط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه على وجهه وحدثت بحديث خيبر وبهذه الأخبار الشمهورة. فقال عبد الله بن مالك الخزاعى رحم الله عليا كان رجلا صالحا وكان المأمون قد بعث غلاما إلي مجلسنا يسمع الكلام فيؤديه إليه، قال الريان: فبعث إلى المأمون فدخلت إليه، فلما رأني قال: يا ريان ما أرواك للأحاديث وأحفظك لها ؟ قال: قد بلغني ما قال اليهودي عبد الله بن مالك في قوله: رحم الله عليا كان رجلا صالحا والله لأقتلنه إنشاء الله. وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص الناس عند الرضا عليه السلام من قبل أن يحمل وكان عالما ادينبا لبيبا وكانت امور الرضا عليه السلام تجري من عنده و على يده وتصيره والأموال من النواحي كلها إليه قبل حمل أبي الحسن عليه السلام فلما حمل أبو الحسن إتصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين وقربه ذو الرياستين وأدناه. فكان ينقل أخبار الرضا عليه السلام إلى ذي الرياستين والمأمون فحظي بذلك عندهما وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئا، فولاه المأمون حجابة الرضا عليه السلام، فكان لا (1) يعنى به المأمون.
[78]
يصل إلي الرضا عليه السلام إلا ممن أحب وضيق على الرضا عليه السلام، وكان من يقصده من مواليه لا يصل إليه. وكان لا يتكلم الرضا عليه السلام، في داره بشئ إلا أورده هشام على المأمون وذى الرياستين وجعل المأمون العباس ابنه في حجر هشام وقال له: أد به فسمى هشام العباسي لذلك قال، وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا عليه السلام و حسده على ما كان المأمون يفضله به. فأول ما ظهر لذي الرياستين من أبي الحسن الرضا عليه السلام إن ابنة عم المأمون كانت تحبه (1) وكان يحبها وكان ينفتح باب حجرتها إلى مجلس المأمون، وكانت تميل إلى ابي الحسن الرضا عليه السلام وتحبه، وتذكر ذا الرياستين وتقع فيه. فقال ذو الرياستين حين بلغه ذكرها لا ينبغى أن يكون باب دار النساء مشرعا الى مجلسك. فأمر المأمون بسده وكان المأمون يأتي الرضا عليه السلام يوما والرضا يأتي المأمون يوما، وكان منزل أبي الحسن عليه السلام بجنب منزل المأمون. فلما دخل أبو الحسن عليه السلام إلى المأمون ونظر إلى الباب مسدودا قال: يا أمير المؤمنين ما هذا الباب الذي سددته، فقال: رأى الفضل ذلك وكرهه. فقال عليه السلام: إنا لله وإنا إليه راجعون ما للفضل والدخول بين أمير المؤمنين وحرمه قال: فما ترى ؟ قال: فتحه وادخل الى ابنة عمك ولا تقبل قول الفضل فيما لا يحل ولا يسمع، فأمر المأمون بهدمه ودخل على ابنة عمه، فبلغ الفضل ذلك فغمه (2). عنه، قال: ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا علي بن موسى عليهما السلام الى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد أما بعد فالحمد الله البدئ والرفيع القادر القاهر الرقيب على عباده المقيت على (1) يعنى تحب المأمون. (2) عيون الأخبار: 2 - 151.
[79]
خلقه الذي خضغ كل شئ لملكه وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وتواضع كل شئ لسلطانه وعظمته وأحاط بكل شئ علمه وأحصى عدده. فلا يؤده كبير ولا يعزب عنه صغير الذي لا تدركه أبصار الناظرين، ولا تحيط به صفة الواصفين، له الخلق والأمر والمثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم والحمد الله الذي شرع للإسلام دينا، ففضله وعظمه وشرفه وكرمه و جعله الدين القيم الذي لا يقبل غيره، والصراط المستقيم الذي لا يضل من لزمه و لا يهتد من صرف عنه. وجعل فيه النور وبالبرهان والشفاء والبيان، وبعث به من اصطفى من ملئكته إلى من اجتبى من رسله في الأمم الخالية والقرون الماضية حتى انتهت رسالته إلى محمد المصطفى عليه السلام، فختم به النبيين وقفى به على آثار المرسلين، وبعثه رحمة للعالمين وبشيرا للمؤمنين المصدقين ونذيرا للكافرين المكذبين لتكون له الحجة البالغة وليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حى عن بينة، وأن الله سميع عليم. والحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة و جعلهم معدن الإمامة والخلافة وأوجب ولا يتهم وشرف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم، إذ يقول: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وما وصفهم به من إذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ثم إن المأمون بر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في عترته ووصل في أرحام أهل بيته، فرد الفتهم وجمع فرقتهم ورأب صدعهم ورتق فتقهم وأذهب الله به الضغاين والإحن بينهم واسكن التناصر والتواصل والمودة والمحبة قلوبهم فأصبحت بيمنه وحفظه وبركته وبره وصلته أيديهم واحدة، وكلمتهم جامعة، وأهوائهم متفقة، ورعي الحقوق لأهلها ووضع المواريث مواضعها، وكافأ إحسان المحسنين وحفظ بلاء المبتلين وقرب وباعد
[80]
على الدين. ثم اختص بالتفضيل والتقديم والتشريف من قدمته مساعيه، فكان ذلك ذا الرياستين الفضل بن سهل إذ رآه له موازرا وبحقه قائما وبحجته ناطقا ولنقبائه نقيبا ولخيلوه قائدا ولحروبه مدبرا، ولرعيته سائسا وإليه داعيا، ولمن أجاب إلى طاعته مكافيا، ولمن عدل عنها منابذا، وبنصرته متفردا ولمرض القلوب والنيات مداويا. لم ينهه عن ذلك قلة مال ولا عوز رجال ولم يمل به طبع ولم يلفته عن نيته و بصيرته وجل، عند ما يهول المهولون ويرعد ويبرق له المبرقون المرعدون و كثرة المخافين والمعاندين عن المجاهدين والمخاتلين أثبت ما يكون عزيمة وأجرى جنانا وأنفذ مكيدة وأحسن تدبيرا وأقوى في تثبيت حق المأمون والدعاء إليه. حتى غصم أنياب الضلالة وفل حدهم وقلم أظفارهم وحصد شوكتهم وصرعهم مصارع الملحدين في دينهم والناكثين لعهده الوانين في أمره المستخفين بحقه الآمنين لما حذر من سطوته وبأسه مع آثار ذى الرياستين في صنوف الأمم من المشركين و ما زاد الله به في حدود دار المسلمين مما قد وردت أبنائه عليكم وقرأت به الكتب على بركم وحملة أهل الآفاق إليكم إلى غيركم. فانتهى شكر ذى الرياستين بلاء أمير المؤمنين عنده وقيامه بحقه وابتذاله مهجته ومهجة أخيه أبي محمد الحسن بن سهل الميمون النقيبة المحمود السياسة إلى غاية تجاوز فيها الماضين وفاز بها الفايزين، وانتهت مكافاة أمير المؤمنين إياه إلى ما حصل له من الأموال والقطايع والجواهر وإن كان ذلك لا يفي بيوم من أيامه ولا بمقام من مقاماته. فتركه زاهدا فيه وارتفاعا من همته عنه وتوفيرا له على المسلمين واطراحا للدنيا واستصغارا لها وإيثار للآخرة ومنافسة فيها وسئل أمير المؤمنين ما لم يزل له سائلا وإليه وفيه راغبا من التخلي والتزهد، فعظم ذلك عنده وعندنا لمعرفتنا بما
[81]
جعل الله عز وجل في مكانه الذي هو به من العز والدين والسلطان والقوة على صلاح المسلمين وجهاد المشركين. وما أري الله به من تصديق نيته ويمن نقيبته وصحة تدبيره وقوة رأيه ونجح طلبته ومعاونته على الحق والهدى والبر والتقوى، فلما وثق أمير المؤمنين وثقنا منه بالنظر للدين وإيثار ما فيه صلاحه وأعطيناه سؤله الذي يشبه قدره وكتبنا له كتاب حباء وشرط قد نسخ في أسفل كتابي هذا. وأشهدنا الله عليه ومن حضرنا من أهل بيتنا والقواد والصحابة والقضاة و الفقهاء والخاصة والعامة ورأي أمير المؤمنين الكتاب به إلى الآفاق ليذيع ويشيع في أهلها ويقرء على منابرها ويثبت عند ولاتها وقضاتها، فسئلني أن أكتب بذلك وأشرح معانيه، وهي على ثلثة أبواب. الباب الأول: البيان عن كل آثاره التي أوجب الله تعالى بها حقه علينا وعلى المسلمين. والباب الثاني: البيان عن مرتبته في إزاحة علته في كل ما دبر ودخل فيه ولا سبيل عليه فيما ترك وكره، وذلك لما ليس لخلق ممن في عنقه بيعة إلا له وحده و لأخيه، وإزاحة العلة تحكيمها في كل من بغي عليهما وسعي بفساد علينا وعليهما وعلى أوليائنا لئلا يطمع طامع في خلاف عليهما ولا معصية لهما ولا احتيال في مدخل بيننا وبينهما. والباب الثالث: البيان عن إعطائنا إياه ما أحب من ملك التحلى وحلية الزهد وحجة التحقيق لما سعى فيه من ثواب الآخرة بما يتقرب في قلب من كان شاكا في ذلك منه وما يلزمناه له من الكرامة والعز والحباء الذي بذلناه له ولأخيه في منعهما ما نمنع منه أنفسنا، وذلك محيط بكل ما يحتاط في أمر دين ودنيا. وهذه نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب وشرط من عبد الله
[82]
المأمون أمير المؤمنين وولي عهده علي بن موسى الرضا، لذي الرياستين الفضل بن سهل في يوم الإثنين لسبع ليال خلون من شهر رمضان من سنة إحدي ومائتين وهو اليوم الذي تمم الله فيه دولة أمير المؤمنين وعقد لولي عهده وألبس الناس اللباس الأخضر وبلغ أمله في إصلاح وليه والظفر بعدوه. إنا دعوناك إلى ما فيه بعض مكافات على ما قمت به من حق الله تبارك وتعالى وحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحق أمير المؤمنين وولي عهده علي بن موسى وحق هاشم التي بها يرجى صلاح الدين وسلامة ذات البين بين المسملمين. إلى أن يثبت التعمة علينا وعلى العامة بذلك وبما عاونت عليه أمير المؤمنين من إقامة الدين والسنة وإظهار الدعوة الثانية وإيثار الأولي مع قمع المشركين وكسر الأصنام وقتل العتاة وساير آثارك الممثلة للأمصار في المخلوع وقابل وفي المسمى بالأصفر المكنى بأبي السرايا، وفى المسمى بالمهدي محمد بن جعفر الطالب والترك الخر لخية. وفي طبرستان وملوكها إلى بندار بن هرمز بن شروين وفي الديلم وملكها مهمورس وفي كابل وملكها هرموس. ثم ملكها الاصفهبد وفي ابن البروم وجبال بدار بنده وغرشتستان والغور وأصنافها وفي خراسان خاقان، وملون صاحب جبل التبت، وفي كيمان والتغزغز وفي إرمينية والحجاز وصاحب السرير وصاحب الخزر وفي المغرب وحروبه، وتفسير ذلك في ديوان السيرة وكان ما دعوناك إليه وهو معونة لك مأة ألف ألف درهم وغلة عشرة ألف ألف درهم جوهرا سواما أقطعك أمير المؤمنين قبل ذلك وقيمة مأة ألف درهم جوهرا يسيرا عندنا ما أنت له مستحق. فقد تركت مثل ذلك حين بذله لك المخلوع وآثرت الله ودينه وأنك شكرت أمير المؤمنين وولي عهده وآثرت توفير ذلك كله على المسلمين وجدت لهم به وسألتنا
[83]
أن نبلغك الخصلة التي لم تزل إليها تائقا من الزهد والتخلى ليصح عند من شك في سعيك للآخرة دون الدنيا وتركك الدينا، وما عن مثلك يستغني في حال ولا مثلك رد عن طلبه. ولو أخرجتنا طلبتك عن شطر النعيم علينا فكيف نأمر، رفعت فيه المؤنة و أوجبت به الحجة على من كان يزعم أن دعاك إلينا للدنيا لا لللآخرة وقد أجبناك إلى ما سئلت به وجعلنا ذلك لك مؤكدا بعهد الله وميثاقه الذي لا تبديل له ولا تغيير، وفوضنا الأمر في وقت ذلك إليك، فما أقمت فغريز مزاح العلة مدفوع عنك الدخول فيما تكرهه من الأعمال. وكائنا ما كان نمنعك مما نمنع منه أنفسنا في الحالات كلها ؟ وإذا أردت التخلي فمكرم مزاح البدن وحق لبدنك بالراحة والكرامة، ثم نعطيك مما تتناوله مما بدلناه لك في هذا الكتاب فتركته اليوم وجعلنا للحسن بن سهل مثل ما جعلناه لك، فنصف ما بذلناه من العطية وأهل ذلك، هو لك. وبما بذل من نفسي في جهاد العتاة وفتح العراق مرتين وتفريق جموع الشيطان بيده حتى قوي الدينا وخاض نيران الحروب ووقانا عذاب السموم بنفسه وأهل بيته ومن ساس من أولياء الحق، وأشهدنا الله وملئكة وخيار خلقه وكل من أعطانا بيعة و صفقة يمينه في هذا اليوم وبعده على ما في هذا الكتاب. وجعلنا الله علينا كفيلا وأوجبنا على أنفسنا الوفاء بما اشترطنا من غير استثناء بشئ ينقضه في سر وعلانية والمؤمنون عند شروطهم، والعهد فرض مسؤل وأولى الناس بالوفاء من طلب من الناس الوفاء وكان موضعا للقدرة. قال الله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون. وكتب الحسن بن سهل توقيع المأمون فيه: بسم الله الرحمن الرحيم قد أوجب
[84]
أمير المؤمنين على نفسه جميع ما في هذا الكتاب وأشهد الله تعالى وجعله عليه داعيا وكفيلا، وكتب بخطه في صفر سنة اثنتين ومأتين تشريفا للحباء وتوكيدا للشروط. توقيع الرضا عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم قد ألزم علي بن موسى الرضا نفسه بجميع ما في هذا الكتاب على ما اكد فيه في يومه وغده ما دام حيا، وجعل الله تعالى عليه داعيا وكفيلا وكفى بالله شهيدا، وكتب بخطه في هذا الشهر من هذه السنة والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل (1). عنه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلثين وثلثمأة قال: أخبرني علي بن أبراهيم بن هاشم فيما كتب إلي سنة سبع وثلثمأة قال حدثني ياسر الخادم قال كان الرضا عليه السلام إذا كان خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان عليه السلام إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده معه على مائدته. قال ياسر الخادم فبينا نحن عنده يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه السلام، فقال لنا الرضا عليه السلام قوموا تفرقوا فقمنا عنه فجاء المأمون ومعه كتاب طويل فأراد الرضا عليه السلام أن يقوم فأقسم عليه المأمون بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا يقوم إليه. ثم جاء حتى انكب على أبى الحسن عليه السلام ومقبل وجهه وقعد بين يديه على و سادة، فقرأ ذلك الكتاب عليه فإذا هو فتح لبعث قرى كابل فيه إنا فتحنا قرية، كذا وكذا فلما فرغ قال له الرضا عليه السلام: وسرك فتح قرية من قرى الشرك فقال له المأمون أو ليس في ذلك سرور ؟ فقال: يا أمير المؤمنين اتق الله في امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما وليك الله من هذا الأمر وخصك (1) عيون الاخبار: 2 - 154.
[85]
به فإنك قد ضيعت امور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك يحكم فيهم بغير حكم الله و قعدت في هذا البلاد وتركت بيت الهجرة ومهبط الوحى وأن المهاجرين والأنصار يظلمون دونك ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. ويأتي على المظلوم دهر يتعب فيه نفسه ويعجز عن نفقته ولا يجد من يشكو إليه حاله ولا يصل إليك فاتق الله يا أمير المؤمنين في امور المسلمين وارجع الى بيت النبوة ومعدن المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أمير المؤمنين إن والى المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط، من أراده أخذه. قال المأمون: يا سيدي فما ترى ؟ قال أرى أن تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آبائك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك فإن الله تعالى سائلك عما ولاك فقام المأمون فقال: نعم ما قلت يا سيدي، هذا هو الرأى. فخرج وأمر أن يقدم النوائب وبلغ ذلك ذا الرياستين فغمه غما شديدا وقد كان غلب على الأمر ولم يكن للمأمون عنده رأي فلم يجسر أن يكاشفه، ثم قوى بالرضا عليه السلام جدا فجاء ذو الرياستين إلى المأمون فقال له: يا أمير المؤمنين ما هذا الرأى الذي أمرت به قال أمرني سيدي أبو الحسن عليه السلام بذلك وهو الصواب. فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا الصواب قتلت بالمس أخاك وأزلت الخلافة عنه، وبنو أبيك معادون لك وجميع أهل العراق وأهل بيتك والعرب، ثم أحدثت هذا الحدث الثاني إنك وليت ولاية العهد لأبي الحسن وأخرجتها من بني أبيك والعامة والفقهاء والعلماء وآل العباس لا يرضون بذلك. قلوبهم متنافرة عنك، فالرأي أن تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا ويتنا سوا ما كان من أمر محمد أخيك وهيهنا يا أمير المؤمنين مشايخ قد خدموا الرشيد وعرفوا الأمر فاستشرهم في ذلك فإن أشاروا بذلك فامضه فقال المأمون مثل من ؟ قال: مثل علي بن عمران وأبو يونس والجلودي وهؤلاء الذين نقموا بيعة أبى
[86]
الحسن عليه السلام ولم يرضوا به فحبسهم المأمون بهذا السبب. فقال المأمون نعم، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن عليه السلام فدخل على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت فحكى له ما قال ذو الرياستين، ودعا المأمون بهؤلاء النفر فأخرجهم من الحبس فأول من ادخل عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون. فقال اعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تخرج هذا الأمر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في البلاد. فقال المأمون يا بن الزانية وأنت بعد على هذا، قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فضرب عنقه، فأدخل أبو يونس فلما نظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون فقال يا أمير المؤمنين هذا الذي يجنبك والله صمم يعبد من دون الله قال له المأمون: يا بن الزانية وأنت بعد على هذا، يا حرسي قدمه فاضرب عنقه فضرب عنقه. ثم ادخل الجلودى، وكان الجلودي في خلافة الرشيد فلما خرج محمد بن جعفر ابن محمد بالمدينة بعث الرشيد وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه وأن يغير على دور آل أبي طالب وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك. وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فصار الجلودي إلى باب دار أبي الحسن الرضا عليه السلام هجم على داره مع خيله فلما نظر إليه الرضا جعل النساء كلهن في بيت ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن عليه السلام لا بد من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين. فقال الرضا عليه السلام أنا أسلبهن لك واحلف أني لا أدع عليهن شيئا إلا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلا خيلهن وإزرارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في
[87]
الدار من قليل وكثير. فلما كان في هذا اليوم وأدخل الجلودي على المأمون قال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ، فقال المأمون: يا سيدي هذا الذي فعل ببنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما فعل من سلبهن، فنظر الجلودي إلى الرضا عليه السلام، وهو يكلم المأمون ويسأله عن أن يعفو عنه ويهبه له، فظن أنه يعين عليه، لما كان الجلودي فعله. فقال: يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي الرشيد أن لا تقبل قول هذا في فقال المأمون: يا أبا الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه، ثم قال: لا والله لا أقبل فيك قوله: الحقوه بصاحبيه، فقدم فضرب عنقه ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل وقد كان المأمون أمر أن يقدم النوائب ورد ذو الرياستين. فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين أنه قد عزم على الخروج فقال الرضا عليه السلام، ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب ؟ فقال المأمون ! يا سيدي مرهم أنت بذلك، قال: فخرج أبو الحسن عليه السلام وصاح بالناس قدمو النوائب قال فكانما وقعت فيهم النيران، فأقبلت النوائب تتقدم وتخرج وقعد ذوا الرياستين في منزله فبعث إليه المأمون فأتاه. فقال له مالك قعدت في بيتك ؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن ذنبي عظيم عند أهل بيتك، وعند العامة والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا عليه السلام ولا آمن السعادة والحساد وأهل البغي أن يسعوا بى، فدعني أخلفك بخراسان. فقال له المأمون لا نستغني عنك، فأما ما قلت إنه يسعي بك وتبغي لك الغوائل فلست أنت عندنا إلا الثقة المأمون الناصح المشفق، فاكتب لنفسك ما تثق به من الضمان والأمان وأكد لنفسك ما تكون به مطمئنا، فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع عليه العلماء وأتى به إلى المأمون فقرأه وأعطاه المأمون كلما أحب وكتب خطه فيه وكتب له بخطه كتاب الحبوة إني قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع
[88]
والسلطان وبسط له من الدينا أمله. فقال ذو الرياستين يا أمير المؤمنين نحب أن يكون خط أبي الحسن عليه السلام في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت فانه ولي عهدك. فقال المأمون: قد علمت أن أبا الحسن عليه السلام قد اشترط علينا أن لا يعمل من ذلك شيئا ولا يحدث حدثنا، فلا نسأله ما يكرهه، فسله أنت، فإنه لا يأبى عليك في هذا، فجاء واستأذن على أبي الحسن عليه السلام. قال ياسر: فقال لنا الرضا عليه السلام: قوموا تنحوا، فنحينا، فوقف بين يديه ساعة فرفع أبو الحسن رأسه إليه فقال له: ما حاجتك يا فضل ؟ قال: يا سيدي هذا أمان كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى أن تعطينا مثل ما أعطى أمير المؤمنين إذ كنت ولي عهد المسلين. فقال له الرضا عليه السلام إقرأه وكان كتابا في أكبر جلد فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرغ قال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل قال ياسر: فنقض عليه أمره في كلمة واحدة، فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا عليه السلام. فلما كان بعد ذلك، بأيام ونحن في بعض المنازل ورد على ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل أني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار، فأرى أن تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين الحمام في هذا اليوم فتحتجم فيه وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك. فبعث الفضل إلى المأمون وكتب إليك بذلك وسئله أن يدخل الحمام معه و يسأل أبا الحسن أبا الحسن عليه السلام أيضا ذلك، فكتب المأمون إلى الرضا عليه السلام رقعة في ذلك فسئله فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام لست بداخل غدا الحمام ولا أرى لك يا أمير المؤمنين أن
[89]
تدخل الحمام غدا ولا أرى للفضل أن يدخل الحمام غدا. فأعاد إليه الرقعة مرتين، فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام لست بداخل غدا الحمام فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم في هذه الليلة يقول لي: يا علي لا تدخل الحمام غدا فلا أرى لك يا أمير المؤمنين ولا للفضل أن تدخل الحمام غدا فكتب إليه المأمون صدقت يا سيدي وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لست بداخل الحمام غدا، والفضل فهو أعلم وما يفعله قال ياسر: فلما أمسينا وغابت الشمس، فقال لنا الرضا عليه السلام: قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فأقبلنا نقول ذلك فلما صلى الرضا عليه السلام الصبح قال لنا: قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذا اليوم، فما زلنا نقول ذلك، فلما كان قريبا من طلوع الشمس، قال الرضا عليه السلام: اصعد السطح فاستمع هذا تسمع شيئا ؟. فلما صعدت سمعت الضجة والنحيب وكثر ذلك، فإذا با المأمون قد دخل من الباب الذي كان إلي داره من دار أبي الحسن عليه السلام، يقول: يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ من دخل عليه في الحمام وكانوا ثلثة نفر. أحدهم ابن خالة الفضل ذو القلمين قال: واجتمع القواد والجند ومن كان من رجال ذي الرياستين على باب المأمون وقالوا: اغتاله وقتله، فلنطلبن بدمه، فقال المأمون للرضا عليه السلام: يا سيدى نرى أن تخرج إليهم وتفرقهم قال: ياسر فركب الرضا عليه السلام وقال لى: اركب. فلما خرجنا من الباب نظر الرضا عليه السلام إليهم، وقد اجتمعوا وجاؤا بالنيران ليحرقوا الباب فصاح بهم وأومأ إليهم بيده، تفرقوا فتفرقوا قال ياسر فأقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض وما أشار إلى أحد إلا ركض ومرو لم يقف له أحد (1) (1) عيون الاخبار: 2 - 159.
[90]
عنه قال: حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنى عون بن محمد الكندي، قال: حدثنا أبو الحسن محمد ابن أبي عباد، قال: لما كان من أمر الفضل بن سهل ما كان وقتل، دخل المأمون إلى الرضا عليه السلام يبكي وقال له هذا وقت حاجتي إليك يا أبا الحسن، فتنظر في الأمر وتعينني، فقال له عليك التدبير يا أمير المؤمنين وعلينا الدعاء، قال: فلما خرج المأمون، قلت للرضا عليه السلام، لم أخرت أعزك الله ما قاله لك أمير المؤمنين وأبيته ؟ فقال: ويحك يا أبا حسن لست من هذا الأمر في شئ قال: فرآني قد اغتممت فقال لي: مالك في هذا لو آل الأمر إلى ما تقول وأنت منى كما أنت عليه الآن ما كانت نفقتك إلا في كمك وكنت كواحد من الناس (1). عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنى محمد بن يحيي الصولي قال: حدثنى محمد بن أبي الموج بن الحسين الرازي، قال سمعت أبي يقول: حدثني من سمع الرضا عليه السلام يقول: الحمد لله الذي حفظ منا ما ضيع الناس ودفع منا ما وضعوه. حتى لقد لعنا على منابر الكفر ثمانين عاما، وكتمت فضائلنا وبذلت الأموال في الكذب علينا، والله تعالى يأبي لنا إلا أن يعلى ذكرنا ويتبين فضلنا والله ما هذا بنا، وإنما هو برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرابتنا منه حتى صار أمرنا وما نروي عنه أنه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوته (2). عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد ابن يحيى الصولى قال: حدثنا الغلابي، قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد، أن المأمون أمر بقتل رجل، وقال: استبقني فان لي شكرا فقال ومن أنت وما شكرك ؟ (1) عيون الاخبار: 2 - 164. (2) المصدر: 2 - 164.
[91]
فقال علي بن موسى الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين انشدك الله تعالى أن تترفع عن شكر أحد وإن قل، فإن الله تعالى أمر عباده بشكره، فشكروه فعفى عنهم (1). عنه قال: وقد ذكر قوم أن الفضل بن سهل أشار إلى المأمون بأن يجعل على ابن موسى الرضا عليه السلام ولى عهده، منهم أبو علي الحسين بن أحمد السلامي، فإنه ذكر ذلك في كتابه الذي صنفه في أخبار خراسان، وقال: كان الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون ومدبرا موره، وكان مجوسيا. فأسلم على يدي يحيى بن خالد وصحبه وقيل، بل أسلم سهل والد الفضل على يدي المهدي وأن الفضل اختاره يحيى بن خالد البرمكي لخدمة المأمون فضمه إليه، فتغلب عليه فاستبد بالأمر دونه: فإنما لقب بذي الرياستين فإنه تقلد الوزارة ورياسة الجند. فقال الفضل حين استخلف المأمون يوما لبعض من كان يعاشره أين يقع فعلى اتيته من فعال أبي مسلم فيما أتاه ؟ فقال: إن أبا مسلم حولها من قبيلة إلى قبيلة وأنت حولتها من أخ الى أخ وبين الحالتين ما تعلمه، فقال الفضل بن سهل: فإني أحولها من قبيلة الى قبيلة. ثم أشار إلى المأمون بأن يجعل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولي عهده، فبايعه وأسقط بيعة المؤتمن أخيه، وكان علي بن موسى الرضا عليه السلام ورد على المأمون وهو بخراسان سنة مأتين علي طريق البصرة وفارس مع رجاء بن أبي الضحاك وكان الرضا عليه السلام متزوجا بابنة المأمون. فلما بلغ خبره العباسيين ببغداد ساءهم ذلك فأخرجوا إبراهيم بن المهدي و بايعوه بالخلافة ففيه يقول دعبل بن علي الخزاعي: يا معشر الأجناد لا تقنطوا * خذوا عطاياكم ولا تسخطوا (1) المصدر: 2 - 164.
[92]
فسوف يعطيكم حنينية * يلذها الأمرد والأشمط والمعيديات لقوادكم * لا تدخل الكيس ولا تربط وهكذا يرزق أصحابه * خليفة مضجعه البربط وذلك أن إبراهيم بن المهدي كان مولعا بضرب العود منهمكا في الشرب، فلما بلغ المأمون خبر إبراهيم أن الفضل بن سهل أخطأ عليه وأشار بغير الصواب فخرج من مرو منصرفا إلى العراق واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله غالب خال المأمون في حمام بسرخس مغافصة في شعبان سنة ثلث ومأتين، واحتال المأمون علي علي بن موسى الرضا عليه السلام حتى سم في علة كانت أصابته فمات وأمر بدفنه بسناباذ من طوس بجنب قبر هرون الرشيد، وذلك في صفر سنة ثلث ومأتين وكان ابن اثنتين وخمسين سنة. وقيل: ابن خمس وخمسين سنة هذا ما حكاه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه، والصحيح عندي أن المأمون إنما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وإن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لأمره، لأنه كان من صنايع آل برمك ومبلغ سن الرضا تسع وأربعون سنة وستة أشهر، وكانت وفاته في سنة ثلت ومأتين كما قد اسندته في هذا الكتاب (1). عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا معوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، قال لي المأمون يوما: يا با الحسن انظر بعض من تثق به نوليه هذه البلدان التي قد فسدت علينا. فقلت له تفى لى واوافي لك فإني إنما دخلت فيما دخلت على أن لا آمر فيه ولا أنهى ولا أعزل ولا أولى ولا أشير حتى يقدمني الله قبلك فو الله إن الخلافة لشئ ما (1) عيون الاخبار: 2 - 165.
[93]
حدثت به نفسي، ولقد كنت بالمدينة أتردد في طرقها على دابتي وأن أهلها وغيرهم يسئلوني الحوائج، فاقضيها لهم فيصيرون كالأعمام لي وأن كتبي لنافذة في الأمصار، وما زدتني من نعمة هي على من ربي فقال له: أفي لك (1). عنه قال: وروي أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله جئتك في سر فاخل لي المجلس، فأخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق وما لا كفارة له وقالا له: إنما جئناك لنقول كلمة حق وصدق: وقد علمنا أن الإمرة إمرتكم والحق حقكم يا بن رسول الله والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمايرنا وإلا ينعتق ما نملك والنساء طوالق وعلى ثلاثون حجة راجعا أنا على أن نقتل المأمون ونخلص لك الأمر حتى يرجع الحق إليك. فلم يسمع منها وشتمهما ولعنهما، قال: لهما: كفرتما النعمة فلا تكنون لكما السلامة ولا لي أن رضيت بما قلتما، فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنهما أخطئا فقصد المأمون بعد أن قالا للرضا عليه السلام أردنا بما فعلنا أن نجر بك. فقال لهما الرضا عليه السلام: كذبتما فان قلوبكما على ما أخبرتماني به إلا أنكما لم تجداني كما أردتما فلما دخلا على المأمون، قالا: يا أمير المؤمنين إنا قصدنا الرضا عليه السلام وجر بناه وأردنا أن نقف ما يضمره لك، فقلنا: وقال فقال المأمون وفقتما، فلما خرجا من عند المأمون قصده الرضا عليه السلام وأخليا المجلس وأعلمه ما قالا وأمره أن يحفظ نفسه فلما سمع ذلك من الرضا عليه السلام علم أن الرضا عليه السلام هو الصادق (2). عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن القسم المفسر - رضي الله عنه - قال حدثنا (1) المصدر: 2 - 166. (2) عيون الاخبار: 2 - 167.
[94]
يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما عن الحسن بن علي العسكري عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام، أن الرضا علي بن موسى عليهما السلام لما جعله المأمون ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا يقولون انظروا لما جاءنا علي بن موسى عليه السلام وصار ولي عهدنا، فحبس الله عنا المطر واتصل ذلك بالمأمون، فاشتد عليه فقال للرضا عليه السلام: قد احتبس المطر، فلو دعوت الله عز وجل أن يمطر الناس. فقال الرضا عليه السلام: نعم، قال: فمتى تفعل ذلك، وكان ذلك يوم الجمعة، قال: يوم الإثنين، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاني البارحة في منامي أمير المؤمنين علي عليه السلام، وقال: يا بني انتظر يوم الإثنين فأبرز إلى الصحراء واستسق، فإن الله تعالى سيسقيهم وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون من حالهم ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك عز وجل. فلما كان يوم الإثنين غدا إلى الصحران وخرج الخلايق ينظرون، فصعد المبنر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت فتوسلوا بنا كما أمرت وأملوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك، فأسقهم سقيا نافعا عاما غير رايث ولا ضائر وليكن ابتداء، مطرهم بعد إنصرافه من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم. قال: فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم و أرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر، فقال الرضا عليه السلام على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم إ إنما هو لأهل بلد كذا. فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا. فقال: على رسلكم، فما هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتى
[95]
جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول علي بن موسى الرضا عليه السلام في كل واحدة ؟ على رسلكم، ليست هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا، ثم أقبلت سحابة حادية عشر. فقال: أيها الناس هذه سحابة بعثها الله عز وجل لكم فاشكر والله على تفضله عليكم وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم فانها مسامة لكم ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى و جلالة ونزل عن المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة عمسكة إلى أن قربوا من منازلهم. ثم جاءت بوابل المطر، فملئت الأدوية والحياظ والغدران والفلوات، فجعل الناس يقولون: هنيئا لولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كرامات الله عز وجل ثم برز إليهم الرضا عليه السلام وحضرت الجماعة الكثيرة منهم. فقال: يا أيها الناس اتقوا الله في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه، وأعلموا أنكم لا تشكرون الله تعالى بشئ بعد الإيمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنان ربهم فان من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك وتعالى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ذلك قولا ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله عليه فيه إن تأمله وعمل عليه، قيل يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل قد نجى ولا يختم الله عمله إلا بالحسنى، سيمحوا الله عنه السيئات ويبدلهما من حسنات إنه كان يمر مرة في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر، فسترها عليه ولم يخبرها بها مخافة أن يخجل. ثم إن ذلك المؤمن عرفه في هواه فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المأب ولانا قشك في الحساب، فاستجاب الله له فيه فهذا العبد لا يختم الله له إلا بخير
[96]
بدعاء ذلك المؤمن فاتصل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الرجل، فتاب وأناب وأقبل علي طاعة الله عز وجل، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة. فوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم قال الإمام محمد بن موسى عليه السلام: وعظم الله تبارك وتعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السلام، وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو ولي عهد من دون الرضا عليه السلام وحساد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه السلام. فقال للمأمون بعض أولئك يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي لقد أعنت على نفسك وأهلك. جئت بهذا الساحر ولد السحرة وقد كان خاملا، فأظهرته ومتضعا فرفعته ومنسيا فذكرت به، ومستخفا فنوهت به قد ملاء الدنيا مخرقة وتشوقا بهذا المطر الوارد عند دعائه ما أخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العباس إلى ولد على بل ما أخوفني أن يتوصل بسحره إلى إزالة نعمتك والتواثب على مملكتك هل جنى أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك ؟ فقال المأمون قد كان هذا الرجل مستترا عنا يدعوا إلى نفسه فأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به إنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير، وإن هذا الأمر لنا من دونه وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسده ويأتي علينا منه ما لا نطيقه. والآل فإذ قد فعلنا به ما فعلناه وأخطانا في أمره بما أخطانا وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره ولكنا نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتى نصوره عند الرعايا بصورة من لا يستحق لهذا الأمر، ثم ندبر
[97]
فيه بما يحسم عنا مواد بلائه. قال الرجل: يا أمير المؤمنين فولني مجادلته فإني أفحمه وأصحابه وأضع من قدره فلو لاهيبتك في نفسي لأنزلته منزلته وبينت للناس قصوره عما رشحته له: قال المأمون: ماشئ أحب إلى من هذا، قال: فاجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القواد والقضاة وخيار الفقهاء لأبين نقضه بحضرتهم، فيكون أخذا له عن محله الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك. قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيته في مجلس واسع قعد فيه لهم وأقعد الرضا عليه السلام بين يديه في مرتبته التي جعلها له فاتبدأ هذا الحاجب المتضمن للوضع من الرضا عليه السلام، وقال له: إن الناس قد أكثر واعنك الحكايات وأسرفوا في وصفك، بما أرى أنك إن وقفت عليه برئت إليهم منه. قال وذلك إنك قد دعوت الله في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية معجزة لك وأوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين أدام الله ملكه وبقائه ولا يوازي بأحد إلا رجح به، وقد أحلك المحل الذي قد عرفت، فليس من حقه عليك أن تسوغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذبونه. فقال الرضا عليه السلام: ما أدفع عباد الله عن التحدث بنعم الله علي وإن كنت لا أبغي أشر اولا بطرا وأما ما ذكرك صاحبك الذي أحلني ما أحلني، فما أحلني إلا المحل الذي أحله ملك مصر يوسف الصديق عليه السلام وكانت حالهما ما قد علمت. فغضب الحاجب عند ذلك وقال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله بمطر مقدر وقته لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها كأنك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما أخذ رؤس الطير بيده ودعا أعضائها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن بإذن الله تعالى. فإن كنت صادقا فيما توهم فأحى هذين وسلطهما على، فإن ذلك يكون حينئذ
[98]
آية معجزة، فأما المطر المعتاد مجيئه، فلست أنت أحق بأن يكون جاء بدعائك من غير الذي دعا كما دعوت، وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه وكانا متقابلين على المسند. فغضب علي بن موسى عليهما السلام وصاح بالصورتين دونكما الفاجر، فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا، فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين فتناولا الحاجب ورضاه ورضضاه وهشماه وأكلاه ولحسادمه والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما فرغا منه أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا: يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا، نفعل بهذا أنفعل به ما فعلنا بهذا يشيران إلى المأمون فغشي على المأمون مما سمع منها. فقال الرضا عليه السلام: قفا: فوقفا، قال الرضا عليه السلام: صبوا عليه ماؤ ورد وطيبوه ففعل ذلك به وعاد الأسدان يقولان: أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه قال: لا، فإن لله عز وجل فيه تدبيرا هو ممضيه. فقالا: ماذا تأمرنا ؟ قال عودا إلى مقر كما كما كنتما، فصارا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن مهران - يعنى الرجل المفترس - ثم قال للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله هذا الأمر لجدكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك. فقال الرضا عليه السلام لو شئت لما ناظرتك، ولم أسألك، فإن الله تعالى قد أعطاني من طاعة ساير خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلا جهال بني آدم، فإنهم وإن خسروا حظوظهم فلله عز وجل فيه تدبير وقد أمرني بترك الاعتراض عليك و إظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر قال: فما زال المأمون ضئيلا في نفسه إلى أن قضى في علي بن موسى الرضا عليه السلام ما قضى (1). (1) عيون الاخبار: 2 - 167.
[99]
عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني. رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الله بن محمد الهاشمي قال: دخلت على المأمون يوما فأجلسني وأخرج من كان عنده ثم دعا بالطعام فطعمنا، ثم طيبنا ثم أمر بستارة فضربت ثم أقبل على بعض من كان في الستارة فقال بالله لمارثيت لنا من بطوس فأخذت يقول: سقيا بطوس ومن أضحى بها قطنا * من عترة المصطفى أبقالنا حزنا قال: ثم بكى وقال لي: يا عبد الله أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك أن نصبت أبا الحسن الرضا عليه السلام علما فو الله لاحدثك بحديث تتعجب منه، جئته يوما فقلت له: جعلت فداك إن آبائك موسى بن جفعر وجعفر بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن الحسين عليهما السلام كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة وأنت وصي القوم ووارثهم و عندك علمهم وقد بدت لي إليك حاجة. قال: هاتها فقلت هذه الزاهرية حظيتى ولا اقدم عليها من جواري قد حملت غير مرة وأسقطت وهي الآن حامل فدلني على ما نتعالج به فتسلم، فقال لا تخف من إسقاطها فإنها تسلم وتلد غلا ما أشبه الناس بامه، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمنى ليست بالمدلاة. فقلت في نفسي: أشهد أن الله على كل شئ قدير، فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بامه في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة على ما كان وصفه لي الرضا عليه السلام فمن يلومني على نصبي إياه علما و الحديث فيه - زياده حذفناها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). عنه قال: حدثنا أو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى (1) عيون الاخبار: 2 - 223.
[100]
الصولي، قال: حدثنا عون بن محمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عباد، قال: قال المأمون يوما للرضا عليه السلام: ندخل بغداد إنشاء الله تعالى فنفعل كذا وكذا فقال عليه السلام له: تدخل أنت بغداد يا أمير المؤمنين، فلما خلوت به، قلت له: إني سمعت شيئا غمني وذكرته له فقال يا حسين وما أنا وبغداد ؟ ! لا أرى بغداد ولا تراني (1). الكراجكي قال: من أمالي شيخنا المفيد روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسى عليهما السلام فبيناهما يتسايران [سايران] إذ قال له المأمون يا أبا الحسن إني فكرت في شئ فسنح لى الفكر الصواب فيه، فكرت في أمرنا وأمركم ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية. فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت، فقال المأمون لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه، قال الرضا عليه السلام: انشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فخرج علينا من وراء أكمة من هذا الآكام فخطب إليك بنتك لكنت مزوجه إياها. فقال: يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الرضا عليه السلام: أفتراه كان يحل له أن يخطب ابني قال فسكت المأمون هنيئة ثم قال: أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحما (2). قال ابن شهر اشوب: خرج الفضل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى عليهما السلام وأنه قد ولاه وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في يوم الخميس على أن يأخذوا أرزاق سنة فلما كان ذلك اليوم جلس المأمون والرضا عليه السلام في الخضرة ثم أمر إبنه العباس بن المأمون يبايع له أول الناس. (1) عيون الاخبار: 2 - 224. (2) كنز الفوائد: 166.
[101]
فدفع الرضا عليه السلام يده فتلقا وجه نفسه وببطنها وجوههم، فقال المأمون ابسط يدك للبيعة فقال عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم، ووضعت البدر وجعل أبو عباد يدعو بعلوى وعباسي فيقبضون جوائزهم. فخطب عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة فقال في الدعاء له: ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن على بن الحسين بن علي بن أبى طالب. ستة آباؤهم من هم * أفضل من يشرب صوب الغمام فأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها إسم الرضا وهى الدراهم المعروفة بالرضوية، ونظر الرضا عليه السلام إلي ولي له وهو مستبشر بما جرى فأومى إليه ان دن فدنا منه فقال سرا: لا تشتغل قلبك بهذا الأمر ولا تستبشر فإنه شئ لا يتم فسمع منه وقد رفع يده إلى السماء وقال: اللهم إنك تعلم أني مكره مضطر فلا تؤأخذني كما لم توأخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إلى ولاية مصر (1). عنه قال: وحديث الريان بن شبيب إنه لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين وللرضا عليه السلام بولاية العهد وللفضل بن سهل بالوزارة أذن للناس فدخلوا يبايعون يصفقون أيمانهم على أيمانهم من أعلى الأيمان إلى الخنصر ويخرجون حتى بايع فتى في آخر الناس من اولاد الأنصار، فصفق يمينيه من الخنصر إلى أعلى الإبهام. فتبسم الرضا عليه السلام، ثم قال للمأمون: كل من بايعنا يفسخ البيعة من عقدها غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها، قال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها، قال: عقد البيعة من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام وفسخها من أعلى الإبهام إلي الخنصر فأمر المأمون (1) مناقب ال ابى طالب: 2 - 399.
[102]
بإعادة الناس إلى البيعة، فقالوا: كيف يستحق البيعة والإمامة وهو لا يعرف عقد البيعة إن من علم أولى بهذا ممن لا يعلم (1). قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى أثابه الله: وفي سنة سبعين وستمأة وصل من مشهده الشريف عليه السلام أحد قوامه ومعه العهد الذي كتبه المأمون بخط يده وبين سطوره وفي ظهره بخط الإمام عليه السلام وما هو مسطور فقبلت مواقع أقلامه، وسرحت طرفي رياض كلامه وعددت الوقوف عليه من منن الله وإنعامه ونقلته حرفا فحرفا وهو بخط لمأمون: بسم الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده. أما بعد، فإن الله عز وجل اصطفى الإسلام دينا، واصطفى له من عباده رسلا، دالين عليه وهادين إليه يبشر أولهم بآخرهم، ويصدق تاليهم ما ضيهم. حتى انتهت نبوة الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم على فترة من الرسل. ودروس من العلم، وانقطاع من الوحي، واقتراب من الساعة، فختم الله به النبيين، وجعله شاهدا لهم، و مهيمنا عليهم. وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، بما أحل وحرم ووعدو أوعد، وحذر وأنذر، وأمر به ونهى عنه. لتكون له الحجة البالغة على خلقه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله لسميع عليم، فبلغ عن الله رسالته، ودعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ثم بالجهاد والغلظة حتى قبضه الله إليه واختاره له ما (1) مناقب ال ابى طالب: 2 - 404.
[103]
عنده صلى الله عليه وآله وسلم فلما انقضت النبوة وختم الله بمحمد صلى الله عليه واله الوحى والرسالة جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين بالخلافة وإتمامها وعزها، والقيام بحق الله فيها بالطاعة التي بها يقام فرايض الله وحدوده وشرايع الإسلام وسننه ويجاهد بها عدوه. فعلى خلفاء الله طاعته فيما استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله وأمن السبيل وحقن الدماء وصلاح ذات البين وجمع الألفة، وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين واختلافهم واختلاف ملتهم، وقهر دينهم واستعلاء عدوهم، وتفرق الكلمة وخسران الدنيا و الآخرة. فحق من استخلفه في أرضه، وائتمنه على خلقه، أن يجهد لله نفسه ويؤثر ما فيه رضا الله وطاعته، ويعتد لما الله موافقه عليه ومسائله عنه، ويحكم بالعدل، فيما حمله الله وقلده، فإن الله عز وجل يقول لنبيه داود عليه السلام (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فأحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب). وقال الله عز وجل (فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون) وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال: لو ضاعت سخلة بشاطئي الفرات لتخوفت أن يسألني الله عنها، وأيم الله المسؤول عن خاصة نفسه الموقوف على عمله فيما بينه وبين الله ليعرض على أمر كبير وعلى خطر عظيم، فكيف بالمسؤول عن رعاية الأمة، وبالله الثقة وإليه المفزع والرغبه في التوفيق والعصمة، والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة، والفوز من الله بالرضوان والرحمة. وأنظر الامة لنفسه، وأنصحهم لله في دينه وعباده من خلايقه في أرضه من عمل بطاعة الله وكتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله في مدة أيامه وبعدها، وأجهد رأيه ونظره
[104]
فيمن يوليه عهده ويختاره لإمامة المسلمين ورعايتهم بعده وينصبه علما لهم ومفزعا في جمع ألفتهم ولم شعثهم وحقن دمائهم، والأمن بإذن الله من فرقتهم وفساد ذات بينهم واختلافهم، ودفع نزع الشيطان وكيده عنهم. فإن الله عز وجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام، وكماله وعزه وصلاح أهله، وألهم خلفاءه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم، عظمت به النعمة، وشملت فيه العافية، ونقض الله بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة، والسعى في الفرقة. والتربص للفتنه، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها، وثقل محملها وشدة مؤنتها، وما يجب على من تقلدها، من ارتباط طاعة الله ومراقبته فيما حمله منها. فأنصب بدنه، وأسهر عينه، وأطال فكره، فيما فيه عز الدين، وقمع المشركين وصلاح الأمة، ونشر العدل، وإقامة الكتاب والسنة، ومنعه ذلك من الخفص والدعة، ومهنؤ العيش علما بما الله سائله عنه، ومحبة أن يلقى الله مناصحا له في دينه وعباده، ومختار الولاية عهده ورعاية الامة من بعده أفضل من يقدر عليه في ورعه ودينه وعلمه. وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقه، مناجيا لله تعالى باستخارة في ذلك ومسألته إلهامه ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره، معملا في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن العباس وعلي بن أبي طالب فكره ونظره، مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة عمن خفي عليه أمره جهده وطاقته حتى استقصى امورهم معرفة، وابتلى أخبارهم مشاهدة، واستبرى أحوالهم معاينة، وكشف ما عندهم مسائلة. فكانت خبرته بعد استخارته لله واجتهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في البيتين جميعا: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما
[105]
رأى فضله البارع، وعلمه الناصع وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطية، و الألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة. ولما يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا فعقد له بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخبرة الله في ذلك إذ علم الله أنه فعله إيثارا له وللدين، ونظرا للإسلام والمسلمين، وطلبا للسلامة وثبات الحق (الحجة) والنجاة في يوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين. ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه، فبايعوا مسرعين مسرورين، عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ممن هو أشبك منه رحما وأقرب قرابة، وسماه الرضا إذ كان رضا عند أمير المؤمنين فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده وعامة المسلمين لأمير المؤمنين وللرضا من بعد علي بن موسى على اسم الله وبركته، و حسن قضائه لدينه وعباده، بيعة مبسوطة إليها أيديكم منشرحة لها صدوركم. عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها، وآثر طاعة الله والنظر لنفسه ولكم فيها شاكرين لله علي ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقه في رعايتكم، وحرصه على رشدكم وصلاحكم راجين عايدة ذلك في جمع ألفتكم، وحقن دمائكم ولم شعثكم، وسد ثغوركم، وقوة دينكم ووقم عدوكم، واستقامة اموركم، وسارعوا إلى طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين فإنه الأمن، إن سارعتم إليه وحمدتم الله عليه عرفتم الحظ فيه إنشاء الله، وكتب بيده في يوم الإثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين صورة ما كان على ظهر العهد بخط الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه يعلم
[106]
خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وصلاته على نبيه محمد خاتم النبيين وآله الطبيين الطاهرين. أقول وأنا علي بن موسى الرضا بن جعفر: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد، عرف من حقنا ما جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت، و آمن نفوسا فزعت، بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذا افتقرت، مبتغيا رضى رب العالمين، لا يريد جزاء من غيره، وسيجزى الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين. وإنه جعل إلي عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده، فمن حل عقدة أمر الله بشدها وفصم عروة أحب الله إيثاقها، فقد أباح حريمه وأحل محرمه، إذ كان بذلك زاريا على الإمام، منتهكا حرمة الإسلام، بذلك جرى السالف، فصبر منه على الفلتات، ولم يعترض بعدها على العزمات، خوفا من شتات الدين، واضطراب حبل المسلمين ولقرب أمر الجاهلية ورصد فرصة تنتهز، وبايقة تبتدر. وقد جعلت لله على نفسي إن استرعا في أمر المسلمين وقلدني خلافته أن أعمل فيهم عامة، وفي بني العباس خاصة. بطاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن لا أسفك دما حرما، ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدود الله، وأباحته فرايض وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسألني الله عنه، عز وجل يقول (واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا). وإن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للغير مستحقا، وللنكال متعرضا، و أعوذ بالله من سخطه، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافيته لي وللمسلمين، والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك، وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضى بالحق وهو خير الفاصلين. لكني امتثلث أمير المؤمنين، وآثرت رضاه والله يعصمني وإياه وأشهدت الله
[107]
على نفسي بذلك وكفى بالله شهيدا وكتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه والفضل بن سهل بن الفضل، ويحيى بن أكثم، وعبد الله بن طاهر، و ثمامة بن أشرس، وبشر بن المعتمر وحماد بن النعمان في شهر رمضان سنة إحدى ومأتين. الشهود على الجانب الأيمن: شهد يحيى بن أكثم على مضمون هذا المكتوب ظهره وبطنه، وهو يسأل الله أن يتشرف أمير المؤمنين وكافة المسلمين ببركة هذا العهد والميثاق، وكتب بخطه في التاريخ المبين فيه، عبد الله بن طاهر بن الحسين أثبت شهادته فيه بتاريخه، شهد حماد بن النعمان، بمضمونه ظهره وبطنه، كتب بيده في تاريخه بشر بن المعتمر، يشهد بمثل. ذلك الشهود على الجانب الأيسر رسم أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قرأه هذا الصحيفة التي هي صحيفة الميثاق نرجو أن يجوز بها الصراط طهرها وبطنها بحرم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الروضة والمنبر على رؤس الأشهاد بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم وساير الأولياء والأجناد، بعد استيفاء شروط البيعة عليهم، بما أوجب أمير المؤمنين الحجة على جميع المسلمين ولتبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين، وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه وكتب فضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه (1). قال اليعقوبي: وأشخص المأمون الرضا علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام من المدينة إلى خراسان وكان رسوله إليه رجاء بن أبي الضحاك قرابة الفضل بن سهل، فقدم بغداد ثم أخذ به على طريق ماه البصرة حتى صار إلى مرو، وبايع له المأمون بولاية العهد من بعده وكان ذلك يوم الإثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وألبس الناس الأخضر مكان السواد. (1) كشف الغمة: 3 - 172 - 179.
[108]
وكتب بذلك إلى الآفاق، وأخذت البيعة للرضا ودعي له على المنابر، وضربت الدنانير والدراهم باسمه، ولم يبق أحد إلا لبس الخضرة إلا إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي، فإنه كان عاملا للمأمون على البصرة، فامتنع من لبس الخضرة، وقال: هذا نقض لله وله، وأظهر الخلع، فوجه إليه المأمون عيسى بن يزيد الجلودي، فلما أشرف على البصرة هرب إسماعيل من غير حرب ولا قتال. ودخل الجلودي البصرة فأقام بها، وصار إسماعيل الى الحسن بن سهل فحبسه وكتب في أمره إلى المأمون، فكتب بحمله إلى مرو، فحمل فلما صار بالقرب من مرو أمر المأمون أن يرد إلى جرجان فليحبس بها فأقام بجرجان محبوسا ممنوعا منه ثم رضي عنه بعد حين. ووجه ببيعة الرضا عليه السلام مع عيسى الجلودي إلى مكة، وإبراهيم بن موسى ابن: جعفر بها مقيم، وقد استقامت له غير أنه يدعو إلى المأمون، فقدم الجلودي ومعه الخضرة وبيعة الرضا، فخرج إبراهيم فتلقاه وبايع الناس الرضا بمكة ولبسوا الأخضر (1). قال العطاردي: قد ذكرنا في باب إشخاصه عليه السلام من المدينة إلى خراسان إن الإمام الرضا صلوات الله عليه لم يدخل بغداد، وإنما رحل عن القادسية من طريق النباج إلى البصرة ولم يدخل الكوفة ولا بغداد، وتفرد بهذا القول اليعقوبي ولم يقل به أحد من المؤرخين والمحدثين ووأصحاب التراجم. والله أعلم. قال الطبري في حوادث سنة مائتين: وفي هذه السنة وجه المأمون رجاء بن أبي الضحاك وفرناس الخادم لإشخاص علي بن موسى بن جفعر بن محمد، ومحمد بن جعفر. وقال في حوادث سنة إحدى ومائتين: وفي هذه السنة جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولي عهد المسلمين والخليفة من (1) تاريخ اليعقوبي: 3 - 183.
[109]
بعده، وسماه الرضا من آل محمد عليهم السلام وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق. قال: إني عيسى بن محمد بن خالد، بينما هو فيما هو فيه من عرض أصحابه بعد منصرفه من عسكره إلى بغداد، أن ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر بن محمد ولي عهده من بعده، وذلك إنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه. وأنه سماه الرضا من آل محمد، وأمره بطرح لبس الثياب السود، ولبس ثياب الخضرة. وذلك يوم الثلاثاء ليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد، وبني هاشم بالبيعة له، وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فلما أتى عيسى الخبر دعا أهل بغداد إلى ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدرك الغلة. فقال بعضهم: نبايع ونلبس الخضرة، وقال بعضهم: لا نبايع ولانلبس الخضرة ولا نخرج هذا الامر من ولد العباس وإنما هذا دسيس من الفضل بن سهل فمكثوا بذلك أياما وغضب ولد العباس من ذلك، واجتمع بعضهم إلى بعض، وتكلموا فيه، وقال: نولي بعضنا ونخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له ابراهيم ومنصور إبنا المهدي (1). قال ابن الاثير: جعل المأمون: جعل المأمون على بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده، ولقبه الرضا من آل محمد عليهم السلام وأمر جنده بطرح السواد ولبس الثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق وكتب (1) تاريخ الطبري: 11 - 1012.
[110]
الحسن بن سهل إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد بعد عوده إلى بغداد، يعلمه أن المأمون قد جعل علي بن موسى ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بني علي فلم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه وأنه سماه الرضا من آل محمد عليهم السلام. وأمر بطرح السواد ولبس الخضرة، وذا الليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وأمر محمدا أن يأمر من عنده من أصحابه والجند والقواد وبنى هاشم بالبيعة له ولبس الخضرة، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فدعاهم محمد إلى ذلك فأجاب بعضهم وامتنع بعضهم وقال: لا تخرج الخلافة من ولد العباس، وإنما هذا من الفضل بن سهل فمكثوا كذلك أياما تكلم بعضهم وقالوا: نولي بعضنا، ونخلع المأمون، فكان أشدهم فيه منصور وإبراهيم ابنا المهدي (1). ثم قال: إن علي بن موسى الرضا أخبر المأمون بما الناس فيه من الفتنة و القتال مذ قتل الأمين، وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من أخبار، وإن أهل بيته والناس قد نقموا عليه أشياء، وإنهم يقولون: مسحور مجنون وإنهم قد بايعوا إبراهيم بن المهدي بالخلافة فقال له المأمون: لم يبايعوه بالخلافة إنما صيروه اميرا يقوم بامرهم على ما اخبر به الفضل، فأعلمه أنه الفضل قد كذبه وأن الحرب قائمة بين الحسن به سهل وإبراهيم والناس ينقمون عليك مكانه ومكان أخيه الفضل، ومكاني ومكان بيعتك لي من بعدك فقال: ومن يعلم هذا ؟ قال: يحى بن معاذ وعبد العزيز بن عمران وغيرهما من وجوه العسكر. فأمر بإدخالهم فدخلوا فسألهم مما أخبره به علي بن موسى ولم يخبروه حتى يجعل لهم الأمان من الفضل أن لا يتعرض إليهم، فضمن لهم ذلك وكتب لهم خطه به. فأخبره بالبيعة لإبراهيم بن المهدي، وأن أهل بغداد سموه الخليفة السني، وأنهم (1) كامل التواريخ: 5 - 183.
[111]
يتهمون المأمون بالرفض لمكان علي بن موسى منه، وأعلموه بما فيه الناس، وبما موه عليه الفضل من أمر هرثمة وإنما هرثمة جاءه لينضحه فقتله الفضل، وإن لم يتدارك أمره وإلا فخرجت الخلافة من يده. إن طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعته ما يعلمه، فأخرج من الأمر كله وجعل في زاوية من الأرض بالرقة لا يستعان به في شئ حتى ضعف أمره وشغب عليه جنده وأنه لو كان ببغداد لضبط الملك، وإن الدنيا قد تفتقت من أقطارها، وسألوا المأمون الخروج إلى بغداد، فإن أهلها لو رأوك لأطاعوك، فلما تحقق ذلك أمر بالرحيل، فعلم الفضل بالحال فبغتهم حتى ضرب بعضهم وحبس بعضهم، ونتف لحى بعضهم، فقال علي بن موسى للمأمون في أمرهم فقال: أنا أداري (1). قال شهاب الدين النويري: قيل اتي المأمون برجل يريد أن يقتله وعلي ابن موسى الرضا جالس، فقال: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال: أقول: إن الله تعالى لا يزيدك بحسن العفو إلا عزا، فعفا عنه، وكان المأمون مؤثرا للعفو كأنه غريزة له، وهو الذي يقول: لقد حبب إلى العفو حتى أني أظن أني لا أثاب عليه وأحضر إلى المأمون رجل قد أذنب فقال له المأمون: أنت الذي فعلت كذا وكذا ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أنا الذي أسرف على نفسه، واتكل على عفوك فعفا عنه (2). قال السيوطي: وفي سنة إحدى ومائتين خلع المأمون أخاه المؤتمن من العهد وجعل ولي العهد من بعده علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، حمله على ذلك إفراطه في التشيع حتى قيل: إنه هم أن يخلع نفسه ويفوض الأمر إليه، وهو الذي لقبه الرضا وضرب الدراهم باسمه، وزوجه ابنته، وكتب إلى الآفاق بذلك، وأمر بترك السواد ولبس الخضرة، فاشتد ذلك على بني العباس جدا، (1) كامل التواريخ: 5 - 191 وتاريخ الطبري: 11 - 1025. (2) نهاية الارب: 6 - 60.
[112]
وخرجوا عليه وبايعوا إبراهيم بن المهدي ولقب المبارك. فجهز المأمون لقتاله، وجرت أمور وحروب، وسار المأمون إلى نحو العراق فلم ينشب على الرضا أن مات في سنة ثلاث، فكتب المأمون: إلى أهل بغداد يعلمهم أنهم ما نقموا عليه إلا بيعته لعلي وقد مات، فردوا جوابه أغلظ جواب، فسار المأمون وبلغ إبراهيم بن المهدي تسلل الناس من عهده، فاختفى في ذي الجنة، فكانت أيامه سنتين إلا أياما وبقي في اختفائه مدة ثمان سنين، ووصل المأمون بغداد في صفر سنة أربع، فكلمه العباسيون وغيرهم في العود إلى لبس السواد وترك الخضرة، فتوقف ثم أجاب إلى ذلك. وأسند الصولي: إن بعض آل بيته قال: إنك على بر أولاد علي بن أبي طالب والأمر فيك أقدر منك على برهم والأمر فيهم، فقال: إنما فعلت ما فعلت، لأن أبا بكر لما ولي لم يول أحدا من بني هاشم شيئا، ثم عمر، ثم عثمان كذلك، ثم ولي علي، فولي عبد الله بن عباس البصرة، وعبيد الله اليمن، ومعبدا مكة، وقثم البحرين، وما ترك أحدا منهم حتى ولاه شيئا، فكانت هذه [منة] في أعناقنا حتى كافأته في ولده بما فعلت (1). قال ابن الجوزي: حكى الصولي: أن المأمون لما بايع علي بن موسى أجلسه إلى جانبه، فقام العباسي الخطيب، فتكلم، فأحسن فأنشد: لابد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شمس وهذا ذلك القمر قال علماء السير: فلما فعل المأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من الخلافة، وولوا إبراهيم بن المهدي والمأمون بمرو، وتفرقت قلوب شيعة بني العباس عنه، فقال له علي بن موسى: يا أمير المؤمنين النصح لك واجب والغش لا يحل لمؤمن، إن العامة تكره ما فعلت منى، والخاصة تكره الفضل بن سهل، (1) تاريخ الخلفاء. 307.
[113]
فالرأى أن تنحينا عنك حتى يستقيم لك الخاصة والعامة فيستقيم أمرك، ثم أتى بغداد فدخلها في صفر سنة أربع ومائتين، ولباسه ولباس أصحابه جميعا الخضرة وكذا أعلامهم، وكان قد بعث المأمون الحسن بن سهل إلى بغداد فهزمهم واختفى إبراهيم بن المهدي ونزل المأمون بقصر الرصافة. قال الصولي فاجتمع بنو العباس إلى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله ابن عباس، وكانت في القعددو السؤدد، مثل المنصور. فسألوها أن تدخل على المأمون وتسأله الرجوع إلى لبس السواد وترك الخضرة والإضراب مثل ما كان عليه لأنه عزم بعد موت علي بن موسى أن يعهد إلى محمد بن علي بن موسى الرضا، وإنما منعه من ذلك شغب بني العباس عليه، لأنه كان قد أصر على ذلك حتى دخلت عليه زينب. فلما دخلت عليه قام ورحب بها وأكرمها، فقالت له: يا أمير المؤمنين إنك على بر أهلك من ولد أبي طالب، والأمر في يدك أقدر منك على برهم والأمر في يد غيرك، أو في أيديهم فدع لباس الخضرة وعد إلى لباس أهلك، ولا تطمعن أحدا فيما كان منك، فعجب المأمون كلامها، وقال لها والله يا عمة ما كلمني أحد بكلام أوقع من كلامك في قلبي، ولا أقصد لما أردت وأنا أحاكمهم إلى عقلك. فقالت: وما ذاك ؟ فقال: ألست تعلمي أن أبا بكر ولي الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يول أحدا من بنى هاشم شيئا قالت: بلى، قال: ثم ولي عمر فكان كذلك، ثم ولي عثمان فأقبل على أهله من بني عبد الشمس فولاهم الأمصار ولم يول أحدا من بنى هاشم، ثم ولي علي عليها لسلام فأقبل علي بني هاشم فولى عبد الله بن عباس البصرة، وعبيد الله اليمن، وولى معبدا مكة، وولى قثم بن العباس البحرين، وما ترك أحدا ممن ينتمي إلى العباس إلا ولاه، فكانت له هذه في أعناقنا فكافأته في ولده بما فعلت.
[114]
قالت: لله درك يا بني، ولكن المصلحة لبني عمك من ولد أبي طالب ما قلت لك، فقال: ما يكون إلا ما تحبون، ثم فكر في أمره وولاية محمد بن علي العهد، فرأي أن القواعد تنخرم عليه، وربما خرج الأمر من يد بنى العباس وبنى علي لسبب الاختلاف، وإن في الأرض بقايا من بني أمية، فربما وجدوا الفرصة في تفريق الكلمة، وإثارة الفتنة، فجلس لبنى العباس وجمعهم ودعى بحلة سوداء فلبسها وترك الخضرة، ولبس الناس كذلك، فلم تلبس الخضرة ببغداد سوى ثمانية أيام. (1) قال الحافظ القندزي: (2) ذكرا بن مسكوية صاحب التاريخ في كتابه نديم الفريد: إن المأمون كتب الى بنى العباس ولفظه: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم أما بعد إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على فترة من الرسل، وكان أول من آمن به خديجة بنت خويد، ثم آمن به علي بن أبى طالب وله سبع سنين لم يكفر بالله شيئا ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم، وأبوه أبو طالب فإنه كفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحبه ورباه، ولم يزل مدافعا عنه ما يؤذيه ومانعا منه. فلما قبض حكم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القوم ليقتلوه، فهاجر إلى المدينة إلى القوم الأنصار، ولم يقم معه صلى الله لعيه وآله أحد كقيام علي بن أبي طالب، فإنه وقاه بنفسه. ونام في مضجعه، ولا يولى على جيش إلا تأمر على الجيش، ولا تأمر عليه أحدا، وهو أشدهم وطأة على المشركين، وأعظمهم جهادا في الله، وأفقههم في دين الله، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم وفاتح خيبر وقاتل عمرو بن عبدود. وأخو النبي صلى الله عليه وآله حين آخا بينا لمسلمين وهو صاحب الآية (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) هو ابن رسول الله صلى الله عليه واله لما كفله (1) تذكرة الخواص: 200. (2) قندز معرب (كهن دژ) بلد بطخارستان بين بلخ وبدخشان بينه وبين نهر جيحون نحو فرسخين وقد وردته عام 1387 وأقمت به أياما.
[115]
ورباه، وهو نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم المباهلة، وإن الله تعالى قال (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) والله جمع المناقب والآيات المادحة فيه. ثم نحن وبنو علي كنا يدا واحدة حتى قضى الله الأمر إلينا ضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بنى امية إياهم، هيهات إنه من يعمل مثقال ذرة شرا يره هيهات ما لكم إلا السيف، يأتيكم الحسيني الثائر فيحصدكم حصدا، ويحصدا السفياني المرغم القائم المهدي يحقن دمائكم، وأنا أردت البيعة لعلي بن موسى الرضا إرادة أن أكون الحاقن لدمائكم باستدامة المودة بيننا وبينهم، وأرجو بها قطع الصراط والأمن والنجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر. ولا أظن عملا أزكى عندي من البيعة لعلي الرضا، وقولكم إنئ سفهت آبائكم، وأحلام أسلافكم فكذلك قال مشركوا قريش: (إن وجدنا أبائنا على امة و إنا على آثار هم مقتدون) ويلكم إن الدين لا يؤخذ من الآباء وإنما يؤخذ من الأمناء، ولعمري فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد، ولا قوة لأمير المؤمنين إلا بالله وعليه توكلت وهو حسبي. (1) قال المسعودي: وكان من أمر المأمون وإظهاره ومناظرته للناس و دعوته إلى هذا الدين القيم ما رواه الناس وما عزم عليه من نقل ا لأمر إلى الرضا ثم كتب إليه بذلك وسأله القدوم إليه ليعقد له الأمر فامتنع عليه ثم كاتبه في الخروج وأقسم عليه. قال: فروي أن المأمون استقبله، وأعظمه، وأكرمه، وأظهر فضله وإجلاله وناظر فيما عزم عليه في أمره، فقال له: إن هذا أمر ليس بكائن فينا، إلا أن يملك أكثر من عشرين رجلا بعد خروج السفياني، فألح عليه فامتنع، ثم أقسم فأبر قسمه بأن (1) ينابيع المودة، 580.
[116]
يعقد له الأمر بعده وجلس مع المأمون للبيعة. (1) قال كمال الدين بن طلحة: قد تقدم القول في أمير المؤمنين علي وزين العابدين وجاء هذا علي الرضا ثالثها، ومن أمعن النظر والفكرة وجد في الحقيقة وارثها فيحكم كونه ثالث العليين، نما إيمانه، وعلا شأنه وارتفع مكانه، واتسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته، وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته، وعقد عليه على رؤس الأشهاد عقد نكاح ابنته. كانت مناقبه علية، وصفاته سنية، ومكارمه حاتمية نبوية، وشنشنته أخزمية وأخلاقه عربية ونفسه الشريفة هاشمية، وارومته الكريمة، فمهما عد من مزاياه كان عليه السلام أعظم منه، ومهما فصل من مناقبه كان أعلا رتبة منه، وأما مناقبه وصفاته فما خصه الله تعالى به ويشهد له بعلو قدره وسمو شأنه وهو أنه لما جعله الخليفة المأمون ولى عهده، وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك وخافوا خروج الخلاة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة، فحصل عندهم من الرضا نفورا وافرا (2). قال خليفة بن خياط في حوادث سنة إحدى ومائتين: فيها بايع المأمون لعلي بن موسى بن جفعر بالخلافة من بعده، وخلع القاسم بن هارون، وأمر بالسواد فالقي ولبست الخضرة، وفيها أخرج الحسن بن سهل من بغداد وبويع إبراهيم بن المهدي وأمه شكلة ببغداد، واخذت له الكوفة وعامة السواد (3) قال ابن كثير: وفيها بايع المأمون لعلي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أن يكون ولي العهد من بعده (1) اثبات الصية: 204 - 205 (2) مطالب السئول: 85. (3) تاريخ خليفة بن خياط: 2 - 508.
[117]
وسماه الرضا من آل محمد، وطرح لبس السواد، وأمر بلبس الخضرة، فلبسها هو وجنده، وكتب بذلك إلى الآفاق والأقاليم، وكانت مبايعته له يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وذلك أن المأمون رأى أن عليا الرضا خير أهل البيت، وليس في بني العباس مثله في عمله ودينه، فجعله ولي عنده. (1) قال المسعودي: ووصل إلى المأمون أبو الحسن علي بن موسى الرضا وهو بمدينة مرو، فأنزله المأمون أحسن إنزال وأمر المأمون بجميع خواص الأولياء و أخبرهم أنه نظر في ولد العباس وولد علي رضي الله عنهم، فلم يجد في وقته أحدا أفضل ولا أحق بالأمر من علي بن موسى الرضا، فبايع له بولاية العهد وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وزوج محمد بن علي بن موسى الرضا بابنته ام الفضل. وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام وأظهر بدلا من ذلك الخضرة في اللباس والأعلام وغير ذلك (2). قال ابن حجر: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو الحسن الرضا روى عن أبيه وعبيد الله بن أرطاة ابن المنذر، روى عنه ابنه وأبو عثمان المازني النحوي وعلي بن علي الدعبلي وأيوب بن منصور النيسابوري وابو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي والمأمون بن الرشيد وعلي بن مهدي بن صدقة، له عنه نسخة وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف الغازى القزويني له عنه نسخة، وعامر بن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة وأبو جعفر محمد بن محمد بن حبان التمار وآخرون. قال أبو الحسن يحيى بن جعفر النسابة العلوي عقد له المأمون ولي عهد ولبس (1) البداية والنهاية: 10 - 247. (2) مروج الذهب: 3 - 441.
[118]
الناس الخضرة في أيامه، وقال المبرد عن أبي عثمان المازني: سئل علي بن موسى الرضا: يكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ قال: هو أعدل من ذلك، قال: يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال: هم أعجز من ذلك قيل: إنه مات في حدود سنة ثلاث و مائتين له عنده حديث في عبد السلام بن صالح. قلت: قال خليفة بن خياط والحسن بن علي بن بحر في آخر صفر سنة ثلاث وقال الحاكم في تاريخ نيسابور: أشخصه المأمون من المدينة إلى البصرة ثم إلى الأهواز ثم إلى فارس ثم إلى نيسابور إلى أن أخرجه إلى مرو وكان ما كان - يعني من قصة استخلافه. قال: وسمع علي بن موسى أباه وعمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق وعلي بن جعفر وعبد الرحمان بن أبى الموالي وغيرهم من أهل الحجاز وكان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة، روى عنه من أئمة الحديث آدم بن أبى أياس ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم، استشهد على بن موسى بسناباد من طوس... (1) بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث و مائتين وهو ابن تسعة وأربعين سنة وستة أشهر ثم حكى من طريق آخر أنه مات في صفر. قال: وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة وعديله أبي على الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا. (2) (1) كذا بياض في الاصل. (2) تهذيب التهذيب: 7 - 387.
[119]
قال الشيخ أبو زكريا الموصلي: قدم علي بن موسى على المأمون بمرو، فقال: نظرت في بني العباس وبني علي، فلم أجد أفضل من علي بن موسى، فعقد له بولاية العهد من بعده، وسماه الرضا، وألبس الناس الخضر، وطرح السواد، وأعطى الجند رزق سنة وذلك في شهر رمضان من سنة إحدى ومائتين (1). قال ابن الوردي: جعل المأمون علي الرضا بن موسى الكاظم ولي عهد المسلمين والخليفة بعده: ولقبه الرضا، وطرح السواد واستعمل الخضرة (2). قال ابن خلكان: أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين، وهو أحد الأئمة الاثنا عشر على اعتقاد الإمامية وكان المأمون قد زوجه ابنته ام حبيبة وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء وكان بمدينة مرو، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين الكبار والصغار. واستدعى عليا المذكور فأنزله أحسن منزلته، وجمع خواص الأولياء، وأخبرهم أنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد في وقته أحدا أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا، فبايعه وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام وذلك يوم الخميس لخمس خلون من المحرم سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث ومائتين (3). قال ابن تغرى بردي: جعل المأمون ولي عهده في الخلافة من بعده عليا الرضا ابن موسى الكاظم العلوي، وخلع أخاه القاسم من ولاية العهد، وترك لبس السواد ولبس الخضرة، وترك غالب شعار بني العباس أجداده، ومال إلى العلوية، فشق ذلك على بني العباس وعلى القواد (4). (1) تاريخ الموصل: 341. (2) تاريخ ابن الوردى: 1 - 318. (3) وفيات الاعيان: 2 - 432. (4) النجوم الزاهرة: 2 - 169.
[120]
قال ابن الطقطقي: كان المأمون قد فكر في حال الخلافة بعده، وأراد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمته - كذا زعم - فذكر أنه اعتبر أحوال أعيان البيتين، البيت العباسي والبيت العلوي، فلم ير فيها أصلح ولا أفضل، ولا أورع، ولا أدين من علي بن موسى الرضا عليه السلام، فعهد إليه وكتب بذلك كتابا بخطه وألزم الرضا عليه السلام بذلك، فامتنع ثم أجاب، ووضع خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه أني قد أجبت امتثالا للأمر، وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك، وشهد عليهما بذلك الشهود. وكان الفضل بن سهل وزير المأمون هو القائم بهذا الأمر والمحسن له، فبايع الناس لعلي بن موسى الرضا من بعد المأمون وسمي الرضا من آل محمد صلوات الله عليه، وأمر المأمون الناس بخلع لباسع السواد ولبس الخضرة، وكان هذا في خراسان فلما سمع العباسيون ببغداد فعل المأمون، من نقل الخلافة عن البيت العباسي إلى البيت العلوي، وتغيير لباس آبائه وأجداده بلباس الخضرة، أنكروا ذلك وخلعوا المأمون من الخلافة غضبا من فعله (1). قال أبو الفرج: أخبرني علي بن الحسين بن علي بن حمزة، عن عمه محمد بن علي بن حمزة العلوي، وأخبرني بأشياء منه أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسين العلوي وجمعت أخبارهم: أن المأمون وجه إلى جماعة من آل أبي طالب، فحملهم إليه من المدينة وفيهم علي بن موسى الرضا فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاؤه بهم. وكان المتولي لإشخاصهم المعروف بالجلودي من أهل خراسان، فقدم بهم على المأمون، فأنزلهم دارا، وأنزل علي بن موسى الرضا دارا، ووجه إلى الفضل بن سهل فأعلمه أنه يريد العقد له، وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على (1) الفخري: 176.
[121]
ذلك، واجتمعا بحضرته، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه، ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه. فقال له: إني عاهدت الله أن أخرجها إلى أفضل آل أبي طالب، إن ظفرت بالمخلوع، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل، فاجتمعا معه على ما أراد، فأرسلهما إلى علي بن موسى، فعرضا ذلك عليه، فأبى، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه، إلى أن قال له أحدهما: إن فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا وتهدداه، ثم قال له أحدهما: والله أمرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد. ثم دعا به المأمون، فخاطبه في ذلك فامتنع، فقال له قولا شبيها بالتهدد، ثم قال له: إن عمر جعل الشورى في ستة أحدهم جدك، وقال: من خالف فاضربوا عنقه، ولا بد من قبول ذلك، فأجابه علي بن موسى إلى ما التمس، ثم جلس المأمون في يوم الخميس، وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى وأنه ولاه عهده، وسماه الرضا، وأمرهم بلبس الخضرة، والعود لبيعة في الخميس الآخر، على أن يأخذ وارزق سنة. فلما كان ذلك اليوم ركب الناس من القواد والقضاة وغيرهم من الناس في الخضرة، وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه وأجلس الرضا عليهما في الخضرة، وعليه عمامة وسيف، ثم أمر ابنه العباس فبايع له أول الناس، فرفع الرضا يده، فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم. وفقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يبايع، فبايعه الناس ووضعت البدر، وقامت الخطباء والشعراء، فجعلوا يذكرون فضل علي بن موسى وما كان من المأمون في أمره، ثم دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس. ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد، فقال له الفضل بن سهل قم، فقام، فمشى حتى
[122]
قرب من المأمون ولم يقبل يده، ثم مضى، فأخذ جائزته، وناداه المأمون إرجع يا أبا جعفر إلى مجلسك، فرجع، ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي، فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال، ثم قال المأمون للرضا: قم فاخطب الناس وتكلم فيهم، فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله، ولكم علينا حق به، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم، ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس، وأمر المأمون فضربت له الدرهم وطبع عليها اسمه، وخطب للرضا عليه السلام في كل بلد بولاية العهد وقال عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء له: أللهم وأصلح ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام: ستة آباءهم ما هم * هم خير من يشرب صوب الغمام (1) قال اليافعي: الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاطم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد الائمة الاثنى عشر، أولي المناقب الذين انتسب الإمامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليه، وكان المأمون قد زوجه ابنته ام حبيبة، وجعله ولي عهده وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء وهو بمدينة مرو من بلاد خراسان. وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين كبير وصغير، واستدعى عليا المذكور، فأنزله أحسن منزل وجمع خواص الأولياء وأخبرهم أنه نظر في أولاد العباس، وأولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد أحدا في وقته أفضل ولا أحق بالخلافة من علي الرضا فبايعه (2). (1) مقاتل الطالبيين: 375. (2) مرآت الجنان: 2 - 11.
[123]
قال ابن عماد الحنبلي: علي بن موسى الرضا الإمام أبو الحسن الحسيني له مشهد كبير بطوس يزار، روى عن أبيه موسى الكاظم، عن جده جعفر بن محمد الصادق وهو أحد الائمة الاثني عشر، في اعتقاد الإمامية، ولد بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة، ومات بطوس وصلى عليه المأمون ودفنه بجنب أبيه الرشيد وكان موته بالحمة وقيل بالسم (1). (1) شذرات الذهب: 2 - 2 و 6.
[124]
* (باب) * * (شهادتة ومدة عمرة) * الصدوق قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق والحسين بن إبراهيم بن - أحمد بن هشام المودب وحمزة بن محمد بن أحمد العلوي وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد السلم بن صالح الهروي. وحدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان - رضي الله - عنه عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن عبد السلم بن صالح الهروي، قال: رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى عليه السلام يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه، فأمر محمد بن عمرو الطوسى صاحب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره فلما نظر إليه المأمون زبره واستخف به. فخرج أبو الحسن عليه السلام من عنده مغضبا وهو يدمدم بشفتيه ويقول وحق المصطفى والمرتضى والسيدة النساء لاستنزلن من حول الله عز وجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به بخاصته وعامته، ثم إنه عليه السلام انصرف الى مركزه واستحضر الميضاة وتوضأ وصلى ركعتين وقنت في الثانية. فقال: أللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة الواسعة والمنن المتتابعة والآ لآء التواليه والأيادي الجميلة والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع
[125]
وقدر فأحسن، وصوور فأتقن، واحتج فأبلغ فأسبغ وأعطى فأجزل. يا من سما في العزففات خواطف الأبصار ودنى في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من تفرد بالملك فلا ندله في ملكوت سلطانه وتوحد بالكبرياء، فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقايق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العارفين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين. يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لجلالته ووجلت القلوب من خيفته وارتعدت الفرايص من فرقه، يا بدئ يا بديع يا قوي يا منيع يا علي يا رفيع، صل على من شرفت الصلوة بالصلوة عليه وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه مرارة والهوان كما أذاقنيها واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس. قال: أبو الصلت عبد السلم بن صالح الهروي: فما استتم مولاى دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة وارتج البلد وارتفعت الزعقة والصيحة واستفحلت النعرة وثارت الغبرة وهاجت القاعة فلم أزائل مكاني الى أن سلم مولاى عليه السلام فقال لي: يا أبا الصلت اصعد السطح فإنك سترى امرأة بغيه غثة رثه مهيجة الأشرار متسخة الأطمار يسميها أهل هذه الكورة سمانة لغباوتها وتهتكها وقد اسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء. فهى تقود جيوش القاعة وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون ومنازل قواده فصعدت السطح فلم أر الانفوسا تزعزع بالعصي وهامات ترضخ بالأحجار ولقد رأيت المأمون متدرعا قد برز من قصر شاهجان متوجها للهرب فما شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلد هامته.
[126]
فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون ويلك هذا أمير المؤمنين فسمعت سمانة تقول اسكت لا ام لك ليس هذا يوم التميز والمحابات ولا يوم إنزال الناس على طبقاتهم فلو كان هذا أمير المؤمنين لما سلط ذكور الفجار على فروج الأبكار وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد (1). عنه، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن - عبد الله الوراق وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله - عنهم، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن سنان. قال: كنت عند مولاي الرضا عليه السلام بخراسان وكان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الإثنين ويوم الخميس. فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق، فأمر بإحضاره، فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود، فقال له: سوأة سوأة لهذه الآثار الجميلة ولهذا الفعل القبيح انتبست الى السرقة مع ما أري من جميل آثارك وظاهرك ؟ ! قال: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفئ فقال المأمون: أي حق لك في الخمس والفئ قال: إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام، وقال الله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن الله خمسة والرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان). وقسم الفئ على ستة أقسام فقال الله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القرى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) قال الصوفي: فمنعتني حقى وأنا إبن السبيل منقطع بي ومسكين لا أرجع على شئ وحملة القرآن. (1) عيون الاخبار: 2 - 172.
[127]
فقال له المأمون: اعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه ؟ فقال الصوفي: إبدأ بنفسك تطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله عليها ثم علي غيرك فالتفت المأمون إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: ما يقول ؟ فقال: إنه يقول: سرق فسرق. فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي: والله لأقطعنك، فقال الصوفي: أتقطعني وأنت عبد لي، فقال المأمون: ويلك ومن أين صرت عبدا لك ؟ قال: لأن امك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم اعتقك: ثم بلعت الخمس وبعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا ولا أعطيتني ونظرائي حقنا، والأخرى أن الخبيث لا يطهر خبيثا مثله، أنما يطهره طاهر، ومن في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه. أما سمعت الله تعالى يقول: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) فالتفت المأمون إلى الرضا عليه السلام فقال: ما ترى في أمره ؟ فقال عليه السلام: إن الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: قل: (فلله الحجة البالغة وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج الرجل فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي واحتجب عن الناس، واشتغل بالرضا عليه السلام حتى سمه فقتله وقد كان قتل الفضل بن سهل وجماعة من الشيعة (1). عنه قال: حدثنا أبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي - رضي الله - عنه بنيسابور سنة إثنتين وخمسين وثلثمائة: قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، قال: أخبرني أبي، قال: اخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أن المأمون لما أراد أن ياخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين ولابي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام بولاية العهد وللفضل بن سهل بالوزارة، أمر بثلاثة (1) عيون الاخبار: 237.
[128]
كراسي فنصبت لهم. فلما قعدوا عليها أذن الناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر ويخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام، فتبسم أبو الحسن الرضا عليه السلام ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى، فإنه بايعنا بعقدها. فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها ؟ قال أبو الحسن عليه السلام عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام، وفسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر، قال فماج الناس في ذلك وأمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن عليه السلام، وقال الناس كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة إن من علم لأولى بها ممن لا يعلم، قال فحمله ذلك على ما فعله من سمه (1). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، قال: سألت أبالصلت الهروي فقلت له كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا عليه السلام مع إكرامه ومحبته له وما جعل له من ولاية العهد بعده ؟ ! فقال: إن المأمون إنما كان يكرمه ويحبه لمعرفته بفضله وجعل له ولاية العهد من بعده، ليرى الناس إنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم، فلما لم يظهر منه ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلا عندهم ومحلا في نفوسهم، جلب عليه المتكلمين من البلدان طعما في أن يقطعه واحد منهم. فيسقط محله عند العلماء [وبسببهم] يشتهر نقصه عند العامة فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه وألزمه الحجة، وكان الناس يقولون: والله إنه (1) عيون الاخبار: 2 - 238.
[129]
أولى بالخلافة من المأمون، وكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده له، وكان الرضا عليه السلام لا يحابى المأمون من حق وكان يجيبه بما يكسره في أكثر أحواله فيغلظه ذلك ويحقده عليه ولا يظهره له، فلما أعيته الحيلة في أمره إغتاله، فقتله بالسم (1). عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله، ومحمد بن موسى بن - نصر الرازي، عن أبيه والحسين بن عمر الأخباري، عن علي بن الحسين كاتب بغاء الكبير في آخرين أن الرضا عليه السلام حم فعزم على الفصد. فركب المأمون وقد كان قال لغلام له: فت هذا بيدك الشئ أخرجه من برنيه ففته في صينية، ثم قال: كن معي ولا تغسل يدك وركب إلى الرضا عليه السلام، فجلس حتى فصد بين يديه، وقال عبيد الله: بل أخر فصده، وقال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك الرمان وكان الرمان في شجرة في بستان دار الرضا عليه السلام فقطف منه. ثم قال: اجلس ففته منه في جام وأمر بغسله ثم قال الرضا عليه السلام: مص منه شيئا فقال: حتى يخرج أمير المؤمنين، فقال: لا والله إلا بحضرتي، ولو لا خوفي أن يرطب معدتي لمصصته معك، فمص منه ملاعق وخرج المأمون، فما صليت العصر حتى قام الرضا عليه السلام خمسين مجلسا. فوجه إليه المأمون وقال: قد علمت أن هذه آفة وقتار للفصد الذي في يدك، وزاد الأمر في الليل فأصبح عليه السلام ميتا، فكان آخر ما تكلم به: (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، وكان أمر الله قدرا مقدورا) وبكر المأمون من الغد، فأمر بتغسيله وتكفينه ومشى خلف جنازته حافيا حاسرا، يقول: يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك وغلب القدر تقديري فيك وشق لحد الرشيد فدفنه معه (1) عيون الاخبار: 2 - 239.
[130]
فقال: نرجو أن الله تبارك وتعالى ينفعه بقربه (1). عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا ياسر الخادم، قال: لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن عليه السلام فدخلنا طوس وقد اشتدت به العلة فبقينا بطوس أياما، فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين. فلما كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذاك اليوم، فقال لي بعد ما صلى الظهر: يا ياسر ما أكل الناس شيئا، قلت يا سيدي من يأكل هيهنا مع ما أنت فيه، فانتصب عليه السلام ثم قال: هاتو المائدة ولم يدع من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحدا. فلما أكلوا، قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام، فحمل الطعام إلى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف فوقعت الصيحة، وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات، ووقعت الوجبة بطوس وجاء المأمون حافيا حاسرا يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل دموعه على خديه. فوقف على الرضا عليه السلام وقد أفاق، فقال: يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي ؟ فقدي لك وفواتي إياك ؟ أو تهمة الناس لي إني اغتلتك وقتلتك ؟ ! قال: فرفع طرفه إليه، ثم قال: أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبي جعفر عليه السلام، فإن عمرك وعمره هكذا وجمع بين سبابتيه. قال: فلما كان من تلك الليلة قضى عليه بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلما أصبح اجتمع الخلق، وقالوا: إن هذا قتله واغتاله يعنون المأمون وقالوا: قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكثر قول والجلبة، وكان محمد بن جعفر بن محمد استأمن إلى المأمون وجاء الى خراسان وكان عم أبي الحسن عليه السلام عليه السلام (1) عيون الاخبار: 2 - 240.
[131]
فقال المأمون: يا أبا جعفر اخرج إلى الناس وأعلمهم إن أبا الحسن لا يخرج اليوم وكره أن يخرجه، فتقع الفتنة، فخرج محمد بن جعفر إلى الناس فقال: أيها الناس تفرقوا فان أبا الحسن عليه السلام لا يخرج اليوم فتفرق الناس وغسل أبو الحسن عليه السلام في الليل ودفن، قال علي بن إبراهيم: وحدثني ياسر بما لم أحب ذكره في الكتاب قال المفيد: كان الرضا عليه السلام يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ويخوفه بالله ويقبح ما يرتكبه من خلافه، فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه ويبطن كراهته واستثقاله ودخل الرضا عليه السلام يوما عليه، فرآه يتوضأ للصلوة، والغلام يصب على يده، فقال عليه السلام: لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك أحدا، فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه، وزاد ذلك في غيظه ووجده. وقبض بطوس من أرض خراسان في سفر سنة ثلاث ومائتين وله يومئذ خمس وخمسون سنة، وكانت مدة خلافته وإمامته وقيامه بعد أبيه عشرين سنة، وأمر المأمون بتغسيله وتكفينه وتحنيطه، وخرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذي هو مدفون فيه الان، فدفنه والموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال له: سناباذ من نوقان بأرض طوس وفيها قبر هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن بين يديه في قبلته (1) قال الكليني: قبض عليه السلام في صفر من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة، وتوفي بطوس في قرية يقال لها سناباذ من نوقان على دعوة، ودفن بها، وكان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو على طريق البصرة وفارس، فلما خرج المأمون وشخص إلى بغداد، أشخصه معه فتوفي في هذه القرية. وروي عن محمد بن سنان قال: قبض علي بن موسى عليه السلام وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر، في عام اثنتين ومائتين، عاش بعد موسى بن جعفر عليهما السلام عشرين سنة إلا شهرين أو ثلاثة (2). (1) الارشاد: 2 - 260 - 262. (2) الكافي: 1 - 486 - 493.
[132]
قال الطبرسي: وقبض بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباذ في آخر صفر، وقيل إنه توفي في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة، من سنة ثلاث ومائتين، وله يومئذ خمس وخمسين سنة، وكانت مدة إمامته وخلافته بعد أبيه عشرين سنة، وكانت في أيام إمامته بقية ملك الرشيد، وملك محمد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما، ثم خلع الأمين وقتله، ثم ملك المأمون الخلافة بعده عشرين سنة واستشهد في أيام ملكه. قال: وروي عن إبراهيم بن العباس قال: كانت البيعة للرضا عليه السلام لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين وزوجه ابنته ام حبيب في أول سنة اثنتين ومائتين، وتوفي سنة ثلاث ومائتين، والمأمون متوجه إلى العراق، وكان الرضا عليه السلام يعجبه العنب، فاخذ له شئ منه، وجعل في موضع أقماعه الإبر أياما، ثم نزعت منه وجيئ به إليه، فأكل منه فقتله، وذكر أن ذلك من لطيف السموم (1). قال الكفعمي: توفي الرضا عليه السلام في سابع عشر شهر صفر يوم الثلثاء سنة ثلاث ومائتين، سمه المأمون في عنب وكان له إحدى وخمسون سنة (2). قال الفتال النيسابوري: كان وفاته عليه السلام يوم الجمعة في شهر رمضان سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة، وكانت مدة خلافته عشرين سنة (3). قال الشهيد في الدروس: قبض عليه السلام بطوس في صفر سنة ثلاث ومائتين (4). وفي كتاب العدد: في الثالث والعشرين من ذي القعدة كانت وفاة مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام (5). وفي كتاب المناقب: يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنتين ومائتين وقيل سنة ثلاث (6). وفي كتاب الدر يوم الجمعة غرة شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين وكذا في كتاب الذخيرة (7). (1) اعلام الورى: 303 - 325. (2) الى (7) بحار الانوار: 49 - 293.
[133]
قال العطاردي: ويأتي في كتاب الإمامة في باب دلالاته عليه السلام ما يدل على كيفية شهادته، وما قال صلوات الله عليه لأبي الصلت الهروي، وهرثمة بن أعين في حديث طويل. قال ابن خلكان: وتوفي آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين، وقيل بل توفي خامس ذى الحجة، وقيل ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين بمدينة طوس وصلى عليه المأمون ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد، وكان سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه: وقيل: بل كان مسموما فاعتل منه ومات رحمه الله (1). قال ابن الوردى: وفي سنة ثلاث ومائتين مات علي الرضا فجأة بطوس وصلى عليه المأمون ودفنه عند الرشيد، وهو ثامن الائمة الاثنى عشر على رأى الامامية (2) قال ابن الطقطقي: ومات علي بن موسى من أكل عنب، فقيل إن المأمون لما رأى إنكار الناس ببغداد لما فعله من نقل الخلافة إلى بني علي، وإنهم نسبوا ذلك إلى الفضل بن سهل ورأى الفتنة قائمة، دس جماعة على الفضل بن سهل فقتلوه في الحمام، ثم أخذهم وقدمهم ليضرب أعناقهم، قالوا له: أنت أمرتنا بذلك، ثم تقتلنا ! فقال: أنا أقتلكم بإقراركم، وأماما ادعيتموه علي من أني أمرتكم بذلك فدعوى ليس لها بينة، ثم ضرب أعناقهم، وحمل رؤسهم إلى الحسن بن سهل وكتب يعزيه ويوليه مكانه، ثم دس إلى علي بن موسى الرضا عليهما السلام سما في عنب وكان يحب العنب، فأكل منه واستكثر فمات من ساعته، ثم كتب إلى بني العباس ببغداد يقول لهم: إن الذي أنكرتموه من أمر علي بن موسى قد زال وأن الرجل مات. (3). (1) وفيات الاعيان: 2 - 432. (2) تاريخ ابن الوردى: 1 - 319. (3) الفخري: 176.
[134]
قال السمعاني: الرضا بكسر الراء هذا لقب أبي الحسن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالرضا روى عنه أبو الصلت وغيره، ومات علي بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم (1) من سنة ثلاث ومائتين، وقد سم في ماء الرمان وأسقي: قلت: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب، والخلل في رواياته من رواته. (2) قال الشيخ أبو زكريا الموصلي: وفي سنة ثلاث ومائتين مات على بن موسى الرضا ولى عهد المأمون في صفر من هذه السنة وصلي عليه المأمون وكانت له قصة فيما ذكروا مات بسببها، ودفنه المأمون عند قبر الرشيد بنواحي طوس. (3). قال أبو الفرج الأصبهاني: واعتل الرضا عليه السلام علته التي مات فيها، وكان قبل ذللك يذكرا بني سهل عند المأمون فيزري عليهما، وينهى المأمون عنهما، ويذكر له مساوئهما، ورآه يوما يتوضأ للصلوة والغلام يصب على يده الماء فقال: يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا، فجعل المأمون يدخل إليه، فلما ثقل المأمون وأظهر أنهما أكلا عنده جميعا طعاما ضادا فمرضا، ولم يزل الرضا عليلا حتى مات. واختلف في أمر وفاته، وكيف كان سبب السم الذي سقيه، فذكر محمد بن حمزة: أن منصور بن بشير ذكر من أخيه عبد الله بن بشير، أن المأمون أمره بطول أظفاره، ففعل، ثم أخرج إليه شيئا يشبه التمر الهندي، وقال له: أفركه واعجنه بيديك جميعا ففعل، ثم دخل الرضا فقال له: ما خبرك ؟ قال: أرجو أن أكون صالحا، فقال: هل جاءك أحد من المترفقين اليوم. قال: لا. فغضب وصاح على غلمانه، وقال له: فخذماء الرمان اليوم فإنه مما لا يستغنى (1) كذا. (2) انساب السمعاني 6 - 139. (3) تاريخ الموصل: 352.
[135]
عنه، ثم دعا برمان، فأعطاه عبد الله بن بشير وقال له: عصر ماءه بيدك، ففعل وسقاه المأمون الرضا بيده فشربه، فكان ذلك سبب وفاته، ولم يلبث إلا يومين حتى مات، قال محمد بن علي بن حمزة ويحيي: فبلغني عن أبي الصلت الهروي أنه دخل على الرضا بعد ذلك، فقال له: يا أبا الصلت قد فعلوها، أي قد سقوني السم وجعل يوحد الله ويمجده، قال محمد بن علي: وسمعت محمد بن الجهم يقول: إن الرضا كان يعجبه العنب فأخذ له عنب، وجعل في موضع أقماعه إلابر، فتركت أياما، فأكل منه في علته فقتله، وذكر أن ذلك من لطيف السموم. ولما توفي الرضا عليه السلام لم يظهر المأمون موته في وقته، وتركه يوما وليلة، ثم وجه إلى محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام وجماعة من آل أبي طالب، فلما أحضرهم و أراهم إياه صحيح الجسد لا أثر به، ثم بكى وقال: عز علي يا أخي أن أراك في هذه الحالة، وقد كنت اؤمل أن أقدم قبلك، فأبى الله إلا ما أراد، وأظهر جزعا شديدا و حزنا كثيرا، وخرج مع جنازته يحملها حتى أتى إلى الموضع الذي هو مدفون فيه الآن، فدفنه هناك إلى جانب هارون الرشيد. حدثنا الحسن بن علي الخفاف قال: حدثنا أبوا الصلت الهروي قال: دخل المأمون إلى الرضا يعدوه فوجده يجود بنفسه، فبكى وقال: أعز علي يا أخي بأن أعيش ليومك، وقد كان في بقائك أمل، وأغلظ علي من ذلك وأشد إن الناس يقولون إنى سقيتك سما، وأنا إلى الله من ذلك بري. ثم خرج المأمون من عنده ومات الرضا عليه السلام وحضره المأمون قبل أن يحفر قبره، وأمر أن يحفر إلى جانب أبيه ثم أقبل علينا فقال: حدثني صاحب هذا النعش إنه يحفر له قبر فيظهر فيه ماء وسمك، احفروا، فحضروا، فلما انتهوا إلى اللحد نبع ماء وظهر فيه سمك، ثم غاض الماء فدفن فيه الرضا عليه السلام (1). (1) مقاتل الطالبين. 377 - والارشاد للمفيد: 295 واعلام الورى: 325.
[136]
قال المسعودي: وقبض علي بن موسى الرضا بطوس لعنب أكله واكثر منه، و قيل إنه كان مسموما، وذلك في صفر سنة ثلاث ومائتين، وصلى عليه المأمون وهو زوج ابنته ام حبيبة لعلي موسى الرضا، فكانت إحدى الاختين تحت محمد بن علي بن موسى، والاخرى تحت أبيه على بن موسى (1) قال ابن تغرى بردي: وفي سنة ثلاث ومائتين توفي علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوى الحسيني، كان إماما عالما، روى عن أبيه وعن عبيد الله بن أرطاة، وروى عنه ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني و المأمون، وطائفة، وامه ام ولد، وكان علي هذا سيد بنى هاشم في زمانه وأجلهم، وكان المأمون، يعظمه ويبجله ويخضع له، ويتغالي فيه، حتى أنه جعله ولي عهده من بعده وكتب بذلك إلى الآفاق فاضطربت مملكته بسببه، فلم يرجع عن ذلك حتى مات. (2) قال الطبري: وفي سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون من سرخس حتى صار إلى طوس فلما صاربها أقام عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى الرضا أكل عنبا وأكثر منه فمات فجأة، وذلك في آخر صفر، فأمر به المأمون ودفن عند الرشيد، وكتب في شهر ربيع الأول إلى الحسن بن سهل يعلمه أن علي بن موسى بن جعفر مات، ويعلمه ما دخل عليه من الغم والمصيبة بموته. وكتب إلى بني العباس والموالي، وأهل بغداد يعلمهم موت علي بن موسى وإنهم إنما نقموا بيعته له من بعده، ويسألهم الدخول في طاعته، فكتبوا إليه وإلى الحسن جواب الكتاب بأغلظ ما يكتب به إلى أحد، وكان الذي صلى على علي بن موسى (1) مروج الذهب: 4 - 28. (2) النجوم الزاهرة 2 - 174.
[137]
المأمون. (1) قال ابن الاثير: في سنة ثلاث ومائتين مات علي بن موسى الرضا عليه السلام، وكان سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه، فمات فجأة وذلك في آخر صفر، وكان موته بمدينة طوس فصلى المأمون عليه ودفنه عند قبر أبيه الرشيد، وكان المأمون لما قدمها قد أقام عند قبر أبيه، وقيل. إن المأمون سمه في عنب، وكان علي يحب العنب، وهذا عندي بعيد. فلما توفي كتب المأمون الى الحسن بن سهل يعلمه موت على وما دخل عليه من المصيبة بموته، وكتب إلى أهل بغداد وبني العباس والموالي يعلمهم موته، و إنهم إنما نقموا بيعته وقد مات ويسألهم الدخول في طاعته فكتبوا إليه أغلظ جواب. (2). قال اليعقوبي: نوفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد عليهم السلام بقرية يقال لها النوقان أول سنة ثلاث ومائتين، ولم تكن علته غير ثلاثة أيام. فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمانا فيه سم وأظهر المأمون عليه جزعا شديدا. حدثني أبو الحسن بن أبي عباد قال: رأيت المأمون يمشي في جنازة الرضا حاسرا في مبطنة بيضاء وهو بين قائمتي النعش يقول: إلى من أروح بعدك يا أبا - الحسن، وأقام عند قبره ثلاثة أيام، يوتى في كل يوم برغيف وملح فيأكله، ثم انصرف في اليوم الرابع. وكان سن الرضا عليه السلام أربعا وأربعين سنة. (3) قال السيوطي: وسار المأمون إلى نحو العراق، فلم ينشب على الرضا أن مات في سنة ثلاث ومائتين، فكتب المأمون إلى أهل بغداد يعلمهم أنهم ما نقموا عليه إلا (1) تاريخ الطبري: 11 - 1030. (2) كامل التواريخ: 5 - 193. (3) تاريخ اليعقوبي: 3 - 188.
[138]
بيعته لعلي وقد مات (1) قال ابن كثير: مر المأمون بطوس فنزل بها وأقام عند قبر أبيه أياما من شهر صفر. فلما كان في آخر الشهر أكل علي بن موسى عنبا، فمات، فصلى عليه المأمون ودفن إلى جانب أبيه الرشيد، وأسف عليه أسفا كثيرا، فيما ظهر، وكتب إلى الحسن ابن سهل يعزيه فيه ويخبره بما حصل له من الحزن عليه. (2) قال اليافعي: توفي علي الرضا خامس ذى الحجة، وقيل ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث، وقيل في آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين بمدينة طوس، وصلى عليه المأمون ودفنه ملتصق قبر أبيه الرشيد، وكان سبب موته على ما حكوا أنه أكل عنبا فاكثر منه، وقيل بل مات مسموما. (3) قال العلامة المجلسي: رحمه الله -: إعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفوا أن الرضا عليه السلام هل مات حتف أنفه أو مضى شهيدا بالسم، وعلى الأخير هل سمه المأمون أو غيره، والأشهر بيننا أنه مضى شهيدا بسم المأمون وينسب إلى السيد بن طاووس أنه أنكر ذلك، وكذا أنكره الإربلي في كشف الغمة ورد ما ذكره المفيد بوجوه سخيفة حيث قال بعد إيراد كلام المفيد: بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين على بن طاووس - رحمه الله - كان لا يوافق على أن المأمون سقى عليا عليه السلام ولا يعتقده، كان - رحمه الله - كثير المطالعة والتفنيش على مثل ذلك، والذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه وميله إليه و اختياره له دون أهله وأولاده ما يؤيد ذلك ويقرره، وقد ذكر المفيد شيئا ما يقبله عقلي ولعلي واهم، وهو أن الإمام عليه السلام كان يعيب ابني سهل ويقبح ذلك. وما كان أشغله بامور دينه وآخرته واشتغاله بالله عن مثل ذلك. (1) تاريخ الخلفاء: 307. (2) البداية والنهاية: 10 - 294.(3) مرات الجنان: 2 - 12.
[139]
وعلى رأى المفيد أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة وعلى غير قاعدة مرضية فاهتمامه عليه السلام بالوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأى الخليفة عليه فيه ما فيه، ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا توجب أن يكون سببا لقتله و موجبا لركوب هذا الأمر العظيم منه، وقد كان يكفي في هذا الأمر العظيم منه، وقد كان يكفي في هذا الأمر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه، ثم إنا لا نعرف أن الإبر إذا غرست في العنب صار العنب مسموما ولا يشهد القياس الطبي، والله تعالي أعلم بحال الجميع وإليه المصير وعند الله يجتمع الخصوم. انتهى كلامه. ولا يخفى وهنه إذا الوقيعة في ابني سهل لم يكن للدنيا حتى يمنعه عنه الاشتغال بعبادة الله تعالى بل كان ذلك لما وجب عليه من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر و رفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن، فا الحق ما اختاره الصدوق والمفيد وغيرهما من أجلة أصحابنا أنه عليه السلام مضى شهيدا بسم المأمون. (1). قال العطاردي: ذكرنا عن الطبري أنه قال: إن الرضا أكل عنبا فمات ؟ ! أخذ هذا الكلام عنه المؤرخون كالمسعودي وابن الأثير وغيرهما، ولم يقل به أحد قبل الطبري، وهو الذي نقل هذا الافتراء على الإمام الطاهر عليه السلام ولا نعلم كيف خفي الحق على الطبري وهو قريب العهد بعصر الرضا والمأمون وما جرى بينهما ؟ ! (1) بحار الانوار: 49 - 311.
[140]
* (باب) * * (اولاده واخوانه وعشيرته واصحابه) * قال المفيد - رحمه الله - ومضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا نعلمه إلا إبنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام وكانت سنة يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا. (1) قال الطبرسي: وكان للرضا عليه السلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غير. (2) قال الإربلي: وأما أولاده فكانوا ستة خمسة ذكور وبنت واحدة، وأسماء أولاده: محمد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، وعايشة، ونقل عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي أن له عليه السلام من الولد خمسة رجال وابنة واحدة: محمد الإمام وأبو محمد الحسن، وجعفر، وإبراهيم والحسين، وعايشة. روى الاربلي بسنده عن حنان بن سدير قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام أيكون إمام، ليس له عقب، فقال، أبو الحسن عليه السلام: أما إنه لا يولد لي إلا واحد، ولكن الله منشئ منه ذرية كثيرة، قال أبو خداش: سمعت هذا الحديث منذ ثلاثين سنة. (3) قال ابن الخشاب: ولد له خمس وابنة واحدة، أسماء بنيه: محمد الإمام أبو (1) الارشاد: 2 - 263 (2) اعلام الورى، 329. (3) كشف الغمة: 3 - 8936 - 90 -
[141]
جعفر الثاني، أبو محمد الحسين، وجعفر، وإبراهيم، والحسن، وعائشة فقط. (1) قال ابن شهر آشوب: كان للرضا عليه السلام من الولد ابنه أبو جعفر عليه السلام لا غير. (2) في كتاب العدد كان له عليه السلام ولد ان أحدهما محمد والآخر موسى، لم يترك غيرهما. (3) في كتاب الدر: مضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا إلا أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، وكان سنه يوم وفات أبيه سبع سنين وأشهر. (4) قال ابن الجوزي: وأولاده محمد الإمام أبو جعفر الثاني، وأبو جعفر، وأبو محمد الحسن وإبراهيم، وابنة واحدة (5) قال محمد بن طلحة: وأما أولاده فكانوا ستة، خمسة ذكور وبنتا واحدة، واسماء أولاده محمد القانع، والحسن، وإبراهيم، والحسين، وعايشة. (6) قال ابن حزم: فولد علي الرضا: علي بن علي لم يعقب، ومحمد بن علي صهر المأمون والعقب له، والحسين (7) قال ابن شهر آشوب: الأصل في مسجد زرد في كورة مرو أنه صلى فيه الرضا عليه السلام، فبنى مسجدا ثم دفن فيه ولد الرضا عليه السلام ويروى فيه من الكرامات (8) قال العطاردي: ويظهر من رواية رواها الصدوق في العيون ونقلناها في مسنده الشريف في كتاب الآداب والمواعظ تحت رقم 28 بأن له عليه السلام بنتا تسمى فاطمة وروت عنه عليه السلام وسند الحديث هكذا: حدثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري، قال حدثنا فاطمة بنت (1) كشف الغمة: 3 - 113. (2) مناقب آل ابى طالب: 2 -... (3) بحار الانوار: 49 - 222. (4) بحار الانوار: 49 - 222. (5) تذكرة الخواص: 202. (6) مطالب السؤول: 87. (7) جمهرة انساب العرب: 61 - 62. (8) مناقب آل ابى طالب: 2 -...
[142]
علي بن موسى قالت: سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه عن جعفر بن محمد إلى آخر الحديث. ورأيت في كتاب رشحات الفنون من تأليفات أمين الدين أبي المكارم الحسيني الهروي المخطوط في مكتبة ملا فيروز - كاماهال - ببمئي من بلاد الهند ما هذا نصه: حضرت رضا عليه السلام اولاد ذكورش: اول محمد تقى دوم أبو جعفر اكبر، سوم أبو جعفر أصغر، چهارم أبو محمد الحسن، پنجم ابراهيم، ششم حسين، اناث يكتن بود. وفي قزوين مزار مشهور، يعرف بشاهزاده حسين ابن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وله قبة وروضة، يقصد ويزار، وذكر هذ المزار الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1)، وحمد الله مستوفي في تاريخه المسمى بتاريخ (گزيده) فليراجع. وأما حالاته عليه السلام مع إخوانه وعشريته فعقد ناله بابا في كتاب الإمامة باب ما جاء عنه في بنى هاشم فليراجع، وأما أصحابه فنذكر في ذيل المسند. (1) عندنا منه نسخة مصورة عن النسخة الثمينة المخطوطة لدى مكتبة الناصرية (مكبة صاحب العبقات) بلكهنؤ من بلاد الهند وهذه المكتبة تعد من اعظم المكتبات الاسلامية اسسها الشريف المجاهد المحقق العلامة السيد ناصر حسين ابن السيد (مير حامد حسين) الموسوي النيسابوري ويشرف على المكتبة اليوم الشريف الماجد السيد على ناصر سعيد العبقاتى ابن العلامة السيد محمد سعيد ابن السيد ناصر حسين ابن المير حامد حسين النيسابوري ادام الله ايامه.
[143]
* (باب) * * (زيارته عليه السلام) * محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك. زيارة الرضا عليه السلام أفضل، أم زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فقال: زيارة أبي أفضل، وذلك إن أبا عبد الله عليه السلام يزوره كل الماس، وأبي لا يزوره إلا الخواص من الشيعة. (1) عنه - رحمه الله: عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الإسلام، فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج، فأعانه الله على عمرته وحجته، ثم أتى المدينة، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله، ثم أتاك عارفا بحقك، يعلم أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه، فسلم عليك. ثم أتى أبا عبد الله الحسين صلوات الله عليه: فسلم عليه، ثم أتى بغداد وسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام، ثم انصرف إلى بلاده، فلما كان في وقت الحج رزقه الله الحج، فأيهما أفضل، هذا الذي قد حج حجة الإسلام يرجع أيضا، فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى عليه السلام فيسلم عليه، قال: لا بل يأتي خراسان فيسلم على أبى الحسن عليه السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولا ينبغي أن تفعلوا في هذا اليوم، فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة (2). عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان (1) الكافي: 4 - 584 - والتهذيب: 6 - 84 (2) المصدر:: 4 - 584 والتهذيب: 6 - 84.
[144]
ابن إسحاق، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، أو حكى لي رجل عن أبي جعفر عليه السلام، الشك من علي بن أبراهيم قال: قال أبو جعفر -: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (1) قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر الثاني عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس غفر الله ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وبني الله له منبرا في حذاء منبر محمد وعلي عليهما السلام، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فرأيته وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر. عنه - رحمه، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين النيشابوري، عن إبراهيم ابن أحمد، عن عبد الرحمان سعيد المكي، عن يحيى بن سلميان المازني عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: من زار قبر ولدي علي، كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة قال: قلت: سبعين حجة ؟ قال: نعم، وسبعين ألف حجة، قال: قلت: سبعين ألف حجة ؟ قال: رب حجة لا نقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه. قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمان أربعة من الأولين، و أربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين من الأولين، فنوح وإبراهيم وموسى و عيسى عليهم السلام، وأما الأربعة من الآخرين، فمحمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام، ثم يمد المضمار، فينقعد معنا من زار قبور الأئمة عليهم السلام، إلا أن أعلاهم درجة، و أقربهم جلوة زوار قبر والدي علي عليه السلام. (2) الطوسي رحمه الله - قال: محمد بن داود، عن الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن موسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام بخطه: أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عندك الله ألف حجة، وألف عمرة متقبلة كلها، قال: قلت لأبي جعفر: ألف حجة ؟ قال: أي و (1) المصدر: 4 - 585 (2) المصدر: 4 - 585 والتهذيب 6 - 85.
[145]
الله وألف ألف حجة لمن يزوره عارفا بحقه. (1) عنه - رحمه الله عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري عن أبي صلاح شعيب بن عيسى، قال: حدثنا صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال الرضا عليه السلام: من زارني علي بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى اخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا وعند الصراط، والميزان (2) عنه - رحمه الله - عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن قولويه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قالا: سمعته يقول: من زار أبي فله الجنة (3) الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي ابن موسى الرضا عليهما السلام لا تشد الرحال إلى شئي من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني لمقتول بالسم ظلما، ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله الى زيارتي، استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه (4) الطوسي - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزله من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور. (1) التهذيب: 6 - 85. (2) التهذيب: 6 - 85 - والخصال: 167 (3) التهذيب: 6 - 85. (4) الخصال: 144.
[146]
فقيل له: يا بن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال: أرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة، كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة. (1) عنه - رحمه الله - عن أحمد بن محمد الكوفي، قال: أخبرني المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان. عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فدخل رجل من أهل طوس، فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن على عليهما السلام ؟. فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في خمسين مذنبا، ولم يسئل الله عز وجل حاجة عند، قبره إلا قضا هاله، قال: فدخل موسى بن جعفر عليهما السلام وهو صبي، فأجلسه علي فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه. ثم التفت إلي وقال: يا طوسي إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله. (2) عنه - رحمه الله - بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري داود بن القاسم، قال سمعت محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام يقول: (1) التهذيب: 6 - 108 والفقيه: 2 - 351 (2) التهذيب: 6 - 108.
[147]
إن بين جبلي طوس قبضة من الجنة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (1) الصدوق - رحمه الله - بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله تعالى ألف حجة، قال: قلت لأبي جعفر - يعني ابنه عليه السلام - ألف حجة ! قال: أي والله وألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه. (2) عنه - رحمه الله - قال: روى الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولد موسى اسمه إسم أمير المؤمنين عليه السلام، فيدفن في أرض طوس من خراسان، يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا، فمن زاره عارفا بحقه. أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل. (3) عنه قال: وروى البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا شفعت فيه يوم القيامة (4) عنه، وقال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: إن بين جبلى طوس، قبضة قبضت من الجنة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (5). عنه، قال أبو جعفر عليه السلام: ضمنت لمن زار قبر أبي بطوس عارفا بحقه الجنة على الله عز وجل (6) عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مكروب إلا نفس الله عز وجل كربه، ولا مذنب إلى غفر الله له ذنوبه (7) عنه - رحمه الله - قال: وروى النعمان بن سعد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه (1) التهذيب: 6 - 109. (2) الفقيه: 2 - 349. (3) الفقيه: 2 - 249. (4) المصدر: 2 - 349. (5) المصدر: 2 - 349. (6) المصدر: 2 - 349. (7) المصدر: 2 - 429.
[148]
قال: سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان، بالسم ظلما، إسمه إسمي وإسم أبيه إسم إبن عمران موسى عليه السلام، ألا فمن زاره في غربته غفر الله عز وجل ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، ولو كانت مثل عدد النجوم، وقطر الأمطار وورق الأشجار (1). عنه قال: وروى حمدان الديواني عن الرضا عليه السلام أنه قال: من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن، حتى اخلصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط وعند الميزان (2). عنه قال: وروي حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها: طوس، من زاره إليها عارفا بحقه، أخذته بيدي يوم القيامة، وأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر، قال: قلت: جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال: تعلم أنه إمام مفترض الطاعة، غريب شهيد، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيدا، ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله على حقيقته (3). عنه قال: وروى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا بن رسول الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي، فقال له الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم. ألا ومن زارني وهو يعرف ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، وما كنا شفعاؤه نجى، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين (1) الفقيه: 2 - 349. (2) المصدر: 2 - 350. (3) المصدر: 2 - 350.
[149]
الجن والإنس، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة واحد من شيعتهم، وأن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة (1). عنه قال: وروي عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد، فقيل له: فمن يقتلك يا بن رسول الله ؟ قال: شر خلق الله في زماني، يقتلني بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة، ألا فمن زارني غربتي كتب الله عز وجل له أجر ألف شهيد، ومائة ألف صديق، ومائة ألف حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا (2). عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة، وحرم جسده على النار (3). محمد بن المشهدي: بإسناده عن الوشاء عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال: سمعته يقول: إن لكل إمام عهدا في أعناق شيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (4). عنه - رحمه الله - بإسناده عن الصدوق عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضا عليه السلام ما لمن زار قبر أحد من الائمة ؟ قال: له مثل من أتى قبر أبي عبد الله عليه السلام، قال: (1) الفقيه: 2 - 350. (2) المصدر: 2 - 351. (3) المصدر: 2 - 351. (4) مزار محمد بن بن المشهدي مخطوط.
[150]
قلت: وما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام ؟ قال: الجنة والله (1). قال ابن قولويه وروي عن بعضهم قال: إذا أتيت قبر علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل: (اللهم طهرني وطهر لي قلبي واشرح لي صدري، وأجر على لساني مدحتك والثناء عليك، فإنه لا قوة إلا بك اللهم اجعله لي طهورا وشفاء ونورا). وتقول حين تخرج: (بسم الله وبالله وإلى الله وإلى ابن رسوله حسبي الله توكلت على الله، اللهم إليك توجهت وإليك قصدت وما عندك أردت، فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل: اللهم إليك وجهت وجهي وعليك خلفت أهلي ومالي، وما حولتني وبك وثقت فلا تخيبني، يا من لا يخيب من أراده ولا يضيع من حفظه صل على محمد وآل محمد واحفظني بحفظك فانه لا يضيع من حفظت). فإذا وافيت سالما إن شاء الله فاغتسل وقل حين تغسل: (اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح لي صدري وأجر على لساني مدحتك ومجبتك، ولا ثناء عليك فإنه لا قوة إلا بك، وقد علمت أن قوة ديني التسليم لأمرك والاتباع لسنة نبيك والشهادة على جميع خلقك، اللهم اجعله لي شفاء ونورا إنك على كل شئ قدير). ثم ألبس أطهر ثيابك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتسبيل والتحميد والتمجيد وقصر خطاك وقل حين تدخل: (بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن عليا ولي الله)، ثم أشر على قبره واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأنه سيد الأولين والآخرين وأنه سيد الأنبياء والمرسلين. (1) مزار محمد بن المشهدي مخطوط.
[151]
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك أجمعين صلوة لا يقوى على إحصائها غيرك، أللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته لعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك وديان يوم الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك وأم السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، الطهرة الطاهرة المطهرة النقية الرضية الزكية، سيدة نساء العالمين وسية نساء أهل الجنة من الخلق أجمعين صلوة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صلى على الحسن والحسين سبطي نبيك وسيدي شباب أهل الجنة القائمين في خلقك والدليلين على من بعثت برسالاتك ودياني الدين بعد لك وفصلي قضائك بين خلقك. اللهم صلى على علي بن الحسين سيد العابدين عبدك والقائم في خلقك والدليل على من بعث برسالاتك وديان الدين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك. اللهم صل على محمد بن علي عبدك وولي دينك وخليفتك في أرضك، باقر علم النبيين، القائم بعد لك والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين، صلوة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صلى على جعفر بن محمد الصادق، عبدك وولي دينك وحجتك على خلقك أجمعين، الصادق البار. اللهم صل على موسى بن جفعر الكاظم العبد الصالح ولسانك في خلقك الناطق بعلمك والحجة على بريتك صلوة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صل على علي بن موسى الرضا الرضي المرتضى عبدك وولي دينك.
[152]
القائم بعد لك، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين، صلواة لا يقدر على إحصائها غيرك. اللهم صل على محمد بن علي وعلي بن محمد القائمين بأمرك، والمؤديين عنك وشاهديك على خلقك ودعائم دينك والقوام على ذلك، صلواة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صلى على الحسن بن علي، العامل بأمرك والقائم في خلقك وحجتك المؤدي عن نبيك، وشاهدك على خلقك المخصوص بكرامتك الداعي الى طاعتك وطاعة رسولك، صلواتك عليهم أجمعين، صلواة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صلى علي حجتك ووليك والقائم في خلقك صلواة نامية باقية تعجل بها فرجه وتنصره بها، وتجعله معها في الدنيا والآخرة. اللهم انى أتقرب إليك بزيارتهم ومحبتهم وأوالي وليهم، وأعادي عدوهم فارزقني بهم خير الدنيا والآخرة، واصرف عني هم نفسي في الدينا والآخرة وأهوال يوم القيمة. ثم، تجلس عند رأسه وتقول: السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا ولى الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام على يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين على ابن طالب ولي الله، السلم عليك يا وارث الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة السلام عليك يا وارث علي بن الحسين زين العابدين، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين، السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار
[153]
التقي النقي، السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر الكاظم، السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليك أيها الوصي البار التقي أشهد أنك قد أقمت الصلواة وآتيت الزكواة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته إنه حميد مجيد. ثم تنكب على القبر وتقول: (اللهم إليك صمدت من أرضي وقطعت البلاد رجاء رحمتك فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي وارحم تقلبي على قبر ابن أخي نبيك ورسولك صلى الله عليه وآله، بأبي أنت وامي أتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت به على نفسي واحتطبت على ظهري، فكن لى شفعيا إلى ربك يوم فقري وفاقتي فإن لك عند الله مقاما محمودا وأنت وجيه في الدنيا والآخرة. ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول: (اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وبموالاتهم وأتولى آخرهم بما توليت به أولهم وأبرء من كل وليجة دونهم اللهم العن الذين بدلوا نعمتك واتهموا نبيك وجحدوا آياتك وسخرو بإمامك وحملوا الناس على أكتاف آل محمد، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة عليهم والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمن يا رحيم. ثم تحول عند رجليه وتقول: (صلى الله عليك يا أبا الحسن صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك صبرت وأنت الصادق المصدق قتل الله من قتلك بالأيدى والألسن). ثم ابتهل باللعنة على قاتل أمير المؤمنين وباللعنة علي قتله الحسين وعلى جميع قتله أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تحول عند رأسه من خلفه وصل ركعتين تقرأ في إحديهما يس وفي الأخرى الرحمن وتجتهد في الدعاء لنفسك والتضرع، وأكثر من الدعا لوالديك ولاء خوانك
[154]
المؤمنين وأقم عنده ما شئت وليكن صلواتك عند القبر إنشاء الله تعالى (1). ما يقال في وداع الرضا عليه السلام: الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله - قال: فإذا أردت أن تودعه فاغتسل وزر وقل مثل ما قلت أولا وقل: (السلام عليك يا مولاى وابن مولاى ورحمة الله وبركاته، أنت لنا جنة من العذاب، وهذا أوان منصر في عنك غير راغب ولا مستبدل بك ولا مؤثر عليك ولا زاهد في قربك، فقد جدت بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والأولاد والأوطان فكن لي شفيعا يوم فقري وحاجتي يوم لا يغني حميم ولا قريب، يوم لا يغنى عني والد ولا ولد. أسأل الله الذي قدر رحلتي إليك أن ينفس بك كربي، والذي قدر على فراق هذا المكان أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي إليك، وأسأل من أبكى عيني عليك أن يجعله لي ذخرا، وأسأل الله الذي أرادني مقامك وهداني للتسليم عليك أن يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، السلام على الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة السلام على الأئمة - تسميهم عليهم السلام - و رحمة الله وبركاته. السلام على ملائكة الله المقربين المسبحين الذين هم بأمره يعملون، السلام علينا و على عباد الله الصالحين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي، إياه، فإن جعلته فاحشرني معه ومع آبائه الطاهرين، وإن ابقيتني، فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني (1) كامل الزيارات باب زيارة الرضا عليه السلام والتهذيب: 6 - 86 عن جامع محمد بن الوليد ورواه الصدوق في الفقيه والعيون عن جامع شيخه محمد بن الوليد.
[155]
إنك على كل شئي قدير، وتقول: (أستودعك الله واسترعيه إياك واقرأ عليك السلام مؤمن بالله، وبما دعوت إليه ودللت عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم ارزقني حبهم ومودتهم أبدا ما أبقيتنى، السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله، أبدا ما بقيت، ودائما إذا فنيت، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين). وإذا خرجت من القبر فلا تول وجهك عنه حتى يغيب عن بصرك (1). (1) التهذيب: 6 - 89.
[156]
باب * (باب ظهر عند قبره من الكرامات) * الصدوق قال: حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي قال: سمعت محمد بن عمر النوقاني، يقول: بينما أنا نائم بنوقان في علية لنا في ليلة ظلماء إذا انتبهت فنظرت إلى الناحية التي فيها مشهد علي بن موسى الرضا عليه السلام بسناباذ، فرأيت نورا قد علا حتى امتلأ منه المشهد وصار مضيئا كانه نهار وكنت شاكا في أمر الرضا عليه السلام لم أكن علمت أنه حق، فقالت لي امي وكانت مخالفة: مالك يا بني ؟ فقلت لها: رأيت نورا ساطعا قد امتلأ منه المشهد فأعلمت أمي ذلك وجئت بها إلى المكان الذي كنت فيه حتى رأت ما رأيت من النور وامتلاء المشهد منه، فاستعظمت ذلك، فأخذت في الحمد لله إلا أنها لم تؤمن بها كإيماني فقصدت المشهد، فوجدت الباب مغلقا. فقلت: اللهم إن كان أمر الرضا عليه السلام حقا: فافتح هذا الباب، ثم دفعته بيدى فانفتح، فقلت في نفسي لعله لم يكن مغلقا على ما وجب فغلقته، حتى علمت أنه لم يمكن فتحه إلا بمفتاح، ثم قلت: اللهم إن كان أمر الرضا عليه السلام حقا فافتح لي هذا الباب، ثم دفعته بيدي، فانفتح فدخلت وزرت وصليت واستبصرت في أمر الرضا عليه السلام فكنت أقصده بعد ذلك في كل ليلة جمعة زائرا من نوقان واصلي عنده إلى وقتي هذا (1). عنه - رحمه الله (قال: حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي، قال: سمعت أبا منصور بن عبد الرزاق يقول للحاكم بطوس المعروف بالبيوردي: هل (1) عيون الاخبار: 278 2.
[157]
لك ولد ؟ فقال: لا، فقال له أبو منصور: لم لا تقصد مشهد الرضا عليه السلام وتدعو الله عنده حتى يرزقك ولدا ؟ فإني سألت الله تعالى هناك في حوائج فقضيت لى. قال الحاكم: فقصدت المشهد على ساكنه السلام ودعوت الله عز وجل عند الرضا عليه السلام أن يرزقني ولدا، فرزقني الله عز وجل ولدا ذكرا، فجئت إلى أبي منصور بن عبد الرزاق وأخبرته باستجابة الله تعالى في هذا المشهد، فوهب لي وأعطاني وأكرمني على ذلك. (1). قال الصدوق - رحمه الله. لما استاذنت الأمير السيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا عليه السلام فأذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين وخمسين وثلثمأة، فلما انقلبت عنه ردني، فقال لي: هذا مشهد مبارك زرته وسألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي، فقضا هالي، فلا تقصر في الدعاء لي هناك والزيارة عني، فإن الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلك له ووفيت به، فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية و السلام دخلت إليه، فقال لي: هو دعوت لنا وزرت عنا ؟ فقلت: نعم فقال لي: قد أحسنت قد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب. (2) عنه - قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي - وما لقيت أنصب منه - وبلغ من نصبه أنه كان يقول: اللهم صل على محمدا فردا ويمتنع من الصلوة على آله، قال: سمعت أبا بكر الحمامي الحذاء في سكة حرب بنيسابور وكان من أصحاب الحديث، يقول: أودعني بعض الناس وديعة فدفنتها ونسيت موضعها، فتحيرت، فلما أتى على ذلك مدة جائني صاحب الوديعة يطالبني بها، فلم أعرف موضعها وتحيرت واتهمني صاحب الوديعة. فخرجت من بيتي مغموما متحيرا ورأيت جماعة من الناس يتوجهون إلى (1) ععون الاخبار: 2 - 279. (2) المصدر: 2 - 289.
[158]
مشهد الرضا عليه السلام فخرجت معهم إلى المشهد، وزرت ودعوت الله عز وجل أن يبين لي موضع الوديعة، فرأيت هناك فيما يرى النائم كأن آت أتاني فقال لي: دفنت الويعة في موضع كذا وكذا. فرجعت إلى صاحب الوديعة، فارشدته إلى ذلك الموضع الذي رأيته في المنام وأنا غير مصدق بما رأيت، فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان فحفره واستخرج منه الوديعة بختم صاحبها، فكان الرجل بعد ذلك يحدث الناس بهذا الحديث ويحثهم على زيارة هذا المشهد على ساكنه التحية والسلام (1). عنه قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الفضل التميمي الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن القهستاني، قال: كنت بمرو الروذ: فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازا اسمه حمزة، فذكر أنه خرج من مصر زائرا إلى مشهد الرضا عليه السلام بطوس وأنه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس، فزار وصلى ولم يكن ذلك اليوم زائرا غيره. فلما صلى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه ويغلق الباب فسأله أن يغلق عليه الباب ويدعه في المشهد ليصلى فيه، فإنه جاء من بلد شاسع ولا يخرجه وإنه لا حاجة له في الخروج، فتركه وعلق عليه الباب وأنه كان يصلى وحده إلى أن أعيى فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعة، فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجهة و جهه رقعة عليها هذان البيتان: من سره أن يرى قبرا برؤيته * يفرج الله عمن زاره كربه فليأت ذا القبر إن الله أسكنه * سلالة من نبي الله منتجبه قال: فقمت وأخذت في الصلوة إلى وقت السحر، ثم جلست كجلستي لا أولي ووضعت رأسي على ركبتي، فلما رفعت رأسي لم أرما على الجدار شيئا وكان الذي (1) عيون الاخبار: 2 - 279.
[159]
أراه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك الساعة، قال: فانفلق الصبح وفتح الباب وخرجت من هناك (1). عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي البصري المعدل، قال: رأي رجل من الصالحين فيما يرى النائم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أزور من أولادك ؟ فقال صلى الله عليه وآله إن من أولادي من أتاني مسموما وإن من أولادي من أتانى مقتولا. قال: فقلت له فمن أزور منهم يا رسول الله مع تشتت مشاهدهم - أو قال أماكنهم ؟ قال: من هو أقرب منك - يعنى بالمجاورة وهو مدفون بأرض الغربة - قال: فقلت يا رسول الله تعني الرضا عليه السلام ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قل صلى الله عليه قل صلى الله عليه ثلاثا. (2) عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان، قال خرج علينا رجلان من الرى برسالة بعض السلاطين بها إلى الأمير نصر بن أحمد ببخارا وكان أحدهما من أهل الرى والآخر من أهل قم، وكان القمي على المذهب الذي كان قديما بقم في النصب وكان الرازي متشيعا. فلما بلغا نيسابور قال الرازي للقمي: ألا نبتد أبزيارة الرضا عليه السلام، ثم نتوجه إلى بخارا ؟ فقال القمي: قد بعثنا سلطاننا برسالة ألى الحضرة ببخارا فلا يجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتى نفرغ منها، فقصدا بخار أو أديا الرسالة ورجعا حتى أذا حاذيا طوس، فقال الرازي للقمي: ألا تزور الرضا عليه السلام ؟ (1) عيون الاخبار: 2 - 280. (2) المصدر: 2 - 281.
[160]
فقال: خرجت من الري مرجئا لا أرجع إليها رافضيا، قال: فسلم الرازي أمتعته ودوابه إليه، وركب حمارا وقصد مشهد الرضا عليه السلام، وقال لخدام المشهد خلوا لي المشهد هذه الليلة وادفعوا إلى مفتاحه، ففعلوا ذلك، قال: فدخلت المشهد وغلقت الباب وزرت الرضا عليه السلام، ثم قمت عند رأسه وصليت ما شاء الله تعالى و ابتدأت في قراءة القرآن من أوله. قال: فكنت أسمع صوتا بالقرآن كما أقرأ، فقطعت صوتي وزرت المشهد كله وطلبت نواحيه، فلم أر أحدا، فعدت إلى مكاني وأخذت في القراءة من أول القرآن، فكنت أسمع الصوت كما أقرأ لا ينقطع، فسكت هنيئة وأصغية بأذني فإذا الصوت من القبر، فكنت أسمع مثل ما أقرأ حتى بلغت آخر سورة مريم عليهها السلام. فقرأت: (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جنهم وردا) فسمعت الصوت من القبر يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون ألى جهنم وردا، حتى ختمت القرآن وختم، فلما أصبحت رجعت إلى نوقان، فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة فقالوا: هذا في اللفظ والمعنى مستقيم، لكنا لا نعرفه في قراءة أحد. قال: فرجعت إلى نيسابور فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة، فلم يعرفها أحد منهم حتى رجعت إلى الري، فسألت بعض المقرئنين عن هذه القراءة فقلت: من قرأ يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنم وردا. فقال لى: من أين جئت بهذا، فقلت وقع لى إحتياج إلى معرفتها في أمر حدث لي، فقال: هذه قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية أهل البيت عليهم السلام، ثم استحكاني السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة، فقصصت عليه القصة وصحت لي القراءة. (1) (1) عيون الاخبار: 2 - 281.
[161]
عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد الله الهروي، قال: حضر المشهد رجل من أهل بلخ ومعه مملوك له، فزار هو ومملوكه الرضا عليه السلام وقال: الرجل عند رأسه يصلى، ومملوكه يصلى عند رجليه، فلما فرغا من صلوتهما سجدا، فأطا لا سجودهما، فرفع الرجل رأسه من السجود قبل المملوك ودعا بالمملوك، فرفع رأسه من السجود وقال: لبيك يا مولاى. فقال له: تريد الحرية ؟ فقال: نعم، فقال: أنت حر لوجه الله تعالى ومملوكتي فلانة ببلخ حرة لوجه الله تعالى، وقد زوجتها منك بكذا وكذا من الصداق، وضمنت لها ذلك عنك وضيعتي الفلانه وقف عليكما وعلى أولاد كما وأولاد أولاد كما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام عليه السلام فبكى الغلام وحلف بالله تعالى وبالإمام عليه السلام أنه ما كان يسأل في سجوده إلا هذه الحاجة بعينها وقد تعرفت الإجاجة من الله تعالى بهذه السرعة. (1) عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطار المعاذي، قال: حدثنا أبو النصر النيسابوري، قال: أصابتني علة شديدة ثقل منها لساني، فلم أقدر على الكلام، فخطر ببالي أن أزور الرضا عليه السلام وأدعو الله تعالى عنده وأجعله شفيعي إليه حتى يعافيني من علتي ويطلق لساني، فركبت حمارا وقصدت المشهد وزرت الرضا عليه السلام وقمت عند رأسه وصليت ركعتين وسجدت وكنت في الدعاء والتضرع مستشفعا بصاحب هذا القبر إلى الله تعالى أن يعافيني من علتي ويحل عقدة لساني. فذهبت في النوم في سجودي فرأيت في المنام كان القبر قد انفرج وخرج منه رجل كهل آدم شديد الادمة، فدنا مني وقال لي: يا أبا نصر قل لا إله الا الله، قال: فأومأت إليه كيف أقول ولساني مغلق، قال: فصاح على صيحة فقال: تنكر الله قدرته، (1) عيون الاخبار: 2 - 282.
[162]
قل لا إله الا الله، قال: فانطلق لساني، فقلت: لا إله إلا الله، ورجعت إلى منزلي راجلا وكنت أقول: لا إله إلا الله، وانطلق لساني ولم يغلق بعد ذلك. عنه، قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي، قال: سمعت أبا النصر المؤدب يقول: امتلأ السيل يوما بسناباذ وكان الوادي أعلى من المشهد، فألقبل السيل حتى إذا قرب من المشهد خفنا على المشهد منه فارتفع بإذن الله ووقع في قناة أعلى من الوادي ولم يقع في المشهد منه شئ (1). عنه، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي النيسابوري، قال: حدثني محمد بن أحمد السناني النيسابوري، قال: كنت في خدمة الأمير أبي نصر ابن أبي علي الصغاني صاحب الجيش وكان محسنا إلي فصحبته ألى صغانيان، وكان أصحابه يحسدونني على ميله إلي وإكرامه لي. فسلم إلي في بعض الأوقات كيسا فيه ثلث آلاف درهم وبختمه وأمرني أن أسلمه في خزائنه، فخرجت من عنده فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحاجب ووضعت الكيس عندي وجعلت احدث الناس في شغل لي، فسرق ذلك الكيس، فلم أشعر به، وكان للأمير أبي النصر غلام يقال له خطلخ تاش، وكان حاضرا. فلما نظرت لم أرا الكيس، فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبرا وقالوا لي: ما وضعت هيهنا شيئا ؟ فما وضعت هذا إلا افتعالا وكنت عارفا بحسدهم لي، فكرهت على تعريف الأمير أبي نصر الصغاني لذلك خشية أن يتهمني فبقيت متحيرا متفكرا لا أدري من أخذ الكيس. وكان أبي إذا وقع له أمر يحزنه فزع إلى مشهد الرضا عليه السلام فزاره ودعا الله تعالى عنده وكان يكفى ذلك ويفرج عنه، فدخلت إلى الأمير أبي نصر من الغد، فقلت له: أيها الأمير تأذن لي في الخروج إلى طوس فلي بها شغل ؟ فقال لي: وما (1) عيون الاخبار: 2 - 283.
[163]
هو ؟ فقلت لي غلام طوسي فهرب مني وقد فقدت الكيس وأنا أتهمه به. فقال لي: انظر أن لا تفسد حالك عندنا فقلت: أعود بالله من ذلك فقال لي: ومن تضمن لي الكيسى إن تأخرت ؟ فقلت له: إن لم أعد بعد أربعين يوما فمنزلي وملكي بين يديك، فكتب إلى أبي الحسن الخزاعي بالقبض على جميع أسبابي بطوس فأذن لي فخرجت وكنت أكتري من منزل إلى منزل حتى وافيت المشهد على ساكنه السلام فزرت ودعوت الله تعالى عند رأس القبر أنى يطلعني على موضع الكيس. فذهب بي النوم هناك فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المنام يقول لي: قم فقد قضى الله حاجتك فقمت وجددت الوضوء وصليت ما شاء الله تعالى ودعوت، فذهب بي النوم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المنام فقال لي: الكسى سرقه خطلخ تاش ودفنه تحت الكانون في بيته وهو هناك بختم أبي نصر الصغاني. قال: فانصرفت إلى الأمير أبي نصر قبل الميعاد بثلثة أيام، فلما دخلت عليه فقلت له، قد قضيت لي حاجتي، فقال: الحمد لله فخرجت وغيرت ثيابي وعدت إليه فقال أين الكيس ؟ فقلت له: الكيس مع خطلخ تاش، فقال: من أين علمت فقلت: أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في منامي عند قبر الرضا عليه السلام. قال: فاقشعر بدنه لذلك، وأمر بإحضار خطلخ تاش، فقال له: إن الكيس الذي أخذته من بين يديه، فأنكر وكان من أعز غلمانه فأمر أن يهدد بالضرب، فقلت: أيها الأمير لا تأمر بضربه، فإن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيه. قال: وأين هو قلت هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم الأمير، فبعث إلى منزله بثقة وأمر بحفر موضع الكانون فتوجه لى منزله وحفر وأخرج الكيس مختوما، فوضعه بينى يديه، فلما نظر الأمير إلى الكيس وختمه عليه، قال لي: يا أبا نصر لم أكن عرفت فضلك قبل هذا الوقت وسأزيد في برك وإكرامك وتقديمك
[164]
ولو عرفتني أنك تريد قصد المشهد لحملتك على دابة من دوابي. قال: أبو نصر: فخشيت أولئك الأتراك أن يحقدوا على ما جرى، فيوقعوني في بلية، فاستأذنت الأمير وجئت ألى نيسابور وجلست في الحانوت أبيع التبن إلى وقتي هذا ولا قوة إلا بالله (1). عنه قال: حدثنا أبو الفضل بن محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي رضي الله عنه، قال: سمعت الحاكم الرازي صاحب أبي جعفر العتبي، يقول: بعثني أبو جعفر العتبي رسولا إلى أبي منصور بن عبد الرزاق، فلما كان يوم الخميس استأذنته في زيارة الرضا عليه السلام، فقال: اسمع مني ما أحدثك به في أمر هذا المشهد. كنت في أيام شبابي أتعصب على أهل هذا المشهد وأتعرض الزوار في الطريق وأسلب ثيابهم ونفقاتهم ومرقعاتهم، فخرجت متصيدا ذات يوم وأرسلته فهدا على غزال، فما زال يتبعه حتى ألجأه إلى حائط المشهد، فوقف الغزال ووقف الفهد مقابله لا يدنو منه، فجهدنا كل الجهد بالفهد أن يدنو منه، فلم ينبعث كان متى فارق الغزال موضعه يتبعه الفهد، فإذا التجاء إلى الحائط رجع عنه، فدخل الغزال جحرا في حائط المشهد. فدخلت الرباط فقلت لأبي النصر المقرئ: أين الغزال الذي دخل هيهنا الآن ؟ فقال: لم أره، فدخلت المكان المكان الذي دخله، فرأيت بعز الغزال وأثر البول ولم أر الغزال وفقدته، فنذرت الله تعالى أن لا أوذي الزوار بعد ذلك ولا أتعرض لهم إلا بسبيل الخير، وكنت متي ما دهمني أمر فزعت إلى هذا المشهد، فزرته وسألت الله تعالى فيه حاجتي فيقضيها لي. ولقد سألت الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا، فرزقني إبنا حتى إذا بلغ وقتل (1) عيون الاخبار 2 - 284.
[165]
عدت الى مكاني من المشهد وسألت الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا، فرزقني ابنا آخر ولم أسأل الله تعالى هناك حاجة الا قضاها لي، فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد على ساكنه السلام (1). عنه، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسمعيل السليطي، قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن أبي الفضل السليطي، قال: فرج حمويه صاحب جيش خراسان ذات يوم بنيسابور على ميدان الحسين بن يزيد لينظر إلى من كان معه من القواد بباب عقيل، وكان قد أمر أن يبني ويجعل بيمارستانا، فمر به رجل، فقال لغلام له: اتبع هذا الرجل ورده إلى داري حتى أعود، فلما عاد الأمير حمويه إلى الدار أجلس من كان معه من القواد على الطعام. فلما جلسوا على المائدة، فقال للغلام: أين الرجل. قال: هو على الباب، قال: أدخله، فلما دخل أمر أن يصب على يده الماء وأن يجلس على المائدة، فلما فرغ، قال له: أمعك حمار ؟ قال: لا، فأمر له بحمار، ثم قال له: أمعك دراهم للنفقة ؟ فقال: لا، فأمر له بألف درهم وبزوج جوالق خوزية وبسفرة وبالات ذكرها فاتى بجميع ذلك. ثم التفت حمويه إلى القواد فقال لهم: أتدرون منهذا ؟ قالوا: لا، قال: إعلموا أني كنت في شبابي زرت الرضا عليه السلام وعلى أطمار رثة ورأيت هذا الرجل هناك، وكنت أدعو الله تعالى عند القبر أن يرزقني ولاية خراسان وسمعت هذا الرجل يدعو الله تعالى ويسأله ما قد امرت له به، فرأيت حسن إجابة الله تعالى فيما دعوته فيه ببركة هذا المشهد، فأجبت أن أرى حسن إجابة الله تعالى لهاذا الرجل على يدي، ولكن بيني وبينه قصاص في شئ، قالوا: ما هو ؟. قال: إن هذا الرجل لما رآني وعلى تلك الأطمار الرثة، وسمع طلبتي بشئ (1) عيون الاخبار: 2 - 285.
[166]
عظيم، فصغر عنده محلي في الوقت وركلني برجله قال لي: مثلك بهذا الحال يطمع في ولاية خراسان وقود الجيش فقال له القواد: أيها الأمير اعف عنه واجعله في حل حتى تكون قد أكملت الصنيعة إليه، قال: قد فعلت. وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد وزوج ابنته من زيد بن محمد بن زيد العلوي بعد قتل أبيه (رض) بجرجان وحوله إلى قصره وسلم إليه من النعمة كل ذلك لما كان يعرفه من بركه هذا المشهد ولما خرج أبو الحسين محمد بن أحمد بن زيد العلوي وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها وأنفذه إلى بخارا. فدخل حمويه ورفع قيده، وقال لأمير خراسان: هؤلاء أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم جياع، فيجب أن تكفيهم حتى لا يخرجوا إلى طلب المعاش فأخرج له رسما في كل شهر وأطلق عنه ورده إلى نيسابور، فصار ذلك سببا لما جعل لأهل الشرف ببخارا من الرسم وذلك ببركة هذا المشهد على ساكنه السلام. (1) عنه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاكم رضي الله عنه قال: سمعت أبا علي عامر بن عبد الله البيوردي الحاكم بمرو الروذ وكان من أصحاب الحديث، يقول، حضرت مشهد الرضا عليه السلام بطوس، فرأيت رجلا تركيا قد دخل القبة ووقف عند الراس وجعل يبكى ويدعو بالتركية ويقول: يا رب إن كان ابني حيا فاجمع بيني وبينه، وإن كان ميتا، فاجعلني من خبره على علم و معرفة. قال: وكنت أعرف اللغة التركية، فقلت له: أيها الرجل مالك ؟ فقال كان لي ولد وكان معي في حرب إسحق آباد، ففقدته ولا أعرف خبره وله ام تديم البكاء عليه، فأنا أدعوا لله تعالى هيهنا في ذلك لأني سمعت أن الدعاء في هذا المشهد مستجاب قال: فرحمته وأخذته بيده وأخرجته لا ضيفه ذلك اليوم. (1) عيون الاخبار: 2 - 286.
[167]
فلما خرجنا من المسجد لقينا رجل شاب طوال مختط عليه مرقعة، فلما أبصر بذلك التركي وثب إليه، فعانقه وبكى وعرف كل واحد منهما صاحبه، فإذا هو ابنه الذي كان يدعو الله تعالى أن يجمع بيننا وبينه، أو يجعله من خبره على علم عند قبر الرضا عليه السلام. قال: فسألته كيف وقعت إلى هذا الموضع ؟ فقال: وقعت إلى طبرستان بعد حرب إسحق آباد ورباني ديلمى هناك، فالآن لما كبرت خرجت في طلب أبي وأمي وقد كان خفي على خبرهما، وكنت مع قوم أخذوا الطريق هيهنا، فجئت معهم، فقال ذلك التركي: قد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صح لي به يقيني، وقد آليت على نفسي أن لا أفارق هذا المشهد ما بقيت والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا والصلوة والسلام على محمد المصطفى وآله وسلم تسليما كثيرا. (1) (1) عيون الاخبار: 2 - 287.
[168]
* (باب) * * (المدائح والمراثي) * قال الصاحب الجليل إسمعيل بن عباد رضي الله عنه في إهداء السلام إلى الرضا عليه أفضل الصلواة والسلام: يا يا ساير زائرا إلى طوس * مشهد طهر وأرض تقديس أبلغ سلامي الرضا وحط على * أكرم رمس لخير مرموس والله والله حلفة صدرت * من مخلص في الولاء مغموس إني لو كنت مالكا إربي * كان بطوس الفناء تعريس وكنت أمضي العزيم مرتحلا * منتسفا فيه قوة العيس لمشهد بالذكاء ملتحف * وبالسناء والثناء مأنوس يا سيدي وابن سادتي ضحكت * وجوه دهري بعقب تعبيس لما رأيت النواصب انتكست * راياتها في زمان تنكيس صدعت بالحق في ولائكم * والحق مذكان غير منحوس يا بن النبي الذي به قمع ا * لله ظهور الجابر الشوس وابن الوصي الذي تقدم في * الفضل على البزل القناعيس وحائز الفخر غير منتقص * ولابس المجد غير تلبيس إن بني النصب كاليهود وقد * يخلط تهويدهم بتمجيس كم دفنوا في القبور من * نجس أولى به الطرح في النواويس عالهم عند ما أباحثه * في جلد ثور ومسك جاموس إذا تأملت شوم جبهته * عرفت فيها اشتراك إبليس
[169]
لم يعلموا والأذان يرفعكم * صوت أذان أم قرع ناقوس أنتم حبال اليقين أعلقها * ما وصل العمر حبل تنفيس كم فرقة فيكم نكفر في * ذللت هاماتها بغطيس قمعتها بالحجاج فانخذلت * تجفل عني بطير منحوس إن ابن عباد استجار بكم * فما يخاف الليوث في الخيس كونوا أيا سادتي وسائله * يفسح له الله في الفراديس كم مدحة فيكم يحيزها * كأنها حلة الطواويس وهذه كم يقول قارئها * قد نثر الدر في القراطيس يملك رق القريض قائلها * ملك سليمان عرش بلقيس بلغه الله ما يؤمله * حتى يزور الإمام في طوس وله ايضا في إهداء السلام إلى الرضا عليه السلام: يا زائرا قد نهضا * مبتدرا قد ركضا أبلغ سلامي زاكيا * بطوس مولاى الرضا سبط النبي المصطفى * وابن الوصي المرتضى من حاز عزا أقعسا * وشاد مجدا أبيضا وقل له من مخلص * يرى ولا مفترضا في الصدر لفح حرقة * تترك قلبي حرضا من ناصبين غادروا * قلب الموالي ممرضا صرحت عنهم معرضا * ولم أكن معرضا نابذتهم ولم أبل * إن قيل قد ترفضا يا حبذار فضى لمن * نابذكم وأبغضا ولو قدرت زرته * ولو على جمر الغضا
[170]
لكنني معتقل * بقيد خطب عرضا جعلت مدحي بدلا * من قصده وعوضا أمانة موردة * على الرضا ليرتضى رام ابن عباد بها * شفاعة لم تدحضا (1) الصدوق، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري قال: قال ابن المشيع المدني يرثي إلرضا عليه السلام بشعر يأتي ذكره. إنشاء الله تعالى: يا بقعة مات بها سيدى * ما مثله في الناس من سيد مات الهدى من بعده والندى * وشمر الموت به يفتدي لا زال غيث الله يا قبره * عليك منه رائحا مغتدي كان لنا غيثا به نرتوى * وكان كالنجم به نهتدي إن عليا ابن موسى الرضا * قد حل والسؤدد في ملحد يا عين فابكي بدم بعده * على انقراض المجد والسؤدد (2) ولعلي بن عبد الله الخوافي يرثي الرضا عليه السلام: يا أرض طوس سقاك الله رحمته * ماذا حويت من الخيرات يا طوس طابت بقاعك في الدنيا وطيبها * شخص ثوى بسناباذ مرموس شخص عزيز على الإسلام مصرعه * في رحمة الله مغمور ومغموس يا قبره أنت قبر قد تضمنه * حلم وعلم وتطهير وتقديس فخرا بانك مغبوط بجثته * وبالملائكة الأبرار محروس (3) (1) عيون الاخبار: 1 - 4 - 7. (2) المصدر: 2 - 250. (3) المصدر: 2512.
[171]
الصدوق قال: حدثنا الحاكم علي بن الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيى الصلولي، قال: حدثني هرون بن عبد الله المهلبي، قال: حدثني دعبل بن علي، قال: جاءني خبر موت الرضا عليه السلام وأنا بقم وقلت قصيدتي الرائية في مرثيته عليه السلام: أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر أولاد حرب ومروان وأسرتهم * بنو معيط ولاة الحقد والوغر قوم قتلتم على الإسلام أولهم * حتى إذا استمكنوا جاز وعلى الكفر إربع بطوس على قبر الزكي به * إن كنت تربع من دين على وطر قبران في صوس خير الناس كلهم * قبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما * على الزكي بقرب الرجس من ضرر هيهات كل امرى رهن بما كسبت * له يداه فخذ ما شئت أو فذر (1) قال الصولي: وأنشدني عون بن محمد، قال: أنشدني منصور بن طلحة، قال أبو طلحد: قال أبو محمد اليزيدي: لما مات الرضا عليه السلام رثيته فقلت: ما لطوس لا قدس الله طوس * كل يوم تجوز علقا نفيسا بدأت بالرشيد فاقتبضته وثنت بالرضا علي بن موسى بإمام كالائمة فضلا * فسعود الزمان عادت نحوسا (2) ووجدت في كتاب لمحمد بن حبيب الضبي: قبر بطوس به أقام إمام * حتم إليه زيادة ولمام قبر أقام به السلام وإن غدا * تهدي إليه تحية وسلام قبر سنا أنواره تجلوا العمى * وبتربه قد تدفع الأسقام (1) عيون الاخبار: 2 - 251. (2) عيون اتلابخار: 2 - 251.
[172]
قبر يمثل للعيون محمدا * ووصيه والمؤمنون قيام خشع العيون لذا وذاك مهابة * في كنهها لتحير الأفهام قبر إذا حل الوفود بربعه رحلوا وحطت عنهم الآثام وتزودوا أمن العقاب وأومنوا * من أن يحل عليهم الأعدام الله عنه به لهم متقبل * وبذاك عنهم جفت الأقلام إن يغن عن سقي الغمام فإنه * لو لاه لم تسق البلاد غمام قبر علي بن موسى حله * بثراه يزهو الحل والإحرام فرض إليه السعي كالبيت الذي * من دونه حق له الإعظام من زاره في الله عارف حقه * فالمس منه على الجحيم حرام ومقامه لا شك يحمد في غد * وله بجنات الخلود مقام وله بذاك الله أو في ضامن * قسما إليه تنتهى الأقسام صلى الإله على النبي محمد * وعلت عليا نصرة وسلام وكذا على الزهراء صلى سرمدا * رب بواجب حقها علام وعليه صلى ثم بالحسن ابتدى * وعلى الحسين لوجهه الإكرام وعلى علي ذي التقى ومحمد * صلى وكل سيد وهمام وعلى المهذب والمطهر جعفر * أزكى الصلوة وإن أبي الأقزام الصادق المأثور عنه علم ما * فيكم به تتمسك الأقوام وكذا علي موسى أبيك وبعده * صلى عليك وللصلوة دوام وعلى محمد الزكي فضوعفت * وعلى علي ما استمر كلام وعلى الرضا ابن الرضا الحسن الذي * عم البلاد لفقده الأظلام وعلى خليفته الذي لكم به * تم النظام فكان فيه تمام فهو المؤمل إن يعود به الهدى * غضا وأن تستوثق الأحكام
[173]
لو لا الائمة واحد عن واحد * درس الهدى واستسلم الإسلام كل يقوم مقام صاحبه إلى * أن تنتهي بالقائم الأيام يا بن النبي وحجة الله التي * هي للصلوة والصيام قيام ما من إمام غاب عنكم لم يقم * خلف له تشفى به الأرغام (1) وله أيضا: قبران في طوس الهدى بوا حد * والغى في لحد ثراه ضرام قرب الغوى من الزكي مضاعف * لعذابه ولأنفه الارغام إن الأئمة تستوى في فضلها * والعلم كهل منكم وغلام أنتم إلى الله الوسيلة والأولى * علموا الهدى فهم له أعلام أنتم ولاة الدين والدنيا ومن * لله فيه حرمة وذمام ما الناس إلا من أقر بفضلكم * والجاهدون بهائم وسوام بل هم أضل عن السبيل بكفرهم * والمقتدي منهم بهم أزلام يدعون في دنياكم وكانهم * في جحدهم أنعامكم أنعام يا نعمة الله التي تحبوبها * من يصطفي من خلقه المنعام إن غاب منك الجسم عنا أنه * للروح منك إقامة ونظام أرواحكم موجودة أعيانها * إن عن عيون غيبت أجسام الفرق بينك والنبي نبوة * إذ بعد ذلك تستوي الأقدام قبران في طوس الهدى في واحد * والغي في لحديراه ضرام قبران مقترنان هذا ترعة * جنوية فيها يزار إمام وكذاك ذلك من جهنم حفرة * فيها يجدد للغوي هيام قرب الغوى من الزكي مضاعف * لعذابة ولأنفه الأرغام (1) مناقب ال ابي طالب: 2 - 411.
[174]
إن يدن منه فإنه لمباعد * وعليه من خلع العذاب ركام وكذاك ليس يضرك الرجس الذي * يدنيه منك جنادل ورخام لابل يريك عليك أعظم حسرة * إذ أنت تكرم واللعين يسام سوء العذاب مضاعف تجرى به * الساعات والأيام والأعوام ياليت شعرى هل بقائمكم غدا * يغدو ويكفي للقراع حسام تفطى يداى به غليلا فيكم * بين الحشام لم ترو منه أوام ولقد يهيجني قبوركم إذا * هاجت سواي معالم وخيام من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى * فبمدحكم لي صوة وغرام وإلى أبي الحسن الرضا أهديتها * مرضية تلتذها الأفهام خذها عن الضبي عبدكم الذي * هانت عليه فيكم الألوام إن أقض حق الله فيك فإن لى * حق القرى للضيف إذ يغتام فاجعله منك قبول قصدي أنه * غنم عليه حداني استغنام من كان بالتعليم أدرك حبكم * فمحبتي إياكم إلهام (1) أبو فراس: باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته * وأبصروا بغضه من رشدهم وعموا عصابة شقيت من بعدما سعدت * ومعشر هلكوا من بعدما سلموا لا بيعة ردعتهم عن دمائهم * ولا يمين ولا قربى ولا رحم وأكثر دعبل مراثيه عليه السلام منها: يا حسرة تتردد وعبرة ليس تنفد على علي بن موسى بن جعفر بن محمد ومنها: يا نكبة جاءت من الشرق * لم تتركن مني ولم تبق (1) عيون الاخبار: 2 - 252.
[175]
موت علي بن موسى الرضا * من سخط الله على الخلق وأصبح الإسلام مستعبرا * لثلمة بائنة الرتق سقى الغريب المبتنى قبره * بأرض طوس سيل الودق أصبح عينيي مانعا للكرى * وأولع الأحشاء بالخفق ومنها: ألا مالعين بالدموع استهلت * ولو نفرت ماء الشئون لقلت على من بكته الأرض واسترجعت له * رؤس الجبال الشامخات وذلت وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمها ناحت عليه وكلت فنحن عليه اليوم أجدر بالبكا * لمرزئة عزت علينا وجلت رزئنا رضي الله سبط نبينا * فأخلفت الدنيا له وتولت وما خير دنيا بعد آل محمد صلى الله عليه وآله * ألا لا نباليها إذا ما اضمحلت تجلت مصيبات الزمان ولا أمرى * مصيبتنا بالمصطفين تجلت ومنها: وقد كنا نؤمل أن يحيا * إمام هدى له رأي طريف يرى سكناته فيقول عنهم * وتحت سكونه رأى ثقيف له سمحاء تغدو كل يوم * بنائلة وسارية تطوف فأهدى ريحه قدر المنايا * وقد كانت له ريح عصوف أقام بطوس ملقحة المنايا * مزار دونه نأي قذوف (1) قال أبو الفرج: وأنشدني علي بن سلميان الأخفش لدعبل بن علي الخزاعي يذكر الرضا عليه السلام والسم الذى سقيه، ويرثه إبنا له وينعى على الخلفاء من بني العباس: على الكره ما فارقت أحمد وانطوى * عليه بناء جندل ودفين (1) مناقب آل أبي طالب: 3...
[176]
وأسكنته بيتا خسيسا متاعه * وإني على رغمي به لحنين ولو لا التأسي بالنبي وأهله * لأسبل من عينى عليه شئون هو النفس إلا أن ال محمد * لهم دون نفسي في الفؤاد كمين أضربهم إرث النبي فأصبحوا * يساهم فيه خيفة ومنون دعتهم ذئاب من امية وانتحت * علهيم دراكا أزمة وسنون وعاشت بنو العباس في الدين عيشة * تحكم فيه ظالم وظنين وسموا رشيدا ليس فيهم لرشدة * وما ذاك مأمون وذاك أمين فما قبلت بالرشد منهم رعاية * ولا لو لي بالأمانة دين رئيسهم غاو وطفلاه بعده * لهذا دنا بادو ذاك مجون ألا أيها القبر الغريب محله * بطوس عليك الساريات هتون شككت فما أدرى أمسقي شربة * فأبكيك أم ريب الردى فيهون وأيهما ما قلت إن قلت شربة * وإن قلت موت إنه لقمين أيا عجبا منهم يسمونك الرضا * ويلقاك منهم كلحة وغضون أتعجب لا خلاق أن يتخيفوا * معالم دين الله وهو مبين لقد سبقت فيهم بفضلك آية * لدى ولكن ما هناك يقين (1) المفيد والحسن بن إسماعيل معا عن محمد بن عمران المرزباني عن عبد الله بن يحيى العسكري، عن أحمد بن زيد بن أحمد، عن محمد بن يحيى ابن أكثم عن أبيه قال: أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله وآمنه على نفسه فلما مثل بين يديه و كنت جالسا بين يدى المأمون، فقال: أنشدني قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل و أنكر معرفتها فقال له: لك الأمان عليها كما أمنتك علي نفسك فأنشده: تأسفت جارتي لما رأت زوري * وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر ترجوا لصبى بعد ما شابت ذوائبها * وقد جرت طلقا في حلبة الكبر (1) مقاتل الطالبين: 38.
[177]
أجارتي إن شيب الرس يعلمني ذكر المعاد وإرضائي عن القدر لو كنت أركن للدنيا وزينتها * إذا بكيت على الماضين من نفر أخنى الزمان على أهلي فصدعهم * تصدع الشعب لاقي صدمة الحجر بعض أقام وبعض قد أصاب بهم * داعي المنية والباقي على الأثر أم المقيم فأخشى أن يفارقني * ولست أوبة من ولى بمنتظر أصبحت أخبر على أهلي وعن ولدي * كحالم قص رؤيا بعد مدكر لولا تشاغل عيني بالاولى سلفوا * من أهل بيت رسول الله لم أقر وفي مواليك للتحزين مشغلة * ومن أن يبيت بمفقود على أثر كم من ذراح لهم بالطف بائنة * وعارض بصعيد الترب منغفر أمسى الحسين ومسراهم بمقتله * وهم يقولون هذا سيد البشر يا امة لسوء ما جازيت أحمد في * حسن البلاء على التنزيل والسور خلفتموه على الابناء حين مضى * خلافة الذئب في إنقاذ ذى بقر قال يحيى بن أكثم وأنفذني المأمون في حاجة فعدت وقد انتهى إلى قوله: لم يبق حى من الأحياء نعلمه * من ذى يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة بأهل الروم والخزر أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر قوم قتلتم على الاسلام أولهم * حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر أبناء حرب ومروان وأسرتهم * بنو معيط ولاة الحقد والوغر إربع بطوس على قبر الزكي بها * إن كنت تربع من دين على وطر هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ ما شئت أو فذر (1) (1) بحار الانوار: 49 - 322.
[178]
في كتاب المقتضب لابن عياش، عن عبد الله بن محمد المسعودي عن المغيرة ابن محمد المهلبي قال: أنشدني عبد الله بن أيوب الخريتي الشاعر وكان انقطاعه إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يخاطب إبنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفاة أبيه الرضا عليهما السلام يابن الذبيح ويا بن أعراق الثرى * طابت ارومته وطاب عروقا بابن الوصي وصي أفضل مرسل * أعني النبي الصادق المصدوقا مالف في خرق القوابل مثله * أسد يلف مع الخريق خريقا يا أيها الحبل المتين متى أغد يوما بعقوته أجده وثيقا أنا عائذ بك في القيامة لائذ أبغي لديك من النجاة طريقا لا يسبقنى في شفاعتكم غدا * أحد فلست بحبكم مسبوقا يا ابن الثمانية الأئمة غربوا * وأبا الثلاثة شرقوا تشريقا إن المشارق والمغارب أنتم * جاء الكتاب بذالكم تصديقا (1) قال أبو الفرج هذه القصيدة ذكر محمد بن على بن حمزة أنها في علي بن موسى الرضا عليهما السلام: يا صاحب العيس يحدى في أزمتها * اسمع واسمع غدا يا صاحب العيس أقر السلام على قبر بطوس ولا * تقر السلام ولا النعمى على طوس فقد أصاب قلوب المسلمين بها * روع وأفرخ فيها روع إبليس وأخلست واحد الدنيا وسيدها * فأي مختلس منا ومخلوس ولو بدا الموت حتى يستدير به * لاقى وجوه رجال دونه شوس بؤسا لطوس فما كانت منازله * مما تخوفه الأيام بالبؤس معرسي حيث لا تعريس ملتبس * يا طول ذلك من نأى وتعريس (1) بحار الانوار: 49 - 325.
[179]
إن المنايا أنالته مخالبها * ودونه عسكرجم الكراديس أو في عليه الردي في خيس أشبله * والموت يلقى أبا الاشبال في الخيس ما زال مقتبسا من نور والده * إلى النبي ضياء غير مقبوس في منبت نهضت فيه فروعهم * بباسق في بطاع الملك مغروس والفرع لا يرتقى إلا على ثقة * من القواعد والدنيا بتأسيس لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا لطم الخدود ولا جدع المعاطيس من يوم طوس الذي نادت بروعته * لنا النعاة وأغواه القراطيس حقا بأن الرضا أودى الزمان به ما يطلب الموت إلا كل منفوس ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش * رمسا كآخر في يومين مرموس بمطلع الشمس وافته منيته * ما كان يوم الردى عنه بمحبوس يا نازلا جدثاني غير منزله * ويا فريسة يوم غير مفروس لبست ثوب البلى اعزز على به * لبسا جديدا وثوبا غير محبوس صلى عليك الذي قد كنت تعبده * تحت الهواجر في تلك الأماليس لو لا مناقصة الدنيا محاسنها * لما تقابسها أهل المقابيس أحلك الله دارا غير زائلة * في منزل برسول الله مأنوس الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هرون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سلمان النوفلي قال: إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولي عهده وإن الشعراء قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا عليه السلام وصوبوا رأى المأمون في الأشعار دون أبي نواس فإنه لم يقصده ولم يمحده ودخل على المأمون فقال له: يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني و ما أكرمته به، فلما ذا أخرته مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك، فأنشد يقول:
[180]
قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه لك من جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدى مجتنيه فعلى ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أهتدى لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه فقال المأمون: أحسنت ووصله من المال بمثل الذى وصل به كافة الشعراء و فضله عليهم. (1) عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن يحيى الفارسي، قال: نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نواس، فسلم عليه و قال: يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعها مني قال: هات فأنشأ يقول: مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلواة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * فماله من قديم الدهر مفتخر فالله لما برى خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفيكم أيها البشر فأنتم الملاء الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور فقال الرضا عليه السلام قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، ثم قال يا غلام هل معك من نفقتنا شئ ؟ فقال: ثلث مأة دينار، فقال: أعطها إياه، ثم قال عليه السلام: لعله استقلها يا غلام سق إليه البغلة. (2) عنه قال: حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين بن إبراهيم الكرخي الكاتب بإيلاق قال حدثنا أبو الحسن محمد بن صقر الغساني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي (1) عيون الاخبار: 2 - 142. (2) المصدر: 2 - 144.
[181]
قال سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه، فسئل عنه ولم يرو وجهه فقيل: إنه علي بن موسى الرضا عليه السلام فانشأ يقول: إذا أبصرتك العين من بعد غاية وعارض فيك الشك أثبتك القلب ولو أن قوما أمموك لقادهم * نسميك حتى يستدل بك الركب (1) عنه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما، قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلم بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي (ره) على علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو، فقال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا انشدها أحدا قبلك: قال عليه السلام هاتها فانشده: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحى مقفر العرصات فلما بلغ إلى قوله: أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام، وقال له: صدقت يا خزاعي، فلما بلغ إلى قوله: إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن عليه السلام يقلب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات، فلما بلغ إلى قوله: لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجوا لأمن بعد وفاتي قال الرضا عليه السلام: آمنك الله يوم الفزع الأكبر، فلما انتهى إلى قوله: وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات (1) عيون الاخبار: 2 - 144.
[182]
قال له الرضا عليه السلام: أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام: وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟ فقال الرضا عليه السلام: قبري ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيمة مغفورا له، ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار. فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية، فقال له، يقول لك مولاي إجعلها في نفقتك، فقال دعبل: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي، ورد الصرة وسأل ثوبا من ثياب الرضا عليه السلام ليتبرك ويتشرف به، فأنفذ إليه الرضا عليه السلام جبة خز مع الصرة. وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها، فأخذ دعبل الصرة والجبة وانصرف وسار من مرو في قافلة، فلما بلغ ميان قوهان (1) وقع عليهم اللصوص فأخذوا القافلة بأسرها وكتفوا أهلها وكان دعبل فيمن كتف وملك اللصوص القافلة، وجعلوا يقسمونها بينهم فقال رجل من القوم متمثلا بقول دعبل في قصيدته: (1) ميان قوهان معرب (ميان كوهان) يعنى وسط الجبال وهذه الواقعة كانت في ناحية بين ابيورد ونسا، ويقال لهذه المنطقة اليوم: (كلات) و (درگز) وهذه الناحية كانت من قديم لزمان مأوى للصوص والعيارين وقطاع طريق والاكراد الحرامية والمتمردين، كانوا يقطعون الطريق ويأخذون الاموال ثم يخفون في شعاب الجبال وهى الجبل المعروف اليوم به (هزار مسجد).
[183]
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات فسمعه دعبل فقال له: لمن هذا البيت ؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل ابن علي، قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت، فوثب الرجل إلى رئيسهم وكان يصلي على رأس تل وكان من الشيعة، فأخبره فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل، وقال له: أنت دعبل ؟ فقال نعم، فقال له أنشدني القصيدة: فأنشدها فحل كتافه وكتاف جميع أهل القافلة ورد إليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل، وسار دعبل حتى وصل إلى قم، فسأهل أهل قم أن ينشدهم القصيدة، فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع، فلما اجتمعوا صعد المنبر، فأنشدهم القصيدة فوصله الناس من المال والخلع بشئ كثير واتصل بهم خبر الجبة، فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار. فامتنع من ذلك فقالوا له: فبعنا شيئا منها بألف دينار، فأبى عليهم وسار عن قم، فلما خرج من رستاق البلد، لحق به قوم من أحداث العرب وأخذوا الجبة منه فرجع دعبل إلى قم وسألهم رد الجبة فامتنع الأحداث من ذلك، وعصوا المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل: لا سبيل لك إلى الجبة فخذ ثمنها ألف دينار، فأبى عليهم، فلما يئس من ردهم الجبة سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها، فأجابوه إلى ذلك وأعطوه بعظها ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار، وانصرف دعبل إلى وطنه. فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المأة الدينار التي كان الرضا عليه السلام وصله بها، فباع من الشيعة كل دينار بمأة درهم، فحصل في يده عشرة ألف درهم فذكر قول الرضا عليه السلام: إنك ستحتاج إلى الدنانير، وكانت له جارية لها من قلبة محل فرمدت عنها رمدا عظيما، فأدخل أهل الطب عليها فنظروا إليها. فقالوا أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما اليسرى فنحن
[184]
نعالجها ونجتهد ونرجوا أن تسلم، فاغتم لذلك دعبل غما شديدا وجزع عليها جزعا عظيما، ثم إنه ذكر ما كان معه من وصلة الجبة فمسحها على عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح ما كانتا قبل، ببركة أبي الحسن الرضا عليه السلام (1). قال الإربلي: ومنها قصة دعبل بن علي الخزاعي الشاعر، قال دعبل: لما قلت مدارس آيات، قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو بخراسان ولي عهد المأمون في الخلافة، فوصلت المدينة وحضرت عنده وأنشدته اياها فاستحسنها وقال لي: لا تنشدها أحدا حتى آمرك. واتصل خبري بالخليفة المأمون فأحضرني وسائلني عن خبري. ثم قال يا دعبل: أنشدني (مدارس آيات خلت من تلاوة) فقلت: ما أعرفها يا أمير المؤمنين فقال: يا غلام أحضرنا أبا الحسن على بن موسى الرضا، قال: فلم تكن إلاع ساعة حتى حضر، فقال له: يا أبا الحسن سألت دعبلا عن (مدارس آيات) فذكر أنه لا يعرفها: فقال لي: أبو الحسن: يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بقريب من ذلك. فقلت يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني، فقال: نعم، ثم دفع إلي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي: احفظ هذا تحرس به. ثم دفع إلي ذو الرياستين أبو العباس الفضل بن سهل وزير المأمون صلة وحملني على برذون أصفر خراساني وكنت اسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس منه، فأمر لي به ودعا بغيره جديد فلبسه، وقال: إنما اثرتك للبس لأنه خير الممطرين قال فأعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه، ثم كررت راجعا إلى العراق. (1) عيون الاخبار: 2 - 363 - 265.
[185]
فلما صرت في بعض الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا، وكان ذلك اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص وضر شديد وأنا متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشفة، ومتفكر في قول سيدي الرضا إذا مر بي واحد من الأكراد الحرامية تحته الفرس الأصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر ووقف بالقرب مني ليجتمع عليه أصحابه وهو ينشد: (مدارس آيات خلت من تلاوة) ويبكي. فلما رأيت ذلك منه عجبت من لص من الأكراد يتشيع (1)، ثم طمعت في القميص والمنشفة فقلت يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال وما أنت وذاك فقلت: لي فيه سبب أخبرك به، فقال: هي أشهر بصاحبها أن تجهل، فقلت: من هو ؟ قال: دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا، فقلت له: والله يا سيدي أنا دعبل وهذه قصيدتي فقال: ويلك ما تقول: قلت: الأمر أشهر من ذلك، فأرسل إلى أهل القافلة، فاستحضر منهم جماعة وسألهم عني. فقالوا بأسرهم: هذا دعبل بن علي الخزاعي فقال: قد أطلقت كلما أخذ من القافلة خلالة فما فوقها كرامة لك، ثم نادى في أصحابه: من أخذ شيئا فليرده، فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم ورجع إلى جميع ما كان معي ثم بدرقنا الى المأمن (1) يظهر من هذه الرواية أن الاكراد يسكنون خراسان من صدر الاسلام، وكانوا من الشيعة الامامية وكما سبق آنفا ان هذه الواقعة كانت في ناحية (ميان قوهان) بين ابيورد ونساكما جاء في ترجمة دعبل الخزاعى وهى الناحية المعروفة التى يقال اليوم (كلات) و (در گز) في خراسان. ويد لنا هذا الخبر ان هؤلاء الاكراد لم يكونوا من اللصوص وانما كانوا خارجين على بنى العباس، ويرون الحق لاهل البيت عليهم السلام وكانوا من شيعتهم ولهؤلاء الاكراد اخبار حسان ذكرناها في تاريخ (خبوشان وباورد ونسا).
[186]
فحرست أنا والقافلة ببركة القميص والمنشفة (1). وقال أيضا: وقد أورد الطبرسي رحمه الله قصة دعبل بن علي على زيادت عما ذكرناه فذكرتها عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي على الرضا عليه السلام بمرو قال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي ألا أنشدها أحدا قبلك، فقال الرضا عليه السلام هاتها يا دعبل فانشد وهو: تجا وبن بالأرنان والزفرات * نوايح عجم اللفظ والنطقات يخبرن بالأنفاس عن سر أنفس * اسارى هوى ماض وآخر آت فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات على العرصات الخاليات من المها * سلام شج صب على العرصات فعهدي بها خضر المعاهد مألفا * من العطرات البيض والخفرات ليالي يعدين الوصال على القلى * ويعدى تدانينا على الغبرات وإذهن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات وإذ كل يوم لي بحظي نشوة * يبيت بها قلبي على نشواث فكم حسرات هاجها بمحسر * وقوفي يوم الجمع من عرفات ألم تر للأيام ماجر جورها * على الناس من نقص وطول شتات ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات فكيف ومن اني بطالب زلفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات وهند وما أدت سمية وابنها اولوا الكفر في الإسلام والفجرات هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور والشبهات ولم تك إلا محنة كشفتهم * بدعوى ضلال من هن وهنات (1) كشف الغمة: 3 - 14.
[187]
تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شورى بغير هدات رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت اجاجا طعم كل فرات وما سهلت تلك المذاهب فيهم * على الناس إلا بيعة الفلتات وما قيل أصحاب السقيفة جهرة * بدعوى تراث في الضلال تبات ولو قلدوا الموصى إليه امورها * لزمت بمأمون عن العثرات أخي خاتم الرسل الصفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات فإن جحدوا كان الغدير شهيده * وبدر واحد شامخ الهضبات وآى من القرآن يتلى بفضله * وإيثاره بالقوت في اللزبات وغر خلال أدركته بسبقها * مناقب كانت فيه مؤتنقات مناقب لم تدرك بخير ولم تنل * بشئ سوى حد القنا الذربات نجى لجبرئيل الأمين وأنتم * عكوف على العزى معا ومنات بكيت لرسم الدار من عرفات * وأجريت دمع العين بالعبرات وبان عرا صبري وهاجت ضبائتي * رسوم ديارقد عفت وعرات مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحى مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات ديار لعبد الله بالخيف من منى * وللسيد الداعي إلى الصلوات ديار علي والحسين وجفعر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجي رسول الله في الخلوات وسبطي رسول الله وابنى وصيه * ووارث علم الله والحسنات منازل وحي الله ينزل بينها * على أحمد المذكور في السورات منازل قوم يهتدي بهداهم * وتؤمن منهم زلة العثرات منازل كانت للصلوة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات منازل يتم لا يحل بربعها * ولابن صهاك فاتك الحرمات
[188]
ديار عفاها جور كل منابذ * ولم تعف للأيام والسنوات فقا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات وأين الاولى شطت بهم غربة النوى * أفانين في الأطراف مفترقات هم أهل ميراث النبي إذ اعتزوا * وهم خيرة سادات وخير حمات إذا لم نناج الله في صلواتنا * بأسمآئهم لم يقبل الصلوات مطاعيم في الأعسار في كل مشهد * لقد شرفوا باالفضل والبركات وما الناس الا غاصب ومكذب * ومضطعن ذو إحنة وترات إذا ذكرو قتلى ببدر وخيبر * ويوم حنين أسبلوا العبرات فكيف يحبون النبي ورهطه * هم تركوا أحشاء هم وعزات لقد لا ينوه في المقال واضمروا * قلوبا على الأحقاد منطويات فإن لم تكن إلا بقربي محمد * فهاشم أولى من هن وهنات سقى الله قبرا بالمدينة غيثه * فقد حل فيه الأمن بالبركات نبي الهدى صلى عليه مليكه * وبلغ عنا روحه التحفات وصلى عليه الله ما ذر شارق * ولاحت نجوم الليل مبتدرات أفاطم لو خلت الحسين مجد لا * وقد مات عطشانا بشط فرات إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلات قبور بكوفان واخرى بطيبة * واخرى بفخ نالها صلوات وأخرى بأرض الجزجان محلها وقبر بباخمرى لدى العزبات وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات وقبر بطوس يالها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الغم والكربات علي بن موسى أرشد الله أمره * وصلى عليه أفضل الصلوات
[189]
فأما الممضات التي لست بالغا * مبالغها معني بكنه صفات قبور ببطن النهر من جنب كربلا * معرسهم منها بشط فرات توفوا عطاشا بالفرات فليتني * توفيت فيهم قبل حين وفاتي ألى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الثكل والنظعات أخاف بأن ازدارهم فتشوقني * مصارعهم بالجزع فالنخلات تغشاهم ريب المنون فما ترى * لهم عقرة مغشية الحجرات خلا أن منهم بالمدينة عصبة * مدينين أنضاء من اللزبات قليلة زوار سوى أن زورا * من الضبع والعقبات والرخمات لهم كل يوم تربة بمضاجع * ثوت في نواحي الأرض مفترقات تنكبت لاواء السنين جوارهم * ولا تصطليهم جمرة الجمرات وقد كان منهم بالحجاز وأرضها * مغاوير تجارون في الأزمات حمى لم تزره المذبنات وأوجه * تضئ لدى الأستار والظلمات إذا وردوا خيلا بسمو من القنا * مساعير حرب أقحموا الغمرات فإن فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والفرقان والسورات وعدوا عليا ذا المناقب والعلى * وفاطمة الزهراء خير بنات وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى * وجعفرا الطيار في الحجبات أولئك لا ملقوح هند وحزبها * سمية من نوكى ومن قذرات ستسأل تيم عنهم وعديها * وبيعتهم من أعجز العجزات هم منعوا الاباء عن أخذ حقهم * وهم تركوا الأبناء رهن شتات وهم عدلوها عن وصي محمد * فبيعتهم جاءت عن الغدرات وليهم صنو النبي محمد * أبو الحسن الفراج للغمرات ملامك في آل النبي فانهم * أحباي ما داموا وأهل ثقات
[190]
تخيرتهم رشدا لنفسي إنهم * على كل حال خيرة الخيرات نبذت إليهم بالمودة صادقا * وسلمت نفسي طائعا لولاتي فيا رب زدني في هواي بصيرته * وزد حبهم يا رب في حسناتي سأبكيهم ما حج لله راكب * وما ناح قمرى على الشجرات وإنى مولاهم وقال عدوهم * وإني لمحزون بطول حياتي بنفسي أنتم من كهول وفتية لفك عتاة أو لحمل ديات وللخيل لما قيد الموت خطوها * فأطلقتم منهن بالذربات احب قصي الرحم من أجل حبكم * وأهجر فيكم زوجتي وبناتي وأكتم حبيكم مخافة كاشح * عنيد لأهل الحق غير موات فياعين بكيهم وجودي بعبرة * فقد آن للتسكاب والهملات لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجوا الأمن بعد وفاتي ألم ترأني مذ ثلاثون حجة * أروح وأغدوا دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات وكيف أداوي من جوى بى والجوى * أمية أهل الكفر واللعنات وآل زياد في الحرير مصونة * وآل رسول الله منهتكات سأبكيهم ماذر في الأفق شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات ديار رسول الله أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات وآل رسول الله تدمى نحورهم * وآل زياد ربة الحجلات وآل رسول الله يسبى حريمهم * وآل زياد آمنوا السربات إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
[191]
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أوغد * تقطع نفسي إثرهم حسرات خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي علي النعماء والنقمات فيا نفس طيببي ثم يانفس فابشري * فغير بعيد كل ما هو آت ولا تجزعي من مدة الجور إننى * أرى قوتي قد آذنت بثبات فيا رب عجل ما اومل فيهم * لأشفي نفسي من أسى المحنات فان قرب الرحمان من تلك مدتي * وأخر من عمري ووقت وفاتي شفيت ولم أترك لنفسي غصة * ورويت منهم منصلي وقناتي فإني من الرحمان أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير تباتي عسى الله أن يرتاح للخقق إنه * إلى كل قوم دائم اللحظات فإن قلت عرفا أنكروه بمنكر * وغطوا على التحقيق بالشبهات تقاصر نفسي دائما عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العبرات أحاول نقل الصم عن مستقرها * وإسماع أحجار من الصلدات فحسبي منهم أن أبوء بغصة * تردد في صدري وفي لهواتي فمن عارف لم ينتفع ومعاند * تميل به الأهواء للشهوات كأنك بالأضلاع قد ضاق ذرعها * لما حملت من شدة الزفرات (1) قال ابن خلكان: إن بعض أصحاب أبي نواس قال له: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمرا ولا طردا ولا معنى، إلاق لت فيه شيئا، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا، فقال: والله ما تركت ذلك إلا إعظاما ماله، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة: (1) كشف الغمة: 3 - 157 - 164.
[192]
قيل لي أنت أحسن الناس شعرا * في فنون من الكلام النبيه (1) إلى آخر الأبيات إلى نقلناها عن العيون. قال الإربلي: والمنة لله تعالى تعالى، فهو الذي أمد بالتوفيق، وهدى إلى الطريق، ولا منة عليهم عليهم السلام، فان الواجب على العبد مدح سيده، ووصف فخاره وسؤدده، والذب عنه بلسانه ويده، وقد سمع خاطري بشعر في مدحه موسوم وبشريف اسمه و اسمي مرقوم. وأنا أعتذر إلى محله الشريف، ومقامه العالي المنيف من التصير عما يجب لقدره الخطير، ولكن لأمر ما جذع ما جذع أنفه قصير، فإني احب أن أكون من شعراء مجدهم، وإن كنت مقصرا عما يجب لعبدهم أو لأحد من أهل ودهم والشعر: أيها الراكب المجد قف العيس * إذا ما حللت في أرض طوسا لا تخف من كلالها ودع التأ * ديب دون الوقوف والتعريسا والثم الأرض إن رأيت ثرى مش * - هد خير الورى على بن موسى وابلغنه تحية وسلاما * كشذى المسك من علي بن عيسى قال سلام إلآ له في كل وقت * يتلقى ذاك المحل النفيسا منزل لم ينزل به ذاكر الله * يتلو التسبيح والتقديسا دار عز ما انفك قاصد هاير * جى إليها آماله والعيسا بيت مجد ما زال وقفا عليه * الحمد والمدح والثناء جليسا ما عسى أن يقال في مدح قوم * أسس الله مجدهم تأسيسا ما عسى أن أقول في مدح قوم * قدس الله ذكرهم تقديسا هم هداة الورى وهم أكرم النا س اصولا شريفة ونفوسا (1) وفيات الاعيان: 2 - 433.
[193]
إن عزت أزمة تندوا غيوثا * أودجت شبهة تبدى شموسا شرفوا الخيل والمنابر لما * افترعوها والناقة العنتريسا معشر حبهم يجلي هموما * ومزاياهم تحلي طروسا كرموا مولدا وطابوا اصولا * وزكوا محتدا وطالوا غروسا ليس يشقى بهم جليس ومن كا * ن ابن شورى إذا أرادوا جليسا قمت في نصرهم بمدحى لما فاتني أن أجر فيه خميسا ملأ وبالولاء قلبي رجاء * وبمدحي لهم ملأت الطروسا فتراني لهم مطيعا حنينا * وعلى غيرهم إبيا شموسا يا علي الرضا أبثك ودا * غادر القلب بالغرام وطيعا مذهبي فيك مذهبي وبقلبي * لك حب أبقي جوى ورسيسا لا أرى داءه بغيرك يشفى * لا ولا جرمه بغيرك يوسا أتمني لو زرت مشهدك العا * لي وقبلت ربعك المأنوسا أنا عز أن أزورك يقظا * ن فزر في النوم وأشف السيسا وإذا عبد لكم مطيع إذا ما * كان غيري مطاوعا إبليسا قد تمسكت منكم بولاء * ليس يلقى القشيب منه دريسا أترجى به النجاة إذا ما * خاف غيري في الحشر ضرا وبؤسا فأداني والوجه منى طلق * وأرى وأوجه الشناة عبوسا لا أقيس الأنام منكم بشسع * جل مقدار مجدكم أن أقيسا من عددنا من الورى كان مر * ؤسا ومنكم من عد كان رئيسا فغدا العالمون مثل الذنابي * وغدوت للعالمين رؤسا (1) (1) كشف الغمة: 3 - 182.
[194]
قال في هامش المناقب 2 - 411: في كل عصر لنا منكم إمام هدى * فربعه آهل منكم ومأنوس أمست نجوم سماء الدين آفلة * وظل اسد الثرى قد ضمها الحيس غابت ثمانية منكم وأربعة * يرجى مطالعها ما حلت العيس حتى متى يظهر الحق المنير بكم * فالحق في غيركم داج ومطموس قال عبد الله بن المبارك المروزى المحدث العارف: هذا علي والهدى يقوده * من خيرفتيان قريش عوده * (1) قال الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح الحلي الاسدي، راق الصبوح ورقت الصهباء * وسرى النسيم وغنت الورقاء وكسا الربيع الارض كل مدبج * ليست تجيد مثاله صنعاء والارض بعد العري إما روضة * غناء أو ديباجة خضراء والطير مختلف اللحان فنائح * ومطرب مالت به الأهواء والماء بين مدرج ومجدول * ومسلسل جادت به الأنوار وسري النسيم على الرياض فضمخت * أثوابه عطرية نكباء كمديح آل محمد سفن النجا * فبنظمه تتعطر الشعراء الطيبون الطاهرون الراكعون * الساجدون السادة النجباء منهم علي الأبطحي الهاشمي * اللوذعي إذا بدت ضوضاء ذاك الأمير لدى الغدير أخو * البشير المستنير ومن له الانباء طهرت له الأصلاب من آبائه * وكذاك قد طهرث له الأنباء أفهل يحيط الواصفون بمدحه * والذكر فيه مدائح وثناء ذو زوجة قد أزهرت أنوارها * فلأجل ذالكم اسمها الزهراء (2) مناقب ال ابى طالب: 2 - 413.
[195]
وأئمة من ولدها سادت بها * المتأخرون وشرف القدماء مبداهم الحسن الزكي ومن إلى * أنسابه تتفاخر الكرماء والطاهر المولى الحسين ومن له * رفعت إلى درجاتها الشهداء والندب زين العابدين الماجد * الندب الأمين الساجد البكاء والباقر العلم الشريف محمد * مولى جميع فعاله آلاء والصادق المولى المعظم جعفر * حبر مواليه هم السعداء وإمامنا موسى بن جعفر سيد * بضريحه تتشرف الزوراء ثم الرضا علم الهدي كنز التقى * باب الرجا محيى الدجى الجلاء ثم الجواد مع ابنه الهادى الذي * تهدى الورى آياته الغراء والعسكري إمامنا الحسن الذي * يغشاه من نور الجلال ضياء والطاهر بن الطاهرين ومن له * في الخافقين من البهاء لواء (1) (1) الغدير: 5 - 438.
[196]
* (باب) * * (مشهده ومزاره عليه السلام) * قد ذكرنا في باب شهادته عليه السلام أنه دفن في دار حميد بن قحطبة الطوسى في قرية سناباذ من رستاق نوقان، وكانت هذه الدار في بستان يسكنها الامراء ورجال الدولة العباسية، وبعد مدة قليلة تحولت هذه الدار وقرية سناباذ واشتهرت باسم (مشهد الرضا أو (مشهد طوس.) كانت في ناحية طوس مدينتان إحديهما (نوقان) والاخرى (طابران) وبينهما أربع فراسخ، ولما دفن الرضا عليه السلام في سناباذ قصده الناس من النواحي و سكنوا عند مشهده ولاذوا بقبره وتبركوا بمجاورته، وبنوا عند قبره أسواقا ودورا للمسافرين والزوار، وصارت سناباذ مدينة كبيرة، وهاجر الناس من نوقان وطابران وتوطنوا عند مشهد الرضا عليه السلام فصار نوقان محلة من المشهد وخربت طابران. والروضة الرضوية اليوم من أعظم المزارات في الدنيا، ولا يجتمع الناس في مزار كما يجتمعون عند قبره عليه السلام وأبواب الروضة المباركة مفتحة في تمام الأيام والليالي وفي أيام السنة لا تخلوا من الزوار، ونحن نذكر إن شاء الله في ذيل المجلد الثاني من هذا الكتاب تاريخ بناء الروضة الرضوية وما يتعلق بها كالمكتبات، والمتاحف، والمستشفيات، والمستوصفات الرضوية وغيرها، وكذا نبحث عن البلد الجميل المبارك (مشهد الرضا) وتاريخه وخصوصياته، ومساجده، ومدارسه. ومعاهده.
[1]
تاريخ خراسان مسند الإمام الرضا ابى الحسن على بن موسى عليهما السلام جمعه ورتبه الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشاني الجزء الأول رمضان المبارك 1391 27 ر 8 ر 1350
[3]
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب العقل والعلم * (باب العقل) * 1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقى - رحمه الله - عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله (1). 2 - محمد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه عن أبى هاشم الجعفري قال: كنا عند الرضا عليه السلام فتذاكرنا العقل والأدب فقال يا أبا هاشم: العقل حباء من الله والأدب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر عليه ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (2). 3 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل. (3) (1) المحاسن: 194 والكافي: 11 - 1. علل الشرايع 1 - 95. عيون الاخبار 1 - 258 وفيه عن حمدان الديواني عن الرضا. تحف العقول: 326. (2) الكافي: 1 - 24. (3) الكافي: 2 - 55. تحف العقول: 33 - 325.
[4]
الصدوق، عن أبي الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروذ قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيشابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال حدثني علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر. (1) 5 - الطوسي - رحمه الله - قال أخبرني محمد بن محمد قال أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال حدثنا على بن مهرويه عن داود بن سليمان الغازي قال حدثنا الرضا على بن موسى عليهما السلام يقول: ما استودع الله عبدا عقلا الا استنقذه به يوما (2) * (باب العلم) * 6 - محمد بن يعقوب - رحمه الله - عن محمد بن يحيى بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول: اروه عني يجوز لي أن أرويه عنه ؟ قال: فقال: إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه. (3) 7 - عنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن من علامات الفقه الحلم والصمت. (4) 8 - الصدوق، حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبى قال حدثنا علي بن موسى الرضا قال حدثنا موسى بن جعفر قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا الحسين (1) عيون الاخبار 2 - 35. (2) امالي الطوسى: 1 - 55. (3 و 4) الكافي: 1 - 52 - 36.
[5]
ابن علي عليهم السلام قال: قال امير المؤمنن عليه السلام للشامي الذين سئله في المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من أربعة، أرض من مطر وانثى من ذكر، وعين من نظر وعالم من علم (1) 9 - عنه، حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال على عليه السلام: خمس لو رحلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه ولا يرجو إلا ربه عز وجل ولا يستحى الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم [ولا يستحيى أحدكم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم] والصبر من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له. (2) 10 - الصدوق - رحمه الله - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروذ في داره: قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلميان الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال: حدثنى علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العلم خزائن و مفاتيحه السؤال، فاسئلوا يرحمكم الله فانه يوجر فيه أربعة: السائل والمعلم والمستمع والمجيب له (3). 11 - وبهذا الإسناد قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ارحم خلفائي ثلاث مرات قيل: له ومن خلفائك قال الذين يأتون من بعدى ويروون أحاديثي وسنتي فيعلمونها الناس من بعدي. (4) 12 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من حفظ من امتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما (5). (1) الخصال: 221. (2) الخصال: 315 (3) عيون الاخبار: 2 - 28. حلية الاولياء: 3 - 192. (4) عيون الاخبار: 2 - 37.(5) عيون الاخبار: 2 - 37.
[6]
13 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات والأرض (1). 14 - الصدوق - رحمه الله - حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن مسلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا قال حدثنى أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبى الحسين بن علي قال حدثنى ابى علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: العلم ضالة المؤمن (2) 15 - عنه، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبدا أحيا أمرنا، فقلت له: فكيف يحيي أمركم قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا قال: فقلت له: يا بن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله أنه قال: (من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار). فقال: صدق جدي أفتدري من السفهاء ؟ فقلت لا يا بن رسول الله فقال هم قصاص من مخالفينا وتدري من العلماء ؟ فقلت لا يا بن رسول الله قال فقال: هم علماء آل محمد عليهم السلام الذى فرض الله عز وجل طاعتهم وأوجب مودتهم ثم قال: أتدري ما معنى قوله: (أو ليقبل بوجوه الناس إليه) فقلت لا قال يعني بذلك والله إدعاء الإمامة بغير حقها ومن فعل ذلك فهو في النار (3) 16 - الطوسي، قال: أخبرني محمد بن محمد قال أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال حدثنا علي بن مهرويه عن داود بن سليمان الغازي قال حدثنا الرضا على بن موسى قال حدثنا أبى موسى بن جعفر قال حدثني أبى جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد (1) عيون الاخبار: 2 - 46. (2) عيون الاخبار: 2 - 66. (3) معاني الاخبار: 180.
[7]
بن علي قال حدثني أبى علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: الملوك حكام على الناس والعلم حاكم عليهم وحسبك من العلم أن تحشي الله وحسبك من الجهل ان تعجب بعلمك (1) 17 - الطوسي - رحمه الله -: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن الحسيني رضي الله عنه في رجب سنة سبع وثلاثمائه قال حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال حدثني الرضا على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليهم السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: طلب العلم فريضة على كل مسلم فاطلبوا العلم في مظانها واقتبسوه من أهله فان تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة فيه تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة الى الله تعالى. لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل الجنة والمونس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدث في الخلوة والدليل في السراء والضراء، والسلاح على الأعداء والزين على الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويهتدى بفعالهم وينتهى الى آرائهم ترغب الملائكة في خلتهم وأجنحتها تمسهم و في صلاتها تبارك عليهم يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه و سباع البر وأنعامه. إن العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة وقوة الأبدان من الضعف يبلغ بالعبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب ويعبد وبه توصل الأرحام ويعرف الحلال من الحرام، العلم أمام العمل والعمل تابعه يلهم به السعداء ويحرمه الأشقياء فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه. (2) (1) امالي الطوسى: 1 - 55. (2) امالي الطوسى: 2 - 102.
[8]
18 - الحافظ أبو نعيم الإصبهاني قال: حدثنا ابراهيم بن أحمد، ثنا أبو الصلت، ثنا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كونوا دراة ولا تكونوا رواة، حديث تعرفون فقهه خير من ألف تروونه (1) 19 - احمد بن علي بن أبى طالب الطبرسي - رحمه الله - عن السيد العالم العابد أبو جفعر مهدي بن أبى حرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه قال حدثني الشيخ الصدوق أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمة الله عليه قال حدثني أبى محمد بن أحمد، قال حدثني الشيخ السعيد أبو جفعر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه الله قال حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الحضر الأستر ابادي قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليهم السلام قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقال: للعابد يوم القيامة نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت مؤنتك فادخل الجنة. ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم ووفر عليهم نعم جلال الله تعالى وحصل لهم رضوان الله تعالى ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما حتى قال عشرا وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين (2) تم كتاب العقل والعلم ويتلوه إن شاء الله كتاب التوحيد. (1) اخبار اصبهان: 1 - 138.(2) الاحتجاج: 1 - 9.
[9]
كتاب التوحيد (1) * (باب اول ما خلق الله) * 1 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن بكران النقاش بالكوفة قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: إن أول ما خلق الله عز وجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم وأن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم ثم يعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها. ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام في (ألف ب ت ث) أنه قال: الألف آلاء الله والباء بهجة الله، والتاء تمام الأمر بقائم آل محمد عليهم السلام والثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصاحة (ج ح خ) فالجيم جمال الله وجلال الله، والحاء حلم الله عن المذنبين والخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل (د ذ) فالدال دين الله والذال من ذى الجلال (ر ز) فالراء من الرؤف الرحيم والزاء زلازل القيامة. (س ش) فالسين سناء الله والشين شاء الله ما شاء وأراد ما أراد وما تشاؤن إلا أن يشاء الله (ص ض) فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط وحبس الضالمين عند المرصاد والضاد ضل من خالف محمدا وآل محمد عليهم السلام (ط ظ) فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب والظاء ظن المؤمنين بالله خيرا وظن الكافرين بالله سوءا
[10]
(ع غ) فالعين من العالم والغين من الغنى. (ف ق) فالفاء فوج من فواج النار والقاف قرآن على الله جمعه وقرآنه (ك ل) فالكاف من الكافي واللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب (م ن) فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول الله عز وجل: لمن الملك اليوم ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسوله وحججه فيقولون: لله الواحد القهار، فيقول الله جل جلاله: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب والنون نوال الله للمؤمنين ونكاله بالكفارين. (وه) فالواو ويل لمن عصى الله والهاء هان على الله من عصاه (لا ي) لام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الإخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة (ى) يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق سبحانه وتعالى عما يشركون ثم قال عليه السلام إن الله تبارك وتعالى أنزل هذ القرآن بهذه الحروف التى يتناولها جميع العرب ثم قال (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. (1) (2) * (باب حدوث العالم) * 2 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن جعفر الاسدي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي الرازي، عن الحسين بن الحسن بن برد الدينوري عن محمد بن علي، عن محمد ابن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال دخل رجل من الزنادقة على أبي الحسن عليه السلام وعنده جماعة، فقال أبو الحسن أيها الرجل أرأيت إن كانو القول قولكم وليس كما هو تقولون، ألسنا وإياكم شرعا سواء ؟ لا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا فسكت الرجل. (1) امالي الصدوق: 195 - عيون الاخبار: 1 - 129 - معاني الاخبار: 43.
[11]
ثم قال أبو الحسن عليه السلام: وإن كان القول قولنا وهو قولنا ألستم قد هلكتم ونجونا، فقال: رحمك الله أوجدني كيف هو وأين هو ؟ فقال: ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين بلا أين وكيف الكيف بلا كيف فلا يعرف بالكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ. فقال الرجل: فإذا أنه لا شئ إذا لم يدركه بحاسة من الحواس ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ؟ ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء قال الرجل: فأخبرني متى كان ؟. قال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني متى لم يكن فا خبرك متى كان، قال الرجل فما الدليل عليه ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إني لما نظرت إلى جسدي ولم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره فيه وجر المنفعة إليه علمت إن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات علمت أن لهذا مقدرا ومنشأ (1). 3 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه دخل عليه رجل فقال له: يا بن رسول الله ما الدليل على حدث العالم ؟ قال: أنت لم تكن ثم كنت وقد علمت أنك لو تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك. (2) (1) الكافي: 1 - 78. (9 2 التوحيد: 293. وامالي الصدوق: 212.
[12]
(3) * (باب الاسماء ومعانيها) * 4 - الكليني - رحمه الله - عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله وموسى بن عمر والحسن بن علي بن عثمان، عن إبن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق ؟ قال: نعم قلت يراها ويسمعها ؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، هو نفسه ونفسه هو قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمي نفسه، و لكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختار لنفسه: العلي العظيم لأنه أعلى الأشياء كلها فمعناه الله واسمه (العلي العظيم) هو أول أسمائه، علا على كل شئ (1). 5 - عنه، عن علي بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير إن الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التي دلت العاقل على أنه لا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته، فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة إنه لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه وبطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شئ وذلك أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ، كان الأول ذلك الشئ لا هذا. وكان الأول أولى بأن يكون خالقا للأول ثم وصف نفسه تبارك وتعالى بأسماء دعا الخلق إذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم إلى أن يدعوه بها فسمى نفسه سميعا بصيرا قادرا، قائما، ناطقا، ظاهرا، باطنا، لطيفا، خبيرا، قويا، عزيزا، حكيما، عليما وما أشبه هذه الأسماء، فلما رأى ذلك من أسمائه القالون المكذبون وقد سمعونا نحدث عن الله أنه لا شئ مثله ولا شئ من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا - إذا زعمتم (1) الكافي: 1 - 113 والتوحيد: 191 وعيون الاخبار: 1 - 129. معاني الاخبار: 2.
[13]
أنه لا مثل لله ولا شبه له - كيف شاركتموه في أسمائه الحسنى فتسميتم بجميعها ؟ فإن في ذلك دليلا على أنكم مثله في حالاته كلها أو في بعضها دون بعض إذ جمعتم الأسماء الطيبة. قيل لهم: إن الله تبارك وتعالى ألزم العباد أسماء من أسمائه على اختلاف المعاني وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين والديل على ذلك قول الناس الجائز عندهم الشائع وهو الذى خاطب الله به الخلق فكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا، فقد يقال للرجل: كلب، وحمار، وثور وسكرة و علقمة وأسد كل ذلك على خلافه وحالاته لم تقع الأسامي محل معانيها التى كانت بنيت عليه لأن الانسان ليس بأسد ولا كلب فافهم ذلك رحمك الله. وإنما سمي الله تعالى بالعلم بغير علم حادث علم به الأشياء، استعان به على حفظ ما يستقبل من أمره والروية فيهما خيلق من خلقه ويفسد ما مضى مما أفنى من خلقه مما لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان جاهلا ضعيفا كما أنا لو رأينا علماء الخلق إنما سموا بالعلم لعلم حادث إذ كانوا فيه جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء فعادوا الى الجهل، وإنما سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخلوق إسم العالم واختلف المعنى على ما رأيت وسمي ربنا سميعا لابخرت فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به، كما أن خرتنا الذى به نسمع لا نقوى به على البصر ولكنه أخبر أنه لا يخفى عليه شئ من الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الإسم بالسمع واختلف المعنى، وهكذا البصر لابخرت منه أبصر، كما أنا نبصر بخرت منا لا ننتفع به في غيره ولكن الله بصير لا يحتمل شخصا منظور إليه فقد جمعنا الإسم واختلف المعنى، وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء ولكن قائم يخبر أنه حافظ كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان، والله هو القائم على كل نفس بما كسبت، والقائم أيضا في كلام الناس: الباقي، والقائم أيضا يخبر عن الكفاية كقولك للرجل: قم بأمر بني فلان أي اكفهم، والقائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الإسم ولم نجمع المعنى.
[14]
وأما اللطيف فليس على قلة وقضافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء والامتناع من أن يدرك، كقولك للرجل: لطف عنى هذا الأمر ولطف فلان في مذهبه وقوله: يخبرك أنه غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم فكذلك لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف واللطافة منه الصغر والقلة، فقد جمعنا الإسم واختلف المعنى. وأما الخيبر فالذي لا يعزب عنه شئ ولا يفوته، ليس للتجربة ولا لاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولولا هما ما علم، لان من كان كذلك كان جاهلا والله لم يزل خبيرا مما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الإسم واختلف المعنى. وأما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها وقعود عليها وتسنم لذراها ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها كقول الرجل: ظهرت على أعدائي وأظهرني الله على خصمي يخبر عن الفلاح والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده ولا يخفى عليه شئ وأنه مدبر لكل ما برأ فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت وفيك من آثاره ما يعنيك والظاهر منا البارز بنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الإسم ولم يجمعنا المعنى. وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته وعلمت مكتوم سره والباطن منا الغائب في الشئ المستتر وقد جمعنا الإسم واختلف المعنى. وأما القاهر فليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر كما يقهر العباد بعضهم بعضا والمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعود مقهورا ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أن جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله، وقلة الامتناء لما أراد به لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له: كن فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت فقد جمعنا الإسم واختلف المعنى، وهكذا جميع الأسماء وإن كنا لم نستجمعها كلها
[15]
فقد يكتفى الاعتبار بما ألقينا إليك والله عونك وعوننا في إرشادنا وتوفيقنا. (1) (4) * (باب صفات الذات) * 6 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا الفضل بن سليمان الكوفي عن الحسين بن خالد قال سمعت الرضا عليه بن موسى عليهما السلام يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عليما، قادار، حيا، سميعا، بصيرا، فقلت له: يا بن رسول الله إن قوما يقولون: إنه عز وجل لم يزل عالما بعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع وبصيرا ببصر، فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ ثم قال عليه السلام: لم يزل الله عز وجل عليما، قادرا، حيا، قديما، سميعا، بصيرا لذاته، تعالى الله عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا (2). (5) * (باب الرؤية) * 7 - الكليني - رحمه الله - عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه، فسأله عن الحلال وا لحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد عليهما السلام الرؤية. (1) الكافي 1 - 120 ورواه الصدوق في التوحيد ص 186 عن الكليني عن على بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام. (2) التوحيد: 140 والامالي: 167. عيون الاخبار: 1 - 119.
[16]
فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والانس (لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ) أليس محمد ؟ قال: بلى قال: كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول: (لا تردكه الأبصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ) ثم يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت به علما وهو على صورة البشر ؟ ! أما تستحون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ؟ ! قال أبو قرة: فإنه يقول: (ولقد رآه نزلة اخرى) فقال أبو الحسن عليه السلام إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال (ما كذب الفؤاد ما رأى) يقول: ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما رأت عيناه، ثم اخبر بما رأى فقال: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى (1) فآيات الله غير الله وقد قال الله (ولا يحيطون به علما (2) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علم ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شئ. (3) 8 - عنه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن سيف عن محمد بن عبيد قال (4): كتبت الى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسئله عن الرؤية وما ترويه العامة والخاصة وسألته أن يشرح لى ذلك فكتب بخطه اتفق الجميع لا تمانع بينهم أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة ثم لم تخل تلك المعرفة من أن تكون أيمانا أو ليست بايمان فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيمانا فالمعرفة التى في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليس بإيمان (1) الايات في سورة النجم: 11 - 18.(2) طه: 109. (3) الكافي: 1 - 95 والتوحيد: 110. (4) في التوحيد محمد بن عبيدة.
[17]
لأنها ضده، فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنهم لم يروا الله عز ذكره وان تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيمانا لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول ولا تزول في المعاد فهذا دليل على أن الله عز وجل لا يرى بالعين إذ العين تؤدي إلى ما وصفناه (1). 9 - عنه عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: لما أسرى بى إلى السماء بلغ بى جبرئيل مكانا لم يطأه قط جبرئيل فكشف له فأراه الله (2) من نور عظمته ما أحب (3) 10 - عنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الله هل يوصف ؟ فقال: أما تقرء القرآن ؟ قلت: بلى، قال: أما تقرء قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) (4) قلت: بلى قال: فتعرفون الأبصار ؟ قلت بلى قال: ما هي ؟ قلت أبصار العيون فقال: إن أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام (5) 11 - الصدوق قال: حدثنا على أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفي، عن محمد بن اسماعيل البرمكي، عن الحسين ابن أبى الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبى الحسن الرضا عليه السلام فحكينا له ما روي أن محمدا رأى ربه في هيئته الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة، رجلاه في خضرة و قلت إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة و الباقي صمد. (1) الكافي: 1 - 96 والتوحيد: 109. (2) في التوحيد فارانى الله. (3) الكافي 1 - 98 والتوحيد 108. (4) الانعام: 6. (5) الكافي 1 - 98 والتوحيد 112.
[18]
فخر ساجدا ثم قال: (سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك، فمن أجل ذلك و صفوك، سبحانك لو عرفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك، إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين). ثم التفت فقال: ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره، ثم قال نحن آل محمد النمط الأوسط الذى لا يدركنا الغالى ولا يسبقنا التالي، يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة يا محمد عظم ربي وجل أن يكون من صفة المخلوقين. قال ؟ قلت: حعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة ؟ قال: ذاك محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب، إن نور الله منه اخضر ما اخضر ومنه احمر ما احمر ومنه ابيض ما ابيض ومنه غير ذلك. يا محمد ما شهد به الكتاب والسنة فنحن القائلون به (1). 12 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمه الله - قال حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذى يروى أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال عليه السلام: يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم على جميع خلقه من النبيين والملائكة. وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (2) وقال: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) (3) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من زارني في حياتي (1) التوحيد: 113 والكافي: 1 - 100. (2) النساء: 80. (3) الفتح: 10.
[19]
أو بعد موتي فقد زار الله) درجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة أرفع الدرجات فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى. قال: فقلت له: يا بن رسول الله فما معنى الخبر الذى رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله فقال عليه السلام: يا أبالصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته وقال الله عزوجل: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك) (1) وقال عز وجل (كل شئ هالك إلا وجهه (2) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة) وقال عليه السلام (إن فيكم من لا يرانى بعد أن يفارقني) يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدركه الأبصار والأوهام. فقال: قلت له: يا بن رسول الله فأخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان فقال: نعم، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل الجنة ورأي النار لما عرج به إلى السماء قال: فقلت له: إن قوما يقولون أنهم اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال عليه السلام: ما اولئك منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذبنا ولا من ولايتنا على شئ ويخلد في نار جهنم. قال الله عز وجل: (هذه) جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها و بين حميم آن) (3) وقال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي الى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في سلبي، فلما أهبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة حوراء إنسية وكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتى فاطمه عليها السلام (4). (1) الرحمان: 27. (2) القصص: 88. (2) الرحمان: 44 (4) التوحيد 117 عيون الاخبار 1 - 115.
[20]
(6) * (باب المشيئة والارادة) * 13 - البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقضى، فقال: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قال: فقلت: فما معنى (شاء) قال ابتداء الفعل، قلت فما معنى (أراد) قال: الثبوت عليه قلت: فما معنى (قدر) قال تقدير الشئ من طوله وعرضه قلت: فما معنى (قضي) قال: إذا قضاه أمضاه فذلك الذى لا مرد له (1) 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: قال الله: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، و بقوتي أديت فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وذاك أنى أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني وذاك أنني لا اسئل عما أفعل وهم يسألون (2). 15 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال، حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضا عليه السلام: المشية والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد (3). 16 - عنه عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبي السحن الرضا عليه السلام قال: قلت له: إن أصحابنا بعضهم يقولون بالجبر وبعضهم (1) المحاسن: 244. (2) الكافي: 1 - 152 قرب الاسناد: 207 عيون الاخبار: 1 - 144. (3) التوحيد: 338.
[21]
بالاستطاعة، فقال لي: اكتب، قال الله تبارك وتعالى يابن آدم بمشيتي كنت... الى آخر الحديث الذى مر تحت رقم 14 وزاد في آخره (قد نظمت لك كلى شئ تريد (1). 17 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الإرادة من الله تعالى ومن الخلق، فقال: الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما من الله عز وجل فإرادته أحداثه لا غير ذلك لأنه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفيه عنه وهي من صفات الخلق، فإرادة الله تعالى هي الفعل لاغير ذلك يقول له: كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا نفكر ولا كيف كذلك كما أنه بلا كيف (2). (7) * باب نفى الجسم والمكان * 18 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع عن محمد بن زيد قال: جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد فأملى على: الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء ومبتدعها ابتداعا بقدرته وحكمته لا من شئ فيبطل الاختراع ولا لعلة فلا يصح الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحدا بذلك لإظهار حكمته وحقيقة ربوبيته، لا تضبطه العقول ولا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأبصار ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة وكلت دونه الأبصار وضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة ونعت بغير جسم، لا إله إلا الله الكبير المتعال (3). (1) التوحيد 338. (2) عيون الاخبار: 1 - 119. (3) الكافي: 1 - 105 والتوحيد: 98 - علل الشرايع: 1 - 9. (*)
[22]
19 - الصدوق، قال حدثنا محمد بن القاسم المفسر - رحمه الله - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه عن جده قال: قام رجل إلى الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال الرضا عليه السلام: إنه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل. اعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به من غير صورة، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده لا بنظير لا يتمثل بخلقته، ولا يجور في قضيته، الخلق إلى ما علم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ما ضون، ولا يعلمون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق وبعيد غير متقص، يحقق ولا يمثل، يوحد ولا يمثل، و يوحد ولا يبعض يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره الكبير المتعال. ثم قال عليه السلام بعد كلام آخر تكلم به: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ما عرف الله من شبهه بخلقه ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده (1). 20 - عنه قال حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق - رحمه الله - قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثني علي بن العباس قال حدثني جعفر بن محمد الأشعري، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن شئ من التوحيد فكتب إلى بخطه، قال جعفر وإن فتحا أخرج الى الكتاب فقرأته بخط أبي الحسن عليه السلام: بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله الملهم عباده الحمد، وفاطرهم على معرفة ربوبيته الدال على وجوده بخلقه وبحدوث خلقه على أزاله وبأشباههم على أن لا شبه (1) التوحيد: 47 قال الصدوق رحمه الله: والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وقد اخرجته بتمامه في تفسير القرآن.
[23]
له المستشهد آياته على قدرته، الممتنع من الصفات ذاته ومن الأبصار رؤيته ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولا غاية لبقائه، لا يشمله المشاعر، ولا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه مما يمكن في ذواتهم، ولإمكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولا فتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود أحد لا بتأويل عدد، الخالق لا بمعنى حركة، السميع الا بأداة البصير، لا بتفريق آلة، الشاهد لا بمماسة، البائن لا ببراح مسافة، الباطن لا باجتنان، الظاهر لا مبحاذ الذي قد حسرت دون كنهه نواقد الأبصار وامتنع وجوده جوائل الأوهام. أول الديانة معرفته، وكما المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفى الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنه غير الصفة، و شهادتهما جميعا على أنفسهما بالبينة الممتنع منها الأزل، فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله ومن قال: كيف فقد استوصفه ومن قال على م فقد حمله، ومن قال: أين فقد أخلى منه، ومن قال: إلى م فقد وقته، عالم إذ لا معلوم وخالق إذ لا مخلوق، ورب إذا لا مربوب، وإله إذ لا مألوه، وكذلك يوصف ربنا وهو فوق ما يصفه الواصفون (1). 21 - عنه، عن محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا أبي، عن الريان بن الصلت، عن على بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي، وما عرفني من شبهني بخلقي وما على ديني من استعمل القياس في ديني (2). 22 - عنه، قال حدثنا محمد بن موسى المتوكل - رحمه الله - قال حدثنا علي بن ابن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن داود بن (1) التوحيد: 56. (2) التوحيد: 68 عيون الاخبار: 1 - 116 وامالي الصدوق: 5.
[24]
القاسم قال: سمعت على بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: من شبه الله بخلقه فهو مشرك، و من وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الآية (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون (1). 23 - عنه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس في مسجد الكوفة فقال: الحمد لله الذى لا من شئ كان، ولا من شئ كون ما قد كان، مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته وبما وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية ولا له شبه مثال فيوصف بكيفية ولم يغب عن علمه شئ فيعلم بحيثية مبائن لجميع ما أحدث في الصفات وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده وعلى عوامق ناقبات الفكر تكييفه وعلى غوائص سابحات الفطر تصويره، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تذرعه المقادير لجلاله ولا تقطعه المقائيس لكبريائه. ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تمثله قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم، واحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد، ليس بجنس فتعاد له الأجناس ولا بشبح فتضارعه الاشباه، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات، قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته. (1) التوحيد: 69 والاية في سورة النحل 105.
[25]
وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته مقتدر بالآلاء وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء، فلا دهر يخلقه ولا وصف يحيط به قد خضعت له ثوابت الصعاب في محل تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها مستشهد بكلية الأجناس علي ربوبيته وبعجزها على قدرته وبفطورها على قدمته، وبزوالها على بقائه. فلا لها محيص عن إدراكه إياها ولا خروج من إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان الصنع لها اية، وبمركب الطبع عليها دلالة وبحدوث الفطر عليها قدمة وبأحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حد منسوب، ولا له مثل مضروب، ولا شئ عنه محجوب تعالى عن الأمثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا. وأشهد أن لا إله إلا الله إيمانا بربوبيته وخلافا على من أنكره، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المقر في خير مستقرا المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتدا وأفضل المنابت منبتا، من أمنع ذروة وأعز ارومة من الشجرة التى صاغ الله منها أنبياءه وانتخب منها أمناءه الطيبة العود، المعتدلة العمود، الباصقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار، الكريمة الحشاء. في كرم غرست وفي حرم أنبتت وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت فسمت به وشمخت حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين، وسخر له البراق وصافحته الملائكة وأرعب به الأباليس وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره ربه، وبلغ ما حمله، حتى أفصح بالتوحيد دعوته وأظهر في الخلق أن لا إله الا الله وحده لا شريك له حتى خلصت له الوحدانية ووصفت له الربوبية، وأظهر الله بالتوحيد حجته وأعلى بالإسلام درجته واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة صلى الله عليه وآله وسلم عدد ما صلى على أنبيائه المرسلين وآله الطاهرين. (1) (1) التوحية: 69 عيون الاخبار 1 - 121.
[26]
24 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران - رضي الله عنه - قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن إبراهيم بن أبى محمود قال: قلت: للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تبارك و تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ؟ فقال عليه السلام: لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذلك إنما قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فاتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشر أقصر فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السما، حدثني بذلك أبي عن جدي عن رسول الله عليهم السلام. (1) 25 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله عز وجل خلق آدم على صورته، فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجلين يتسابان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته. (2) 26 - عنه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جفعر الحميري، عن أبيه، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قلت: يا بن رسول الله إن الناس ينسبوننا الى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الائمة عليهم السلام. فقال: يا بن خالد أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الائمة عليهم السلام في (1) التوحيد: 176 والامالي: 246. (2) عيون الاخبار: 1 - 119.
[27]
التشبيه والجبر أكثر أم الأخبار التى رويت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ؟ فقلت: بل ما روي عن النبي في ذلك أكثر قال: فليقولوا إن رسول الله كان يقول بالتشبيه والجبر إذا، فقلت له: إنهم يقولون إن رسول الله لم يقل من ذلك شيئا وإنما روي عليه قال: فليقولوا في آبائي الائمة عليهم السلام إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا وإنما روي ذلك عليهم، ثم قال عليه السلام من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والاخرة. يا بن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برنا ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن ردهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا بن خالد من كان شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا. (1) 27 - عنه قال حدثنا الحسين بن أحمد، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن بندار، عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا قال: قال بعض الزنادقة لابي الحسن عليه السلام لم احتجب الله ؟ فقال أبو الحسن إن الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار، قال: فلم لا تدركه حاسة البصر، قال: للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار، ثم هو أجل من أن تدركه الأبصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل قال: فحده لي قال: إنه لا يحد، قال: لم ؟ قال: لأنه كل محدود متناه إلى حد فإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود ولا متزايد ولا متجزئ ولا متوهم. (2) (1) التوحيد: 363 وعيون الاخبار: 1 - 142 وفيه عن احمد بن ابراهيم بن هارون القاضى في مسجد الكوفة. (2) علل الشرايع: 1 - 113.
[28]
28 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد البرقي. عن أبى هاشم الجعفري قال: سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول: الهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة فجهلوك وبه قدروك والتقدير على غير ما به وصفوك، فانى برئ يا الهى من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شئ، الهي ولن يدركوك وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك وفيه خلقك يا اهلي مندوحة أن يتناولوك، بل سووك بخلقك، فمن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك. (1) 29 - الشيخ المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى. قال: حدثنى بكر بن صالح الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال سمعت أبا لحسن عليه السلام يقول، لأبي: مالى رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب قال: إنه خالي، فقال له أبو الحسن عليه السلام إنه يقول في الله قولا عظيما يصف الله ويحده والله لا يوصف، فإما جلست معنا وتركته أو تركتنا وجلست معه، فقال إن هو يقول ما شاء، أو تركتنا وجلست معه أي شئ على منه إذا لم أقل ما يقول. فقال له أبو الحسن عليه السلام: أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا: أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من فرعون، فلما الحقت خيل فرعون موسى تخلف عنه ليعظه وأدركه موسى وأبوه يراغمه حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا، فأتى موسى الخبر، فقال: له غرق رحمه الله ولم يكن على رأي أبيه، لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب الذنب دفاع. (2) 30 - جامع الاخبار عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التوحيد نصف الدين قال: جاء رجل يهودي الى (1) امالي الصدوق: 362 والتوحيد 124 والعيون: 1 - 117. (2) امالي المفيد: 73.
[29]
علي بن أبي طالب قال له: كيف كان ربنا فقال علي إنما يقال كيف لشئ لم يكن فكان هو كائن بلا كينونة كائن بلا كيف يكون كائن بلا كيف كان، كان لم يزل بلا كيف يكون لا يزال، قبل القبل بلا قبل، قد أجمع الغاية عنده فهو غاية كل غاية. (1) 31 - وفيه عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: من شبه الله بخلقه فهو مشرك ومن وصفه بالمكان فهو كافر ومن نسب إليه ما نفى عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الاية (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون. (2) 32 - الصدوق في كتاب الجامع عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وعبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن هاشم بن إبراهيم العباسي قال: قلت للرضا عليه السلام أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال ومن هو، قلت: الحسن ابن سهل أخو الفضل بن سهل ذي الرياستين قال: في أي شئ المسألة قلت في التوحيد قال: في أي التوحيد قلت يسألك عن الله جسم أو ليس بجسم ؟ فقال: إن الناس في التوحيد ثلاثة، فمذهب إثبات تشبيهه، لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، فلا محيص في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه. (3) (8) * (باب البداء) * 33 - الكليني، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمرو أن يقر لله بالبداء. (4) (1) جامع الاخبار: 6. (2) جامع الاخبار: 7 والايه في سورة النحل: 100. (3) فرجع المهموم: 139. (4) الكافي: 1 - 14 والتوحيد: 333.
[30]
(9) * (باب العلم والقدرة) * 34 - الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: جاء رجل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام من وراء نهر بلخ، فقال: إني أسئلك عن مسألة فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك، فقال أبو الحسن عليه السلام سل عما شئت، فقال: أخبرني عن ربك متى كان ؟ وكيف كان ؟ وعلى أي شئ كان اعتماده ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أين بلا أين، وكيف الكيف بلا كيف وكان اعتماده على قدرته، فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقيم بعده مما قام به رسول الله وأنكم الأئمة الصادقون وأنك الخلف من بعدهم (1). 35 - الصدوق قال: حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي - الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: جاء قوم من وراء النهر إلى أبي الحسن عليه السلام فقالوا له: جئناك نسألك عن ثلاث مسائل، فان أجبتنا فيها علمنا أنك عالم، فقال: سلوا، فقالوا: أخبرنا عن الله أين كان وكيف كان وعلى أي شئ كان اعتماده فقال: إن الله عز وجل كيف الكيف فهو بلا كيف وأين الأين فهو بلا أين وكان اعتماده على قدرته، فقالوا: نشهد أنك عالم (2). 36 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو القاسم العلوي عن محمد بن إسماعيل البرمكي، قال حدثنا الحسين بن الحسن قال حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة قال: قلت للرضا عليه السلام: خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة ؟ فقال: لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة لإنك إذا قلت: (1) الكافي: 1 - 88. (2) التوحيد: 125، عيون الاخبار: 1 - 117.
[31]
خلق الأشياء بالقدة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بقدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج الى غيره (1). 37 - عنه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن ابراهيم الاصفهاني قال حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أو لا يعلم إلا ما يكون ؟ فقال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الاشياء. قال الله: عز وجل: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) (2) وقال لأهل النار: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) (3) فقد علم الله عز وجل أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالوا: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) (4) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها، فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا (5). 38 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، قال: قلت: لأبي الحسن الرضا عليه السلام: روينا أن الله علم لا جهل فيه، حياة لا موت فيه، نور لا ظلمة فيه، قال: كذلك هو. (6) 39 - عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا (1) التوحيد: 130. عيون الاخبار: 2 - 117. (2) الجاثية: 29. (3) الانعام: 28. (4) البقرة: 30. (5) التوحيد: 136. عيون الاخبار: 1 - 118. (6) التوحيد: 138.
[32]
على بن مهروية القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الفراء قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أخبرني عما ليس لله ومما ليس عند لله وعما لا يعمله الله فقال علي عليه السلام: أما ما لا يعمله الله فذلك قولكم يا معشر اليهود إن عزيزا ابن الله والله لا يعلم له ولدا وأما قولك: ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد وأما قولك ما ليس الله فليس لله شريك، فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. (1) (10) * (باب القضاء والقدر) * 30 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن على البصري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن على بن الحسن المثنى، قال: حدثنا أبو الحسن على بن مهروية القزويني، قال: حدثنا أبو أحمد الغازي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي، قال حدثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال: سمعت أبي على بن أبي طالب عليه السلام يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض وفضائل ومعاصي، وأما الفرائض فبأمر الله عز وجل وبرضاء الله وقضاء الله وتقديره ومشيته وعلمه، وأما الفضائل فليست بأمر الله ولكن برضاء الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه، وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه، ثم يعاقب عليها. (2) 41 - وبهذا الإسناد قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم، والعلم كله حجة الا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصا، والإخلاص على (1) عيون الاخبار: 1 - 141 و 2 - 36. والتوحيد: 377. (2) التوحيد: 369. عيون الاخبار: 1 - 142 والخصال: 168.
[33]
خطر حتى ينظر العبد بما يختم له. (1) 42 (عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رضي الله عنه: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة، فكتب: أفعال العباد مقدره في علم قبل الله قبل خلق العباد بألفى عام. (2) 43 - عنه قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري، بنيسابور قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن هارون الخوري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفيقه الخوري، قال حدثنا أحمد بن عبد الله الجويبارى الشيباني، عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل قدر المقادير ودبر التدابير قبل أن يخلق آدم بألفى عام. (3) 44 - وبأسناده عن الرضا عن آبائه عن على بن الحسين بن على عليهم السلام قال: دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرني عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله تعالى وقدره ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أجل يا شيخ فو الله ما علوتم تلعة ولا هبتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدره فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين. فقال عليهم السلام: مهلا يا شيخ لعلك تظن قضاء حتما وقدرا لازما لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهى والزجر، واسقط معنى الوعد والوعيد ولم تكن على المسئ لائمة ولا لمحسن محمدة ولكان المحسن أولى بالائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وقدريه هذه الأمة ومجوسها، يا شيخ إن الله تعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوبأ ولم يطع مكرها ولم يخلق السموات والأرض وما بينها باطلا (ذلك (1) التوحيد: 371. (2) عيون الاخبار: 1 - 36 والخصال. (3) التوحيد: 376. عيون الاخبار: 1 - 14 و 2 - 31.
[34]
ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) قال فنهض الشيخ وهو يقول: أنت الإمام الذى نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمان غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسا فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا لا لا ولا قائلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا ولا احب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولى له ظلما وعدوانا أنى يحب وقد صحت عزيمته * ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا (1) 45 - عنه قال حدثنا الحسين بن ابراهيم بن أحمد المؤدب - رضي الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال الله جل جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري، فليلتمس إلها غيري، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في كل قضاء الله عز وجل خيرة للمؤمن (2). 46 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: أفعال العباد مخلوقة فقلت له: يا بن رسول الله وما معنى مخلوقة قال: مقدرة. (3) (1) عيون الاخبار: 1 - 139. (2) عيون الاخبار: 1 - 141. (3) معاني الاخبار: 395 والعيون: 1 - 315.
[35]
(11) * (باب الجبر والتفويض) * 47 - الكليني عن علي بن ابراهيم، عن الحسن بن محمد، عن علي بن محمد القاساني عن علي بن أسباط قال: سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستطاعة، فقال يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله، قال: قلت: جعلت فداك فسر لي هذا قال: أن يكون العبد مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، يريد يزني فلا يجد إمرأة ثم يجدها فإما أن يعصم نفسه فيمتنع كما امتنع يوسف عليه السلام، أو يخلي بينه وبين أرادته فيزني فيسمى زانيا ولم يطع الله بإكراه ولم يعصه بغلبة (1) 48 - عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته فقلت: الله فوض الأمر إلى العباد ؟ قال: الله أعز من ذلك قلت: فجبرهم على الماصي ؟ قال: الله أعدل وأحكم من ذلك ثم قال: قال الله: يا بن آدم أنا أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك (2) 49 - عنه عن على بن ابراهيم، عن أبيه، عن اسماعيل بن مرار، عن يونس به عبد الرحمان قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس لا تقل بقوم القدرية فان القدرية لم يقولوا بقو أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس فإن أهل الجنة قالوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كانا لنهتدي لو لا أن هدانا الله. وقال أهل النار: ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. وقال إبليس: رب بما أغويتني، فقلت: والله ما أقول بقولهم ولكني أقول: لا يكون إلا بما شاء الله وأراد وقدر وقضى. (1) الكافي: 1 - 160. (2) الكافي: 1 - 157 والتوحيد: 362. عيون الاخبار: 1 - 143.
[36]
فقال: يا يونس ليس هكذا لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، يا يونس تعلم ما المشيئته ؟ قلت: لا قال: هي الذكر الأول، فتعلم ما الإرادة ؟ قلت: لا قال: هي العزيمة على ما يشاء فتعلم ما القدر ؟ قلت: لا، قال هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء و الفناء قال: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين قال: فاستأذنته أن اقبل رأسه و قلت: فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة (1) 50 - الصدوق، عن أبيه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال ذكر عنده الجبر والتفويض فقال: ألا أعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه ولا تخاصمون عليه أحدا إلا كسرتموه ؟ قلنا: إن رأيت ذلك فقال: إن الله عز وجل لم يطع ولم يعص بغلبة ولم يهمل العباد في ملكه، هو المالك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه. فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ولا منها مانعا وان ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل وان لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه، ثم قال عليه السلام: من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه (2) 51 - عنه قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق المؤدب - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن علي الانصاري، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكوة ولا تقبلوا له شهادة، إن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى. (3) 52 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى (1) الكافي: 1 - 158. (2) التوحيد: 361. عيون الاخبار: 1 - 144 والاختصاص: 198 (3) التوحيد: 362. عيون الاخبار: 143.
[37]
الرضا عليهما السلام بمرو، فقلت له: يا بن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إنه لاجبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه: قال: من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر، ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق الى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك. فقلت له: يا بن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟ فقال: وجود السبيل الى إتيان ما أمروا به وترك ما نهو عنه، فقلت له: فهل لله عز وجل مشية وإرادة في ذلك، فقال: فأما الطاعات فإرادة الله ومشيته فيها الأمر بها والرضا لها والمعاونة عليها وإرادته ومشيته في المعاصي النهى عنها والسخط لها والخذلان عليها قلت: فهل لله فيها القضاء قال: نعم ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا ولله فيه قضاء قلت: ما معنى هذا القضاء ؟ قال: الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة (1) (12) * (باب جوامع التوحيد) * 53 - الكليني، عن أحمد بن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقر أن الله محمول ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلا وأسفل وقد قال الله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (2) ولم يقل في كتبه: إنه المحمول بل قال: إنه الحامل في البر والبحر والممسك السماوات والأرض وأن تزولا والمحمول ما سوى الله (1) عيون الاخبار: 1 - 124. (2) الاعراف: 180.
[38]
ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول قال أبو قرة فإنه قال: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) (1) وقال: (الذين يحملون العرش) (2) فقال أبو الحسن عليه السلام: العرش ليس هو الله والعرش اسم وعلم وقدرة وعرش فيه كل شئ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه و هم حملة علمه وخلقا يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه وملائكة يكتبون أعمال عباده، واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته والله على العرش استوى كما قال: والعرش ومن يحمله ومن حول العرش والله الحامل لهم الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس وفوق كل شئ وعلى كل شئ ولا يقال: محمول ولا أسفل قولا مفردا لا يوصل بشئ فيفسد اللفظ والمعنى. قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه إن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجدا فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم. فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن ابليس الى يومك هذا هو غضبان عليه، فمتى رضي ؟ وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلي أوليائه و على أتباعه كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغيير من حال إلى حال وأنه يجرى عليه ما يجري على المخلوقين ؟ ! سبحانه وتعالى لم يزل مع الزائلين ولم يتغير مع المتغيرين ولم يتبدل مع المتبدلين ومن دون في يده وتدبيره، وكلهم إليه محتاج وهو غني عمن سواه (3) 54 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن سيف بن عميرة، عن محمد بن عبيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: قل للعباسي يكف عن الكلام (1) الحاقة: 17. (2) الغافر: 7. (3) الكافي: 1 - 130.
[39]
في التوحيد وغيره ويكلم الناس بما يعرفون ويكف عما ينكرون وإذا سئلوك عن التوحيد فقل كما قال الله عز وجل: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وإذا سئلوك عن الكيفية فقل كما قال الله عز وجل: (ليس كمثله شئ) وإذا سئلوك عن السمع فقل كما قال الله عز وجل: (هو السميع العليم) فكلم الناس بما يعرفون) (1) 55 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشنانى الرازي العدل ببلخ، قال حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: التوحيد نصف الدين واستزلوا الرزق بالصدقة. (2) 56 - عنه قال حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبى الحسن عليه السلام قال سمعته يقول في الله عز وجل: هو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام ومصور الصور لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه إذا كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الأحد الصمد وقلت: لا يشبه شيئا، والله واحد والإنسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية. قال: يا فتح أحلت ثبتك الله تعالى إنما التشبيه في المعاني، فأما في الاسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى وذلك أن الإنسان وإن قيل واحد فإنما يخبر أنه جثة واحدة، وليس بإثنين، فالإنسان نفسه وليست بواحدة، لأن أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة كثيرة غير واحدة وهو أجزاء مجزأة ليست بسواء دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق، (1) التوحيد: 95. (2) التوحيد: 68 عيون الاخبار: 352.
[40]
فالانسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى، والله جل جلاله واحد لا واحد غيره، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شئ واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عني فرج الله عنك فقولك: اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فاني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير أني أحب أن تشرح لي ذلك. فقال يا فتح إنما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشئ اللطيف وغير اللطيف، وفى الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس وما هو أصغر منهما ما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الانثى والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه مما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وفهم بعضها عن بعض منطقها وما تفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضا مع خضرة ومالا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها ولا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخق لطيف لطف في خلق ما سمينا بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وإن كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شئ (1). 57 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن مختار بن محمد بن المختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سئلته عن أدنى المعرفة، قال:، الإقرار بأنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له وإنه مثبت قديم، موجود غير فقيد وأنه ليس كمثله شئ (2) 58 - المفيد قال أخبرني الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوى الطبري رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن احمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي عن محمد بن زيد الطبري قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يتكلم (1) عيون الاخبار: 1 - 127. (2) عيون الاخبار: 1 - 133.
[41]
في توحيد الله سبحانه فقال: أول عبادة الله معرفته وأصل معرفة الله عز وجل توحيده ونظام توحيده نفى التحديد عنه، لشهادة العقول أن كل محدود مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بمخلوق والممتنع من الحدث هو القديم في الأزل فليس الله عبد من نعت ذاته ولا إياه وحد من اكتنهه ولا حقيقته أصاب من مثله ولابه صدق من نفاه ولا صمد صمده من أشار إليه بشئ من الحواس ولا إياه عنى من شبهه، ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته. خلق الله تعالى الخلق حجابا بينه وبينهم، مباينته إياهم مفارقته انيتهم، و ابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء له، لعجز كل مبتدأ منهم عن ابتداء مثله فأسماؤه تعال تعبير، وأفعاله سحبانه تفهيم، قد جهل الله تعالى من حده، وقد تعداه من اشتمله وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال كيف هو فقد شبهه، ومن قال فيه لم فقد علله، و من قال: متى فقد وقته، ومن قال فيم فقد ضمنه، ومن قال إلى م فقد نهاه، ومن قال: حتى م فقد غياه، ومن غياه فقد جزأه ومن جزأه فقد ألحد فيه، لا يتغير الله تعالى بتغير المخلوقات ولا يتحدد بتحدد المحدود، واحد لا بتأويل عدد، ظاهر لا بتأويل المباشرة متجل لا باستهلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا عن عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بفكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بعزيمة، شاء لا بهمة، مدرك لا بحاسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه الاماكن ولا تأخذه السنات ولا تحده الصفات ولا تفيده الأدوات. سبق الأوقات كونه والعدم وجوده، والابتداء أزله، بخلقه الأشياء علم أن لا شبه له، وبمضادته بين الاشياء علم أن لاضد له، وبمقارنته بين الامور عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة والصرد بالحرور، مؤلف بين متباعداتها، ومفرق بين متدانياتها، بتفريقها دل على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها قال الله عز وجل: (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (1) له معنى الربوبية إذ لا مربوب وحقيقة (1) الذاريات: 49.
[42]
الالهية إذ لا مألوه، وممعنى العالم ولا معلوم، ليس منذ خلق استحق معنى الخالق، ولا من حيث أحدث استفاد معنى المحدث، لا تغيبه منذ ولا تدينه قد ولا تحجبه لعل، ولا توقته متى، ولا تشمله حين، ولا تقارنه مع، كلما في الخلق من أثر غير موجود في خالقه و كلما أمكن فيه ممتنع من صانعه. لا تجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه، أو يعود فيه ما هو ابتداه، إذا لتفاوت ذاته، ولامتنع من الأزل معناه، ولا كان للبارى معنى غير المبروء، لوحد له وراء لحد له أمام ولو التمس التمام للزمه النقصان، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الانشاء لو تعلقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع ولتحول عن كونه دالا إلى كونه مدلولا عليه ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب، لا إله إلا الله العلي العظيم (1). 59 - الصدوق رحمه الله - قال: حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفى، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكى قال: حدثنى الحسين بن الحسن قال: حدثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتدى قال: سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد فقال: كل من قرأ قل هو الله أحد وآمن بها، فقد عرف التوحيد، قلت: كيف يقرأها ؟ قال: كما يقرأها الناس، وزاد فيه: كذلك الله ربى كذلك الله ربى، كذلك الله ربي. (2) 60 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى، قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان قال: سمعت ابراهيم بن العباس يقول: سمعت الرضا عليه السلام وقد سئله رجل أيكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ فقال: هو أعدل من ذلك، قال: أفيقدرون على كل ما أرادوه، قال: هم أعجز من ذلك (3). 61 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن على بن الشاه الفقيه المروزى بمرو (1) امالي المفيد: 156 وامالي الطوسى: 1 - 22. وتمامه مع زيادة في التوحيد 37 (2) عيون الاخبار: 1 - 133. (3) عيون الاخبار: 1 - 141. (*)
[43]
الروذ في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلميان الطائى بالبصرة قال: حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال: حدثنى علي بن موسى الرضا عليهما السلام سنة أربع وتسعين ومائة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله، فإنه لا يحاسب يوم القيامة ويؤمر به إلى النار (1). 62 - عنه قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: يا بن رسول الله لم خلق الله عز وجل الخلق على أنواع شتى ولم يخلقه نوعا واحدا ؟ فقال: لئلا يقع في الأوهام إنه عاجز فلا تقع صورة في وهم ملحد إلا وقد خلق الله عز وجل عليها خلقا ولا يقول قائل: هل يقدر الله عز وجل على أن يخلق على صورة كذا وكذا إلا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه إنه على كل شئ قدير (2). 63 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثنا محمد بن الحسين الصولي قال: حدثنا يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافي أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا بن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وكان قد قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر، يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد، يقول: سمعت أبي محمد بن علي، يقول: سمعت أبي على بن الحسين، يقول: سمعت أبي الحسين بن علي، يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهم السلام يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصنى فمن دخل حصني (1) عيون الاخبار: 2 - 34. (2) عيون الاخبار: 2 - 75.
[44]
أمن من عذابي قال: فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها (1). 64 - عنه قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخورى بنيسابور قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري، قال حدثنا جعفر بن محمد ابن زياد الفقيه الخورى، قال حدثنا أحمد بن عبد الله الجويبارى وقال له الهروي والنهرواني والشيباني، عن الرضا على بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا الجنة (2). 65 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عز وجل، من قالها مخلصا استوجب الجنة، ومن قالها كاذبا عصمت ماله و دمه، وكان مصيره الى النار (3). 66 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار طلست ما في صحيفته من السيآت (4). 67 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله عز وجل عمودا من ياقوتة حمراء رأسه تحت العرش، وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى فإذا قال العبد: لا إله إلا الله اهتز العرش وتحرك عمود وتحرك الحوت، فيقول (1) عيون الاخبار: 2 - 134 والتوحيد: 24 - 25 معاني الاخبار: 371 والامالي: 142 وحلية الاولياء: 3 - 192. قال الحافظ أبو نعيم: هذا حديث ثابت مشهور بهذا الاسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الاسناد قال: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لافاق قال الانصاري: وقالى لى أحمد بن رزين سألت الرضا عليه السلام عن الاخلاص. فقال: طاعة الله عز وجل. (2) التوحيد: 22. (3) التوحيد: 23. (4) التوحيد: 23.
[45]
الله تبارك وتعالى: اسكني يا عرشي، فيقول: كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها فيقول الله تبارك وتعالى، أشهدوا سكان سماواتي أني قد غفرت لقائها (1) 68 - الصدوق قال: أبي - رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على الخزاز عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة آخذ بحجزة الله ونحن آخذون بحجزة نبينا وشيعتنا آخذون بحجزتنا، ثم قال: الحجزة: النور (2). 69 - جامع الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما رأس العلم قال: معرفة الله حق معرفة، قال وما حق معرفته، قال: أن تعرفه بلا مثال ولا شبيه، وتعرفه إلها، واحدا، خالقا، قادرا، أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا لا كفو له ولا مثل وذلك معرفة الله حق معرفته (3). 70 - الكراجكي قال: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمصر سنة ست وعشرين وأربعمائة قرائة منه علينا، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهروية القزويني سنة ثلاث عشر وثلاثمائة، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صنفان من امتي ليس لهم في الآخرة نصيب: المرجئة، والقدرية (4). 71 - الصدوق، قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور، في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري عن الرضا عليه السلام قال: فإن قال قائل: لم أمر الخلق بالإقرار بالله وبرسله وبحججه وبما جاء (1) التوحيد: 23. (2) معاني الاخبار: 16. (4) جامع الاخبار: 5. (4) كنز الفوائد 50.
[46]
من عند الله عز وجل قيل: لعل كثيرة منها: أن من لم يقر بالله عز وجل ولم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ولم يراقب أحدا فيما يشتهي ويستلذ عن الفساد والظلم وإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب بعضهم على بعض فغصبوا الفروج والأموال وأباحوا الدماء والنساء، وقتل بعضهم بعضا من غير حق ولا جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل. ومنها: أن الله عز وجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح، ويزجر عن الظالم، وينهى عن الفواحش، ولا يكون حظر الفساد والأمر بالصلاح والنهى عن الفواحش إلا بعد الإقرار بالله عز وجل ومعرفة الآمر والناهي ولو ترك الناس بغير إقرار بالله عز وجل ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح ولا نهى عن فساد إذ لا آمر ولا ناهي. ومنها: إنا وجدنا الخلق قد يفسدون بامور باطنة مستورة عن الخلق، فلو لا الإقرار بالله وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحدا في ترك معصيته وانتهاك حرمة وارتكاب كبيرة، إذا كان فعله ذلك مستورا عن الخلق غير مراقب لأحد، فكان يكون في ذلك خلاف الخلق أجمعين، فلم يكن قوام الخلق و صلاحهم إلا بالإقرار منهم بعليم خبير يعلم السر وأخفى، آمر بالصلاح ناه عن الفساد ولا تخفى عليه خافية ليكون في ذلك انزجار لهم عما يخلون به من أنواع الفساد (1). 72 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري - رضي الله عنه - قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل ابن شاذان قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: من أقر بتوحيد الله ونفي التشبيه عنه ونزهه عما لا يليق به، وأقر بأن له الحول والقوة والإرادة والمشية والخلق والأمر والقضاء والقدر وأن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا (خلق تكوين. (1) عيون الاخبار: 2 - 99.
[47]
وشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا والأئمة بعده حجج الله ووالى أوليائهم واجتنب الكبائر وأقر بالرجعة والمتعتين وآمن بالمعراج والمسائلة في القبر والحوض والشفاعة وخلق الجنة والنار والصراط والميزان والبعث والنشور والجزاء والحساب فهو مؤمن حقا وهو من شيعتنا أهل البيت (1). تم كتاب التوحيد ويتلوه أن شاء الله كتاب النبوة (1) صفات الشيعة: 92.
[48]
كتاب النبوة (1) * (باب ما جاء في الانبياء عليهم السلام) * 1 - الكليني، عن على بن إبراهيم الهاشمي، عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله، عن سليمان الجعفري، عن الرضا عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلي نبي من الأنبياء، إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الورى. (1) 2 - الصدوق قال حدثنا جفعر بن محمد بن مسرور - رضي الله عنه - قال: حدثنا الحسين بن محمد بن علي (2) قال: حدثنا أبو عبد الله السياري، عن أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام لماذا بعث الله عز وجل موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر وبعث عيسى عليه السلام بالطب وبعث محمدا بالكلام والخطب فقال له أبو الحسن عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لما بعث موسى عليه السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن في وسع القوم مثله، (3) وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وإن الله تبارك وتعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيالهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة عليهم. وأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام [وأظنه قال:] والشعر، فأتاهم من كتاب الله عز وجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل به (1) الكافي: 2 - 275. (2) في العيون: الحسين بن محمد بن عامر. (3) في العيون عند القوم وفى وسعهم مثله. - 3 -
[49]
قولهم وأثبت به الحجة عليهم، فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك اليوم قط، فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال عليه السلام: العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه و الكاذب على الله فيكذبه فقال ابن السكيت هذا والله الجواب. (1) 3 - عنه قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا على بن الحسن بن على ابن فضال، عن أبيه، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إنما سمي اولوا العزم اولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرايع والعزايم وذلك أن كل نبي بعد نوح عليه السلام كان شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه الى زمن إبراهيم الخليل عليه السلام. وكل نبي كان في أيام ابراهيم وبعده كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى عليه السلام وكل نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام وكل نبي كان في أيام عيسى عليه السلام وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهؤلاء الخمسة اولو العزم فهم أفضل الأنبياء والرسل. وشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه (2). 4 - عنه قال: حدثنا أبو الفضل تميم به عبد الله بن تميم القرشى الحيري قال: أخبرنا أبو علي الأنصاري بنيسابور قال حدثنا أبي قال: حدثنا أبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي قال: سمعت على بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: أوحى الله عز وجل إلى نبي من انبيائه إذا أصبحت فاول شئ يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه. قال فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف، وقال: أمرنى ربي عز وجل أن آكل هذا وبقي متحيرا ثم رجع إلى نفسه وقال: إن ربى جل جلاله لا يأمرني (1) علل الشرايع: 1 - 115 والعيون: 2 - 79.(2) عيون الاخبار: 2 - 80.
[50]
إلا بما اطيق فمشى إليه ليأكله فكلما دنى منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال له: أمرني ربي أن أكتم هذا و حفر له حفرة وجعله فيها وألقى عليها التراب. ثم مضى فالتفت فإذا بالطست قد ظهر قال قد فعلت ما أمرنى ربي عز وجل فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه فقال له البازي: أخذت منى صيدي وأنا خلفه منذ أيام، فقال: إن ربي عز وجل أمرني أن لا أويس هذا فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود، فقال: أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا فهرب منه ورجع. فرأى في المنام كأنه قد قيل له: إنك قد فعلت ما امرت به فهل تدري ما ذا كان قال: لا قيل له: أما الجبل فهو الغضب ان العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها، وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته، أما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأما اللحم المنتن فهو الغيبة فاهرب منها (1). 5 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور في شعبان سنة اثنتين خمسين وثلاثمائة قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري عن الرضا عليه السلام قال: فان قال قائل: فلم وجب عليهم (2) معرفة الرسل والإقرار بهم والاذعان لهم بالطاعة. قيل لأنه لما ان لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إداركه ظاهرا لم يكن بدلهم من رسول بينه و (1) الخصال: 267 والعيون: 1 - 275. (2) أي على الخلق.
[51]
بينهم معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به احراز منافعهم ومضارهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولاسد حاجة ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذى أتقن كل شئ. (1) 6 - عنه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم الطائي قال: حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية فقال: هود، وصالح، وشعيب، و إسماعيل، ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. (2) 7 - وبهذا الاسناد قال: كان على بن أبى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع، إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن ستة من الأنبياء لهم إسمان، فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويعقوب وهو اسرائيل، والخضر وهو حلقيا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين. (3) (2) * (باب ما جاء في آدم عليه السلام) * 8 - الحميرى عن ابن عيسى عن البزنطى عن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن الناس كيف تناسلوا عن آدم عليه السلام قال: حملت حواء هابيل واختاله في بطن، ثم حملت في البطن الثاني (1) عيون الاخبار: 2 - 100 والحديث طويل اخذنا منه موضع الجاحة والباقى متفرق في ابواب هذا الكتاب. (2) الخصال: 319. (3) الخصال: 322. (*)
[52]
قابيل واختاله في بطن فتزوج هابيل التى مع قابيل وتزوج قابيل التى مع هابيل ثم حدث التحريم بعد ذلك. (1) 9 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الشجرة التى اكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلفت الناس فيها، فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي انها شجرة الحسد، فقال عليه السلام: كل ذلك حق قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال: يا أبا الصلت إن شجرة الجنة تحمل انواعا فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا وإن آدم عليه السلام لما اكرمه الله تعالى ذكره باسجاد الملائكة و بإدخاله الجنة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل منى، فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق العرش، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلي بن أبي طالب امير المؤمنين وزوجه فاطمة سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. فقال آدم عليه السلام يا رب من هولاء، فقال عز وجل: - هؤلاء من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولو لا هم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض فاياك أن تنظر إليهم بعين الحسد، فأخرجك عن جواري فنظر إليهم بعين الحسد و تمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التى نهى عنها وتسلط على حواء لنظرها الى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم عليه السلام فأخرجهما الله عز وجل عن جنته فأهبطهما عن جواره إلى الارض. (2) 10 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن سليمان الزراري، قال حدثنا محمد بن (1) قرب الاسناد: 215. (2) عيون الاخبار: 1 - 306.
[53]
الحسين، عن أحمد بن محمد أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: كيف كان أول الطيب ؟ قال: فقال لي: ما يقول من قبلكم فيه، قلت: يقولون إن آدم لما هبط بارض الهند فبكى على الجنة سالت دموعه فصارت عروقا في الأرض فصارت طيبا ؟ فقال: ليس كما يقولون، ولكن حواء كانت تغلف قرونها من أطراف شجر الجنة فلما هبطت إلى الأرض وبليت بالمعصية، رأت الحيض فأمرت بالغسل فنفضت قرونها فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وخفضته فذرته حيث شاء الله عز وجل فمن ذلك الطيب. (1). 11 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال حدثني موسى بن جعفر، قال: حدثني جعفر بن محمد، قال حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا الحسين بن على بن ابى طالب عليه السلام: قال: كان علي بن أبي طالب بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال يا أمير المؤمنين إني اسئلك عن أشياء. فقال: سل تفقها ولا تسئل تعنتا، فسأله عن أشياء، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن اول من قال الشعر فقال: آدم، فقال: وما كان [من] شعره، قال: لما انزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها و هواءها قتل قابيل هابيل فقال آدم عليه السلام: تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرص مغبر قبيح تغر كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح فأجابه إبليس: تنح عن البلاد وساكينها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح (1) علل الشرايع: 2 - 178 والعيون.
[54]
فلم تنفك من كيدي ومكري إلى أن فأتك الثمن الربيح فلو لا رحمة الجبار أضحت * بكفك من جنان الخلد ريح (1) (3) * (باب ما جاء في نوح عليه السلام) * 12 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمه الله - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: لاي علة أغرق الله عز وجل الدنيا كلها في زمن نوح عليه السلام و فيهم الأطفال ومن لا ذنب له ؟ فقال: ما كان فيهم الأطفال لأن الله عز وجل أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم اربعين عاما، فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، وما كان الله عز وجل ليهلك بعذابه من لا ذنب له، وأما الباقون من قوم نوح عليه السلام فاغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح وسائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين ومن غاب عن امر فرضي به كان كمن شهده وأتاه. (2) 13 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي رضي الله عنه - قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال أبي عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل قال لنوح: (يا نوح إنه ليس من أهلك (3) لأنه كان مخالفا له وجعل من اتبعه من أهله، قال: وسئلني كيف يقرؤن هذه الآية في ابن نوح، فقلت: يقرؤها الناس على وجهين (إنه عمل غير صالح) و (إنه عمل غير صالح) (4) فقال كذبوا هو ابنه ولكن الله عز وجل نفاه عنه حين (1) الخصال: 208 (2) التوحيد: 392 وعلل الشرايع: 1 - 29 (3) هود: 46 (4) يعنى قرء (عمل) على الفعل ونصب (غير) أو قرء (عمل) منونا و (غير) بالرفع.
[55]
خالفه في دينه (1). 14 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قال الرضا عليه السلام لما هبط نوح عليه السلام إلى الأرض كان هو وولده ومن تبعه ثمانين نفسا فبنى حيث نزل قرية فسماها قرية الثمانين لأنهم كانوا ثمانين (2). (4) * (باب ما جاء في ابراهيم عليه السلام) * 15 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قبله ما يرجع إلى قلب الوالد الذى بذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز وجل إليه: يا ابراهيم من أحب خلقي إليك ؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلى من حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فأوحى الله عز وجل إليه يا ابراهيم أفهو أحب إليك أم نفسك ؟ قال: بل هو أحب إلى من نفسي قال: فولده أحب إليك أو ولدك، قال بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على ايدى أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي، قال: يا رب بل ذبحه على أيدى أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فان طائفة تزعم أنها من امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ستقتل (1) علل الشرايع: 1 - 29 والعيون: 2 - 75 (2) علل الشرايع: 1 - 29.
[56]
الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش فيستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه السلام وقتله وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عز وجل: (وفديناه بذبح عظيم) (1) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2). 16 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عليهما السلام أنه قال: إنما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا، لأنه لم يرد أحدا ولم يسئل أحدا قط غير الله عز وجل. (3) 17 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال حدثنا أبي في سنة ستين و مائتين قال: حدثنى على بن موسى الرضا عليهما السلام سنة أربع وتسعين ومائة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك علي بن أبى طالب (4) 18 - عنه - رحمه الله - قال: أبي - رضى الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو همام إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام أنه قال (1) الصافات: 107 (2) عيون الاخبار: 1 - 209 والخصال ص 58. (3) عيون الاخبار 2 - 76 (4) عيون الاخبار 2 - 30.
[57]
لرجل: أي شئ السكينة عندكم ؟ فلم يدر القوم ما هي فقالوا: جعلنا الله فداك ماهي ؟ قال ريح تخرج من الجنة طيبة في صورة كصورة الانسان تكون مع الأنبياء عليهم السلام و هي التي انزلت على ابراهيم عليه السلام حين بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا وكذا وبنى الأساس عليها (1). 19 - الحميري - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أسباط قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام ما ترى أخرج برا أو بحرا فان طريقنا مخوف شديد الخطر، فقال: اخرج برا ثم قال: ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة تستخير مائة مرة فإن خرج لك على البحر فقل الذي قال الله تبارك و تعالى: (اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم (2)) فإذا اضطرب فقل: بسم الله اسكن بسكينة وقر بوقار الله واهدأ باذن الله ولا حول ولا قوة الا بالله. قلنا له أصلحك الله ما السكينة ؟ قال: ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان ورائحته طيبة وهي التي نزلت على إبراهيم صلوات الله عليه فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين قلنا: هي من التي قال فيه (سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) (3) قال: تلك السكينة كانت في التابوت وكانت فيه طست تغسل فيها قلوب الأنبياء وكان التابوت يدور في بنى اسرائيل مع الانبياء، ثم أقبل علينا فقال: فما تابوتكم ؟ قلنا: السلاح قال: صدقتم هو تابوتكم، ثم قال: فانه خرجت برا فقل الذي قال الله: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كانا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) (4) فإنه ليس عبد يقول عند ركوبه فيقع (1) معاني الاخبار: 285. (2) هود: 41. (3) البقرة: 248. (4) الزخرف: 13.
[58]
من بعير أو دابة فيضره شئ باذن الله (1). 20 - الطوسى - رحمه الله - قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الاهوازي سماعا في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد في شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعمائة قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة املاء قال حدثنا علي بن محمد الحسيني قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: كان ابراهيم عليه السلام اول من أضاف الضيف وأول من شاب فقال: ما هذا قيل: وقار في الدنيا ونور في الاخرة (2). 21 - العياشي - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إن إبراهيم خليل الرحمان صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال: رب ارزقهم من الثمرات لعلم يشكرون، فأمر الله تعالى قطعة من الأردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله أن تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت (3). 22 - الراوندي - رحمه الله - بالاسناد إلى الصدوق عن النقاش، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام قال: لما رمي إبراهيم عليه السلام في النار، دعا الله بحقنا، فجعل الله النار بردا وسلاما. (4) (1) قرب الاسناد: 218. (2) امالي الطوسى: 348 (3) تفسير العياشي: 2 - 232 أوردناه هنا لادنى المناسبة، وروى الصدوق (ره) في العلل باسناده عن البزنطى عنه عليه السلام قال: اتدرى لم سمى الطائف الطائف ؟ قلت: لا، قال: لان الله عز وجل لما دعاه ابراهيم عليه السلام ان يرزق أهله الثمرات أمر بقطعة من الاردن فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم أمرها أن تنصرف الى هذا الموضع الذى سمى بالطائف فلذلك سمى الطائف. اه، ولم نورده في المتن لعدم المناسبة بالباب. (4) قصص الانبياء مخطوط بحار الانوار: 12 ر 40.
[59]
(5) * (باب ما جاء في اسماعيل) * 23 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد ؟ قال: قلت: لا أدري فقال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره (1). 4 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سئلت أبا الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام عن مع نى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا ابن الذبيحين قال: يعنى إسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذى بشر الله به ابرا هيم (فلما بلغ معه السعي) (2) قال (يا بنى (3) اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر) - ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت - (ستجدني ان شاء الله من الصابرين). فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد ويبول في سواد ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة اربعين عاما، وما خرج من رحم انثى، وإنما قال الله عز وجل له: (كن) فكان (4) ليفدى به اسماعيل، فكل ما يذبح في منى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين. وأما الآخر فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب (1) عيون الاخبار 2 - 79. (2) الصافات: 102. (3) في العيون وهو لما عمل مثل عمله قال يا بنى. (4) في العيون و (كن فيكون) فكان.
[60]
الكعبة ودعا الله أن يرزقه عشرة بنين ونذر لله عز وجل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته. فلما بلغوا عشرة قال قد وفى الله لي فلأفين لله عز وجل فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله وكان أحب ولده إليه، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله فأخذه وجلسه وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن، فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه اعذر فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك قال: وكيف أعذر يا بنية فإنك مباركة، قالت اعمد الى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل واعط ربك حتى يرضى. فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشرا وضرب السهام فخرج سهم عبد الله فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة، فقال عبد المطلب: لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل، فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خده التي كانت على الأرض وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب. وأمر عبد المطلب أن تنحر الابل بالحزورة ولا يمنع أحد منها وكانت مائة. وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عزوجل في الإسلام، حرم نساء الآباء على الأبناء، وسن الدية في القتل مائة من الإبل، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ووجد كنز فأخرج منه الخمس، وسمى زمزم لما حفرها (1) سقاية الحاج ولو لا أن (2) عبد المطلب كان حجة وأن عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم ابراهيم على (1) في العيون (حين حفرها). (2) في العيون لو لا ان عمل عبد المطلب.
[61]
ذبح ابنه اسماعيل لما افتخر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالانتساب إليها لأجل أنهما الذبيحان في قوله: (أنا ابن الذبيحين). [والعلة التي من أجلها رفع (1) الله عز وجل الذبح عن اسماعيل هي العلة التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله وهي كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم في صلبيهما، فببركة النبي والأئمة عليهم السلام رفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل اولادهم، ولو لا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل اولادهم وكل ما يتقرب الناس الى الله عز وجل من اضحية فهو فداء لاسماعيل عليه السلام الى يوم القيامة] (2). (6) * (باب ما جاء في يوسف عليه السلام) * 25 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندى (رضي الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن عبد الله العلوي قال: حدثني علي بن محمد العلوي العمري، قال: حدثني إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) (2) قال: كانت لاسحاق النبي عليه السلام منطقة يتوارثها الأنبياء الأكابر وكانت عند عمة يوسف وكان يوسف عندها وكانت تحبه. فبعث إليها أبوه وقال ابعثيه الى وأرده اليك فبعثت إليه: دعه عندي الليلة أشمه، ثم أرسله اليك غدوة، قال: فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه والبسته قميصا وبعثت به إلى أبيه، فلما خرج من عندها طلبت المنطقة وقالت سرقت (1) في العيون (دفع الله) بالدال في الموضعين. (2) الخصال: 55 - والعيون 1 - 210. وما بين القوسين من كلام الصدوق (ره) (3) يوسف 77.
[62]
المنطقة فوجدت عليه وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمن دفع إلى صاحب السرقة فكان عبده (1). 26 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن عبيد الله بن محمد بن خالد قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: كانت الحكومة في بني اسرائيل إذا سرق أحد شيئا استرق به وكان يوسف عليه السلام عند عمته وهو غير وكانت تحبه، وكانت لإسحاق عليه السلام منطقة ألبسها أباه يعقوب فكانت عند ابنته إن يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمته فاغتمت لذلك وقالت له: دعه حتى أرسله اليك، فأرسلته وأخذت المنطقة وشدتها في وسطه تحت الثياب. فلما أتي يوسف أباه جاءت فقالت سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه فلذلك قال إخوة يوسف حين جعل الصاع في وعاء أخيه (إن يسرق فقد سرق اخ له من قبل) فقال لهم يوسف (ما جزاء من وجد في رحله قالوا هو جزاؤه) كما جرت السنة التي تجرى فيهم (فبدء باوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه) ولذلك قال اخوة يوسف (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) يعنون المنطقة (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم (2). 27 - العياشي - رحمه الله - عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه فقال له أبو الحسن: يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصي ؟ فقال: لا بل النبي، قال: فأيهما أفضل مسلم أو مشرك ؟ قال: بل مسلم، قال: فإن العزيز عزيز مصر (3) كان مشركا وكان يوسف نبيا وإن المأمون مسلم وأنا (1 و 2) تفسير العياشي 2 - 186 والعيون: 2 - 76. (3) الظاهر هنا وهم من الراوى والصواب (فان الملك ملك مصر) والملك فرعون مصر وهو غير العزيز.
[63]
وصى، ويوسف سأل العزيز أن يوليه حتى قال: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) والمأمون أجبرني على ما أنا فيه، قال وقال في قوله (حفيظ عليم) قال: حافظ لما في يدي (عليم) عالم بكل لسان (1). (7) * (باب ما جاء في موسى عليه السلام) * 28 - الحميري - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبى نصر البزنطي قال قلنا للرضا عليه السلام: إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة قال: وكيف ذلك قلت: جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب قال لا لعمري ما ذاك كذلك وما ذاك وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ولا رضي عنهم الا أخرجهم منها إلى غيرها ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج عظام يوسف منها فاستدل موسى على من يعرف القبر فدل على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين فيدعو الله أن يذهب بزمانها ويصيرها الله في الجنة في الدرجة التي هو فيها. فأعظم ذلك على موسى فأوحى الله إليه وما يعظم عليك من هذا اعطها ما سئلت ففعل فوعدته طلوع القمر فحبس الله المقر حتى جاء موسى لموعده فاخرج من النيل في سفط مرمر فحمله موسى ولقد قال رسول الله عليه وآله وسلم: لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة، قلنا له: قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: نعم (2). 29 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال، عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: (1) تفسير العياشي: 2 - 180. (2) قرب الاسناد: 20 وتفسير العياشي: 1 - 304.
[64]
احتبس القمر عن بنى اسرائيل فأوحى الله عز وجل إلى موسى ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه فسأل موسى عليه السلام عن من يعلم موضعه فقيل له: إن ههنا عجوز تعلم علمه، فبعث إليها، فاتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف ؟ قالت: نعم قال: فأخبريني به، فقالت: لا حتى تعطيني أربع خصال تطلق لي رجلي وتعيد الي شبابي وتعيد إلي بصري (1) وتجعلني معك في الجنة قال: فكبر ذلك على موسى عليه السلام قال: فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى أعطها ما سألت فانك إنما تعطى على ففعل، فدلته عليه فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر، فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم الى الشام (2). 30 - العياشي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن رجلا من بني اسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني اسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى عليه السلام إن سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله ؟. فقال، ايتوني ببقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قال ولو عمدوا لى بقرة (3) أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي قال إنه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر) يعني لا صغيرة ولا كبيرة (عوان بين ذلك) ولو أنهم عمدوا الى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) ولو أنهم عمدوا الى أي بقرة لأجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم. (1) في العيون (وترد الى بصرى). (2) الخصال: 205 والعيون: 1 - 259. (3) في العيون (ولو انهم عمدوا الى أي بقرة اجزأتهم).
[65]
(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي إن البقر تشابه علينا وإنا ان شاء الله لمهتدون. قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحق) (1) فطلبوها فوجدوها عند فتى من بنى اسرائيل، فقال: لا أبيعها الا بملء مسكها ذهبا فجاؤا الى موسى عليه السلام فقالوا له ذلك. قال: اشتروها فاشتروها وجاؤا بها فامر بذبحها، ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيي المقتول وقال يا رسول الله إن ابن عمى قتلني دون من يدعى عليه قتلى فعلموا بذلك قاتله. قال: فقال رسول الله موسى بن عمران عليه السلام لبعض أصحابه: إن هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو ؟ قال: أن فتى من بنى اسرائيل كان بارا بأبيه وإنه اشترى تبيعا (2) فجاء إلى أبيه ورأى أن المقاليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك التبيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال: أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال: فقال رسول الله موسى بن عمران عليه السلام انظروا الى البر ما بلغ بأهله (3). 31 - المفيد - رحمه الله - باسناده عن عبد الله بن جندب عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان على مقدمة فرعون ستمائة ألف ومائتي ألف وعلى ساقة ألف ألف قال: لما صار موسى عليه السلام في البحر أتبعه فرعون وجنوده قال: فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر فتمثل له جبرئيل على ما ذيانة فلما رأى فرس فرعون الماذيانة أتبعها فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا (4). 32 - أبو جفعر الطوسى - رحمه الله - قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي أبو العباس بالكوفة قال: حدثنا أيوب بن نوح (1) الايات في سورة البقرة 71 - 76. (2) التبيع: ولد البقر اول سنة وبقرة متبع أي معها ولدها: وفى العيون (بيعا). (3) تفسير العياشي: 1 - 46 وعيون الاخبار 2 - 36. (4) الاختصاص: 266.
[66]
ابن دراج قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين قال: أوحى الله عز وجل الى نجيه موسى بن عمران عليه السلام يا موسى أحببني وحببني الى خلقي قال: يا رب إني أحبك فكيف أحببك إلى خلقك قال: اذكر لهم نعمائي عليهم وبلائي عندهم فإنهم لا يذكروني إذ لا يعرفون منى إلا كل خير (1). 33 - الراوندي - رحمه الله - بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحجال، عن مقاتل بن مقاتل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الله تعالى أمر بنى اسرائيل أن يذبحوا بقرة وكان يجزئهم ما ذبحوا وما تيسر من البقر، فعنتوا وشددوا فشدد عليهم (2). 34 - عنه - رحمه الله باسناده عن الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطى قال: سئلته الرضا عليه السلام عن قوله تعالى (إن أبي يدعوك ليجزيك أجرما سقيت لنا) أهي التي تزوج بها ؟ قال: نعم، ولما قالت (استأجره إن خير من اسنأجرت القوي الأمين) قال أبوها كيف علمت ذلك قالت: لما أتيته برسالتك فأقبل مني، قال: كونى خلقي ودليني على الطريق، فكنت خلقه أرشده كراهية أن يرى منى شيئا، ولما أراد موسى عليه السلام الانصراف، قال شعيب: ادخل البيت وخذ من تلك العصي عصا تكون معك تدرء بها السباع، وقد كان شعيب اخبر بأمر العصا التي أخذها موسى. فلما دخل موسى البيت وثبت إليه العصا فصارت في يده، فخرج بها، فقال شعيب خذ غيرها فعاد موسى إلى البيت ووثبت إليه العصا فصار في يده فخرج بها، فقال شعيب: ألم أقل لك خذ غيرها قال له موسى: قد رددتها ثلاث مرات كل ذلك تصير (1) امالي الطوسى: 2 - 98. (2) قصص الانبياء مخطوط.
[67]
في يدي، فقال له شعيب: خذها، وكان شعيب يزور موسى كل سنة، فإذا أكل قام موسى على رأسه وكسر له الخبز (1). (8) * (باب ما جاء في يوشع ودانيال عليهما السلام) * 35 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن إسماعيل بن محمد عن محمد بن سنان قال: كنت عند الرضا عليه السلام فقال لي: يا محمد إنه كان في زمن بني اسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فاتى واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم فقرع الباب فخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك ؟ فقال: ليس هو في البيت فرجع الرجل ودخل الغلام الى مولاه فقال له: من كان الذي قرع الباب قال: كان فلان فقلت له: لست في المنزل فسكت ولم يكترث ولم يلم غلامه ولا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب وأقبلوا في حديثهم، فلما كان من الغد بكر إليهم الرجل فأصاهبم وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم فسلم عليهم وقال: أنا معكم فقالوا له: نعم ولم يعتذروا إليه وكان الرجل محتاجا ضعيف الحال فلما كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلتهم فظنوا انه مطر فبادروا فلما استوت الغمامة على رؤسهم إذا مناد ينادي من جوف الغمامة أيتها النار خذيهم وأنا جبرئيل رسول الله. فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر وبقى الرجل مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم ولا يدري ما السبب ؟ فرجع إلى المدينة فلقي يوشع بن نون عليه السلام فأخبره الخبر وما رأى وما سمع، فقال: يوشع بن نون عليه السلام أما علمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضيا وذلك بفعلهم بك، فقال: وما فعلهم بي ؟ فحدثه يوشع فقال الرجل فأنا أجعلهم في حل وأعفوا عنهم قال: لو كان هذا قبل لنفعهم فأما (1) قصص الانبياء مخطوط. (*)
[68]
الساعة فلا وعسى أن ينفعهم من بعد (1). 36 - على بن موسى بن محمد بن طاووس باسناده إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: وجد رجل من الصحابة صحيفة فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنادى الصلوة جامعة فما تخلف أحد ذكر ولا انثى فرقى المنبر فقرأها (2) فإذا كتاب يوشع بن نون وصى موسى عليهما السلام وإذن فيها (وإن ربكم لرؤف رحيم ألا إن خير عباد الله التقي الخفي وإن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع، فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى وأن يؤدي الحقوق التى أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم: (سبحان الله كما ينبغى لله والحمد لله كما ينبغي لله ولا إله إلا الله كما ينبغى لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على محمد وعلى أهل بيت النبي الامي وعلى جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله) ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ألحوا في الدعاء فصبر هنيئة، ثم رقى المنبر، فقال: من أحب أن يعلو ثناءه على ثناء المجاهدين فليقل هذا القول في كل يوم وإن كانت له حاجة قضيت أو عدو كبت، أو دين قضي أو كرب كشف وخرق كلامه السموات حتى يكتب في اللوح المحفوظ (3). 37 - الراوندي - رحمه الله (باسناده عن الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن السياري، عن إسحاق بن إبراهيم عن الرضا عليه السلام قال: إن الملك قال لدانيال: أشتهي أن يكون لي ابن مثلك فقال: ما محلى من قبلك، قال: أجل محل وأعظمه، قال دانيال: فإذا جامعت فاجعل همتك في، قال: ففعل الملك ذلك فولد له ابن أشبه خلق الله بدانيال (4). (1) الكافي: 2 - 364. (2) قوله (فقرأها) فيه ما فيه. (3) مهج الدعوات: 309. (4) قصص الانبياء مخطوط.
[69]
(9) * (باب ما جاء في الخضر عليه السلام) * 38 - الصدوق - رحمه الله قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي - رضي الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحيوة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وأنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه وإنه ليحضر حيث ما ذكر فمن ذكره منكم فيسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته (1). 39 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سجي بثوبه فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيمة) إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل فائت فتوكلوا عليه وثقوا به وأستغفر الله لى ولكم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام هذا أخي الخضر عليه السلام جاء يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله (2). 40 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق - رضي الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه عن أبى - (1) كمال الدين: 390: 391. (2) كمال الدين: 390 - 392.
[70]
الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاهم آت فوقف على باب البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام: هذا هو الخضر عليه السلام أتاكم يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله (1). (10) * (باب ما جاء في سليمان عليه السلام) * 41 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام قال: إن سليمان بن داود قال ذات يوم لأصحابه: إن الله تبارك وتعالى قد وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي سخر لى الريح والأنس والجن والطير والوحوش وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شئ ومع جميع ما اويتت من الملك، ما تم لي سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فاصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تؤذنوا لأحد على بالدخول لئلا يرد على ما ينغص علي يومي. فقالوا: نعم، فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد الى أعلى موضع من قصره ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه سرورا بما اوتي فرحا بما أعطى، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره فلما ابصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلوا فيه اليوم فبإذن من دخلت ؟ فقال الشاب أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت، فقال: ربه أحق به مني فمن أنت ؟ قال أنا ملك الموت قال وفيما جئت قال: لأقبض روحك، فقال: أمض بما امرت به في هذا يوم سروري وأبى الله عز وجل أن يكون لى سرورا (1) كمال الدين: 390 - 391.
[71]
دون لقائه. فقبض ملك الموت روحه وهو متكى على عصاه فبقى سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حى فافتتنوا فيه اختلفوا فمنهم من قال: إن سليمان قد بقى متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة ولم يأكل ولم يشرب ولم يتعب ولم ينم إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده وقال قوم أما إن سليمان لساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه ليسحر أعيننا وليس كذلك فقال المؤمنون إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عزوجل في عصاه الأرضة فدبت. فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخرت سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن الأرضة على صنيعها فلاجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلا وعند هاماء وطين وذلك قول الله عز وجل (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) يعنى عصاه (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) (1) ثم قال الصادق عليه السلام: ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلته (فلما خر تبينت الإنس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (2). 42 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا عليه ابن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام في قول الله عز وجل (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان) قال: اتبعوا ما تتلوا كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به فظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس وقالوا: كان (1) سبأ: 14. (2) يعنى بهذا المعنى. والخبر في عيون الاخبار: 1 - 265.
[72]
سليمان كافرا ساحرا ماهرا، بسحره ملك ما ملك وقدر ما قدر فرد الله عز وجل عليهم فقال: (وما كفر سليمان) ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان وإلى (ما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) وكان بعد نوح عليه السلام قد كثر السحرة والمموهون، فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبي عليه السلام عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل فأمرهم أن يقفوا على السحر وأن يبطلوه ونهاهم أن يسحروا به الناس وهذا كما يدل على اسم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم ثم قال عز وجل: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) يعنى أن ذلك النبي عليه السلام أمر الملكين أن يظهر اللناس بصورة بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك، فقال الله عز وجل: (وما يعلمان من أحد) ذلك السحر وإبطاله (حتى يقولا) للمتعلم (إنما نحن فتنة) وامتحان للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم (فلا تكفر) باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا انك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فان ذلك كفر. قال الله عز وجل (فيتعلمون) يعني طالبي السحر (منهما) يعني مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النير نجات ومما (أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت) يتعلمون من هذين الصنفين (ما يفرقون به بين المرء وزوجه) هذا ما يتعلم للإضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب الحيل والنمائم والايهام وأنه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا ليحبب المرأة إلى الرجل والرجل إلى المرأة ويؤدي إلى الفراق بينهما، فقال عز وجل (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد إلا بإذن الله يعنى بتخلية الله وعمله فإنه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر. ثم قال: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) لانهم إذا تعلموا ذلك السحر
[73]
ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه بل ينسلخون عن دين الله بذلك (ولقد علموا) هؤلاء المتعلمون (لمن اشتراه) بدينه الذى ينسلخ عنه بتعلمه (ماله في الآخرة من خلاق) أي من نصيف في الثواب الجنة، ثم قال عز وجل (ولبئس ما شروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا الاخرة وتركوا نصيبهم من الجنة، لأن المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون أن لا رسول ولا إله ولا بعث ولا نشور. فقال (ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الآخرة من خلاق) لأنهم يعتقدون أن لا آخرة فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها، ثم قال: (ولبئس ما شروا به أنفسهم) إذ باعوا الآخرة بالدنيا ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا عذبهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق (1). 43 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي قال: حدثنا منصور بن عبد الله الاصفهاني الصوفي قال: حدثني علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا سليمان (2) الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في قوله: عز وجل (فتبسم ضاحكا من قولها) وقال: لما قالت النملة (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) (3) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان عليه السلام وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال: على بالنملة فلما اتى بها قال سليمان: يا أيها النملة أما علمت أني نبي الله وأني لا أظلم أحدا قالت النملة: (1) عيون الاخبار: 1 - 266. (2) في العيون (داود بن سليمان). (3) النمل: 180.
[74]
بلى - قال سليمان عليه السلام فلم حذرتهم ظلمي فقلت (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) قالت النملة خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيعبدون غير الله (1) تعالى، ثم قالت النملة أنت أكبر أم أبوك داود قال سليمان بل أبي داود، قالت النملة فلم زيد في حروف اسمك على حروف اسم أبيك داود قال سليمان، مالي بهذا علم، قالت النملة: لأن أباك داود عليه السلام داوى جرحه بود فسمى داود وانت سليمان أرجو أن تلحق بأبيك قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة قال سليمان: مالي بهذا علم، قالت النملة يعنى عز وجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها (2). (11) * (باب ما جاء في عيسى عليه السلام) * 44 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه للحواريين: يا بني إسرا ئيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم (3). 45 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لم سمي الحواريون الحواريين (1) في العيون (ويبعدون عن ذكر الله). (2) علل الشرايع: 1 - 68 والعيون 2 - 78. (3) الكافي: 2 - 137.
[75]
قال: أما عند الناس فانهم سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحوار وأما عندنا فسمي الحواريون الحواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير قال: فقلت له: فلم سمى النصاري نصارى قال لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى عليهما السلام بعد رجوعهما من مصر (1). 46 - الراوندي بالاسناد الى الصدوق باسناده إلى ابن أورمة، عن احمد بن خالد الكرخي، عن الحسن بن ابراهيم عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أتدري بما حملت مريم قلت: لا قال من تمر صرفان أتاها لها جبرائيل (2). 47 - الراوندي - رحمه الله - عن الصدوق باسناده إلى ابن أورمة، عن الحسن ابن على، عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليه السلام قال: كان عيسى عليه السلام يبكي ويضحك وكان يحيى عليه السلام يبكي ولا يضحك وكان الذي يفعل عيسى عليه السلام أفضل (3). 48 - الراوندي - رحمه الله (بالاسناد الى الصدوق، باسناده عن محمد بن اورمة، عن محمد بن أبي صالح، عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة قال: قلت للرضا عليه السلام: أيأتى الرسل عن الله بشئ، ثم تأتي بخلافه ؟ قال: نعم، إن شئت حدثتك، وإن شئت أتيتك من كتاب الله تعالى جلت عظمته (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) (4) الآية. فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم، وقال عمران: إن الله وعدني أن يهب لى غلاما نبيا في سنتي هذه وشهري هذا، ثم غاب، وولدت امرأته مريم، و كفلها زكريا، فقالت طائفة: صدق نبي الله، وقالت الآخرون: كذب، فلما ولدت مريم عيسى عليه السلام، قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران هذا الذي وعده الله (5). (1) علل الشرايع: 1 - 76. 2 - قصص الانبياء مخطوط. (3) قصص الانبياء مخطوط. (4) المائدة: 21. (5) قصص الانبياء مخطوط.
[76]
(12) * (باب ما جاء في رسول الله (ص) 49 - عبد الله بن جعفر الحميري - رحمه الله - عن الريان بن الصلت قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وجه جيشا فأمهم أمير بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره (1). 50 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أصبح قال لأصحابه هل من مبشرات ؟ يعنى به الرؤيا (2). 51 - عنه - رحمه الله - عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن موسى بن عمر بن بزيع قال: قلت للرضا عليه السلام: إن الناس رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره فهكذا كان يفعل ؟ قال: فقال: نعم فأنا أفعله كثيرا فافعله، ثم قال لي: أما إنه أرزق لك (3). 52 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي (5)، قال: حدثنا فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخى يونس البغدادي، ببغداد قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي، عن أبيه علي بن أبى طالب عن النبي عليهم السلام، عن جبريل، عن ميكائيل، عن (1) قرب الاسناد: 198. (2) و (3) روضة الكافي: 90 - 147. (4) في العيون (في مسجد الكوفة).
[77]
اسرافيل عن الله جل جلاله أنه قال: أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من انبيائي واخترت من جميعهم محدا صلى الله عليه وآله وسلم حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا إلى خلقي و اصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي و خليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي أوتى منه وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي. لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه (1) عن معرفته وولايته فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير (2). 53 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا عن أبيه، عن جده، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحب أربع قبائل كان يحب الأنصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم، وكان يبغض بني امية وبني حنيف وبني ثقيف وبني هذيل. وكان عليه السلام يقول: لم تلدني امي بكرية ولا ثقفية وكان عليه السلام يقول: في كل حي نجيب إلا في بني امية (3). (1) في العيون (لعدوله). (2) امالي الصدوق 134 والعيون 2 - 49. (3) الخصال: 227.
[78]
54 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات ابراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله خلفا أفضل مني ولا أكرم عليه مني. قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل فقال يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عز وجل خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده. ثم خلق الملائكة فلما شاهد وأرواحنا نورا واحدا استعظعوا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلا الله، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله [الله] لنا من العز والقوة، قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله.
[79]
فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة لنا قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه، فقالت الملائكة: الحمد لله فبنا اهتدوا الى معرفة توحيد الله عز وجل وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده، ثم إن الله تبارك وتعالى وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون. وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثم قال لي تقدم يا محمد، فقلت له: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال نعم لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة، قال فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت الى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد وتخلف عنى فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني، فقال: يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز - وجل فيه إلى هذا المكان فان تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت. فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياى فاعبد وعلي فتوكل فانك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن اتبعك خلقت جنتي و لمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي فقلت: يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدى ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثنا عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم على بن أبى طالب وآخرهم مهدي امتى. فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصيفائي وحججى بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لاظهرن بهم ديني ولأعليين بهم كلمتي ولاطهرن الارض بآخرهم من أعدائي و لأمكننه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولاذللن له السحاب الصعاب
[80]
ولارقينه في الاسباب ولأنصرنه بجندي ولامدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي و يجتمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولاداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1). 55 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الكوفي قال: حدثنا على بن الحسن بن على ابن فضال، عن أبيه قال: سئلت الرضا أبا الحسن عليه السلام فقلت له لم كني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبي القاسم فقال: لأنه كان له إبن يقال له: (قاسم) فكني به قال: فقلت: له يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة ؟ فقال: نعم، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا وعلي أبوا هذه الامة قلت: بلى، قال: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أب لجميع امته وعلي عليه السلام فيهم بمنزلته ؟ (2) قلت: بلى قال: أما علمت أن عليا قاسم الجنة والنار ؟ قلت بلى قال: فقيل له: أبو القاسم لأنه أبو قاسم (3) الجنة والنار ؟ فقلت له: وما معنى ذلك فقال: إن شفقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على امته شفقة الأولاد أفضل امته علي بن أبى طالب عليه السلام ومن بعده شفقة علي عليه السلام عليهم كشفقته صلى الله عليه وآله لأنه وصيه وخليفته والإمام بعده فقال: فلذلك قال: صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وعلي أبوا هذه الامة. وصعد النبي صلى الله عليه وآله المبنر فقال: من ترك دينا أو ضياعا فعلى وإلى ومن ترك مالا فلورثته فصار بذلك أولى بهم من آبائهم وامهاتهم وصار أولى بهم منهم بأنفسهم وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده جرى مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (4). 56 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن اسحاق الطالقاني - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي فضال، عن أبيه عن أبي الحسن على بن موسى الرضا (1) علل الشرايع: 1 - 5 والعيون: 1 - 262. (2) في العيون (وعلى منهم). (3) في العيون: لانه أبو قسيم الجنة والنار. (4) معاني الاخبار: 52 والعيون: 2 - 85. (*)
[81]
عليهما السلام انه قال: من كذب بالمعراج فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1). 57 - المفيد - رحمه الله - قال: حدثنى أبو حفص عمر بن محمد، قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال حدثنى أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنى أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد ابن علي قال: حدثنى أبى علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال فرفعت رأسي إلى السماء وقلت يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فاسئلك (2). 58 - أبو جعفر الطوسي - رحمه الله - قال: أخبرني محمد بن محمد، قال: حدثني أبو حفض بن عمر بن محمد بن علي الصيرفي، قال: حدثنا أبو الحسن بن مهرويه القزويني، قال: حدثني داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا الرضا على بن موسى قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر العبد الصالح قال: حدثنى أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدثنى أبي محمد بن علي الباقر قال: حدثنى أبي على بن الحسين زين العابدين قال: حدثنى أبي الحسين بن علي الشهيد قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتاه أمر يسره قال: (الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات) وإذا أتاه أمر يكرهه قال: (الحمد لله على كل حال) (3). 59 - كتاب موالى الائمة (أخبرنا الامام الفاضل العلامة محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمد وابن الحسن بن النجار البغدادي بالمدرسة الشريفة المستنصرية، قال: أخبرنا المشايخ الثلاثة أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي وأبو ماجد محمد ابن حامد بن عبد المنعم بن عزيز الواعظ وأبو محمد أسعة بن أحمد بن حامد الثقفي (1) صفات الشيعة: 92. (2) المالى المفيد: 80 وجامع الاخبار: 127. (3) امالي الطوسى: 1 - 49.
[82]
إجازة قالوا جميعا أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم محمد بن أحمد بن الشرابي الشيرازي إذنا قال: أخبرنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن شاذان البجلي بخطه، قال: أخبرني أبو علي احمد بن محمد بن علي العمادى النسوي بنساء قراءة عليه، أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن على الكندي بمكة سنة خمسين وثلاثمائة أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن اسماعيل المعروف بابن أبي الثلج، حدثني عتبة بن سعد بن كنانة عن أحمد بن محمد الفارمانى عن نصر بن علي الجهضمي قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أعمار الائمة صلوات الله عليهم، قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين على بن أبى طالب صلوات الله عليهم قال مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن ثلاث وستين سنة في سنة عشر من الهجرة وكان مقامه بمكة أربعين سنة ثم هبط عليه الوحي في عام الأربعين وكان بمكة ثلاث عشر سنة ثم هاجر إلى المدينة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فأقام بها عشر سنين وقبض صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الاول يوم الاثنين لليلتين خلتامنه (1). 60 - الطبرسي - رحمه الله - بإسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لليهودي الذى سحره ما حملك على ما صنعت قال: علمت أنه لا يضرك وأنت نبي قال: فعفا عنه رسول الله (2). 61 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو احمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن منيع، قال: حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد، عن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام قال: قال الحسن الحسن بن علي بن (1) مواليد الائمة: 2. (2) مستدرك الوسائل: 2 - 86.
[83]
أبى طالب عليهما السلام سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان وصافا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحاجبين سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا، متماسكا سواء البطن والصدر. بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجرى كالخط، عاري الثديين والبطن، وما سوى ذلك، أشعر الذارعين والمنكبين وأعلى الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعا، يخطو تكفؤا ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كانما ينحط في صبب وإذا التفت، التفت جميعا، خافض الطرف، نظره الى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام. قال: قلت له: صف لي منطقه، فقال: كان صلى الله عليه وآله وسلم: متواصل الأحزن، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، دمثا ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة وان دقت، لا يذم منها شيئا، غير أنه كان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا كان تعوطى الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له، وإذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث قارب يده اليمني من اليسرى فضرب بابهامه اليمنى راحة اليسرى، وإذا غضب أعرض بوجهه وأشاح، و إذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام.
[84]
قال الحسن عليه السلام: فكتمت هذا الخبر عن الحسين عليه السلام زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سأله عنه، فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومخرجه ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئا. قال الحسين عليه السلام: سألت أبي عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه السلام: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، فإذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء، جزء لله تعالى، وجزء لأهله وجزء لنفسه، ثم جز أجزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم منه شيئا، وكان من سيرته في جزء الامة ايثار أهل الفضل باذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم واصلح الامة من مسئلته عنهم وباخبارهم بالذى ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فأنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رو ادا ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة. فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان يصنع فيه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخزن لسانه إلا عما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، و يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويهونه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة. قال: فسئلته عن مجلسه فقال: كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهى عن ايطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا
[85]
أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا رحيما وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة لاترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب. فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه، فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مزاح، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكثار، ومالا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عثراته ولا عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث وإذا تكلم عنده أحد أنصتوا له حتى يفرغ من حديثه، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المسألة والمنطق حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه السلام: كان سكوته على أربع الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر، فاما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكره ففيما يبقى أو يفنى، وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأى في إصلاح امته، والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة صلوات الله عليه وآله الطاهرين (1). (1) عيون الاخبار: 1 - 351 ومعانى الاخبار ص 79 الى 83 مع بيانه.
[86]
62 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن على بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروذ في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، قال: حدثنا أبي في سنة ستين و مائتن قال: حدثني على بن موسى الرضا عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله سخر لي البراق، وهي دابة من دواب الجنة ليست بالقصير ولا بالطويل فلو أن الله تعالى اذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة وهى أحسن الدواب لونا (1). 63 - وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سئل علي بن الحسين عليهم السلام لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أبويه، قال: لئلا يجب عليه حق مخلوق (2). 64 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثنى سيدي على بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنى أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثنى أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين ابن علي قال: حدثنى أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: ما رأيت أحد أبعد ما بين المنكبين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3). 65 - وبهذا الاسناد عن على عليه السلام قال: ما شبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خبز بر ثلثة أيام حتى مضى لسبيله (4). 66 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني، أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي لم يقع عليه السهو في صلواته. فقال: كذبوا لعنهم الله، إن الذي لم يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو، قال: قلت: يا ابن رسول الله وفيه قوم يزعمون أن الحسين بن علي عليهما السلام لم يقتل وأنه ألقى شبهه على (1 - 2) عيون الاخبار: 2 - 32 و 46. (3 و 4) عيون الاخبار: 2 - 62 و 64.
[87]
حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم و يحتجون بهذه الآية (ولن يجعل لله للكافرين على المؤمنين سبيلا) (1). فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في إخباره بأن الحسين بن علي عليهما السلام سيقتل والله لقد قتل الحسين عليه السلام وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي عليهما، وما منا الا مقتول، وإنى والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل. وأما قول الله عز وجل: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فإنه يقول: لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق الحجة (2). تم كتاب النبوة ويتلوه إن شاء الله كتاب الإمامة ومناقب الائمة عليهم السلام. (1) النساء: 141. (2) عيون الاخبار: 2 - 203 قال الصدوق رحمه الله وقد اخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب ابطال الغلو والتفويض.
[88]
كتاب الامامة ومناقب الائمة عليهم السلام (1) * (باب الاحتياج الى الحجة) * 1 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد ابن عمر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: لا: قلت فإنا نروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد قال: لا تبقى إذا لساخت (1). 2 - عنه - رحمه الله - حدثنا الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سئلت الرضا عليه السلام هل تبقى الأرض بغير امام قال: لا، قلت فإنا نروى أنها لا تبقي إلا أن يسخط الله على العباد، قال: لا تبقى إذا لساخت (2). 3 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن محمد، عن أبي طاهر محمد بن سليمان، عن أحمد بن هلال، قال: أخبرني سعيد، عن سليمان الجعفري قال: سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت تخلو الأرض من حجة ؟ قال: لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت باهلها (3). 4 - عنه قال حدثنا محمد بن علي بن اسماعيل، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الهيثم، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: تكون الارض بلا إمام فيها، قال: لا إذا لساخت بأهلها (4). 5 - الكليني رحمه الله - عن علي بن أبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له أتبقى الأرض بغير إمام ؟ قال لا قلت: فانا نروى عن أبى عبد الله عليه السلام أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله تعالى على أهل (1 الى 4) بصائر الدرجات: 488 - 489 والعيون 1 - 272 والعلل: 1 - 189.
[89]
الأرض أو على العباد، فقال: لا، لا تبقى إذا لساخت (1). 6 - عنه - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، قال: سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل تبقي الأرض بغير إمام، قال: لا، قلت: انا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عز وجل على العباد ؟ قال: لا تبقى إذا لساخت (2). 7 - عنه - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن أبا عبد الله عليه السلام قال: إن الحجة لا تقوم لله عز وجل على خلقه إلا بامام حتى يعرف (3) 8 - عنه - رحمه الله - عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمد بن عمارة عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام حتى يعرف (4). 9 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن محمد بن القاسم، عن محمد بن الفضيل (5) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له تكون الأرض ولا إمام فيها فقال عليه السلام: لا، إذا لساخت باهلها (6). 10 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن سعيد بن جناح (7) عن سليمان بن جعفر الجعفري (8) قال: سئلت الرضا عليه السلام فقلت: تخلوا الأرض من الحجة ؟ فقال عليه السلام: لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها (9) (1 الى 4) الكافي: 1 - 177 - 179 وكمال الدين: 202 والاختصاص 268. (5) في العيون عن محمد بن الفضل. (6) علل الشرايع: 1 - 189. (7) في العيون: سعيد بن سليمان. (8) في العيون صحف بالحميرى. (9) علل الشرايع: 1 - 189 - والعيون: 1 - 272 وكمال الدين: 204.
[90]
11 - عنه - رحمه الله - قال: حدئنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام إنا روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الأرض لا تبقى بغير إمام، أو تبقى ولا إمام فيها ؟ فقال: معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت (1). 12 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن الأرض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا (2). 13 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن ابراهيم بن مهزيار، عن الحسن بن بشار الواسطي قال: قال الحسين بن خالد للرضا عليه السلام وأنا حاضر: أتخلوا الارض من إمام ؟ فقال: لا (3). 15 - الكراجكي قال: حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن احمد بن على بن شاذان القمي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي، قال حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه االحسين، عن أبيه (1) كمال الدين: 202.(2 الى 4) كمال الدين: 328 - 233 - 668.
[91]
امير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مات وليس له امام من ولدي مات ميتة الجاهلية. يؤخذ بما عمل في الجاهلية والسلام (1). (2) * (باب الفرق بين الرسول والامام) * 16 - الكليني - رحمه الله عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن اسماعيل بن مرار (2) قال: كتب الحسن بن العباس بن المعروف (3) إلى الرضا عليه السلام جعلت فداك أخبرني ما افرق بين الرسول والنبي والإمام قال: فكتب أو قال: الفرق بين الرسول والنبي والإمام هو أن الرسول: الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى وربما نبئ في منامه نحو رؤيا ابراهيم والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع الكلام، والامام هو الذى يسمع الكلام، ولا يرى الشخص (4). 17 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام محدثا (5). (3) * (باب أن الائمة امناء الله) * 18 - الصفار - رحمه الله: قال: حدثنا عبد الله بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبى نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام رسالة وأقرأنيها قال على بن الحسين عليهما السلام: ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد كنا أهل البيت ورثته ونحن (1) كنز الفوائد: 151. (2) في بصائر الدرجات اسماعيل بن عمران. (3) في بصائر الدرجات العباس بن معروف. (4) الكافي: 1 - 176 وبصائر الدرجات 369 - والاختصاص: 328. (5) بصائر الدرجات:
[92]
امناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء ونحن أبناء الأوصياء. نحن المخضومون في كتاب الله، ونحن أولى الناس بالله ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس بدين الله ونحن الذين شرع لنا دينه فقال في كتابه (شرع) لكم (يا آل محمد) من الدين ما وصى به نوحا (وقد وصانا بما أوصى به نوحا) والذي أوحينا اليك (يا محمد) وما وصينا به إبراهيم (وإسماعيل) وموسى وعيسى (واسحاق ويعقوب فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم، نحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل) أن أقيموا الدين (يا آل محمد) ولا تتفرقوا فيه (وكونوا علي جماعة كبر على المشركين (من أشرك بولاية على) ما تدعوهم إليه (من ولاية علي إن الله يا محمد) يهدي إليه من ينيب) من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام (1). 19 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي مسعود، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه. (2) (4) باب تغسيل الامام عليه السلام 20 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء، عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: إنهم يحاجونا يقولون: إن الإمام لا يغسله إلا الإمام قال: فقال: ما يدريهم من غسله، فما (1) بصائر الدرجات: 119. (2) الكافي: 1 - 193.
[93]
قلت لهم ؟ قال: فقلت: جعلت فداك قلت لهم: إن قال إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق، وإن قال: غسله في تخوم الأرض فقد صدق قال: لا هكذا [قال] فقلت: فما أقول لهم ؟ قال: قل لهم: إني غسلته، فقلت: أقول لهم إنك غسلته ؟ فقال: نعم (1) 21 - عنه - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور قال: حدثنا أبو معمر قال: سئلت الرضا عليه السلام عن الإمام يغسله الإمام قال: سنة موسى ابن عمران عليه السلام (2). 22 - عنه - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور عن يونس، عن طلحة قال: قلت للرضا عليه السلام: إن الامام لا يغسله إلا الإمام ؟ فقال أما تدرون من حضر لغسله قد حضره خير ممن غاب عنه، الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه وأهل بيته (3). (5) باب ما عندهم من ودائع رسول الله 23 - الصفار - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنه مصفود الحمايل، و قال: أتاني إسحاق فعظم بالحق والحرمة السيف الذي أخذه هو سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له وكيف يكون هو وقد قال أبو جعفر عليه السلام إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني اسرائيل أينما دار التابوت دار الملك (4). 24 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن علي، عن محمد بن عبد الله بن المغيرة، عن سليمان بن جعفر قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام عندك سلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فكتب إلى بخطه الذي أعرفه: هو عندي (5). (1 الى 3) الكافي: 1 - 384 - 385. (4 و 5) بصائر الدرجات: 178 - 185 والعيون: 2 - 50.
[94]
25 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن يحيى، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اتى أبي بسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد دخل عمومتي من ذلك كلمة، فقال صفوان: وذكرنا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أتاني أسحاق بن جعفر فعظم على رسالتي بالحق والحرمة السيف الذي أخذه هو سيف رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فقلت: لا كيف يكون هذا وقد قال أبو جعفر عليه السلام مثل السلاح فينا مثل التابوت في بنى اسرائيل حيث ما دار دار الأمر، قال فسألته عن ذي الفقار سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: نزل به جبرئيل من السماء وكانت حليته فضة وهو عندي (1). 26 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني اسرائيل حيثما دار التابوت أوتوا النبوة وحيثما دار السلاح فينا فثم الأمر، قلت فيكون السلام مزايلا للعلم ؟ قال: لا (2). 27 - عنه - رحمه الله - عن عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل، أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السلاح فينا دار العلم (3). 28 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إذا مات الامام بم يعرف الذي بعده ؟ فقال: للامام علامات منها أن يكون أكبر ولد أبيه، ويكون فيه الفضل والوصية ويقدم الركب فيقول: إلى من أوصى فلان ؟ فيقال: إلى فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، تكون الإمامه مع السلاح حيثما كان (4). 29 - عنه - رحمه الله - عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن الدلالة على صاحب هذا الامر (1) البصائر: 1 - 189. والعيون: 2 - 50.(2) و (3) الكافي: 1 - 238. (4) الكافي: 1 - 284 والخصال: 116.
[95]
فقال: الدلالة عليه: الكبر، والفضل، والوصية، إذا قدم الركب المدينة فقالوا: إلى من أوصى فلان ؟ قيل فلان بن فلان ودوروا مع السلاح حيثما دار، فأما المسائل فليس فيها حجة (1). 30 - عنه - رحمه الله (عن احمد بن محمد ويحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد ابن عيسى، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن ذي الفقار سيف رسول صلى الله عليه وآله وسلم من أين هو ؟ قال: هبط به جبرئيل عليه السلام من السماء وكانت حليته من فضة وهو عندي (2). 31 - عبد الله بن جعفر الحميري - رحمه الله - عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: آتاني اسحاق فسأني عن السيف الذي أخذه الطوسي هو سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له: لا، إنما السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل أينما دار السلاح كان الملك فيه (3). (6) * (باب اما منهم وفرض طاعتهم) * 32 - البرقي - رحمه الله - عن بكر بن صالح، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب فليتول آل محمد عليهم السلام، وليتبرأ من عدوهم، وليأتم بإمام المؤمنين منهم فإنه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه بغير حجاب ونظر الى الله بغير حجاب (4). (33) - الصفار - رحمه الله - عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين ابن بشار، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يحيى حيوتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة عدن التي وعدني ربي قضيب من قضبانه (1 و 2) الكافي: 1 - 234. والخصال: 116. (3) قرب الاسناد: 214. (4) المحامن 600.
[96]
غرسه بيده. ثم قال له: كن فيكون. فليتول علي بن أبي طالب والاوصياء من بعده عليهم السلام، فإنهم لا يخرجونكم من هدى ولا يدخلونكم في ضلالة (1). 34 - الكليني - رحمه الله - بالاسناد عن مروك بن عبيد، عن محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان، وعنده عدة من بني هاشم، وفيهم إسحاق بن عيسى العباس. فقال: يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون: إنا نزعم أن الناس عبيد لنا. لا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن احد من آبائى قاله ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب (2). 35 - الكليني رحمه الله عن أبي محمد القاسم بن العلاء - رحمه الله - رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيدى عليهم السلام فاعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، ان الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ، بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا، فقال عز وجل: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (2) وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله وسلم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (4) وأمر الامامة من تمام الدين، ولم يمض صلى الله عليه وآله وسلم حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم عليا عليه السلام علما واماما. وما ترك [لهم] شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه، (1) بصائر الدرجات: 51. (2) الكافي: 1 - 187 وامالي الطوسى: 1 - 21 وامالي المفيد: 156. (3) الانعام: 38. (4) المائدة: 3.
[97]
فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله، ومن رد كتاب الله فهو كافر به. هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إن الامامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الإمامة خص الله عز و جل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره، فقال: (إني جاعلك للناس إماما) (1) فقيل الخليل عليه السلام سرورا بها: (ومن ذريتي) قال الله تبارك وتعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) فأبطلت هذه الاية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمها الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة و إيتاه الزكاة وكانوا لنا عابدين) (2). فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جل وتعالى: (إن اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (3) فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام بامر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى: (وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث (4) فهى في ولد على عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبى بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن أين يختار هؤلاء الجهال. (1) البقرة: 124. (2) الانبياء: 73. (3) آل عمران، 68. (4) الروم: 56.
[98]
ان الامامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، ان الامامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومقام امير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام، ان الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، ان الامامة اس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة والزكوة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفئ والصدقات، وامضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والاطراف. الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهى في الأفق بحيث لا تنالها الأيدى والأبصار، الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار، ولجج البحار، الامام الماء العذب على الظماء، والدال على الهدى والمنجي من الردى، الامام النار على اليفاع، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك من فارقة فهالك، الامام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس والمضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة. الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والام البرة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد الإمام أمين الله في خلقه وحجته على عباده و خليفته في بلاده، والداعى الى الله، والذاب عن حرم الله. الامام المطهر من الذنوب، والمبرأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين. الامام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب. فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام، أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت
[99]
الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شئ من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغنى غناه، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟. أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كذبتهم والله أنفسهم، ومنتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا، تزل عنه الى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مظلة، فلم يزدادوا منه إلا بعدا، قاتلهم الله أنى يؤفكون، ولقد راموا صعبا، وقالوا إفكا، وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين. رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله تعالى عما يشركون) * (1) وقال عز وجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (2) الآية وقال (مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين) (3) وقال عز وجل: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (4) أم (طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون) أم (قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم (1) القصص: 68. (2) الاحزاب: 36. (3) القلم: 37 - 42. (4) محمد: 24.
[100]
لتولوا وعم معرضون) (1) أم (قالوا سمعنا وعصينا) (2) بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فكيف لهم باختيار الامام ؟ والامام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونسل المطهرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت من قريش والذروة من هاشم، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والرضا من الله عز وجل، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله. إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يؤفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) (3) وقوله تبارك وتعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا (4) وقوله في طالوت (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم) (5) وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) (6) وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه، وكفى بجهنم سعيرا) (7). (1) الانفال: 21 - 23. (2) البقرة: 93. (3) يونس: 35. (4) البقرة: 269. (5) البقرة: 247. (6) النساء: 113. (7) النساء: 53 - 54.
[101]
وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا - وبيت الله - الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم، لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهوائهم، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين) (1) وقال: فتعسا لهم وأضل أعمالهم (2) وقال: (كبر مقتا عند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (3) وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليما كثيرا (4). 36 - الصدوق - رحمه الله - قال: روى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا على بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأعبد الناس، واسخى الناس، ويولد مختونا ويكون مطهرا ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ولا يكون له ظل وإذ وقع على الأرض من بطن امه وقع على راحتيه (1) قصص: 50. (2) محمد: 8. (3) الغافر: 35. (4) الكافي: 1 - 198 رواه الصدوق في كمال الدين ص 675 عن محمد بن موسى ابن المتوكل عن محمد بن يعقوب عن أبى محمد القاسم بن العلاء عن القاسم بن مسلم عن اخيه عبد العزيز بن مسلم ح وعن أبى العباس محمد ابراهيم بن اسحاق الطالقاني عن أبى احمد القاسمن بن على المروزى عن ابى حامد عمران بن موسى عن الحسن بن القاسم عن القاسم بن مسلم عن اخيه عبد العزيز، وفى الامالى ص 399 ومعانى الاخبار: 96 والعيون: 1 - 216.
[102]
رافعا صوته بالشهادين ولا يحتلم وتنام عينه ولا ينام قلبه ويكون محدثا ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يرى له بول ولا غائط. لان الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك، ويكون أولى الناس منهم بأنفسهم واشفق عليهم من آبائهم وامهاتهم ويكون أشد الناس تواضعا لله جعل ذكره، ويكون آخذ الناس بما يأمر به وأكف الناس عما ينهى عنه يكون دعاؤه مستجابا حتى لو أنه دعا على صخرة لا نشقت بنصفين، ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيفه ذو الفقار ويكون عنده صحيفة يكون فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة وصحيفة فيها أسماء أعدائه الى يوم القيامة وتكون عنده الجامعة وهى صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الاكبر والأصغر إهاب ما عز وإهاب ما عزو إهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش و حتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام (1). 37 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل عن الحسن بن علي الخزاز قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لم هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال فقلت له يا ابن رسول الله بماذا ؟ قال بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا انه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق (2) 38 - أبو جعفر الطوسى - رحمه الله - قال أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو - الحسن علي بن محمد البزاز قال: حدثني أبو القاسم زكريا بن يحيى الكنتجى ببغداد في شهر ربيع الأول سنة ثمانون عشريه وثلاثمائة وكان يذكر أنه سنه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة قال حدثني أبو هاشم داود بن قاسم بن اسحاق الجعفري قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: الائمة علماء حلماء صادقون مفهمون، محدثون، وعنه سمعت الرضا (1) الفقيه 4 - 300 والخصال ج 527 والعيون: 1 - 212. (2) صفات الشيعة: 50.
[103]
عليه السلام يقول: لنا أعين لا تشبه أعين الناس وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب (1). 39 - المفيد - رحمه الله - باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال سئل رجل فارسي أبا الحسن الرضا عليها لسلام فقال: طاعتكم - مفترضة ؟ فقال: نعم فقال مثل طاعة علي بن أبيطالب عليه السلام قال: نعم (2). 40 - الصدوق - رحمه الله - باسناده قال: وفي حديث آخر أن الامام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود من نور يرى فيه أعمال العباد كلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه ويبسطه فيعلم ويقبض عنه فلا يعلم، والامام يولد ويلدوا يصح ويمرض، و يأكل ويشرب، ويبول ويتغوط، وينكح وينام، وينسى ويسهو (3) ويفرح ويحزن، ويضحك ويبكى، ويحيى ويموت، ويقبر ويزار، ويحشر ويوقف، ويعرض ويسئل، ويثاب ويكرم، ويشفع، ودلالته في خصليتن في العلم واستجابة الدعوة و كل ما أخبر به من الحواث التي تحدث قبل كونها. [فذلك بعهد معهود من رسول الله توارثه وعن آبائه عنه عليهم السلام، ويكون ذلك مما عهد إليه جبرئيل عليه السلام من علام الغيوب عز وجل وجميع الائمة الأحد عشر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين عليهما السلام والباقون كلهم قتلوا بالسم قتل كل واحد منهم طاغية زمانه: وجرى ذلك علهيم على الحقيقة والصحة لا كما تقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله فإنهم يقولون إنهم لم يقتلوا على الحقيقة وانه شبه للناس أمرهم فكذبوا عليهم غضب الله فإنه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلا أمر عيسى بن مريم عليهما السلام وحده لانه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء والأرض، ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه، وذلك قول الله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى (1) امالي الطوسى: 1 - 250. (2) الاختصاص: 278. (3) كذا بدون لفظة (لا) في العيون الطبع الحروفى ومعها في الحجرى والظاهر زيادتها من النساخ كما دل عليه السياق وقد ذهب الصدوق رحمه الله الى جواز الاسهاء والانساء علهيم علهيم السلام والاصحاب لا يقولون به ويحملون الاخبار على التقية.
[104]
ومطهرك (1) وقال عز وجل حكاية لقول عيسى عليه السلام يوم القيامة: (وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب علهيم وأنت على كل شئ شهيد) (2) ويقول المتجاوزون للحد في أمر الائمة عليهم السلام إنه إن جاز أن يشبه أمر عيسى للناس فلم لا يجوز أن يشبه أمرهم أيضا. والذى يجب أن يقال لهم: إن عيسى هو مولود من غير أب، فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء، فانهم لا يجترؤن على إظهار مذهبهم لعنهم الله في ذلك ومتى جاز أن أن يكون جميع انبياء الله ورسله وحججه بعد آدم مولودين من الآباء والأمهات، وكان عيسى عليه السلام من بينهم مولودا من غير أب جاز أن يشبه أمره للناس دون غيره من الأنبياء و الحجج عليهم السلام كما جاز أن يولد من غير أب دونهم، وإنما أراد الله عز وجل أن يجعل أمره آية وعلامة ليعلم بذلك أنه على كل شئ قدير] (3). 41 - عنه قال حدثنا علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة - رضي الله عنه - قال: حدثنا اسماعيل بن علي بن رزين أخي دعبل بن على الخزاعي قال: حدثنا دعبل ابن علي قال حدثني أبو الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام، عن أبيه، عن أبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أربعة أنالهم شفيع يوم القيامة، المكرم لذريتي من بعدي، والقاضي لهم - حوائجهم والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه (4). 42 - عنه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو نصر منصور ابن عبد الله بن إبراهيم الاصفهاني قال: حدثنا علي بن أبي عبد الله قال حدثنا داود بن سليمان عن على بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: (1) آل عمران: 55. (2) المائدة: 117. (3) عيون الاخبار: 1 - 213 والظاهر ما بين القوسين من كلام الصدوق (ره) أخذه من أخبار شتى. (4) العيون: 1 - 253.
[105]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عند ما اضطروا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه والدافع عنهم [المكروه] بيده (1). 43 - بالإسناد عن المنذر بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا سليمان ابن جعفر عن الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي عن جدى، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: في جناح كل هدهد خلقه الله عز وجل مكتوب بالسريانية: آل محمد خير البرية (2). 44 - عنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن بكران النقاش ومحمد ابن إبراهيم بن اسحاق - رضى الله عنهم - قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا علي بن الحسن بن على بن فضال، عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام من يذكر مصائبنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكى العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (3). 45 - عنه قال: حدثنا أبو أسد عبد الصمد بن [عبد] الشهيد الأنصاري - رضي الله عنه - بسمرقند، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن اسحاق العلوى الموسوي، قال: حدثنا أبي قال: أخبرني عمي الحسن بن إسحاق قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من دان بغير سماع الزمه الله ألبتة إلى الفناء، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله عز وجل لخلقه فهو مشرك، والباب المأمون على وحي الله تبارك وتعالى محمد صلى الله عليه وآله وسلم (4). (1) العيون: 1 - 295. (2) العيون: 1 - 261. (3) العيون: 1 - 294. (4) العيون: 2 - 9
[106]
46 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن على بن الشاه الفقيه المروزى بمرو - الروذ في داره، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائى بالبصرة قال: حدثنا أبي في سنة ستين ومائتين قال: حدثنى علي بن موسى الرضا عليه السلام سنة اربع وتسعين ومائة عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها زج به في النار (1). 47 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشتد غضب الله وغضب رسوله على من أهرق دمي وآذاني في عترتي (2). 48 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمام لامتي (3). 49 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله عليه وآله وسلم: كأنى قد دعيت فاجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتى، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (4). 50 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وعلى من قاتلهم، وعلى المعين عليهم، وعلى من سبهم، اولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (5). 51 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الويل لظالمي أهل بيتي: كاني مهم عذا مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار (6). 52 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا على بن الحسن بن علي بن فضال. (1) الى (3) العيون: 2 - 27. (4) العيون: 2 - 30. (5) العيون: 2 - 34. (6) العيون: 2 - 47. (*)
[107]
عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال: نحن سادة في الدنيا و ملوك في الارض (1). 53 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم والحسين ابن إبراهيم بن ناتانة - رضي الله عنهم - قالوا: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه، عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من سره أن ينظر إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون مستمسكا به فليتول علي بن أبي طالب والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة (2). 54 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابي، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي، قال: حدثني سيدي علي ابن موسى الرضا قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبى جعفر بن محمد قال: حدثنى أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي على بن الحسين قال حدثنا أبى الحسين بن على قال: حدثني أبي على بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة (3). 55 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والعباس بن عبد المطلب وعقيل: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (4). 56 - وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول ما يسئل عنه العبد حبنا أهل البيت (5). 57 - وباسناده عن على عليه السلام قال: قال النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك فيكم الثقلين (1) و (2) العيون: 2 - 57. (3) العيون: 2 - 58. (4) العيون: العيون: 2 - 59 قال الصدوق رحمه الله: ذكر عقيل والعباس غريب في هذا الحديث، لم اسمعه الا عن محمد بن عمر الجعابى في هذا الحديث. (5) العيون: 2 - 62.
[108]
كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض (1). 58 - وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الائمة من قريش (2). 59 - وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وسط الجنة لي ولأهل بيتي (3). 60 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى قال: حدثني أخي إسماعيل، عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي، عن النبي عليهم السلام عن جبرئيل عن الله تعالى قال: من عادى أوليائي فقد بارزني بالمحاربة، ومن حارب اهل بيت نبيي فقد حل عليه عذابي ومن تولى غيرهم فلقد حل عليه غضبى، ومن أعز غير هم فقد آذاني ومن آذاني فله النار (4). 61 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا الحسين بن احمد بن الفضل إمام جامع أهواز قال: حدثنا بكر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم القصرى غلام الخليل المحلمى قال: حدثنا الحسن بن على بن محمد بن علي بن موسى، عن على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي قال: أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى على والحسن والحسين عليهم السلام ثم قال: في قول الله عز وجل (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) (5) قال: الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام إلى أن تقوم الساعة (6). 62 - عنه - رحمه الله - قل: حدثنا علي بن عبد الله الوراق - رضي الله عنه - قال: (1) العيون: 2 - 62. (2) العيون: 2 - 63. (3) العيون: 2 - 68. (4) العيون: 2 - 68. (5 و 6) العيون: 2 - 131.
[109]
حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا الحسين بن أبي قتادة، عن محمد بن سنان قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إنا أهل بيت وجب حقنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن أخذ برسول الله حقا ولم يعط الناس من نفسه مثله فلا حق له (1). 63 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إنا اهل البيت يتوارث أصاغرنا عن أكابربا القذة بالقذة (2). 64 - عنه قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: أسر الله سره إلى جبرئيل وأسر جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأسر محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى من شاء الله (3). 65 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إسماعيل، عن موسى بن طلحة، عن حمزة بن عبد المطلب بن عبد الله الجعفي قال دخلت على الرضا عليه السلام ومعي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر عليه السلام أن الدنيا مثلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة: فقال: يا حمزة ذا والله حق فانقلوه إلى أديم (4). 66 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر قال: سئلت الرضا عليه السلام عليه السلام عن قول الله عز وجل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (5) قال: هم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤدي الامام الامانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (6). 67 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنى أبو الحسن على بن محمد بن قتيبة (1) عيون الاخبار: 2 - 236. (2) الى (4) بصائر الدرجات: 296 - 377 - 388 - 408. (5) النساء: 58. (6) الكافي: 1 - 276.
[110]
النيسابوري قال: قال: أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري في العلل التي سمعنا من الرضا عليه السلام أنه قال: فإن قال قائل: فلم جعل اولى الأمر وأمر بطاعتهم ؟ قيل لعلل كثيرة منها أن الخلق لما وقفوا على حد محدود وامروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم، لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام. ومنها أنا لانجد فرقة من الفرق، ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس ولما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد له منه لا قوام لهم إلا به فيقاتلون به عدوهم ويقسمون فيئهم ويقيم لهم جمعهم و جماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم. ومنها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما، أمينا، حافظا مستودعا لدرست الملة و ذهب الدنيا وغيرت السنن والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون و شبهوا ذلك على الملسمين لأنا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتت أنحائهم، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لفسدوا على نحو ما بينا وغيرت الشرايع والسنن والأحكام والايمان وكان ذلك فساد الخلق أجمعين. فان قال قائل: فلم لا يجوز أن لا يكون في الأرض إمامان في وقت واحد وأكثر من ذلك ؟ قيل لعلل منها أن الواحد لا يختلف فعله وتدبيره، والإثنين لا يتفق فعلهما وتدبيرهما، وذلك إنا لم نجد إثنين إلا مختلفى الهمم والإرادة، فإذا كانا إثنين ثم اختلفت هممهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترض الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد، ثم لا يكون أحد مطيعا لأحدهما الا وهو عاص للآخر وتعم معصية أهل الأرض، ثم لا يكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والإيمان ويكونون إنما اتوا في ذلك من قبل الصانع الذي
[111]
وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر والفساد، إذ أمرهم بابتاع المختلفين. ومنها أنه لو كانا إمامين لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير الذي يدعو إليه صاحبه في أمر الحكومة، ثم لا يكون أحدهما أولى بأن يتبع صاحبه فيبطل الحقوق والأحكام والحدود، ومنها أنه لا يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق والحكم والأمر والنهى من الآخر، وإذا كان هذا كذلك وجب عليها أن يتبدئا بالكلام، وليس لأحدهما أن يسبق صاحبه بشئ إذا كانا في الامامة شرعا واحدا، فان جاز لأحدهما السكوت جاز السكوت للآخر وإذا جار لهما السكوت بطلت الحقوق والأحكام، وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا إمام لهم. فإن قال قائل: فلم لا يجوز أن يكون الامام من غير جنس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قيل: لعلل منها: إنه لما كان الإمام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه و يتميزه بها من غيره وهي القرابة المشهورة والوصية الظاهرة ليعرف من غيره ويهتدى إليه بعينه، ومنها: أنه لو جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسل، إذ جعل أولاد الرسول اتباعا لأولاد أعدائه كأبي جهل وابن أبي معيط لأنه قد يجوز بزعمهم أن ينتقل ذلك في أولادهم، إذا كانوا مؤمنين فيصير أولاد الرسول تابعين وأولاد أعداء الله وأعداء رسوله متبوعين. فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق، ومنها أن الخلق إذا أقروا للرسول بالرسالة وأذ عنواله بالطاعة لم يتكبر أحد منهم عن أن يتبع ولده ويطيع ذريته، ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس، وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول كان كل واحد منهم في نفسه أنه أولى به من غيره ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسمح أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم دونهم فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفساد والنفاق و الاختلاف (1). (1) عيون الاخبار: 2 - 99.
[112]
(7) * (باب ما جاء في على عليه السلام) * 68 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد، عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن امير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الاوز في الدار صوائح تتبعها نوائح وقول ام كلثوم: لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه في تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف، كان هذا مما لم يجز تعرضه ؟ فقال: ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة، لتمضى مقادير الله عز وجل (1). 69 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي نصر البزنطي قال: سألت الرضا عليه السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: ما سمعت من أشياخك، فقلت له: حدثنا صفوان بن مهران عن جدك أنه دفن بنجف الكوفة. ورواه بعض أصحابنا عن يونس ابن ظبيان بمثل هذا، فقال: سمعت من يذكر أنه دفن في مسجدكم بالكوفة. فقال له: جعلت فداك، أيش لمن صلى فيه من الفضل، فقال: كان جعفر عليه السلام يقول: له من الفضل ثلاث مرار هكذا عن يمينه وشماله (2). 70 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي، (1) الكافي: 1 - 259. (2) قرب الاسناد: 215 وبشارة المصطفى: 37.
[113]
وليعاد عدوه وليأتم بالائمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي وسادة امتي وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (1). 71 - عنه - رحمه الله - بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني (2). 72 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن ابن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس الرازي، قال: حدثني أبي عبد الله بن محمد بن علي ابن العباس بن هارون التميمي، قال حدثنى سيدي علي بن موسى الرضا قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثنى أخى الحسن بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنت خير البشر ولا يشك فيك إلا كافر (3). 73 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين ابن أخي يونس البغدادي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبرئيل عن ميكائيل، عن إسرافيل عليهم السلام عن الله جل جلاله أنه قال: أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حبيبا وخليلا وصفيا، فبعثته رسولا إلى خلقي، واصطفيت له عليا، فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤيدا عنه من بعده إلى (1) الى (3) امالي الصدوق: 13 - 37 - 47.
[114]
خلقي، وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي ويسبر فيهم بحكمى وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي أوتي منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري وحصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والاخرة. ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي، وهو يدتي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولاية، فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد بمن عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير (1). 74 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد - الرحمان بن محمد الحسنى، قال: حدثنى محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري، قال: حدثنى عبد الله بن يحيى الاهوازي، قال: حدثنا أبو الحسن على بن عمرو، قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن جمهور قال: حدثني علي بن بلال، عن على بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن على بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل، عن ميكائيل عن إسرافيل عليهم السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول ا لله تبارك وتعالى ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي [نارى خل] (2). 75 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس التميمي الرازي، قال: حدثنى أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن على بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسملم: خلقت أنا وعلي من نور واحد (3). (1) الى (3) امالي الصدوق: 134 - 142.
[115]
76 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق، قال حدثنا علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة ابن نهشل بن مجمع الصنعاني قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: خلق الله عز وجل مائة ألف نبي وأربعة و عشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم (1). 77 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إسحاق الطالقاى - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن على العدوى قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال: سألت على بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني عن على بن أبي طالب عليهم السلام لم لم يجاهد أعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ثم جاهد في أيام ولايته ؟ فقال: لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تركه جهاد المشركين بمكة ثلث عشرة سنة بعد النبوة وبالمدينة تسعة عشر شهرا وذلك لقلة أعوانه عليهم وكذلك علي ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع تركه الجهاد ثلث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا كذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة، إذ كانت العلة المانعة لها من الجهاد واحدة (2). 78 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمر قندي - رضى الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد قال: حدثنى عمران، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت والائمة من ولدك بعدي حجج الله عز وجل (1) امالي الصدوق: 142. (2) علل الشرايع 1 - 141 - والعيون: 2 - 81.
[116]
علي خلقه وأعلامه في بريته، من أنكر واحدا منكم فقد أنكري ومن عصى واحدا منكم فقد عصاني، ومن جفا واحدا منكم فقد جفاني، ومن وصلكم فقد وصلني ومن أطاعكم فقد أطاعني، ومن والاكم فقد والاني، ومن عاداكم فقد عاداني، لأنكم مني، خلقتم من طينتي وأنا منكم (1). 79 - المفيد - رحمه الله - قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي يوم الاثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو جفعر محمد بن عبد الله بن علي ابن الحسين بن زيد بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال حدثني أبي قال حدثنى الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي بكم يفتح الله هذا الأمر وبكم يختم، عليكم بالصبر فإن العاقبة للمتقين، أنتم حزب الله وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم وويل لمن عصاكم، أنتم حجة الله على خلقه والعروة الوثقى من تمسك بها اهتدى ومن تركها ضل، أسأل الله لكم الجنة لا يسبقكم أحد إلى طاعة الله، فأنتم أولى بها (2). 80 - الراوندي عن دعبل بن علي الخزاعي قال: حدثني الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: كنت عند الباقر عليه السلام إذ دخل عليه جماعة من الشيعة، وفيهم جابر بن يزيد، فقالوا: هذ رضي أبوك علي بن أبي طالب بإمامة الأول والثاني، قال: اللهم لا، قالوا فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذ لم يرض بإمامتهم ؟ قال الباقر عليه السلام: إمض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن عبد الله الانصاري. فقل له: محمد بن على يدعوك. قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله وطرقت عليه الباب فناداني جابر بن عبد الله الانصاري من داخل الدار اصبر يا جابر بن يزيد. قلت في نفسي: من أين علم جابر الأنصاري أنا جابر بن يزيد، ولا يعرف الدلائل إلا الأئمة من آل محمد عليهم السلام، والله لا سألنه إذا (1) كمال الدين: 413. (2) امالي المفيد: 63.
[117]
خرج إلى، فلما خرج قلت له: من أين علمت أني جابر بن يزيد وأنا على الباب و أنت داخل الدار ؟ قال: خبرني مولاى الباقر البارحة أنك تسأل عن الحنفية في هذا اليوم وأنا أبعثه لك يا جابر في بكرة غد إن شاء الله وأدعوك، فقلت: صدقت. قال: سربنا فسرنا جميعا حتى أتينا المسجد. فلما بصر مولاى الباقر عليه السلام ونظر إلينا، قال، قال للجماعة: قوموا الى الشيخ فاسألوه ينبئكم بما سمع ورأى وحدث، فقالوا يا جابر هل كان راضيا إمامك علي بن أبي طالب عليه السلام بإمامة من تقدم ؟ قال أللهم لا، قالوا فلم نكح من سبيهم خولة إذ لم يرض بإمامتهم ؟ قال جابر: آه آه ! لقد ظننت أني اموت ولا اسأل عن هذا إذا سألتموني فاسمعوا وعوا إني حضرت السبى وقد ادخلت الحنفية فيمن ادخل، فلما نظرت إلى جمع الناس عدلت إلى تربة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرنت رنة وزفرت وأعلنت بالبكاء والنحيب، ثم قالت السلام عليك هؤلاء امتك سبتنا سبى النوب والديلم والله ما كان لهم من ذنب إلا الميل إلى أهل بيتك فحولت الحسنة سيئة والسيئة حسنة، فسبينا، ثم انعطفت إلى الناس وقالت لم سبيتمونا وقد أقررنا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قالوا منعتمونا الزكوة قالت هب الرجال منعوكم فما بال النسوان المسلمات سبين، فاختار كل واحد منهم واحدة من السبايا، فسكت المتكلم كأنما القم حجرا، ثم ذهب إليها خالد بن غسان وطلحة في التزويج ورميا بثوبين فقالت: لست بعريانة فتكسوني قيل لها إنهما يريدان أن يتزايدا عليك، فأيهما زاد على صاحبه أخذك من السبي قالت: هيهات والله لا يكون ذلك أبدا، ولا يملكني ولا يكون لى ببعل إلا من يخبرني بالكلام الي قلته ساعة خرجت من بطن أمي. فسكت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وورد عليهم من ذلك الكلام ما أبهر به عقولهم وأخرس ألسنتهم وبقي القوم في دهشة من أمرها، فقال أبو بكر: ما لكم ينظر بعضكم إلى بعض ؟ قال الزبير: لقولها الذي سمعت، قال أبو بكر: ما هذا الذي أدحض أفهامكم إنها جارية من سادات ثومها ولم يكن لها عادة بما لقيت ورأت فلا شك أنها
[118]
داخلها الفزع وتقول ما لا تحصيل له، فقالت لقد رميت بكلامك غير مرمى والله ما داخلني فزع ولا جزع ووالله ما قلت ولا نطقت الا صدقا ولا بد أن يكون كذلك وحق هذا البنية وما كذبت ثم سكت. واخذت طلحة وخالد ثوبيهما وهى قد جلست ناحية من القوم، فدخل علي بن ابى طالب عليه السلام فذكروا له حالها، فقال: هي صادقة فيما قالت وكان من حالها وقصتها كيت وكيت في حال ولادتها وقال: إن كلما تكلمت به في حال خروجها منب طن امها هو كذا وكذا وكل ذلك مكتوب على لوح مع ها فرمت باللوح إليهم لما سمعت كلامه عليه السلام فقرأ ذلك علي بن طالب لا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا، فقال له أبو بكر خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها. فوثب سلمان فقال: والله ما لأحد ههنا منة على أمير المؤمنين عليه السلام بل المنة لله ورسوله ولأمير المؤمنين والله ما أخذها الا بمعجزة الباهر وعلمه القاهر وفضله الذى يعجز عنه فضل كل ذى فضل، ثم قام المقداد فقال: ما بال أقوام قد أوضح الله لهم طريق الهداية فتركوه وأخذوا طريق العمى وما من قوم الا ويتبين لهم دلائل أمير - المؤمنين عليه السلام، وقال أبو ذر: واعجا لمن عاند الحق وما من وقت إلا ونظر إلى بيانه. أيها الناس إن الله قد بين لكم فضل أهل العلم، ثم قال: يا فلان أتمن على أهل الحق بحقوقهم وهم بما في يديك أحق وأولى، وقال عمار: اناشدكم الله أما سلمنا على أمير المؤمنين هذا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإمرة المؤمنين ؟ فزجره عمر عن الكلام وقام أبو بكر فبعث بخولة إلى دار أسماء بنت عميس، وقال لها خذي هذه المرأة واكرمي مثواه فلم تزل خولة عند أسماء حتى قدم أخرجها وتزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام و كان الدليل على علم أمير المؤمنين وفساد ما يورده القوم من سبيهم أنه تزوج بها نكاحا، فقال الجماعة يا جابر أنقذك الله من حرارة النار كما أنقذتنا من حرارة الشك (1) (1) الخرائج: 228 - 229 (*).
[119]
81 - أبو جعفر الطوسي - رحمه الله - قال. أخبرنا ابن عقدة، قال: حدثنا علي ابن محمد القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: يا علي انك اعطيت ثلاثة ما لم اعط أنا، قلت: يا رسول الله ما اعطيت ؟ فقال: اعطيت صهرا مثلى ولم اعط، واعطيت زوجتك فاطمة ولم اعط، واعطيت مثل الحسن والحسين ولم اعط (1). 82 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني علي بن محمد بن علي الحسينى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله ابن علي قال: حدثنى علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إن فيك مثلا من عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا (2). 83 - عنه قال أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني علي بن محمد القزويني قال: حدثني داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر عن أبيه، عن علي الحسين أبيه عن علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إنك سيد المسلمين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (3). 84 - وبالاسناد عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة قال: فقام إليه رجل من الانصار فقال: فداك أبي وامى أنت ومن ؟ قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التى عقرت وعمي حمزة على ناقتي العضباء وأخى علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة، بيده لواء الحمد واقف بين يدى العرش ينادي الله لا إله إلا الله محمد رسول الله. (1) و (2) امالي طوسى: 1 - 354 ومناقب الخوارزمي: 209 وعيون الاخبار: 2 - 48 (3) امالي الطوسى: 1 - 355.
[120]
قال: فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين ؟ قال: فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش معاشر الآدميين ما هذا ملكا مقربا ولا حامل عرش، هذا الصديق الأكبر هذا علي بن أبي طالب (1). 85 - عنه قال أخبرنا الحفار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر الكوفي بواسط قال: حدثنا أحمد بن المعافا بقصر صبيح قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، صلوات الله عليهم عن القلم، عن اللوح، عن الله تعالى: علي حصني من دخله أمن ناري (2). 86 - عنه قال أخبرنا الحفار، قال: حدثنا إسماعيل الدعبلي قال: حدثنا أبي على عن أبيه، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: من آمن بي وبنبيي وبوليي أدخلته الجنة على ما كان من عمله (3). 87 - مواليد الائمة عليهم السلام بإسناده عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: ومضى أمير المؤمنين عليه السلام وهو ابن ثلاث وستين سنة في عام أربعين من الهجرة (4). 88 - أبو جعفر الطبري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شهريار الخازن بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في ربيع الاول سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز المعدل من لفظه وكتابه بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمائة قال: حدثنى العكبري أبو الحسن بن رزقويه قال: حدثنا أبو عمير بن السماك قال: حدثني علي بن محمد القزويني، قال: حدثنا داود (1) امالي الطوسى: 1 - 355 ومناقب الخوارزمي: 209 عيون الاخبار: 2 - 48. (2 و 3) امالي الطوسى: 1 - 363 - 389. (4) مواليد الائمة: 3.
[121]
ابن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغري سنة ست ومأتين قال: حدثنى موسى الرضا قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يركب سفينة النجاة ويتمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا عليه السلام بعدي وليعاد عدوه، وليأتم بالهداة الميامين من ولده، فإنهم خلفائي وأحبائي، وحجج الله على الخلق بعدى، وسادات امتي وقادة الاتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (1). 89 - عنه بإسناده عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسين زيد بن على ابن الحسين بن علي بن أبي طالب قال أخبرني علي بن ابراهيم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي خصال لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا منها قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقوله: علي مني كهارون من موسى، وقوله: علي مني وأنا منه، وقوله: علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي. وقوله: حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله: ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله، وقوله: علي حجة الله على عباده، وقوله: حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله: حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله: علي مع الحق و الحق مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، وقوله: علي قاسم الجنة والنار، و قوله: من فارق عليا فقد فارق الله عز وجل، وقوله: شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2). 90 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرنا الشيخ الامين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن (1) بشارة المصطفى: 18 والعيون: 1 - 292. (2) بشارة المصطفى: 23.
[122]
شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنى عشرة وخمسمائة في مشهد مولانا أمير - المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثني أبو علي محمد بن محمد بن يعقوب الكوفي قراءة قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان العلوي، قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، قال: حدثنا عبد الله بن احمد بن عامر، قال: حدثني أبي أحمد بن عامر قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره (1). 91 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه - رحمه الله - وعمار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار رحمهم الله جميعا عن إبراهيم ابن نصر الجرجاني، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني - رحمهم الله - عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه عن أخيه الشيخ السعيد الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه - رحمه الله - قال: حدثنا: أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة قال: حدثنا إسماعيل بن رزين ابن أخي دعبل بن علي الخزاعي، عن أبيه قال: حدثني على بن موسى الرضا قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت المظلوم بعدي، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك. يا علي إنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي، فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك يا علي أنت سيد هذه الامة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها، من فارقك فارقني يوم القيامة، ومن كان معك كان معي يوم القيامة، يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني، وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي وأنت أول من صلى معي، والناس يومئذ في غفلة الجهالة. يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي وأنت أول من يبعث معي، وأنت (1) بشارة المصطفى: 125، عيون الاخبار: 2 - 47.
[123]
أول من يجوز الصراط معي وإن ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا من كان معه براءة بولايتك وولاية الائمة من ولدك، وأنت اول من يرد حوضى تسقى منه اولياءك، وتذود عنه أعدائك وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود، تشفع لمحبنا فيهم وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد وهو سبعون شقة، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنت صاحب شجر طوبى في الجنة أصلها في دارك وأغصانها في درو شيعتك ومحبيك (1). 92 - عنه باسناده قال: حدثنا محمد بن إسماعيل العلوي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن مهدي بن صدقة الرقي حدثنا أبي، حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله اطلع إلى الأرض فاختارني، ثم اطلع إليها ثانية فاختارك، أنت أبو ولدي، وقاضي ديني، والمنجز عداتي، وأنت غدا على حوضي، طوبى لمن أحبك ووليل لمن أبغضك (2). 93 - عنه باسناده عن محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله عليه السلام وقال المجاشعي وحدثناه الرضا عليه السلام عن أبيه موسى عن أبيه أبي عبد الله جعفر عن آبائهم عليهم السلام قال: سمعت عليا عليه السلام يقول لرأس اليهود: على كم افترقتم، فقال على كذا وكذا فرقة فقال علي عليه السلام: كذبت، ثم أقبل علي على الناس فقال: والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بإنجيلهم وبين أهل القرآن بقرآنهم. افترقت اليهود علي إحدى وسبعين فرقة سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهى التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة: إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى، وتفرق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة إثنان وسبعون في النار (1) بشارة المصطفى: 152 عيون الاخبار: 1 - 302. (2) بشارة المصطفى: 200 - 272.
[124]
وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وضرب بيده إلى صدره، ثم قال: ثلاثة عشر فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبني، واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط وإثنا عشر في النار (1). 94 - عنه قال المجاشعي وحدثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: سلولي عن كتاب الله، فو الله ما نزلت آية من كتاب الله عز وجل في الليل ولا نهار، ولا مسير ولا مقام إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمني تأويله، فقام ابن الكواء فقال: يا امير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب ؟ فقال: كان يحفظ علي رسول الله ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غايب حتى اقدم عليه فيقرأنيه وهو يقول لي: يا على أنزل الله على بعدك كذا وكذا وتأويله كذا وكذا فيعلمني تنزيله وتأويله (2). 95 - ابن شهر آشوب، حمدان بن المعافا عن الرضا عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس قالوا: كنا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في طرقات المدينة إذ جعل خمسه في خمس أمير المؤمنين عليه السلام فو الله ما رأينا خمسين أحسن منهما، إذ مررنا على نخل المدينة فصاحت نخلة اختها هذا محمد المصطفى وهذه علي المرتضى فاجتزناهما فصاحت ثانية بثالثة هذا نوح النبي وهذا إبراهيم الخليل فاجتزناهما فصاحت ثالثة برابعة هذا موسى وأخوه هارون فاجتزناهما فصاحب رابعة بخامسة هذا محمد سيد النبيين وهذا على سيد الوصيين فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: يا على سم نخل المدينة صيحانيا فقد صاحت بفضلي وفضلك (3). 96 - الحافظ موفق بن أحمد الخوارزمي، قال: أخبرني، قال: أخبرني الشيخ الفقيه الحافظ العدل أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني، حدثنى أبو الحسن محمد بن إسحاق، ابن إبراهيم بن مخلد الباقر حي، حدثني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار، حدثني أبو بكر أحمد بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثني إبو القاسم (1) بشارة المصطفى. 266. (2) بشارة المصطفى: 270. (3) مناقب آل ابى طالب 1 - 467.
[125]
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان، حدثني أبو الحسن على بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إني سألت الله تعالى فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فسألت ربي أن تنشق عنى الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، و أما الثالثة فسألت الله أن يجعلك حامل لوائي الأكبر وهو لواء الله الأكبر مكتوب عليه المفلحون هو الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقى امتى من حوضى فاعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن تكون قائد امتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي من على بذلك (1). 97 - وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا علي إنك قسيم الجنة والنار وإنك تنقر باب الجنة فتدخلها بلا حساب (2). 98 - وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إذ كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب (3). 99 - وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: يا علي إن الله قد غفر لك و لأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك وأبشر فانك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين من العلم (4). 100 - وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا علي أنت سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين (5). 101 - وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: يا على إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحزتك وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم فترى أين يؤمر بنا (6). (1 الى 6) مناقب الخوارزمي: 208 - 209 - 210 - والعيون 2 - 30 - 47.
[126]
102 - وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لما أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي، وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة، وناولين سفر جلة و أنا أقلبها إذ انفلقت، فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت: السلام عليك يا محمد، فقلت: من أنت: قالت أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف، أسفلي من مسك، ووسطي من كافور، وأعلاى من عنبر، عجنني من ماء الحيوان ثم قال لى الجبار كوني فكنت، خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب (1). 103 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الإصفهاني قال: حدثنا علي بن عبد الله الاسكندراني قال: حدثنا أبو على أحمد بن على بن مهدي الرقي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي ابن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا على طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك و كذب بك، محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك: هم أهل الدين را الورع، والنعت الحسن، والتواضع لله عز وجل، خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم لذكر الله عز وجل، وقد عرفوا حق ولايتك، وألسنتم ناطقة بفضلك، وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك، يدينون لله بما أمرهم في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه، عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم متواصلون غير متقاطعين، متحابون غير متباغضين - إن الملائكة لتصلى عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم وتشهد لحضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (2). 104 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثنا أبو محمد الحسن ابن علي الممتع، قال: حدثنا حمدان بن المختار قال: حدثن محمد بن خالد البرقي، (1) مناقب الخوارزمي: 210 وجامع الاخيار: 201 وعيون الاخبار: 2 - 26 (2) عيون الاخبار: 1 - 261.
[127]
قال: حدثني سيدي أبو جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى ابن جعفر عليهم السلام قال: حدثنى الأجلح الكندي، عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: علي إمام كل مؤمن بعدي (1). 105 - عنه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على بن الحسين ابن أبي طالب عليهم السلام قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة قال: حدثني أبي، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني (2). 106 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلثين و ثلاثمائة قال: حدثنى أبي عن ياسر الخادم، عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين، وخير - الوصيين، وسيد الصديقين. يا علي أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصديق الأكبر، يا علي أنت خليفتي على أمتي، وأنت قاضى ديني، وأنت منجز عداتي، يا علي أنت المظلوم بعدي، يا علي أنت المفارق بعدي، يا علي أنت المهجور بعدي، اشهد الله تعالى ومن حضر من امتي أن حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وأن حزب اعدائك حزب الشيطان (3). 107 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو سعيد النسوي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن هارون، (1) عيون الاخبار: 1 - 281. (2) عيون الاخبار: 1 - 293. (3) عيون الاخبار: 2 - 6.
[128]
قال: حدثنا أحمد بن أبي الفضل البلخي، قال: حدثني [خالي] يحيى بن سعيد البلخي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة، إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية، بعيد ما بين المنكبين، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحب به. ثم التفت إلى فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول الله ؟ فقال له رسول الله بلى، ثم مضى، فقلت يا رسول الله ما هذا الذى قال لي هذا الشيخ وتصدقيك له، قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله عز وجل قال في كتابه: (انى جاعل في الارض خليفة) (1) والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام وقال يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فحكم بين الناس بالحق) (2) فهو الثاني وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليهما السلام: (اخلفني في قومي وأصلح) (3) فهو هارون إذا استخلفه موسى عليه السلام في قومه فهو الثالث. وقال عز وجل (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) (4) فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله وأنت وصيي وزيرى، وقاضي ديني والمؤدي عني، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، أولا تدري من هو ؟ قلت: لا، قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم (5) 108 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن علي بن ابراهيم ابن هاشم واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنهم - قالوا: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا علي ابن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن (1) البقرة: 30. (2) ص: 26. (3) الاعراف: 142. (4) التوبة: 3. (5) عيون الاخبار: 2 - 9.
[129]
أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكل امة صديق وفاروق وصديق هذا الامة وفاروقها علي بن أبي طالب عليه السلام وإنه سفينة نجاتها وباب حتطها، وأنه يوشعها وشمعونها وذو قرنيها. معاشر الناس إن عليا خليفة الله وخليفتي عليكم بعدي، وإنه لأمير المؤمنين وخير الوصيين، من نازعه فقد نازعني، ومن ظلمه فقد ظلمني، ومن غالبه فقد غالبني، ومن بره فقد برني، ومن جفاه فقد جفاني، ومن عاده فقد عاداني، و من والاه فقد والاني، وذلك انه أخي ووزيري ومخلوق من طينتي وكنت أنا وهو نورا واحدا (1). 109 - عنه - رحمه الله - بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إذا كان يوم القيامة كنت أنت ولدك على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت، فيأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون (2). 110 - وباسناده - رحمه الله - قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة: علي عليه السلام وسلمان وأبا ذر ومقداد بن الأسود (3). 111 - وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لولاك لما عرف المؤمنون بعدى (4). 112 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبي عن جدي، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بان موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أنه قال: علي بن أبي طالب حجتى على خلقي وديان ديني، أخرج من صلبه أئمة (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 13 - 30 - 32. (4 الى 8) عيون ا لاخبار: 2 - 48 - 56 - 58.
[130]
يقومون بأمري ويدعون إلى سبيلي بهم ادفع البلاء عن عبادي وإمامي، وبهم أنزل من رحمتي (1). 113 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت يا علي وولداي خيرة الله من خلقه (2). 114 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: خلقت أنا وعلي من نور واحد (3). 115 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلي: من أحبك مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات وهو يبغضك فلا يبالى مات يهوديا أو نصرانيا (4). 116 - وبهذا الاسناد قال: قال على قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت مني وأنا منك (5). 117 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت خير البشر لا يشك فيك إلا كافرا (6). 118 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، واخذل عدوه وكن له ولولده واخلفه فيهم بخير، وبارك لهم فيم تعطيهم، وأيديهم بروح القدس، واحفظهم حيث توجهوا من الارض واجعل الإمامة فيهم والشكر من عطاهم وأهلك من عصاهم، إنك قريب مجيب (7). 119 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: علي أول من اتبعني وهو أول من يصافحني بعد الحق (8). 120 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت تبرأ ذمتي وأنت خليفتي على امتي (9). 121 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وهذا - يعني عليا - يوم (1 الى 9) عيون الاخبار: 2 - 59.
[131]
القيامة كهاتين - وضم بين إصبعيه - وشيعينا معنا، ومن أعان مظلومنا كذلك (1). 122 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد علي عليه السلام: من زعم أنه يحبني ولا يحب هذا فقد كذب (2). 123 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: خلقت يا علي من شجرة خلقت منها، أنا أصلها وأنت فرعها والحسين والحسن أغصانها، ومحبونا ورقها، فمن تعلق بشئ منها أدخله الله عز وجل الجنة (3). 124 - وباسناده عن الحسن بن علي عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبغضك من الأنصار إلا من كان أصله يهوديا (4). 125 - وبإسناده قال: قال على عليه السلام: إنه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق (5). 126 - وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ومن كان أهلي فإنهم مني (6). 127 - وبإسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يرى عورتى غير علي إلا كافر (7). 128 - وبإسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بغض علي كفر وبغض بني هاشم نفاق (8). 129 - وبإسناده قال: قال علي عليه السلام: دعا لي النبي صلى الله عليه واله وسلم: فقال: اللهم اهد قلبه واشرح صدره، وثبت لسانه، وقه الحر والبرد (9). 130 - وبإسناده قال: قال على عليه السلام: امرت بقتال الناكثين والقاسطين و المارقين (10). (1) عيون الاخبار: 2 - 58. (2 الى 5) عيون الاخبار: 2 - 60. (6) يعنى دخل المسجد جنبا والخبر في العيون ج 2 ص 60. (7 الى 9) المصدر ج 2 ص 60. (10) عيون الاخبار: 2 - 62.
[132]
131 - وبإسناده قال: قال علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يؤدي عني إلا على ولا يقضي عداتي إلا علي (1). 132 - وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنا قال: خير اخواني علي وخير أعمامي حمزة، والعباس صنو أبي (2). 133 - وبإسناده عن علي عليه السلام دعالي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقيني الله عز وجل الحر والبرد (2). 134 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدى إلا كذاب (4). 135 - وبإسناده عن على عليه السلام قال: قال لى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فيك مثل من عيسى أحبه النصارى حتى كفروا وأبغضه اليهود حتى كفروا في بغضه (5). 136 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: محبك محبي و مبغضك مبغضي (6). 137 - وبإسناده عن على عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر (7). 138 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الناس من أشجار شتى، وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة (8). 139 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: من كان آخر كلامه الصلاة علي وعلى علي دخل الجنة (9). 140 - وباسناده عن علي عليه السلام قال: إنكم ستعرضون على البراءة مني، فلا تبرؤا مني فإني على دين محمد (10). 141 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد أن أهل صفينقد لعنهم الله على لسان نبيه وقد خاب من افترى (11). (1 الى 11) عيون الاخبار: 2 - 61 - 63 - 64.المراد بهم معاوية وأصحابه.
[133]
142 - وبإسناده عن على عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: ما سلكت طريقا ولا فجا، إلا سلك الشيطان غير طريقك وفجك (1). 143 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله التميمي، قال: حدثني أبي قال: حدثنى سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عن فاطمة بنت رسول الله عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: من كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت إمامه فعلى إمامه (2). 144 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال دفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الراية يوم خيبر إلى فما برحت حتى فتح الله على يدى (3). 145 - وبإسناده عن على عليه السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وجهني إلى اليمن قال: إذا تقوضي إليك فلا تحكم لأحد الخصمين دون أن تسمع من الآخر قال: فما شككت في قضاء بعد ذلك (4). 146 - وبإسناده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها (5). 147 - وبإساده عن على عليه السلام قال: نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة (6). 148 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض اطلاعة، فاختارني ثم اطلع الثانية فاختارك بعدي، فجعلك القيم بأمر امتي من بعدي، وليس أحد بعدنا مثلنا (7). 149 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: سدوا الابواب الشارعة في المسجد إلا باب علي (8). 150 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: إذا مت ظهرت لك (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 64. (4 الى 8) عيون الاخبار: 2 - 65 - 66 - 67.
[134]
ضغائن في صدور قوم يتمالئون عليك ويمنعونك حقك (1). 151 - وبإسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: كف على كفى (2). 152 - وبإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ببغضهم عليا وولده عليهم السلام (3). 153 - وبإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الجنة تشتاق إليك وإلى عمار وأبي ذر والمقداد (4). 154 - وبإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله إن امتي ستغدر بك بعدي ويتبع ذلك برها وفاجرها (5). 155 - وبإسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله (6). 156 - وبإسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنت يا على في الجنة وأنت ذوقرنيها (7). 157 - وبإسناده عن الحسين بن على عليهما السلام قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سلوني عن القرآن اخبركم عن آياته فيمن نزلت وأين نزلت (8). 158 - وبإسناده عن علي عليه السلام: قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إني احب لك ما احب لنفسي واكره لك ما أكره لنفسي (9). 159 - وبإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال لي بريدة: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نسلم على أبيك بإمرة المؤمنين (10). 160 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينه قال: حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي قال حدثنا علي بن موسى الرضا، قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه عن علي بن (1 الى 6) عيون الاخبار: 2 - 67 - 68. (7 الى 10) عيون الاخبار: 2 - 67 - 68.
[135]
أبى طالب عليهم السلام قال: كنت جالسا عند الكعبة وإذا شيخ محدودب، قد سقط حاجباه علي عينيه من شدة الكبر وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر، فدنا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال يا رسول الله ادع لي بالمغفرة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: خاب سعيك يا شيخ وضل عملك، فلما تولى الشيخ قال: يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت اللهم لا قال: ذلك اللعين إبليس، قال علي عليه السلام: فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره ووضعت يدي في خلقه لاخنفة فقال لي: لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، ووالله يا على إنى لاحبك جدا، وما أبغضك أخذ إلا شركت أباه في امه فصار ولد الزنا فضحكت وخليت سبيله (1). 161 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا على بن محمد عيينة قال: حدثنا الحسن بن سليمان الملطي في مشهد علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثنا محمد بن القاسم بن العباس بن موسى العلوي، بقصر ابن هبيرة ودارم بن قبيصة النهشلي قالا: حدثنا علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي ما سألت ربي شيئا إلا سألت لك مثله غير أنه قال: لا نبوة بعدك، أنت خاتم النبيين وعلي خاتم الوصيين (2). 162 - وبهذا الإسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي خلق الناس من شجر شتى، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها وشيعتنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة (3). 163 - وبهذا الإسناد عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا خزانة العلم وعلي مفتاحها ومن أراد الخزانة فليأت المفتاح (4). (1 الى 4) عيون الاخبار: 2 - 72 - 73 - 74.
[136]
164 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا خاتم النبيين وعلي خاتم والوصيين (1). 165 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن أمير المؤمنين عليه السلام كيف مال الناس عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله. فقال: إنما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله لأنه كان قد قتل من آبائهم و أجدادهم وإخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم المحادين الله ورسوله عددا كثيرا، فكان خقدهم عليه لذلك في قلوبهم، فلم يحبوا أن يتولى عليهم ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك، لأنه لم يكن له في الجهاد بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما كان له، فلذلك عدلوا عنه ومالوا الى سواه (2). 166 - عنه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن معروف، عن أخيه عمر، عن جعفر ابن عيينة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن عليا لم يبت بمكة بعد إذ هاجر منها حتى قبضه الله عز وجل إليه قال: قلت له: ولم ذاك ؟ قال: كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها، وكان يصلي العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها (3). 167 - عنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن أمير المؤمنين عليه السلام لم لم يسترجع فدك لما ولي أمر الناس ؟ فقال: لأنا أهل بيت إذا ولينا الله عزوجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو، و نحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم ونأخذ لهم حقوقهم ممن يظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا (4). (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 84 - 81 - 84. (4) عيون الاخبار: 2 - 86.
[137]
168 - عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا عون بن محمد، قال: حدثنا سهل بن القاسم، قال: سمع الرضا عليه السلام عن بعض أصحابه يقول: لعن الله من حارب عليا أمير المؤمنين عليه السلام فقال له، قل إلا من تاب وأصلح، ثم قال: ذنب من تخلف عنه ولم يتب أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب (1). 169 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنى أحمد بن الفضل قال: حدثنى بكر بن أحمد القصري، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ليلة أسرى بي ربى عز وجل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب بذي الفقار، وإن الملائكة إذا اشتاقوا إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام نظروا إلى وجه ذلك الملك، فقلت: يا رب هذا أخي علي بن أبي طالب وابن عمي، فقال: يا محمد هذا ملك خلقته على صورة علي يعبدني في بطنان عرشي تكتب حسناته وتسبيحه وتقديسه لعلي بن أبي طالب عليه السلام إلى يوم القيامة (2). 170 - عنه قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا على بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي، قال. حدثنى علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا يحفظني فيك إلا الأتقياء الأبرار الأصفياء، وما هم في امتى إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر (3). 171 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسينى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري، قال: حدثنا عبد الرحمان بن بحر الأهوازي، قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثنا علي بن بلال، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن على بن أبى طالب عن النبي عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 131 - 132 - 136.
[138]
إسرافيل عليهم السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول عز وجل ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام حصني فمن دخل حصنى آمن من عذابي (1). (9) * (باب ما جاء في فاطمة عليها السلام) * 172 - عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألته عن فاطمة بنت رسول الله عليها السلام أي مكان دفنت، فقال: سأل رجل جعفرا عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر فقال له عيسى: دفنت في البقيع، فقال الرجل: ما تقول ؟ فقال قد قال لك، فقال له أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك فقال: دفنت في بيتها (2). 173 - الكلينيي عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال: دفنت في بيتها، فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد (3). 174 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن جفعر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ومحمد بن على بن بشار القزويني - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد القزويني قال: حدثنا أبو الفيض صالح بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن موسى بن زياد قال: حدثنا صالح بن حماد، قال: حدثنا الحسن بن موسى الوشاء البغدادي، قال كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليهم السلام في مجلسه وزيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن وأبو الحسن مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال: يا زيد أغرك قول بقالى الكوفة: إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها (1) العيون: 2 - 136. (2) قرب الاسناد: 215. (3) الكافي: 1 - 461 ومعانى الاخبار: 268 والعيون: 1 - 311
[139]
على النار ؟ والله ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة، فاما ان يكون موسى بن جعفر عليهما السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت، ثم تجيئان يوم القيامة سواء، لأنت أعز على الله عز وجل منه، إن علي بن الحسين عليهما السلام كان يقول لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب وقال الحسن الوشاء: ثم التفت إلي فقال: يا حسن كيف تقرؤن هذه الآية (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (1) فقلت من الناس من يقرء إنه عمل غير صالح ومنهم من يقرء إنه عمل غير صالح، فمن قرء إنه عمل غير صالح نفاه عن أبيه فقال عليه السلام: كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه الله عن أبيه، كذا من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا، وأنت إذا أطعت الله، فأنت منا أهل البيت (2). 175 - في كتاب مواليد الائمة عليهم السلام بسنده عن نصر بن علي الجهضمي قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن عمر فاطمة عليها السلام، قال: ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوته بخمس سنين وقريش تبنى البيت، وتوفيت ولها ثماني عشر سنة وخمس وسبعون يوما وكان عمرها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة ثماني سنين وهاجرت مع النبي إلى المدينة وأقامت بالمدينة عشر سنين، وأقامت مع أمير المؤمنين من بعد وفات رسول الله عليهم السلام خمسة وسبعين يوما، وولدت الحسن بن علي عليهم السلام ولها إحدى عشر سنة بعد الهجرة (3). 176 (الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه بمرو الروذ، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن المظفر بن الحسين قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا البصري، قال: حدثني المهدي بن سابق، قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لقد هممت بالتزويج، فلم اجترئ أن أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن ذلك (1) هود: 46. (2) معاني الاخبار: 105. (3) مواليد الائمة: 3.
[140]
اختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: يا علي قلت: لبيك يا رسول الله، قال: هل لك رغبة في التزويج ؟ قلت: رسول الله أعلم وظننت أنه يريد أن يزوجني بعض نساء قريش وإني لخائف على فوت فاطمة، فما شعرت بشئ إذا دعاني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأتيته في بيت ام سلمة، فلما نظر إلي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق، فقال لي: يا علي أبشر فإن الله تبارك وتعالى قد كفاني ما كان أهمني من أمر تزويجك قلت وكيف كان ذلك يا رسول الله ؟. قال: أتاني جبرئيل عليه السلام ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها، فناولنيهما، فأخذتهما فشممتهما وقلت: يا جبرئيل ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأنهارها وأثمارها وأشجارها وقصورها وأمر رياحها فهبت بأنواع العطر والطيب و أمر حور عينها بالقراءة فيها طه، وطس وحمعسق، ثم أمر الله عز وجل مناديا فنادى: ألا يا ملائكتي وسكان جنتي اشهدوا أنى قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبي طالب رضا منى بعضهما لبعض. ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له: راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه فخطب بخطبة لم يخطب بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض، ثم امر مناديا فنادى: ألا يا ملائكتي وسكان جنتي باركوا على علي بن أبي طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد فاني قد باركت عليهما فقال: راحيل: يا رب وما بركتك عليهما اكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك ؟ فقال الله عز وجل: يا راحيل: إن من بركتى عليهما أنى أجمعهما على محبتي وأجعلهما حجتي على خلقي، وعزتي وجلالي لاخلقن منهما خلقا ولأنشأن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ومعادن لحكمي بهم أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين. فأبشر يا علي فاني قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمان، وقد رضيت لها بما رضي الله لهما فدونك أهلك فإنك أحق بها مني ولقد أخبرني جبرئيل عليه السلام
[141]
أن الجنة وأهلها مشتاقون إليكما، ولولا أن الله تبارك وتعالى أراد أن يتخذ منكما ما يتخذ به على الخلق حجة، لاجاب فيكما الجنة وأهلها، فنعم الأخ أنت ونعم الختن أنت، ونعم الصاحب أنت، وكفاك برضاء الله رضا، فقال علي عليه السلام: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي) (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: آمين (2). 177 - عنه - رحمه الله قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن النعيم الشاذاني - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لقد عاتبتني رجال من قريش في أمر فاطمة و قالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وتزوجت عليا، فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه فهبط على جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد: إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض آدم فمن دونه. (3) 178 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو علي أحمد بن أبى جعفر البيهقي، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن جبرئيل الجرجاني البزاز، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عبد الله أبو عمرو القطان، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عامر الطائى ببغداد على باب صقر السكري عند جسر أبى الزنج، قال: حدثني أبو أحمد بن سليمان الطائى، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بالمدينة سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن على قال: حدثنى أبي على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تحشر ابنتى فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول: يا أحكم الحاكمين أحكم بيني وبين قاتل ولدي، قال (1) النحل: (19). (2) عيون الاخبار: 1 - 223 قال الصدوق - رحمه الله - ولهذا الحديث طريق آخر قد اخرجته في مدينة العلم. (3) عيون الاخبار: 1 - 225.
[142]
على بن أبى طالب عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويحكم لابنتي فاطمة ورب الكعبة (1) 179 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاة الفقيه المروزي بمرو الروذ في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال: حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليهما السلام سنة أربع وتسعين و مائة عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم فتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيحكم الله تعالى لابنتي ورب الكعبة وإن الله عز وجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (2). 180 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاني ملك فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قد زوجت فاطمة من على فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن أهل السماء قد فرحوا بذلك و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة وبهما تتزين أهل الجنة، فأبشر يا محمد فانك خير الاولين والآخرين (3). 181 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة وقد عجنب بماء الحيوان فينظر إليها الخلائق فيتعجبون منها، ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة مكتوب على كل حلة بخط أخضر: ادخلوا بنت محمد الجنة على أحسن صورة وأحسن كرامة وأحسن منظر، فتزف إلى الجنة كما تزف العروس فيوكل بها سبعون ألف جارية (4). 182 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلايق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد (5). (1) عيون الاخبار: 2 - 8. (2 و 3) عيون الاخبار: 2 - 26 - 27 - ومناقب الخوارزمي: 246. (4 و 5) عيون الاخبار: 2 - 30 - 32.
[143]
183 - وبهذا الإسناد عن علي بن أبى طالب عليه السلام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة خبز فدفعتها إلى النبي، فقال النبي عليه الصلوة والسلام: ما هذه الكسرة، قالت: قرصا خبزتها للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسرة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث (1). 184 - وبهذا الإسناد عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: حدثنى أسماء بنت عميس قالت: كنت عند فاطمة عليها السلام إذ دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقها فلادة من ذهب كان اشتريها لها علي بن أبي طالب عليه السلام من فيئ، فقال لها رسول الله: يا فاطمة، لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لباس الجبابرة، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها، فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2). 185 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنى سميت ابنتي فاطمة، لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار (3). (3). 186 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها (4). 187 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابى قال: حدثنى أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي، قال: حدثنى سيدي على بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثنى أبي محمد بن على، قال: حدثنى أبي علي بن الحسين، قال: حدثنى أبى الحسين بن علي قال: حدثنى أبى على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما زوجت فاطمة إلا لما أمرنى الله بتزويجها (5). 188 - وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله (1) عيون الاخبار: 2 - 40 وينابيع المودة: 235. (2 الى 4) عيون الاخبار: 2 - 46 44 وينابيع المودة: 234 وفيه يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. (5) عيون الاخبار: 2 - 59.
[144]
ذريتها على النار (1). 189 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا على بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي، قال: حدثنا على بن موسى الرضا ومحمد بن على عليهم السلام قالا: سمعنا المأمون يحدث عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه عن جده قال: قال ابن عباس لمعاوية: أتدري لم سميت فاطمة فاطمة ؟ قال: لا، قال: لأنها فطمت هي وشيعتها من النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقوله (2). 190 - أبو جعفر الطبري باسناده عن على بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليهما السلام قال قالت فاطمة عليها السلام يوما أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم فقلت: لا بل أنا أحب فقال الحسن لا بل أنا أحب وقال الحسين لا بل أنا أحبكم إلى رسول الله ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا بنية فيم أنتم. فأخبرناه فأخذ فاطمة فاحتضنها قبل فاها وضم عليا إليه وقبل بين عينيه و أجلس الحسن على فخذه الأيمن والحسين على فخذه الأيسر وقبلهما وقال: أنتم أولى بي في الدنيا والاخرة والى الله من والاكم وعادى من عاداكم، أنتم مني وأنا منكم، والذي نفسي بيده لا يتولاكم عبد في الدنيا إلا كان الله عز وجل وليه في الدنيا والاخرة (3). (10) * (باب ما جاء في الحسن والحسين عليهما السلام) * 191 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي (1 و 2) عيون الاخبار: 2 - 63 - 72. (3) بشارة المصطفي: 253.
[145]
ابن فضال، عن أبيه عن أبى الحسن على بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي عليهم السلام قال: لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أنت به ؟ وقد قال فيك رسول الله ما قال، وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل، فقال عليه: إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبة (1). 192 - في كتاب مواليد الائمة بسنده عن الرضا عليه السلام قال: ومضى الحسن بن على عليهما السلام وهو ابن سبع وأربعين سنة، وكان بين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين عليهما السلام طهر وحمل، وكان حمل أبي عبد الله ستة أشهر ولم يولد لستة أشهر غير الحسين و عيسى بن مريم عليهم السلام، وأقام أبو محمد الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين، وأقام مع أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة وكان عمره سبعا وأربعين سنة (2). 193 - القندوزي وروى الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: أن الحسن المجتبى دخل الخلاء، فوجد لقمة ملقاة فمسحها بعود، فدفعها إلى رقيقه فلما خرج طلبها قال: أكلتها يا مولاي قال له: أنت حر لوجه الله تعالى، ثم قال: سمعت جدي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من وجد لقمة ملقاة فمسحها أو غسلها، ثم أكلها أعتقه الله من النار، فلا أكون أن أستعبد رجلا أعتقه الله عز وجل (3). 194 - أبو جعفر الطبري باسناده قال: حدثنا عبد الله بن هشام قال: حدثنا أبو الحسن على بن موسى بن جفعر بن محمد عن أبيه عن جده، عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان ملك الكروبين يقال له فطرس وكان من الله عز وجل بمكان فأرسله برسالة فأبطأ فكسر جناحه، فألقاه بجزيرة من جزاير البحر، فلما ولد الحسين بن علي عليه السلام أرسل الله عز وجل جبرئيل في ألف من الملائكة يهنئون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1) امالي الصدوق: 133. (2) مواليد الائمة: 4. (3) ينابيع المودة: 266.
[146]
بمولود ويخبرونه بكرامته على ربه عز وجل فمر جبرئيل بذلك الملك فكان بينهما خلة فقال فطرس: يا روح الله الأمين أين تريد ؟. قال: إن هذا النبي التهامي وهب الله عز وجل له ولدا استبشر به أهل السماوات وأهل الأرض، فأرسلني الله تعالى إليه اهنيه واخبره بكرامته على ربه عزوجل، قال: هل لك أن تنطلق بي معك إليه يشفع لى عند ربه، فانه سخي جواد فانطلق الملك مع جبرئيل عليه السلام فقال: إن هذا ملك من الملائكة الكروبين له كان من الله تعالى مكان، فأرسله برسالة فأبطأ فكسر جناحه وألقاه بجزيرة من جزائر البحر وقد أتاك لتشفع له عند ربك، قال: فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى ركعتين ودعا في آخرهن: اللهم إني أسئلك بحق كل ذي حق عليك وبحق محمد أهل بيته أن ترد على فطرس جناحه وتستجيب لنبيك وتجعله آية للعالمين، فاستجاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم و أوحى إليه أن يأمر فطرس أن يمر جناحه على الحسين عليه السلام فقال رسول الله لفطرس امر رجناحك الكسير على هذا المولود ففعل قسبح فأصبح صحيحا فقال: الحمد لله الذي من علي بك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لفطرس أين تريد ؟ فقال: ان جبرئيل أخبرني بمصرع هذا المولود وإني سئلت ربي أن يجعلني خليفة هناك. قال: فذلك الملك موكل بقبر الحسين عليه السلام، فإذا ترحم عبد على الحسين أو تولى أباه أو نصره بسيفه ولسانه انطلق ذلك الملك إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: أيها النفس الزكية فلان بن فلان ببلاد كذا وكذا يتولى الحسين ويتولى أباه عليهما السلام ونصره بلسانه وقلبه وسيفه، قال: فيجيبه ملك موكل بالصلوة عن النبي أن بلغه عن محمد السلام، وقل له: إن مت على هذا أنت رفيقه في الجنة (1). 195 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (1) بشارة المصطفى: 270.
[147]
عليه السلام أنه قال: إذا خرج القائم عليه السلام قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائهم فقال عليه السلام: هو كذلك، فقلت: وقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر اخرى) (1) ما معناه ؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين عليه السلام يرضون بأفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئا كا كمن أتاه ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم، قال: فقلت له: بأي شئ يبدء القائم عليه السلام منكم إذا قام، قال: يبدء ببنى شيبة فيقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل (2). 196 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضى الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال: يا ابن شبيب أصائم أنت ؟ قلت: لا، فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (3) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا. ثم قال: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذا الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسلبوا نساءه وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا، يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الارض شبيهون ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة (1) الانعام: 164. (2) عيون الاخبار: 1 - 273. (3) آل عمران: 38.
[148]
أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره، وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام. يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين عليه السلام امطرت السماء دما وترابا أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالعن قتلة الحسين، يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن علي عليهما السلام فقل متى ذكرته: ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما، يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا أحب حجر الحشره الله عزوجل معه إلى يوم القيامة (1). 197 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما حمل رأس الحسين بن علي عليهما السلام إلى الشام أمر يزيد لعنه الله، فوضع ونصب عليه مائدة، فاقبل هو لعنة وأصحابه يأكلون، ويشربون الفقاع فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجده صلوات الله عليهم ويستهزء بذكرهم. فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات، ثم صب فضلته على ما يلي الطست من الأرض، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ومن نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل زياد (1) عيون الاخبار: 1 - 299.
[149]
يمحو الله عز وجل بذلك ذوبه ولو كانت بعدد النجوم (1). 198 - عنه - رحمه الله - باسناده عن على بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: حدثتني أسماء بنت عميس، قالت: حدثتني فاطمة عليها السلام: لما حملت بالحسن وولدته جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أسماء (2) هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اذنه اليسرى، ثم قال لعلي: بأى شئ سميت ابني قال: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن اسميه حربا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولا أنا أسبق باسمه ربي، ثم هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك، سم إبنك هذا باسم ابن هارون، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وما اسم ابن هارون قال: شبر قال النبي: لساني عربي قال جبرئيل: سمه الحسن، قالت أسماء فسماه الحسن: فلما كان يوم سابعه عق النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا و دينارا، ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق. ثم قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية، قالت أسماء: فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام وجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره فبكى، فقالت أسماء بأبي أنت وامي مم بكاؤك ؟ قال: على ابني هذا، قلت إنه ولد الساعة يا رسول الله فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي، ثم قال: يا أسماء لا تخبرى فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته. (1) عيون الاخبار: 2 - 22. (2) اسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بن ابى طالب بالحبشة وكان قدوم جعفر بالمدينة سنة سبع من الهجرة يوم فتح خيبر وكان ولادة الحسن (ع) سنة اثنتين من الهجرة ولم تكن عند ولادته (ع) بالمدينة ويمكن ان تكون هي أسماء ذات النطاقين، فليتأمل.
[150]
ثم قال لعلي: أي شئ سميت ابني هذا ؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت احب أن اسميه حربا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا اسبق باسمه ربي عز وجل، ثم هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: علي منك كهرون من موسى، سم ابنك هذا باسم ابن هارون، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما اسم ابن هارون قال: شبير، قال النبي لساني عربي قال جبرئيل: سمه الحسين، فلما كان يوم سابعة عق عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا و دينارا ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق، فقال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية (1). 199 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الولد ريحانة وريحانتاي الحسن والحسين - عليهما السلام - (2). 200 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى مضى عامة الليل، ثم قال لهما: انصرفا إلى امكما فبرقت برقة فما زالت تضئ لهما حتى دخلا على فاطمة والنبي ينظر إلى البرقة، فقال: الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت (3). 201 - وبهذا الاسناد عن الحسن بن على عليهما السلام أنه سمى حسنا يوم السابع و اشتق من اسم الحسن حسينا وذرك أنه لم يكن بينهما إلا الحمل (4). 202 - وبهذا الاسناد عن على بن الحسين عليهما السلام أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اذن في اذن الحسن عليه السلام بالصلوة يوم ولد (5). 203 - وبهدا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن قاتل الحسين بن علي عليهما السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شدت يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على قتله كلما (1 و 2) عيون الاخبار: 2 - 25 - 27. (3 الى 5) عيون الاخبار: 2 - 39 - 42 - 43.
[151]
نضجت جلودهم بدل الله عز وجل عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب الله تعالى في النار (1). 204 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن موسى بن عمران سأل ربه عز وجل، فقال: يا رب ان أخي هارون مات فاغفر له، فأوحى الله تعالى إليه يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن على بن أبى - طالب عليهما السلام فاني أنتقم له من قاتله (2). 205 - وبهذا الاسناة عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين، وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ولا تذهب الليالى والأيام حتى يسار إليه من الافاق وذلك عند إنقطاع ملك بنى مروان (3). 206 - وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وامهما أفضل نساء أهل الأرض (4). 207 - وباسناده عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقتل الحسين عليه السلام شر الامة ويتبرء من ولده من يكفر بي (5). 208 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا على بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن جدي أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد ابن عيسى، عن محمد بن أبي يعقوب البلخى، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلا م، فقال: لأن الله عز وجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسئل عما يفعل (6). 209 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 47 - 48. (4 و 5) عيون الاخبار: 2 - 62 - 64. (6) عيون الاخبار: 2 - 82.
[152]
عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام كان الحسن والحسين عليهما السلام محدثين (1). (11) * (باب ما جاء في موسى بن جعفر عليهما السلام) * 210 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا عليه السلام: إن رجلا عنى أخاك إبراهيم، فذكر له أن أباك في الحياة، وانك تعلم من ذلك ما يعلم، فقال: سبحان الله يموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يموت موسى عليه السلام، قد والله مضى كما مضى رسول الله ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هلم جرا، يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه هلم جرا فيعطى هؤلاء ويمنع هؤلاء لقد، قضيت عنه في هلال ذى الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه وعتق مماليكه، ولكن قد سمعت مالقى يوسف من اخوته (2). 211 - وبهذا الاسناد عن الوشاء قال: قلت لأبى الحسن عليه السلام: انهم رووا عنك في موت أبى الحسن عليه السلام أن رجلا قال لك: علمت ذلك بقول سعيد، فقال: جاء سعيد بعد ما علمت به قبل مجيئه قال: وسمعته يقول: طلقت ام فروة بنت إسحاق في رجب بعد أبي الحسن بيوم، قلت: طلقتها وقد علمت بموت أبى الحسن قال: نعم قلت: قبل أن يقدم عليك سعيد قال: نعم (4). 212 - عنه - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن صفوان قال: قلت للرضا عليه السلام أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام: حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضى مثل أبى الحسن قبض ببغداد وأنت ههنا قال: يعلم ذلك حين يمضى صاحبه قلت بأي شئ ؟: يلهمه الله (5). (1) بصائر الدرجات: 372. (2 الى 5) الكافي: 1 - 380 - 381 - وبصائر الدرجات: 466 - 467.
[153]
213 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن مسافر قال: أمر أبو - إبراهيم عليه السلام حين اخرج به أبا الحسن عليه السلام أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره قال: فكنا في كل ليلة نفرش لأبى الحسن في الدهليز، ثم يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلى منزله، قال فمكث على هذه الحال أربع سنين، فلما كان في ليلة من الليالي أبطأ عنا وفرش له فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا ودخلنا أمر عظيم من إبطائه، فلما كان من الغد أتى الدار ودخل إلى العيال وقصد إلى ام أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبى فصرخت ولطمت وجهها وشقت جيبها وقالت: مات والله سيدي. فكفها وقال لها: لا تكلمني بشئ ولا تظهريه حتى يجيئ الخبر إلى الوالي، فأخرجت إليه سفطا وألفى دينار أو أربعة الاف دينار، فدفع ذلك أجمع إليه دون غيره، وقالت: إنه قال لي فيما بيني وبينه - وكانت أثيرة عنده - (1) احتفظي بهذه الوديعة عندك، لا تطلعى عليها أحدا حتى أموت، فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه، واعلمي أني قدمت، وقد جائني والله علامة سيدي، فقبض ذلك منها وأمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر، وانصرف فلم يعد لشئ من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه فعددنا الايام و تفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن عليه السلام ما فعل، من تخلفه عن المبيت وقبضه لما قبض (2). 214 - مواليد الائمة بالإسناد إلى الرضا عليه السلام قال: ومضى أبو الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام وهو ابن أربع وخمسين سنة من عام مائة وثلاث وثمانين وكان مولده في عام مائة وتسع وعشرين سنة من الهجرة وكان مقامه مع أبيه تسع عشرة سنة وبعد أبيه خمسا وثلاثين سنة ومضى له أربعا وخمسون سنة (3). (1) أي محبوبة مختارة عند موسى عليه السلام (2) الكافي ج 1 ص 381. ونقله في دلالات الرضا (ع) أنسب. (3) مواليد الائمة: 5.
[154]
215 - الصدوق رحمه الله - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور - رضى الله عنه - قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري قال: حدثنا علي بن رباط قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام إن عندنا جلا يذكر أن أباك عليه السلام حي وأنك تعلم من ذلك ما تعلم، فقال عليه السلام: سبحان الله مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يمت موسى بن جعفر عليهما السلام، بلى والله لقد مات وقسمت أمواله ونكحت جواريه (1). 216 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن حماد قال كان أحد القوام عثمان عيسى الرواسي وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جواري، قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه لسلام فيهن وفي المال، قال: فكتب إليه: أن أباك لم يمت قال فكتب إليه أن أبي قد مات وقد قسمنا ميراثه، وقد صحت الأخبار بموته، واحتج عليه فيه قال: فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ وإن كان قد مات على ما تحكى فلم يأمرني بدفع شئ إليك وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (2). 217 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولى، قال: حدثني المبرد قال: حدثني الرياشي، قال: حدثنا أبو عاصم ورواه عن الرضا عليه السلام أن موسى بن جعفر عليهما السلام تكلم يوما بين يدى أبيه عليه السلام فأحسن فقال له: يا بنى الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء وسرورا من الأبناء وعوضا عن الأصدقاء (3). 218 - الطبرسي باسناده عن الحسن بن الجهم قال: كنا عند الرضا عليه السلام فذكرنا أباه، فقال: كان عقله لا توازي به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له: تشاور مثل هذا ؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه قال: فكانوا ربما (1) كمال الدين 39 عيون الاخبار: 1 - 106. (2) عيون الاخبار: 1 - 113. (3) عيون الاخبار: 2 - 127.
[155]
أشاروا عليه بالشئ، فيعمل به في الضيعة والبستان (1). (12) * (باب دلالات الرضا عليه السلام) * 219 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقي، عن المرزبان بن عمران قال: سألت الرضا عليه السلام عن نفسي، فقلت أسالك عن أهم الأشياء: أمن شيعتكم أنا ؟ فقال: نعم، فقلت: جعلت فداك، فتعرف إسمي في الأسماء قال: نعم (2). 220 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علان، عن محمد بن عبد الله قال: كنت عند الرضا عليه السلام فأصابني عطش شديد فكرهت أن أستقى في مجلسه ودعا بماء بارد فذاقه وناولني، فقال: يا محمد اشرب فإنه بارد فشربت (3). 221 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: استقبلت الرضا عليه السلام إلى القادسية فسلمت عليه، فقال لي: اكترلي حجرة لها بابان، باب الى الخان وباب إلى خارج فانه أستر عليك، قال: وبعث إلي بزنفليجة فيها دنانير صالحه ومصحف و كان يأتيه رسوله في حوائجه فاشترى له، وكنت يوما وحدي ففتحت المصحف لاقرأ فيه، فلما نشرته نظرت في (لم يكن) فإذا فيها أكثر مما في أيدينا أضعافه، فقدمت على قراءتها فلم أعرف منها شيئا فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكى أسئل عنها، فأتاني مسافر قبل أكتب منها بشئ ومنديل وخيط وخاتمه فقال: مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم، قال: ففعلت ذلك (4). 222 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الهيثم النهدي، عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فسألته عن أشياء وأردت أن أسئله عن السلاح (1) مكارم الاخلاق: 370. (2) بصائر الدرجات: 173. (3) بصائر الدرجات: 239. (4) بصائر الدرجات: 246. وأورد نحو ذيله الكلبنى في الكافي ج 2 ص 631.
[156]
فأغفلته فخرجت ودخلت على أبى الحسن بن بشير فإذا غلامه ومعه رقعته وفيها: بسم الله الرحمن الرحيم أنا بمنزلة أبي ووارثه وعندي ما كان عنده (1). 223 - عنه قال: حدثنا موسى بن عمر، عن أحمد بن عمر الحلال قال: سمعت الأخرس بمكة يذكر الرضا عليه السلام فنال منه، قال: فدخلت مكة فاشتريت سكينا فرأيته فقلت: والله لأقتلنه إذا خرج من المسجد: قأقمت على ذلك، فما شعرت إلا برقعة أبي الحسن عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم بحقى عليك لما كففت عن الأخرس فان الله ثقتى وهو حسبى (2). 224 - عنه قال حدثنا معاوية بن حكيم، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لي بخراسان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ههنا والتزمته (3). 225 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، وحدثني محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبى البلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام حدثني عبد الكريم بن حسان، عن عبيدة بن عبد الله بن بشير الخثعمي عن أبيك أنه قال: كنت ردف أبي وهو يريد العريض قال: فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشى قال: فنزل إليه فقبل بين عينيه، فقال إبراهيم: ولا أعلمه أنه قبل يده، ثم جعل يقول له: جعلت فداك والشيخ يوصيه، فكان في آخر ما قال له: انظر الأربع ركعات فلا تدعها، قال:: وقام أبي حتى توارى الشيخ ثم ركب، فقلت: يا أبه من هذا الذى صنعت به ما لم أرك صنعته بأحد قال: هذا أبي يا بني (4). 226 - عنه قال: حدثنا عبد الله بن عباس، عن عبد الرحمان بن أبى نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام وقرأت رسالته كتب إلى بعض أصحابه أنا لنعرف الرجل إذ رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق (5). 227 - عنه قال: حدثنا أحمد بن موسى، عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد (1 و 2) بصائر الدرجات: 252. (3 و 4) بصائر الدرجات: 274 وقرب الاسناد: 203. (5) بصائر الدرجات: 288. (*)
[157]
ابن الحسين، عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: كنت مع أبي الحسن الرضا عليه السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: يا فلان أتدري ما تقول هذا العصفور، قلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: إنها تقول إن حية تريد أكل فرخي في البيد، فقم فخذتيك النبعة وادخل البيت واقتل الحية، قال: فأخذت النبعة وهى العصا ودخلت البيت وإذا حية تحول في البيت فقتلتها (1) 228 - عنه قال: حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن القاسم، عمن أخبره عنه أخبرني إبراهيم بن موسى قال: ألححت على أبى الحسن الرضا عليه السلام في شئ أطلبه منه وكان يعدني، فخرج ذات يوم يستقبل والى المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل في موضع تحت شجرات ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث، فقلت: جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا ولا والله ما أملك درهما فيما سواه، فحك بسوطه الأرض حكا شديدا، ثم ضرب بيده فتناول بيده سبيكة ذهب، فقال: انتفع بها واكتم ما رأيت (2). 229 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه أو عن بعض أصحابنا عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إني سألت أباك عن مسألة اريد أن أسألك عنها، قال: وعن أي شئ تسئل، قال: قلت له: عندك علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتبه وعلم الأوصياء وكتبهم ؟ قال: فقال: نعم، وأكثر من ذاك سل عما بدا لك (3). 230 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام وهو ينظر إلى السماء ويتكلم بكلام كأنه كلام الخطاطيف ما فهمت منه شيئا ساعة بعد ساعة ثم سكت (4). (1) بصائر الدرجات: 345. (2) بصائر الدرجات: 374، الكافي: 1 - 488، اثبات الوصية 202، الاختصاص: 270. (3 و 4) بصائر الدرجات: 511.
[158]
231 - عنه قال: حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو قال عبد الله بن أبان الزيات قلت للرضا عليه السلام إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم قال: فقال: والله انى لأعرض أعمالهم على الله في كل يوم (1). 232 - الحميري، قال: حدثني الريان بن الصلت قال: كنت باب الرضا عليه السلام بخراسان. فقلت لمعمر: رأيت تسأل سيدي يكسونى ثوبا من ثيابه ويهب لى الدراهم التي ضربت باسمه، فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام من فوره ذلك، قال: فابتدأني أبو الحسن فقال: يا معمر ألا يريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا قال: فقلت: سبحان الله هكذا كان قوله لى الساعة بالباب، قال: فضحك ثم قال: إن المؤمن موفق، قل له: فليجئنى، فأدخلني عليه فسلمت فرد السلام ودعا لى بثوبين من ثيابه فدفعهما إلى، فلما قمت وضع في يدي ثلاثين درهما (2). 233 - عنه - رحمه الله - عن معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم فقال عليه السلام: ان الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأبى الله إلا أن يتم نوره، وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله حين مضى أبو الحسن عليه السلام فأبى الله إلا أن يتم نوره وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما من به عليكم، إن جعفرا كان يققول فمستقر ومستودع، فالمستقر ما ثبت من الايمان والمستودع المعار، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من به عليكم (3). 234 - عنه عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لى ابتداء: إن أبي كان عندي البارحة. قلت أبوك ؟ قال: أبي، قلت أبوك ؟ قال: أبي، قلت أبوك ؟ قال: في المنام، إن جعفرا كان يجئ إلى أبي فيقول يا بنى افعل كذا، يا بني افعل كذا، قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال: يا حسن إن منامنا ويقظتنا واحدة (4). (1) بصائر الدرجات 515. (2) الى (4) قرب الاسناد: 198 - 200 - 202.
[159]
235 - عنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أني رجل من أهل الكوفة وأنا وأهلي ندين الله عز وجل بطاعتكم وقد أحببت لقاءك لأسألك عن ديني وأشياء جاء بها عنك قوم بحجج يحتجون به علي فيك، وهم الذين يزعمون أن أباك حي في الدنيا لم يمت ميتتها وما يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ما جاء عن آبائه وأقربائه، وقد نفى التقية عن نفسه فعليه أن يخشى. ثم إن الصفوان لقاك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سئلوك عنها، فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك، ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم السلام، وقد أحببت لقاءك لتخبرني لأي شي أجبت صفوانما أجبته وأجبت اولئك بخلافه، فان في ذلك حياة لي وللناس، والله تبارك وتعالى يقول: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (1). فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قد وصل كتابك إلى وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي، ولما ترجو فيه ويجب عليك أن نشافهك في أشياء جاء بها قوم عنى، فزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ما جاء عن آبائى ولعمري ما يسمع الصم ولا يهدي العمى إلا الله (ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن برد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين). قال أبو جعفر (2) لو استطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين، ولكن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا، ثم أخذ ميثاق النبيين، وقال أبو جعفر عليه السلام إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن إذا خفنا خاف ومن إذا أمنا أمن فاولئك شيعتنا وقال الله تبارك وتعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (3) وقال: (وما كان المؤمنين لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذرو قومهم إذا جعوا إليهم (1) المائدة: 32. (2) كذا. (3) النحل: 43.
[160]
لعلهم يحذرون) (1) فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا ولم يفرض علينا الجواب قال الله عز وجل: (فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل اتبع هواه بغير هدى من الله) (2) يعنى من اتخذ دينه رأيه بغير امام من أئمة الهدى. فكتب إليه أنه يعرض في قلبي بما يروي هؤلاء في أبيك فكتب أبو جعفر عليه السلام ما أحد أكذب على الله وعلى رسوله ممن كذبنا أهل البيت وكذب علينا، لأنه إذا كذبنا أو كذب علينا فقد كذب الله ورسوله، لأنا إنما نحدث عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله، قال أبو جعفر عليه السلام (3) وأتاه رجل فقال: إنكم أهل بيت الرحمة اختصكم الله بها و قال أبو جعفر: نحن كذلك والحمد الله لم ندخل أحدا في ضلالة ولم نخرجه عن هدى، وإن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله منا أهل البيت رجلا يعمل بكتاب الله عز وجل ولا يرى منكرا إلا أنكره (4). 236 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دخلت عليه بالقادسية فقلت جعلت فداك إني اريد أن أسألك عن شئ وأنا اجلك والخطب فيه جليل، وإنما اريد فكاك رقبتي من النار فرآني وقد زمعت، فقال: لا تدع شيئا تريد أن تسألني عنه إلا سألتنى عنه قالت له: جعلت فداك إني سألت أباك وهو نازل في هذه الموضع عن خليفته من بعده، فدلني عليك وقد سألتك منذ سنتين - وليس لك ولد - عن الامامة فيمن تكون بعدك فقلت في ولدى وقد وهب الله لك إثنين فأيهما عندك بمنزلتك التى كانت عند أبيك. فقال لي: هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته، فقلت له: جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك ولست آمن من الاحداث، فقال: كلا إن شاء الله لو كان الذي يخاف كان مني في ذلك حجة أحتج بها عليك وعلى غيرك، أما علمت أن الامام الفرض عليه والواجب من الله، إذا خاف الفوت [لى نفسه أن يحتج في الامام من بعده بحجة معروفة مثبتة، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وما كان الله ليضل قوما بعد (1) التوبة: 122. (2) القصص: 50. (3) كذا. (4) قرب الاسناد: 203.
[161]
إذ هديهم حتى يتبين لهم ما يتقون) (1) فطب نفسا وطب بأنفس أصحابك فان الامر يجئ على غير ما يحذرون إن شاء الله تعالى (2). 237 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أو غيره عن على بن - الحكم، عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت على الرضا عليه السلام وأنا يومئذ واقف وقد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ست وأمسك عن السابعة، فقلت: والله لأسألنه عما سأل أبي أباه، فان اجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة، فسألته، فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست، فلم يزد في الجواب واوا ولا ياء وأمسك عن السابعة، وقد كان أبي قال لأبيه: إني أحتج عليك عند الله يوم القيامة إنك زعمت أن عبد الله لم يكن إماما، فوضع يده على عنقه ثم قال له: نعم احتج على بذلك عند الله عز وجل فما كان فيه من اثم فهو في رقبتي. فلما ودعته قال: إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلى ببلية أو يشتكى فيصبر على ذلك إلا كتب الله له أجر ألف شهيد، فقلت في نفسي: والله ما كان لهذا ذكر، فلما مضيت كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني، فلقيت منه شدة، فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقى من وجعى بقية فشكوت إليه وقلت له جعلت فداك عوذ رجلي وبسطتها بين يديه فقال لي: ليس على رجلك هذه بأس ولكن أرني رجلك الصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها، فلما خرجت لم ألبس إلا يسيرا حتى خرج بي العرق وكان وجعه يسيرا (3). 238 - عنه عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن ابن قياما الواسطي - وكان من الواقفة - قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهم االسلام فقلت له: يكون إمامان قال: لا، إلا وأحدهما صامت فقلت له: هوذا أنت ليس لك صامت - ولم يكن ولد له أبو جفعر بعد - فقال لي: والله ليجعلن الهل مني ما يثبت به الحق وأهله ويمحق به (1) التوبة 115. (2) قرب الاسناد: 221. (3) الكافي: 1 - 353.
[162]
لا باطل وأهله فولدله بعد سنة أبو جفعر عليه السلام، فقيل لابن قياما: ألا تقنعك هذه الآية فقال: أما والله إنها لآية عظيمة ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد الله عليه السلام في إبنه ؟ (1) 239 - عنه - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: أتيت خراسان وأنا واقف فحملت معي متاعا وكان معي ثوب وشي في بعض الرزم ولم أشعر به ولم أعرف مكانه فلما قدمت مرو ونزلت في بعض منازلها لم أشعر إلى ورجل مدني من بعض مولديها، فقال لي: إن أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول لك: ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك قال: فقلت: ومن أخبر أبالحسن بقدومي وأنا قدمت آنفا وما عندي ثوب وشي ؟ ! فرجع إليه وعاد الي فقال: يقول لك: بلى هو في موضع كذا وكذا ورزمته كذا وكذا فطلبته حيث قال: فوجدته في أسفل الرزمة فبعثت به إليه (2). 240 - عنه عن ابن فضال عن عبد الله بن المغيرة قال: كنت واقفا وحججت على تلك الحال، فلم صرت بمكة خلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم، ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلي خير الاديان. فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب، قال فسمعت نداءه وهو يقول: ادخل يا عبد الله بن المغيرة، ادخل يا عبد الله بن المغيرة، فدخلت فلما نظر إلي قال لي: قد أجاب الله دعاءك وهداك لدينه، فقلت: أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه (3). 241 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء عن مسافر أن أبا الحسن الرضا عليه السلام قال له: يا مسافر هذا القناة فيها حيتان ؟ قال: نعم جعلت فداك فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البارحة وهو يقول: يا علي ما عندنا خير لك (4). 242 - عنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عمن ذكره، عن صفوان يحيى، قال لما مضي أبو ابراهيم عليه السلام وتكلم أبو الحسن عليه السلام خفنا عليه من ذلك، فقيل له: إنك (1) الى (3) الكافي: 1 - 354 - 355 والخرايج 242 في العيون: 2 - 219. (4) الكافي: 1 - 260. يعني عملي بحقيقة ما أقول كعلمي بكون الحيتان في الماء.
[163]
قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك هذه الطاغية، قال فقال: ليجهد جهده فلا سبيل له علي (1). 243 - عنه عن أحمد بن مهران - رحمه الله - عن محمد بن علي، عن الحسن بن منصور عن أخيه قال: دخلت على الرضا عليه السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلة فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح واستأذن عليه رجل فخلى يده، ثم أذن له (2). 244 - عنه عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله عن الغفاري، قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - يقال له: طيس - علي حق، فتقاضاني وألح علي وأعانه الناس، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم توجهت نحو الرضا عليه لاسلام وهو يومئذ بالعريض، فلما قربت من بابه إذ هو قد طلع على حمار وعليه قميص ورداء، فلما نظرت إليه استحييت منه، فلما لحقني وقف ونظر إلي فسلمت عليه - وكان شهر رمضان - فقلت: جعلني الله فداك إن لمولاك طيس علي حقا قد والله شهرني (وأنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عنى - ووالله ما قلت له كم له علي ولا سميت له شيئا. فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتى صليت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع علي وحوله الناس وقد قعد له السؤال وهو يتصدق عليهم، فمضى ودخل بيته ثم خرج ودعانى فقمت إليه ودخلت معه، فجلس وجلست فجعلت أحدثه عن ابن المسيب وكان أمير المدينة وكان كثيرا ما احدثه عنه فلما فرغت قال: لا أظنك أفطرت بعد ؟ فقلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدى وأمر الغلام أن يأكل معي فأصبت والغلام من الطعام، فلما فرغنا قال لى: ارفع الوسادة و خذ ما تحتها، فرفعتها وإذا دنانير فأخذتها ووضعتها في كمي وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني منزلي. فقلت: جعلت فداك إن طائف ابن المسيب يدور وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك، فقال لي: أصبت أصاب الله بك الرشاد، وأمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم. (1 و 2) الكافي: 1 - 487.
[164]
فلما قربت من منزلي وآنست رددتهم، فصرت إلى منزلي ودعوت بالسراج و نظرت إلى الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون دينارا وكان حق الرجل علي ثمانية وعشرين دينارا، وكان فيها دينار يلوح فاجبنى حسنه، فأخذته وقربته من السراج فإذا عليه نقش واضح، حق الرجل ثمانية وعشرون دينارا وما بقي فهو لك، ولا والله ما عرفت ماله على والحمد لله رب العالمين الذي أعز وليه (1). 245 - عنه عن علي بن إبرا هيم عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه خرج من المدينة في السنة التى حج فيها هارون يريد الحج، فانتهى إلى جبل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة يقال له: فارع، فنظر إليه أبو الحسن ثم قال: باني فارع وهادمه يقطع إربا إربا، فلم ندر ما معنى ذلك فلما ولى وافى هارون ونزل بذلك الموضع، صعد جعفر بن يحيى ذلك الجبل وأمر أن يبنى له ثم مجلس، فلما رجع من مكة صعد إليه فأمر بهدمه فلما انصرف إلى العراق قطع إربا إربا (2). 246 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن مسافر، وعن الوشاء عن مسافر قال: لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: اذهب إليه وقل له: لا تخرج غدا فانك إن خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك فان سألك من أين علمت هذا فقل: رأيت في المنام قال: فأتيته فقلت له: جعلت فداك لا تخرج غدا فانك إن خرجت هزمت وقتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا ؟ فقلت: رأيت في المنام. فقال: نام العبد ولم يغسل إسته، ثم خرج فانهزم وقتل أصحابه قال: وحدثني مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا عليه السلام بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال: مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة، ثم قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين - وضم إصبعيه - قال مسافر: فو الله ما عرفت معنى حديثه (1) الكافي: 1 - 478. (2) المصدر: 1 - 488.
[165]
حتى دفناه معه (1). 247 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد عن علي بن محمد القاساني قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام مالا له خطر فلم أره سر به قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حلت هذا المال ولم يسر به فقال: يا غلام الطست والماء قال: فقعد على كرسي وقال بيده [وقال] للغلام: صب على الماء قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثم التفت إلي فقال لي: من كان هكذا [لا] يبالي بالذي حملته إليه (2). 248 - الحسين، عن أحمد بن هلال، عن ياسر الخادم قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: رأيت في النوم قفصا فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير، فقال: إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت، فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبى السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات (3). 249 - عنه عن أحمد بن هلال، عن محمد بن سنان قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام في أيام هارون: إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم، فقال: جر أنى على هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبى، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام (4). 250 - المسعودي قال: روى الحميري عبد الله بن جعفر، عن محمد بن الحسن قال: حدثنى سام بن نوح بن دراج قال: كنا عند غسان القاضى فدخل إليه رجل من أهل خراسان عظيم القدر من أصحاب الحديث فأعظمه ورفعه وحادثه، فقال الرجل: سمعت هارون الرشيد يقول: لأخرجن العام إلى مكة ولآخذن علي بن موسى ولأردنه حياض أبيه، فقلت ما شئ أفضل من أن أتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله، فاخرج (1) اللمصدر: 1 - 491. (2) المصدر: 1 - 491. (3 و 4) روضة الكافي: 257.
[166]
إلى هذا الرجل فانذره، فخرجت إلى مكة ودخلت على الرضا عليه السلام فأخبرته بما قال هارون، فجزاني خيرا، ثم قال: ليس على منه بأس أنا وهارون كهاتين وأومأ بإسبعه (1). 151 - عنه قال: روى الحميري بإسناده قال: اجتمع علي بن أبي حمزة البطائني وزياد القندي وابن أبى سعيد المكارى، فصاروا إلى الرضا عليه السلام فدخلوا عليه فقالوا: أنت إمام ؟ فقال: نعم. فقالوا: ما تخاف مما قد توعدك به هارون وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها أنت ؟ فقال لهم: إن أبا جهل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنت نبي ؟ فقال له نعم، فقال له: أما تخاف مني قال: إن نالني منك سوء فلست نبيا وأنا أقول إن نالني من هارون سوء فلست بامام. فقال له ابن ابي سعيد: أسألك فقال له ؟ لم تسألني ولست من غنمي: سل عما بدالك، فقال له: ما تقول في رجل قال: كل مملوك قديم في ملكي فهو حر ما يعتق من مماليكه ؟ فقال له: إنه يعتق من مماليكه من مضى له في ملكه ستة أشهر لقول الله تعالى: (والقمر قدر ناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) وبين العرجون القديم والعرجون الحديث ستة أشهر (2). 252 - عنه، عن الحميري عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت للرضا عليه السلام: إني أخاف عليك من هارون، فقال: ليس على بأس منه، إن الله تعالى خلق بلادا تنبت بالذهب وقد حماها أضعف خلقه بالنمل، فلو أرادتها الفيلة ما وصلت إليها، وقال الوشاء سألته عن هذه البلاد فأخبرني أنها بين نهر بلخ والتبت، وانها تنبت الذهب وفيها نمل كبار أشباه الكلاب ليس يمر بها الطير فضلا عن غيره تكمن بالليل في الأحجرة وتظهر بالنهار، فربما أغاروا على هذه البلاد على الدواب التي تقطع في الليلة ثلاثين فرسخا، لا يصبر شئ من الدواب صبرها فبوقرونها (3)، ثم يرجعون من وقتهم، فإذا أصبحت النمل خرجت في الطلب فلا تلحق منهم أحدا إلا قطعته وهي الريح لسرعتها فإذا لحقتهم قذفوا لها قطع اللحم، فاشتغلت بها ولو لا ذلك (1) اثبات الوصية: 199. (2) اثبات الوصية: 199. (3) كذا.
[167]
للحقتهم وقطعتهم ودوابهم (1). 253 - عنه عن الحميري، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى قال: لما مضى أبو ابراهيم وتكلم أبو الحسن الرضا عليه السلام وكشف وجهه عما يستفتونه فيه خفنا عليه فقيل له: قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك هذا الغوي الطاغية، فقال: ليجتهد جهده فلا سبيل له على (2). 254 - عنه عن الحميري عن محمد بن موسى، عن محمد بن أبي يعقوب عن موسى بن مهران قال: رأيت الرضا عليه السلام وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة وقال: كاني به وقد حمل إلى مرو فضربت رقبته، فكان كما قال (3). 255 - قال: وكتب إليه موسى بن مهران يسأله أن يدعو لابنه العليل فكتب إليه: وهب الله لك ولدا صالحا، فمات ابنه العليل وولد له ابنا آخر خرج صالحا (4). 256 - عنه عن الحميري عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس، عن اسماعيل ابن سهل، عن بعض أصحابه قال: كنت عند الرضا عليه السلام، فدخل إليه على أبي حمزة وابن السراج وابن ابى سعيد المكاري فقال له علي بن أبى حمزة روينا عن آبائك عليهم السلام أن الامام لا يلى أمره إذا مات إلا إمام مثله، فقال له الرضا عليه السلام: أخبرني عن الحسين ابن علي إماما كان أو غير إمام ؟ قال: كان إماما، قال: فمن ولي أمره قال: علي بن الحسين عليهما السلام قال: وأين كان على بن الحسين قال: كان في يد عبيد الله بن زياد محبوسا بالكوفة، فقال: كيف ولي أمر أبيه وهو محبوس، فقالوا له روينا أنه خرج وهم لا يعلمون حتى ولى أمر أبيه ثم انصرف الى موضعه. فقال الرضا عليه السلام: إن يكن هذا أمكن علي بن الحسين وهو معتقل فقد يمكن صاحب هذا الأمر وهو غير معتقل أن يأتي بغداد فيتولى أمر أبيه وينصرف وليس هو محبوس ولا بمأسور، فقال له ابن أبي حمزة، فانا روينا أن الامام لا يمضي حتى يرى (1) المصدر: 200. (2) المصدر: 200. (3) المصدر: 200. (4) المصدر: 201 والعيون: 2 - 210.
[168]
عقبه، فقال له الرضا عليه السلام: أما رويتم في هذا الحديث بعينه إلا القائم قالوا: لا، قال الرضا، بل قد رويتموه وأنتم لا تدرون لم قيل ولا ما معناه، قال ابن أبي حمزة إن هذا لفي الحديث فقال له الرضا: ويحك تجرأت على أن تحتج علي بشئ تدمج بعضه بعضا، ثم قال عليه السلام: إن الله تعالى سيريني عقبى إن شاء الله، ثم قال لعلي بن أبى حمزة يا شيخ اتق الله تعالى ولا تكن من الصدادين عن دين الله (1). 257 - عنه عن الحميري، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل قال: لما كان في السنة التي بطش فيها هارون بجعفر بن يحيى وحبس يحيى ابن خالد وابنه الفضل ونزل بالبرامكة النوازل، كان الرضا عليه السلام واقفا بعرفات يدعو ثم طأطأ برأسه حتى كادت جبهته تصيب قادمة الرجل ثم رفع رأسه فسئل عن ذلك، فقال: إني كنت أدعو على هؤلاء القوم يعنى البرامكة، منذ أن فعلوا ما فعلوا فاستجاب الله لى اليوم، فلما انصرفنا لم نلبث إلا أياما حتى ورد الخبر بالبطش بجعفر وقتله وحبس أبيه وأخيه وتغيرت أحوالهم فلم يجبر الله لهم كسرا ولا عادت لهم حال ولا لعقبهم إلي يوم القيامة (2). 258 - عنه، عن الحميري، عن محمد بن أبي يعقوب، عن موسى بن مهران قال: رأيت علي بن موسى عليهما السلام في مسجد المدينة وهارون الغوي يخطب، فقال: تروني أني وإياه ندفن في بيت واحدو أنه لا يحج بعده أحد من هذا البيت (3). 259 - عنه عن الحميرى، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن بشار قال: قال لى الرضا عليه السلام: في ذلك الوقت عبد الله يقتل محمد أخاه، قلت له: عبد الله بن هارون يقتل محمد بن زبيدة قال: نعم عبد الله بخراسان يقتل محمد بن هارون أخاه، قلت عبد الله الذي بخراسان صاحب طاهر وهرثمة يقتل ابن زبيده الذي ببغداد قال: نعم وكان من أمرهما ما كان وقتله (4) 260 - عنه، عن الحميري، عن الحسن بن علي الوشاء قال: دخلت على الرضا (1) اثبات الوصية: 201. (2) المصدر: 202. (3) المصدر: 202. (4) المصدر: 202.
[169]
عليه السلام، فقال لى كان أبى البارحة عندي فرأني اتفرغ فقال لى في النوم شيئا ثم قال: نومتنا ويقظتنا بمنزلة واحدة (1). 261 - عنه، عن عبد الرحمان بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال عن أمية ابن علي قال: كنت مع الرضا في النسة التي حج فيها خرج إلى خراسان وكان معه أبو جعفر ابنه وله في ذلك الوقت سنة والرضا يودع البيت، فلما قضى طوافه عاد إلى المقام فصلى عنده وأبو جعفر على عاتق موفق الخادم يطوف به فلما صار به إلى الحجر جلس أبو جعفر عنه، فأطال فقال له موفق: قم يا مولاي جعلت فداك، قال: أريد أن لا أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله واستبان في وجهه الغم فصار موفق إلى أبي الحسن فأخبره بخبره فقام أبو الحسن فصار إليه وقال له قم يا حبيبي، فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا وكيف أبرح وقد رأيتك ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه أبدا، فقال له: قم معي فقام معه (2). 262 - عنه قال: روى جماعة من أصحاب الرضا عليه السلام: قال علي الرضا لما أردت الخروج من المدينة جمعت عيالي وأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع بكاءهم ثم فرقت فيهم اثنا عشر ألف دينار لعلمي أني لا أرجع إليهم أبدا، قال: ثم أخذ أبا جعفر فأدخله المسجد ووضع يده على حائط القبر وألصقه به واستحفظه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا أب أنت والله تذهب الى الله، ثم أمر أبو الحسن جميع وكلائه بالسمع والطاعة له و ترك مخالفته ونص عليه عند ثقاته وعرفهم أنه القيم مقامه وشخص عليه السلام على طريق البصرة كما سأله المأمون (3). 263 - عنه قال: روي عن أبى حبيب النباحي أنه قال: رأيت في المنام رسول - الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وافى النباح ونزل في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة وكأني مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه ووجدت بين يديه طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر، فناولني فعددته ثمانى عشرة (1) المصدر: 203. (2) المصدر: 203. (3) المصدر: 204.
[170]
تمرة (وفي رواية اخرى إنه قال إحدى وعشرين تمرة - فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرضي تعمر بين يدى الزراعة حتى جاءني من أخبرني بقدوم أبى الحسن الرضا عليه السلام من المدينة ونزوله في ذلك المسجد ورأيت يسعون إليه. فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحته حصير مثل ما كان تحته وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني، فسلمت عليه فرد علي السلام واستدنانى فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا عددها مثل ذلك عدد الذي ناولني رسول الله صلى الله عليه وآله سواء فقلت له: زدنى يا ابن رسول الله، فقال لو زادك رسول الله لزدتاك، وأقام يومه ورحل، يراد به خراسان على طريق البصرة والأهواز وفارس وكرمان (1) 246 - عنه قال: روي عن الحسن بن على الريان قال: حدثني الريان بن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام فقلت في نفسي إذا ودعته سألته قميصا من مجاسده لاكفن فيه ودراهم من ماله أصوغها لبناتي خواتيم فلما ودعته شغلني البكاء والأسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلما خرجت من بين يديه صاح يا ريان ارجع فرجعت فقال لي: أما تحب أن أدفع إليك قميصا من مجاسدي تكفن فيه إذا فني أجلك ؟ أوما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟ فقلت: يا سيدى قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني منه الغم لفراقك فرفع الوسادة فأخرج قميصا ودفعه إلى ورفع جانب المصلى فأخذ دراهم فدفعها إلى عددها ثلاثون درهما (2). 265 - عنه قال: وروى الحسن بن علي الوشاء المعروف بابن بنت إلياس قال: شخصت إلى خراسان ومعى حلل وشي للتجارة فوردت مدينة مرو ليلا وكنت أقول بالوقف على موسى عليه السلام فوافانى في موضع نزولي غلام أسود كأنه من أهل المدينة فقال لى سيدي يقول لك وجه إلي بالحبرة التى معك لاكفن بها مولى لنا قد توفي، فقلت له (1) اثبات الوصية: 204. (2) المصدر: 204.
[171]
ومن سيدك ؟ فقال: على بن موسى، فقلت: ما معي حبرة ولا حلة إلا وقد بعتها في الطريق، فمضى ثم عاد إلي فقال: بلى قد بقيت الحبرة قبلك فحلفت له أني ما أعلمها معي. فمضى وعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلاني، فقلت في نفسي إن صح قوله فهى دلالة كانت ابنتي قد دفعت إلى حبرة وقالت ابتع لي بثمنها شيئا من الفيروزج والشبه من خراسان، فأنسيها فقلت لغلامي: هات هذا السفط الذي ذكره فأخرجه إلى وفتحه فوجدت الحبرة في عرض ثياب فيه فدفعتها إليه وقلت: لا آخذ لها ثمنا، فعاد إلى فقال: تهدي ما ليس لك هذه دفعتها إليك ابنتك فلانة وسألت بيعها و أن تبتاع لها بثمنها فيروزجا وشبها فاشتر لها بهذا ما سألت ووجه مع الغلام الثمن الذي يساوى الحبرة بخراسان فعجبت مما ورد على وقت: والله لأكتبن له مسائل أنا شاك فيها، ثم لأمتحنه في مسائل سئل أبوه عنها فأثبت تلك المسائل في درج و غدوت إلى بابه والمسائل في كمي ومعي صديق لى مخالف لا يعلم شرح هذا الأمر. فلما وافيت بابه رأيت العرب والقواد والجند والموالي يدخلون إليه فجلست ناحية وقلت في نفسي متى أصل أنا إلى هذا ! ! فأنا مفكر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف إذ خرج خادم يتصفح الوجوه ويقول: أين ابن بنت الياس الصيرفي، فقلت: ها أنا ذا فأخرج من كمه درجا ويقول: هذا جواب مسائل وتفسيرها، ففتحته فإذا هو تفسير ما معي في كمي فقلت أشهد أن لا إله إلا الله واشهد الله ورسوله أنك حجة الله وأستغفر الله وأتوب إليه، وقمت فقال لي رفيقي إلى أين تسرع، فقلت: قد قضيت حاجتي في هذا اليوم وأنا أعود للقائه بعد هذا (1). 266 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا قال: دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا عليه السلام، فقال له: أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى ابوك ؟ فقال له مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك أما علمت (1) المصدر: 206 والعيون: 2 - 211.
[172]
أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران عليه السلام: أنى واهب لك ذكرا فوهب له مريم و وهب لمريم عيسى فعيسى من مريم ومريم من عيسى ومريم وعيسى شئ واحد، و أنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد. فقال له ابن أبي سعيد، فأسألك عن مسألة ؟ فقالا: لا اخالك تقبل مني ولست من غنمي ولكن هلمها فقال: رجل قال عند موته: كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله، فقال: نعم إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (حتى عاد كالعرجون القديم) (1) فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر، قال: فخرج الرجل فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة - لعنه الله - (2). 267 - المفيد - رحمه الله - باسناده عن محمد بن جزك عن ياسر الخادم قال: كان غلمان أبي الحسن عليه السلام في البيت سقالبة وروم فكان أبو الحسن قريبا منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون (3) بالسقلبية والرومية ويقولون: إنا كنا نفتصد في بلادنا في كل سنة ثم لم نقتصد ههنا، فلما كان من الغد وجه أبو الحسن عليه السلام إلى بعض الأطباء فقال له: افصد فلانا عرق كذا وكذا وافصد فلانا عرق كذا وكذا، ثم قال: يا ياسر لا تفتصد أنت، قال: فافتصدت فورمت يدي واخضرت فقال: يا ياسر مالك فأخبرته، فقال: ألم أنهك عن ذلك هلم يدك فمسح يده عليها وتفل فيها، ثم أوصاني أن لا أتعشى فكنت بعد ذلك بكم شاء الله أتغافل وأتعشى فيضرب علي (4). 268 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن حمزة بن [عبد المطلب] بن عبد الله الجعفي قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام و معى صحيفة أو قرطاس فيه عن أبي عبد الله عليه السلام: أن الدنيا تمثل لصاحب هذا الأمر (1) يس: 39. (2) معاني الاخبار: 218 - والعيون 1 - 308. (3) تراطن القوم وتراطنوا فيها بينهم: تكلموا بالعجمية. (4) الاختصاص: 290 والعيون 2 - 227. (*).
[173]
في مثل فلقة الجوز، فقال: يا حمزة ذا والله حق فانقلوه في أديم (1). 269 - أبو جعفر الطوسى - رحمه الله - باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبى عمير، عن احمد بن محمد بن أبي نصر وهو من آل مهران وكانوا يقولون بالوقف وكان على رأيهم، فكاتب أبا الحسن الرضا عليه السلام وتعنت في المسائل فقال: كتبت إليه كتابا وأضمرت في نفسي أني متى دخلت عليه أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن وهى قوله تعالى: (أفأنت تسمع الصوم أو تهدي العمى) (2) وقوله: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) (3) وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) (4). قال أحمد فأجابني عن كتابي وكتب في آخره الآيات التى أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها ولم اذكرها في كتابي إليه، فلما وصل الجواب أنسيت ما كنت أضمرته فقلت: أي شئ هذا من جوابي، ثم ذكرت أنه ما أضمرته (5). 270 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: لما خرج علي بن موسى الرضا عليهما السلام إلى المأمون فبلغ قرب قرية الحمراء (6)، قيل له: يا ابن رسول الله قد زالت الشمس أفلا تصلي ؟ فنزل عليه السلام فقال: ايتوني بماء فقيل: ما معنا ماء فبحث عليه السلام بيده الارض، فنبع من الماء ما توضأ به هو ومن معه - وأثره باق إلى اليوم - فلما دخل سناباذ استند إلى الجبل (7) الذي تنحت منه القذور (1) الاختصاص: 217. (2) الزخرف: 40. (3) الانعام: 125. (4) القصص 56. (5) غيبة الطوسى: 47. (6) وهى التى يقال لها اليوم: (ده سرخ) بين نيسابور ومشهد الرضا عليه السلام. (7) يقال: لهذا الجبل اليوم: (كوه سنگى) أي جبل الحجر وهى جبيل متصل بمشهد الرضا عليه السلام واحدى منتزهاته تقصدته الزوار والمسافرون وكذا اهل البلد وفى زماننا هذا ايضا تنحت منه القدور ويقال لها بلسان اهل خراسان (هر كاره).
[174]
فقال: اللهم انفع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما ينحت عنه. ثم أمر عليه السلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لا يطبخ من آكله إلا فيها وكان عليه السلام خفيف الأكل قليل الطعم، فاهتدى الناس إليه من ذلك فظهرت بركة دعائه فيه، ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال: هذه تربتي وفيها أدفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت، ثم استقبل القبلة فصلى ركعات ودعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف (1). 271 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمير بن يزيد قال: كنت عند الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: إني جعلت على نفسي: ألا يظلني وإياه سقف بيت، فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه، فنظر إلى فقال: هذا من البر والصلة انه متى يأتيني ويدخل علي فيصدقه الناس وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال (2). 272 - عنه، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن - عيسى بن عبيد قال: إن محمد بن عبد الله الطاهري كتب إلى الرضا عليه السلام يشكو عمه بعمل السلطان والتلبس به وأمر وصيته في يديه، فكتب عليه السلام: أما الوصية فقد كفيت أمرها فاغتم الرجل وظن أنها تؤخذ منه فمات بعد ذلك بعشرين يوما (3). 273 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علان، عن محمد بن عبد الله القمي قال: كنت عند الرضا عليه السلام وبي عطش شديد، فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني، فقال: يا محمد اشرب فانه بارد فشربت (4). (1) عيون الاخبار: 2 - 136. (2 الى 4) المصدر: 2 - 204.
[175]
274 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد ابن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد الأشعري عن عمران بن موسى، عن أبي الحسن داود ابن محمد النهدي، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن الطيب قال: سمعته يقول: لما توفي أبو الحسن موسى بن جعفر دخل أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام السوق فاشترى كلبا وكبشا وديكا، فلما كتب صاحب الخبر إلى هارون بذلك قال: قد أمنا جانبه، وكتب الزبيري أن علي بن موسى الرضا قد فتح بابه ودعا إلى نفسه، فقال هارون: واعجبا من هذا يكتب أن علي بن موسى قد اشترى كلبا وكبشا وديكا ويكتب فيه بما يكتب (1). 275 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد قال: حدثنا محمد بن حسان وأبو محمد النيلى، عن الحسين ابن عبد الله قال: حدثنا محمد بن علي بن شاهويه بن عبد الله، عن أبى الحسن الصائغ عن عمه قال: خرجت مع الرضا عليه السلام إلى خراسان اؤامره في قتل رجاء بن أبي الضحاك الذي حمله إلى خراسان فنهاني عن ذلك وقال: أتريد أن تقتل نفسا مؤمنة بنفس كافرة قال: فلما صار إلى الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قصب سكر، فقال بعض أهل الأهواز ممن لا يعقل: أعرابي لا يعلم أن القصب لا يوجد في الصيف، فقالوا يا سيدنا إن القصب لا يوجد في هذا الوقت إنما يكون في الشتاء. فقال: بلى اطلبوه فانكم ستجدونه، فقال إسحاق بن إبراهيم: والله ما طلب سيدي إلا موجودا فأرسلوا إلى جميع النواحى فجاء اكرة اسحاق فقالوا: عندنا شئ ادخرناه للبذرة نزرعه، فكانت هذه إحدى براهينه، فلما صار إلى قرية سمعته يقول في سجوده: لك الحمد إن أطعتك ولا حجة لي إن عصيتك ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ولا عذر لي إن أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك، يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات، قال: فصلينا خلفه أشهرا فما زاد في الفرائض على الحمد وإنا أنزلناه في الاولى، وعلى الحمد وقل هو الله أحد في الثانية (2). (1) عيون الاخبار: 2 - 205. (2) المصدر: 2 - 205. (*)
[176]
276 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن هارون الحارثي، عن محمد بن داود قال: كنت أنا وأخي عند الرضا عليه السلام فأتاه من أخبره أنه قد ربط ذقن محمد بن جعفر، فمضى أبو الحسن عليه السلام ومضينا معه وإذا لحياه قد ربطا، وإذا اسحاق بن جعفر وولده وجماعة آل أبي طالب يبكون فجلس أبو الحسن عند رأسه ونظر في وجهه فتبسم، فنقم من كان في المجلس عليه، فقال بعضهم: إنما تبسم شامتا بعمه، قال: وخرج ليصلي في المسجد فقلنا له: جماعة فداك، قد سمعنا فيك من هؤلاء ما نكره حين تبسمت، فقال أبو الحسن عليه السلام: إنما تعجبت من بكاء إسحاق وهو يموت والله قبله ويبكيه محمد، قال: فبرء محمد ومات إسحاق (1) 277 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن علي الحذاء قال: حدثنى يحيى بن محمد بن جعفر قال: مرض أبي مرضا شديدا فأتاه أبو الحسن الرضا عليه السلام يعوده وعمي إسحاق جالس يكبي قد جزع عليه جزعا شديدا، قال يحيى: فالتفت إلي أبو الحسن عليه السلام فقال: مما يبكي عمك ؟ قلت: يخاف عليه ما ترى قال: لا تغتمن فانك إسحاق سيموت قبله: قال يحيى فبرء أبي محمد ومات إسحاق (2). 278 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني إسحاق بن موسى قال: لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة ودعا إلى نفسه ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة دخل عليه الرضا عليه السلام وأنا معه فقال له: يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك (1) المصدر: 2 - 206. (2) المصدر: 2 - 206 قال الصدوق - رحمه الله - بعد نقل هذا الحديث: علم الرضا عليه السلام بما كان عنده من كتاب علم المنايا وفيه مبلغ اعمار اهل بيته متوارثا عن رسول الله (ص) ومن ذلك قال امير المؤمنين عليه السلام اوتيت علم المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب.
[177]
فان هذا أمر لا يتم، ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة، فلم يلبث إلا قليلا حتى أتى الجلودي فلقيه فهزمه، ثم استأمن إليه، فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال: إن هذا الأمر للمأمون وليس لي فيه حق، ثم اخرج إلى خراسان فمات بجرجان (1). 279 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثني أبي وسعد بن عبد الله جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن عبد الصمد بن عبيد الله، عن محمد بن الأثرم وكان على شرطة محمد بن سليمان العلوى بالمدينة أيام أبى السرايا، قال: اجتمع عليه أهل بيته وغيرهم من قريش فبايعوه و قالوا له: لو بعثت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام كان معنا وكان أمرنا واحدا. فقال محمد بن سليمان: اذهب إليه فأقرئه السلام وقل له: إن أهل بيتك اجتمعوا وأحبوا أن تكون معهم، فإن رأيت أن تأتينا فافعل، قال: فأتيته وهو بالحمراء فأديت ما أرسلني به إليه فقال: أقرئه مني السلام وقل له: إذا مضى عشرون يوما أتيتك، قال: فجئته فأبلغته ما أرسلني به، فمكثنا أياما فلما كان يوم ثمانية عشر جاءنا ورقاء قائد الجلودي فقاتلنا وهزمنا وخرجت هاربا نحو الصورين، فإذا هاتف يهتف بي يا أثرم فالتفت إليه فإذا أبو الحسن عليه السلام وهو يقول: مضت العشرون أم لا ؟ (2). 280 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إدريس قال: حدثني أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن معمر بن خلاد قال: قال لي الريان بن الصلت بمرو و قد كان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان فقال لي: احب أن تستأذن لى على أبى الحسن عليه السلام فأسلم عليه، واحب أن يكسوني من ثيابه واحب أن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فدخلت على الرضا عليه السلام فقال لى مبتدئا: إن (1) عيون الاخبار: 2 - 207. (2) المصدر: 2 - 207 قال الصدوق رحمه الله: وهو محمد بن سليمان بن داود ابن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب (ع).
[178]
الريان بن الصلت يريد الدخول علينا، والكسوة من ثيابنا، والعطية من دراهمنا، فأذنت له، فدخل فسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه (1). 281 - عنه قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي - رحمه الله - قال: حدثنى أبي وعلي بن محمد بن ما جيلويه، جميعا، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى، عن أبيه عن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي، قال: كنا حول أبى الحسن الرضا عليه السلام ونحن شبان من بنى هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي، وهورث الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر، فقال الرضا عليه السلام: سترونه عن قريب كثير المال، كثيرا التبع، فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولي المدينة وحسنت حاله، فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم (2). 282 - عنه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إلى سنة سبع وثلاثمائة قال: حدثني محمد بن عيسى ابن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، وصفوان بن يحيى قالا حدثنا الحسين بن قياما وكان من رؤسا الواقفة، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السلام ففعلنا فلما صار بين يديه، قال له: أنت إمام ؟ قال نعم، قال: إنى اشهد الله أنك لست بامام. قال: فنكت عليه السلام في الأرض طويلا منكس الرأس، ثم رفع رأسه إليه فقال له: ما علمك أنى لست بإمام، قال له: إنا قد روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الامام لا يكون عقيما وأنت قد بلغت السن وليس لك ولد، قال: فنكس رأسه أطول من المرة الأولى ثم رفع رأسه فقال: إني اشهد الله انه لا تمضى الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولدا منى، قال عبد الرحمان بن أبي نجران: فعددنا الشهور من الوقت الذي قال: فوهب الله له أبا جعفر عليه السلام في أقل من سنة، قال: وكان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف (1) * المصدر: 2 - 208. (2) المصدر: 2 - 208 قال الصدوق: وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بن الحسن بن على بن عمر بن على حسين بن على بن أبى طالب (ع).
[179]
فنظر إليه أبو الحسن الأول عليه السلام فقال: مالك حيرك الله تعالى ؟ فوقف عليه بعد الدعوة (1). 283 - عنه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي، قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمان المعروف بالصفواني قال: قد خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال، فبقي في أيديهم مدة، يعذبونه ليفتدي منهم نفسه وأقاموه في الثلج وملؤوا فاه من ذلك الثلج، فشدوه فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب فأنفسد فمه ولسانه، حتى لم يقدر على الكلام، ثم انصرف إلى خراسان وسمع بخبر على بن موسى الرضا عليهما السلام وأنه بنيسابور، فرأى فيما يرى النائم كان قائلا يقول له: إن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد خراسان، فسله عن علتك فربما يعلمك دواء تنتفع به. قال: فرأيت كأني قد قصدته وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه وأخبرته بعلتى فقال لي: خذ من الكمون والسعتر والملح ودقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فانك تعافي، فانبته الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان رأى في منامه، ولا اعتد به حتى ورد باب نيسابور فقيل له: إن علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء فقصده إلى ربا سعد فدخل إليه فقال له: يا ابن رسول الله كان من أمرى كيت وكيت وقد انفسد علي فمي ولساني حتى لا أقدر على الكلام إلا بجهد فعلمني داواء أنتفع به. فقال الرضا عليه السلام: ألم أعلمك إذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك، فقال له الرجل: يا ابن رسول الله إن رأيت أن تعيده علي فقال عليه السلام لي: خذ من الكمون والسعتر والملح فدقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا، فانك ستعافي قال الرجل: فاستعملت ما وصف لي فعوفيت. (1) المصدر: 2 - 209.
[180]
قال أبو حامد أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي سمعت أبا أحمد عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني يقول رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية (1). 284 - عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطي قال: كنت شاكا في أبي الحسن الرضا عليه السلام فكتبت إليه كتابا أسأله فيه الاذن عليه وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها قال: فأتاني جواب ما كتبت به إليه (عافنا الله وإياك، أما ما طلبت من الإذن علي فان الدخول إلي صعب، وهؤلاء قد ضيقوا على في ذلك، فلست تقدر عليه الآن وسيكون إنشاء الله وكتب عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله عنه عن الآيات الثلاث في الكتاب، ولا والله ما ذكرت له منهن شيئا ولقد بقيت متعجبا لما ذكرها في الكتاب ولم أدرأنه جوابي إلا بعد ذلك فوقفت على معنى ما كتبت به عليه السلام (2). 285 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطي قال: بعث الرضا عليه السلام إلي بحمار، فركبته وأتيته فأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاء الله فلما أراد أن ينهض قال لي: لا أراك تقدر على الرجوع إلى المدينة قلت: أجل جعلت فداك قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عز وجل فقلت: افعل جعلت فداك: قال: يا جارية افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها وضعي تحت رأسه مخدتي. قال: فقلت في نفسي: من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه لقد جعل الله لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحدا من أصحابنا بعث إلى بحماره فركبته وفرش لي فراشه وبت في ملحفته ووضعت لى مخدته ما أصاب مثل هذا أحد (1) عيون الاخبار: 2 - 211. (2) المصدر: 2 - 212.
[181]
من أصحابنا قال: وهو قاعد معي وأنا احدث نفسي فقال عليه السلام لي: يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام أتى زيد بن صوحان في مرضه يعود، فافتخر على الناس بذلك، فلا تذهبن نفسك إلى الفخر، وتذلل لله عز وجل. واعتمد على يده فقام عليه السلام (1). 286 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنى جرير بن حازم عن أبي مسروق قال: دخل على الرضا جماعة من الواقفة فيهم علي بن أبي حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمار والحسين بن مهران والحسن بن أبي سعيد المكاري، فقال له علي بن أبي حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك عليه السلام ما حاله ؟ فقال له: إنه قد مضى، فقال له: فالى من عهد ؟ فقال إلي، فقال له: إنك لتقول قولا ما قاله أحد من آبائك علي بن أبي طالب فمن دونه قال: لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له: أما تخاف هؤلاء على نفسك ؟ فقال: لو خفت عليها كنت عليها معينا، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه أبو لهب فتهدده فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذاب، فكانت أول آية نزع بها رسول الله وهي أول آية أنزع لكم، إن خدشت خدشة من قبل هارون فأنا كذاب. فقال: له الحسن بن مهران: قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول، قال: فتريد ما ذا أتريد أن أذهب إلي هارون فأقول له: إني إمام وأنت لست في شئ ليس هكذا صنعع رسول الله صلى الله عليه وآله في أول أمره، إنما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به فقد خصهم به دون الناس وأنتم تعتقدون الإمهامة لمن كان قبلي من آبائي ولا تقولون إنه إنما يمنع علي بن موسى أن يخبر أن أباه حي تقية، فانى لا أتقيكم في أن أقول: إني إمام فكيف أتقيكم في أن أدعى أنه حي لو كان حيا (2). 287 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن ابراهيم بن هشام المكتب - رضي الله (1) عيون الاخبار: 2 - 212. (2) المصدر 2 - 213.
[182]
عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه، عن يحيى بن بشار قال: دخلت على الرضا عليه السلام بعد مضي أبيه عليه السلام فجعلت أستفهمه بعض ما كلمني به فقال لي: نعم يا سماع فقلت: جعلت فداك كنت والله ألقب بهذا في صباي وأنا في الكتاب، قال: فتبسم في وجهي (1). 288 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد السنانى - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثني هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي ومولاي - يعنى الرضا عليه السلام - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا عليه السلام قد توفي ولم يصح هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمي وكان يتوالي سيدي حق ولايته وإذا صبيخ قد خرج. فلما رأني قال لي: يا هرثمة ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته ؟ قلت: بلى قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل، فدخلت على وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا، فقال لنا: هذا العهد لازم لكم إنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا فيه شيئا. قال: فحلفنا له فقال يأخذ كل واحد منكم سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا في حجرته، فإن وجدتموه قائما أو قائدا أو نائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه، ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به وصيروا إلى وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم وعشر ضياع منتخبة والحظوظ عندي ما حييت وبقيت. قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعا يقلب طرف يديه ويكلم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت (1) المصدر 2 - 214. والكتاب - كرمان - المكتب.
[183]
سيفي وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه فليس على بدنه مالا تعمل فيه السيوف فطووه على بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون فقال ما صنعتم، قالوا فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين قال: لا تعيدوا شيئا مما كان، فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار وأظهر وفاته وقعد للتعزية. ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه، فلما دخل عليه حجرته سمع همهمة فارعد ثم قال من عنده ؟ قلت لا علم لنا يا أمير المؤمنين فقال: اسرعوا و انظروا، قال صبيح فاسرعنا إلى البيت فإذا سيدي عليه السلام جالس في محرابه يصلى ويسبح، فقلت: يا امير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلي ويسبح فانتفض المأمون و ارتعد، ثم قال: غدر تموني لعنكم الله، ثم التفت إلى من بين الجماعة فقال لي يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلي عندي قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا ثم صرت إليه عند عتبة الباب. قال عليه السلام لي: يا صبيح قلت: لبيك يا مولاي وقد سقطت لوجهي فقال قم يرحمك الله يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون قال: فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم فقال لي: يا صبيح ما وراءك ؟ فقلت له: يا امير المؤمنون هو والله جالس في حجرته وقد ناداني، وقال لي كيت وكيت، قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه وقال: قولوا إنه كان قد غشي عليه وإنه قد أفاق، قال هرثمة: فأكثرت لله عز وجل شكرا وحمدا، ثم دخلت علي سيدي الرضا عليه السلام، فلما رآني قال: يا هرثمة لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح، إلا من امتحن الله قلبه للايمان بمحبتنا وولايتنا، فقلت نعم يا سيدى، ثم قال عليه السلام: يا هرثمة والله لا يضرنا كيدهم شيئا حتى يبلغ الكتاب أجله (1). 289 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن (1) عيون الاخبار: 2 - 214.
[184]
جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا الحسن بن عيسى الخراط، قال: حدثنا جعفر بن محمد النوفلي قال: أتيت الرضا وهو بقنطرة أربق (1)، فسلمت عليه ثم جلست وقلت: جعلت فداك إن اناسا يزعمون أن أباك حى ؟ فقال: كذبوا لعنهم الله ولو كان حيا ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه على بن أبي طالب عليه السلام قال: فقلت له: ما تأمرني قال: عليك بابني محمد من بعدي، وأما أنا فإنى ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد، قال: قلت: جعلت فداك قد عرفنا واحدا فما الثاني ؟ قال: ستعرفونه، ثم قال عليه السلام: قبري وقبر هارون الرشيد هكذا - وضم باصبعيه - (2). 290 - عنه قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب وخرج الرضا عليه السلام من باب فقال الرضا عليه السلام وهو يعتبر لهارون: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء بطوس ؟ يا طوس يا طوس ستجمعني وإياه (3). 291 - عنه قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان - رضي الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، قال: حدثنى مولى العبد الصالح أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: كنت وجماعة مع الرضا عليه السلام في مفازة فأصابنا عطش شديد ودوابنا، حتى خفنا على أنفسنا، فقال لنا الرضا عليه السلام: ايتوا موضعا - وصفه لنا (فانكم تصيبون الماء فيه قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء و سقينا دوابنا حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة. ثم رحلنا فأمرنا عليه السلام بطلب العين فطلبناها فما أصبنا الا بعرة الابل ولم نجد للعين اثرا فذكر ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أن له مائة وعشرون سنة، فأخبرني القنبري بمثل هذا الحديث سواء، قال: كنت أنا أيضا معه في خدمته و أخبرني القنبري إنه كان في ذلك مصعدا الى خراسان (4). (1) أربق قرية برامهرمز. (2) العيون: 2 - 216. (3) المصدر: 2 - 216. (4) المصدر 2 - 216. (*)
[185]
292 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدثني محول السجستاني قال: لما ورد البريد باشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فودعه مرارا كل ذلك يرجع الى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته فقال: ذرني فاني اخرج من جوار جدي صلى الله عليه وآله وسلم وأموت في غربة وادفن في جنب هارون قال: وخرجت متبعا لطريقه حتى مات بطوس ودفن إلى جنب هارون (1). 293 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثني سعد بن مالك عن أبي حمزة، عن ابن أبي كثير قال: لما توفي موسى عليه السلام وقف الناس في أمره فحججت تلك السنة فإذا أنا بالرضا عليه السلامه فأضمرت في قلبي أمرا فقلت: (أبشرا منا واحدا نتبعه) (2) فمر علي عليه السلاك كالبرق الخاطف على فقال: أنا والله البشر الذي يجب عليك أن تتبعني، فقلت: معذرة إلى الله تعالى وإليك، فقال: مغفور لك (3). 294 - عنه قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الحاكم الشاذاني - رحمه الله - قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن على الوشاء قال: قال لي الرضا عليه السلام إني - حيث أرادوا الخروج بي من المدينة - جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا على حتى أسمع، ثم فرقت فيهم اثنى عشر ألف دينار، ثم قلت: أما أنى لا أرجع إلى عيالي أبدا (4). 295 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبد الرحمان الهمداني قال: حدثني أبو محمد الغفاري قال: لزمنى دين ثقيل، فقلت: ما لقضاء دينى غير سيدي ومولاي (1) عيون الاخبار: 2 - 217. (2) المصدر: 2 - 217. (3) القمر: 24. (5) المصدر: 2 - 217.
[186]
أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام فلما أصبحت أتيت منزله، فاستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال لي ابتداء: يا أبا محمد قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك فلما أمسينا أتى بطعام للافطار فأكلنا. فقال: يا أبا محمد تبيت أو تنصرف ؟ فقلت يا سيدي إن قضيت حاجتى، فالانصراف أحب إلى قال: فتناول عليه السلام من تحت البساط قبضة فدفعها إلى فخرجت ودنوت من السراج، فإذا هي دنانير حمر وصفر، فأول دينار وقع بيدى ورأيت نقشه كان عليه: يا ابا محمد الدنانير خمسون، ستة وعشرون منها لقضاء دينك وأربعة وعشرون لنفقة عيالك فلما أصبحت فتشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار وإذا هي لا تنقص شيئا. 296 - عنه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن موسى ابن عمر بن بزيع، قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلى الرضا عليه السلام أعلمه ذلك وأسأله أن يدعو الله تعالى أن يجعل ما في بطونهما ذكرين وأن يهب لى ذلك، قال فوقع عليه السلام افعل انشاء الله تعالى ثم ابتدأني عليه السلام بكتاب مفرد نسخته بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك بأحسن عافية في الدنيا والاخرة برحمته، الامور بيد الله عز و جل يمضي فيها مقاديره على ما يحب، يولد لك غلام وجارية انشاء الله تعالى، فسم الغلام محمدا والجارية فاطمة على بركة الله تعالى قال: فولد لي غلام وجارية على ما قاله عليه السلام (2). 297 - عنه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن داود بن رزين قال: كان لأبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عندي مال فبعث فأخذ بعضه وترك عندي بعضه وقال: من جاءك بعدي يطلب ما بقي عندك فانه صاحبك، فلما مضى عليه السلام أرسل إلي علي ابنه عليه السلام ابعث إلى بالذي هو عندك، وهو كذا وكذا، فبعثت إليه ما كان له عندي (3). (1) عيون الاخبار: 2 - 218. (2) المصدر: 2 - 218. (3) المصدر: 2 - 219.
[187]
298 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سألني العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث أن أسأل الرضا عليه السلام أن يحرق كتبه إذا قرأها مخافة أن تقع في يد غيره، قال الوشاء: فابتدأني عليه السلام بكتاب قبل أن أسأله أن يحرق كتبه، فيه أعلم صاحبك أني إذا قرأت كتبه إلى حرقتها (1). 299 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: تمنيت في نفسي إذا دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام أن أسأله كم أتى عليك من السن فلما دخلت عليه وجلست بين يديه جعل ينظر إلي ويتفرس في وجهي، ثم قال: كم أتى لك ؟ فقلت: جعلت فداك كذا وكذا قال: فأنا أكبر منك وقد أتى علي إثنان وأربعون سنة، فقلت جعلت فداك قد والله أردت أن أسألك عن هذا، فقال: قد أخبرتك (2). 300 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثني فيض بن مالك المدايني قال: حدثني زروان المدائني (3) بأنه دخل على أبى الحسن الرضا عليه السلام يريد أن يسأله عن عبد الله بن جعفر الصادق قال: فأخذ بيدي، فوضعها على صدري قبل أن أذكر له شيئا مما أردت، ثم قال: يا محمد بن آدم (4) إن عبد الله لم يكن إماما. فأخبرني بما أردت أن أسأله عنه قبل أن أسأله (5). 301 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: سمعت هشام العباسي يقول: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام وأنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيها، فلما دخلت سألت على مسائلي فأجابني و نسيت حوائجي، فلما قمت لأخرج وأردت أن اودعه قال لى: اجلس. (1) العيون: 2 - 219. (2) المصدر: 2 - 220. (3) في بعض النسخ وردان. (4) كذا. (5) المصدر: 2 - 220.
[188]
فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي وعوذني، ثم دعالى بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي وقال لي: احرم فيهما قال العباسي وطلبت بمكة ثوبين سعيديين إحديهما لابني، فلم أصب بمكة منهما شيئا على نحو ما أردت فمررت بالمدينة في منصرفي، فدخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام فلما ودعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعيديين على عمل الموشى الذي كنت طلبته، فدفعهما إلى (1). 302 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن موسى قال: خرجنا مع أبى الحسن الرضا عليه السلام إلى بعض أملاكه في يوم لاسحاب فيه، فلما برزنا قال: حملتم معكم المماطر، قلنا: لا وما حاجتنا إلى المماطر وليس سحاب ولا نتخوف المطر، فقال: لكني حملته وستمطرون قال: فما مضينا إلا يسيرا حتى ارتفعت سحابة ومطرنا حتى أهمتنا أنفسنا فما بقي منا أحد إلا ابتل (2). 303 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني أبي عن محمد ابن عيسى، عن موسى بن مهران أنه كتب إلى الرضا عليه السلام يسئله أن يدعو الله لابن له فكتب عليه السلام إليه وهب الله لك ذكرا صالحا، فمات ابنه ذلك وولد له ابن (3). 304 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم ابن أبي مسروق ا لنهدي، عن محمد بن الفضيل قال: نزلت ببطن مر، فأصابني العرق المديني في جنبي وفي رجلي، فدخلت على الرضا عليه السلام بالمدينة فقال: مالي أراك متوجعا، فقلت: إني لما أتيت بطن مر أصابني العرق المديني في جنبي وفي رجلي، فأشار عليه السلام إلى الذي في جنبي تحت الإبط وتكلم بكلام وتفل عليه، ثم قال عليه السلام: ليس عليك بأس من هذا ونظر إلى الذي في رجلي فقال: قال أبو جفعر عليه السلام: من بلي من شيعتنا ببلاء فصبر كتب الله عز وجل له مثل أجر ألف شهيد، فقلت في نفسي: لا أبرء والله من رجلي أبدا، قال الهيثم: فما زال يعرج منها حتى مات (4). (1) عيون الاخبار: 2 - 220. (2) المصدر: 2 - 221. (3) المصدر: 2 - 221. (4) المصدر: 2 - 221.
[189]
305 - عنه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي على الحسن بن راشد، قال: قدمت علي أحمال وأتاني رسول الرضا عليه السلام قبل أن أنظر في الكتب، أو اوجه بها إليه، فقال لي: يقول الرضا عليه السلام سرح إلى بدفتر ولم يكن لي في منزلي دفتر أصلا قال: فقلت: فاطلب ما لا أعرف بالتصديق له، فلم أجد شيئا ولم أقع على شئ فلما ولى الرسول قلت: مكانك، فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلا أنى علمت أنه لم يطلب إلا الحق فوجهت به إليه (1). 306 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي، عن محمد بن الوليد ابن يزيد الكرماني، عن أبى محمد المصري، قال: قدم أبو الحسن الرضا عليه السلام (2) فكتبت إليه أسأله في الخروج إلى مصر أتجر إليها، فكتب إلي: أقم ما شاء الله، قال: فأقمت سنتين، ثم قدم الثانية فكتبت إليه أستأذنه فكتب إلى اخرج مباركا لك صنع الله لك، فان الأمر يتغير قال: فخرجت فأصبهت بها خيرا، ووقع الهرج ببغداد فسلمت من تلك الفتنة (3). 307 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق الكوفي، عن عمه أحمد بن عبد الله بن حارثة الكرخي قال: كان لا يعيش لي ولد وتوفي لي بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فخرج إلي وهو متزر بازار مورد، فسلمت عليه وقبلت يده وسألته عن مسائل، ثم شكوت إليه بعد ذلك ما ألقى من قلة بقاء الولد فأطرق طويلا ودعا مليا ثم قال لي: إني لأرجو أن تنصرف ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولد وتمتع بهم أيام حياتك، فان الله تعالى إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل وهو على كل شئ قدير. (1) يعنى بغداد. (2) العيون: 2 - 221. (3) المصدر: 2 - 222.
[190]
قال: فانصرفت من الحج إلى منزلي فأصبت أهلى ابنة خالي حاملا، فولدت لي غلاما سميته إبراهيم، ثم حملت بعد ذلك فولدت لى غلاما سميته محمدا وكنيته بأبي الحسن فعاش إبراهيم نيفا وثلثين سنة، وعاش أبو الحسن أربع وعشرين سنة، ثم إنهما اعتلا جميعا وخرجت حاجا وانصرفت وهما عليلان فمكثا بعد قدومي شهرين، ثم توفي إبراهيم في أول الشهر وتوفي محمد في آخر الشهر، ثم مات بعدهما بسنة و نصف ولم يكن يعيش له قبل ذلك ولد إلا أشهر (1). 308 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه نظر إلى رجل فقال له: يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لابد منه، فكان كما قال: فمات بعد ذلك بثلاثة أيام (2). 309 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا عليه السلام بمني، فمر يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك فقال عليه السلام مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة، ثم قال: هاه وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين وضم بإصبعيه، قال مسافر: فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه (3). 310 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن يعفور البلخي، عن موسى بن مهران قال: سمعت جعفر بن يحيى يقول: سمعت عيسى بن جعفر يقول لهارون حيث توجه من الرقة إلى مكة اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب، فإنك حلفت إن أدعي أحد بعد موسى الإمامة ضربت عنقه صبرا، وهذا علي ابنه يدعي هذا الأمر ويقال (1) عيون الاخبار: 2 - 222. (2) المصدر: 2 - 223. (3) المصدر: 2 - 225.
[191]
فيه ما يقال في أبيه، فنظر إليه مغضبا فقال: وما ترى ؟ تريد أن أقتلهم كلهم، قال موسى ابن مهران: فلما سمعت ذلك صرت إليه، فأخبرته فقال عليه السلام: مالي ولهم لا يقدرون إلى علي شئ (1). 311 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى قال: لما مضى أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وتكلم الرضا خفنا عليه من ذلك، فقلت له: إنك قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف من هذا الطاغي، فقال: ليجهد جهده فلا سبيل له على، قال صفوان: فأخبرنا الثقة أن يحيى بن خالد قال للطاغي: هذا علي ابنه قد قعد وادعى الأمر لفنسه، فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا. و لقد كانت البرامكة مبغضين على بيت رسول الله صلى الله عليه وآله مظهرين لهم العداوة (2). 312 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، رضي الله عنه - عن عمه محمد بن أبي القاسم قال: حدثني محمد بن على القرشي، عن محمد بن الفضيل قال: أخبرني من سمع الرضا عليه السلام وهو ينظر إلى هارون بمنى أو بعرفات فقال: أنا وهارون هكذا وضم بين اصبعيه، فكنا لا ندري ما يعني بذلك ؟ حتى كان من أمره بطوس ما كان، فأمر المأمون بدفن الرضا عليه السلام إلى جنب هارون (3). 313 - عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن سعد، عن عبد الرحمان بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام وأقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابنا إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق (4). 314 - عنه عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقى قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنت أتغدي عند أبي الحسن عليه السلام فيدعو بعض غلمانه بالصقلبية والفارسية، وربما بعثت غلامي هذا بشئ من (1) المصدر: 2 - 225. (2) المصدر: 2 - 226. (3) المصدر: 2 - 226. (4) المصدر: 2 - 227.
[192]
الفارسية فيعلمه، وربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسية، فيفتح هو على غلامه (1). 315 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهروي قال: كان الرضا عليه السلام يكلم الناس بلغاتهم وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة، فقلت له يوما: يا ابن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها فقال: يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أوما بلغك قول امير المؤمنين عليه السلام: أوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات (2). 316 - عنه عن أبيه - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن الحسن بن على الوشاء قال: كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن عليه السلام وجمعتها في كتاب مما روي عن آبائه عليهم السلام وغير ذلك، وأحببت أن أتثبت في أمره واختبره، فحملت الكتاب في كمي وصرت إلى منزله وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب. فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب الاذن على وبالباب جماعة جلوس يتحدثون، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه، إذ أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى: أيكم الحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس البغدادي، فقمت إليه فقلت: أنا الحسن بن علي فما حاجتك ؟ فقال: هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك فهاك خذه، فأخذته وتنحيت ناحية فقرأته، فإذا والله فيه جواب مسألة فسألة فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف (3). 317 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبى - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: (1) عيون الاخبار ج 2 - 228. (2) المصدر: 2 - 228. (3) المصدر: 2 - 228. - 12 - (*)
[193]
بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام غلامه ومعه رقعة فيها: ابعث إلى بثوب من ثياب كذا وكذا من ضرب كذا، فكتبت إليه وقلت للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة وما أعرف هذا الضرب من الثياب، فأعاد الرسول إلي وقال: فاطلبه، فأعددت إليه الرسول وقلت: ليس عندي من هذا الضرب شئ، فأعاد إلي الرسول اطلبه فانه عندك منه، قال الحسن بن علي الوشاء: وقد كان أبضع مني رجل ثوبا منها وأمرني ببيعه وكنت قد نسيته فطلبت كل شئ كان معي فوجدته في سفط تحت الثياب كلها فحملته إليه (1). 318 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه الحسين بن خالد الصيرفي فقال له: جعلت فداك إني أريد الخروج إلى الأعوض، فقال: حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه فلم يقنعه ذلك، فخرج يريد الأعوض، فقطع عليه الطريق وأخذ كل شئ كان معه من المال (2). 319 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني وأحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم والحسين بن ابراهيم بن ناتانة والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلى بن عبد الله الوراق - رضي الله عنهم - قالوا: حدثنا علي بن أبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يدي أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام إذ قال لي: يا أبا الصلت ادخل هذه القبة التي فيها قبر هارون وائتني بتراب من أربعة جوانبها قال: فمضيت فأتيت به، فلما مثلث بين يديه فقال لي: ناولني هذا التراب وهو من عند الباب، فناولته فأخذه وشمه، ثم رمى به. ثم قال: سيحفر لي هيهنا فتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها، ثم قال: في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثله، ثم قال: فناولني هذا (1) المصدر: 2 - 229. (2) المصدر: 2 - 229.
[194]
التراب فهو من تربتي، ثم قال: سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقى إلى أسفل وأن يشق لي ضريحة، فان أبوا إلا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا، فان الله سيوسعه ما يشاء، فإذا فعلوا ذلك فانك ترى عند رأسي نداوة، فتكلم بالكلام الذي اعلمك، فانه ينبع الماء حتى يمتلي اللحد وترى فيه حيتانا صغارا ففت لها الخبز الذى اعطيك فانها تلتقطه فإذا لم يبق منه شي خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شئ ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء ثم تكلم بالكلام الذي أعلمك، فانه ينضب الماء ولا يبقى منه ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون. ثم قال عليه السلام يا أبا الصلت غدا أدخل هذا الفاجر فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم اكلمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني، قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه، فلما أبصر بالرضا عليه السلام وثب إليه، فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثم ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا. فقال له الرضا عليه السلام: ربما عنبا حسنا يكون من الجنة فقال له: كل منه فقال له الرضا عليه السلام عليه السلام تعفيني منه فقال: لابد من ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ ؟ ! فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا عليه السلام ثلاث حبات ثم رمى به وقام فقال المأمون إلى أين فقال: إلى حيث وجهتني، فخرج عليه السلام مغطى الرأس فلم أكلمه حتى دخل الدار فأمر أن يغلق الباب فغلق ثم نام عليه السلام على فراشه ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا، فبينما أنا كذلك إذ دخل على شاب حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا عليه السلام، قبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب
[195]
مغلق، فقلت له: ومن أنت ؟ فقال لي: أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه عليهما السلام فدخل وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضا عليه السلام وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم سحبه سحبا إلى فراشه وأكل عليه محمد ابن علي يقبله ويساره بشئ لم أفهمه ورأيت على شفتي الرضا عليه السلام زبدا أشد بياضا من الثلج ورأيت أبا جعفر عليه السلام يلحسه بلسانه ثم أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر عليه السلام ومضى الرضا عليه السلام. فقال أبو جعفر عليه السلام قم يا أبا الصلت ايتني بالمغتسل والماء من الخزانة فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء وقال لي: انته إلى ما آمرك به فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء فأخرجته وشمرت ثيابي لا غسله فقال لي: تنح يا أبا الصلت فان لي من يعينني غيرك فغسله ثم قال لي: ادخل الخزانة فأخرج إلى السفط الذي فيه كفنه وحنوطه فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط فحملته إليه فكفنه وصلى عليه ثم قال لي: ايتني بالتابوت فقلت أمضي الى النجار حتى يصلح التابوت قال: قم فان في الخزانة تابوتا فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قط فأتيته به. فأخذ الرضا عليه السلام بعد ما صلى عليه فوضعه في التابوت وصف قدميه وصلى ركعيتن لم يفرغ منهما حتى علا التابوت وانشق السقف فخرج منه التابوت، ومضى فقلت يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا عليه السلام فما نصنع ؟ فقال لي: اسكت فانه سيعوديا أبا الصلت ما من نبي يموت بالمشرق ويموت وصية بالمغرب إلا جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما، وما أتم الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت فقام عليه السلام فاستخرج الرضا من التابوت ووضعه على فراشه كانه لم يغسل ولم يكفن. ثم قال لي: يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ففتحت الباب فإذا المأمون و الغلمان بالباب، فدخل باكيا حزينا قد شق جيبه ولطم رأسه وهو يقول: يا سيداه، فجعت بك يا سيدى، ثم دخل فجلس عند رأسه وقال: خذوا في تجهيزه فأمر بحفر القبر فحفرت الموضع فظهر كل شئ على ما وصفه الرضا عليه السلام فقال له بعض جلسائه: ألست تزعم أنه إمام، فقال: بل لا يكون الإمام إلا مقدم الناس، فأمر أن يحفر له
[196]
في القبلة فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي وأن أشق له ضريحة، فقال: انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ولكن يحفر له ويلحد. فلما رأى ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون: لم يزل الرضا عليه السلام يرينا عجائبه في حياته - حتى أراناها بعد وفاته أيضا فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا قال: لا قال: إنه قد أخبرك أن ملككم يا بني العباس مع كثرتكم وطول مدتكم مثل هذه الحيتان حتى إذا فنيت آجالكم وانقطعت آثاركم و ذهب دولتكم سلط الله تعالى عليكم رجلا منا فأفناكم عن آخركم قال له: صدقت، ثم قال لي: يا أبا الصلت علمني الكلام الذي تكلمت به، قلت: والله قد نسيت الكلام من ساعتي - وقد كنت صدقت - فأمر بحبسي ودفن الرضا عليه السلام فحبست سنة. فضاق على الحبس وسهرت ليلة ودعوت الله تبارك وتعالى بدعاء ذكرت فيه محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم وسألت الله بحقهم أن يفرج عني، فما استتم دعائي حتى دخل علي أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال لي: يا أبا الصلت ضاق صدرك فقلت: إي والله قال: قم فاخرج، ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت على ففكها وأخذ بيدي وأخرجنى من الدار والحرسة والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلموني وخرجت من باب الدار، ثم قال لي امض في ودائع الله، فانك لن تصل إليه ولا يصل اليك أبدا فقال: أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت (1). 320 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني محمد بن خلف الطاطري قال: حدثني هرثمة بن أعين (2) قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتى مضى من الليل أربع ساعات، ثم أذن لي في الانصراف فانصرفت، فلما مضى من الليل نصفه قرع قارع الباب، فأجابه بعض غلماني فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك قال: فقمت مسرعا و أخذت على أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرضا عليه السلام فدخل الغلام بين يدى ودخلت (1) عيون الاخبار: 2 - 242. (2) سيأتي الكلام حوله في عنوانه.
[197]
وراءه فإذا أنا بسيدي عليه السلام في صحن داره جالس. فقال لي: يا هرثمة فقلت لبيك يا مولاى فقال لي: اجلس فجلست فقال لي: اسمع وعه يا هرثمة هذا أوان رحيلي إلى الله تعالى ولحوقي بجدي وآبائي عليهم السلام و قد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب ورمان مفروك، فأما العنب فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط بالعنب، وأما الرمان فانه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليتلطخ حبة في ذلك السم وإنه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرب إلي الرمان والعنب ويسألني أكلها فآكلها ثم ينفذ الحكم و يحضر القضاء. فإذا أنامت فسيقول: أنا اغسله بيدي فإذا قال ذلك فقل له عني بينك وبينه إنه قال لي لا تتعرض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني، فانك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخر عنك وحل بك أليم ما تحذر فانه سينتهي، قال: فقلت: نعم يا سيدي قال: فإذا خلى بينك وبين غسلي حتى ترى فسيجلس في علو من أبنيته مشرفا على موضع غسلى لينظر، فلا تتعرض يا هرثمة لشئ حتى ترى فسطاطا أبيض قد ضرب في جانب الدار فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه ويكون من معك دونك، ولا تكشف عنى الفسطاط حتى تراني فتهلك، فانه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا امام مثله، فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس. فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنا نقول: إن الامام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله، فان تعدى متعد فغسل الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله، ولا بطلت إمامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يغسله الآن أيضا إلا هو من حيث يخفى، فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجا في أكفاني فضعنى على نعشي واحملني فإذا أراد أن يحفر قبري، فانه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري ولا يكون ذلك أبدا.
[198]
فإذا ضربت المعاول تنبوا عن الأرض ولم يحفر لهم منها شئ، ولا مثل قلامة ظفر فإذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم فقل له عنى إني أمرتك أن تضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلى قبر محفور وضريح قائم، فإذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتى يفور من ضريحه الماء الأبيض فيمتلي منه ذلك القبر، حتى يصير الماء [مساويا مع وجه الأرض] ثم يضطرب فيه حوت بطوله، فإذا اضطرب فلا تنزلني إلى القبر إلا إذا غاب الحوت وأغار الماء فأنزلني في ذلك القبر وألحدني في ذلك الضريح ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه على فان القبر ينطبق من نفسه ويمتلى. قال: قلت: نعم يا سيدي، ثم قال لي: احفظ ما عهدت إليك واعمل به ولا تخالف، قلت: أعوذ بالله أن أخالف لك أمرا يا سيدي، قال هرثمة: ثم خرجت باكيا حزينا فلم أزل كالحبة على المقلاة لا يعلم ما في نفسي إلا الله تعالى، ثم دعاني المأمون فدخلت عليه فلم أزل قائما إلى ضحى النهار، ثم قال المأمون: امض يا هرثمة إلى أبي الحسن فأقرئه مني السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك فان قال لك بل نصير إليه فاسأله عني أن يقدم ذلك قال فجئته، فلما اطلعت عليه قال لي: يا هرثمة أليس قد حفظت ما أوصيتك به قلت: بلى. قال: قدموا إلى نعلي فقد علمت ما أرسلك به قال فقدمت نعليه ومشى إليه فلما دخل المجلس قام إليه قائما فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه إلى جانبه على سريره وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة، ثم قال لبعض غلمانه: يؤتي بعنب ورمان قال هرثمة: فلما سمعت ذلك لم استطع الصبر ورأيت النفضة قد عرضت في بدني فكرهت أن يتبين ذلك في، فتراجعت القهقرى حتى خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد خرج من عنده ورجع إلى داره. ثم رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون باحضار الأطباء والمترفقين فقلت ما هذا ؟ ! فقيل لي: علة عرضت لأبي الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام وكان الناس في شك وكنت على يقين لما أعرف منه، قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل علا الصياح و
[199]
وسمعت الصيحة من الدار فأسرعت فيمن أسرع فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرأس محلل الازرار، قائما على قدميه ينتحب ويبكي، قال: فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفس الصعداء، ثم أصبحنا فجلس المأمون للتعزية، ثم قام فمشى إلى الموضع الذي فيه سيدنا عليه السلام. فقال: أصلحوا لنا موضعا فإني أريد أن اغسله فدنوت منه فقلت له ما قاله سيدي بسبب الغسل التكفين والدفن، فقال لي: لست أعرض لذلك ثم قال شأنك يا هرثمة، قال: فلم أزل قائما حتى رأيت الفسطاط قد ضرب فوقف من ظاهره وكل من في الدار دوني وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح وتردد الأواني وصب الماء وتضوع الطيب الذي لم أشم أطيب منه قال: فإذا أنا بالمأمون قد أشرف على بعض أعالي داره فصاح يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا إمام مثله ؟ فأين محمد بن علي ابنه عنه وهو بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا بطوس خراسان. قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين انا نقول إن الامام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله، فان تعدي متعد فغسل الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدى غاسله ولا تبطل إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ولو ترك أبو الحسن على بن موسى - الرضا عليهما السلام بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا ولا يغسله الآن أيضا إلا هو من حيث يخفى قال: فسكت عني ثم ارتفع الفسطاط فإذا أنا بسيدي عليه السلام مدرجا في أكفانه فوضعته على نعشه ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع من حضر، ثم جئنا إلى موضع القبر فوجدتهم يضربون المعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره والمعاول تنبوا عنه حتى ما يحفر ذرة من تراب الأرض. فقال لي: ويحك يا هرثمة أما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له: فقلت له: يا أمير المؤمنين إنه قد أمرني أن أضرب معولا واحدا في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد ولا أضرب غيره، قال: فإذا ضربت يا هرثمة يكون ماذا ؟ قلت: إنه أخبر أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره، فإذا أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره وبان ضريح في وسطه، قال المأمن: سبحان الله ما
[200]
أعجب هذا الكلام ؟ ولا أعجبت من أمر أبى الحسن عليه السلام فاضرب يا هرثمة حتى نرى قال هرثمة: فأخذت المعول بيدي فضربت في قبلة قبر هارون الرشيد. قال: فنفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره وبان ضريح في وسطه والناس ينظرون إليه فقال: انزله إليه يا هرثمة فقلت يا أمير المؤمنين إن سيدي أمرنى أن لا انزل إليه حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ منه القبر حتى يكون الماء مع وجه الأرض، ثم يضطرب فيه حوت بطول القبر، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته على جانب القبر وخليت بينه وبين ملحده، فقال: فافعل يا هرثمة ما امرت به قال هرثمة فانتظرت ظهور الماء والحوت فظهر ثم غاب وغار الماء والناس ينظرون، ثم جعلت النعش إلى جانب قبره فغطى قبره بثوب أبيض لم أبسطه. ثم انزل به إلى قبره بغير يدى ولايد أحد ممن حضر، فأشار المأمون إلى الناس هالوا التراب بأيديكم واطرحوه فيه، فقلت لا تفعل يا أمير المؤمنين قال: فقال: ويحك فمن يملؤه ؟ فقلت: قد أمرنى أن لا يطرح عليه التراب وأخبرني أن القبر يمتلي من ذات نفسه ثم ينطبق ويتربع على وجه الأرض، فأشار المأمون إلى الناس أن كفوا، قال: فرموا ما في أيديهم من التراب، ثم امتلاء القبر وانطبق وتربع على وجه الأرض فانصرف المأمون وانصرفت، فدعاني المأمون وخلابي ثم قال لي: أسألك بالله يا هرثمة لما صدقتني عن أمر أبى الحسن قدس الله روحه بما سمعته منه. قال: فقلت: قد أخبرت يا أمير المؤمنين بما قال لي: فقال: بالله إلاما صدقتني عما أخبرك به غير هذا الذي قلت لي قال: فقلت: يا أمير المؤمنين فعما تسألني فقال لي: يا هرثمة هل أسر إليك شيئا غير هذا قلت نعم، قال: ما هو ؟ قلت خبر العنب والرمان قال: فأقبل المأمون يتلون ألوانا يصفر مرة ويحمر اخرى ويسود اخرى، ثم تمدد مغشيا عليه، فسمعته في غشيته وهو يجهر ويقول: ويل للمأمون من الله ويل له من رسول الله وويل له من علي بن أبي طالب، ويل للمأمون من فاطمة الزهراء، ويل للمأمون من الحسن والحسين، ويل للمأمون من علي بن الحسين، ويل للمأمون محمد بن علي ويل للمأمون من جعفر بن محمد، ويل له من موسى بن جعفر، ويل للمأمون من علي
[201]
ابن موسى الرضا هذا والله هو الخسران المبين يقول هذا القول ويكرره. فلما رأيته قدت أطال ذلك وليت عنه وجلس في بعض نواحى الدار قال: فجلس ودعاني، فدخلت عليه وهو جالس كالسكران، فقال: والله ما أنت على أعز منه ولا جميع من في الأرض والسماء، والله لئن بلغني أنك أعدت مما رأيت وسمعت شيئا ليكونن هلاكك فيه، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين إن ظهرت على شئ من ذلك مني فأنت من حل من دمي قال: لا والله أو تعطيني عهدا وميثاقا على كتمان هذا وترك إعادته فأخذ علي العهد والميثاق واكده علي. قال: فلما وليت عنه صفق بديه وقال: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا) (1) وكان للرضا عليه السلام من الولد محمد الامام عليه السلام وكان يقول له الرضا عليه السلام: الصادق، والصابر، والفاضل وقرة أعين المؤمنين وغيط الملحدين (2). 321 - الراوندي: عن ابراهيم بن موسى القزاز قال: كنت يوما بمشهد الرضا (3) عليه السلام بخراسان، فألححت على الرضا في طلبتي منه فخرج يستقبل بعض الطالبيين وجاء وقت الصلاة، فمال إلى قصر هناك فنزل تحت شجرة بقرب القصر وأنا معه و ليس معنا ثالث: فقال: أذن فقلت ننتظر لعل يلحق بنا بعض أصحابنا. فقال: غفر الله لك لا تؤخرون صلاة عن أول وقتها من غير علة، ابدء بأول الوقت فأنه أفضل. فأذنت وصلينا فقلت: يا ابن رسول الله قد طالت المدة في العدة التي وعدتنيها وأنا محتاج، وأنت كثير الاشتغال لا أظفر بمسألتك كل وقت، قال: فحك بسوطه الأرض حكا شديدا، ثم ضرب بيده إلى موضع الحك فأخرج سبيكة ذهب فقال: خذها بارك الله لك فيها وانتقع بها واكتم ما رأيت، قال: فبورك فيها حتى اشتريت بخراسان ما كانت قيمته سبعين ألف دينار، فصرت أغنى الناس من أمثالى (3). 322 - عنه باسناده قال محمد بن عبد الرحمان الهمداني ركبني دين ضاق به صدري (1) النساء: 108. (2) عيون الاخبار: 2 - 245. (3) في بعض النسخ والثاقب في المناقب (بمسجد الرضا). (4) الخرائج: 203.
[202]
فقلت في نفسي ما أجد لقضاء دينى إلا مولاى على بن موسى الرضا عليهما السلام فصرت إليه فقال: يا أبا جعفر قد قضى الله حاجتك لا يضيقن صدرك، ولم أسأله شيئا حين قال ما قال فأقمت عنده وكان صائما فأمر أن يحمل إلى طعام فقلت: أنا صائم وأحب أن آكل معك لأتبرك بأكلي معك قال: فلما صلى المغرب جلس في وسط الدار ودعا بالطعام فأكل وأكلت معه. ثم قال: تبيت الليلة عندنا أو نقضى حاجتك وتنصرف فقلت: الانصراف بقضاء حاجتى أولى واحب إلى: فضرب بيده الأرض فقبض منها قبضة وقال: خذ هذه فجعلتها في كمي فإذا هي دنانير فانصرفت إلى منزلي فدنوت من المصباح لاعد الدنانير فوقع في يدي دينار فإذا عليه مكتوب هي خمسمائة دينار نصفها لدينك والنصف الآخر لنفقتك، فلما رأيت ذلك لم أعدها فالقيت الدنانير تحت وسادتي ونمت، فلما أصبحت طلبت الدينار بين الدنانير فلم أجد فقلبتها عشر مرات فلم أجد شيئا فورقتها فكانت خمسمائة دينار (1). 323 - عنه بإسناده عن محمد بن الفضل الهاشمي قال: لما توفي الامام موسى بن جعفر عليهما السلام أتيت المدينة فدخلت على الرضا عليه السلام فسلمت عليه بالأمر وأوصلت إليه ما كان معي وقلت أنا صائر إلى البصرة وقد عرفت كثرة خلاف الناس وقد نعي إليهم موسى ابن جعفر عليهما السلام وما أشك أنهم يسألوني عن براهين الإمام فلو أريتني شيئا من ذلك، فقال الرضا عليه السلام: لا تخف على هذا فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها إني قادم عليهم ولا قوة إلا بالله، ثم أخرج إلى جميع ما كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الائمة عليهم السلام من بردته وقضيبه وسلاحه وغير ذلك، فقلت: ومتى تقدم عليهم قال: بعد ثلاثة أيام من وصولك ودخولك البصرة. فلما قدمتها سألوني عن الحال فقلت لهم: إني أتيت موسى بن جعفر عليهما السلام قبل وفاته بيوم واحد، فقال: إني ميت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمن وتوجه إلى المدنية بودايعى هذه وأوصلها إلى ابني علي الرضا فهو وصيي وصاحب الامر بعدي، ففعلت ما أمرني به وأوصلت الودائع إليه وهو يوافيكم إلى ثلاثة أيام من يومي هذا، فاسألوه (1) الخرائج: 204.
[203]
عما شتم، فابتدر الكلام عمرو بن هداب من القوم وكان ناصبيا ينحو نحو الزيدية والاعتزال، فقال: يا محمد إن الحسن بن محمد رجل من أفاضل أهل البيت في ورعه وزهده وعمله وسنته، وليس هو كشاب مثل الرضا ولعله لو سئل عن شئ من معضلات الأحكام لحار في ذلك. فقال الحسن بن محمد وكان حاضرا في المجلس لا تقل يا عمرو ذلك ان عليا على ما وصف من الفضل وهذا محمد بن الفضل يقول: إنه يقدم إلى ثلاثة أيام فكفاك به دليلا وتفرقوا فلما كان في اليوم الثالث من دخول البصرة إذا الرضا قد وافى فقصد منزل الحسن بن محمد وأخلى له داره وأقام بين يديه يتصرف بين أمره ونهيه، فقال: يا حسن بن محمد احضر جميع القوم الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا واحضر جاثليق النصارا - الخ (1) 324 - عنه قال: روى إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع الرضا عليه السلام وقد قال بيده على الأرض كأنه يكشف شيئا فظهرت سبائك ذهب، ثم مسح بيده عليها فغابت، فقلت في نفسي لو أعطاني واحدة منها، قال ألآن ؟ هذا الأمر لم يأن وقته (2). 325 - عنه بإسناده عن محمد بن عيسى عن هشام العباسي قال: طلبت بمكة ثوبين سعديين احديهما لا بنى فلم أصب بمكة منهما على ما أردت فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت على الرضا فلما ودعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعديين على عمل الوشي الذي كنت طلبت فدفعهما إلى وقال عليه السلام: اقطعهما لابنك (3). 326 - عنه قال: ومنها ما روي عبد الله بن سمرة قال: مر بنا الرضا عليه السلام فاختصمنا في إمامته فلما خرج وخرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برقة ونحن مخالفون له نرى رأى الزيدية، فلما صرنا في الصحراء فإذا نحن بظباء فأومأ الرضا عليه السلام إلى خشف منها فإذا هو قد جاء حتى وقف بين يديه فأخذ أبو الحسن عليه السلام يمسح رأسه ودفعه إلى غلامه فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه فكلمه الرضا عليه السلام بكلام لا نفهمه فسكن ثم قال: يا عبد الله أو لم تؤمن ؟ قلت بلى يا سيدي أنت حجة الله على خلقه وأنا تائب إلى الله، ثم قال للظبى: اذهب إلى مرعاك فجاء الظبى (1 و 2) الخرائج 204 ويأتى الباقي في احتجاجاته عليه السلام. (3) المصدر: 206.
[204]
وعيناه تدمعان فتمسح بأبي الحسن ورغى فقال: أتدرون ما يقول، فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك وأحزنتنى حين أمرتني بالذهاب (1). 327 - عنه قال: ومنها ما روى إسماعيل بن مهران قال: أتيت الرضا عليه السلام يوما أنا وأحمد البزنطى وكنا تشاجرنا في سنه، قال أحمد إذا دخلنا عليه فذكرني حتى أسأله عن ذلك، فاني قد أردت ذلك غير مرة فأنسى، فلما دخلنا وسلمنا وجلسنا أقبل على أحمد فكان أول ما تكلم به أن قال: يا أحمدكم أتى عليك من السنين، قال: تسع وثلاثون سنة قال: ولكن أنا قد أتت على ثلاث وأربعون سنة (2). 328 - عنه قال: ومنها ما روى عن الحسن بن على الوشاء قال: كنا بمرو عند رجل وكان معنا رجل واقفي فقلت له: اتق الله قد كنت مثلك ثم نور الله قلبي فصم الاربعاء والخميس والجمعة واغتسل وصل ركعتين وسل الله أن يريك في منامك ما تستدل به على هذا الأمر فرجعت إلى البيت وقد سبقني كتاب أبي الحسن إلى يأمرني أن أدعو إلى هذا الأمر ذلك الرجل فانطلقت وأخبرته وقلت: أحمد الله وأستخيره مائة مرة فقلت له إني وجدت كتاب الرضا عليه السلام قد سبقني إلى الدار أن أقول لك ما كنا فيه، وإني لأرجو أن ينور الله قلبك، فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء، فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنه الامام المفترض الطاعة، فقلت وكيف ذلك، فقال: أتاني أبو الحسن عليه السلام البارحة في المنام فقال: يا هذا والله لترجعن إلى الحق وزعم أنه لم يطلع عليه إلا الله تعالى (3). 329 - عنه قال: منها ما روى حسن بن سعيد عن الفضل بن يونس قال: خرجنا نريد مكة، فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحج فأتاني الرضا عليه السلام وعندي قوم من أصحابنا وقد حضر الغداء، فدخل الغلام فقال: بالباب رجل يكنى أبا الحسن يستأذن عليك فقلت: إن كان الذي أعرف فأنت حر، فخرجت وإذا بالرضا عليه السلام فقلت (1) المصدر: 207. (2) المصدر: 207. (3) المصدر: (207).
[205]
انزل، فنزل ودخل. ثم قال عليه السلام بعد الطعام: يا فضل إن أمير المؤمنين كتب للحسين بن يزيد بعشرة آلاف دينار وكتب بها إليك فادفعها إليه قال: قلت: والله مالهم عندي قليل ولا كثير فإن أخرجتها من عندي ذهبت فإن كان لك في ذلك رأي فعلت، فقال: يا فضل ادفعها إليه فإنها سترجع إليك قبل أن تصير إلى منزلك، فإذا أنا بهم وقد طلبوا مني الذهب فدفعته إليهم فرجع المال إلى قبل أن أصير إلى منزلي كما قال (1). 330 - رضي الدين ابن طاووس قال: باسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، يرفعه بإسناده الى معبد بن عبد الله الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقلت له: قد كثر الخوض فيك وفي عجائبك، فلو شئت أثبت بشئ وأحدثه عنك، قال: وما تشاء، قلت له: تحيى لي أبي وامي، فقال لي: انصرف إلى منزلك فقد أحييتهما فانصرفت وإذا هما والله في البيت، وأقاما عندي عشرة أيام ثم قبضهما الله تعالى إليه (2). 331 - ابن شهر آشوب قال: في حديث طويل عن علي بن مهران أن أبالحسن عليه السلام أمره أن يعمل مقدار الساعات قال: فحملناه، فلما وصلنا إليه نالنا من العطش أمر عظيم، فما قعدنا حتى خرج إلينا بعض الخدم ومعه قلال من ماء أبرد ما يكون، فشربنا فجلس عليه السلام على كرسي فسقطت حصاة. فقال مسرور: (هشت) أي ثمانية، ثم قال لمسرور (در ببند) أي اغلق الباب (3). 332 - عنه بإسناده عن هارون بن موسى في خبر قال: كنت مع أبي الحسن عليه السلام في مفازة فحمحم فرسه، فخلى عنه عنانه ففر الفرس يتخطى إلى أن بال وراث و رجع فنطر إلي أبو الحسن وقال: إنه لم يعط داود شيئا إلا واعطي محمدا وآل محمد عليهم السلام أكثر منه (4). 333 - عنه باسناده عن سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (1) الخرائج: 207. (2) فرج المهموم: 231. (3) مناقب آل ابى طالب 2 - 390. (4) المصدر: 2 - 391.
[206]
عليه السلام والبيت مملوء من الناس يسئلونه وهو يجيبهم، فقلت: ينبغي أن يكونوا أنبياء فترك الناس ثم التفت إلي فقال: يا سليمان إن الأئمة حلماء علماء يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا بأنبياء (1). 344 - عنه عن خالد بن نجيح قال قال: لى أبو الحسن عليه السلام: تنزع فيما بينك وبين من كان له عمل معك في سنة أربع وسبعين ومائة حتى يجيئك كتابي، واخرج و انظر ما عندك فابعث به إلى ولا تقبل من أحد شيئا وخرج إلى المدينة وبقي خالد بمكة قال الراوي: فلبث خالد بعده خمسة عشر يوما ثم مات (2). 335 - وعنه قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن أصحابنا قدموا من الكوفة فذكروا أن المفضل شديد الوجع فادع الله له فقال عليه السلام: قد استراح وكان هذا الكلام بعد موته بثلاثة أيام (3). 336 - وعنه قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: من هيهنا من أصحابكم مريض، فقلت: عثمان بن عيسى من أوجع الناس، فقال: قل له: يخرج، ثم قال: من هيهنا فعددت ثمانية فأمر باخراج أربعة وكف عن أربعة فما أمسينا من الغد حتى دفنا الاربعة الذين كف عن إخراجهم فخرج عثمان بن عيسى (4). 337 - عنه، عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون من المسجد الحرام مرتان خرج الرضا عليه السلام مرتان فقال الرضا عليه السلام: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس ستجمعني وإياه (5). 338 - عنه بإسناده عن ابن فضال قال: قال لي أحمد بن السراج كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر عليهما السلام فقلت: إن أباه لم يمت. فالله الله خلصوني من النار سلموها إلى الرضا ثم قال ورجع جماعة عن القول بالوقف، مثل عبد الرحمان بن الحجاج ورفاعة بن موسى ويونس بن يعقوب، وجميل بن دراج، وحماد بن عيسى، والبزنطي، (1) المناقب: 2 - 391. (2) المصدر: 2 - 391. (3) المصدر 2 - 392. (4) المصدر 2 - 392. (5) المصدر: 2 - 396.
[207]
والوشاء (1). 339 - عنه باسناده عن موسى بن سيار قال قال: كنت مع الرضا عليه السلام وقد أشرف على حيطان طوس وسمعت واعية فاتبعتها، فإذا نحن بجنازة فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بامها، ثم أقبل علي وقال: يا موسى بن سيار من شيع جنازة ولى من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لاذنب عليه حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره، رأيت سيدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت، فوضع يده على صدره ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة، فقلت: جعلت فداك هل تعرف الرجل فو الله إنها بقعة لم تطأها قبل يومك، فقال لي: يا موسى بن سيار أما علمت أنا معاشر الائمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحا ومساء، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه وما كان من العلو سألنا الشكر لصاحبه (2). 340 - عنه عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ: لما دخل الرضا عليه السلام نيسابور ونزل محلة فور - ناحية يعرفها الناس بالإسناد - في دار تعرف بدار (پسنديده) وإنما سميت پسنديده لان الرضا عليه السلام ارتضاه من بين الناس، فلما نزلها زرع في جانب من جوانب الدار لوزة فنبت وصارت شجرة فأثمرت في كل سنة وكان أصحاب العلل يستشفون بلوز هذه الشجرة وعوفي أعمى وصاحب قولنج وغير ذلك، فمضت الأيام على ذلك ويبست فجاء حمدان وقطع أغصانها، ثم جاء ابن الحمدان يقال له: أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله وكان له ابنان يقال لأحدها أبو القاسم والآخر أبو صادق، فأرادا عمارة تلك الدار وأنفقا عليه عشرين ألف درهم فقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة فماتا في مدة سنة (3). 341 - عنه باسناده عن حكيمة بنت موسى عليه السلام قالت: رأيت الرضا عليه السلام (1) مناقب آل ابى طالب: 2 - 392. (2) المصدر: 2 - 396. (3) المصدر: 2 - 398.
[208]
واقفا على باب بين الحطب وهو يناجي ولست أرى أحدا فقلت: سيدي من تناجي ؟ فقال: هذا عامر الداهراني (1) أتاني يسئلنى ويشكو إلى، فقلت سيدي احب أن أسمع كلامه، فقال: إنك إن سمعت حممت سنة، فقلت سيدي احب أن أسمعه فقال لي: اسمعي فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركتبني الحمى سنة (2). (13) * (باب ما جاء في أبى جعفر الجواد عليه السلام) * 342 - الحميرى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: كتب إلي علي بن موسى الرضا عليهما السلام وكان كثيرا ما يقول استخرج منه الكلام يعنى أبا جعفر عليه السلام، فقلت له يوما: أي عمومتك أبربك ؟ قال: الحسين، فقال أبوه عليه السلام: صدق والله هو أبرهم به و أخيرهم له (3). 343 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا على بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات عن ابن قياما، قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام وقد ولد أبو جعفر عليه السلام فقال: إن الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود (4). 344 - البرقى عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن موسى الصنعاني قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام بمنى وأبو جعفر عليه السلام على فخذه وهو يقشر موزا ويطعمه (5). 345 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان ابن يحيى قال: قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عليه السلام فكنت تقول: يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، (1) في الكافي: عامر الزهرائي. (2) المناقب: 2 - 399 والكافي: 1 - 395. (3) قرب الاسناد: 222. (4) بصائر الدرجات: 138 (5) المحاسن: 555.
[209]
فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام وهو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ؟ ! فقال: وما يضره من ذلك قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين (1). 346 - عنه، عن الحسين بن محمد، عن الخيراني عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدى أبى الحسن عليه السلام بخراسان فقال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من ؟ قال: إلى أبي جعفر ابني، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليه السلام إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذى فيه أبو جعفر (2). 347 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياة، عن محمد بن الوليد، عن يحيى ابن حبيب الزيات قال: أخبرني من كان عند أبى الحسن الرضا عليه السلام: جالسا، فلما نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحد ثوابه عهدا، فلما نهض القوم التفت إلى فقال: يرحم الله المفضل إنه كان ليقنع بدون هذا (3). 348 - عنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام وذكر شيئا، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة (4) 349 - عنه، قال عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى، عن مالك بن أشيم، عن الحسين بن بشار قال: كتب ابن قياما إلى أبي الحسن عليه السلام كتابا يقول فيه: كيف تكون إماما وليس لك ولد ؟ فأجابه أبو الحسن الرضا عليه السلام: وما علمك أنه لا يكون لى ولد والله لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولدا ذكرا يفرق به بين الحق والباطل (5). (1) الكافي: 1 - 321. وارشاد المفيد ص 298 وفيه (ابن أقل من ثلاث سنين) وكذا في اعلام الورى. (2) الكافي: 1 - 322 - 384. (3) الكافي: 1 - 320. (4) المصدر: 1 - 320. (5) المصدر: 1 - 320.
[210]
350 - عنه، قال: بعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك ؟ فأشتهي أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا عليه السلام فأخبرته، قال: فقال لي: الامام ابني ثم قال: هل يتجري أحد أن يقول ابني وليس له ولد (1). 351 - عنه، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن معمر بن خلاد قال: ذكرنا عند الرضا عليه السلام شيئا بعد ما ولد له أبو جعفر عليه السلام فقال: ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته في مكاني (2). 352 - عنه، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن ابن قياما الواسطي قال: دخلت على علي بن موسى عليهما السلام فقلت له: أيكون إمامان ؟ قال لا إلا وأحدهما صامت، فقلت له: هوذا أنت ليس لك صامت - ولم يكن ولد له أبو جعفر عليه السلام بعد - فقال لي: والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله، ويمحق به الباطل وأهله، فولد له بعد سنة أبو جعفر عليه السلام وكان ابن قياما واقفيا (3). 353 - عنه، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن الجهم قال: كنت مع أبى الحسن عليه السلام جالسا، فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال لي: جرده وانزع قميصه، فنزعته فقال لي: انظر بين كتفيه، فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم، ثم قال: أترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبى عليه السلام (4). 354 - عنه عن محمد بن علي، عن أبى يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فجيئ بابنه أبى جعفر عليه السلام وهو صغير، فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه (5). 355 - عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن معمر (1) الكافي: 1 - 320. (2) المصدر 1 - 221 وغيبة الشيخ: 48. (3) المصدر: 1 - 321. (4) المصدر: 1 - 321. (5) المصدر: 1 - 321.
[211]
ابن خلاد قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا عليه السلام: إن ابني في لسانه ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه وتدعو له فإنه مولاك فقال: هو مولى أبي - جعفر فأبعث به غدا إليه (1). 356 - عنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي قال: سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقال له الحسن: إى والله جعلت فداك لقد بغي عليه إخوته فقال علي بن جعفر: إي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن: جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم ؟ قال: قال له إخوته ونحن أيضا: ما كان فينا إمام قط حائل اللون، فقال لهم الرضا عليه السلام هو ابني. قالوا: فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قضى بالقافة فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليهم فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم، فلما جاؤوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كانك تعمل فيه، ثم جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس هيهنا أب ولكن هذا عم أبيه وهذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذا عمته وإن يكن له هيهنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه. قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام، ثم قلت له: أشهد أنك إمامي عند الله، فبكى الرضا عليه السلام، ثم قال: يا عم ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بأبي ابن خيرة الاماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم ويلهم لعن الله الا عيبس وذريته، صاحب الفتنة ويقتلهم سنين وشهورا وأياما يسومهم خسفا ويسقيهم كأسا مصبرة وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة (1) المصدر: 1 - 321.
[212]
يقال: مات أو هلك، أي واد سلك ؟ ! أفيكون هذا يا عم إلا مني، فقلت: صدقت جعلت فداك (1). 357 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل أتكون الإمامة في عم أو خال، فقال: لا، فقلت ففى أخ ؟ قال: لا، قلت: ففي من ؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (2). 358 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن دعبل ابن على أنه دخل على أبى الحسن الرضا عليه السلام وأمر له بشئ فأخذه ولم يحمد الله، قال: فقال له: لم لم تحمد الله ؟ قال: ثم دخلت بعد على أبى جعفر عليه السلام وأمر لي بشئ فقلت: الحمد لله فقال لي: تأدبت (3). 359 - المسعودي باسناده قال: وروى علي بن محمد الخصيبي قال: حدثني محمد ابن ابراهيم الهاشمي، قال: حدثني عبد الرحمان بن يحيى قال: كنت بين يدى مولاى الرضا في علته التي مضى فيها إذ نظر إلي فقال لي: يا عبد الرحمان إذا كان في آخر يومي هذا وارتفعت الصيحة فانه سيوافيك ابني محمد، فيدعوك إلى غسلى فإذا غسلتموني وصليتم علي فأعلم هذه الطاغية لئلا ينقص على شيئا ولن يستطيع ذلك، قال: فو الله إني بين يدي سيدى يكلمني إذا وافى المغرب، فنظرت فإذا سيدي قد فارق الدنيا فأخذتني حسرة وغصة شديدة. فدنوت إليه فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمان، فالتفت فإذا الحائط قد انفرج فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السلام وعليه دراعة بيضاء معتم بعمامة سوداء، فقال: يا عبد الرحمان قم إلى غسل مولاك فضعه على المغتسل. وغسله بثوبه كغسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما فرغ صلى الله وصليت معه عليه، ثم قال لي: يا عبد الرحمان أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلا ينقص عليه شيئا ولن يستطيع ذلك ولم أزل بين يدى سيدى إلى أن انفجر عمود الصبح فإذا أنا بالمأمون قد أقبل في خلق كثير فمنعتني هيبته أن (1) الكافي: 1 - 322. (2) الكافي 2 - 286. (3) الكافي: 1 - 496.
[213]
أبدأ بالكلام. فقال: يا عبد الرحمان بن يحيى ما أكذبكم ألستم تزعمون أنه ما من إمام يمضي إلا وولده القائم مكانه يلي أمره، هذا علي بن موسى بخراسان ومحمد ابنه بالمدينة، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين أما إذا ابتدأتني فاسمع إنه لما كان أمس قال لي سيدي كذا وكذا فو الله ما حضرت صلاة المغرب حتى قضى قد نوت منه فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمان وحدثته الحديث فقال: صفه لي فوصفته بحليته ولباسه و أريته الحائط الذي خرج منه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وأقبل يخور كما يخور الثور وهو يقول: ويلك يا مأمون ما حالك وعلى ما أقدمت، لعن الله فلانا وفلانا، فإنهما أشارا على بما فعلت (1). 360 - عنه قال: روى الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن الحسن ابن بشار الواسطي، قال: سألني الحسن بن قياما الصيرفي أن أستأذن له على الرضا عليه السلام ففعلت، فلما صار بين يديه قال ابن قياما: أنت إمام ؟ قال: نعم قال: فاني أشهد أنك لست بامام، قال له: وما علمك قال: لاني رويت عن أبيه عبد الله عليه السلام أنه قال: الامام لا يكون عقيما وقد بلغت هذا السن وليس لك ولد، فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إني اشهدك أنه لا تمضي الايام والليالي حتى ترزقني ولدا يملاء الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، فعددنا الوقت فكان بينه وبين ولادة أبى جعفر عليه السلام شهور الحمل (2). 361 - عنه قال روى الحميري، عن عبد الله بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن حكيمة ابنة أبي إبراهيم موسى عليه السلام قالت: لما علقت ساعة كذا من يوم كذا من شهر كدا فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام، قال: فلما ولدته وسقط إلى الأرض قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فلما كان في اليوم الثالث عطس فقال: الحمد لله (1) اثبات الوصية: 208. (2) اثبات الوصية 210. (3) يعنى الرضا عليه السلام.
[214]
وصلى الله على محمد وعلى الائمة الراشدين (1). 362 - عنه قال: وروي عن زكريا بن آدم قال: إني لعند الرضا عليه السلام، إذ جيئ بأبي جعفر وسنة نحو أربع سنين فضرب إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر فقال له الرضا: بنفسي أنت فيم تفكر طويلا منذ قعدت، قال: فيما صنع بامي فاطمة عليها السلام، أما والله لأخرجنهما ثم لاذرينهما، ثم لانفسنهما في اليم نسفا، فاستدناه وقبل بما بين عينيه ثم قال: بأبي أنت وامي أنت لها - يعنى الامامة - (2). 363 - عنه قال: وروي عن علي بن أسباط عن يحى الصنعانى قال: إني لعند الرضا عليه السلام إذ جيئ بأبي جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك هذا المولود المبارك ؟ فقال لي: نعم هذا الذي لم يولد أعظم بركة منه على شيعتنا (3). 364 - عنه قال وروى الحميري عن محمد بن عيسى الأشعري، عن الاسدي عن أبى خداش، عن حنان بن سدير قال: قلت للرضا عليه السلام يكون إمام ليس له عقب ؟ فقال لي: أما انه لا يولد لي إلا واحد ولكن الله ينشئ منه ذرية كثيرة، ولم يزل أبو جعفر مع حداثته وصباه يدبر أمر الرضا عليه السلام بالمدينة ويأمر الموالي وينهاهم لا يخاف عليه أحد منهم (4). 365 - عنه قال: روى عن الحسن بن الجهم قال: دخلته على الرضا عليه السلام و أبو جعفر صغير بين يديه، فقال لي بعد كلام طويل جرى لو قلت لك يا حسن إن هذا إمام ما كنت تقول ؟ قال: قلت ما تقوله لي جعلت فداك، قال: أصبت ثم كشف عن كتف أبي جعفر فأراني مثل رمز اسبعين، فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى عليه السلام (5). 366 - عنه عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى قال: قال (1) اثبات الوصية: 210. (2) المصدر: 211. (3) المصدر: 211. (4) المصدر: 211. (5) المصدر: 212.
[215]
لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان أبو جعفر محدثا (1). 367 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قرأت كتاب أبى الحسن الرضا عليه السلام إلى أبى جعفر: يا أبا جعفر بلغني أن الموالى إذ ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فانما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا فأسألك بحقى عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته، و من سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، و من سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك، إني اريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا (2). 368 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا عون بن محمد بن عباد - وكان يكتب للرضا عليه السلام ضمه إليه الفضل بن سهل - قال: ما كان عليه السلام يذكر محمدا ابنه إلا بكنيته يقول: كتب إلي أبو جعفر وكنت أكتب إلى أبى جعفر. وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم وترد كتاب أبي جعفر عليه السلام في نهاية البلاغة والحسن، فسمعته يقول: أبو جعفر وصيي وخليفتي في أهلي من بعدي (3). 369 - الراوندي، باسناده عن محمد بن ميمون قال كنت مع الرضا عليه السلام بمكة قبل خروجه إلى خراسان، فقلت له: إني اريد المدينة فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر فتبسم وكتب، فصرت إلى المدينة وقد كان ذهب بصري، فخرج الخادم بأبي جعفر إلينا فحمله في المهد فناولته الكتاب، فقال: لموفق الخادم فضه وانشره، ففضه و نشره بين يديه، فنظر فيه فقال: يا محمد ما حال بصرك ؟ قلت يا ابن رسول الله اعتلت عيناى فذهب بصري كما ترى، قال: ادن مني فدنوت منه فمد يده فمسح بها (1) المصدر: 212. (2) عيون الاخبار: 2 - 8. (3) عيون الاخبار: 2 - 240.
[216]
على عيني فعاد إلي بصري كأصح ما كان، فقبلت يده ورجله وانصرفت من عنده و أنا بصير (1). (14) * (باب ما جاء عنه في أخبار المهدى عليهما السلام) * 370 - الحميري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سئلت الرضا عليه السلام عن قرب هذا الأمر فقال: قال أبو عبد الله عليه السلام حكاه عن أبى جعفر عليه السلام قال: أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة وفي سنة ست وتسعين ومائة يخلع العرب أعنتها، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكون الغناء وفي سنة ثمان ومائة يكون الجلاء، فقال: أما ترى بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم فقلت لهم الجلاء قال: وغيرهم في سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء انشاء الله، وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء. فقلت له جعلت فداك أخبرنا بما يكون في سنة مائتين قال: لو أخبرت أحدا لأخبرتكم وقد خبرت بمكانتكم فما كان هذا من رأى أن يظهر مني إليكم ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شئ من الحق لم يقدر العباد على ستره، فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأول حكيت عن أبيك إن انقضاء ملك فلان على رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما قال: قد قلت ذاك، فقلت أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر ؟ قال: لا. قلت: يكون ما ذا قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك، قلت ؟ تعنى خروج السفياني، فقال: لا، فقلت فقيام القائم عليه السلام قال يفعل الله ما يشاء، قلت: فأنت هو ؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال: إن قدام هذا الأمر علامات حدث تكون بين الحرمين قلت: ما الحدث قال: عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا - (2) الخ. (1) الخرائج: 207. (2) قرب الاسناد: 217 - 219.
[217]
371 - عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال قلت له: جعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة، عن زيد العمي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة قال: يقوم القائم بلا سفياني، إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم إلا بسفياني، قلت: جعلت فداك فيكون في هذه السنة قال: ما شاء الله، قلت يكون في التي تليها قال: يفعل الله ما يشاء (1). 372 - عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يزعم ابن أبي حمزة إن جعفرا زعم أن القائم أتى وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله، فو الله لقد قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وآله: (ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى) (2) وكان أبو جعفر يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل على خروجه، منها أحداث قد مضى منها ثلاثة و بقي واحد، قلنا جعلنا فداك وما مضى منها ؟ قال: رجب خلع فيها صاحب خراسان ورجب وثب فيه على بن زبيدة، ورجب يخرج فيه محمد بن ابراهيم بالكوفة، قلنا: فالرجب الرابع متصل به ؟ قال: هكذا قال أبو جعفر عليه السلام (3). 373 - عنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح (فارتقبوا إني معكم رقيب) (4) (وانتظروا إني معكم من المنتظرين) (5)، فعليكم بالصبر إنما يجئ الفرج على اليأس وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم وقد قال أبو جعفر عليهما السلام: هي والله السنن القذة بالقذة ومشكاة بمشكاة ولا بد أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم ولو كنتم على أمر واحد، كنتم على غير سنة الذين من قبلكم ولو أن العلماء وجدوا من يحدثوكم و يكتم سرهم لحدثوا ولتبينوا الحكمة، ولكن قد ابتلاكم الله عز وجل بالاذاعة، و (1) قرب الاسناد: 217 - 219. (2) الاحقاف: 9. (3) قرب الاسناد: 220. (4) هود: 93 (5) الاعراف: 17.
[218]
أنتم قوم تحبونا بقلوبكم ويخالف ذلك فعلكم، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا أسر على صاحبكم ليقال مختلفين، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون، حتى يجئ الله تبارك وتعالى بالذي تريدون، إن هذا الأمر ليس يجئ على ما يريد الناس، إنما هو أمر الله تبارك وتعالى وقضاؤه والصبر وإنما يعجل من يخاف الفوت (1) 374 - الكليني - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن فضال عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: - وسئل عن القائم - فقال: لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه (2). 375 - عنه قال: عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليه بغير سيف، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك فقال: ما منا أحد اختلفت إليك الكتب واشير إليه بالأصابع، وسئل عن المسائل، وحملت إليه الأموال، إلا اغتيل أو مات على فراشه، حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة والمنشأ غير خفي في نسبه (3). 376 - محمد بن ابراهيم النعماني قال: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن محمد عن بعض رجاله، عن أيوب بن نوح، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (4). 377 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني علي بن عاصم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكف يقول هذا وهذا (5). 378 - عنه - رحمه الله - قال حدثني علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى (1) قرب الاسناد: 224 وله صدر حذفناه لعدم المناسبة. (2 و 3) الكافي 1 - 333 - 341 - وغيبة النعماني: 87، وكمال الدين: 370. (4) غيبة النعمان: 98. (5) غيبة النعماني: 133.
[219]
العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن الحسن الرازي، قال: حدثني محمد بن على الكوفي، عن معمر بن خلاد قال: ذكر القائم عند أبى الحسن الرضا عليه السلام: فقال: أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ، قالوا: وكيف، قال: لو قد خرج قائمنا عليه السلام لم يكن إلا العلق والعرق والقوم على السروج وما لباس القائم إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب (1). 379 - عنه - رحمه الله - عن على بن أحمد البندليجي، عن عبيد الله بن موسى العلوى، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن ابن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس، فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم (2). 380 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداز، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن إسحاق بن صباح، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إن هذا سيفضي إلى من يكون له الخمل (3). 381 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قبل هذا الأمر يبوح فلم أدر ما اليبوح ؟ فحججت فسمعت أعرابيا يقول هذا يوم يبوح فقلت له: ما اليبوح ؟ فقال: الشديد الحر (4) 382 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذ خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائهم فقال عليه السلام: هو كذلك، فقلت: فقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر اخرى) ما معناه، فقال: صدق الله في جميع أقواله، لكن ذرارى قتلة الحسين عليه السلام يرضون بأفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل (1) غيبة النعماني: 153. (2) غيبة النعماني: 162. (3) غيبة النعماني: 174. (4) غيبة النعماني: 144.
[220]
بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل، وانما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم، قال: فقلت له بأي شئ يبدء القائم عليه السلام منكم إذا قام، قال: يبدء ببني شيبة، ويقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل (1) 383 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثنا على بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال: كاني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه، قلت له: ولم ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال لأن إمامهم يغيب عنهم فقلت: ولم ؟ قال: لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف (2). 384 - عنه - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه، وليوال وليه، فإنه وصيي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي وهو إمام كل مسلم وأمير - كل مؤمن بعدي، قوله قولي وأمره أمرى ونهيه نهيى، وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي. ثم قال عليه السلام: من فارق عليا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار [وبئس المصير] ومن خذل عليا خذله - الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه، ولقنه حجته عند المسألة، ثم قال عليه السلام: الحسن والحسين إماما امتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة، و وامهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين، ومن ولد الحسين تسعة أئمة، تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم مصيتي، إلى الله أشكو المنكرين (1) علل الشرايع: 1 - 218 والعيون - 273 وقد تقدم ص 146. (2) علل الشرايع: 1 - 233 والعيون 1 - 273.
[221]
لفضلهم، والمضيعين لحرمتهم بعدي، وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي، وأئمة امتي، ومنتقما من الجاحدين لحقهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (1). 385 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر، قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيد من خلق الله عز وجل، وأنا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش و جميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الامة، من عرفنا فقد عرف الله عز وجل ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل، ومن علي سبطا امتي وسيدا شباب أهل الجنة، الحسن والحسين ومن ولد الحسين تسعة أئمة، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم (2). 386 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، المظهر للدين، والباسط للعدل، قال الحسين عليه السلام فقلت له: يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن ؟ فقال عليه السلام: إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (3). 387 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح قال: قلت (1) كمال الدين: 260. (2) كمال الدين 261. (3) كمال الدين: 304.
[222]
للرضا عليه السلام: إنا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يرده الله عز وجل إليك من غير سيف، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك، فلقال: ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع، وحملت إليه الأموال، إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله عز وجل لهذا الأمر رجل خفي المولد و المنشأ غير خفي في نسبه (1). 388 - عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي عن الحسن بن محبوب، عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قال لي: لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، وكل حرى وحران، وكل حزين ولهفان. ثم قال عليه السلام: بابي وامي سمي جدي صلى الله عليه وآله وسلم وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس، يحزن لموته أهل الأرض والسماء، كم من حرى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسف حران حزين عند فقدان الماء المعين، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين (2). 389 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي عن محمد بن أحمد، عن محمد بن مهران، عن خاله أحمد بن زكريا قال: قال لي الرضا علي بن موسى عليهما السلام: أين منزلك ببغداد قلت: الكرخ قال: أما أنه أسلم موضع و لابد من فتنة صماء صيلم تسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي (3). 390 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال (1) كمال الدين: 370 وتقدم نحوه ص 218. (2) كمال الدين: 370 والعيون: 2 - 6. (3) كمال الدين: 371.
[223]
حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية، فقيل له: يا إبن رسول الله إلى متى ؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا، فقيل له: يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جورو يقدسها من كل ظلم [وهو] الذى يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه. يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه و هو قول الله عز وجل: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) (1). 391 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاى الرضا علي بن موسى عليهما السلام قصيدتي التي أولها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزى على النعماء والنقمات بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا، ثم رفع رأسه إلى فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ (1) كمال الدين: 371 وينابيع المودة: 537 والاية في سورة الشعراء: 4.
[224]
فقلت: لا يا مولاى إلا أنى سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا كما ملئت جورا. فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وأما (متى) فإخبار عن الوقت، فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك، فقال عليه السلام: مثله مثل الساعة التى (لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا يأتيكم إلا بغتة (1). 392 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم - رضى الله عنه - عن أبيه عن جده ابراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن على الخزائي - رضي الله عنه - على أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو فقال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك فقال عليه السلام: هاتها، فأنشدها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما بلغ إلى قوله: أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام وقال: صدقت يا خزاعي. فلما بلغ إلى قوله: إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن عليه السلام يقلب كفيه وهو يقول: أجل والله منقبضات. (1) كمال الدين: 372 وينابع المودة: 544 والاية في الاعراف: 187.
[225]
فلما بلغ إلى قوله: لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لارجو الأمن بعد وفاتي قال له الرضا عليه السلام: آمنك الله يوم الفزع الأكبر. فلما انتهى إلى قوله: وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنه الرحمن في الغرفات قال له الرضا عليه السلام: أفلا الحق بهذا الموضع بيتين بها تمام قصيدتك ؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام: وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الاحشاء بالحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذى بطوس قبر من هو ؟ فقال الرضا عليه السلام قبري، ولا تنقضي الايام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري في غربتي، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له. ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من انشاده القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار، فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية، فقال له: يقول لك مولاى: اجعلها في نفقتك، فقال دعبل: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي ورد الصرة وسأل ثوبا من ثياب الرضا عليه السلام جبة خز مع الصرة وقام للخادم: قل له: يقول لك [مولاي]: خذ هذه الصرة فانك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها فأخذ دعبل الصرة والجبة وانصرف (1). 393 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الأمر، فقال: أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني، وإن القائم هو (1) كمال الدين: 374 والعيون: 2 - 263.
[226]
الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان قويا في بدنه حتى لومد يده الى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام، ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء ثم يظهره فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1). 394 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن علي الانصاري، عن أبي الصلت الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: ما علامات القائم منكم، إذا خرج، قال: علاماته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله (2). 395 - الطوسى - رحمه الله - باسناده عن أحمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال أبو الحسن عليه السلام أما والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا أو تمحصوا حتى لم يبق منكم إلا الأندر ثم تلا (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (3) 396 - عنه - رحمه الله - بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن على الزيتوني وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام - في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة - أنه قال: لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض، وكم من مؤمن متأسف حران حزين عند فقد الماء المعين، كاني بهم أسر ما يكونون وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، يكون رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين، فقلت: وأى نداء هو ؟ قال: ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء صوتا منها ألا لعنة الله على الضالمين (1) كمال الدين: 376. (2) كمال الدين: 652. (3) غيبة الطوسى: 204 والاية في آل عمران: 137.
[227]
والصوت الثاني أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث - يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس - هذا أمير المؤمنين قد كر في هلاك الظالمين. وفي رواية الحميرى - والصوت الثالث بدن يرى في قرن الشمس يقول: إن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا (وقالا جميعا) فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء ويشفى الله صدور قوم مؤمنين (1). 397 - عنه - رحمه الله - عن الفضل، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إن من علامات الفرج حدثنا يكون بين الحرمين، قلت: وأى شئ يكون الحدث ؟ فقال: عصبية تكون بين الحربين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا (2). 398 - عنه، عن علي بن أسباط عن الحسن بن الجهم قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن الفرج فقال: ما تريد ؟ الاكثار أو أجمل لك ؟ فقال: أريد تجمله لي، فقال: إذا تحركت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان - أو ذكر غير كندة - (3). 399 - عنه - رحمه الله - عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبالحسن عليه السلام عن شئ من الفرج فقال أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج، قلت: لا أدري إلا أن تعلمني، فقال: نعم انتظار الفرج من الفرج، (4). 400 - الصدوق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثني الحسين بن أحمد بن الفضل إمام جامع أهواز قال: حدثنا بكر بن أحمد ابن محمد بن إبراهيم القصري غلام الخليل المحلمي قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى (5) عن على بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: لا يكون القائم إلا إمام ابن إمام ووصي ابن وصي (6). 401 - عنه - رحمه الله عن الاشنانى عن على بن محمد بن مهرويه عن الفراء، عن على بن (1) غيبة الطوسى، 268. (2) غيبة الطوسى: 272. (3) غيبة الطوسى: 272. (4) غيبة الطوسى: 276. (5) كذا وفيه خدف أو ارسال. (6) عيون الاخبار: 2 - 131.
[228]
موسى عليهما السلام عن آبائه، عن على عليه السلام قال: قال رسول الله عليه السلام: أفضل أعمال امت انتظار فرج الله (1). 402 - عنه عن الجعابى عن الحسن بن عبد الله التميمي عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا وذلك حين يأذن الله عزوجل له، ومن تبعه نجاو من تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج، فأنه خليفة الله عز وجل وخليفتي (2). 403 - عنه - رحمه الله - بهذا الاسناد عن على عليه السلام قال: قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تذهب الدنيا حتى يقوم رجل من ولد الحسين يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا (3). 404 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل، وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون (4). 405 - في البحار روي عن الرضا عليه السلام انه قال: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول العبد الصالح: (وارتقبوا إني معكم رقيب) (5). (1) العيون: 2 - 36. (2) العيون: 2 - 59. (3) العيون: 2: 66. (4) كمال الدين: 51. (5) البحار: 12 و 375.
[229]
(15) * (باب ما جاء عنه عليه السلام في بنى هاشم) * 406 - الكليني - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم، عن سليمان بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن علي ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام وامرأته وبنيه من أهل الجنة، ثم قال: من عرف هذا الأمر من ولد على وفاطمة عليهما السلام لم يكن كالناس (1). 407 - عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، قال: حدثنى الوشاء قال حدثنا أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لأبى الحسن عليه السلام: أخبرني عمن عاندك ولم يعرف حقك من ولد فاطمة، هو وسائر الناس سواء في العقاب ؟ فقال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: عليهم ضعفا العقاب (2). 408 - عنه، قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبى نصر، قال: سألت الرضا عليه السلام قلت له: الجاحد منكم ومن غيركم سواء ؟ فقال: الجاحد مناله ذنبان والمحسن له حسنتان (3). 409 - الحميري عن ابن أبى نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الصدقة تحل لبنى هاشم، فقال: لا ولكن صدقات بعضهم على بعض تحل لهم (4). 410 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن الريان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلى الرضا عليه السلام فقالوا إن قوما من أهل بيتك يتعاطون امورا قبيحة فلو نهيتهم عنها، فقال: لا أفعل، فقيل: ولم ؟ فقال: لأني (1 و 2) الكافي: 1 - 377. (3) الكافي: 1 - 378 وقرب الاساناد: 210. (4) قرب الاسناد: 217.
[230]
سمعت أبى يقول: النصيحة خشنة (1). 411 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب. قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الاصبهاني، قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة، ولو أتوني بذنوب أهل الأرض. معين أهل بيتي، والقاضى لهم حوائجهم عندما اضطروا إلهى، والمحب لهم بقلبه ولسانه والدافع عنهم بيده (2). 412 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: النظر إلى ذريتنا عبادة، فقيل له: يا ابن رسول الله النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي عبادة (3). 413 - وبهذا الاسناد قال عليه السلام: النظر إلى ذريتنا عبادة فقيل له يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبادة ما لم يقارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي (4). 414 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: حدثني ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لما جئ بزيد بن موسى أخا الرضا عليه السلام إلى المأمون - وقد خرج بالبصرة وأحرق دور العباسيين وذلك في سنة 199 فسمي زيد النار - قال له المأمون يا زيد خرجت بالبصرة وتركت أن تبدء بدور أعدائنا من بنى امية وثقيف وعدي وباهلة وآل زياد، وقصدت دور بنى عمك ؟ ! قال - وكان مزاحا - أخطأت (1) علل الشرايع: 2 - 269. (2) الخصال: 196 وتقدم نحوه عن العيون. (3) امالي الصدوق: 176. (4) عيون الاخبار: 2 - 51.
[231]
يا أمير المؤمنين من كل جهة، وإن عدت بدأت بأعدائنا، فضحك المأمون وبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام وقال: قد وهبت جرمه لك، فلما جاؤا به عنفه وخلى سبيله وحلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش (1). 415 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنهم - قالوا حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني ياسر أنه خرج زيد بن موسى اخو أبى الحسن عليه السلام بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يمسى زيد النار فبعث إليه المأمون فاسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون: اذهبوا به إلى أبي الحسن، قال ياسر: فلما ادخل عليه. قال له أبو الحسن عليه السلام: يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة عليهما السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار، ذلك للحسن والحسين وخاصة، إن كنت ترى أنك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر عليهما السلام أطاع الله ودخل الجنة فأنت أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر عليهما السلام والله ما ينال أحدما عند الله عز وجل إلا بطاعة وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت. فقال له: زيد: أنا أخوك وابن أبيك، فقال أبو الحسن عليه السلام أنت أخى ما أطعت الله عز وجل، إن نوحا عليه السلام قال: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) فقال الله عز وجل: (يا نوح إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح) فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته (2). 416 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو على أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه أن إسماعيل قال للصادق عليه السلام يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا فقال عليه السلام: (ليس بامانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) (3). (1) عيون الاخبار: 2 - 232. (2) المصدر: 2 - 244 والاية في هود: 45: (3) المصدر: 2 - 234 - والاية في النساء: 123.
[232]
417 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقول: يا زيد اتق الله فأنه بلغنا ما بلغنا بالتقوى، فمن لم يتق الله ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه، يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك. يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دمائهم وأموالهم لمحبتهم. لنا واعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وبطلت حقك. قال الحسن ابن الجهم: ثم التفت عليه السلام إلي فقال لي: يا ابن الجهم من خالف دين الله فابر أمنه كائنا من كان من أي قبيلة كان، ومن عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان، فقلت له: يا ابن رسول ومن الذي يعادى الله تعالى قال: من يعصيه (1). 418 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الشاذاني - رضي الله عنه - قال أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم ومن خذل عادلا فهو ظالم، إنه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبنى عبد المطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون (2). 419 - عنه - رحمه الله - عن الجعابى، عن الحسن بن عبد الله التميمي عن على بن موسى عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال لبنى هاشم: أنتم المستضعفون بعدي (3). (1) عيون الاخبار: 2 - 235. (2) المصدر: 2 - 235 والاية في سورة المؤمنون: 101 - 103. (3) المصدر: 2 - 61.
[233]
(16) * (باب نوادر ما ورد عنه عليه السلام في الامامة) * 420 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن عبد الله بن جندب، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه كتب إليه في رسالة أن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم (1). 421 - الحميري قال: حثدنا معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء عليه السلام فسلم فقال عليه السلام إن الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأبى الله إلا أن يتم نوره وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله حين مضى أبو الحسن عليه السلام فأبى الله إلا أن يتم نوره، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما من عليكم به إن جعفرا كان يقول فمستقر ومستودع، فالمستقر ما ثبت من الإيمان والمستودع المعار، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما من به عليكم (2). 422 - عنه عن معاوية بن حكيم عن البزنطي قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: للناس في المعرفة صنع قال: لا قلت: لهم عليها ثواب قال: يتطول عليهم بالثواب كما يتطول عليهم بالمعرفة (3). 423 - عنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: الامام إذ أوصى إلى الذى يكون من بعده بشئ ففوض إليه فيجعله حيث يشاء أو كيف هو ؟ قال: إنما يوصى بأمر الله عزوجل، فقال له: انه قد حكي عن جدك قال: أترون أن هذا الأمر إلينا نجعله حيث نشاء، لا والله ما هو إلا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فرجل مسمى فقال: (1) بصائر الدرجات: 173. (2 و 3) قرب الاسناد: 202.
[234]
فالذي قلت لك من هذا (1). 424 - عنه، قال البزنطي: وسألته أن يدعو الله عز وجل لامرأة من أهلنا بها حمل فقال: قال أبو جعفر عليه السلام: الدعاء ما لم يمض أربعة أشهر فقلت له: إنما لها أقل من هذا، فدعالها، ثم قال: إن النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما وتكون علقة ثلاثين يوما وتكون مضغة ثلاثين يوما، وتكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوما، فإذا تمت الأربعة أشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه أجله وشقيا أو سعيدا (2). 425 - عنه عن البزنطي قال قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون: نسمع الأثر يحكى عنك وعن آبائك فنقيس عليه ونعمل به، فقال: سبحان الله لا والله ما هذا من دين جعفر عليه السلام هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا قد خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا، فأين التقليد الذى كانوا يقلدون جعفرا وأبا جعفر عليهما السلام قال جعفر: لا تحملوا على القياس فليس من شئ يعدله القياس إلا والقياس يكسره (3) فقلت له جعلت فداك وهم يقولون في الصفة، فقال لي هو ابتداء: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما اسرى به أوقفه جبرئيل موقفا لم يطأه أحد قط فمضى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأراه الله من نور عظمته ما أحب فوقفه على التشبيه فقال: سبحان الله دع ذالا ينفتح عليك أمر عظيم (4). 426 - الكليني - رحمه الله عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال كنت أنا وابن فضال جلوسا إذ أقبل يونس فقال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود قال: فقال لي: يا يونس ما تراه ؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك، قال: قلت: ما أدري قال: لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة، قال: فقام ابن فضال فقبل رأسه وقال: رحمك الله يا أبا محمد لا تزال تجئ بالحديث الحق الذي يفرج الله به عنا (5). 427 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن محمد العلوي، قال: أخبرنا أحمد (1 و 2) قرب الاسناد: 206 يعنى الذى قلت لك من الجواب عهد منه صلى الله عليه وآله. (3) يعنى قياس يصدقه ويقيمه وقياس آخر يكسره. (4) قرب الاسناد: 209. (5) الكافي: - 288.
[235]
ابن محمد الهمداني، قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن جعفر عن الرضا عليه السلام قال: أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمى بها فقال: بعدا وسحقا، فقيل له يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان ملحقا زعاقا (1). 428 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة - رحمه الله - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2). 429 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن - إبراهيم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لاعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا (3). 430 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن فضال قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عايبا أو أكرم لنا مخالفا فليس منا ولسنا منه (4). 431 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن الرضا عليه السلام أنه قال: من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله، ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى وحق على الله عز وجل أن يدخله في نار جهنم (5). (1) علل الشرايع: 2 - 148 والزعاق: المر. (2) امالي الصدوق: 217 والعيون: 2 - 52. (3) صفات الشيعة: 45. (4 و 5) صفات الشيعة: 49.
[236]
432 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، قال: رأى أمير المؤمنين عليه السلام رجلا من شيعته من بعد عهد طويل وقد أثر السن فيه وكان يتجلد في مشيته فقال عليه السلام: كبر سنك يا رجل قال في طاعتك يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: أجد فيك بقية قال: هي لك يا أمير المؤمنين (1). 433 - عن - رحمه الله - قال حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقى بفيد بعد منصرفي من حج بيت الله الحرام في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن جعفر المدني قال: حدثني علي بن محمد بن مهرويه القزويني، قال: حدثنى داود بن سليمان قال: حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل حكمنا فيها، فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته بينه وبيننا كنا أحق من عصى وصفح (2). 434 - عنه عن الجعابى عن التميمي عنه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضع يوم القيامة منابر حول العرش لشيعتي وشيعة أهل بيتي، المخلصين في ولايتنا ويقول الله عز وجل: هلموا يا عبادي إلي لأنشرن عليكم كرامتي فقد اوذيتم في الدنيا (3). 435 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ترد شيعتك يوم القيامة رواء غير عطاش، ويرد عدوك عطاشا يستسقون فلا يسقون (4). 436 - عنه بهذا الاسناد عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: بشر شيعتك اني الشفيع لهم يوم لا ينفع إلا شفاعتي (5). (1) عيون الاخبار: 1 - 302. (2) المصدر: 2 - 57. (3) المصدر: 2 - 60. (4) المصدر: 2 - 60. (5) المصدر: 2 - 68.
[237]
437 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري، قال: حدثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الفريابي من قرى الفارياب، قال: حدثنا زيد بن محمد البغداي، قال: حدثنا علي بن احمد العسكري، قال: حدثنا عبد الله بن داود ابن قبيصة الانصاري، عن موسى بن علي القرشي، عن أبي الحسن الرضا عليه لسلام قال: رفع القلم عن شيعتنا فقلت: يا سيدى كيف ذلك ؟ قال: لأنهم اخذ عليهم العهد بالتقية في دولة الباطل يأمن الناس ويخوفون و يكفرون فينا ولا نكفر فيهم، ويقتلون بنا ولا نقتل بهم، ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنبا أو خطأ إلا ناله في ذلك غم يمحص عنه ذنوبه ولو أنه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر و بعدد الحصى والرمل وبعدد الشوك والشجر، فان لم ينله في نفسه ففى أهله وماله، فان لم ينله في أمر دنياه وما يغتم به تخايل له في منامه ما يغتم به فيكون ذلك تمحيصا لذنوبه (1). 438 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن أحمد بن علي الانصاري، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات، يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبى مرسل (2). 439 - عنه عن أبيه رضي الله عنه عن الحسن بن أحمد المالكى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وفضلكم أهل البيت وهى من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم، أفندين بها، فقال: يا ابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فان كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس ثم قال الرضا عليه السلام: يا ابن أبي محمود أن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام، أحدها الغلو وثانيها لا تقصير في أمرنا وثالثها (1) عيون الاخبار: 2 - 236 (2) المصدر: 1 - 7.
[238]
التصريح بمثالب أعدائنا. فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عز وجل: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (1) يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا، فانه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، إن أدني ما يخرج به الرجل من الايمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه، يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة (2). 440 - عنه عن الجعابى، عن الحسن بن عبد الله التميمي، عن الرضا (3) عن آبائه عليهم السلام عن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من جاء، يريد أن يفرق الجماعة ويغصب الامة أمرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه. فإن الله عز وجل قد أذن ذلك (4). 441 - الطوسى - رحمه الله - قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو حفص عمر ابن محمد قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازى قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي على بن الحسين قال: حدثنى أبى الحسين بن علي قال حدثني أبي امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المتعرض عليهم والساب لهم، اولئك لا خلاق لهم في الاخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (5). 442 - عنه، عن محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن على بن الحسين البصري البزاز، قال: حدثنا أبو على أحمد بن علي بن مهدي، عن أبيه عن الرضا علي بن موسى (1) الانعام: 108. (2) عيون الاخبار: 1 - 304. (3) كذا في النسخ المطبوعة. (4) المصدر: 2 - 62. (5) امالي الطوسى: 1 - 165.
[239]
عن أبيه عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حبنا أهل البيت يكفر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإن الله تعالى ليحمل عن مجينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلا ما كان منهم فيها على إصرار وظلم للمؤمنين، فيقول للسيئات: كوني حسنات (1). 443 - في كتاب مواليد الأئمة باسنده عن نصر بن علي الجهضمي قال: قال الرضا عليه السلام ومضى علي بن الحسين عليهما السلام وهو ابن ست وخمسين سنة في عام خمس وتسعين من الهجرة وكان مولده سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفات أمير المؤمنين عليه السلام بسنتين، وأقام مع أبي محمد (2) عشر سنين ومع أبي عبد الله عشر سنين وبعدهم أربعا وثلاثين سنة (3). 444 - وباسناده قال: الرضا عليه السلام ومضى أبو جعفر عليه السلام وهو ابن ست وخمسين سنة في عام مائة وأربع عشرة من الهجرة وكان مولده قبل مضي الحسين عليه السلام بثلاث سنين ومقامه مع أبيه خمس وثلاثين سنة إلا شهرين، وبعد أن مضى أبوه سبع عشرة سنة (4). 445 - وباسناده قال: قال الرضا عليه السلام: ومضى أبو عبد الله: جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وهو ابن خمس وستين سنة في عام ثمان وأربعين ومائة وكان مولده سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، وكان مقامه مع أبيه ثمان سنين (5) بعد مضي جده علي بن الحسين عليهما السلام اثنى عشرة سنة ومع أبيه أربع عشرة سنة وأقام بعد أبيه إحدى وثلاثين سنة (5). 446 - الراوندي - رحمه الله - قال: ومنها ان أبا الصلت الهروي روى عن الرضا عليه السلام أنه قال: قال لى أبى موسى عليه السلام كنت جالسا عند أبي إذ دخل علينا بعض أوليائنا فقال: بالباب ركب كثير يريدون الدخول عليك، فقال لي: انظر من بالباب ؟ فنظرت إلى جمال كثيرة عليها صناديق ورجل راكب فرسا، فقلت: من الرجل، فقال: رجل من (1) امالي الطوسى: 1 - 166. (2) يعنى امام الحسن السبط عليه السلام. (3 و 4) موالدى الائمة: 4 - 5. (5) مواليد الائمة: 5 والحديث مضطرب.
[240]
السند والهند أردت الامام جفعر بن محمد عليهما السلام، فأعلمت والدي بذلك، فقال: لا تأذن للنجس الخائن، فأقام بالباب مدة مديدة فلم يؤذن له، فتشفع يزيد بن سليمان فأذن له فدخل الهندي وجثى بين يديه. فقال: أصلح الله الإمام أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها بعثني إليك بكتاب مختوم ولى بالباب حول لم يؤذن لي فما ذنبي أهكذا تفعل أولاد الانبياء، قال: فطأطأ رأسه ثم قال: ولتعلمن نبأه بعد حين، قاموسي: فأمرني أبي بأخذ الكتاب ففكه فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم إلي جعفر بن محمد الصادق الطاهر من كل رجس من ملك الهند أما بعد فقد هداني الله على يديك وانه أهدي إلي جارية له أر أحسن منها ولم أجد أحدا يستأهلها غيرك فبعثتها إليك مع شئ من الحلي والجوهر والطيب. ثم جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة واخترت من الألف مائة واخترت من المائة عشرة ومن العشرة واحدا وهو ميزاب بن حباب لم أر أوثق منه فبعثت على يديه هذه الهدية، فقال الصادق عليه السلام: ارجع.... فما كنت بالذي أتقبلها لأنك خائن فيما أئتمنت عليه، فحلف أنه ما خان، فقال عليه السلام: إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: أو تعفيني من ذلك قال: اكتب إلى صاحبك بما فعلت قال: الهندي إن كنت فعلت شيئا فاكتب وكان عليه فروة فأمره بخلعها. ثم قام الإمام عليه السلام فصلى ركعتين ثم سجد قال موسى عليه السلام: فسمعته في سجوده يقول: اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، أن تصلى علي محمد وآل محمد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وأن تأدن لفروة هذا الهندي أن تتكلم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائك ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت فيزدادوا إيمانا مع ايمانهم، ثم رفع رأسه فقال أيها الفروة تكلم بما تعلم من هذا الهندي قال موسى عليه السلام: فانتفضت الفروة وصارت كالكبش وقالت يا ابن رسول الله ائتمنه الملك علي هذه الجارية وما معها وأوصاه بحفظها حتى صرنا إلى بعض الصحاري أصابنا - 15 -
[241]
المطر وابتل جميع ما معنا، ثم احتبس المطر وطلعت الشمس فنادى خادما كان مع الجارية يخدمها اسمه بشر: لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام ودفع إليه دراهم و دخل الخادم المدينة فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها إلى مضرب قد نصب له في الشمس. وخرجت وكشفت عن ساقيها إذ في الارض وجعل ينظر هذا الخائن إليها فوقعت من نفسه إليها وراودها عن نفسها فأجابته وفجربها فخر الهندي علي الأرض وقال ارحمني فقد أخطأت واعترف بذلك، ثم عاد الكبش فروة كما كانت وأمره أن يلبسها: فلما ألبسها انضمت في حلقه فخنقته حتى اسود وجهه، فقال الصادق عليه السلام: أيها الفروخل عنه حتى يرجع إلى صاحبه فيكون هو أولى به منا، فانحل الفرو وقال: خذ هديتك وارجع إلي صاحبك، فقال الهندي: الله الله يا مولاى في فإنك إن رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي فانه شديد العقوبة، قال: أسلم حتى اعطيك الجارية فأبى فقبل الهدية ورد الجارية. فلما رجع إلى الملك رجع الجواب إلى أبي بعد أشهر فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمد الامام من ملك الهند أما بعد فقد كنت أهديت إليك جارية فقبلت مني ما لاقيمة له ورددت الجارية، فأنكر ذلك قلبي وعلمت أن الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة فنظرت إلى الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتابا وأعلمته أنه قد أتاني منك وقد عرفت الخيانة وحلفت أن لا ينجيه إلا الصدق، فأقر بما فعل وأقرت الجارية مثل ذلك، واخبرت بما كان من الفرو وتعجبت من ذلك وضربت عنقها وعنقه، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله واعلم أني واصل علي أثر الكتاب، فما أقام مدة يسيرة حتى جاء إلى أبي وأسلم ملك الهند وحسن إسلام (1). 447 - عنه قال: ومنها ما روي عن الرضا عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل إلى جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشي بك إلى المنصور و (1) الخرائج: 199.
[242]
ذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس لتخرج عليهم، فتبسم وقال: يا عبد الله لا ترع فان الله إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتى يثبتها أقعد معي حتى يأتيني الطلب فتمضى معي إلى منازل منصور حتى تشاهد ما يجرى من قدرة الله التي لا معزل عنها لمؤمن، فجاؤا وقالوا: أجب أمير المؤمنين. فخرج الصادق عليه السلام: ودخل وقد امتلأ المنصور غيظا وغضبا، فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين، تريد أن تفرق جماعتهم وتسعى في هلكتهم و تفسد ذات بينهم، فقال الصادق عليه السلام: ما فعلت شيئا من هذا قال: فهذا فلان يذكر أنك فعلت ذلك وأنه أحد من دعوته إليك، فقال: إنه كاذب، فقال المنصور: إني أحلفه، فان حلف كفيت نفسي مؤنتك، فقال الصادق عليه السلام: إنه إذا حلف كاذبا باء باثم، فقال المنصور لحاجبه: حلف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا يعنى الصادق عليه السلام. فقال الحاجب: قل والله الذي لا إله إلا هو وجعل يغلظ عليه اليمين، فقال الصادق عليه السلام: لا تحلفه هكذا فاني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه ويصفه بصفاته الحسن فتأتي تعظيمه لله على إثم كذبه في يمينه فيتأخر عنه البلاء، ولكن دعني احلفه باليمين التى حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه، فقال المنصور: فحلفه إذا يا جعفر، فقال الصادق عليه السلام للرجل،: قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله وقوته ولجأت إلى حولي وقوتي، فقالها الرجل، فقال الصادق عليه السلام اللهم إن كان كاذبا فأمته فما استتم كلامه حتى سقط الرجل ميتا واحتمل ومضى به وسرى على المنصور وأقبل المنصور على الصادق وسأله عن حوائجه. فقال: مالى حاجة إلا الاسراع إلى أهلي فان قلوبهم بي متعلقة: قال المنصور ذلك إليك فافعل ما بدالك فخرج من عنده مكرما قد تحير فيه المنصور، فقال قوم رجل فاجأه الموت ما أكثر ما يكون هذا وجعل الناس يخوضون في أمر ذلك الميت و ينظرون إليه، فلما استوى على سريره وجعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذام له وحامد اذ قعد عليهم الرجل وكشف عن وجهه، ثم قال: أيها الناس إني لقيت ربي
[243]
بعد كم فتلقاني بالسخط واللعنة واشتد غضب ربانيته على للذي كان مني على جعفر ابن محمد الصادق عليهما السلام، فاتقوا الله ولا تهلكوا فيه كما هلكت ثم أعاد كفنه على وجهه وعاد في موته، فرأوه لا حراك فيه وهو ميت، فدفنوه وبقوا حائرين في ذلك (1). 448 - المفيد - رحمه الله - بإسناده عن أحمد وعبد الله إبنا محمد بن عيسى، عن معمر ابن خلاد، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذة بالقذة (2). 449 - القندوزى عن الديلمى رفعه عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن علي عليه السلام أن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم (3). 450 - ورام بن أبي فراس رفعه عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: كنت مع الرضا عليه السلام لما وصل إلى نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علما نيسابور في استقباله فلما صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته فقالوا: يا ابن رسول حدثنا بحق آبائك الطاهرين حدثنا عن آبائك علهيم السلام فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز. قال: حدثني أبى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنة، عن امير - المؤمنين عليهم السلام عن رسول الهل صلى الله عليه وآله وسلم قال: أخبرني الروح الأمين عليه السلام عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه قال: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها فانه دخل حصني ومن دخل حصنى أمن من عذابي، قالوا: يا ابن رسول الله ما إخلاص الشهادة ؟ قال: طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته عليهم السلام (4). 451 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن على بن الشاه، عن ابى بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، عن ابى القاسم عبد الله بن احمد الطائى عن أبيه عن على بن موسى عن (1) الخرائج 244. (2) الاختصاص: 279. (3) ينابيع المودة: 332. (4) تنبيه الخواطر 2 - 74.
[244]
آبائه عليهم السلام عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتانى جبرئيل عليه السلام عن ربي تبارك وتعالى وهو يقول: إن ربك يقرئك السلام ويقول: يا محمد بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة، فان لهم عندي جزاء الحسنى، وسيدخلون الجنة (1). 452 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا عن محمد بن أبي سلمة عن الحسن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: أشكو جفاء أهل واسط وحملهم على وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني. فوقع بخطه ان الله تعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا.. الآية) (2). 453 - العياشي باسناده عن عبد الله بن جندب عن الرضا عليه السلام قال: حق على الله أن يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (3). 454 - محمد بن المشهدي في مزاره عن عبد الله بن جعفر الدوريستى، وشاذان بن جبرئيل القمي باسنادهما إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام أنه قال في حديث: ومن تولى لمحبنا فقد أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافاته على جدنا محمد (4). 455 - ابن شعبة الحرانى - رحمه الله - مرسلا وقال معمر بن خلاد للرضا عليه السلام عجل الله تعالى فرجك، فقال عليه السلام: يا معمر ذاك فرجكم أنتم، فأما أنا والله ما هو إلا مزود فيه كف سويق مختوم بخاتم (5). 456 - عنه - رحمه الله - قال الرضا عليه السلام لأبى هاشم داود بن القاسم الجعفري، يا داود إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله وإن لكم علينا حقا، فمن عرف حقنا وجب حقه، ومن لم يعرف حقنا فلا حق له (6). (1) عيون الاخبار: 2 - 33. (2) روضة الكافي الحديث 346. (3) تفسير العياشي: 1 - 256. (4) مستدرك الوسائل: 2 - 410. (5 و 6) تحف العقول: 329.
[245]
457 - عنه - رحمه الله - باسناده وقال له ابن السكيت: ما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال عليه السلام: العقل، يعرف به الصادق على الله فيصدقه، والكاذب على الله فيكذبه فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب (1). 458 - جامع الاخبار مرسلا عن الرضا عليه السلام باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة لا يزول العبد قدما عن قدم حتى يسئل عن أربعة أشياء، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت (2). 459 - الطوسي - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمد قراءة قال: حدثنا أحمد بن يحيى الضبي قال: حدثنا موسى بن القاسم، عن على بن جعفر، عن علي بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر من صلب آدم حتى أخرجنا من صلب أبينا فسبقته بفضل هذه على هذه - وضم بين السبابة والوسطى - وهو النبوة فقيل له: ومن هو يا رسول الله ؟ قال: علي بن أبي طالب (3). 460 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرنا علي بن محمد العلوي، قال: حثدني جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى بن أبيه، عن جده، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة، إلا نسبي وسببي (4). 461 - عنه بهذا الاسناد عن على بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني بعدك ؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (5). 462 - عنه بهذا الاسناد عن على بن موسى عن أبى الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمد (6) (1) تحف العقول: 331. (2) جامع الاخبار: 204. (3) امالي الطوسى: 1 - 350. (4) امالي الطوسى: 1 - 350. (5 و 6) امالي الطوسى: 1 - 352.
[246]
عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام أول من أسلم. 463 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد، عمن رواه، عن صالح بن النضر عن يونس، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: في الايام حتى ذكر يوم الخميس، فقال: هو يوم تعرض فيه الأعمال على الله وعلى الرسول وعلى الائمة عليهم السلام (1). 464 - الصدوق عن المفسر الجرجاني عن احمد بن الحسن عن أبى محمد عليه السلام، عن ابيه عن جده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الاستعداد للموت ؟ قال: أداء الفرائض واجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالى أن وقع على الموت أو الموت وقع عليه، الله ولا يبالي ابن أبي طالب ان وقع على الموت أو الموت وقع عليه (2). 465 - عنه عن الفقيه المروزى عن ابى بكر بن محمد بن عبد الله عن عبد الله بن احمد الطائي عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول لله صلى الله ليه وآله وسلم ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم (3). 466 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا عن أبيه عن آبائه علهيم السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتلنا مع الدجال (4). 467 - عنه عن الجعابي، عن التميمي الرازمى عن الرضا عن آبائه عن علي علهيم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (5). 468 - الكشى عن حمدويه قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني الحسن ابن القاسم قال: حضر بعض ولد جعفر عليه السلام الموت فأبطأ عليه الرضا عليه السلام قال: فغمني ذلك لإبطائه على عمه محمد، قال: ثم جاء فلم يلبث أن قام، قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها تقوم وتدعه، فقال: أين تدفن فلانا - يعني الذي هو عندهم - قال: فو الله ما لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان (1) بصائر الدرجات: 428. (2) عيون الاخبار: 1 - 297. (3) العيون: 2 - 32. (4) المصدر: 2 - 47. (5) المصدر: 2 - 63.
[247]
عندهم صحيحا، قال الحسن بن الخشاب، فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك (1). 469 - أبو جعفر ابن المشهدي باسناده عن محمد بن علي بن عثمان قال: خرجت من الهزيمة مع عبد الله بن عزيز، فلما صرت بطوس أتيت قبر أبى الحسن عليه السلام، فإذا أنا بشيخ كبير هرم، فسألني عن أهل الري فأخبرته بما نالهم وبما رأيت فيهم وبهدم السور، فقال: حدثني صاحب هذا القبر عن أبيه عن جده، عن آبائه عن النبي عليهم السلام أنه قال: كأنى بأهل الري قد وليهم رجل يقال له: عبد الله بن عزيز فيوسر فيؤتى طبرستان فيضرب عنقه في يوم النحر ويرفع رأسه إلى خشبة ويطرح بدنه في بئر، قال: خرجت إلى الري وابن عزيز في البلد، فحدثته الحديث فتغير وجهه، وقال لي: قد يكون اسم يوافق اسما، وأرجو أن تكفيني، ولابد من مناصحة من استكفانا أمره، قال: فكرهت ذلك وندمت على قولي، حتى تبين ذلك في وجهي، فقال: لا عليك قد أديت ما سمعت، فما عدت إليه حتى نزل به ما حدث به (2). 470 - عنه، عن محمد بن سنان قال: سئل علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن الحسين ابن على أنه قتل عطشان، قال: من أين ذلك وقد بعث الله إليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة وهبطوا إليه وقالوا: الله ورسوله يقرئان عليك السلام ويقولان: اختر، إن تسأل ما تختار الدنيا بأسرها وما فيها فملتك (3) من كل عدو لك، أو الرفع إلينا، فقال الحسين عليه السلام: وعلى رسول الله السلام، بل الرفع إليه ودفعوا إليه شربة من ماء فشربها فقالوا له: أما أنك لا تظمأ بعدها ابدا (4). 471 - وعنه عن الرضا عليه السلام قال: هبط على الحسين عليه السلام ملكا وشكا إليه أصحابه العطش، فقال: إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول: لك من حاجة ؟ فقال الحسين: هو السلام ومن أبي السلام وقد شكا إلى أصحابه وهو أعلم به مني من العطش فأوحى الله تعالى إلى الملك قل للحسين: خط لهم بإصبعك خلف ظهرك، فخط الحسين (1) رجال الكشى: 510. (2) الثاقب في المناقب مخطوط. (3) كذا. (4) الثاقب في المناقب مخطوط.
[248]
باسبعه السبابة فجرى نهر أبيض من اللبن وأحلى من العسل فشرب منه وأصحابه فقال الملك: يا ابن رسول الله تأذن لي أن أشرب منه فانه لكم خاصة وهو الرحيق المختوم الذي ختامه مسك، فقال الحسين عليه السلام: إن كنت تحب أن تشرب منه فدونك (1). * (باب نادر في أعلام الرضا عليه السلام) * 427 - في البحار عن الراوندي روى محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يحيى قال: زودتني جارية لي ثوبين ملحمين، وسألتني احرم فيهما،، فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة، فلما انتهيت إلى الوقت الذي ينبغى أن احرم فيه دعوت بالثوبين لألبسهما ثم اختلج في صدري فقلت: ما أظنه ينبغي لي أن ألبس ملحما وأنا محرم، فتركتهما ولبست غيرهما، فلما صرت بمكة كتبت كتابا إلى أبى الحسن، وبعثت إليه بأشياء كانت عندي، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن الملحم فلم ألبث أن جاء الجواب بكل ما سألته عنه، وفي أسفل الكتاب لا بأس بالملحم أن يلبسه المحرم (2). 473 فيه عنه قال على بن الحسين بن يحيى كان لنا أخ يرى رأى الارجاء يقال له: عبد الله، وكان يطعن علينا فكتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أشكوه إليه وأسأله الدعاء، فكتب إلى سيرجع حاله إلى ما تحب وأنه لن يموت إلا على دين الله، وسيولد من ام ولد له غلام، قال علي بن الحسين بن يحيى فما مكثنا إلا أقل من سنة حتى رجع الى الحق فهو اليوم خير أهل بيتي وولد له بعد أبي الحسن من ام ولده تلك غلام (3). 474 - وعنه قال: روي عن أبي محمد المصري، عن أبي محمد الرقي قال: دخلت على الرضا عليه السلام: فسلمت عليه فأقبل يحدثني ويسألني أذ قال لي: يا محمد ما ابتلى الله عبدا مؤمنا (1) الثاقب في المناقب: مخطوط وقال أبو جعفر محمد الجرجاني مؤلف كتاب الثاقب: وقد كتبت الخبرين من الجزء السادس والثمانين من كتاب البستان من تصنيف محمد بن احمد بن على بن الحسين بن شاذان. (2) البحار: 49 - 50. (3) البحار: 49 - 51.
[249]
ببلية فصبر عليها إلا كان له مثل أجر شهيد، قال: ولم يكن قبل ذلك في شئ من ذكر العلل والمرض والوجع، فأنكرت ذلك من قوله وقلت: ما أخجل هذا فيما بني وبين نفسي، رجل أنا معه في حديث قد عنيت به إذ حدثني بالوجع في غير موضعه. فودعته وخرجت من عنده، فلحقت بأصحابي وقد رحلوا فاشتكيت رجلي من ليلتى فقلت: هذا مما عبت، فلما كان من الغد تورمت، ثم أصبحت وقد اشتد الورم، فذكرت قوله عليه السلام، فلما وصلت إلى المدينة جرى فيها القيح وصار جرحا عظيما لا أنام ولا أنتم (1) فعلمت أنه حدث بهذا الحديث لهذا المعنى، وبقيت بضعة عشر شهرا صاحب فراش، قال الراوى ثم أفاق، ثم نكس منها ومات (2). 475 - عنه - روى عن احمد بن عمرة قال: خرجت الى الرضا عليه السلام وامرأتي حبلى فقلت له: إني قد خلفت أهلي وهى حامل. فادع الله أن يجعله ذكرا فقال لي: وهو ذكر فسمه عمر فقلت نويت أن أسميه عليا وأمرت الأهل به قال عليه السلام: سمه عمر، فوردت الكوفة وقد ولد لي ابن لي وسمي عليا فسميته عمر فقال لي جيراني: لا نصدق بعدها بشئ مما كان يحكى عنك، فعلمت أنه كان أنظر إلي من نفسي (3). 476 - عنه قال: روى بكر بن صالح قال: أتيت الرضا عليه السلام وقلت: امرأتي اخت محمد بن سنان بها حمل. فادع الله أن يجعله ذكرا، قال: هما اثنان قلت: في نفسي هما محمد وعلي بعد انصرافي، فدعاني وقال: سم وأحدا عليا واخرى ام عمرو، فقدمت الكوفة، وقد ولدي غلام وجارية في بطن، فسميت كما أمرني فقلت لامي: ما معنى ام عمرو، فقالت: إن امى كانت تدعى ام عمرو (4). 477 - عنه قال روي عن الوشاء عن مسافر قال: قلت للرضا عليه السلام: رأيت في النوم كأن وجه قفص وضع على الأرض فيه أربعون فرخا قال عليه السلام: إن كنت صادقا خرج منا رجل فعاش أربعين يوما، فخرج محمد بن إبراهيم طباطبا فعاش أربعين يوما (5). 478 - عنه (6) قال: وروي عن الوشاء قال: لدغتني عقرب فأقبلت أقول: يا رسول - (1) كذا. (2) البحار: 49 - 51. (3) البحار 49 - 52. (4 و 5) البحار: 49 - 52.
[250]
الله فأنكر السامع وتعجب من ذلك، فقال له الرضا عليه السلام: فو الله لقد رأى رسول الله. قال: وقد كنت رأيت في النوم رسول الله، ولا والله ما كنت أخبرت به أحدا (1). 479 - عنه قال: روي عن الوشاء، عن مسافر قال: قال لي أبو الحسن عليه يوما: قم فانظر في تلك العين حيتان ؟ فنظرت فإذا فيها، قلت: نعم قال: إني رأيت ذلك في النوم ورسول الله يقول لي: يا علي ما عندنا خير لك فقبض بعد أيام (1). 480 - عنه قال: روي عن صفوان بن يحيى قال: كنت مع الرضا عليه السلام بالمدينة مرمع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة. فقلت له عليه السلام: أما سمعت ما قال: هذا القاعد قال: نعم إنه مؤمن مستكمل الايمان، فلما كان من الليل دعا عليه فاحترق دكانه ونهب السراق ما بقى من متاعه فرأيت من الغد بين يدى أبي الحسن خاضعا مستكينا، فأمر له بشئ ثم قال: يا صفوان أما إنه مؤمن مستكمل الإيمان وما يصلحه غير ما رأيت (2). 481 - ابن شهر آشوب قال: أتى رجل من لود الأنصار بحقة فضة مقفل عليها وقال: لم يتحفك أحد بمثلها، ففتحها وأخرج منها سبع شعرات، وقال: هذا شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فميز الرضا عليه السلام أربع طاقات منها وقال: هذا شعره فقبل في ظاهره دون باطنه ثم إن الرضا عليه السلام أخرجه من الشبهة بأن وضع الثلاثة على النار فاحترقت، ثم وضع الاربعة فصارت كالذهب (3). 482 - عنه قال: لما نزل الرضا عليه السلام في نيسابور بمحلة فوزا أمر ببناء حمام و حفر قناة وصنعة حوض فوقه مصلى، فاغتسل من الحوض وصلى في المسجد فصار ذلك سنة، فيقال گرما به (رضا) و (آب رضا) و (حوض كاهلان) ومعنى ذلك أن رجلا وضع هميانا على طاقة واغتسل منه وقصد إلى مكة ناسيا، فلما انصرف من الحج أتى الحوض للغسل فرآه مشدودا. فسأل الناس عن ذلك، فقالوا: قد أوى فيه ثعبان، وقام على طاقة ففتحه الرجل ودخل في الحوض وأخرج هميانه، وهو يقول: هذا من معجز الإمام، فنظر بعضعهم (هامش) * (1) البحار: 49 - 54 وتقدم مع بيانه. (2) البحار: 49 - 55. (3) مناقب آل أبي طالب: 2 - 401.
[251]
إلى بعض وقال: (ايكاهلان) أن لا يأخذوها، فسمي بذلك (حوض كاهلان) وسمي المحلة (فوز) لأنه فتح أولا فصحفوها وقالوا: فوزا (1). 483 - الكشي قال: حدثني حمدويه قال: حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا علي بن خطاب - وكان واقفيا - قال: كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا عليه السلام ومعه بعض بني عمه فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمى، وقد أصابني عطش شديد، فقال الرضا عليه السلام لغلام له: شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام وجاء بماء في مشربة فتناوله، فشرب وصب الفضلة على رأسه من الحر ثم قال: املأ فملأ المشربة، ثم قال: اذهب فاسق ذلك هذا الشيخ، قال: فجاءني بالماء فقال لي: أنت موعوك ؟ قلت نعم، قال: فاشرب فشربت فذهبت والله الحمى. فقال لي: يزيد بن إسحاق: ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر ؟ قلت: يا أخي دعنا قال له يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب وكان واقفيا مثله، قال كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنبي إنسان ضخم آدم فقلت له: من الرجل فقال لي: مولى لبنى هاشم، قلت: فمن أعلم بني هاشم ؟ قال الرضا عليه السلام: قلت: فما باله لا يجئ عنه كما يجئ عن آبائه، فقال لي: ما أدري ما تقول ونهض وتركني. فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه إلى فقرأته فإذا خط ليس بجيد فإذا فيه يا إبراهيم إنك نجل عن آبائك، وإن لك من الولد كذا وكذا من الذكور، فلان وفلان - حتى عدهم بأسمائهم - ولك من البنات فلانة وفلانة - حتى عد جميع البنات بأسمائهن - وكانت بنت ملقبة بالجعفرية، قال: فخط على اسمها، فلما قرأت الكتاب قال لي: هاته قلت: دعه قال: لا، امرت أن آخذه منك، فدفعته إليه قال الحسن: وأجدهما ماتا على شكهما (2). 484 - عنه - رحمه الله - عن نصر بن الصباح قال: حدثني إسحاق بن محمد، عن محمد ابن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن مطر وزكريا اللؤلؤي، قالا: قال ابراهيم (1) مناقب آل ابى طالب: 2 - 402. (2) رجال الكشى: 398.
[252]
ابن شعيب: كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى جانبي رجل من أهل المدينة فحادثته مليا، وسألني من أنت فأخبرته أنى رجل من أهل العراق قلت له: فمن أنت قال: مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت له: لى إليك حاجة قال: وما هي ؟ قلت: توصل لي إليه رقعة قال: نعم إذا شئت. فحرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه بسم الله الرحمن الرحيم إن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي، قال: ثم ختمت الكتاب ودفعته إليه، فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، فقبضته وقرأته، فإذا في أسفل الكتاب بخط ردئ بسم الله الرحمن الرحيم يا إبراهيم إن من آبائك شعيبا وصالحا وإن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة غير أنه زاد اسما لا نعرفها، فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فابحث عنها (1) 485 - علي بن عيسى الإربلي قال: قال محمد بن طلحة من مناقبه عليه السلام إنه لما جعل المأمون الرضا عليه السلام ولي عهده وأقامه خليفته من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وردها إلى بني فا طمة على الجميع السلام فحصل عندهم من الرضا عليه السلام نفور، وكان عادة الرضا عليه السلام إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه يبادر من الحاشية إلى السلام عليه، ورفع الستر بين يديه ليدخل، فلما حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم وقالوا: إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه، ولا ترفعوا الستر له فاتفقوا على ذلك. فبيناهم قعود إذ جاء الرضا عليه السلام على عادته، فلم يملكوا أنفسهم أن سلموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وفوا على ما اتفقوا عليه وقالوا: النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له، فلما كان في ذلك اليوم جاء فقاموا و سلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا إلى رفع الستر، فأرسل الله ريحا شديدة دخلت في الستر فرفعته أكثر مما كانوا يرفعونه، ثم دخل فسكنت الريح فعاد ألى ما كان، فلما خرج (1) رجال الكشى: 399.
[253]
عادت الريح ودخلت في الستر فرفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر. فما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا: هل رأيتم قالوا: نعم فقال بعضهم لبعض يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان، فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم، فعادوا إلى ما كاتوا عليه وزادت عقيدتهم فيه (1). 486 - عنه قال: ومنها انه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية من سلاله فاطمة عليها السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها، فسمع بها علي الرضا عليه السلام فلم يعرف نسبها، فأحضرت إليه فرد نسبها وقال: هذه كذابة، فسفهت عليه وقالت: كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك، فأخذته الغيرة العلوية فقال عليه السلام لسلطان خراسان انزل هذه إلى بركة السباع يتبين لك الأمر وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع، فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يمسى ذلك الموضع بركة السباع. فأخذ الرضا عليه السلام بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال: هذه كذابة على علي وفاطمة عليهما السلام وليست من نسلهما، فإن من كان حقا بضعة من علي وفاطمة فإن لحمه حرام على السباع فألقوها في بركة السباع، فان كانت صادقة فإن السباع لاتقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع فلما سمعت ذلك منه قالت: فأنزل أنت إلي السباع، فإن كنت صادقا فإنها لا تقربك ولا تفترسك، فلم يكلمها وقام، فقال له ذلك السلطان: إلى أين ؟ قال إلى بركة السباع والله لأنزلن إليها فقام السلطان والناس والحاشية وجاؤا وفتحوا باب البركة. فنزل الرضا عليه السلام والناس ينظرون من أعلى البركة، فلما حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض على أذنابها، وصار يأتي واحد واحد، يمسح وجهه ورأسه وظهره، والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع، ثم طلع والناس يبصرونه، فقال لذلك السلطان، أنزل هذه الكذابة على علي وفاطمة ليتبين لك، فامتنعت فألزمها ذلك السلطان وأمر أعوانه بإلقائها، فمذ رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها، فاشتهر (1) كشف الغمة: 3 - 50.
[254]
اسمها بخراسان بزينب الكذابة وحديثها هناك مشهور (1). 487 - عنه من دلائل الحميري، عن سليمان الجعفري قال: قال لي الرضا عليه السلام اشتر لى جارية من صفتها كذا وكذا، فأصبت له جارية عند رجل من أهل المدينة كما وصف فاشتريتها ودفعت الثمن إلى مولاها وجئت بها إليه فأعجبته ووقعت منه، فمكثت أياما ثم لقيني مولاها وهو يبكى فقال: الله الله في لست أتهنأ العيش وليس لى قرار ولا نوم فكلم أبا الحسن يرد علي الجارية ويأخذ الثمن فقلت أمجنون أنت، أنا اجترء أن أقول له يردها عليك ؟ !. فدخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقال لي مبتدئا يا سليمان صاحب الجارية يريد أن أردها عليه ؟ قلت: إي والله قد سألني أن أسألك قال: فردها عليه وخذ الثمن، ففعلت ومكثنا أياما، ثم لقيني مولاها فقال: جعلت فداك سل أبا الحسن يقبل الجارية فانى لا أنتفع بها ولا أقدر أدنو منها، قلت: لا أقدر أبتدئه بهذا، قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال: يا سليمان صاحب الجارية يريد أن أقبضها منه، وأرد عليه الثمن قلت: قد سألني ذلك قال: فرد على الجارية وخذ الثمن (2). 488 - عنه قال: وعن الحسن بن علي الوشاء قال: قال فلان بن محرز بلغنا أن أبا عبد الله عليه السلام كان إذا أراد أن يعاود أهله الجماع توضأ وضوء الصلوة، فأحب أن تسأل أبا الحسن الثاني عن ذلك، قال الوشاء: فدخلت عليه فابتدأني من غير أن أسأله فقال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا جامع وأراد أن يعاود توضأ للصلوة، وإذا أراد أيضا توضأ للصلوة، فخرجت إلى الرجل فقلت: قد أجابني عن مسألتك من غير أن أسأله (3). 489 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: يا أبا هاشم كلم هذا الخادم بالفارسية فانه يزعم أنه يحسنها فقلت للخادم: (زانويت چيست) فلم يجبني فقال عليه السلام: يقول ركبتك. ثم قلت: (نافت چيست) فلم يجبني فقال: يقول: سرتك (4). (1) كشف الغمة: 3 - 74. (2) كشف الغمة: 3 - 133. (3) كشف الغمة 3 - 136. (4) بصائر الدرجات: 338.
[255]
490 - علي بن بابويه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن - النجاشي الأسدي، قال: قلت للرضا عليه السلام أنت صاحب هذا الأمر قال: إي والله على الإنس والجن (1). 491 - الصدوق - رحمه الله - يقال: إن الرضا عليه السلام لما دخل نيسابور نزل في محلة يقال له الفرويني، فيها حمام وهو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا وكانت هناك عين قد قل ماؤها فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر وكثر واتخذ خارج الدرب حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين، فدخله الرضا عليه السلام واغتسل فيه، ثم خرج منه فصلى على ظهره والناس ينتابون ذلك الحوض، ويغتسلون فيه ويشربون منه التماسا للبركة ويصلون على ظهره ويدعون الله عز وجل في حوائجهم فتقضى لهم وهى العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس إلى يومنا هذا (2). 492 - الحميري - رحمه الله - عن محمد بن عيسى، عن البزنطي، قال: كتبت إليه - يعنى الرضا عليه السلام - جعلت فداك إنه لم يمنعني من التعزية لك بأبيك إلا أنه كان يعرض في قلبى مما يروي هؤلاء، فأما الآن فقد علمت أن أباك قد مضى فآجرك الله في أعظم الرزية وحباك أفضل العطية، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم وصفت له حتى انتهيت إليه. فكتب: قال أبو جعفر عليه السلام: لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجرى لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة، والحلال والحرام [سواء] ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين فضلهما وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مات وليس له إمام حي يعرف مات ميتة جاهلية، وقال أبو جعفر: إن الحجة لا تقوم لله عز وجل على خلقه إلا بامام حتى يعرفونه. وقال أبو جعفر عليه السلام: من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله وينظر الله إليه فليتول آل محمد عليهم السلام ويبرء من عدوهم ويأتم بالإمام منهم (1) البحار: 49 - 109 ونقله هن كناب الامامة والتبصرة. (2) عيون الاخبار: 2 - 135.
[256]
فانه إذا كان كذلك، نظر الله إليه ونظر إلى الله، ولو لا ما قال أبو جعفر عليه السلام حين يقول: لا تعجلوا على شيعتنا، إن تزل لهم قدم ثبتت اخرى، وقال: من لك بأخيك كله لكان مني من القول في ابن ابى حمزة وابن السراج وأصحاب ابن أبن حمزة. أما ابن السراج فانما دعاه إلى مخالفتنا والخروج من أمرنا أنه عدا على مال لأبي الحسن عليه السلام عظيم فاقتطعه في حياة أبي الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه، والناس كلهم مسلمون ومجتمعون على تسلميهم الأشياء كلها إلى فلما حدث ما حدث من هلاك أبي الحسن عليه السلام اغتنم فراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إياى وتعلل، لعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذهابه به. وأما ابن أبي حمزة فانه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت علمه، فألقاه إلى الناس فلج فيه فكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها، ولم يؤت علمها، ورأى أنه إذا لم يصدق آبائي بذلك لما يدر لعل ما خبر عنه مثل السفياني وغيره إنه كائن لا يكون منه شئ، وقال لهم: ليس يسقط قول آبائه بشئ، ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ، ولكن قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه، فصار فتنة له وشبهة عليه، و فر من أمر فوقع فيه. وقال أبو جعفر عليه السلام: من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب، لأن لله عز وجل المشية في خلقه يحدث ما يشاء، ويفعل ما يريد، وقال: (ذرية بعضها من بعض) فآخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبر عنها بشئ منها بعينه أنه كائن فكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبروا، أليس في أيديهم أن أبا عبد الله عليه السلام قال: إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه (1). * * * تم كتاب الامامة ومناقب الائمة عليهم السلام ويتلوه كتاب الايمان والكفر إن شاء الله (1) قرب الاسناد: 203.
[257]
* (كتاب الايمان والكفر) * * (باب مراتب الايمان وصفات المؤمن) * 1 - الحميري، عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: الايمان له أربعة أركان: التوكل على الله عز وجل والرضا بقضائه، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله قال عبد صالح: (وافوض أمري إلى الله فوقيه الله سيئات ما مكروا) (1). 2 - عنه، عن البزنطى قال: سمعته يقول: جرى القلم بحقيقة الكتاب من الله بالسعادة لمن آمن واتقى والشقاوة من الله تبارك وتعالى لمن كذب وعصى (3). 4 - عنه - عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال الرضا عليه السلام: إن الله عز وجل قد هداكم ونور لكم وقد كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: إنما هو مستقر ومستودع، فالمستقر الثابت والمستودع المستعار، وتستطيع أن تهدي من أضل الله ؟ ! (4). 5 - البرقى - رحمه الله - عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لي: يا سليمان إن الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نوره، و صبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه، أبوه النور وامه الرحمة، فاتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله الذي خلق منه (5). (1) قرب الاسناد: 208. (2) قرب الاسناد: 208 والكافي: 2 - 52 - وفيه (الايمان فوق الاسلام). (3) قرب الاسناد: 208. (4) قرب الاسناد: 226.
[258]
6 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد بن بندار، عن ابراهيم بن إسحاق، عن سهل، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت الرضا يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فأما السنة من ربه فكتمان سره، قال الله عز وجل (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) (1) وأما السنة من نبيه فمداراة الناس، فان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بمداراة الناس فقال: (خذ العفو وأمر بالعرف) (2). وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء (3). 7 - عنه - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد جميعا عن الوشاء عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: الايمان فوق الإسلام بدرجة، والتقوى فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوى بدرجة، وما قسم في الناس شئ أقل من اليقين (4). 8 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: سألت أبا السحن الرضا عليه السلام عن الإيمان والإسلام، فقال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنما هو الإسلام، والايمان فوقه بدرجة، والتقوى فوق الايمان بدرجة، واليقين فوق التقوة بدرجة ولم يقسم بين الناس شئ أقل من اليقين، قال: قلت: فأى شئ اليقين ؟ قال: التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، قلت: فما تفسير ذلك ؟ قال: هكذا قال أبو جعفر عليه السلام (5). 9 - عنه - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي (1) الجن: 25 - 26. (2) الاعراف: 199. (3) الكافي: 2 - 241 وامالي الصدوق: 198 وزاد فيه (يقول الله عز وجل والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون) وكذا في الخصال: 82 ومعانى الاخبار: 184 وتحف العقول: 325. (4) والكافي: 2 - 51. (5) والكافي: 2 - 52.
[259]
الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: من فرج عن مؤمن فرج الله عن قلبه يوم القيامة (1). 10 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد بن عبد الله بن طاهر، قال كنت واقفا على أبى وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن محمد بن حنبل، فقال أبي ليحدثني كل رجل منكم بحديث، فقال أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا - وكان والله رضى كما سمي - عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليهم السلام قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: الإيمان قول وعمل، فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل: ما هذا الاسناد فقال له أبي: هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق (2). 11 - عنه - رحمه الله - قال: حدثني أبو أحمد محمد بن جعفر البندار، قال: حدثنا أبو العباس الحمادي، قال: حدثنا محمد بن عمر بن منصور البلخي بمكة، قال: حدثنا أبو يونس إحمد بن محمد بن يزيد بن عبد الله الجمحي، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن على بن الحسن، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالاركان (3). 12 - عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح الرازي، عن أبي الصلت الهروي، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الإيمان، فقال الايمان عقد بالقلب ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح، لا يكون الايمان إلا هكذا (4). (1) الكافي: 2 - 200. (2) الخصال 53. (3 و 4) الخصال: 178 - 179 قال الصدوق - رحمه الله - قال حمزة بن محمد رضى الله عنه وسمعت عبد الرحمان بن ابى حاتم، يقول: سمعت أبى يقول: وقد روى هذا الحديث عن ابى الصلت الهروي عبد السلام بن صالح عن على بن موسى الرضا باسناد مثله، قال أبو حاتم: لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرأ.
[260]
13 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن عبد الله العلوي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد البزاز، قال: حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبى موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الايمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان (1). 14 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا عن الصادق عليهم السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة، قال: يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال: يفرج عن المؤمن كربته، ولو بتمرة، فقال داود عليه السلام: حق على من عرفك أن لا يقطع رجاءه منك (2). 15 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد، عن عبيد بن هلال قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إني أحب أن يكون المؤمن محدثا، قال: قلت: وأي شئ المحدث ؟ قال: المفهم (3). 16 - عنه عن على بن أحمد بن عمران بن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن عبد الله العظيم بن عبد الله الحسنى عن إبراهيم بن أبى محمود قال: قال الرضا عليه السلام المؤمن: الذي إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر، والمسلم: الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده، ليس منا من لم يأمن جاره بوائقه (4). 17 - عنه عن الفقيه المروزى عن أبى بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن احمد الطائى عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المؤمن يعرف كما في السماء يعرف كما في السماء يعرف الرجل أهله وولده، وإنه لأكرم على الله من ملك مقرب (5). (1) الخصال: 179. (2) معاني الاخبار: 374 والعيون: 1 - 313. (3) عيون الاخبار: 1 - 307. (4) و (5) المصدر: 2 - 24 و 33.
[261]
18 - عنه بهذا الاسناد، قال: قال رسول الله عليه السلام: من بهت مؤمنا أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قاله فيه (1). 19 - عنه بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة قبضه إليه، قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: تجنبوا البوائق يمد لكم في الاعمار (2). 20 - عنه - رحمه الله - عن الجعابى عن الحسن بن عبد الله الرازي عنه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلوات الله عليه وآله انه قال: المؤمن ينظر بنور الله (3). 21 - عنه عن محمد بن أحمد يوسف البغدادي، عن على بن محمد بن عيينة، عن القاسم بن محمد العلوي ودارم بن قبيصة عنه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله على جسر جهنم يوم القيامة (4). 22 - عنه - رحمه الله - قال: حدثني أحمد بن محمد - رضي الله عنه - عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تغديب ولعنة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى لا يكون عليه ذنب (5). 23 - المفيد - رحمه الله - باسناده عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد، ومحمد بن عبد الحميد عن أحمد بن محمد أبي نصر، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا يستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما جرى لاولهم، وهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء، ولمحمد وأمير المؤمنين عليهما السلام فضلهما (6). (1) عيون الاخبار: 2 - 33. (2) المصدر: 2 - 36. (3) المصدر: 2 - 61. (4) المصدر: 2 - 70. (5) ثواب الاعمال: 229 ومكارم الاخلاق: 414. 6 - الاختصاص: 22 ومضى نحوه آنفا.
[262]
24 - الطوسى - رحمه الله - قال: أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المالكي قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الايمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان العقول قال أبو الصلت: فحدثت بهذا الحديث في مجلس أحمد بن حنبل فقال لي أحمد: يا أبا الصلت لو قرئ هذا الاسناد على المجانين لأفاقوا (1). 25 - الحافظ أبو نعيم الاصبهاني قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن اسحاق المعدل الاصبهاني بنيسابور، حدثنا أبو علي أحمد بن على الأنصاري ومولده باصبهان سكن نيسابور، حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: كنت مع علي بن موسى الرضا ودخل نيسابور راكبا بغلة شهباء أو بغلا أشهب - الشك من أبى الصلت - فعدا في طلبه علماء البلد ياسين بن النضر وأحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقو بلجامه في المربع فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك. قال: حدثني أبى العبد الصالح موسى بن جعفر، قال موسى: حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي أبو جعفر باقر العلم على الأنبياء، قال أبو جعفر حدثني (1) امالي الطوسى: 1 - 34 ومثله في ج 2 - 63 قال أبو جعفر الطوسى - رحمه الله - قال أبو المفضل: وهذا حديث لم يحدث به عن النبي (ص) الا أمير المؤمنين (ع) من رواية الرضا عن آبائه (ع) وعلى هذا القول ائمة اصحاب الحديث فيما أعلم، واحتججنا بهذا الحديث على المرجئة، ولم يحدث به فيما اعلم الا موسى بن جعفر عن أبيه صلوات الله عليهما وكنت لا اعلم أن احدا رواه عن موسى بن جعفر الا ابنه الرضا (ع) حتى حدثناه محمد بن على بن معمر الكوفى وما كتبته الا عنه قال: حدثنا عبد الله بن سعيد البصري العابد بسورا قال: حدثنا محمد ابن صدقة ومحمد بن تميم قالا: حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه باسناده مثله سواء
[263]
أبي سيد اهل الجنة الحسين، حدثني أبى سيد العرب علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما الإيمان ؟ قال: معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وقال أبو على: قال لي أحمد بن حنبل: إن قرأت هذا الاسناد على مجنون برئ من جنونه وما عيب هذا الحديث الا جودة اسناده (1). 26 - الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائى حدثني أبى في سنة ستين ومائتين حدثنا علي بن موسى سنة أربع وتسعين ومائة، حدثني أبى، موسى بن جعفر، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبى الحسين بن على، حدثني أبي علي بن أبى طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الايمان إقرار باللسان،، ومعرفة بالقلب، وعمل بالاركان (2). 27 - القطب الراوندي في كتاب الدعوات يرفعه عن محمد بن علي عليهما السلام قال مرض رجل من أصحاب الرضا عليه السلام فعاده فقال: كيف تجدك ؟ قال: لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدة مرضه - فقال عليه السلام: كيف لقيته قال شديدا أليما قال ما لقيته انما لقيت ما يبدو كربه، ويعرفك بعض حاله، انما الناس رجلان مستريح بالموت ومستراح منه به: فجدد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحا، ففعل الرجل ذلك، ثم قال: يا ابن رسول الله هذه ملائكة ربى بالتحيات والتحف يسلمون عليك وهم قيام بين يديك فأذن لهم في الجلوس، فقال الرضا عليهما السلام: أجاؤا ملائكة ربي ؟ ثم قال للمريض: سلهم امروا بالقيام بحضرتي ؟ فقال المريض: سألتهم فزعموا انه لو حضرك كل من خلقه الله من ملائكته لقاموا لك ولم يجلسوا حتى تأذن لهم هكذا أمرنا الله عز وجل، ثم غمز الرجل عينيه وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله هكذا شخصك ماثل لي مع اشخاص محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده من الائمة عليهم السلام وقضى الرجل (3). (1) اخبار اصبهان: 1 - 138. (2) تاريخ بغداد: 9 - 385. (3) مستدرك الوسائل: 1 - 91.
[264]
(2) * (باب الصمت والكتمان) * 28 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت: إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير (1). 29 - عنه - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد عن معلي بن محمد جميع عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان الرجل من بنى اسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين (2). 30 - عنه، قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن العباس مولى الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له (3). 31 - الحميري - رحمه الله - باسناده عن الرضا عليه السلام قال: من علامات الفقه الحلم والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة وهو دليل على الخير، وكان جعفر عليه السلام يقول: والله لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزون وتمحصون، ثم يذهب ولا يبقى من كل عشرة منكم إلا الأندر، ثم تلا هذه الآية: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) (4). 32 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثني محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: (1) الكافي: 2 - 113 والخصال: 158 وا لعيون: 1 - 258 والاختصاص: 232 وتحف العقول: 326. (2 و 3) الكافي: 2 - 116 - 428. (4) قرب الاسناد: 216.
[265]
حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام إسماعيل بن همام، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية (1). 33 - عنه - رحمه الله عن الفقيه المروزى عن محمد بن عبد الله النيسابوري، عن عبد الله ابن أحمد الطائي، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: من كنوز البر اخفاء العمل والصبر على الرزايا، وكتمان المصائب (2). 34 - الطبرسي باسناده عن الرضا عليه السلام أنه قال لرجل من القميين: اتقوا الله و عليكم بالصمت والصبروا والحلم، فانه لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما، و قال: لا يكون عاقلا حتى يكون حليما (3). 35 - المفيد - رحمه الله - باسناده قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصمت لامن عى والمهذار له سقطات (4). 36 - ابن شعبة الحراني، مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: ما من شئ من الفضول إلا وهو يحتاج إلى الفضول من الكلام (5). (3) * (باب صلة الارحام) * 37 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد ابن محمد بن أبى نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يكون الرجل يصل رحمه، فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة ويفعل الله ما يشاء (6). 38 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام (1) ثواب الاعمال: 193. (2) عيون الاخبار: 2 - 38. (3) مستدرك الوسائل: 2 - 304. (4) الاختصاص: 232. (5) تحف العقول: 326. (6) الكافي: 2 - 150 وقرب الاسناد: 208.
[266]
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذي عنها، وصلة الرحم منسأة في الأجل محببة في الأهل (1). 39 - عنه، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين (2). 40 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن محمد بن فضيل الصيرفي عن الرضا علهى السلام قال: إن رحم آل محمد - الائمة عليهم السلام - لمعلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعني ثم هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين ثم تلا هذه الآية: (واتقوا الله الذين تساءلون به والأرحام) (3). 41 - الصدوق - رحمه الله - عن الفقيه المروزى عن النيسابوري عن الطائى عن أبيه عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة، يصل رحمه فيحبه الله، ويوسع عليه في رزقه، ويزيد في عمره، ويدخله الجنة التى وعده (4). 42 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن على عليهما السلام أنه قال: من سره أن ينسأ في أجله ويزاد في رزقه فليصل رحمه (5) 43 - عنه قال: حدثنا أبي عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما اسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها، فقلت لها: كم بينك وبينها من أب ؟ فقالت: نلتقي في أربعين أبا (6). (1 الى 3) الكافي: 2 - 151 و 153 و 156. (4 و 5) عيون الاخبار: 2 - 37 - 44. (6) المصدر: 1 - 254 والخصال: 540.
[267]
44 - الحميرى - رحمه الله - عن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام صلة الرحم منسأة في الأجل، مثرة في المال، ومحببة في الأهل (1). 45 - ابن شعبة الحراني - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل بن الرحم كف الاذى عنها وقال: في كتاب الله (ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) (2). 46 - الطوسي - رحمه الله - قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد ابن جعفر أبو العباس القرشى الرزاز بالكوفة قال: حدثني جدي محمد بن عيسى أبو جعفر القمي قال: حدثنا محمد بن فضيل الصيرفي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يارسول الله علمني عملا لا يحال بينه وبين الجنة. قال: لا تغضب ولا تسأل الناس شيئا، وارض للناس ما ترضى، فقال: يا رسول الله زدني، قال: إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعا وسبعين مرة، يحط عنك عمل سبع و سبعين سنة، قال: مالي سبع وسبعون سنة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اعملها لك ولأبيك قال: مالي ولأبي سبع وسبعون سنة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلها لك ولأبيك ولامك، قال: يا رسول الله مالي ولأبي ولامي سبع وسبعون سنة، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلها لك ولأبيك ولامك ولقرابتك (3). (4) * (باب البر بالوالدين) * 47 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، قال: قلت لأبى الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لو الدي إذا كانا لا يعرفان الحق ؟ (1) قرب الاسناد: 208. (2) تحف العقول: 328. (3) امالي الطوسى: 2 - 121. (*)
[268]
قال: ادع لهما وتصدق عنهما وإن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله بعثنى بالرحمة لا بالعقوق (1). 48 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن السياري، عن الحارث بن الدلهاث عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرونة بها ثلاثة اخرى، أمر بالصلوة والزكاة، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه صلوته، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل (2). 49 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: حرم الله عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله عز وجل والتوقير للوالدين وتجنب كفر النعمة وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه لما في العقوق من قلة توفير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد وترك الولد برهما (3). (5) * (باب الصبر والقناعة) * 50 - الكليني - رحمه الله - عن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير، لم يكفه من العمل إلا الكثير، ومن كفاه من الرزق القليل فانه يكفيه من العمل القليل (4). 51 - عنه - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد (1) الكافي: 2 - 159. (2) عيون الاخبار: 1 - 268. (3) علل الشرايع: 2 - 164. (4) الكافي: 2 - 138.
[269]
ابن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك اكتب لي إلى اسماعيل بن داود الكاتب لعلي اصيب منه، قال: إنا أضن بك أن تطلب مثل هذا وشبهه ولكن عول على مالي (1). 52 - عنه - رحمه الله - عن سهل، عن عبيد الله، عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام أنا وحسين بن ثوير بن أبى فاختة، فقلت له جعلت فداك إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش، فتغيرت الحال بعض التغير فادع الله عز وجل أن يرد ذلك إلينا، فقال: أي شئ تريدون تكونون ملوكا ؟ أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة وأنك على خلاف ما أنت عليه ؟ قلت: لا والله ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وأنى على خلاف ما أنا عليه. قال: فقال: فمن أيسر منك فليشكر الله، إن الله عز وجل يقول: (لئن شكرتم لازيدنكم) وقال سبحانه وتعالى: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) وأحسنوا الظن بالله، فان أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته، وتنعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواءها، وأخرجه ومنها سالما إلى دار السلام. قال: ثم قال: ما فعل ابن قياما، قال: قلت: والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء، فقال: وأي شئ يمنعه من ذلك، ثم تلا هذه الآية: لا يزال بنيانهم الذي بنواريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم) قال: ثم قال: تدري لأي شئ تحير ابن قياما، قال: قلت لا قال: إنه تبع أبالحسن عليه السلام فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالتفت إليه أبو الحسن فقال: ما تريد حيرك الله، قال: ثم قال: أرأيت لو رجع إليهم موسى، فقالوا: لو نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره، أهم كانوا أصوب قولا، أو من قال: (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى). قال: قلت: لابل من قال: لو نصبته لنا فاتبعنا وأقتصصنا أثره، قال: فقال: من (1) الكافي: 2 - 149.
[270]
هيهنا أتي ابن قياما ومن قال بقوله، ثم ذكر ابن السراج فقال: إنه قد أقر بموت أبي الحسن عليه السلام وذلك أنه أوصى عند موته فقال: كل ما خلفت من شئ حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليه السلام ولم يقل هو لأبي الحسن عليه السلام، وهذا إقرار، ولكن أي شئ ينفعه من ذلك ومما قال ثم أمسك (1). 53 - الصدوق - رحمه الله - باسناده وقال الرضا عليه السلام: من أصبح معافى في بدنه، مخلى في سربه، عند قوت يومه، فكانما حيزت له الدنيا (2). 54 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، قال: حدثني محمد بن أحمد المدائني، عن فضل بن كثير، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: من لقى فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقى الله عز وجل يوم القيامة وهو عليه غضبان (3). 55 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: سئل الصادق عليه السلام عن الزهد في الدنيا قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه (4). 56 - عنه عن الفقيه المروزى عن محمد بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد الطائي عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاني ملك فقال يا محمد إن ربك عز وجل يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك (5). 57 - عنه (6) باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: أتى أبو جحيفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتجشأ فقال: اكفف جشاءك، فان أكثر الناس في الدنيا (1) روضة الكافي: الحديث 546. (2) الفقيه: 4 - 301. (3) امالي الصدوق: 265. (4 الى 6) عيون الاخبار: 1 - 312، و 2 - 30 - 38
[271]
شبعا أكثره جوعا يوم القيامة، قال: فما ملأ أبو جحيفه بطنه من طعام حتى لحق بالله. 58 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا أبو تراب محمد بن عبد الله بن موسى الروياني قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الامام محمد بن على عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما إلى منزله، فقدم إليه رغيفين، فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان، يا أبا ذر لأي شئ تقلب هذين الرغيفين. قال: خفت أن لا يكونا نضيجين، فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال: ما أجرأك حيث تقلب هدين الرغيفين فو الله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض وعمل فيه الرعد والبرق والملائكة حتى وضعوه مواضعه، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم، والنار والحطب والملح، وما لا احصيه أكثر فكيف لك أن تقدم بهذا الشكر ؟ ! فقال أبو ذر: إلى الله أتوب وأستغفر إليه مما أحدثت واليك أعتذر، ما كرهت، قال: ودعا سلمان أبا ذر رحمهما الله ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه كسرة يا بسة وبلها من ركوته، فقال أبو ذر: ما أطيب هذا الخبز لو كان ملح، فقام سلمان و خرج ورهن ركوته بملح وحمله إليه، فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز ويذر عليه ذلك الملح ويقول: الحمد لله الذي رزقنا هذه القناعة، فقال سلمان، لو كانت قناعة لم تكن ركوتى مرهونة (1). 59 - علي بن شعبة الحراني - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال له رجل في يوم (1) قال العطاردي: وقد أخرجته في مسند عبد العظيم الحسنى ص 153 ورواه الصدوق رحمه الله في العيون 2 - 52 وفى الامالى: 265.
[272]
الفطر: إني أفطرت اليوم على تمر وطين القبر فقال عليه السلام: جمعت السنة والبركة (1). 60 - عنه مرسلا عن أحمد بن عمر، الحسين بن يزيد قالا: دخلنا على الرضا عليه السلام فقلنا: إنا كنا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير، فادع الله أن يرد ذلك إلينا، فقال عليه السلام: أي شئ تريدون تكونون ملوكا أيسركم أن تكونوا مثل طاهر وهرثمة وإنكم على خلاف ما أنتم عليه، فقلت: لا والله ما سرني أن لى الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وأني على خلاف ما أنا عليه. فقال عليه السلام: إن الله يقول: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور (2)) أحسنوا الظن بالله، فان من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل من اليسير من العلم، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته ونعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام (3). 61 - المفيد - رحمه الله - قال: حدثنا أبو جعفر عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر ابن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي على بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه، لأبغض العمل وترك طلب الدنيا (4). 62 - شهاب الدين النويري: قال علي بن موسى: القناعة تجمع إلى صيانة النفس، وعز القدرة طرح مؤنة الاستكثار والتعبد لأهل الدنيا، ولاملك طريق القناعة إلا رجلان إما متقلل يريد أجر الاخرة أو كريم يتنزه عن آثام الدنيا (5). 63 - الحسين بن حمدان الحضيني باسناده عن أبى محمد الكوفي قال: دخلت على (1) تحف العقول: 330. (2) سبأ: 12. (3) تحف العقول: 330. (4) امالي المفيد: 190 وامالي الطوسى: 1 - 76 والعيون: 2 - 39. (5) نهاية الارب: 3 - 247
[273]
أبى الحسن الرضا عليه السلام بالمدينة فسلمت عليه فأقبل يحدثني بأحاديث سألته عنها إذ قال: يا أبا محمد: ما ابتلى مؤمن ببلية فصبر عليها إلا كان له أجر ألف شهيد (1). (6) * (باب حسن الظن) * 64 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن بالله فان الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا (2). (7) * (باب التواضع والحلم) * 65 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما، وإن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين (3). 66 - عنه - رحمه الله - قال عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه. وفي حديث آخر قال: قلت له: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا، فقال: التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليما، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين (4). (1) مستدرك الوسائل: 1 - 142. (2) الكافي: 2 - 72. (3 و 4) الكافي: 2 - 111 - 124.
[274]
67 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن محمد بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ما حد التوكل ؟ فقال لي: أن لا تخاف مع الله أحدا قال: قلت: فما حد التواضع ؟ قال أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله، قال: قلت: جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك قال: انظر كيف أنا عندك (1) 68 - الطوسى - رحمه الله - قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل محمد بن محمد بن معقل العدلى بسهرورد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن بنت إلياس، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليهم السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم ومشاجرة الناس فانها تظهر الغرة وتدفن العزة (2). (8) * (باب اداء الامانة) * 69 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رحمه الله قال حدثني أحمد بن علي التفليسي، عن أحمد بن محمد الهمداني عن محمد بن علي الهادي، عن علي بن موسى الرضا عن الامام موسى بن جعفر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن الباقر محمد بن علي، عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي، عن سيد الاوصياء علي بن أبي طالب عن سيد الأنبياء محمد عليهم السلام قال: لا تنظروا إلى كثرة صلوتم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الامانة (3). 70 - المفيد - رحمه الله - باسناده عن أبى الحسن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عن الله عز وجل قال: آمركم بالورع. (1) عيون الاخبار: 2 - 49 وتنبيه الخواطر: 2 - 165. (2) امالي الطوسى: 2 - 96. (3) عيون الاخبار: 2 - 51.
[275]
الاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وطول السجود والركوع والتهجد بالليل وإطعام الطعام وإفشاء السلام (1). (9) * (باب الرياء وحب الجاه والحسد) * 71 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة قال: قال لي الرضا عليه السلام: ويحك يا ابن عرفة اعملوا الغير رياء ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل ويحك ما عمل أحد عملا إلا رداه الله، إن خيرا فخير، وأن شرا فشر (2) 72 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن عليه السلام أنه ذكر رجلا فقال: إنه يحب الرئاسة، فقال: ما ذئبان ضاريان في غنم قوم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة (3). 73 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن إسماعيل القرشي، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي موسى الرضا قال: حدثني أبي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول صلى الله عليه عليه وآله وسلم: دب إليكم داء الامم قبلكم البغضاء والحسد (4). 74 - عنه عن الفقيه المروزي، عن أبي بكر بن محمد بن عبد الله، عن عبد الله بن أحمد الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: لادين لمن دان بطاعة المخلوق ومعصية الخالق (5). 75 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثنا الحسن بن سليمان الملطي قال: حدثنا (1) الاختصار: 25. (2 و 3) الكافي: 2 - 294 - 297. (4) عيون الاخبار: 1 - 312 (5) المصدر: 2 - 132.
[276]
علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثنا أبى موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كاد الحسد أن يسبق القدر (1). (10) * (باب الذنوب) * 76 - البرقي - رحمه الله - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا عليه السلام: إنا روينا حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من شرب الخمر لم يقبل له صلوة أربعين يوما، فقال: صدقوا، قلت: فكيف لا يقبل صلوته أربعين يوما لا أقل منه ولا أكثر قال: لأن الله تبارك وتعالى قدر خلق الإنسان، فجعلها نطفة أربعين يوما ثم صيرها بعد ذلك علقة أربعين يوما ثم صيرها بعد ذلك مضغة أربعين يوما، فإذا شرب الخمر بقيت في مشاشته أربعين يوما (2). 77 - عنه - رحمه الله - عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون المؤمن جبانا ؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلا ؟ قال: نعم قيل: ويكون كذابا ؟ قال: لا (3). 78 - الكليني - رحمه الله - قال عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن على بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لا تبدين عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة، ولا تأمن البيات وقد عملت السيئات (4). 79 - عنه - رحمه الله - عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي مولى لأبي الحسن موسى عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون (5). (1) عيون الاخبار: 2 - 132. (2 و 3) المحاسن: 118 - 329.. (4 و 5) الكافي: 2 - 273 و 275 والعلل: 2 - 209.
[277]
80 - عنه قال: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن ابن - عرفة عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله عز وجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي: مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلو لا بهائم رتع وصبية رضع، شيوخ ركع، لصب عليكم العذاب صبا، ترضون به رضا (1). 81 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي الرضا قال: حدثني أبي الرضا علي بن موسى علهيم السلام قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: دخل عمرو بن عبيد البصري علي أبي عبد الله عليه السلام فلما سلم وجلس عنده تلا هذه الآية (الذين يجتنبون كبائر الاثم) (2). ثم أمسك فقال له أبو عبد الله عليه السلام ما أسكتك قال: احب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل، فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله عز وجل: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأويه النار وما للظالمين من أنصار) (3) وبعده اليأس من روح الله لأن الله عز وجل يقول: (ولا تايئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) (4) والأمن من مكر الله عز وجل لان الله عز وجل يقول (ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) (5). ومنها عقوق الوالدين لأن الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله حكاية قال عيسى عليه السلام: (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا (6)) وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، لأن الله عز وجل يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها (7) إلى آخر الآية) وقذف المحصنات لأن الله تبارك وتعالى يقول: (إن (1) الكافي: 2 - 276. (2) الشورى: 37. (3) المائدة: 72. (4) يوسف 87. (5) الاعراف: 99. (6) مريم: 32. (7) النساء: 94.
[278]
الذي يرمون المحصنات الغافلات المؤمناب لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (1)) وأكل مال اليتيم لقوله عز وجل: (إن الذين يألكون أموال اليتامى ظلما إنما يأكبون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (2)) والفرار من الزحف لأن الله عز وجل يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأويه جهنم وبئس المصير (3)) وأكل الربوا لأن الله عز وجل يقول: الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس (4)) والسحر لأن الله عز وجل يقول: (ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الاخرة من خلاق (5)) والزنا لأن الله عز وجل يقول: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب (6)). واليمين الغموس لأن الله عز وجل يقول: (إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئلك لا خلاق لهم في الآخرة (7)) والغلول يقول الله عز وجل: (ومن يغلل يأت بماغل يوم القيامة) (8) ومنع الزكوة المفروضة لان الله عز وجل يقول: (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون (9)) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول: (والذين لايشهدو الزور الآية (10)) ويقول: (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه (11)). وشرب الخمر لأن الله عز وجل عدل بها عبادة الاوثان، وتر، الصلوة متعمدا من غير علة فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ونقض العهد وقطيعة الرحم لأن الله عز وجل يقول: (اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (12)) قال: فخرج عمرو بن عبيد (1) النور: 23. (2) النساء: 10. (3) الانفال: 16. (4) البقرة: 275. (5) البقرة: 102. (6) الفرقان: 68. (7) آل عمران: 77. (8) آل عمران: - 161. (9) التوبة: 35. (10) الفرقان: 73. (11) البقرة، 275. (12) الرعد: 25.
[279]
وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك والله من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (1). 82 - عنه - رحمه الله - عن الفقيه المروزي، عن أبى بكر بن محمد النيسابوري عن عبد الله ابن أحمد الطائي، عن أبيه، عن الرضا عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تبارك وتعالى يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلى بالمعاصي، خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح منك، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته (2). 83 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره (3). 84 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعمة الناس عن نعمة الله عليك ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك (4). 85 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة أخافهن على امتي من بعدي الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج (5). 86 - عنه عن محمد بن عمر الحافظ عن الحسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: لعن الله الذين يجادلون في دينه اولئك ملعونون على لسان نبيه (6). 87 - عنه عن محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي، عن على بن محمد بن عيينة عن دارم بن قبيصة عنه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له (7). (1) عيون الاخبار: 1 - 285 والفقيه. 3 - 368 وقد اخرجته في مسند عبد العظيم الحسنى ص 112. (2) الى (7) عيون الاخبار: 2 - 28 - 29 - 65 - 74 والحديث 85 في امالي الطوسى: 1 - 185 والحديث 82 في كنز الفوائد: 163. (*)
[280]
88 - المفيد - رحمه الله - باسناده وقال الرضا عليه السلام: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له (1). 89 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن قولويه - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن ياسر، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال: إذا كذب الولاة حبس المطر، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكوة ماتت المواشي (2). (11) باب النوادر 90 - الطوسى - رحمه الله - باسناده عن أبي الصلت الهروي قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثني أبي عن جدي جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أسرع الذنوب عقوبة كفارن النعم (3). 91 - وباسناده عن أبي الصلت عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيأمر به الى النار، فيقول: أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن، فيقول الله: أي عبدي إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي فيقول: أي رب أنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا وأنعمت علي بكذا وشكرتك بكذا، فلا يزال يحصى النعمة ويعدد الشكر فيقول الله تعالى: صدقت عبدى إلا أنك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يدي فلان، وإني قد آليت علي نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يشكر من ساقها من خلقي إليه (4). 92 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي (1) الاختصاص: 242. (2) امالي المفيد: 191 وامالي الشيخ: 1 - 77. (3 و 4) امالي الشيخ: 2 - 65.
[281]
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: قال الرضا عليه السلام: الحياء من الايمان (1). 93 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا والاخلاص على خطر عظيم حتى ينظر العبد بما يختم له (2). 94 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين، فقال له بعض أصحابه: يا بن رسول الله إنا لنحب اللحم وما تخلو بيوتنا منه فكيف ذلك، فقال عليه السلام: ليس حيث تذهب، إنما البيت اللحم الذى تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتبختر المتكبر المختار في مشيه (3). 95 - عنه عن الفقيه المروزى عن ابى بكر بن محمد بن عبد الله، عن عبد الله الطائى عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الاعمال عند الله عزوجل ايمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، حج مبرور، وأول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيدة، ورجل عفيف متعفف ذو عيال، وأول من يدخل النار امير متسلط لم يعدل وذو ثروة من المال لم يعط لمال حقه، وفقير فخور (4). (1 الى 3) عيون الاخبار: 1 - 265 - 281 - 314 معاني الاخبار: 388. (4) العيون: 2 - 28 - وامالي المفيد: 67.
[282]
96 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذ كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن، فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر الله له، لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيئاته كوني حسنات (1). 97 - عنه - رحمه الله - قال، حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا على بن أسباط قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستحى فاصنع ما شئت (2). 98 - عنه قال: حدثني محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عباس بن هلال قال: سمعت أبا السحن الرضا عليه السلام يقول: المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له (3). 99 - عنه بهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن بنت إلياس قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله من أحدث حدثا، أو آوى محدثا، قلت: وما الحديث ؟ قال من قتل (4). 100 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن حمزة الأشعري قال: حدثني ياسر الخادم فال: سمعت أبا - الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن، يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيرى الاخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا، وقد سلم الله عز وجل على يحيى عليه السلام في هذه الثلاثة المواطن، وآمن روعته، فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث (1) عيون الاخبار: 2 - 33 (2) امالي الصدوق: 305 والعيون: 2 - 56. (3) ثواب الاعمال: 213. (4) معاني الاخبار: 380.
[283]
حيا) وقد سلم عيسى بن مريم عليهما السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا) (1). 101 - عنه قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر، قال: حدثنا أبو محمد زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته (2). 102 - الكراجكي قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان القمي، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صالح قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أيوب بن نوح قال: قال الرضا عليه السلام: سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء، من استغفر لسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الضدائد فقد استهزأ بنفسه، ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزأ بنفسه، ومن ذكر الله ولم يشتق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه.... (3). 103 - عنه - رحمه الله - قال: حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان القمي قال: حدثنا الفقيه محمد بن علي بن بابويه، قال أخبرني أبي، قال: حدثني سعد ابن عبد الله، قال: حدثني ايوب بن نوح، قال: حدثني الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمسة لا يطفي نيرانهم، ولا تموت أبدانهم، رجل أشرك ورجل عق والديه، ورجل سعى بأخيه إلى سلطان فقتله، ورجل قتل نفسا بغير نفس ورجل أذنب ذنبا وحمل ذنبه على الله عز وجل (4). (1 و 2) الخصال: 107 - 208 والعيون 2 - 30. (3 و 4) كنز الفوائد: 152 - 202 - وتنبيه الخواطر: 2 - 110.
[284]
104 - ابن شعبة الحراني مرسلا عن الفضيل بن يسار قال: سألت الرضا عليه السلام عن افاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة ؟ قال عليه السلام: هي والله مخلوقة - أراد خلق تقدير لا خلق تكوين - ثم قال عليه السلام: إن الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة، والتقوى أفضل من الإيمان بدرجة، ولم يعط بنو آدم أفضل من اليقين (1). 105 - عنه مرسلا قال عليه السلام: خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشئ من الدنيا والآخرة، من لم تعرف الوثاقة في ارومته، والكرم في طباعه، والرصافة في خلقه، والنبل في نفسه، والمخافة لربه (2). 106 - عنه - رحمه الله - مرسلا وسئل عن خيار العباد فقال عليه السلام: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا اعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا (3). 107 - قال: وسئل عليه السلام عن حد التوكل: فقال: أن لا تخاف أحدا إلا الله (4). 108 - عنه - رحمه الله - قال عليه السلام: الايمان أربعة أركان، التوكل على الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله، قال العبد الصالح: (وافوض أمري إلى الله فوقاه الله سيئات ما مكروا) (5). 109 - عنه - رحمه الله - قال: وقيل له عليه السلام: كيف أصبحت فقال عليه السلام: أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندرى ما ما يفعل بنا (6). 110 - وقال عليه السلام: ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمها عفوا (7). 111 - وقال عليه السلام: إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله (8). 112 - وقال عليه السلام: يأتي على الناس زمان يكون العافية فيه عشرة أجزاء، (1 و 2) تحف العقول: 328. (3 الى 6) تحف العقول: 328. (7 و 8) تحف العقول: 329.
[285]
تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت (1). 113 - وقال عليه السلام: لا يستكمل عبد الايمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (2). 114 - وقال عليه السلام: صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله (3). 115 - وقال عليه السلام: التودد إلى الناس نصف العقل (4). 116 - وقال عليه السلام: إن الله يبغض القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال (5) 117 - وسئل عليه السلام: عن السفلة فقال: من كان له شئ يلهيه عن الله (6). 118 - وقال عليه السلام: إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره وتمت إرادته، فإذا أنفذ أمره، رد إلى كل ذى عقل عقله فيقول: كيف ذا ومن أين ذا (7). 119 - وقال عليه السلام: لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه، والخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم قال عليه السلام: العاشرة وما العاشرة قيل له: ما هي ؟ قال عليه السلام: لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى، ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذى هو شر منه وأدنى قال: خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير منه و أتقى تواضع له ليلحق به، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وطاب خيره، وحسن ذكره وساد أهل زمانه (8). 120 - عنه - رحمه الله - قال: وسأله عليه السلام أحمد بن نجم عن العجب الذى يفسد العمل، فقال عليه السلام: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا، فيعجبه (1 و 2) تحف العقول: 329. (3) تحف العقول: 325. (4 الى 8) تحف العقول: 326.
[286]
ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربه، فمن على الله ولله المنة عليه فيه (1). 121 - عنه - رحمه الله - قال الفضل: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: يونس بن عبد الرحمان يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب قال عليه السلام: لا ما أصاب، إن الله يعطى من يشاء، فمنهم من يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مستودعا عنده، فأما المستقر فالذي لا يسلب الله ذلك أبدا، وأما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه (2). 122 - عنه - رحمه الله - قال صفوان بن يحيى سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعباد فيها صنع ؟ قال عليه السلام: لا، قلت: لهم فيها أجر ؟ قال عليه السلام: نعم تطول عليهم بالمعرفة وتطول عليهم بالصواب (3). 123 - عنه مرسلا عن علي بن شعيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: يا علي أحسنوا جوار النعم فانها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم (4). 124 - وقال عليه السلام: يا علي إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده (5) 125 - وقال عليه السلام: لا يقبل الرجل يد الرجل، فان قبلة يده كالصلاة له (6). 126 - وقال عليه السلام ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذوب مروءة (7). 127 - جامع الاخبار عن الرضا عليه السلام قال: لا إسلام لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له (8). 128 - وقال عليه السلام:: لكل أخوين في الله لباس وهيئة يشبه هيئة صاحبه وهم يعرفون بذلك حتى يدخلون في دار الله عز وجل فيقول الله تبارك وتعالى: مرحبا بعبيدي وخلقي وزواري، والمتحابين في في محل كرامتي، أطعموهم واسقوهم واكسوهم، فاول (1 الى 3) تحف العقول: 327. (4 و 5) تحف العقول 330. (6 و 7) تحف العقول: 331. (8) جامع الاخبار: 112
[287]
من يكسى منهم سبعون إلى سبعمائة ألف حلة انشاء الله تعالى من الحلل، ليس منها حلة تشبه صاحبها، ثم يقول: مرحبا بعبيدي وزواري وجيراني في محل كرامتي و المتحابين في، أطعموهم وعطروهم، فينشر سحاب بالعطر لم يروا قبله ما يشبهه، ثم يقول: لهم مرحبا - عشر مرات - حتى أحلوهم إلى تحت الأضلال وفي بنى أيديهم مائدة من ذهب وفضة (1) 129 - وعن علي بن موسى الرضا عليه السلام باسناده عن الصادق عليه السلام قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبته لمن اختبر الدنيا وتقلبها أهلها كيف يطمئن إليها، و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب (2). 130 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، و إيثار الدنيا على الآخرة (3). 131 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي، قال: حدثنا على ابن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، فان فعالهم أحرى أن تكون حسنا (4). 132 - الحافظ أبو نعيم الإصبهاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي، حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه (1 و 2) جامع الاخبار: 138 - 153 - والعيون: 2 - 44. (3) عيون الاخبار: 1 - 276. (4) المصدر: 2 - 74.
[288]
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي، عن الحسين بن علي، عن علي عليه السلام قال: أشد الأعمال ثلاثة إعطاه الحق من نفسك، وذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ في المال (1). 133 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج، قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى قالت: سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه عن جعفر بن محمد، عن أبيه وعمه زيد عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه وعمه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما (2). 134 - المفيد - رحمه الله - قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: حدثنا أبو القاسم زكريا بن يحيى الكتيمي، قال: حدثني أبو القاسم داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد فيما قال: يا كميل أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت (3). 135 - الطوسي - رحمه الله - قال: أخبرنا جماعة قالوا: أخبرنا أبو المفضل قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن راشد الطاهري الكاتب قال: سمعت الأمير أبا أحمد عبيد الله بن طاهر المصعبي قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول: إذا ولى الظالم الظالم فقد أنصف الحق، فإذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق، وإذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق وإذا ولى العبد الحر فقد استرق الحق (4). 136 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسينى، عن الحسن بن علي، عن أبيه على بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى عن موسى بن جعفر، عن أبيه محمد بن (1) حلية الاولياء: 1 - 85. (2) عيون الاخبار: 2 - 70. (3) امالي المفيد: 174 وامالي الشيخ 1 - 109. (4) امالي الشيخ: 2 - 67.
[289]
علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه: أيها الناس ألا إن الدنيا دار فناء، و الآخرة دار بقاء، فخذوا من ممركم لمقركم: ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم ففي الدنيا حييتم وللآخرة خلقتم، إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدم ؟ وقال الناس: ما أخر، فقدموا فضلا يكن لكم ولا توخروا كيلا يكون حسرة عليكم، فان المحروم من حرم خير ماله والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده، وطيب على الصراط بها مسلكه (1). 137 - عنه - رحمه الله - عن الفقيه المروزى، عن ابى بكر بن محمد بن عبد الله، عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائى، عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله اختاروا الجنة على النار، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكبين خالدين فيها أبدا (2). 138 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا، أو غصب أجيرا أجره، أو رجل باع حرا (3). 139 - عنه باسناده عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عليهم السلام: أنه كان إذا رأى المريض قد برئ من العلة، قال: يهنيك الطهور من الذنوب (4). 140 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن على بن الحسين عليهم السلام: قال: أخذ الناس ثلاثة: من ثلاثة، أخذوا الصبر عن أيوب عليه السلام والشكر عن نوح عليه السلام والحسد من بني يعقوب عليه السلام (5). (1) عيون الاخبار: 1 - 298. (2) المصدر: 2 - 32. (3) المصدر: 2 - 32. (4) المصدر: 2 - 45. (5) المصدر: 2 - 45.
[290]
141 - عنه عن الحافظ الجعابى عن التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (1). 142 - عنه عن محمد بن احمد بن يوسف، عن على بن محمد عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أرضى سلطانا بما يسخط الله خرج عن دين الله عز وجل (2). 143 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحا إلا جربت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه (3). 144 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنما سموا الأبرار لأنهم بر الآباء والأبناء والاخوان (4). 145 - عنه عن الحاكم الحسين بن أحمد عن الصولى عن أبي ذكوان عن إبراهيم ابن العباس عن الرضا عليه السلام قال: الصغائر من الذنوب طرق إلى الكبائر ومن لم يخف الله في القليل لم تخفه في الكثير، ولو لم يخف الله الناس بجنة ونار لكان الواجب أن يطيعوه ولا يعصوه، لتفضله عليهم وإحسانه إليهم وما بدأهم به من إنعامه الذي ما استحقوه (5). تم كتاب الايمان والكفر ويتلوه إنشاء الله كتاب الآداب والمواعظ. (1) العيون: 2 - 66. (2) المصدر: 2 - 69. (3) المصدر: 2 - 69. (4) المصدر:.... (5) المصدر: 2 - 180.
[291]
* (كتاب الاداب والمواعظ) * (1) * (باب جوامع الاخلاق) * 1 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخوري، قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي، قال: حثدنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، بالبصرة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه دعاه رجل فقال له علي عليه السلام: على أن تضمن لي ثلاث خصال قال: وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا تدخل علينا شيئا من خارج، ولا تدخر عني شيئا في البيت، ولا تجحف بالعيال قال: ذلك لك، فأجابه علي بن أبي طالب عليه السلام (1). 2 - وبهذا الاسناد عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ست من المروءة، ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فاما التي في الحضر، فتلاوة كتاب الله عز وجل، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الإخوان في الله عز وجل، و التي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي (2). 3 - عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد، عن موسى بن القاسم، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: قال أبو الحسن عليه السلام كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: لا يأبي الكرامة إلا حمار، قلت ما معنى ذلك ؟ قال: التوسعة في المجلس والطيب يعرض عليه (3). 4 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن ميسرة، عن أبي زيد المكي قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يأبي الكرامة إلا حمار، يعني بذلك الطيب والوسادة (4). (1 و 2) الخصال: 188 - 324 والعيون: 1 - 258 و 272. (3 و 4) معاني الاخبار: 268 والعيون: 1 - 311.
[292]
عنه عن الفقيه المروزى عن أبي بكر بن محمد النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد الطائى عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اصطنع الخير إلى من هو أهله وإلى من هو غير أهله، فان لم تصب من هو أهله فأنت أهله (1). 6 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثني أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لأبي جعفر محمد بن على الرضا عليهما السلام: يا ابن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك عليهم السلام فقال: حدثني أبي عن جدي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله. قال: حدثني أبي عن جدى عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو تكاشفتم ما تدافنتم، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من عتب على الزمان طالت معتبته. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله قال: حدثني أبى عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين (1) عيون الاخبار: 2 - 35.
[293]
عليه السلام: قيمة كل امرء ما يحسنه: قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: المرء مخبوء تحت لسانه. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المومنين عليه السلام: ما هلك امرؤ عرف قدره، قال: فقلت له: زدنى با ابن رسول الله قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، قال: فقلت له: زدنى يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من وثق بالزمان صرع، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثنى أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: خاطر بنفسه من استغنى. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قلة العيال أحد السيارين، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: من دخله العجب هلك، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من أيقن بالخلف جاد بالعطية قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من رضي بالعافية ممن دونه رزق السلامة ممن فوقه، قال: فقلت له: حسبي (1). 7 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي، قال: حدثني علي بن محمد بن عيينة مولى الرشد، قال: حدثني دارم ابن قبيصة النهشلي الصغاني بسر من رأى، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده، عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فان كان أهله فهو أهله، وإن لم يكن أهله فأنت (1) عيون الاخبار: 2 - 53 والامالي: 267 ومسند عبد الظعيم الحسنى: 115.
[294]
أهله (1). 8 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا عيينة، قال: حثدني نعيم بن صالح الطبري، قال حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم الشئ الهدية وهى مفتاح الحوائج (2). 9 - وبهذا الاسناد عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الهدية تذهب الضغائن من الصدور (3). 10 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن السحن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على بن فضال، عن علي بن الجهم، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار، قلت: أي شئ الكرامة، قال: مثل الطيب وما يكرم به الرجل الرجل (4). 11 - المفيد - رحمه الله - قال: الرضا عليه السلام: لا تمارين العلماء فيرفضوك ولا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك (5). 12 - عنه - رحمه الله - قال: وروى عبد العظيم الحسني عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم: أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الامانة ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض المزاورة فان ذلك قربة إلي. ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فاني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الاخرة من الخاسرين وعرف هم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك بى أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوءا فان الله لا يغفر له حتى يرجع عنه فان رجع (1 الى 3) عيون الاخبار: 2 - 68 - 74. (4) المصدر: 1 - 311. (5) الاختصاص: 245.
[295]
وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتى ولم يكن له نصيبا في ولايتنا و أعوذ بالله من ذلك (1). (2) * (باب السخاء) * 13 - البرقي - رحمه الله - عن ياسر الخادم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام: قال: السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه (2). 14 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنى أبى - رضى الله عنه - قال: حدثني على بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه (3). 15 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن مسرور - رضي الله عنه - قال: حدثنى الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: السخى قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار قال: وسمعته يقول: السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا، من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة (4). 16 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا جبلة بن محمد الكوفي، قال: حدثنا عيسى بن حماد بن عيسى، عن أبيه عن الرضا عن أبيه عليهما السلام أن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يقول: إن الرجل ليسألني الحاجة، فابادر بقضائها مخافة أن يستغنى عنها، فلا يجد لها موقعا إذا (1) الاختصاص: 247 وقد أخرجته في مسند عبد العظيم الحسنى 138. (2) المحاسن: 449. (4 و 3) عيون الاخبار: 2 - 12 وتحف العقول: 329 وجامع الاخبار: 131.
[296]
جاءته (1). 17 - ورام بن أبى فراس - رحمه الله - مرسلا عن على بن عقبة عن الرضا عليه السلام عن أبى جعفر عليه السلام قال: يا إسماعيل أرأيت فيمن قبلكم إذا كان الرجل ليس له رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء يطرحه عليه حتى يصيب رداء، فقلت: لا قال: فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض اخوانه بإزاره حتى يصيب ازارا، فقلت: لا فضرب بيده على فخذه ثم قال: ما هؤلاء باخوة (2). (3) * (باب حسن الخلق) * 18 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروز في داره قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدثنا أبي في سنة ستين ومائتين قال: حدثني على بن موسى الرضا سنة أربع وتسعين ومائة، وحدثني أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم ابن هارون بن محمد الخورى، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الخورى بنيسابور، قال حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام. وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء عن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن على قال: حدثني أبى على بن الحسين قال: حدثني أبى الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار (1) عيون الاخبار: 2 - 179. (2) تنبيه الخواطر: 2 - 85.
[297]
لا محالة (1). 19 - وبهذا الاسناد عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل (2). 20 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم (3). 21 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق (4). 22 - وبهذا الاسناد قال: قال أمير المؤمنين علي أبي طالب عليه السلام: أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا (5). 23 - وبهذا الاسناد قال: قال على بن أبي طالب عليه السلام: حسن الخلق خير قرين (6). 24 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن أبى طالب عليه السلام: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل به الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل به النار قال: الا جوفان البطن والفرج (7). 25 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لأهله (8) 26 - وبهذا الاسناد: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله وأنا ألطفكم بأهلي (9). 27 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع فاني سمعت جبرئيل عليه السلام (1 الى 6) عيون الاخبار: 2 - 11 - 17 - 18. (7 الى 9) عيون الاخبار: 2 - 38.
[298]
يقول: ان المكر والخديعة في النار، ثم قال عليه السلام: ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما، ثم قال عليه السلام إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال: يا محمد عليك بحسن الخلق فانه يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا (1). 28 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمد إبراهيم ابن زياد بن موسى بن مالك الاشج العصري، قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى قالت سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه عن جعفر بن محمد، عن أبيه وعمه زيد عن أبيهما علي بن الحسين عن أبيه وعمه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم (2). 29 - جامع الاخبار: علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (3). 30 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال حدثنا علي بن محمد بن عيينة مولى الرشيد قال حدثنا دارم ونعيم ابن صالح الطبري: قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده عن محمد بن علي عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من حق الضيف أن تمشي معه فتخرجه من حريمك الى الباب (4). (4) * (باب شكر النعم) * 31 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و (1 و 2) المصدر: 2 - 50 - 71. (3) جامع الاخبار: 125. (4) عيون الاخبار: 2 - 24. (*)
[299]
محمد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب - رحمهم الله - قالوا: حدثنا أبو الحسين محمد بن أبى عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمود بن أبي البلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل (1). (5) * (باب التسليم) * 32 - الكليني - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قيل لأبي - عبد الله عليه السلام: كيف أدعو لليهودي والنصراني قال: تقول له: بارك الله لك في الدنيا (2). 33 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، قال: حدثني محمد بن أحمد المدائني عن فضل بن كثير، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام: قال: من لقى فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الأغنياء لقى الله عز وجل يوم القيامة وهو عليه غضبان (3). (6) * (باب اتخاذ الاخوان) * 34 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن محفوظ بن خالد عن محمد بن زيد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من استفاد أخا في الله عز وجل استفاد بيتا في الجنة (4). (1) عيون الاخبار: 2 - 70. (2) الكافي: 2 - 650. (3) عيون الاخبار: 2 - 52. (4) ثواب الاعمال: 182 وامالي الشيخ: 1 - 82.
[300]
(7) * (باب الضحك) * 35 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجرى بينهم كلام يفرحون ويضحكون ؟ فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى الفحش، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيه الأعرابي فيهدى له الهدية ثم يقول مكانه: أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكان إذا اغتم يقول: ما فعل الأعرابي ليته أتانا (1). (8) * (باب العطاس) * 36 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فعطس، فقلت له: صلى الله عليك، ثم عطس فقلت: صلى الله عليك، ثم عطس وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له، كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله ؟ أوكما نقول ؟ قال: نعم أليس تقول: صلى الله على محمد وآل محمد، قلت: بلى قال: ارحم محمدا وآل محمد ؟ قال: بلى وقد صلى الله عليه ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة (2). 37 - عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: التثاؤب من الشيطان، والعطسة من الله عز وجل (3). (1) الكافي: 2 - 663. (2) المصدر: 2 - 653. (3) المصدر: 2 - 654.
[301]
(9) * (باب نادر) * 38 - الكليني - رحمه الله - قال: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: لاتنسني من الدعاء قال: أو تعلم أني أنساك ؟ قال: فتفكرت في نفسي وقلت: هو يدعو لشيعته وأنا من شيعته، قلت لا، لا تنساني قال: وكيف علمت ذلك ؟ قلت: إني من شيعتك وإنك لتدعو لهم فقال: هل علمت بشئ غير هذا ؟ قال: قلت: لا، قال: إذا أردت أن تعلم مالك عندي، فانظر إلى مالي عندك (1). 39 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبى، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم ابن هاشم وغيره، عن صفوان بن يحيى، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجيب الرجل أحدا وهو على الغائط أو يكلمه حتى يفرغ (2). 40 - البرقى، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: أخبرني بعض أصحابنا قال: ذكر للرضا عليه السلام الوضوء قبل الطعام، فقال: ذلك شئ أحدثته الملوك (3) (10) * (باب المواعظ) * 41 - الطوسي قال: جماعة عن أبي المفضل، عن معمر بن علي بن زياد، عن حريز ابن سعد بن أحمد بن مالك، عن العباس بن المأمون عن أبيه قال: قال لي علي بن موسى الرضا عليه السلام: ثلاثة موكل بها ثلاثة، تحامل الايام على ذوي الادوات الكاملة، واستيلاء (1) المصدر: 2 - 652. (2) عيون الاخبار: 1 - 274. (3) المحاسن: 425.
[302]
الحرمان على المتقدم في صنعته، ومعاداة العوام على أهل المعرفة (1). 42 - الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن سيف، عن محمد بن عبيدة قال: دخلت على الرضا عليه السلام فبعث إلى صالح بن سعيد، فحضرنا جميعا، فوعظنا ثم قال: إن العابد من بني اسرائيل لم يكن عابدا حتى يصمت عشر سنين فإذا صمت عشر سنين كان عابدا، ثم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: كن خيرا لا شر معه، كن ورقا لاشوك معه، ولا تكن شوكا لاورق معه، وشرا لا خيرا معه. ثم قال: إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم، قال لهم موسى عليه السلام: اذبحوا بقرة قالوا: ما لونها، فلم يزالوا شددوا حتى ذبحوا بقرة بملء جلدها ذهبا، ثم قال: إن علي بن أبى طالب عليه السلام قال: إن الحكماء ضيعوا الحكمة لما وضعوا عند غير أهلها (2). 43 - من تذكرة ابن حمدون قال الرضا عليه السلام: من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق، رضي منه بالقليل من العمل، وقال: لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي، وقال: الناس ضربان بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد (3). 44 - من كتاب الذخيرة قال الرضا عليه السلام: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن أخاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقي به العرض، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه (4). 45 - وقال عليه السلام: الغوغاء قتلة الانبياء، والعامة اسم مشتق من العمى، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال: (بل هم أضل سبيلا) (5). (1) امالي الطوسى: 2 - 98. (2) البحار: 78 - 345. (3) المصدر: 78 - 349. (4) المصدر: 78 - 352. (5) المصدر: 78 - 352.
[303]
46 - من كتاب النزهة قال مولينا الرضا عليه السلام: من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق، رضي الله منه بالقليل من العمل، من كثرت محاسنة مدح بها واستغنى التمدح بذكرها، من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه، وانتظر به أن يصلحه شر، ومن طلب الأمر من وجهه لم يزل وإن زل لم تخذله الحيلة، لا يعدم المرء دائرة الشر مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة من ادراع البغي. الناس ضربان بالغ لا يكتفى وطالب لا يجد، طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة لا يختلط بالسلطان في أول اضطراب الامور يعنى أول المخالطة، القناعة تجمع إلى صيانة النفس وعز القدرة، وطرح مؤن الاستكثار، والتعبد لأهل الدنيا ولا يسلك طريق القناعة إلا رجلان: إما متعبد يريد أجر الآخرة أو كريم يتنزه عن لئام الناس كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة، الاستر سال بالأنس يذهب المهابة (1). 47 - وقال عليه السلام: للحسن بن سهل في تعزيته: التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المعصية (2). 48 - قال عليه السلام في صفة الزاهد: متبلغ بدون قوته، مستعد ليوم موته، متبرم بحياته، وقال في تفسير (فاصفح الصفح الجميل) عفو بغير عتاب (3). 49 - وقال عليه السلام من صدق الناس كرهوه، المسكنة مفتاح البؤس، إن للقلوب إقبالا وإدبارا ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت بصرت وفهمت وإذا أدبرت كلت وملت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها، لا خير في المعروف إذا رخص، وقال عليه السلام للصوفية لما قالوا له: إن المأمون قد رد هذا الأمر إليك وإنك لأحق الناس به إلا أنه يحتاج من يتقدم منك بقدمك إلى لبس الصوف (4)، وما يخشن (1) البحار: 78 - 353. (2) المصدر: 78 - 353. (3) المصدر: 78 - 354. (4) كذا.
[304]
لبسه: ويحكم إنما يراد من الامام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، و إذا وعد أنجز، والخير معروف (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعبادة والطيبات من الرزق) وإن يوسف الصديق لبس الديباج المنسوج بالذهب وجلس على متكئات فرعون (1). 50 - وقال عليه السلام: اصحب السلطان بالحذر، والصديق بالتواضع، والعدو بالتحرز، والعامة بالبشر (2). 51 - وسئل عليه السلام عن المشية والإرادة فقال: المشية: الاهتمام بالشئ والارادة اتمام ذلك الشئ، الأجل آفة العمل، والعرف ذخيرة الأبد، والبر غنيمة الحازم، والتفريط مصيبة ذي القدرة، والبخل يمزق العرض، والحب داعى المكاره، وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف، وتحقيق أمل الآمل، وتصديق مخيلة الراجي، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة والباكين بعد الوفاة (3). 52 - من كتاب الدر قال عليه السلام: اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه، واعلموا أنكم لا تشكرون الله بشئ بعد الايمان بالله ورسوله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد عليهم السلام أحب إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التى هي معبر لهم إلى جناب ربهم فان من فعل ذلك كان من خاصة الله، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم عقل، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقي به العرض، وأفضل العقل معرفة الانسان نفسه. والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه، الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامة اسم مشتق من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال: (بل هم أضل سبيلا) صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله، العقل حباء من الله عز وجل والادب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر (1) البحار: 78 - 353. (2 و 3) المصدر: 78 - 355. - 19 -
[305]
عليه ومن تكلف العقل لم يزده إلا جهلا، التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه، فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه إن أتى إليه سيئة واراها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين (1) 53 - وقال عليه السلام: من طلب الأمر من وجهه لم يزل فان زل لم تخذله الحيلة (2). 54 - وقال عليه السلام: لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي (3). 55 - وقال عليه السلام: الانس يذهب المهابة، والمسألة مفتاح في البؤس (5) (4). 56 - وقال عليه السلام: لا يسلك طريق القناعة إلا رجلان، إما متعبد يريد أجر الاخرة، أو كريم يتنزه من لئام الناس (6). 57 - وقال عليه السلام: الاسترسال بالانس يذهب المهابة (7). 58 - وقال عليه السلام: من صدق الناس كرهوه (8). 59 - واتي المأمون برجل يريد أن يقتله والرضا عليه السلام: جالس فقال: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال: إن الله لا يزيدك بحسن العفو إلا عزا، فعفا عنه (9). 60 - الطوسى - رحمه الله - قال: اخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن العلوي النصيبي، قال: حدثني محمد بن علي بن موسى الرضا عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه عن جده قال: قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الهيبة خيبة والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحق بها (1) البحار: 78 - 355. (2) المصدر: 78 - 356. (3) المصدر: 78 - 356. (4) المصدر: 78 - 356. (5) كذا: الصواب (المسكنة مفتاح البؤس). (6) المصدر 78 - 357. (7) المصدر: 78 - 357. (8) المصدر: 78 - 357. (9) المصدر: 78 - 357.
[306]
وأهلها (1). 61 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروز في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدثني أبي في سنة ستين ومائتين، قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام في سنة أربع و تسعين ومائة قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبى جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين ابن علي قال: حدثني أبى على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزال امتي بخير ما تحابوا، وتهادوا، واد والأمانة، واجتنبوا الحرام، وأقروا الضيف، و أقاموا الصلوة، وآتووا الزكوة، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين (2). * * * تم كتاب الآداب والمواعظ ويتلوه إن شاء الله كتاب تفسير القرآن. (1) امالي الطوسى: (2) عيون الاخبار: 2 - 29.
[307]
* (كتاب تفسير القرآن) * * (باب) * * (فضل القرآن) * 1 - العياشي - رحمه الله - بإسناده عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السلام أنه سئل عن القرآن ؟ فقال: لعن الله المرجئة ولعن الله أبا عيينة (1) إنه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به، وحيث ما قرأت ونطقت فهو كلام وخبر وقصص (2). 2 - عن يعقوب بن يزيد، عن ياسر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول: المراء في كتاب الله كفر (3). 3 - الصدوق - رحمه الله - عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، قال: قلت للرضا علي بن موسى عليهما السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق ؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل (4). 4 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم عن الريان بن الصلت، قال قلت للرضا عليه السلام: ما تقول في القرآن ؟ فقال: كلام الله لا تتجاوزوه، لا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (5). 5 - الصدوق - رحمه الله - عن أبيه رضي الله عنه، قال حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضا عليه السلام، قال: من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدى إلى صراط مستقيم، ثم قال: إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن (1) في بعض النسخ: ابا حنيفة. (2) تفسير العياشي: 1 - 8. (3) تفسير العياشي: 1 - 18. (4) التوحيد: 223. (5) التوحيد: 223 والامالي: 226.
[308]
ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا (1). 6 - عنه، عن أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضى الله عنه قال حدثني أبي عن جدي إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قال الرضا عليه السلام سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام أن أول سورة نزلت (بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك) وآخر سورة نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) (2). 7 - عن الفقيه المروزي، عن أبى بكر النيسابوري، عن الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة إذا زلزلت الارض أربع مرات، كان كمن قرأ القرآن كله (3). 8 - وبهذا الاسناد عن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلام، أنه قال: ليس في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وهي في التوراة يا أيها الناس وفي خبر آخر (يا أيها المساكين) (4). 9 - وبهذا الاسناد عن الرضا، عن علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إني أخاف عليكم استخفافا بالدين وبيع الحكم وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير، وتقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين (5). 10 - الصدوق - رحمه الله - عن جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال: كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (6). 11 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثني علي بن محمد بن عيينة مولى الرشيد قال: حدثني دارم بن قبيصة بسر من رأى قال حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله (1) عيون الاخبار: 1 - 290. (2) عيون الاخبار: 2 - 6. (3) عيون الاخبار: 2 - 27. (4) عيون الاخبار: 2 - 39. (5) المصدر: 2 - 42. (6) المصدر: 2 - 65.
[309]
صلى الله عليه وآله: حسنوا القرآن بأصواتكم (1). 12 - الصدوق - رحمه الله - عن الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس، يحدث عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام: أن رجلا سأل أبا عبد الله عليه السلام ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلا غضاضة ؟ فقال: لأن الله لم ينزله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، و عند كل قوم غض إلى يوم القيامة (2). 13 - الصدوق - رحمه الله - عن الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقى قال: محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن موسى الرازي، قال حدثني أبي، قال ذكر الرضا عليه السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه، قال: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمجي من النار، لا يخلق على الازمنة ولا يغث على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان والحجة على كل إنسان لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (3). 14 - الطبرسي - رحمه الله - باسناده عن أبى الحسن عليه السلام قال: إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قال (اللهم اكشف عني البلاء) ثلاث مرات (4). 15 - الطبرسي - رحمه الله - باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصاب أحدكم صداع أو غير ذلك، فبسط يديه وقرأ فاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) والمعوذتين ومسح بهما وجهه (ي) ذهب عنه ما يجده (5). 16 - الطبرسي - رحمه الله - بإسناده أن رجلا سأل الرضا عليه السلام أنه يعلمه شيئا ينفع لقلع الثآليل ؟ فقال: خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات واقرأ على كل شعيرة (1) عيون الاخبار: 2 - 69. (2) المصدر: 2 - 87. (3) المصدر: 2 - 130. (4) مكارم لاخلاق: 420. (5) مكارم الاخلاق: 422.
[310]
- سبع مرات -: إذا وقعت الواقعة) إلى قوله (فكانت هباء منبثا) - واقرأ: (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا) إلى قوله (ولا أمتا) ثم خذ الشعير شعيرة شعيرة وامسحها على التؤلول وصيرها في خرقة جديدة واربط عليها حجرا وألقها في كنيف قال: فنظر يوم السابع أو الثامن وهو مثل راحته، قال: وينبغي أن يعالج في محاق الشهر [ويقرأ: (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) و يفرقع إصبعا من أصابعه باسم صاحب الوجع] (1). * (باب معنى بسم الله) * 17 - العياشي - رحمه الله - باسناده عن إسماعيل بن مهران قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها (2). 18 - العياشي رحمه الله باسناده عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة، فإنه أبر لقلبها واسل لسخيمتها فإذا أفضى إلى حاجته قال: بسم الله ثلاثا فإن قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل، وإلا قد كفته التسمية، فقال له رجل في المجلس: فإن قرأ بسم الله الرحمن الرحيم أو يجزيه ؟ فقال: وأي أعظم في كتاب الله ؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم (3). 19 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد مولى بنى هاشم عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن بسم الله، قال: معنى قول القائل بسم الله أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عز وجل، هي العبادة قال: فقلت له: (1) مكارم الاخلاق: 444. (2) تفسير العياشي: 1 - 21. (3) تفسير العياشي: 1 - 21 كذا.
[311]
ما السمة ؟ فقال: العلامة (1). 20 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن القاسم حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن على عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، تمامها ببسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله عز وجل قال لى: يا محمد ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم، فأفرد الامتنان على بفاتحة الكتاب وجعلها بازاء القرآن العظيم. وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش وإن الله عز وجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان فانه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم ألا تراه يحكى عن بلقيس حين قالت (إني القي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) (2) ألا فمن قرأها معتقدا لموالات محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرهما، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة (3). (1) * (سورة الفاتحة) * 21 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن القاسم الأستر ابادي المفسر - رضي الله عنه - قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار، عن أبويهما، عن الحسن (1) التوحيد 229. (2) النمل: 31. (3) امالي الصدوق: 105.
[312]
ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب عليهم السلام، قال: جاء رجل إلى الرضا عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل (الحمد لله رب العالمين ما تفسيره ؟ فقال: لقد حدثني أبي عن جدى عن الباقر، عن زين العابدين عن أبيه عليهم السلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن قول الله عزوجل (الحمد لله رب العالمين) ما تفسيره. فقال: الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف، فقال لهم قولوا: الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين، وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات و الحيوانات، أما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك المساء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره إنه بعباده لرؤف رحيم. قال عليه السلام: (رب العالمين) مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث هم يعلمون ومن حيث لا يعلمون، والرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق يزايده ولا فجور فاجر يناقصه، وبيننا وبينه ستر، وهو طالبه، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه، كما يطلبه الموت، فقال الله جل جلاله: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا وذكرنا به من خير في كتب الاولين، قبل أن تكون ففي هذا ايجاب على محمد وآل محمد و [على] شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه نجيا، و فلق له البحر، ونجى بني إسرائيل واعطاه التورية والألواح [و] رأى مكانه من ربه عز وجل فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلى ؟ فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي، وجميع خلقي ؟ قال موسى يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي،
[313]
قال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على [آل] جميع النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين فقال موسى: يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء أفضل عندك من امتي ؟ ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر. فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضله على جميع، خلقي فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى إنك لن تراهم وليس هذا وأو ان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنان جنة عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبجبجون، أفتحب أن اسمعك كلامهم قال: نعم يا إلهى، قال الله جل جلاله: قم بين يدى واشدد ميزرك قيام العبد الذليل بين يدى الملك الجليل، ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عز وجل يا امة محمد فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم لبيك أللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. قال: فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحج ثم نادى ربنا عز وجل: يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن علي بن أبيطالب عليه السلام أخوه ووصيه من بعده ملتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد و أن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخله جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر. قال: فلما بعث الله عز وجل نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا امتك بهذه الكرامة ثم قال عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: قل الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة، وقال لأمته، وقولوا أنتم الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضايل (1). (1) عيون الاخبار: 1 - 282 وعلل الشرايع: 2 - 101 وبشارة المصطفى: 262.
[314]
22 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن القاسم الأستر ابادي المفسر رضي الله عنه، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في قول الله عز وجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال: يقول: ارشدنا إلى الطريق المستقيم أي أرشد للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ دينك والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك (1). 23 - ورام بن أبى فراس قال: وجدت في تفسير القرآن عن الرضا عن آبائه عليهم السلام بحذف الأسانيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير (الحمد لله رب العالمين قال: رب العالمين مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون فالرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس بتقوى متق يزايده ولا لفجور فاجر يناقصه، وبينه وبينه شبر وهو طالبه، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه كما يطلبه الموت (2). (2) * (سورة البقرة) * 24 - علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام أنه قال السكينة (3) ريح من الجنة لها وجه كوجه الاسنان فكان إذا وضع التابوت بين يدى المسلمين والكفار فان تقدم رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الامام فأوحى الله إلى نبيهم أن جالوت يقتله من يستوى عليه درع موسى عليه السلام، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب عليه السلام إسمه داود بن اسي وكان اسي راعيا، وكان له عشرة بنين أصغرهم داود. (1) عيون الاخبار: 1 - 305. (2) تنبيه الخواطر: 2 - 107 (3) البقرة: 248.
[315]
فلما بعث طالوت إلى بنى إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى اسي أن احضر ولدك، فلما حضر وادعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسى عليه السلام منهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه، فقال لاسي هل خلفت من ولدك أحدا ؟ قال نعم أصغرهم تركته في الغنم ليرعاها فبعث إليه فجاء به فلما دعي أقبل ومعه مقلاع، قال فناداه ثلاث صخرات في طريقه فقالت يا داود خذنا فأخذها في مخلاته وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى عليه السلام فاستوت عليه - الحديث (1). 25 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لإبراهيم عليه السلام: (أولم تؤمن ؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي (2)) كان في قلبه شك ؟ - قال لا كان على يقين، ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه (3). 26 - العياشي - رحمه الله - باسناده عن الحسن بن علي قال: قرأت في كتاب أبى الاسد إلى أبي الحسن الثاني وجوابه بخطه سأل ما تفسير قوله: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام (4)) قال فكتب إليه: الحكام: القضاة، ثم قال كتب تحته هو إن يعلم الرجل أنه ظالم عاصي، هو غير معذور في أخذه ذلك الذى حكم له به إذا كان قد علم أنه ظالم (5). 27 - عن معمر بن خلاد، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: أي شئ يقولون فيه إتيان النساء في أعجازهن ؟ قلت بلغني أن أهل المدينة لا يرون به بأسا، قال: إن اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل من خلفها فرج ولده أحول، فأنزل الله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم (6)) يعنى من خلف أو قدام خلافا لقول اليهود، (1) تفسير على بن ابراهيم: 72. (2) البقرة: 260. (3) المحاسن: 247. (4) البقرة: 188. (5) تفسير العياشي: 1 - 85. (6) البقرة: 223.
[316]
ولم يعن في أدبارهن (1). 28 - عنه، عن أبى القاسم الفارسي قال: قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك إن الله يقول في كتابه (فامساك بمعروف أو تسريح بإحسان)وما يعنى بذلك ؟ قال: أما الإمساك بالمعروف فكف الأذى وإجباء النفقة، وأما التسريح بإحسان، فالطلاق على ما نزل به الكتاب (2). 29 - عنه عن علي بن أسباط أن أبا الحسن عليه السلام سئل عن قول الله: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) (3) أكان في قلبه شك ؟ قال: لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء واحد من العشرة (4). 30 - عنه عن عمر بن سليمان عن رجل عن أهل الجزيرة قال: سأل الرضا عليه السلام رجل فقال له: جعلت فداك إن الله تبارك وتعالى يقول: (فنظرة إلى مسيره) (5) - فأخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لا بد له من أن ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفق على عياله وليس له غلة ينتظر إدراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غاثب ينتظر قدومه ؟ قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهى خبره إلى الإمام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين، إذا كان أنفقه في طاعة الله، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الإمام، قلت: فما لهذا الرجل الذى ائتمنه وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله أو معصية ؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر (6). 31 - عنه عن ابن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله (إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) (7) قال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فان لم تجدوا من أهل (1) تفسير العياشي: 1 - 111. (2) تفسير العياشي: 1 - 117. (3) البقرة: 260. (4) تفسير العياشي: 1 - 143. والجزء يعنى قوله (على كل جبل منهن جزاءا). (5) البقرة: 280. (6) تفسير العياشي: 1 - 155. (7) المائدة: 106.البقرة: 229.
[317]
الكتاب فمن المجوس، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك إذا مات الرجل المسلم بأرض غربة [فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصية فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلين من أهل الكتاب، قال: حمران قال أبو عبد الله عليه السلام و اللذان من غيركم من أهل الكتاب، وإنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غربة فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصية] فلم يجد مسلمين فليشهد رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما (1). 32 - الصدوق - رحمه الله - عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رحمه الله - قال: حدثنا على بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام ابن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن الشجرة (2) التى أكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها، فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي أنها العنب، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد، فقال كل ذلك حق. قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال: يا أبا الصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة، وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا و إن آدم عليه السلام لما أكرمه الله - تعالى ذكره - بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل مني ؟ فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا (لا اله إلا الله، محمد رسول الله، على بن أبيطالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) فقال آدم: يا رب من هؤلاء ؟ فقال: عز وجل: يا آدم هؤلاء ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار، ولا السماء والأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد، وتمنى منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى (1) تفسير العياشي: 1 - 349. (2) البقرة: 35.
[318]
أكل من الشجرة التي نهى عنها، وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما الله عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الأرض (1). 33 - عنه عن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (الله يستهزئ بهم) (2) وعن قوله: (ومكروا ومكر الله) (3) وعن قوله: (يخادعون الله وهو خادعهم) (4) فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه عز و جل يجازيهم جزاء السخرية، وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا (5) 34 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن يونس المعاذي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (6) قال: يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام. وهكذا نزلت (7). 35 - عنه عن محمد بن أحمد بن السناني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى رضى الله عنه، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون (8)) فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال، منعهم المعاونة واللطف (1) معاني الاخبار: 124. (2) البقرة: 15. (3) آل عمران: 54. (4) النساء: 142. (5) التوحيد: 163. (6) البقرة: 210. (7) التوحيد: 163. (8) البقرة: 17.
[319]
وخلى بينهم وبين اختيارهم، قال: وسألته عن قول الله عز وجل: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم (1)) قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال عز وجل (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) (2). قال: وسألته عن الله عز وجل: هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال: بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل يكلف عباده مالا يطيقون ؟ فقال: كيف يفعل ذلك ؟ وهو يقول: (وما ربك بظلام للعبيد) (3) ثم قال عليه السلام: حدثني أبى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم مالا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكوة شيئا (4). 36 - عن محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما، عن الحسن ابن علي، عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد في قول الله عز وجل (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان) قال: اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان، الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به، فظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس. وقالوا: كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره، ملك ما ملك وقد ما قدر فرد الله عز وجل عليهم فقال: (وما كفر سليمان) ولا استعمل السحر الذى نسبوه إلى سليمان وإلى (ما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) وكان بعد نوح عليه السلام قد كثر السحرة، والمموهون، فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبي عليه السلام (1) البقرة: 7. (2) النساء: 155. (3) فصلت: 46. (4) عيون الاخبار: 1 - 424.
[320]
عن الملكين، وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل، فأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس. وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم، ثم قال عز وجل: وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) يعنى أن ذلك النبي عليه السلام أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك، فقال الله عز وجل: (وما يعلمان من أحد) ذلك السحر وإبطاله (حتى يقولا) للمتعلم: (إنما نحن فتنة) وامتحان للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم (فلا تكفر) باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس الى أن يعتقدوا أنك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فان ذلك كفر. قال الله عز وجل: (فيتعلمون) يعنى طالبي السحر (منهما) يعني مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النير نجات ومما (أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت) يتعلمون من هذين الصنفين ما يفرقون به بين المرء وزوجه، هذا ما يتعلم الإضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب الحيل والتمايم والإيهام وأنه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا ليحبب المرأة إلى الرجل والرجل الى المرأة، ويؤدي إلى الفراق بينهما، فقال عز وجل: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أي ما المتعلمون بذلك بضارين من أحد إلا بإذن الله، يعنى بتخلية الله وعلمه فانه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر ثم قال: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) لأنهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم، ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين الله بذلك (ولقد علموا) هؤلاء المتعلمون (لمن اشتريه) بدينه الذى ينسلخ عنه بتعلمه (ماله في الآخرة من خلاق) أي من نصيب في ثواب الجنة، ثم قال عز وجل: (وبئس ماشروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنة، لان المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون أن لا رسول ولا إله ولا بعث ولا نشور.
[321]
فقال: (ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الآخرة من خلاق) لأنهم يعتقدون أن لا آخرة فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرةء فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لاخلاق لهم فيها، ثم قال: (ولبئس ماشروا به أنفسهم بالعذاب إذ باعوا الآخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدايم أنفسهم (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ولكن لا يعلمون ذلك، لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا عذابهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق. قال يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما أنهما قالا: قلنا للحسن بن علي عليهما السلام: فإن قوما عندنا يزعمون أن هاروت وماروت ملكان اختارهما الله من الملئكة لما كثر عصيان بنى آدم وأنزلهما مع ثالث لهما إلى دار الدنيا وأنهما افتتنا بالزهرة و أرادا الزنا بها وشربا الخمر وقتلا النفس المحرمة وأن الله عز وجل يعذبهما ببابل وأن السحرة منهما يتعلمون السحر، وأن الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذى هو الزهرة. فقال الإمام عليه السلام: معاذ الله من ذلك ! إن ملئكة الله معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، قال الله عز وجل فيهم (لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون) (1) وقال الله عز وجل: (وله من في السموات والأرض ومن عنده (يعنى الملئكة) لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون) (2) وقال عز وجل في الملئكة أيضا: (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشية مشفقون (3). ثم قال عليه السلام: لو كان كما يقولون كان الله عز وجل قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه (1) التحريم: 6. (2) الانبياء: 19 و 20. (3) الانبياء: 26 و 27 و 28.
[322]
في الارض وكانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالائمة، فيكون من الأنبياء والائمة عليهم السلام قتل النفس والزنا، ثم قال عليه السلام: أو لست تعلم أن الله عز وجل لم يخل الدنيا من نبي قط أو إمام من البشر أو ليس الله عز وجل يقول: (وما أرسلنا من قلبك من رسول (يعنى إلى الخلق) إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) (1) فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا أئمة وحكاما، وإنما كانوا أرسلوا الى أنبياء الله. قالا: فقلنا له: فعلى هذا أيضا لم يكن ابليس أيضا ملكا، فقال: لا، بل كان من الجن، أما تسمعا الله عز وجل يقول: (وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) (2) فأخبر عز وجل أنه كان من الجن، وهو الذى قال الله عز وجل: (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) (3). قال الإمام الحسن بن علي عليهما السلام: حدثنى أبي عن جدي، عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله وآله وسلم: إن الله عز وجل اختارنا معاشر آل محمد و اختار النبيين واختار الملئكة المقربين وما اختارهم إلا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون عن ولايته وينقطعون به عن عصمته وينتمون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته، قالا فقلنا له: قد روي لنا أن عليا عليه السلام لما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإمامة، عرض الله عزوجل ولايته في السماء على فئام من الناس وفئام من الملئكة فأبوها فمسخهم الله ضفادع ؟ فقال عليه السلام: معاذ الله هؤلاء المكذبون لنا المفترون علينا. الملائكة هم رسل الله، فهم كسائر أنبياء الله ورسله إلى الخلق أفيكون منهم الكفر بالله ؟ قلنا: لا، قال: فكذلك الملائكة، إن شأن الملائكة لعظيم، وإن خطبهم لجليل (4). 37 - عنه عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن علي بن محمد بن الجهم قال: سمعت المأمون (1) يوسف: 109. (2) الكهف 50. (3) الحجر: 27. (4) عيون الاخبار: 1 - 266.
[323]
يسأل الرضا على بن موسى عليهما السلام عما يرويه الناس من أمر الزهرة وأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت وما يروونه من أمر سهيل أنه كان عشارا باليمن، فقال الرضا عليه السلام: كذبوا في قولهم: إنهما كوكبان، وانما كانتا دابتين من دواب البحر، فغلط الناس وظنوا أنهما الكوكبان، وما كان الله عزوجل ليمسخ أعداءه أنوارا مضيئة ثم يبقيها ما بقيت السماوات والارض وأن المسوخ لم يبق أكثر من ثلاثة أيام، حتى ماتت وما تناسل منها شئ وما على وجه الارض اليوم مسخ، وأن التى وقع عليه اسم المسوخية مثل القرد والخنزير والدب وأشباهها إنما هي مثل ما مسخ الله على صورها قوما غضب الله عليهم، ولعنهم بانكارهم توحيد الله وتكذيبهم رسله. وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس السحر ليحترزوا عن سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم، وما علما أحدا من ذلك شيئا إلا قالا له: (إنما نحن فتنة فلا تكفر) فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء و زوجه، قال الله عز وجل: (وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله) يعنى بعلمه (1). 38 - عنه عن الفقيه المروزي عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائى عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سيأتي على الناس زمان عضوض يعض المؤمن على ما في يده، ولم يؤمن بذلك، قال الله تعالى (ولا تنسووا الفضل بينكم إن الله كان بما تعملون بصيرا) (2) وسيأتى زمان يقدم فيه الأشرار وينسى فيه الأخيار ويبايع المضطر، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع المضطر وعن بيع الغرر فاتقوا الله يا أيها النسا وأصلحوا ذات بينكم واحفظوني في أهلي (3). 39 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابي، قال: حدثنا أبو محمد الرازي، قال: حدثني سيدي على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: نزلت هذه الآية (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) (4) في علي عليه السلام (5). (1) عيون الاخبار: 1 - 271. (2) البقرة: 237. (3) عيون الاخبار: 2 - 45. (4) البقرة: 274. (5) عيون الاخبار: 2 - 62.
[324]
(3) * (سورة آل عمران) * 40 - علي بن إبراهيم قال: حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: (اصبروا وصابروا رابطوا) (1) قال: إذ كان يوم القيامة ينادي مناد: أين الصابرون، فيقوم فئام من الناس، ثم ينادي وأين المتصبرون فيقوم فئام من الناس قلت: جعلت فداك وما الصابرون قال: الصابرون على أداء الفرائض والمتصبرون على اجتناب المحارم (2). 41 - العياشي - رحمه الله - باسناده عن مرزبان القمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله (شهد الله عنه لا إله إلا هو والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط) (3) قال: هو الإمام (4). 42 - عنه عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر عليه السلام من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب لأن المشية لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد، قال الله (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (5) آخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه أنه كائن وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه (6). 43 - عنه عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله (مسومين) (7). قال: العمائم اعتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسد لها من بين يديه ومن خلفه (8). 44 - عنه عن أبي أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ذكر قول الله (هم درجات عند الله) (3) قال: الدرجة ما بين السماء إلى الارض (10). (1) آل عمران: 200. (2) تفسير على بن ابراهيم: 118. (3) آل عمران: 18. (4) تفسير العياشي: 1 - 166. (5) آل عمران: 34. (6) تفسير العياشي: 1 - 169. (7) آل عمران: 125. (8) تفسير العياشي: 1 - 196. (9) آل عمران: 163. (10) تفسير العياشي: 1 - 205.
[325]
(4) * (سورة النساء) * 45 - الكليني - رحمه الله - باسناده عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قوله عز وجل: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم) (1) قال: إنما عنى بذلك الأئمة عليهم السلام بهم عقد الله عز وجل أيمانكم (2). 46 - العياشي - رحمه الله - باسناده عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ذكر قول الله: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) (3) عبادة الأوثان، وشرب الخمر، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم (4). 47 - عنه عن الحسن بن محبوب، قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام وسئلته عن قول الله (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم) (5) قال: إنما عنى بذلك الائمة بهم عقد الله أيمانكم (6). 48 - عنه وفي رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى (أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (7) هم الائمة من آل محمد يؤدي الامام الإمامة إلى إمام بعده، ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (8). 49 - عنه عن أبان أنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فسألته عن قول الله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (9) فقال: (1) النساء: 33. (2) الكافي: 216. (3) النساء: 31. (4) تفسير العياشي: 1 - 238. (5) النساء: 33. (6) تفسير العياشي. 1 - 240. (7) النساء: 58. (8) تفسير العياشي: 1 - 249. (9) النساء: 59.
[326]
ذلك علي بن أبيطالب عليه السلام ثم سكت، قال: فلما طال سكوته قلت: ثم من ؟ قال: ثم الحسن، ثم سكت فلما طال سكوته، قلت: ثم من ؟ قال: الحسين، قلت: ثم من ؟ قال: ثم علي بن الحسين وسكت، فلم يزل يسكت عند كل واحد حتى اعيد المسألة، فيقول، حتى سماهم إلى آخرهم (1. 50 - عنه عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) (2) قال: نشوز الرجل يهم بطلاق امرأته، فتقول له: أدع ما على ظهرك وأعطيك كذا وكذا وأحللك من يومي وليلتي على ما اصطلحا فهو جايز (3). 51 - عنه عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (وقد نزل علكيم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله) إلى قوله (إنكم إذ مثلهم) (4) قال: إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده (5). 52 - عنه، عن أبيه - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد،، عن محمد بن الفضل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (6) قال: من اجتنب ما أو عد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته (7). 53 - الصدوق - رحمه الله - عن أبيه - رحمه الله - قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) قال: من اجتنب ما وعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر الله عن سيئاته ويدخله مدخلا كريما، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام (1) تفسير العياشي: 1 - 251. (2) النساء: 128. (3) تفسير العياشي: 1 - 278. (4) النساء: 14. (5) تفسير العياشي: 1 - 282. (6) النساء: 31. (7) ثواب الاعمال: 158.
[327]
وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف (1). 54 - عنه، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي عليه السلام يحدث عن أبيه عليه السلام أنه قال (اتخذ الله إبراهيم خليلا) (2) لأنه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا غير الله عز وجل (3). 55 - عنه، عن علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس قال حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله حرم أكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد، أول ذلك إذا اكل مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله إذ اليتيم غير مستغن ولا محتمل لنفسه، ولا قائم بشأنه، ولا له من يقوم عليه و يكفيه كقيام والديه، فإذا أكل ماله فكأنه قد قتله وصيره إلى الفقر والفاقة مع ما خوف الله عز وجل من العقوبة في قوله (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله (4)). ولقول أبي جعفر عليه السلام: إن الله عز وجل وعد في أكل مال اليتيم عقوبتين، عقوبة في الدنيا، وعقوبة في الاخرة ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم واستقلاله نفسه، والسلامة للعقب أن يصيبه ما أصابهم لما وعد الله فيه من العقوبة مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك ووقوع الشحناء والعداوة والبغضاء حتى يتفانوا (5). (5) * (سورة المائدة) * 56 - العياشي رحمه الله عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول (1) ثواب الاعمال ص 158 وليس هذا الحديث من احاديث الرضا عليه السلام لكن ذكرناه توضيحا لما قبله. (2) النساء: 125. (3) علل الشرايع 1 - 33. (4) النساء 9. (5) علل الشرايع: 2 - 166.
[328]
الله (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم الى الكعبين، (1) فقال: قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك ؟ فقال: سيكفيك أوكفتك سورة المائدة يعنى المسح على الرأس والرجلين، قلت: فانه قال: (اغسلوا أيديكم إلى المرافق) فكيف الغسل ؟ قال: هكذا أن يأخذ الماء بيده اليمنى فيصبه في اليسرى ثم يفيضه على المرفق ثم يمسح إلى الكف قلت له: مرة واحدة ؟ فقال: كان يفعل ذلك مرتين، قلت يرد الشعر ؟ قال: إذا كان عنده آخر فعل وإلا فلا (2). 57 - عنه عن أبي إسحاق المدايني قال: كنت عند أبى الحسن عليه السلام إذ دخل عليه رجل فقال له جعلت فداك إن الله يقول (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى (أو ينقوا (3)). فقال: هكذا قال الله، فقال له: جعلت فداك فأي شئ إذا فعله استحق واحدة من هذه الأربع ؟ قال: فقال له أبو الحسن عليه السلام: أربع فخذ أربعا بأربع إذا حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا فقتل قتل، فإن قتل وأخذ المال قتل وصلب وإن أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وإن حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال نفى من الارض. فقال له الرجل: جعلت فداك وما حد نفيه ؟ قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى غيره، ثم يكتب إلى أهل تلك المصر أن ينادي عليه بأنه منفي فلا تؤاكلوه، ولا تشاربوه ولا تناكحوه، فإذا خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك فيفعل به ذلك سنة، فإنه سيتوب من السنة وهو صاغر، فقال له الرجل: جعلت فداك فان أتى أرض الشرك فدخلها ؟ قال: يضرب عنقه إن أراد الدخول في أرض الشرك (4). 58 - عنه عن هشام بن المشرقي عن أبي الحسن الخراسان عليه السلام قال: إن الله كما وصف نفسه أحد، صمد، نور ثم قال: (بل يداه مبسوطتان (5)) فقلت له: أفله يدان هكذا ؟ وأشرت بيدى إلى يده - فقال: لو كان هكذا كان مخلوقا (6). (1) المائدة: 6. (2) تفسير العياشي: 1 - 300. (3) المائدة: 33. (4) تفسير العياشي: 1 - 317. (5) المائدة: 64. (6) تفسير العياشي: - 330.
[329]
59 - عنه عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام وكتب في آخره أولم تنتهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم وذاك فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء (1)) إلى قوله (كافرين) (2). 60 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن المشرقي [عن] عبد الله بن قيس، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: (بل يداه مبسوطتان (3)) فقلت: له يدان هكذا، وأشرت بيدي إلى يديه، فقال: لا، لو كان هكذا لكان مخلوقا (4). 61 - عنه عن الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني سهل بن القاسم النوشجاني، قال: قال رجل للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في تقية، فقال: أما بعد قول الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (5) فانه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل وبين أمر الله تعالى ؟ ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده، وأما قبل نزول هذه الآية فلعله (6). 62 - عنه عن الفقيه المروزي، عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن أبيطالب عليهم السلام في قول الله عز وجل (أكالون للسحت (7)) قال: هو الرجل الذى يقضي لاخيه الحاجة ثم يقبل هديته (8). 63 - عنه عن أبى العباس محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - (1) المائدة: 101. (2) تفسير العياشي: 1 - 346. (3) المائدة: 64. (4) التوحيد: 168. (5) المائدة: 67. (6) عيون الاخبار: 2 - 130. (7) المائدة: 42. (8) عيون الاخبار: 2 - 28.
[330]
قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لم سمي الحواريون الحواريين، قال أما عند الناس فإنهم سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحوار، وأما عندنا: فسمي الحواريون الحواريين لانهم كانوا مخلصين في أنفسهم، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير قال: فقلت: لم سمى النصارى، قال: لأنهم كانوا من قرية إسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى عليهما السلام بعد رجوعهما من مصر (1). (6) * (سورة الانعام) * 64 - العياشي - رحمه الله - بإسناده عن هشام المشرقي قال: كتب إلى أبى الحسن الخراساني عليه السلام رجل يسئل عن معان في التوحيد، قال: فقال لي: ما تقول: إذا قالوا لك أخبرنا عن الله شئ هو أم لا شئ ؟ قال: فقلت: أن الله أثبت نفسه شيئا، فقال: (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم (2)) لا أقول شيئا كالأشياء أو تقول إن الله جسم، فقال: وما الذي يضعف فيه من هذا إن الله جسم لا كالأجسام ولا يشبهه شئ من المخلوقين ؟ قال: ثم قال: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب نفى، ومذهب تشبيه، ومذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أن الله لا يشبهه شئ، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة وذلك أنه مثبت لا يشبهه شئ، وهو كما وصف نفسه أحد، صمد، نور (3). 65 - عنه عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (4)) (1) علل الشرايع: 1 - 76. (2) الانعام: 19. (3) تفسير العياشي: 1 - 356. (4) الانعام: 59.
[331]
فقال: الورقة السقط يسقط من بطن امه من قبل أن يهل الولد قال: فقلت وقوله: (ولاحبة) ؟ قال: يعنى الولد في بطن امه، إذا أهل ويسقط من قبل الولادة، قال: فقلت قوله: (ولا رطب) ؟ قال: يعنى المضغة إذا أسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل قال: قلت قوله: (ولا يابس) قال: الولد التام، قال: قلت (في كتاب مبين) ؟ قال: في إمام مبين (1). 66 - عنه عن العباس بن هلال عن الرضا عليه السلام أن رجلا أتي عبد الله الحسن وهو [إمام] بالسبالة فسأله عن الحج، فقال له هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا، فاسئله فأقبل الرجل إلى جعفر عليه السلام فسأله فقال له: لقد رأيتك واقفا على عبد الله الحسن فما قال لك قال: سألته فأمرني أن آتيك وقال: هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا، فقال جعفر عليه السلام: أنا من الذين قال الله في كتابه (اولئك الذين هديهم الله فبهديهم اقتده (2)) سل عما شئت، فسأله الرجل فأنبأه عن جميع ما سأله (3). 66 - عنه عن الحسن بن على بن بنت إلياس قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول إن الله (جعل الليل سكنا 4)) وجعل النساء سكنا، ومن السنة والتزويج بالليل وإطعام الطعام (5). 68 - عنه عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قوله: (هو الذى أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع (6)) قال: ما كان من الإيمان المستقر، فمستقر إلى يوم القيمة [أو أبدا] وما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات (7). 69 - عنه عن صفوان قال: سألني أبو الحسن عليه السلام، ومحمد بن الخلف جالس فقال لى مات يحيى بن القاسم الحذاء ؟ فقلت له: نعم ومات زرعة فقال: كان جعفر عليه السلام يقول (فسمتقر ومستودع) فالمستقر قوم يعطون الإيمان ويستقر في قلوبهم، والمستودع (1) تفسير العياشي: 1 - 361. (2) الانعام: 90 (3) تفسير العياشي: 1 - 368 (3) تفسير العياشي: 1 - 368 (4) الانعام: 96 (5) تفسير العياشي: 1 - 371 (6) الانعام: 98 (7) تفسير العياشي: 1 - 368.
[332]
قوم يطعون الايمان ثم يسلبونه (1). 70 - عنه عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن الثاني عليه السلام في بنى زريق فقال لى وهو رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جهد الناس على إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين، فلما توفي أبو الحسن عليه السلام جهد ابن أبي حمزة وأصحابه على إطفاء نور الله فأبى الله إلا يتم نوره وإن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم على يقين من أمرهم، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، إن الله يقول: (فمستقر ومستودع) قال: ثم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المستقر الثابت، والمستودع المعار (2). 71 - عنه عن الأشعث بن حاتم قال: قال ذو الرياستين: قلت لأبى الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرني عما اختلف فيه الناس من الرؤية فقال بعضهم [يرى وقال بعضهم] لا يرى فقال: يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله، قال الله (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (3) هذه الابصار ليست هي الأعين، إنما هي الأبصار التي في القلب، لا يقع عليه الأوهام ولا يدرك كيف هو (4)) 71 - عنه عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول: في الاسراف (في الحصاد والجذاد) إن يصدق الرجل بكفيه جميعا وكان أبى إذا حضر شيئا من هذا فرأى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به وقال: اعطه بيد واحدة القبضة بعد القبضة، و الضغث بعد الضغث من السنبل (5). 72 - عنه عن الحسن بن علي، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله (1) تفسير العياشي: 1 - 372. (2) تفسير العياشي: 1 - 372. (3) الانعام: 103. (4) تفسير العياشي: 1 - 372. (5) تفسير العياشي: 1 - 379 ورواه الحميرى في قرب الاسناد وفيه في نسخة الفصيل، مكان (السنبل) ثم زاد، وأنتم تسمونه الا ندر).
[333]
عز وجل: (آتوا حقه يوم حصاده (1) قال: قال: الضغث والاثنين تعطي من حضرك (2). 73 - عنه عن علي بن إبراهيم - رحمه الله - عن أحمد بن إدريس، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام: عن قوله تعالى: (آتوا حقه يوم حصاده) قلت فان لم يكن يحضر المساكين وهو يحصد كيف يصنع قال: ليس عليه شئ (5). 74 - عنه، عن أبيه عن ياسر عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده (4)) قال: ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وأن يقر له بالبداء أن يفعل الله ما يشاء وأن يكون في تراثه الكندر (5). 75 - البرقي رحمه الله باسناده عن محمد بن عيسى، عن أبى هاشم الجعفري قال: أخبرنا الأشعث بن حاتم أنه سأل الرضا عليه السلام عن شئ من التوحيد فقال: ألا تقرأ القرآن ؟ قلت: نعم. قال: اقرأ (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) فقرأت، فقال: ما الأبصار ؟ قلت: أبصار العين، قال: لا، إنما عنى الأوهام لا تدرك الأوهام كيفيته وهو يدرك كل فهم (6) 76 - الصدوق - رحمه الله - عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار بنيسابور سنة إثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) (7) قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه، ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره وعصيانه له في الدنيا، يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره و (1) الانعام: 141. (2) تفسير العياشي: 1 - 377. (3) على بن ابراهيم 206 (4) الانعام: 2. (5) تفسير على بن ابراهيم: 181. (6) المحاسن: 239. (7) الانعام: 125.
[334]
يضطرب من اعتقاده قلبه، حتى يصير كأنما يصعد في السماء، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (1). (7) * (الاعراف) * 77 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قوله تعالى: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين (2)) قال: المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام يؤذن أذانا يمسع الخلائق كلها والدليل على ذلك قول الله عز وجل في سورة براءة (وأذان من الله رسوله (3) فقال أمير المؤمنين: كنت أنا الاذان في الناس (4). 78 - العياشي - رحمه الله - عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله (وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: نحن باب حطتكم (5). 79 - عنه عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: هي الثياب (6). 80 - عن الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يلبس الجبة و المطرف من الخز والقلنسوة ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه ويقول: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (7). 81 - عنه عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين (2) قال: المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام (8). 82 - عنه عن محمد بن أبي زيد الرازي عمن ذكره عن الرضا عليه السلام قال: إذا نزلت (1) معاني الاخبار: 145. (2) الاعراف: 32. (3) براءة: 4. (4) تفسير على بن ابراهيم: 216. (5) العياشي: 1 - 45. (6) تفسير العياشي: 2 - 12. (7) تفسير العياشي: 2 - 14. (8) تفسير العياشي: 2 - 17.
[335]
بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها (1) قال: قال أبو عبد الله: نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا [قال: فادعوه بها] (2). 83 - علي بن إبراهيم - رحمه الله - عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه أعطى بلعم بن باعورا الاسم الأعظم فكان يدعو به فيستجيب له فمال الى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه، قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا، فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته، فأقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل فقالت: ويلك على ماذا تضربني أتريد أن أجيئ معك لتدعو على موسى نبي الله، وقوم مؤمنين، فلم يزل يضربها حتى قتلها، وانسلخ الاسم من لسانه وهو قوله (فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (3). 84 - المفيد - رحمه الله - باسناده قال الرضا عليه السلام إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (4). (8) * (سورة الانفال) * 85 - الحميري - رحمه الله - عن البزنطي قال: وسألته عن قول الله تبارك وتعالى (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى و المساكين (5)) فقيل له: أفرأيت إن كان صنف من هذه الاصناف أكثر وصنف أقل من صنف كيف يصنع به ؟ قال ذلك إلى الامام أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف صنع أليس إنما كان يفعل ما يرى هو، كذلك الإمام. (1) الاعراف: 180. (2) تفسير العياشي: 2 - 42. (3) تفسير على بن ابراهيم: 30. (4) الاختصاص: 252. (5) الانفال: 41.
[336]
وذكر له الخراج وما يتبار به أهل بيته، فقال عليه السلام: العشر ونصف العشر على ما أسلم طوعا تركت أرضه بيده، يأخذ العشر ونصف العشر فيما عمر منها وما لم يعمر منها أخذه الوالي، فقبله الوالي ممن يعمره، وكان للمسلمين وليس فيما كان أقل من خمسة أوساق، وما اخذ بالسيف فذلك للإمام يقبله بالذى يرى كما صنع رسول الله بخيبر قبل أرضها ونخلها والناس يقولون لا تصلح قبالة الأرض والنخل إذا كان البياض اكثر من السواد، وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر وعليهم في حصتهم العشر ونصف العشر. وقال: قدام هذا الأمر قتل بيوح، قلت وما البيوح ؟ قال دائم لايفتر (1). 86 - العياشي - رحمه الله - بإسناده عن علي بن أسباط سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام، يقول قال أبو عبد الله عليه السلام: اتي النبي عليه وآله السلام بمال فقال للعباس: أبسط رداءك فخذ من هذا المال طرفا، قال: فبسط رداءه فأخذ طرفا، من ذلك المال، قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هذا مما قال الله: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم (2)). 87 - الكليني - رحمه الله - عن أحمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل) واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى) فقيل له: فما كان لله فلمن هو ؟ فقال: لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان لرسول الله فهو للإمام، فقيل له: أفرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر وصنف أقل ما يصنع به ؟ قال: ذاك إلى الإمام أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصنع ؟ أليس إنما كان يعطى على ما يرى ؟ كذلك الإمام (3). (1) قرب الاسناد: 226. (2) تفسير العياشي: 2 - 69 والاية في سورة الانفال: 70. (3) الكافي: 1 - 544.
[337]
(9) * (سورة التوبة) * 88 - الحميري - رحمه الله - عن الرضا عليه السلام قال: وكان جعفر عليه السلام يقول: والله لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزون وتمحصون، ثم يذهب ولا يبقى من كل عشرة منكم إلا الأندر، ثم تلا هذه الآية (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) (1). 89 - العياشي عن العباس بن هلال، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته وهو يقول للحسن: أي شئ السكينة عندكم وقرأ (فأنزل الله سكينته على رسوله (2) فقال له الحسن: جعلت فداك لا أدري فأي شئ ؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان قال فتكون مع الأنبياء، فقال له علي بن أسباط: تنزل على الأنبياء والأوصياء، فقال: تنزل على الأنبياء [والأوصياء] قال: وهي التي نزلت على إبراهيم عليه السلام حيث بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا وكذا، بنى الاساس عليها فقال له محمد بن علي: قول الله (فيه سكينة من ربكم) قال: هي من هذا ثم أقبل على الحسن فقال: أي شئ التابوت فيكم ؟ فقال: السلاح، فقال: نعم هو تابوتكم، فقال: فأى شي في التابوت الذي كان في بني إسرائيل ؟ قال: كان فيه ألواح موسى التى تكسرت والطست التي تغسل فيها قلوب الأنبياء (3). 90 - عنه عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبو الحسن علي الرضا عليه السلام للحسن بن أحمد أي شئ السكينة عندكم ؟ قال: لا أدري جعلت فداك أي شئ هو ؟ فقال: ريح من الله تخرج طيبة، لها صورة كصورة وجه الإنسان، فتكون مع الأنبياء، وهي التي نزلت على إبراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا (1) قرب الاسناد: 216 والاية في آل عمران: 142. (2) التوبة: 26. (3) تفسير العياشي: 1 - 133.
[338]
فبنى الأساس عليها (1). 91 - عنه عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبى الحسن الثاني عليه السلام معي الحسن بن الجهم، قال له الحسن: إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: (ثانى اثنين إذ هما في الغار (2)) ومالهم في ذلك ؟ فو الله لقد قال الله: (فأنزل الله سكينته على رسوله) وما ذكره فيها بخير، قال: قلت له انا جعلت فداك وهكذا تقرؤنها، قال: هكذا قرأتها قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: فأنزل سكينته على رسوله ألا ترى أن السكينة إنما نزل على رسوله (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) فقال: هو الكلام الذي تكلم به عتيق. رواه الحلبي عنه (3). 92 - عنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى بسهم من ماله، وليس يدرى أي شئ هو ؟ قال: السهام ثمانية، ولذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تلا (إنما الصدقات للفقراء والمساكين (4)) إلي آخر الآية ثم قال: إن السهم واحد من ثمانية (5). 93 - عنه عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (6)) فاستغفر لهم مائة مرة ليغفر لهم فأنزل الله: (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) و قال: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره (7)) فلم يستغفر لهم بعد ذلك ولم يقم على قبر أحد منهم (8). 94 - عنه عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (9) قال: تعرض على رسول الله عليه وآله (1) تفسير العياشي: 1 - 84. (2) التوبة: 40. (3) تفسير العياشي: 1 - 88. (4) التوبة، 60. (5) تفسير العياشي: 1 - 90. (6) التوبة 80. (7) التوبة: 84. (8) تفسير العياشي: 1 - 100. (9) التوبة: 94.
[339]
السلام أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا (1). 95 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (2)) قال: الصادقون هم الأئمة، والصديقون بطاعتهم (3). 96 - عنه قال: علي عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولأهل بيتي فقال أو لست أفعل ؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك فقال لي: أما تقرء كتاب الله عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام (4). 97 - عن قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء: قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبرارها وفجارها (5). 98 - الصفار، عن معلى بن محمد، عن الحسن، عن أحمد بن محمد قال: سئلت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال الصادقون الائمة، الصديقون بطاعتهم (6). 99 - عنه قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمد الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولأهل بيتي قال: أو لست أفعل والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة فاستعظمت ذلك فقال أما تقرء كتاب الله: (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (7). 100 - عنه قال: حدثنا الهيثم النهدي عن أبيه عن عبد الله بن أبان قال قلت للرضا عليه السلام وكان بيني وبين شئ: ادع الله لي ولمواليك فقال: والله إن أعمالكم لتعرض (1) تفسير العياشي: 1 - 109. (2) التوبة: 119. (3) الكافي: 1 - 208. (4) الكافي: 1 - 219. (5) الكافي: 1 - 220. (6) بصائر الدرجات: 31. (7) بصائر الدرجات: 429.
[340]
علي في كل خميس (1). 101 - عنه قال حدثنا محمد بن علي بن سعيد الزيات، عن عبد الله بن أبان قال قلت للرضا عليه السلام: إن قوما من مواليك سئلوني أن تدعو الله لهم، فقال: والله إني لتعرض علي في كل يوم أعمالهم (2). 102 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، قال: حدثنا أبو حامد حمدان بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل (نسوا الله فنسيهم (3)) فقال: إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ألا تسمعه عز وجل يقول: (وما كان ربك نسيا (4)) وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال عز وجل: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (5)) وقوله عز وجل (فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) (6) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا (7). (10) * (سورة يونس) * 103 - محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سألت (1) بصائر الدرجات 430. (2) بصائر الدرجات 430. (3) التوبة: 67. (4) مريم: 64. (5) الحشر: 19. (6) الاعراف: 51. (7) التوحيد: 59 وعيون الاخبار: 1 - 125 قال الصدوق - رحمه الله - قوله: (نتركهم) أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه لان الترك لا يجوز على الله تعالى، فاما قول الله تبارك وتعالى: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) أي لا يعاجلهم بالعقوبة وامهلهم ليتوبوا.
[341]
الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون (1)) قال: نحن العلامات، والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2). 104 - عنه قال عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد بن الفضل، عن الرضا عليه السلام قال قلت: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (3)) قال: بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم (4). 105 - العياشي، عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح (انتظروا إني معكم من المنتظرين (5)). 106 - الصدوق قال: عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: حدثني إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لأي علة أغرق الله عز وجل فرعون وقد آمن به، وأقر بتوحيده ؟ قال: إنه آمن عند رؤية البأس، وهو غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله تعالى: (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنابه مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا (6). وقال عز وجل (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا (7) وهكذا فرعون لما (أدركه الغرق قال آمنت أنه (1) النحل: 16. (2) الكافي: 1 - 207. (3) يونس: 58. (4) الكافي: 1 - 423. (5) العياشي: 2 - 20 والاية في يونس 20 والاعراف: 71. (6) غافر: 84. (7) الانعام: 158. (*)
[342]
لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، وأنا من المسلمين (1)) فقيل له (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية (2)) وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد، وقد لبسه على بدنه. فلما اغرق ألقاه الله على نجوة من الأرض ببدنه، ليكون لمن بعده علامة، فيرونه مع تثقله بالحديد علي مرتفع من الأرض، وسبيل التثقيل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة اخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهي أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى ما أغثت فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته (3). (11) * (سورة هود) * 107 - العياشي باسناده عن ابن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله في قوم نوح (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم (4)) قال: الأمر إلى الله يهدي ويضل (5). 108 - عنه بإسناده عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله قال لنوح: (إنه ليس من أهلك (6)) لأنه كان مخالفا له وجعل من اتبعه من أهله قال: وسألني كيف يقرؤن هذه الآية في نوح قلت: يقرؤها الناس علي وجهين إنه عمل غير صالح، وإنه عمل غير صالح (7) فقال: كذبوا هو إبنه، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه (8). (1 و 2) يونس: 90 - 92. (3) علل الشرايع: 1 - 55. (4) هود: 34. (5) تفسير العياشي: 2 - 143. (6) هود: 46. (7) يعنى باضافة عمل الى غير، أو برفع الغير وجعله صفة للعمل. (8) تفسير العياشي: 2 - 151.
[343]
109 - عنه باسناده عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج، فقال: أو ليس تعلم أن انتطار الفرج من الفرج ؟ ثم قال: إن الله تبارك و تعالى يقول: (وارتقبوا إني معكم رقيب (1)). 110 - الصدوق، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله عز وجل: (وهو الذى خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا (2)) فقال: إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السموات والأرض كانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله عز وجل. ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة، فيعلموا أنه على كل شئ قدير، ثم رفع العرش بقدرته، ونقله فجعله فوق السموات السبع، وخلق السموات والأرض في ستة أيام، وهو مستول على عرشه، وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين، ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مدة بعد مدة، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علوا كبيرا. وأما قوله عز وجل (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فإنه عز وجل خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليما بكل شئ، فقال المأمون: فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك (3). 111 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: (1) تفسير العياشي: 2 - 159 والاية في سورة هود: 93. (2) هود: 7. (3) التوحيد: 320.
[344]
سأل المأمون أبا الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله تعالى: (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فقال إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل السموا ت والأرض، فكانت الملئكة تستدل بأنفسها وبالعرش وبالماء على الله عز وجل. ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملئكة فتعلموا أنه على كل شئ قدير، ثم رفع العرش بقدرته ونقله وجعله فوق السموات السبع، ثم خلق السموات والأرض في ستة أيام وهو مستولى على عرشه، وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين، ولكنه تعالى خلقها في ستة أيام ليظهر للملئكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه، لأنه غني عن العرش، وعن جميع ما خلق، لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم، تعالى [الله] عن صفة خلقه علوا كبيرا. وأما قوله عز وجل (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فإنه عز وجل خلقهم ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليما بكل شئ فقال المأمون فرجت عني يا ابا الحسن فرج الله عنك ثم قال له: يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) (1). فقال الرضا: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: إن المسلمين قالوا لرسول: الله لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثرة عددنا قوينا على عدونا فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما كنت لا لقى الله عز وجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا، وما أنا من المتكلفين. فأنزل الله تعالى عليه يا محمد (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) على (1) يونس: 99.
[345]
سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا كما يومنون عند المعاينة ورؤية البأس في الأخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا لكني اريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين). وأما قوله تعالى (وما كان لنفس أن تؤمن إلا باذن الله) فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا باذن الله وإذنه أمره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة وإلجاؤه إياها إلى الإيمان عند وزوال التكليف والتبعد عنها، فقال المأمون: فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك فأخبرني عن قوله تعالى (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا (1) فقال عليه السلام: إن غطاء العين لا يمنع من الذكر والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عزوجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بالعميان لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي عليه السلام فيه فلا يستطيعون له سمعا، فقال المأمون: فرجت عنى فرج الله عنك (2). (12) * (سورة يوسف) * 112 - على بن إبراهيم قال: أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة (3)) قال كانت عشرين درهما والبخس النقص وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كان قميته عشرين درهما (4). 113 - عنه قال: وحدثنا أبي عن العباس بن الهلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال السجان ليوسف إني لأحبك، فقال يوسف: ما أصابني ما أصابني إلا من الحب أنه كانت خالتي احبتني فسرقتني وان كان أبي احبني فحسدوني إخوتي وان (1) الكهف: 101. (2) عيون الاخبار: - 134. (3) يوسف: 20 (4) تفسير على بن ابراهيم: 318.
[346]
كانت امرأة العزيز احبتني فحبستني، قال وشكى يوسف في السجن إلى الله فقال: يا رب بما ذا استحققت السجن ؟ فأوحى الله إلهى أنت اخترته حين قلت: (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه (1)) ألا قلت العافية أحب إلي مما يدعونني إليه ؟ ! (2). 114 - عنه قال: أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه، عن الحسن بن بنت إلياس و اسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام قال: كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئا استرق وكان يوسف عند عمته وهو صغير وكانت تحبه وكانت لاسحاق منطقة ألبسها يعقوب وكانت عند اخته وإن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته، فاغتمت لذلك وقالت: دعه حتى أرسله إليك وأخذت المنطقة فشدت وسطه بها تحت الثياب. فلما أتى يوسف أباه جاءت فقالت: سرقت المنطقة ففتشته ووجدتها معه في وسطه فلذلك قالوا إخوة يوسف، لما حبس يوسف أخاه حيث جعل الصاع في وعاء اخيه، فقال يوسف ما جزاء من وجد في رحله، قالوا جزاؤه السنة التي تجري فيهم، فلذلك قالت إخوة يوسف إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبد هالهم (3). 115 - العياشي باسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله، وزاد فيه: البخس النقص، وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كانت ديته عشرين درهما (4). 116 - عنه - رحمه الله - عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم (5)) قال: كانت لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر، فكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها وكانت تحبه فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إلي وأرده إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة لأشمه ثم أرسله إليك غدة، فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه وألبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة فوجدت عليه، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة فأخذته فكان عندها. (6) (1) يوسف: 33. (2) تفسير على بن ابراهيم: 330. (3) تفسر على بن ابراهيم: 331 (4) تفسير العياشي: 2 - 173. (5) يوسف: 77. (6) تفسير العياشي: 2 - 185.
[347]
117 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قوله: (وجئنا ببضاعة مزجاة (1)) قال: المقل. وفي هذه الرواية (وجئنا ببضاعة مزجئة) قال: كانت المقل، وكانت بلادهم بلاد المقل، وهي البضاعة (2). 118 - عنه - رحمه الله باسناده، عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون (3)) قال شرك لا يبلغ به الكفر (4). 119 - الصدوق عن المروزي، عن أبي بكر النيسابوري عن الطائى عن أبيه عن الرضا عن آبائه، عن على بن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال في قول الله عز وجل: (لو لا أن أرى برهان ربه (5) قال: قامت امرأة العزيز إلى الصنم، فألقت عليه ثوبا، فقال لها يوسف: ما هذا ؟ قالت: أستحيى من الصنم أن يرانا، فقال لها يوسف: أتسحين ممن لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه ولا يأكل، ولا يشرب، ولا أستحي أنا ممن خلق الإنسان و علمه، فذلك قوله عز وجل: (لو لا أن رأى برهان ربه) (6). 120 - عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن نصير، عن الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام أنه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون ؟ وكانه أنكر عليه، فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا هذا أيهما أفضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الوصيي ؟ فقال: لابل النبي، قال: فأيهما أفضل مسلم أو مشرك، قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف عليه السلام نبيا، وأن المأمون مسلم وأنا وصي، ويوسف سئل العزيز أن يوليه حين قال: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) وأنا أجبرت (1) يوسف: 88. (2) تفسير العياشي: 2 - 192. (3) يوسف: 106. (4) تفسير العياشي: 2 - 199. (5) يوسف: 24. (6) عيون الاخبار: 2 - 45.
[348]
على ذلك. وقال عليه السلام في قوله تعالى (اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم (1)) قال: حافظ لما في يدى، عالم بكل لسان (2). 121 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن الريان بن الصلت، قال: دخلت على علي ابن موسى الرضا عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ! فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل. ويحهم ! أما علموا أن يوسف كان نبيا ورسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز، قال: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الاشراف على الهلاك، على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه، فإلى الله المشتكى وهو المستعان (3). (13) * (سورة الرعد) * 122 - الصفار، قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب (4) قال: علي (5). 123 - العياشي - رحمه الله - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وإذا إراد الله بقوم سوءا فلا مرد (1) يوسف: 55. (2) عيون الاخبار: 2 - 138 وقد تقدم في كتاب النبوة. (3) المصدر: 2 - 138. (4) الرعد: 43. (5) بصائر الدرجات: 214.
[349]
له (1)) فصار الأمر إلى الله تعالى (2). 124 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق - رضي الله عنه - قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا (3)) قال: خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم (4). 125 - عنه، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور سنة إثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: كنا في مجلس الرضا عليه السلام فتذاكروا الكبائر و قول المعتزلة فيها: انها لا تغفر، فقال الرضا عليه السلام قال أبو عبد الله عليه السلام: قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال الله عز وجل: (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم (5)). (14) * (سورة الحجر) * 126 - العياشي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سأله رجل عن الجزء وجزء الشئ فقال: من سبعة، إن الله يقول في كتابه: (لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (6)). 127 - عنه، عن إسماعيل بن همام الكوفي قال: قال الرضا عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله، فقال: جزء من سبعة، إن الله يقول في كتابه (لها سبعة أبواب لكل (1) الرعد: 11. (2) تفسير العياشي 2 - 206. (4) الرعد: 12. (4) معاني الاخبار: 374. (5) التوحيد: 406 والاية في الرعد: 6 وقال الصدوق: رحمه الله - والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (6) تفسير العياشي: 2 - 243 والاية في سورة الحجر: 44.
[350]
باب منهم جزء مقسوم (1). 128 - الصدوق، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (فاصفح الصفح الجميل (2)) قال: العفو من غير عتاب (3). (15) * (سورة النحل) * 129 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (4)) فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون، قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون ؟ قال: نعم، قلت: حقا علينا أن نسألكم ؟ قال: نعم ؟ قلت: حقا عليكم أن تجيبونا ؟ قال: لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) (5). 130 - عنه قال: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين عليهما السلام على الائمة من الفرض ما ليس علي شيعتهم، وعلى شيعتنا ما ليس علينا. أمرهم الله عز وجل أن يسألونا، قال: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا (6). 128 (الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين عليهما السلام على الأئمة من الفرض ما ليس (1) تفسير العياشي: 2 - 243. (2) الحجر: 85. (3) معاني الاخبار: 373. (4) النحل: 43. (5) الكافي: 1 - 210. (6) الكافي: 1 - 212.
[351]
على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله أن يسئلونا فقال: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فأمرهم أن يسئلونا وليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا (1). 129 - الكليني، عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبى نصر قال كتبت الى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عز وجل (فسئلوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقال الله (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (2)) فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب قال قال الله عز وجل (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم، ومن أضل ممن اتبع هويه) (3). 13 - الصفار قال: حدثنا: عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن صفوان بن يحيى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله تعالى (فاسئلوا أهل الذكر (وهم الائمة) إن كنتم لا تعلمون) فعليهم أن يسئلوهم، وليس عليهم أن يجيبوهم إن شاؤا أجابوا وإن شاؤا لم يجيبوا (4). 131 - عنه بهذا الاسناد قال: سألته عن قول الله تعالى (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) من هم ؟ قال: نحن هم (5). 132 - عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبى الحسن عليه السلام قال: على الائمة في الفرايض ما ليس على شيعتهم، وعلى شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله أن يسئلونا فقال (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فأمرهم أن يسئلونا، وليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا (6). 133 - العياشي باسناده عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام عافانا الله وإياك قال الله (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال: (فلو لا نفر من (1) بصائر الدرجات: 38 والكافي: 1 - 212. (2) التوبة: 132. (3) الكافي: 1 - 212 والاية في القصص: 50 (4) بصائر الدرجات: 42. (5) بصائر الدرجات: 42. (6) بصائر الدرجات: 43.
[352]
كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم - الاية) فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب، أو لم تنتهوا عن كثرة المسائل، فأبيتم أن تنتهوا، إياكم وذاك فانه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم) (7). 134 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال كتب إلي إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمنا أمن، قال الله: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة - الآية) فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب (2). (16) (سورة الاسراء) 135 - العياشي بإسناده عن إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا عليه السلام في قوله الله (يوم ندعو كل اناس بإمامهم) (3) فقال: إذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا قالوا: بلى، قال: فيقول تميزا فيتميزون (4). 136 - عنه بإسناده عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام سألته عن قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا (5). فقال: ذاك الذى يسوف الحج يعنى حجة الإسلام يقول: العام أحج، العام أحج، حتى يجيئه الموت (6). 137 - الصدوق عن الفقيه المروزي عن أبي بكر النيسابوري عن أبي القاسم الطائي عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله عز وجل: (يوم ندعو كل اناس بإمامهم) قال: يدعى كل قوم بامام زمانهم، وكتاب (1) العياشي: 2 - 161 والاية في سورة المائدة: 101. (2) تفسير العياشي: 2 - 117 (3) الاسراء: 71. (4) تفسير العياشي: 2 - 304. (5) الاسراء: 72. (6) تفسير العياشي: 2 - 305.
[353]
ربهم وسنة نبيهم (1). 142 - الصدوق، قال: حدثنا أحمد القطان ومحمد بن بكران النقاش ومحمد بن إبراهيم عن أحمد بن محمد الهمداني عن ابن فضال عن أبيه قال الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أساتم فلها (2)) قال: عليه السلام إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها رب يغفر لها (3). 143 - ابن شهر آشوب مرسلا عن الرضا عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرء (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) (4) فسئل عن ذلك فأشار إلى علي بن الثلاثة فقال هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيي هذا وأشار إلى علي بن - أبي طالب ثم قال: وعزة ربي إن جميع امتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته و ذلك قول الله تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون) - الاية (5). (17) (سورة الكهف) 144 - على بن إبراهيم قال: حدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالم الذى أتاه موسى عليه السلام أيهما كان أعلم وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته وهو حجة الله على خلقه ؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا الى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسئلونه عن ذلك فكتب في الجواب أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا وإما متكئا فسلم عليه موسى، فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس بها سلام قال: من أنت ! قال أنا موسى بن عمران قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما قال: نعم قال: فلما حاجتك ؟ قال جئتك لتعلمني مما علمت رشدا. (1) عيون الاخبار: 2 - 33. (2) الاسراء: 7. (3) عيون الاخبار: 2 - 294. (4) الاسراء: 36. (5) مناقب ابن شهر آشوب: 1 - 344.
[354]
قال: إنني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد صلى الله عليه وآله من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد حتى جعل موسى يقول: يا ليتنى كنت من آل محمد وحتى ذكر فلانا وفلانا وفلانا، ومبعث رسول الله إلى قومه وما يلقى منهم، ومن تكذيبهم إياه، وذكر له تأويل هذه الآية (ونقلب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) (1) حين أخذ الميثاق عليهم. فقال موسى: هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا فقال الخضر: إنك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى: (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) قال الخضر: فإن اتبعتني فلا تسئلن عن شئ أفعله ولا تنكره على حتى احدث لك منه ذكرا (2) يقول: أخبرك أنا بخبره. قال: نعم فمروا ثلاثهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر وقد شحنت سفينة وهي تريد أن تعبر فقال أرباب السفينة نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فانهم قوم صالحون، فحملوهم فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر إلى جوانب السفينة، فكسرها وحشاها بالخزف والطين، فغضب موسى غضبا شديدا وقال للخضر: أخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا إمرا. فقال له الخضر: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا، قال موسى لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا) فخرجوا من السفينة فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر وفي اذنيه درتان فتأمله الخضر ثم أخذه فقتله فوثب موسى على الخضر وجلد به الارض فقال (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) فقال الخضر: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا). قال موسى: (إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا اهل القرية) بالعشئ تسمى الناصرة واليها ينسب النصارى، ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم، ولم يضيفوهم، فنظر (1) الانعام: 110. (2) الايات في سورة الكهف: 65 - 82.
[355]
الخضر إلى حايط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه وقال قم بإذن الله تعالى فقام. فقال موسى لم ينبغ أن يقيم الجدار حتى يطعمونا ويأوونا وهو قوله (لو شئت لا تخذت عليه أجرا) فقال له الخضر (هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) أما السفينة التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم مساكين، يعملون في البحر فاردت أن أعيبها وكان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، كذا نزلت وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا. وأما الغلام، فكان ابواه مؤمنين، وطبع كافرا كذا نزلت ونظرت إلى جبينه فعليه مكتوب: طبع كافرا (فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما) فأبدل الله والديه بنتا فولدت سبعين نبيا. وأما الجدار الذى أقمته فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما - الى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) (1). 145 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن علي بن - أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذى قال الله عز وجل وكان تحته كنز لهما) كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟ عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها وينبغى لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه (2) فقلت: جعلت فداك اريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده، فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته. 146 - العياشي باسناده عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان في الكنز الذي قال الله: (وكان تحته كنز لهما) لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن (1) على بن ابراهيم: 399. (2) الكافي: 2 - 59.
[356]
وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغى لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه (1). 147 - ابن شهر اشوب مرسلا عن الرضا عليه السلام في قوله: لينذر بأسا شديدا من لدنه (2)) البأس الشديد، على بن أبي طالب وهو لدن رسول الله يقاتل معه عدوه (3). (18) * (سورة مريم) * 148 - الصدوق قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال حدنثا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أتدري لم سمى إسماعيل صادق الوعد (4)، قال قلت: لا أدرى قال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره (5). 149 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن حمزة الأشعري قال: حدثني ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى، ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرأى أحكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وامن روعته فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ببعث حيا) (6) وقد سلم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (7)). (1) تفسير العياشي: 2 - 337. (2) الكهف: 2. (3) مناقب ابن شهر آشوب: 1 - 294. (4) مريم: 54. (5) علل الشرايع: 1 - 73. (6) مريم: 14. (7) الخصال: 107
[357]
(19) * (سورة الحج) * 150 - الحميرى عن البزنطي قال: وسألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى - وليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) قال تقليم الأظفار وطرح الوسخ عنك والخروج عن الاحرام (وليطوفوا بالبيت العتيق (1)) طواف الفريضة (2). 151 - الصدوق قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) قال: التفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الإحرام (3). (20) * (سورة المؤمنون) * 152 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن عمر الجعابى قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله الرازي، قال: حدثني سيدى علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام في قوله عز وجل (اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) (4) في نزلت (5) (21) * (سورة النور) * 153 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام عن تفسير (في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه (6)) (1) الحج: 29. (2) قرب الاسناد: 210. (3) معاني الاخبار: 339. (4) المؤمنون: 11. (5) عيون الاخبار: 2 - 65. (6) النور: 36.
[358]
فكتب إلى الجواب أما بعد فان محمدا كان أمين الله في خلقه فلما قبض النبي كنا أهل البيت ورثته فنحن امناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام، وما من فئة تضل مائة وتهدى مائة إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها وإنا لنعرف الرجل إذاا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق. وأن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسما آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، ويوردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيمة، نحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، ومن تبعنا نجى والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو يحبنا كان على الله حقا أن يبعثه معنا. نحن نور لمن تبعنا، وهدى لمن اهدتى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شئ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، بنا أطعمكم الله عشب الارض وبنا أنزل الله قطر السماء وبنا آمنكم من الغرق في بحركم ومن انخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم، وفي قبوركم، وفي محشركم، وعند الصراط، وعن الميزان، وعند دخول الجنان. ومثلنا في كتاب الله، كمثل مشكوة والمشكوة في قنديل فنحن المشوكة فيها المصباح، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية لا دعية ولا منكرة يكاد ذيتها يضئ ولو لم تمسسه نار. القرآن نور على نور، يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم. فالنور علي، يهدى الله لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه فيرى برهانه، ظاهرة عند الله حجته، حقا على الله أن يجعل أولياءنا المتقين
[359]
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات، نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء وأولاد الأوصياء، و نحن المخصوصون في كتاب الله، ونحن أولى الناس برسول الله، ونحن الذين شرع الله لنادينه. فقال الله في كتابه: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك (يا محمد) وما وصينا به إبراهيم وإسمعيل واسحق ويعقوب) قد علمنا وبلغنا ما علمنا استودعنا علمهم، ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة اولى العلم واولى العزم من الرسل أن أقيموا الدين كما قال الله (ولا تتفرقوا كبر على المشركين ما تدعوهم إليه (من أشرك بولاية على) ما تدعوهم إليه من ولاية على الله. يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية على عليه السلام وقد بعثت إليك بكتاب فتدبره وافهمه فانه شفاء ونور، والدليل على أن هذا مثل لهم قوله (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال - إلى قوله - بغير حساب) ثم ضرب الله مثلا لاعمال من نازعهم فقال: (والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة) والسراب هو الذي تراه في المفازة يلمع من بعد كأنه الماء فإذا جاء العطشان لم يجده شيئا والبقيعة المفازة المستوية (1). 154 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله: (الله نور السموات و الأرض (2)) فقال: هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض، وفي رواية البرقي (هدى من في السماء وهدى من في الأرض (3)). (1) تفسير على بن ابراهيم: 457. (2) النور: 37. (3) الكافي: 1 - 115.
[360]
(22) * (سورة الفرقان) * 155 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر ابن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على: قال أتى على بن أبي طالب عليهم السلام قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف بنى تميم، يقال له عمرو فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا ؟ وأين كانت منازلهم ؟ ومن كان ملكهم ؟ وهل بعث الله عز وجل إليهم رسولا أم لا ؟ وبماذا أهلكوا ؟ فإني أجد في كتاب الله عز وجل ذكرهم ولا أجد خبرهم ؟ فقال له على عليه السلام: لقد سألت من حديث ما سألني عنه أحد قبلك، ولا يحدثك به أحد بعدي، وما في كتاب الله عز وجل آية: إلا وأنا أعرف تفسيرها وفي أي مكان نزلت من سهل أو جبل، وفي أي وقت نزل من ليل أو نهار، وإن ههنا لعلما جما و أشار إلى صدره، ولكن طلابه ليسير وعن قليل يندمون لو قد يفقدوني وكان من قصتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر، يقال لها: (شاه درخت). وكان يافث بن بن نوح غرسها شفير عين يقال لها: روشاب، كانت نبتت لنوح عليه السلام بعد الطوفان، وإنما سموا أصحاب الرس لا نهم رسوا نبيهم في الأرض، وذلك بعد سليمان بن داود عليهما السلام، وكانت لهم إثنتى عشر قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق، وبهم سمي ذلك النهر، ولم يكن يومئد في الأرض نهر أغزر ولا أعذب منها ولا أقوى ولا قرى أكثر ولا أعمر منها. تسمى إحديهن آبان، والثانية آذر، والثالثة دى، والرابعة بهمن، والخامسة أسفندار، والسادسة فروردين، والسابعة ارديبهشت، والثامنة خرداد والتاسعة
[361]
تير، والعاشرة مرداد، والحادية عشرة شهريور، والثانية عشرة مهر، وكانت مداينهم اسفندار، وهى التي ينزلها ملكهم، وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن ابن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلام وكان بها العين والصنوبرة. وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة، وأجروا إليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة فنبتت الصنوبرة وصارت شجرة عظيمة، وحرموا ماء العين والأنهار فلا يشربوا منها ولا أنعامهم ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حيوة آلهتنا، فلا ينبغى لأحد أن ينقص من حياتها، ويشربون هم و أنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها، فيضربون على الشجرة التى بها كلة من حرير فيها من انواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطح دخان تلك الذبايح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر الى السماء خروا للشجرة سجدا من دون الله عز وجل يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم. فكان الشيطان يجيئ ويحرك أغصانها، ويصيح من ساقها صياح الصبي: إني قد رضيت عنكم عبادي، فطيبوا نفسا وقروا عينا، فيرفعون رؤسهم عند ذلك، ويشربون الخمر، ويضربون بالمعازف، ويأخذون الدستبنذ، فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون وإنما سمت العجم شهورها بآبان ماه، وآذر ماه وغيرها اشتقاقا من اسماء تلك القرى يقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد قرية كذا حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم، فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه انواع الصور. وجعلوا له إثنى عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم فيسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق ويقربون لها الذبايح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم، فيجئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا، ويتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدم ويمنيهم اكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين في تلك الشجرات الأخر للبقاء فيرفعون رؤسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط مالا يفيقون ولا يتكلمون من
[362]
الشرب والعزف فيكونوا على ذلك اثنى عشر يوما، ولياليها بعدد أعيادهم ساير السنة. ثم ينصرفون فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره بعث الله عز وجل إلهيم نبيا من بنى اسرائيل، من ولد يهود ابن يعقوب فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته، فلا يتبعونه فلما رأى شدة تماديهم في الغي والضلال، وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح، وحضر عيد قريتهم العظمى. قال: يا رب إن عبادك أبو إلا تكذيبي والكفر بك وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر فأيبس شجرهم أجمع وأرهم قدرتك وسلطانك، فأصبح القوم وقد يبس شجرهم كلها فهالهم ذلك وفظع بهم وصاروا فريقين فرقة قالت سحر آلهتكم هذ الرجل الذي يزعم أنه رسول رب السماء والارض إليكم، ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه. وفرقة قالت: لابل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلى عبادة غيرها، فحجبت حسنها وبهاؤها لكى تغضبوا لها فتنصروا منه، فأجمع رأيهم على قتله، فاتخذوا أنابيب طوالا من رصاص واسعة الأفواه، ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الاخرى مثل البرابخ، ونزحوا ما فيها من الماء، ثم حفروا في قرارها من الأرض بئرا عميقة ضيقة المدخل وأرسلوا فيها نبيهم والقموا فاها صخرة عظيمة. ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا الآن نرجوا أن ترضى عنا الهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها فيتشفى منه، فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان، فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول سيدى قد ترى ضيق مكاني وشدة كربتي فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعائي حتى مات عليه السلام. فقال الله تبارك وتعالى لجبرئيل أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي، وأمنوا مكري، وعبدوا غيري، وقتلوا رسلي ان يقموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف
[363]
وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، واني حلفت بعزتي وجلالي لأجعلهم عبرة ونكالا للعالمين فلم يرعهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها، وتضام بعضهم إلى بعض. ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء مظلمة فانكبت عليهم كالقبة جمرة تلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار فنعوذ بالله من غضبه، ونزول نقمته ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم (1). 156 - الصدوق قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال حدثنا عون بن محمد الكندي، قال: حدثني أبو الحسين محمد بن أبى عباد وكان مشتهرا باسماع وبشرب النبيد، قال: سألت الرضا عليه السلام عن السماع، قال: لأهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو، أما سمعت الله تعالى يقول: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (2). 157 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر بن سعيد، عن بعض أصحابه قال: سمعت العباسي وهو يقول: استأذنت الرضا عليه السلام في ا لنفقة على العيال فقال: بين المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين قال: فقال: بلى يرحمك الله أما تعرف أن الله عز وجل كره الإسراف وكره الإقتار فقال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (3). (23) * (سورة النمل) * 158 - الصدوق قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي قال حدثنا (1) عيون الاخبار: 205 والاية في الفرقان: 42. (2) عيون الاخبار: 2 - 128 والاية في الفرقان: 72. (3) الخصال الباب 2 - الحديث 74 والاية في الفرقان 67. (*)
[364]
منصور بن عبد الله الاصبهاني الصوفي قال: حدثني علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا سليمان الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى ابن جعفر بن محمد عليهم السلام في قوله عز وجل (فتبسم ضاحكا من قولها (1)) قال: لما قالت النملة: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء والريح قد حملته. فوقف وقال علي بالنمل فلما اتى بها قال سليمان: يا أيتها النملة أما علمت أني نبي وأني لا أظلم أحدا ؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم حذرتهم ظلمي وقلت: يا أيها النمل ادخلو مساكنكم ؟ قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيعبدون غير الله تعالى ذكره. ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك، قال سيلمان بل: أبي داود، قالت النملة: فلم زيد في حروف اسملك حرف على حروف اسم أبيك داود عليه السلام. قال: سليمان: مالى بهذا علم قالت النملة: لان أباك داود داوى جرحه بود فسمى داود أنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة ؟ قال سليمان: مالى بهذا علم: قالت النملة: يعنى عز وجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها (2) (24) * (سورة العنكبوت) * 159 - علي بن إبراهيم، قال حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال جاء العباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: انطلق بنا تبايع الناس لك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتراهم فاعلين، قال: نعم، قال: فأين قوله (ألم أحسب الناس (1) النمل: 19. (2) علل الشرايع 1 - 68.
[365]
أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم (أي اختبرنا هم) فليعلمن الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا (أي يفوتونا) ساء ما يحكمون، من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت (1)) قال من أحب لقاء الله جاءه الأجل ومن جاهد نفسه عن اللذات والشهوات والمعاصي فإنما يجاهد لنفسه إن الله غني عن العالمين (2). 160 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم (3)) قال: هم الائمة خاصة (4). (25) * (سورة الروم) * 161 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسين بن على بن زكريا قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام في قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها (5)) قال هي: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ولي الله) إلى ههنا التوحيد (6). (26) * (سورة الاحزاب) * 162 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضى الله عنه - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن (1) العنكبوت: 1 الى - 5. (2) تفسير على بن ابراهيم: 494. (3) العنكبوت: 49. (4) بصائر الدرجات: 206. (5) الروم: 30. (6) تفسير على بن ابراهيم: 500.
[366]
الحسين بن خالد، قال، سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله عز و جل: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها (1)) فقال: الأمانة الولاية من ا دعاها بغير حق فقد كفر (2). 163 - الصدوق بإسناده عن محمد بن سنان عن الرضا في قول الله عز وجل: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله (3)) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنت ومالك لأبيك وليس للوالدة كذلك لا تأخذه من ماله إلا بإذنه أو بإذن الأب لان الأب مأخوذ بنفقه الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقه ولدها (4). (27) * (سورة الفا طر) * 164 - الكليني - رحمه الله - عن اللحسين بن محمد،، عن معلى بن محمد، عن الحسن، عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (5) الآية)، قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام، والسابق بالخيرات، الامام، والمقتصد العارف بالإمام، والظالم لنفسه: الذى لا يعرف الإمام (6). 165 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمد بن فضيل، عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية قال: قال: السابق بالخيرات هو الإمام (7). 166 - الصدوق - رحمه الله - بإسناده عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه قال: لم يقل أحد إذا أراد أن ينام (إن الله يمسك السموات والأرض (1) الاحزاب: 72. (2) عيون الاخبار: 1 - 306. (3) الاحزاب: 50. (4) عيون الاخبار: 2 - 96. (5) فاطر: 32. (6) الكافي: 1 - 215. (7) بصائر الدرجات: 49.
[367]
أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (1)) إلى آخر الآية فسقط عليه البيت (2). (28) * (سورة يس) * 167 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن داود بن محمد النهدي عن بعض أصحابه قال: دخل ابن أبى سعيد المكاري على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ من قدرتك أن تدعى ما ادعى أبوك فقال له الرضا عليه السلام مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك وأما علمت أن الله أوحى إلى عمران: أني واهب لك ذكرا، فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى عليه السلام، فعيسى من مريم ومريم من عيسى، ومريم وعيسى شئ واحد وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد. قال له أبو سعيد، فأسئلك عن مسألة، قال: ولا اخالك تقبل ولست من غنمي ولكن هاتها، فقال له ما تقول في رجل قال عند موته كل مملوك له قديم فهو حر لوجه الله، قال: نعم ما كان لستة أشهر فهو حر لأن الله يقول (والقمر قد رناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (3)) فما كان لستة أشهر فهو قديم حر قال: فخرج من عنده وافتقر وذهب بصره ثم مات لعنه الله وليس عنده مبيت ليلة (4). (29) * (سورة الصافات) * 168 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدى على ابن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله (1) فاطر: 41. (2) من لا يحضره الفقيه: 1 - 298. (3) يس: 39. (4) تفسير على ابراهيم: 551.
[368]
صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله عز وجل وقفوهم انهم مسئولون (1)) قال: عن ولاية علي عليه السلام (2). (30) (سورة ص) 169 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن سيف عن محمد بن عبيدة، قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل لابليس (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت (3)) قال: يعنى بقدرتي وقوتى (4). (31) * (سورة الزمر) * 170 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع، عن علي السائي قال: سئلت أبا الحسن الرضا وأبا الحسن الماضي عليهما السلام عن قول الله عز وجل: (أن تقول نفس يا حسرتى على فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (5) قال جنب الله هو أمير المؤمنين، كذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان المرفوع إلى أن ينتهى الأمر إلى آخرهم والله أعلم بمن هو كائن بعده (6). (1) الصافات: 24. (2) عيون الاخبار: 2 - 59. (3) ص: 75. (4) التوحيد: 153 قال الصدوق - رحمه الله - سمعت بعض مشايخ الشيعة بنيسابور يذكر في هذه الاية أن الائمة عليهم السلام كانوا يقفون على قوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت) ثم يبتدؤن بقوله عز وجل - بيدي استكبرت ام كنت من العالين) وقال: هذا مثل قول القائل: بسيفي تقاتلني وبرمحى تطاعننى، كانه يقول عز وجل: بنعمتي قويت على الاستكبار والعصيان. (5) الزمر: 56. (6) بصائر الدرجات: 62.
[369]
171 - الصدوق عن الفقيه المروزى عن أبى بكر النيسابوري عن أبي القاسم الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما نزلت هذه الآية (إنك ميت وإنهم ميتون (1)) قلت: يا رب أتموت الخلايق كلهم ويبقي الانبياء ؟ فنزلت (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون (2)). (32) * (سورة الشورى) * 172 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد - رحمه الله - قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن محمد إسماعيل عن علي بن العباس قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علة تحليل مال الولد للوالد بغير إذنه وليس ذلك للولد لأن الولد موهوب للوالد في قول الله عز وجل: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور (3)). مع أنه المأخود بمؤنته صغيرا وكبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقول الله عز وجل: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله (4))، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنت ومالك لأبيك، وليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله إلا بإذنه أو بإذن الأب لأن الأب مأخوذ بنفقه الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها (5). (33) * (سورة الزخرف) * 173 - على بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن علي بن أسباط قال: حملت متاعا (1) الزمر: 30. (2) عيون الاخبار: 2 - 32 والاية في العنكبوت: 57. (3) الشورى: 49. (4) الاحزاب: 5. (5) علل الشرايع: 211.
[370]
إلى مكة فكسد علي فجئت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني قد حملت متاعا إلى مكة فكسد علي وقد أردت مصرا فاركب بحرا أو برا فقال: مصر الحتوف تفيض إليها وهم أقصر الناس أعمارا قال رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تغسلوا رؤسكم بطينها ولا تشربوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة. ثم قال: لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتصلي ركعتين وتستخير الله مائة مرة فإذا عزمت على شئ وركبت البحر وإذا استويت على راحلتك فقل: سبحان الذي سخر لنا هذا - إلى قوله - لمنقلبون (1)) فانه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط الا لم يصبه كسر ولا وبال، ولا وهن وإن ركبته بحرا فقل: حين تركب (بسم الله مجريها ومرسيها) (2) فإذا ضربت بك الأمواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك وقل: اسكن بسكينة الله وقر بقرار الله ولا حول ولاقوة إلا بالله. قال علي بن أسباط: فركبت البحر فكان إذا ماج الموج قلت: كما أمرني أبو الحسن فيتنفس الموج ولا يصيبنا منه شئ، فقلت: جعلت فداك ما السكينة، قال: ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان طيبة، كانت مع الأنبيا ء وتكون مع المؤمنين (3). 174 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان ابن يحيى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تعالى (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (4)) قال: نحن هم (5). 175 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) من هم ؟ قال: نحن (6). (1) الزخرف: 13. (2) هود: 41. (3) تفسير على بن ابراهيم: 68. (4) الزخرف: 44. (5 و 6) بصائر الدرجات: 37.
[371]
(34) * (سورة الجاثية) * 176 - الصدوق قال: حدثنا عبد الله به محمد بن عبد الوهاب القرشي، قال: حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة، قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الاصبهاني قال حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف كان يكون ؟ قال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء. قال عز وجل: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون (1)) وقال لأهل النار (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون (2) فقد علم عز وجل أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه. وقال للملائكة لما قالت: (أتعجل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون (3)) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها، فتبارك الله ربنا وتعالى علوا كبيرا خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا (4). (35) * (سورة الاحقاف) * 177 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبى الحسن الرضا عليه السلام، قال: إنما سمى (أو لوا العزم (5)) اولى العزم لأنهم (1) الجاثية: 29. (2) الانعام: 28. (3) البقرة: 30. (4) عيون الاخبار: 1 - 118. (5) الاحقاف: 35.
[372]
كانوا أصحاب العزائم الشرايع وذلك أن كل نبي كان بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمان إبراهيم الخليل عليه السلام وكل نبي كان في أيام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى عليه السلام. وكل نبي كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام وكل نبي كان في زمن عيسى عليه السلام وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته، وتابعا لكتابه إلى زمن نبينا محمد عليه السلام، فهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم وهو أفضل الأنبياء والرسل وشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا تنسخ إلى يوم القيمة ولا نبي بعده إلى يوم القيمة فمن ادعى بعده نبيا أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه (1). (36) * (سورة الذاريات) * 178 - العياشي - رحمه الله - عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبى الحسن الرضا عليه السلام أخبرني عن قول الله: (والسماء ذات الحبك) (2) قال: محبوكة الى الأرض - و شبك بين أصابعه فقلت كيف يكون محبوكة إلى الأرض وهو يقول: (رفع السموات بغير عمد ترونها (3)) فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها ؟ فقلت: بلى، فقال فثم عمد ولكن لا ترى فقلت كيف ذاك ؟ فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبة (4). 179 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قلت له: أخبرنا عن قول الله - والسماء ذات الحبك) فقال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه، فقلت كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول رفع (1) علل الشرايع: 1 - 116. (2) الذاريات: 7. (3) الرعد: 2. (4) تفسير العياشي: 2 - 203.
[373]
السماء بغير عمد ترونها. فقال سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها ؟ قلت بلى، قال فثم عمد ولكن لا ترونها. قلت فكيف ذلك جعلني الله فداك. قال: فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا وسماء الدنيا عليها فوقها قبة والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبة والارض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة و السماء الخامسة فوقها قبة والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة والارض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبة. وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة، وهو قول الله: (الذي خلق سبع سموات ومن ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن (1)) فأما صاحب الأمر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله، والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض، فإنما ينزل الأمر إليه من فوق السماء بين السموات والأرض. قلت: فما تحتنا الا أرض واحدة فقال: فما تحتنا إلا أرض واحدة وإن الست لهن فوقنا (2). 180 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (فالمقسمات أمرا) (3) قال: الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه (4). (37) * (سورة (ق) وسورة الطور) * 181 - علي بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي (1) الطلاق: 12. (2) تفسير على بن ابراهيم: 646. (3) الذاريات: 4. (4) من لا يحضره الفقيه: 1 - 319 ومكارم الاخلاق: 354.
[374]
نصر عن الرضا عليه السلا قال: أدبار السجود (1)) أربع ركعات بعد المغرب و (أدبار النجوم) ركعتين (2). (38) * (سورة الرحمن) * 182 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله: (الرحمن علم القرآن) قال: الله علم محمدا القرآن، قلت (خلق الإنسان) قال ذلك أمير المؤمنين عليه السلام قلت: (علمه البيان) قال: علمه تبيان كل شئ يحتاج الناس إليه، قلت: (الشمس والقمر بحسبان) قال يعذبان قلت: الشمس والقمر يعذبان ؟ قال: إن سئلت عن شئ فأتقنه إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، وجرمهما من جهنم. فإذا كانت القيمة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار جرمهما، فلا تكون شمس ولا قمر وإنما عناهما لعنهما الله، أليس قد روى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الشمس والقمر نوران في النار قلت بلى قال أو ما سمعت قول الناس فلان وفلان شمسا هذه الأمة ونوراهما، فهما في النار، والله ما عنى غيرهما قلت: (والنجم والشجر يسجدان) قال: النجم رسول الله وقد سماه الله في غير موضع فقال (والنجم إذا هوى)، وقال (وعلامات وبالنجم هم يهتدون). فالعلامات الأوصياء والنجم رسول الله، قلت (يسجدان) قال يعبدان، وقوله (والسماء رفعها ووضع الميزان) قال السماء رسول الله رفعه الله إليه، والميزان أمير المؤمنين نصبه لخلفه قلت: (ألا تطغوا في الميزان) قال لا تعصوا الإمام قلت (وأقيموا الوزن بالقسط) قال أقيموا الإمام بالعدل. قلت: (ولا تخسروا الميزان) قال لا تبخسوا الإمام حقه ولا تظلموه وقوله (والأرض وضعها للأنام) قال: للناس (فيها فاهكة والنخل ذات (1) ق: 40. (2) تفسير على بن ابراهيم: - 350 والاية في سورة الطور: 49.
[375]
الاكمام) قال يكبر ثمر النخل في القمع ثم يطلع منه وقوله - والحب ذو العصف والريحان) قال: الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التين والريحان ما يؤكل منه وقوله (فبأى آلاء ربكما تكذبان (1)) قال في الظاهر مخاطبة للجن والانس وفي الباطن فلان وفلان (2). 183 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سئلته فقلته: قوله (الرحمن علم القرآن) قال إن الله علم القرآن قال قلت (خلق الإنسان علمه البيان) قال ذاك أمير المؤمنين علمه بيان كل شئ مما يحتاج الناس إليه (3). 184 - الصدوق - رحمه الله -: قال حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن البراء الجعابى قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام في قول الله عز وجل (وله الجوار المنشئات في البحر كالاعلام (4)) قال: السفن (5). 185 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رحمه الله - قال حدثنا محمد بن يحيى عن حنظلة عن ميسر قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: لا يرى منكم في النار إثنان لا والله ولا واحد، قال: قلت أين ذا من كتاب الله فأمسك هنيئة. قال فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال: يا ميسر أذن لى في جوابك عن مسألتك كذا. قال: قلت فأين هو من القرآن فقال في سورة الرحمن وهو قول الله عز وجل (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه (منكم) انس ولا جان (6)) فقلت له: ليس فيها (منكم) قال إن اول من قد غيرها ابن أروى وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها (منكم) لسقط عذاب الله عز وجل عن خلقه إذا لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن (1) الرحمن 1 الى 13. (2) تفسير على بن ابراهيم: 658. (3) بصائر الرجات: 505. (4) الرحمن: 24. (5) عيون الاخبار: 2 - 66. (6) الرحمن: 39.
[376]
يعاقب الله إذا يوم القيامة (1). (39) * (سورة الواقعة) * 186 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله الرازي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: (والسابقون السابقون (2)) في نزلت (3). (40) * (سورة الحشر) * 187 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، قال حدثنا إسماعيل بن على بن رزين ابن أخي دعبل بن علي الخزاعى، عن أبيه، قال حدثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما السلام: قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن على عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا هذه الآية (لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (4)) فقال صلى الله عليه وآله وسلم أصحاب الجنة من أطاعنى وسلم لعلى بن أبي طالب عليهما السلام بعدى وأقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد، وقاتله بعدي (5). 188 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال قلت: للرضا عليه السلام ما تقول في التفويض ؟ فقال: إن الله (1) فضائل الشيعة: 40. (2) الواقعة: 10. (3) عيون الاخبار: 2 - 65. (4) الحشر: 20. (5) عيون الاخبار: 1 - 280 وبشارة المصطفى: 145.
[377]
تبارك وتعالى فوض الى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أمر دينه فقال (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا (1)) فأما الخلق والرزق فلا، ثم قال عليه السلام إن الله عز وجل يقول: الله خالق كل شئ) وهو يقول: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم قل هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون (2)). (41) * (سورة الجمعة) * 189 - الصدوق عن الفقيه المروزي عن أبي بكر النيسابوري عن الطائى عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: السبت لنا والأحد لشيعتنا والإثنين لبنى امية والثلثاء لشيعتهم والأربعاء لبني العباس، والخميس لشيعتهم والجمعة لسائر الناس جميعا وليس فيه سفر، قال الله تعالى: (فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله (3)) يعنى يوم السبت (4). (42) * (سورة الطلاق) * 190 - ابن شعبة مرسلا قال: وسأله رجل عن قول الله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه (5)) فقال عليه السلام: التوكل درجات: منها أن تثق به في أمرك كه فيما فعل بك، فما فعل بك كنت راضيا، وتعلم أنه لم يأكل خيرا ونظرا وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكل عليه بتفويض ذلك إليه، ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه وإلى امنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها (6). (1) الحشر: 7. (2) عيون الاهبار: 2 - 202 والاية في سورة الروم: 40. (3) الجمعة: 10. (4) عيون الاخبار: 2 - 42. (5) الطلاق: 3. (6) تحف العقول: 327. (*).
[378]
* (سورة الملك) * 191 - علي بن إبراهيم - رحمه الله - قال: حدثنا إسماعيل بن علي الفزاري عن محمد بن جمهور عن فضاله بن أيوب قال: سئل الرضا عليه السلام عن قول الله (قل أرايتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) (1) فقال عليه السلام: ماؤكم أبوابكم أي الأئمة أبواب الله بينه وبين خلقه، فمن يأتيكم بماء معين يعنى بعلم الإمام (2). (43) * (سورة القلم) * 192 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب - رضي الله عنه - قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله عز وجل (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود (3)) قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود (4). (45) * (سورة الحاقة) * 193 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: في قوله عز وجل (وتعيها (1) الملك: 30. (2) تفسير على بن ابراهيم 690. (3) القلم: 42. (4) عيون الاخبار: 1 - 120.
[379]
اذن واعيه (1)) قال: دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي (2). (46) * (سورة الجن) * 194 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن الحسين بن خالد،، عن أبى الحسن الرضا قال: (المساجد (3)) الأئمة عليهم السلام (4). (47) * (سورة القيامة) * 195 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى، قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال حدثنا عبيد الله بن موسى الروياني قال حدثني عبد العظيم ابن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام عن إبراهيم ابن أبي محمود قال قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام في قول الله عز وجل (وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة (5)) قال: يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها (6). (48) * (سورة انسان) * 196 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا (7)) قال: قلت حب الله، أو حب الطعام ؟ قال: حب الطعام (8). (1) الحاقة: 12. (2) عيون الاخبار: 2 - 62. (3) الجن: 18. (4) تفسير على بن ابراهيم 700. (5) القيامة: 22 - 23. (6) امالي الصدوق: 246 وعيون الاخبار: 1 - 114. (7) الدهر: 8. (8) المحاسن: 397.
[380]
(49) * (سورة النبأ) * 197 - علي بن إبراهيم قال: حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله (عم يتساءلون عن النباء العظيم الذى هم فيه مختلفون) قال: أمير المؤمنين: ما لله نبأ أعظم مني وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلي على الامم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي وقوله (ألم نجعل الأرض مهادا) قال يمهد فيها الانسان (والجبال أوتادا) أي أوتاد الارض (وجعلنا الليل لباسا). قال: يلبس على النهار، وقوله (وجعلنا سراجا وهاجا) قال: الشمس المضيئة (وأنزلنا من المعصرات) قال من السحاب (ماء ثجاجا) قال: صب على صب وقوله: (وجنات ألفافا) قال: بساتين ملتفة الشجر وقوله (وفتحت السماء فكانت أبوابا) قال تفتح أبواب الجنان وقوله (وسيرت الجبال فكانت سرابا) قال تسير مثل السراب الذي يلمع في المفازة وقوله (إن جهنم كانت مرصادا) قال قائمة (للطاغين مآبا) قال منزلا. قوله (لا بثين فيها أحقابا) (1) قال الاحقاب السنين والحقب سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم كالف سنة مما تعدون (2). 198 - ابن شهر آشوب مرسلا عن الرضا عليه السلام قال قال: على عليه السلام: مالله نبأ أعظم منى (3). (50) * (سورة عبس) * 199 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري (1) النبأ: 1 الى 23. (2) تفسير على بن ابراهيم: 759. (3) مناقب ابن شهر آشوب: 1 - 564.
[381]
بإيلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال: حدثنا أبى قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام: قال: كان على بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن قول الله عز وجل (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه (1)) من هم ؟ فقال عليه السلام: قابيل يفر من هابيل، والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان (2). (51) * (سورة المطففين) * 200 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا على بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (3)) فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعني: إنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون (4). 201 - عنه - رحمه الله - قال، حدثنا محمد بن ابراهيم بن أحمد المعاذى، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه، قال: سئلت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) فقال إن الله تعالى: لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه (1) عبس: 24 - 36. (2) الخصال: 38. (3) المطففين: 15. (4) التوحيد: 162.
[382]
فيه عباده، ولكنه يعنى أنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون قال: وسألته عن قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفافا) (1) فقال: إن الله تعالى لا يوصف بالمجئ والذهاب تعالى عن إلا قال انما يعنى بذلك وجاء أمر ربك والملك صفا صفا. قال سألته عن قول الله عز وجل (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (2)) قال: يقول: هل ينظرون الا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظل من الغمام، وهكذا نزلت، قال: وسألته عن قوله تعالى (سخر الله منهم (3)) وعن قوله: الله يستهزء بهم (4)) وعن قوله: (ومكروا ومكر الله (5)) وعن قوله (يخادعون الله و هو خادعهم (6)) فقال: إن الله تعالى لا يسخرو ولا يستهزء ولا يمكر ولا يخادع ولكنه تعالى جازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا (7). (52) * (سورة الغاشية) * 202 - ابن شهر آشوب مرسلا عن الرضا عليه السلام في قوله (وإلى الجبال كيف نصبت) (8) قال: الأوصياء (9). (53) * (سورة الفجر) * 203 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي، قال: (1) الفجر: 22. (2) البقرة: 210. (3) التوبة: 79. (4) البقرة: 15. (5) آل عمران: 54. (6) النساء: 142. (7) عيون الاخبار: 1 - 125. (8) الغاشية: 19. (9) مناقب ابن شهر آشوب: 1 - 220.
[383]
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن على ابن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفا صفا (1)) فقال إن الله عز وجل لا يوسف بالمجئ والذهاب تعالى عن الانتقال، إنما يعنى بذلك وجاء أمر ربك والملك صفا صفا (2). (54) * (سورة البلد) * 204 - البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن معمر بن خلاد، قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل اتي بصحفة، فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به، فيأخذ من كل شئ شيئا فيوضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة) (3) ثم يقول: علم الله عز وجل أن ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة بإطعام الطعام (4). (55) * (سورة الليل) * 205 - الحميري - عن البزنطى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في تفسير (والليل إذا يغشى) قال: كان لرجل من الانصار في حايط نخلة، وكان يضر به فشكى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدعاه فقال اعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فبلغ ذلك رجلا من الأنصار يكنى أبا الدحداح فجاء إلى صاحب النخلة، فقال: بعنى نخلتك بحائطي فباعه، فجاء إلى رسول الله فقال يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان، بحائطي قال فقال رسول الله: فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (وما خلق الذكر والانثى إن سعيكم لشتى فأما من أعطى) يعنى النخلة (واتقى (1) الفجر: 22. (2) التوحيد: 162. (3) البلد: 11. (4) المحاسن: 392. (*)
[384]
وصدق بالحسنى) بوعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فسنيسره لليسيرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره لليسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى إن علينا للهدى (1)) فقلت له قول الله (إن علينا للهدى) قال: الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء فقلت له أصلحك الله إن قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة وإنهم إذا نظروا من وجه النظر أدركوا. فأنكر ذلك فقال ما هؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم، ليس أحد من الناس إلا وهو يحب أن يكون خيرا ممن هو منه، هولاء بني هاشم موضعهم موضعهم وقرابتهم قرابتهم وهم أحق بهذا الأمر منكم أفترون أنهم لا ينظرون لأنفسهم وقد عرفتم ولم يعرفوا. قال أبو جعفر عليه السلام: لو استطاه الناس لأحبونا (2). (56) * (سورة التين) * 206 - الصدوق - رحمه الله - عن محمد بن القاسم الجرجاني، عن محمد بن زيد، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن محمد بن فضيل قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل: (والتين والزيتون) إلى آخر سورة، فقال: التين والزيتون الحسن والحسين عليهما السلام، قلت (وطور سينين) قال: قال ليس هو طور سينين ولكن طور سيناء فقال: نعم هو أمير المؤمنين عليه السلام. قلت (وهذا البلد الأمين) قال: هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه، قلت: (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) قال: ذاك أبو فصيل حين أخذ ميثاقه له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولأوصيائه بالولاية فأقر وقال: نعم، ألا ترى أنه قال: (ثم رددناه أسفل سافلين) يعنى الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل. (1) الليل: 1 الى 12. (2) قرب الاسناد: 208. - 24 -
[385]
قال: قلت (إلا الذين آمنوا وعملوا الصاحات) قال: هو والله أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته (فلهم أجر غير ممنون) قال: قلت: (فما يكذبك بعد بالدين) قال: مهلا مهلا لا تقل هكذا هو الكفر بالله، لا والله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالله طرفة عين، قال: قلت: فكيف هي: قال: فمن يكذبك بعد بالدين، والدين أمير المؤمنين عليه السلام أليس الله باحكم الحاكمين (1). (56) * (سوره البينة) * 202 - الكليني - رحمه الله - قال: علي بن محمد عن بعض أصحابه، عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر، قال: دفع ألي أبو الحسن عليه السلام مصحفا، قال: لا تنظر فيه، فقرأت فيه (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال: فبعث إلي ابعث إلي المصحف (2). (57) * (سوره التكاثر) * 203 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا الفقيه المروزي عن أبى بكر النيسابوري عن الطائي عن أبيه عن الرضا، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام في قول الله عز وجل (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم (3)) قال: الرطب والماء البارد (4). 204 - الصدوق قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: (1) تفسير البرهان: 4 - 477. (2) الكافي: 2 - 631. (4) عيون الاخبار: 2 - 38.
[386]
حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسيراف سنة خمس وثمانين ومائتين قال: حدثنا إبراهيم بن عباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى عليهما السلام فقال لي: ليس في الدنيا نعيم حقيقي. فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) أما هذه النعيم في الدنيا، وهو الماء البارد، فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: وهو الماء البارد، وقال غيرهم هو الطعام الطيب، وقال آخرون هو النوم الطيب. قال الرضا عليه السلام: ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله الصادق عليه السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) فغضب عليه السلام وقال: إن الله عز وجل لا يسئل عباده عما تفضل عليهم به ولا يمن بذلك عليهم والإمتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به ؟ ! ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسئل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفابذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول. ولقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا علي إن أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقر بذلك وكان يعتقد صار إلى النعيم الذي لا زوال له. فقال لى أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتدئا من غير سؤال: احدثك بهذا من جهات منها لقصدك لى من البصر ومنها أن عمك أفادنيه ومنها أني كنت به ؟ ! ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسئل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفابذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول. ولقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا علي إن أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقر بذلك وكان يعتقد صار إلى النعيم الذي لا زوال له. فقال لى أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتدئا من غير سؤال: احدثك بهذا من جهات منها لقصدك لى من البصر ومنها أن عمك أفادنيه ومنها أني كنت مشغولا باللغة والأشعار ولا أعول غيرهما، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم والناس يسلمون عليه ويجيبهم فسلمت، فما رد على فقلت أما أنا من أمتك يا رسول الله ؟. قال لى: بلى ولكن حدث الناس بحديث النعيم الذى سمعته من إبراهيم،
[387]
قال الصولي وهذا حديث قد رواه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه ليس فيه ذكر النعيم والآية وتفسيرها إنما رووا إن أول ما يسئل عنه العبد يوم القيمة الشهادة والنبوة وموالاة علي بن أبي طالب عليه السلام (1). * * * تم كتاب تفسير القرآن وبه تم الجزء الأول من هذا المسند الشريف ويأتى إن شاء الله الجزء الثاني وأوله كتاب الدعاء، والحمد لله رب العالمين كتبه بأنامله مؤلفه الفقير الى رحمة الله سبحانه عزيز الله العطاردي في مكتبه بمسجد الجواد (محمد بن على الرضا عليهما السلام) بطهران صبيحة يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الثانية سنة 1392. (1) عيون الاخبار: 2 - 38، وينابيع المودة: 131. (*)