الإصابة
ابن حجر ج 1
[ 1 ]
الاصابة في تميز الصحابة للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه دراسة وتحقيق وتعليق الشيخ عادل أحمد عبدالموجود * الشيخ علي محمد معوض قدم له وقرظه الاستاذ الدكتور * الدكتور محمد عبد المنعم البري * عبد العتاح أبو سنة جامعة الازهر * جامعة الازهر الدكتور جمعة طاعر النجار جامعة الازهر الجزء الاول المحتوى من حرف الالف - إلى حرف الحاء دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الاولى 1415 ه - 1995 م
[ 3 ]
بسم الله الر حمن الر حيم يقول أهل الادب: أعذب الشعر اكذبه، كفول المتنبي في مدح سيف الولة (الوافر): فان تفق الانام وانت منهم * فان المسك بعض دم الغزال فقد رفع سيف الولة الى درحة الانبياء والمرسلين دون سواهم، وهو كذب طريف ماجور في الدنيا وكقول الاخر (البسيط): ليت الكواكب تدنو لي فانظمها * عقود مدح فما أرضى لكم كلمى فقد حرج به شيطان الشعر كما يقولون عن حدود العلم والعقل معا ولا حجر عليه ما دام لشيطان الشعر عنده ميدانه الذي لا بتعداه الى المساس باعراض الناس وشرفهم أو الكذب على الله ورسوله أو الفجر في الخصومة بالتفحش والهجاة المسئ. كالمنافقين والزنادقة واهل السوء. وان من افحش الذنوب في الاسلام ان تحدث انسانا بحديث هو لك مصدق وانت عليه كاذب ولا يعرف الكذب سبيله الى المؤمنين يقول سبحانه (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وقد تغلبت ابرز صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم على اسمه فعرف في قومه قبل الاسلام بالصادق الامين ولورثة الهدي النبوي الشريف من حملة السنة المطهرة وقمم اهل الفضل والامانة والدين من ائمة الجرح والتعديل وولا نزكي على الله احدا لهم في هذا المقام مقاييس غاية في الدقة والحساسية يدفضون الكدب ولو على الدابة ولو مزاحا، تهتز الثقة في صاحبه ويعد ساقط المروءة ولا يقبل عن مثله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سخرية القدر باعداة النور ان يعمي الله أبصارهم عن شعاعه، لهم عيون لا يبصرون بها فلا يدرون عن قيم الاسلام الشامخات شيئا بل واجترؤوا عليه بكل نقيصة تنضح بها اوعيتهم واحقادهم القديمة (بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط).
[ 4 ]
شاءت حكمة الحكيم الاعلى سيحانه ان يقيض لهذا العلم الشرسف من كل خلف عدوله ينفون عنه زيف الضالين وانتحال المبطلين وتاويل الغالين سخرهم الله عزوجل لحفظ السنة الشريفة فبحفظها القرآن ويضياعها يضيع، لانها مفتاح كنوزه واستجلاء انواره. (انا نحن ونزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وها نحن الان بين يدي سفر نفيس ونتاج جهاد خالد لخدمة السنة الشريفة ورجالها الابرار الاوخو " الاصابة في تمييز الصحابة " لشيخ الاسلام الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني المولود في عسقلان قرية بالارض المقدسة (على مقربة من غزة مسقط راس إمامه الشافعي رضي الله عنه) احتلها اليهود عام 1948 وسموها أشكلون نسأل الله أن يرد الامة لدينها ردا جميلا ويجعلهم اهلا لنصره وتاييده لتطهير ديار الاسلام الطاهرة المقدسة من كل مغتصب فاجر أثيم. وقد سخر الله سبحانه وتعالى لخدمة هذا السفر الخالد النفيس وتحقيقه العالمين الفاضلين الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، اللذين حباهما الله سبحانه بهمة الشباب وحمة الشيوخ يستعذبان رشقة الجهاد لخدمة العلم الشريف من مختلق مناقذه وساحانه، ومن خلال متابعتي لهذه الجهود المشكورة لا حظت من طرائف ذلك ضبط أبيات الشعر على تفعيلاتها ونسيتها الى بحرها تيسبرا على ذوي التخصص والتذوق الشعري. أسأل الله سبحانه أن يتقلبه بقبول حسن ويجعله خلصا لوجهه الكريم. وأن يجزيهم والقائمين على النشر والجنود المجهولين والقارئين وإيانا ووالدينا ومشايخنا وأحبابنا في الله تعالى خيد ما يجزي به عباده الصالحين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. كتبه دكتور / محمد عبد المنعم البري الاستاذ في كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة جامعة الازهر الشريف
[ 5 ]
تقديم الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (773 - 852 ه) كتاب الاصابة من خير الكتب التي ألفت في تارسخ الصحابة رضوان الله عليهم ؟ فهم أفهم الناس لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث شاهدوا التنزيل، وجلسوا بين يدي نبيهم واللغة لغتهم، واللسان لسانهم، فلا عجب أن ترى الاقلام تتسابق في تقرظهم، والالسنة تلهج بذكرهم، فقد كانوا لبنات المجتمع الاسلامي الاولى، وارتفع هذا الصرح الشامخ على أكتافهم، وتدعمت أركانه عليهم وبهم، وعلى ظهورهم قام، وانتشر بين الانام، فجزاهم الله خيرا عن المسلمين والاسلام. والكتاب الذي بين يديك ألفة ابن حجر العسقلاني وهو مؤرخ ثقة، ودائرة معارف إسلامية، ونابغة في علوم الحديث ورجاله، لا تعجزه حجة، ولا يقصر باعه عن إقاة الدليل والبرهان وقد اطلعت على كثير من النسخ المحققة لكتاب الاصابة، ولكني - والحق يقال - لم أستمتع بتحقيقات نادرة وتعليقات زاخرة كما استمتعت بما أضاقت إليه يد الشيخين: علي معوض وعادل عبد الموجود من لمحات ذكية، وعبارات سنية، وروافد تاريخية، وإلوان شتى من البلاغة العربية، فأيقنت بأن على الساحة الاسلامية فتية آمنوا بربهم في سن الشباب وحكمة الشيوخ، فدعوت الله أن تظل أيدي أمثالهم علية على تحقيق التراص ورجاله، أن يسدد خطاهم، ويكلل بالنجاح مسعاهم إنه على ما يشاء قدير وبالاجابة جدير. د / عبد العتاح أبو سنة
[ 6 ]
تقديم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحبابه وبعد: فقد اطلعت على كتاب الاصابة في تمييز الصحابة من مصنفات الحافظ ابن حجر العسقلاني من أعلام القرنين الثامن والتاسع الهجريين بتحقيق الشيخين عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض فوجدته من أجل الكتب المصنفة في فنه وهدفه ومنهجه وتحقيقه: - إن معرفة الصحابة أصل لا يستغنى عنه في دراسة الحديث النبوي. - وإن كتاب الاصابة بما يحنوي عليه من تمييز الصحابة يعد أجمع الكتب المصنفة في هذا المجال فقد احتوى أكثر من عشرة آلاف ترجمة مع تنسيق جيد يسهل معه حصول الطالب على مبتغاه دون معاناة. - وقد بذل المحققان جهدا عظيما في توثسق التراجم وتخريج الاحاديث والاشعار ونسبتها مع كتابه مقدمة ضافية، تشهد بطول باعهما في هذا الميدان ونصحهما في هذا المجال وإخلاصهما للعمل وابتغائهما صحيح العلم. فجزاهما الله خير الجزاة ووفقهما لصالح الاعمال د / جمعة طاهر النجار
[ 7 ]
من هو الصحابي ؟ الصحابي لغة: مشتق من الصحبة، وليس مشتقا من قدر خاص منها، بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا أو كثيرا. كما أن قولك: مكلم، ومخاطب، وضارب، مشتق من المكالمة، والمخاطبة، والضرب. وجار على كل من وقع منه ذلك، قليلا أو كثيرا. يقال: صحبت قلانا حولا وشهرا ويوما وساعة وهذا يوجب في حكم اللغة اجراءها على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار. قال السخاوي: " الصحابي لغة: يقع على من صجب أقل ما يطلق عليه اسم صحبة، فضلا عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته " الصحابي عند علماء الاصول قال أبو الحسين في " المعتمد ": هو من طالت مجالسته له على طريق التبع لع والاخذ عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تطل كالوافدين فلا. وقال الكيا الطبري: هو من ظهرت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة القرين قرينة حتى يعد من أحذابه وخدمه المتصلين به. قال صاحب " الواضح ": وهذا قول شيوخ المعتزلة. وقال ابن فورك: هو من أكثر مجالسته واختص به. الصحابي عند علماء الحديث قال ابن الصلاح حكاية عن أبي المظفر السمعاني أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديث أو الكلمة، ويتوسعون حتى بعد من من رآه رؤية من
[ 8 ]
الصحابة، وهذا لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحابة. وقال سيد التابعين سعيد بن المسيب: الصحابي من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين، وغذا معه غزوة أو غزوتين. ووجهه أن لصحبته صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي خو قطعة من العداب، والسنة المشتملة على الفصول الاربعة التي يختلف فيها المزاج. وقال بدر الدين بت جماعة: وخذا ضعيف، لانه يقتضي أنه لا يعد جرير بن عبد الله البجلي، ووائل بن حجر وأضرابهما من الصحابة، ولا خلاف أنهم صحابة. وقال العراقي: ولا يصح هذا عن ابن المسيب ففي الاسناد إليه محمد بن عمر الواقدي شيخ ابن سعد ضعيف في الحديث. وقال الواقدي: ورأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله صلى الله وعليه وسلم وقد أدرك الحلم فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحل النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار. هذا التعريف غير جامع، لانه يخرج بعض الصحابة ممن هم دون الحلم ورووا عنه كعبد الله بن عباس، وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وابن الزبير. قال العراقي: والتقييد بالبلوغ شاد. وقال السيوطي في " تدريب الراوي ": ولا يشترط البلوغ على الصحيح، وإلا لخرج من أجمع على عده في الصحابة. والاصح ما قيل في تعريف الصحابي انه " من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مسلما ومات على اسلامه.
[ 9 ]
شرح التعريف: (من لقي النبي صلى الله عليه وسلم): جنى في التعريف يشمل كل من لقبه في حياته، وأمامن رآه بعد موته قبل دفنه صلى الله عليه وسلم فلا يكون صحابيا كابي وذؤيب الهذلي الشاعر فانه رآه قبل دفنه. (مسلما): خرج به من لقية كافرا ولسلم بعد وفاته كرسول قيصر فلا صحبة له. (ومات على إسلامه): خرج به من كفر بعد إسلامه ومات كافرا. أمت من ارتد بعده ثم أسلم ومات مسلما فقال العراقي: فيهم نظر، لان الشافعي وأبا حنيفة نصا على أن الردة محبطة للصحبة السابقة كقرة بن ميسرة والاشعث بن قيس. وجزم الحاقظ اين حجر شيخ الاسلام ببقاء اسم الصحبة له كمن رجع الى الاسلام في حياته كعبد الله بن أبي سرح. وهل يشترط لقيه في حال النبوة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها ومات على الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل، وكذا من رآه قبلها وأسلم بعد البعثة ولم يره ؟. قال العراقي: ولم أر من تعرض لذلك، وقد عد ابن منده زيد عمرو في الصحابة. هل من الملائكة صحابة ؟ الملائكة أجسام نورانية قادرة على التشكيل والظهور بأشكال مختلفه، وهي تتشكل بأشكال حسنة، شأنها الطاعة واحوال جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم حين تبليغه الوحي وظهوره في صورة دحية الكلبى تؤيد رجحان هذا التعريف للملائكة على غيره. والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوصة ولا يتوالدون، فمن وصفهم بذكورة فسق ومن وصفهم بأنوثه أو خنوثة كفر، لقوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الين هم عباد الرحمن اناثا أشهدوا خلقهم) الاية، ومسكنهم السموات ومنهم من يسكن الارض. وقد دل على وجودهم الكتاب والسنة والاجماع فامنكر كافر، وإذا فيجب الايمان اجمالا فيمن علم منهم إجمالا، وتفصيلا فيمن علم بالشخص كجبريل وميكائيل أو بالنوع كحمفة العرش والحافين من حوله والكتبة والحفظة وقد خلق الله الملائكة جندا له منفذين لاوامره في خلقه فمنهم ساكن السماوات وأفضلهم حملة العرش والحافين من حوله وهم الكروبيون، ومنهم الموكلون بالنار وهم الزبانية مع مالك ومنهم الموكلون بالجنة لاعداد النعيم مع رضوان، ومنهم سفيرالله إلى أنبيائه وهو جبريل، والموكل بامطر والسحاب
[ 10 ]
والرزق وهو ميكائيل، وصاحب النفخ وهو إسرافيل، والموكلون بخفظ بني آدم والكاتبون لاعمالهم، ومنهم منكر ونكير فتانا القبر، ومنهم ملك الموت وأعوانه وهو عزرائيل (وما يعلم جنود ربك الا هو) عصمة الملائكة والقول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة بدليل قوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) وقوله: يسبحون الليل والنهار ولا يفترون) وقوله (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) وقوله (ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله يسجدون) أي أن شأنهم وحياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع والعبادة والله أعلم وهل هم صحابة أم لا ؟ أجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: وهل تدخل الملائكة محل نظر ؟ وقد قال بعضخم إن ذلك ينبئ على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا. وقد نقل الامام فخر الدين في " اسرار التنزيل " الاجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة ونوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ نقي الدين السيكي أنه كان مرسلا إليهم. هل من الجن صحابة ؟ ! اختلف علماء التوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرفوا الجن بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مهتلعة وتظهر منها أفعال عجيبة، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر. أما الشياطين: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية والفساد. وقال آخرون ان حقيقتها واحرة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة، وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويكلفون، منهم المؤمن ومنهم العاصي، أما الشيطان فاسم للعاصي، ئيدل على ذلك قوله تعالى: (والجان خلقناه من قبل من نار السموم). كما يدل على تكليعهم ووجودهم قوله تعالى: (وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين) الايات، وقوله: (قل اوحى الى انه استمتع نفر من الجن فقالوا امت سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرسد وآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) وحيث ثبت وجودهم بكلام الله وكلام أنبيائه
[ 11 ]
انعقد عليه الاجماع كان الايمان بما ثبت واجبا ومنكره كافر.. والسؤال بعد ذلك هل هم داخلون في الصحابة الحق ؟ نعم. يدخل في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من رآه صلى الله عليه وسلم أو لقيه مؤمنا به من الجن، لانه صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا وهم مكلفون، وفيهم العصاة والطائعون قال الحافظ ابن حجر، الراجح دخولهم، لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا. قال السبكي في فتاويه، كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا الى الانس والجن كافة وأن رسالته شاملة للثقلين فلا اعلم فيه خلافا، ونقل جماعة الاجماع عليه. قال السبكي: والدليل عليه قبل الاجماع الكتاب والسنة، أما الكتاب فآيات منها قوله تعالى: (ليكون للعالمين نذيرا). وقد أجمع المفسرون على دخول الجن في ذلك في هذه الاية. ومع ذلك هو مدلول لفظها، فلا يحرج عنه الا بدليل. ومنها قوله تعالى في سورة الاخقاف: (فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين) والمنذرون هم المخوفون مما يلحق بمخالفته لوم، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لما كان القرآن الذي أتي به لازما لهما ولا خوفوا به. ومنها قولهم فيها، (أجيبوا داعي الله) فأمر بعضهم بعضا بإجابته دليلد على أنه داع لهم، وهو معنى بعثه إليهم. ومنها قولهم (وآمنوا به يغفر لكم..) الاية، وذلك يقتضى ترتيب المغفرة على الايمان به، وأن الايمان به شرط فيها، وإنما يكون كذلك إذا تعلق حكم رسالته بهم، وهو معنى كونه مبعوثا إليهم. ومنها قولهم: (ومن لا يجب داعى الله) الاية، فعدم إعجازهم وأوليائهم، وكونهم في ضلال مرتب على عدم إجابته، وذلك أدل دليل على بعثته إليهم. ومنها قوله تعالى: (سنفرغ لكم ايها الثقلان) فهذا تهديد ووعيد شامل لهم وارد على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن الله، وهو يقتضي كونه مرسلا إليهم، وأي معنى للرسالة غير ذلك وكذلك مخاطبتهم في بقية السورة بقوله: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، وغير ذلك من الايات التي تصمنتها هذا السورة.
[ 12 ]
ومنها قوله تعالى في سورة الجن: (فامنا به ولن نشرك بربنا أحدا) فإن قوة هذا الكلام تقتضي أنهم انقادوا له وآمنوا بعد شركهم، وذلك يقتضي أنهم فهموا أنهم مكلفون به، وكذلك كثير من الايان التس في هده السورة التي خاطبوا بها قومهم. ومنعا قولهم فيها: (وانا لما سمعنا الهدى امنا به) وكذا قولهم: (فمنم اسلم فأولئك تحروا رشدا) الايات. ومنها قوله تعالى: (قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى الى ها القران لانذركم به ومن بلغ) فهذه الاية تقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم منذر بالقرآن كله من بلغه القرآن جنيا كان أو إنسيا، وهي في الدلالة كاية الفرقان أو اصرح، فإن احتمال عود الضمير على الفرقان غير وارد هنا، فهذه مواضع في الفرقان تدل على ذلك دلالة قوية، أقواها آبة الانعام هذه، وتليها آية الفرقان، وتليها آيات الاحقاف، وتليها آيات الرحمن، وخطابها في عدة آيات: (فبأي الاء ربكما تكذبان)، وتليها سورة الجن، فقد جاء ترتيبها في الدلالة والقوة كترتيبها في المصحف، وفي القرآن أيضا ما يدل لذلك، ولكن دلالة الاطلاق اعتمدها كثير من العلماء في مباحث، وهو اعتماد جيد وهو هنا أجود، لان الامر بالانذار، والمطلق إذا لم يتقيد بقيد يدل على تمكن المأمور في الاتيان به في أي فرد شاء من أفراده وفي كلها، وهو صلى الله عليه وسلم كامل الشفقة على خلق الله، والنصيحة لهم والدعاء إلى الله تعالى، فمع تمكنه من ذلك لا يتدكه في شخض من الاشخاص، ولا في زمن من الازمان، ولا في مكان من الامكنة وهكذا كانت حالته - صلى الله عليه وسلم، ويعلم ايضا من الشريعة أن الله تعالى، لم يرده قوله: (قم فانذر) مطلق الانذار حتى يكتفي بانذار واحد لشخض واحد، بل أراد التشمير والاجتهاد في ذلك، فهذه القرائن تفيد الامر بالانذار لكل من يفيد فيه الانذار والجن بهذه الصفة، لانه كان فيهم سفهاء وقاسطون وهم مكلفون فإذا أنذروا رجعوا عن ضلالهم فلا يترك النبي صلى الله عليه وسلم دعاءهم، والاية بالقرائن المذكورة مفيدة للامر بذلك فثبتت البعثة إليهم بذلك، ومنها كل آية فيها لفظ المؤمنين ولفظ الكافرين مما فيه أمر نهي ونحو ذلك فإن المؤمنين والكافرين صفتان لمحذوف، والموصوف المحذوف يتعين ان يكون الناس بل المكلفون أعم من أن يكونوا إنسا أو جنا، وإذا ثبت ذلك أمكن الاستدلال بما لا يعد ولا يحصى من الايات كقوله تعالى:
[ 13 ]
(فالذين آمنوا به وعزدوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون) فالجن الذين لم يتبعوه ليسوا مفلحين، وإنما يكون كذلك، وإذا ثبتت رسالته في حقهم. وكقوله تعالى: (لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنينن) وكقوله: (هدى للمتقين)، ونحو ذلك من الايات أيضا قوله تعالى: (انما تنذر نت اتبع الذكر)، ومن الجن كذلك، ولو تتبعنا الايات التى من هذا الجنس لوجدناها جاءت كثيرة. واعلم أن المقصود بتكثير الادلة أن الاية الواحدة والايتين قد يمكن تأويلها، ويتطرق إليها الاحتمال فأذا كثرت قد تترقى إلى حد يقطع بإرادة ظاهرها، وبقي الاحتمال والتأويل عنها. وأما السنة ففي صحيح مسلم من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن ريول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الانبياء بست، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا، وأرسلت الس الخلق كافة، وخيم بي التيسيون) ومحل الاستدلال قوله: (وارسلت إلى الخلق كافة)، فإنه يشمل الجن والانس، وحمله على الانس خاصة تخصسص بغير دليل فلا يجوز، والكلام فيه كالكلام في قوله تعلى: (للعالمين) فإن قال قائل: على أن المراد بالخلق الناس رواية البخاري من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي)، فذكر من جملتها:
[ 14 ]
" وارسلت الى الناس كافة "، قلنا: لو كان هذا حديثا واحدا كنا نقول: لعل هذا اختلاف من الرواة، ولكن الذي ينبغي ان يقال: انهما حديثان، لان حديث مسلم من رواية أبي هريرة، وفيه ست خصال، وحديث البخاري من رواية جابر وفيه خمس خصال. والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قالهما في وقتين، وفي حديث مسلم زيادة في عدة الخصال، وفي سنن المرسل إليهم فيجب إثباتها زيادة على حديث جابر، وليس بنا ضرورة إلى حمل إحد الحديثين على الاهر إذ لا منافاة بينهما، بل هما حديثان مختلفا المخرج والمعنى، وإن كان بينهما اشتراك في أكثر الاشياء، وخرج كل من صاحبي الصحيحين واحدا منها ولم يذكر الاخر. فهذا الحديث الذي ذكرناه عن مسلم واستدللنا به أصرح الاحاديث الصحيحة الدالة على شمول الرسالة للجن والانس. ومن الادلة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وشرعته آخر الشرائع وناسهة لكل شريعة قبلها، ولا شريعة باقبة الان غير شريعته، ولذلك إذا نزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم انما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فلو لو يكن الجن مكلفين بها لكانوا إما مكلفين بشريعة غيرهما، وهو خلاف ما تقرر، وإما ألا يكونوا مكلفين أصلا، ولم يقل أحدا بذلك، ولا يمكن القول به، لان القرآن كله ملئ بتكليفهم، قال تعالى: (لاملان جهنم من الجنة والناس اجمعين) وقال (قال ادخلوا في امم قدخلت من قبلكم من الجن والانس في النار) إلى غير ذلك من الايات، ودخلوهم النار دليل على تكليفهم، وهذا أوضح نت أن يقا عليه دليل، فان تكليفهم معلوم من الشرع باضرورة، وتكليفهم بغير هذه الشريعة يستلزم بقاء شريعة معها، فثبت أنهم مكلفون بهذه الشريعة كالانس وقال ابن حزم الظاهري: قد أعلمنا الله ان نقدا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم صحابه فضلاء. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
[ 15 ]
بم يعرف الصحابي ؟ يعرف الصحابي باحد الادلة التالية: اولا: التواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبط بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العسرة المبشرين بالجنة - رضى الله عنهم. ثانيا: الشهرة أو الاستفاضة القاضرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن. ثالثا: أن يروى عن احاد الصحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي احممه الدوسي الذي مات ب " أصبهان " مبطونا فشهد له أبو موسى الاشعري انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكم له بالشهادة، وهكذا ذكره أبو نعيم في " تاريخ أصبهان ". رابعا: أن يخبر أحدا التابعين بانه صحابي بناء على قبول التزكية من واحد عدل وهو الراجح. خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحبي بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فأنه بعد ذلك لا يقبل ادعاؤه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فانه على راس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممن على ظهر الارض... " يريد بهذا انخرام القرن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم دلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الائمة قول من ادعى الصتحبة بعد الغية المذكورة. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في " الاصابة " - هنا - ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصخابة يكتفى فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: أحدها: أنهم كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الاخبار الواردة من الردة والفتوح وجد من ذلك الكثير.
[ 16 ]
ثانيها: ان عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لاحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير. ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكة ولاا لطائف ولا من بينها من الاعراف الا من أسلم وشهد حجة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبي صى الله عليه وسلم وإن لم يرهم هو. قال الذهبي في " الميزان " في ترجمة " رتن " 2 / 45 " وما أدرك ما رتن ؟ ! شيخ دجال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة، والصحابة لا يكذبون وهذا جرئ على الله ورسوله، وقد الفت في أمره جزءا " حكمة الله في اختيار الصحابة الواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب، يحيل على الله في حكمته ورحمته، أن يختا لحمل شريعته الختامية أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى اللع عن ذلك علوا كبيرا ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة، يعتبر دفاعا عن الكتاب والسنة وأصول الاسلام منناحية، ويعتبر إنصافا أدبيا لمن يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديرا لحكمة الله البالغة في اختيار هم لهذه المهمة العظمى من ناحية ثالثة، كما أن توهينهم والنيل منهم يعد غمزا في هذا الاختيار الحكيم، ولمزا في ذلك الاصطفاء والتكريم فوق ما فيه من هدم الكتاب والسنة والدين. على أن المتصفح لتاريخ الامة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها، وسمو مميزاتها، ما يجعله يحكم مطمئنا بانها صارت خير أمة أخرجت للناس بعد صهرها الاسلام، وطهرها القرآن ونفى خبثها سيئا الانام، عليه الصلاة والسلام. ولكن الاسلام قد ابتلي حديثا نمثل أو بأشد مما ابتلي به قديما، فانطلقت السنة في هذا العصر ترجف في كتاب الله بغير علم، وتخوض في السنة بغير دليل، وتطعن في الصحابة دون استحياء، وتنال من حفظة الشريعة بلا حجة، وتتهمهم تارة بسوء الحفظ، وأخرى بالتزيد وعدم التثبيت، وقد زودناك، وسلحناك، فانزل في الميدان ولا تخش عداك. (يا ايها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) نصرنا الله بنصره الاسلام، وثبت منا الاقدام والحمد لله في البدء والختام.
[ 17 ]
مرتبة الصحابة للصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - خصيصة، وهي أنه لا يسال عن عدالة أحد منهم، وذلك أمر مسلم به عند كافة العلماء، لكونهم على الاطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتاب والسنة، وإجماع من يعتد به في الاجماع من الامة. فاما الكتاب: قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه، فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). وقال تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسع فأولئك هم المفلحون) وقال تعالى: (ئالذين آم نوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذهين آووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم) وقال تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فلعم ما في قلوبهم، فانزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا) وقال تعالى: (يايها الذين آم نوا اتقو الله وكونوا الصادقين) وقال تعالى: (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار، والذين اتبعوهم باحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدلهم جنات تجرى تحتها الانهار خالدين فيها ابدا، ذلك الفوز العظيم) وقال تعالى: (كذلك جعلناكم امة وسطا)
[ 18 ]
والوسط، الخيار والعدول، فهم خير الامم وأعدلهم في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسول على أممهم يوم القيامة، والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداوه، ولهذا نوه بهم ئرفع ذكرهم وأثنى عليهم، لانه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء، وأمر ملائكته أن تصلي عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم، والشاهد المقبول عند الله هو الذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستندا الى عليمه به، كمت قال تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم يعلون). وقال تعالى: (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ويدخل في الخطاب الصحابي من باب أولى فلقد شهد بانهم يامرون بكل معروف وينهون عن كل منكر وقال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده عو اجتبا كم، وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي خذا ليكون الرسول شهيدا عليكم، وتكونوا شهداء على الناس) فأخبر تعالى أنه اجتباهم، والاجتباء كالاصطقاء، وهو افتعال من " اجتبى الشئ يجتبيه "، إذا ضمه إليه وحازه الى نفسه، فهم المجتبون الذين اجتباهم الله إليه وجعلهم أهله وخاصته وصفوته من خلقه بعد النبيين والمرسلين، ولهذا أمرهم تعالى ت أن يجاهدوا فيه حق جهاده ويبذلوا له أنفسهم ئيفردوه بالنحبة والعبورية، ويختاروه وحده إلها معبودا محبوبا على كل ما سواه، كما اختارهم على من سواهم، فيتخذونه وحده إلههم ومعبودهم الذي يتقربون إليه بالسنتهم وجوارحخم وقلوبهم ومحبتهم وإرادتهم، فيؤثرونه في كل حال على من سواه كما اتخذهم فبيده وأولياءه وأحباءه، وآثرهم بذلك على من سواهم، ثم أخبرهم تعالى انه يسر عليهم دينه غاية التيسير، ولم يجعل عليهم فيه من حرج البتة لكمال محبته لهم ورأفته ورحمته وحنانه بهم، صم أمرهم بلزوم ملة إمام الحنفاء أبيهم إبراهيم، وهي إفراده تعالى وحده بالعبودية والتعظيم والحب والخوف والرجاء والتوكل والانابة والتفويض والاستسلام، فيكون تعلق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره، ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك
[ 19 ]
ليشهد عليهم رسوله ويشهدوا هم على الناس، فيكون مشهودا لهم بشهادة الرسول، شاهدين على الامم بقيلم حجة الله عليهم. وقال تعالى: (قل الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى) قال ابن عباس: اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه عليه السلام. تلك آيات عظيمه نزلت من عند المولى عزوجل تشهد بفضل وعدالة جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه في المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الاسلامية ابتداء من دار الارقم بن ابي الارقم، وانتهاء بفتح المدائن. فمن الامور القطعية الثبوت والدلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت من فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لانسان مهما أوتي من علم ومعرفة أن يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد شهادة الله عزوجل لهم ! ! وهذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا " ابي هريرة " رضي الله عنه. (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. وأما السنة: وفي نصوص السنة النبوية المشرف ء الشاهدة بذلك كثرة منها: عن أبي سعيد عن النبي - عليه السلام - قال: " لا تسبوا اصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن احدكم انفق مثل أحدكم ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيفه "
[ 20 ]
وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولاقرانه من مسلمة الحديبية والفتح، فإذا كان مذ أحد أصحابه أو نصيفه أفضل عند الله من مثل أحد ذهبا من مثل خالد واضرابه من أصحابه فكيف يجوز أن يحرمهم الله الصواب في الفتاوى ويظفر به من بعدهم ؟ هذا من أبين المحال وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله في اصجابي، الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي احبهم، ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم، ومن آذاهم فقد آذانز ومن آذانى فقد اذى الله، من آدى الله فيوشك أن ياخذه. وعن ابي موسى قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلي معه العشاء، فانتظرناه فخرج علينا، فقال: " ما زلتم هاهنا "، قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قلنا نصلي معك العشاء قال: " احسنتم واصبتم "، ثم رفع راسه الى السماء وكان كقيرا ما يرفع راسه الى السماء، قال: " النجوم امنة لاهل السماء، فإذا ذهبت النجوم اتي أهل السماء ما يوعدون وأنا امنة لاصحابي فإذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون، واصحابي امة لامتي، فإذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون " ووجه الاستدلال بالحديث انه جهل نسبة الى من بعدهم كنسبته الى اصحابه، وكنسبة النجوم الى السماء، ومن المعلوم ان هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الامة بهم ما هو نظير اهتدهئهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء اهل الارض بالنجوم، وأيضا فانه جعل بقاءهم بين الامة أمنة لهم، وحزروا من الشر وأسبابه. وهن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير امتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ".
[ 21 ]
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان خير القرون فرنه مطلقا، وذلك يقتضي تقريمهم في كل باب من أبواب الخير، والا لو كان خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا. وقد يقول قائل: ان هذه الاذلة تتناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه قبل الفتح، واما من اسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فاسوق جوابا له قول الدكتور محمد السماحي: " واما مسلمة الفتح والاعراب الوافدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء لم يتحلوا من السنة مثل ما تحمل الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تعرض منهم للرواية كحكيم بن حزام وعتاب وغيرهم عرفوا بالصدق والديانة وغاية الامانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل من سواهم من القرون بعدهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب " وهو حديث صحيح مروي في " الصحيحين " وغيرهما بالفاظ مختلفه، والخيرية لا تكون الا للعدول الذين يلتزمون الدين والعمل به. وقال تعالى: (كنتم هير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروق وتنون عن المنكر وتؤمنون بالله) والخطاب الشفهي لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حضر نزول الوحي، وهو يشمل جميعهم، وكذلك قوله تعالى: (ئكذلك جعلناكم امة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، وسطا: عدولا. فالاسلام كان في أول شبابه فتيا قويا في قلوب من أذعنوا له واتبعوه هداه، وتمسكوا بمبادثة، واصطبغوا بصبغته، فكانت العالة قوية في نفوسهم شائعة في آحادهم، حتى اننا نرى الذين وقعوا منهم في الكبائر ما لبثوا أن ساقتهم عزائمهم الى الاعتراف وطلب الحد، ليطهروا به انفسهم، وسارعوا الى التوبة حيث تاب الله عليهم، ولا نريد بقولنا: الصحابة عدول - اكثر من أن ظاهرهم العدالة. ثناء أهل العلم على الصحابة وهذا الثناء للاستئناس وليس للتدليل إذ لا يصح القول مع الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
[ 22 ]
حيث نص الله ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم تعديل ؟ ! ! فاقول ولله الحمد والمنة: قال الامام النووي: الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم باجماع من يعتد به. قال امام الحرمين: والسبب في عدم الفص عن عدالتهم انهم حملة الشريعة، فلو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصره صلى الله عليه وسلم ولما استرسلت سائر الاعصار. قال أبو زرعه الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وانما ادى ذلك كله الينا الصحابة، وهولاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة فالجرح بهم أولى. قال ابن الصلاح: " ثم ان الامة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك باجماع العلماء الذين يعتد بهم في الاجماع احيانا للظن بهم، ونظرا الى ما تمهيد لهم ن المآثر، وكان الله سبحانه وتعالى اتاح الاجماع على ذلك لكونهم نقله الشريعة " قال الخطيب البغدادي في الكفاية " مبوبا على عدالتهم: ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة، وأنه لا يحتاج الى سؤال عنهم، وانما يجب فيمن دونهم كل حديث اتصل اسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل ب الا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لان عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن. والاخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج احد منهم مع تعديل الله تعالى لهم، والمطلع على بواطنهم الى تعديل احد من الخلق له. وقال الامام مالك: من انتقض احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس له في هذا الفئ حق، قد قسم الله الفئ في ثلاثة اصناق فقال:
[ 23 ]
(للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم، يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، واولئك هم الصادقون) ثم قال: (والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) وهؤلاء هم الانصار. ثم قال: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا رؤوف رحيم) فمن تنقصهم فلا حق له في فئ المسلمين. عقيدة أهل السنة في تفضيل الصحابة أجمع اهل السنة على ان اقضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق أبو بكر ثم عمر، وممن حكن إجماعهم على ذلك أبو العباس القرطبي، فقال: ولم يختلف احد في ذلك من ائمة السلف ولا الخلف، فقال: ولا مبالاة بأقوال اخل التشيع ولا أهل البدع، انتهى. وقد حكن الشاقعي وغيره اجماع الصحابة والتابعين على ذلك، قال البيهقي في كتاب " الاعتقاد ": روينا عن ابي ثور عن الشافعي قال: ما اختلف احد من الصحابة والتابعين في تفضيل ابي بكر وعمر وتقديمهما على جنيع الصحابة، وانما اختلف من اختلف منهم في علي وعثمان. وقال العلامة الكمال بن الهمام في " المسايرة ": فضل الصحابة الاربعة على حسب ترتيبهم في الخلافة، إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند الله تعالى، وذلك لا يطلع عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم، ولا يتحقق إدراك حقيقة تفضيله عليه السلام لبعضهم على تعض إن لم يكن سمعيا يصل إلينا قطعيا في دلالته الا الشاهدين لذلك الزمان، لظهور قرائن الاحوال لهم، وقد ثبت دلك لنا صريحا ودلالة كما في صحيح البخاري من حديث همرو بن العاص حين ساله عليه السلام:
[ 24 ]
من أحب الناس اليك من الرجال ؟ فقال: " ابوها ". يهبي عائشة رضي الله عنها - وتقديمه قي الصلاة على ما قدمنا مع أن الاتفاق على أن السنة ان بقدم على القوم افضلهم علما، وقراءة، وخلقا، وورعا، فثبت انه كان افضل الصحابة، وصح من حديث ابن عمر في صحيح البخاري قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بابي بكر احدا ثم عمر ثم عثمان، ثم عثمان، ثم نترك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم، وصح فيه من حديث محمد بن الحنفية: قلت لابي: اي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر، وخشيت ان يقول عثمان، قلت: ثم انت قال: ما انا الا واحد من المسلمين، فهذا علي نفسه مصرح بان ابا بكر افضل الناس، وأفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكل، وفي بعض ترتيب الثلاثة، ولما أجمعوا على تقديم علي بعدهم دل على أنه كان أفضل من بحضرته وكان منهم الزبير وطلحة فثبت انه كان افضل الخلق بعد الثلاثة. هذا واعتقاد أهل السنة تزكية جميع الصحابة والثناء عليهم، كما أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم إذ قال: (كنتم خير امة اخرجت للناس) وقال العلامة البغدادي في " اصول الدين ". أصحابنا مجمعون على ان افضلهم الخلفاء الاربعة، ثم الستة الباقون بعدهم الى تمام العشرة وهم: طلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح، ثم البدريون، ثم اصحب احد، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، اختلق اصحابنا في تفضيل علي وعثمان، فقدم الاشعري عثمان، وبناه على أصله في منع امامه المفضول. وقال محمد بن اسحاق بن خزيمة والحسين بن الفضل البجلي بتفضيل علي رضي الله عنه - وقال القلانسي: لا ادرى ايهما افضل، واجاز امامه المفضول. وقال العلامة اللقاني في جوهرته: واول التشاجر الرجز الذي ورد * ان خضت فيه واجتنب داء الحسد
[ 25 ]
فقال العلامة البيجوري في شرحه عليها: وقد وقع تشاجر بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وقد افترقت الصحابة ثلاث فرق: فرقة اجتهدت، فظهر لها ان الجق مع علي، فقاتلت معه وفرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع معاوية، فقاتلت معه، وفرقة توقفت. وقد قال العلماء: المصيب باجرين والمخطئ باجر، وقد شهد الله ورسوله لهم بالعدالة، والمراد من تأويل ذلك ان يصرف الى محمل حسن لتحسين الظن بهم فلم يخرج وتحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم، لانهم مجتهدون. وقوله: (ان خضت فيه) أي ان قدر انك خضت فيه فاوله: ولا تنقص احدا منهم، وإنما قال المصنف ذلك لان الشخص ليس مامورا بالخوض فيما حرى بينهم، فانه ليس من العقائد الدينية، ولا من القواعد الكلامية، وليس مما ينتفع به في الدين، بل ربما ضر في اليقين، فلا يباح الخوض فيه الا للرد على المتعصبين، أو للتعليم كتدريس الكتب التي تشتمل على الاثار المتعلقة بذلك، واما العوام فلا يجوز لهم الخوض فيه لشدة جهلهم، وعدم معرفتهم بالتأويل. وقال السعد التفتازاني: " يجب تعظيم الصحابة والكق عم مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطعن فيهم على محامل وتاويلات، سيما المهاجرين، والانصار وأهل بيعة الرضوان، ومن شهد بدرا واحدا والحديبية، فقال: انعقد على علو شانهم الاجماع، وشهد بذلك الايات الصراح، والاخبار الصحاح " " وللروافض سيما الغلاة منهم مبالغات في بغض البغض من الصحابة - رضى الله عنهم - والطعن فيهم بناء على حكايات وافتراءات لم تكن في القرن الثاني والثالث، فاياك والاصغاء إليها، فانها تضل الاحداث، وتحير الاوساط وان كانت لا تؤثقر فيمن له استقامة على الصراط المستقيم، وكفاك شاهدا على ما ذكرنا انها لم تكن في القرون السالفة ولا فيما بين العترة الطاهرة، بل ثناؤهم على عظماء الصحابة وعلماء السنة والجماعة، والمهديين من خلفاء الدين مشهئر ئفي خطبهم ورسائلهم وأشعارهم ومدائحهم مذكور "
[ 26 ]
وقال العلامة المرعشي في " نشر الطوالع ": " يجب تعظيم جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والكف عن مطاعنهم، وحسن الظن بهم، وترك التعصب والبغض لاجل بعضهم على بعض، وترك الافراط في محبة بعضهم على وجه يفضي الى عداوة آخرين منهم والقدح فيهم، فان الله تعالى اثنى عليهم في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم بايمانهم..) الاية. وقد احبهم النبي صلى الله عليه وسلم واثنى عليهم واوصى امته بعدم سبعم وبغضهم وأذاهم، وما ورد من المطاعن، فعلى تقدير صحته له محامل وتاويلات، ومع ذلك لا يعادل ما ورد في مناقبهم، وحكي عن آثارهم المرضية وسيرهم الحميدة نفعنا الله بمحبتهم اجمعين. قال: الامام النووي - رحمه اللع تعالى: واعلم ان سبب تلك الحروب ان القضايا كانت مشتبهة، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة اقسام: قسم ظهر لهم بالاجتهاد ان الحق في هذا الطرف، وان مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه فعلوا ذلك، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التاخر عن مساعدة الامام العدل في قتال البغاة. وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد ان الحق في الطرف الاخر، فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه. وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضيت وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح احد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم، لانه لا يحل الاقدام على قتال مسلم حتى يظهر انه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان احد الطرفين وان الحق معه لما جاز بهم التاخر عن نصرته في قتال البغعة عليه. فكلهم معذورون - رضى الله عنهم - ولهذا اتفق اهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهاداتهم وروايتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم اجمعين.
[ 27 ]
الدواعي والعوامل التي توفرت في الصحابة حتى استظخروا القران والحديث النبوي الشريف وثبتوا فيهما ان محاولة الطعن في اصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاولة للطهن في القران الكريم والسنة النبوية المشرفة فالطاعن فيهم يريد زعزعة الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقصده في ذلك اقتتان المسلمين عن دينهم فكثرت الايدى الائمة من النيل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاستكثروا على الصحابة - رضوان الله عليهم - ان يكونوا قد حفظوا الحديث الشريع، وهذا ما ستراه في الدفاع عن امام الحافظين سيدنا ابي هريرة - رضى الله عنه - ومع كل ذلك ابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. واليك ما كتب العلامة الزرقاني في " مناهل العرفان " فقال: ويزعم ان شبهان القوم كلها متشابعة، وطرق دفعها هي الاخرى ومتشابهة، فان واجب الحيطه والحذر يقتضينا ان نقيم خطا منيعا من خطوط الدفاع عن الكتاب والسنة، وان نؤلف هذا الخط من جبهتين قويتين: الجبهة الاولى: تطاول السماء بتجليه الد. اعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى جعلت منهم كثرة غامرة يحفظون القرآن والحديث، وينقلونهما نقلا متواترا مستفيضا. والجبهة الثانية: تفاخر الجوزاء بنظم الدواعي والعوامل التي توافرت فيهم رضوان الله عليهم، حتى جعلتهم بتثبتون ابلغ تثبت وادقه في القرآن وجمع القرآن، وكل ما يتصل بالقرآن، وفي الحديث الشريف، وكل ما يتصل بالقرآن، وفي الحديث الشريف، وكل ما يتصل بالحديث الشريف واني استمنح الله فتوحا وتوفيقا في هذه المحاولة الجليلة، (ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وان الله لسميع عليم) اولا: عوامل حفظ الصحابة للكتاب والسنة العامل الاول: انهم كانوا اميين لا يعرفون القراءة، ولا يحذقون الخط والكتابة اللهم الا نزر يسير لا
[ 28 ]
يصاغ منهم حكم على المجموع، وترجع هذه الامية السائدة فيهم الى غلبة البداوة عليهم وبعدهم عن اسباب الحضارة، وعدم اتصالهم اتصالا وثيقا بالامتين المتحضرتين آنذاك الفرس والروم. ومعلوم ان الكتابة والقراءة وامحاء الامية في أية امة رهين بخروجها من عهد السذاجة والبساشة الى عهد المدنية والحضارة. ثم إن هذه الامية تجعل المرء منهم لا يعول إلا على حافظته وذاكرته فيما يهمه حفظه وذكره، ومن هنا كان تعويل الصحابة على حوافظهم يقد حونها في إلا حاطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان الحفظ هو السبيل الوحيدة أو الشبيهة بالوحيدة إلى إحاطتهم بها، ولو كانت الكتابة شائعة فيهم لاعتمدوا على النقش بين السطور بدلامن الحفظ في الصدور. نعم، كان هناك كتاب للوحي، وكان بعض الصحابة يكتبون القرآن لانفسهم، إلا أن هؤلاء وهؤلاء كانوا عئة قليلة، ولعلك لم تنس ان كتابة القرآن في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الغرض منها زيادة التوثق والاحتياط للقرآن الكريم بتقييده وتسجيله. اما السند النبوية فقد نهز النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عن كتابتها اول الامر مخافة اللبس بالقرآن، إذ قال عليه الصلاة والسلام: " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحرثوا عني فلا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعدة من النار " نعم. خشي الرسول صلى الله عليه وسلم ان يختلط القرآن بالسنة إذا هم كتبوا السنة كما كانوا بكتبون القرآن، أو ان تتوزع جخودهم وهي لا تحتمل ان بكتبوا جميع السنة وجميع القرآن فقصرهم على الاهم اولا وهو القرآن، خصوصا إذ لا حظنا ان ادوات الكتابة كانت نادرة لديهم الى حد بعيد، حتى كانوا يكتبون في اللخاف والسعف والعظام كما علمت. فرحمة بهم من ناحية، وأخذا لهم بتقديم الاهم على المهم من ناحية ثانية، وحفظا للقرآن أن يشتبه بالسنة إذا هم كتبوا الستة بجانب الفرآن نظرا الى عزة الورق، وندره ادوات الكتابة، رعاية لهذه الغاية الثلاث نهى الرسول عن كتابة السنة. اما إذا امن اللبس ولم يخش الاختلاط،. كان الامر سهلا على اللخص فلا عليه ان
[ 29 ]
يكتب الحديث الشريف القرآن الكريم، وعلى ذلك تحمل الاحاديث الواردة في الا اذن لكتابة السنة آخر الامر، والواردة في الاذن لبعض الاشخاص كعبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - وايا ما تكن كتابة القرآن والسنة النبوية، فان التعويل قبل كل شئ كان على الحفظ والاستظهار، ولا يزال التعويل حتى الان على التلقي من صدور الرجال، ثقة عن ثقة واماما عن امام الى النبي صلى الله عليه وسلم. غيد ان الرجل الامي والامة الامية يكونان اسبق من غيرهما الى الحفظ، للمعنى الذي تقدم. العامل الثاني: ان الصحابة كانوا امة يضرب بها المثل في الذكاء وقوة الحافظة وصفاء الطبع، وسيلان الذهن وحدة الخاطر، في التارسخ العربي شواهد على ذلك يطول بنا تفصيلها، حتى لقد كان الرجل منهم يحفظ ما يسمعه لاول مرة مهما طال وكثر، ربما كان من لغة غير لغته ولسان سوى لسانه، وحسبك ان تعرق ان رؤوسهم كانت دواوين شعرهم، وان صدورهم كانت سجل انسابهم، وان قلوبهم كانت كتاب وقائعهم وايامهم، كل اولئك كانت خصائص كامنة فيهم وفي سائر الامة العربية من قبل الاسلام، ثم جاء الاسلام فأرهف فيهم هذه القوى والمواعب، وزادهم من تلك المزايا والخصائص بما افاد طبعهم من صقل، ونفوسهم من طهر، وعقولهم من سمو، خصوصا إذا كانوا يسمعون لاصدق الحديث وهو كتاب الله، ولخير الهدى، وهو هدي محمد صلى الله عليه وسلم. العامل الثالث: بساطة هذه الامة العربية، واقتصارها في حياتها على ضروريات الحياة من غير ميل الى الترف، ولا انفاق جهد أو وقت في الكماليات، فقد كان حسب الواحد منهم لقيمات يقمن صلبه، وكان يكفيه من معيشته ما يذكره شاعرهم في قوله: (الطويل) وما العيش الا نومه وتبطح * وتمر على راس النخيل وماء وانت تعلم ان هذه الحياة الهادئة الوادعة وتلك العيشة الراضية القاصدة توفر الوقت والمجهود، وترضى الانسان بالموجود، ولا تشغل البال بالمفقود، ولهذا أثره العظيم في صفاء الفكرة، وقوة الحافظة وسيلان الاذهان الصحابة في اتجاهها الى حفظ القرآن وحديث النبي - عليه الصلاة والسلام وذلك على حد قول القائل: (من الطويل)
[ 30 ]
.................... * فصدف قلبا خاليا فتمكنا العامل الرابع: حبهم الصادق لله ولرسوله ملك مشاعرهم، واحتل مكان العقيدة فيهم، وانت تعرف من دراسة علم النفس ان الحب إذا صدق وتمكن حمل المحب على ترسم آثار محبوبه، والتلذذ بحديثه، والتنادر باخباره، ووعى كل ما يصدر عنه، ويبدو منه، ومن هنا كان حب الصحابة لله ورسوله من اقوى العوامل على حفظم كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حد قول القائل: (البسيط) لها احاديث من ذكراك تشغلها * عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور يستضاء به * ومن حديثك في اعقبها حاد ادا شكت من كلال السيد واعدها * روح القدوم فتجيا عند ميعاد اما حب الصحابة العميق لله تعالى قلا يحتاج الى شرج وبيان، ولا الى اقامة دليل عليه وبرهان فهم كما قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هير القرون قرني ثم الذين يلونهم، وهم الذين بذلوا نفوسهم ونفائسهم رخيصه في سبيل رضاه، وهم الذين باعوا الدنيا بما فيها يبتغون فضلا من الله، وهم الذين حملوا هداية الاسلام الى الشرق الغرب، وأتوا بالعجب العجاب في نجاح الدعوة الاسلامية بالحضر والبدو، وكانوا احريا بخدح الله لهم غير مرة في القرآن بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديث عظيمة الشان واما مظاهر حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم فما حكاه التاريخ الصدق عنهم من انه ما كان احد يحب احدا مثل ما كان اصحاب محمد يحبون محمدا، دم الرجل منهم رخيص في سبيل ان يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من شوكة يشاكها في اسفل قدمه، وماء وضوئه يبتدرونه في اليوم الشديد البرد
[ 31 ]
يتبركون به، واب الواحد منهم وابناؤه من الد اعدائه ما داموا يعادون محمدا وحديث محمد موضع التنافس من رحالهم ونسائهم، حتى إذا اعيا أو احد منهم طلابه، تناوب هو وزميل له الاهتلاف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان يقوم احدهما بعمل الاخر عند ذهابه، ويقوم الاخر برواية ما سنعه وعرفة من الرسول بعد إيابه. وهذه وافدة النساء تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا من نفسك يوما ناتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، الى غير ذلك من شواهد ومظاهر، تدل على مبلغ هذا الحب السامي الشريف ويرحم الله القائل: (الوافر) اسرت قريش مسلما في غزوة * فمضى بلا وجل الى السياف سألوه: هل يرضيك انك سالم * ولك النبي فدى من الاتلاف فأجال كلا لا سلمت من الدرى * ويصاب انق محمد برعاف ولقد كان من مظاهر هذا الحب تسابقهم الى كتاب الله ياخذون عنه، ويحفظونه منه، ثم إلى سنته الغراء يحيطون باقوالها وافعالها وواحوالها وتقيراتها، بل كانوا يتفننون في البحث عن هديه وخيره والوقوف على صفته وشكله، كما تجد ذلك واضحا من سؤال الحسن والحسين عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تجد ذلك واضحا من سؤال الحسن والحسين عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجبيبا به من تجلية تلك الصور المحمدية الرائعة، ورسمها بريشة المصور الماهر والصناع القادر، على يد أبيهما علي بن ابي طالب، وخالهما هند بن ابي هالة رضي الله عنهم اجمعين. العامل الخامس: بلاغة القرآن الكريم الى حد فاق كل بيان، وااخرس كل لسان واسكت كل معارض ومكابر، وهدم كل مجادل ومهاتر، حتى قام ولا يزال يقوم في فم الدنيا معجزة من الله لحبيبه، واية من الحق لتاييد رسوله، وبعد كلام الله في اعجاز وبلاغته كلام محمد صلى الله عليه وسلم في اشراقه وديباجته وبراعته وجزالته الفاظه وسمو معانية وهدايته، فقد كان صلى الله عليه وسلم، افصح الناس وابلغ الناس، وكان العرب الى جانب ذلك ماخوذين بكل فصيح بليغ، منتافسين في حفظ اجود المنظوم والمنثور، فمن هنات هبوا هبة واحدة يحفظون القرآن ويفهمون القرآن، وكذلك الستة النبوية كانت عن إبإيتهم بحفظها والعمل بها تلي عنايتهم يالقرآن الكريم يتناقلونها ويتبادرونها كما سمعت. والكلام في اسرارا بلاغة القرآن ووجوه اعجازه، وفي بلاغة كلام النبوة وامتيازه وفي
[ 32 ]
تنافس العرب في ميدان البيان كل ذلك مما لا يحتاج الى شرح ولا تبيام، فهذا الكتاب الله ينطق علينا بالحق، ويتحدى باعجازه كافة الخلق، وهذا سحر النبوة يفيض بالدراري واللالئ، ويزخر بالهدايات البالغة والحكم الغوالي، وهذا تاريخ الادب العربي يسجل لاولئك العرب تفوقهم في صناعة الكلام، وسبقهم في حلبة الفصاحة كافة الانام وامتيازهم في تذوق اسرارا البلاغة خصوصا بلاغة القرآن. العامل السادس: الترغيب في الاقبال على الكتاب والسنة علما وعملا، وحفظا وفهما، وتعليما ونشرا، وكذلك الترهيب من الاعراض عنهما والاهمال لهما. ففي القرآن الكريم قوله سبحانه: (ان الذين يتلون كتاب الله اقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور) فتأمل كيف قدم تلاوة القرآن على اقام الصلاة وايتاء الزكاة ؟ ونقرا قوله جل ذكره: (كتاب انزلناه اليك مبارك ليربروا آياته وليتذكر اولو الالباب) فانظر كيف حث بهذا الاسلوب البارع على تدبر القرآن والتذكر والاتعاظ به ونقرا قوله عز اسمه: (ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم اللاعنون. الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم) فتدبر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدى القرآن ؟ ثم نقرا في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحقتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "
[ 33 ]
وفي " الصحيحين " قوله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وفي السنة ثوله صلى الله عليه وسلم: " عرضت علي ذنوب امتي فلم امتي فلم ار ذنبا اعظم من سورة من القرآن أو آية اتيها رجل ثم نسيها " اليس ذلك وامثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرك العزائم الى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه، وهو وعيد شديد ؟ اما السنة النبوية فقد جاء في شانها عن الله تعالى: " وما اتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه قانتهوا) وقوله: (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله)، وقوله: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا)، وقوله: (فلا وربك لا نؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) وجاء ترغيبا في السنة النبوية من الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرا سمع منا حديثا فاداه كما سمعه، فرى مبلغ اوعى من سامع " وهو حديث متواتر.
[ 34 ]
وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: " الا فليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه ان يكون اوعى له من بعض من سمعه " وجاء ترهيبا من الاعراض عن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني " وقوله صلى الله عليه وسلم: " الا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني، وهو متكئ على اريكته فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله تعالى، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرمة الله " فانت ترى في الايات والاحاديث الشريفة ما يحفز عنة الممن الضعيف الى الاقبال على روائع النبوة يستهديها، وبدائع النبي صلى الله عليه وسلم يستظهرها، فكيف انت الصحابة الذين كانوا لا يضادعون طول باع ولا علو همة في هذا الميدان العامل السابع: منزلة الكتاب والسنة من الدين، فالكتاب هو أصل التشريع الاول والدستور الجامع لخير الدنيا والاخرة، والقانون المنظم لعلاقة الانسان بالله، وعلاقته بالمجتمع الذي يعيش فيه، ثم السنة هي الاصل الثاني للتشريع، وهي شارحة للقرآن الكريم، مفصلة لمجمله، مقيدة لمطلقة، مخصصة لعامة، مبينة لمبهمه، ومظخرة لاسراره كما قال سبحانه: (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون)
[ 35 ]
ومن هنا يقول اين كثير: " السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السنة "، يريد بهذه الكلمة ما وضحه السيوطي بقوله: والحاصل ان معنى احتياج القرآن الى السنة أنها مبينة له ومفصلة لمجملة لان فيه لو جارته كنوزا يحتاج أي من يعرف خفايا خباياها فيبرزها، وذلك هو المنزل عليه صلى الله عليه وسلم وهو معنى كون السنة قاضية على الكتاب، وليس القرآن مبينا للسند ولا قاضيا عليها، لانها بينة بنفسها، إذ لم تصل الى حد القرآن في الاعجاز والايجاز، لانها شرح له، وشأن الشرح ان يكون اوضح وأبين وأبسط من المشروح " ولا ريب ان الصحابة كانوا أعرف الناس بمنزلة الكتاب والسنة، فلا غرو أن كانوا أرص على حذقهما وحفظهما والعمل لهما. العامل الثامن: ارتباط كثير من كلام الله ورسوله بوقائع وحوادث وأسئلة من شأنها أن تثير الاهتمام، وتنبه الاذهان، وتلفت الا نظر الى قضاء الله ورسوله فيها، وحدثهما عنهما وإجابتهما عليها وبذلك يتمكن الوحي الالهي والكلام النبوي في النفوس أفضل تمكن، وينتقش في الاذهان على مر الزمان. انظر الى القرآن الكريم تجده يساير الحوادث والطوارئ في تجددها ووقوعها، فتاره يجيب السائلين على اسئلتهم بمثل قوله تعالى: (ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا) وتارة يفصل في مشكلة قامت، ويقضي على فتنة طغت بمثل قوله تعالى: (ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم.) الى قوله (مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) وهي ست عشرة آية نزلت في حادث من أروع الحوادث هو اتهام ام المؤمنين سيدتنا الجليلة السيدة ام المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصديقة بنت الصديق، وفي هذه الايات دروس احتماعية قرئت، ولا تزال تقرأ على الناس الس يوم القيامة، ولا تزال تسجل براءة الحصان الطاهرة من فوث سبع سموات، تارة يلفت القران النظار المسلمين الى تصحيح اغلاطعن التي وقعوا فيها، ويرشدهم الى شاكلة الصواب كقوله في سورة آل عمران: (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) إلخ الايات، التي نزلت في
[ 36 ]
غزوة أحد والتي تدل المسلمين على على خطئهم في هذا الموقف الرهيب، وتجذرهم ان يقعوا حينا آخر في مثل هذا المأزق العصيب. وعلى هذا النمط نزلت سور في القرآن وآيات تفوق الحصر. وإذا نظرت في السنة رايت العجب، أنظر الى قصة المخزومية التي سرقت، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن شفع فيها: " وايم الله، لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ثم تأمل حادث تلك المرأة الجهنية التي أقرت بزناها بين يدي رسول الله وهي حبلى من الزنا، كيف أمر رسول الله فكفها وليها حتى وضعت حملها ثم اتى بها فرجمت ثم اتى بها فرجمت ثم صلى رسول الرحمة عليها ؟ ولما سئل صلى الله عليه وسلم كيف تصلي عليها وهي زانية ؟ قال: " انها تابت توبة لو قسمت على سبعين من اهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عزوجل " وتدبر الحديث المعروف بحديث جبريل، وفيه يسال جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والاسمان والاحسان والساعة واشراطها على مرأى ومسمع من الصحابة، وقد قال لهم أخيرا: " هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم "
[ 37 ]
والناظر في السنة يجدها في كثرتها الغمرة تدور على مثل تلك الوقائع والحوادث والاسئلة. وقد قرر علماء النفس ان ارتباط المعلومات بامور مقارنة لها في الفكر، تجعلها ابقى على الزمن واثبت في النفس، فلا بدع ان يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصحابة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حين انهم هم المشاهدون لتلك الوقائع والحوادث المشافهون بخطاب الحق، والمواجهون بخطاب الحق، المواجهون بكلام سيد الخلق في هذه المناسبات الملائمة والاسباب القئمة التي تجعل نقوسهم مسيشرقة لقضاء الله فيها، متعطشة إلى حديث رسوله عنها، فينزل الكلام على القلوب، وهي متشوقة كما ينزل الغيث على الارض وهي متعطشة تنهله بلهف، وتاخذه بشغف، وتمسكه وتحرص عليه بيقظة، وتعتز به وتعتد عن حقيقة، وتنتفع به وتنفع بل تهتز به وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج. العامل التاسع: اقتران القرآن دائما بالاعجاز، واقتران بعض الاحاريث النبوية بأمور خارقة للعادة تروع النفس، وتشوق الناظر وتهول السامع وانما اعتبرنا ذلك الاعجاز وخرق العادة من عوامل حفظ الصحابة، لانه الشأن فيما يخرج على نواميس الكون و قوانينه العامة انه يتقرر في حافظة من شاهدة، وانه يتركز في فؤاد كل من عينه فرا كان أو امة، حتى لقد يتخذ مبدأ تؤرخ بحدوقه الايام والسنون، وتقاس بوجوه الاعمار. اما القرآن الكريم فاعجازه سار فيه سريان الماء في العود الاخضر، لا تكاد تخلو سورة ولا آية منه، وأعرف الناس بوجوه اعجازه وأعظمهم ذوقا لاسرار بلاغته هم الاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لانهم يصدرون في هذه المعرفة وهذا الذوق عن فطتهم العربية الصافية وسليقتهم السليمة السامية، ومن هذا كان القرآن حياتهم الصحيحة به يقومون ويقعدون وينامون ويستيقظون ويعيشون ويتعاملون، ويلتذون ويتعبدون وهذا هو معنى كونه روحا في قول الله سبحانه: (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا) وليست هناك طائفة في التارسخ تمثل فيها القرآن روحا كما تمثل في هذه الطبقة العليا الكريمة طبقة الصحابة الذين وهبوه حياتهم فوهبهم الحياة، وطبعهم طبقة جديدة حتى
[ 38 ]
صاروا اشبه بالملائكة، هذا سواهم الله بكتابه خلقا آخر. (فتبارك الله احسن الخاقين) واما السند النبوية فقد اقترن بعضها بمعجزات خارقة وامامك احاديث المعجزات، وهي كثيرة فيها المعجب والمطرب غير انا نربا بك ان تكون فيها كحاطب ليل على حين ان بين ايدينا في الصحيح منها الجم الغفير والعدد الكثير، " ولا ينبئك مثل خيبر " وهذا نموج واحد، عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لاعطين هذه الرايذ غدا رجلا يقتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله " فبات الناس يدوكون ليلتهم ايهم يعطاها، فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجو ان يعطاها. فقال:: أين علي بن ابي طالب ؟ فقيل: يا رسول الله، هو يشتكي مرضا بعينيه، قال: فارسوا إليه فاتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، ودعا له، فبرئ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال: انفذ على رسبك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم الى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعلى فيه، والله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " وهذه الوصية من رسول الله لعلي جديرة أن تقطع لسان من يقول: ان الاسلام انتشر بحد السيف (كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا).
[ 39 ]
العامل العاشر حكمة الله ورسوله في التربية والتعليم، وحسن سياستهما في الدعوة والارشاد مما جعل الكتاب والسنة يتقرران في الاذهان، ويسهلان على الصحابة في الحفظ والاستظهار. اما القرآن الكريم فحسبك أن تعرف من حكمة الله في التربية والتعليم أنه أنزله على الامة الاسلامية باللغة الحبيبة الى نفوسهم، وبالاسلوب الخلاب والنظم المعجر الاخذ بقلوبهم وانه تدرج بهم في نزوله، فلم ينزل جملة واحدة يرهقهم به ويعجزون عنع بل انزله منجما في مدى عشرين أو بضع وعشرين سنة، ثم ربطه بالحوادث والاسباب الخاصة في كثير من آياته وسوره، ودعمه بالدليل والحجة، وخاطب به العقول والضمائر، وناط به مصلحتهم وخيرهم وسعادتهم، وصدر في ذلك كله عن رجنة واسعة بهم يكادون يلمسونها باليد ويرونها بالعين (ما يريد الله ليجعل عليكم كم حرج، ولكم يريد ليطهركم، وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون). (من عمل صالحا فلنفسه، ومن اساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد) واما السنة النبوية فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم خو المعلم الاول في دعاية تلك الوسائل الموضحة، ذلك لانه صلى الله عليه وسلم كان الناس لسانا واوضحهم بيانا، واجودهم القاء، ينتقي عيون الكلام وهو الذى اوتي جوامع الكم، ولا يسرد الحديث سردا يزري برونقه أو يذهب بشزء منه، يل يتكلم كلاما لو عدة العاد لاحصاه، وكان يعيد الكلمة ثلاثا أو اكثر من ثلاث عند الحاجة كيما تحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: " هلك المتنطعون " قالها ثلاثا، قال: " الا انتئكم باكبر الكبائر - ثلاثا - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " الاشراك بالله، وعقوق الوالدين، الا وقول الزور وشهادة الزور - وكان متكئا فجلس - فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت "
[ 40 ]
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كانه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: " بعثث انا والساعة كهاتين - ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى - ويقول: اما بعد فان خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد، وشر الامور محدثاثها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " ثم يقول: " انا اولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلاهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فالى وعلي " ومن وسائل ايضحه صلى الله عليه وسلم انه كان يضرب لهم الامثال ارائعة التي تجلي لهم المعاني. ضرب لاصحابه المثل في صورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطر إهمالهما فقال: " مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها وكان الذي في اسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا، لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فان تركوهم وما ارادو اهلكوا جميعا، وان اخذوا على ايديهم نجوا جميعا "
[ 41 ]
ومن وسائل ايضاحه صلى الله عليه وسلم اسولته التي كان يلقيها على اصحابه، وماخذ مثالا واحدا من ذلك: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتدرون من المفلس " ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع، فقال: " ان المفلس من امتي من ياتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، وياتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، واكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا نت حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسانة قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه قم طرح في النار " وكان صلى الله عليه وسلم يستعين بالرسم في توضيح المعاني وتقريبها الى الاذهان - رغم انه كان اميا لا يقرا ولا يكتب ولم يتعلم الهندسة ولا غيرها. روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود - رضى الله عنه - قال: " خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط وسطه خطا، وخط خطوطا الى جنب الخط - أي الذي في الوسط - وخط خطا خارجا فقال: اتدرون ما هذا " قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: " هذا الانسان يريد الخط الذي في الوسط - وهذا الاجل محيط به - يريد الخط المربع وهذه الاعراض تنهش - يشير الى الخطوط التي حوله - ان أخطا، هذا نهشه هذا، وهذا الامل - يعني الخط الخارج. ومن سياسته الحكمية في التربية والتعلين انه كان ينتهر فرصة الخطا ليصحح لهم الفكرة في حينها. من ذلك ما يقصه علينا سيدنا: انس - رضى الله عنه - قال: جاء ثلاثة دهط الى بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسالون عن عبادته، فلما اخبروا كأنهم تقالوه، وقالوا: اين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ قال احدهم: اما انا فاصلي الليل ابدا وقال الاخر: وانا اصوم الدهر ابدا، وقال الاخر: وانا اعتزل النساء قلا اتزوج ابدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: " انتم الذين قلتم كذا وكذا ! ! ! والله اني لاخشاكم لله واتقاكم لله، ولكني اصوم وافطر، واصلي وارقد، واتزوج النساء، فمن رعب عن سنتي فليس مني "
[ 42 ]
وكان من وسائل ايضاحه صلى الله عليه وسلم تمثيله بالعمل ويقول: " صلوا كما رأيتموني اصلي " ويجح ويقول: " خذوا عني مناسككم " ويشير باصبعة السبابة والوسطي ويقول: " بعثت انا والساعة كهاتين " العامل الحادي عشر الترغيب والترهيب اللذان يفيض بهما بحر الكتاب والسنة، ولا ريب ان غريزة حب الانسان لنفسه كدفعه الى ان يحقق لها كل خير وان يحميها من كل شر، سواء ما كان فيهما من عاجل أو آجل، ومن هنا تحرص النفوس الموفقة فلى وعي هداية القرآن وهدى الرسول، وتعمل جاهدة على آن تحفظ منها ما وسعها الامكان ولسنا بحاجة ان نلتمس شواهد الترغيب والترهيب من الكتاب والسنة، فمددها فياض باوفى ما عرف العلم من ضروب الترغيب والترهيب، وفنون الوعد والوعيد، واساليب التبشير الانذار، على وجوه مختلفة، واعتبارات متنوعة عي العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق على سواء وهذا نموذج من ترغيبات القرآن وترهيباته على سيبل التذكرة، والذكرى تنفع المؤمنين يقول الله تعالى: (وقالوا ائذا ضللنا فز الارض ائنا لفي خلق حديد بل هم بلقاء ربهم كافرون. قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون. ولو ترى إذ المجرمون
[ 43 ]
ناكسوا رءويهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون. ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملان جهنم من الجنة والناس اجمعين. فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعلمون انما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. اما الذين آمنوا وعملو الصالحات فلهم جناب الماوى نزلا بما كانوا يعملون. واما الذين فسقوا فماواهم النار كلما ادروا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون. ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون. ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين منتقمون). فانظر بعين البصيرة في هذه الاساليب، والقران ملئ كله من هذه الانوار على هذا الغرار. ولا تحسبن السنة النبوية إلا بحرا متلاطم الامواج في هذا الباب، وهاك نموذجا بل نماذج منها. ها هو صلى الله عليه وسلم يبشر واصل رحمه بسعة الرزق والبركة في العمر فيقول: " من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسا له في اثره فليصل رحمه ". وها هو صلى الله عليه وسلم يتحدث بالوعد لمن جعل الاخر همه، وبالوعيد لمن جعل الدنيا همه فيقول: " من كانت الاخرة همه. جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمه، ومن كانت الدنيا همه جعل الله الفقر بين عيينه، وفرق الله عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".
[ 44 ]
وها هو صلى الله عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال فيقول: " ضمن الله لمن خرح في سبيل الله، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلى، وايمان بى، وتصديق برسلى، فهو على ضامن ان أدخله الجنة أو أرجعه الى سكنه الذى خرج منه نائلا ما نال من ار أو غنيمة، والذى نفس محمد بيده، مامن كلم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة كهيئتة يوم كلم، لونه لن الدم، وريحه ريح مسك، والذى نفس محمد بيده، لولا ان اشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله عزوجل ابدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني ويشق عليهم أن يختلوا عنى، والذى نفس محمد بيده لودت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ". أنت ترى في هذه الكلمات النبوية قوة هائلة محولة تجعلها مائلة في الاذهان كما تجعل النفوس رخيصة هينة في سبيل الدفاع عن الدين والاوطان، حتى لقد كان الرجل يستمع إلى هذه المرغبات والمشوقات وهو يأكل، فما يصبر حتى يتم طعامه، بل يرمى بما في يده، ويقوم فيجاهد متشوقا إلى الموت، متهلفا على أن يستشهد في سبيل الله. العامل الثاني عشر اهتداء الصحابة - رضوان الله عليهم - بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله صلى عليه وسلم يحلون ما فيهما من جلال، ويحرمون ما فيهما من حرام، ويتبعون ما جاء فيهما من نصح ورشد. ويتعهدون ظواهرهم وبواطنهم بالتربية والادب الاسلامية دستور هم القرآن، وإمامهم الرسول عليه الصلاة والسلام. وما من شك أن العمل بالعلم يقرره في النفس أبلغ تقرير وينقشه في صحيفة الفكر أثبت نقش، على نحو ما هو معروف في فن التربية وعلم النفس، من أن التطبيق يؤيد المعارف والامثلة تقيد القواعد، ولا تطبيق أبلغ من العمل، ولا مثال أمثل من التباع، خصوصا المعارف الدينية، فأنها تزكو بتفيدها، وتزيد باتباعها. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) أي هداية ونورا تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الرشد والغي كما جاء في بعض وجوه التفسير.
[ 45 ]
وذلك أن المجاهدة تؤدى إلى المشاهدة، والعناية بطهارة القلب وتزكية النفس تفجر الحكمة في قلب العبد، قال الغزالي: أما الكتب والتعليم فلا بذلك - أي بالحكمة تتفجر في القلب بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعد إنما تتفتح بالمجاهدة ومراقبة الاعمال الظاهرة والباطنة، والجلوس مع الله عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة، والنقطاع إلى الله عز وجل عما سواه فذلك مفتاح الافهام ومنبع الكشف فكم من متعلم طال تعلمه ولم يقدر على مجازاة مسموعة بكلمة وكم من مقتصر على المهم في التعليم، ومتوفر على العمل ومراقبة القلب، فتح الله عليه من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوى الالباب، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم ". العامل الثالث عشر: وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم يحفظهم الكتاب والسنة ويعلمهم ما لم يتعلموه، ويفقههم في أمور دينهم. قال الشيخ الزرقاني: " ولا ريب أن هذا عامل مهم ييسر لهم الحفظ ويهون عليهم الاستظهار... " عوامل خاصة بالقرآن الكريم: وهذه العوامل - الخاصة توافرت في حفظ الصحابة للقرآن الكريم دون السنة النبوية المطهرة. أولها: تحدى القرآن للعرب بل لكافة الخلق. قال تعالى (فليأتوا بحديث مثله)، ولما عجزوا قال: (فاتوا بعشر سور مثله)، ولما عجزوا قال: (فاتوا بسورة من مثله)، ولما عجزوا سجل عليهم هزيمتهم واعلن اعجاز القرآن فقال عز اسمه: (قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) ثانيها: عنايته صلى الله عليه وسلم بكتابة القران فيما تيسر من ادواب الكتابة، إذ اتخذ كتابا للوحي من
[ 46 ]
اصحابه، واقرا كل من بكتب القران لنفسه في الوقت النهى فيه عن كتابة السنة ففي الحديث " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني شيئا غير القران فليمحه " ثالثها: تشريع قراءة القرآن في الصلاة، فرضا كانت أو نفلا، وسرا أو جهرا.. وتلك وسيلة فعالة جعلت الصحابة يقرؤونه ويسمعونه ويحفظوته. رابعها: الترغيب في تلاوة القرآن في كل وقت، واقرا قوله تعالى: (ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقول مما رزقناهم يرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الذى يقرأ القرآن، وهو ماهر به مع السقرة الكرام البررة والذي يقرأ القران وهو يتتعتع فيه، وهو عليه شاق له اجران " وغير هذا الكثير والكثير مما حفل به القرآن والسنة. فهل يعقل ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتواقون لحظة بعد سماع ذلك عن قراءة القرآن ؟ ! ! خامسها: عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم القران واداعته ونشره إذ كان يقرؤه على الناس على مكث كما أمره الله.. وكان يرسل بعثات القراء الى كل بلد يعلمون اهلها كتاب الله... قال عباده بن الصامت: كان الرجل إذا هاجر دفعه النبي صلى الله عليه وسلم الى رجل منا يعلمه القران. سادسها: القداسة التي امتاز بها كتاب الله عن كل ما سواه.. تلك القراسة التي تلفت الانظار إليه، وتخلع همم المؤمنين به عليه، فيحيطون به علما، ويخضعون لتعاليمه عملا.. قال الشيخ الزرقاني: " ونحن نتحدي امم العالم بهذه الدواعي التي توفرات في الصحابة حتى نقلوا الكتاب السنة وتوتر عنهم ذلك خصوصا القرآن الكريم. اولئك ابائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع (الطويل): غمرهم الله برجمته ورضوانه... آمين.
[ 47 ]
ثانيا: عوامل تثبت الصحابة في الكتاب والسنة بعد ان القينا الضوء على عوامل حفظ الصحابة للكتاب والسنة نعرج على بيان عوامل تثبتهم - رضوان الله عليهم - فيهما. قال الشيخ الزرقاني: " اان الناظر في تارسخ الصحابة يروعه ما يعرفه عنه في تثبهم اكثر مما يروعه عنهم في حفظهم، لان التثبت فضليه ترجع الى الامانة الكاملة والعقل الناضج من ناحية، ثم هو في في الصحابة بلغ القمة من ناحية أخرى ولهذا التثبت النادر في دقته واستقصائه بواعث ودواع أو اسباب وعوامل اليك بيانها: العامل الاول امر الله تعالى في محكم كتابة باتثبت والتحري، وحذر من الطيش والتسرع فقال: (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وكذلك نهى الله عن اتباع ما لا دليل له فقال: (ولا تقف ما ليس بك به علم ان السمع والبصر الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا) وقد عاب القرآن على من يأخذون بالظن فقال جل شأنه: (ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا) وكان الصحابة هم المخاطبين بهذه التعاليم والمشافهين بها فلا ريب ان تكون تلك الاداب الاسلامية من أهم العوامل فمن تثبتهم وحذرهم فيما يتصل بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وبعيد كل البعد ان يكونوا قد أهملوا هذا النصح السامي وهم خير طبقة أخرجت للناس. العامل الثاني: الترهيب الشديد، والتهديد والوعيد لمن يكذب على الله أو يفتري عل رسوله صلى الله عليه وسلم قال عز اسمه: (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال اوحى الي ولم يوح إليه شئ، ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) ولاليات في هذا الشان كثيرة. ونقرأ في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار " وهو حديث مشهور، بل متوتر، ورد انه قد رواه اثنان وستون صحابيا منهم العشرة المبشرون بالجنة، والسنة ايضا مليئة بأحاديث من هذا النوع.
[ 48 ]
فهل يستبيح عاقل منصف ان يقول: ام الصحابة الذين سمعوا هذه النصائح وتلك الزاواجر يقدموت على كاذب في القرآن والسنة أو يقصرون في التثبت والتحري والاحتياط.. ؟ ! ! العوامل الثالث: امر الاسلام لهم بالصدق ونهاهم عن الكذب اطلاقا فقال: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ففي هذا اشارة الي ان الصدق من مقتضيات الاسمان، ويفهم منه ان الكذب سبيل الكفر والطغيان وقد صرح الله سبحانه بذلك في قوله: (انما يعتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون.) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم باصدق فانه من البر وهما في الجنة، واياكم والكذب فانه من الجور وهما في النار " وفي الكتاب والسنة اضعاف اضعف مت دكر في الموضوع فهل بعد ذلك ترضى هذه الطبقة - الصحابة - ان تركب راسها وتنكص على اعقابها فتكذب على الله ورسوله أو لا تتحرى الصدق في تاب الله وسنة رسوله ! ! ذلك شطط بعيد لا يجئز الا على عقول المغفلين العامل الرابع: ان الصحابة - دضوان الله عليهم - كانوا مغرمين باتفقه والتعلم مولعين بالبحث والتنقيب، مشغوفين بكلام الله وكلام رسوله روى البخاري ومسلم ان ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرا علي القرآن " قلت: يا رسول الله اقرا عليك وعليك انزل ؟ قال
[ 49 ]
" اني احب ان اسمعه من غيري " فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت الى هذه الاية " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال: " حسبك الان " فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. وكذلك كان الصحابة همتهم ان يقرؤوأ القرآن ويستموه روى الشيخان عن ابي موسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اني لاعرف اصوات رفقة الاشعريين بالليل حين يدهلون، واعرق منازلهم من اصواتهم بالقران بالليل، وان كنت لم ار منازلهم حين نزلوا بالنهار ". اليس هذا الولوع بالكتاب والسنة من دواعي تثبتهم فيهما كما هو من دواعي حفظهم لهما، لان اشتهاز الشئ وذيوعه ولين الالسنة به يجعله من الوضوح والطخور بحيث لا يشوبه لبس ولا يخالطه زيف، ولا يقبل فيه دخيل. العامل الخامس: يسر الوسائل لدى الصحابة الى ان يتثبتوا، وسهولة الوصول عليهم الى ان يقفوا على جلية الامر، فيما استغلق عليهم معرفته من الكتاب والسنة، وذلك لمعاصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصلون به في حياته، فيشفي صدورهم من الريبة والشك، ويريح قلوبهم بما يشع عليهم من أنوار العلم وحقائق اليقين. اما بعد غروب شمس النبوة، وانتقاله صلى الله عليه وسلم الى جوار ربه، فقد كان من السهل عليهم ايضا ان يتصلوا بمن سمعوا باذانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والسامعون يومئذ عدد كثير وجم غفير، يساكنونهم في بلدهم، ويجالسونهم في نواديهم قان شك احدهم في آية من كتاب الله تعالى، أو خبر عن رسول الله امكنه التثبت من عشرات سواه دون عنت ولا عسر. العامل السادس: الشجاعة الفطرية للاصحاب، والصراحة الطبيعية لهم، حتى لقد كان الرجل منهم يقف في وسط الجمهور يرد على أمير المؤمنين وهو يلقي خطاب عرشة ردا قويا صريحا
[ 50 ]
خشنا، بل كانت المرأة تقف في سترة المسجد الجامع فتقاطع خليفة المسلمين وهو يخطب، وتعارض راية برايها، وتقرع حجته بحجتها فيها تعتقد انه اخطا فيه شاكلة الصواب فهل يرضى العقل والمنطق ان تجرح هده الامة الصريحة القوية وتتهم بالكذب أو بالسكوت على الكذب في كلام الله، وفي سنة رسول الله ؟ ! ثم الا يحملهم هذا الخلق المشرق فيهم على كمال التثبت ودقة التحري في كتاب الله وسنة رسولا لله ؟ ! العامل السابع: تكافل الصحابة تكافلا اجتماعيا فرضع الاسلام عليهم. لقد كان كل واحد منهم يعتقد انه عضو في جسم الجماعة، عليه ان يتعاون هو والمجموع في المحافظة علس الملة، ويعتقد انه لبنة في بناء الجماعة، عليه ان يعمل على سلامتها من الدغل والزغل والافتراء، والكذب خصوصا في أثل التشريع الاول وهو القرآن واصله الصاني وهو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام. واقرا آيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقرر ذلك التكافل الاجتماعي الاسلامي بيت آحاد الامة بما لا يدع مجالا لمفتر على الله، ولا يترك حيلة لحاطب ليل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى: " ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر اولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلقو من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) الى ان قال جل ذكره: (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وهكذا قدم الله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الايمان بالله، تنويها بجلالتهما، وحثا على التمسك بحبلهما، وإشارة الى ان الايمان بالله لا يصان ولا يكون الا بهما. واما السنة فيقول صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لتامرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن ان يبعث الله عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ".
[ 51 ]
فهل بعد هذا كله يعقل ان يعبث الصحابة، أو يقرون من يعبث بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. العامل الثامن: تعويدهم الصدق وترويضهم عليه عملا، كما ارشدا إليه وادبوا به فيما سمعوا علما والتربية غير التعليم، والعلم غير العمل، ونجاح الفرد والامة مرهون بمقدار ما ينهلان من رحيق التربية، وما يقطفان من ثمرات الرياضة النفسية والقوانين الخلقية، واما العلم وحده فقد يكون سلاح شقاء، ونذير فناء، كما نرى ونسمع ولقد ادرك الاسلام هذه الناحية الجليلة في بناء الامم فاعارها كل اهتمام، وعني باتنفيذ والعمل اكثد مما عني بالعلم والكلام. انظر الى قول الرسول صل يا لله عليه وسلم لمن يدرسون العلم في مسجد قباء " تعلموا ما شئتم ان تعلموا فان ياجركم الله حتى تعلموا " ولقد مر بنا قبل ذلك الحديث عن الكذب، وهو انواع، وشرع الله عقوبة من اشنع العقوبات لمن اقترف نوعا منه وهو الخوض في الاعراض، وتكل العقوبة هي حد القذف الذي يقول الحق جل شانه فيه: (والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده ولا تقلبوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون) افبعد هذه التربية العالية يصح ان يقال: ان الصحابة يكذبون على الله ورسوله، ولا يتثبون، الا ان هؤلاء من افكهم ليهربون بما لا يعرفون، ويسرفون في تجريح الفضلاء واتهام الابرياء ولا يستحون، فويل لهم من يوهم الذي يوعدون العامل التاسع: القدوة الصالحة، والا سوة الحسنة، التي كانوا يجدونها في رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ماثله كاملة، جذابة اخاذه، ولا شك ان القدوة الصالحد خير عامل من عوامل التعليم والتربية والتاديب والتهذيب. ولم يعرف التاريخ ولن يعرف قدوه اسمي ولا اسوة اعلى ولا امامة اسنى من محمد صلى الله عليه وسلم في كافة معناه الكمال البشري، خصوصا خلقه الرضي، وادبه السني، ولا سيما صدقة وامانته وتحرية ودقته.
[ 52 ]
وكانت هذه الفضائل المشرقة فيه، من بواعث ايمان المنصفين من اهل الجاهلية به، ولقد اضطر ان يشهد له بها اعداؤه الالداء، كما آم ن بها اتباعه الاوفياء ومما يذكر بالاعجاب والفخر لبني الاسلام انه صلى الله عليه وسلم عرض الاسلام على بني عامر بن صعصعة، وذلك قبل الهجرة، وقيل ان تقوم للدين شوكة، فقال كبيرهم: ارايت ان نحن تابعناك على امرك، ثم اظهرك الله على من خالفك ايكون لنا الامر من بعدك، فاجابه صلى الله عليه وسلم بتلك الكلمة الحكمية الخالدة: " الامر لله يضعه حيث يشاء " فقال له كبيرهم: افتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا اظهرك الله كان الامر لغيرنا لا حاجة لنا بامرك. وهما تتجلى سياسة الاسلام، وانها سياسة صريحة مكشوفة، رشيدة، شريفة لا تعرف الالتواء والكذب والتضليل كما تتجلى صراحة في نبي الاسلام وصدق نبي الاسلام، وشرف نبي الاسلام، عليه الصلاة والسلام. العامل العاشر: سمو تربية الصحابة على فضائل الاسلام كلها، وكمال تأدبهم باداب هذا الدين الحنيف وشدة خوفهم من الله، وصفاء نفوسهم الى حد لا يتفق والكذب، خصوصا الكذب على الله تعالى، والتجني على افضل الخليفة صلوات الله وسلامه عليه. وإذا استعرضنا تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم نشاهد العجل من عظمة تأديب الاسلام لهم، وتربية اياهم تربية سامية جعلتهم اشباه الملائكة يمشون على الارض لا سيما ناحية الصدق والامانة، والتثبت والتحري والاحتياط، وذلك من كثرة ما قرر القرآن فيهم هذه الفضائل. ومن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بهم علما وعملا ومراقبة حتى اصبحوا بنعمة من الله وفضل منطبعة قلوبهم على هذه الجلاول متشبعة نفوسهم بمبادئ الشرف والنبل تابي عليهم كرامتهم ان يقاربوا الكذب أو يقارفوا التهجم لا سيما التهجم على مقام الكتاب العزيز وكلام اصحاب الرسالة صلى الله عليه وسلم. قالت عاوشة رضي الله عنها " ما كان خلق اشد على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من اصحابه على الكذب فما ينجلى من صدره حتى يعلم انه احدث توبة لله عزوجل "
[ 53 ]
الصحابة والفقه الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسالون عما بقع لهم من الحوادث، وحكم الله فيها يتوجهون بالسؤال الى النبي صلى الله عليه وسلم فيفتبهم تارة بالاية أو الايات ينزل الوحي بها عليه وتارة عندما لا سيعفه الوحي يفتيهم باجتهاده. وعندما لا يتيسر لهم سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم يسال الصحابة بعضهم بعضا فيما يعن لهم من امور وما يشكل عليهم من حوادث، علة يعرف في الواقعة حكما لم يعرفه، فهم ليسوا سواء في العلم والفقه، فقد كان علم التيمم عند عمار وغيره ولم يعلمه عمر، وكان حكم المسح عند علي وحذيفة ولم تعلم عائشة وابن عمر وابو هريرة. والناس في البلاد البعيدة عن المدينة يسالون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يعرض لهم من امور. وبعد ان الحق النبي صلى الله عليه وسلم بارفيق الاعلى، وانتقلت السلطة التشريعية الى الخلفاء الراشدين والى كبار الصحابة من بعده، بذا الفقه يظهر بوضوح: وياخذ في الظهور شيئا فشيئا، ذلك ان الفتوحات الاسلامية انتشرت وامتدت رقعة البلاد شرقا وغربا، وانتقل الى هذه البلاد المفتوحة الصحابة يحكمون ويقضون، ويفتون على وفق ما يفهمون من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسعفهم فيما يسألون عنه أعملوا رأيهم واجتهدوا وحاولوا الوصول إلى حكم الله في المسائل التي تعرض عليهم ملبين رغبات الناس وأهل البلاد المفتوحة، واتسعت صدورهم ولم يتقيدوا بقيود في المصلحة الواجب مراعاتها، وقبلوا مت غير تفكر ويل الامور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد ضدها اعتراض دينى أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، وبهذا كان اجتهادهم فسيحا متسعا لحاجات الناس ومصالحهم، وكانت حرية هذا الاجتهاد كفيلة بالتقنين والتشريع لكل معاملاتهم وحاجانهم، ومن هنا اخذ الفقه يتطور حثيثا، ويخطو خطوات سريعة نحو التقدم والازدهار.
[ 54 ]
كان عصر الخلفاء الراشدين، وعصر كبار الصحابة عصرا يحمل طابع التقوى والصلاح والتمسك بروح الدين والفضيلة التى عرفها من الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا العصر الذى امتاز بالهدوء والنظام، ولم تختلف فيه وجهات النظر كثيرا في الحكم بين الامة وحكامها، وكان عصر انتصار يقود من نصر الى نصر، ومن فتح الى فتح، واتسعت به رقعة البلاد الاسلامية وامتدت اطرافها ونعم الناس فيه بنعمة الدين والدنيا. ومن هذا يتضح ان الصحابة رضوان الله عليهم تفرقوا في البلاد المفتوحة حااكمين ومعلمين حراسا ومرابطين قضاة ومفتين، واثر بعضهم البقاء في المدينة كزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، ففي مكة كان عبد الله بن عباس، وذهب الى الكوفة عبد الله بن مسعود، والى مصر عبد الله بن عمرو بن العاص، والى الشام معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وابو الدراداء، الى البصرة أبو موسى الاشعري، وانس بن مالك، وكانت الامصار متعطشة الى معرفة تعاليم الدين الاسلامي الذي بزغ نوره منذ فجر قريب، فاقبل اهل كل مصر على من نزل بهم من الصحابة يغترقون من بحورهم ويستفتونهم ويتعلمون منهم، واكتفى كل مصر بما عنده ووثقوا به لقلة الاتصال وصعوبة المواصلات. ولم يكن الصحالة جميعا في العلم والفهم ومعرف ء احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم سواء، فمنهم من لازم النبي صلى الله عليه وسلم مدة طويلة، فسمع من الحديث اكثر من غيره ومنهم من لازمة الغزوات والاسفار، ومنهم من لم يظفر بذلك وقد كان لهؤلاء الصحابة آثارهم الخاصة في البالد التي استوطنوها أو نزلوا بها مما تركوا فيها من ثزوة تشريعية كبيرة، وبما كان لهم فيها من تلاميذ اخذوا عنهم علمهم وفقههم وخلفوهم في التشريع وافتاء الناس وقاموا بما كان يقوم به اساتذتهم من الصحابة، وذلك هم التابعون كسعيد بن المسيب بالمداينة ومجاهد وعطاء بن ابي رباح بمكة وابراهيم النخعي بالكوفة وابن سيرين والحسن البصري بالبصرة ومكحول وعمر بن عبد العزيز، وابي ادريس الخولاني بالشام وطاوس باليمن، ويزيد بن حبيب بمصر. وتبعا لشخصيات الصحابة ومناحيهم في التشريع وتبعا لشخصيات تلامذتهم الذين ترسموا خطاهم، ونظرا لاختلاف عادات البلاد وتقاليدها واختلاف معيشتها واحوالها الاجتماعية، والاقتصادية اخذت تبرز الخلافات التشريعية في الامصار المختلفة، وبرات تتكون المدارس الفقهية في هذه الامصار وتظهر آثارهم واضحة جلية. وفي مقدمة هذه المدارس ومكان الصدارة منها كانت تقوم مدرسة المدينة ومدرسة الكوفة، وبعبارة اخرى مدرسة الحجاز، ومدرسة العراق، نظرا لما تركتاه من آثار تشريعية
[ 55 ]
كبيرة، وبما تميزت به كل واحدة عن الخرى من سمات ظاهرة كانت علما عليها، وكانت المنافسة بين هاتين المدرستين حامية الوطيس، كل تعيب على الاخرى مسلكها في التشريع، وكان لكل منها رجالها واعلامها المبرزون. مدرسة المدينة كان لمدرسة المدينة في العصر الاول للاسلام المكانة المرموقة إذ كانت الجامعة التي يقصيدها طلاب الفقه والحديث الراغبون في العلم والمعرفة، لانها دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والبلد الذي نزل فيها الوحي وعاش فيها الصحابة رضوان الله عليهم اجمعون فضلا عن كونها العاصمة السياسية للدولة الاسلامية، ومركز الهلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكانت مجمع العلماء ومثوى الفقهاء، ودار الاتقياء والصالحين، وبقيت كذلك وقتا طويلا. وكان امام هذه المدرسة سعيد بن المسيب، يرى هو واصحابة ان اهل الحرمين اثبت الناس في الفقه، حيث الصحابة كقبرون والسنة متوافرة، فما وجدوه مجمعا عليه بين علماء المديند فانهم يتمسكون به، وما كان فيه اختلاف عندهم فانهم ياخذون باقواه وارجحه، واما بكثرة من ذهب إليه أو لموافقة لقياس جلي أو تخر صريح من الكتاب والسنة أو نحو ذلك، وإذا لم يجدوا فيما حفظوا منهم جواب المسالة، خرجوا من كلامهم وتتبعوا الايماء والاقتضاء فحصل لهم من ذلك مسائل كثيرة في كل باب من ابواب الفقه. اصول هذه المدرسة الصحابة الذين اثروا فيها هم: عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمر، وام المؤمنين عائشة، وعبد الله بن عباس. قال الشعبى: من سره ان ياخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقول عمر وقال مجاهد: إذا اختلف الناس في شئ فانظروا ما صنع عمر فخذوا به وقال ابن المسيب: ما العم احدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم من عمر بن الخطاب. وقال بعض التابعين: دفعت الى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه. واما عن زيد بن ثابت، فقد قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال للصحابة: " افرضكم زيد ". وقال الشعبى: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن.
[ 56 ]
وقال سليمان بن يسار: ما كان عمر ولا عصمان يقدمان على زيد احدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وبالجملة فقد كان واسع الاطلاع ضليعا في فهم تعاليم الاسلام له القدرة الفاوقة على استنباط الاحكام ذا راى فيما لم يرد فيه اثر. واما عن ابن عمر وابن عباس، فكان ميمون بن مهران يقول عنهما إذا ذكرا عنده: ابن عمر اورعهما، وابن عباس اعلمهما، وقال ايضا ما رايت افقه من ابن عمر ولا اعلم من ابن عباس وكان ابن سيرين يقول: اللهم ابقني ما ابقيت ابن عمر اقتدي به. وقال ابن الاثير: كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذه به نفسه. وقال الشعبى: كان جيد الحديث ولم يكن جيد الفقه، وقد حمله الورع على ان لا يكثر من الفتوى، ومن مذهبه في الفقه تفرع المدنيين ثم مالك واتباعه. وقال ابن عباس: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم علمه الحكمة "، وقال ايضا: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمح على ناصيتي، وقال: " اللهم علمه الحكمة وتاويل الكتاب " ولما مات ابن عباس قال محمد بن الحنفية: مات رباني هذه الامة وقال عبيدالله بن عبد الله بن عتبة: وما رايت احدا اعلم بالسنة ولا اتجلد رايا ولا اثقب نظرا حين ينظر مثل ابن عباس. وقال عطاء بم ابي رباح: ما رايت مجلسا اكرم من مجلس ابن عباس، اصحاب الفقه عنده، واصحاب القران عنده، واصحاب الشعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع. وقال ابن عباس: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسالني مع الاكابر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الاعمش: كان ابن عباس إذا رايته قلت: اجمل الناس، فإذا تكلم قلت: افصح الناس، فإذا حدث قلت: اعلم الناس. واما عائشة - رضى الله عنها - فكانت مقدمة في العلم والفرائض والاحكام والحلال والحرام وكان من الاخذين عنها الذين لا يكادون يتجاوزون قولها المتفقهون بها القاسم بن محمد بن ابي بكر ابن اخيها، وعروة بن الزبير ابن اختها اسماء قال مسروق، لقد رايت مشيخة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض. وقال عروة بن الزبير: ما جالست احدا قط كان اعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا اروي للشعر، ولا اعلم بفريضة ولا طب من عائشة.
[ 57 ]
الفقهاؤ السبعة بالمدينة عن على اشهر الروايات: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله بن عتيبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت. عبد الله بن عمر * - عبيدالله ابن عبد الله ابن عتيبة ابن مسعود 94 ه * - عروة بن الزبير بن العوام 94 ه * - القاسم بن محمد بن ابي بكر 106 ه * - سعيد ابن المسيب 94 * - سليمان ابن يسار 107 * - خارجة ابن زيد 100 ه * - أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام 94 ه * - وقد ذاعت شهرة هؤلاء الفقه ء حتى سمي عصرهم بعصر الفقهاء السبعة، وكان عملهم هو تأسيس الفقه الاسلامي، وصبغ الحياة كلها والعمل على نفادها باسرها على قواهد من الدين والاخلاق. مدرسة الكوفة وفي موازاة مدرسة المدينة، وفي النصف الثاني من القرن الخجري الاول كانت تقوم بالعراق مدرسة اخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة وتحاول جاهدة في افساح الطريق امام مبادثها، وقد كان لهذه المدرسة قيمة فقهية كبيرة وشهرة ذائعه حصلت عليها بفضل جهود فقائها الذين عملوا مخلصين في ارساء قواعدها، وكافحوا في سبيل اعلاء منارتها، وان كانت لم تصل الى مركز مدرسة المدينة وشهرتها، بل ولم تتبوا مركزها الممتاز الا في القرن الثاني الهجري بفضل جهود تلامذتها، وعلى الاخص في عصر وعلى يد ابي حنيفة النعمان واصحابه وتلامذته. مؤسس هذه المدرسة ومؤسس هذه الا مدرسة من الصحابة هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي من السابقين الى الاسلام، وممن شهدوا بدرا، واحد المبشرين بالجنة، اقرب الناس سمتا ودلا
[ 58 ]
وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال حذيفة وقاضيها، ومؤسس طريقتها، كان ينحو منحى عمر بن الخطاب - رضى الله تعالى عنه - وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد بالراى حيث لا نص من كتاب أو سنة وهو الذى يقول: لو سلك الناس واديا وشعبا وسلك عمر واديا وشعبا لسلك وادي عمرو شعبة، وكان لا يخالفه الا في القليل النادر، وكان ذلك القليل النادر اقرب الى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر - رضى الله عنه - عن الاعمش عن ابراهيم النخعي انه كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا ااجتمعا، فإذا اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه، لانه الطف، وقرأ القران فاحل حلاله وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم باسنة، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان - رضى الله عنه - وقدم آخر عمرة المدينة ومات بها في خلافة امير المؤمنين عثمان - رضى الله عنه - سنة 32. ه. تلاميذ هذه المدرسة واشهر تلاميذ هذه المدرسة من اصحاب عبد الله بن مسعود الذين اخذوا اقواله وتثقفوا بارائه هم هؤلاء القهاء الستة: علقمة بن قيس النخعي، والاسود بن يزيد النخعي، ومسروق ان الاجدع الهمداني، وعبيدة بن عمرو السلماني، وشريخ بن الحارث القاضي، والحارث الاعور. مدرسة الكوفة * - عبد الله بن مسعود * - شريح بن الحارث الكندي 87 ه * - الاسود بن يزيد النخعي 75 ه * - علقمة بن قيس النخعي 62 ه * - مسروق بن الاحدع الهمداني 63 ه * - عبيدة السلماني 72 ه * - الحارث الاعور 65 * - ابراهيم النخعي 95 ه * - عامر بن شراحيل الشعبى 104 ه * -
[ 59 ]
اصول مدرسة الكوفة كان أهل الكوفة يرون ان عبد الله بن مسعود واصحابه اثبت الناس في الفقه، واعتقدوا انهم في الدرجة العليا من التحقيق وكانت قلوبهم اميل شئ الى اصحابهم كما قال علقمة لمسروق: هل احد منهم اثبت من عبد الله ؟ وقال أبو حنيفة: ابراهيم افقه من سالم، ولولا فضل الصحبة لقلت علقمة افقه من ابن عمر، عبد الله هو عبد الله، وقد جمعوا من فتاوى ابن مسعود وقضايا علي وفتاواه وكل ما تيسر لهم جمعة، وصنعوا في آثارهم اصحابهم كما صنع اهل المدينة، وخرجوا كما خرج هؤلاة ولم يمن عندهم من الاحاديث والاثار ما يقدرون به على استنباط الفقه على الاصول التي اختارها اهل الحديث، ولم تنشرح صدورهم للنظر في اقوال علماء البلدان وجمعها، وكان عندهم من الفطانة والحدس وسرعة انتقال الذهن من شئ الى شئ مما يقدرون به على تخريج جواب المسائل على أقوال اصحابهم وكل ميسر، لما خلق له و " كل حزب بما اديهم فرحون، فمهدوا الفقه على قاعدة التخريج. مقارنة بين المدرستين كان طابع كلتا المدرستين فقهيا، غير ان مدرسة المدينة كانت تعتمد في الاستنباط الفقهي على النصوص لقيامها في المدينة تلك البلد التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون واكثر الصحابة، فالا حاديث فيها كثيرة والاثار متوافرة، قد توجهت هممهم وانشرحت صدورهم لجمع احاديث الرسول وآثار الخلفاء الراشدين والصحابة المقربين بها، فحصل لهم من ذلك الشئ الكثير اغناهم في كثير عن الستعمال الراي، فما من مسالة مسائل الا وجدوا فيها حديثا مرفوعا متصلا أو مرسلا أو موقوفا، صحيحا أو حسنا أو صالحا للاعتبار، أو وجدوا اثرا من آثار الخلفاء الراشدين والصحابة عندهم، وقلما تعرض مسالة ليس فيها نص من كتاب أو سنة أو اثر صحابي ولم يكن عندهم من العمران ما تتجه به المسائل وتتكاثر فالحياة بمناى عن المؤثرات الخارجية والاعراف الاخرى فهي لا زالت يدوية متكررة، ما يحدث اليوم قد حدث بالامس القريب أو البعيد، وان وقعت حادثة ليس لها سابقة وقلما يكون اعملوا رأيهم على نحو ما كان يفعل سلفهم من الصحابة مع مراعاة إقتضاء النص وايمائع، ولم يذهبوا بعيدا، فكانت بذلك اقرب الى السنن النبوية وإلى الحديث. وأما مدرسة الكوفة، فانها وان كانت تقليدية من حيث المبدا واعتمادها على الاحاديث والاثار المروية عن طريق الصحابة الذين عاشوا بينهم ووثقوا بهم الا ان الاحاديث
[ 60 ]
عندهم كانت قليلة، فقد روى أن عمر - رضى الله عنه - حينما يعث رهطا من الانصار إلى الكوفة نهاهم عن كثرة التحديث وقال لهم: إنكم تأتون قوما لهم أزير بالقرآن، فيأتونكم فيقولون: قدم أصحاب محمد، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلوا الرواية عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونظرا لشيوع الوضع في العراق من جانب الشيعة وغيرهم وتهيبهم من رواية الحديث كان بالتالى ذخيرة الاحاديث عندهم قليلة، ونظرا لان هذه المدرسة كانت تقوم في جو أوسع من جو التقليد المدني، فالحياة في العراق مزدحمة بالعمران والحضارات متشعبة من رومانية وفارسية والمسائل متشابكة كان لابد من استعمال الرأى كثيرا وكثيرا جدا، وكانوا لا يكرهون المسائل ولا يهابون الفتيا فخرجوا المسائل على أقوال أصحابهم وأفترضوا وأجابوا وساروا في هذا الاتجاه شوطا طويلا. والله الحمد والمنة.
[ 61 ]
جهود الخلفاء الراشدين في نشر الاسلام فان الله حين اختار نبيه محمد ا صلى الله عليه وسلم لتبليغ رسالته اختار له اصحابا على شاكلته، عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه، عاشوا تحت راية نبيهم سعداؤ، وماتوا صديقين أو شهداء، كان التوحيد مبداهم، والحب ديدنهم، والسلام طبيعتهم، والصلاة والصيام والصدقة وصلة الارحام منهجهم، ورضا الله غايتهم. ملؤوا الدنيا نورا، واشاعوا في الكون بهجة وسرورا، قادوا الانسانية الى ركب الحضارة المستنيرة، وارسوا قواعد الدين فلم يغيروا ولم يبدلوا، حبب الله إليهم الايمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان الولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمه. ولما ختار الله نبيه الى جواره بعد ان ترك الناس على الحجة البيضاء تألق في سماء الاسلام نجم كان الوزير الاول في حياته صلى الله عليه وسلم ثم صار الخليفة بعد مماته، ذلكم هو أبو بكر الصديق الذي سار على النهج المحمدى في غير تحريف ولا تبديل. فقضى على اول فتنة ظهرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في سقبفة بني ساعدة... تلك التي اثارها واشعل نارها سعد بن عبادة ومن اتبعه بالطاعة والاذعان، ثم توجه الى مانعي الزكاة فاعادهم بقوة باسه ورباطة جاشه الى ما كانوا عليه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وحارب المرتدين فعادوا الى جظيرة الاسلام صاغرين وانفذ جيش اسامة الى الروم، وكان قد جهزه الرسول الله صلى الله عليه وسلم للخرج إليهم، ولتاديب الغساسنة العرب الذين خجروا الجزيرة العربية، واستقروا في الشام، وواجه ادعيا النبوة من امثال مسيلمة الكذاب والاسود العنسي وطليحة الاسدي وسجاح التميمية وغيرهم فارتدوا خاسرين. ثم انطلق أبو بكر يرسل كتائب الايمان خارج الجزيرة العربية فز العراق والشام، ليكسر حاجز الخوف الذي استولي على نفوس العرب من بطس هاتيم الدولتين العظيمتين (الفرس والروم).
[ 62 ]
تم ذلك كله في غضون عامين مدة خلافة الصديق رضي الله عنه، ثم ورع الحياة راضيا مزضيا ليحتمل الراية من بعده الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذلك الذي وضع منهجا للدولة الاسلامية يحوي التنظيمات الادارية، فدون الدواوين كديوان العطاء، وديوان الجند، وديوان الاستيفاء، كما اوجد مصادر للدخل بما افاء الله على جيوشه من ثروات الدولة الفارسية والبيزنطية الى جانب الزكاة والخراج والجزية ونظم القضاء بصفة، ولم يكن هو وصاحبه في سلوكهما هذا على بدع من القول أو الفعل، وانما كان اقتداء بانبي الفدوة، والرسول الاسوة صلى الله عليه وسلم وحقق الفاروق قضية الشورى كما ارادها الله ورسوله في محكم التنزيل. وازادادت السياسة الخارجية في عهده رسوخا ووصوحا فتمت الفتوحات التي بدأت في عهد الصديق على يده بعد ان عدل الخطط الحربية، وغير القيادات، وفتحت دمشق، وتم الاستيلاء على بيت المقدس، وكانت الخاتمة الحسنى بفتح مصر في العام الثلاثين من الهجرة، ودخل الاقلاط في الاسلام افواجا بعد ان خلصهم عمرو بن العاص وجنوده من اضطهاد الرومان وتعسفهم. ثم كان عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد الستشهاد الفروق عمر بن الخطاب، وانكسر الباب، وخرجت الفتنة تطل براسها من جحرها، فظنوا حلم عثمان ضعفا، وما كان الا رجلا حييا ستيرا تستحي منه ملائكة الرحمن. انظر إليه حين تولى هذا الامر، تجده امام مهام تنوء بعصبة اولي قوة وقد حملها وحده. فها هو معارية يتربع على عرش الشام ويدين له اهلها بالطاعة العمياء فلم يشأ أن ينقض بناء ارسى قواعده من سبقه، وهذه اساليب الدهاء والمكر والخداع تتحيط يه من كل مكان حتى اضطر للاستعانة باهل الثقة من اقاربه بعد ان فقدها فيمن حوله. ومع ذلك فان الامبراطورية التي امتدت في عهد امير المؤمنين عمر من اقصى فارس شرقا، الى حدود برقة وطرابلس غربا، ومن بحر قزوين شمالا الى بالاد النوبة جنوبا، لم تتوقف في عهد ذي النورين عثمان بن عفان حيث اجتازت جيوشة ارض فارس حتى وصلت الى طبرستان شرقا، والى بلاد خراسان، كما تكونت اول قوة بحرية لصد عدوان الاساطيل البيزنطية على سواحل مصر الشام، فانظم جزء آخر من بلا د النوبة في الجنوب وانضمت لها بلاد ارمينية، ودخلت البحرية الاسلامية جزيرة " قبرص " وما أمر واقعة " ذات الصواري "
[ 63 ]
ببعيد حيث كان النصر فيها ايذانا بتفوق المسلمين على دول البحر المتوسط. وانتقل الخليفة عثمان الى جوار ربه متوجا بالشهادة وهو يقرا القرآن على اثر فتنة تبناها عبد الله بن سبا اليهودي، أشعل نارها في سائرها الولايات الاسلامية بما تحمل من شائعات كاذبة وانتقصات باطلة تقلل من شان الخليقة الراحل، وكانت هذه الفتنة اليهودية شببا في الهرج والمرج والقليل والقال مما واجهه الامام علي بن ابي طالب في بداية خلافته، وان شئت قلت في بداية محنته، فقد كان يمسك بزمام الامور في عهد عثمان الشهيد بعض الولاة غير الاكفاء، ومنهم متطلع الى الخلافة نفسها، أو نطالب بدم عثمان بدعوى انه ولي دمه. باختصار كان علي بن ابي طالب في موقف لا يحسد عليه، فاراد ان يؤمن الدولة من الداخل بعزل بعض الولاة، وتولية آخرين ممن يراهم اهلا للمهمة الخطيرة في المرحلة القاومة، فلم يلق الا العصيان والتمرد والخروج عليه مما عطل مسيرة الحكم الراشد الذي أرادة لهذه الامة. وبينما علي يفكر في امر معاوية إذا باخبار تصلة بخروج طلحة والزبير في صحبة ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، واستمر اليهودي المتآمر عبد الله بن سبا ليعلن ان الثوار قد خرجوا لمهاجمة علي وراع عليا ما كان من خروج ام المؤمنين قي صحبة هؤلاء، ولكن سرعان ما هدأ حيم علم انها جاءت للصلح بين اولادها المتنازعين باعتبارها اما للمؤمنين، وقال علي: لا باس. انها امنا وزوجه نبينا، ولكن زعيم الفتنة اليهودي خشي افتضاح امره وتسليمة ليد العدالة فاجتمع باتباعه، وقال لهم: يا قوم ان عزكم من خلطة الناس فصانعوهم تملقوهم، وإذا التقي الطرفان المتنازعان غدا فانشبوا القتال ولا تفرعوهم للنظر والجلوس على مائدة الصلح صلح وبات الجميع على الصلح، وبات ابن سبا وانصاره (قتله عثمان الحقيقون) بشر ليلة حتى إذا اصبح الصباح نشبوا القتال، وظن اصحاب ام المؤمنين ان عليا قد بدا القتاب بينما تعجب علي مما راي من تغيير النية فنادي طلحة قائلا. - يا طلحة جئت بعرس ريول الله تقاتل بها، وقد خبات عرسك في بيتك ؟ ماذا انت سانع يوم القيامة حين يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم جئت بزوجتي الي هذه الارض ؟ فاحس طلحة بعظم ما ارتكب فادار وجهه وقفل راجعا، ولكن لم يفلت من القتل على يد احد ارباب، وحرص ابن سبا على قتل ام المؤمنين، فهاجم هو وجنوده الهوج الذي يحملها على جملها ولكن عليا عاجل بضربة عقربة واوقعت الهودج قبل ان يتمكن منه دعاة
[ 64 ]
الفتنة واعاد ام المؤمنين الى بيتها في حماية اربعين حارسا اوصلوها سالمة ولم يكن هؤلاء الجنود الا نساء من فتيات قريش تزيوا بزي الرجال مراعاة لحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على رأسهم اخوها محمد بن ابي بكر، فلما الكتشفت ام المؤمنين ذلك اطرافت براسها قائله: لقد ابى أبو الحسم الا ان يكون عليا. وبعد شهر من هذه الواقعة بدا يوم صفين مكشرا ان انيابه، وكانت نهاية هذه الموقعة اسوا من بدايتها فقد انتهت بخدعة التحكيم المشهورة، اما الخوارج فقد حكموا على الامام علي بالكفر وقتله احدهم وهو عبد الرحمن بن ملجم الذي الحقه الله بعاقر ناقة ثمود في النار بجريمته النكراء وفعلته الشنعاء. وتولى الخلافة بعده ابنه الحسن بن علي الذي ما لبث ان ئرعها غير آسف عليها تاركا اعباءها لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه الذي لم تصح له الخلافة الا بعد تنازل الحسن عنها له، وكان قد اخذ البيعة من اهل الحل والعقد كما بويع لابيه الامام علي من قبل وصدقت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخبر به عن الحسن حيث قال: " ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " وهكذا اصبحت الخلافة ملكا عضوضا على يد معاوية الذي ورثها لابنه اليزيد، واجبر الناس على بيعته في حياته لا ينازعه في ملكة منازع من بعده ولسنا نقول بان الخبر الذي قاله النبي لى الله عليه وسلم عن الملك العضوض حين يفيد انتقاصا من قدر الملوك فانه غالبا ما يكون فيهم الحزم والكياسة الس جانب الشدة والعنف، وها هو داود وابنه سليمان كانا رسولين ملكين، وكان الملك والجاه والسلطان خير السند لرسالتهما، كما كانت ملكة سبا من خير ملكات العالم بما اوتيت من الحكمة والرشاد حيث حكمت اليمن وقادت الجيوش الجرارة حتى إذا دعيت للاسلام قادت شعبها وجيشها الى دخول في طاعة سليمان قائله: " اسلمت مع سليمان لله رب العالمين " وهذه الارض يعيش عليها الان ملوك يقودون شعوبهم متجهين بهم الى السير في ركب الحضارة الانسانية بما أوتوا من الحنكة والتجربة وعرافة الاصل وسلامة الدين. هذا وما زالت اثار الصحابة والخلفاء قائمة بين دول الاسلام بما خلفوه من علم وفهم لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وستظل باقية حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين.
[ 65 ]
(أبو هريرة) المفترى عليه (رضي الله عنه) طعن ارباب الاهواء قديما وحديثا في ابي هريرة - رضى الله عنه ليتخفصوا من احاديثه التي تقف دون اهوائهم، وترد كيدهم. في نحورهم، سندهم في هذه المطاعن اما روايات مكذوبة أو ضعيفة، واما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها، بل تاولوها تأويلا باطلا يتفق واهواءهم، وانا لذكرون لك بعضا من هذه الطعون، والجواب عنها بايجاز ليكون ذلك نموجا يحتدي في الدفاع عن هذا الصحابي الجليل، فنقول وبالله التوفيق: (أ) - مما طعن به اهل الاهواء في صدق ابي هريرة - رضى الله عنه - " حديث الوعاءين " وهو ما رواه البخاري من باب " حفظ العلم " من كتاب " العلم " عن ابي هريرة قال: " حفظت من رسول الله صلى اله عليه وسلم وعاءين، فاما احدهما فبثثته واما الاخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " قالوا: عذا الحديث لو صح لترتب عليه ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد كتم شيئا من الوحى عن جميع الصحابة سوى ابي هريرة، وذلك لا يجوز باجماع المسلمين. والجواب: انه ليس في الحديث ما يفيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، وعلى تقدير انه اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، فليس فيه شئ من كتمان الوحي الذي المر الله رسوله ان يبلغه الناس. قال ابن كثير: " هذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به هو الحروب والفن والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال وما سقع ". ا ه. فالاخبار عن بعض الحروب والملاحم التي ستقع ليس مما يتوقف عليه شيي من اصول الدين أو فروعه، فيجوز للنبي صلى الله عليه وسلم ان يخص مثل هذا النوع من الوحي شخصا دون الاخر، أو فريقا دون فريق. (ب) - ومما اتخذ شبهة على صدق ابي هريرة في الحديث انه كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ادرك الصبح وهو جنب قلا يصم "، ويفتي به الناس فبلغ ذلك عائشة وام سلمة - رضي الله عنهما - فانكرتا عليه، وذكرتا " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من اهله ثم. يغتسل ويصوم "، فرجع الى حديثهما وقال: كذلك حدثنى الفضل بن العباس
[ 66 ]
واسامة بن زيد عنه صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين اعلم بمثل ذلك من الرجال. والجواب، ان ابا هريرة لم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما سمعه من الفضل واسامة عنه صلى الله عليه وسلم وهما من اهل الصدق والامانة، ولكن لما ترجح لديه حديث عائشة وام سلمة رجع إليه، وترك فتواه اتباعا للحق، واما حديث الفضل واسامة، فقد اجاب عنه العلماء باجوبه (منها): انه يعارض بما هو اقوي منه، فيترك العمل له الى الارجح. (ومنها): انه كان في مبدا فرض الصيام حين كان الاكل والشرب والجماع محرما بعد النوم، ثم اباح الله ذلك كله الى طلوع الفجر، فكان للمجامع ان يستمر الى طلوعه، فليزم ان يقع اغتساله بعد طلوع الفجر، فدل على ان جديث عائشة وام سلمة ناسخ لحديث الفضل واسامة، ولم يبلغهمت ولا ابا هريرة الناسخ، فاستمر أبو هريرة على القتيا به، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه. قال الحافظ ابن حجر: " وفيه فضيله لابي هريرة لاعترافه بالحق ورجوعه إليه ". (ج) - قالوا: روى أبو هريرة حديث: (لا عدوي ولا صفر ولا هامة)، فقال اعرابي: يا رسول الله، فما بال الابل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الاجرب فيجربها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فمن اعدى الاول " وروى ايضا حديث: " لا يوردون ممرض على مصح "، اي: صاحب ابل مريضة على صاحب ابل صحيحة مخالفا العدوى. قالوا: وبين الحديثين تناقض إذ الحديث الاول بنفي العدوى والثاني يثبتها، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بمثل عذا فدار الامر بين كذب ابي هريرة أو نسيانه في الرواية فان قلنا بكذبه ارتفعت الثقة بمروياته، وان قلنا بنسيانه ناقض حديث ضم الرداء وقوله فيه (فوالذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد)
[ 67 ]
والجواب، انه لا تناقض بين الحديثين، فحديث: " لا عدوى " معناه نفي ان تكون العدوى مؤثرة بذاتها دون إرادته تعالى. وحديث " لا يوردن ممرض على مصح " المقصود منه الا يودر صاحب الابل المريضة ابله على ابل صحيحة، لئلا تمرض فيتوهم الناس ان ذلك المرض جاء للابل الصحيحة من طريق العدوى بدون اذنه تعالى، ولك ان تقول: ان المقصود من الحديث الثاني هو اثبات العدوى من طريق السببية العادية التي يجوز فيها تخلف المسبب عن سببه، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك المخالطة من باب اتقاء اسباب الهلاك العادية امتثلا لقوله تعالى: (ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة). وتذا لم يكن بين الحديثين تناقض فلا كذب ولا نسيان. نعم ثبت ان اب هريرة كان يروي الحديثين جميعا في تعض المجالس، وكان يقتصر على رواية احدهما في بعضها، اقتصر مرة على رواية الحديث الثاني فقيل له: انك رويت الحديث: " لا عدوي " فرطن بالحبشية، وانكر على من قال رلك، فظن أبو سلمة " الراوي للحديثين عنه " ان اعراضه عن رواية حديث " لا عدوى في ذلك المجلس نسيان منه روايته. ويجاب عن ذلك بان اعراضه عن روايته هذا الحديث ليس من قبيل النسيان كما فهم أبو سلمة، وانما هو مراعاة حال من نحدثهم، ولذلك يقول القرطبي في " المفهم ": (ويحتمل ان يكون أبو هريرة خاف اعتقاد جاهل يظنهما متناقضين فسكت عن احدهما، وكان إذا امن ذلك حدث بهما جميعا " ا وه. ولن اردت زيادة على ذلك فارجع الى " فتح الباري " في باب (لا هامة) من كتاب " الطب ". (د) - قالوا: كان أبو هريرة يدلس في الحديث، فيروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعه منه كما في حديث: (من اصبح جنبا فلا صوم له)، وقد تقدم، والتدليس اخو الكذب. والجواب عن ذلك: ان ابا هريرة بحكم تأخر اسلامه الى سنة سبع من الهجرة قد فاته كثير من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على ليستكمل علمه بالحديث ان ياخذه من الصحابة الذين سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم شانه في ذلك شان سائر الصحابة الذين لم يحضروا مجالسه صلى الله عليه وسلم اما لاشتغالهم ببعض امور الدنيا، واما لحداثة سنهم واما لتاخر السلامهم، أو لغير ذلك، يؤيد ذلك ما ثبت عن حميد قال: كنا مع انس بن مالك، فقال: " والله ماكل ما نحدثكم عن
[ 68 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه، ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضا " رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجل الصحيح. وعن البراء قال: " ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا اصحابه عنه، كانت تشغلنا عنه رعية الابل ". رواه احمد ورجله رجال الصحيح ورواه الحاكم ايضا في " المستدرك " بلفظ: " ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لنا ضيعة واشغال، ولكن كالناس كانوا لا يكذبون يومئذ، ويحدث الشاهد الغائب ". قال الحاكم: صحيح علس شرطهما، ولم يخرجاه، واقره الذهبي ولا ينبغي ان يعد حذف الصحابي الذي سمع الحديث، ولقنهم اياه من قبيل التدليس، إذا الصحابة كلهم عدول باجماع اهل الحق، وخلاف العلماء في الاتحتجاج بالمرسل انما كان للجهل بحل المحذوف وذلك لا يتاتي ها هنا، ولذلك يقول ابن ا لصلاح في " مقدمته ". " مرسل الصحابي مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من احداث الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوه منه في حكم الموصول المسند، لان روايته معن الصحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة، لان الصحابة كلهم عدول " أ. ه. وقال السيوطي في " التدريب ": " اما مرسل الصحابي واخباره عن شئ فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو قاله مما يعلم انه لم يحضره لصغر سنة أو تأخر اسلامه فمحكوم بصحته على المذهب الصحيح الذي قطع به الجمهور اصحابنا وغيرهم، واطبق المحدثون المشترطون للصحيح القائلون بضغف المرسل، وفي " الصحيحين " من ذلك مالا يحصى، لان اكثر روايتهم عن الصحابة، وكلهم عدول رواياتهم عن غيرهم نادره، واذ رووها بينوها، بل اكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس احاديث مرفوعة بل اسرائيليات أو حكايات أو موقوفات ". ومن ذلك كله يتبين انه لا كذب من ابي هريرة، إذ انه لم يقل في هذا الضرب من الحديث: " سمعت رسول الله كذا، أو رايته يفعل كذا " بل كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، وما شابه ذلك، كما انه لا تدليس منه ايضا، لان الرواي المحذوف من الصحابة والاجماع قائم على عدالتهم.
[ 69 ]
(ه) - قالوا: نهاه عمر عن التحديث، وقال له: " لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لالحقنك بارض دوس "، وهذا من عمر يدل على كذب ابي هريرة. والجواب: ان ابا هريرة كان يرى لزاما عليه ان يحدث الناس بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجا من اثم كتمان العلم، وقد الجاه ذلك الى ان يكثر من رواية الحديث، فكان في المجلس الواحد يسرد الكثير من احاديث صلى الله عليه وسلم ولكن عمر - رضي الله عنه كان يرى ان يشتغل الناس اولا بالقرآن، وان يقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير احاديث العلمل، وان لا يروى للناس احتديث الرخص لئلا يتكلوا عليها، ولا الاحاديث المشكلة التي تعلو على افهامهم، كما انه كان يخاف على المكثرين الخطا في رواية الحديث الى غير ذلك، ومن اجل ذلك كله نهى عمر الصحابة عن الاكثار من الرواية، واغلظ لابي هريرء القول وهدده بالنفي، لانه كان اكثر الصحابة رواية للاحاديث. قال الحافظ ابن كثير: " وقد جاء ان عمر اذن له بعد ذلك في التحديث فقال مسدد بسنده عن ابي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فارسل الى فقال: كنت معنا يوم كنا كع رسول الله صله عليه وسلم قال يومئذ: " من كذب على متعمدا فليتبوا مقعدة من النار " قال: " اما اذن فاذهب فحدث " (و) - قالوا: ولم يكن عند ابي هريرة رصيد من الاحاديث اكثر من غيره، وانما الذي جعله يتفوق على غيره من الصحابة في كثرة الرواية انه استجاز لنفسه ان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلام حسن، قاله أو لم يقله، مما هو خارج عن دائرة الحلال والحرام.. قالوا:
[ 70 ]
وسند ابي هريرة في ذلك احاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: 1 - " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا، واصبتم المعني فلا باس " 2 - إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أو لم احدث " 3 - " ما بلغكم عني من قول حين لم اقله فانا قتله ". والجواب عن ذلك: ان كثرة احاديث ابي هريرة مع تأخر اسلامه لا ترجع الس ما زعموه، وانما ترجع الى انقطاعه عن الدنيا الس مجالسه صلى الله عليه وسلم وملازمته اياه سسقرا وحضرا والى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له الا ينسى شيئا من حدثيه، والى انه عاش بعد وفاته صلى الله عليه وسلم نحوا من خمسين عاما ياخذ عن الصحابة ما فاته من الاحاديث ثم يرويها للناس. واما زعمهم انه استجاز لنفسه ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير الحلال والحرام فباطل من وجوه: 1 - ان ابا هريرة من رواة حديث: " ومن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعدة من النار "، وثبت عنه انه كان يذكره بين يدي ما يريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من مجالسه. 2 - وان الصحاة قد اقروه على رواية الاحاديث، ورووها عنه، ومن هؤلاء: عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وزيد بن ثابت، وابو ايور الانصاري، وابن عباس، وعائشة، وجابر، وعبد الله بن عنر، وابي بن كعب وابو موسى الاشعري، وهذا اجماع منهم على صدقة وامانته. 3 - وان الاحاديث التي رواها أبو هريرة وجد اكثرها عند غيره من الصحابة. واما الاخاديث التي نسبوها الس ابي هريرة فنجيب عنها بما يلى: 1 - الحديث الاول في الرواية بالمعني لا فيما زعموه من اباحة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم ولم يروه أبو هريرة بل رواه غيره. روى الحافظ الهيثمي عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن اكيمة الليثي عن ابيه عن جده قال، اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا له: بابائنا وامهاتنا يا رسول الله انا نسمع منك الحديث، فلا
[ 71 ]
نقدر ان نؤديه كما سمعنا قال: " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا واصبتم المعنى فلا باس " 2، 3 - والحديثان الثاني والثالث مكذوبان على ابي هريرة، إذ في سند الاول منهما اشعث بن براز كذاب مشهور، قال ابن معين: ليس بشئ، وقال الدار قطني: ذاهب، وقال الفلاس: منكر الحديث. قال ابن حزم: " وقد ذكر قوم لا يتقون الله عزوجل احاديث في تعضها ابطال شرائع الاسلام، وفي بعضها نسبة الكذب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واباحه الكذب عليه ثم سرد تلك الاحاديث، فيها هذاى الحديثان، وابطلهما ما ذكرناه، ثم قال ردا على من اباح ان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله: " حسبنا انهم مقرون على انفسهم بانهم كاذبون وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: " من حدث عني بحديث وهو يرى انه كذب فهو احد الكاذبين " دائرة المعارف (الاسلامية) ورأيها في ابي هريرة (رضي الله عنه) كتب استاذنا العلامة الجليل الشيخ " محمد عرفة " مقالا قيما في الدفاع عن رواية الاسلام (ابي هريرة) رضي الله عنه يفند فيه مزاعم اصحاب دائرة المعارف الاسلامية المترجمة عن الانجليزية، وانا انقله حتى يرى القارئ ما عليه اوروبا والغرب من الحقد على الامة الاسلامية. قال: للمستشرق " جولد سيهر " راى في الصحابي الجليل (ابي هريرة) - رضي الله عنه -. نشره في العدد السابع من المجلد الاول من دائرة المعرف (الاسلامية)، هذا الراي لا يستند الى بحث تاريخي ولا سند علمي. طعن " جولد سيهر " في ابي هريرة طهونا عدة، لكنها تدور حول عدم امانته في نقل الحديث، فقد ذكر انه مختلق، ومسرف في الاختلاق، وانه كان يفعل ذلك بداعي الورع،
[ 72 ]
وان الذين اخذوا عنه مباشرة قد شكوا فيما ينقل، وعبروا عن هذا الشك باسلوب ساخر، وانه كان يضمن احاديثه اتفه الاشياء باسلوب مؤثر، وذلك يدل على روح المزاح التي كانت فيه والتي كانت سببا في ظهور كثير من القصص، وصاحب خذه المطاعن يعزو مطاعنه الكتب اسلامية، ليلقي عليه ثوبا خلابا. وليوقع في روع الناس انها صحيحة، وهذه طريقة فيها كثير من الخداع اللبس والتزوير، وسنميط اللثام عما فيها وبالله التوفيق. ان ابا هريرة الذى يجرحونه هذا التجريح، ويسيئون إليه هذه الاساءة هو من جملة الصحابة، ومن اوسعهم رواية بل هو اوسعهم رواية لا مستثنيا احدا الا ابن عمرو وتجريح هذا البحر الذي ملئ علما واداه الى من حملوه عن ه وادوه الى من حملوه عنه وادوه الى من بعدهم حتى وصل الينا تجريح لهذا العلم الغرير، ورفع الثفة عن كل مروياته، وفيه افساد كبير، ولو كان لهذا الطعن وجه من الصحة لاحتمل، ولكن طعن باطل لا حق فيه. هذا الامام قد روى عنه ثمانمائة من اهل العلم كما قال البخاري، وهذا فيه الدلالة على ثقتهم به، لانهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، وهو ثقة ثبت عند الصحابة واهل الحديث. قال ابن عمر: لو هريرة خير مني واعلم بما يحدث. وقال طلحة بن عبيدالله احد العشرة: ولا شك ان ابا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع وروى النسائي ان رجلا جاء الى زيد بن ثابت فسأله عن شئ، فقال زيد عليك ابا هريرة... الحديث ". وكان كثير الحفظ شديد الضبط، شهد به بذلك اهل العلم والثقات. قال الشافعي: أبو هريرة احفظ من روى الحديث في دهره. وحدث الاعمش عن ابي صالح قال: كان أبو هريرة احفظ اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال أبو الزعثرعة كاتب مروان: ارسل مروان الى ابي هريرة فجعل يحدثه، وكان اجلسني خلف السرير اكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في راس الحول ارسل إليه فسأله، وامرني ان انظر، فما غير حرفا عن حرف. هذه آراء الثقات اصحاب هذا الشان فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الذي لا يجرح، ومن بهرجوه فهو الزائف الذي لم يعدل، ومن حظي بمثل هذا الثناء من هؤلاء العلماء الافاضل، فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه. إذا رضيت عنه كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا على لئامها (الطويل)
[ 73 ]
قال اسيخ: ولا بدلنا ان نعرض لهذه الشبهة التي اثاروها ونفندها: - زعموا ان علمه الواسع بالاحاديث اثار اشك في نفوس الذين اخذوا عنه مباشرة فلم يترددوا في التعبير عن شكوكهم باسلوب ساخر، واحالوا القارئ على البخاري في كتاب " فضائل الاصحاب " رقم 11 يريدون بذلك حديث ابط هريرة ان الناس كانوا يقولون: اكثر أبو هريرة، واني كنت ازم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حتى لا آكل الخمير، ولا البس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا قلانة ومنا الصق بطني باحصباء من الجوع. الحديث. والمنصف يى من هذا الاثر ان بعض الناس قال: اكثر أبو هريرة تعجبا من كثرة حفظه وزوايته، وقد أظهر لهم السبب في كثرة روايته وحفظه وهو انه كان الزم الناس لوسول الله صلى الله عليه وسلم وانه ما كان بعنيه الغني، وانما كان يعنيه الاخد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يلصق بطنه بالحصباء من الجوع، وما كان يشغله عن رسول الله تجاره ولا زراعة، فحفظ ما لم يحفظوا وسمع ما بم يسمعوا، فلما كان ينبغي ان ياخذوا من تركهم اياه يحدث بعد ذلك مدة عمره - وقد عمر - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من خمسين سنة انهم اقتنعوا بتعليله، وزال هذا الشك من نفوسهم، إذ لو كانوا يرون في حدثه باسا لكفوه عن التحديث، وهم من تعلم في المجافظه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والخوف ان يتسع الناس فيه، ويدخله التدليس والكذب. 2 - واما زعمهم ان روايته ضمنها اتفه الاشياء باسلوب مؤثرة، وذلك يدل على ما امتاز به من روح المزاح، الامر الذي كان سببا في ظهور من القصص عزوهم ذلك الس ابن قتيبة 7 فليس شئ اوغل في التضليل والايهام من هذا - نحن لا ندرى ما هي هذه الاحاديث التي زعموها، وكان يجب عليهم ان يبينوها لنا لنناقشهم فيها، وكان يجب عليهم ايضا إذ عزوا لابن قتيبة ان يذكروا اسم ذلك الكتاب قان لابن قتيبة مؤلقات كثيرة، طبع منها كثير، انهم لو فعلوا ذلك لكنا نبين لهم ان ما في ابن قتبية ليس كما فهموه، إذ لا يعقل ان يثنى ابن قتيبة اثناء المستطاب على ابي هريرة في كتابه " تأويل مختلق الحديث "، ثم هو ينسب إليه ما ذكره اصحاب الدائرة، عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذاب عظيما. 3 - واما ما نقلوه من وصف (شيرنجير لابي هريرة من انه المتطرف في الختلاق ورعا، فلسنا ممن يؤمن بقول (شيرنجر) وغير (سشيرنجير) من المتطرفين في الاختلاق على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تضليلا للمسلمين وتشويشا على الدين، وايذاء للحقيقة، سترا للوقع.
[ 74 ]
وبحسبنا ان نقول: هذا طعن لا مبرر له، وتجريح لا يستند على سند: (التخفيف) والدعاوى ان لم تقيموا عليها * بينات ابناؤها ادعياء وقولهم: انه المتطرف فز الاختلاق ورعا، كلام متهافت، لانا لا نعلم الورع الا مانعا من الاختلاق على الناس، فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلو وكيف يختلق أبو هريرة على رسول الله ؟ وهو رواي حديث: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار) وكان يبدآ به عندما يرى ان يحدث. فرجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، ووعاه واداه، وكان يستذكر ويذكر به ويقمه امام تحديثه عن رسول الله، وهو مؤمن ورع تقي، ويستحيل في العادة ان يكذب على رسول الله فضلا عن ان يتطرف في الكذيإب عليه، ويرى ان الاختلاق والكذب عليه دين وورع. 4 - واما قولهم ان كثيرا من الاحاديث التي عزيمت الى ابي هريرة نحلت عليه في عصر متاخر، فنحن نسلم ان احاديث كثيرة وضعت وعزيت زورا الس اعاظم المحئثين مثل ابي هريرة ولكن رجال نقد الحديث قد عنوا ببيان الموضوع منها، وبهرجوا الزائف، ولم عليهم بطلانه وافسدوا على الوضاعين طريقهم. وبعد ! فإذا كان اصحاب (دائرة المعارف) قد الفوها لغرض ان تكون صورة صحيحة للمعارف الاسلامية فما ابعد عن ان تكون كذلك، وما ابعدهم فيها عن نيل هذا الغرض، وإذا كانوا قد الفوها لغرض تقبيح حال المسلمين في نظر الغربيين وتشويش عقائد المسلمين، وفتنة الشباب في دينهم في صالحة لهذه الغرض مؤدية له. قال الشيخ محمد محمد أبو زهو في تعليقه على ما سبق " وبعد فقد طفحت كتب المبتدعه والمستشرقين، واعداء الدين، ومن تتملذ لهم من جهلة المسلمين المأجورين قديما وحديثا باكيد للاسلام في اشخاص اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما أبو هريرة رواية الاسلام الاول. وفي هذه الازمان المتأخرة، ظهرت شرذمة من ادعياء العلم والخلق التافهين، جمعوا كناسة الفصور كلها من الطعون ئالازراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة وأبي هريرة خاصة، يريدون ليهدموا ركنا شامخا من اركان الذين واصلا وطيدا من اثوله الا وهو سنة سيد المرسلين صلى الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضموا إليها تافها من
[ 75 ]
القول وزورا، ولا باس إن نذكر لك شيئا منها مع الرد عليها بايجاز فنقول: 1 - زعموا إن أبا هريرة إنما اسلم حبا في الدنيا لا رغبه في الذين، وهذه دعوى يكذبها ماكان عليه أبو هريرة من التقشف والانقطاع الى العلم والعبادة والجهاد في سبيل الله، والتفاني في تبليغ احديثه صلى الله عليه وسلم. 2 - وزعموا ان ابا هريرة كان خفيف الوزن في العلم والفقه وهذا محض افتراء على التاريخ والواقع. قال إبن سعد: كان ابن عباس وإبن عمر وابو سعيد الخدري وابو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر، ورافع بن خديج وسلمة بن الاكوع وابوع وأبو واقد الليثي، وعبد الله بن بحينة مع إشباه لهم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن توفى عثمان الى ان توفوا. ومعنى هذا أن أبا هريرة مكث يفتي الناس على ملا من الصحابة والتابعين ثلاثة وعشرين عاما. وقد ذكر ابن القين المفتين من الصحابة، وذكر انهم كانوا بين مكثر منها ومقل ومتوسط، وذكر ابا هريرة في المتوسطين مع ابي بكر الصريق وعثمان بن عفان وأبي سعيد الخدري وام سلم ء وابي موسى الاشعدي، ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله وغيرهم، فمن زعم ان ابا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه. 3 - وزعموا ان عمر استعمل ابا هريرة على " البحرين "، ثم بلغه عنه ما يخل بامانة الوالي العادل، فعزله واخذ ما بيده من اموال وضربه حتى ادماه، وهذا كلام من لم يميز بين الحق والباطل من اقوال المؤرخين، والرواية التي يقول عليها ان عمر لما استحضر ابا هريرة من " البحرين " قال له: استاثرت بهذه الاموال فمن اين لك ؟ قال أبو هريرة: خيل نتجت واعطيه تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر عمر فوجدها كما قال، ثم دعاه عمر ليستعمله ايضا فابي، فقال له عمر: لقد طلب العمل من كان خيرا منك، قال أبو هريرة: انه يوسف نبي الله ابن نبي الله، وانا أبو هريرة بن اميمة، ومن ذلك يتبين ان عمر حاسبه على ما بيده من مال كما حاسب غيره من العمال - فوجد الامر كما قال، فعرض عليه ان يوليه ثانية فابى، وهذا من عمر يدل على وثوقه بابي هريرة، وانه كان لديه امينا حق امين. 4 - وزعموا انه كان في الفتنة يصلي خلف علي، وياكل مع معاوية، فإذا حمي
[ 76 ]
الوطيس لحق بالجبل، فإذا سئل قال: علي اعلم ومعاوية ادسم، والجبل اسلم، وهذا من افكهم واباطليهم، والقابت تاريخيا ان ابا هريرة - رضي الله عنه - اعتنزل الفتنة واقام بالمدينة ولم يبرحها. 5 - وزعموا انه كان متشيعا لبني امية، وياخذ من معاوية جعلا على وضع الاحاديث في ذم علي - رضي الله عنه - والتاريخ الصحيح يسجل ان ابا هريرة روى من الاحاديث ما فيه الثناة المستطاب على علي رضي الله عنه وآل البيت. ذكر احمد في مسنده طرفا منها، وقصته مع مروان حين ارادوا دفن الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد عدل على مبلغ حبه لال البيت. ثم اين هي تلك الا حديث التي وضعها أبو هريرة في ذم علي - رضي الله عنه - ومن رواها من الثقات انها لا وجود لها الا في ادمغتهم وخيالاتهم. ان الذي تقرؤه عن الي هريرة - رضي الله عنه - في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو الازراء على امير المؤمنين علي كرم الله وجهه، وانما هو الاشارة الى ما سيكون من بعض مكام الامويين من ظلم. ومن تلك الاحاديث: " هلاك امتي على يري غلمة يدي غلمة من قريش " فقال مروان: غلمة قال أبو هريرة: ان شئت ان اسميهم بني فلان وبني فلان " " يهلك الناس هذا الحي من قريش "، قالوا فما تأمرنا ؟ قال: " لو ان الناس اعتزلوهم ". وفي هذا ذاك تعريض ظاهر ببعض امراء بني امية، وتحريض على اعتزالهم، ومما كان يدعو به كما في الصحيح: " اللهم اني اعوذ بك من راس الستين وامارة الصبيان ". وقد استجاب الله دعاء ابي هريرة فمات سنة ثمان وخمسين، ولم يدرك سنة ستين التي تولى فيها يزيد، وكان منه ما كان.
[ 77 ]
العلماء الذين الفوا في الصحابة لقد الف كثير من العلماء في الصحابة منهم: امام الجرح والتعديل " علي بن المديني " في كتابه: " معرفة من نزل من الصابة سائر البلدان "، وهو في خمسة اجزاء فيما قاله الخطيب. ومنهم: البخاري، قال إبن حجر: " انه اول من صنف فيه فيما علم " ومنهم الترمذي، ومطين، وأبو بكر بن ابي داود وعبدان، وابو علي بن
[ 78 ]
السكن في " الحروف " وأبو حفص بن شاهين، وابو منصور الباوردي، وابو حاتم بن حبان، وابو العباس الدغولي، وابو نعيم وابو عبد الله بن مندة والذيل عليه لابي
[ 79 ]
موسى المديني ومنهم: أبو عمر بن عبد البر في " الاستيعاب " و " الذيل " عليه لجماعة كابي إسحاق بن الامين وابي بكر بن فتحون وثانيهما احسنهما، واختصر محمد بن يعقوب بن محمد بم احمد الخليلى " الاستيعاب " وسماه: " اعلام الاصابة باعلام الصحابة ". ومنهم: أبو الحسن محمد بن صالح الطبري. وأبو القاسم البغوي والعثماني وأبو الحسين بن قانع في معاجيمهم، وكذا أبو
[ 80 ]
القاسم الطبراني من " معجمه الكبير " خاصة. ثم العز أبو الحسن بن الاثير أخو صاحب " النهاية " في كتابه: " أسد الغابة " جمع فيه بين عدة من الكتب السابقة كابن مندة وابي نعيم، وإبن عبد البر، وذيل أبي موسى، وعول عليه من جاء بعده، حتى إن كلا من النووي والكاشغري اختصره الذهبي على (تجريده) وزاد عليه العراقي عدة اسماء.
[ 81 ]
وكذا لابي العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفرى مؤلف في الصحابة. ولابي أحمد العسكري فيه كتاب رتبه على القبائل. ولابي القاسم عبد الصمد بن سعيد الحصمي " من نزل منهم حمص خاصة ". ولمحمد بن الربيع الجيري مننزل منهم مصر. وللمحب الطبري " الرياض النضرة في مناقب العشرة "، ولابي محمد بن الجارود " الاحاد " منهم. ولابي زكريا بن منده " اردافه " منهم وكذا من عاش منهم مائة وعشرين. ولابي عبيدة معمر بن المثنى، وزهير بن العلاء العبسى وغيرهما.
[ 82 ]
وللمحب الطبري كتاب " السمط الثمن في مناقب امهات المؤمين ". وللخطيب " من روى منهم عن التابعين ". ولابي الفتح الازدي " من لم يرو عنه منهم سوى واحد " وللحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي " الاسابة لاوهام حصلت في معرفة الصحابة لابي نعين في جزء كبير ولخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، ويعقوب بن سفيان وابي بكر بم ابي خيثمة وغيرهم من كتب لم يخصها بهم بل يضم من يعدهم إليهم.
[ 83 ]
وكتاب الحافظ ابن حجر المسمى " بالاصابة " جامع لما تفرق منها مع تحقيق ولكنه لم يكمل. طبقات الصحابة للعماء آراء في طبقات الصحابة، فمنهم من جعلها خمس طبقات، والاشهر ما ذهب إليه الحاكم حيث جعل الطبقات اثنتي عشرة طبقة وهي: 1 - قوم تقدم اسلامهم بمكة كالخلفاء الاربعة. 2 - الصحابة الذين اسلموا قبل تشاور اهل مكة في دار الندوة 3 - مهاجرة الحبشة. 4 - اصحاب العقبة الاولى. 5 - اصحاب العقبة الثانية. 6 - اول المهاجرين الذين وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم بقباء قبل ان يدخل المدينة. 7 - اهل بدر. 8 - الذين هاجروا بين بدر والخديبية. 9 - اهل بيعة الرضوان في الحديبية. 10 - من هاجر بين الحديبية وفتح مكة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن القاص. 11 - مسلم ء الفتح الذين اسلموا في فتح مكة. 12 - صبيان واطفال راوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في حجة الوداع. اولهم اسلما وآخرهم موتا تنوعت اراء السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في اي الصحابة اول
[ 84 ]
اسلاما ؟ على اقوال: قيل: أبو بكر، وقيل: زيد، وقيل: خديجة، والصحيح ان ابا بكر اول من اسلم من الرجال الاحرار، قال ابن عباس وحسان والشعبي والنخفي في اخرين، ويدل له ما رواه مسل عن عمرو بن عبسة في قصة اسلامه، وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم: من معك على هذا ؟ قال " حر وعبد "، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به. وروى الحاكم في " المستدرك " من رواية خالد بن سعيد قال: سئل الشعبي: من اول من اسلم ؟ فقال: اما سمعت قول حسان: البسيط. ان تذكرت شجوا من اخي ثقة * فاذكر اخاك ابا بكر بما فعلا فخير البرية اتقاها واعدلها * بعد النبي واوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده * واول الناس منهم صدق الرسلا وروى الطبراني في " الكبير " عن الشعبي قال: سالت ابن عباس، فذكره. قال ابن الصلاح: والاورع انه يقال: اول من اسلم من الرجال الاحرار أبو بكر، ومن الصبيان على، ومن النساء خديجة، ومن العبيد بلال. قال البرماوي: يحكى هذا الجمع عن ابي حنيفة. قال ابن خالوية: واول امراة اسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجه العباس. وآخرهم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي مات سنة مائة من الهجرة، قاله مسلم في صحيحة، ورواه الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط، وقال خليفة في غير رواية الحاكم: انه تأخر بعد المائة، وقيل: مات سنة اثنتين ومائة، قاله مصعب بن عبد الله الزبيري، وجزن ابن حبان وابن قانع وابو زكريا بن منده انه مات سنة سبع مائة. وقال وهب بن حرير بن حازم عن ابيه: كنت مكة سنة عشر ومائة، فرايت جنازة فسالت عنها فقالوا: هذا ابن الطفيل وصحح الذهبي انه سنة عشر واما كونه آخر الصحابة موتا مطلقا، فجزم به مسلم ومصعب الزبيري وابن منده والمري في اخرين.
[ 85 ]
وفي صحيح مسلم عنابي الطفيل: رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الارض رجل رآه غيري. قال العراقي: وما حكاه بعض المتأخرين عن ابن دريد من أن عكراش بن ذؤيب تأخر بعد ذلگ، انه عاش بعد الجل مائة سنة فهذا باطل لا اصل له، والذي اوقع ابن دريد في ذلك ابن قتيبة، فقد سبقة الى ذلك، وهو اما باطل أو مؤول بانه استكمل المائة بعد الجمل لا انه بقي بعدها مائة سنة. واما قول جرير بن حازم انه آخرهم موتا سهل بن صعد، فالظاهر انه اراد بالمدينة واخذه من قول سهل: لو مت لم تسمعوا احدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان خطابه بهذا لاهل المدينة. قال ابن عبد البر: لا اعلم احدا مات بعده ممن راى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ابا الطفيل. وقال العراقي: بل مات بعده محمود بن الربيع بلا خلاف في سنة تسع وتسعين، وقد رآه وحدث عنه كما في صحيح البخاري، وكذا تأخر بعده عبد الله بن بسر المازني قي قول من قال وفاته سنة ست وتسعين وآخر الصحابة موتا بالمدينة سهل بن صعد الانصاري، قاله ابن المديني والواقدي وابراهيم بن المنذر وابن حبان وابن قانع وابن منده، وادعى ابن سعد نفي الخلاف فيه، وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين، وقيل: احدى وتسعين، وقال قتادة: بل مات بمصر، وقال ابن ابي داود: بالاسكندرية. وقيل: السئب بن يزيد، قاله أبو بكر بن ابي داود، وكانت وفاته سنة ثمانين، وقيل جابر بن عبد الله، قاله قتادة وغيره. قال العراقي: وهو قول ضعيف، لان السائب مات بالمدينة بلا خلاف، وقد تأخر بعده، وقيل: بمكة، وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث، وقيل اربع، وقيل سبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع. قال العراقي: وقد تأخر بعد الثلاث محمود بت الربيع الذي عقل المجه، وتوفي بها سنة تسع وتسعين، فهو إذا آخر الصحابة موتا بها. وآخرهم بمكة ذكرنا انه أبو الطفيل، وهو قول ابن المديبي وابن حبان وغيرهما،
[ 86 ]
وقيل: جابر بن عبد الله، قاله ابن ابي داود، والمشهور وفاته بالمدينة، وقيل: ابن عمر قاله قتادة وابو الشيخ بن حيان، ومات سنة ثلاث وقيل، اربع وسبعين. وآخرهم بالكوفة عبد الله بن ابي اوفى، مات سنة ست وثمانين، وقيل: سبع، وقيل: ثمان، وقال ابن المديني، أبو جحيفة، والاول اصح فانه مات سنة ثلاث وثمانين، وقد اختلق في دفاة عمرو بن حريث فقيل: سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ثمان وتسعين فان صح الثاني فهو آخر من مات من اهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم. وآخرهم بالشام عبد الله بن بسر المازني، قاله خلائق ومات سنة ثمان وثمانين، وقيل: ست وتسعين، وهو آخر من مات ممن صلى للقبلاين، وقيل: اخرهم بالشام أبو امامة الباهلي، قاله الحسن البصري وابنعيينه، والصحيح الاول فوفاته سنة ست وثمانين، وقيل: احدى وثمانين وحكى الخليل في " الارشاد " القولين بلا ترجيح. ثم قال: روى بعض اهل الشام انه ادرك رجلا بعدهما يقال له الهدار راى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ومجهول. وقيل آخرهم بالشام واثلة بن الاسقع، قاله أبو زكريا بن منده بدمشق، وقيل: ببيت المقدس، وقيل: بحمص سنة خمس وثمانين، وقيل: ثلاث وفيل ست واخرهم بحمص عبد الله بن بسر، واخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكندي، واخرهم بفلسطين أبو ابي عبد الله بن حرام ربيب عبادة بن الصامت، وقيل: مات بدمشق، وقيل: ببيت المقدس. وآخرهم بمصر عبد الله بن الحادث بن جزء الزبيدي، مات سنة ست وثمانين، قيل: خمس، وقيل: ثمان، وقيل: تسع، قاله الطحاوي، وكانت وقاته ب " سفط القدور " وتعرف الان ب " سفط ابي تراب " وقيل: باليمامة، وقيل: انه شهد بدرا ولا يصح فعلى هذا هو آخر البدريين موتا. واخرهم باليمامة الهرماس بن زياد الباهلي سنة اثنتين ومائة أو مائة، أو بعدها واخرهم ببرقة رويقع بن ثابت الانصاري، وقيل: بافريقية، وقيل بانطابلس، وقيل ب " الشام " ومات سنة ثلاث وستين. وآخرهم بالبادية سلمة بن الاكوع، قاله أبو زكريا بن مندة، والصحيح انه مات بالمدينة، ومات سنة اربع وسبعين، وقيل: اربع وستين، وهذا آخر ما ذكره ابن الصلاح. واخرهم ب " خراسان " بريدة بن الحصيب، وآخرهم بسجستان العداء بن خالد بن هوذة ذكرهما أبو زكرياء بن مندة.
[ 87 ]
قال العراقي: وفي بريدة نظر قان وفاته سنة ثلاث وسبعين، وقد تأخر بعده أو برزة الاسلمي، ومات بها سنة اربع وسبعين. وآخرهم ب " اصبهان " النابغة الحعدي، قاله أبو الشسخ وابو نعيم. وآخرهم ب " سمرقند " الفضل بن العباس وقيل: قثم بن العباس، وب " واسط " لبي - مصغر - ابن لبا - ك " عصا " وآخر البدريين المهاجرين سعد بن ابي وقاص، وهو آخر العشرة المبشرين ايضا، وآخر ازواجه - عليه السلام - ميمونة، وقيل: ام سلمة - ورجحه ابن حجر كما ذكر كل ذلك السخاوي. العبادلة من الصحابة قيل لاحمد بن حنبل: من العبادلة ؟ فقال: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن زبير، وعبد الله بن عمرو، وقيل له: فاين ابن مسعود ؟ قال: لا ليس من العبادلة. قال البيهقي: وهذا لانه تقدم موته وهؤلاء عاسوا حتى احتج الى عملهم، فإذا اجتمعوا علس شئ قيل: هذا قول العبادلة. وما ذكر من ان العبادلة هم هؤلاء الاربعة هو المشهور بين اخل الحديث وغيرهم. واقتصر الجوهري صاحب " الصحاح " على ثلاثة، واسقط ابن الزبير، واما ما حكاه النووي في " التهذيب " ان الجوهري ذكر فيهم ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وكذا قال الراقعي في " الشرح الكبير " في " الديات " وغلط في ذلك من حيث الاصطلاح. قال ابن الصلاح: ويلحق بابن مسعود في ذلك سائر العبادلة المسمين بعبدالله من الصحابة وهم نحو من مائتين وعشرين نفسا اي فلا يسمعون العبادلة اصطلاحا " عدد الصحابة قال العراقي: حصر الصحابة - رضي الله عنهم - بالعد والاحصاء متعذر لتفرقهم في البلدان والبوادي. وقد روى البخاري في صحيحة ان كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن غزوة " تبوك ": واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ - يعني الديوان ولكن
[ 88 ]
قد جاء ضبطهم في بعض مشاهدة ك " تبوك " و " حجة الوداع ". المكثرين من الصحابة رواية وافتاء والمقلين. قال الحافظ ابن كثير وغيره نقلا عن الامام احمد: الذين زاد حديثهم على " الف " ستة هم: انس بن مالك. رضى الله عنه وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما وام المؤمنين عائشة - رضي الله عنها. والبحر عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وسمي بحرا لسعة علمه وكثرته، وممن سماه بذلك أبو الشعثاء جابر بن زيد احد التابعين ممن اخد عنه، ووصفه البحر ثابت في صحيح اليخاري وغيره وجابر بن عبد الله - رضي الله عنه. وابو هريرة - رضي الله عنه - قال السخاوي، وهو باجماع - حسبما حكاه النووي - اكثرهم، كما قاله سعيد بن ابي الحسم وابن حنبل، وتبعهما ابن الصلاح غير متعرض الترتيب من عداه في الاكثرية، والذي يدل لذلك ما نسب لبقئ بن مخلد مما اودعه في مسنده خاصة كما افاده شيخنا لا مطلقا، فانه روى لابي هريرة خمسة الاف ثلاثمائة واربعة وستين. ولابن عمر الفين وستمائة وثلاثين، ولانس الفين ومائتين وستة وثمانين، ولعائشة الفين ومائتين وعشرة، ولابن عباس الفا وستمائة وستين، لجابر الفا وخمسمائة واربعين ولهم سابع - كما جگتخ تبم گثير - وهو أبو سعيد الخدري، فروى له بقي بن مخلد الفا ومائة وسبعين، وقد نظمه اليرهابي الحلبي، فقال ابن سعبد نسبة بخدرة سابعهم اهمل في القصيدة. وكذا ادرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود وابن عمرو بن العاص ولم يبلغ حديث واحد منهما عند بقي الفا إذ حديث اولهما عنده ثمانمائة وثمانية واربعون والاخر سبعمائة، واستثناء ابي هريرة له من كونه اكقر الصحابة حديثا كما في الصحيح لا يخدش فيما تقدم ولو كان الاستثناء متصلا فقد اجيب بان عبد الله كان مشتغلا بالعبادة اكثر من اشتغله بالتعليم، فقلت الرواية عنه أو ان اكثر مقامه بعد فتوح الامصار كان بمصر أو بالطائف، ولم تكن الرحلة اليهما ممن يطلب العلم كالرحلة الى المدينة. وكان أبو هريرة ياتيها للفتوى والتحديث حتى مات، أو لان ابا هريرة اختص بدعوة.
[ 89 ]
النبي صلى الله عليه وسلم بان لا ينسى ما يحدثه بع فانتشرت روايته الى غير ذلك من الاجوبة واما المكثرون منهم افتاء سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة. قال ابن حزم: يمكن ان يجمع بين فتياكل واحد من هؤلاء مجلد ضخم، والبحر ابن عباس في الحقيقة اكثر الصحابة كلهم على الاطلاق فتوى فيما قاله الامام احمد بحيث كان كبار الصحابة يحيلون عليه في الفتوي، وكيف لا وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " اللهم علمه الكتاب "، وفي لفظ " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " وفي آخر: " اللهم علمه الحكمة وتاويل الكتاب " وفي آخر: " اللهم بارك فيه وانشر منه " وقال ابن عمر: هو اعلم من بقي بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكرة: قدم علينا البصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا. وقال ابن مسعود: لو ادرك اسناننا ما عاشده منا احد. وقالت عائشة: هو اعلم الناس بالحج.
[ 90 ]
قال ابن حزم: ويلي هؤلاء السبعة في الفتوى عشرون وهم: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه وعثمان بن عفان - رضي الله عنه وابو موسى الاشعري - رضي الله عنه ومعذ بن جبل - رضي الله عنه وسلمان الفارسي - رضي الله عنه وجابر بن عبد الله - رضي الله عنه وابو سعيد رضي الله عنه وطلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه والزبير بن العوام - رضي الله عنه وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه وعمران بن حصين - رضي الله عنه وابو بكرة رضي الله عنه وعبادة بن الصامت رضي الله عنه ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وام سلمة - رضي الله عنه قال ابن حزم: في الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا جدا لا تروى عن الواحد منهم الا المسالة والمسألتان والثلاث كابي بن كعب، وابي الدرداء، وابي طلحة، والمقداد رضي الله عنهم، وسرد الباقين مما في بعضه نظر وقال: ويمكن ان يجمع من فتيا جميعهم بعد البحث جزء صغير. ابن حجر 1 - نسبه ومولده هو شهاب الدين أبو الفضل احمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن احمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المولد والمنشا وادار والدفاة القاهري.
[ 91 ]
اختلفت المصادر في اسم جده الرابع، فتاره دكر محمود، وتارة احمد، والراجح احمد كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما ان السخاوي اثبت النسب المذكور وقال هذا هو المعتمد في نسبه، ثم ان السخاوي اشار الى الاختلاف في نسبه فقال " لا اذكر ادناه.... الا ما قاته بخط اصحابنا بل وبخط المقريزي، وكان عمدته بعد احمد الحمديل فانني لا اعلمه، قم رايته بخط صاحب الترجمة نفسع في اجزاء من نسخة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما وجد نسبه بخط قربية الزين شعبان باثبات احمديل واسقاط ومحمود وينسب إليه القئل: " ان نسبه يقرأ طروا وعكسا ولا يتهيا الا بتأخير محمود عن احمد وباسقاطه ". فان كان قال ذلك فهو على سبيل التندر اما هو معلوم بان مفهوم النسب لا يعني سبعة اسماء أو ثمانية لكي يقال: انه يقرآ طردا وعكسا. وفي " الدرر الكامنة " ذكر عم والده، فقال: عثمان بن محمد بن على بن احمد بن محمود، وكذلك في كتابه " رفع الاصر " وفي اول كتابه " انباء الغمر " بزيادة احمد بعد محمود بحيث صار محمود بين احمدين، لكنه خالق ذلك في كتابه " تبصير المنتبه بتحرير المشتبه " وكذلك في ترجمة والده في القسم الثاني من معجم شيوخه، فانه قال: على بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن احمد بن حجر العسقلاني. كما ورد اسم ابيه عبد الله في موضع واحد وهذا وهم واوضح البقاعي وابن خليل ام الحافظ بن حجر ذكر طرفا من نسبه في استدعاء فقال (الكامل) من احمد بن على بن محمد * بن محمد بن علي الكناني المحتد ولجد جد ابيه احمد لقبوا * حجرا وقيل بل اسم والد احمد وبمصر مولده واصل جدوده * من عسقلان المقدسية قد بدي.
[ 92 ]
وكان يلقب " شهاب الدين " ويكني " ابا الفضل " وكناه شيخه العراقي والعلاء بن المحلي " ابا العباس " كما كني ابا جعفر، غير ان كنيته الاولى " أبو الفضل " - وهي التي كناه بها والده - هي التي ثبتت وصار معروفا بها. نسبتاه: 1 - الكناني - نقل السخاوي عن خط ابن حجر انه كناني الاصل، نسبة الى قبيلة " كنانة " وقال الحافظ ابن حجر عن والده: " رايت بخطه انه كناني النسب وكان اصلهم من عسقلان " 2 - العسقلاني - نسبة الى " عسقلان " وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، والظاهر ان القبيلة التي ينتمي إليها التحافظ ابم حجر كانت قد استقرت في عسقلان، وما جاورها الى ان نقلهم " صلاح الدين الايوبي " عندما خربها ما بين (580 - 583 ه) على اثر الحروب الصلبية. وقال ابن حجر: (الكامل) وبمصر مولده واصل جدوده * من عسقلان المقدسية قد بدي اشتهاره بابن حجر: لقد اشتهر ب " ابن حجر " واختلفت المصادر في اعتباره اسما أو لقبا، وإذا كان لقبا هل هو لقب احد اجداده فطعني على العائلة كلها ؟ ام انه لقب لحرفة أو مهنة أو صناعة ؟. قال السخاوي: هو لقب لبعض ابئه، وفي موضع آخر قال: قيل: هو لقب لاحمد لاعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد احمد المشار إليه. ان هذا الرأي يستند الى الاستدعاء الذي كتبه الحافظ ابن حجر بهيئة شعر السابق، وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنقه فهو الراجح. وذهب بعضهم الى القول بانه نسبة الى آل حجر وهو قوم يسكنون الجنوب الاخر على بلاد الجريد وارضهم قابس وفي شرح ابن سلطان القادي علي " توضيح النخبة " ان ابن حجر هو لقب وان كان بصيغة الكنية.
[ 93 ]
مولده: كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطئ النيل بمصر القديمة وقال: شعبان عام ثلاثة من بعد سبع * مائة وسبعين اتفاق المولد وكان المنزل الذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه الى ان تزوج بام اولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته " المنكوتمرية " داخل باب اقنطرة بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات. وبينا نجده لا يشير الى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافا بين مترجمية في تديدهم لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيئطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني والعشرين من شعبان على ان الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال بسبب كونه متاخرا اخذ عن الذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف ويظهر مما قات ان يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين من شعبان سنة 773 ه اي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنة 1372 م. نشاته واسرته نشا الحافظ ابن حجر يتيما - كما عبد هو عن نفسه - إذ مات ابوه في رجب سنة سبع وسبعتين وسبعمائة،. ماتت امه قبل ذلك وهو طفل. وقال: " تركني ولم اكمل اربع سنين وانا الان اعقله كالذي ينخيل الشئ ولا يتحققه، واحفظ عنه انه قال: كنية ولدي احمد أبو الفضل: ولم يكن من يكفله، وكان والده قد اوصى قبل وفاته بولده اثنين من الذين كانت بينه وبينهم مودة ويبدو ان عليا كان حفيا بولده احمد، فهو الذي كناه واصطحبه عندما حج وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن حجر ان اباه احضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئا ما، غير ان المنية اخترمته ولم يسعد بولده الذي صار له فيما بعد شان عظيم. واصبح اليتيم في وصاية زكي الدين ابي بكر بن نور الدين على الخروبي، وكان تاجرا كبيرا بمصر، وورث مالا كثيرا واصبح رئيسا للتجارة، كما اوصى به والده العلامة شمس.
[ 94 ]
الدين بن القطان الذي كان له بوالده اختصاص لكنه لم ينصح له في تحفيظه الكتب وارشاده الس المشايخ والاشتغال حتى انه كان يرسل بعض اولاره الى كبار الشيوخ... لا يعلمه بشئ من ذلك. وقال عنه ابن حجر: وكان له اختصاص بابي فاسند إليه وصيته فلم يحمد تصرفه. وتشير المصادر الى ان نشاة الحافظ ابن حجر كانت برغم ذلك - في غاية العفة والصيانة والرياسة، وان الخروبي المذكور لم يال جهدا في رعايته والعناية بتعليمه، فكان يستصبحه معه عند مجاورته في مكة، وظل يرعاه الى أن مات سنة 787 ه وكان الحافظ ابن حجر قد راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة. ولم يدخل الكتاب حتى اكمل خمس سنين فاكمل حفظ القرآن الكرين وله تسع سنين، ومن الذين قرأ عليهم في المكتب شمس الدين بن العلاف الذى ولى حسبه مصروقتا وغيره وأكمل حفظه للقرآن على صدر الدين محمد بم عبد الرزاق السفطي، وكان الاتجاه الثقاني السائد آنذاك يقتضي من الذي يستظهر القرآن أن يصلى بالناس إماما في صلاة التراويج في ليالى شهر رمضان، غير أن هذه الفرصة لم تتهيأ لا بن حجر الصبى النابه الذى حفظ القرآن ولم يزل في التاسعة من عمره، وهذه في الحقيقة مسالة شرعية حيث لا تجزئ صلاة المؤتمين إن لم يكن إمامهم بالغا، ومع الاختلاف النسبى في تحديد سن البلوغ، فإن السنة الثانية عشرة من عمر الصبى كانت تتيح له على ما يظهر أن يصلى إماما بالمسلمين إن هو حفظ القرآن الكريم، فكان عليه أن ينتظر بلوغ هذه السن. وفي أول سنة 783 اشتغل بالاعادة، وفي سنة 785 إكمل الحافظ إبن حجر إثنتى عشرة سنة من عمره، ومن حسن حظه ان يكون متواجدا حينئذ مع وصيه الزكي الخروبي في مكة في تلك السنة فصلى التراويج هناك. ويمكن تصور بوادر نبوغه وشجاعته، فبقدر ما كانت مفخرة له كصبي يتقدم اماما بالمسلمين في بيت الله الحرام فانها كانت لحظة حاسمة وحرجة اجتازها بثبات وحسن اداء، فكانت الخيرة له في ذلك كما قال، وكان الحج يومئذ يوم الجمعة فحج وجاور في الحرم الشريف ثم صلى بعد ذلك بالمقدس. ويظهر من استقراء تراجم الذين عاشوا في عصر الحافظ ابن حجر ان تقليدا ثقايا كان يسود بين اوساط التلاميذ الذين يدخلون الكتاب وذكل بالزام التلامميذ بالتدريج في حفظ بعض مختصرات العلوم والكتب وسماع بعضها الاخر، وهي التي اتفق العلماء انذاك اعتبارها
[ 95 ]
اساسا في بناء ثقافة طلاب العلم، كان حفظها أو سماعها يتم باشراف كفاة بارزين في حقوق اختصاهم أو ما يقرب منها. وإذا كانت ثقافة الحافظ ابن حجر تقليدية في اسلوبها فهي ليست كذلك في مكوناتها، نظرا لقائمة الكتب المهمة التي كونت ثقافته بادئ بدء. وبعد ان حفظ القرآن الكريم ظهرت مخايل الذكاء الفطري جلية عليه ما لبث ان استكملها بالتتبع والتحصيل حتى صار حافظ عصره وشيخ الاسلام. وحفظ بعد رجوعه مع الخروبي الى مصر سنة 786 " عمدة الاحكام " للمقدسي، و " الحاوي الصغير " للقزويني و " مختصر ابن الحاجب " الاصلي في الاصول، و " ملحة الاعراب " للهروي، و " منهج الاصول " للبيضاوي والفية ابن مالك، والتنبيه في فروع الشافعية للشيرازي وتميز بين اقرانه بسرعة الحفظ فاشار مترجموه الى انه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير في ثلاث مرات يصححها ويقرؤها على نفسه ثم يقرؤها اخرى ثم يعرضها حفظا، وكانت له طريقته الخاصة في الحفظ، حدث عنها تلامذته فهو لم يكن يحفظ بالدرس، وانما بالتأمل، وصرف همته نحو ما يروم حفظه، وقد وصف السخاوي هذه الطريقة بانها طريقة الاذكياء. وسمع صحيح البخاري سنة 785 على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري، وكانه نسي تقاصيل سماعه منه، لكنه كان يتذكر انه لم يسمع جميع الصحيح، وانما له فيه اجازة شاملة وقد بين ذلك ابن حجر بقوله: " والاعتماد في ذلك على الشيخ نجم الدين المرجاني فانه اعلمني بعد دهر طويل بصورة الحال فاعتمدت عليه وثقا به ". وقرأ لحثا في عمدة الاحكام على الحافظ الجمال بن ظهيرة عالم الحجاز سنة 785 ه، وكان عمرة اثنتى عشرة سنة. واجتهد في طلب العلم فاهتم بالادب والتاريخ وهو ما يزال في المكتب فنظر في التواريخ وايام الناس، واستقر في ذهنه شئ من احوال الرواة، وكان ذلك بتوجيه رجل من اهل الخير سماه ابن حجر للسخاوي الا ان السخاوي نسية. وسمع في فتوته من المسند نجم الدين ابي محمد عبد الرحيم ين رزين بن غالب صحبح البهاري بقراءة الجمال بن ظهيرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وقاته شئ يسير، كما سمع الصحيح اسضا من ابي ي الفرج عبد الرحمن بن حمد بن المبارك الغزي وغيرهما.
[ 96 ]
وبلغ به الحرص على تصيل العلم مبلغا جعله يستاجر احيانا بعض الكتب، ويطلب إعارتها له، ويبرز في هذا المجال من بين شيوخه بدر الدين الببشتكي الشاعر المشهور الذي اعارة جملة من الكتب منها كتاب الاغني لابي الفرج الاصبهاني وغيره. وبيدو من خلال الاسقراء ان فتورا خصل في نشاطه الثقافي استمر الى اول سنة تسعين وسبعمائة، اشتغل في هذه المدة بالتجارة فنشأ في زشط تجاري لان جده واعمامه كانوا تجارا، وكان وصيه الخروبي رئيسا للتجار في مصر. ولعل لموت الخروبي سنة 787 ه اثرا في فتور ابن حجر واشتغله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج فيها الى ذلك، كما ترتب عليه ان يكفل نفسه وسيعض باعباء الحياة، وقد يتضح ذلك من قول السخاوي، ولو وجد من يعتني به في صغره لادرك خلقا ممن اخذ عن اصحابهم ". في سنة 790 ه اكمل السابعة عشرة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكرين وكتبا من مختصرات العلوم، وقرأ القراءات تجويدا على الشهاب احمد الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالادب والتاريخ. وقد لازم حينئذ احد اوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن القطان المصري، وحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئا من الحاوي الصغير فاجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من اصل وفرع ولغة ونحوها وطاف شيوخ الدراية. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الادب، ففاق اقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعرا الا ويستحضر من اين اخذ ناظمه، وطارح الادباء وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع. وتمثل سنة 793 منعطفا ثقافيا في حياة ابن حجر، فمن هذه الثقافة العامة الواسعة، واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى احس بميل الى التخصص فحبب الله إليه علم الحديث النبوي فاقبل عليه بكليته. واوضخت المصادر ان بداية طلبه الحديث كان في سنة 793 ه وغير انه لم يكثر الا في سنة 796 ه وكتب بخطه: " رفع الحجاب، وفتح الباب، واقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية الى سواة السبيل " فكان ان تتلمذ على خيرة علماء عصره. وكان شيخه في حديث زين الدين العراقي الذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سندا ومتنا وعللا واطلاحا، فقرا عليه الفيته وشرحها فنون
[ 97 ]
الحديث وانتهى منهما في رمضان سنة 798 ه بمنزل شيخه المذكور بجزيرة على شاطئ النيل، كما قرأ عليه نكته على ابن الصلاح في مجالس اخرها سنة 799 ه، وبعض الكتب الكبار والاجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من امالية واستملي عليه بعضها وهو اول من اذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797 ه -. وقرأ على مسندي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة فوقع له سماع م تصل عال لبعض الاحاديث. أسرته: كانت اسرة الحافظ ابن حجر تجمع بين الاشتغال بالتجارة والاختمام بالعلم، فكان عم والده فخر الدين عثمان بن محمد بن علي الذي عرف بابن البزاز وب (ابن حجر) قد سكن ثغر الاسكندرية وانتهت إليه ودإئاشة الاعتاء هناك على مذهب الامام الشافعي وتفقه به جماعة منهم الدمنهوري، وابن الكويك، وكان له ولدان هما ناصر الدين احمد، وزين الدين محمد، وكانا من الفقهاء اما جده قطب الدين محمد بن محمد بن علي فلقد كان بارعا رئيسا تاجرا، حصل على إجازات من العلماء، وأنجب اولادا منهم كامال الدين، ومجد الدين، وتقي الدين اصغرهم والي الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر، الذي انصرف من بينهم لطلب العلم اما إخوته فكانوا تجارا. ويبدو من خلال سيرة نور الدين علي انه مع اشتغاله بالتجارة عكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الامام الشاقعي وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجازه، وسمع من ابي الفتج بن سيد الناس وطبقته وله استدراك على الاذكار للنووي فيه مباحث حسنة، وعدة دواوين شعر منها ديوان الحرم فيها موائح نبوية، وكان معنيا بالنظم ذا حظ جيد في الادب وقال ابن حجر عن أبيه: " لم يكن له بالحديث المام ونظمه كثير سائر " ووصفته المصادر بالعقل والديانة والامانة ومكارم الاخلاق، وصحبة الصالحين، ونوهت بثناء إبن القطان وابن عقيل والولي العراقي عليه، وناب في القضاء، وأكثر من الحج والمجاورة، وصنف، واجيز بالافتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع إبن نباته المصري والقيراطي، وتبادل معهما المدائح. كان مولده في حدود سنة 820 ه - ووفاته في رجب سنة 777 ه -.
[ 98 ]
أما والدته فهي تجار إبنه الفخر أبي بكر بن شمس محمد إبراهيم الزفتاوى، أخت صلاح الدين احمد الرفتاوى الكائنة بمصر تجاه المقياس. وكانت له اخت، ترجم لها في " إنباء الغمر " و " المجمع المؤسس " وهى ست الركب بنت على بن محمد بن محمد بن حجر، وكانت قارئة كاتبة اعجوبة في الذكاء، أثنى عليها وقال: " كانت امى بعد أمي، أصبت بها في جمادى الاخرة من هذه السنة " أي سنة 798 ه - وذكر السخاوى تحصيلها الثقافى وإجازاتها، وزواجها، وأولادها كما ذكر الاحافظ ابن حجر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر وقال: " وتعلمت الخط وحفظت الكثير من القرآن، واكثرت من مطالعة الكتب فمهرت في دلك جدا.... وكانت بي برة دفيقة محسنة، وقد رثاها اخوها الحافظ ابن حجر في قثيرت، وكتن له اخ من امخ اسمه عبد الرحمن بن الشهاب احمد بن محمد البكري، ئترجم له في إنبائه وقال: انه مهر وحصل مالا اصله من قبل امه - وهي والدتي - فقدر الله موته قورثه ابوه " تزوج الحافظ ابن حجر عند ما بلغ عمره خمسا وعشرين سنة، وذلك في سنة 798 من انس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش، وتنتمي انس الى اسرة معروفة بالرئاسة والحشمة والعلم. وكان ابن حجر حريصا على نشر الثقافة والعلم بين أهل بيته واقاربه كحرصه على نشر العلم بين الناس، وسيتضح ذلك في دراسة جهوده في التدريس وعقده لمجالس الاملاء. فاسمع زوجته من شيخه حافظ العصر عبد الرحيم العراقي الحديث المسلسل بالاولية، وكذا اسمعها اياه من لفظ العلامة الشرف ابن الكويك، واجاز لها باستدعاء عدد من الحفاظ فيهم أبو الخير بن الحافظ العلائي، وابو هريرة عبد الرجمن بن الحافظ الذهبي، ولم تكن الاستدعاءات بالاجازة لها لتقصير على المصريين فقط بل من الشاميين والمكيين واليمنيين، وكان الحافظ ابن حجر في حالة الاستدعاء لها يدون اسماء من ولدن من بناتها اللاتي ولدن تباعا. وحجت صحبة زوجها، وقرا عليها الفضلاء، وكانت تحتفل بذلك وتكرم الحاضرين، وقد خرج لها السخاوي اربعين حديثا عن اربعين شيخا، وقرأ عليها بحضور زوجها، وكان الحافظ ابن حجر قد اسلف لها بالاعلام بذلك على سبيل المداعبة بقوله: قد صرت شيخة الى غير ذلك، وكانت كثيرة الامداد للعلامة ابراهيم ين خضر بن احمد العثماني العلامة المتفنن الذي
[ 99 ]
كان يقرأ لها صحبح البخاري في رجب وشعبان من كل سنة، وتحتفل يوم الختم بانواع من الحلوى والفاكهة، ويهرع الكبار والصغار لحضور ذلك اليوم رمضان بين يدي زوجها الحافظ، ولما مات الحافظ ابن خضر فرأ لها سبطها يوشف بن شاهين، ولم تضبط لها هفوة ولا زلة... وكان زوجها يكن لها الاحترام الكبير كما كانت هي عظيمة الرعاية له. فولدت له عدة بنات: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة،. فاطمة، ولم تأت منه بذكر، وكانت كلما حملت ذكلرا ولد قبل اوانه ميتا. وتمر السنوات ثقيلة متباطئة، وتتدافع في نفسه امور متنافرة يحترم ام اولاده ويرعاها غير انه شاء الله لها ان لا تلد الا اناثا، اما الذكور فيموتون، بيد انه احب ان يكون له ولد، فاختار التسري، وكانت لزوجته جارية يقال ان اسمها خاص نزل، فاظهر غيظا بسبب تقصيرها، واقسم بان لا تقيم بمنزله فبادرت انس لبيعها، فارسل شمس الدين بن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالؤ وتزوجها في مكان بعيد عن منزله، فحملت بولده الوحيد بدر الدين بن المعالي محمد المولود في الثامن عشر من صفر سنة 815 ه وكانت العقيقة في منزل انس، ولم تشعر بذلك الى قبل انفصال الولد عن الرضاع، فلما علمت انس ذهبت هي وامها الى مكان وجود الولد وامه واحضرتها معها الى منزلها واخفت امرهما. ولما حضر ابن حجر استجوبته زوجته انس فما اعترف ولا انكر بل ورى بما يفهم منه الانكار، ثم فامت فاخرجت الولد وامه فاسقط في يده. وعاتبته عتابا مرا، فاعتذر بميلة للاولاد الذكور، ودعت عليه ان لا يرزق ولد عالما، فتالم لذلك وخشي من دعائها، وقال لها: احرقت قلبي أو شيئا من هذا القبيل، لانها كانت مجابة الدعاء. وبعد وفاة الحافظ ابن حجر ارسل لها علم الدين البلقيني على بد ولده ابي البقاء يطلب الزواج منها، وقيل: انها لم تكن تابى ذلك لكن عصم الله - كما قال السخاوي: ببركة شيخنا - فلم تتزوجه. كما تزوج الحافظ ابن حجر ارملة الزين ابي بكر الامشاطي بعد وفاته، وذلك عند مجاورة ام اولاده سنة 834 ه، ورزق منها في رجب سنة 835 ابنة سماها آمنة، لم تعش طويلا حيث ماتت في شوال 836 ه، وبموتها طلقت امها لانه علق طلاقها عند سقره الى امد على موتها. كما تزوج الحافظ ابن حجر من ليلى ابنة محمود بن طوعان الحلبية عند ما سافر مع
[ 100 ]
الاشرف سنة 836 ه - الى آمد، وكان زواجه منها في حلب، واستمرت معه الى ان سافر من حلب ففارقها دون إن يعلمها بالطلاق، لكن اسره الى بعض خواصه، والتمس منه إلا يعلمها بذلك، وكان يريد ان يهتبر ولاءها ولانها قي لا تطيق ان تترك حلب تسافر معه الى مصر، ثم راسل بعض اصرقائه الحلبيين في تجهيزها ان اختارت ويعلنها بان الذي يحمله على الطلاق هو الزفق بها لئلا تختار الاقامة بحلب أو يحصل لها نصيبها فلا تتضرر، وجاء في الكتاب الذي قرأه السخاوي بخطه وصفه لها بانها نعم المرأة عقلا وحسن خلق وخلق ويعد ها بكل جميل وانها ان قدمت ينزلها احسن المنازل.. فامتثلت اشارته وتجهزت حتى قدكت عليه الى مصر... واستمرت معه حتى كات، وكان قد اسكنها في بيت خاص.. وياتي إليها في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولم يرزق منها اولادا، وكان شديد المسل إليها حتى قال فيها شعرا. أما أولا ده فهم خمس بنات وولد واحد، وهم: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، وبدر الدين محمد. فكانت " زين خاتون " هي البكر، ومولدها في ربيع الاخر سنة 802، فاعتنى بها واستجاز لها في سنة ولادتها وما بعدها خلقا وأسمعها على شيوخع كالعراقي والهيثمي وأحضرها على إبن خطيب داريا، ثم تزوجها الامير شاهى العلائى الكركي الذى صار داودارا عند المؤيد مدة، فولدت له عدة أولاد ماتوا كلهم في حياة أمهم، ولم يتأخر من أولادها إلا أبو المحاسن يوسف بن شاهين المعروف بسبط ابن حجر، وكانت قد تعلمت القراءاة والكتابة وماتت - وهى حامل - بالطاعون سنة 833 ه -. وأما " فرحة " فكان مولدها سنة 804، واستجيز لها مع أمها، وتزوجها شيخ الشيوخ محب الدين بن الاشقر الذى ولى نظر الجيش وكتابة السر، وكان احد الاعيان في الديار المصرية فولدت له ولدا مات صغيرا في حياة أمة التى كانت وفاتها سنة 828 ه - بعد أن رجعت من الحج مع زوجها موعوكة. واما " عالية " فكان مولدها سنة 807 ه - واستجيز لها جماعة وماتت هي وأختها فاطمة في الطاعون سنة 819 مع من مات من أفراد أسرة أبويهما. وأما " رابعة " فكان مولدها سنة 811 واسمعها والدها على المراغى بمكة سنة 815 ه - واجاز لها جمع من الشاميين والمصريين وتزوجها الشهاب احمد بن محمد بن مكنون، واستولدها بنتا سماها " عالية " ماتت في حياتيهما، مات عنها زوجها سنة 830 ه فتزوجها المحب بن الاشقر حتى ماتت عنه في سنة 832 ه، وعمل صداقتها في ارجوزة.
[ 101 ]
اما ولده الوحيد بدر الدين أبو المعالي محمد فكان والده حريصا على تعليمه وتهذيبه، فحفظ القرآن وصلى بالناس كما كانت العادة حارية في سنة 826، واسمعه الحديث على الواسطي وجماعة واجاز له باستدعاء والده منذ مولده سنة 815 ه فما بعد عدد من كبار المسندين ذكرهم والده في معجم شيوخه. وبلغ من حرصه واهتمامه به بعد ان صنف كتابه: " بلوغ المرام من أدلة الاحكام " لاجله، لكنه لم يحفظ الا اليسير منه وكتب عن والده كثيرا من مجالس الاملاء وسمع عليه شيئا كثيرا واشتغل بامر القضاء والاوقاف مساعدا لوالده، حتى صارت له خيره بالمباشرة والحساب.. واشتدت محبة والده له. وولي في حياة ابيه عدة وظائف اجلها مشيخة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية ناب عنه فيهما والده، والامامة بجمع طولون وغير ذلك. وقد وصفه ابن تغري بردي بالجهل، وسوء السيرة، ولم يرض ذلك السخاوي فرد عليه مفيدا بانه كان حسن الشكالة متگما على عياله قل ان يكون في معناه، لكن السخاوي اشار فط موضوع آخر الى محنة الحافظ ابن حجر بسبب ولده وما نسب إليه من التصرف في اموال الجامع الطولوني بالاشتراك مع آخرين، واحتجز رهن التحقيق، وكان والده في ضيق صدر زائد والم شديد بسببه وتاوه كثيرا وكل يوم يسمع من الاخبار ما لم يسمعه بالامس، وكان يتوجه إليه في يوم الجمعة يوما أو اكثر الى المكان الذي يكون فيه فيرجع.. هو مسرور لما يرى من ثبات ولده وقوة قلبه وشجاعته، وانتظام كلامه ومهارته، الى ان تبين ان ما اشيع عنه مجرد اتخام، ولذلك عمل الحافظ ابن ححر حزءا سماه " ردع المجرم عن سب المسلم " ويبدو ان القاضي ولي الدين السفطي كان له دور مهم في محنة الحافظ ابن حجر بسبب ما كان بينهما من المناسفة على القضاء فكانت هذه الحادثة سببا في زهد الحافظ ابن حجر في القضاء. ابن حجر المحدث وخطيب الازهر تولى ابن حجر الخطابة قد عدة مساجد بالقاهرة مثل الجامع الازهر وجامع عمرو غيرهما من المساجد الكبرى بالقاهرة فقد كان متبحرا في العديد من العلوم، وكان يفد إليه طلاب العلم وأهل الفضل من سائر الانحاء، وكان يتسم بالحلم والتواضع والصبر كثير الصيام والقيام.
[ 102 ]
وكان مرجعا في الحديث النبوي، حتى لقب بلقب " امير المومنين " في الحديث وهذا اللقب لا يظفر به الا اكبر المحدثين الافذاذ وقد حبب الى ابن حجر الحديث واقبل عليه بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين ولكنه لم يلزم الطلب الا من سنة ست فعكف على الزين العراقي به وانتفع بملازمته، وتحول الى القاهرة فسكنها قبيل القرن وارتحل الى البلاد الشامية والمصرية والحجازية واخذ عن الشيوخ والاقران واذن له جل هؤلاء في الافتاء والتدريس. وتصدر لنشر الحديث وقصر نقسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفا وإفتاء وزادت تصانيفة التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الادب والفقه - على مائة وخمسين تصنيفا وقد عرف ابن حجر بالحفظ وكثرة الاطلاع والسماع وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه واثنى عليه شيوخه في هذا الشان وقد سبق انه ولي تدريس الفقه بالمدرسة الشيخونيه وتدريس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة ثم تدريس الشافعية بالمؤيدة الجديدة ومشيخة البيبرسية في دولة المؤيد وتدريس الفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة للامام الشافعي، كما تولى الخطابة بالجامع الازهر وبين التدريس والافتاء ولي منصب القضاء، وكانت اول ولايته القضاء في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وثمانية بعد ان امتنع اولا لانه كان لا يؤثر على الاشتغال بالتاليف والتصنيف شيئا غير ان ابن حجر كما يقول السخاوي قد ندم على قبوله وظيفه القضاء ويقول ابن حجر ان من افة التلبس بالقضاء ان بعضهم ارتحل الى لقائي وانه بلغه تلبسي بوظيفة القضاء فرجع، وعزل عن القضاء واعيد إليه مرات وكان اخر ولايته القضاء إذ عزل نفسه في الخامس والعشرين من جمادي الاخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائه. شيوخه: بلغ عدد شيوخه بالسماع وبالاجازة وبالافادة عل ما بين بخطه نحو اربعمائة وخمسين نفسا، وإذا استثنينا الذين اجازوا عموما فقد ترجم في " المجمع المؤسس " لاكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم ان عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الاقران. واجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم ويعول في حل المشكلات عليهم ما لم يجتمع لاحدكم من اهل عصره، لان كل واحد منهم كان متبحرا وراسا في الذي اشتهر به " فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصابيف العراقي في معرفة علوم الحديث متعلقاته، والخيثمي في حفظ المتون، واستحضارها والمجد الشيرازي في حفظ اللغة واطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام
[ 103 ]
كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغمارى فائقا في حفظها، والايناس في حسن تعليمه وجوده تفهمية، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث كان يقول: انا اقرا في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري اسماءها، والتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها. شيوخ القراءات: 1 - ابراهيم بن احمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الشيخ برهان الدين الشامي (709 ه - 800 ه) بلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ بالسماع وبالاجازة يجمعهم معجمة الذي خرجه له الحافظ ابن حجر ونزل اهل مصر بموته درجة، قرأ عليه الحافظ ابن حجرمن اول القرآن (الفاتحة) الى قوله (المفلحون) من سورة البقرة جامعا للقراءات السبع ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعة لها على القاضي بدر الدين بن جماعة كما قرأ عليه الخلاصة للالفية من العربية نظم ابن عبد الله، فضلا عن قراءته عليه صحيح البخاري، وبعض المسانيد، والكتب والاجزاء، وخرج له المائة العشرية، ثم الاربعين التالية لها، واذن له بالاقراء سنة 796 ه. 2 - محمد بن محمد بن محمد الدمشقي الجزري (751 - 833) شيخ القراءات وأجاز له ولولده محمد وحثه على الرحلة الى دمشق، حدث بكتابه (الحصن الحصين) في بلاد اليمنية، ومهر الجزري في الفقه الا ان فنه القراءات. شيوخ الحديث: 1 - عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري المعروف بالنشاوري (705 - 790 ه) وهو اول شيخ سمع عليه الحديث المسند فيما اتصل بعلمه، سمع عليه صحيح البخاري مع فوت بقراءة شمس الدين السلاوي سنة 785 ه بالمسجد الحرام بسماعه على الرضي الطبري على انه شك في إجازته منه، وترك التخريج والرواية بتلك الاجازة وقال: " وفي المصرح به غني عن المظنون والله المستعان ". 2 - محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخرومي المكي جمال الدين (751 - 817 ه) وهو اول من بحث عليه في فقه الحديث وذلك في مجاورته مع الخروبي بمكة سنة 785 وهو ابن اثنتى عشرة سنة، حيث قرأ عليه بحثا في عمدة الاحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، ثم كان اول من سمع بقراءته الحديث بمصر سنة 786، وسمع عليه كتبا اخرى.
[ 104 ]
3 - عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمت العراقي أبو الفضل زين الدين الحافظ الكبير (725 - 806 ه) وأول ما اجتمع به سنة 786 فقرأ عليه ثم فتر عزمه، كما وضح فيما فات، ثم لازمه عشر سنوات وتخرج به وهو اول من اذن له بالتدريس في علوم الحديث في سنة 797 ه، وحضر مجالس املائه، وقرأ عليه كتابه " الاربعين العشارية " من جمعه واستملي عليه الحافظ ابن حجر في غياب ولده ابي زرعة، وحمل عنه جملة مستكثرة من اماليه، واذن له في تدريس الفيته من الحديث، وشرحها، والنكت على ابن الصلاح، وسائر كتب الحديث وعلومه، ولقبه بالحافظ وعظمه ونوه بذكره. وللحافظ ابن حجر مع شيخه مراجعات كثيرة. 4 - علي بن ابي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي (735 - 807) لازم العراقي اشد ملازمة وهو صهره، خرج زوائد مسند البزار ثم مسند ابي يعلي الموصلي، ثم الطبرانيات، وجمع الجميع في كتاب واحد محذوف الاسانيد، ورتب الثقات لابن حبان على حروف المعجم، وحلية الاولياء على الابواب، اقتصر منها على الاحاديث المسندة، ومات وهو مسودة فكمل ابن حجر ربعه، وصار الهيثمي لشدة ممارسته اكثر استحضارا للمتون من شيخه العراقي حتى يظن من لا خبره له انه احفظ منه، وليس كذلك، لان الحفظ المعرفة. قال ابن حجر: كان يودني كثيرا وبلغه انني تتبعت اوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت ذلك " قرأ عليه قرينا لشيخه العراقي ومنفردا. شيوخ الفقه 1 - ابراهيم بن موسى بن ايوب برهان الدين الانباسي الورع الزاهد (725 - 802 ه) سمع من الوادي اشي وابي الفتح الميدومي ومسند عصره ابن اميلة وطبقتهم، قال عنه ابن حجر: " سمعت منه كثيرا وقرأت عليه الفقه " وقال " اجتمعت به قديما وكان صديق ابي ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه وفي المنهاج وقرأت عليه قطعة كبيرة من اول الجامع للترمذي بسماعه على.. ابن اميلة " وله مصنفات، يالفه الصالحون ويحبه الاكابر وفضله معروف. 2 - عمر بن علي بن احمد بن الملقن (723 - 804 ه) كان اكثر اهل عصره تصنيفا فشرح المنهاج عدة شروح، وخرج احاديث الرافعي في ست مجلدات، وشرح صحيح البخاري في عشرين مجلدة انتقده ابن حجر عليه وعلى اشياء اخرى. قرأ عليه قطعة من شرحه الكبير على المنهاج.
[ 105 ]
3 - عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني نزيل القاهرة أبو حفص، شيخ الاسلام علم الاعلام مفتي الانام (724 - 805 ه) اقدمه ابوه القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة ادراكه وعرض عليه محافيظه ورجع، غير انه لم يرزق ملكه في التصنيف، وقد لازمه الحافظ ابن حجر مدة، وقرآ عليه الكثير من الروضة، ومن كلامه على حواشيها، وسمع عليه بقراءة البرماوي مختصر المزني، وكتب له خطه بالاذن بالاعادة وهو تول من اذن له في التدريس والافتاؤ، وتبعه غيره. 4 - محمد بن علي بن عبد الله القطان الفقيه (737 - 813 ه) مهر في فنون كثيرة، وتفقه عليه الحافظ ابن حجر، وقال عنه: قرأت عليه وأجاز لي وذكر لي انه قرأ الاصول على الشيخ نور الدين الاسنائي وكان ماهرا في القراءات والعربية والحساب ولازمه في الفقه، وقرأ عليه قسما كبيرا من الحاوي وغيره. 5 - علي بن احمد بن ابي الادمي الشيخ نور الدين، قال ابن حجر: قرات عليه في الفقه والعربية، وكان على طريقة مثلى من الدين والعبادة والخير والانجماع ولازمه كثيرا. شيوخ العربية: 1 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري المصري المالكي (720 - 802) وكان كثير الاستحضار للشواهد واللغة مع مشاركة في الاصول والفروع، ودرس القراءات في الشيخونية وهو خاتمة من كان يشار إليه في القراءات العربية، سمع عليه الحافظ ابن حجر القصيدة المعروفة بالبردة بسماعه لها على ابي حيان بسماعه من ناظمها، واجاز له غير مرة كما اجازة مروياته عن غيره، وكان عارفا بالعربية كثير الحفظ للشعر لا سيما الشواهد قوي المشاركة في فنون الادب. 2 - محمد بن ابراهيم بن محمد الدمشقي الاصل بدر الدين البشتكي الاديب الفاضل المشهور (748 - 830 ه). حفظ كتابا في فقه الحنفية ثم تحول شافعيا، ثم نظر في كتب ابن حزم، واشتغل في فنون كثيرة، وعني الادبيات فمهر فيها، لازمه ابن حجر بضع سنين، وانتفع بفوائدة وكتبه وادبياته وطارحه بابيات وسمع منه الكصير من نظمه واجار له ولاولاده، وسبقت الاشارة الى انه كان يعيره بعض الكتب الادبية، واقرأ عليه مجلسا واحدا من مقدمة لطيفة في علم العروض استفاد منه لمعرفة الفن لكماله، كما قرأ عليه البشتكي بعد ذلك في الحديث شيخه، وتلميذه في آن واحد.
[ 106 ]
3 - محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم بن عمر الشيرازي الشيخ العلامة مجد الدين أبو طاهر القيروز اباذي (729 - 817 ه) نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها الى ان فاق اقرانه، اجتمع به في زبيد، وفي وادي الخصيب وناوله جل القاموس المحيط واذن له مع المناولة بروايته عنه وقرأ عليه من حديثه عدة اجزاء، وسمع منه المسلسل بالاولية بسماعه عن السبكي، وكتب له تقريضا على بعض تخريجاته ابلغ فيه شيخه في اغلب العلوم. هو محمد بن ابي بكر بن عبد العزيز ين جماعة الحموي الاصل ثم المصري الشيخ عز الذين ابن المسند شرف الدين (759 - 819). اتقن فنون المعقول الى ان صار هو المشار إليه في الديار المصرية في هذا الفن... ولم يكن يقرأ عليه كتاب من الكتب المشهورة إلا ويكتب عليه نكتا وتعقيبات وإعتراضات بحسب ما يفتح له اخذ عنه في شرح منخاج الاصول، وجمع الجوامع، ومختصر ابن الحاجب وفي المطول لسعد الدين واجاز له غير مرة ولاولاده، وقال البقاعي: واجل من اخذ عنه المعقول والادبيات علامة الدنيا الشيخ عز الدين بن جماعة، ولازمه طويلا، وأخذ عنه علما جزيلا. وقال السخاوي: ان ابن جماعة كان يقول: انا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري اسماءها ". ولازمه الحافظ ابن حجر في غالب العلوم التي كان يقرؤها من سنة 790 ه الى ان مات سنة 819 ه ولم يخلف بعده مثله كما قال في " إنباء الغمر " مصنفاته: قال الشمس السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر: " وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الادب والفقه، والاصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا رزق فيها من السعد والقبول خصوصا " فتح الباري بشرح البخاري " الذي لم يسبق نظيره امرا عجبا ". بلغت مصنفاته اكثر من اثنين وثلاثين ومائة تصنيف، وها في مرتبة على حروف المعجم. 1 - الايات النيرات للخوارق المعجزات.
[ 107 ]
2 - اتباع الاثز في رحلة ابن حجر. 3 - اتحاف المهرة باطراف العشرة. 4 - الاتقان في قضائل القرآن. 5 - الاجوبة المشرقة على الاسئلة المفرقة. 6 - الاحكام لبيان ما في القرآن من ابهام. 7 - اربعون حديثا متبانية الاسانيد بشرط السماع. 8 - اسباب النزول. 9 - الاسئلة الفائقة بالاجوبة اللائقة. 10 - الاستبصار على الطاعن المعثار. 11 - الاستدرك على الحافظ العراقي في تخريج احاديث الاحياء. 12 - الاستدراك على الكاف الشاف. 13 - الاصابة في تمييز الصحابة. 14 - اطراف المختارة. 15 - اطراف الصحيحين. 16 - اطراف المسند المعتلي باطراف المسند الحنبلي. 17 - الاعجاب ببيان الاسباب. 18 - الاعلام بمن ذكر في البخاري من الاعلام. 19 - الاعلام بمن ولي مصر في الاسلام. 20 - الافصاح بتكمسل النكت على ابن الصلاح. 21 - الافنان في رواية القرآن. 22 - إقامة الدلائل على معرفة الاوائل. 23 - الالقاب. 24 - امالي ابن حجر. 25 - الامتاع بالاربعين المتباينة بشرط السماع. 26 - الانارة في الزيارة. 27 - انباء الغمر بانباء العمر. 28 - الانتفاع بترتيب الدار قطني. 29 - انتقاض الاعتراض. 30 - الانوار بخصائص المختار.
[ 108 ]
31 - الايناس بمناقب العباس. 32 - البداية والنهاية. 33 - بذل الماعون بفضل الطاعون. 34 - البسط المبثوث في خبر البرغوث. 35 - بلوغ المرام بادلة الاحكام. 36 - بيان الفصل بما رجح فيه الارسال على الوصل. 37 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه. 38 - تبيين العجب بما ورد في فضل رجب. 39 - تجريد التفسير. 40 - تحرير الميزان. 41 - تحفه اخل التحديث عن شيوخ الحديث. 42 - تحفة الظرف باوهام الاطراف. 43 - تخريح الاحاديث الاذكار للنووي. 44 - تخريج احاديث الاربعين للنووي. 45 - تخريج احاديث مختصر ابن الحاجب. 46 - تخريج الاربعين النووية بالاسانيد العلية. 47 - التعريج على التدريج. 48 - ترجمه النووي. 49 - تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس. 50 - التشويق الى وصل المهم من التعليق. 51 - تصحيح الزوضة. 52 - تعجيل المنفعة برواية رجال الائمة الاربعة. 53 - التعريف الاوحد باوهام من جمع رجال المسند. 54 - تعريف اولي التقدير بمراتب الموصوفين بالتدليس. 55 - تعريق الفئة بمن عاش مئة. 56 - تعقبات على الموضوعات. 57 - تعليق التعليق. 58 - تقريب التقريب. 59 - تقريب التهذيب.
[ 109 ]
60 - تقريب المنهج بترتيب المدرج. 61 - تقويم السناد بمدرج الاسناد. 62 - التمييز في تخريج احاديث الوجيز 63 - تهذيب التهذيب. 64 - تهذيب المدرج. 65 - توالي التأسيس بمعالي ابن ادريس. 66 - توضيح المشتبه للازدي في الانساب. 67 - التوفيق بتعليق التعليق. 68 - الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل. 69 - الجواب الشافي عن السؤال الخافي. 70 - الخصال المكفرة للذنئب المقدمة والمؤخرة 71 - الخصال الواردة بحسن الاتصال. 72 - الدراية في منتخب تخريج احاديث الهداية. 73 - الدرر. 74 - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة 75 - ديوان شعر. 76 - ديوان منظور الدرر. 77 - ذيل الدرر الكامنة. 78 - رد المحرم عن المسلم. 79 - الرسالة العزية في الحساب. 80 - رفع الاصر عن قضاة مصر. 81 - الزهر المطول في بيان الحديث المعلول. 82 - الزهر النضر في انباء الخضر. 83 - الشبعة النيرات في سبعة اسئله عن السيد الشريف في مباحث الموضوع. 84 - سلوت ثبت كلوت: التقطها من ثبت ابي الفتح القاهري. 85 - شرح الاربعين النووية. 86 - شرح سنن الترمذي. 87 - شرح مناسك المنهاج. 88 - شرح منهاج النووي.
[ 110 ]
89 - شفاء الغلل في بيان العلل. 90 - الشمس المثيرة في معرفة الكبيرة 91 - طبقات الحفاظ. 92 - عرائس الاساس في مهتصر الاساس، للزمخشري. 93 - عشاريات الاشياخ. 94 - عشرة احاديث عشارية الاسناد. 95 - عشرة العاشر 96 - فتح الباري بشرح البخاري 97 - فضاول شهر رجب 98 - فهرست مروياته. 99 - فوائد الاحتفال في بيان احوال الرجال، لرجال البخاري. 100 - الفوائد الجمة فيمن يجدد الذين لهذه الامة. 101 - قذى العلين من نظم غريب البين. 102 - القصارى في الحديث 103 - القول المسدد في الذب عن المسند 104 - الكاف الشاف في تحرير احايث الكشاف. 105 - كشف السحر عن حكم الصلاة بعد الوتر 106 - لذة العيش بجنع طرق حديث " الائمة من قريش " 107 - لسان الميزان. 108 - المجمع الم ء سس في المعجم المفهرس 109 - مختصر البداية والنهاية لابن كثير 110 - مختصر تهذيب الكمال. 111 - المرجمة الغيثية عن الترجمة الليثية 112 - مزيد النفع بما رجح فيه الوقف على الرفع 113 - المسلسل بالاولية بطق عليه 114 - المسند المعتلي باطراف الحنبلى. 115 - المشتبه. 116 - المطالب العالية من رواية المسانيد الثمانية. 117 - المطالب العالية في زوائد الثمانية
[ 111 ]
118 - المقترب في بيان المضطرب. 119 - المقصد الاحمد فيمن كنية أبو الفضل واسمه احمد. 120 - الممتع في منسك المتمتع. 121 - المنحة فيما علق به الشافعي القول على الصحة. 122 - منسك الحج. 123 - النبا الانبه في بناء الكعبة. 124 - نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر. 125 - نزهة الالباب في الانساب. 126 - نزهة القلوب في معرفة المبدل عن المقلوب. 127 - نزهة النظر بتوضيح نخية الفكر. 128 - النكت الحديثية على كتاب ابن الصلاح. 129 - نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب. 130 - النيرات السبعة، ديوان ابن حجر. 131 - هداية الرواة الى تخريج المصابيح والمشكاة. 132 - هدي الساري لمقدمة فتح الباري. مرضه ووفاته بدا المرض بحافظ الدنيا ابن حجر طيب الله مثواه في ذي الحجة سنة 825 ه، وفي الحادي عشر منه حضر مجلس الاملاء كما املي في يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر المذكور مجلسا وهو متوعك، ثم تغير مذاجه واصبح ضعيف الحركة. وخشي الاطباء ان يناولوه مسهلا لاحل سنة فاشير " بلبن الحليب "، فتناوله فلانت الطبيعة قليلا وادى ذلك الى نشاط... وصار مسرورا بذلك، ولكنه لم يشف من مرضه تماما... ثم عاد الى الكتمان وتزايد الالم بالمعدة وكان يقول هذا بقايا الغبن من سنة تسع واربعين وتوابعها، ولم يستطع ان يؤدي صلاة عيد الاضحى الذي صادف يوم الثلاصاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، ثم توجه الى زوجته الحلبية، وكانه احسن بدنو اجله، فاعتذر عن النقاطاعه عنها واسترضاها وكان ينشد: ثاء الثلاثين قد اوهت قوى بدني * فكيع حالي وثاء الثمانينا. (البسيط) وتردد إليه الاطباء، وهرع الناس من اامراء والقضاء والمباشرين. لعيادته، وقبل
[ 112 ]
منتصف شهر ذي الحجة من سنة 852 ه اشيع ان شيخ الاسلام قد توعك فانشا يقول: (من المجتث) اشكوا الى الله مابي * وما حوته ضلوعي قد طال السقم جسمي * بنزله وطلوعي وكان مرضه قد رام اگثر من شهر، حيث اصسى باسهال ورمي دم (ديسانتري)، غير ان السخاوي يقول: " ولا استبعد انه اكرم بالشهادة فقد كان طاعون قد ظهر " ثم اسلم الروح الى بارئها في اواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. واختلف مترجموع في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، على انهم يتفقون جميعا تقريبا على انها - وفاته - كانت في ليلة السبت من ذي الحجة، والاختلاف ينحصر في تحديدهم لاي سبت منه، وهذا يرجع الى ان الارقام عرضة للتحريف اكثر من غيرها فجعلها بعضهم في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وجعلها اخرون في التاسع عشر منه، على حين ذكرها فريق ثالث في ثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 ه، وترك وصبته التي نقل السخاوي نصها، مستقاه من سرطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها انه اوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الاملاء بجزء من تركته. وفي اواخر ايامه عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله، فانشده اربعة ابيات من قصيدة لابي القاسم الزمخشري هي: (من الكامل) قرب الرحيل الى ديار الاخرة * فاجعل الهي خير عصري اخرة وارحم مبيتي في البور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقى ناخره فانا المسيكين الذي ايامه ول * - ت باوزار غدت متواترة فلئن رحمت فانت اكرم راحم * فبحار جورك يا الخي زاخره وصلى عليه بمصلاة بكتمر المؤمن، حيث امر السلطان جقمق بان يحضر الى هناك ليصلي عليه، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة باذن من السلطان. وحضر الشيوخ وارباب الدولة وجمع غفير من الناس، وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر احد الاذكياء من مشى في جنازته بانهم نحو الخمسين الف انسان.
[ 113 ]
ومن شدة حب الناس، وإكرامهم له تصور البعض ان الخضر صلى عليه كما ذكر ذلك صاحب مفتاح السعادة، فقال: ومن جملة من صلى عليه " الخضر عليه السلام رآه عصابة من الاولياء " وكان يوم موته عظيما على المسلمين وحتى على اهل الذمة، وشيعته القاهرة الى مدفته في القرافة الصغرى، وتزاحم الامراء والاكابر على حمل نعشه، ومشى الى تربته من لم يمش نصف مسافتها قط، فدفن تجاه تربة الديلمي بتربة بني الخروبي بين مقام الشافعي ومقام سيدي مسلم السلمي، وكانت وصيته خلاف ذلگ، وقد سنحت لي الفرصة بزيارة قبر الحافظ ابن حجر رحمه الله، فتبين لي انه يقع في مسافة تقدر بحوالي 1500 م من مقامه الامام الشافعي. وقيل: ان السماة امطرب على نعشه مطرا خفيفا فعد ذلك من النوادر. ذكر من رثاه: وما احقه بقول ابن دريد في قصيدة طويلة: البسيط: ان المنية لم تتلف بها رجلا * بل ابلغت علما ابلغت علما للدين منصوبا كان الزمان به تصفو مشاربه * والان اصبح بالتكدير مقطوبا كلا ويامه الغر التي جعلت * للعلم نورا وللتقوى محاريبا وبقول غيره: الكامل: ذهب العليم بغيب كل محدث * وبكل مختلف من الاسناد وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعنى به علماء كل بلاد وبقول غيره. بكيت على فراقك كل يوم * وامليت الحوار من الجفون ولو كان البكاء بقدر شوقي * لملته العيون من العيون. وبقول غيره: رزء الم فقلب الدهر في وهج * واغفل الناس منسوب الى الهوج
[ 114 ]
وللقلوب وجيب في مراكزها * مهول فهو بتشقيق الصدور حجي وللعيون انهمال كالغمام بكا * فكل فج به عال من اللجج يا واحد العصر يا من لا نظير له * إذ كل شخص من الامثال في لجج يا شيه الاسلام يا مولى لقد خضعت * غلب الرجال لما تبدي من الحجج يا بر حلم بحور العلم قد تركت * لما سمعنا بداع، وقبل سمج اصم اسماعنا لما تلا سحرا * قد مات من تهزم الاهوال حين نجي قاضي القضاه المفدي من بني حجر * من خلقه ليس في شي من الحرج فلوو رضي الدهر منا فديه عظمت * إذا وحقك جدنا فيك بالمهج في حق عهدك ما زلنا ذوي شعف * بعهد دو لكم بالروح ممتزج حفت سجاياك والالباب قد رجحت * بها نهاك من الاحصاء بالثبح القت يا حلو، مر الصبر ترشفه * فانت للصبر صب بالغرام شجي من للقيام بجنح الليل مجتهدا * تبيت ترفعه ايات ذي الدرج تعلي النحيب خضوعا والاسى قلقا * كانه في الدياجي بالحراب وجي قد كان مصرك ليلا كالنهار به * شهاب فضلك يغينه عن السرج واليوم بعدك مثل الليل في سدف * يا لهفف قلبي فما صبح بمنبلج لكان فقدك فقد الناس كلهم * وفقد غيرك قد يلفى من الفرج قد يلفى من الفرج من للاحاديث يحييها ويحفظها * فوقته ليس حمال إليه يجي قد كنت للسنة الغرا شهاب علا * حميت افاقها عن مارد علج من كان في علمه في الشك مرتبكا، فانت في علمح الاشياعلى ثلج وانت اذكى الورى قلبا ورائحة * كانما كنت مسكا طيب الارج لهفي عليك شهاب الدين من رجل * لما ترحلت صار الناس في مرج قد كنت حافظهم في كل مغضلة * فبعدك اليوم لا تسال عن الهمج كانوا إذا اوهموا معنى واخرسهم * فتحت كل عم منهم ومرتتج لما ركبت على الحذباء ما احد * الا انحنى منه ظهر غير ذي عوج روحي فداء لبال قد ظهرت بها * لديك يا خبر بالامال بالحجج اروق سمعي بدر النطق منك وما * طرفي بممتنع من وحيك البهج
[ 115 ]
كانه لم يكن يوما فيا اسفى * ما كنت من بعد ما مرت بمتنهج كلا لعمري واني فالق كبدي * حزني عليك وقلبي جد ملتعج ولا احب ديارا قد قبضت بها * فنحوها بعد بعد منگ لم اعج نعم وابغضت والله الحياة بلا * وجود انسك فاعلم ذاك ذاك وابتهج لهفى على مجلس الاملا وحاضره * من كل حبر لسبل الخير منتهج كم فيه من راس راس هي من عجب * والجمع من شدة الاصغاء لم ينج كاننا لم نكن يوما لديك ولا * وبقولك العدب منا قط سرنجي فيا دوام افتكاري للسرور بكم * ويا بكائي طوال الدهر والابج لا ملان بسيط الارض من ادب * ركبت فيك معانيه من البرج جمعت قلبا بحب فيك ممتلئا * الى لسان بانواع الرثا لهج عليك مني تحيات ارددها * ما هيچ الورق قلبا فيك ذا وهج وجاد مهدك في صوب الرضا مزن * يا بحر يحيى بقاع الارض بالثبج ومنهم العلامة الشهاب أبو الطيب احمد بن محمد الحجازي فانشدني لفظه لنفسه قوله: الكامل: كل البرية للمنية صابرة * وقفولها شيئا فشيئا سائره والنفس ان رضيت بذا ربحت وان * لم ترض كانت عند ذلك خاسره وانا الذي راض باحكام مضت * عن ربنا البر المهيمن صادره لكن سئمت العيش من بعد الذي قد خلف الافكار منا حائرة هو شيخ الاسلام المعظم قدره * من كان اوحد عصره والنادرة قاضي القضاء العسقلاني الذهي * لم ترفع الدنيا خمصيما ناظره وشهاب دين الله ذو الفضل الذي * اربى على عدد النجوم مكاثره لا تعجبوا لعلوه فابوه من * قبل علي في الدنا والاخرة هو كيميا العلم وكم من طالب * بالكسر جاء له فاضحي جابره لا بدع ان عادت علوم الكيميا * من بعد ذا الحجر المكرم بائره
[ 116 ]
لهفي على من الورثتني حسره درس الدروس عليه إذ هي حاسره لهفي على المدح استمالت للرثاء وقصور اياتي غدت متقاصرة لهفي عليه عالما، بوفاته * درست دروس والمدارس بايره لهفي على الاملاء عطل بعده * ومعاهد الاسماع إذ هي شاغره لهفى عليه حافظ العصر الذى * غد كان معدودا لكل مناظره * لهفى على الفقه المهذب والمحرر * حاوي المقصود عند محاوره لهفي على النحو الذي تسهيله * معنى اللبيب مساعد لمذاكره لهفي على اللغة الغريبة كم أرا * نا معربا بصحاحها المتظاهرة لهفي على علم العروض تقطعت * اشبابه بفواصل متغايره لهفي عليه خزانة العلم التي * كانت بها كل الافاضل ماهره لهفي على شيخي الذي سعدت به * صحب واوجه ناظريه ناضره لهفي على التقصير مني حيث كم * املا النواحجي بالنواح مبادره لهفي على عذري عن استيفاء ما * تحوى وعجزي ان اعد ماثره لهفي على لهفي وهل ذا مسعدي * أو كان ينفععني شديد محاذره لهفي على من كل عام للهنا * تاتي الوفود الى حماه مبادره والان في ذا العام جاءوا للعزا * فهيه وعادوا بالدموع لها مرة قد خلف الدنيا خرابا بعده * لكنما الاخرى لديه عامره وبموته شقي الفؤاد واعلم ال * - عين انثنت في حالتيها شاغره ولي المعاجر طابقت اد للرثا * انا ناظم وهي المدامع ناشره فكأنه في قبره سر غدا * في الصدر، والافهام عنه قاصره وكانه في اللحد منه ذخيرة * اعظم بها درر العلوم الفاخره وكانه في رمسه سيف ثوى * في الغمر مخبوء ليوم الثائره وكانه كشف الغطاء له فان * قربت منيته افاض محاجره وغدا بابيات الرثا متمثلا * وحبابها بعض الصحاب وسارره.
[ 117 ]
ونعي بها من قبل ذلك نفسه * اكرم بها يا صاح نفسا طاهره ولصاحب الكشاف يعزى نظمها * والعد منها اربع متفاخره وانا الذي ضمنتها مرثيتي * جهر واولها بغير مناكره قرب الرحيل الى ديار الاخرة * فاجعل الهي خير عمرى اخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقي ناخره فانا المسيكين الذي ايامه * ولت باوزار غدت متواتره فلئن رحمت فانت اكرم راحم * فبحار جودك يا الهي زاخره هذا لعمري آخر الابيات إذ * خي اربع كملت تراها باهرة وانا اعود الى رثائي عودة * تجلو لسامعها بغير منافره قهرتني الايام فيه فليتني * في مصر م وما رايت القاهره هجرتني الاحلام بعدك سيدي * واحر قلب قد رمي بالقاهرة من شاء بعدك فليمت انت الذي * كانت عليك النفس قدما حاذره وسهرت مذ صرخ النعي بزجرة * فإذا هم من مقلتي بالساهرة ورزئت فيه فليت اني لم اكن * أو ليت اني قد سكنب مقابره رزء، جميع الناس فيه واحد * طوبى لنفس عند ذلك صابره يا نوم، عيني لا تلم بمقلتي * فالنوم لا ياوي لعين ساهره يا دمع، واسفي تربه ولو انها * بعلومه جرت البحار الزاخرة يا حبر فارحل ليس قلبي فارغا * سكنته احزان غدت متكاثره يا نار شوفي بالفراق تاججي * يا ادمعي بالمزن كوني ساجزه يا قبر، طب قد صرت بيت العلم أو * عينا به انسان فطب الدائره يا موت، انك قد نزلت بذي الندي * ومذ استضفت حباك نفسا خاطره يا رب فارحمه وسق ضريحه * بسحائب من فيض فضلك غامره يا نفس صبرا فالتاسي كائن * بوفاة اعظم شافع في الاخرة المصطفى زين النبيين الذي * حاز العلا والمعجزات الباهرة صلى عليه الله ما صال الردي * فنيا وجرد للبرية باتره وعلى عشيرته الكرام واله * وعلى صحابته النجوم الزاهره ومنهم الشهاب احمد بن محمد بن علي المنصوري صاحب القصيدة الماضية
[ 118 ]
ذكرها في المدائح، فقال يوم وفاة صاحب الترجمة: الرجز قد بكت السحب على * قاضي القضاة بالمطر وانهدم الركن الذي * كان مشيدا من حجر ومنهم الفاضل أبو هريرة عبد الرحمن بن علي بن احمد بن عثمان بن النقاش الاصم البسيط: قفا نبك بالقاموس الغمض الزجر والمرسلات بماء الغيث والمطر مذكرا لك بالاذكار إذ اسف * لعلى المعاهر والروضات والاثر على ديار إذا صح الحديث ولي * في الحسن معتقد والضعف للغير على رباع خلا درس الحديث بها * وربع عاف ومحتاج الى الحجر وقل لذي عذل في عبرة سمحت * دعها سمائية تجرى على قدر وقل لعيني التي بالدمع قد نزحت * با عين، جودي ولا تبقي ولا تذري وابكي بموج وما المقياس يحصره * فاضي القضاة امير المؤمنين في الاثر قاضي الفضاة امير المؤمنين سمي * باحمد بين علي ذي الرحلة الحجر اكرم بها مدحة ما حازها احد * في عصرنا غير نزر قل في العصر وع الكتابة واحفظها وسق سندا * وخل عنك سواد الطرس بالحبر يا مئت، ذكرتني موت النبي به * الهاشمي المصطفي المبعوث من مضر ذكرتني العمرين الصاحبين ابا * بكر الصديق مع الفاروق من عمر يا خنس ها ادمعي مع دمعك ائتلفا * ثم اختلفتا بكا في الصخر والحجر يا خنس، لو سمعت اذناك منطقه * من ثغر مبسمه المنظوم بالذرر يا خنس، اني عن عين له نظرت * ليس العيان كما قد قيل كالخبر يا خنس، قد قلت في صخر مراثية * فحول الحزن بالاسناد للحجر مصيبة عمت الدنيا باجمعها * رمي بها زحل بالقوس والوتر بالبحر والنهر والبحرين إذ جمعا * ابكيه من عبرة تجري بلا ضجر
[ 119 ]
ان ذكرتني بوقت صخرها غسقا * أو نكرتني بوقت الصيف في السحر فكل اوقاتي الغراء مسبله * جاها وعلما وما يزري ما البدر شبهته جالسا في الدرس في فئه * هم النجوم ووجه الشيخ بالقمر وهم طباق وهم يهدى السبيل بهم * من حوله انجم كالانجم الزهر هم الرجل ولكن شيخهم دجل * رجاله سند في مسند الخبر ساد الرجلا وكم قد ساد من رجل * يسوقه بعد تحويل من السطر يملي الحديث ببيبرس حوى سندا * عال الى سيد الكوميم والبشر تالله لو سمعت حذاق شرعتنا * سوق الاسانيد في إملائه الجهر ولو راوا يده في فرع روضته * أو فسرت آية في محكم السور أو ما يوصله في الدين معتقدا * أو رتبت سندا من نخبة الفكر أو اظهرت حكمة للشافعي خفت * يستخرج الكل من خرم من الابر اثنوا عليه ومن اضحى يخالفه * بمنزل دحص كقشعم الحجر ابكي عليه وقد شالوا جنازته * ونقطت مزنة من نسمه السحر انقي من الصلج اشراقا وريحتها * اذكى من المسك والندا الذكي العطر وبشرت برضا الرحمن خالقه * والحور قد زينت بالحلي في السرر وعدته قاولا للقلب منه عسى * وهل يفيد عسى مع سابق القدر يا قلب، قد كنت تخشى الموت ذا حذر * وليس ذو حذر ينجو من القدر وانت للعالم النقاش منتسب * وكم معان خفت تأتيك في الصور خفت المنون وما قد كنت تحسبه * قد جاء منتقشا كانقش في الحجر ان غاب شخصك يا مولاي عن نظري * وغيبوا وجهك المحبوب في القبر في اساريرك الحسناء مشرقة * سبط من الحسنيين الخلق والبشر يا من مراحمه للخلق واسعة * عمت نجيا ومن في دينه الخطر اجعل على متن هذا القبر سابغة * من لؤلؤ رطب عذت ذكي عطر والسامعين ومن يعزي لمذهبهم * تحدو على سنة الهادي النبي المضري وقل لمن سمع الابيات يسترها * فالله يستره في الورد والصدر فدمتها سلعة مزجا وناظمها * يعدها خجلا من اعظم الكبر واذن بحسب صلاة منك ثم رضا * على نبي الهدى والبشر والبشر وآله وجميع الصحب قاطبة * بهم هدى امم في البدو والحضر ما غردت ورقه في الايك آصرة * بزوره المصطفى والبيت والحجر
[ 120 ]
موت الامام شهاب الدين قد جزعت * له العلوم وما يروى من الاثر وقال ربع عبوم الشرع مكتئبا * به درست فما تلقون من اثر (الكامل): ان الحياة ذميمه من بعد ما * قبض الامام العسقلاني الشافعي يانفس، طيبى بالممات وحافظي * ان تلحقي هذا الامام وتابعي (المجتث:) بكت سماة وارض * عليك يا عسقلاني لكننا نتسلي * إذ ما سوى الله فانى (الكامل): الجفن قد حاكى السحاب وناظرة * فاعذر إذا فقد المتيم ناظره لو ان عاذله راى ما قد راى * لغدا له بعد الملامة عذره يا عاذلي، دعني فلي حزن على * طول المدي لم يلق يوما آخره ذاب الفؤاد وقد تقطع حسره * اسفا على قاضي القضاه النادرة اعني شهاب الدين ذا الفض الذي * عن وصفه افهام مثلي قاصرة العسقلاني الذي كانت الى ابوابه تاتي الوفود مهاجره يا عين، اني ناظم مرثية * فيه فكوني للوامع ناثره لله اياما به ولياليا * سلفت وكانت بالتواصل زاهره تالله، لم يات الزمان بمثله * ابد ا ولم ير مثله من عاصره شهدت له كل الفقول بانه * ما مثله هو درة هي فاخره دانت لفطنته العلوم فلم تزل * ابدا إليه كل وقت سائره يا ايها الشهراء، هذا سوقكم * كانت له تاتي التجار مبادره واليوم اغلق بابه فلاجل ذا * اضحت تجارتكم لديكم بائره كم من حديث قد رواه مسلسلا * ومدبجا وله معان ظاهره وكذا غريبا مسندا ومصححا * جملا واخبارا غدت متواتره اني لا عجز ان اعد فضائلا * فيه واعجز ان اعد ماثره كم طالب اقلامه من بعده * جفت ولم تمسك يداه محابره
[ 121 ]
اسفا عليه نقول يا نفس اصبري * فتقول: ما انا عند هذا صابره درست دروس العلم بعد وفاته * ومعاهر الاملاء اضحت دائره اسفى على قاضي القضاه مؤبد * زافرات قلبي كل وقت ثابره اسفى على شيخ العلوم ومن غدت * افكار كل الخلق فيه حائره اسفي على من كان بين صحابه * كالبدر في وسط النجوم الزاهره ولقد نعى قبل المنيه نفسه * إذ كل نفس للمنية صائره لا راى اجل الحياة قد انقضى * اضحى يشير الى الصحاب مبادره ويقول ابياتا وليست نظمه * لكن بلقظ منه اضحت فاخره وزمخشري ناظم ابياتها * هي اربع معدودة متواترة كل الورى من بعده اشتغلوا بها * فاسمع فاولها اقول مذاكره قرب الرحيل الى ديار الاخرة * فاجعل الهي خير عمري اخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقى ناخره فانا المسيكين الذي ايامه * ولت باوزار غدت متواتره فلئن رحما فانت ارحم راحم * فبحار جودك يا الهي زاخره ها آخر الابيات قد اوردتها * فيما نظمتا تبركا ومكاثره واعود اذكر بعد ذلك حالتي * وابث احزانا بقلبي حاضره واقول: مات أبو المكارم والندى * ملقي الدروس وذو العلوم الباهره ما كان احسن لقظه وحديثه * ماكان قط يمله من عاشره ولو انه يفدى لكنت له الفدى * واود لو اني سددت مقاصره لهب بقلبي بعده لا ينطفي * ودموع عيني لم تزل متقاي ره قالله يسقى قبره ماء الحيا * ابرا ويورده سحابا ماطره ثم الصلاة على النبي وصحبه * وعلى جميع التابعين اوامره يا درة فقدت وكانت فاخره * في بدء خير حولت للاخره من كل علم حاز اكبره فره * عز الفخار تصل بحارا زاخره شطن الرجا كانت لطالب بره * من بعد اشجان بفضل ماخره تعنو الرووس الى وجوه بديعه * واذ عصته اتت إليه ذاخره وهو المكرم والكريم بناته * مع علمه لو ام كعبا فاخره ليلى بعاذرها فشاغل قلبها * ولمن سواه بذي الدعاوي شاجره تجري عليه مودعا روحي ولن * تشغل ولو صلرا عظاما ناخره
[ 122 ]
قد كان اول شاغل قلبي هوى * وبهونه فالصبر عدى اخره (الطويل): شهاب المعالي بينما هو طالع * فعاجلنا فيه القضا والقوارع الى الله انا راجعون وحسبنا * ونعم الوكيل الله فيما نواقع فقد اورث الافاق حزنا وذلة * واظلمت الاكوان ثم المطالع واطلق دمع العين تجرى سحائبا * واجري عيون السحب فهي هوامع وصير طرفي لا يمل من البكا * واحرق قلبا بالجوانح هالع وفرق جمع الشمل من بعد الفه * والف در الدمع في الخد لامع فوجدي وصبري في الرثاء بيانيا * فوجدي موجود وصبري ضائع فصبرا لما قد كان في سابق القضاء * فليس بمقدور المنية دافع وطلقت نومي والتلذذ والهنا * والزمت نفسي انني لا اراجع وصاحب سهدي والتاسف والاسى * فواصلتها لما جعتني المضاجع واني غريب لو اقمت بمنزلي * واني وحيد لا معين اراجع فلهفي على تلك المجالس بعده * ولفقد اولي التحقيق قفر بلاقع فلهفي على جدي وشيخي وقدوتي * وشيخ شيوخ العصر إذ لا منازع فاوقاته مقسومة في عبادة * وفضل لمحتاج ببر يتابع فقد كان ظني ان تكون معاوني * على كل خير مثل ما قيل مانع فعند الهي قد جعلت وديعتي * كريم لديه لا يخيب الودائع فرحب الفضا قد ضاق من بعد بعده * علي وفيه بحر فكري واسع فياموت، زر ان الحياة ذميمة * فمن بعد هذا الحبر اني راجع امام الهدى والعلم والحلم والتقي * وحافظ هذا الوقت للحق خاضع ففي النظم حسان وفي الجود حاتم * وفي العلم ليث وهو في الثبت نافع عفيف السجايا باسط اليد بالندا * جزيل العطايا ناسك متواضع بزهد له قد كان يحكى ابن آدم * له ورع بالصبر للنفس قانع فايامه صوم وفي الليل هاجد * مقيل خشوع ساجد الراس راكع فمنهاجة حاو لتنبيه غافل * وبهجته زانت كما الروض نافع وفتح لبارية حواه فوائد * يزيل التباسا فهو للشكل رافع
[ 123 ]
وتقربيه الاسما لتهذيب طالب * وفي الجرح والتعريل كالسيف ساطع فان رمت اتقان الحديث فجمعه * فعن حافظ الاسلام تروى الشرائع (الطويل): كان لم يمت من سواه ولم تقم * على احد الا عليه النوائح (البسيط): اني معزيك لا اني على طمع * من الخلود ولكن سنة الدين ما المعزي بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا الى حين (الطويل): تعز تحسن الصبر عند كل فائت * ففي الصبر مسلاه الهموم واللوازم وليس يذود النفس عن شهواتها * لعمرك الاكل ماضي العزائم (الوافر): لعمرك ما الرزية موت شخص * يموت بموته علم كبير منهج الحافظ ابن حجر في " الاصابة " يرى ابن حجر ان علم الحديث النبوي من اشرف العلوم الدينية، ومن اجل معارفه تمييز اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صنف في علم معرفة الصحابة عد كبير من العلماء، ولقد وقف ابن حجر على مثنفاتهم وانتقدها، ثم وجد في وسعه ان يطور التصنيف في هذا الفرع من فروع المعرفة لى مستوى اعلى، وقد وقعت له بالتتبع، كثير من الاسماة التي لم تكن في المصنفات السابقة على الرغم من انها تقع في نطاق هذه المصنفات، وبذلك تسني له ان يصنف كتابا كبيرا أكثر استيعابا من غيره لتميز الصحابة من غيرهم. ولقد بدا تأليفه في سنة 809 ه، واستمر العمل فيه الى ثالث ذي الحجة سنة 847 ه حيث انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، فاستغرق تأليفه ما يقدب من اربعين عاما. واوضح ابن حجر ان الكتابة فيه كانت بالتراخي، وكتبه في المسودات ثلاث مرات، بسبب ما كان يدور في ذهنه من النهوض بهذا اللون من التصنيف، وبسبب الترتيب الذي
[ 124 ]
ابتكره. حتى في المرة الثالثة خرجت النسهة وكانها مسودة ايضا بكثرة الهوامش والالحاقات التي كان يضيفها تباعا، وعبر اربعين عاما تقريبا. فعد دون كلل الى الحاق اسماء اخرى وإجراء التصحيح أو التنقيح، وهذا هو نهج العالم الاصيل الذي يدرك بان الكمال لله وحده، وان الانسان وما يعمل بعيد عن الكمال. ولقد تجلى ورعه في دينه بوضوح في نزعته العلمية الموضوعية، فكان مثال العالم الورع الذي لا بيتسير الحديث عن شئ ولا يدعي، والقيد الضابط لذلك هو كونه واحدا من تلاميذ مدرسة الاسلام الخالدة ويحكى ابن حجر قصة تأليف الاصابة على مدى اربعين عاما بقوله: " وقد قيدت بالحمرة اولا، ثم بالصفرة ثم بصورة ما يخالطهما وكل ذلك قبل كتابه فصل المبهم من الرجال والنساء. ونتساءل هل كمل الاصابة ؟ على الرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها تأليف كتاب الاصابة، ورغم عناية مصنفه به، ومتابعته له، فانه لم يكمب بشكله النهائي، لانه خصص باب للمبهمات وقد قيد منها كثيرا وفلقد ورد في نهاية نيخة دار الكتب المصرية ذات الرقم 228 طلعت قول الناسخ ".... وقد بقي عليه المبهمات، وقيد منها كثيرا، ولكن المصرية ذات الرقم (229 طلعت) ان آخر كتاب النساء من الاصابة هو آخر ما وجد بخط مصنف الكتاب وقال السخاوي وهو يعدد المصنفين في الصحابة "... وكتاب شيخنا المسمى بالاصابة. وجامع لما تفرق منها مع تحقيق، ولكنه لم يكمل. ويبدو ان كثرة السؤال في تبييضه هي التي دفعت ابن حجر الى نشره قبل ان يكمل باب المبهمات. وهناك احلات في الاصابة على المبهمات كقوله مثلا " ياتي في المبهمات وياتي في الكنى "، أو كقوله: " وسيأتي ذكر قصتها في المبهمات ان شاء الله " كما وردت ترجمة أبي بجلية وآخريم في القسم الرابع، وقال تقدموا في الاول وحقهم ان يذكروا في المبهمات، ولكن لا نجد باب المبهمات في المطبوع من الاصابة الذي طبع اكثر من ست طبعات كما لم يشر احد من الناشرين أو المحققين إليه، وقد سبقت الاشارة انه كتب منه مثيرا ولم يظفر به الناسخ.
[ 125 ]
وفي الاصابة بعض المواضع البيضاء التي قد يكون تعليلها انها من جملة الاشياء التي لم يدونها المؤلف، لانها تتطلب المزيد من التحقيق. ففي اثناء بعض تراجمه ذكر سهيل بن ابي جندل ثم قال: " ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره " وقال في موضع آخر عند ترجمة ام سعيد والدة سعيد بن ي يد بن عمرو بن نفيل قال: " يكتب من.... باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقي في السنن الكبير " وجاء في نهاية الترجمة فقال: " وروى ابن سعد... " ولم يذكر الرواية. وجاء في نهاية ترجمة ما نصه " ينبغي ان يحول الى القسم الرابع ". ترتيب الاصابة على اربعة اقسام الح الكثيرون على ابن حجر في نشر كتابه " الاصابة "، فاستخار الله في ذلك ورتبة على اربعة اقسام في كل حرف، وهذا يعني انه قسم التراجم المبدوءة في حرف الالف مثلا الى اربعة اقسام، وكذلك الباء والتاء هلم جرا حتى اخر الحروف. 1 - القسم الاول: يقسم القسم الاول بانه خاص بتراجم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم أو عن غيرهم، ومهما كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، وشلمت تراجم هذا القسم اولئك الذين وقع ذكرهم بما يدل على الصحبة باي طريق كان. وكان قد رتب هذاا لقسم بادئ ذي بدء على ثلاثة ء قسام، ثم بدا له أن يجعله قسما واحدا، على أنه ميز في كل ترجمة ما إذا كانت الطريق التي وردت بها صحبة الصحابي صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك فالقراءة في كتاب الاصابة تستوجب يقظة وتركيزا وإمعانا والقارث ء مطلب بذلك إن شاء الوصول إلى الدقة والصواب. 2 - القسم الثاني: و خصص القسم الثاني لتراجم من ذكر في لاصحابة من الاطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وهم دون سن التمييز وبين أن ذكر هؤلاء الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على أنه - صلى الله عليه وسلم رآهم، وهذه الفكرة إنما تستند إلى أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا حريصين على أحضار أولادهم عنده عند ولادتهم ليحصنكهم ويسميهم تبركا به، والاخبار بذلك شهيرة، واستند ابن حجر في
[ 126 ]
تثبيت هذه الفكرة على أحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم وفي مستدرك الحاكم، وكتاب الصحابة لابن شاهين. وأعطى المبرر الذي دعاه إلى إفرادهم عن أهل القسم الاول بقوله: " لكن أحاديث هؤلاء عنه - أي عن النبي صلى الله عليه وسلم - من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث. 3، القسم الثالث: والقسم الثالث خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والاسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسملوا في حياته أم لا. وهؤلا - ليسوا أصحابة باتفاق أهل العلم بالحديث على الرغم من أن بعضهم قد ذكر في كتب معرفة الصحابة، لكن مصنفيها أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، ولم يجزموا بأنهم من أهلها، ومن هؤلاء المصنفين أبي حفصن بن شاهين (ت 385 ه) وأبي عمر بن عبد البر (ت 463 ه). وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله علهى وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث. 4 - القسم الرابغ: وهو خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب على سبيل الوهم والغعلط وبيان ذلك بالادلة وبأسلوب أهل الحديث وطرائقهم. ولم يذكر فيه إلا ما كان اوهم فيه بينا، وأما مع وجود احتمال عدم الوهم فلم يلجأ إلى ذكره، إلا إذا كان ذلك الاحتمال يغلب على ظنه بطلانه قال ابن حجر: " وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر. والحق أن ابن حجر لم يسبق في إفراد تراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم، إلا أن الذين سبقوه أشاروا إلى بعض هؤلاء من خلال ترجمتهم في الصحابة، لكنه لم يسبق أيضا في بيان سبب الوهم أو الذهول مع تحقيق فريد. ولقد حدد تلميذه البقاعي ذلك بقوله: "... بما لم يسبق إلى غالبه ". وهذا نهج جديد أدخله ابن حجر على التصنيف في علم معرفة الصحابة تمخض عن نتائج خطيرة. ميزات القسم الرابع في كتاب " الاصابة " يتمثل في هذا القسم جانب الاصالة والابداع، كما تتجلي فيه قابالية ابن حجر النقدية وقراءاته الواسعة.
[ 127 ]
وفيه صحح أوهاما، وحل معضلات فكرية، قد تكون صغيرة ولكنها مهمة، تواردت على السنة الحفاظ، وصفحات كتب المصنفين. أما أنواع الاخطاء التي صححها فهي كثيرة يمكن حصرها بالاتي: 1 - الكشف عن التحريف والتصحيف في الاسما إشار إلى التحريف أو التصحيف الذي اعترى الاسماء، ولا يسع الباحث هنا إلا إعطاء نماذج منها فقط في ترجمة سديد مولى أبا بكر (الترجمة / 3740) قال: " هكذا وقع في التجريد " وإنما هو بالمعجمة. فترجم لها ابن حجر في حرف الشين المعجمة، وأن اسمه عامر بن مالك بن صفوان، فورد عند السابقين (عن صفوان) أو أن لفظة (ابن) تصحقت واوا فصار الواحد اثنين. كما أشار إلى التصحيف السمعي، والخط السمعي معا. 2 - سقوط اسم من السند، أو سقوطا أداة الكنية، أو حرف جر أو زيادة اسم في النسب، وفي كل هذه الحالات تظهر أسماء تؤدي إلى الوهم 3 - توهم الرواة صحبة الرجل، لانه أرسل حديثا، وعدم التمييز بين المسند والمرسل. 4 - تعدد الاسماء أو الكنى، وعدم التمييز، فيذكر الرجل المترجم مرة بالكنية، ومرة بالاسم أو اللقب، فتتكرر ترجمة الصحابي على أنه اثنين وهو في الحقيقة واحد وكذلك المغايرة بين اسمين أو كنيتين، أو الجهل بوجود لقبين للمترجم مثل عام بن مالك الكعبي هو القشيري. أو أن ينسب الراوي إلى جده أو اعتماد المنصفين السابقين ل " ابن حجر " على نسخ محرفة فنشأ عن تغيير في الاسم، فيتغير " محمية " إلى " محمد " أو اسم رجل ذكروه في النساء أو خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر. 5 - منهم من مات قبل المبعث، وذكر في الكتب على أنه صحابي مثل " سيف بن ذي بزن ". 6 - الاخطاء الناجمة عن سقط وقلب، كما في ترجمة " عمرو السعدي " الذي ذكره المنصفون السابقون، وأوردوا من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن إبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسأل الناس شيئا وسل الله مسؤول ومنطي " وهذا هو عطية بن عمرو السعدي عن أبيه. 7 - تشابه الاسماء أدى إلى الوهم أحيانا.
[ 128 ]
8 - أخطاء نشأت عند عدم تأمل أو سوء فهم أو أن حقه أن يذكر في " المبهمات " فذكر في لا مصنفات السابقة في الاسماء كما في حديث من طريق يزيد بن نمران قال: " رأيت بتبوك رجلا مقعدا " فأورده جعفر المستغفري في الاسماء باسم " المقعد " فرد عليه ابن حجر هذا وهم، وإنما هي صفة، ومحله أن يذكر في " المبهمات " أو هو اسم جنس فيظن أنه اسم رجل، وليس كذلك كما في ترجمة " هديل ". 9 - اختلاف الاسماء من قبل بعض الكذابين مثل معمر، وعبد النور الجني، وأبو الحسن الراعي، ومكلبة الخوارزمي، وغيرهم. 10 - وأشار ابن حجر في القسم الرابع إلى أخطء تدل على انتباه شديد ويلا حظ ذلك في ترجمة ابي اللحم الغفاري الذي توهم الترمذي وأبو عمر بجعل " آبي اللحم: كنية، وهي ليست كنية، لكنها صارت كالكنية، وقيل: إنما قيل له لك، لانه كان لا يأكل اللحم ثم قال بعد أن ذكر الذين ترجموه أو ذكروه: " وكل ذلك خطأ وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون خطأ آخر وإنما حقه أن يكون في اللام، لان الالف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها وقد مشى على ذلك " الدولابي " و " ابن السكن " و " ابن منده " فذكروه في حرف اللام من الكنى، وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن منده فأصاب. وهكذا جاء القسم الرابع من كل حرف في كتاب " الاصابة " نهجا جديدا فأوضح اللبس وأزال الغموض الذي رافق الكثيرين من المصنفين، وارتفع بمستوى الكتابة في علم معرفة الصحابة إلى درجة عالية، ويمكن اعتباره مرحلة أعلى متطورة في هذا اللون من التصنيف. وقال الاستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم: وفي هذه المرحلة من البحث يبرز السؤال الاتي: إلى أي مدى استوعب كتاب " الاصابة " تراجم الصحابة ؟ لقد ذكر ابن حجر في مقدمته الوجيزة ل " الاصابة " عددا من المصنفين في هذا الباب، وانتقد قسما منهم، فذكر ابن عب البر وكتابه الذي سماه " الاستيعاب " لظنه أنه استوعب ما في كتب السابقين، ومع ذلك ففاته شئ كثير، وذكر الذيول عليه، ثم ذكر كتاب " أسد الغابة " ل " ابن الاثير " وانتقده إلى أن ذال: " ثم جرد الاسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد الله الذهبي، وعلم لمن ذكر غلطا، ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب ". وقد وقع ل " ابن حجر " كثير من الاسماء ليست في كتاب " الذهبي " ولا أصله، فجمع كتابا كبيرا في ذلك ميز فيه الصحابة من غيرهم وكما مر آنفا إلا أنه قال: " ومع ذلك فلم يحصل
[ 129 ]
لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسماء الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازي قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهمه قد روي عنه سماعا أو رؤية ". علما بأن أبا زرعة أجاب بذلك عن سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم ؟ ومع هذا فجميع من في " الاستيعاب " يعنى ممن ذكل فيه باسم أو كنية أو وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة واستدرك عليه ابن فتحون على شرطه قريبا من هذا العدد. وقرأ ابن حجر بخط " الذهبي " من ظهر كتاب " التجريد " لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيودا لم ينقصوا، ثم رأي بخطه أن جميع من في " أسد الغابة " سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا. على أن قول أبي زرعة وجد له تأييدا في رواية عن كعب بن مالك في قصة " تبوك " الواردة في الصحيحين وهي قوله: " والناس كثير لا يحصيهم ديوان ". وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدم عليا على عثمان فقد أزري على اثني عشر ألفا، مات في خلافة أبي بكر في الردة والفتوح الكثير ممن لم تضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في " الفتوح " وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع والله أعلم. على أن عدد تراجم الاصابة يزيد على 12304 بما في ذلك المكرر بسبب الاختلاف بالاسم أو الكنية أو اللقب وكذلك يشمل هذا العدد أولئك الذين الذين ذكرو في الصحابة على سبيل الوهم. مما تقدم يتضح بأن ليس بمقدور أحد أن يستوعب تراجم الصحابة ولا خمس عددم الاسباب المشار إليها آنفا. وتجدر الاشارة إلى أن ما شهده حقل معرفة الصحابة من ظهور الاستدراكات والتذييل وبيان الاوهام على المصنفات فيه يعطى دليلا على شعور المهتمين بهذا اللون من التصنيف النصف الاول من القرن التاسع الهجري لم تشر المصادر إلى كتاب ألف عن معرفة الصحابة، كما لم يظهر تذييل ولا استدراك على الاصابة، وهذا قد يفسير الجهد الصخم
[ 130 ]
المبذول فيه، والاستقصاء الفريد الذي قام به ابن حجر وقال السيوطي عندما ذكر " الاصابة ": " كتاب حافل، وقد اختصرته ولله الحمد "، وسماه حاجي خليفة: " عين الاصابة ". وقيل وقبل أن يشرع بأبواب الكتاب التي تضم باب الاسماء وباب الكنى، وباب النساء، وباب كنى النساء ذكر ثلاثة فصول مهمة تمس الحاجة إليها بمثل تصنيفه وتقع الفصول الثلاثة في ثماني صفحات، خصص الفصل الاول منها لتعريف الصحابي، وبين أصح ما وقف عليه من ذلك وهو أن الصحابي " من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ". وشرح هذا التعريف بصفحتين ونصف شرحا وافيا جاء فيه على جميع الملابسات المحتملة من حيث لقيا النبي صلى الله عليه وسلم أو الرواية عنه أو عدمها، ومن لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك ؟ والايمان به من الجن والانس وماذا بشأن الملائكة ؟ أو الذي لقيه مؤمنا ثم ارتد ثم عاد إلى الاسلام كما ناقش الاحتمالات الاخرى إلى أن قال: " وهذا التعريف مبني على الاصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة ". كما أشار إلى تعريفات أخرى. ثم بين ما جاء عن الائمة من الاقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا، وإن لم يرد التنصييص على ذلك، وهي ثلاثة آثار: 1 - أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة وقد استدل ابن حجر بهذا الرأي في أكثر من أربعين موضعا على أنه قال في موضع:: " كانوا لا يؤمرون في زمن الفتح إلا من كان صحابيا، لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح " العراق " فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم " وهو الثالث ". 2 - لم يبق بمكة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع واستدل ابن حجر بهذا الرأي في أكثر من سنة وثلاثين موضعا، وقال في موضع: " وقد ذكرنا غير مرة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا وهو من قريش فهو على شرط الصحبة، لانه لم يبق بعد " حجة الوداع " منهم أحدا على الشرك وشهدوا " حجة الوداع " مع النبي جميعا ". وقال في موضع آخر: " ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مر، بل شهدوا " حجة الوداع " كلهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البر ". وقال في موضع آخر: " وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكة والطائف في " حجة الوداع " أحدا إلا أسلم وشهدا ".
[ 131 ]
وفي موضع آخر قال: " لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في " حجة الوداع " إلا أسلم وشهدها ". وقال أيضا: " وقد تقدم لم سبق ب " مكة " قرشي في سنة عشر إلا شهد " حجة الوداع " كما قال: " وقد قدمنا غير مرة أن من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وبقي بعده، وكان قرشيا أو حليفا لهم فقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ". 3 - لم يبق من الاوص والخزرج في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا من دخل الاسلام، وما مات النبي صلى الله عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. واستدل ابن حجر بهذا الرأي فيما يتعلق بتراجم الانصار خاصة في القسم الثالث من كتاب " الاصابة ". أما الفضل الثاني فقد جعل عنوانه: " في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا ". وذلك بأشياء منها: - أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذلك عن آحاد التابعين بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي. وحدد معنى العدالة والمعاصرة، وبين رأي الامدي وأبي الحسن القطان، وابن عبد البر في هذين الشرطين وضرب الامثلة لذلك. وختم هذا الفصل بما أطلق عليه: " ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة وهو مأخوذ من ثلاثة آثار ". وقد ذكرنا أنهم كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة وكان لا يولد مولود للصحابة إلا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحنكه ويسميه، ولم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع. أما الفصل الثالث فقد خصصه - ل " بيان حال الصحابة من العدالة ". وقد اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وأحال إلى الفصل الذي كتبه الخطيب البغدادي في " الكفاية " في علم الرواية عن ثبوت عدالة الصحابة - رضوان الله عليهم - بتعديل الله لهم في القرآن، وإخباره عن طهارتهم، وإختياره لهم بآيات كثيرة يطول شرحها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع
[ 132 ]
ذلك يقتضى القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق. على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شئ عن عدالتهم لاوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الاسلام، وبذل المهج والاموال وقتل الاباء والابناء والمناصحة في الدين، وقوة الايمان واليقين القطع على تعديلهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم. هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله ولا ينتقص منهم إلا زنديق، لان الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدي إلينا ذلك كله الصحابة وتجريحهم أو الانتقاص منهم يستهدف إبطال الكتاب والسنة. وذكر بعض الايات والاحاديث في تفضيلهم، ومن الاخبار الدالة على تعظيمهم عند الخلفاء الراشدين وغيهرم. وختم الفصل بفائدة بين فيها أن أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة فذكرهم، ثم أورد قولا لابن حزم يتعلق بإمكان جمع مجلد صخم من فتيا كل واحد منهم جزء صغير وأن في الصحابة مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث وهؤلاء من فقهاء الصحابة. ونبه إلى أه جعل على كل اسم أورده زائدا على ما في تجريد الذهبي، وأصله الحرف " ز ". وبعد تحليل مقدمة " الاصابة " أورد الحديث عن السمات الرئيسية في منهجة. الدقة في الترتيب على حروف المعجم قسم ابن حجر " الاصابة " على أربعة أقسام في كل حرف من حروف المعجم، فحرف الالف مثلا أربعة أقسام وكذلك الباء والتاء وهلم جرا إلى الياء آخر الحروف. وتظهر الاقسام الاربعة في أسماء وكنى الرجال وأسماء وكنى النساء مرتبة على حروف المعجم أيضا. وفي داخل القسم الواحد من كل حرف يظهر الترتيب الهجائي مراعاى الحرف الاول والثاني والثالث والرابع في اسم المترجم، واسم إبيه واسم جده، ولم يشذ عن ذلك إلا في حالات نادرة جدا.
[ 133 ]
وعندما ذكر الاسماء المبدوءة مثلا رتبهم على حروف المعجم بعد لفظ " ذو ". وانتقد ابن حجر بعض من صنف في " الصحابة " لذكرهم جماعة من السناء في الكنى من غير أن يرد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة بل إذا ورد في خبر عنها أو عن غيرها أن لها ابنا اسمه " فلان " فيذكرونها بلفظ " أم فلان ". قال ابن حجر: ومن حق ما هذا سبيله أن يقال: والدة فلان، ولا يقال " أم فلان " إلا إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنى ابن حجر أسماءهم تبعا للمصنفين السابقين له، لكنه نبه على ذكل في كل ترجمة، ومن وضع أن لها اسما نبه عليه أيضا، ومن ورد أن لها كنية تختص بها أعاد ترجمتها في القسم الرابع، وهذا واحد من الاسباب التي أفضت إلى التكرار في التراجمع الضبط بالحروف والتعريف بالمواضع ضبط ابن حجر الاسماء والالفاظ بالقلم في الغالب وكأنه أحسن بضرورة تقييد بعضها بالحروف وخاصة أن كثير من الاسماء جاهلية أو غريبة تصعب قراءتها ولا يؤمن التحريف أو التصحيف فيها، على أنه لم يضبط جميع ما يحتاج إلى الضبط، ولعل ذلك يرجع إلى حرصه على الاختصار من جهة وتصنيفه كتابا في المشتبه الذي سماه " تبصير المنتبه بتحرير المشتبه " والذي انتهى من تحريره في سنة 816 ه، وقد يشير إلى أن اللفظ المعين قد ضبطه الامير ابن ماكولا أو غيره. ومع ذلك فإنه قيد بالحروف بعض الاعلام ولالفاظ وهي إما أن تكون أسماء في سلسلة نسب المترجم أو أسماء أو ألفاظا تمر أثناء حديثه عرضا، وقد تكون أسماء لمواضع. وفي موضاع قليلة عرف بالاعلام البلدانية والمواضع التي يرد ذكرها في أثناء التراجم، وقد يفسر بعض الالفاظ من النحية اللغوية أو البلاغية. التكرار في تراجم الاصابة أسفرت طبيعة المنهج الذي التزم به ابن حجر في " الاصابة " عن ظاهرتين برزتا في كتاب " الاصابة ". الاولى: التكرار في بعض التراجم. والثانية: خلو بعض الاقسام في بعض الحروف من التراجم أما بالنسبة لتكرار التراجم
[ 134 ]
فلذلك لاسباب عدة: منها أن ابن حجر التزم أن يذكر في القسم الاول كل من وردت صحبته بطريق الرواية عند أو عن غيره، سواء أكانت الطريق صحيحة أم حسنة أم حصنة أم ضعيفة أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة وبأي طريق كان، فهو يورد لذلك الترجمة ف ي القسم الاول على هذا الااس، ولكنه يناقش خلال ذلك الطرق وتثبت منها ويكتشف الذين ذكروا في الصحابة على سبيل الوهم، فهو يعيد ترجمة المذكو في الصحابة وهما في القسم الرابع في لغالب، ولكن إذا أدى فحصه للروايات إلى أن صحبة المترجم محتمه لإنه لا يكرر الترجمة ويكتفي بمناقشته للجوانب الضعيفة فيها. ومما أدي إلى التكرار أن لبعضهم اسمين أو ثلاثة أسماء قد تكون حقيقة، وقد يكون التصحيف أو التحريف أو الوهم قد وجد سبيله إلى واحد منها فصيره اثنين أو ثلاثة. فترى ابن حجر يترجمه في موضعين أو ثلاثة تبعا لتصحيفه في لاحرف الذي يبدأ به اسمه، لكنه يوضح ذلك ويحيل إلى ما أورده سابقا أو سيأتي به لاحقا مما يتعلق بالمترجم، وهنا لابد من التوضيح أن ضبط أسماء الصحابة وأنسابهم يتطلب يقظة وحذرا أكثر من غيرهم، لان أسماءهم لم تدون إلا في فترة متأخرة ناهيك بأن بعض أسمائهم أو أسماء آبائهم جاهلية وقد تكون غير مألوفة بالنسبة للمتأخرين، وهذا مما يجعل مسألة اللبس أو الوهم فيهم محتملة، وهذا ما لاحظته في دراسة " الاصابة ". وقد يكون بعض من صنف من لاسباقين لابن حجر قد أفرد ترجمتين لاثنين بناء على اختلاف اسميهما وهما في الحقيقة واحد. وفعل مثل ذلك بالنسبة للمشهورين بكناهم فترجمهم في الاسماء وفي الكنى، وأحال إلى مواضع ورود تراجمهم في الكتاب رجالا كانوا أم نساء. وقد يترجم لصحابي مثل حذيفة بن لايمان - رضى الله عنه - ولكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطبه باسم " خاطب " فإن يكرر ترجمته تحت الاسمين. وكذلك إذا ورد أن للمترجم رؤية والمشهو رأنه من المخضرمين فإنه يكرر ترجمته مثل قيس بن أبي حازم الاحمسي الذي ترجم له في القسم الثاني فيمن له رؤية وفي القسم الثالث مع المخصرمين، أو من لهم إدراك. وقد تتكرر التجرمة حرفيا، وقد يختلف فيها اللفظ ومخارج الحديث، وقد تقتصر الترجمة على ذكر الاسم كاملا أو الاسم والكنية فقط - كما في الترجمتين 2562، 2722 - وهو في كل ذلك ينبه إلى ما تقدم أو إلى ما سيأتي لا حقا.
[ 135 ]
ورغم ذلك فإنه لم يكرر القصص أو الحوادث التي أوردها خلال ترجمة ما مكتفيا بالاحالة إليها وتحديد موضع ذكره لها من كتابه، بل لم يكرر النسب بطوله عندما يترجم للاخوة والاخوات أو الاباء والابناء. أما الظاهرة الثانية التي ظهرت في منهج الحافظ ابن حجر في كتاب " الاصابة " فهي خلو بعض الاقسام في بعض الحروف من التراجم. " والامثلة على ذلك كيرة منها مثلا: القسم الثاني من حرف الذال، لم يذكر فيه أحد من الرجال والقسم الثاني من حرف الظاء لم يذكر فيه أحد من لارجال) أو اقتصار عدد التراجم على ترجمة واحدة أو ترجتمين - كما في القسم الثاني نم حرف الشين المعجمة - ويلاحظ أن خلو بعض الاقسام في بعض الحروف من تراجم النساء وكناهن بدرجة أكبر. فمثلا جاءت جميع الاقسام في حرف الذال المعجمة من تراجم النساء خالية عدا ترجمة واحدة في القسم الاول، على حين وردت الاشارة إلى إن هذا الحرف في " الاستيعاب " خال من النساء. الحوالات في " الاصابة " لقد حرص ابن حجر على الاحالة إلى ما سبق ذكره وإلى ما سوف يأتي لاحقا في " الاصابة " ولا يفتأ ينبه القارئ على ذلك. فقد يذكر طرفا من خبر أو قصة احتاج إليه في موضع ثم يحيل إلى الموضع الذي وردت فيه كاملة. وعندما يترجم ل " إبراهيم " مثلا في القسم الاول، ويوجد غيره بنفس الاسم، لكنه يقع منهجيا ضمن تراجم القسم الثاني فإنه يذكر ويشير إلى أن ترجمته تأتي في القسم الثاني وكذا فعل بالنسبة للذين يترجم لهم ضمن القسم الواحد إلا أنه رتبهم منهجيا في لكنى - كما فعل في ترجمة إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر ترجمة رباح بن قصير اللخمي في القسم الاول ثم أورده في القسم الثالث وقال: " تقدم في القسم الاول وهو من هذا القسم على الصحيح أما عن إحالته إلى التراجم التي سبقت أو التي ستأتي فهي كثيرة مما يشعر بالدقة والاحتياط، ومما يقوي هذا الرأي أنه يحدد الموضع الذي يحيل إلين كأن يقول: تقدم في أكثم " من القسم الثالث أو يأتي في عديد أو عفيف، أو قوله عن النجاشي ملك الحبشة: " اسمه أصحمة تقدم في حرف الالف "، أو عن قرظة بن عبد القرشي قال: " ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء " أو
[ 136 ]
يأتي في حرف النون في ترجمة والده بعد أن ذكر اسمه أو كقوله " ووقع ذكر الشريد من بني سليم في شعر هوذة الاتي ذكره في حرف الها ". وفي ترجمة سويبق بن حاجب نب الحارث قال: " وهو سبيع الذي تقدم ذكره ولم ينبه عليه ". وفي تراجم الاخوة والاخوات والاباء والابناء ذكر النسب في موضع واحد وأحال عليه. وإذا سبق في التراجم اسم بشكل عرضي فإنه يحيل إلى ترجمته ويبين موضعها، وكذلك الحديث أو الرواية المتشابهة، كما استعمل في الاحالة عبارات مثل: " سيأتي في القسم الثالث "، أو سأوضح... ذلك في العبادلة " أو " قد مضى القول فيه في القسم الاول ". وأحال إلى بعض مصنفاته مثل شرح البخاري " فتح الباري " وكتاب " الاوائل " و " تعليق التعليق " و " لسان الميزان ز وأسباب النزول " و " تهذيب التهذيب " وكتاب " المعمرين " و " العشرة العشارية " و " الاربعين المتباينة " وكتاب " معرفة المدرج والبناء الجليل بحكم بلد الخليل " و " ميهمات القرآن " وبعض الاجزاء المفردة ". وجميع هذه الاحالات توضح حرصه على الاختصار، لانه يذكر طرفا من الحديث أو القصة أو الخبر ثم يشير إلى أنه قد استوفاه في مصنف آخر. اعتماد الحافظ ابن حجر على مؤلفات من سبقه في كتابه " الاصابة " وقف ابن حجر في نهاية تطور طويل لعلم معرفة الصحابة وقد سبقه عدد كبير من المصنفين في هذا الباب، وأشار هو في مقدمة كتاب، " الاصابة " إلى سبعة وعشرين منهم، ثم قال: " وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم: وكان ذلك إلى أوائل القرن السابع الهجري ثم ظهرت مصنفات أخرى كثيرة، فاستفاد ابن حجر من المصنفات السابقة له في هذا الباب، سواء أكانت خاصة بالصحابة أم تحدثت عنهم بشكل عرضي في المصنفات الخاصة بالعلوم والاداب المختلفة، على أنه اقتبس من موارد تزيد على ستين مصنفا منفردا عن الصحابة وأغلبها تملك حق روايتها بالسماع وبالاجازة الخاصة كما يبين ذلك في كتابه " المعجم المفهرس " و " المعجم المؤسس ".
[ 137 ]
وقد بذل جهدا عظيما في استقصاء أسماء الصحابة من المصنفات وتخريج تراجمهم بصرف النظر عن كون المصنفات موثقة أو ضعيفة، وفي أي فرع كانت من فروعه المعرفة وذلك بسبب التقسيم الذى ابتكره، وتخصيصخ القسم الرابع من كل حرف لتراجم الذين ذكروا على سبيل الوهمه في لصحابة، فجمع مادة كتابه من المصنفات والاجزاء الحديثية والنسخ، وحواشي الكتب والتعليقات، وكل ما يخطر على البال. على أنه انتقد المصادر التي اعتمد عليها، وبين جوانب الضعف والقوة فيها كما نقد الاسنانيد والروايات فهو يورد الرواية الضعيفة أحيانا ليستدل بها على عنصر من عناصر الترجمة كوفاة صاحبها مثلا فيقول: " (هذه الرواية وإن كان فيها خطأ في لتسمية لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم والله أعلم ". وذكر حديثا ثم قال: " وفي سنده الواقدي وهو واه " أو كقوله: " رواه الواقدي وهو كذاب ". وعندما يقتبس من ابن سعد صاحب " الطبقات " يقول: " روى ابن سعد بسند فيه الواقدي " وقد كرر ذلك كثثرا خلال اقتباسه من كتاب " الطبقات " واقتبس من كتاب الضعفاء " ومن نسخ وأجزاء اشتملت على أحاديث موضوعة، ولكن لغرض مناقشتها والتنبيه عليها. ويبين وجه الوهم ومن الذي وهم فيه ؟ كما في ترجمة " ديلم الحميري " 2412 ثم سبب الوهم، فهو لا يكتفي بالاشارة إلى فقد، وللاستدلال على ذلك يمكن الرجوع إلى تراجم القسم الرابع من كل حرف ولقد بين أوهام عدد من العلماء الافذاذ مثل محمد بن إسحاق المطلبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي حاتم محمد بن عمر بن إدريس الرازي، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وعبد الله بن محمد المروزي الملقب عبدان، وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبو القاسم الطبراني، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، وأبي نعيم الاصبهاني، وأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي وأبي عمر بن عبد البر، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي موسى المديني، وأبي الحسن بن الاثير، وأبي عبد الله الذهبي وغيهرم كثير. تلك نماذج قليلة لتوضيح بعض ما صحح ابن حجر من أوهام الذين سبقوه، وهم أفذاذ لهم مكانتهم المرموقة في أعصارهم، وفي هذا دلالة بينة على رسوخ قدمه وسعة أفق تفكيره. دذكر ما قاله البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى وابن الاثير وقال: " وقد تم
[ 138 ]
الوهبم عليهم جميعا، وسببه أن الاسناد الذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر واسم الصحابي... الخ ". وفي موضع آخ ر أورد رأي جعفر المستغفري ثم قال: هكذا أورده أبو موسى وهو وهم ابتدأ به جعفر وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الاثير مع تحققه بمعرفة النسب وقلده الذهبي " ثم بين وجه ذلك الوهم. وإشار إلى أنواع من الاخطاء منها ما يتعلق بالتحريف والتصحيف، وهذا ما يبرز بوضوح في تراجم القسم الرابع من كل حرف، ومنها ما يتعلق بقراءة الاسم كأن يكون أحد المصنفين قرأه بالجر وهو بالرفع، وبنى على قراءته المغلوطة حكما يستوجب التصحيح. وقد بين تناقض الروايات وتدافعها، وميز الروايات الشاذة التي تفرد بها شخص معين وذكره بالاسم، وأزال بعض الاشكال الوارد في الروايات. ورد أحكاما لابن الفرض على ابن وهب في رواية حديث الخليطين، وتحريم المسكر، ولابن الاثير على لاشعبي في رواية أخبار المختار الثقفي، ولابن عبد البر في حديث زعم أنه مضطرب، وليس كما قال، لان " شرط الضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف ". كما تعقب كثيرا من المصنفين، فمثلا في ترجمة سويد بن حنظلة قال قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا لحديث، فقال ابن حجر: " قلت: أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه: " المسلم أخو المسلم " (1): وقال ابن عبد البر، لا أعلم له نسبا، قال ابن حجر: " قلت: قد زعم ابن حبان أنه جعفي.. ". وفي ترجمة شطب المدود ذكر سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أورد رأي ابن السكن في أن الحديث المشار إليه لم يروه غير أبي نشيط فقال ابن حجر " وهو حصر مردود ". ثم بين من أخرجه.
[ 139 ]
وقال في موضع من الاصابة: قال البغوي وابن السكن: ليس للاسود غير هذيه الحديثين لكنه قال، وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار... وله رابع، قال البخاري في تاريخ... ويسترسل أحيانا بذكر القصة أو الخبر ومن أخرجها من المصنفين، وقد تكون القصة واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه، فتراه يشير إلى هذه الاوجه، وقد يورد قصصا ثم يبين التغاير بينها فيظهر فيها الاشكال ثم يناقشها ويرجح ما استطاع. وفي ترجمة عروة بن مسعود الثقفي أشار إلى ترجمة ابن عبد البر له وقوله بأنه شهد الحديبية وهو كذلك غير أن ابن حجر قال: " لكن في لعرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد غزوة كذا يتبادر أن المرد أنه شهدها مسلما فلا يقال: شهد معاوية بدرا، لانه لو أطلق ذلك ظن من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين ". وعندما ذكر أبا بشر السلمي وساق حديثا أشار إلى أن أبا موسى ذكر أنه - أي الحديث - مشهور عن أبي اليسر ثم قال: " قال: لكن مخرج الحديث مختلف وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدد الراوي بخلاف ما إذا اتحدت ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابيين وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد والله أعلم. وناقش الاحاديث سندا ومتنا وبين درجتها، وقد يحيل إلى أن بيان علة الحديث في مكانه غير الذي ذكره فيه من كتابه ونقد طرق الاحاديث. واستعمل عبارات للتوهية (التضعيف كقوله: واهي الحديث، أو ضعيف، أو هالك، واستل أحيانا بعض الضعفاء من السند مشيرا إليهم بالضعف، وبين الاختلال أو الاضطراب في بعض الاسانيد ككل. وناقش صحبة الصحابي كما في مناقشته لصحبة مروان بن الحكم، وقد يناقش الصحبة مناقشة طويلة ثم يقول: " فما أدري أله صحبة أم لا ". وفي ترجمة رحضة الغفاري أبدي بعض التحفظ ففي إثبات صحبته وقال: " لا أعرف لابي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف وقد ثبت في صحيح البخاري، عن عمر ما يدل على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في تسعة لهم صحبة، رحضة، وابن إيماء خفاف فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة، وابن سلمة بن عمرو بن الاكوع... ".
[ 140 ]
وقد سيسوق حديثا في أثناء الترجمة ثم يقول: " ليس في سياق الحديث ما يدل على صحبته " كأن يكون الحديث مرسلا أو يعتمد على المصنفين السابقين بذكر حديثين في الترجمة الواحدة وليس في واحد منهما تصريح بسماعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بوفادته. ثم ناقش رأي بعض المتقدمين عن إبراهيم بن سيد البشر صلى الله عليه وسلم " أنه لو عاش لكان نبيا " فوصفه بأنه باطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عيم ثم قال: " وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا تظن بالصحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه والله أعلم ". وكثيرا ما استعمل عبارة والله أعلم أو العلم عند الله تعالى: ودلت مناقشاته للانساب على معرفة كبيرة بها، كما نقد أحيانا الشعر الذي يورده فيبين من أين الستقى الشاع معانيه وأوضح بعد ألفاظه وبين أبلغها - وإذا ما كان ابن حجر قد اعتمد عى المصنفات السابقة وأثبت بالادلة الذين ذكرو فيها عيل أنهم صحابة ولسوا كذلك فإنه أضاف قائمة جديدة من الصحابة أو أسمائهم وقعت له بالتتبع غابت عن أذهان الكثيرين، كأن يكون الاسم ورد في شعر أو في قصة أو لم يذكروه في الصحابة وهو على شرطهم، أو لاو رواية له لكونه شهد فتح مصر أو لا رواية له إنما استخرج من المغزي أو لم ير من ذكره في الصحابة إلا أنه وجد ما يدل على ذلك بقراءته في كتاب " الامثال " للمفضل الضبي، أو في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعي شيخ المراوزة أو في تاريخ جمعه العباس بن محمد الاندلس للمعتصم بن صمادح أو في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري كما في الترجمة 2624 ز أو استنتج ما يدل على كون المترجم صحابينا وأغفلوا ذكره في الصحابة. واقتصر بعض المصنفين السابقين (ابن حجر) في الصحابة على ذكر بعض الصحابة أو الصحابيات مع بعضهم لعلاقة ما تربطهمه على حين أفرد هو لهم تراجم مستقلة. تلك أمثلة توضيحية ثلاثة آثار أشار إليها في الفصل الثالث من مقدمته للاصابة، وقد تقدم الحديث عنها. وهي: 1 - كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، ومن تتبع الاخبار الواردة في " الردة ". والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الاول.
[ 141 ]
2 - كان لا يولد لاحد مولود إلا أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شئ كثير أيضا وهم من القسم الثاني. 3 - لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع.. ويعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، وأن الانصار لم يكن منهم لما مات النبي صلى الله عليه وسمل أحد إلا أسلم. ولذلك فإنه استعال بهذه القواعد في تحديد صحبة الصحابي، وأشار إلى ذلك كثيرا في تضاعيف كتابه الاصابة، ونبه إلى صحابة لم يترجم لهم المصنفون السابقون له من قبل. إن هذه الاضافات أو الاستدراكات تعطي للاصابة - مع غيرها - صفات الابداع بلا شك.
[ 143 ]
وصف نسخ الكتاب ومنهم التحقيق اعتمدنا في نص الكتاب على النسخ الاتية: الاولى: المخطوطة بدار الكتب المصرية تحت رقم (229) مصطلح حديث طلعت، تقع في خمسة أجزاء مسطرتها (29) سطرا ورمزنا لها بالرمز (أ). الثانية، المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (14) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء بها ينص في مواضع منها مسطرتها (31) سطرا رمزنا لها الرمز (ب). الثالثة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (12) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء مسطرتها (33) سطرا رمزنا لها بالرمز لها بالرمز (ج). الرابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (8225) حديث، مكتوية بخط) واضح، تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (د). الخامسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (316) تاريخ تيمور، مسطرتها (35) سطرا، تقع في مجلدين رمزنا لها برمز (ت). السادسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (398) تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (ع). السابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1358) تقع في مجلدين تقع في مجلدين، رمزنا لها بالرمز (ه). الثامنة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1191) مسطرتها (25) سطرا مكتوبة بخط مغربي، الموجود منها جزء واحد، رمزنا لها بالرمز (م). التاسعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (646) مسطرتها (32) سطرا، ورمزنا لها بالرمز (ل).
[ 144 ]
وبعد فقد اعتمدنا أيضا على مطبوعتين: الاولى: طبعة دار نهضة مصر. الثانية: طبعة مطبعة السعادة. وبعد مقابلة النسخ وإثبات فروقها غالبا قمنا بالاتي: 1 - عزو الايات إلى مواضعها. 2 - تخريج الاحاديث ودرنا في ذلك على متن الحديث. 3 - توثيق التراجم. 4 - شرح للمعاني اللغوية بالرجوع إلى مصادر اللغة. 5 - توثيق الاشعار مع ذكر بحر كل بيت. 6 - الضبط الكامل للاحاديث والاشعار. 7 - الكلام على البلدان المذكورة في النص. 8 - وضع فهارس عامة للكتاب. هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[ 145 ]
صورة عنوان الملجد الاول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
[ 146 ]
صورة بداية المجلد الاول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
[ 147 ]
صورة آخر المجلد الاول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
[ 148 ]
صورة أول الجزء الخامس من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
[ 149 ]
صورة آخر الكتاب من نسخة در الكتب المصرية رقم (229)
[ 151 ]
الاصابة في تمييز الصحابة للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852 ه
[ 153 ]
مقدمة [ قال شيخنا الامام شيخ الاسلام، ملك العلماء الاعلام، حافظ العصر وممليه، وحامل لواء السنة فيه، إمام المعدلين والمخرجين: أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي ابن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي - أبقاه (1) في خير وعافية ] (2). الحد لله الذي أحصى كل شئ عددا، ورفع بعض خلقه على بعض، فكانوا طرائق قددا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ولايكون أبدا، وأشهد أن (3) محمدا عبده ورسوله وصفيه (4) وخليله. أكرم به عبدا سيدا، وأعظم به حبيبا مؤيدا، فما أزكاه أصلا ومحتدا، وأطهره مضجعا ومولدا، وأكرمه أصحابا، كانوا نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلى الله عليه وسلم صلاة خالدة (5)، وسلاما مؤبدا [ وسلم تسليما ] (6). أما بعد، فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، ومن أجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خلف بعدهم. وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف (7) بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم، فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد الله البخاري: أفرد في ذلك تصنيفا، ينقل منه أبو القاسم البغوي وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضموما إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه، كخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد وومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر ابن أبي (8) خيثمة، وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي
[ 154 ]
داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كأبي علي بن السكن، وأبي حفص بن شاهين، وأبي منصور الماوردي، وأبي حاتم بن حبان، وكالطبراني ضمن معجمه الكبير، ثم كأبي عبد الله بن منده، وأبي نعيم، ثم كأبي عمر ب نعبد البر، وسمى كتابه " الاستيعاب "، لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله، ومع ذلك ففاته شئ كثير، فذيل عليه أبو بكر بن فتحون ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيل أبو موسى المديني على ابن منده ذيلا كبيرا. وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع، فجمع عز الدين بن الاثير كتابا حافلا سماه " أسد الغابة " جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة، إلا أنه تبع من قبله، فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من التبيه على كثير من الاوهام الواقعة في كتبهم، ثم جرد الاسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد الله الذهبي، وعلم لمن ذكر غلطا ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب. وقد وقع لي بالتتبع كثير من الاسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما، فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا [ من ذلك ] جميعا الوقوف على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازي، قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية. قال ابن فتحون في ذيل " الاستيعاب " - بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة، فكيف بغيرهم ؟ ومع هذا فجميع من [ في الاستيعبا يعني ممن ذكر فيه ] باسم أو كنية، وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة، وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكره. قلت: وقرأت بخط الحفاظ الذهبي من ظهر كتابه " التجريد ": لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأيت بخطه أن جميع من [ في " أسد الغابة " سبعة آلاف ] وخمسمائة [ وأربعة وخمسون نفسا ].
[ 155 ]
ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في [ الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة ] تبوك: والناس كثير لا يحصيهم ديوان. وثبت عن الثوري فيما [ أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه، قال: ] من قدم عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر إلفا [ مات رسول الله صلى الله عليه وسمل وهو عنهم راض، ] فقال النووي: وذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة والفتوح - الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة. وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع، والله أعلم. وقد كثر سؤال جماعة من الاخوان في تبييضه - فاستخرت الله تعالى في ذلك، ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه: فالقسم الاول - فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان. وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة إقسام، ثم بد الي أن أجعله (5) قسما واحدا، وأميز ذلك في كل ترجمة. القسم الثاني: من ذكر في الصحابة من الاطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله علهى وسلم لعبض الصحابة من النساء والرجال، ممن مات صلى الله عليه وسمل وهو في دون سن التمييز، إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق، لغلبة الظن على أنه صلى الله عليه وسلم رآهم لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم ويبركعليهم، والاخبار بذلك كثيرة شهيرة: ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسمل وعلى آله وسلم " كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم ".
[ 156 ]
وأخرجه الحاكم في كتاب " الفتن " في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لاحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعا له - الحديث، وأخرج ابن شاهين في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبد الله من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة عن ظئر محمد بن طلحة، قال: لما ولد محمد بن طلحة اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه ويدعوا له، وكذلك كان يفعل بالصبيان، لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الاول. القسم الثالث - فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والاسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضهم قد ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها. وممن أفصح بذلك ابن عبد البر، وقبله أبو حفص بن شاهين، فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي بأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وغير ذلك، ولو كان من هذا سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار. وغلط من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة، بل مراد ابن عبد البر بذكرهم واضح في مقدمة كتابه بنحو مما قررناه، وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث، وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في التمهيد وغيره من كتبه. القسم الرابع - فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك
[ 157 ]
البيان الظاهر يعول عليه على طرائق أهل الحديث، ولم أذكر فيه إلا ما كان الوههم فيه بينا، وأما مع احتمال عدم الوهم فلا، إلا أن كان ذلك الاحتمال يغلب على الظن بطلانه. وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه [ من هذا ] الفن اللبيب الماهر. والله تعالى أسأل أن يعين على إكمال، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويجازيني به خير الجزاء في دار إفضالة، إنه قريب مجيب. وقبل الشروع في الاقسام المذكورة أذكر فصولا مهمة يحتاج إليها في هذا النوع.
[ 158 ]
الفصل الاول في تعريف الصحابي وأصح ما وقفت عليه من ذلك [ أن ] الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات على الاسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعلمي. ويخرج بقيد " الايمان " من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى. وقولنا: " به " يخرج من لقيه مؤمنا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنه سيبعث أو لا يدخل ؟ محل احتمال، ومن هؤلاء بحيرا الراهب ونظراؤه. ويدخل في قولنا: " مؤمنا به " كل مكلف من الجن والانس، فحينئذ يتعين ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور، وأما إنكار ابن الاثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته. وقد قال ابن حزم في " كتاب الاقضية " من " المحلى ": من ادعي الاجماع فقد كذب على الامة، فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم فهم صحابة فضلا، فمن أين للمدعي إجماع أولئك ؟. وهذا الذي ذكره في مسألة الاجماع لا نوافقه عليه، وإنما أردت نقل (2) كلامه في كونهم صحابة. وهل تدخل الملائكة ؟ محل نظر، قد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان مبعوثا إليهم إم لا ؟ وقد نقل الامام فخر الدين في أسرارهم التنزيل الاجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إليهم، واحتج بأشيا يطول شرحها. وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الاصل نظر لا يخفي. وخرج بقولنا: " ومات على الاسلام " من لقيه مؤمنا به ثم ارتد، ومات على ردته
[ 159 ]
والعياذ بالله، وقد وجد من ذلك عدد يسير، كعبيد الله بن جحش الذي كان زوج أم حبيبة، فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة، فتنصر هو ومات على نصرانيته، وكعبد الله بنخطل الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أبية بن خلف على ما سأشرح خبره في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء. ويدخل فيه من ارتد وعاد إلى الاسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمد. والشق الاول لا خلاف في دخوله. وأبدي بعضهم في لاشق الثاني احتمالا، وهو مردود لاطبقا أهل الحديث على عد الاشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد، وهو ممن ارتد ثم عاد إلى الاسلام في خلافة أبي بكر. وهذا التعريف مبني على الاصح المختار عند المحققين، كالبخاري، وشيخه أحمد ابن حنبل، ومن تبعهما، ووراه ذلك أقوال أخرى شاذة كقول من قال: لا يعد صحابينا ألا من وصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته، أو حفظت روايته، أو ضبط أنه غزا معه، أو استشهد بين يديه، وكذا من اشترط في صحة الصحبة بلوغ الحلم، أو المجالسة ولو قصرت. وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم [ فهو صحابي، وهو محمول على من بلغ سن التمييز، إذ من لم يميم لا تصح نسبة الرؤية إليه، نعم يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فيكون صحابيا من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعيا، وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن كما وقع ذلك لابي ذؤيب الهذلي الشاعر ؟ إن صح محل نظر. والراجح عدم الدخول. ومما جاء عن الائمة من الاقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا وإن لم يرد التنصيص على ذلك - ما أورده ابن أبي شيبة في " مصنفه " من طريق لا بأس به، أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة، وقول ابن عبد البر: لم يبق بمكة، ولا الطائف أحد
[ 160 ]
في سنة عشر إلا أسلم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع. ومثل ذلك قول بعضهم في الاوس والخزرج: إنه لم يبق منهم في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا من دخل في الاسلام، وما مات النبي صلى الله عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. والله أعلم. الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذا عن آحاد التابعين، بناء على قبول التزكية من واحد، وهو الراجح ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي. أما الشرط الاول - وهو العدالة - فجزم به الامدي وغيره، لان قوله قبل أن تثبت عدالته: أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك - يلزم من قبول قوله إثبات عدالته، لان الصحابة كلهم عدول، فيصير بمنزلة قول القائل: أنا عدل، وذلك لا يقبل. وأما الشرط الثاني - وهو المعاصرة - فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لاصحابه: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الارض ممن هو اليوم عليها أحد ". رواه البخاري، ومسلم من حديث ابن عمر، زاد مسلم من حديث جابر أن ذلك كان قبل موته صلى الله عليه وسلم بشهر ولفظه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: " أقسم بالله، ما على الارض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يؤمئذ ".
[ 161 ]
ولهذه النكتة لم يصدق الائمة أحدا ادعى الصحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ادعاها جماعة فكذبوا، وكان آخرهم رتن الهندي على ما سنذكر تراجمهم كلهم في القسم الرابع، لان الظاهر كذبهم في دعواههم على ما قررته. ثم من لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه فمضتقي كلام الامدي الذي سبق ومن تبعه ألا تثبت صحبته. ونقل أبو الحسن بن القطان فيه الخلاف ورجح عدم الثوبت. وأما ابن عبد البر فجزم بالقبول بناء على أن الظاهر سلامته من الجرح، وقوي ذلك بتصرف أئمة الحديث في تخريجهم أحاديث هذا الضرب في مسانيدهم، ولا ريب في انحطاط رتبة من هذا سبيله عمن مضى. ومن صور هذا الضرب أن يقول التابعي: أخبرني فلان [ مثلا ] أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سواء أسماء أم لا - أما إذا قال أخبرني رجل، مثلا عن النبي صلى الله عليه وسلم بكذا فثبوت الصحبة بذلك بعيد، لاحتمال الارسال، ويحتمل التفرقة بين أن يكون القائل من كبار التابعين، فيرجع القبول، أو صغارههم فيرجح الرد. ومع ذلك فلم يتوقف من صنف في الصحابة في إخراج من هذا سبيله في كتبهم. والله تعالى أعلم. ضابط: يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الاول: أخرج [ ابن أبي شيبة ] من طريق قال: كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الاخبار الواردة في الردة والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الاول. الثاني: أخرج الحاكم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: كان يولد لاحد مولود. إلا أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شئ كثير أيضا، وهم من القسم الثاني. [ الثالث ]: وأخرج [ ابن عبد البر ] من طريق [.. ] قال: لم يبق بمكة والطائف [ أحد في سنة عشر ] إلا أسلم، وشهد حجة الوداع. هذا وهم في نفس الامر
[ 162 ]
عدد لا يحصون، لكن يعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، فيلحق بالقسم الاول أو الثاني لحصول رؤيتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن لم يرهم هو. والله أعلم. الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة وقد ذكر الخطيب في " الكفاية " فصلا نفيسا في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، وإخبارهم لهم، فمن ذلك قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) [ آل عمران: 110 ]. وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) [ البقرة: 143 ]. وقوله: (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) [ التوبة: 100 ]. وقوله. وقوله: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) [ الانفال: 64 ]. وقوله: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون...) إلى قوله: (إنك رؤوف رحيم) [ الحشر: 8: 10 ]. في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شئ مما ذكرناه لاوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد، ونصرة الاسلام، وبذل المهج والاموال، وقتل الاباء والابناء، والمناصحة في الدين، وقوة الايمان واليقين - القطع على تعديلهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم. هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله. ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي، قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق،
[ 163 ]
وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهدونا ] ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة. انتهى والاحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، من أدلها على المقصود ما رواه الترمذي وابن حبان في " صحيحه "، م نحديث عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله، ومن آذي الل فيوشك أن يأخذه ". وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا، قال الله تعالى: (يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلو وكلا وعد الله الحسنى) [ الحديث: 10 ]، وقال تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسني أولئك عنها مبعدون) [ الانبياء: 101 ]، فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار، لانهم المخاطبون بالاية السابقة. فإن قيل: التقييد بالانفاق والقتال يخرج من لم يتصف بذلك، وكذلك التقييد بالاحسان في الاية السابقة، وهي قوله تعالى: (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان) [ التوبة: 100 ] الاية - يخرج من لم يتصف بذلك، وهي من أصرح ما ورد في المقصود، ولهذا قال المازري في " شرح البرهان ": لسنا نعني بقولنا: الصابة عدول - كل من رآه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يوما ما، أو زاره لماما، أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كتب، وإنما نعني به الذين لازموه، وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. انتهي والجواب عن ذلك أن التقييدات المذكورة خرجت مخرج الغالب، وإلا فالمراد من اتصف بالانفاق والقتال بالفعل أو القوة، وأما كلام المازري فلم يوافق، بل اعترضه
[ 164 ]
جماعة من الفضلاء، وقال الشيخ صلاح الدين العلائي: هو قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة، كوائل بن حجر، ومالك بن الحويرث. وعثمان بن أبي العاص، وغيرهم، ممن وفد عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف، وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل، والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور، وهو المعتبر. والله سبحانه وتعالى أعلم. وقد كان تعظيم الصحابة. ولو كان اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم قليلا - مقررا عند الخلفاء والراشدين وغيرهم، فمن ذلك ما قرأت في كتاب " أخبار الخوارج " تأليف محمد بن قدامة المروزي بخط بعض من سمعه منه في سنة سبع وأربعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن الجعد، حدثنا زهير - هو الجعفي - عن الاسود بن قيس عن نبيح العنزي، قال: كنت عند أبي سعيد الخدري، وقرأت على أبي الحسن علي بن أحمد المرادي بدمشق، عن زينب بنت الكمال سماعا، عن يحيى بن القميرة، إجازة، عن شهدة الكاتبة سماعا، قالت: أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي يعقوب بن شيبة. حدثنا محمد بن سعيد القزويني أبو سعيد، حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن الاسود - يعني ابن قيس - عن نبيح - يعني العنزي - عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عنده، وهو متكئ، فذكرنا عليا ومعاويگ، فتناول رجل معاوية، فاستوى أبو سعيد الخدري جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا في رفقة فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: إيسرك أن تلدي غلاما ؟ قالت: نعم، قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما. فأعطته، فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخا، وجلسنا نأكل منها، ومعنا أبو بكر، فلما علم بالقصة قام فتقيأ كل شئ أكل، قال: ثم رأيت ذلك البدوي أتي به عمر بن الخطاب وقد هجا الانصار، فقال لهم عمر: لولا أن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري ما نال فيها [ لكفيتكموه ] ولكن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 165 ]
لفظ علي بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقف عمر رضي الله عنه عن معاتبته فضلا عن معاقبته، لكونه علم أنه لقي النبي صلى الله عليه وسمل. وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعدله شئ. كما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ". وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم قوله: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ". قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عزوجل ". وروى البزار في مسنده بسند رجاله موثقون من حديث سعيد بن المسيب، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين ". وقال عبد الله بن هاشم الطوسي: حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول في قوله تعالى: (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي) [ النمل: 59 ] - قال: هم أصحاب
[ 166 ]
محمد صلى الله عليه وسلم، والاخبار في هذا كثيرة جدا فلنتقصر على هذا القدر ففيه مقنع. فائدة أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد صخم، قال: ويليهم عشرون وهم: أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن لاصامن، ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة، قال: يمكن أن يجمع من تفيا كل واحد منهم جزء صغير. قال: وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا جدا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث، كأبي بن كعب، وأبي الدرداء، وأبي طلحة، والمقداد وغيرهم [ وسرد الباقين ]. قلت: وسأذكر في ترجمة كل من ذكره من هذا القسم أن ابن حزم ذكر أنه من فقهاء الصحابة، فإن ذلك من جملة المناقب. وقد جعلت على كل اسم أوردته زائدا على ما في تجريد الذهبي وأصله [ وعلى ما في أصله فقط ] (ز)، والله المسؤول أن يهدينا سواء الطريق، وأن يسلك بنا مسالك أولى التحقيق، وأن يرزقنا التسديد والتوفيق، وأن يجعلنا في الذين أنعم عليهم مع خير فريق وأعلى رفيق آمين آمين.
[ 167 ]
حرف الالف القسم الاول باب الهمزة بعدها ألف (1) آبى اللحم الغفاري صحابي مشهور روى حديثه الترمذي والنسائي والحاكم وروى بسنده عن أبي عبيدة قال آبي اللحم اسمه عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن غفار وكان شريفا شاعرا وشهد حنينا ومعه مولاه عمير وإنما سمي آبي اللحم لانه كان يأبي أن يأكل اللحم وقال الواقدي كان ينزل الصفراء وكذا قال خليفة بن خياط في اسمه ونسبه وقال الهيثم بن عدي وهشام بن الكلبي اسمه خلف بن عبد الملك وقال غيرهما اسمه عبد الله بن عبد الله بن مالك وقيل اسمه الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك وقال المرزباني اسمه عبد الله بن عبد الملك كان شريفا شاعرا أدرك الجاهلية قلت رأيته يخط الرضي الشاطبي عبد ملك بفتح اللام مجردا عن الالف واللام وروى مسلم في صحيحه حديث عمير مولى آبي اللحم قال أمرني مولاي أن أقدد لحما فجاءني مسكين فأطعمته الحديث وفيه قلت يا رسول الله أتصدق من مال سيدي
[ 168 ]
بشئ قال نعم والاجر بينكما وقال بن عبد البر هو من قدماء الصحابة وكبارهم ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها باب الالف بعدها موحدة (2) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الاموي قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان له صحبة وكان أبوه من أكابر قريش وله أولاد نجباء أسلم منهم قديما خالد وعمرو فقال فيهما أبان الابيات المشهورة التي أولها ألا ليت ميتا بالظربية شاهد لما يفترى في الدين عمرو وخالد ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة فأقاما بها وشهد أبان بدرا مشركا فقتل بها اخواه العاص وعبيدة على الشرك ونجا هو فبقي بمكة حتى أجار عثمان زمن الحديبية فبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أبان
[ 169 ]
أسبل وأقبل ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم أبان أيام خيبر وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية كر جميع ذلك الواقدي ووافقه عليه أهل العلم بالاخبار وهو المشهور وخالفهم بن إسحاق فعد أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية فالله أعلم وروى بن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية سلمة بن الاكوع عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره أبان بن سعيد فحمله على سرجه أردفه حتى قدم مكة وقال الهيثم بن عدي بلغني أن سعيد بن العاص قال لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص وكان ولي صدق فخرج تاجرا إلى الشام فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له يكا وصف له صفة النبي صلى الله عليه وسلم واعترف بنبوته وقال له اقرئ الرجل الصالح السلام فرجع أبان فجمع قومه وذكر لهم ذلك ورحل إلى المدينة فأسلم وفي البخاري وأبي داود عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد فقدم هو وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر الحديث وقال الواقدي حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز قال مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين ثم قدم أبان على أبي بكر وسار إلى
[ 170 ]
الشام فقتل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب وقال بن إسحاق قتل يوم اليرموك ووافقه سيف بن عمر في الفتوح وقيل قتل يوم مرج الصفر حكاه بن البرقي وقال أبو حسان الزيادي مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان ومما يدل على أنه تأخرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى بن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الانباري قال حدثنا النعمان بن بزرج قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن فكلمه فيروز في دم دادويه الدى قتله قيس بن مكشوح فقال أبان لقيس أقتلت رجلا مسلما فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما وأنه إنما قتله بأبيه وعمه فخطب أبان فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الاسلام حدثا اخذناه به ثم قال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين عمر وأنا أكتب لك إني قضيت بينكما فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه قال البغوي لا أعلم لابان بن سعيد مسندا غيره
[ 171 ]
قلت وذكره البخاري في ترجمته مختصرا ورجح بن عبد البر القول الاول ثم ختم الترجمة بأن قال وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت أمرهما بذلك عثمان ذكر ذلك بن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انتهى وهو كلام يقتضى التناقض والتدافع لان عثمان إنما أمر بذلك في خلافته فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر بل الرواية التي أشار إليها بن عبد البر رواية شاذة تفرد بها نعيم بن حماد عن الدراوردي والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو بن أخي أبان بن سعيد والله أعلم (3) أبان المحاربي من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس فيقال له أبان العبدي أيضا قال بن السكن له صحبة حديثة في البصريين وقال بن حبان أبان العبدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عداده في أهل البصرة وأخرج له البغوي من طريق أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا إلا غفرت له ذنوبه قال البغوي لا أعلم له غيره قلت وجدت له آخر أخرجه بن شاهين ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النصيبي من طريق زياد البكائي قال حدثنا أبو عبيدة العتكي عن الحكم بن حيان عن أبان المحاربي قال كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة وأشار الدارقطني في الافراد إلى أن أبان بن أبي عياش تفرد بالحديث الاول وهو ضعيف واه فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرد بالحديث عن الحكم المذكور (4) إبراهيم بن جابر كان عبدا لخرشة الثقفي نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف في جملة من نزل من عبيدهم أيام حصارهم فأعتقه ودفعه إلى أسيد بن حضير
[ 172 ]
وأمره أن يمونه ويعلمه ذكره الواقدي واستدركه بن فتحون لانه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا (5) إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة القرشي التيمي قال البخاري هاجر مع أبيه وروى بن منده بسند صحيح عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي وكان أبوه من المهاجرين وقال بن عبد البر في ترجمة أبيه الحارث بن خالد هاجر إلى الحبشة فولد له بها موسى وزينب وإبراهيم وهلكوا بأرض الحبشة قاله مصعب وقال غيره خرج بهم الحارث يريد المدينة فشربوا من ماء فماتوا إلا الحارث قلت لعله كان له بن آخر يقال له إبراهيم غير إبراهيم والد محمد إذ كيف يهلك في ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل وأخرج بن منده من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية الحديث فإن ثبت هذا فإبراهيم واحد وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم (6) إبراهيم بن عباد بن أساف بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي الحارثي شهد أحدا قاله بن الكلبي أخرجه بن شاهين وغيره واستدركه أبو موسى (7) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يأتي في القسم الثاني
[ 173 ]
(8) إبراهيم بن قيس بن حجر بن معد يكرب الكندي أخو الاشعث قال هشام بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو والد إسحاق الاعرج النسابة ذكره بن شاهين في الصحابة واستدركه بن فتحون وأبو موسى (9) إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته قال البغوي سماه مصعب الزبيري إبراهيم وسماه غيره أسلم قلت وقيل غير ذلك وسأذكر ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى (10) إبراهيم الطائفي روى البغوي والطبراني من طريق أبي عاصم عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس بمنى يقول قابلوا النعال قال البغوي ولا أعلم له غيره ونقل الذهبي عن بن عبد البر أنه قال لا يصح ذكره في الصحابة لان حديثه مرسل يعني فهو تابعي قلت لفظ بن عبد البر إسناد حديثه ليس بالقائم ولا تصح صحبته عندي وحديثه مرسل انتهى فإن عني بالارسال انقطاعا بين أحد رواته فذاك وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه لكن مداره على عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف وشيخه مجهول وقد اختلف في سياقه عن أبي عاصم فقيل هكذا وقيل عن
[ 174 ]
يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده حكاه بن أبي حاتم وعلى هذا فالصحابي عطاء ورجحها بن السكن وأخرجها هو وابن شاهين من طريق عمرو بن علي الفلاس عن أبي عاصم ورواه البغوي أيضا عن بن الجنيد عن أبي عاصم فقال إبراهيم بن يحيى بن عطاء وقيل عن يحيى بن عبد الرحمن بن عطاء وقيل عن يحيى بن عبيد بن عطاء رواه الطبراني وترجم لعطاء في الصحابة كذلك بن حبان وابن أبي عاصم ومطين وآخرون ويقوى الرواية الاولى ما حكاه أبو العباس الدغولي قال قلت لابي حاتم ا لرازي هل في الصحابة أحد اسمه إبراهيم قال نعم إبراهيم اسم قديم تسمى به رجل سمع النبي صلى الله عليه وسلم رواه المكيون عن عطاء بن إبراهيم عن أبيه والله أعلم (11) إبراهيم النجار روى الطبراني في الاوسط من طريق أبي نصرة عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فذكر الحديث في اتخاذ المنبر وفيه فدعا رجلا فقال ما اسمك قال إبراهيم قال خذ في صنعته استدركه أبو موسى وقال في رواية أخرى إن اسم النجار بأقوم فيحتمل أن يكون إبراهيم اسمه وباقوم لقبه قلت هذا على تقدير الصحة وإلا ففي الاسناد العلاء بن مسلمة الرواسي وقد كذبوه (12) إبراهيم الاشهلي روى بن منده من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن أبي الغصن ثابت بن قيس عن إسماعيل بن إبراهيم الاشهلي عن أبيه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني سلمة قال بن منده يقال إنه وهم وقال أبو نعيم هو وهم قلت ولم يبينا وجه الوهم فيه والله أعلم (13) أبرهة الحبشي ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره فيمن نزل فيه * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) * الآية (14) أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن زيد الخير
[ 175 ]
أبو مكنف بن شرحبيل بن معد يكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الاصبحي الحميري ذكره الرشاطي في الانساب وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ففرش له رداء وإنه كان بالشام وكان يعد من الحكماء حكاه الهمداني في النسب قال وكان يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث (15) أبرهة بن الصباح الحبشي أو الحميري قال الفاكهي في كتاب مكة وممن كان بمكة يقال إنه من حمير وهو حبشي أبرهة بن الصباح أسلم ولم تصبه منة لاحد كذا قال وما أدري أهو جد الذي قبله أو غيره ثم ظهر لي أنه غيره فقد ذكره بن الكلبي فقال إنه كان ملك تهامة وأمه بنت أبرهة الاشرم الذي غزا الكعبة وسيأتي أبو شمر بن أبرهة بن الصباح في الكنى (16) أبرهة آخر قال بن فتحون في الذيل هو أحد الثمانية الشاميين الذين وفدوا مع جعفر مع اثنين وثلاثين من الحبشة وإياهم عنى الله بقوله * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) * غجقئن الماوردي عن قتادة انتهى وسمى مقاتل الثمانية المذكورين أبرهة وإدريس واشرف وأيمن وبحيرا وتماما وتميما ونافعا حكاه أبو موسى في الذيل وظن بن الاثير أن بحيرا هذا هو الراهب المشهور الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فقال قد ذكره بن منده فلا وجه لاستدراكه انتهى والظاهر أنه غيره لانه إنما رآه في أرض الشام وهذا الآخر إنما هو من الحبشة وأين الجنوب من الشمال ولا مانع من أن يتسمى اثنان باسم واحد وروى أبو الشيخ وغيره في التفسير عن سعيد بن جبير في هذه الآية قال قال الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي ائذن لنا فلنأت هذا النبي الذي كنا نجده في الكتاب فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فهذا يدل على أن للقصة أصلا والله أعلم (17) أبزى الخزاعي مولاهم والد عبد الرحمن قال بن السكن ذكره البخاري في الوحدان روى عنه حديث واحد إسناده صالح وقع حديثه بخراسان حدثنا أحمد بن محمد بن بسطام حدثنا أحمد بن بكير حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم حدثنا
[ 176 ]
بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون الحديث قال لا يروي إلا بهذا الاسناد وقال بن منده لا تصح له صحبة ولا رؤية ثم أخرج حديثه عن بن السكن واستغربه وقال رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن مزاحم بهذا الاسناد قلت وهو كما قال قد رويناه في مسند إسحاق رواية بن مردويه عنه هكذا لكن رواه محمد بن إسحاق بن راهويه عن أبيه فقال في إسناده عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده أورده الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى ورجح أبو نعيم هذه الرواية وقال لا يصح لابزى رواية ولا رؤية واستصوب بن الاثير كلامه قلت وكلام بن السكن يرد عليه والعمدة في ذلك على البخاري فإليه المنتهى في ذلك ورواية محمد بن إسحاق بن راهويه شاذة لان علقمة أخو سعيد لا ابنه والله أعلم (18) أبيض بن أسود أحد من توجه لقتل بن أبي الحقيق ذكره عمر بن شبة من طريق بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب واستدركه بن فتحون (19) أبيض بن حمال بالحاء المهملة بن مرثد بن ذي لحيان بضم اللام بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك المأربي السبائي روى حديثه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجة وابن حبان في صحيحه أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم لما وفد عليه
[ 177 ]
الملح الذي بمأرب فاقطعه إياه ثم استعاده منه ومن طريق أخرى أن أبيض بن حمال كان بوجهه حزازة وهي القوباء فالتقمت أنفه فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر قال البخاري وابن السكن له صحبة وأحاديث يعد في أهل اليمن وروى الطبراني أنه وفد على أبي بكر لما انتقض عليه عمال اليمن فأقره أبو بكر على ما صالح عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة (20) أبيض بن عبد الرحمن بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق البارقي يكنى أبا عزيز بفتح المهملة وزاءين وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وكذا هو في جمهرة بن الكلبي وذكره بن فتحون عن الطبري (21) أبيض بن هنى بن معاوية أبو هبيرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ذكره بن منده في تاريخه واستدركه أبو موسى وذكره بن الكلبي أيضا في الجمهرة (22) أبيض الجني وقع ذكره في كتاب السنن لابي علي بن الاشعث أحد المتروكين المتهمين فأخرج بإسناده من طريق أهل البيت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أخزى الله شيطانك الحديث وفيه ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم واسمه أبيض وهو في الجنة وهامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس في الجنة
[ 178 ]
(23) أبيض غير منسوب كان اسمه أسود فغيره النبي صلى الله عليه وسلم نزل مصر قال بن يونس له ذكر فيمن نزل مصر وروى من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن سهل بن سعد قال كان رجل يسمى أسود فسماه النبي صلى الله عليه وسلم أبيض قال الطبراني تفرد به بن لهيعة وقال أبو عمر في ترجمة أبيض بن حمال في حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض فلا أدري أهو ذا أم غيره (24) أبيض آخر يحتمل أن يكون هو الذي قبله وروى أبو موسى المديني في الذيل من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن موسى بن الاشعث أن الوليد حدثه أنه انطلق هو وأبيض رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يعودانه فذكر قصته (25) أبي بن أمية بن حرثان بن الاسكر الكناني الليثي أسلم هو وأخوه كلاب وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبوهما أمية إذا بكت الحمامة بطن وج على بيضاتها أدعو كلابا ذكره أبو عمرو الشيباني ولما ذكره بن الكلبي قال إن القصة وقعت لهم في زمن عمر واستدركه بن الاثير قلت وذكر الفاكهي في أخبار مكة عن بن أبي عمر عن سفيان عن أبي سعد قال كان عمر إذا قدم قادم سأله عن الناس فقدم قادم فقال من أين قال من الطائف قال فمه قال رأيت بها شيخا يقول تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا
[ 179 ]
إذا نعت الحمامة ببطن وج على بيضاته ذكرا كلابا قال ومن كلاب قال بن الشيخ المذكور وكان غازيا فكتب فيه عمر فأقبل قلت وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة أمية إن شاء الله تعالى (26) أبي بن ثابت الانصاري أخو حسان قال بن الكلبي والواقدي وابن حبان وغيرهم هو أبو شيخ شهد بدرا وخالفهم بن إسحاق فقال إن أبي بن ثابت مات في الجاهلية وإن الذي شهد بدرا وأحدا ابنه أبو شيخ بن أبي بن ثابت وكذا قال موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أبو شيخ بن أبي بن ثابت والله أعلم (27) ابي بن شريق بفتح الشين المعجمة الثقفي حليف بني زهرة هو المعروف بالاخنس وسيأتي قريبا (28) ابي بن عجلان الباهلي أخو أبي أمامة ذكره بن شاهين عن بن أبي داود وأنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (29) أبي بن عمارة بكسر العين وقيل بضمها له حديث إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بيته فسأله عن المسح على الخفين أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم لكن الاسناد ضعيف وذكر أبو حاتم أنه خطأ والصواب أبو أبي بن أم حرام فالله أعلم وحكى البغوي
[ 180 ]
أنه أبي بن عبادة وقال بن حبان صلى القبلتين غير إني لست اعتمد على إسناد خبره قلت وذكر بن الكلبي عن أبيه أنه أدركه وأن أباه عمارة أدرك خالد بن سنان العبسي الذي يقال أنه كان نبيا وسأذكر ذلك في ترجمة خالد (30) أبي بن القشب الازدي روى بن منده من طريق إسماعيل بن عياش عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبي بن القشب يصلي ركعتين فقال أتصلي الصبح أربعا قال أبو نعيم وهم فيه بعض الرواة وإنما عبد الله بن مالك بن القشب وهو عبد الله بن بحينة وبحينة أمه قلت ورواه مسدد في مسنده عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصلاة فخرج فإذا هو بابن القشب ورويناه من وجه آخر فقال إنه رأى بن بحينة والامر فيه محتمل (31) أبي بن كعب بن عبد ثور المزني أحد من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة ذكره بن شاهين عن المدائني عن رجاله (32) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
[ 181 ]
الانصاري أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء كان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد كلها قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر وقال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك وكان عمر يسميه سيد المسلمين ويقول اقرأ يا أبي ويروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا وأخرج الائمة أحاديثه في صحاحهم وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا قال الواقدي وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم وأول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان بن فلان وكان ربعة أبيض اللحية لا يغير شيبه وممن روى عنه من الصحابة عمر وكان يسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في المعضلات وأبو أيوب وعبادة بن الصامت وسهل بن سعد وأبو موسى وابن عباس وأبو هريرة وأنس وسليمان بن صرد وغيرهم قال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول مات أبي بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة وقال الواقدي ورأيت آل أبي وأصحابنا يقولون مات سنة اثنتين وعشرين فقال عمر اليوم مات سيد المسلمين قال وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين وهو أثبت الاقاويل وقال بن عبد البر الاكثر على أنه في خلافة عمر
[ 182 ]
قلت وصحح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين واحتج له بأن رز بن حبيش لقيه في خلافة عثمان وروى البخاري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبزى قال قلت لابي لما وقع الناس في أمر عثمان فذكر القصة وروى البغوي عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة وقال بن حبان مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر وقد قيل أنه بقي إلى خلافة عثمان وثبت عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الامراض التي تصيبنا مالنا فيها قال كفارات فقال أبي بن كعب يا رسول الله وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها فدعا أبي ألا يفارقه الوعك حتى يموت وألا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حره حتى مات رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا وصححه بن حبان ورواه الطبراني من حديث أبي بن كعب بمعناه وإسناده حسن (33) أبي بن مالك القشيري ويقال الحرشي من بني عامر بن صعصعة عداده في أهل البصرة قال بن حبان يقال إن له صحبة ونسبه فقال أبي بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري أبو مالك روى عنه البصريون وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة أوفى عن أبي بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار فأبعده الله وتابعه على بن الجعد وغندر وعاصم بن علي وعمرو بن مرزوق وآدم بن أبي إياس وبهز بن أسد عن شعبة ورواه عبد الصمد عن شعبة فقال عن مالك أو أبي بن مالك ورواه خالد بن الحارث عن شعبة فقال عن رجل ولم يسمه ورواه
[ 183 ]
شبابة عن شعبة فقال عمرو بن مالك والاول أصح عن قتادة قال بن السكن قال البخاري يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو ويقال بن الحارث ويقال بن مالك والصحيح من ذلك أبي بن مالك وكذلك رجح البغوي وغيره وأما بن أبي خيثمة فحكى عن بن معين أنه ضرب على أبي بن مالك وقال هذا خطا ليس في الصحابة أبي بن مالك وإنما هو عمرو بن مالك قلت لعله اعتمد رواية شبابة ولكنها شاذه وقد روى علي بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك أو بن مالك ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة عن مالك القشيري ورواه أشعث عن علي بن زيد فقال مالك أو أبو مالك أو عامر بن مالك وقيل مالك بن عمرو وقيل بن الحارث وهي رواية عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وقيل عمرو بن مالك وهي رواية الثوري عن علي وكلاهما عن أحمد وقيل مالك بن عوف وقيل بن الحارث وهي رواية هشيم عن علي عن أحمد قلت ومما يقوي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره بن إسحاق في المغازي في أمر غنائم حنين قال فقال أبي بن مالك القشيري يا رسول الله فذكر قصته وفي الاخبار المنثورة لابن دريد قال فقال أبي بن مالك بن معاوية القشيري وهو أخو نهيك بن مالك الشاعر المشهور فذكر قصة فيها أن الضحاك بن سفيان عتب على أبي بن مالك في شئ بعد ذلك فقال أتنسى بلائي يا أبي بن مالك غداة الرسول معرض عنك أشوس وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدوسي وهذا كله يقوي ما رجحه البخاري والله أعلم (34) أبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الانصاري قال الواقدي شهد بدرا واحدا وقال البلوي شهد أنس بن معاذ وأخوه
[ 184 ]
أبي بن معاذ أحدا وقتلا يوم بئر معونة شهيدين باب الالف بعدها ثاء مثلثة (35) أثال بن النعمان الحنفي روى عبدان من طريق الحارث بن عبيد الايادي عن أبيه عن أثال بن النعمان الحنفي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفرات بن حيان فسلمنا عليه فرد علينا ولم نكن أسلمنا بعد فاقطع فرات بن حيان وروى الطبري أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردة قال بن فتحون لعله والد ثمامة قلت بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة (36) أثبج العبدي بوزن أحمد بعد المثلثة موحدة ثم جيم ذكره الماوردي في الصحابة وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثني مطر بن الاعنق قال حدثتني أم أبان بنت الوازع بن الزارع عن جدها الزارع قالت خرج جدي الزارع وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج معه بن أخ له يقال له اثبج وساق الحديث استدركه بن فتحون (37) أثوب بوزن الذي قبله وآخره موحدة بن عتبة ذكره بن قانع وأخرج له من طريق هارون بن نجيد عن جابر بن مالك عنه مرفوعا الديك الابيض خليلي الحديث وذكره الدارقطني في المؤتلف وقال لا يصح سنده واستدركه بن فتحون (38) أثيلة الخزاعي قال أبو قرة موسى بن طارق في السنن له ذكر بن جريج عن
[ 185 ]
بن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو أن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلي من ماء زمزم قال فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي حتى جعلا مزادتين وفرغا منهما فملاهما سهيل من ماء زمزم وبعث بهما على بعير ورواه المفضل بن محمد الجندي عن أبي عمر عن سفيان عن إبراهيم بن نافع عن بن أبي حسين نحوه وسيأتي أن المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه أزيهر باب الالف بعدها جيم (39) أجمد بن عجيان بجيم ومثناة تحتانية بوزن عثمان ضبطه بن الفرات وقيل بوزن عليان حكاه بن الصلاح همداني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ذكره بن يونس في تاريخه وقال لا أعلم له رواية وخطته معروفة بجيزة مصر وذكره الدار قطني في المؤتلف أيضا وضبطه القاضي بن العربي بالحاء المهملة فوهم والله أعلم باب الالف بعدها حاء (40) احقب ذكر بن دريد أنه أحد الجن الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه القرآن من جن نصيبين (41) أحمد بن حفص بن المغيرة أبو عمرو المخزومي مشهور بكنيته مختلف
[ 186 ]
في اسمه سماه النسائي عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنه سأل أبا هشام المخزومي وكان علامة بانسابهم عن اسم أبي عمرو بن حفص زوج فاطمة بنت قيس فقال اسمه أحمد وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى (42) أحمد حكى بن حبان أنه اسم أبي محمد الذي كان يزعم أن الوتر واجب والمشهور أن اسمه مسعود بن زيد بن سبيع (43) أحمر آخره راء بن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي وقال بن عبد البر أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي روي عنه حديث في التجافي في السجود رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد والطحاوي من طريق الحسن البصري حدثنا أحمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عباد بن راشد الحسن حدثني أحمر مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاله ثقات وساق له الباوردي حديثا آخر وقيل هو أحمر بن سواء بن جزء قال البخاري بصري له صحبة انتهى وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية (44) أحمر بن سليم وقيل سليم بن أحمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو موسى (45) أحمر بن سواء بن عدي بن مرة بن حمران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي عداده في أهل الكوفة قاله بن منده وأخرج له من طريق العلاء بن منهال عن إياد بن لقيط عن أحمر بن سواء السدوسي أنه كان له صنم يعبده فعمد إليه فألقاه في بئر ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه هذا حديث غريب والعلاء كوفي يجمع حديثه (46) أحمر أبوعسيب مشهور بكنيته ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب
[ 187 ]
وتعقب ويحتمل أن يكون كنيته وافقت اسم أبيه وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى (47) أحمر بن قطن الهمداني شيخ شهد فتح مصر يقال له صحبة ذكره بن ماكولا عن بن يونس وقال بن يونس كان سيدا فيهم (48) أحمر بن مازن بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الحبيبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد حنين قاله أبو علي الهجري حكاه الرشاطي عنه قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون (49) أحمر بن معاوية بن سليم بن لاي بن الحارث بن صريم بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا شعيل له حديث عند بن السكن وغيره يروي من طريق محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء عن شعيل بن أحمر بن معاوية عن أبيه عن جده أن أحمر وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان وافد بني تميم فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا ولابنه شعيل قال بن السكن إسناده مجهول وقال أبو نعيم غريب لا يعرف الا من هذا الوجه وأخرجه أيضا البغوي والطبري وسيأتي ضبط شعيل في ترجمته (50) أحمر مولى أم سلمة قيل هو اسم سفينته وستأتي ترجمته في السين وروى بن منده من طريق عمران النخلي عن أحمر مولى أم سلمة قال كنا في غزاة فجعلت اعبر الناس في واد أو نهر فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت في هذا اليوم الا سفينة وأخرجه الماليني في المؤتلف في ترجمة النخلي بالنون والخاء المعجمة (51) الاحمري كذا أورده البغوي وابن قانع وغيرهما في الاسماء ويحتمل أن يكون الاحمري نسبة فيحول إلى المبهمات
[ 188 ]
وقد أشار إلى ذلك البغوي وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن الاحمري قال كنت وعدت امرأتي بعمرة فغزوت فوجدت من ذلك فشكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرها فلتعتمر في رمضان فإنها تعدل حجة قال البغوي لا أدري من الاحمري هذا وكذلك أخرجه بن قانع عن البغوي بهذا الاسناد (52) الاحوص بن عبد بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذكر بن الكلبي والبلاذري أنه كان عاملا لمعاوية على البحرين وسعى لمروان بن الحكم في قصة جرت له ومقتضى هذا أن يكون له صحبة وأن يكون عمر لان أباه مات كافرا ومن ولده منصور بن عبد الله بن الاحوص له ذكر بالشام في أيام بني مروان وكان ابنه عبد الله أيضا عاملا لمعاوية على بعض الشام وفي الموطأ عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار أن الاحوص هلك بالشام حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة فكتب معاوية إلى زيد بن ثابت فقال لا ميراث لامرأته رواه بن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار أن الاحوص بن فلان أو فلان بن الاحوص فذكر نحوه قال بن الحذاء الاقوى أن القصة في الاحوص وهو بن عبد ويحتمل أن تكون لولده عبد الله بن الاحوص ولم يسم في رواية بن عيينة عن الزهري (53) الاحوص بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي الانصاري أخو حويصة ومحيصة ذكره العدوي في أنساب الانصار وقال شهد أحدا وما بعدها واستدركه بن فتحون (54) أحيحة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي أخو صفوان مذكور في المؤلفة قلوبهم رواه عبدان بن المروزي من طريق بشر بن تميم وغيره وحفيده أبو ريحانة علي بن أسيد بن أحيحة كان ممن شهد قتال بن الزبير مع الحجاج (55) أحيحة بمهملتين مصغرا بن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير أن رجلا من
[ 189 ]
الانصار يقال له أحيحة بن الجلاح كان له عم صغير هو أصفر من أحيحة وكان عند أخواله فقتله أحيحة فقال له أخواله كنا أهل ثمة ورمة حتى إذا استوى على غنمه غلبنا عليه وحق أمره في عمه قال عروة قال فلذلك لا يرث قاتل من قتل قلت لم أقف على نسب أحيحة هذا في أنساب الانصار وقد ذكره بعض من ألف في الصحابة وزعم أنه أحيحة بن الجلاح بن حريش ويقال له خراش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الاوس وكانت تحته سلمى بنت عمرو الخزرجية فولدت له عمرو بن أحيحة وتزوج سليمى بعد أحيحة هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أن عمرو بن أحيحة الذي روى عن خزيمة بن ثابت في النهي عن إتيان النساء في الدبر وروى عنه عبد الله بن السائب هو هذا وقضيته أن يكون لابيه أحيحة صحبة وقد أنكر بن عبد البر هذا إنكارا شديدا وقال في الاستيعاب ذكره بن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمع من خزيمة بن ثابت قال بن عبد البر وهذا لا أدري ما هو لان أحيحة قديم وهو أخو عبد المطلب لامه فمن المحال أن يروي عن خزيمة من كان بهذا القدم ويروي عنه عبد الله بن علي بن السائب قال فعسى أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة يعني تسمى باسم جده قلت لم يتعين ما قال بل لعل أحيحة بن الجلاح والد عمرو آخر غير أحيحة بن الجلاح المشهور وقد ذكر المرزباني عمرو بن أحيحة في معجم الشعراء وقال أنه مخضرم يعني أدرك الجاهلية والاسلام وأنشد له شعرا قاله لما خطب الحسن بن علي عند معاوية وأحيحة بن الجلاح المشهور كان جاهليا شريفا في قومه مات قبل أن يولد النبي صلى الله عليه وسلم بدهر ومن ولده محمد بن عقبة بن الجلاح أحد من سمي محمدا في الجاهيلة رجاء أن يكون هو النبي المبعوث ومات محمد بن عقبة في الجاهلية وأسلم ولده المنذر بن محمد وشهد بدرا وغيرها واستشهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة وممن له صحبة من ذرية أحيحة بن الجلاح عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن
[ 190 ]
أحيحة شهد أحدا وما بعدها وعمرو وبليل ولدا بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا ولم يذكر أحد اباهم في الصحابة ومن ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الاصرم بن جحجى أمه بنت محمد بن عقبة المذكور وذلك من الادلة على وهم من ذكر أحيحة بن الجلاح الاكبر في الصحابة وقال عياض في المشارق وهم بعضهم ما وقع في الموطأ فقال أحيحة جاهلي لم يدرك الاسلام والانصار اسم إسلامي للاوس والخزرج فكيف يقال من الانصار قال عياض وهو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لما كان من القبيل المذكور وصار لهم هذا الاسم كالنسب ذكر في جملتهم لانه من إخوانهم انتهى وهذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية وقد أغرب القاضي أبو عبد الله بن الحذاء في رجال الموطأ فزعم أن أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة وزعم في ترجمته أنه عمر حتى أدرك الاسلام وأنه الذي ذكر عنه مالك ما ذكر وأن عروة لم يدركه وإنما وقع له الذي وقع في الجاهلية والخبر المذكور إنما هو قصة قضى بها في الجاهلية فأقرها الاسلام انتهى فجعله تارة أدرك الاسلام وتارة لم يدركه والحق أنه مات قديما كما قدمته وأما صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره وكأنه والد عمرو بن أحيحة الذي روى عن خزيمة بن ثابت فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن عقبة القديم الجاهلي ويحتمل أن يكون الاصغر حفيد الاكبر وافق اسمه واسم أبيه واسم جده واسم ابنه والله أعلم باب الالف بعددها خاء (56) الاخرم فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه محرز بن نضلة يأتي في الميم إن شاء الله تعالى
[ 191 ]
(57) الاخرم الهجيمي قال عبد الغني وابن ماكولا معدود في الصحابة وروى خليفة بن خياط والبخاري في تاريخه والبغوي من طريق يحيى بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات اسمه عبد الله عن عبد الله بن الاخرم عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وفرق بن ماكولا بين الاخرم الهجيمي وبين الاخرم غير المنسوب وهو واحد والحديث واحد ولم ينسبه بن عبد البر أيضا بل قال لا أعرف نسبه (58) الاخرم بن أبي العوجاء السلمي روى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الاخرم هذا في سنة سبع في سرية خمسين رجلا إلى بني سليم فقتل عامتهم وتوصل بن أبي العوجاء جريحا ويحتمل أن يكون هو محرز بن نضلة (59) الاخضر بن أبي الاخضر الانصاري ذكره بن السكن وروى من طريق الحارث بن حصيرة عن جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الاخضر بن أبي الاخضر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله وقال بن السكن هو غير مشهور في الصحابة وفي إسناد حديثه نظر وأشار الدار قطني إلى أن جابرا تفرد به وجابر رافضي (60) الاخنس السلمي جد معن بن يزيد اسم أبيه حبيب وقيل خباب ذكره الطبري وابن السكن وغيرهما وقال بن سعد في وفد بني سليم والاخنس بن يزيد وروى البغوي في ترجمة معن من طريق يزيد بن أبي حبيب أن معن بن يزيد بن الاخنس السلمي شهد هو وأبوه وجده بدرا قال ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه مسلمين الا الاخنس وروى بن حبان في صحيحه من طريق صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي
[ 192 ]
أمامة الباهلي أن يزيد بن الاخنس السلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة وروى البخاري من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي وزعم بن منده أن اسم جد معن ثور فذكره في حرف الثاء المثلثة والله أعلم (61) الاخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو ثعلبة حليف بني زهرة اسمه أبي وإنما لقب الاخنس لانه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل خنس الاخنس ببني زهرة فسمي بذلك ثم أسلم الاخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينا ومات في أول خلافة عمر ذكره أبو موسى عن بن شاهين قال حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله وكذا ذكره بن فتحون عن الطبري وذكره الذهلي في الزهريات بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والاخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرا فذكر القصة وفيها أن الاخنس أتى أبا سفيان فقال ما تقول قال أعرف وأنكر قال أبو سفيان فما تقول أنت قال أراه الحق وذكر بن عطية عن السدي أن الاخنس جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاظهر الاسلام وقال الله يعلم أني صادق ثم هرب بعد ذلك فمر بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا وقتل حمرا فنزلت * (غهغم الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) * قوله * (المهاد) * وقال بن عطية ما ثبت قط أن الاخنس أسلم قلت قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره ولا مانع أن يسلم ثم يرتد ثم يرجع إلى الاسلام والله أعلم باب الالف بعدها دال (62) الادرس الجني يأتي ذكره في الارقم (63) الادرع السلمي روى بن ماجة من طريق سعيد المقبري عن الادرع قال
[ 193 ]
جئت ليلة احرس النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ميت فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هذا عبد الله ذي النجادين الحديث قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه قلت فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم عن بن الادرع فالله أعلم (64) الادرع أبو جعد الضمري مشهور بكنيته يأتي (65) إدريس أحد الثمانية المهاجرين من الحبشة تقدم في أبرهة (66) أدهم بن حظرة اللخمي الراشدي من بني راشدة بن أذينة بن جديلة بن لخم قال بن ماكولا هو صحابي ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر ولم يقع له رواية وذكره بن يونس قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون باب الالف بعدها ذال (67) أذينة بن سلمة بن الحارث بن خالد بن عائد بن سعد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن بهثة بن عبد القيس العبدي والد عبد الرحمن وقيل هو أذينة بن الحارث بن يعمر بن عمرو بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الليثي وهاذان نسيان متغايران وصحح بن عبد البر الاول قال وقال بعضهم فيه الشني ولا يصح وتعقبه الرشاطي بأن شن بن أمضى بن عبد القيس فلا مغايرة بين الشني والعبدي وقال بن الاثير لعل من نسبه كنانيا ظنه والد بن أذينة الشاعر المشهور وليس هو به واذينة هذا مختلف في صحبته وهو والد عبد الرحمن قاضي البصرة قال بن حبان
[ 194 ]
له صحبة ثم ذكره في التابعين وقال العسكري كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن عثمان وشهد الجمل وكان له فيه ذكر وقال المدائني هو أول من رأس عبد القيس وكانت رياسته عليهم قبل المنذر بن الجارود وقد ولي أذينة لزياد ولايات وله بن يقال له عبد الله وله ذكر مع معاوية بن أبي سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا أبو الاحوص عن أبي إسحاق عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه ورواه الطبراني والبغوي وابن شاهين وابن السكن وأبو عروبة وغير واحد في كتبهم في الصحابة من طرق عن أبي الاحوص قال البغوي لا أعلم روى أذينة غيره ولا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير أبي الاحوص وقال بن السكن يقال له صحبة ولا أعلم روى حديثه المرفوع غير أبي الاحوص وهو ثقة غير أنه لم يذكر فيه سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه الترمذي في العلل المفردة عن قتيبة عن أبي الاحوص وقال البخاري في تاريخه أذينة العبدي سمع عمر وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وذكره أبو نعيم الكوفي في تابعي أهل الكوفة ومسلم في الطبقة الاولى منهم وحديثه عن عمر أخرجه عبد الرزاق من طريق الحسن العرني عن عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه قال أتيت عمر فذكر قصته وذكر الترمذي في العلل المفردة أنه سأل البخاري عنه فقال مرسل واذينة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي روى عمرو بن دينار عنه عن بن عباس كذا قال فإن كان قوله وهو الخ من كلام البخاري فقد اختلف كلامه فيه فإنه فرق في التاريخ بينهما وتبعه
[ 195 ]
أبو حاتم الرازي قال بن أبي حاتم أذينة العبدي بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر روى عنه ابنه عبد الرحمن سمعت أبي يقول ثم قال أذينة روي عن بن عباس روى عنه عمرو بن دينار ومحمد بن الحارث قال بن عيينة كان من أهل عمان وكذا فرق بينهما بن حبان وإن كان قوله وهو الذي روى الخ من كلام الترمذي فهو وهم والله أعلم باب الالف بعدها راء (68) أربد بن جبير وقيل بن حمزة وقيل بن حمير مصغرا مثقلا وبهذا الاخير جزم بن ماكولا وأما الاول فرواه بن منده من طريق جرير بن حازم عن بن إسحاق ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة وفيمن شهد بدرا (69) أربد بن مخشي يكنى أبا مخشي وهو بكنيته أشهر يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى ويقال اسمه سويد (70) أربد خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده في تاريخه من طريق أصبغ بن زيد عن سعيد بن أبي راشد عن زيد بن علي بن الحسين عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر استدركه أبو موسى (71) أرطاة بن الحارث له وفادة وسمع من عمر قاله معاوية بن صالح ولعله الذي بعده (72) أرطاة بن كعب بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع روى بن شاهين بإسناد ضعيف من طريق عبد بن عابس النخعي عن قيس بن كعب النخعي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والارقم
[ 196 ]
وكانا من أجمل أهل زمانهما وأنطقه فدعاهما إلى الاسلام فاسلما فدعا لهما بخير وكتب لارطاة كتابا وعقد له لواء وشهد القادسية بذلك اللواء قال وأخذ اللواء أخوه زيد بن كعب فقتل وذكره الرشاطي عن بن الكلبي بنحوه وسمي أخاه دريد بن كعب وكذا قال بن سعد في الطبقات قال أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النخع وذكر عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن أشياخ من النخع أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو والجهيش واسمه الارقم وسيأتي في الارقم ولارطاة ذكر من وجه آخر قال بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة فقال إني لارى السرو فيكم متربعا سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق فقاتلوا فقالوا بل نسير إلى الشام قال سيروا إلى العراق فساروا إلى العراق ورواه عن أبي نعيم عن حنش سمعت أبا الحارث يذكره قال قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع نحوه وزاد فأتينا القادسية فقتل منا كثير ومن سائر الناس قليل فسئل عمر عن ذلك فقال إن النخع ولوا أعظم الامر وحده (73) الارقم بن أبي الارقم وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يكنى أبا عبد الله
[ 197 ]
قال بن السكن أمة تماضر بنت حذيم السهمية ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية كان من السابقين الاولين قيل أسلم بعد عشرة وقال البخاري له صحبة وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة وكانت داره على الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها في الاسلام وذكر قصة طويلة لهذه الدار وأن الارقم حبسها وأن احفاده بعد ذلك باعوها لابي جعفر المنصور ورواه بن منده من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد الله بن عثمان بن الارقم عن جده وكان بدريا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين وكان آخرهم اسلاما عمر فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا وروى أحمد من طريق عثمان بن الارقم بن أبي الارقم عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الامام كالجار قصبه في النار وأخرجه الحاكم أيضا لكن قال الدار قطني في الافراد تفرد به هشام بن زياد وهو أبو المقدام وقد ضعفوه وروى الحاكم أيضا أن الارقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص وروى بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر قال توفي الارقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين ثم روى بسند لين عن عثمان بن الارقم قال توفي أبي سنة ثلاث
[ 198 ]
وخمسين وهو بن خمس وثمانين سنة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص وروى أبو نعيم وابن عبد البر بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق وحمله بن عبد البر على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته وشهد الارقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة وقال بن عبد البر وقع لابن أبي الحاتم فيه وهم فإنه جعل الارقم هذا والد عبد الله بن الارقم يعني الذي كان على بيت المال لعثمان وهذا زهري والاول مخزومي ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف قلت روى الطبراني من طريق الثوري عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الارقم بن أبي الارقم الزهري على السعاية فاستتبع أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد فهذا يدل على أن للارقم الزهري أيضا صحبة لكن رواه شعبة عن الحكم عن مقسم فقال استعمل رجلا من بني مخزوم وكذلك اخرجه أبو داود وغيره وإسناده أصح من الاول (74) الارقم بن أبي الارقم الزهري وقد ذكرت حديثه في ترجمة الذي قبله (75) الارقم بن حفينة التجيبي من بني نصر بن معاوية قال بن منده سمعت بن يونس يقول أنه شهد فتح مصر عداده في الصحابة وروى من طريق عبد الله بن الارقم بن حفينة عن أبيه أنه تخاصم هو وابنه إلى عمر (76) الارقم بن عبد الله بن الحارث بن بشر بن يسار النخعي وقيل هو بن زيد بن مالك النخعي له وفادة وقيل اسمه أوس وقيل جهيس وهو أصح وسيأتي (77) الارقم الجني أحد الجن الذين استمعوا القرآن من جن نصيبين ذكر إسماعيل بن أبي زياد في تفسيره عن بن عباس في قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
[ 199 ]
يستمعون القرآن الآية قال هم تسعة سليط وشاصر وخاضر وحساومسا ولحقم والارقم والادرس وحاصر نقلته مجودا من خط مغلطاي (78) الاريقط العبدي من بني عامر بن الحارث بعثه الاشج العبدي دليلا مع أخيه عمرو بن عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بخبره فأسلم وسيأتي ذلك في ترجمة الاشج إن شاء الله تعالى باب الالف بعدها زاي (79) ازداد ويقال له يزداد بن فساءة الفارسي مولى بحير بن ريسان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في الاستنجاء أخرجه بن ماجة قال أبو حاتم حديثه مرسل ومنهم من يدخله في المسند وقال بن الاثير قال البخاري لا صحبة له وقال غيره له صحبة (80) الازرق بن عقبة أبو عقبة الثقفي مولاهم وكان من عبيد كلدة الثقفي وقيل من عبيد الحارث بن كلدة فنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيام حصار الطائف فأسلم فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم وسلمه لخالد بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه فصار حليفا في بني أمية فانكحوه ونكحوا إليه ذكره الواقدي في المغازي وكذا بن إسحاق باختصار واستدركه بن فتحون قلت سيأتي له ذكر في ترجمة الحارث بن كلدة قال البلاذري كان الازرق حدادا روميا تزوج سمية والدة عمار بعد أن فارقها ياسر فولدت سلمة له بن الازرق فهو أخو عمار لامه ثم ادعى ولد عمار عمر وعقبة وهم من غير سمية إنهم من ولد الحارث بن أبي شمر الغساني وأنهم حلفاء بني أمية وشرفوا بمكة وكذا ذكره الطبري (81) أزهر بن خميصة ذكره أبو عمر مختصرا وقال في صحبته نظر وذكر أنه روى عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه (82) أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري عم عبد الرحمن بن عوف ووالد عبد الرحمن بن أزهر الآتي ذكره
[ 200 ]
وزعم بن عبد البر أنه أزهر بن عوف وأنه أخو عبد الرحمن بن أزهر بن عوف فوهم في ذلك وروى البغوي من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة عن الزهري عن أبي الطفيل عن بن عباس قال امتريت أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية فشهد طلحة وعامر بن ربيعة وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح وفي إسناده الواقدي وعن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله لما ولي عمر بعث أربعة فنصبوا أعلام الحرم وهم مخرمة وأزهر بن عبد عوف وسعيد بن يربوع وحويطب بن عبد العزى أخرجه الفاكهي وغيره وأورد الطبراني في ترجمة أزهر هذا عن أحمد بن محمد بن نافع الطحان عن أحمد بن عمرو بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إني بشارب وهو بحنين الحديث وهذا وهم من الطبراني أو شيخه فقد أخرجه أبو داود والنسائي عن بن السرح بهذا الاسناد عن الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه فالحديث من مسند عبد الرحمن بن أزهر لامن مسند أزهر وهكذا رواه صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه لم يقل عن أبيه وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه والله أعلم (83) أزهر بن منقر قال أبو عمر لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر وقال بن منده هو من أعراب البصرة ثم روى من طريق عمير بن جابر عن أزهر بن منقر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه فسمعته يفتتح القراءة بالحمد لله ويسلم تسليمتين قال بن منده غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه قلت وفي إسناده علي بن قرين وقد كذبه بن معين وموسى بن هارون وغيرهما
[ 201 ]
(84) ازيهر مولى سهيل بن عمرو له صحبه وأرسله مولاه سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم روى الفاكهي من طريق محمد بن سليمان بن مسمول عن حزام بن هشام عن أبيه عن أم معبد قالت مر بن بخيمتي غلام سهيل ازيهر ومعه قربتا ماء فقلت ما هذا قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مولاي سهيل يستهديه ماء زمزم فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب باب الالف بعدها سين (85) إساف بن أنمار السلمي قال بن حبان له صحبة وروى الباوردي وابن منده من طريق أيوب بن عتبة عن أبي النجاشي عن رافع بن خديج قال حدثني عمي ظهير بن رافع أنه قال بابن أخي لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكري محاقلنا قال فسمعه رجل من بني سليم يقال له إساف بن أنمار فشمت بنا فقال شعرا فأجابه شاعرنا إساف بن نهيك أو نهيك بن إساف قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت ليس في سياق الحديث ما يدل على صحبته (86) إساف بن نهيك ذكر في ترجمة الذي قبله (87) أسامة بن أخدري التميمي ثم الشقري نزل البصرة قال بن حبان قدم على
[ 202 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما انتهى وله حديث من رواية بشير بن ميمون عنه قال قدم الحي من شقرة على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم قد ابتاع عبدا حبشيا فقال يا رسول الله سمه وادع له قال ما اسمك قال أصرم قال بل زرعة فما تريده قال راعيا قال فقبض أصابعه وقال هو عاصم أخرج حديثه أبو داود والحاكم في المستدرك وقال بن السكن ليس له غير هذا الحديث أخرجه الطبراني كذلك ومن رواية أخرى عن بشير عن أسامة عن أصرم قال قلت يا رسول الله إني اشتريت عبدا الحديث (88) أسامة بن خريم ذكره بن عبد البر وقال لا تصح له صحبة قلت ذكره في التابعين البخاري وغيره وقال بن حبان في التابعين أسامة بن خريم يروي عن مرة بن كعب وله صحبة فالضمير يعود على مرة لا على أسامة (89) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي الحب بن الحب يكنى أبا محمد ويقال أبو زيد وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم قال بن سعد ولد أسامة في الاسلام ومات النبي صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة وقال بن أبي خيثمة ثماني عشرة وكان أمره على جيش عظيم فمات النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجه فانفذه أبو بكر وكان عمر يجله ويكرمه وفضله في العطاء على ولده عبد الله بن عمر واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر
[ 203 ]
خلافة معاوية وكان قد سكن المزة من عمل دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة (90) أسامة بن شريك الثعلبي من بني ثعلبة بن يربوع قاله الطبراني وأبو نعيم وقيل من بني ثعلبة بن سعد قاله بن حبان وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل قاله بن السكن وابن منده وابن عبد البر وقال فيه أيضا الذبياني الغطفاني وتعقبه الرشاطي بان بكرا ليس له من الولد من سمي ثعلبة وبأن قولهم في نسبة الذبياني الغطفاني دل على أنه من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان والله أعلم قال البخاري أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ومن حديثه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير وفي بعض طرقه خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فجاء قوم فقالوا يا رسول الله إن بني يربوع قتلونا فقالوا لا تجني نفس على أخرى وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الاشعري وذكر الازدي وابن السكن
[ 204 ]
وغير واحد أن زياد بن علاقة تفرد بالرواية عنه (91) أسامة بن عمرو الليثي قيل هو شداد بن الهاد وسيأتي في الشين (92) أسامة بن عمير بن عامر بن الاقيشر بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي والدأبي المليح قال البخاري له صحبة روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم ومن حديثه أصابتنا السماء ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال خليفة نزل البصرة ولم يروي عنه إلا ولده قاله جماعة من الحفاظ (93) أسامة الحنفي ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق معاذ بن عبد الله بن خبيب عن رجل عن أسامة الحنفي قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بالسوق فقلت لهم أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يريد أن يخط لقوم مسجدا الحديث واستدركه بن فتحون (94) إسحاق الغنوي روى البخاري في تاريخه وسمويه وأبو يعلى وغيرهم من طريق بشار بن عبد الملك المزني قال حدثتني جدتي أم حكيم بنت دينار المزنية عن مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي وأخوها إسحاق حتى إذا
[ 205 ]
كانت ببعض الطريق قال لها أخوها اجلسي حتى أرجع إلى مكة فآخذ نفقة لي أنسيتها قالت إني أخشى عليك الفاسق تعني زوجها أن يقتلك فذهب أخوها إلى مكة وتركها فمر بها راكب بعد ثلاث فقال يا أم إسحاق ما يقعدك ها هنا قالت أنتظر أخي إسحق قال لا إسحاق لك أدركه زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله فذكر الحديث في قدومها المدينة وبشار بالموحدة والشين المعجمة ضعفه بن معين (95) إسحاق غير منسوب روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن عن إسحاق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى (96) أسد بن أسيد بن أبي أناس بن زنيم الكناني وسيأتي ذكر أبيه وذكر المرزباني في معجم الشعراء عن دغفل أن أسد بن أسيد هذا أسلم يوم الفتح وهو وأبوه (97) أسد بن خويلد في نسب خديجة روى حديثه محمد بن جابر عن سماك وعمن سمع أسد بن خويلد كذا ذكره بن منده وقال أبو عمر أسد بن أخي خديجة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تبع ما ليس عندك ذكره العقيلي وقال في إسناده مقال انتهى ولم يذكر أهل النسب لخديجة أخا سوى العوام والد الزبير ومات في الجاهلية ونوفل وقتل يوم بدر كافرا وقيل قتله بن أخيه الزبير وقيل على فيحتمل أن يكون أسد هذا بن نوفل لكنهم لم يذكروا ذلك (98) أسد بن خزيمة ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية فما أدري أراد القبيلة أو اسم رجل بعينه (99) أسد بن حارثة الكلبي ثم العليمي من بني عليم بن جناب قال أبو عمر قدم على التبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قطن في نفر من قومهم فسألوه الدعاء لقومهم في غيث
[ 206 ]
السماء وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بن حارثة فذكر حديثا فصيحا كثير الغريب من رواية بن شهاب عن عروة بن الزبير (100) أسد بن سعية القرظي أحد من أسلم من اليهود روى بن السكن من طريق سعيد بن بزيغ عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن شيخا بني قريظة حدثه أن إسلام ثعلبة بن سعية وأسد بن سعية وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث بن الهيبان فذكر قصته بطولها وأنه كان يعلمهم بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام فلما كانت الليلة التي في صبحها فتح قريظة قال لهم هؤلاء الثلاثة يا معشر يهود أنه والله للرجل الذي كان وصف لنا بن الهيبان فاتقوا الله واتبعوه فأبوا عليهم فنزل الثلاثة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ورواه أيضا من طريق يحيى بن محمد بن عباد الشجري عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن سعيد بن المسيب عن جابر والاسناد الاول أقوى وروى الطبري وابن منده من طريق أخرى عن بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن بن عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد وأسد أو أسيد بن سعية قالت يهود ما أتى محمدا إلا شرارنا فأنزل الله تعالى * (ليسوا سواء من أهل الكتاب) * إلى قوله * (غئ غ شئغ جى م) * (101) أسد بن عبيد القرظي ذكره بن حبان في الصحابة وقد ذكر في ترجمة الذي قبله (102) أسد بن عبد الله ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) * الآية (103) أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق بن صعب الجبلي ثم القسري جد خالد أمير العراق روى البخاري في تاريخه والطبراني
[ 207 ]
وابن السكن من طريق أرطاة بن المنذر السكوني حدثني مهاجر بن حبيب عن أسد بن كرز قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة الله إسناده حسن وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وأبو يعلى والبغوي من طريق إسماعيل بن واسط البجلي عن خالد القسري عن جده أسد بن كرز سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات خطاياه الحديث فيه انقطاع بين خالد وأسد وروى بن منده من طريق عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة حدثني أبي عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال أهدى أسد بن كرز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوسا الحديث فيه انقطاع أيضا بين عاصم وقتادة ورويناه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال أسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف فأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوسا فقال أسد يا رسول الله أدع الله لي فدعا له وليزيد بن أسد هذا أيضا صحبة وسيأتي ذكره (104) أسد بن كعب القرظي روى بن جرير من طريق بن جريج قال في قوله تعالى * (من أهل الكتاب أمة قائمة) * قال هم عبد الله بن سلام وأخوه ثعلبة وسعية وأسد وأسيد وابنا كعب (105) أسد ويقال أسيد بالتصغير بن يعمر بن وهب الخزاعي لقبه النعيت يأتي ذكره في النون إن شاء الله تعالى (106) أسد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أر له ذكرا إلا في تاريخ جمعه العباس بن محمد الاندلسي للمعتصم بن صمادح ذكر في أوله ترجمة بيوته وقال فيها وكان أنس بن مالك ومولاه أسد يستأذن عليه (107) أسعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الانصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد (108) أسعد بن حارثة الانصاري الساعدي ذكره عمر بن شبة فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه بن فتحون (109) أسعد بن حرام الخزرجي أحد قتلة بن أبي الحقيق ذكره عمر بن شبة عن
[ 208 ]
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة واستدركه بن فتحون (110) أسعد الخير سكن الشام ذكره البخاري في الوحدان حكاه بن منده (111) أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أبو أمامة الانصاري الخزرجي النجاري قديم الاسلام شهد العقبتين وكان نقيبا على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه ويقال أنه أول من بايع ليلة العقبة وقال الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن خبيب عن عبد الرحمن قال خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الاسلام وتلا عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا عتبة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالاسلام المدينة وأما بن إسحاق فقال إن أسعد إنما أسلم في العقبة الاولى مع النفر الستة فالله أعلم ووهم بن منده فقال كان نقيبا على بني ساعدة وقيل إنه أول من بايع ليلة العقبة وقال بن إسحاق شهد العقبة الاولى والثانية والثالثة وروى أبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الاذان استغفر لاسعد بن زرارة الحديث وفيه كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بني بياضة في نقيع الخضمات وذكر الواقدي أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة رواه الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن بن أبي الرجال وفيه فجاء بنو النجار فقالوا يا رسول الله مات نقيبا فنقب علينا فقال أنا نقيبكم
[ 209 ]
وذكر بن إسحاق أنه مات والنبي صلى الله عليه وسلم يبني المسجد وقال الواقدي كان ذلك في شوال قال البغوي بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة هذا قول الانصار وأما المهاجرون فقالوا أول من دفن به عثمان بن مظعون وروى الحاكم من طريق السراج في تاريخه ثم من طريق محمد بن عمارة عن زينب بنت نبيط أن النبي صلى الله عليه وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ وكان أبوهما أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة وقد أخذته الشوكة فكواه الحديث وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزهري قلت هذا هو المحفوظ ورواه عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن أنس أخرجه الحاكم أيضا وهي شاذة ورواه بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة وهي شاذة أيضا ورواه زمعة بن صالح عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن أبي أمامة أسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لانه لم يرد بقوله عن أبي أمامة أسعد بن زرارة الرواية وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد زرارة والله أعلم وقد اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدر ووقع في الطبراني من طريق الشعبي عن زفر بن وثيمة من المغيرة بن شعبة أن أسعد بن زرارة قال لعمر إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها وهذا فيه نظر ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحف والله أعلم وإلا فيحمل على أنه أسعد بن زرارة آخر انتهى (112) أسعد بن زرارة ذكر في الذي قبله إن ثبت وسيأتي في ترجمة عبد الله بن أسعد بن زرارة أن بعضهم روى الحديث المذكور في ترجمته فقال عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه فلعله كان فيه بن أسعد قال وهو عبد الله هذا (113) أسعد بن زيد بن الفاكه يأتي في أسعد بن يزيد
[ 210 ]
(114) أسعد بن سلامة الاشهلي الانصاري روى أبو نعيم من طريق موسى بن عقبة عن بن شهاب أنه استشهد يوم الجسر وتعقبه بن الاثير بأن الكلبي ذكره سعد بغير ألف قلت ويحتمل أن يكونا أخوين والله أعلم (115) أسعد بن عبد الله بن مالك بن ثعلبة بن مالك الخزاعي قال الحاكم في تاريخه أخبرني خلف بن محمد حدثنا موسى بن أفلح حدثنا سعيد بن سلم بن قتيبة أخبرني جعفر بن لاهز بن قريظ أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي وهو جد جعفر أبو أمة عن أبيه كثير عن أبيه أمية بن أسعد عن أبيه أسعد بن عبد الله بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة ورويناه في الغرائب لابي النرسي وقد ذكره أبو موسى في الذيل من طريقه بن الاثير فأسقطا من بين الحاكم وجعفر وهو فاحش وقد أخرجه بن عساكر في تاريخه في ترجمة سليمان بن كثير الخزاعي على الصواب (116) أسعد بن يربوع الانصاري الخزرجي الساعدي قتل يوم اليمامة شهيدا ذكره سيف بن عمر في الفتوح وتبعه أبو عمر (117) أسعد بن يزيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة الانصاري الخزرجي ويقال بن زيد ذكره أبو موسى بن عقبة وابن الكلبي فيمن شهد بدرا ولم يذكره بن إسحاق لكن ذكره سعد بن يزيد بغير الف ونسبه أبو نعيم نجاريا فوهم
[ 211 ]
(118) أسعد بن عطية بن عبيد بن بجالة بن عوف بن ودم بن ذبيان بن هميم بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البلوي ذكره بن يونس في تارخ مصر وقال بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر له ذكر وليست له رواية (119) الاسفع البكري ويقال بن الاسفع قال بن ماكولا هو بالفاء يقال له صحبة أخرج حديثه الطبراني من طريق مسلم بن خالد عن بن جريج قال أخبرني عمر بن عطاء مولى بن الاسفع رجل صدق عن الاسفع البكري أنه سمعه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم فقال الله لا إله إلا هو الحي القيوم رواه عبدان من طريق روح بن عبادة عن بن جريج عن مولى الاسفع عن بن الاسفع وهو الاشهر (120) الاسفع الجرمي هو بن شريح بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم قاله الطبري تبعا لابن الكلبي وابن شاهين عن رحاله وذكره بن ماكولا في رياح بكسر الراء والياء التحتانية واستدركه بن فتحون (121) الاسقع بالقاف والد واثلة بن الاسقع البكري الليثي الصحابي المشهور ذكر أبو سعد في شرف المصطفى شيئا يدل على أن له صحبة فأخرج من طريق هشام بن عمار عن محمد بن شعيب عن يحيى بن أبي عمرو عن عمر بن عبد الله عن واثلة بن الاسقع قال خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس الحديث وفيه ثم رجعت فوجدت والدي جالسا مستقبل الشمس ضحى فسلمت عليه تسليم الاسلام فقال اصبوت قلت نعم أسلمت قال عسى الله أن يجعل لك ولنا في ذلك خيرا قال فقعدت معه يعني إلى زمن الفتح الحديث ثم وجدت له أصرح من ذلك فأخرج أبو نعيم من دلائل النبوة من طريق أبي عاصم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عمر بن الدرفس قال حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة عن واثلة بن الاسقع قال كنا في الصفة وهم عشرون رجلا فأصابنا جوع وكنت من أحدث أصحابي سنا فبعثوا بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أشكو جوعهم
[ 212 ]
(122) الاسلع الاعرجي بالراء من بني الاعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم قال بن السكن حديثه في البصريين وفيه نظر وقال بن حبان الاسلع السعدي رجل من بني الاعرج بن كعب يقال إن له صحبة ولكن في إسناده خبره الربيع بن بدر وقال الطبراني في الترجمة الاسلع بن شريك الاشجعي ثم ساق حديثه من طريقين عن الربيع بن بدر حدثني أبي عن أبيه عن رجل يقال له الاسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لي ذات يوم يا أسلع قم فارحل فقلت يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا اسلع فتيمم قال فقمت فتيممت ثم رحلت له فسار حتى مر بماء فقال لي يا اسلع مس أو امس هذا جلدك قال فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين انتهى ثم ساقه من طريق يحيى الحماني عن الربيع فقال الاسلع رجل من بني الاعرج بن كعب وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في الاحكام عن يحيى ثم ساقه الطبراني أيضا من طريق الهيثم بن رزيق عن أبيه عن الاسلع بن شريك قال كنت ارحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت أن ارحل ناقته وأنا جنب وخشيت أن اغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الانصار فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت فقلت يا رسول الله لم ارحلها رحلها رجل من الانصار قال ولم فقلت إني أصابتني جنابة فخشيت القر على نفسي فأمرته فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * إلى قوله * (غظهئ غفورا) * قلت وهذه القصة فيها شبه يسير من الاولى وبينهما مغايرة ظاهرة فحمل الطبراني وجماعة الامر على أن ذلك كله وقع للاسلع ويؤيد ذلك أن بن منده قال في ترجمته أسلع بن شريك بن عوف الاعرجي ثم روى من طريق قيس بن حفص الدارمي قال سألت بعص بني عم الاسلع عنه فقال هو الاسلع بن شريك بن عوف انتهى وقال خليفة في تاريخه ومن بني الاعرج بن كعب الاسلع بن شريك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ولم
[ 213 ]
أر في شئ من طرفه أنه اشجعي ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الاعرج بن كعب فلعله وقع فيه تصحيف سمعي أراد أن يقول الاعرجي فقال الاشجعي وأما بن عبد البر ففرق بين القصتين وجعلهما لرجلين كل من منهما يقال له الاسلع فالاول قال إنه الاسلع بن الاسقع روى حديثه الربيع بن بدر والثاني الاسلع بن شريك الاعرجي التميمي ونسبه الثاني إلى الاعرج يدل على أنه الاول فإن الاول ثبت أنه اعرجي وما أدري من أين له اسم أبيه الاسقع فإن ثبت فلعله كان يسمى شريكا ويلقب الاسقع ووقع في أصله بخطه الاعوجي بالواو وتعقبه الرشاطي فقال إنما هو بالراء وكذا وقع التيمي وتعقبه الرشاطي أيضا وقد قال بن السكن في الاعرجي أيضا يقال له بن شريك فهدا يدل على الوحدة والله أعلم وحكى بن منده عن علي بن سعيد العسكري أن اسم الاسلع الحارث بن كعب وأظنه خطأ والله أعلم تنبيه وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الاسلع هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان ولفظه إن الاسلع الاعرجي كان يرحل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم إني جنب وليس عندي ماء فأنزل الله آية التيمم وهذا تقصير شديد منه مع كثرة اطلاعه (123) الاسلع بن شريك وقد قدمت خبره في ترجمة الذي قبله (124) أسلم بن أوس بن بجرة يأتي في الذي بعده (125) أسلم بن بجرة بفتح الموحدة وسكون الجيم الانصاري نسبه بن الكلبي فقال أسلم بن بجرة بن الحارث بن غيان بالغين المعجمة والياء التحتانية المشددة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعدي هكذا نسبه بن الكلبي وأما العدوي فقال أوس بدل غياث وقال بن ماكولا وقبله الدارقطني أسلم بن أوس بجرة والباقي مثله وذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله كذلك وتبعوا كلهم العدوي فإنه كذلك ذكره في نسب الانصار وقال أنه شهد
[ 214 ]
أحدا وقال بن عبد البر لم يصح عندي نسبه وفي صحبته نظر قلت قد نسبه بن الكلبي وهو عمدة النسابين كما ذكرناه وتبعه بن شاهين وابن قانع وغيرهما وروى الطبراني في الصغير من طريق الزبير بن بكار عن عبد الله بن عمرو الفهري عن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم الانصاري قال جعلني النبي صلى الله عليه وسلم على اساري قريظة الحديث وقال لا يروي عن أسلم الا بهذا الاسناد تفرد به الزبير انتهى وقد رواه الطبراني نفسه في الكبير من وجه آخر أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة عن أبيه عن أسلم بن بجرة مثله ومن هذا الوجه الثاني أخرجه بن السكن وقال لا يثبت وابن منده استغربه وقال بن عبد البر حديثه يدور على إسحاق كذا قال وفرق بن الاثير بين أسلم بن بجرة وبين أسلم بن أوس بن بجرة وهما واحد كما ترى ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما بن أخي الآخر وتوافقا في الاسم والله أعلم وقال بن عبد البر هو أحد من منع من دفن عثمان بالبقيع ونقل البغوي عن أبي عبيد قال أسلم بن الحصين بن النعمان الاوسي يكنى أبا جبيرة وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك قلت أخرج ذلك بن شبة في خبر المدينة من طريق مخلد بن خفاف عن عروة وقال منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي (126) أسلم بن جبيرة بن حصين بن جبيرة بن حصين بن النعمان بن سنان بن عبد الاشهل الانصاري الاوسي الاشهلي نسبه بن الكلبي وقال بن منده أسلم بن الحصين وساق نسبه ذكره البخاري في الصحابة ولم يذكر له حديثا ونقل البغوي عن أبي عبيد قال أسلم بن الحصين بن النعمان الاوسي يكنى أبا جبيرة وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك قلت فالاختلاف في نسبه كالاختلاف في الذي قبله والاحتمال فيهما كذلك والله أعلم (127) أسلم بن حصين مضى في الذي قبله
[ 215 ]
(128) أسلم بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو نوفل ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابي فيمن حدث هو وولده عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلته من خط مغلطاي (129) أسلم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن منده روى إسحاق بن سليمان عن سعيد بن عبد الرحمن المدني قال كان رافع وأسلم خادمين للنبي صلى الله عليه وسلم يعني اللذين ذكرهما عمر بن الخطاب في قوله وكن رفيق رافع وأسلم واخدم الاقوام كيما تخدم وهو خبر رواه بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر الا وقد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها وايقظنا وهو يرتجز فذكر هذا البيت (130) أسلم يقال هو اسم أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بكنيته أشهر وسيأتي هناك وممن جزم بأن اسمه أسلم البخاري (131) أسلم مولى عمر روى بن منده من طريق عبد المنعم بن بشير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أنه سافر مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرتين والمعروف أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ذكره بن إسحاق وغيره كما سنورده في القسم الثالث إن شاء الله تعالى
[ 216 ]
(132) أسلم الراعي الاسود قال بن إسحاق في المغازي حدثني أبي إسحاق بن يسار أن راعيا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر ومعه غنم كان أجيرا فيها لرجل يهودي فقال يا رسول الله اعرض علي الاسلام فأسلم كذا ذكره بن عبد البر واعترضه بن الاثير بأنه ليس في شئ من السياقات أن اسمه أسلم وهو اعتراض متجه وقد سماه أبو نعيم يسارا كما سيأتي في الياء التحتانية إن شاء الله تعالى وقال الرشاطي في الانساب أسلم الحبشي أسلم يوم خيبر وقاتل فقتل وما صلى صلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن معه الآن زوجته من الحور العين (133) أسلم بن سليم الصريمي عم خنساء بنت معاوية بن سليم سماه بن منده وقال أبو نعيم لا يصح ذلك يعني وإنما يروي عن خنساء عن عمها غير مسمى (134) أسلم بن عبيدة ذكره الدمياطي في موالي النبي صلى الله عليه وسلم ولعله بعض من تقدم (135) أسلم بن عميرة بفتح العين بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الانصاري الحارثي شهد أحدا قاله محمد بن سعد والطبري أخرجه بن عبد البر (136) أسلم الطائي ذكر الواقدي أنه كان مولى لرجل من نبهان وأن عليا أصابه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طئ في ربيع الآخر سنة تسع فعرض عليه الاسلام فدله على عوراتهم فأغار عليهم وسبى آل عدي بن حاتم وأخته ثم أسلم أسلم وذكره الطبري أيضا وأخرجه بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن يزيد عن رجاله وذكر بن سعد والطبري أيضا أنه حضر مع خالد بن الوليد يوم اليمامة وابلى بلاء حسنا واستدركه بن فتحون (137) أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر
[ 217 ]
بن ثعلبة بن مالك بن أفصى الاسلمي يكنى أبا هند نسبه بن الكلبي وقال قال بن عبد البر أسماء بن حارثة بن هند بن عبد الله والباقي مثله وذكر هند في نسبه غلط وإنما هند أخوه وروى أحمد بن منده من طريق يحيى بن هند بن حارثة وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه يأمرهم بصيام عاشوراء وهو أسماء بن حارثة قال يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وقال مر قومك فليصوموا هذا اليوم الحديث وروى عن الاوزاعي عن بن حرملة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أسماء بن حارثة نحوه وعن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بن حارثة وروى الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده عن أسماء بن حارثة أخرجه من طريق يزيد بن إبراهيم عن بن سيرين عن أبي هريرة ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة الا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه قال بن سعد عن الواقدي مات أسماء سنة ست وستين بالبصرة وهو بن ثمانين سنة وكان من أهل الصفة قال وقال الواقدي مات في خلافة معاوية أيام زياد وكان موت زياد سنة ثلاث وخمسين (138) أسماء بن ربان بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي بن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي قال بن سعد في الطبقات وابن الكلبي خاصم بني عقيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في العقيق فقضى به لجرم وهو ماء في أرض بني عامر
[ 218 ]
وليس الذي بالمدينة وكذا أخرجه بن شاهين عن محمد بن محمد عن رجاله وهو القائل وإني أخو جرم كما قد علمتم إذا اجتمعت عند النبي المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النبي لقانع (139) أسماء بن مالك الكعبي ذكره البارودي وأخرجه من طريق قرة بن خالد سمعت يزيد بن الشخير قال كنا بالمربد فأتى علينا رجل من أهل البادية فذكر الحديث وهو معروف بالنمر بن تولب كما سيأتي في موضعه واستدركه بن فتحون وقال بن حبان أسماء بن مالك العكلي له صحبة وروى عنه البصريون (140) إسماعيل رجل من الصحابة نزل البصرة روى مسلم من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر بن كدام والبختري بن المختار والنسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي ومسلم أيضا من طريق عبد الملك بن عمير كلهم عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ورويناه في خبر عبد الله الجابري قال حدثنا بن أبي المثنى حدثنا جعفر بن عون عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة قال جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي فقال حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره فقال الشيخ أنت سمعته قال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقال الشيخ وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله وما علمت أحدا وافقني عليه ورواه بن خزيمة في صحيحه عن بندار عن يزيد بن هارون عن إسماعيل فقال فيه شيخ من أهل البصرة يقال له إسماعيل أخرجه بن منده عن إبراهيم بن محمد عن بن خزيمة ولا نعرف تسمية هذا الشيخ الا في هذه الرواية وهي رواية صحيحة والله أعلم
[ 219 ]
(141) إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي سيأتي في ترجمة أبيه أن له صحبة وإسماعيل المذكور كان معه وشهد موت أمية بن أبي الصلت وذلك فيما رواه البخاري في تاريخه عن الجراح بن مخلد عن العلاء بن الفضل سمع محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد عن أبيه عن جده عن جد أبيه قال شهدت أمية بن أبي الصلت عند الموت فذكر الحديث بطوله وقد أخرجه بن منده في ترجمة طريح بن طربق عمرو بن علي عن العلاء بن الفضل عن محمد بن إسماعيل بن طريح عن أبيه عن جده قال حضرت أمية وكذلك أخرجه بن السكن عن المحاملي عن محمد بن صالح عن العلاء وما قاله البخاري هو المعتمد ويمكن رد الرواية الثانية إلى الاولى بأن يعود الضمير في جده على إسماعيل لا على محمد وسقط عند بن قانع وابن منده بين طريح وسعيد ذكر إسماعيل وهو غلط وقد ساق الزبير بن بكار نسبه على الصواب والله أعلم وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت بعد وقعة بدر بمدة وقد ذكر بن عبد البر أنه لم يبق من قريش وثقيف أحد بعد حجة الوداع إلا أسلم واستدركه بن فتحون (142) إسماعيل بن عبد الله الغفاري ويقال الاشجعي ذكر الثعلبي في التفسير وهبة الله بن سلامة في الناسخ عن الكلبي ومقاتل أنه طلق امرأته قتيلة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بحملها ثم علم فراجعها فولدت فماتت ومات ولدها فنزلت * (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء) * الآية استدركه بن فتحون (143) أسمر بن أبيض يأتي قريبا (144) أسمر بن ساعد بن هلوات بن المازني روى بن منده من طريق أحمد بن داود بن أسمر بن ساعد قال حدثني أبي داود حدثنا أبي أسمر بن ساعد قال وفدت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أن أبانا شيخ كبير يعني هلوات وقد سمع بك وليس به نهوض وقد وجه إليك بلطف الاعراب فقبل منه الهدية ودعا له ولولده
[ 220 ]
(145) أسمر بن مضرس الطائي قال البخاري وابن السكن له صحبة وحديث واحد وقال أبو عمر هو أخو عروة بن مضرس وهو أعرابي وقال بن منده هو أسمر بن أبيض بن مضرس زاد في نسبه أبيض وقال عداده في أهل البصرة قلت وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فقال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له (146) الاسود بن أبيض ذكر أبو موسى عن عبدان أن حماد بن سلمة سماه في جملة من قتل بن أبي الحقيق والمعروف فيهم أسود بن خزاعي وأسود بن حرام كما سيأتي (147) الاسود بن أبي الاسود النهدي روى بن منده من طريق يونس بن بكير عن عنبسة بن الازهر عن بن الاسود النهدي عن أبيه قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار فدميت أصبعه فقال هل أنت الا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت قال بن منده في الترجمة الاسود بن أبي الاسود وهذه عادته فيمن لا يعرف اسم أبيه يجعل له من اسم صاحب الترجمة كنية وقد ترجم له قبله البغوي فقال الاسود ولم ينسبه ثم ساق حديثه ووقع عنده عن أبي الاسود أو بن الاسود عن أبيه وقال لا أعلم بهذا الاسناد غيره قال أبو نعيم الصحيح ما رواه الثوري وشعبة وابن عيينة وغيرهم عن الاسود
[ 221 ]
بن قيس عن جندب البجلي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فدميت أصبعه الحديث وتعقبه بن الاثير بأن جندبا لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار يعني دخله لما هاجر إلى المدينة قلت وصواب العبارة كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار كذا ثبت في الطرق الصحيحة وأراد غارا من الغيران لا الغار المعهود والله أعلم (148) الاسود بن أصرم المحاربي قال بن حبان عداده في أهل الشام وروايته فيهم وذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع وابن عبد البر فيمن نزل الشام من الصحابة وقال بن السكن مخرج حديثه في أهل الشام ورواه الطبراني من طريق عبد الوهاب بن بخت عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي أنه قدم بإبل له سمان إلى المدينة في زمن محل فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما أردت بها قال خادما فقال من عنده خادم فقال عثمان عندي فأتاه بها فلما رآها قال مثلها أريد قال فخذها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إبله فقال أسود يا رسول الله أوصني قال لا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك الا إلى خير أخرجه البغوي مختصرا وقال لا أعلم له غيره ولم يحدث به غير أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب انتهى وقد أخرجه بن السكن والبخاري في تاريخه وابن أبي الدنيا في الصمت من وجه آخر عن سليمان قال حدثني أسود بن أصرم نحوه لكن قال البخاري في إسناده نظر (149) الاسود بن أبي البختري واسمه العاص بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الاسدي أمة عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد قتل أبوه يوم بدر كافرا وأسلم هو يوم الفتح وقال الزبير بن بكار حدثنا سفيان بن عيينة عن
[ 222 ]
عمرو بن دينار قال بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة وأمره أن يستثير رجلا من بني أسد يقال له الاسود بن فلان فلما دخل المسجد سد الابواب وأراد قتلهم حتى نهاه الاسود قال الزبير هو الاسود بن أبي البختري وكان الناس اصطلحوا عليه بالمدينة أيام حرب علي ومعاوية وذكر الزبير أيضا أنه قال لاخته أم عبد الله بنت أبي البختري لما أرسل زوجها عدي بن نوفل يطلبها إذا استعمله عمر على حضر موت قد بلغ الامر من بن عمك فاشخصي إليه ففعلت وفي ابنه سعيد بن الاسود تقول امرأة الا ليتني اشري وشاحي ودملجي بنظرة عين من سعيد بن أسود وكان سعيد بن الاسود هذا رجلا في أيام عثمان قال بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا معتمر سمعت أبي عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى بني أسيد فذكر حديث قتل عثمان بطوله وفيه ولقد رأيت سعيد بن الاسود بن أبي البختري وأنه ليضرب رجلا بعرض السيف ولو شاء أن يقتله لقتله ولكن عثمان عزم عليهم فأمسكوا (150) الاسود بن البختري بن خويلد قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة وروى عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي مالك عن أبي حازم عن الاسود بن البختري بن خويلد قال يا رسول الله أعظم لاجري أن استغني عن قومي رجاله ثقات مع إرساله ومال بن الاثير إلى أنه هو الاول قلت وظاهر السياق يأبى ذلك (151) الاسود بن ثعلبة اليربوعي ذكره بن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة وقال بن حبان يقال إن له صحبة وذكره بن شاهين وابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر ولم يزيد وفي ترجمته على ما حكاه بن سعد عن الواقدي أنه شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (152) الاسود بن حازم بن صفوان بن عرار روى بن منده من طريق أبي أحمد بحير
[ 223 ]
بن النضر عن أبي جميل عباد بن هشام وكان مؤذنا في بمجكث قرية من قرى بخارى قال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الاسود بن حازم بن صفوان وكنت آتيه مع أبي وأنا يومئذ بن ست أو سبع سنين فقال شهدت غزوة الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن ثلاثين سنة قلت إسناده ضعيف جدا (153) الاسود بن حرام مضى في الاسود بن أبيض ويأتي في الذي بعده وذكره عمر بن شبة عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة فيمن قتل بن أبي الحقيق لكنه قال أسعد بن حرام كما مضى (154) الاسود بن خزاعي الاسلمي حليف بني سلمة من الانصار ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب في قتلة بن أبي الحقيق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة ومسعود بن سنان وأسود بن خزاعي وأسود بن حرام فذكر القصة وسماه بن إسحاق خزاعي بن الاسود وكذلك معمر عن الزهري وروى بن منده من طريق الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر خيبر أمر عليا بقتالهم فبرز رجل مدجج فنزل إليه الاسود بن خزاعي فقتله الاسود وأخذ سلبه وقال الطبري شهد الاسود بن خزاعي أحدا وذكر الوافدي أنه سار مع علي إلى اليمن لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أيضا أنه شهد لابي قتادة بسلب قتيله يوم حنين (155) الاسود بن خطامة الكناني روى بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر حدثني عبد الملك بن يحيى حدثني إسماعيل بن النضر بن الاسود بن خطامة من بني كنانة عن أبيه عن جده قال خرج زهير بن خطامة وافدا حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال إن لنا حمى في الجاهلية فاحمه لنا ثم ذكر إسلام الاسود بطوله
[ 224 ]
كذا هو في الاصل مختصرا والاسناد مجهول (156) الاسود بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي ذكره خليفة في الصحابة وقال بن حبان يقال إن له صحبة وفي إسناده بعض النظر ووهم بن سعد في ترجمة فأورد فيها حديث الاسود بن خلف بن عبد يغوث الآتي وتفطن لذلك الذهبي لكن ما أفصح بالمراد بل ذكر ترجمة هذا عقب ترجمة بن عبد يغوث ثم قال هو الذي قبله فيما أرى انتهى وليسا واحدا بل هما اثنان متغايران لكن الحديث لابن عبد يغوث (157) الاسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي كذا نسبه البخاري في ترجمته وفي ترجمة ابنه محمد وقال بن السكن يقال أنه من بني جمح ورجحه بن عبد البر وتعقب ذلك بن الاثير بأنه ليس في بني جمح أحد اسمه عبد يغوث وقال بن منده هو زهري وقال العسكري قال مطين هو قرشي أسلم يوم الفتح وعبد يغوث هو بن وهب بن زهرة وكان له بن يقال له الاسود بن عبد يغوث وكان أحد المستهزئين ومات على كفره وكان الاسود بن خلف يسمى باسم عمه والله أعلم وقال الامام أحمد في مسنده حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني بن خثيم أن محمد بن الاسود بن خلف أخبره أن أبا الاسود رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس عند قرن مصقلة وأخرجه الحاكم من رواية بن جريج وقال فيه أن آباه حدثه أنه رأى قال البغوي وابن السكن لم يحدث به غير بن جريج وروى البغوي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن بن خثيم بهذا الاسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسنا فقبله وقال إن الولد مبخلة مجبنة قال البغوي وابن السكن والدارقطني تفرد به معمر وقال البغوي
[ 225 ]
وابن السكن ليس للاسود غير هذين الحديثين انتهى وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار عن بشر بن معاذ عن فضيل بن سليما عن بن خثيم عن محمد بن خلف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد انصاب الحرم وأخرجه الطبراني عن البزار وله رابع قال البخاري في تاريخه حدثنا معلي حدثنا وهيب عن بن خثيم حدثني محمد بن الاسود بن خلف بن عبد يغوث عن أبيه إنهم وجدوا كتابا أسفل المقام فدعت قريش رجلا من حمير فقال إن فيه لحرفا لو أحد ثكموه لقتلتموني قال فظننا أن فيه ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فكتمناه (158) الاسود بن ربيعة بن الاسود اليشكري روى بن منده من طريق الحارث بن عبيد الايادي حدثني عباية أو بن عباية رجل من بني ثعلبة عن الاسود بن ربيعة بن الاسود اليشكري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال الا إن دماء الجاهلية وغيرها تحت قدمي الا السقاية والسدانة إسناد مجهول لكن ذكره أبو عبيدة في كتاب الارحاء والمحاجم ومآثر العرب قال كان من مآثر يشكر في الجاهلية أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح فقال ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي الا السقاية والسدانة فقام إليه الاسود بن ربيعة بن أبي الاسود بن بن مالك بن ربيعة بن جميل بن ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر فقال يا رسول الله إن أبي كان تصدق بمال من ماله على بن السبيل في الجاهلية فإن تكن لي مكرمة تركتها وإلا تكن لي مكرمة فأنا أحق بها فقال بل هي لك مكرمة فتقبلها قال وإياها أراد الفرزدق حين قال لجرير هلم إلى الحكام بكر بن وائل ولا تك مثل الحائر المتردد إلى اليشكريين الكرام فعالهم بني مطعم الاضياف في آل أسود (159) الاسود بن ربيعة الحنظلي من بني ربيعة بن مالك بن حنظلة ذكره بن شاهين وسيأتي ذكره في الاسود بن عبس
[ 226 ]
(160) الاسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الانصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وذكره بن عبد البر فصحف ثعلبة فجعله قطبة قال ويقال الاسود بن رزم بن زيد بن قطبة بن غنم كذا قال قطبة في الموضعين فصحف وفي كتاب بن هشام قيل هو الاسود بن رزين بن زيد ثعلبة كذا وقع فيه رزين بالنون وقيل هو سواد بن زيد وسيأتي في حرف السين (161) الاسود بن سريع بن حمير بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي الشاعر المشهور روى البخاري في تاريخه عن مسلم بن إبراهيم عن السري بن يحيى عن الحسن البصري قال حدثنا الاسود بن سريع قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع غزوات وأخرجه بن حبان وابن السكن من طريق السري وروى البخاري في الادب المفرد له حديثا آخر وقال أحمد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الاحنف بن قيس عن الاسود بن سريع وعن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يدلون يوم القيامة بحجة الحديث رواه بن حبان في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام وروى الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن الاسود بن سريع أنه قال يا رسول الله ألا أنشدك محامد الحديث قال البغوي كان شاعرا وكان في أول الاسلام قاصا ثم روى من طريق السري بن يحيى عن الحسن أنه كان أول من قص في مسجد البصرة وقال خليفة كانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة توفي في عهد معاوية وقال بن أبي خيثمة عن أحمد وابن معين مات سنة اثنتين وأربعين
[ 227 ]
وقال البخاري قال علي فقد أيام الجمل وبذلك حزم أبو حاتم وأبو داود وابن السكن وابن حبان وابن زبر وغيرهم وروى الباوردي عن الحسن قال لما قتل عثمان ركب الاسود سفينة وحمل معه أهله وعياله فانطلق فما رئي بعد (162) الاسود بن سفيان بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي بن أخي أبي سلمة بن عبد الاسد زوج أم سلمة ذكره بن عبد البر وقال في صحبته نظر قلت وذكره العدوي في النسب وقال كان في بدر أسيرا انتهى وذكر الزبير أن أباه سفيان قتل يوم بدر كافرا قتله حمزة بن عبد المطلب فهو من أهل هذا القسم وذكر أيضا أنه تزوج أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب فولدت له الاسود وسيأتي ذكر أخيه عبد الله بن سفيان وغيره من إخوته (163) الاسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي ذكره بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه ابنه يزيد وهو غلام فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري وأبو موسى في الذيل واستدركه بن فتحون (164) الاسود بن عبد الله السدوسي اليماني أحد من وفد مع بشير بن الخصاصية يأتي في عبد الله بن الاسود (165) الاسود بن عبس بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقذ بن كعب بن ربيعة الجوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ذكر هشام الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لاقترب إلى الله بصحبتك فسماه المقرب وذكر سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي قال قدم على رسول
[ 228 ]
الله صلى الله عليه وسلم الاسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن مالك بن حنظلة فقال ما أقدمك قال اقترب بصحبتك فترك الاسود وسمي المقرب وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي صفين وروى الطبري أن عمر استعمل الاسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة وهو صحابي مهاجري وهو الذي قال جئت لاقترب فسمي المقرب قال بعض الحفاظ لعل بعضهم نسبه إلى جده الاعلى ربيعة والله أعلم (166) الاسود بن عمران البكري روى بن منده من طريق ميسرة الهدى عن أبي المحجل عن عمران بن الاسود أو الاسود بن عمران قال كنت رسول قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخلوا في الاسلام ووافدهم قال بن عبد البر في إسناد حديثه مقال قلت ما فيه غير أبي المحجل وهو مجهول (167) الاسود بن عوف الزهري أخو عبد الرحمن أحد العشرة قال بن سعد أسلم هو وأخوه عبد الله يوم الفتح وقال بن عبد البر تبعا للزبير هاجر قبل الفتح وهو والد جابر الذي ولي المدينة لابن الزبير ولجابر قصة في الموطأ وقتل اخواه محمد وعباس ابنا الاسود مع بن الاشعث بالرواية (168) الاسود بن عويم السدوسي روى بن منده من طريق حبيب السدوسي عن الاسود بن عويم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين الحرة والامة فقال للحرة يومان وللامة يوم وفي إسناده علي بن قرين وقد كذبه بن معين (169) الاسود بن مسعود الثقفي ذكر عمر بن شبة من طريق الشعبي أنه جاوب ظبيان بن كداد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ذكر وفوده فيه وأورد له شعرا يمدح به النبي صلى الله عليه وسلم فمنه أمسيت أعبد ربي لا شريك له رب العباد إذا ما حصل اليسر أنت الرسول الذي ترجى فواضله عند القحوط إذا ما أخطأ المطر
[ 229 ]
ذكره بن فتحون في الذيل (170) الاسود بن مالك الاسدي اليماني أخوه الحدرجان روى بن منده من طريق احفاده عنه قال قدمت أنا وأخي الاسود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنا به وصدقنا به قال وكان جزء والاسود قد خدما النبي صلى الله عليه وسلم وصحباه قال بن منده تفرد به إسحاق الرملي قلت وهم مجهولون (171) الاسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الاسدي بن أخي خديجة كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية ذكره بن إسحاق وأمه فريعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف وهاجر إلى المدينة بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد أبي الاسد محمد بن عبد الرحمن بن الاسود يتيم عروة وكان أبوه نوفل شديدا على المسلمين في أول الاسلام (172) الاسود بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري خال النبي صلى الله عليه وسلم روى بن الاعرابي في معجمه من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي محمد بن رستم الثقفي سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخاله الاسود بن وهب الا أعلمك كلمات من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه ثم لا ينسيه أبدا قال بلى يا رسول الله قال اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل الاسلام منتهى رضاي الحديث وروى بن منده من طريق محمد بن العباس بن خلف عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة السمين عن أبي معيد حفص بن غيلان بن زيد بن أسلم حدثني وهب بن الاسود بن وهب خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له الا أنبئك بشئ عسى الله أن ينفعك به قال بلى يا رسول الله قال أن الربا أبواب الباب منه عدل سبعين حوبا ادناها فجرة كاضطجاع الرجل مع أمه وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق
[ 230 ]
ورواه بن قانع في معجمه من طريق أبي بكر بن الاعين عن عمرو بن أبي سلمة فقال عن وهب بن الاسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن أبيه وادخل بين صدقة وزيد الحكم الايلي والحكم وصدقة ضعيفان وروى عن القاسم عن عائشة أن الاسود بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم استأذن عليه فقال يا خال ادخل فدخل فبسط له رداءه الحديث رواه بن شاهين وفي إسناده عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي وهو ضعيف (173) الاسود بن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان أبوه هشام هو الذي قام في نقض الصحيفة التي اكتتبتها قريش على بني هاشم وذلك قبل موت أبي طالب ثم أسلم هشام وكان من المؤلفة ذكره الزبير بن بكار (174) الاسود الذي غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه تقدم في أبيض ذكر من اسمه أسيد بفتح الهمزة وكسر السين (175) أسيد بن أبي أناس بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الدئلي بن أخي سارية ضبطه العسكري والدار قطني بفتح أوله المرزباني بضم أوله ورد ذلك بن ماكولا وروى بن شاهين من طريق المدائني عن رجاله من طرق كثيرة إلى بن عباس وغيره قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهب وعويمر بن الاخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فذكر قصتهم مطولة وفيها قالوا إنا لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يقال له أسيد بن أبي أناس فتبرءوا منه فبلغ أسيدا ذلك فأتى الطائف فأقام به فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له بابن أخي أخرج إليه فإنه لا يقتل من أتاه فخرج إليه فأسلم ووضع يده في يده فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات وهذه القصة أن اسيدا لما أراد الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم خرج معه بامرأته وهي حامل
[ 231 ]
فوضعت له ولدا في قرن الثعالب وذكر العسكري أنه كان رثى أهل بدر فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه بذلك قال أخبرنا بذلك بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة معمر بن المثنى وقد رويت نظير قصته لانس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته ويحتمل وقوع ذلك لهما والله أعلم ونقل أبو بكر بن العربي القاضي عن أبي عامر العبدري أنه قال أسلم أسيد هذا وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وأظنه أدرك أحدا ورد ذلك بن العربي على شيخه بما تقدم ثم وجدت في فضائل علي رضي الله تعالى عنه جمع المميد بن النعمان الرافضي نحو ما ذكر العبدي فإنه ذكر قصة بدر ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي الله تعالى عنه يوم بدر يقول أسيد بن أبي أناس يخاطب قريشا بقوله في كل مجمع غاية اخزاكم جذع يفوق على المذاكي القرح هذا بن فاطمة الذي أفناكم ذبحا وقتلا بغضه لم يربح لله دركم ألما تذكروا قد يذكر الحر الكريم ويستحي والذي ذكره الزبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الابيات لما ساروا إلى أحد (176) أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي حليف بني زهرة ذكره العسكري وغيره من الصحابة وقال الواقدي أسلم يوم الفتح وشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الابل ضبطه بن ماكولا وغيره بالفتح وأبوه بالجيم والياء التحتانية وهو جد عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة
[ 232 ]
(177) أسيد بن سعية تقدم في أسد بفتح السين بغير ياء ووقع بالكسر والياء عند بن إسحاق ونقل بن عبد البر عن البخاري أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحكى بن ماكولا الخلاف فيه هل هو بالفتح أو بالضم وصحح أنه بالفتح تبعا للدارقطني وقد اختلف في ذلك عن بن إسحاق واختلف أيضا في اسم أبيه فقيل سعنة بالنون وقيل بالياء التحتانية (178) أسيد من ذرية الفطيون قال له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أدم جماله فلم يشب وهو مشهور بكنيته أبو المقشعر ذكره الكلبي في أوائل نسب قحطان كذلك (179) أسيد بن صفوان نسبه بن قانع سلميا وقال الباوردي يقال أنه صحابي وليس له رواية الا عن علي وقال بن السكن ليس بالمعروف في الصحابة وروى بن ماجة في التفسير وأبو زكريا في طبقات أهل الموصل وغير واحد من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي أحد المتروكين عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال لما توفي أبو بكر الصديق ارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث مطولا (180) أسيد المزني قال بن ماكولا له صحبة روى بن السكن وابن منده
[ 233 ]
من طريق بن وهب عن عمر بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن رجل من قومه يقال له أسيد المزني قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد أن أسأله وعنده رجل يسأله فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا ثم قال من كان عنده أوقية ثم سأل فقد سأل إلحافا قال بن السكن إسناده صالح ولم أقف على نسبه وقال بن منده تفرد به بن وهب ذكر من اسمه أسيد بالضم (181) أسيد بن أحيحة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي بن أخي صفوان بن أمية من مسلمة الفتح قال الزبير بن بكار فولد أحيحة بن أمية بن خلف أسيد بن أحيحة فولد أسيد عليا وكان يكنى أبا ريحانة وكان من أصحاب معاوية وكان مباينا لعبد الله بن الزبير فتقاول هو وابن عمه عبد الله بن صفوان بن أمية في أمره فسار إلى الشام ورجع مع جيوش يزيد بن معاوية فحاصر بن الزبير وهو بن عم أبي دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة وحكى الفاكهي عن الزبير أنه كان يقال له عليل بالتصغير وأنه لحق بعبد الملك فاستمده للحجاج فامده بطارق في أربعة آلاف فأشرف أبو ريحانة على أبي قبيس فصاح أبو ريحانة أليس قد أخزاكم الله قال له بن أبي عتيق وكان مع بن الزبير بلى والله (182) أسيد بن الاخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة ذكره عمر بن شبة فيمن سكن المدينة من الصحابة استدركه بن فتحون
[ 234 ]
(183) أسيد بن ثعلبة الانصاري ذكر بن عبد البر أنه شهد بدرا وشهد صفين مع علي (184) أسيد بن أبي الجدعاء ذكره بن ماكولا وقال يقال له صحبة أورده أبو موسى في الذيل قلت قضية كلام بن ماكولا انه روى عنه عبد الله بن شقيق والذي أعرفة في اسم شيخه عبد الله بن شقيق أن اسمه عبد الله فلعله أخوه (185) أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وكان أبوه حضير فارس الاوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلى الاسلام وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ واختلف في شهوده بدرا قال بن سعد كان شريفا كاملا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة وكان ممن ثبت يوم أحد وجرح حينئذ سبع جراحات وقال بن السكن شهد بدرا والعقبة وكان من النقباء وأنكر غيره عده في أهل بدر وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما
[ 235 ]
وقال البغوي حدثنا بن زنبور حدثنا بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أسيد بن خضير وقال بن إسحاق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت ثلاثة من الانصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الاشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر وأخرج أحمد في مسنده من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن عائشة قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو اقرؤه وحين أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وروى الواقدي من طريق عبد الله التيمي قال كان أبو بكر لا يقدم أحدا من الانصار على أسيد بن حضير وروى البخاري في تاريخه عن بن عمر قال لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه وروى بن السكن من طريق بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين فوفى بها دينه وقال لا اترك بني أخي عالة فرد الارض وباع ثمرها وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة إحدى وعشرين (186) أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الانصاري الحارثي شهد أحدا قاله بن ماكولا وهو عم سهل بن أبي حثمة (187) أسيد بن سعية الاسرائيلي رجح بن ماكولا أنه بفتح الهمزة وقد تقدم
[ 236 ]
(188) أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الانصاري الحارثي بن عم رافع بن خديج يكنى أبا ثابت له ولابيه صحبة قال البخاري مدني له صحبة وأخرج له أصحاب السنن قال الترمذي بعد أن أخرج له حديثا في الصلاة في مسجد قباء لا يصح لاسيد بن ظهير غيره قلت وقد أخرج له بن شاهين حديثا آخر لكن فيه اختلاف على رواته قال بن عبد البر مات في خلافة عبد الملك بن مروان (189) أسيد بن عمرو بن محصن الانصاري ذكر أبو موسى أنه أحد الاقوال في اسم أبي عمرة (190) أسيد بن كعب القرظي تقدم ذكره في ترجمة أخيه أسد بن كعب (191) أسيد بن يربوع بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة الانصاري الخزرجي الساعدي بن عم أبي أسيد ذكره العسكري وقال شهد أحدا وقتل يوم اليمامة وكذا قال بن إسحاق والواقدي ووثيمة وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة (192) أسيد بن يعمر الخزاعي الملقب بالنعيت تقدم فيمن اسمه أسد (193) أسيد الجعفي ذكره العسكري في الصحابة وأخرج عن طريق عنبسة بن سعد عن الزبير بن عدي عن أسيد الجعفي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلى أهل الطائف أن نبيذ الغبيراء حرام وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المراسيل قلت لكن قوله كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن لا إرسال فيه (194) أسير غير منسوب آخره راء روى البخاري في تاريخه وابن سعد
[ 237 ]
والبغوي وابن السكن وابن شاهين من طريق أبي عوانة عن داود بن عبد الله الاودي عن حميد بن عبد الرحمن قال دخلنا على أسير رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيك من الحياء إلا خير قال البغوي لا يعرف لاسير غيره ورواه غير أبي عوانة عن داود فقال عن رجل من الصحابة ولم يسمه وذكره البخاري أيضا فقال يسير بالياء التحتانية وزاد فقال يسير حين استخلف يزيد بن معاوية يقولون أن يزيد ليس بخير أمة محمد وأنا أقول ذلك لان يجمع الله أمة محمد أحب إلي من أن تفترق وكذا ذكره محمد بن سعد عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة وسياقه أتم (195) أسير بن جابر بن سليم بن حيان بن عمير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم التميمي روى بن قانع من طريق يونس بن عبيد عن بعض أصحابه عن أسير بن جابر بن سليم التميمي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب ببردة فقلت يا رسول الله علمني مما علمك الله فقال لا تحقرن من المعروف شيئا وهذا غير أسير بن جابر التابعي الذي سيأتي ذكره في المخضرمين وله أحاديث مرسلة تبين هناك إن شاء الله تعالى (196) أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الانصاري الظفري قال بن القداح شهد أحدا والمشاهد بعدها واستشهد بنهاوند وله ذكر في ترجمة رفاعة بن زيد
[ 238 ]
(197) أسير الكندي غير منسوب ذكره العقيلي في الصحابة كذا استدركه الذهبي وكأنه أسير بن عمرو الآتي ذكره في المخضرمين (198) اسيرة بن عمرو بن قيس أبو سليط البدري يأتي في الكنى سماه بن إسحاق وموسى بن عقبة وأما أبو عبيدة فسماه سبرة (199) أسير بن عمرو بن يسار التجيبي ثم الدرمكي ذكره بن الكلبي وسيأتي في يسير (200) اسيم خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في حديث أخرجه أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي بكر بن أبي عاصم من رواية معاوية بن يحيى عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أسامة بن زيد أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مصلية فقال لي يا اسيم ناولني ذراعها الحديث باب الالف بعدها شين (201) الاشج العبدي يقال له أشج بن عبد القيس ويقال له أشج بني عمر مشهور بلقبه هذا واسمه المنذر بن عمرو أو بن الحارث يأتي إن شاء الله تعالى في الميم قال الواقدي كان قدوم الاشج ومن معه سنة عشر من الهجرة وسيأتي عن غيره أن قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكة (202) أشرس بن غاضرة الكندي قال بن أبي خيثمة حدثنا أبو إبراهيم
[ 239 ]
الترجماني عن إسحاق بن الحارث القرشي قال رأيت عمير بن جابر وأشرس بن غاضرة وكانت لهما صحبة يخضبان بالحناء والكتم ورواه البغوي وابن منده وغيرهما (203) أشرف أحد الثمانية الذين قدموا من رهبان الحبشة تقدم في أبرهة (204) شرف غير منسوب ذكره أبو إسحاق بن ياسين فيمن قدم من الصحابة هراة استدركه أبو موسى (205) الاشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بن ثور الكندي يكنى أبا محمد قال بن سعد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر في سبعين راكبا من كندة وكان من ملوك كندة وهو صاحب مرباع حضر موت قاله بن الكلبي وأخرج البخاري ومسلم حديثه في الصحيح وكان اسمه معد يكرب وإنما لقب بالاشعث قال محمد بن يزيد عن رجاله كان اسمه معد يكرب وكان أبدا أشعث الرأس فسمي الاشعث وقال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم شهدت جنازة فيها الاشعث وجرير فقدم الاشعث جريرا وقال أنه لم يرتد وقد كنت ارتددت ورواه بن السكن وغيره وكان الاشعث قد ارتد فيمن ارتد من الكنديين وأسر فأحضر إلى أبي بكر فأسلم فاطلقه وزوجه أخته أم فروة في قصة طويلة
[ 240 ]
قال الواقدي حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت الاشعث بن قيس يقول لابي بكر حين أتى به في الردة استبقني لحربك وزوجني أختك ففعل وقال الطبراني حدثنا عبد الرحمن بن سلم حدثنا عبد المؤمن بن علي قال حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال لما قدم بالاشعث أسيرا على أبي بكر أطلق وثاقه وزوجه أخته فاخترط سيفه ودخل سوق الابل فجعل لا يرى جملا أو ناقة الا عرقبه فصاح الناس كفر الاشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا كانت وليمة غير هذه يأهل المدينة كلوا ويا أصحاب الابل تعالوا خذوا شرواها ثم شهد الاشعث اليرموك بالشام والقادسية وغيرها بالعراق وسكن الكوفة وشهد مع علي صفين وله معه أخبار قال خليفة وأبو نعيم وغير واحد مات بعد قتل علي بأربعين ليلة وصلى عليه الحسن بن علي وقيل مات سنة اثنتين وأربعين وفي الطبراني من طريق أبي إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق ما يدل على أنه تأخر عن ذلك فإن أبا إسحاق كان صغيرا على عهد علي وقد ذكر في هذه القصة أنه كان له على رجل من كندة دين وأنه دخل مسجدهم فصلى الفجر فوضع بين يديه كيس وحلة ونعل فسأل عن ذلك فقالوا قدم الاشعث الليلة من مكة وفيه أيضا من وجه آخر استأذن الاشعث على معاوية بالكوفة وعنده الحسن بن علي وابن عباس فذكر قصته لكن هذا لا يدفع ما تقدم وقال أبو حسان الزيادي مات وله ثلاث وستون سنة (206) الاشعث الانصاري غير منسوب جاء ذكره في خبر مرسل قال بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع عن عاصم عن الشعبي كان إخوان من الانصار يقال لاحدهما أشعث فغزا في جيش من جيوش المسلمين فقالت زوجته لاخيه هل لك في امرأة أخيك معها رجل يحدثها فصعد فأشرف عليه وهو معها على فراشها وهي تنتف دجاجة وهو يقول
[ 241 ]
وأشعث غزه الاسلام مني خلوت بعرسه ليل التمام الابيات قال فوثب إليه الرجل فضربه بالسيف حتى قتله ثم ألقاه قال فبلغ ذلك عمر فقال أنشد الله رجلا كان عنده من هذا علم الا قام به وذكر القصة ذكرته وأن لم يكن في القصة تصريح بصحبته لان الانصار لم يكن فيهم عند موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد غير مسلم لا يتهيأ أن يغزو رجل في عهد عمر الا وقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مميزا وإن لم يكن رجلا ولهذه القصة طريق أخرى أخرجها بن منده من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي قتل رجلا يهوديا في عهد عمر فخرج عمر وصعد المنبر فقال أذكر الله رجلا كان عنده علم بهذا الا اعلمني فقام إليه بكر بن الشداخ فقال أنا به فقال عمر الله أكبر فقال بكر خرج فلان غازيا ووكلني بأهله فجئت إلى بابه فوجدت هذا اليهودي وهو يقول وأشعث غزه الاسلام مني الابيات قال فصدق عمر قوله وأبطل دمه (207) أشيم بوزن أحمد الضبابي بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الالف أخرى قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فأمر الضحاك بن سفيان أن يورث امرأته من ديته أخرجه أصحاب السنن من حديث الضحاك وأخرجه أبو يعلى من طريق مالك عن الزهري عن أنس قال قتل أشيم خطأ وهو في الموطأ عن الزهري بغير ذكر أنس قال الدار قطني في الغرائب وهو المحفوظ وروى أبو يعلى أيضا من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى الضحاك أن يورث امرأته من دية زوجها ورواه بن شاهين من طريق بن إسحاق حدثني الزهري قال حدثت عن المغيرة أنه قال حدثت عمر بن الخطاب بقصة أشيم فقال لتأتيني على هذا بما أعرف فنشدت الناس في الموسم فأقبل رجل يقال له زرارة بن جزي فحدثته عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك (208) الاشيم غير منسوب ذكره بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن
[ 242 ]
عبد الله بن مكنف الحارثي فيمن قسم له عمر بن الخطاب من وادي القرى قال فكان مما قسم لعثمان وعامر بن ربيعة وعمرو بن سراقة والاشيم وعبد الله بن الارقم وغيرهم آخر جه عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق بن إسحاق باب الالف بعدها صاد (209) أصبغ بن غياث بالمعجمة والمثلث آخره وقيل بالمهملة والموحدة آخره وروى بن منده من طريق جابر الجعفي أحد الضعفاء عن الشعبي عن أصبغ بن غياث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيكم أيتها الامة خلتان لم يكونا في الامم قبلكم الحديث (210) أصرم الشقري تقدم في ترجمة أسامة بن اخدري (211) الاصرم أو اصيرم بن ثابت اسمه عمرو يأتي في العين إن شاء الله تعالى (212) الاصم العامري ثم البكائي ذكر بن شاهين من طريق علي بن محمد المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وعن خلاد بن عبيدة عن علي بن زيد عن الحسن وعن أسد بن القاسم عن السدي عن أبي مالك وعن رجال المدائني قالوا وفد من بني البكاء معاوية بن ثور بن عبادة وابنه بشر بن معاوية والفجيع بن
[ 243 ]
عبد الله بن جندع بن البكاء والاصم في ناس من بني البكاء وسيدهم معاوية بن ثور وهو بن مائة سنة فأسلموا واقاموا أياما في ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما حضر شخوصهم ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له معاوية إني اتبرك بمسك وقد كبرت وابني بشر يربى فامسح وجهه قال فمسحه وأعطاه اعنزا عفرا ودعا له بالبركة فتصيب السنة بني البكاء ولا تصيب آل معاوية وكتب للفجيع وانصرفوا وذكر بن سعد هذه القصة عن الواقدي بسنده بنحوها وسمي الاصم المذكور عبد عمرو (213) اصيد بوزن أحمد بن سلمة السلمي روى أبو موسى من طريق سعيد بن عبد الله بن الوليد الوصافي عن أبيه وهو أحد الضعفاء عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الاصيد بن سلمة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم رق له وعرض عليه الاسلام فأسلم وكان له أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه من راكب نحو المدينة سالما حتى يبلغ ما أقول الاصيدا اتركت دين أبيك والشم العلا أودوا وتابعت الغداة محمدا في أبيات قال فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه فأذن له فكتب إليه إن الذي سمك السماء بقدرة حتى علا في ملكه وتوحدا بعث الذي ما مثله فيما مضى يدعو لرحمته النبي محمدا في أبيات فلما قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم (214) اصيد بن سلمة بن قريظ بن عبيد بن أبي بكر بن عبد الله بن كلاب الكلابي قال الواقدي والطبري أسلم وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في جيش مع الضحاك بن سفيان
[ 244 ]
الكلابي إلى قومه فلما صافوهم دعا الاصيد أباه إلى الاسلام فأبى فحمل عليه الاصيد فعرقب فرسه فسقط سلمة وتوكأ على رمحه وامسك اصيد عنه تأدبا فلحقه المسلمون فقتلوه وذلك في شهر ربيع الاول سنة تسع استدركه بن فتحون ونقله بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله ولكنه خلطه بالذي قبله والصواب التفرقة (215) أصيل بالتصغير واللام بن سفيان وقيل بن عبد الله الهذلي وقيل الغفاري وقيل الخزاعي روى الخطابي في غريب الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن الزهري قال قدم أصيل الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له عائشة كيف تركت مكة قال اخضرت اجنابها وابيضت بطحاؤها واعذق إذخرها وانتشر سلمها الحديث وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك يا اصيل لا تحزنا ورواه أبو موسى في الذيل من وجه آخر من طريق أحمد بن بكار بن أبي ميمونة عن عبد الله بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن القرشي عن بديح ويقال بن سدرة السلمي قال قدم أصيل الهذلي فذكر نحوه باختصار وفيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويها يا أصيل دع القلوب تقر وذكره الجاحظ في كتاب البيان له فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصيل الخزاعي يا أصيل كيف تركت مكة فذكر نحوه وفي كتاب اليشكري النسابة لما ذكر خفاجة بن غفار قال وهم رهط أصيل بن سفيان الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة
[ 245 ]
باب الالف بعدها ضاد (216) الاضبط بن جني وقيل حسين بن رعل الاكبر روى أبو نعيم وأبو موسى من طريق عبد المهيمن بن الاضبط بن جني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا وروى بن منده من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي نهشل عن محمد بن مروان العقيلي عن عبد الله بن يحيى بن حارثة بن الاضبط عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله فالظاهر ان الضمير في قوله عن جده يعود على يحيى (217) الاضبط السلمي فرق أبو نعيم بينه وبين الذي قبله والظاهر عندي إنهما واحد ولم يذكر بن منده غير هذا فأخرج هو وأبو نعيم من طريق سهل بن صقير عن مكرم بن عبد العزيز السلمي عن عبد الرحمن بن حارثة بن الاضبط السلمي حدثني جدي الاضبط السلمي وكانت له صحبة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء باب الالف بعدها عين (218) الاعرج اسمه عبد الله بن إسحاق يأتي إن شاء الله تعالى (219) الاعرس بن عمرو اليشكري روى بن شاهين من طريق أبي غسان عن معتمر سمعت كهمسا يحدث عن أبي سنان الحنفي قال أول حي أدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتهم حي من بني يشكر فأتى الاعرس بن عمرو فقال له من أنت قال أنا الاعرس بن عمرو قال لا ولكنك عبد الله وذكره بن منده تعليقا وأخرج أيضا من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد
[ 246 ]
المتروكين عن عبد الله بن يزيد بن الاعرس عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا قال بن منده تفرد به بن جبلة قلت وجدته في كتاب بن شاهين الاعوس بالواو (220) الاعشى المازني ويقال الحرمازي ومازن وحرماز أخوان من بني تميم اسمه عبد الله بن الاعور وقيل غير ذلك ومدار حديثه على أبي مسعر البراء عن صدقة طيسلة حدثني أبي وأخي عن أعشى بني مازن قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وأخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره وسنذكره في العين إن شاء الله تعالى (221) الاعور بن بشامة بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم قال بن الكلبي اسمه ناشب والاعور لقب وقال بن عبدان في الصحابة حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثنا سالم بن عدي بن سعيد العنبري عن بكر بن مرداس عن الاعور بن بشامة ووردان بن مخرم وابن ربيعة بن رفيع العنبريين أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجرته نائم إذ جاء عيينة بن حصن بسبي بنى العنبر فقلنا مالنا يا رسول الله سبينا وقد جئنا مسلمين قال احلفوا أنكم جئتم مسلمين قال فكنت أنا ووردان وخلف بن ربيعة الحديث في إسناده من لا يعرف وقال بن شاهين حدثنا أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي قال حدثنا العباس بن صالح بن مساور قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا علي بن غراب الفزاري قال حدثني أبو بكر المكي عن عمر بن محمد عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال أصابت بنو العنبر دماء في قومهم فارتحلوا فنزلوا بأخوالهم من خزاعة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا إلى خزاعة فصدقهم ثم صدق بني العنبر فلما رأت بنو العنبر الصدقة قد أحرزها وثبوا فانتزعوها فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن بني العنبر منعوا
[ 247 ]
الصدقة فبعث إليهم عيينة بن حصن في سبعين ومائه فوجد القوم خلوفا فاستاق تسعة رجال وإحدى عشرة امرأة وصبيانا فبلغ ذلك بني العنبر فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبعون رجلا منهم الاقرع بن حابس ومنهم الاعور بن بشامة العنبري وهو أحدثهم سنا فلما قدموا المدينة بهش إليهم النساء والصبيان فوثبوا على حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قائلته فصاحوا به يا محمد علام تسبى نساؤنا ولم ننزع يدا من طاعتك فخرج إليهم فقال اجعلوا بيني وبينكم حكما فقالوا يا رسول الله الاعور بن بشامة فقال بل سيدكم بن عمرو قالوا يا رسول الله الاعور بن بشامة فحكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم أن يفدي شطر وأن يعتق شطر (222) أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الحنظلي الدارمي بن أخي صعصعة بن ناجية جد الفرزدق ذكره صاحب الاستيعاب ولم يذكر ما يدل على صحبته وهو والد النوار زوج الفرزدق وكان شهد الجمل مع علي وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عائشة رضي الله تعالى عنها عليه فيقال أنها دعت عليه بأن يقتل غيلة فكان كذلك بعثه علي إلى البصرة لما غلب عليها عبد الله بن الحضرمي فقتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين باب الالف بعدها غين (223) الاغر بن يسار المزني ويقال الجهني من المهاجرين روى له مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي من طريق أبي بردة بن أبي موسى عن الاغر المزني أنه سمع
[ 248 ]
النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم والليلة مائة مرة وفي رواية مسلم وأحمد عن الاغر المزني وكانت له صحبة وفي رواية للبغوي عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على رجل من المهاجرين يعجبني تواضعه قال أبو نعيم وروى عن نافع عن بن عمر عن الاغر وهو رجل من مزينة كانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف فذكر الحديث في السلم وقد أخرجه البغوي في ترجمة الاغر المزني وسمعناه في الادب المفرد للبخاري وفيه أن الاغر كانت له أوسق على رجل من بني عمرو بن عوف قال فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل معي أبا بكر الصديق فذكر قصة السلم ثم ذكر أبو نعيم حديث معاوية بن قرة عن الاغر المزني في الوتر من طريق خالد بن أبي كريمة عن معاوية ولفظه إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبحت ولم أوتر قال إنما الوتر بالليل وقال أبو نعيم غاير بعض الناس يعني بن منده بين صاحب حديث الوتر وبين الذي قبله وهو واحد وكذا جزم بن عبد البر بان الاغر المزني والجهني واحد وقال أبو علي بن السكن حدثنا محمد بن الحسن عن البخاري قال كان مسعر يقول في روايته عن الاغر الجهني والمزني أصح وقال بن عبد البر يقال إن سليمان بن
[ 249 ]
يسار روى عن الاغر المزني ولا يصح ومال بن الاثير إلى التفرقة بين المزني والجهني وليس بشئ لان مخرج الحديث واحد وقد أوضح البخاري العلة فيه وأن معشرا تفرد بقوله الجهني فأزال الاشكال (224) الاغر آخر غير منسوب وقال بعضهم أنه غفاري روى أحمد والنسائي من طريق الثوري عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الصبح فقرأ الروم الحديث وأخرجه الطبراني من طريق بكر بن خلف عن مؤمل بن إسماعيل عن شعبة عن عبد الملك عن شبيب عن الاغر رجل من الصحابة لكن ادخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الاغر المزني وتبعه أبو نعيم وممن غاير بينهما البغوي فأورد حديثه عن زياد بن يحيى عن مؤمل بسنده وقال فيه عن الاغر رجل من بني غفار ورواه البزار في مسنده عن زياد بن يحيى بهذا الاسناد فوقع عنده عن الاغر المزني وهو خطأ والله أعلم (225) الاغلب بن جثم بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل العجلي الراجز المشهور قال بن قتيبة أدرك الاسلام فأسلم وهاجر ثم كان ممن سار إلى العراق مع سعد فنزل الكوفة واستشهد في وقعة نهاوند واستدركه بن الاثير قلت ليس في قوله وهاجر ما يدل على أنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أنه أراد هاجر إلى المدينة بعد موته صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يذكره أحد في الصحابة وقد قال المرزباني في معجمه هو مخضرم وروى أبو الفرج الاصبهاني بإسناده إلى الشعبي قال كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من الشعراء عما قالوه في الاسلام قال فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة وقال قد أبدلني الله بهذه في الاسلام مكان الشعر وجاء الاغلب إلى المغيرة فقال له
[ 250 ]
ارجزا تريد أم قصيدا لقد طلبت هينا موجودا فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه انقص من عطاء الاغلب خمسمائة فزدها في عطاء لبيد ورواه بن دريد في الاخبار المنثورة عن الرياشي عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء نحوه وأنشد له المرزباني الغمرات ثم تنجليا ثمت تذهبن ولا تجينا وقوله المرء تواق إلى ما لم ينل والموت يتلوه ويلهيه الامل وأنشد أبو الفرج أرجوزة يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة الكذاب باب الالف بعدها فاء (226) الافطس قال أبو عمر رجل من الصحابة وروى الطبراني في مسند الشاميين وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وابن منده من طريق بقية عن إبراهيم بن أبي عبلة قال أدركت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الافطس عليه ثوب خز (227) أفلح أخو أبي القعيس عم عائشة من الرضاعة قال بن مندة عداده في بني سليم وقال أبو عمر يقال أنه من الاشعريين وروينا في حديث زيد بن أبي أنيسة تخريج الاسماعيلي من طريق عراك عن عروة عن عائشة قالت دخلت على أفلح بن قعيس المخزومي فاحتجبت منه فذكر الحديث وأصله مسلم وثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من طريق مالك عن الزهري عن عروة عن
[ 251 ]
عائشة أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد ما أنزلت الحجاب وهكذا يجئ في أكثر الروايات ووقع في رواية لمسلم أفلح بن أبي القعيس وهكذا وقع عند البغوي من وجه آخر وفي أخرى لمسلم أفلح بن قعيس وهي أشبه ووقع عنده أيضا من طريق عطاء عن عروة عن عائشة استأذن علي عمي أبو الجعد وكأنها كنية أفلح ووقع في رواية له استأذن عليها أبوالقعيس وهذا وهم من بعض رواته وهو أبو معاوية راويه عن هشام فقد خالفه حماد بن زيد عنه وهو أحفظ منه لحديث هشام فقال إن أخا أبي القعيس وقد رواه الطبراني في الاوسط من وجه آخر موافق لرواية أبي معاوية قال حدثنا إبراهيم هو بن هاشم قال حدثنا هدبة قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا عباد بن منصور عن القاسم بن محمد قال حدثنا أبو القعيس أنه أتى عائشة يستأذن عليها وهذه الرواية وإن كان فيها خطأ في التسمية لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم والله أعلم وروى البغوي من طريق خلف الازدي عن الحكم عن عراك بن مالك عن أفلح بن أبي القعيس أنه أتى عائشة فاحتجبت منه فقال أنا عمك الحديث قال البغوي هكذا اسنده عن أفلح وقد رواه شعبة عن الحكم فقال عن عراك عن عروة عن عائشة (228) أفلح يقال هو اسم أبي فكيهة سماه أبو جعفر الطبري وسيأتي ذكره في الكنى وقيل اسمه يسار (229) أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في مواليه قاله أبو عمر وقال بن منده روى حديثه يوسف بن خالد عن سلم بن بشير أنه سمع حبيبا المكي يقول إنه سمع أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخاف على أمتي من بعدي ضلالة الاهواء واتباع الشهوات قال ونسيت الثالثة انتهى
[ 252 ]
ورواه الحكيم الترمذي في نوادره من هذا الوجه وسمي الثالثة العجب ورواه بن شاهين فسمى الثالثة الغفلة بعد المعرفة ومداره على يوسف بن خالد وهو السمتي وهو متروك الحديث (230) أفلح مولى أم سلمة روى الترمذي من طريق أبي حمزة ميمون عن أبي صالح عن أم سلمة قالت رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ فقال يا أفلح ترب وجهك قال غريب وقال بعضهم عن أبي حمزة رباح وميمون أبو حمزة ضعيف قلت تابعه طلق بن غنام عن سعيد أبي عثمان الوراق عن أبي صالح به وأخرج النسائي من طريق كريب عن أم سلمة نحو هذا الحديث فقال فيه فرأى غلاما لنا يقال له رباح ويحتمل التعدد والله أعلم باب الالف بعدها قاف (231) الاقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي تقدم ما في نسبه قي ترجمة أعين قال بن إسحاق وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة وحنينا والطائف وهو من المؤلفة قلوبهم وقد حسن إسلامه
[ 253 ]
وقال الزبير في النسب كان الاقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير وقيل غيره لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة يا أقرع بن حابس يا أقرع إن تصرع اليوم أخاك تصرع وروى بن جرير وابن أبي عاصم والبغوي من طريق وهيب عن موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الاقرع بن حابس أنه نادى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات يا محمد فلم يجبه فقال يا محمد والله أن حمدي لزين وإن ذمي لشين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلكم الله قال بن مندة وروى عن أبي سلمة أن الاقرع بن حابس نادى فذكره مرسلا وهو الاصح وكذا رواه الروياني من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال نادى الاقرع فذكره مرسلا وأخرجه أحمد على الوجهين ووقع في رواية بن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الاقرع فهذا يدل على أنه تأخر وفي الصحيحين من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أبصر الاقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن الحديث وفيهما من حديث أبي سعيد الخدري قال بعث علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية من اليمن فقسمها بين أربعة أحدهم الاقرع بن حابس وفي البخاري عن عبد الله بن الزبير قال قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله أمر الاقرع الحديث وروى بن شاهين من طريق المدائني عن رجاله قالوا لما أصاب عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم فذكر القصة وفيها فكلم الاقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبي وكان بالمدينة قبل قدوم السبي فنازعه عيينة بن حصن وفي ذلك يقول الفرزدق يفخر بعمه الاقرع وعند رسول الله قام بن حابس بخطة اسوار إلى المجد حازم
[ 254 ]
له أطلق الاسرى التي في قيودها مغللة اعناقها في الشكائم وروى البخاري في تاريخه الصغير ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني أن عيينة والاقرع استقطعا أبا بكر أرضا فقال لهما عمر إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألفكما على الاسلام فأما الآن فاجهدا جهدكما وقطع الكتاب قال علي بن المديني في العلل هذا منقطع لان عبيدة لم يدرك القصة ولا روي عن عمر أنه سمعه منه قال ولا يروي عن عمر بأحسن من هذا الاسناد ورواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا وزاد وشهدا مع خالد بن الوليد اليمامة وغيرها ثم مضى الاقرع فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندب وشهد مع خالد حرب أهل العراق وفيه الانبار وقال بن دريد اسم الاقرع بن حابس فراس وإنما قيل له الاقرع لقرع كان برأسه وكان شريفا في الجاهلية والاسلام واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش وذلك في زمن عثمان وذكر بن الكلبي أنه كان مجوسيا قبل أن يسلم وقرأت بخط الرضي الشاطبي قتل الاقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه والله أعلم (232) الاقرع بن شفي العكي عاده النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه لم يرو عنه الا لفاف بن كرز وحده هكذا أورده أبو عمر قال الرشاطي كذا وقع عنده لفاف بن كرز براء وزاي
[ 255 ]
والصواب بن كدن بدال مفتوحة بعدها نون والحديث الذي أشار إليه أخرجه بن السكن وابن منده من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف عن أمية ولفاف بن الفضل بن أبي كريم عن المفضل بن أبي كريم عن أبيه عن جده لفاف بن كدن عن الاقرع بن شفي العكي قال قال دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم في مرضي فقلت لا أحسب الا أني ميت في مرضي قال كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين قال بن السكن لا نعرف من رجال هذا الاسناد أحدا وقال بن منده ورواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور عن رجل من عك عن الاقرع العكي نحوه قال ضمرة وتوفي الاقرع هذا في خلافة عمر قلت فهذا طريق ثان يرد على ما جزم به أبو عمر ورواه هشام بن عمار في فوائده عن المغيرة بن المغيرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال مرض رجل من عك يقال له الاقرع فذكر نحوه وقال في آخره ودفن بالرملة أخرجه بن عساكر في مقدمة تاريخه من هذا الوجه فهذه طريق ثالثة (233) الاقرع بن عبد الله الحميري بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي مران وذي رود إلى طائفة من اليمن كذا أورده أبو عمر مختصرا وقد ذكر ذلك سيف في الفتوح عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن ماهان عن بن عباس بذلك وذكر الطبري عن سيف أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وجه رسلا فرجعوا إليه بخبر أهل الردة ومنهم الاقرع بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي فذكر القصة (234) الاقرع الغفاري قال بن منده أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي سعد حدثنا علي بن سعيد حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عاصم عن
[ 256 ]
أبي حاجب عن الاقرع الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتوضأ الرجل من فضل وضوء المرأة قال بن منده لا أعلم أحدا سماه غير هذا الرجل ورويناه من طريق عن أبي داود قال فيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمه قلت هذا الحديث معروف من طريق شعبة عن عاصم عن أبي حاجب عن الحكم بن عمرو الغفاري كذلك رواه حفاظ أصحابه عنه وقد رواه يعقوب بن سفيان عن بن بشار عن أبي داود بسنده فقال عن الحكم بن عمرو وهو الاقرع فظهر أن الاقرع هو الحكم بن عمرو وتضمن ذلك الرد على بن منده في زعمه تفرد علي بن مسلم بتسميته وقد سماه غيره عن شعبة أيضا قال بن شاهين حدثنا أحمد بن محمد بن عصمة قال حدثنا أحمد بن عمر بن بسطام بمرو قال حدثنا خلف بن عبد العزيز قال أخبرني أبي عن جدي عن شعبة عن عاصم عن أبي حاجب قال حدثنا الاقرع الغفاري فذكره قال بن شاهين أحسبه وهما من بعض الرواة كذا قال (235) أقرم بن زيد الخزاعي يأتي ذكره في ترجمة ولده عبد الله بن أقرم إن شاء الله تعالى (236) الافعس بن سلمة عداده في أهل اليمامة له صحبة قال بن حبان ويقال اسمه الاقيصر بن سلمة الحنفي قال البغوي حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا سليمان بن محمد حدثنا عمارة بن عقبة حدثنا محمد بن جابر عن المنهال بن عبيد الله بن ضمرة بن
[ 257 ]
هوذة سمعت أبي يقول أشهد لجاء الاقيصر بن سلمة بالاداوة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنضح بها في مسجد قران واعتمد العسكري على ذلك فترجم للاقيصر وقال بن منده الصواب أن اسمه الاقعس ثم أخرج الحديث من وجه آخر عن محمد بن جابر فقال عن المنهال بن عبيد الله بن ضمرة بن هوذة عن أبيه قال أشهد لجاء الاقعس وذكر الرشاطي عن أبي عبيد أن الاقعس بن سلمة بن عبيد بن عمرو بن عبد الله بن عبد العزى بن سحيم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سحيم فأسلم وحسن إسلامه فردهم إلى قومهم وأمرهم أن يدعوهم إلى الاسلام واعطاهم إداوة من ماء قد تفل فيها أو مج وقال الكنى إلى بني سحيم فلينضحوا بهذه الاداوة مسجدهم وليرفعوا رؤوسهم إذ رفعها الله قال فما تبع مسيلمة منهم رجل ولاخرج منهم خارجي قط وقوله الكنى بفتح الهمزة وكسر اللام وسكون الكاف أي أد رسالتي والرسالة تسمى ألوكة (237) الاقمر الوداعي والد على وكلثوم قيل اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن وداعة الهمداني ذكره بن شاهين وقال إن صح أنه صحابي وإلا فالحديث مرسل ثم أخرج من طريق أبي حنيفة عن علي بن الاقمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المطعون شهيد الحديث وكذا ذكره أبو موسى في الذيل باب الالف بعدها كاف (238) كال بن النعمان الانصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة (239) أكبر الحارثي غيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماه بشيرا يأتي في الموحدة
[ 258 ]
(240) أكثم بن الجون أو بن أبي الجون واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي وهو عم سليمان بن صرد الخزاعي قال أحمد حدثنا محمد بن بشير حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على النار فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعه بن خندف يجر قصبه في النار وهو أول من غير عهد إبراهيم فسيب السوائب ويجر البحائر وحمى الحامي ونصب الاوثان وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون فقال أكثم يا رسول الله ايضرني شبهه قال لا إنك مسلم وهو كافر ورواه الحاكم من طريق محمد بن عبد الله الانصاري عن محمد بن عمرو مثله ورويا أيضا من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه في قصة طويلة وروى بن أبي عروبة وابن منده من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاكثم بن أبي الجون يا اكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار الحديث وفيه قول أكثم بن الجون وجوابه ورواية أبي سلمة أتم والحديث مخرج عند مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه اخصر منه دون قصة أكثم وأخرج الزبير في كتاب النسب قصة أكثم من وجهين آخرين منقطعين وأخرجه أحمد من وجه آخر عن جابر فقال أشبه من رأيت به معبد بن أكثم فذكره ويحتمل التعدد ورأيت في الجمهرة لابن الكلبي لما ذكر أكثم هذا وجزم بأنه بن
[ 259 ]
أبي الجون قال هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم رفع لي الدجال فإذا رجل آدم جعد وأشبه بني عمر بن كعب به أكثم بن عبد العزى فقام أكثم فقال يا رسول الله ايضرني شبه إياه شيئا قال لا أنت مسلم وهو كافر قلت وظاهره يخالف ما تقدم ويمكن أن يكون الضمير في قوله به لعمرو بن كعب وهو عمرو بن لحي فلا يتخالفان فكأنهما حديثان مستقلان أحدهما في صفة الدجال والآخر في شبة عمرو بن كعب والذي ورد أنه يشبه الدجال عبد العزى بن قطن وروى الطبراني وابن منده من طريق ضمرة عن بن شوذب عن أبي نهيك عن شبل بن خليد المزني عن أكثم بن الجون الخزاعي قال قلنا يا رسول الله أن فلانا لجرئ في القتال قال هو في النار الحديث بطوله إسناده حسن وهذه القصة وقعت بخيبر كما في الصحيح من حديث سهل بن سعد فيستفاد من ذلك أن أكثم بن أبي الجون شهدها وروى بن أبي حاتم في العلل والعسكري في الامثال والبغوي وابن منده من طريق أبي سلمة العاملي عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا اكثم أغز مع غير قومك يحسن خلقك قال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول أبو سلمة العاملي متروك والحديث باطل انتهى وأخرجه بن منده من طريق أخرى عن أكثم نفسه وأشار إليها بن عبد البر والله أعلم (241) الاكوع الاسلمي اسمه سنان يأتي في السين وذكر بن سعد والطبري أنه أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم (242) أكيدر دومة اختلف فيه والاكثر على أنه قتل كافرا وسنذكر خبره مفصلا في القسم الاخير إن شاء الله تعالى
[ 260 ]
(243) أكيمة بن عبادة الليثي ويقال الزهري روى بن السكن من طريق عمر بن إبراهيم أحد المتروكين عن محمد بن إسحاق بن أكيمة بن عبادة عن أبيه عن جده أكيمة بن عبادة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا وصلى ولم يتوضأ قال بن السكن لم أسمعه الا من بن عقدة قلت وإسناده مجهول وأخرج أبو موسى في الذيل من طريق عبدان بسنده إلى محمد بن إسحاق بن سليمان بن أكيمة عن أبيه عن جده أن أكيمة قال يا رسول الله فذكر حديثا في جواز الرواية بالمعنى سيأتي في ترجمة سليم بن أكيمة إن شاء الله تعالى (244) أكينة جد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال بن ماكولا قال لي رزق الله إن لجده اكينة صحبة وحدث بن ماكولا أيضا عن رزق الله أن جده عبد الله قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد اللات فسماه عبد الله وهو رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الاسود بن سفيان بن يزيد بن اكينة بن عبد الله التميمي وقد أخرج الخطيب عن عبد الوهاب والد رزق الله عن آبائه حديثا ينتهي إلى اكينة المذكور قال سمعت علي بن أبي طالب فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الذي ساقه الخطيب وكذلك أورده بن الصلاح في علوم الحديث ونص الخطيب على أنهم تسعة آباء ولا يصح ذلك الا بإثبات يزيد وقد ساق بن ماكولا نسب اكينة فقال بن يزيد بن الهيثم بن عبد الله بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ورويناه في المجلس الذي أملاه رزق الله التميمي بأصبهان قال سمعت أبي عبد الوهاب يقول سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول سمعت أبي اسدا يقول سمعت أبي سليمان يقول سمعت أبي الاسود يقول سمعت أبي سفيان يقول سمعت أبي يزيد يقول سمعت أبي اكينة يقول سمعت أبي الهيثم يقول سمعت أبي عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اجتمع قوم على ذكر الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة
[ 261 ]
قال الذهبي أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال وقد سقط من هذا الاسناد الليث والد أسد وقد أثبته الخطيب في تاريخه لما ترجم عبد العزيز قلت ولكنه لم يقع عنده ذكر الهيثم وقاله شيخ شيوخنا الحافظ العلائي في الوشي المعلم باب الالف بعدها لام (245) الاشر بفتح الهمزة وتخفيف اللام أحد ما قيل في اسم أبي ثعلبة الخشي (246) إلياس نبي الله عليه السلام سيأتي في ترجمة الخضر أشياء من خبره ويلزم من ذكر الخضر في الصحابة أن نذكره ومن أغرب ما روي فيه أنه هو الخضر فأخرج بن مردويه في تفسير سورة الانعام من طريق هشام بن عبيد الله الرازي عن إبراهيم بن أبي جزي عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر هو إلياس أخرجه عن طاهر بن أحمد بن حمدان عن محمد بن جعفر الاشناني عن محمد بن يوسف بن فراء عن هشام باب الالف بعدها ميم (247) أماناه بالنون بن قيس بن شيبان بن العاتك بن معاوية الاكرمين الكندي ذكر بن سعد عن بن الكلبي أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد عاش دهرا وله يقول عوضة من بني براء الشاعر النخعي الا ليتني عمرت يا أم مالك كعمر اماناه بن قيس بن شيبان لقد عاش حتى قيل ليس بميت وافنى فئاما من كهول وشبان ويقال أنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة وذكره أيضا الطبري وابن شاهين في الصحابة وابن فتحون في الذيل وابنه يزيد أسلم معه ثم ارتد فقتل في خلافة أبي بكر (248) أمد بن أبد الحضرمي قال الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو
[ 262 ]
عبيد القاسم حدثنا أبو عبيدة معمر حدثني أخي يزيد بن المثنى عن سلمة بن سعيد قال كنا عند معاوية فقال وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن هل يشبه ما نحن فيه اليوم فقيل له بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة فأرسل إليه معاوية فأتى به فلما دخل عليه اجلسه ثم قال ما اسمك قال أمد بن أبد فذكر قصة طويلة وفيها فهل رأيت محمدا قال الا قلت رسول الله نعم رأيته قال فصفه لي قال رأيته بأبي وأمي فما رأيت قبله ولا بعده مثله أخرجه أبو موسى في الذيل وفي الاسناد إرسال ظاهر وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب تأكل من الثمار وتشرب من العيون وهذا باطل وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن أبي عامر عن رجل من أهل البصرة قال وحدث به أبو الجنيد الضرير عن أشياخه قالوا قال معاوية إني لاحب أن ألقى رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى فذكر القصة وليس فيها تلك الزيادة المنكرة بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس وأنه قال له ما كان صنعتك قال كنت تاجرا قال فما بلغت تجارتك قال كنت لا اشتري غبنا ولا أرد ربحا وإن معاوية قال له سلني قال أسألك أن ترد علي شبابي قال ليس ذاك بيدي قال فأسألك أن تدخلني الجنة قال ليس ذاك بيدي قال لا أرى بيدك شيئا من الدنيا والآخرة فردني من حيث جئت بي قال أما هذه فنعم (249) امرئ القيس بن الاصبغ الكلبي كان زعيم قومه وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم عاملا على كلب في حين إرساله إلى قضاعة ذكره بن عبد البر قال أضنه خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف انتهى وقال سيف في الفتوح لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عماله على قضاعة من كلب امرؤ القيس بن الاصبغ الكلبي من بني عبد الله فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه (250) امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الاكرمين الكندي قال البغوي ما نصه في كتاب البخاري في تسمية من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم امرؤ القيس بن عابس سكن الكوفة
[ 263 ]
وروى النسائي وأحمد والبغوي من طريق رجاء بن حيوة عن عدي بن عميرة قال كان بين امرئ القيس ورجل من حضر موت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي بينتك وإلا فيمينه فقال يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي فقال من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ القيس يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق قال الجنة قال فإني أشهدك أني قد تركتها إسناده صحيح وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر وأنه هو المخاصم وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية وقال سيف بن عمر في الفتوح كان امرؤ القيس يوم اليرموك على كردوس وذكر المرزباني أنه كان ممن حضر حصار حصن النجير فلما أخرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله فقال له عمه ويحك اتقتلني وأنا عمك قال أنت عمي والله ربي فقتله وقال بن السكن كان ممن ثبت على الاسلام وأنكر على الاشعث ارتداده وأنشد له بن إسحاق شعرا يحرض فيه قومه على الثبات على الاسلام ومن شعره قف بالديار وقوف حابس وتأن انة غير آيس لعبت بهن العاصفات الرائحات من الروامس يقول فيها يا رب باكية علي ومنشد لي في المجالس لا تعجبوا أن تسمعوا هلك امرؤ القيس بن عابس وكتب إلى أبي بكر في الردة الا بلغ أبا بكر رسولا وبلغها جميع المسلمينا فليس بمجاورا بيتي بيوتا بما قال النبي مكذبينا
[ 264 ]
وجد أبيه امرؤ القيس بن السمط كان يقال له بن تملك بمثناة فو قانية وهي أمه وقد ذكره امرؤ القيس الشاعر في قصيدته الرائية فقال امرؤ القيس بن تملك نسبه لامه قال بن الكلبي ومن رهطه رجاء من بن حيوة التابعي الشهير صاحب عمر بن عبد العزيز وهو رجاء بن حيوة بن جندل بن الاحنف بن المسط ولابيه إدراك ولم يصرحوا بصحبته فكأنه لم يفد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (251) امرئ القيس بن الفاخر بن الطماح الخولاني أبو شر حبيل شهد فتح مصر وله ذكر في الصحابة قال بن منده قال لي أبو سعيد بن يونس قلت لم أر في تاريخ بن يونس التصريح بأنه من الصحابة (252) أمية بن أسعد بن عبد الله الخزاعي تقدم ذكر أبيه وأما هو فذكر أحمد بن سيار المروزي في تاريخ مرو في أسماء النقباء لبني المباس قال فأما السبعة الذين من العرب فمنهم أبو محمد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد الله الخزاعي من أهل المدينة من ربع حرثان وأمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وأخرجه بن عساكر في تاريخه من طريق بن منده عن القاسم بن القاسم السياري عن جده أحمد بن سيار ومثله سواء ذكره محمد بن حمدويه في تاريخ مرو ولكنه قال أمية بن سعد بغير ألف وهو خطأ وخبط أبو زكريا بن منده في ترجمته خبطا آخر ذكرناه في القسم الاخير (253) أمية بن الاسكر بالسين المهملة فيما صوبه الجياني وضبطه بن عبد البر بالمعجمة بن عبد الله بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي الجندعي كان يسكن الطائف وقد تقدم ذكر ابنه أبي قال أبو الفرج الاصبهاني قال أبو عمرو الشيباني هاجر كلاب بن أمية بن الاسكر
[ 265 ]
فقال أبوه فيه شعرا فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بصلة أبيه وملازمة طاعته قال أبو الفرج هذا خطأ من أبي عمرو وإنما أره بذلك عمر لما غزا الفرس في خلافة عمر ثم نقل عن بن المدائني عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عروة بن الزبير قال لما هاجر كلاب بن أمية بن الاسكر إلى المدينة في خلافة عمر أقام بها مده ثم لقي طلحة والزبير فسألهما أي الاعمال أفضل قالا الجهاد في سبيل الله فسأل عمر فأغزاه وكان أبوه قد كبر وضعف فلما طالت غيبة كلاب قال أبوه لمن شيخان قد نشداكلابا كتاب الله لو قبل الكتابا اناديه فيعرض في إباء فلا وأبي كلاب ما اصابا وإنك والتماس الاجر بعدي كباغي الماء يتبع السرابا ثم أنشد عمر أبياتا يشكو فيها شدة شوقه إليه فبكى وأمر برده إليه وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث له حدثنا بن الجنيد حدثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن الثقة أن عمر رد رجلا على أبيه كان في الغزو فكان أبوه يبكي عليه ويقول أبرا بعد ضيعة والديه فلا وأبي كلاب ما اصابا فقال عمر أجل وأبي كلاب ما اصابا وقال الفاكهي في أخبار مكة حدثنا بن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن أبي سعيد الاعور أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس فقدم قادم فسأله من أين قال من الطائف قال فمه قال رأيت بها شيخا يقول تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا إذا نعب الحمام ببطن وج على بيضاته ذكرا كلابا قال ومن كلاب قال بن الشيخ كان غازيا قال فكتب عمر فيه فأقفلة وروى علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال أدرك أمية بن الاسكر
[ 266 ]
الاسلام وهو شيخ كبير وكان شريفا في قومه وكان له ابنان ففرا منه وكان أحدهما يسمى كلابا فبكاهما بأسعار فردهما عليه عمر بن الخطاب وحلف عليهما الا يفارقاه حتى يموت وروى الدولابي في الكنى من طريق أبي سعد عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري قال مررت بعروة وهو جالس في سقيفة فقال هل لك في حديث غريب أن أمية بن الاسكر الجندعي خرف وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص فقال أمية في شعره أتاه مهاجران فربخاه عباد الله قد عقا وخابا تركت أباك البيت وفيها اناديه فولاني قفاه فلا وأبي كلاب ما اصابا وروى الزبير في الموفقيات هذه القصه بطولها ولامية بن الاسكر خبر في حرب الفجار ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى قال فقال بن أبي أسماء بن الضريبة نحن كنا الملوك من أهل نجد وحماة الديار عند الذمار وضربنا به كنانة ضربا حالفوا بعده سوام العشار قال فأجابه أمية بن الاسكر ابلغا حمة الضريبة أنا قد قتلنا سراتكم في الفجار وسقيناكم المنية صرفا وذهبنا بالهب والابكار وأنشد له محمد بن حبيب عن أبي عبيدة شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب بن معتب الثقفي المرء وهب وهب آل معتب مل الغواة وأنت لما تملل
[ 267 ]
يسعى توقدها بحرك وقودها وإذا تهيأ صلح قومك تأتلى لكنه قال في أمية بن حرثان بن الاسكر وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط من طريق شبيب بن شيبة بن عبد الله بن الاهتم التميمي عن أبيه قال كان رجل له ابوان شيخان كبيران فذكر القصة وفيها الشعر وقال المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عمر أمية طويلا حتى خرف وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عاش أمية بن الاسكر دهرا طويلا وقال يتشوق إلى ابنه كلاب أعاذل قد عذلت بغير علم وما يدريك ويحك ما الاقي فإما كنت عاذلتي فردي كلابا إذا توجه للعراق ساستعدى على الفاروق ربا له رفع الحجيج إلى بساق إن الفاروق لم يردد كلابا إلى شيخين هامهما زواقي فبلغ عمر شعره فكتب إلى سعد يأمره باقفال كلاب فلما قدم أرسل عمر إلى أمية فقال له أي شئ أحب إليك قال النظر إلى ابني كلاب فدعاه له فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديدا فبكى عمر وقال يا كلاب الزم أباك وأمك ما بقيا قلت إنما لم اؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيباني الذي صدرنا به فإنه ليس في بقية الاخبار ما ينفيه فهو على الاحتمال ولا سيما من رجل كناني من جيران قريش وسيأتي خبر كلاب في الكاف وذكر بن الكلبي أن اسم الابن الآخر أبي بن أمية (254) أمية بن أمية الذبياني ذكره خليفة بن خياط في الصحابة واستدركه بن فتحون (255) أمية بن ثعلبة قال الاشيري له حديثان في المسند الذي جمعه محمد بن أحمد بن مفرج الاندلسي من حديث قاسم بن أصبغ وقال الذهبي في التجريد لعله
[ 268 ]
الذي ذكر بن إسحاق وفادته يعني الذي بعده (256) أمية بن ضفارة من بني الضبيب ذكر بن إسحاق في المغازي أنه قدم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام على رسول الله صلى الله عليه وسلم استدركه بن فتحون وغيره (257) أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيدمناة بن تميم التميمي الحنظلي حليف بني نوفل والد يعلى بن أمية الذي يقال له يعلى بن منية ويعلى صحابي مشهور روى النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري أن عمرو بن عبد الرحمن بن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره أن يعلى بن أمية قال جئت بأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبي على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح ورواه بن أبي عاصم عن أبي الربيع عن فليح عن الزهري عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى عن أبيه عن يعلى نحوه قال بن منده ورواه عقيل عن الزهري نحوه الا أنه قال عمرو بن عبد الله قلت قد أخرجه النسائي من طريق عقيل فقال عمرو بن عبد الرحمن ورواه بن منده من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه وزاد لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية رواه ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد عن يعلى وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا (258) أمية بن عوف الكناني أبو ثمامة يأتي في جنادة في حرف الجيم (259) أمية بن لودان بن سالم بن مالك وقيل ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الانصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق وعروة وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وساق نسبه أبو نعيم من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق وقال بن منده لا يعرف له حديث
[ 269 ]
(260) أمية بن مخشي الخزاعي ويقال الازدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم سكن البصرة واعقب بها قاله بن سعد وقال البخاري وابن السكن له صحبة وحديث واحد روى أبو داود والنسائي وأحمد والحاكم من طريق جابر بن صبح قال حدثني المثنى بن عبد الرحمن وكان إذا أكل سمى وإذا صار في آخر لقمة قال بسم الله أوله وآخره فقلت له في ذلك فقال إن جدي أمية بن مخشي حدثني وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا كان يأكل فذكر قصته قال الدار قطني في الافراد تفرد به جابر بن صبح وقال البغوي لا أعلم أمية روى الا هذا الحديث باب الالف بعدها نون (261) أنجشة الاسود الحادي كان حسن الصوت بالحداء وقال البلاذري كان حبشيا يكنى أبا مارية روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان أنجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال فإذا اعنقت الابل قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير ورواه الشيخان مختصرا من طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس ورواه مسلم من طريق سليمان بن طرخان التميمي عن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم رويدا سوقك بالقوارير قال بن منده هو مشهور عن سليمان ومن طريق أبي قلابة عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يال له أنجشة يحدو ومن طريق قتادة عن أنس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت
[ 270 ]
وروى النسائي من طريق زهير عن سليمان التيمى عن أنس عن أمه أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسواق يسوق بهن فذكره ووقع في حديث واثلة بن الاسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج الطبراني بسند لين من طريق عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح عن واثلة بن الاسقع قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين وقال أخرجوهم من بيوتكم وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة وأخرج عمر فلانا (262) أنس بن أرقم بن زيد أو يزيد بن قيس بن النعمان بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الانصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وقال عبدان لا يذكر له حديث الا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له بالشهادة (263) أنس بن أبي أنس ويقال بن عمرو أبو سليط البدري ويقال أسير مشهور بكنيته يأتي (264) أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الاعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث الانصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيما قتل يوم الخندق قال رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله فاستشهد وكان قد شهد أحدا ولم يشهد بدرا وقال بن إسحاق لم يقتل من المسلمين يوم الخندق سوى ستة نفر منهم أنس بن أوس بن عتيك (265) أنس بن أوس الانصاري من بني عبد الاشهل ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد يوم جسر أبو عبيد في خلافة عمر وذكره أبو نعيم بعد الذي قبله فأصاب وظن بن فتحون أنه هو الذي قبله فلم يصب (266) أنس بن الحارث بن نبيه قال بن السكن في حديثه نظر وقال بن منده
[ 271 ]
عداده في أهل الكوفة وقال البخاري أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي سمع النبي صلى الله عليه وسلم قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راوية وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال بن السكن ليس يروي الا من هذا الوجه ولا يعرف لانس غيره قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي لا صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم انتهى ولا يخفى وجه الرد عليه مما اسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والباوردي وابن منده وأبو نعيم وغيرهم (267) أنس بن زنيم الكناني تقدم تمام نسبه في ترجمة بن أخيه أسيد بن أبي أناس بن زنيم ذكر بن إسحاق في المغازي أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش فأنشده لاهم إني ناشد محمدا عهد أبينا وأبيه الا تلدا الابيات ثم قال يا رسول الله إن أنس بن زنيم هجاك فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه فبلغه ذلك فقدم عليه معتذرا وانشده أبيات مدحه بها وكلمه فيه نوفل بن معاوية الدبلى فعفا عنه وهكذا أورد الواقدي والطبري القصة لانس بن زنيم وساق بن شاهين بسند منقطع إلى حرام بن خالد بن هشام الكعبي عن أبيه قال لما قدم وفد خزاعة يستنصرون
[ 272 ]
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو هذه القصة وفيها فلما كان يوم الفتح أسلم أنس بن زنيم وهو القائل من أبيات تعلم رسول الله انك مدركي وأن وعيدا منك كالاخذ باليد وأخرجه بن سعد عن محمد بن عمر حدثني حرام بن هشام بن خالد عن أبيه نحوها وفيها فقال نوفل أنت أولي بالعفو ومن منا لم يؤذك ولم يعادك وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بك وانقذنا من الهلكة فقال قد عفوت عنه فقال فداك أبي وأمي وأول القصيدة يقول فيها فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد ويقول فيها ونبي رسول الله أن قد هجوته فلا رفعت سوطي إلي إذا يدي فإني لا عرضا خرقت ولا دما هرقت فذكر عالم الحق واقصد سوى انني قد يا ويح فتية اصيبوا بنحس يوم طلق واسعد أصابهم من لم يكن لدمائهم كفيئا فعزت غيرتي وتلددي ذؤيبا وكلثوما وسلما وساعدا جميعا فإلا تدمع العين تكمد على أن سلما ليس فيهم كمثله وإخوته وهل ملوك كأعبد وفي هذه القصيدة قوله فما حملت من ناقة فوق رحلها اعف وأوفى ذمة من محمد قال دعبل بن علي في طبقات الشعراء هذا أصدق بيت قالته العرب قلت ولانس بن زنيم مع عبيد الله بن زياد أمير العراق أخبار أوردها أبو الفرج الاصبهاني في ترجمة حارثة بن بدر الغداني منها أن عبيد الله بن زياد كان يحرش بين الشعراء فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زنيم فقال فيه أبياتا منها قوله
[ 273 ]
وخبرت عن أنس أنه قليل الامانة خوانها فأجابه أنس في بأبيات أولها أتتني رسالة مستنكر فكان جوابي غفرانها ذكر المرزباني من طريق الوليد بن هشام الجعدي قال وعد عبد الله بن عامر أنس بن أبي أناس شيئا وقد كان عوده ذلك فأبطأ عليه فقام إليه منشدا ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الود حتى ودعه لا يكن مزنك برقان خلبا إن خير البرق ما الغيث معه لا تهنى بعد إذ اكرمتي فشديد عادة مستنزعه قلت وهذا أخو أسيد بن أبي أناس لاعمه فلعله سمي باسمه وأنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم وسيأتي سارية في مكانه (268) أنس بن صرمة يأتي في صرمة بن أنس (269) أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الانصاري الحارثي وهو عم عبيد السهام بن سليم بن ضبع قال أبو عمر شهد أحدا وكذا ذكره أبو موسى عن بن شاهين (270) أنس بن ظهير أخو أسيد بن ظهير ذكر أبو حاتم والعسكري أنه شهد أحدا وقال البخاري في تاريخه قال لي إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن طلحة عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير عن أخته سعدى بنت ثابت عن أبيها عن جدها قال لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج وكان النبي صلى الله عليه وسلم استصغره وهم أن يرده فقال عمه ظهير يا رسول الله إن بن أخي رجل رام فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم
[ 274 ]
ورواه بن السكن من طريق البخاري قال حدثنا إبراهيم بن المنذر أخرجه بن منده عن علي بن العباس المصري عن جعفر بن سليمان عن إبراهيم بن المندر كذلك لكن قال فيه فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع وقال الطبراني في ترجمة أسيد بن ظهير حدثنا محمد بن عبد الله العدني حدثنا عثمان بن 0 يعقوب العثماني حدثنا محمد بن طلحة حدثنا بشير بن ثابت وأخته سعدى بنت ثابت عن أبيهما ثابت عن جدهما أسيد بن ظهير كذا وقع عنده وهو خطأ في مواضع واغتر أبو نعيم بذلك فزعم أن بن منده صحف أسيد بن ظهير فجعله أنس بن ظهير والصواب مع بن منده كما ترى الا قوله رافع بن ظهير فالصواب ظهير بن رافع والله أعلم (271) أنس بن عباس بن أنس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثم الرعلي ذكر بن سعد عن أبي معشر عن شيوخه قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح سبعمائة من بني سليم منهم عباس بن مرداس وأنس بن عباس بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا قلت وسيأتي ذكر أبيه أيضا وقوله عباس بن رعل نسبه إلى جد جده وذكر بن الكلبي أن أنسا هذا رأس ثم قتلته خثعم ولابنه رزين بن أنس بن عباس ذكر وسيأتي في حرف الراء فإن صح فهم ثلاثة في نسق صحابة رزين بن أنس بن عباس ذكر سيف في الفتوح أنه كان أميرا على ساقة خيل العراق إذ صرفهم إليها أبو عبيدة بعد فتح دمشق بأمر عمر فشهد القادسية وذكره بن عساكر فيمن شهد اليرموك واستدركه بن فتحون وسيأتي له ذكر في ترجمة والده عباس (272) أنس بن عبدة بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر القرشي العامري ذكره الزبير وقال ابنه عبيد الله يوم الجمل (273) أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهتيم بن ظفر الانصاري الظفري قال أبو حاتم له صحبة وقال البخاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه واتاهم زائرا في بني ظفر
[ 275 ]
وقال يعقوب بن محمد الزهري عن سفيان بن حمزة عن عمرو بن أبي فروة عن مشيخة أهل بيته قالوا قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتى ابنه محمد بن أنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب وذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه هو وأخاه مؤنسا حين بلغه دنو قريش يريدون أحدا فاعتراضهم بالعقيق فصارا معهم ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم وشهدا معه أحدا (274) أنس بن قتادة بن ربيعة الانصاري يأتي في أنيس (275) أنس بن قتادة الباهلي يأتي في أنيس أيضا (276) أنس بن قيس بن المنتفق العقيلي قدم في وفد من بني عقيل فبايع وأسلم ذكره بن سعد كذا نقلته من خط شيخنا أبي حفص البلقيني في حاشية التجريد ولم أره في بن سعد بعده ثم راجعته فوجدته فيه وستأتي قصته في ترجمة مطرف بن عبد الله بن الاعلم إن شاء الله تعالى (277) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
[ 276 ]
غنم بن عدي بن النجار أبو حمزة الانصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد المكثرين من الرواية عنه صح عنه أنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا بن عشر سنين وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم فقالت له هذا أنس غلام يخدمك فقبله وأن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقلة كان يجتنبها ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا ذا الاذنين وقال محمد بن عبد الله الانصاري خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه أخبرني أبي عن مولى لانس أنه قال لانس أشهدت بدرا قال وأين اغيب عن بدر لا ام لك قلت وإنما لم يذكروه في البدريين لانه لم يكن في سن من يقاتل وقال الترمذي حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن أبي خلدة قلت لابي العالية أسمع أنس من النبي صلى الله علسه وسلم قال خدمه عشر سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان ويجئ منه ريح المسك وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها قال علي بن المديني كان آخر الصحابة موتا بالبصرة وقال البخاري حدثنا موسى حدثنا إسحاق بن عثمان سألت موسى بن أنس كم غزا أنس مع النبي صلى الله عليه وسلم قال ثماني غزوات وروى بن السكن من طريق صفوان بن هبيرة عن أبيه قال قال لي ثابت البناني قال لي أنس بن مالك هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني قال فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه وقال معتمر عن أبيه سمعت أنس بن مالك يقول لم يبق أحد صلى القبلتين غيري قال جرير بن حارم قلت لشعيب بن الحبحاب متى مات أنس قال سنة تسعين أخرجه بن شاهين وقال سعيد بن عفير والهيثم بن عدي ومعتمر بن سليمان مات سنة إحدى
[ 277 ]
وتسعين وقال بن شاهين حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد مثله وزاد وكان عمره مائة سنة إلا سنة قال بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن زيد بن الهذلي أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين وقال أبو نعيم الكوفي مات سنة ثلاث وتسعين وفيها أرخه المدائني وخليفة وزاد وله مائة وثلاث سنين وحكى بن شاهين عن يحيى بن بكير أنه مات وله مائة سنة وسنة قال وقيل مائة وسبع سنين ورواه البغوي عن عمر بن شبة عن محمد بن عبد الله الانصاري كذلك قال الطبراني حدثنا جعفر الفريابي حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن حفصة عن أنس قال قالت أم سليم يا رسول الله أدع الله لانس فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن ارضي لتثمر في السنة مرتين وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقالت يا رسول الله أنس أدع الله له فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة قال قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة وقال جعفر أيضا عن ثابت كنت مع أنس فجاء قهر مانه فقال يا أبا حمزة عطشت أرضنا قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية وصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب تلتئم قال ثم مطرت حتى ملات كل شئ فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه الا يسيرا وذلك في الصيف وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنسا وروى الطبراني في الاوسط من طريق عبيد بن عمرو الاصبحي عن أبي هريرة
[ 278 ]
أخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة وقال لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث وقال محمد بن عبد الله الانصاري حدثنا بن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجهه إلى البحرين على السعاية فدخل عليه عمر فاستشاره فقال ابعثه فإنه لبيب كاتب قال فبعثه ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدا (278) أنس بن مالك الكعبي القشيري أبو أمية وقيل أبو أميمة وقيل أبو مية نزل البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في وضع الصيام على المسافر وله معه فيه قصة أخرجه أصحاب السنن وأحمد وصححه الترمذي وغيره ووقع فيه عند بن ماجة أنس بن مالك رجل من بني عبد الاشهل وهو غلط وفي رواية أبي داود عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب إخوة قشير وهذا هو الصواب وبذلك جزم البخاري في ترجمته وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري لان قشيرا هو بن كعب ولكعب بن اسمه عبد الله فهو من إخوة قشير لا من قشير نفسه وقد تعقب الرشاطي قول بن عبد البر فيه القشيري ويقال الكعبي وكعب أخو قشير لا من قشير فإن كعبا والد قشير لا أخوه والله أعلم ووقع في رواية البغوي وابن شاهين من طريق عصام بن يحيى عن أبي قلابة عن عبيد الله بن زياد عن أبي أميمة أخي بني جعدة فذكر الحديث (279) أنس بن مخاشن له في مسند بقي بن مخلد حديثان ذكره صاحب التجريد (280) أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن
[ 279 ]
عامر بن تيم الله بن مبشر بن اكلب بضم اللام الخثعمي ثم الاكلبي يكنى أبا سفيان ذكره بن شاهين في الصحابة ونقل عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله فذكر نسبه ثم قال لا أعرف له حديثا وذكره بن الكلبي ونسبه وقال كان شاعرا وقد رأس ولم يقل أن له صحبة كعادته في أمثاله وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري وقال كان شاعرا وقتل مع علي وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الاسلام فأسلم وعاش مائة وأربعا وخمسين وقال لما بلغها إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا تبدل مر العيش من بعد حلوه واوشك أن يبلى وأن يتسعسعا رهينة قعر البيت ليس يريمه لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا يخبر عمن مات حتى كأنما رأى الصعب ذا القرنين أو راء تبعا وقال غيره تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن وعبد الله والمهاجر وقال المرزباني كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم أسلم وأقام بالكوفة وهو القائل أغشى الحروب وسربالي مضاعفة تغشى البنان وسيفي صارم ذكر واخباره في الجاهلية كثيرة منها ما حكاه أبو عبيدة في الديباج عن المنتجع بن نبهان قال كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي اتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم ونفره خلوف وفيه امرأة شابة بضة فسألها أين الحي فقالت خلوف فتسنمها فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء فأخبرت القوم بأمرها فركب أنس بن مدرك الخثعمي فلحقه فقتله فقال عبد الملك لاقتلن قاتله أو ليدينه فقال له أنس والله لااديه أبدا لفجوره وذكر له أبو الفرج الاصبهاني قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهلية أيضا وذكر
[ 280 ]
الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله بن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه أنس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه وسلبه فقال في ذلك شعرا منه وما رحلت من شر وجهي ناقتي ليحجبها من دون سيبك حاجب عتا أنس بعد المقيل فصدنا عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب (281) أنس بن أبي مرثد الغنوي واسم أبي مرثد كناز بن الحصين يأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه يكنى أبا يزيد قال بن منده كان بينه وبين أبيه في السن عشرون روى أبو داود والنسائي والبغوي والطبراني وابن منده من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثنا السلولي يعني أبا كبشة أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية وحضرت صلاة الظهر فذكر الحديث وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحرسنا الليلة فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله وفي آخر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نزلت الليلة قال لا الا مصليا أو قاضي حاجة فقال قد أوجبت فلا عليك الا تعمل بعدها إسناده على شرط الصحيح وذكر بن حبان وابن عبد البر أنه يسمى أنيسا وفرق البغوي بين أنس بن أبي مرثد وأنيس بن أبي مرثد وفرق بن شاهين بين أنس بن أبي مرثد الغنوي وأنيس بن مرثد بن أبي مرثد فقال في ترجمة أنيس قال بن سعد هو كان عين النبي صلى الله عليه وسلم بأوطاس ويكنى أبا يزيد ومات سنة عشرين وكان بينه وبين أبيه إحدى وعشرون سنة وهذا كله وصف
[ 281 ]
أنس بن أبي مرثد كما مضى والله أعلم وقد أوضح البخاري ذلك فقال أنس بن أبي مرثد ويقال أنيس بن أبي مرثد (282) أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الانصاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا وذكره أبو الأسود عن عروة لكنه قال أنيس بالتصغير وقال عبد الله بن محمد بن عمارة قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما الواقدي فذكر أنه مات في خلافة عثمان (283) أنس بن النضر بن ضمضم الانصاري الخزرجي عم أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم تقدم تمام نسبه في ترجمة أنس بن مالك وروى البخاري من طريق حميد عن أنس أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين والله لئن اشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وابرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال أي سعد هذه الجنة ورب أنس إني أجد ريحها دون أحد قال سعد فما استطعت ما صنع فقتل يومئذ فذكر الحديث وهو عند البخاري من طريق ثمامة عن أنس أيضا وأخرجه بن منده من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وله ذكر يأتي في ترجمة الربيع بنت النضر إن شاء الله تعالى (284) أنس بن هزلة ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبواه ثم إنه روى عنه ابنه عمرو بن أنس وفي كلام العسكري ما يدل على أن أنس بن هزلة هذا هو أنس بن الحارث فليحرر (285) أنس مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال الواقدي عن بن أبي الزناد عن محمد بن
[ 282 ]
يوسف قال مات أنس مولى النبي صلى الله عليه وسلم بعده في ولاية أبي بكر الصديق وهذا غير أنس الذي قيل فيه أبو آنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم (286) أنس الهجني والد معاذ ذكره خليفة فيمن نزل الشام من الصحابة وفي تاريخ الطبري عن أبي كريب عن رشدين بن سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن جده قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا أخبركم لما سمى الله خليله الذي وفى لانه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وروى بن منده من طريق نعيم بن حماد عن رشدين بهدا الاسناد في تفسير والارض ذات الصدع وروى أحمد في مسنده وتمام في فوائده من طريق بن لهيعة والطبراني في مسند الشاميين وأبو الميمون بن راشد في فؤاده من طريق سعيد بن عبد العزيز كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء حديثا في فضل الصداع والمرض فكأن سهلا نسب في هذه الرواية إلى جده والصواب معاذ بن سهل بن معاذ بن أنس فهو من رواية معاذ بن أنس عن أبي الدرداء وقد أخرج أصحاب السنن لمعاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن أبيه ووقع عند بعض من صنف في الصحابة أحاديث أخرى فيها اختلاف منها ما رواه البغوي قال حدثنا عباس حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن أنس عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قال اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي وعن ليث عن زبان بن فائد عن معاذ بن أنس عن أبيه قال البغوي وقد روى يزيد بن أبي حبيب وزبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن معاذ بن أنس عن أنس غير هذا
[ 283 ]
قلت وقع في طريقه حذف أوجب هذا الخطأ وذلك أن أحمد رواه في مسنده عن حجاج بن محمد عن الليث بالاسنادين جميعا فقال عن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا عن موسى بن داود وأبي الوليد الطيالسي كلاهما عن الليث عن يزيد وعن حسن بن موسى عن بن لهيعة عن زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا رواه أبو يعلى عن أبي خيثمة عن يونس بن محمد بالاسنادين معا فرقهما وكذلك رواه الحاكم من طريق عاصم بن علي وسعيد بن سليمان كلاهما عن الليث قال بن عساكر في تاريخه رواية البغوي وهم والله أعلم ووقع عند الحاكم من طريق إبراهيم بن ديزيل عن شبابة عن الليث مثل ما وقع عند البغوي سواء على الخطأ وقد رواه الدارمي في مسنده عن عثمان بن أبي شيبة عن شبابة على الصواب كما وقع عند أحمد وغيره قلت ويؤيد أن ذلك هو الصواب أن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد لم يلحقا معاذ بن أنس وإنما يرويان عن أبيه سهل بن معاذ بن أنس والله أعلم (287) أنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل أبو آنسة استشهد يوم بدر وقيل هو أبو مسروح وقيل أبو مسرح وقال مصعب الزبيري انسة يكنى أبا مسرح وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذا ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا وقال المدائني حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس مثله لكن قال أبو آنسة ورواه بن عساكر في تاريخه من طريق خليفة عن المدائني فقال استشهد كذا ذكره الواقدي عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين بسنده وقال أبو عمر إنه المحفوظ وقال الواقدي رأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا وبقي بعد ذلك زمانا قال وحدثني أنيسة بن أبي الزناد عن محمد بن يوسف قال مات
[ 284 ]
انسة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وقال خليفة كان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم انسة مولاه فما أدري أراد هذا أو غيره ثم رأيت مصعبا قد ذكر أن انسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان يأذن عليه وكان يكنى أبا مسروح وأنه شهد بدرا وأحدا وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا والله أعلم (288) أنة المخنث ذكره الباوردي وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص قال قالت عائشة لمخنث كان بالمدينة يقال له أنه الا تدلنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر قال بلى فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أنه أخرج من المديتة إلى حمراء الاسد فليكن بها منزلك ولا تدخلن المدينة إلا أن يكون للناس عيد ذكر من اسمه أنيس (289) أنيس بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاري أخو أبي ذر وكان أكبر منه روى مسلم والبغوي من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قال لي أخي أنيس قد بدت لي حاجة إلى مكة فهل أنت كافي حتى ارجع إليك قلت نعم فخرج أنيس إلى مكة قال فراث علي ثم جاء فقال إني لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله يسمونه الصابئ قلت ما يقول الناس قال يزعمون أنه كاذب وأنه ساحر وأنه شاعر وقد سمعت قوله فوالله ما هو بقولهم وقد سمعت قولهم ووالله إني لاراه صادق فذكر الحديث بطوله وفيه فقال أنيس ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت فصدقت وفي المستدرك من طريق عروة بن رويم حدثني عامر بن لد بن الاشعري سمعت أبا ليلى الاشعري حدثني أبو ذر فذكر قصة إسلامه بطولها وفي آخرها فخرجت حتى
[ 285 ]
أتيت أمي وأخي فاعلمتهما الخبر فقالا مالنا رغبة عن الذي دخلت فيه فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة (290) أنيس بن الضحاك الاسلمي ذكره أبو حاتم الرازي وقال لا يعرف وروى بن منده من طريق بقية قال حدثنا حسان بن سليمان عن عمرو بن مسلم عن أنيس بن الضحاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ذر يا أبا ذر ألبس الخشن الضيق حتى لا يجد العز والفخر فيك مساغا قال بن منده غريب وفيه إرسال وجزم بن حبان وابن عبد البر بأنه هو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اغد يا أنيس على امرأة هذا الحديث وفيه نظر والظاهر في نقدي أنه غيره والله أعلم (291) أنيس بن عتيك بن عامر الانصاري الاشهلي ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد وذكره بن إسحاق لكن سماه أوسا فلعلهما إخوان (292) أنيس بن قتادة الباهلي بصري قال بن عبد البر روى عنه أبو نضرة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة قال ويقال فيه أنس والاول أصح (293) أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الانصاري الاوسي شهد بدرا واستشهد بأحد قال الواقدي حدثنا بن أخي لزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمه مجمع بن جارية أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة
[ 286 ]
فقتل عنها يوم أحد فزوجها أبوها رجلا من مزينة فكرهته وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه فتزوجها أبو لبابة فجاءت بالسائب بن أبي لبابة رواه البخاري وغيره من طريق مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الانصاري عن خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي كارهة ولم يسم زوجها قال بن عبد البر قتل شهيدا يوم أحد وسماه غير الواقدي أنسا وأنكر ذلك بن عبد البر والله أعلم وقال بن سعد أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي قال كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الانصاري فقتل عنها يوم أحد فأنكحها أبوها رجلا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أن عم ولدي أحب إلي فجعل أمرها إليها وسيأتي مزيد في طرق هذا الخبر في ترجمة خنساء بنت خذام إن شاء الله تعالى (294) أنيس بن معاذ بن قيس الانصاري تقدم في أنس سماه عروة (295) أنيس بن أبي مرثد الانصاري روى البغوي في معجمه وبقي بن مخلد في مسنده والبخاري في تاريخه وأبو علي بن السكن من طريق الليث عن يحيى بن سعيد عن خالد بن أبي عمران أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الانصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة بكماء عمياء صماء المضطجع فيها خير من القاعدة الحديث وأورده بن شاهين من هذا الوجه لكن قال عن أنيس بن مرثد الانصاري وترجم له بن عبد البر أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته فقال روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة انتهى وقد فرق بن السكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الانصاري وأنس بن أبي مرثد الغنوي وهو الصواب
[ 287 ]
وذكر العسكري أنيس بن أبي مرثد الانصاري في الصحابة وأما بن حبان فذكره في ثقات التابعين وأن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي يدعى أنيسا مصغرا فهو غير هذا والله أعلم (296) أنيس الاسلمي مذكور في حديث العسيف روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن بحينة عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه إن ابني كان عسيفا على هذا فزنا بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم الحديث وفي آخره إن النبي صلى الله عليه وسلم قال واغد يا أنيس لرجل من أسلم على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها قال بن السكن لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث ولم أجد له رواية غير ما ذكر في هذا الحديث ويقال هو أنيس بن الضحاك الاسلمي وقال غيره يقال هو أنيس بن أبي مرثد وهو خطأ لان بن أبي مرثد غنوي وهذا ثبت في هذا الحديث أنه اسلمي (297) أنيس الانصاري روى البغوي وابن شاهين والطبراني في الاوسط من حديث عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب قال قام رجال خطباء يشتمون عليا ويقعون فيه فقام رجل من الانصار يقال له أنيس فحمد الله واثنى عليه ثم قال إنكم قد اكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه واقسم بالله لانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لاشفع يوم القيامة لاكثر مما على وجه الارض من حجر ومدر أترون شفاعته تصل إليكم ويعجز عن أهل بيته قال الطبراني في الاوسط لا يروى عن أنيس إلا بهذا الاسناد قال وأنيس الذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي له ذكر في المغازي وتبعه أبو موسى
[ 288 ]
(298) أنيس أبو فاطمة مشهور بكنيته ويقال اسمه إياس وذكر بن السكن أنه يقال أنه أنيس بن الضحاك الاسلمي (299) أنيس قال النبي صلى الله عليه وسلم لانس بن مالك يا أنيس رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه البيهقي في فضائل الاوقات من طريق أبي رجاء العطاردي عن أنس (300) أنيسة تقدم في انسة ذكر من اسمه أنيف (301) أنيف بن جشم بن عوذ الله بن تيم بن إراش بن عامر بن حميلة القضاعي حليف الانصار ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا قال بن منده ليست له رواية (302) أنيف بن حبيب من بني عمرو بن عوف ذكره بن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر وعزاه أبو عمر للطبري (303) أنيف بن ملة الجذامي من بني الضيب له صحبة سكن الرملة ومات ببيت جبرين من كورة فلسطين ذكره بن حبان في الصحابة وقال بن السكن ذكره بن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من جذام وهو أخو حيان الآتي ذكره في الحاء وروى بن منده من طريق معروف بن طريف قال حدثتني عمتي ظبية بنت عمرو بن حزامة عن نهيسة مولاة لهم قالت خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وانيف وحيان ابنا ملة في اثني عشر رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا قلنا لانيف ما أمركم به النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الايسر ثم نذبحها ونتوجه للقبلة ونسمي الله الحديث (304) أنيف بن واثلة ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن استشهد بخيبر واختلف في ضبط أبيه فقيل بالمثلثة وقيل بالتحتانية
[ 289 ]
باب الالف بعدها هاء (305) أهبان بن الاكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي ويقال أهبان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية روى بن السكن وابن منده من طريق أسباط بن نصر حدثني وهب بن عقبة البكائي حدثني يزيد بن معاوية البكائي عن أهبان بن عياذ الخزاعي وهو الذي كلمه الذئب وكان من أصحاب الشجرة وأنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة وسيأتي ذكره في أهبان بن أوس (306) أهبان بن الاكوع عم سلمة الاسلمي ويقال هو أهبان بن عمرو بن الاكوع أخو سلمة واسم الاكوع سنان ذكره الطبري في الصحابة قال ومن ولده جعفر بن محمد بن الاشعث بن عقبة بن أهبان وكان عمر قد استعمل عقبة بن أهبان على صدقات كلب وبلقين وغسان (307) أهبان بن أوس الاسلمي ويقال وهبان قديم الاسلام صلى القبلتين ونزل الكوفة ومات بها في ولاية المغيرة قال البخاري له صحبة يعد في أهل الكوفة وروى له في صحيحه حديثا موقوفا من رواية مجزأة بن زاهر عنه وفيه أنه كان له صحبة وكان من أصحاب الشجرة وروى في تاريخه من طريق أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس أنه كان في غنم له فشد الذئب على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه قال فخاطبني فقال من لها يوم يشغل عنها قال البخاري إسناده ليس بالقوي قلت لان فيه عبد الله بن عامر الاسلمي وهو ضعيف وأورد بن السكن في ترجمته حديث أبي نضرة عن أبي سعيد قال بينما راع يرعى
[ 290 ]
غنما بظهر المدينة إذ عدا الذئب على شاة من غنمه فحال بينه وبينها فأقعى الذئب فقال تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلى الحديث وذكر بن الكلبي وأبو عبيد والبلاذري والطبري أن مكلم الذئب هو أهبان بن الاكوع بن عياذ قال بن حبان مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليا عليها لمعاوية (308) أهبان بن صيفي الغفاري ويقال وهبان يكنى أبا مسلم وروى له الترمذي حديثا وحسن حديثه وابن ماجة وأحمد قال الطبراني مات بالبصرة وروى المعلى بن جابر بن مسلم عن أبيه عن عديسة بنت وهبان بن صيفي أن أباها لما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة فأصبحوا فوجدوا الثوب الثالث على السرير وكذلك رواه الطبراني من طريق عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان ونقل بن حبان أن أهبان بن أخت أبي ذر الغفاري هو أهبان بن صيفي ورد ذلك بن منده (309) أهبان بن عمرو بن الاكوع سبق في أهبان بن الاكوع (310) أهبان بن عياذ سبق في أهبان بن الاكوع بن عياذ أيضا (311) اهود بن عياض الازدي ذكر وثيمة في الردة عن بن إسحاق قال بينما حمير مجتمعة إلى مقاولها إذ أقبل راكب من الازد يقال له اهود بن عياض فقال يا معشر حمير انعي إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بن ذي أصبح جدعك الله من وافد قوم كذبت ما مات قال بلى والذي بعثه بالحق فما جزعكم فوالله لانا اجزع منكم ولو وجدت أرق منكم أفئدة واغزر عيونا لنعيته إليهم فأخرجوه من بينهم وكان عابدا فقال اللهم إني إنما
[ 291 ]
نعيت إليهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده وليواسوني في جزعي عليه فلما تواترت الركبان بموته آووه بعد ذلك وفي ذلك يقول بن ذي أصبح جزع القلب اهود إذ نعي لي محمدا ليتني لم أكن رأيت أخا الازد اهودا في أبيات ذكرها باب الالف بعدها الواو (312) أوس بن الارقم الانصاري يأتي تمام نسبه في أخيه زيد بن الارقم ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد (313) أوس بن الاعور بن جوشن بن مسعود ذكره البخاري قاله بن منده وذكر المرزباني أن اسم ذي الجوشن الضبابي أوس بن الاعور بن عمرو بن معاوية فقيل هو هذا وقيل غيره والله أعلم (314) أوس بن أقرم الانصاري ذكره أبو الأسود بن عروة فيمن نقل للنبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن أبي قال في غزوة المريسيع ما قال أخرجه الحاكم في الاكليل وقال إنه من خطأ أصحاب المغازي والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم ولا بعد في أن يقع ذلك لزيد ولاوس والله أعلم (315) أوس بن أوس الثقفي روى له أصحاب السنن الاربعة أحاديث صحيحة من
[ 292 ]
رواية الشاميين عنه نقل عباس عن بن معين أن أوس بن أوس الثقفي وأوس بن أبي أوس الثقفي واحد وقيل أن بن معين أخطأ في ذلك والصواب أنهما اثنان وقد تبع بن معين على ذلك أبو داود وغيره والتحقيق أنهما اثنان ومن قال في أوس بن أوس أوس بن أبي أوس أخطأ كما قيل في أوس بن أبي أوس أوس بن أوس وهو خطأ وأما أوس بن أبي أوس فاسم والد حذيفة كما سيأتي (316) أوس بن أبي أوس الثقفي فرق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة كما سيأتي (317) أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو حسان الانصاري أمه سخطى بنت حارثة بن لوذان بنت عم والدة أخيه حسان وهو والد شداد بن أوس الصحابي المشهور ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا واحدا وقتل بها وكذا قال عبد الله بن محمد بن عمارة القداح في نسب الانصار وفيه يقول حسان بن ثابت في قصيدة ومنا قتيل الشعب أوس بن ثابت شهيدا واسنى الذكر منه المشاهد وزعم الواقادي أنه شهد الخندق وخيبر والمشاهد وعاش إلى خلافة عثمان فالله أعلم ويؤيده ما ذكره بن زبالة في أخبار المدينة واوردته في شداد بن أوس والاول أثبت لشهادة حسان بأنه شهد الشعب والقصيدة المذكورة ثابتة في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري واولها
[ 293 ]
الا أبلغ المستسمعين بوقعة تخف لها شمط النساء القواعد وسأذكر شيئا منها في ترجمة ولده شداد بن أوس إن شاء الله (318) أوس بن ثابت الانصاري روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق عبد الله بن الاجلح الكندي عن الكلبي عن أبن صالح عن أبي عباس قال كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الاولاد الصغار حتى يدركوا فمات رجل من الانصار يقال له أوس بن ثابت وترك بنتين وابنا صغيرا فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه فقالت امرأته للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فانزل الله * (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون) * فأرسل إلى خالد وعرفطة فقال لا تحركا من الميراث شيئا ورواه أبو الشيخ من وجه آخر عن الكلبي فقال قتادة وعرفطة ورواه الثعلبي في تفسيره فقال سويد وعرفطة ووقع عنده أنهما اخوا أوس وذكر بن منده في ترجمة هذا انه أوس بن ثابت أخو حسان وهو خطأ لانه لان أوسا ليس له أحد من إخوته ولا من أعمامه يسمى عرفطة ولا خالدا ورواه مقاتل في تفسيره فقال إن أوس بن مالك توفي يوم أحد وترك امرأته أم كجة وبنتين فذكر القصة وسيأتي لهذا مزيد في ترجمة أم كجة في كنى النساء إن شاء الله تعالى (319) أوس بن ثابت الانصاري آخر استدركه بن فتحون وأخرج من طريق عبدان عن إسحاق بن الضيف عن عبد الله بن يوسف عن إسماعيل بن عياش عن نافع عن بن عمر قال كانت غزوة بدر وأنا بن ثلاث عشرة فلم أخرج وكانت غزوة أحد وأنا بن أربع عشرة فخرجت فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم استصغرني وردني وخلفني في حرس المدينة في نفر منهم أوس بن ثابت وأوس بن عرابة ورافع بن خديج هكذا أورده وقد رواه بن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن نافع فقال فيه عن زيد بن ثابت وعرابة بن أوس ويحتمل أن يكون محفوظا والله أعلم (320) أوس بن ثعلبة بن زفر بن عمرو بن أوس التيمي
[ 294 ]
قال الحاكم في تاريخه كان من الصحابة ثم روى من طريق يزيد بن عمرو بن عباد التيمي أن أوس بن ثعلبة ورد مع سعيد بن عثمان خراسان ثم وجهه سعيد إلى هراة وذكر سلمويه أن عبد الله بن عامر بعث أوس بن ثعلبة إلى أبو شيخ يعني سنة إحدى وثلاثين وقال بن عساكر في تاريخه أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن وديعة بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة نسبه أبو القاسم الزجاجي عن بن دريد قلت وذكره المرزباني في معجم الشعراء ونسبه كذلك ولكن قال زفر بن عمرو بن أوس بن وديعة ونقل عن دعبل أنه شاعر مخضرم وروى بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة عن يونس بن عبيد أن أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة فخرج أوس هاربا إلى معاوية فذكر له القصة وشعرا قلت ولولا أن الحاكم قال إنه من الصحابة لما ذكرته في هذا القسم (321) أوس بن ثعلبة الانصاري ذكر يحيى بن سعيد الاموي في المغازي عن بن عباس أنه كان أحد من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وأنه أحد من ربط نفسه في السارية حتى نزلت وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية وقال عبد بن حميد في تفسيره أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة أنها نزلت في سبعة نفر منهم أربعة ربطوا أنفسهم في السواري وهم ابو لبابة ومرداس وأوس ولم ينسبه وآخر ابهمه ورواه بن جرير من هذا الوجه وسمي الرابع خداما وذكر القصة من عدة طرق ولم يسم فيها الا أبا لبابة وسيأتي في ترجمة أوس بن خدام عدتهم بأسمائهم وأنهم كانوا ستة (322) أوس بن جبير الانصاري من بني عمرو بن عوف قتل بخيبر شهيدا على حصن ناعم أورده بن شاهين وتبعه أبو موسى (323) أوس بن جهيش النخعي تقدم في الارقم وقيل اسمه جهيش بن أوس (324) أوس بن حارثة الطائي روى بن قانع من طريق حميد بن منهب عن
[ 295 ]
جده أوس بن حارثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من طئ فبايعه على الاسلام استدركه بن الدباغ وساق بن قانع نسب أوس بن حارثة فقال بن لام بن عمرو إلى آخره وهو وهم فإن أوس بن حارثة بن لام مات في الجاهلية وإنما أدرك الاسلام احفاده كعروة بن مضرس بن حارثة وهانئ بن قبيصة بن أوس وقد ذكر ابن عبد البر بحير بن أوس بن حارثة بن لام وقال في إسلامه نظر قلت وأوس بن حارثة لي هو جد حميد بن منهب الادنى فإنه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن الام بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طئ ولجد أبيه خريم بن أوس صحبة كما سيأتي ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن بن حارثة فسقط خريم والله أعلم وقد وقفت على ما يؤيد ذلك وهو أن بن قانع قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الاخباري حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب عن جده أوس بن حارثة بن لام الطائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من قومي فبايعته على الاسلام الحديث بطوله قلت اختصره بن قانع فذكر طرفا منه ثم قال فذكر حديثا طويلا والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السكين وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه قال حدثنا عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال جدي خريم بن أوس بن حارثة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من ت بوك فقدمت عليه فأسلمت فذكر حديثا طويلا فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لاوس والله أعلم وفي التاريخ المظفري أني أوس بن حارثة بن لام الطائي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابسط يدك قال على ماذا قال على أن أشهد أن لا إله إلا الله غير شاك وأنك رسول الله غير مرتاب وعلى أن اضرب بهذا وأشار إلى سيفه من أمرتني فقال أحسنت بارك الله عليك وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ولعل أوسا عمر إلى أن أدرك الاسلام
[ 296 ]
ثم رأيت في جمهرة بن الكلبي أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب المعمرين أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه فرحل بنوه وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعه فهم يسبون بذلك إلى اليوم وفي ذلك يقول الاسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي أتاني في المحلة أن أوسا على لحمان مات من الهزال تحمل أهله واستودعوه كساء من نسيج الصوف بالى انتهى وهذا يدل على أنه مات في الجاهلية (325) أوس بن حبيب الانصاري قتل بخيبر قاله بن عبد البر وقد تقدم أوس بن جبير فقيل هو هو (326) أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة بن سعيد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون قال بن حبان يقال له صحبة وروى بن أبي عاصم من طريق عمر بن صهبان وهو ضعيف عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه مرفوعا اخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام الحديث وذكره بن مندة وقال إنه خطأ
[ 297 ]
وروى بن مندة من طريق أبي ضمرة عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس عن أبيه مرفوعا من ترك الكذب وهو مبطل بني له في ربض الجنة الحديث وقد اختلف في إسناده على سلمة مع ضعفه قرأت بخط بن عبد البر لولا حديث كعب بن مالك لم أثبت له صحبة قلت يشير بذلك إلى ما أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير عن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان ينادي أيام التشريق إن أيام منى أيام أكل وشرب وقال بن مندة هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه (327) أوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف وقيل إن حذيفة هو بن أبي عمرو بن عمرو بن عوف بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي وهو أوس بن أبي أوس روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة وصح من طريقه أحاديث وهو والد عمرو بن أوس وجد عثمان بن عبد الله بن أوس قال أحمد أوس بن أبي أوس هو حذيفة وقال البخاري في تاريخه وابن حبان أوس بن حذيفة والد عمرو ويقال هو أوس بن أبي أوس ويقال أوس بن أوس وقال أبو نعيم اختلف المتقدمون في هذا فمنهم من قال فذكر الخلافات الثلاثة ثم قال وأما أوس بن أوس الثقفي فيروي عنه الشاميون وقيل فيه أوس بن أبي أوس أيضا ثم قال وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين (328) أوس بن حذيفة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وليس بالثقفي قاله بن حبان في الصحابة
[ 298 ]
(329) أوس بن حوشب الانصاري روى أبو موسى في الذيل من طريق الجريري عن أبي السليل قال أخبرني أبي قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في دار رجل من الانصار يقال له أوس بن حوشب فأتى بعنب فوضع في يده فذكر الحديث وأبو السليل اسمه ضريب بن نقير بتصغير الاسمين والاب بالنون والقاف (330) أوس بن خالد بن عبيد بن أمية بن خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي قال بن الكلبي شهد اليرموك وهو الذي قال فيه حسان بن ثابت يومئذ وافلت يوم الروع أوس بن خالد يمج دما كالرعف مختضب النحر (331) أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الانصاري النجاري اغفلوا ذكره في الصحابة وهو صحابي لان ابنه صفوان بن أوس تابعي معروف كانت تحته عمرة بنت أبي أيوب الانصاري وأم صفوان هذا هي نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر وكانت إحدى المبايعات فاوس على هذا صحابي لانه لو كان مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة ولكنه تابعي فيدل على أن أباه مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبقى بالمدينة من الانصار في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أحد كافرا (332) أوس بن خالد بن يزيد بن منهب الطائي بن عم زيد الخيل ذكره بن الكلبي وقال له وفادة وله قصة في زمن عمر بن الخطاب وذلك أن عمر بعث في خلافته رجلا يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البوادي فمن لم يقرأ ضربه فاستقرأ أوس بن خالد فلم يقرأ فضربه أبو سفيان اسواطا فمات منها فقامت أمة تندبه فأقبل حريث بن زيد الخيل الطائي لما أخبرته أمه الخبر فشد على أبي سفيان فقتله وقال قي ذلك أبياتا منها فلا تجزعي يا أم أوس فإنه يلاقي المنايا كل حاف وذي نعل
[ 299 ]
فإن يقتلوا أوسا عزيزا فانني قتلت أبا سفيان ملتزم الرحل وذكر ذلك أبو الفرج الاصبهاني عن أبي عمر الشيباني وزاد فيه أن أبا سفيان المقتول كان رجلا من قريش (333) أوس بن خدام الانصاري روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق الثوري عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك ستة أبو لبابة وأوس بن خدام وثعلبة بن وديعة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسوارى وجاءوا باموالهم فقالوا يا رسول الله خذها هذا الذي حبسنا عنك فقال لا احلهم حتى يكون قتال قال فنزل القرآن وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية إسناده قوي وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال عقبة ورواه غيره عن الاعمش وأورده بن مردويه من طريق العوفي عن بن عباس مثله وأتم منه لكن لم يسم منهم الا أبا لبابة وقد تقدم في ترجمة أوس بن ثعلبة أنهم سبعة والله أعلم (334) أوس بن خولى بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الانصاري الخزرجي ويقال أوس بن عبد الله بن الحارث بن خولى وقال بن المدني يكنى أبا ليلى وقال البغوي في معجمه حدثنا علي بن مسلم حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن بن عباس قال كان الذي غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي والفضل فقالت الانصار نشدناكم الله وحقنا فأدخلوا معهم رجلا يقال له أوس بن خولى رجلا شديدا يحمل الجرة من الماء بيده تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد
[ 300 ]
ورواه بن شاهين من طريق أبي جعفر المنصور عن أبي عن جده عن بن عباس نحوه وقد ذكر نحو ذلك بن إسحاق في المغازي بغير إسناد وقال البغوي لا أعلم لاوس حديثا مسندا قلت قد أورد له بن منده حديثا من طريق هند بن أبي هالة عن أوس بن خولى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له من تواضع لله رفعه الله وفي إسناده خارجة بن مصعب وهو ضعيف وفيه من لا يعرف أيضا قلت وله ذكر في أحاديث أخرى منها ما ذكره بن إسحاق في السيرة عن الزهري عن علي بن الحسين قال الذي نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي والفضل وقثم وشقران وأوس بن خولى ورواه أيضا عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني وحسين ضعيف وذكر المدائني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في عمرة القضاء بذي طوى ليقطع كيدا إن كادته قريش وخلف بشير بن سعد بمر الظهران وذكره إبراهيم بن سعد عن الزهري عن بن كعب بن مالك فيمن توجه لقتال بن أبي الحقيق وذكره الزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب وقال بن سعد مات أوس بن خولى قبل حصر عثمان
[ 301 ]
(335) أوس بن ساعدة الانصاري له ذكر في حديث روى أبو موسى من طريق لوين عن إبراهيم بن حبان أحد الضعفاء المتروكين عن شعبة عن الحكم عن عكرمة عن بن عباس قال دخل أوس بن ساعدة الانصاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في وجهه الكراهية فقال يا رسول الله إن لي بنات وأنا أدعو عليهن بالموت فقال لا تدع الحديث (336) أوس بن سعد بن أبي سرح العامري من مسلمة الفتح وسكن المدينة واختط بها دارا ذكره بن فتحون عن عمر بن شبة وقد وجدت له خبرا فيه أنه عاش إلى ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة أو إلى خلافته روى الفاكهي من طريق بن جريج أخبرني عكرمة بن خالد بن أوس بن سعد بن أبي سرح أخي بني عامر بن لؤي قال كان لنا مسكن في دار الحكم فقال عبد الملك في إمارته بعني مسكنك الذي في دار أبي العاص فقلت ما هي بدار أبي العاص ولكنها دارنا كانت لنا في الجاهلية ثم أسلمنا فيها فقال ما كانت لكم الا عمري فقال أيما كانت فهي لنا بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صدقت قال فبعنيها فقلت له أما بمال فلا ولكن بدار قال فبعتها إياه بدار حرمانس (337) أوس بن سعد أبو زيد الانصاري من بني أمية بن زيد ذكره أبو موسى من جهة عبدان عن أحمد بن سيار عن بن يحيى بن بكير عن أبيه وعن مشيخة له أن عمر ولاه بعض الشام ومات في خلافته سنة ست عشرة وهو بن أربع وستين سنة (338) أوس بن سلامة بن وقش أخو سلمة وسعد وأبي نائلة قال بن الكلبي في الجمهرة قتل يوم أحد (339) أوس بن سمعان الانصاري قال بن عبد البر له حديث ليس إسناده بالقوي قلت أخرجه بن منده من طريق إبراهيم بن سويد عن هلال بن زيد بن يسار وهو أبو عقال أحد الضعفاء قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني الله هدى
[ 302 ]
ورحمة للعالمين وبعثني لامحو المزامير والمعازف فقال أوس بن سمعان يا رسول الله والذي بعثك بالحق إني لاجدها في التوراة كذلك قال بن منده تفرد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم (340) أوس بن سويد الانصاري ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق بن جريج عن عكرمة أنه نزل فيه * (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون) * وقد تقدم في أوس بن ثابت شئ من هذا (341) أوس بن شرحبيل أحد بني المجمع له صحبة حديثه عند أهل الشام قاله بن حبان يأتي في شرحبيل بن أوس وفرق بينهما أبو بكر بن عيسى في تاريخ الحمصيين فقال وممن نزل حمص من الصحابة شرحبيل بن أوس وأوس بن شرحبيل كذا جعلهما اثنين وكذا جوز ذلك بن شاهين وقال البغوي والاصح عندي شرحبيل بن أوس وأخرج له البخاري في التاريخ تعليقا وابن شاهين والطبراني بإسناد شامي من طريق الزبيدي عن عياش بن يونس عن نمران أبي الحسن بن محمد أن أوس بن شرحبيل أحد بني المجمع حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الايمان (342) أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن
[ 303 ]
عوف بن الخزرج الانصاري أخو عبادة بن الصامت ذكروه فيمن شهد بدرا والمشاهد وقال أبو داود حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت وكان رجلا به لمم فذكر حديث الظهار وتابع عازما على وصله شاذان ورواه موسى بن إسماعيل عن حماد مرسلا وهكذا رواه إسماعيل بن عياش وجماعة عن هشام عن أبيه مرسلا وروى البراز من طريق أبي حمزة الثمالي وفيه ضعف عن عكرمة عن بن عباس قال كان الرجل إذا قال لزوجته في الجاهلية أنت علي كظهر أمي حرمت عليه وكان أول من ظاهر في الاسلام رجل كان تحته بنت عم له يقال لها خويلة كذا أخرجه مبهما وقد رواه بن شاهين وابن منده من هذا الوجه بلفظ أول ظهار كان في الاسلام من أوس بن الصامت كانت تحته بنت عم له وأخرجه عبد الرزاق عن بن عيينة عن ثابت الثمالي عن عكرمة مرسلا فسماها خولة وسماه أويس بن الصامت بالتصغير وساق القصة مطولة وروى أبو داود من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فذكر الحديث وإسناده حسن وروى الدار قطني والطبراني في مسند الشاميين من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة قال بن منده تفرد بوصله سعيد بن بشير ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا وروى أبو داود من طريق عطاء بن أبي رباح عن أوس بن الصامت حديثا وقال بعده عطاء لم يدرك أوسا هو من أهل بدر قديم الموت وقال بن حبان مات في أيام عثمان وله خمس وثمانون سنة وقال غيره مات سنة أربع وثلاثين بالرملة وهو بن اثنتين وسبعين سنة (343) أوس بن عابد الانصاري قتل يوم خيبر شهيدا ذكره بن عبد البر
[ 304 ]
(344) أوس بن عبد الله بن حجر الاسلمي يكنى أبا تميم وربما ينسب إلى جده فقيل أوس بن حجر روى البغوي وابن السكن وابن منده من طريق فيض بن وثيق عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الاسلمي شيخ من أهل العرج قال أخبرني أبي مالك بن إياس بن مالك أن أباه إياسا أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه أوس بن عبد الله بن حجر الاسلمي مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وهما متوجهان إلى المدينة بدوحات بين الجحفة وهرشي وهما على جمل فحملهما على فحل إبله وبعث معهما غلاما يقال له مسعود فقال له اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطريق ولا تفارقهما فذكر الحديث ورواه الطبراني وفي سياقه أن أباه مالك بن أوس بن حجر أخبره أن أباه أوس بن عبد الله بن حجر قال مر بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ورواه أبو العباس السراج في تاريخه عن محمد بن عباد العكلي عن أخيه موسى عن عبد الله بن يسار عن إياس بن مالك بن أوس قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلا قال بن عبد البر مخرج حديثه عن ولده وهو حديث حسن قال وقد قيل إنه أبو أوس بن تميم بن حجر قلت قلبه بعض الرواة وقد أخرج الحاكم في الاكليل من طريق الواقدي حدثني بن أبي سبرة عن الحارث بن فضيل حدثني بن مسعود بن هنيدة عن أبيه عن جده مسعود قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين تريد يا مسعود قلت جئت لاسلم عليك وقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر قال بارك الله عليك وسيأتي طريق لخبره في ترجمة مالك بن أوس
[ 305 ]
قلت وأبوه ضبطه بن ماكولا بفتحتين وقيل بضم أوله واسكان ثانيه (345) أوس بن عتيك الانصاري تقدم في أنيس (346) أوس بن عمرو الانصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة (347) أوس بن عمرو بن عبد القاري نزيل مصر قال القضاعي في الخطط له صحبة قال وكان عراك بن مالك عصبة لورثة أوس (348) أوس بن عوف بن جابر بن سفيان بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف كذا نسبه بن حبان في الصحابة وقال كان في وفد ثقيف وزعم أبو نعيم أنه هو أوس بن حذيفة نسب إلى عوف أحد أجداده قلت وليس كذلك لاختلاف النسبين (349) أوس بن فائد وقيل بن فاتك وقيل بن الفاكه من بني عمرو بن عوف ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر وروى عبدان من طريق يحيى بن بكير أن أوس بن الفاتك من الصحابة قتل بخيبر (350) أوس بن قتادة الانصاري ذكره بن إسحاق أيضا فيمن استشهد بخيبر (351) أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن أوس الانصاري الاوسي والد عرابة شهد أحدا هو وابناه عرابة وعبد الله ويقال إن أوس بن قيظي كان منافقا وإنه الذي قال إن بيوتنا عورة
[ 306 ]
وروى أبو الشيخ في تفسيره من طريق بن إسحاق قال حدثني الثقة عن زيد بن أسلم قال مر شاس بن قيس وكان يهوديا عظيم الكفر على نفر من الاوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من تألفهم بعد العداوة فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل فتنازعوا وتشاجروا حتى وثب رجلان أوس بن قيظي من الاوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا واطاعوا فانزل الله في أوس وجبار ومن كان معهما * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد أيمانكم كافرين) * وفي سنن بن قيس * (يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن) * الآية والحديث طويل أنا اختصرته وإسناده مرسل وفيه راو مبهم أخرجه أبو عمر (352) أوس بن مالك الاشجعي له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم ذكره بن منده مختصرا (353) أوس بن مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار أبو السائب المازني شهد أحدا ذكره بن شاهين مختصرا وكذا ذكره الطبري (354) أوس بن مالك الانصاري تقدم في أوس بن ثابت (355) أوس بن مالك بن نمط الهمداني يأتي في نمط بن قيس (356) أوس بن معاذ ذكره بن إسحاق فيمن شهد بئر معونة وكذا ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب (357) أوس بن المعلى بن لوذان بن حارث بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج قال بن الكلبي له صحبة واستدركه بن الاثير (358) أوس بن معير أبو محذورة يأتي في الكنى
[ 307 ]
سماه خليفة والزبير بن بكار أوسا وسماه أحمد بن حنبل وابن معين وابن سعد وأبو خيثمة سمرة وقيل عن بن معين اسمه معير بن نفير كذا نقله بن شاهين وقال أبو عمر قد قيل إن أوس بن معير أخو أبي محذورة وفي ذلك نظر والاول يعني أنه اسم أبي محذورة أصح وأشهر ثم نقل عن بن الزبير أن اسم أبي محذورة أوس وأن له أخا اسمه أنيس قتل كافرا وبه جزم بن حزم وخطأ من خالفه وعن أبي اليقظان أن اسم أبي محذورة سمرة وأن أخاه اسمه أوس وقتل يوم بدر كافرا (359) أوس بن مغراء الانصاري ذكره وثيمة فيمن استشهد باليمامة (360) أوس بن المنذر الانصاري من بني عمرو بن مالك بن النجار ذكره بن إسحاق وأبو الاسود عن عروة فيمن استشهد بأحد (361) أوس بن يزيد بن أصرم ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد العقبة (362) أوس الانصاري أفرده الطبراني عمن تقدم وروى بسنده إلى أبي الزبير عن سعيد بن أوس الانصاري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا يا معشر المسلمين اغدوا إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل وفي آخره فهو يوم الجوائز ورواه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق سعيد بن عبد الجبار عن توبة أو أبي توبة عن سعيد بن أوس عن أبيه نحوه كذا أخرجه المعافى في الجليس من طريق سعيد بن عبد الجبار عن أبي توبة بغير شك (363) أوس الانصاري آخر له ذكر
[ 308 ]
روى الحاكم في الاكليل من طريق الواقدي عن بن أبي سبرة عن الحارث بن فضيل عن بن مسعود بن هنيدة عن أبيه مسعود فذكر الحديث في غزاة بني المصطلق وفي آخره وكان هاشم بن صبابة قد خرج في طلب العدو فرجع في ريح شديد وعجاج فتلقاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس فظن أن هاشما من المشركين فحمل عليه فقتله فعلم بعد أنه مسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج ديته فذكر الحديث مطولا (364) أوس الكلابي روى بن قانع من طريق يحيى بن راشد عن المعلى بن حاجب بن أوس الكلابي عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على ما بايعه الناس وقد ذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن أوس الكلابي يروي عن الضحاك بن سفيان وعنه ابنه حاجب فالله أعلم (365) أوس المرئي بالراء بعدها همزة من بني امرئ القيس له ذكر في حديث ابنته رواه عبدان حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثتنا جيدة بنت أبي العلانية محمد بن أعين حدثني أبي عن أم جميل بنت أوس المرئية قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي ذوائب لي قزعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم احلق عنها زي أهل الجاهلية وائتني بها فذهب بن أبي فحلقه عني وردني فدعا لي وبارك علي ومسح يده على رأسي وأورده بن قانع من هذا الوجه لكنه قال أوس المزني بالزاي والنون وهو تصحيف وذكر أبو علي في ذيل الاستيعاب أن اسمها جميلة (366) أوس مولى النبي صلى الله عليه وسلم جزم بن حبان بأنه اسم أبي كبشة وقال الطبراني أوس ويقال سليم وسيأتي في الكنى (367) أوس يقال هو اسم أبي زيد الانصاري الذي جمع القرآن قاله إسماعيل القاضي عن علي بن المديني وسيأتي في الكنى (368) أوفى بن عرفطة له صحبة قاله بن عبد البر قال واستشهد أبوه يوم الطائف
[ 309 ]
قلت وهو عرفطة بن حباب الازدي حليف بني أمية كما سيأتي (369) أوفى بن مولة التميمي العنبري ذكره البغوي وغيره في الصحابة وروى الطبراني وابن منده من طريق عبد الغفار بن منقذ بن حصين بن حجار بن أوفى بن مولة عن أبيه عن جده عن أوفى بن مولة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني الغميم وشرط على وإن بن السبيل أول ريان واقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة واقطع إياس بن قتادة الجابية وهي دون اليمامة وكنا أتيناه جميعا قال بن عبد البر ليس إسناد حديثه بالقوي (370) أويس بن الصامت تقدم في أوس باب الالف بعدها ياء (371) إياد أبو السمح مولى النبي صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته يأتي في الكنى (372) إياس بن أوس بن عتيك الانصاري الاشهلي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد بأحد وكذا ذكره بن إسحاق وأبو الاسود عن عروة وخالفهم بن الكلبي فزعم أنه استشهد بالخندق (373) إياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن الكنانة الليثي حليف بني عدي قال البخاري في صحيحه قال الليث حدثني الزهري عن محمد بن عبد الرحمن
[ 310 ]
بن ثوبان أن محمد بن إياس بن البكير حدثه وكان أبوه شهد بدرا ووصله في تاريخه وقال أبي إسحاق لا نعلم أربعة إخوة شهدوا بدرا غير إياس وإخوته عاقل وخالد وعامر وذكر أنهم هاجروا جميعا فنزلوا على رفاعة عبد المنذر وقال بن يونس شهد إياس فتح مصر وتوفي سنة أربع وثلاثين واستشهد أخوه عاقل يوم بدر وأخوه خالد يوم الرجيع وأخوه عامر باليمامة (374) إياس بن ثعلبة أبو أمامة البلوي حليف بني حارثة من الانصار ويأتي في الكنى (375) إياس بن رئاب هو بن هلال بن رئاب نسب إلى جده وسيأتي قريبا (376) إياس بن سلمة بن الاكوع ذكره بن عبد البر في الصحابة وقال مدح النبي صلى الله عليه وسلم بشعر وفيه نظر قلت إن كان هو الذي روى عنه أبو العميس فليست له صحبة لانه ولد في زمن عثمان وإن كان لسلمة بن يقال له إياس أيضا فهو محتمل وقد سبق بن عبد البر إلى ذلك المرزباني في معجمه لكن لم يصرح بان له صحبة بل قال في ترجمته هو القائل يمدح النبي صلى الله عليه وسلم سمح الخليقة ماجد وكلامه حق وفيه رحمة ونكال أولاد قيلة حوله في غابة كالاسد ترفأ حولها الاشبال
[ 311 ]
وكان وجه النظر من كونه لا يلزم من مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له صحبة (377) إياس بن سهل الجهني حليف الانصار ذكره بن منده قال أبو نعيم أظنه تابعيا روى بن منده من طريق موسى بن جبير سمعت من حدثني عن إياس الجهني أنه كان يقول قال معاذ يا نبي الله أي الايمان أفضل قال تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وروى مصعب بن المقدام عن محمد بن إبراهيم المدني عن أبي حازم أنه جلس إلى إياس بن سهل الانصاري في مسجد بني ساعدة فقال لي أقبل علي أبا حازم أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت الاسناد الاول منقطع وفي الثاني محمد بن إبراهيم وهو بن أبي حميد أحد الضعفاء (378) إياس بن شراحيل بن قيس بن يزيد بن امرئ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية الكندي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي وابن سعد والطبراني واستدركه بن معوز وحكاه الرشاطي (379) إياس بن عبد الاسد القاري حليف بني زهرة ذكره سعيد بن عفير فيمن شهد فتح مصر من الصحابة واختط بها دارا أخرجه بن منده (380) إياس بن عبد الله ويقال بن عبد الفهري أبو عبد الرحمن مشهور بكنيته يأتي في الكنى (381) إياس بن عبد الله الفهري (382) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي من أهل مكة قال بن حبان
[ 312 ]
يقال إن له صحبة ثم أعاده في التابعين وقال لا يصح عندي أن له صحبة روى أبو داود والنسائي وغيرهما حديثا بإسناد صحيح لكن قال بن السكن لم يذكر سماعا وقال البخاري لا نعرف له صحبة (383) إياس بن عبد أبو عوف المزني قال البخاري وابن حبان له صحبة روى له أصحاب السنن وأحمد حديثا في بيع الماء قال البغوي وابن السكن لم يرو غيره ويقال كنيته أبو الفرات نزل الكوفة قال البغوي حدثنا علي بن سلمة حدثنا بن عيينة قال سألت عنه بالكوفة فأخبرت أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وروى أيضا من طريق بن عيينة قال سألت عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني قلت تعرف إياس بن عبد المزني فقال هو جدي أبو أمي وروى أيضا من طريق عمرو بن دينار عن أبي المنهال وهو عبد الرحمن بن مطعم قال سمعت إياس بن عبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا موقوفا (384) إياس بن عبس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الذيل بن صباح العبدي الصباحي ذكره الرشاطي عن أبي عمرو الشيباني أنه ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الاشج هو وأخوه القائف وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة القائف إن شاء الله تعالى (385) إياس بن عدي الانصاري من بني عمرو بن مالك بن النجار استشهد يوم أحد قاله بن عبد البر وقال لم يذكره بن إسحاق قلت قد ذكره بن هشام من زياداته
[ 313 ]
(386) إياس بن قتادة التميمي العنبري تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة وهم فيه بعضهم فصحفه فقال العنبري بالزاي وفي بني تميم آخر يقال له إياس بن قتادة لكنه مجاشعي لا صحبة له ذكر المبرد في الكامل أن الاحنف دفعه إلى الازد رهينة من أجل الديات التي تحمل بها في الفتنة الواقعة بين الازد وتميم بعد عبيد الله بن زياد سنة بضع وستين (387) إياس بن معاذ الانصاري الاشهلي قال بن السكن وابن حبان له صحبة وذكره البخاري في تاريخه الاوسط فيمن مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الاولين والانصار وترجم له في التاريخ الكبير وقال مصعب الزبيري قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة فرجع ومات قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر قومه أنه مات مسلما وقال بن إسحاق في المغازي حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الاشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له قالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد ادعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم ذكر لهم الاسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ يا قوم هذا والله خير مما جئتم به فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء فضرب وجهه بها وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا فسكت وقام وانصرفوا فكانت وقعة بعاث بين الاوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضره من قومه أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله
[ 314 ]
ويكبره ويحمده ويسبحه فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما رواه جماعة عن بن إسحاق هكذا وهو من صحيح حديثه لكن رواه زياد البكائي عن بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بدل الحصين والاول أرجح اشار إلى ذلك البخاري في تاريخه (388) إياس بن هلال بن رئاب بن عبد الله المزني أبو قرة له ولولده صحبة قاله بن قتيبة وروى النسائي وابن ماجة وابن أبي خيثمة وابن السكن والباوردي وغيرهم من طريق يوسف بن المبارك عن عبد الله بن إدريس عن خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة ابنه فضرب عنقه وخمس ماله إسناده حسن وهكذا رواه عبد الله بن الوضاح وأحمد بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن إدريس وقال بن السكن هو معروف بيوسف لم يروه من الثقات غيره قلت قد رواه إسحاق بن راهويه عن عبد الله بن إدريس فلم يذكر قرة في إسناده وقال بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين هذا حديث صحيح كأن بن إدريس اسنده لقوم وأرسله لآخرين وروى بن قانع والباوردي وابن عدي في الكامل من طريق فرات بن أبي الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه أنه ذهب مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه محلول الازار فأدخل يده فوضعها في الخاتم (389) إياس بن ودقة الانصاري من بني سالم بن عوف بن الخزرج ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة قال أبو موسى المديني رأيته في نسخة بالفاء والصواب بالقاف والدال مفتوحة بالاتفاق مختلف في اعجامها واهمالها (390) أيسر لقب أبي ليلى الانصاري والد عبد الرحمن واسم أبي ليلى داود بن بلال كذا سماه ونسبه حفيده محمد بن عمران بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسيأتي ذكر أبي ليلى في الكنى إن شاء الله تعالى
[ 315 ]
(391) أيفع بن عبد كلال الحميري قال أبو الفتح الازدي له صحبة قال وروى أيفع عن عبد الله بن عمر فإن صح فهو آخر قلت الراوي عن بن عمر آخر بلا شك لكن لهم ثالث وهو أيفع بن عبد الكلاعي حمصي روى عن راشد بن سعد وغيره وأرسل أحاديث وسيأتي في القسم الاخير (392) إيماء بن رخصة بن خربة بن خفاف بن حارثة بن غفار قديم الاسلام قال بن المديني له صحبة قال وقد روى حنظلة الاسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت وقال بعضهم عن إيماء بن رحضة وروى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذر من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر وفيها جئنا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يأمهم إيماء بن رحضة الغفاري ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدم على إسلام أبيه والله أعلم وذكر الزبير بن بكار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين فيكون إسلامه بعد ذلك وذكر بن سعد أنه أسلم قريبا من الحديبية وهذا يعارض رواية مسلم وقال بن سعد كان سكن غيقة من ناحية السقيا ويأوى إلى المدينة وسيأتي ذكر ابنه خفاف في موضعه والقصة المذكورة عن حكيم بن حزام فيها قال فخرج عتبة بن ربيعة مبادرا وخرجت معه لئلا يفوتني من الخير شئ وعتبة يبكي على إيماء بن رحضة الغفاري وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر وفيها أن أبا جهل لما كلمه عتبة بن
[ 316 ]
ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك وسل سيفه فضرب به متن فرسه فقال إيماء بن رحضة ليس القاتل هذا (393) أيمن بن خزيم بن الاخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة الاسدي قال المبرد في الكامل له صحبة وأنشد له شعرا قاله في قتل عثمان يقول فيه إن الذين تولوا قتله سفها لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا وقال المرزباني قيل له صحبة وقال بن عبد البر أسلم يوم الفتح وهو غلام يفعة وقال بن السكن يقال له صحبة وأخرج له الترمذي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم واستغربه وقال لا نعرف لايمن سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقف بن عبد البر على هذا الحديث فقال قال الدار قطني روى أيمن عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما أنا فما وجدت له رواية الا عن أبيه وعمه قال الصولي كان أيمن يسمى خليل الخلفاء لاعجابهم به وبحديثه لفصاحته وعلمه وكان به وضح يغيره بزعفران فكان عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر يواكله ويحتمل له ما به من الوضح لاعجابه به وقال بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال مروان بن الحكم لايمن بن خريم يوم المرج الا تخرج تقاتل معنا فقال إن أبي وعمي شهدا بدرا وعهدا إلي الا أقاتل مسلما الحديث كذا فيه شهدا بدرا وهو خطأ كما سنبينه في ترجمة خريم إن شاء الله تعالى (394) أيمن بن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي ا لجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج كذا نسبه بن سعد وابن منده
[ 317 ]
وأما أبو عمر فقال أيمن بن عبيد الحبشي وهو أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لامه وكانت أم أيمن تزوجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو المذكور وكان قدم مكة وأقام بها ثم نقل أم أيمن إلى يثرب فولدت له أيمن ثم مات عنها فرجعت إلى مكة فتزوجها زيد بن حارثة قاله البلاذري عن حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن الشعبي وقع ذكره في صحيح البخاري وسيأتي ذلك في ترجمة ابنه الحجاج بن أيمن في قسم من له رؤية ويقال إنه الذي روى عنه عطاء ومجاهد حديث القطع في السرقة وقد أوضحت صحة ذلك بشواهده في مختصر التهذيب وقال إبراهيم الحربي حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن وهب أخبرني عمرو أن سليمان بن زياد حدثه أن عبد الله بن الحارث حدثه أن أيمن وفتية معه تعروا واجتلدوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا وأم أيمن تقول يا رسول الله استغفر لهم فيأبى ما استغفر لهم ورواه الطبراني أيضا وقد فرق بن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي وبين أيمن بن أم أيمن وهو الصواب (395) أيمن أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب كما تقدم في أبرهة (396) أيوب بن مكرز قال بن شاهين حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يزيد قال وممن عد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيوب بن مكرز وذكره أبو جعفر الطبري أيضا في الصحابة أما أيوب بن عبد الله بن مكرز بن حفص بن الاحنف القرشي العامري فهو تابعي له رواية عن بن مسعود وغيره وولي غزو الروم في أيام معاوية وكان صاحب الترجمة عمه
[ 318 ]
القسم الثاني من حرف الالف في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الالف (397) آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ذكر بن حزم وغيره أنه الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه وأول دم اضعه دم بن ربيعة بن الحارث وسماه الزبير بن بكار أيضا وقد قال البلاذري كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الديل فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم ونزله بنو سعد بن ليث فأغار عليهم وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم فقتل فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح ويقال هو تصحيف قال الدار قطني في كتاب الاخوة وإنما هو دم بن ربيعة كذا قال وفيه نظر وقيل اسمه إياس ذكره أبو سعد النيسابوري وقيل غير ذلك وسيأتي في المبهمات إن شاء الله تعالى باب الهمزة بعدها الباء (398) إبراهيم بن سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أمة مارية القبطية ولدته في ذي الحجة سنة ثمان قال مصعب الزبيري ومات سنة عشر جزم به الواقدي وقال يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الاول وقالت عائشة عاش ثمانية عشر شهرا وقال محمد بن المؤمل بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام وأخرج بن منده من طريق بن لهيعة عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب كلاهما عن بن شهاب عن أنس لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم
[ 319 ]
حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا ابا إبراهيم هذا حديث غريب من حديث الزهري وقال أحمد في مسنده حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن عائشة قالت لقد توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه إسناده حسن ورواه البزار وأبو يعلى وصححه بن حزم لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه حديث منكر وقال الخطابي حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلى عليه قال ولكن هي أولي وقال بن عبد البر حديث عائشة لا يصح ثم قال وقد يحتمل أن يكون معناه لم يصل عليه في جماعة أو أمر اصحابة فصلوا عليه ولم يحضرهم وروى بن ماجة من حديث بن عباس قال لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن له مرضعا في جنة فلو عاش لكان صديقا نبيا ولو عاش لاعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي وفي سنده أبو شيبة الواسطي إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف وأخرجه بن منده من هذا الوجه ووقع لنا من طريقه بعلو وقال غريب وروى بن سعد وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان وهو ضعيف عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا وروى البزار من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد مثله وفيه عبد الرحمن بن مالك بن معقل وهو ضعيف وروى أحمد من طريق جابر الجعفي أحد الضعفاء عن الشعبي عن البراء قال
[ 320 ]
قد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم ومات وهو بن ستة عشر شهرا ورواه بن أبي شيبة في مصنفه فلم يذكر البراء وكذا عبد الرزاق وروى البيهقي في لدلائل من طريق سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم حين مات قال النووي الذي ذهب إليه الجمهور أنه صلى عليه وكبر عليه أربع تكبيرات وفي صحيح البخاري أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشك وأخرج بن منده من طريق أبي عامر الاسدي عن سفيان عن السدي عن أنس قال توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ستة عشر شهرا فقال ادفنوه بالبقيع فإن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة وقال غريب لا نعرفه من حديث الثوري الا من هذا الوجه قلت أخرج البخاري من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد قلت لعبد الله بن أبي أوفى رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم أكبر قال مات صغيرا ولو قضى أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت بن أبي أوفى يقول لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم وروى إسماعيل السدي عن أنس كان إبراهيم قد ملا المهد ولو بقي لكان نبيا لكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الانبياء وأخرج بن منده أيضا من طريق إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد قلت لابن أبي أوفى هل رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم كان أشبه الناس به مات وهو صغير وقد استنكر بن عبد البر حديث أنس فقال بعد إيراده في التمهيد لا أدري ما هذا فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي ولو لم يلد النبي الا نبيا لكان كل أحد نبيا لانهم من ولد نوح ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى وقال النووي في ترجمة إبراهيم من تهذيبه وأما ما روي عن بعض المتقدمين لو
[ 321 ]
عاش إبراهيم لكان نبيا فباطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم انتهى وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره وجوابه أن القضية الشرطية لا نستلزم الوقوع ولا نظن بالصحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه والله أعلم قال ثابت البناني قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم الحديث أخرجه البخاري ومسلم وفيه قصة موته وأنه دخل عليه وهو يجود بنفسه فجعلت عيناه تذرفان وفيه إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولمسلم من طريق عمرو بن سعيد عن أنس ما رأيت أحدا ارحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيأخذه ويقبله فذكر قصة موته وكانت وفاة إبراهيم في ربيع الاول وقيل في رمضان وقيل في ذي الحجة وهذا الثالث باطل على القول بأنه مات سنة عشر لان النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجة الوداع الا إن كان مات في آخر ذي الحجة وقد حكى البيهقي قولا بأنه عاش سبعين يوما فقط فعلى هذا يكون مات سنة ثمان والله أعلم (399) إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ذكر علي بن الحسين بن الجنيد الرازي في تاريخه وهو جزء لطيف أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم بناته الاربع ثم ولدت من بعد البنات القاسم والطاهر وإبراهيم والطيب فذهبت الغلمة وهم مرضوعون ولم يذكر مارية القبطية وقال في قصتها ولدت إبراهيم ومات صغيرا وهذا لم يره لغيره ولم يذكر
[ 322 ]
مارية وما له منها ولم يكن ما ذكره غلطا محضا بل يكون انتقل ذهنه فظن أن الاولاد كلهم من خديجة وغفل عن مارية (400) إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر التميمي تقدم ذكره في القسم الاول (401) إبراهيم بن الحارث بن هشام يأتي ذكره في عبد الرحمن بن الحارث (402) إبراهيم بن خلاد بن سويد الانصاري قال بن منده أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وجاء عنه حديث مرسل روى الباوردي من طريق إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد كن عجاجا ثجاجا ورواه أبوتميلة عن بن إسحاق فقال عن إبراهيم بن خلاد عن أبيه قلت ولا يصح أيضا سماعه من أبيه وقد رواه الثوري وموسى بن عقبة عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب عن خلاد بن السائب عن خلاد بن سويد عن زيد بن خالد الجهني وهو المحفوظ وتعقب الدمياطي قول بن منده بان قال الصواب في نسب إبراهيم هذا أنه إبراهيم بن خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الانصاري قال وأبوه خلاد بن السائب ذكره بن سعد في الطبقة الثانية من التابعين فكيف يمكن أن يكون ولده ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قلت وفي هذا التعقيب نظر فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة أخا السائب بن خلاد الصحابي الآتي ذكره وهو جد إبراهيم الذي ذكره الدمياطي فيكون صاحب الترجمة عم أبيه والله أعلم (403) إبراهيم بن صالح هو أبوبن نعيم يأتي
[ 323 ]
(404) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني قال الواقدي وغيره ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قال البخاري في الاوسط روى يونس عن بن شهاب قال أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال استسقى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم استسقى بنا قال ولا يصح لان أمة أم كلثوم زوجها أخوها الوليد أيام الفتح وقال يعقوب بن شيبة كان يعد في الطبقة الاولى من التابعين ولا نعلم أحدا من من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعا غيره وقال بن أبي شيبة حدثنا بن علية عن إسماعيل بن أمية عن سعد بن إبراهيم عن أبيه هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال إني لاذكره مسك شاة أمرت بها أمي فذبحت حين ضرب عمر أبا بكر فجعل مسكها على ظهره من شدة الضرب ووقع عند أبي نعيم ما يقتضى أنه ولد قبل الهجرة فعلى هذا يكون من أهل القسم الاول لكنه لا يصح والصواب فبل موت النبي صلى الله عليه وسلم وذكره مسلم في الطبقة الاولى من تابعي المدينة مات سنة خمس أو ست وسبعين من الهجرة (405) إبراهيم بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف قتل والده عبيدة يوم بدر شهيدا وهو من السابقين الاولين إلى الاسلام وابنه هذا ذكره البلاذري وغيره من النسابين في أولاده قالوا ولم يعقب عبيدة (406) إبراهيم بن أبي موسى الاشعري ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه جاء ذلك في الصحيح من طريق يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال ولد لي غلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلى وكان أكبر ولد أبي موسى قال بن حبان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وذكره في الصحابة للمعنى المتقدم ثم ذكره في التابعين
[ 324 ]
(407) إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي يأتي نسبه في ترجمة أبيه ويأتي سند حديث هناك أن نعيما كان يسمى نعيما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم صالحا قال الزبير بن بكار ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد أن أسامة طلق امرأة له وهو شاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم وقال الزبير زوج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته قلت وعند البلاذري أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي وذكره البخاري في تارخه وقال قتل يوم الحرة وابن حبان في ثقات التابعين وروى البخاري في تاريخه من طريق مجاهد قال قلت له العلوج فقال لي إبراهيم بن نعيم تب إلى الله فإن العلج كافر وجاء له ذكر في حديث فيه وهم أخرجه بن منده من طريق أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عطاء عن جابر أن عبدا كان لابراهيم بن النحام فدبره ثم أحتاج إلى ثمنه فباعه النبي صلى الله عليه وسلم بثمانمائة درهم وقال بن منده روى من غير وجه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم باع عبدا لابن النحام يعني ليس فيه إبراهيم وتعقبه أبو نعيم بان بن منده صحف فيه قال وإنما كان فيه أن عبدا كان لابن نعيم فجعله لابراهيم قلت هذا لا يستقيم لانه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة وإنما الذي رواه الاثبات عن عطاء قالوا نعيم بن النحام وكذا رواه بن المنكدر وأبو الزبير وغيرهم عن جابر فبعضهم لا يسميه وأما إبراهيم فلا يصح له ذكر في هذا الحديث وقال مصعب الزبيري كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحام بنت لعبيد الله بن عمر بن الخطاب فماتت فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله وأخرج إليه ابنتيه أم عاصم وحفصة وقال له اختر فاختار حفصة فزوجها له فقيل له تركت أم عاصم وهي اجملهما فقال رأيت جارية رائعة وبلغني أن آل مروان ذكروها فقلت
[ 325 ]
لعلهم أن يصيبوا من دنياهم فتزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت عمر بن عبد العزيز ثم ماتت أم عاصم عن عبد العزيز وقتل إبراهيم يوم الحرة فتزوج عبد العزيز أختها حفصة ورأيت له ذكرا فيمن شهد على عبد الله بن عمر بوقف أرضه باب الهمزة بعدها حاء مهملة (408) أحمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي قال الواقدي ولدت أسماء لجعفر عبد الله وعونا ومحمدا وأحمد حكاه أبو القاسم بن منده واستدركه بن فتحون (409) أحمر بن سليم ويقال سليم بن أحمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو موسى باب الهمزة بعدها زاي (410) أزهر بن مكمل بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري قال الزبير بن بكار في ترجمة بني زهرة ومن ولد الحارث بن زهرة أزهر بن مكمل فذكره ثم قال كان ناس يقولون أنه يلي الخلافة ثم ساق بسند له عن حفص وعبد العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف أنهما تنازعا في شئ فأمر عبد الملك بن مروان يحملهما إليه فقدما فتأخر حفص عن أخيه فقال له عبد الملك بن مروان ما حبسك قال مررت على أزهر بن مكمل وهو في الموت فأقمت عنده حتى مات فدفنته وكان عبد الملك متكئا فجلس وقال احقا تقول قال نعم قال وإن ما يقول أهل الكتاب لباطل يشير إلى ما كانوا يقولون إنه سيلي الخلافة قلت وأزهر هذا غير أزهر والد عبد الرحمن بن أزهر الذي تقدم وسياق نسبهما يوضح تغايرهما ولم أر لمكمل في الصحابة ذكرا فكأنه مات على الشرك وخلف هذا صغيرا في العهد النبوي والعلم عند الله تعالى باب الهمزة بعدها السين (411) أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي بن قصي الاسدي ذكر الزبير بن بكار أن عليا قتل أباه بأحد وأن ولده عبيد الله بن أسامة قتل مع بن
[ 326 ]
الزبير فيكون أسامة من هذا القسم أن لم يكن له صحبة وقد وقع في حديث بن عباس في البخاري في قصة مع بن الزبير فآثر التويتات والاسامات والحميدات أبطن من بني أسد فكان عبيد الله بن أسامة ممن دخل في ذلك (412) إسحاق بن سعد بن عبادة الخزرجي أخو قيس ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله رواية عند أبي داود من طريق إسحاق بن سعد بن أبيه (413) إسحاق بن سعد بن أبي وقاص أكبر أولاد سعد وبه كان يكنى ولد له في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومات صغيرا قال الزبير في الانساب فولد سعد إسحاق الاكبر وبه كان يكنى (414) أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الانصاري أبو إمامة مشهور بكنيته ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه باسم جده لامه أبي أمامة أسعد بن زرارة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ارسلها وروى عن جماعة من الصحابة كعمر وعثمان وزيد بن ثابت وأبيه وعمه عثمان وغيرهم وأنكر أبو زرعة سماعه من عمر وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه وكذا قال البغوي وابن السكن وابن حبان وغيرهم وقال بن أبي داود صحب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وأنكر ذلك عليه وابن منده وقال قول البخاري أصح وقال الباوردي مختلف في صحبته الا أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحمد بن صالح أخبرنا عنبسة عن يونس عن بن شهاب حدثني أبو أمامة بن سهل وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسماه حنكة
[ 327 ]
وقال الطبراني له رؤية وقال خليفة وغيره مات سنة مائة وقال بن الكلبي تراضى الناس أن يصلي بهم وعثمان محصور (415) أسير بن عمرو يأتي في ترجمة القسم الآتي الهمزة بعدها الياء (416) إياس بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي له إدراك لم أر لابيه ذكرا يقتضي صحبته فكأنه مات قبل أن يسلم أهل مكة في الفتح فيكون من أهل هذا القسم ولا ياس هذا ولد اسمه محمد له ذكر في ترجمة قيس بن عمرو بن المؤمل يأتي وسيأتي ذكر أخيه الحارث وأن له صحبة (417) أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان الانصاري كذا نسبه المزي في التهذيب وكناه أبا سليمان وقال أبو عبيدة الآجري عن أبي داود أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال من الانصار وكذا نسب العدوي عن بن القداح أباه وقال شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه وأما بشير بن سعد والد النعمان فاسم جده ثعلبة أورده بن شاهين في الصحابة وروى بسنده عن الزهري عن أيوب بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح وهذا مرسل لا يقتضى له صحبة وقد جزم بأنه تابعي البخاري وابن حبان وغير واحد ووثقه أبو داود وقال المزي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه ثم
[ 328 ]
نقل عن بن سعد قال كان ثقة ليس بكثير الحديث شهد الحرة وجرح بها جراحات ثم مات بعد ذلك بسنتين وهو بن خمس وسبعين سنة قلت فعلى هذا يكون أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة وما أظن هذا المقدار في سنة الا غلطا وكذا غلط بن حبان في تاريخ وفاته لما ذكره في ثقات التابعين مات سنة مائة وثلاث عشرة فالتبس عليه بأيوب بن بشير بالضم فإنه هو الذي مات في تلك السنة والمعتمد في تاريخ وفاته قول بن سعد وفي سند بن شاهين المذكور من يضعف وهذا الحديث أخرجه الامام عبد الله بن أحمد في زياداته والطبراني في الكبير من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن أيوب بن بشير بن حزام فهذا أولى مع أنه معلول لانه اختلف فيه على أيوب بن بشير فرواه سعيد بن عبد الرحمن الاعشى عن أيوب بن بشير عن أبي سعيد الخدري أخرجه بهذه الترجمة البخاري في الادب المفرد وأبو داود والترمذي من طريق سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن عبد الرحمن وله حديث آخر مرسل أخرجه الذهلي في الزهريات عن أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أيوب عن بشير بن النعمان بن أكال الانصاري أحد بني معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج على الناس فاعهد إليهم الحديث وقد أخرجه الطبراني في الاوسط من وجه آخر عن بن إسحاق فوقع له تصحيف شنيع نبه عليه بن عساكر ولفظه عن أيوب بن بشير سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قال بن عساكر كان فيه عن أيوب بن بشير بن النعمان أحد بني معاوية فظن قوله أحد بني معاوية حدثني معاوية ثم غير حدثني بسمعت وزاد نسبه لابي سفيان وأخرجه الترمذي من طريق الدار وردي عن سهيل فلم يذكر أيوب بن بشير في سنده وقد أخرجه غيره عن الداوردي فذكر فيه أيوب وقيل عن أيوب بن بشير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة
[ 329 ]
وعلى هذا الاخير اقتصر بن أبي حاتم في التعريف به فقال في ترجمة روى عن عباد بن عبد الله بن الزبير والزهري وذكره في الصحابة أيضا عبدان بن محمد المروزي حكاه أبو موسى في الذيل عنه وساق من طريقه من رواية الحكم بن عبد الله بن سعد عن محمد يحيى بن حبان أن أيوب بن بشير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد اجمعت أن اجعل لك ثلث صلاتي دعاء لك الحديث قال أبو موسى الظاهر أن هذا صحابي غير شيخ الزهري قال إن هذا الكلام قد روى لغيره أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أحمد وغيره من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي لك الحديث قلت وهو معروف لابي بن كعب لكنه لا يمنع أن يفسره بايوب إن كان محفوظا القسم الثالث من حرف الالف الهمزة بعدها باء (418) ابا يوه الفارسي يأتي خبره في جد جميرة (419) الآباء بوزن الفعال بن قيس الاسدي شاعر مخضرم ذكره المرزباني في معجمه وقال كان في الردة وله يمدح خالد بن الوليد لن يهزم الله قوما أنت قائدهم يا بن الوليد ولن يشقى بك الدبر كفاك كف عذاب عند سطوتها على العدو وكف مرة غفر وهكذا ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد من كتاب النسب (420) أبير بموحدة مصغرا بن يزيد بن عبد الله بن صرمة بن وائلة بن عمرو بن عبد الله التميمي تيم الرباب له إدراك وهو والد عصمة بن ابير الذي أجار عتبة بن أبي سفيان يوم الجمل ذكره بن الكلبي
[ 330 ]
(421) أبيض بن هنى تقدم في الاول (422) ابي بن أشيم النهشلي سيد بني جرول يأتي خبره في ترجمة الاشهب بن رميلة (423) أبي بن عمارة بن مالك بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي قال هشام بن الكلبي في الجمهرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وعاش حتى أدركه أبي وتبعه بن حزم في الجمهرة وحكى بن الكلبي عنه عن أبيه عمارة أنه أدرك خالد بن سنان العبسي وقد ذكرت ذلك في ترجمه أبي بن عمارة فيحتمل أن يكونا واحدا (424) أبي بن قيس النخعي أخو علقمة هاجر مع أخيه زمن عمر فله إدراك وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين الهمزة نعدها جيم (425) الاجدع بن مالك بن أمية الهمداني الوادعي ذكر بن ماكولا أنه مخضرم وذكر أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي أنه شاعر جاهلي إسلامي وفد على عمر بن الخطاب وكان من الفرسان المذكورين وهو والد مسروق بن الاجدع فسماه عمر عبد الرحمن قال بن الكلبي جده أمية هو بن عبد الله بن جزء بن سلامان بن يعمر بن الحارث بن سعد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن قانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان كان شاعرا وقد رأس وفد على عمر وهلك في أيامه رحمه الله (426) الاجلح بن وقاص له إدراك قال أبو عبيدة قدم عمرو بن معد يكرب والاجلح بن وقاص على عمر فأتياه وبين يديه مال يوزن فلما فرغ نحاه ثم أقبل عليهما فقال هيه فقال عمرو يا أمير المؤمنين هذا الاجلح شديد المرة بعيد الغرة وشيك الكرة والله ما رأيت مثله فقال عمر للاجلح
[ 331 ]
والغضب يعرف في وجه هيه فقال الناس صالحون كثير نسلهم دارة أرزاقهم خصب نباتهم اجرياء على عدوهم صالحون بصلاح إمامهم قال ما منعك أن تقول في صاحبك مثل ما قال فيك قال ما رأيت في وجهك من الغضب قال أصبت وقد تركتك لبيتك وتركته لك (427) الاجم بن قيس بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي له إدراك قال بن الكلبي شهد هو وأخواه زهير ومرثد القادسية الهمزة بعدها حاء (428) أحزاب بن أسيد أبورهم السمعي بفحتين ويقال له الظهري واختلف في أبيه فقيل بالفتح وقيل بالضم قال بن يونس أدرك الجاهلة وعداده في التابعين وكذا ذكره في التابعين البخاري وابن حبان وقال أبو حاتم ليست له صحبة وذكر بن أبي خيثمة وابن سعد أبا رهم السماعي في الصحابة فيمن نزل الشام منهم ولم يسمياه وروى بن منده من طريق بقية عن معاوية بن سعيد التجيبي عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم السمعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ بغير حق تابعه معاوية بن يحيى الطرابلسي عن معاوية بن سعد فإن كان أبورهم هذا هو أحزاب فلا دليل على صحبته بهذا الخبر لاحتمال أن يكون أرسله وإن كان غيره فيحتمل (429) الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن
[ 332 ]
مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر التميمي السعدي أمه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية واسمه الضحاك على المشهور وقيل صخر وهو قول سليمان بن أبي شيخ رواه بن السكن وكذا قال خليفة في رواية يعقوب بن أبي شيبة والفلاس وقيل الحارث وقيل حصن حكاهما المرزباني وجزم بن حبان في الثقات بالحارث ولقبه الاحنف وهو مشهور به أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع به وقيل إنه دعا له قال بن أبي عاصم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الاحنف بن قيس قال بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال الا أبشرك قلت بلى قال أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك فجعلت اعرض عليهم الاسلام وادعوهم إليه فقلت أنت انك لتدعونا إلى خير وتأمر به وإنه ليدعو إلى الخير فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر للاحنف فكان الاحنف يقول فما شئ من عملي أرجى عندي من ذلك يعني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به علي بن زيد وفيه ضعف وأخرج أحمد في كتاب الزهد من طريق خير بن حبيب أن رجلين بلغا الاحنف بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فسجد وكان يضرب بحلمه المثل وقال له عمر الاحنف سيد أهل البصرة وفي الزهد لاحمد عن الحسن عن الاحنف لست بحليم ولكني اتحلم وروى بن السكن من طريق النضر بن شميل عن الخليل بن أحمد قال قال رجل للاحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور قال بتركي مالا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك وذكر الحاكم أنه افتتح مرو الروذ
[ 333 ]
وذكره بن سعد في الطبقة الاولى من تابعي أهل البصرة وقال كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان ممن اعتزل وقعة الجمل ثم شهد صفين روى عن عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم وروى عنه أبو العلاء بن الشخير والحسن البصري وطلق بن حبيب وغيرهم وله قصص يطول ذكرها مع عمر ثم عثمان ثم مع على ثم مع معاوية ثم مع من بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين ومشى مصعب في جنازته وقال مصعب يوم موته ذهب اليوم الحزم والراي الهمزة بعدها الدال الوراء (430) أديم بالتصغير التغلبي ويقال هديم يأتي في الهاء وهو الذي استفتاه الصبي بن معبد عن القران بين الحج والعمرة وقع ذلك في كتاب السنن لابي داود (431) أدهم بن محرز الباهلي أبو مالك ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وأنه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثغامة (432) أربد بن عبد الله البجلي أدرك الجاهلية وحكمة عمر في قضية قال عبد الرزاق عن بن عيينة عن المخارق بن عبد الله سمعت طارق بن شهاب يقول خرجنا حجاجا فاوطأ رجل منا يقال له أربد بن عبد الله ضبا فأتينا عمر نسأله فقال له عمر احكم فيه قال أنت خير مني وأعلم قال أنا أمرتك أن تحكم قال قلت
[ 334 ]
فيه جدي قال قد جمع الماء والشجر قال ففيه ذلك إسناده صحيح ورواه الاعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق ولم يسم الرجل (433) أرطاة بن سهية وسهية أمه وهي بمهملة وتصغير وهو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن سواد بن ضمرة الغطفاني المزني الشاعر المشهور أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان قال هشام بن الكلبي أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال دخل أرطاة بن سهية المزني على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة فذكر قصة فعلى هذا يكون مولدة قبل البعث بنحو من أربعين سنة وقال المرزباني في معجمه أرطاة بن سهية يكنى أبا الوليد وكان في صدر الاسلام أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا فانشد عبد الملك رأيت المرء تأكله الليالي كأكل الارض ساقطة الحديد وما تبغي المنية حين تأتي على نفس بن آدم من مزيد وأعلم أنها ستكر حتى توفي نذرها بأبي الوليد فارتاع عبد الملك وظن أنه أراده فقال يا أمير المؤمنين إنما عنيت نفسي فسكت ويقال إن أرطاة عمر فكان شبيب بن البرصاء يعيره ويقول إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمي فمات شبيب قبل أرطاة ثم عمي أرطاة فكان يقول ليته عاش حتى رآني أعمى وقال أبو الفرج الاصبهاني كانت سهية أمة لضرار بن الازور ثم صارت إلى زفر فجاءت بأرطاة على فراشه فادعاه فراش ضرار في الجاهلية فأعطاه له زفر ثم انتزعه قومه منه فغلبت عليه النسبة إلى أمة وقال المرزباني كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة لابن سهية أم أرطاة وكانت اخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر فولدت أرطاة على فراش زفر فلما مات زفر وشب أرطاة جاء ضرار بن الازور إلى الحارث فقال يا حار أطلق لي بني من زفر كبعض من تطلق من أسري مضر
[ 335 ]
أعرفه مني كعرفان القمر إن أباه شيخ سوء أن كفر فدفعه الحارث لضرار فاردفه فلحقه فبلغ أقرم بن عقفان عم أبي زفر فقال لضرار ألقه وإلا انتضيتكما بالسيف فألقاه فما صار أرطاة يعرف الا أرطاة بن سهية (434) أرطاة بن كعب بن قيس بن حبيب بن عامر بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاوي يلقب البكاء ذكره المرزباني وقال مخضرم يقول وبدارة السلم التي سوقها دمن تظل حمامها يبكينا ما كنت أول من تفرق شمله ورأى الغداة من الفراق يقينا (435) أرطبان المزني مولاهم جد عبد الله بن عون مخضرم له إدراك أسلم في عهد عمر روى الخطيب من طريق أزهر بن سعد عن بن عون عن أبيه عن جده قال أتيت عمر بصدقة مالي فقال بارك الله لك في مالك قلت وفي أهلي قال وفي أهلك انتهى ولا يكون في زمن عمر من له أهل الا من يكون له إدراك وقال أبو خليفة حدثنا الوليد بن هشام حدثنا أبي عن عون عن أبيه عن أرطبان جده قال كنت شماسا في بيعة غسان فوقعت في السهم لعبد الله بن درة المزني (436) الارقم بن أبي الارقم الكلاعي أدرك الجاهلية وسمع من حمام بن معد يكرب الكلاعي أحد فرسان الجاهلية قصة حدث بها في الاسلام ذكر أبو بكر بن دريد عن السكن بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن خالد بن عمران البجلي عن بن الكلبي عن أبي الهيثم الرحبي رجل من حمير قال حدثني شيخان ممن أدرك حمام بن معد يكرب وسمع حديثه من قلق فيه ذؤيب بن مرار والارقم بن أبي الارقم فذكر قصة طويلة
[ 336 ]
(437) اركون الرومي أدرك الجاهلية وأسلم على يدي خالد في عهد أبي بكر ذكره بن عساكر في ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن اركون (438) أرمى ويقال أرهى ويقال أريحا بن أصحمة بن ابحر ولد النجاشي قال أبو موسى ذكر الامام أبو القاسم إسماعيل يعني شيخه التيمي في المغازي أنه في السنة السابعة كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وبعث إليهم الرسل فذكر القصة قال وبعث إلى النجاشي عمرو بن أمية قال فكتب إليه النجاشي الجواب بالايمان وفي كتابه إني بعثت إليك ابني ارمي بن أصحمة فإني لا املك الا نفسي وإن شئت يا رسول الله أتيتك قال فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة في سفينة في البحر فغرقوا كلهم هكذا ذكرها أبو موسى عن شيخه بلا إسناد وقد ذكرها بن إسحاق في المغازي مطولة وذكرها من طريق الطبري في تاريخه والثعلبي في تفسيره وذكرها البيهقي في الدلائل من طريق بن إسحاق لكن سماه اريحا والله أعلم (439) أزاد مرد بن هرمز الفارسي ذكره بن منده وروى من طريق عكرمة بن إبراهيم الازدي عن جرير بن يزيد بن جرير عن أزاد مرد هرمز وكان قد أدرك الاسلام وكان من اساورة كسرى قال بينما نحن على باب كسرى ننتظر الاذن فأبطأ علينا الاذن واشتد الحر وضجرنا فذكر القصة الآتية مطولة وفي آخرها قال فقلت لا حول ولاقوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلم يزل والله يحترق حتى صار رمادا قال بن منده غريب قلت عكرمة فيه ضعف وقد روى بن منده من طريق سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبيه عن جده قال كنت بالقادسية فسمعني فارسي أقول لا حول ولاقوة إلا بالله فقال لقد سمعت هذا الكلام من السماء فذكر القصة مطولة
[ 337 ]
وروى بن منده أيضا من طريق إبراهيم بن فهد أحد الضعفاء عن حفص بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن سماك عن جرير قال خرجت إلى فارس فقلت ما شاء الله لا حول ولاقوة إلا بالله فسمعني رجل فقال ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء فقلت ما أنت وخبر السماء قال إني كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي فقال شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم وإلا اهلكتك فرضيت بذلك فصار جليسي يحدثني وأحدثه فقال لي ذات يوم إني ممن يسترق السمع والليلة نوبتي قلت فهل لك أن أجئ معك قال نعم فتهيأ ثم أتاني فقال خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها فتهلك فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السماء فإذا أنا بقائل يقول ما شاء الله لا حول ولاقوة إلا بالله فسقطوا لوجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام فجعلت أقول لا حول ولاقوة إلا بالله قال فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب ثم قال لي قد حفظته فانقطع عنا (440) ازداد له إدراك كان مع بشير بن الخصاصية وغيره في فتوح العراق سنة اثنتي عشرة ذكره سيف وعنه الطبري (441) أزهر بن حميضة وقيل زهرة قال بن عبد البر في صحبته نظر وقال البخاري في تاريخه سمع أبا بكر قوله وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن أبي بكر الصديق (442) أزهر بن سيحان بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره المرزباني وأنشد له شعرا قاله يوم الدار منه يلوموني أن جلت في الدار حاسرا وقد فر عنه خالد وهو دارع (443) أزهر بن مروان له إدراك ذكره بن عساكر وأخرج من طريق محظوظ بن علقمة عن بن عائذ قال كان الازهر بن مروان يرمي بالفقه فقال لمعاذ بن جبل ونحن
[ 338 ]
معه بالجابية من المؤمنين فقال إن كنت لاظنك أفقه مما أنت هم الذين أسلموا وصدقوا وصلوا وصاموا وآتوا الزكاة (444) أزهر بن يزيد المرادي الحمصي شهد اليرموك والجابية وروى عن بن عبيدة ومعاذ بن جبل وعنه الحارث بن قيس ذكره بن عساكر في تاريخه باب الالف بعدها سين (445) أسامة بن الحارث الهذلي أحد بني عمرو بن الحارث ذكره المرزباني في معجمه وقال مخضرم يقول عصاك الاقارب في أمرهم فزايل بأمرك أو خالط ولا تسقطن سقوط النواة من كف مرتضخ لاقط (446) أسامة بن قتادة أبو سعدة العبسي له إدراك وهو الذي شهد على بن سعد بن أبي وقاص لما عزله عمر عن إمرة الكوفة والقصة مشهورة وقع ذكره في الصحيح وسماه البخاري في باب وجوب القراءة للامام والمأموم ودعا عليه سعد بدعاء مشهور استجيب له فيه وإذا كان في زمن عمر في مقام أن يستشهد اقتضى أن يكون له إدراك (447) اسبق مولى عمر ذكره بن سعد فقال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شريك عن أبي هلال الطائي زعم أنه سمع اسبق قال كنت مملوكا لعمر بن الخطاب فكان يعرض علي الاسلام ويقول انك إن أسلمت استعنت بك على إمامنى (448) أسد اباد أحد ملوك البحرين ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى وكان عاقلا أديبا استدركه بن فتحون (449) أسلم مولى عمر تقدم ذكره في الاول قال زيد بن أسلم مات وهو بن أربع عشرة ومائة سنة وصلى عليه مروان بن الحكم
[ 339 ]
(450) أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري أبو حسان الكوفي قال أبو حسان الزيادي مات سنة ستين وله ثمانون سنة قلت فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث وقال بن حبان مات سنة خمس وستين ووافق على مقدار سنه وقال بن عبد البر في الكنى في ترجمة أبي العريان لا يبعد أن يكون صحابيا لرواية كبار التابعين عنه انتهى وقد ذكروا أباه وعمه الحر في الصحابة وهو على شرط بن عبد البر وروى الطبري من طريق أبي الاحوص قال فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال أنا بن الاشياخ الكرام فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وقال بن المبارك في الزهد عن المسعودي عن مالك بن أسماء بن خارجة عن أبيه قال سمعت بن مسعود يقول ذو اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة وقال المرزباني كان شريفا جوادا كريما لبيبا وله أخبار كثيرة ووفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه وقال بن أبي الدنيا حدثنا أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء الفزاري عن أبيه قال قال أسماء بن خارجة ما شتمت أحدا قط (451) أسماء بن خالد بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن بارق البارقي له إدراك وهو جد سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي الشاعر الذي هجا المختار بن أبي عبيد بعد أن كان من اتباعه وصار مع مصعب بن الزبير
[ 340 ]
ذكره بن الكلبي وحكى عن سراقة بن غياث بن سراقة المذكور قصة وهو شاعر أيضا (452) الاسود بن أقيش النخعي والد أبي العريان الهيثم بن الاسود له إدراك وشهد الفتوح أيام عمر قتل يوم القادسية قاله بن الكلبي وسيأتي ذكر ولده في حرف الهاء وقال بن عبد البر في ترجمة أبي العريان لا يبعد أن يكون صحابيا لرواية كبار التابعين عنه (453) الاسود بن شراحيل بن كندي بن الجون بن آكل المرار الكندي له إدراك وولده عبد الرحمن أول من اختط بالكوفة من كندة قال بن الكلبي لم يختط من بني الجون بالكوفة غيره (454) الاسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيد الخزاعي أدرك الجاهلية وشهد بعض الفتوح في زمن عمر وولد له ابنه عبد الرحمن في آخر عصر النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن هو والد كثير عزة الشاعر المشهور وكان مولد كثير سنة خمس وعشرين من الهجرة لانه مات سنة خمس ومائة وهو بن ثمانين سنة ذكر ذلك المرزباني وغيره (455) الاسود بن عبد شمس بن عدي بن حزام بن شعل بن عوف بن معتمر بن الربعة بن سعد بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي له إدراك ونزل قيس بن سعد بن عبادة على ولده لما انصرف عن إمرة مصر وكان يقال أن الاسود أجود العرب في زمانه ذكره بن الكلبي (456) الاسود بن قطبة أبو مفزر بفتح الفاء وتشديد الزاي المكسورة بعدها راء قال الدار قطني في الؤتلف شهد القادسية وله فيها اشعار كثيرة وهو رسول سعد بن أبي وقاص بسين جلولاء إلى عمر وهو شاعر المسلمين في تلك الايام
[ 341 ]
ذكره سيف في الفتوح وقال أيضا وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر ومن شعره أقمنا على اليرموك حتى تجمعت جلائب روم في كتائبها العضل وقال المرزباني في معجمه شهد فتوح العراق وهوا لقائل الا بلغا عني العريب رسالة فقد قسمت فينا فيوء الاعاجم ودرت علينا جزية القوم بالذي فككنا به عنهم ولاة المعاصم والاسود هو الذي قال لرسول كسرى لما قال لهم اما شبعتم لا نصالحكم حتى نأكل عسل اربدين بانرج كوثى وذكر أن ذلك جرى على لسانه ولم يقصده ولاكان يفهم معناه (457) الاسود بن كلثوم العدوي له ذكر في الفتوح وهو الذي فتح بيهق أمره بن عامر على الجيش فقتل يوم الفتح سنة إحدى وثلاثين وكان فاضلا وفيه يقول عامر بن عبد قيس ما آسى من الفراق الا على ظمأ الهواجر وتجاوب المؤذنين وإخوان منهم الاسود بن كلثوم (458) الاسود بن مغراء بن شراحيل بن الارقم بن الاسود ذكر بن دريد في الاشتقاق وقال إنه شهد اليرموك (459) الاسود بن هلال المحاربي أبو سلام الكوفي هاجر في زمن عمر رواه بن سعد وقال العجلي كان جاهليا وكان من أصحاب عبد الله وحديثه عن الصحابة في الصحيحين وغيرهما عن معاذ بن جبل ونحوه
[ 342 ]
وروى الباوردي في الصحابة من طريق اشعت بن أبي الشعثاء عن الاسود بن هلال وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أخرجه العثماني واستدركه بن فتحون وروى البخاري في تاريخه من طريق أبي وائل قال أتيت الاسود بن هلال وكان أعقل مني قال بن سعد مات زمن الحجاج وقال عمرو بن علي مات سنة أربع وثمانين (460) الاسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن ذكر بن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان وقال بن سعد سمع من معاذ بن جبل في اليمن قبل أن يهاجر وفي البخاري من طريق أشعث بن سليم عن الاسود بن يزيد قال أتانا معاذ بن جبل باليمن معلما واميرا فسألناه عن رجل توفي فذكر قصته ومن طريق إبراهيم النخعي عن خاله الاسود قال قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي داود من طريق أبي حسان الاعرج عن الاسود بن يزيد أن معاذا ورث أختا وابنة باليمن ونبي الله حي وقال البخاري سمع أبا بكر وعمر وحديثه عن كبار الصحابة في الصحيحين وغيرهما قال الحكم بن عتيبة كان يصوم الدهر وقال العجلي كوفي جاهلي ثقة رجل صالح فقيه
[ 343 ]
مات سنة أربع وقيل خمس وسبعين وجزم به أبو نعيم شيخ البخاري (461) أسيخت مرزبان البحرين ذكره أحمد بن يحيى البلاذري وقال كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى المنذر بن ساوي وأهل البحرين يدعوهم إلى الله تعالى فأسلم اسيخت والمنذر استدركه بن فتحون وقد تقدم في أسد اباد نحو هذا (462) الاسيفع الجهني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسبق الحاج قال مالك في الموطأ عن بن دلاف عن أبيه أن رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل فيغالي بها ثم يسرع السير فيسبق الحاج فافلس فرفع أمره إلى عمر فقال أما بعد أيها الناس إن الاسيفع أسيفع جهينة رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاج الا وإنه ادان معرضا فأصبح وقد دين به فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين غرمائه ثم إياكم والدين ووصله الدارقطني من طريق زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر عن عثمان بن عبد الرحمن عن عطية بن دلاف عن أبيه عن بلال بن الحارث عن عمر وأخرجه بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر به وأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق بن مهدي عن مالك عن بن دلاف عن أبيه عن جده عن عمر بعضه وقال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب ذكر بعضهم قال كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلى بها فدار عليه دين حتى أفلس فقام عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لا يغرنكم صيام رجل ولا صلاته ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدث وإلى أمانته إذا ائتمن وإلى ورعه إذا استغنى ثم قال الا إن الاسيفع أسيفع جهينة فذكر نحو ذلك وعن بن عيينة عن زياد هو بن سعد عن بن دلاف عن أبيه فذكره باب الالف بعدها الشين (463) أشرف بن حميري بن ذهل بن زيد بن كعب بن عكيب بن أسد بن الحارث بن عتيك بن الازد الاسدي بالتحريك
[ 344 ]
له إدراك وقتل ولده عمرو مع عائشة يوم الجمل ذكره الرشاطي عن الشجرة البغدادية فلت وهو في جمهرة بن الكلبي لكن سمي أباه البختري فالله أعلم وذكر أن حفيده زياد بن عمرو بن أشرف جعلته الازد عليها في كائنه عبيد الله بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية وأنه كان على شرطة الحجاج (464) أشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الاحوص بن جعفر بن كلاب العامري الكلابي قال بن الكلبي شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد وقال حين عقرت ناقته بالقصر وما عقرت بالسيلحين مطيتي وبالقصر الا خشية أن اعيرا (465) أشعث بن ميناس السكوني له إدراك ذكر سيف في الفتوح والطبري أن أبا عبيدة بن الجراح أنزله هو ومن انضوى إليه من قومه حمص سنة خمس عشرة واستدركه بن فتحون (466) الاشهب بن الحارث بن هزلة بن معتب بن أحب بن الغوث الغنوي ذكره الآمدي فقال شاعر فارس جاهلي أدرك الاسلام وقتل يوم الزعفران ببلاد الروم وقتل معه إخوان له وكذا ذكره أبو عمر الشيباني أيضا (467) الاشهب بن رميلة هو بن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عمرو بن تميم ورميلة أمه قاله أبو عمر الشيباني قال وكانت أمة لجندل بن مالك بن ربعي النهشلي ولدت لثور في الجاهلية أربعة نفر وهم رباب وحجناء سويبط والاشهب فكانوا من أشد إخوة في العرب لسانا ويدا لومعنة ثم أدركوا الاسلام فأسلموا وكثرت أموالهم وعزوا حتى كانوا إذا وردوا ماء من مياه الصمان حظروا على
[ 345 ]
الناس ما يريدونه منه فوردوا في بعض السنين ماء فأورد بعض بني قطن بن نهشل واسمه بشرين صبيح ويكنى ابا بذال بعيره حوضا فضربه رباب بن رميلة بعصا فشجه فكانت بين بني رميلة وبين بني قطن حرب فاسر بنو قطن أبا أسماء أبي بن أشيم النهشلي وكان سيد بني جرول بن نهشل وكان مع بني رميلة فقال نهشل بن جرى يا بني قطن إن هذا لم يشهد شركم فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه واطلقوه ففعلوا فذهب من قومه بسعبين رجلا فلما رأى الاشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم ودفع أخاه رباب بن رميلة إليهم وأخذ منهم الفتى المضروب فلم يلبث أن مات عنده فأرسل إلى بني قطن يعرض عليهم الدية واستعانوا بعباد بن مسعود ومالك بن ربعي ومالك بن عوف والقعقاع بن معبد فقالوا لا نرضى الا بقتل قاتله وأرادوا قتل الرباب فقال لهم دعوني أصلى ركعتين فصلى وقال أما والله إني إلى ربي لذو حاجة وما منعني أن ازيد في صلاتي إلا أن يروا أن ذلك فرق من الموت فدفعوه إلى والد المقتول واسمه خزيمة فضرب عنقه وذلك في الفتنة بعد قتل عثمان فندم الاشهب على ذلك فقال يرثي أخاه أعيني قلت عبرة من أخيكما بأن تسهرا الليل التمام وتجزعا وباكية تبكي ربابا وقائل جزى الله خيرا ما أعف وأمنعا وقد لامني قوم ونفسي تلومني بما قال رأيي في رباب وضيعا فلو كان قلبي من حديد أذابه ولو كان من صم الصفا لتصدعا وذكره المرزباني في معجم الشعراء في حرف الزاي المنقوطة وأنشد له ما قاله عند قتله أبا بذال قلت له صبرا أبا بذال تعلمن والله لا أبالي أن لا تؤوب آخر الليالي صبرا له لغرة الهلال أول يوم لاح من شوال
[ 346 ]
قال ولما قتل رباب بأبي بذال أنشد الاشهب ولما رأيت القوم ضمت حبالهم ربابا وفي شرى وما كان وانيا قال وكان رباب جلدا من أشد الناس (468) الاشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة السلمي له إدراك وكان ابنه زياد مع معاوية بصفين وبعدها ذكر ذلك أبو عمرو الشيباني باب الالف بعدها الصاد (469) الاصبغ بن حجر بن سعد الهمداني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولما أسلم أخوه يزيد بن حجر على يد معاذ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم غضب الاصبغ وقعد لمعاذ بن جبل على الطريق ليقتله فلم يقدر له ذلك ثم أسلم فحسن إسلامه ذكر ذلك الهمداني في الانساب له (470) الاصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي القضاعي كان نصرانيا فأسلم على يد عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك ذكره الواقدي عن سعيد بن بانك وأخرجه الدارقطني في الافراد من طريق محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمه الله عن سعيد بن مسلم بن بانك عن عطاء عن بن عمر قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف فقال تجهز فإني باعثك في سرية فذكر الحديث وفيه فخرج عبد الرحمن حتى لحق بأصحابه فسار حتى قدم دومة الجندل فلما دخلها دعاهم إلى الاسلام ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث أسلم الاصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم فكتب عبد الرحمن مع رجل من جهينة يقال له رافع بن مكيث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن نزوج ابنة الاصبغ فتزوجها وهي تضامر التي ولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن
[ 347 ]
عبد الرحمن قرأته بتمامه على أحمد بن الحسن الزيني أن محمد بن أحمد بن خالد البارقي أخبرهم قال أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مناقب أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو سعد الاسماعيلي بانتقاء الدار قطني حدثنا محمد بن الحسن الخباز حدثنا عمرو بن تميم حدثنا أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني حدثنا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فذكره مطولا قال الدار قطني في الافراد تفرد به محمد بن الحسن عن سعيد ولم يروه عنه غير أبي سليمان قلت رواية الواقدي له عن سعيد ترد على هذا الاطلاق والله أعلم (471) الاصبغ بن بناتة صاحب علي أخرج بن ماجة حديثه عنه وروى بن عساكر ما يدل على أن له ادراكا فإنه أخرج في ترجمة عبد الرحيم بن محرز الفزاري من طريق هشام بن الكلبي عن أبي يعلى واسمه سويد السجستاني عن مرة بن عمر عن الاصبغ بن نباتة قال إنا لجلوس ذات يوم عند علي في الخلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من حضرموت فذكر قصة طويلة سيأتي ذكرها في ترجمة مدرك بن زياد إن شاء الله تعالى (472) أصحبة بموحدة في الذي يأتي بعده (473) أصحمة بن ابحر النجاشي ملك الحبشة واسمه بالعربية عطية والنجاشي لقب له أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه وكان ردءا للمسلمين نافعا وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الاسلام وأخرج أصحاب الصحيح قصة صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب من طرق منها رواية سعيد بن مينا عن جابر ومنها رواية عطاء بن جابر لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم قد مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة فقوموا فصلوا على أصحمة فصفنا خلفه هذا لفظ القطان عن بن جريج عنه صلى الله عليه وسلم وفي رواية بن عيينة عن بن جريج قد مات اليوم عبد صالح فقوموا فصلوا على أصحمة
[ 348 ]
قال الطبري وجماعة كان ذلك في رجب سنة تسع وقال غيره كان قبل الفتح قال بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة لما مات النجاشي كنا نتحدثه أنه لا يزال يرى على قبره نور وعند بن شاهين والدار قطني في الافراد من طريق معتمر بن سليمان عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي فقال بعضهم تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة فأنزل الله تعالى * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * إلى آخر السورة قال الدارقطني لا نعلم رواه غير أبي هانئ أحمد بن بكار عن معتمر وجاء من طريق زمعة بن الصالح عن الزهري ويحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أخاكم أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه قال فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثبنا معه حتى جاء المصلي فقام فصففنا وراءه فكبر أربع تكبيرات والنجاشي بفتح النون على المشهور وقيل تكسر على ثعلب وتخفيف الجيم وأخطأ من شددها عن المطرزي وبتشديد آخره وحكى المطرزي التخفيف ورجحه الصغاني وأصحمة بوزن أربعة وحاؤه مهملة وقيل معجمة وقيل إنه بموحدة بدل الميم وقيل صحمة بغير ألف وقيل كذلك لكن بتقديم الميم على الصاد وقيل بزيادة ميم في أوله بدل الالف عن بن إسحاق في المستدرك للحاكم والمعروف عن بن إسحاق الاول ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ لم أرها مجموعة (474) أصعر بن قيس بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن معقل بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي له إدراك ذكره بن الكلبي في الجمهرة وقال كان صاحب راية بني الحارث يوم القادسية (475) أصخمة بخاء معجمة تقدم في الذي قبله
[ 349 ]
(476) أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعي بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي جد الاصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع قال أبو عبيدة البكري في شرح أمالي القالي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم واصيب يوم الاهواز وقال ابن حزم في الجمهرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم هو وأبوه جميعا وذكر المبرد في الكامل لابنه علي بن أصمع قصة مع علي بن أبي طالب ثم مع الحجاج (477) أط بن أبي أط أحد بني سعد بن بكر صحب خالد بن الوليد أيام أبي بكر وإليه ينسب نهر أط بالعراق وكان خالد استعمله على خراج تلك الناحية فنسب نهرها إليه ذكره الطبري عن سيف ووقع في موضع آخر أط بن سويد ولعله اسم أبيه واستدركه بن فتحون ورأيته مضبوطا بخط من يوثق به بضم الهمزة أوله (478) أعبد بن فدكي أخو أبي ليلى السعدي كان مع خالد بن الوليد في قتال الردة وفي الفتوح وبعثه على الحيرة مع القعقاع ذكر ذلك الطبري عن سيف واستدركه بن فتحون أيضا (479) الاعور بن الورد بن حذيفة بن بدر الفزاري بن عم عيينة بن حصن له إدراك وقد هاجي ابنه ربيعة بن الاعور عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية المري (480) الاغلب العجلي الراجز تقدم في الاول (481) أفلح مولى أبي أيوب الانصاري يكنى أبا كثير له إدراك لانه سبي من عين التمر في خلافة أبي بكر الصديق وله رواية عن عمر وعثمان وعبد الله بن سلام
[ 350 ]
قال العجلي ثقة من كبار التابعين وروى البخاري في تاريخه بسند صحيح عن بن سيرين أنه قتل بالحرة وذلك سنة أربع وستين وروى له مسلم (482) أقرع مؤذن عمر روى عن عمر قوله للاسقف هل تجدني في الكتاب قال نجدك قرنا من حديد قال وما قرن من حديد قال أمر شديد فقال عمر الله أكبر وعنه عبد الله بن شقيق العقيلي روى له أبو داود هذا الاثر بنحوه ذكرته لان من يؤذن لعمر يقتضى ادراكه النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن حبان في ثقات التابعين (483) الاقيشر الاسدي اسمه المغيرة بن عبد الله يأتي في الميم (484) أكتل بن شماخ بن زيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لاي بن ثعلبة بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف العكلي نسبه بن الكلبي وقال شهد الجسر مع أبي عبيدة وأسر يومئذ مردشاه وضرب عنقه وشهد القادسية وله فيها آثار محمودة وكذا ذكره الدار قطني في المؤتلف وزاد أن الشعبي روى عنه حديثا وقال بن الكلبي كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل ذكره بن عبد البر بهذا لان له ادراكا (485) أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي الحكيم المشهور وهو عم حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابي المشهور قال بن عبد البر ذكره بن السكن في الصحابة فلم يصنع شيئا والحديث الذي ذكره هو ولما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال فليأتي من يبلغه عني ويبلغني عنه قال فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت قال أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلي عليهم * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) * الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك قال أي قوم إنه يأمر
[ 351 ]
بمكارم الاخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤوسا ولا تكونوا فيه أذنابا فلم يلبث أن حضرته الوفاة فقال أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فذكر باقي الحديث في وصيته قال بن السكن حدثنا بن صاعد حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر حدثنا عمر بن علي المقدمي عن علي بن عبد الملك عن عمير عن أبيه فذكره وهو مرسل قال بن عبد البر ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه قال بن فتحون قد ذكره الباوردي في الصحابة كما ذكره بن السكن وأخرج الخبر عن إبراهيم بن يوسف عن المنكدر لكن قد ذكره الاموي في المغازي قال حدثني عمي عن عبد الله بن زياد حدثني بعض أصحابنا عن عبد الملك بن عمير نحوه وزاد أنه قرب له بعيرا فركب متوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قال ويقال نزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله الآية وعبد الله بن زياد هو بن سمعان أحد المتروكين فهذا لو صح لكان حجة على بن عبد البر في كونه أسلم ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن عمرو بن محمد السعدي عن عامر الشعبي قال سألت بن عباس عن هذه الآية فقال نزلت في أكثم بن صيفي قلت فأين الليثي قال كان هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة وروى أبو حاتم أيضا في المعمرين عن رشدين بن كريب عن أبيه عن أبن عباس أن الآية المذكورة نزلت فيه وقال الاصمعي حدثنا أبو حاضر الاسدي عن أبيه قال كان فيما أوصى به أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصته وقال العسكري في الصحابة في فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه روى أهل
[ 352 ]
الاخبار أنه خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن بن أخ له غور طريقهم ليرجع ففقد الماء فرجع فمات عطشا وقد تبع بن منده بن السكن في إخراجه وأخرج الخبر المذكور عنه ولم يزد على ذلك ثم أخرج أكثم بن صيفي قال وهو بن عبد العزى فسرد نسب أكثم بن الجون الخزاعي ثم قال أكثم بن الجون فذكر له ترجمة على حدة فهذا معدود في أغلاطه ثم وجدت قصة أكثم التي أشار إليها العسكري في كتاب الصحابة مطولة وفيها التصريح بإسلامه وقال أبو حاتم في المعمرين لما سمع أكثم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه ابنه حبيشا ليأتيه بخبره وقال يا بني إني أعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع فذكر قصة طويلة فيها فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله فقال أكثم لابنه ماذا رأيت قال رأيته يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن ملائمها فجمع أكثم قومه ودعاهم إلى اتباعه وقال لهم إن سفيان بن مجاشع سمي ابنه محمدا حبا في هذا الرجل وإن اسقف نجران كان يخبر بأمره وبعثه فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا أخرا فقال لهم مالك بن نويرة إن شيخكم خرف فقال أكثم ويل للشجي من الخلي والله ما عليك آسى ولكن على العامة ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل منهم الاقرع بن حابس وسلمى بن القين وأبو تميمة الهجيمي ورباح بن الربيع والهنيد وعبد الرحمن بن الربيع وصفوان بن أسيد فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش ميسره فأدلج على إبل أصحاب أبيه فنحرها وشق قربهم ومزاداتهم فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر فجهدهم العطش وأيقن أكثم بالموت فقال لاصحابه اقدموا على هذا الرجل وأعلموه بأني أشهد أن لا أله إلا الله وأنه رسول الله انظروا إن كان
[ 353 ]
معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه قال فقدموا عليه فأسلموا قال فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم فخرجا في أثره فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابه فقالا لهم ماذا أمركم به أكثم قالوا أمرنا بالاسلام قال فأسلما معهم قال أبو حاتم عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة ويقال بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة قلت وأنشد له المرزباني وإن امرئ عاش تسعين حجة إلى مائة لم يسأم العيش جاهل أتت مائتان غير عشر وفائها وذلك من مر الليالي قلائل وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم ونقل عنه أنه كان يقول إنما قلب الرجل مضغة منه وإنه ينحل كما ينحل سائر جسده وقال الخطيب وكانت له حكمة وبلاغة (486) الاكدر بن حمام بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زر بن تميم اللخمي وله إدراك قال سعيد بن عفير شهد فتح مصر هو وأبوه وقال أبو عمر الكندي في كتاب الخندق حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة عن أبيه حدثني الوليد بن سليمان قال كان أكدر علويا وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين وجالس الصحابة وروى عنهم وهو صاحب الفريضة التي تسمى الاكدرية وكان ممن سار إلى عثمان وكان معاوية يتألف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه ويرفع مجلسه فلما حاصر مروان أهل مصر اجلب عليه الاكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه فلما صالح أهل مصر مروان علم أن الاكدر سيعود إلى فعلاته فألب عليه قوما من أهل الشام فادعوا عليه قتل رجل منهم فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله قال فحدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالاكدر فجاء ولا يدري فيما دعي إليه فما كان بأسرع من أن قتل فتنادى الجند قتل
[ 354 ]
الاكدر فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إ نسان فأغلق مروان بابه خوفا فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر فوجدوه في جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان فدخل عليه فقال له مروان إلي يا أبا رشيد فقال بل إلي يا أمير المؤمنين فقام إليه فألقى عليه رداءه وقال أنا له جار فانصرف الجيش عنه وذهب دم الاكدر هدرا وروى أبو عمر الكندي من طريق بن لهيعة قال مرض الاكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان فجاءه علي بن أبي طالب عائدا فقال كيف تجدك قال لما بي يا أمير المؤمنين قال كلا لتعيش زمانا ويغدر بك غادر وتصير إلى الجنة إن شاء الله تعالى روى البيهقي في الشعب من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن خديج بن صومي أنه سمع الاكدر بن حمام يقول أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جلسنا يوما في المسجد فقلنا لفتى منا اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله ما يعدل رتبة الجهاد فأتاه فسأله فقال لا شئ وروى أبو عمر الكندي من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن مسافر بن حنظلة عن الاكدر بن حمام عن أن عمر بن الخطاب قال تعلموا المهن فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج إلى مهنة وقال بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان قال قلت للاعمش لم سميت الفريضة الاكدرية قال طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له الاكدر كان ينظر إلى الفرائض فأخطأ فيها قال وكيع وكنا نسمع قبل ذلك أن قول زيد بن ثابت تكدر فيها قلت إن كان قول الاعمش محفوظا فلعل عبد الملك طرحها على الاكدر قديما وعبد الملك يطلب العلم بالمدينة وإلا فالاكدر هذا كما تقدم قتل قبل أن يلي عبد الملك الخلافة وروى بن المنذر في التفسير عن علي بن المبارك عن زيد بن المبارك عن محمد بن ثور عن بن جريج في قوله تعالى لم يمسسهم سوء قال قدم رجل من المشركين من بدر فأخبر أهل مكة بخيل محمد فرعبوا فجلسوا فقال شعرا في ذلك قال وزعموا أنه الاكدر بن حمام (487) امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي له إدراك
[ 355 ]
ذكره بن الكلبي قال وقد أمره عمر بن الخطاب على من أسلم بالشام من قضاعة وخطب إليه علي ومعه ابناه حسن وحسين فزوجهم بناته وفي بنته الرباب يقول الحسين بن علي وكان له منها ابنته سكينة لعمرك إنني لاحب دارا تكون بها سكينة والرباب قلت وروينا قصته في أمالي ثعلب قال حدثنا بن شبيب حدثنا الزبير حدثني علي بن صالح عن أبي المثنى أمية أخبرني عبد الله بن حسن حدثني خالي عبد الجبار بن منظور حدثني عوف بن خارجة قال إني والله لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر فحياه بتحية الخلافة فقال من أنت قال امرؤ نصراني وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي فلم يعرفه عمر فقال له رجل هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهلية قال فما تريد قال أريد الاسلام فعرضه عليه فقبله ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم من قضاعة فأدبر الشيخ واللواء يهتز على رأسه قال عوف ما رأيت رجلا لم يصل صلاة أمر على جماعة من المسلمين قبله قال ونهض علي وابناه حتى أدركه فقال له أنا علي بن أبي طالب بن عم النبي صلى الله عليه وسلم وهذان ابناي من ابنته وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا قال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنة امرئ القيس وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس قال قال وهي أم سكينة وفيها يقول الحسين لعمرك إني لاحب دارا تحل بها سكينة والرباب وهي التي أقامت على قبر الحسين حولا ثم أنشدت إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (488) أمية بن أبي عائد الهذلي ذكره المرزباني وقال إنه مخضرم وأنشد له في نعت المطر
[ 356 ]
أرقت لبرق واصب هب من بشر تلالا في أثناء أزمنة قمر تلقحه هيج الجنوب وتقبل الشمال نتاجا والصبا حالب تمري ونقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال هذا أجود شئ قيل في نعت المطر باب الالف بعدها نون (489) أنس بن حذيفة تقدم في الاول (490) أنس بن نواس بن سيحان المحاربي ذكره المرزباني وقال مخضرم لقبه الحبين وهو القائل فإن لا يذد جهالكم ذو نهاكم تجد حولكم جهالكم من يذودها فلا تسمعوا قول العداة فإنني أرى طيش احلام العداة بعيدها (491) أنس بن هلال النميري كان ممن أمد به عمر بن الخطاب المثنى بن حارثة الشيباني في فتوح العراق واستشهد مع أخيه مسعود بن حارثة ذكره الطبري (492) أنيف بن يزيد بن فهدة الكعبي أحد بني عمرو بن تميم كان أبوه فارسا في الجاهلية مذكورا ولولده أنيف إدراك وكان لانيف ولد اسمه غطفان شاعر له ذكر في خلافة يزيد بن معاوية وبعدها وهو القائل لما قام مسعود بن عمرو الازدي في أمر عبيد الله بن زياد يحرض بني تميم بأبيات رجز منها يال تميم إنها مذكوره إن فات مسعود بها مشهوره فاستمسكوا بجانب المقصورة فجاءت بنو تميم إلى المقصورة ومسعود على المنبر فأنزلوه وقتلوه وحصروا مالك بن مسمع في داره وأحرقوا ما حولها وفي ذلك يقول غطفان أيضا
[ 357 ]
وأصبح بن مسمع محصورا يحمي قصورا دونه ودورا حتى شببنا حوله السعيرا ذكره المرزباني في معجمه وفي هذه القصة يقول الفرزدق التميمي يفخر بما فعله قومه عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل تجر خصاها تبتغي من تحالف (493) أوس القرني يأتي في أويس (494) أوس بن بجير الطائي له إدراك وشهد وقعة بزاخة مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر وفي ذلك يقول من أبيات ليت أبا بكر يرى من سيوفنا وما تختلي من أذرع ورقاب ومنها ألم تر أن الله لا رب غيره يصب على الكفار سوط عذاب (495) أوس بن ثويب الثعلبي له إدراك وروى البخاري في تاريخه من طريقه قال اكترى مني جرير بن عبد الله بعيرا في الحج فركبه إلى عمر بن الخطاب (496) أوس بن جذيمة الهجيمي له إدراك وكان فيمن ثبت في الردة وأغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبأت ذكره سيف والطبري (497) أوس بن ضمعج الكوفي الحضرمي ويقال النخعي
[ 358 ]
تابعي كبير ثقة أدرك الجاهلية قاله بن سعد وقال العجلي ثقة وقال إسماعيل بن أبي خالد كان من القراء الاول وقال خليفة مات في ولاية بشر سنة أربع وسبعين روى له مسلم والاربعة وضمعج بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها عين مهملة ثم جيم ومعناه الغليظ (498) أوس بن مغراء القريعي مخضرم يكنى أبا المغراء قال المرزباني قال وشهد الفتوح وبقي إلى أيام معاوية بن أبي سفيان وله قصة مع النابغة الجعدي وهو القائل لعمرك ما تبلى سرابيل عامر من اللؤم ما دامت عليها جلودها وله شعر يمدح به النبي صلى الله عليه وسلم أورده بن سيد الناس في كتاب الصحابة الذين مدحوا المصطفى وأنه مخضرم ومنه محمد خير من يمشي على قدم وصاحباه وعثمان بن عفانا وأنشد منها بن إسحاق في السيرة لا يبرح الناس ما حجوا معرسهم حتى يقال أجيروا آل صفوانا وهي قصيدة طويلة عد فيها ما كان من بلائهم في الفتوح وغيره وفخر فيها بقريش قال بن أبي طاهر لم يقل أحد أحسن منها (499) أوسط بن عمرو وقيل بن عامر وقيل بن إسماعيل البجلي أبو إسماعيل ويقال أبو محمد وأبو عمرو شامي حمصي له إدراك روي عنه من غير وجه أنه قال قدمنا المدينة بعد موت
[ 359 ]
النبي صلى الله عليه وسلم بعام أخرجه بن ماجة وغيره بإسناد صحيح وذكره بن سعد في الطبقة الاولى من تابعي أهل الشام وله رواية عن أبي بكر وعمر وروى له بن ماجة والنسائي في اليوم والليلة وذكر صاحب تاريخ حمص أنه ولي إمرة حمص ليزيد وتوفي سنة تسع وسبعين (500) أويس بن عامر وقيل عمرو ويقال أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي القرني الزاهد المشهور أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعلي وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره بن سعد في الطبقة الاولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة وذكره البخاري فقال في إسناده نظر وقال بن عدي ليس له رواية لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه وقال عبد الغني بن سعيد القرني بفتح القاف والراء هو أويس أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وشهد صفين مع علي وكان من خيار المسلمين وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال أسلم أويس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بره بأمه وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر وفي رواية له فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم
[ 360 ]
وله من طريق قتادة عن زرارة عن أسير بن جابر وفيها قول عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ثم من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه الا موضع درهم له والدة هر بها بر لو أقسم على الله لابره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل الحديث ورواه البيهقي وأبو نعيم في الدلائل وفي الحلية من هذا الوجه مطولا وله طرق أخرى منها ما روى بن منده من طريق سعد بن الصلت عن مبارك بن فضالة عن مروان الاصغر عن صعصعة بن معاوية قال كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فذكر نحوه ورواه هدبة بن خالد عن مبارك عن أبي الاصغر بدل مروان الاصغر أخرجه أبو يعلى وروى الروياني في مسنده من طريق بكر بن عبد الله عن الضحاك عن أبي هريرة فذكر حديثا في وصف الاتقياء الاصفياء قال فقلنا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس وساق الحديث في توصية النبي صلى الله عليه وسلم عليا وعمر إذا لقيا أن يستغفر لهما وفيه قصة طلب عمر إياه وقال بن أبي خيثمة حدثنا هارون بن معروف عن ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال كان أويس القرني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير فذكر الحديث منقطعا وفي الدلائل للبيهقي من طريق الثقفي عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه قال يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال الثقفي قال هشام بن حسان كان الحسن يقول هو أويس القرني وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حيان وقال أحمد في مسنده حدثنا أبو نعيم حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني
[ 361 ]
قالوا نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من خير التابعين اويسا القرني ورواه جماعة عن شريك وقال بن عمار الموصلي ذكر عند المعافى بن عمران أن اويسا قتل في الرجالة مع علي بصفين فقال معافى ما حدث بهذا الا الاعرج فقال له عبد ربه الواسطي حدثني به شريك عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال فسكت وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن المهدي عن عبد الله بن أشعث بن سوار عن محارب بن دثار يرفعه إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان وأخرجه أيضا في الزهد عن أبي معاوية عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد مرسلا وفي المستدرك من طريق يحيى بن معين عن أبي عبيدة الحداد حدثنا أبو مكيس قال رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلون ويقرءون حتى غزوا فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه الرجالة بين يدي علي ومن طريق الاصبغ بن نباتة قال شهدت عليا يوم صفين يقول من يبايعني على الموت فبايعه تسعة وتسعون رجلا فقال أين التمام فجاءه رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس فبايعه على القتل فقيل هذا أويس القرني فما زال يحارب حتى قتل وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر ومعنا أويس فلما رجعنا مرض فمات وفي الاسناد الهيثم بن عدي وهو متروك والمعتمد الاول وقد أخرج الحاكم من طريق بن المبارك أخبرنا جعفر بن سليمان عن الجريري عن أبي نضرة العبدي عن أسير بن جابر قال قال صاحب لي وأنا بالكوفة هل لك في رجل تنظر إليه فذكر قصة أويس وفيها فتنحى إلى سارية فصلى ركعتين ثم أقبل علينا
[ 362 ]
بوجهه فقال مالكم ولي تطئون عقبي وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم لا تفعلوا رحمكم الله من كانت له إلي حاجة فليلقني بعشاء ثم قال إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ومؤمن لا يفقه ومنافق وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وايناعا وطيبا ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطمه ثم قرأ * (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا) * اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق قال أسير فلم يلبث الا يسيرا ضرب على الناس بعث علي فخرج صاحب القطيفة أويس وخرجنا معه حتى نزلنا بحضرة العدو قال بن المبارك فحدثني حماد بن سلمة عن الجريري عن بن نضرة عن أسير قال فنادى منادي علي يا خيل الله اركبي وأبشري فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه ثم جعل يقول يا أيها الناس تموا تموا ليتمن وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى مكانه كأنما مات مند وهو صحيح السند (501) إياس بن زيد أبو زكريا الخزاعي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل دمشق قاله بن عساكر وروى بن أبي خيثمة وأبو حاتم عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدرداء أو يزيد بن أبي سفيان واقرئ مني الرجل الصالح أبا زكريا إياس بن زيد السلام ولابي زكريا رواية عن سلمان الفارسي وغيره (502) إياس بن صبيح بن المحرش بن عبد عمرو الحنفي يكنى أبا مريم قال بن سعد كان من أصحاب مسيلمة ثم تاب وحسن إسلامه وولي قضاء البصرة في زمن عمر أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي مريم الحنفي أن عمر قرأ بعد الحدث فقال له أبو مريم الحنفي إنك خرجت من الخلاء فقال له أمسيلمة أفتاك بهذا إسناده صحيح
[ 363 ]
ورواه البخاري في تاريخه من طرق أخرى عن هشام نحوه وزعم العسكري أن أبا مريم هذا غير أبي مريم الحنفي الذي قتل زيد بن الخطاب القسم الرابع من حرف الالف الالف بعدها الباء (503) أبان العبدي فرق بن منده بينه وبين المحاربي وهو هو ومحارب بطن من عبد القيس (504) أبجر المزني أخرجه بن منده برواية فيها شك قال راويها عن أبجر والصواب بن أبجر وهو غالب بن أبجر سيد مزينة أخرج حديثه أبو داود في الحمر الاهلية (505) إبراهيم بن عبد الرحمن العذري تابعي أرسل حديثا فذكره بن منده وغيره في الصحابة قال روى الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن معان بن رفاعة قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العذري وكان من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله الحديث قال بن منده ولم يتابع بن عرفة على قوله وكان من الصحابة قلت قد رويناه في كتاب الغرر من الاخبار لوكيع القاضي قال حدثنا الحسن بن عرفة فذكره ولم يقل فيه وكان من الصحابة ثم أخرجه بن منده من طريق بقية عن معان عن إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأورده أبو نعيم ثم قال وهكذا رواه الوليد عن معان ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان عن أبي عثمان عن أسامة قلت ووصل هذا الطريق الخطيب في شرف أصحاب الحديث وقد أورد بن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة
[ 364 ]
وقال في بعض المواضع رواه الثقات عن الوليد عن معان عن إبراهيم قال حدثنا الثقة من أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (506) إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي أورده عبدان في الصحابة وأورد له من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال صنع أبو سعيد الخدري طعاما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحديث قال أبو موسى هذا مرسل ثم أخرجه من وجه آخر عن بن أبي حميد فقال عن إبراهيم بن عبيد عن أبي سعيد قلت ولابراهيم رواية عن أبيه عن جده رفاعة في شهوده بدرا وهو تابعي صغير وأبوه لا تصح له صحبة بل قيل إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (507) إبراهيم الانصاري ذكر البخاري عن محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر عن إسماعيل بن إبراهيم الانصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين قال البخاري لا يثبت قلت لانه سقط منه الصحابي ومحمد بن أبي حميد ضعيف جدا وقد رواه عمرو بن الحارث أحد الثقات عن إسماعيل بن إبراهيم الانصاري أنه حدثه أن أباه حدثه أنه رأى مسلمة بن مخلد يمسح على خفيه فذكر الحديث (508) أبي بن لبى أورده بن قانع في حرف الهمزة وإنما هو لبي بن لبى بضم اللام مصغرا وسيأتي في مكانه على الصواب (509) إباية بن أثال بن أمامة الحنفي كذا سماه بن الطلاع في أحكامه وعزاه للمدونة وغيرها وهو تصحيف وإنما هو ثمامة كما سيأتي الالف بعدها الحاء والذال والراء (510) أحب بن مالك استدركه بن الدباغ على بن عبد البر فوهم وإنما هو لاحب وسيأتي في حرف اللام على الصواب
[ 365 ]
(511) أذينة الشني فرق الباوردي بينه وبين العبدي وهو هو لان شنا بطن من عبد القيس نبه عليه الرشاطي (512) أربد بن رقيش الاسدي مذكور فيمن شهد بدرا وهو تصحيف وإنما هو يزيد بن رقيش قال بن عبد البر من قال فيه أربد فقد أخطأ وإنما هو يزيد بن رقيش (513) أرطاة الطائي ذكره بن منده وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها فبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا يقال له أرطاة أراه فذكر الحديث ووهم قيس في تسميته وإنما هو أبو أرطاة حصين بن ربيعة كما وقع عند مسلم وكذلك اتفق الحفاظ على تسميته من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد والله أعلم (514) أرطاة بن المنذر السكوني وهم فيه عبدان والطبراني والصواب لقيط بن المنذر وكأنه انتقال ذهني إلى أرطاة بن المنذر الالهاني أحد التابعين ومما يدل على وهم عبدان والطبراني فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في ترجمة لقيط على الصواب بالاسناد الذي أخرجاه في ترجمة أرطاة من غير تغيير وسنذكره على الصواب في ترجمة لقيط (515) ارقم الخزاعي كذا ذكره البغوي وإنما الصواب أقرم بتقديم القاف وقد نبه على ذلك أبو عمر الالف بعدها الزاي (516) أزهر بن قيس ذكره البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى
[ 366 ]
في الصحابة وتبعهم بن الاثير ومن بعده وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت وسأذكر كلامهم وأبين وجه الخطأ فيه فقال البغوي أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن إسماعيل عن حريز عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب لا أعلم له غيره قال بن شاهين أزهر بن قيس أبو الوليد حدثنا عبد الله بن محمد البغوي فذكره ولم يزد شيئا وقال بن عبد البر أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان لم يرو عنه غيره فيما علمت حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب وأورده أبو موسى في الذيل من طريق بن شاهين لم يزد شيئا ولما ذكره بن الاثير اقتصر على ما أورده بن عبد البر وقد تم الوهم عليهم فيه جمعا وسببه أن الاسناد الذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر واسم الصحابي وبقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر ومن اسم والد أزهر واسم الصحابي ولا وجود لذلك في الخارج وتبع البغوي بن شاهين وبقية من جاء بعده من غير تأمل وإيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد وقيل بن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو زرعة الدمشقي حدثنا علي بن عياش قال حدثنا حريز بن عثمان عن أبي الوليد أزهر الهوزني عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب ورواه بن سعد عمن أخبره عن أبي اليمان عن حريز وكذا رواه البخاري في تاريخه عن أبي اليمان ورواه بن أبي عاصم والطبراني وأبو نعيم من طريق إسماعيل بن عياش عن حريز بن عثمان عن أزهر بن عبد الله عن عصمة بن قيس
[ 367 ]
ويزيد ذلك وضوحا أن البخاري وغيره لما ذكروا ترجمة أزهر الهوزني عرفوه بأنه يروي عن عصمة بن قيس أن حريز بن عثمان يروي عنه قال البخاري أزهر أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حريز وقال بن أبي حاتم أزهر بن راشد أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عن بن عباس وسمع من سليم بن عامر روى عنه حريز بن عثمان وغيره وقال بن حبان في ثقات التابعين أزهر أبو الوليد الهوزني يروي عن رجل من الصحابة روى عنه حريز بن عثمان فوضح بهذا أن أزهر بن قيس لا وجود له في الخارج والعجب أن بن عبد البر أخرج الحديث المذكور في ترجمة عصمة بن قيس على الصواب وأخرجه هنا على الوهم وقد وقع لابن عبد البر تنبيه على قريب من هذا الوهم في الكنى في ترجمة أبي خداش الشرعبي كما سيأتي إن شاء الله تعالى وتم عليه الوهم في هذا فلم ينبه على وهم من سبقه إلى ذكره والله الموفق الالف بعدها السين (517) أسامة بن مالك أبو العشراء الدارمي قال أبو موسى أورده عبدان ووهم فيه لان أبا العشراء لا صحبة له وإنما الصحبة لابيه وقد اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا قلت قد جزم أيضا بأن اسم والد أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم بن حيان في الصحابة فقال في حرف الالف منهم أسامة بن مالك بن قهطم أبو أبي العشراء الدارمي
[ 368 ]
ويقال اسمه عطارد بن برز ويقال يسار بن بلز ثم ساق حديثه من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قلت والمعروف عند أهل الحديث أن أسامة اسم أبي العشراء لا اسم أبيه والله أعلم (518) أسد بن ربيعة الجعفري الشاعر له صحبة مات في أول ولاية معاوية وله مائة وأربعون سنة ذكر السمعاني كذا رأيته بخط بعض المتأخرين في كتاب جمعه في الصحابة وأورده في حرف الالف وهو تصحيف منه وإنما هو لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور (519) أسد بن زرارة كذا وقع عند الحاكم والصواب أسعد بن زرارة كما نبه عليه أبو موسى (520) أسد بن صفوان ذكره الباوردي واستدركه مغلطاي بخطه وهو وهم والصواب أسيد بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد السين ياء تحتانية كما تقدم (521) أسد التركي جاء ذكره في خبر مكذوب ذكره الذهبي في التجريد هكذا مختصرا وقد وقفت على ذكره في ترجمة الراوي عنه بهرام بن حمزة قال عمر النسفي في تاريخ سمر قند أخبرنا بهرام بن حمزة المرغينابي بسرخس أخبرنا موسى بن يعقوب بن محمد الحامدي عن أسد بن العامش التركي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول
[ 369 ]
قال أبو سعد السمعاني سلوا الله الثبات على الصدق فليس العجب من رواية بهرام عن الحامدي إنما العجب من رواية عمر النسفي هذا في كتابه غير منكر عليه بل رواية من يظن أنه حديث قال وكانت وفاة بهرام سنة خمسمائة وست عشرة قلت فهو من باب رتن ومكلبة بن ملكان ونحوهما (522) أسعد بن الربيع صوابه سعد بن الربيع كما سأبينه في ترجمته (523) أسعر الديلي صوابه سعر كما سيأتي في السين (524) أسقف نجران ذكره أبو موسى في الذيل وقال لا أدري أسلم أو لا ثم ساق حديث بن إسحاق عن جبلة عن بن مسعود أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابعث معي رجلا أمينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابعثن معك رجلا أمينا حق أمين الحديث وليس فيه ذكر إسلامه وقد ذكر بن إسحاق أن أسقف نجران لم يسلم وقد قيل إن أسقف نجران هذا اسمه الحارث بن علقمة من بني بكر بن وائل والاسقف نعت من نعوت أكابر النصارى (525) أسلم الراعي أبو سلمى قال بن منده استشهد بخيبر ثم ساق حديث أبي سلام قال حدثنا أبو سلمى الراعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان
[ 370 ]
قال أبو نعيم وهم في تسمية أبي سلمى وإنما اسمه حريث وفي قوله استشهد بخيبر لان من يستشهد بخيبر لا يقول عنه أبو سلام حدثنا وهو اعتراض متجه لان أبا سلام لا صحبة له والحق أن بن منده دخلت عليه ترجمة في ترجمة والراعي الذي قتل بخيبر غير الراعي الذي يكنى أبا سلمى والله أعلم (526) أسلم غير منسوب ذكره عبدان وأورد له حديث عبد الرحمن بن منهال بن سلمة عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلم صوموا هذا اليوم قالوا إنا قد أكلنا قال صوموا بقية يوم عاشوراء قال أبو موسى قوله لاسلم المراد به القبيلة لا شخصا معينا اسمه أسلم ويدل عليه قوله إنا قد أكلنا (527) أسماء بن خارجة الاسلمي ذكره بعضهم في الصحابة والصواب أسماء بن حارثة كما تقدم في الاول نبه على ذلك بن حبان (528) إسماعيل بن أبي حكيم المزني ثم أحد بني فضيل أورده بن منده وقال أخرجه البخاري في الافراد ولا أعرف له صحبة ولا رواية ثم أخرج من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري عن عبد الله بن سلمة عن بن شهاب عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليسمع قراءة لم يكن فيقول أبشر عبدي وقال أبو نعيم لم يذكر أحد من الائمة إسماعيل في الصحابة وهو عندي إسناد منقطع قلت وهو وهم والصواب إسماعيل بن أبي حكيم المدني عن أحد بني فضيل فوقع فيه تصحيف في المدني إلى المزني وفي عن إلى ثم وهو تابعي معروف من مشايخ
[ 371 ]
يحيى بن سعيد الانصاري في الموطأ ولا مانع أن يروي له عن الزهري أيضا (529) إسماعيل بن زيد بن ثابت الانصاري ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق بن مردويه بسنده عن زكريا بن إسماعيل الزيدي من ولد زيد بن ثابت عن أبيه قال خرجنا جماعة من الصحابة غزاة من الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقفنا في مجمع طرق وطلع أعرابي عند خطام بعيره الحديث قال أبو موسى إسماعيل هو بن زيد بن ثابت وهو تابعي يروي عن أبيه لا أعلم له إدراكا للنبي صلى الله عليه وسلم واستدل بن الاثير على صحة ذلك بان زيدا كان صغيرا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسماعيل تابعي ولا عبرة بإرسال هذا الحديث فإن التابعين لم يزالوا يرون المراسيل كذا قال وفيه نظر لان السياق لو صح لاثبت لاسماعيل الصحبة فإن التابعي وإن كان يرسل لكن لا يخبر بشئ لم يشاهده أنه شاهده وأنت ترى في السياق قوله خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقفنا لكن يجوز أن يحمل على المجاز وهو خلاف الظاهر والذي عندي أنه إما أن يكون سقط من الاسناد عن جده أو أراد زكريا بقوله عن أبيه عن جده زيد لان الجد أب وقد ذكر إسماعيل بن زيد بن ثابت في التابعين بن حبان وقال يكنى أبا مصعب وهو أصغر ولد زيد بن ثابت وكذا ذكره البخاري في التابعين وذكر له عن أبيه حديثا موقوفا (530) إسماعيل بن عبد الرحمن الانصاري تابعي ذكره بن حبان في ثقاته وقد أرسل حديثا فذكره الباوردي في الصحابة فروى من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن سهيل بن مالك عن إسماعيل بن عبد الرحمن الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية وفي الاسناد ضرار بن صرد وهو ضعيف واورده أبو موسى في الذيل أيضا (531) إسماعيل بن هشام أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقد قال البخاري وأبو حاتم حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل (532) الاسود بن حارثة ذكره الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون عن
[ 372 ]
المسلم بن سعيد عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن خالد قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن يسلم فقال لا أستعين بمشرك وقال بعده خبيب هذا هو بن عبد الرحمن بن الاسود بن حارثة كذا قال وهو وهم وهذا الحديث رواه أحمد عن يزيد بن هارون فوقع عنده عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب وأورده بن عبد البر في ترجمة خبيب بن يساف وهو الصواب (533) الاسود غير منسوب قال بن عبد البر روى هشيم وأبو عوانة عن يعلى بن عطاء عن عامر بن الاسود عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع قال وشهدت معه الفجر في مسجد الخيف فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا فأتى بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا الحديث قال وخالفهما شعبة فقال عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الاسود عن أبيه مثله سواء قلت وهذا خطا نشأ في تصحيف واسقاط وذلك أن هشيما وأبا عوانة لم يخالفا شعبة ولم يخالفهما بل اتفقوا جميعا على أنه يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الاسود عن أبيه كذلك رواه أبو داود عن حفص بن عمر عن شعبة ورواه الترمذي والنسائي والبغوي من حديث هشم ورواه البغوي من حديث أبي عوانة كذلك وحديثه أتم وأظن أن الرواية التي وقعت لابن عبد البر سقط منها يزيد والد جابر وتصحف جابر
[ 373 ]
بعامر فرآه عامر بن الاسود عن أبيه فترجم للاسود ثم رأيته كذلك على الخطأ في الاسقاط في كتاب مكة للفاكهي قال حدثنا حسين بن حسن حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن الاسود عن أبيه فوافق الجماعة في جابر فلم يصحفه ونسب جابرا لجده والعجب أن بن عبد البر أورد الحديث المذكور في كتاب التمهيد في ترجمة زيد بن أسلم منه من طريق علي بن المديني عن هشيم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الاسود عن أبيه على الصواب وقال عقبة رواه شعبة عن يعلى بن عطاء مثله سواء فصرح باتفاق شعبة وهشيم خلاف ما ذكره في الاستيعاب والله الموفق (534) الاسود بن عبد الاسد بن هلال المخزومي أخو أبي سلمة ذكره أبو موسى عن عبدان وقال لا تعرف له رواية الا أن بن عباس ذكره وتعقبه بن الاثير بأن بن الكلبي والزبير بن بكار ذكرا أنه قتل يوم بدر كافرا وهو كما قالا وقد ذكره كعب بن مالك في قصيدة له في وقعة بدر منها فأقام في العطن المعطن منهم سبعون عتبة منهم والاسود وابن عباس إنما ذكره في المستهزئين فلا معنى لذكره في الصحابة أما بن أخيه الاسود بن سفيان بن عبد الاسد فسبق ذكره في الاول فلا يمكن أن يكون عبدان أراده لان بن عباس لم يذكره ولهذا بنت تسمى فاطمة ذكرها بن سعد فقال أسلمت وبايعت وهي التي قطعت في السرقة على الصحيح وسيأتي بيان ذلك في ترجمتها إن شاء الله تعالى (535) أسيد بفتح أوله وكسر السين بن أبي أسيد بالضم مصغرا هو الساعدي
[ 374 ]
ذكره أبو موسى عن عبدان قال حدثنا محمد بن سنان حدثنا أبو عاصم عن موسى بن عبيدة حدثني عمر بن الحكم عن أسيد بن أبي أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من بني الجون قال فبعثني فجئتها فأنزلتها الشعب فذكر قصة المستعيدة وتعقبه أبو موسى بأن عمر بن الحكم إنما رواه عن أبي أسيد نفسه وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن محمد بن الفرج عن محمد بن الزبرقان عن موسى بن عبيدة وهو المشهور قلت وموسى بن عبيدة ضعيف وكذلك محمد بن سنان فيحتمل أن يكون سقط من الاسناد الاول قوله عن أبيه فإن أسيد بن أسيد تابعي معروف تأخرت وفاته إلى خلافة أبي جعفر المنصور كما ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقد أخرج البخاري حديث المستعيذة من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أيضا (536) أسيد بن ثابت وقع في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى في حديث كلوا الزيت وادهنوا به من طريق عطاء الشامي عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصواب عن أبي أسيد بالكنية وسيأتي على الصواب في الكنى واسمه عبد الله بن ثابت (537) أسيد بن كرز القسري كذا وقع عند البغوي وصوابه أسد بفتح الهمزة والمهملة (538) أسيد بن مالك أبو عميرة روى له أحمد في مسنده هكذا قرأته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في شرح الترمذي من كتاب الزكاة وهو تصحيف والصواب رشيد بالراء والشين المعجمة وسيأتي على الصواب (539) أسيد بالضم بن أخي رافع بن خديج
[ 375 ]
ذكره بن منده قال حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أبو مسعود حدثنا حماد بن مسعدة عن أبي جريج عن عكرمة بن خالد أن أسيد حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وجد الرجل سرقته وكان غير متهم فإن شاء أخذها بالثمن الحديث وتعقبه أبو نعيم بان أبا مسعود الذي أخرجه بن منده من طريقه أورده في مسند أسيد بن ظهير قلت لكنه لم ينسبه لعلة سأذكرها وذلك أن أبا داود والنسائي أخرجاه عن هارون الحمال عن حماد بن مسعدة فوقع عندهما أسيد بن خضير وزاد أبو داود قال أحمد بن حنبل هو في كتابه أسيد بن ظهير ولكن كذا حدثهم بالبصرة يعني بن جريج وقد رواه عبد الرزاق عن بن جريج فقال أسيد بن ظهير أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عنه وأخرجه النسائي من وجه آخر عن عبد الرزاق وتابعه روح بن عبادة عن بن جريج فعرف من هذا أنه أسيد بن ظهير وقد ذكره بن منده فلا وجه للتفرقة ثم إن في قوله بن أخي رافع مؤاخذة لان أسيد بن ظهير بن عم رافع لا بن أخيه نعم لرافع بن أخ يقال له أسيد معدود في التابعين ذكره بن حبان وغيره وله رواية عن عمه رافع بن خديج والله أعلم (540) أسير بالضم آخره راء رجل من أسلم ذكره بن عساكر في فهرست مسند أحمد وقال حديثه في الحادي عشر من مسند الانصاري انتهى وهو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو في المسند من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم في التعوذ بكلمات الله التامات وكأنه سقط من نسخته عن وتصحف أبيه أسير فتركب منه هذا الوهم وقد نبه على ذلك الحافظ أبو بكر بن المحب
[ 376 ]
باب الالف بعدها شين (541) الاشج جاء ذكره في الحبر موضوع افتراه محمود بن علي الطرازي أحد الكذابين بعد الخمسمائة قال حدثنا الاشج صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجنا أربعمائة وخمسين رجلا للتجارة فأسلمت على يد علي فذهب بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم بدر الحديث وأخبرني أبو هريرة عن الذهبي إجازة عن إبراهيم بن حمويه أخبرنا الظهير البخاري أخبرنا محمد بن عبد الستار الكردي عن محمود بن علي عن الاشج هذا بخبر آخر مختلف قلت ثم وقفت على نسخة تزيد على أربعين حديثا من طريق أخرى عن قيس بن تميم عن الاشج فذكر هذه القصة وأحاديث أخرى عالها موضوع والوضع فيها ظاهر جدا وسأذكر ذلك في حرف القاف إن شاء الله تعالى وقرأت في كتاب أبي سعد السمعاني قال شاهدت محمد بن الحسين الشاشي وكان شيخا بكاء ينشد الاشعار وسرد الحكايات ويقول رأيت الاشج وسمعت شيخي الاشج يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من العود إلى العود ثقل ظهر الخطائين ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطائين انتهى وما أدري هل هو قيس أو غيره (542) الاشج أبو الدنيا المغربي اختلف في اسمه والاشهر أنه عثمان وقيل علي وقيل غير ذلك وأكثر الاخبار ليس فيها ما يدل على الصحبة النبوية وإنما فيها صحبة علي وفي بعضها الصحبة العليا سيأتي بيان ذلك في ترجمة من اسمه عثمان (543) الاشجع بن سنان ذكره بعضهم متعلقا بما أخرجه المحاملي في الجزء السادس عشر من حديثه قال حدثنا سعيد بن بحر حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان
[ 377 ]
عن منصور عن إبراهيم عن علقمة بن مسعود فذكر قصة ربوع بنت واشق وفيه فقام الاشجع بن سنان فقال قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى والصواب فقام الاشجعي بن سنان بزيادة ياء النسب وهو معقل بن سنان (544) أشعب بن أم حميدة المعروف بالطمع ذكره مغلطاي في حاشية أسد الغابة فقال ولد سنة تسع من الهجرة وكانت أمة تدخل على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو الفرج الاصبهاني انتهى يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعد في القسم الثاني ولم يتجه لي صحة ذلك لان أبي أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيده بن أشعب عن أبيه لكن روى بن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الاصمعي قال قال لي أشعب ولدت يوم قتل عثمان وأما ما رواه وكيع القاضي في غرر الاخبار عن محمد بن علي بن حمزة عن المازني عن الاصمعي قال حدثني أشعب قال سمعت طويسا يغني بهذين البيتين في عرس مروان بن الحكم بأم عبد الملك فذكر قصة ففيه نظر أيضا لان عبد الملك ولد في خلافة عثمان فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول لو صح ذلك لروى عن أكابر الصحابة ولم نقف له على رواية عن صحابي الا عن بن عمر وعبد الله بن جعفر ورواياته عن التابعين كثيرة كالسالم والقاسم وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على بطلان القول الاول إنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة وقد قدمنا أنه لم يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي لسان الميزان (545) أشعث بن بالمثلثة بن جودان روى عنه ابنه عمير كذا وقع في بعض
[ 378 ]
الروايات عمير بن أشعث بن جودان عن أبيه والصواب عن أشعث بن عمير بن جودان عن أبيه قال بن منده وغيره وقال أبو نعيم قلبه بعض الرواة وسيأتي في عمير على الصواب باب الالف بعدها الصاد (546) أصرم صحفه بعضهم وإنما هو الصرم وهو لقب بن سعيد بن يربوع المخزومي باب الالف بعدها العين (547) أعرابي أخرجه البغوي في حرف الالف وروى له من طريق أبي العلاء قال بينما نحن بهذا المربد جلوس إذ أتى علينا أعرابي أشعث الرأس فذكر قصة الكتاب الذي معه قال وبلغني أن اسمه النمر بن تولب قال بن شاهين هكذا أخرجه في الالف وينبغي أن يخرج في النون (548) اعشي بن قيس بن ثعلبة يأتي في حرف الميم واسمه ميمون باب الالف بعدها الكاف (549) أكيدر دومة هو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن اعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون صاحب دومة الجندل ذكره بن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد ثم إنه أسلم وأهدى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فوهبها لعمر وتعقب ذلك بن الاثير فقال إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصالحه ولم يسلم وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير ومن قال إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا بل كان نصرانيا ولما صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنة وبقي فيه ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله كافرا
[ 379 ]
وقد ذكر البلاذري أن أكيدر دومة لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى دومة فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد ومنع ما قبله فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشام قتله قال بن الاثير فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصحابة قلت وذكر بن الكلبي أنه لما منع ما صالح عليه اجلاه أبو بكر إلى الحيرة ويقال بل اجلاه عمر وعمدة بن منده في أنه أسلم ما أخرجه من طريق بلال بن يحيى عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة الجندل فقال إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا ثم ذكر حديث إسلامه كذا وقع فيه وقد رويناه في زيادات المغازي من طريق يونس بن بكير عن سعد بن أوس عن بلال بن يحيى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على المهاجرين إلى دومة الجندل وبعث خالد بن الوليد على الاعراب معه وقال انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش فخذوه أخذا فابعثوا به إلى ولا تقتلوه فمضوا وحاصروا أهلها فأخذوه فبعثوا به إليه ولم يذكر في هذه القصة أنه أسلم وروى أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد الله بن إياد لقيط سمعت أبي إيادا يحدث عن قيس بن النعمان السكوني قال خرجت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بلغني أن خيلك انطلقت وإني خفت على ارضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شئ هولي فإني أقر بالذي هو علي من الحق فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال يا رسول الله أقبل مني هذا فإني اهديته لك فقال ارجع بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا الا حرمه في الآخرة فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله ثم إنه وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فرجع فقال يا رسول الله إنا أهل بيت يشق علينا أن ترد هديتنا فاقبل مني هديتي فقال ادفعه إلى عمر فذكر القصة
[ 380 ]
فلعل مستند أحمد من قال إنه أسلم قوله في هذا الحديث يا رسول الله وفي مسند أحمد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام على المنبر أو جلس فجعل الناس يلمسونها الحديث أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد عن أنس أهدى أكيدر دومة للنبي صلى الله عليه وسلم جرة من من فأعطى لكل واحد قطعة الحديث وروى بن منده أيضا من طريق علي بن إسحاق قال حدثنا رزق بن أبي رزق بن صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك قال حدثنا أشياخنا يعني آباءهم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك فذكر حديثا طويلا قال ورواه غيره فقال عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر قال أحمد بن حنبل أكيدر هذا هو أكيدر دومة فتمسك بن مندة لكونه أسلم بروايته وفيها نظر وقد ذكر بن إسحاق قصته في المغازي قال حدثنا يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة وكان على دومة وكان نصرانيا فقال انك ستجده يصيد البقر فذكر القصة مطولة وفيها فقتل خالد حسان أخا أكيدر وقدم باكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى مدينته وكذلك ذكر القصه نحو هذا عروة في المغازي في رواية بن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة ان شاء الله تعالى وسيأتي كلام الباوردي في ترجمة حريث بن عبد الملك وهو أخو أكيدر في حرف الحاء وقال بن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة إما ترى رأسي تغير لونه شمطا فأصبح كالثغام المحول
[ 381 ]
فلقد تراني صاحباي كأنني في قصر دومة أو سواء الهيكل دومة بين الشام والحجاز وهي دومة الجندل وهي لكلب وملكها أكيدر بن عبد الملك السكوني فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها وكان يسكنها دومان بن إسماعيل وقال أبو السعادات بن الاثير أخو مصنف أسد الغابة من الناس من يقول إن أكيدر أسلم وليس بصحيح وممن وقع في كلامه ما يدل على أنه أسلم الواقدي فإنه قال في المغازي حدثني شيخ بن دومة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لاكيدر هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم من رسول الله لاكيدر حين جاء الاسلام وخلع الانداد والاصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ولكم الصدق والوفاء فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية كما قال بن إسحاق ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي ثم ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم مع من ارتد كما قال البلاذري ومات على ذلك والله أعلم باب الالف بعدها الميم (550) أمية بن خالد قال بن حبان يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم قلت ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم على ما سنبينه فأول من ذكره فيما علمت البغوي فقال حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين قال البغوي أمية بن خالد لا أرى له صحبة غير أن القواريري وابن أبي شيبة اخرجا هذا الحديث في المسند وقال بن قانع أمية بن خالد أحسب أن له رؤية وقال العسكري أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أن له رؤية وذكره أيضا الطبراني وقال بن منده أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد الاموي في صحبته نظر عداده في التابعين
[ 382 ]
توفي سنة ست وثمانين ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن المهلب عن أمية بن خالد بن أسيد فذكره والنسب الذي ترجم به مقلوب وذكره أبو نعيم على الصواب فقال أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ثم ساق حديثه ووقع في سياقه عن أمية بن عبد الله بن خالد على الصواب وقال مختلف في صحبته وكذا قال من قبله الباوردي وتبعه بن الجوزي وأما بن عبد البر فقال أمية بن خالد لا يصح عندي صحبته قال ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قلت قد أوضح البخاري أمره فقال أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد سمع بن عمر وقال بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد وقال أبو عبيد هو عندي أمية بن عبد الله بن خالد يعني أنه قلب وروى الطبراني حديثه في المعجم الكبير فأتى بنسبه على الصواب فقال حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبي حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن حده أبي إسحاق عن أمية بن عبد الله بن أسيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين وبهذا الاسناد إلى بن إسحاق قال أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين إنا نستعينك قلت وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية لان الصحبة لجده خالد وهو أخو عتاب أمير مكة وأبوه عبد الله مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير واستعمله معاوية على فارس وأمية صاحب الترجمة ولاه عبد الملك بن مروان خراسان وخبر ولايته مشهور في التواريخ وكان المهلب معه في عسكره وكذا أبو إسحاق كما تقدم وأم أمية هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان وهي تابعية وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد حتى ظن بعضهم أن أمية بن خالد عم لامية بن عبد الله بن خالد لكن لولا اتحاد الحديث وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبد الله لجوزنا ذلك
[ 383 ]
وفي السنن الكبير للبيهقي من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس قال كتب بن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد فقرأ علينا كتابهما فذكر قصة فنسب أمية في هذا إلى جده وقد قال بن حبان في التابعين بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد يروي عن بن عمر روى عنه أبو إسحاق السبيعي مات سنة ست وثمانين وتعقبوا عليه جعله اثنين وهو واحد لما اوضحناه وقال المدائني مات سنة سبع وثمانين (551) أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو عمرو الضمري قال بن عبد البر له صحبة ولابنه عمرو صحبة وصحبة عمرو أشهر روى حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده وذكر الحديث وقرأت بخطه في حاشية كتاب بن السكن أمية الضمري حديثه عند ولده ثم ساق من طريق هشام بن عروة عن الزهري عن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكل ثم قام فصلى ولم يتوضأ فأما الحديث الاول فقد ساقه بن منده في ترجمة أمية بن عمرو قال وقيل بن أبي أمية الضمري عداده في أهل الحجاز روى عنه ابنه عمرو بن أمية ثم ساق من طريق جعفر بن عون عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده إلى قريش قال فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوف العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا الحديث وهذه القصة مذكورة في المغازي لعمرو بن أمية لا لابيه مشهورة به لا بأبيه وقد بين علي بن المديني أمرها بيانا شافيا في كتاب العلل فقال بعد أن ساق الحديث من
[ 384 ]
طريق بن مجمع المذكور جعفر بن عمرو هذا ليس هو بن عمرو بن امية الضمري لصلبه وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية وانما الحديث عن أبيه عن جده عمرو بن أمية قلت فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر وتبين أن الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمري لا من مسند أمية تنبيه وقع في معجم الطبراني في الحديث المذكور عن جعفر بن عوف عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري أخبرني جعفر انتهى وقوله عن الزهري بن المزيد في متصل الاسانيد وأما الحديث الثاني فسقط منه لفظة واحدة وهي بن والصواب عن الزهري عن بن عمرو بن أمية عن أبيه والزهري لم يلحق عمرو بن أمية وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه وقد قال بن مند أيضا أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى أخبرنا أبو مسعود أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ قال بن منده كذا رواه عبد الرزاق ورواه إبراهيم بن سعد عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه وهو الصواب قلت لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لابي مسعود أو بن أبي مسعود فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق على الصواب وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدبري عنه وكذا رواه البخاري من طريق بن المبارك عن معمر وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري وكلها صحيحة فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أمية أيضا والله أعلم (552) أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور ذكره بن السكن في الصحابة وقال لم يدركه الاسلام وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض شعره وقال قد كاد أمية أن يسلم ثم قص قصة مؤتة من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده ثم أخرج حديث عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد قول أمية
[ 385 ]
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للاخرى وليث مرصد فقال صدق هكذا صفة حملة العرش قلت وصح عن الشريد بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشده من شعر فقال كاد أن يسلم وفي البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم وأم أمية رقية بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف فذلك رثى أمية بن أبي الصلت قتلي بدر بقصيدته المشهورة لانه كان من رؤوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس وهما ابنا خاله وكان أبو الصلت والد أمية شاعرا وكذا ابنه القاسم بن أمية وسيأتي أن له صحبة وقال أبو عبيدة اتفقت العرب على أن أمية أشعر ثقيف وقال الزبير بن بكار حدثني عمي قال كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها ولبس المسوح وتعبد أولا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية وحرم الخمر وتجنب الاوثان وطمع في النبوة لانه قرأ في الكتب أن نبيا يبعث بالحجاز فرجا أن يكون هو فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حسده فلم يسلم وهو الذي رثى قتلي بدر بالقصيدة التي أولها ماذا يبدر والعقنقل من مرازبة جحاجح وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن بن هشام قال كان أمية آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فقدم الجحاز ليأخذ ماله من الطائف ويهاجر فلما نزل بدرا قيل له إلى أين يا أبا عثمان قال أريد أن أتبع محمدا فقيل له هل تدري ما في هذا القليب قال لا قيل فيه شيبة وعتبة ابنا خالك وفلان وفلان فجدع أنف ناقته وشق ثوبه وبكى وذهب إلى الطائف فمات بها ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية والمعروف أنه مات التاسعة ولم يختلف أصحاب الاخبار أنه مات كافرا وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر وقيل أنه الذي نزل فيه قوله تعالى * (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) * وقيل إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم الثقفيون
[ 386 ]
وقال المرزباني اسم أبي الصلت عبد الله بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ويقال هو أبو الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة يكنى أبا عثمان ويقال أبا القاسم مات أيام حصار الطائف بعد حنين وفي الطبراني الكبير عن أبي سفيان بن حرب قال خرجت تاجرا في رفقة فيهم أمية بن أبي الصلت فذكر قصة فيها أن أمية قال أن نبيا يبعث بالحجاز من قريش وأنه كان يظن أنه هو إلى أن تبين له أنه من قريش وأنه يبعث على رأس الاربعين وأنه سأله عتبة بن ربيعة فقال إنه جاوزها قال فلما رجعت إلى مكة وجدت النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث فلقيت أمية فقال لي اتبعه فإنه على الحق قلت فأنت قال لولا الاستحياء من صبيات ثقيف إني كنت احدثهن إني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف ومن شعر أمية من قصيدة كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة زور ومن قصيدة أخرى يا رب لا تجعلني كافرا أبدا واجعل سريرة قلبي الدهر إيمانا ومثل هذا في شعره كثير ولذلك قال صلى الله عليه وسلم آمن شعره وكفر قلبه وذكر بن الاعرابي في النوادر أن أمية خرج في سفرته فذكر قصة أنه رأى شيخا من الجن فقال انك متبوع فمن أين يأتيك صاحبك قال من قبل أذني اليسرى قال فما يأمرك أن تلبس قال السواد قال هذا خطيب الجن كدت أن تكون نبيا فلم تكن إن النبي يأتيه صاحبه من قبل الاذن اليمنى ويأمره بلبس البياض وذكر عمر بن شبة بسند له عن الزهري قال دخل أمية على أخته فنام على سرير لها فإذا طائران فوقع أحدهما على صدره فشقه فأخرج قلبه فقال له الآخر أوعي قال نعم
[ 387 ]
قال فقبل قال أبي فرد قلبه مكانه ثم نهض فاتبعه أمية طرفه فقال لبيكما لبيكما هأنذا لديكما فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات ثم ذهبا وزاد في الثالثة إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما ثم انطبق السقف وقام أمية يمسح صدره فقالت له يا أخي ماذا تجد قال لا شئ إلا اني أجد حرارة في صدري وعن الزبير عن عمه مصعب بن عثمان عن ثابت بن الزبير قال لما مرض أمية مرض الموت جعل يقول قد دنا أجلي وأنا أعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني في محمد قال ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول لبيكما لبيكما فذكر نحو ما تقدم وفيه ثم قضى نحبه ولم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم (553) أمية بن سعد القرشي ذكره أبو زكريا بن منده مستدركا على جده وأخرج من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الاعرج عن نصر بن عطاء الواسطي عن همام عن قتادة عن عطاء عن أمية القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إذا أتتك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعا قلت والعارية مؤداة قال نعم قال أبو موسى في الذيل كذا روى وقد رواه بن أبي عاصم عن فضل بن سهل الاعرج بالاسناد المذكور فقال عن عطاء عن يعلى بن صفوان بن أمية عن أبيه وكذا رواه حبان بن هلال عن همام والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أمية ويروي عن أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه وهو عند أبي داود والنسائي على الصواب
[ 388 ]
(554) أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد استدركه أبو موسى على بن منده وقد قدمنا الكلام في ترجمة أمية بن خالد (555) أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ذكره عبدان في الصحابة قال حدثنا الفضل بن سهل حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة عن عبد الله بن دينار عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال إن الله عزوجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظيمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله الحديث قال أبو موسى هذا حديث مشهور لعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر وعبد الملك بن قدامة معروف بالرواية عن عبد الله بن دينار فلا أدري كيف وقع هذا قلت هو من حديث عبد الله بن دينار عن بن عمر بلاشك وأما أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين ذكره فيهم بن حبان وكذا ذكر البخاري أنه يروي عن عكرمة وقال خليفة مات سنة ثلاثين ومائة (556) أمية بن علي ذكره بن منده معتمدا على خبر وقع فيه إسقاط وتصحيف فساق من طريق يحيى الفراء عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أمية بن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مال قال بن منده الصواب ما رواه أصحاب بن عيينة عن عمرو عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه
[ 389 ]
قلت كذلك رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث بن عيينة (557) أمية بن عمرو بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي يأتي صوابه في عمرو بن أمية (558) أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي مدني حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في الماء والطين على راحلته يومئ إيماء سجوده أخفض من ركوعه هكذا أخرجه بن عبد البر وهو وهم فقد روى الترمذي الحديث المذكور من طريق كثير بن زياد عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا الحديث قال الترمذي غريب قلت إسناده لا بأس به وصحابيه يعلى بن مرة لا أمية غير أن الطبراني رواه في معجمه فقال عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية عن أبيه عن جده وهو وهم في ذكر أمية بل صوابه مرة وعلى كل تقدير فصحابيه يعلى لا أمية وإن ثبتت رواية لامية والد يعلى فهو أمية التميمي المذكور في القسم الاول (559) أمية بن أبي مرثد الانصاري ذكره بعضهم في الصحابة وهو وهم قال الاسماعيلي في المسند يحيى بن سعيد أخبرنا علي بن محمد العسكري حدثنا إبراهيم البلدي حدثنا أبو صالح حدثنا الليث قال يحيى بن سعيد كتب إلى خالد بن أبي عمران عن الحكم بن مسعود أن أمية بن أبي مرثد الانصاري حدثه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتنة الحديث كذا فيه والصواب أنس بن أبي مرثد كذلك أخرجه البخاري في تاريخه عن أبي صالح على الصواب وقد تقدم في ترجمة أنس في الاول (560) أنس بن أسيد بن أبي أناس بن زنيم الكناني ذكره دعبل بن علي في
[ 390 ]
طبقات الشعراء وقال إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح فما حملت من ناقة فوق رحلها اعف واوفي ذمة من محمد قلت وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الذي ذكرته في القسم الاول على الصواب وأبو أناس أخوه لا جده والله أعلم (561) أنس بن أم أنس ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة وأخرجا من طريق محمد بن إسماعيل عن يونس بن عمران بن أبي قيس عن جدته أم أنس أنها قالت يا رسول الله جعلك الله في الرفيق الاعلى من الجنة وأنا معك قال أنس قلت يا رسول الله علمني عملا قال عليك بالصلاة الحديث قال البغوي لا أعلم له غيره انتهى وهو خطأ نشأ عن سقط والصواب قال أم أنس فقلت يا رسول الله الخ كذا أخرجه الطبراني في ترجمة أم أنس من معجمه وقال ليست هي أم أنس بن مالك والله أعلم (562) أنس بن رافع أبو الحيسر الاوسي ذكره بن منده وقال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مكة فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق عن حصين بن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد بهذا كذا قال والذي ذكره بن إسحاق في المغازي بهذا الاسناد يدل على أنه لم يسلم وقد سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ وقوله قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في نظر وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الاشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على الخزرج فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الاسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا فكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة ولابي الحيسر هذا بن شهد بدرا وابنة تزوجها عبد الرحمن بن عوف وهي التي قيل له بسبها أولم ولو بشاة
[ 391 ]
(563) أنس بن عبد الله بن أبي ذباب ذكره بن أبي عصام وتبعه علي بن سعيد العسكري قال أبو موسى أورده أبو زكريا بن منده مستدركا به على جده وأحاله على العسكري ولم يورد له شيئا ولعله أراد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قلت هو هو بعيته وبيان ذلك أن بن أبي عاصم قال حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن كثير عن الزهري عن عبيد الله عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا إماء الله الحديث وقد أخرجه بن أبي عاصم بهذا الاسناد بعينه في ترجمة إياس بن عبد الله وهو الصواب فكذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس (564) أنس بن مالك رجل من بني عبد الاشهل ذكره بعضهم مفردا عن أنس بن مالك الكعبي القشيري واستند إلى ما أخرجه بن ماجد عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغذى فقال إدن فكل قلت إني صائم فيا لهف نفسي فهلا كنت طعمت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه بن ماجة أيضا مطولا عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع فقال عن رجل من بني عبد الله بن كعب وكذا قال الترمذي عن أبي كريب عن وكيع وكذا أخرجه أبو داود عن شيبان بن فروخ عن أبي هلال وهو الصواب وقد تقدم أنس بن مالك الكعبي في القسم الاول
[ 392 ]
باب الالف بعدها الهاء (565) أهبان الغفاري بن أخت أبي ذر تابعي مشهور ذكره بن عبد البر فقال بصري لا تصح له صحبة وإنما يروي عن أبي ذر روى عنه حميد بن عبد الرحمن قلت وزعم بن منده أن البخاري قال أن أهبان بن صيفي هو أهبان بن أخت أبي ذر والذي رأيت في التاريخ التفرقة بينهما نعم وحد بينهما بن حبان والصواب التفرقة باب الالف بعدها الواو (566) أوس بن أويس ذكره أبو جعفر الطحاوي وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن عمرو بن عبد الله عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن أوس بن أوس أو أوس بن أويس قال أقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف شهر فرأيته يصلي وعليه نعلان مقابلتان قلت وعندي أن أوسا هذا هو أوس بن أبي أوس الثقفي المتقدم ذكره في القسم الماضي وهم في اسم أبيه قيس وقد رواه شعبة عن النعمان بن سالم سمعت رجلا جده أوس بن أبي أوس قال كان جدي يصلي فيأمرني أن اناوله نعليه ويقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه
[ 393 ]
(567) اوس بن بشير رجل من أهل اليمن يقال إنه من جيشان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحديثه عند الليث بن سعد عن عامر الجيشاني كذا أورده بن عبد البر تبعا لابن أبي حاتم وفيه أوهام نبينها منها قوله بن بشير وإنما هو بن بشر ومنها قوله إنه من جيشان وإنما هو معافري ومنها قوله إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يأته وإنما حكى قصة رجل من جيشان أتاه فسأله ومنها قوله عامر الجيشاني وإنما هو المعافري وقد أخرج الحديث أبو موسى في الذيل من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير أن رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لنا شرابا يقال له المزر من الدرة فقال أله نشوة قال نعم قال فلا تشربوه وقال أبو موسى قد روى هذا الحديث عن ديلم الجيشاني وأظنه هو الذ سأل قلت وقد ذكره البخاري في تاريخه فقال أوس بن بشر المعافري يعد في المصريين صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عامر بن يحيى المعافري وواهب بن عبد الله وسمع عقبة بن عامر وكذا ذكره بن حبان في ثقات التابعين (568) أوس بن ثابت الانصاري فرق الطبراني بينه وبين أوس بن ثابت أخي حسان وهو هو فروى في ترجمة هذا عن عروة فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك بن النجار وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر ثم ذكره عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان والآخر أنه قال هو والد شداد ورأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره (569) أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائي
[ 394 ]
ذكره بن قانع وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الاول وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه شاعر جاهلي وذكر بن الكلبي أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لام كان نصرانيا وكان تحته بنت عم له نصرانية فأسلمت ففرق عمر بن الخطاب بينهما فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقر حفيده هانئ بن قبيصة على النصرانية وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال عاش أوس بن حارثة بن لام مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه ورئيسهم ذكر ذلك بن الكلبي عن أبيه قال فبلغنا أن بنية ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة فهم يسبون بذلك إلى اليوم فهذا يؤيد ما قلناه إنه لم يدرك الاسلام (570) أوس بن عرابة صوابه عرابة بن أوس كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت (571) أوس بن محجن أبو تميم الاسلمي ذكره أبو موسى وابن شاهين وأنه أسلم بعد أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انتهى وقد صحف أباه وإنما هو أوس بن حجر كما تقدم (572) أوس المزني ذكره بن قانع هكذا بالزاي والنون واستدركه بن الاثير وغيره فوهموا وإنما هو أوس المرئي بالراء والهمزة كما تقدم (573) أوس غير منسوب ذكره بن قانع أيضا وروى عن بن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى بن أوس عن أبيه قال كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر وهذا غلط نشأ عن حذف وذلك أن هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه فالصحابية لشداد بن أوس فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أ وس ظن بن قانع أنه على ظاهره والحديث معروف بشداد بن أوس من طرق ولذلك أخرجه الطبراني من طريق يعلى بن شداد بن أوس عن أبي والله أعلم
[ 395 ]
باب الالف بعدها الياء (574) إياس بن عبد الله البهزي روى عنه عبد الله بن يسار شهد حنينا حديثه في مسند الطيالسي هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامة بقي بن مخلد أنه أخرج له حديثا ثم ذكر إياس بن عبد بغير إضافة الفهري قلت وهما واحد فالذي في أسد الغابة إياس بن عبد الله الفهري بالفاء والراء روى عنه عبد الله بن يسار ثم ساق من طريق مسند الطيالسي إلى أبي عبد الرحمن الفهري حديثه غير مسمى ثم قال أخرجه بن عبد البر وابن منده وأبو نعيم لكن قال بن عبد البر إياس بن عبد بغير إضافة فظهر أن جعله اثنين وهم وأنه بالفاء والراء وكذا هو في مسند الطيالسي ولم يسم في سياق حديثه واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى (575) إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الاسلمي ذكره بن منده فقال أخرجه السراج في الصحابة وهو تابعي ثم أخرج له حديثا أرسله وعاب أبو نعيم على بن منده إخراجه لان الذي في تاريخ السراج بالسند المذكور عن إياس بن مالك بن أوس عن أبيه قال أبو نعيم نسب بن منده الوهم للسراج وهو منه برئ وقال بن الاثير قد أخبر بن منده بأنه تابعي فما بقي عليه عتب الا أنه نقل عن السراج ما في تاريخه خلافه (576) إياس بن معاوية المزني ذكره الطبراني في الصحابة واستدركه أبو موسى وأخرج من طريق الطبراني بإسناده عن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن إياس بن معاوية المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد من صلاة بليل ولو حلب ناقة ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من صلاة الليل
[ 396 ]
وقد وهم من جعله صحابيا وإنما هو تابعي صغير مشهور بذلك وهو إياس القاضي المشهور بالذكاء وقد مضى ذكر جده إياس بن هلال بن رئاب ويأتي ذكر ولد قرة بن إياس في القاف وظن أبو نعيم أن الحديث المذكور لاياس بن هلال هذا فساقه في ترجمته الماضية وهو خطأ فإن ولد قرة ليست له رواية كما مضى قال أبو موسى هذا الحديث من رواية إياس بن معاوية بن قرة يروي عن أنس وعن التابعين وإنما الصحبة لجده قرة فضلا عن أبيه معاوية قلت ومات إياس بن معاوية سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل سنة اثنتين وعشرين وقيل إنه لم يبلغ أربعين سنة (577) إياس غير منسوب قال الخطيب أخبرنا أبو بكر الحرشي حدثنا الاصم حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا إسماعيل حدثنا عبد الله عن إياس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله قولا ألا بعمل ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية الا بإصابة السنة هكذا أورده بن الجوزي في أوائل كتابه التحقيق وتعقبه بن عبد الهادي بان قوله إياس في الاسناد خطأ والصواب عن أبان وهو بن أبي عياش قلت وإنما رواه أبان عن أنس كذلك أخرجه بن عساكر في اماليه (578) أيفع بن عبد الكلاعي تابعي صغير استدركه أبو موسى وقال أخرجه الاسماعيلي في الصحابة قال الاسماعيلي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال يأهل الجنة كم لبثتم في الارض عدد سنين الحديث وتابعه أبو يعلى عن الهيثم بن خارجة عن الوليد رجال إسناده ثقات الا أنه مرسل
[ 397 ]
أو معضل لا يصح لايفع سماع من صحابي وإنما ذكر بن أبي حاتم روايته عن راشد بن سعد وقال عبدان سمعت محمد بن المثنى يقول مات أيفع سنة ست ومائة وقال الدارمي في مسنده أخبرنا يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان عن أيفع بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل آية الكرسي وهو مرسل أيضا أو معضل (579) أيمن بن يعلى أبو ثابت الثقفي تابعي معروف وليس هو ابنا ليعلى الا أن له عنه رواية قال بن منده أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب وخيثمة بن سليمان قالا حدثنا هلال بن العلاء حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يزيد بن أبي أنيسة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سرق شبرا من الارض أو غلة جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الارضين قال بن منده وهكذا رواه عمرو بن زرارة عن عبيد الله بن عمرو ورواه جماعة عن عبيد الله بن عمرو فأسقطوا الشعبي ورواه علي بن معبد عن عبيد الله بن عمرو فقال عن أبي ثابت عن يعلى بن مرة الثقفي وهكذا رواه غير واحد عن أبي يعفور عن أبي ثابت عن يعلى وهو الصواب قلت ورواه البغوي عن عمرو بن زرارة مثل رواية علي بن معبد سواء وأيمن أبو ثابت روى عن يعلى المذكور وعن بن عباس وبذلك ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وساق هذا الحديث من رواية أبي يعفور عن أيمن أبي ثابت سمعت يعلى به وأخرجه في صحيحه من طريق الربيع بن عبد الله عن أيمن عن يعلى بن مرة (580) أيمن يقال هو اسم أبي مرثد (581) أيمن غير منسوب له رواية مرسلة وروى عن تبيع بن امرأة كعب عن
[ 398 ]
كعب روى عنه عطاء ومجاهد ويقال إنه مولى الزبير أو بن الزبير قال النسائي ما أحسب أن له صحبة وروى البخاري في تاريخه من طريق منصور عن الحكم عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي قال يقطع السارق مرسل وقال الشافعي من زعم أنه أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لامه فقد وهم لان ذاك قتل يوم حنين وقال الدار قطني أيمن راوي حديث السرقة تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء بعده وقيل هو أيمن الحبشي والد عبد الواحد بن أيمن مولى بني مخزوم الذي أخرج له البخاري والله أعلم
[ 399 ]
حرف الباء الموحدة القسم الاول يشتمل على معرفة من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على صحبته سواء كان الاسناد بذلك صحيحا أم لا مع بيان ذلك الباء بعدها الالف (582) ذام مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البغوي في موالي النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه بن عساكر (583) بأقوم ويقال باقول باللام والقاف مضمومة النجار مولى بني أمية قال عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة أن باقول مولى العاص بن أمية صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبره من طرفاء ثلاث درجات هذا ضعيف الاسناد وهو مرسل ومن هذا الوجه أخرجه بن منده روى بن السكن من طريق إسحاق بن إدريس حدثنا أبو إسحاق عن باقول أنه صنع فذكره قال بن السكن أبو إسحاق أظنه إبراهيم بن أبي يحيى وصالح هو مولى التوأمه ولم يقع لنا الا من هذا الوجه وهو ضعيف انتهى وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن إسماعيل المسمولي أحد الضعفاء عن أبي بكر بن أبي سيرة عن صالح مولى التوأمة حدثني بأقوم مولى سعيد بن العاصي قال
[ 400 ]
صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة ثلاث درجات المقعد ودرجتين هكذا أورده موصولا وهو ضعيف أيضا وصانع المنبر مختلف في اسمه اختلافا كثيرا بينته في شرح البخاري وفي الصحيح من حديث سهل بن سعد أنه غلام امرأة من الانصار لكن لا منافاة بين قولهم مولى بني أمية وبين قولهم غلام امرأة من الانصار لاحتمال أن يكون خدم المرأة بعد أن هاجر إلى المدينة فعرف بها وقد روى بن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار عن عبيدة بن عمير قال اسم الرجل الذي بني الكعبة لقريش بأقوم وكان روميا وكان في سفينة حبستها الريح فخرجت إليها قريش فاخذوا خشبها وقالوا له ابنها على بنيان الكنائس رجاله ثقات مع إرساله وقصة بناء الرومي الكعبة مشهورة وقد ذكرها الفاكهي وغيره وفي رواية عثمان بن ساج عن بن جريج كان رومي يقال له بأقوم يتجر إلى المندب فانكسرت سفينته بالشعيبة فأرسل إلى قريش هل لكم أن تجروا عيري في عيركم يعني التجارة وأن امدكم بما شئتم من خشب وبحار فتبنوا به بيت إبراهيم والغرض من هذا الطريق تسميته فيحتمل أن يكون هو الذي عمل المنبر بعد ذلك والله علم (584) بأقوم آخر ذكره بن منده في آخر ترجمة الذي قبله فقال قال سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة عن بن سيرين أن بأقوم الرومي أسلم ثم مات فلم يدع وارثا فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه إلى سهيل بن عمرو قلت فهذا إن صح غير الذي قبله لان من يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يلحق صالح مولى التوأمة السماع منه فقد تقدم تصريح صالح بالسماع منه في طريق أبي نعيم الباء بعدها الجيم (585) بجاد بفتح أوله والجيم ويقال بجار بالراء بدل الدال بن السائب بن عويمر بن عامر بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي المخزومي ذكره أبو عمر فقال استشهد باليمامة وفي صحبته نظر انتهى وقرأت بخط مغلطاي لم أر له في كتاب الزبير ولا عمه ولا في الجمهرة لابن الكلبي
[ 401 ]
وغيره ولا في الانساب للبلاذري وغيره ذكرا فالله أعلم (586) بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي من رهط الصديق ولولده محمد بن بجاد ذكر ومن ذريته يوسف بن يعقوب بن موسى بن عبد الرحمن بن الحصين بن محمد بن بجاد كان يسكن عسفان وله اشعار ذكره الزبير وكان في عصره (587) بجيد مصغر بن عمران الخزاعي له ذكر في المغازي قال بن هشام في قصة الفتح وقال بجيد بن عمران الخزاعي وقد انشا الله السحاب بنصرنا ركام سحاب الهيدب المتراكب وهجرتنا من أرضنا عند نابها كتاب أتى من خير ممل وكاتب ومن اجلنا حلت بمكة حرمة لندرك ثأرا بالسيوف القواضب واستدركه بن فتحون وغيره في حرف الباء ووقع لبعضهم بجير آخره راء والصواب كما في السيرة آخره دال وزعم بعض المتأخرين أنه بجيد بن عمران بن حصين وليس بشئ لان الذي جده حصين أوله نون وهو تابعي معروف وأما صاحب الشعر فالظاهر أنه غيره (588) بجير آخره راء مصغرا بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ذكره بن عبد البر وقال في إسلامه نظر وقال بن الكلبي يكنى أبا لجأ وقد رأس ولم تذكر له وفادة وقد بينت في القسم الرابع من حرف الالف الاختلاف في صحبة أوس وأن الحق لا صحبة له (589) بجير بن بجرة بفتح أوله وسكون الجيم الطائي قال بن عبد البر له في
[ 402 ]
قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها بن إسحاق في المغازي قال حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة وكان على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستجده يصيد البقر فذكر القصة وفيها فقتل خالد حسان أخا أكيدر وقدم بالاكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى مدينته فقال رجل من طئ يقال له بجير بن بجرة فذكر له شعرا في ذلك قال بن منده هذا مرسل وقد وقع لنا مسندا ثم أخرج من طريق أبي المعارك الشماخ بن معارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطائي حدثني أبي عن جدي عن أبيه بجير بن بجرة قال كنت في جيش خالد بن الوليد حين بعثه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك ستجده يصيد البقر قال فوافقناه في ليلة مقمرة وقد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذناه وقتلنا أخاه وكان قد حاربنا وعليه قباء ديباج فبعث به خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم انشدته أبياتا منها تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك فأتت عليه تسعون سنة وما تحركت له سن وأخرجه بن السكن وأبو نعيم من هذا الوجه وأبو المعارك وآباؤه لاذكر لهم في كتب الرجال وذكر سيف بن عمر في الفتوح أن بجير بن بجرة استشهد بالقادسية (590) بجير بن أبي بجير العبسي بموحدة حليف الانصار
[ 403 ]
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق قال بن منده لا نعرف له رواية (591) بجير بن زهير بن أبي سلمى بضم السين المزني الشاعر أخو كعب بن زهير الشاعر المشهور أيضا أسلم قبل أخيه وسيأتي ذكر ذلك مفصلا في ترجمة كعب إن شاء الله تعالى وأنشد بن إسحاق له يوم فتح مكة ضربناهم بمكة يوم فتح النبي الخير بالبيض الخفاف واعطينا رسول الله منا مواثيقا على حسن التصافي صبحناهم بألف من سليم وألف من بني عثمان وافى فأبنا غانمين بما أردنا وآبوا نادمين على الخلاف في أبيات (592) بجير بن عبد الله بن مرة بن عبد الله بن صعب بن أسد ذكره بن عبد البر وقال هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم (593) بجير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الاسدي أخو الزبير بن العوام ذكره أبو عبيدة فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه بن فتحون وقيل إنه وهم وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه قتل في الجاهلية قتله صبيح بن سعد بن هانئ الدوسي من اجداد أبي هريرة والله أعلم (594) بجير الخزاعي تقدم في بجيد (595) بجير أبو مالك الخزاعي قال بن حبان يقال إن له صحبة
[ 404 ]
الباء بعدها الحاء (596) بحاث بوزن فعال والحاء المهملة وآخره مثلثة هو بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بم عمرو بن عمارة بن مالك البلوي حليف بني عمرو بن لؤي هكذا سماه ونسبه بن الكلبي وذكروا أنه شهد بدرا واحدا لكن سماه بن إسحاق نحاب بنون أوله وموحدة آخره وذكره بن منده في النون أوله وموحدة آخره واستدركه أبو موسى في الموحدة وفيها ذكره بن شاهين وعمارة في نسبه بفتح العين وتشديد الميم (597) بحر بضم أوله وضم المهملة أيضا بن ضبع بضمتين أيضا بن اتة بن يحمد الرعيني قال بن يونس وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وقال في ترجمة حفيده مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر كان شاعرا وهو القائل وجدي الذي عاطى الرسول يمينه وحنت إليه من بعيد رواحله قال وحفيده الآخر أبو بكر بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط في خلافة عمر بن عبد العزيز (598) بحير الراهب أحد الثمانية الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب تقدم ذكره في أبرهة وروى بن عدي من طريق ضعيفة جدا إلى جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن
[ 405 ]
جده قال سمعت بحيرا الراهب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الرجل كأسا من خمر الحديث قال بن عدي هذا حديث منكر ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا انتهى وظن بعضهم أن صاحب الحديث هو بحيرا الراهب الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب وليس بصواب بل أن صح الحديث فهو الذي ذكروا قصته في أبرهة (599) بحير بفتح أوله وكسر المهملة بن أبي ربيعة المخزومي يأتي في العبادلة إن شاء الله تعالى (600) بحير الانماري له صحبة ورواية قاله بن ماكولا وسبقه الخطيب وأخرج من طبقات أهل حمص لابن سميع فقال أبو سعد الخير الانماري وعند بن قانع بحير أبو سعد الانماري قلت وسيأتي في الكنى (601) بحير بن عقربة يأتي في بشير الباء بعدها الدال (602) بدر بن عبد الله المزني روى له بن منده من طريق عمرو بن الحصين وهو متروك عن أبي علاثة عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بكر بن عبد الله المزني عن بدر بن عبد الله المزني قال قلت يا رسول الله إني رجل محارف لا ينمى لي مال فذكر حديثا (603) بدر بن عبد الله الخطمي قيل هو اسم جد مليح بن عبد الله وقيل بل اسمه برية وقيل حصين
[ 406 ]
(604) بدر بن عبد الله غير منسوب وروى أبو الشيخ في تفسيره من طريق قيس بن البراء عن عبد الله بن بدر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يبارك له في أجلة وأن يمتعه بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة وأورده أبو نعيم في ترجمة جد مليح بن عبد الله الخطمي وليس هذا من حديثه (605) بدر أبو عبد الله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى محمد بن جابر بن عبد الله بن بكر عن أبيه حدثنا يحرز في التجريد (606) بدرة أبو مالك أخرج له بقي بن مخلد في مسنده حديثا (607) بديل بن أم أصرم ذكره بن دريد في كتاب الاشتقاق وقال كان من سادات خزاعة وأظنه الذي بعده (608) بديل بن أم أصرم هو بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الاحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي السلولي وقال بن الكلبي أمة أم أصرم بنت الا حجم بن دندنة بن عمرو بن القين خزاعية أيضا قال أبو موسى أورده عبدان وقال لا نحفظ له حديثا الا ذكره وقصته وهو الذي أجاب الاحرز بن لقيط الديلي ذكر ما أصابوا من خزاعة وذلك حين صلح الحديبية وقال بن عبد البر هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو وبشر بن سفيان الخزاعي وذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له يخاطب أنس بن زنيم في فتح مكة بكى أنس رزءا فأعوله البكا وأشفق لما اوقد الحرب موقد بكيت لقتلى ضرجت بدمائها وخضب منها السمهري المقصد
[ 407 ]
حنثر ضبطه الدار قطني بفتح المهملة وسكون النون بعدها مثلثة وضبطه بن ماكولا بالموحدة ثم المثناة (609) بديل بن عمرو الخطمي الانصاري روى بن منده من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الحليس بن عمرو عن أمه الفارعة عن جدها بديل بن عمرو الخطمي قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه انتهى وفي الاسناد من لا يعرف والحليس بمهملتين مصغر (610) بديل بن عبد مناف بن سلمة قيل له صحبة ذكره عبدان وقد قيل إنه الذي قبله وإن سلمة جده لا أبوه (611) بديل بن كلثوم بن سالم الخزاعي ذكره بن حبان في الصحابة وقال هو الذي يقال له قائل خزاعة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده قصيدة له انتهى وروى الباوردي من طريق عبد الله بن إدريس عن حزام بن هشام عن أبيه قال قدم بديل بن كلثوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده لا هم إني ناشد محمدا الابيات قلت وهذا الاسناد منقطع وسيأتي نسبة هذا الشعر لعمرو بن سالم بن كلثوم فالله أعلم (612) بديل ويقال بريل بالراء بدل الدال ويقال برير براءين وقيل غير ذلك بن أبي مريم وقيل بن أبي مارية السهمي مولى عمرو بن العاص روى الترمذي من طريق بن إسحاق عن أبي النضر عن باذام عن بن عباس عن
[ 408 ]
تميم الداري في هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية) * الآية قال يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة معه جام من فضة فذكر الحديث قلت أبو النضر هو محمد بن السائب الكلبي ضعيف وأخرجه بن منده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي فقال بديل بن أبي مارية قال وكان مسلما وأصل الحديث في صحيح البخاري من طريق أخرى عن بن عباس قال خرج عدي وتميم فذكره لكن لم يسم السهمي وذكر بن بريرة في تفسيره أنه لا خلاف بين المفسرين أنه كان مسلما من المهاجرين (613) بديل غير منسوب حليف بني لخم ذكره بن يونس في تاريخ مصر وأخرجه البغوي ولم يسق حديثه روى الباوردي وابن منده من طريق رشدين بن سعد أحد الضعفاء عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن بديل حليف لهم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين (614) بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جرى بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي قال بن السكن له صحبة سكن مكة ويقال إنه قتل بصفين قلت المقتول بصفين ابنه عبد الله وقد روى بن منده عن محمد بن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن سعيد عن عبد الرحمن بن الحكم عن بشر أنه سئل عن بديل بن ورقاء فقال مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم
[ 409 ]
وفي المغازي عن بن إسحاق وغيره أن قريشا لجئوا يوم فتح مكة إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاه وكان إسلامه قبل الفتح وقيل يوم الفتح وروى البخاري في تاريخه والبغوي من طريق بن إسحاق قال حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن بن بديل بن ورقاء عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والاموال بالجعرانة حتى يقدم عليه ففعل إسناده حسن وروى أبو نعيم من طريق بن جريج عن محمد بن يحيى بن حبان عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل اورق بمنى يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الايام فإنها أيام أكل وشرب ورواه البغوي من طريق بن جريج أيضا لكن قال بلغني عن محمد بن يحيى وروى بن السكن من طريق مفضل بن صالح عن عمرو بن دينار عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بديلا فذكر نحوه وروى إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه سمعت بديل بن ورقاء قال لما كان يوم الفتح قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى بعارضي سوادا كم سنوك قلت سبع وتسعون فقال زادك الله جمالا وسوادا الحديث وقال بن أبي عاصم حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء حدثني أبي عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه محمد بن بشر عن أبيه بشر بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن سلمة عن أبيه سلمة قال دفع إلي
[ 410 ]
أبي بديل بن ورقاء كتابا فقال يا بني هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به فلن تزالوا بخير ما دام فيكم فذكر الحديث وفيه إن الكتاب بخط علي بن أبي طالب وفي ترجمة إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه سمعت بديل بن ورقاء يقول إن بن العباس أقامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال هذا بديل بن ورقاء فقال له كم سنوك ورأى بعارضيه سوادا فقال سبع وتسعون قال زادك الله جمالا وسوادا باب الباء بعدها الراء (615) بر بن عبد الله أبو هند الداري مشهور بكنيته سماه هكذا بن ماكولا وقيل اسمه برير كما سيأتي وقيل اسمه الليث بن عبد الله قاله بن الحذاء وقيل غير ذلك (616) البراء بن أوس بن خالد الجعد بن عوف بن مبذول الانصاري قال بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن زيد عن رجاله أنه شهد أحدا وما بعدها قال وهو زوج مرضعة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم واسمها خولة بنت المنذر بن زيد وقال الواقدي عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن البراء بن أوس بن خالد أنه قاد مع النبي صلى الله عليه وسلم فرسين فضرب له بخمسة أسهم وذكره أبو نعيم وقال أبو عمر هو والد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة كان زوج أم بردة التي أرضعته (617) البراء بن حزم ذكره بن حبان في الصحابة فقال أخذ منهم النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة
[ 411 ]
وروى الباوردي من طريق يعلى بن الاشدق أحد الضعفاء المتروكين قال أدركت عشرة من الصحابة منهم البراء بن حزم وعبد الله جراد قالوا أخذ منا النبي صلى الله عليه وسلم من المائة من الابل جذعتين (618) البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي يكنى أبا عمارة ويقال أبو عمرو له ولابيه صحبة ولم يذكر بن الكلبي في نسبه مجدعة وهو أصوب قال أحمد حدثنا يزيد عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فردنا فلم نشهدها وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر ورواه عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء نحوه وزاد وشهدت أحدا أخرجه السراج وروى عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة وفي رواية خمس عشرة إسناده صحيح
[ 412 ]
وعنه قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا أخرجه أبو ذر الهروي وروى أحمد من طريق الثوري عن بن إسحاق عن البراء قال ما كل ما نحدثكموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه حدثناه أصحابنا وكان يشغلنا رعية الابل وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيباني وخالفه غيره وشهد غزوة تستر مع أبي موسى وشهد البراء مع كل الجمل وصفين وقتال الخوارج ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ومات في إمارة مصعب بن الزبير وأرخه بن حبان سنة اثنتين وسبعين وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاحاديث وعن أبيه وأبي بكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة أبو جحيفة وعبد الله بن يزيد الخطمي وجماعة آخرهم أبو إسحاق السبيعي (619) البراء بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبيد بن قمئة بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الخزرجي الساعدي ذكره الواقدي والطبري فيمن شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن زيد عن رجاله وذكره العدوي وقال كان له ولد فانقرضوا (620) البراء بن مالك بن النضر الانصاري أخو أنس تقدم نسبه في ترجمة أنس وهو أخو أنس لابيه قاله أبو حاتم وقال بن سعد أخوه لابيه وأمه أمهما أم سليم انتهى وفيه نظر لانه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لامه أمهما سحماء وأما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف وتقدم في ترجمة أنجشة أن البراء كان حادي النبي صلى الله عليه وسلم
[ 413 ]
وفي المستدرك من طريق بن إسحاق عن عبيد الله بن أنس سمعت أنس بن مالك يقول كان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال له إياك والقوارير فأمسك وروى السراج من طريق حماد عن ثابت عن أنس قال كان البراء حادي الرجال وقد تقدم بأتم منه في انجشة وشهد البراء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد إلا بدرا وله يوم اليمامة أخبار واستشهد يوم حصن تستر في خلافة عمر سنة عشرين وقيل قبلها وقيل سنة ثلاث وعشرين ذكر سيف أن الهرمزان هو الذي قتله وروى عنه أخوه أنس وروى البغوي بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين عن أنس قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له قد ابدلك الله ما هو خير منه فقال اترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفردا سوى من شاركت فيه وقال بقي بن مخلد في مسنده حدثنا خليفة حدثنا أبو بكر عن أبي إسحاق قال زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجئوهم إلى حديقة فيها عدو الله مسيلمة فقال البراء بن مالك يا معشر المسلمين ألقوني إليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على حديقة حتى فتحها المسلمين ودخل عليهم المسلمين فقتل الله مسيلمة حدثنا خليفة حدثنا الانصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بهم وضربه فحمل إلى رحله يداوي وأقام عليه خالد شهرا وفي تاريخ السراج من طريق يونس عن الحسن وعن بن سيرين عن أنس أن خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة قم يابراء قال فركب فرسه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يأهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وإنما هو الله وحده والجنة ثم حمل
[ 414 ]
وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة فلقي البراء محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع وروى البغوي من طريق أيوب عن بن سيرين عن أنس عن البراء قال لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده السيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته وانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه واغمدت سيفي فما ضربت به ضربة حتى انقطع وفي الطبراني من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدو يعني بالحريق وكانوا يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالانسان فيرفعونه إليهم ففعلوا ذلك بأنس فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة فما برح حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يده فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم وانجى الله أنس بن مالك بذلك وروى الترمذي من طريق ثابت وعلي بن زيد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رب اشعت اغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره منهم البراء بن مالك فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس فقال المسلمون يابراء أقسم على ربك فقال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم والحقتني بنبيك فحمل وحمل الناس معه فقتله مرزبان الزارة من عظماء الفرس وأخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء وفي المستدرك من طريق سلامة عن عقيل عن الزهري عن أنس نحوه (621) البراء بن مالك آخر ذكره بن شاهين في الصحابة وروى من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن حصين بن وحوح أن البراء بن مالك جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرني بما شئت قال لاذهب فأقتله أباك فلما أدبر قال نادوه إني لم ابعث بقطيعة الارحام قال ثم إن البراء بن مالك مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فذكر
[ 415 ]
الحديث في موته وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم ألق البراء بن مالك تضحك إليه انتهى وهذه القصة إنما تعرف لطلحة بن البراء كما سأتي في حرف الطاء ولعل الوهم في الاسم من عبد الوهاب بن الضحاك أحد رواته عند بن شاهين وإنما لم اجزم بوهمه لاحتمال أن يكون القصة وقعت لرجلين وليس هذا البراء بن مالك أخا أنس المقدم ذكره فإنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم (622) البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الانصاري الخزرجي السلمي أبو بشر قال موسى بن عقبة عن الزهري كان من النفر الذين بايعوا البيعة الاولى بالعقبة وهو أول من بايع في قول بن إسحاق وأول من استقبل القبلة وأول من أوصى بثلث ماله وهو أحد النقباء وقال بن إسحاق حدثني معبد بن كعب أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الانصار حدثه أن أباه وكان ممن شهد العقبة قال خرجنا في حجاج قومنا وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فذكر القصة مطولة في ليلة العقبة قال وكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب قال قال كعب كان البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا وعند حضرة وفاته قبل أن يتوجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يستقبل بيت المقدس فأطاع فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة وروى بن شاهين بإسناد لين من طريق عبد الله بن أبي قتادة حدثتني أمي عن أبي أن البراء بن معرور مات قبل الهجرة فوجه قبره إلى الكعبة وكان قد أوصى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل وصيته ثم ردها على ولده وصلى عليه يعني على قبره وكبر أربعا وفي الطبراني من وجه آخر عن أبي قتادة أن البراء بن معرور أوصى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بثلث ماله يصرف حيث شاء فرده النبي صلى الله عليه وسلم
[ 416 ]
قال بن إسحاق وغيره مات البراء بن معرور قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بشهر (623) البربير بموحدتين بينهما راء ساكنة الثانية مكسورة ثم ياء تحتانية يأتي في بكر (624) برتا بن الاسود بن عبد شمس القضاعي شهد فتح مصر وقيل قتل يوم فتح الاسكندرية قاله بن يونس وقال له صحبة (625) برح أوله وسكون الراء بعدها مهملة بن عسكر بضم العين المهملة وسكون السين المهملة وضم الكاف بعدها راء ضبطه بن ماكولا ونسبه فقال برح بن عسكر بن وتار بن كزغ بن حضر مين بن التغما بن مهري بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وذكره بن يونس فقال له وفادة على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح ومصر واختط بها دارا وسكنها وهو معروف من أهل البصرة وقال المنذري كان السلفي يقول عسكل بلام قال ورأيته بخطه كذلك وكتبه أيضا بالحاء المهملة بدل العين والله أعلم (626) برذع بن زيد بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الانصاري الظفري بن أخي قتادة بن النعمان قال بن ماكولا شاعر شهد أحدا وما بعدها وذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من خزية اتلفع واجعل مالي دون عرضي إنه على الوجد والاعدام عرض ممنع
[ 417 ]
استدركه بن فتحون ثم قال برذع بن النعمان من بني ظفر ذكره أبو عبيدة فيهم قلت أظن أنهما واحد وكأنه نسب إلى جده وذكر بن الاثير برذع بن زيد بن عامر وهو هو فسقط من نسبه رجلان (627) برذع بن زيد الجذامي قال موسى بن سهل الرملي نزل بيت جبرين هو وأخواه سويد ورفاعة وروى بن منده من طريق محمد بن سلام بن زيد رفاعة بن زيد الجذامي من بني الصبيب عن أبيه سلام عن أبيه زيد عن جده رفاعة بن زيد قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وجماعة من قومي وكنا عشرة فذكر الحديث في رجوعه إلى قومه واسلام برذع وسويد وقال بن إسحاق في المغازي كان بعجة وبرذع ابنا زيد ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمر من أسرى زيد بن حارثة من جذام بعد إسلامه فاطلقهم لهم وكذا ذكر القصة الواقدي وغيره في المغازي وسيأتي له ذكر في ترجمة حيان بن ملة إن شاء الله تعالى قلت وقصة قدوم رفاعة بن زيد مذكورة في المغازي وسنذكرها في ترجمته إن أشاء الله تعالى (628) بردة القطعي ذكر بن فتحون في الذيل أن الباوردي ذكره في الصحابة وأورد له أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أو امرأة فقال ولد له عشرة الحديث انتهى ولم أره في حرف الباء من كتاب الباوردي فينظر فيه وسيأتي في ترجمة تميم شبيه هذه القصة (629) الله تعالى برز والد أبي زجاء العطاردي سماه بن سعد وذكر أن له وفادة وذكر غيره أن اسمه تيم (630) برز والد أبي العشراء وقيل بلز وقيل مالك بن قهطم وهذا الاخير أشهر وروى أحمد وأصحاب السنن من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي
[ 418 ]
عن أبيه أنه سأل النبي صلى آله عليه وسلم فقال أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة الحديث واختلف في اسم أبي العشراء أيضا كما اوضحته في تهذيب التهذيب (631) برمة بن معاوية الاسدي ذكره بن سعد وقال له صحبة (632) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الاعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أمضي الاسلمي قال بن السكن أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا بالغميم وأقام في موضعه حتى مضت بدر واحد ثم قدم بعد ذلك وقيل أسلم بعد منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من بدر وسكن البصرة لما فتحت وفي الصحيحين عنه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة وقال أبو علي الطوسي أحمد بن عثمان صاحب بن المبارك اسم بريدة عامر وبريدة لقب وأخبار بريدة كثيرة ومناقبة مشهورة وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تحول إلى مرو فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية قال بن سعد مات سنة ثلاث وستين
[ 419 ]
(633) بريد بصيغة التصغير الاسلمي ذكره بن فتحون في الذيل وأن الباوردي أورده في الصحابة من طريق ضعيفة عن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين من الصحابة مع على وقتل بها قال وفيه يقول علي جزى الله خيرا عصبة أسلميه حسان الوجوه صرعوا حول هشام بريد وعبد الله منهم ومنقذ وعروة وابنا مالك في الاكارم وهذا إن صح غير بريد بن الحصيب الاسلمي لان تأخر بعد ذلك بزمن طويل (634) بريل بوزن الذي قبله لكن باللام بدل الدال الشهالي ويقال الشاهلي كذا ذكره بن شاهين وغيره في حرف الوحدة واخرجوا من طريق بقية عن أبي عمرو السلفي بضم السين عن بريل الشهالي قال أني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة رجل يعالج لاصحابه طعاما فآذاه وهج النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يصيبك حر جهنم بعدها وقال بن منده لا تثبت له صحبة وقال أبو نعيم ذكر في الصحابة وهو وهم وذكره بن ماكولا بالنون والزاي (635) برير بصيغة التصغير وهو الخطمي تقدم في بدر
[ 420 ]
(636) برير مثله ويقال: هو أسم أبي ذر الغفاري وقيل غير ذلك وسيأتي في الكنى (637) برير: ويقال: بر بمثقلة واحدة هو اسم أبي هند الداري جزم بالاول بن إسحاق وبالثاني بن حبان وقيل غير ذلك وسيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى (638) برير هو أحد ما قيل في اسم أبي هريرة سماه مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز ذكر ذلك بن منده وقال لم يتابع عليه وأما أبو نعيم فقال هذا غلط وإنما هو اسم أبي هند باب الباء بعدها الزاي (639) بزيع بفتح أوله وكسر الزاي وآخره مهملة والد العباس ذكره عبدان في الصحابة وأخرج له من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن عياض عن أبيه عن العباس بن بزيع عن أبيه مرفوعا تزيين الجنة بالحسن والحسين وفيه لا يدخلك مراء ولا بخيل وفي إسناده مجاهيل قال أبو موسى هذا غريب جدا وقال عبدان لم يذكر بزيع سماعا فلا أدري أهو مرسل أم لا باب الباء بعده السين (640) بسبسة بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني حليف بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج وهو بموحدتين مفتوحتين بينمها مهملة ساكنة ثم مهملة مفتوحة ويقال له بسبس بغيرها وهو قول بن إسحاق وغيره شهد بدرا باتفاق ووقع ذكره في صحيح مسلم من حديث أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسة عينا ينظر ما صنعت غير أبي سفيان فذكر الحديث في وقعة بدر وهو بموحدتين وزن فعللة وحكى عياض أنه في مسلم بموحدة مصغر ورواه أبو داود ووقع عنده بسبسة بصيغة التصغير
[ 421 ]
وكذا قال بن الاثير إنه رآه في أصل بن منده لكن بغير هاء والصواب الاول فقد ذكر بن الكلبي أنه الذي أراد الشاعر بقوله أقم لها صدورها يا بسبس إن مطايا القوم لا تحبس (641) بستاني الاسرائيلي هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء النجوم التي رآها يوسف عليه السلام وذكر البغوي في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن أخبرتك بها تسلم قال نعم قال فأخبره فأسلم قلت والحديث في مسنده أبي يعلى وغيره من طريق عبد الرحمن بن سابط عن جابر وليس فيه ذكر إسلامه وبستاني أورده بن فتحون في الذيل في الباء الموحدة ورأيته في نسخة من تفسير بن مردويه بضم الياء التحتانية بعدها سين مهملة ثم مثناه ثم ألف ثم نون مفتوحة بعدها ياء تحتانية ولعله أصوب ذكر من اسمه بسر بضم أوله وسكون المهملة (642) بسر بن أرطاة أو بن أرطاة قال بن حبان من قال بن أبي أرطاة فقد وهم
[ 422 ]
واسم أبي أرطاة عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري يكنى أبا عبد الرحمن مختلف في صحبته فقال أهل الشام سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وفي سنن أبي داود بإسناد مصري قوي عن جنادة بن أبي أمية قال كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر فأتى بسارق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع الايدي في السفر وروى بن حبان في صحيحه من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحسن عاقبتنا في الامور كلها الحديث وأما الواقدي فقال ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وقال يحيى بن معين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وقال الدارقطني له صحبة وقال بن يونس كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية وكان معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين وأمره أن ينظر من كان في طاعة على فيوقع بهم ففعل ذلك وقد ولي البحر لمعاوية ووسوس في آخر أيامه قال بن السكن مات وهو خرف قال بن حبان كان يلي لمعاوية الاعمال وكان إذا دعا ربما استجيب له وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها وقيل مات أيام معاوية قاله بن السكن وقيل بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان وهو قول خليفة وبه جزم بن حبان وقيل مات في خلافة الوليد سنة ست وثمانين حكاه المسعودي (643) بسر بن أبي بسر المازني والد عبد الله بن بسر من بني مازن بن منصور بن عكرمة
[ 423 ]
ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن بسر قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي فقدمنا له طعاما الحديث ووقع للنسائي عن عبد الله بن بسر عن أبيه وروى في الصوم حدثنا في صوم يوم السبت من رواية عبد الله بن بسر عن أبيه وقيل عن أخته عن أبيه وقيل عنه بلا واسطة وقال أبو زرعة الدمشقي صحب بسر النبي صلى الله عليه وسلم هو وابناه وابنته وروى بن السكن من طريق معاوية بن صالح عن بن عبد الله بن بسر عن أبيه عبد الله عن أبيه بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم وهو راكب على بغلة كنا نسميها حمارة شامية (644) بسر بن جحاش بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة ويقال بفتحها بعدها مثقلة وبعد الالف معجمة قرشي نزل حمص قاله محمود بن سميع وذكر أنه من بني عامر بن لؤي قال بن منده أهل العراق يقولونه بسر بالمهملة وأهل الشام يقولونه بالمعجمة وقال الدارقطني وابن زبر لا يصح بالمعجمة وكذا ضبطه بالمهملة أبو علي الهجري في نوادره لكن سمي أباه جحشا وقال مسلم وابن السكن وغيرهما لم يرو عنه غير جبير بن نفير وحديثه عند أحمد وابن ماجة من طريقه بإسناد صحيح وقال بن منده عداده في الشاميين مات بحمص (645) بشر بن راعي العير الاشجعي روى الدارمي وعبد بن حميد وابن حبان والطبراني من طريق عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيه أن النبي
[ 424 ]
صلى الله عليه وسلم أبصر بسر بن راعي العير يأكل بشماله فقال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال لا استطعت فما نالت يمينه إلى فيه بعد ورواه مسلم من هذا الوجه فلم يسم بسرا وزاد في روايته لم يمنعه الا الكبر واستدل عياض في شرح مسلم على أنه كان منافقا وزيفة النووي في شرحه متمسكا بان بن منده وأبا نعيم وابن ماكولا وغيرهم ذكروه في الصحابة وفي هذا الاستدلال نظر لان كل من ذكره لم يذكر له مستندا الا هذا الحديث فالاحتمال قائم ويمكن الجمع أنه كان في تلك الحالة لم يسلم ثم أسلم بعد ذلك وقد قيل فيه بشر بالمعجمة وبذلك ذكره بن منده وأنكر عليه أبو نعيم ونسبه إلى التصحيف ولم يحك الدارقطني وابن ماكولا فيه خلافا أنه بالمهملة وأما البيهقي فحكى في السنن أنه بالمعجمة أصح وأغرب بن فتحون فاستدركه فيمن اسمه بشير كما سيأتي (646) بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن عمير بن حبشية بن سلول الخزاعي قال بن الكلبي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان شريفا وقال أبو عمر أسلم سنة ست وجرى ذكره في حديث الحديبية وغيره قال بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سلمان عن زكريا بن أبي زائدة قال كنت مع أبي إسحاق يعني السبيعي فيما بين مكة والمدينة فسايره رجل من خزاعة فأخرج إلينا رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة وكتبها يومئذ كان فيها بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء وبسر وسروات بني عمرو فذكر الحديث
[ 425 ]
ورواه الطبراني مطولا من رواية عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بسر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء عن أبائه أبا عن أب إلى بديل فذكره أخرجه الفاكهي في رواية عبد الرحمن به وذكر أنه أملاه عليهم من كتابه وضبطه بن ماكولا وغيره بضم الموحدة وسكون المهملة وكذا رأيت عليه علامة الاهمال في الاصل المعتمد من كتاب الفاكهي وقال أحمد في مسنده حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنه حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي فقال يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل فذكر الحديث مطولا وهو في البخاري من طريق معمر عن الزهري وفيه فجاء بديل بن ورقاء في نفر من قومه فذكر الحديث ولم يسم بسرا وله يقول عبد الله بن الزبعري في قصة طلب آل مخزوم بدم الوليد بن الوليد بن الغيرة من خزاعة الا بلغا بسر بن سفيان أنه يبلغها عنى الخبير المفرد فذكر القصيدة قال فأخذ بسر بيد ابنه فقال يا معشر قريش هذا ابني رهين لكم بالدية فأخذه خالد بن الوليد فاطعمه وكساه حلة وطيبه وقال انطلق إلى أبيك فحمل بسر بن سفيان إليهم دية الوليد (647) بسر بن سليمان روت عنه ابنته سعية أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه قال بن ماكولا أورده بن الاثير مستدركا على من فبله وسعية بسكون المهملة بعدها تحتانية مفتوحة (648) بسر بن عبد الرحمن الحضرمي صحابي نزل حمص قاله أحمد بن
[ 426 ]
محمد بن عيسى في تاريخه وقال روى عنه أبو المثنى (649) بسر بن عصمة المزني من بني ثور بن هذمة كان أحد سادات مزينة قال أبو بشر الآمدي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من آذي جهينة فقد آذاني حكاه بن ماكولا وأما بن عساكر فذكره في تاريخه فيمن اسمه بالكسر والمعجمة كما سيأتي (650) بسر السلمي والد رافع يأتي في بشر بالكسر والمعجمة (651) بسرة ويقال بصرة يأتي بعد (652) الله تعالى بسطام مولى صفوان بن أمية يأتي في نسطاس بالنون ذكر من اسمه بشر بالكسر والمعجمة (653) بشر بن أبيرق الانصاري هو بن الحارث يأتي (654) بشر بن البراء بن معرور تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه قريبا وأنه كان أحد النقباء ومات قبل الهجرة وأما بشر فشهد العقبة مع أبيه وشهد بدرا وما بعدها ومات بعد خيبر من أكلة أكلها مع النبي صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سم فيها قاله بن إسحاق وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه وأبو الشيخ في الامثال والوليد بن أبان في كتاب الجود من طريق صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بني نضلة قالوا جد بن قيس قال لم تسودونه فقالوا إنه أكثرنا ما لا وإنا على ذلك لنزنه بالبخل
[ 427 ]
قال وأي داء ادوأ من البخل ليس ذا سيدكم قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال بشر بن البراء بن معرور تابعه بن إسحاق عن الزهري وقال في روايته بل سيدكم الابيض الجعد بشر بن البراء وهكذا رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهري من رواية الاويسي عنه وخالفه يعقوب بن إبراهيم بن سعد فرواه عن أبيه مرسلا أخرجه بن أبي عاصم وكذا أرسله معمر وهو في مصنف عبد الرزاق في مساوي الاخلاق للخرائطي وابن أخي الزهري عن عمه وهو في الامثال لابي عروبة وشعيب عن الزهري في نسخة بن أبي اليمان وله شاهد من حديث عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله في المعرفة وآخر من حديث أبي هريرة في المستدرك والامثال لابي عروبة وكامل بن عدي أورده بن عدي في ترجمة سعيد بن محمد الوراق رواية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه ولم ينفرد به سعيد بل تابعه النضر بن شميل عند الوليد بن أبان وأبي الشيخ ومحمد بن يعلى عند الحاكم أيضا وأخرجه أبو الشيخ أيضا من حديث بن عمر بإسناد ضعيف (655) بشر بن الحارث سريع بن بجاد بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي ذكره بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي قال حدثني أبو الشغب العبسي أنه أحد الوفد التسعة الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبس فدعا لهم بخير وقال ابغوا لي لكم عاشرا اعقد لكم فأدخلوا طلحة بن عبيد الله فعقد لهم وجعل شعارهم عشرة فهو إلى اليوم كذلك وهم بشر بن الحارث هذا والحارث بن الربيع بن زياد وسباع بن زيد وعبد الله بن مالك وقره بن حصن وقنان بن دارم وميسرة بن مسروق وهرم بن مسعدة وأبو الحصين بن لقيم وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه (656) بشر بن الحارث بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الانصاري الظفري
[ 428 ]
وهو بشر بن أبيرق قال بن عبد البر شهد بشر وأخواه مبشر وبشير أحدا وكان بشير منافقا يهجو الصحابة ثم سرق الدرع ثم ارتد ولم يذكر عن أخويه بشر ومبشر النفاق والله أعلم وستأتي القصة في رفاعة بن زيد (657) بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث ومعمر ذكره أبو عمر وقيل اسمه سهم بن الحارث (658) بشر بن حزن ويقال عبدة بن حزن مختلف في صحبته وسيأتي الكلام عليه في عبدة إن شاء الله تعالى (659) بشر بن حنضلة الجعفي كأنه أخو سويد بن حنظلة إن صح الاسناد ذكره بن قانع وأخرج له من طريق حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة أو غيره عن بشر بن حنظلة الجعفي قال خرجنا مع وائل بن حجر الحضرمي نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بعدو لوائل وأهل بيته فقالوا افيكم وائل قلنا لا الحديث وقد روى أبو داود وابن ماجة من طريق إبراهيم بن عبد الاعلى عن جدته بنت سويد بن حنظلة عن أبيها نحو هذا الحديث وسياق الاول أتم وقال الازدي في سويد هذا لم يرو عنه الا ابنته فإن كان يتصحف على بعض الرواة فيرد ذلك على الازدي وإلا فيحتمل أن يكون بشر وسويد جميعا وقع لهما ذلك (660) بشر بن ربيعة الخثعمي يأتي في بشر الغنوي (661) بشر بن سحيم بن فلان بن حرام بن غفار الغفاري ويقال فيه النهراني والخزاعي والاول أكثر
[ 429 ]
وروى له أحمد والنسائي وابن ماجة حديثا واحدا في أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب وصححه الدار قطني وأبو ذر الهروي قال بن سعد كان يسكن كراع الغميم وضجنان (662) بشر بن سفيان العتكي ذكره الخرائطي في الهواتف من طريق عبد الله بن العلاء عن الزهري عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن بن عباس قال لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مكة في عام الحديبية قدم عليه بشر بن سفيان العتكي فسلم عليه فقال له يا بشر هل عندك علم أن أهل مكة علموا بمسيري فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني لاطوف بالبيت في ليلة كذا وسمي الليلة التي انشئوا فيها السفر وقريش في انديتها إذ صرخ صارخ في أعلى أبي فبيس بصوت أسمع قاصيهم ودانيهم يقول سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم سيروا إليه وكونوا معشرا كرما فذكر أبيات فارتجت مكة واجتمعوا عند الكعبة فتحالفوا وتعاقدوا الا تدخلها عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيطان الاصنام يوشك أن يقتله الله ثم ذكر إرساله إلى مكة يتجسس أخبارهم وذكر بقية القصة (663) بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي عامل عمر هكذا نسبه بن رشدين في الصحابة وأما البخاري وابن حبان وابن السكن وتبعهم غير واحد فقالوا بشر بن عاصم ومنهم من قال الثقفي ومنهم من قال بشر بن عاصم بن سفيان وهذا الاخير وهم فإن
[ 430 ]
بسر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي الذي يروي عن أبيه عن جده سفيان بن عبد الله أنه كان عاملا لعمر بن الخطاب غير بشر بن عاصم الصحابي وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم وقال البخاري بشر بن عاصم صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي حجازي سمع منه بن عيينة فذكر ترجمته وقال بن حبان بشر بن عاصم له صحبة وقال بن أبي حاتم بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل سمعت أبي يقول ذلك ويقول لم يذكره عن أبي وائل الا سويد بن عبد العزيز انتهى يشير إلى ما رواه سويد عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل أن عمر استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال ما خلفك أما لنا عليك سمع وطاعة قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي من أمر المسلمين شيئا أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم الحديث أخرجه البخاري من طريق سويد وقال لم يروه عن سيار غير سويد فيما أعلم وفي حديثه لين انتهى وقد وقع لنا من غير طريق سويد أخرجه بن أبي شيبة عن بن نمير عن فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم قال كتب عمر بن الخطاب عهده فقال لا حاجة لي فيه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث ومحمد هذا ذكر بن عبد البر أنه سليم الراسبي فإن كان كما قال فالاسناد منقطع لانه لم يدرك بشر بن عاصم وله طريق أخرى أخرجها بن منده من طريق سلمة بن تميم عن عطاء بن عبد الله بن سفيان عن بشر بن عاصم قال بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكة والمدينة فمكث بشر بن عاصم لم يخرج فلقيه عمر فذكر الحديث مطولا قال بن منده قد قيل في هذا الحديث عن بشر بن عاصم عن أبيه ولا يصح فيه عن أبيه وقد تبين بما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان لا صحبة له بل هو من أتباع التابعين وأن بشر بن عاصم الصحابي لم ينسب في الروايات الصحيحة الا ما تقدم عن بن رشدين فإن كان محفوظا فهو قرشي وإلا فهو غير الثقفي قطعا
[ 431 ]
وفي كلام بن الاثير ما ينافي ذلك وخطؤه فيه يظهر بالتأمل فيما حررته والله المرشد (664) بشر بن عبد الله الانصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن استشهد باليمامة وذكره بن سعد وقال لم نجد له نسبا في الانصار وذكره بن شاهين من طريق محمد بن إبراهيم بن يزيد عن رجاله فقال بشر بن عبد الله بن الحارث بن الخزرج وذكره موسى بن عقبة وغيره فسموه بشيرا كما سيأتي ويحتمل أن يكونا أخوين (665) بشر بن عبد الله ذكره سيف في الفتوح وأن عمر بن الخطاب وجهه مع سعد إلى العراق سنة أربع عشرة فأمره سعد على ألف من قيس وذكر الطبري كذلك وقد ذكر بن أبي شيبة بإسناده أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة (666) بشر بن عبد سكن البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له وعنه ابنه عفان لم يرو عنه غيره فيما علمت هكذا ذكره بن عبد البر ولم أره لغيره (667) بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني ويقال بشير وهو أكثر وقال بن منده الاول أصح حديثه عند الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الحميد بن عدي الجهني عن عبد الله بن حميد الجهني قال قائل من جهينة يسمى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له
[ 432 ]
ونحن غداة الفتح عند محمد طلعنا أمام الناس ألفا مقدما ويوم حنين قد شهدنا هياجه وقد كان يوما ناقع الموت مظلما وهي أبيات يقول فيها اضارب بالبطحاء دون محمد كتائب هم كانوا اعق واظلما أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن هشام بن خالد والغنوي في تاريخه عن صفوان بن صالح كلاهما عن الوليد وسمياه بشيرا وكذلك ذكره محمد بن عائد في المغازي عن الوليد وأورده الخطيب في المؤتلف من طريق هشام ورأيته بخطة بشير بوزن عظيم وقال البغوي لا أعلم بهذا الاسناد غير هذا الحديث وهو إسناد مجهول قلت عبد الحميد قال أبو حاتم إنه صالح وأما شيخه فلا أعرفه وقد روى الحديث المذكور هشام بن عمار عن الوليد فقال فيه عن عبد الله بن حميد عن بشير بن عرفطة قال لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم جاءت جهينة في ألف منهم وممن تبعهم فأسلموا وحضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم مغازي ووقائع وفي ذلك يقول بشير فذكر الشعر ولم أر في شئ من الطرق تسميته بشرا بالسكون ولم يسق بن منده إسناده إلى الوليد بذلك (668) بشر بن عصمة الليثي روى الطبراني في الكبير من طريق مجاعة بن محصن العبدي عن عبيد بن حصين عن بشر بن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للازد هم مني وأنا منهم الحديث في إسناده ضعف وقد روى عن مجاهد بإسناد آخر فقال عن بشر بن عطية (669) بشر بن عصمة المزني روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب أنه قال
[ 433 ]
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خزاعة مني وأنا منهم ذكره بن أبي حاتم وأبو أحمد العسكري وابن عبد البر وقيل هو الذي قبله والصحيح أنه غيره فقد تقدم أن الآمدي قال إنه بالضم وسكون المهملة وذكر سيف في الفتوح أنه كان أحد الامراء الذين وجههم أبو عبيدة إلى فخذه لكل منهم صحبة وأورده بن عساكر فيمن اسمه بشر كالذي هنا والله أعلم (670) بشر بن عطية ذكره بن حبان وقال لااعتمد على إسناد خبره وروى الباوردي من طريق برد بن سنان عن مكحول عن بشر بن عطية قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أربعا وعشرين خصلة قال الا لعنة الله والملائكة والناس على من انتقص شيئا من حقي الحديث بطوله وروى بن منده من طريق مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر أن بشر بن عطية سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ فأجابه قلت وهو في قصة عكاف كما سيأتي في ترجمته لكن المحفوظ فيه عطية بن بسر وهو المازني وهو بضم الموحدة وسكون المهملة وقد تقدم في بشر بن عصمة أنه قيل فيه بشر بن عطية (671) بشر بن عقربة الجهني أبو اليمان له ولابيه صحبة كما سيأتي وقيل بشير بزيادة ياء قال بن السكن عن البخاري بشر أصح قلت وكذلك ترجم له في تاريخه فقال قال لي عبد الله بن عثمان حدثنا حجر بن الحارث سمعت عبد الله بن عوف يقول سمعت بشر بن عقربة يقول استشهد أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال لي اسكت أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمك قلت بلى قال البخاري قال لي عثمان بشر معروف بفلسطين وكذا سماه محمد بن المبارك
[ 434 ]
عن حجر بن الحارث بشرا وقال سعيد بن منصور بشير بن عقربة قلت هو في حديث آخر قرأته على أبي الفرج بن حماد أن علي بن إسماعيل أخبرهم أخبرنا إسماعيل بن عبد القوي عن فاطمة بنت سعد الخير سماعا عن فاطمة الجوزدانية سماعا أن بن ريذة أخبرهم أخبرنا الطبراني حدثنا أبو يزيد القراطيسي وعلي بن عبد العزيز قالا حدثنا سعيد بن منصور حدثنا حجر بن الحارث الغساني عن عبد الله بن عوف الكناني وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة انه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد يا أبا اليمان إني قد احتجت إلى كلامك فتكلم فقال بشر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة وقفه الله موقف رياء وسمعة رواه أحمد عن سعيد فوافقناه بعلو ورواه البغوي عن علي بن عبد العزيز فوافقناه أيضا قال بن السكن هذا حديث مشهور قلت له طريق أخرى من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن بشر بن عقربة نحوه ورجح أبو حاتم أنه بشير وعكسه بن حبان فقال من زعم أنه بشير فقد وهم قال بن عبد البر مات بشر بن عقربة بعد سنة خمس وثمانين وقال بن حبان مات بقرية من كور فلسطين وذكره بن سميع فيمن نزل فلسطين وسماه بشرا وله ذكر في حديث آخر سمي فيه بشيرا بفتح أوله وكسر المعجمة قال إسحاق بن إبراهيم الرملي في فوائده فيما قرأت بخط السلفي حدثنا الحسن بن بشر حدثنا أبي أنه سمع أباه الحسن بن مالك بن ناقد عن أبيه عن جده سمعت بشير بن عقربة الجهني يقول أتى أبي عقربة الجهني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا معك يا عقربة قال أبي
[ 435 ]
بحير قال ادن فدنوت حتى قعدت على يمينه فمسح على رأسي بيده وقال ما اسمك فقلت بحير يا رسول الله قال لا ولكن اسمك بشير وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في في فانحلت العقدة من لساني وابيض كل شئ من رأسي ما خلا ما وضع يده عليه فكان أسود ثم رواه إسحاق عن الحسن بن سويد عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه عن عبد الله بن بشير بن عقربة سمعت أبي يقول فذكر نحوه وضبطه في الموضعين بحير بفتح أوله وكسر المهملة (672) بشر بن عمرو بن محصن الانصاري مشهور بكنيته مختلف في اسمه وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى (673) بشر بن قدامة الضبابي بفتح المعجمة وموحدتين شهد حجة الوداع وحدث بالخطبة قال أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفات مع الناس على ناقة حمراء وهو يقول اللهم غير رياء ولا سمعة الحديث روى عنه عبد الله بن حكيم الكناني وروى حديثه بن خزيمة في صحيحة عن بن عبد الحكم عن سعيد بن بشير عن عبد الله بن حكيم وأخرجه الباوردي عن موسى بن هارون عن بن عبد الحكم به ويقال أنه تفرد به ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وفي التعقبات (674) بشر بن قيس بن كلده التميمي العنبري من بني مالك بن العنبر ذكره بن شاهين وروى عنه عبد الله بن أبي ظبية ثم ساق بن شاهين بإسناد ضعيف إلى الوليد بن عبد الله بن أبي ظبية عن أبيه عن بشر بن قيس بن كلده أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابنه رحيم وهما مقرونان في سلسلة في يمين كانت عليه فقال يا بشر اقطعها فليست عليك يمين فقطعها وأسلم ومسح وجهه ودعا له بخير قلت وسيأتي في بشر والد خليفة شئ من هذا
[ 436 ]
(675) بشر بن المحتفز المزني يأتي ذكره في ترجمة خزاعي بن عبد تميم المزني (676) بشر بن المحتفز له ذكر في الفتوح وأن عمر استعمله على السوس فسأله عما يهدي له العجم فمنعه (677) بشر بن مسعود ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال له صحبة وفي إسناد حديثه نظر قلت أخشى أن يكون هو بشير بن أبي مسعود الآتي ذكره في القسم الثاني (678) بشر بن معاذ الاسدي روى أبو موسى في الذيل من طريق أبي نصر أحمد بن احيد بن نوح البزاز أنه سمع جابر بن عبد الله العقيلي سنة ستة وأربعين ومائتين قال حدثني بشر بن معاذ الاسدي أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاما بن عشر سنين وكان جبريل أمام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي ينظر إلى خيال جبريل شبة ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا الحديث قال أبو نصر كان أتى على جابر خمسون ومائة سنة قلت فعلى هذا يكون بشر بن معاذ بقي إلى بعد المائة من الهجرة لكن جابر كذاب مشهور بالكذب قال غنجار في تاريخه نفاه الامير خالد بن أحمد من بخارى لانه ادعى أنه سمع الحسن البصري يقول لما ولدت حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروى حديثه أيضا أبو سعد الماليني في المؤتلف له من طريق أبي جعفر عنبسة بن محمد المروزي حدثنا جابر بن عبد الله بن أيمن اليماني حدثنا بشر بن معاذ التوزي من أهل توز يقال له صحبة وكان يومئذ بن ستين ومائة سنة قال صليت أنا وأبي وأنا غلام بن عشر سنين وراء النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
[ 437 ]
(679) بشر بن معاوية بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء واسمه ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكائ قال الباوردي حديثه عند بعض ولده وقال بن حبان له صحبة عداده في أهل الحجاز وفد هو وأبوه روى البخاري والبغوي وغيرهما من طريق عمران بن ماعز وفي كتاب بن منده صاعد بن العلاء بن بشر حدثني أبي عن أبيه عن بشر بن معاوية أنه قدم مع أبيه معاوية بن ثور على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأس بشر ودعا له الحديث وفيه فكانت في وجهه مسحة النبي صلى الله عليه وسلم كالغرة وكان لا يمسح شيئا الا برأ قال البغوي عمران مجهول وقال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه قلت بل له طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق أبي الهيثم صاعد بن طالب البكائي حدثني أبي عن أبيه نواس بن رباط عن أبيه واصل بن كاهل عن أبيه عن أبيه مجالد بن ثور عن بشر بن معاوية بن ثور وهوجد صاعد لامه أنهما وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهما يس والفاتحة والمعوذات وعلمهم الابتداء بالبسملة في الصلاة فذكر حديثا طويلا وإسناده مجهول من صاعد فصاعدا وله طريق أخرى أخرجها بن شاهين من طريق زياد بن عبد الله البكائ عن معاوية بن بشر بن يزيد بن معاوية بن ثور قال قدم بشر بن معاوية بن ثور على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه ودعا له وهذا فيه انقطاع وروى بن شاهين أيضا وثابت في الدلائل من طريق هشام بن الكلبي قال حدثني أبو مسكين مولى أبي هريرة حدثني الجعد بن عبد الله بن ماعز بن مجالد بن ثور البكائ عن أبيه قال وفد معاوية بن ثور بن عبادة البكاء على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير ومعه بن له يقال له بشر والهجنع بن عبد الله بن جندع بن البكاء وجهم الاصم فقال معاوية يا رسول الله أمسح وجه ابني هذا ففعل فذكر الحديث وفيه فقال محمد بن بشر بن معاوية في ذلك وأبي الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير والبركات
[ 438 ]
ويأتي له ذكر في ترجمة عبد بن عمرو بن كعب وفي ترجمة والده معاوية بن ثور (680) بشر بن المعلى وقيل بن حنش بن المعلى وقيل بن عمرو وقيل غير ذلك هو الجارود العبدي أبو المنذر مشهور بلقبه مختلف في اسمه وسيأتي في الجيم (681) بشر بن الهجنع البكائ ذكره بن سعد في الطبقة السادسة وقال كان ينزل ناحية ضرية بفتح المعجمة وكسر الراء وتشديد التحتانية قال وكان ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم كذا ذكره بن منده والذي في الطبقات الكبرى لابن سعد إنما أورده في طبقة الوفود وهي الرابعة وقد تقدم في ترجمة بشر بن معاوية ذكر للهجنع فيحتمل أن يكون هو والد هذا (682) بشر بن هلال العبدي ذكره عبدان في الصحابة وروى بإسناد مجهول إلى عكرمة عن بن عباس مرفوعا أربعة سادوا في الاسلام عدي بن حاتم وبشر بن هلال وسراقة بن مالك وعروة بن مسعود (683) بشر غير منسوب والد خليفة قال بن منده عداده في أهل البصرة وروى الطبراني من طريق أبي معشر البراء قال حدثتني النوار بنت عمرو حدثتني فاطمة بنت مسلم حدثني خليفة بن بشر عن أبيه أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرنين بحبل فقال له ما هذا فقال حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لاحجن بيت الله مقرونا فقطعه وقال حجا فإن هذا من الشيطان
[ 439 ]
وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال غريب تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة وقد تقدم نحوه لبشر بن قيس فما أدري هما اثنان أو واحد (684) بشر السلمي والدرافع وقيل بفتح أوله وزيادة ياء وقيل بضم أوله وبه جزم بن السكن وابن أبي حاتم عن أبيه وقيل بالضم ومهملة ساكنة وروى حديثه أحمد وابن حبان من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تخرج نار بأرض حبس سيل تسير بطيئة الابل تقيم الليل وتسير النهار الحديث وفي آخره من أدركته أكلته وناقص بن حبان فقال في الصحابة من زعم أن له صحبة فقد وهم (685) بشر الغنوي ويقال الخثعمي قال أبو حاتم مصري له صحبة وقال بن السكن عداده في أهل الشام روى حديثه أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني وغيرهم من طريق الوليد بن المغيرة المعافري عن عبد الله بن بشر الغنوي ومنهم من قال الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لتمنحن القسطنطينية ولنعم الامير أميرها ولنعم الجيش ذاك الجيش قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية قلت القائل ذلك هو عبد الله بن بشر ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال بشر بن ربيعة الخثعمي
[ 440 ]
وسيأتي في القسم الثالث بشر بن ربيعة الخثعمي فيحتمل أن يكون هو ويحتمل أن يكون آخر (686) بشر الاسدي صاحب هند الذي مات من حبها روى القصة جعفر السراج مطولة في كتاب مصارع العشاق له وجعفر المستغفري وتبعه أبو موسى في الصحابة وسيأتي سنده في هند ذكر من اسمه بشير بفتح أوله وكسر المعجمة بعدها تحتانية (687) بشير بن أكال بفتح أوله وتشديد الكاف المعاوي الانصاري ذكره البغوي والباوردي وغيرهما في الصحابة وروى البزار وابن السكن والطبراني وغيرهم من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر هو أبو طوالة الانصاري عن أيوب بن بشير المعاوي عن أبيه قال كانت نائرة في بني معاوية فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم وهو متكئ على رجل قال فبينما هم كذلك إذ ألتفت إلى قبر فقال لا دريت الحديث قال البغوي لا أعلم له غير هذا الحديث وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف وقال بن السكن فيه نظر ولم يذكر في حديثه سماعا ولا حضورا وقال بن الاثير لم أر من نسبه ويحتمل أن يكون هو بشير بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية الاوسي وسيأتي ذكر بن أخيه النعمان بن زيد بن أكال قلت ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد النعمان بن أكال الآتي ذكره قريبا فلعل بعض الرواة نسبه إلى جد أبيه (688) بشير بن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس شهد أحدا ذكره أبو عمر وذكره بن شاهين من رواية محمد بن يزيد عن رجاله قال ولا أعرف له رواية
[ 441 ]
(689) بشير بن جابر بن عراب بضم المهملة بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بفتح المعجمة وسكون الموحدة بن ثوبان بن عبس بن صحار بن عك بن عدثان بالمثلثة ويقال بنونين العبسي قال بن يونس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا تعرف له رواية قلت ضبطه بن السمعاني بتحتانية ثم مهملة مصغرا والله أعلم (690) بشير بن الحارث الانصاري ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وقال بن عبد البر ذكره بن أبي حاتم قلت وهو كما قال وزاد يقال فيه بشير بن الحارث يعني بالضم وأخرج بن قانع من طريق داود الاودي عن الشعبي عن بشير بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوه بالياء ذكر القرآن ولفظ بن قانع عن عامر يعني الشعبي عن بشير أو بشير بن الحارث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا اشكلت عليك آية من القرآن تؤنثها أو تذكرها فذكر القرآن ولفظ بن قانع عن عامر كذا ذكره بالشك هل هو بفتح أوله أو ضمه وقال بن منده ذكره عبد بن حميد فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم فقد رواه غير واحد من طريق الشعبي عن بشير بن الحارث عن بن مسعود موقوفا قلت وما قال بن منده محتمل أيضا أن يكون رواه مرفوعا وموقوفا والله أعلم (691) بشير بن الخصاصية هو بن معبد يأتي (692) بشير بن أبي زيد الانصاري قال بن الكلبي استشهد أبوه أبو زيد بأحد وشهد هو وأخوه وداعة بن أبي زيد صفين مع علي ذكره أبو عمر
[ 442 ]
(693) بشير بن أبي زيد الانصاري أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني أبا زيد ذكره بن منده عن أبي سعد وأنه قتل يوم الحرة واعترضه بن الاثير بأنه إنما قتل يوم الجسر في خلافة عمر قلت ظن أن بن منده عنى أباه ولكن الحق أن أبا زيد قتل يوم الجسر وابنه بشير هذا قتل يوم الحرة ويحتمل أن يكون هو الذي قبله (694) بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بضم الجيم مخففا وضبطه الدارقطني بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الانصاري البدري والد النعمان له ذكر في صحيح مسلم وغيره في قصة الهبة لولده وحديثه في النسائي استشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة ويقال أنه أول من بايع أبا بكر من الانصار وقال الواقدي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية إلى فدك في شعبان ثم بعثه في شوال نحو وادي القرى (695) بشير بن سعد بن النعمان بن أكال الانصاري المعاوي شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه قاله العدوي عن بن القداح واستدركه بن فتحون (696) بشير بن سعد ذكره بن قانع روى من طريق محمد بن كعب القرظي عن بشير بن سعد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال منزلة المؤمن منزلة الرأس من الجسد
[ 443 ]
أخرجه الطبراني لكن في ترجمة بشير بن سعد والد النعمان قلت الاسناد ضعيف فلو صح لكان الصواب مع بن قانع لان القرظي لم يدرك والد النعمان ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكال المذكور أو لا (697) بشير بن عبد الله الانصاري الخزرجي ذكره أبو موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة فبمن استشهد باليمامة وقد تقدم أن بن إسحاق سماه بشرا (698) بشير بن عبد المنذر الانصاري أبو لبابة مشهور بكنيته مختلف في اسمه وسيأتي في الكنى ورجح بن حبان أن اسمه بشير تبعا لجزم إبراهيم بن المنذر وابن سعد قال وقيل رفاعة (699) بشير بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة الانصاري من بني عمرو بن عوف أخو جبر بن عتيك شهد أحدا وقتل في باليمامة ذكره العدوي عن بن القداح واستدركه بن فتحون وابن الامين (700) بشير بن عرفطة الجهني تقدم في بشر وكذا بشير بن عقربة وبشير بن عمرو بن محصن (701) بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الانصاري الظفري قال أبو عمر شهد أحدا واستشهد يوم الجسر ذكره الطبري وكان يقال له فارس الحواء وهي فرسه وكذا ذكره الدارقطني وقال بن شاهين حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله أنه شهد أحدا والخندق واستشهد في خلافة عمر
[ 444 ]
ونقل بن ما كولا عن بن القداح أنه سماه نسيرا بضم النون وفتح المهملة وهو عندي أثبت (702) بشير بن كعب بن أبي الحميري ذكر سيف في الفتوح بأسانيد أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فذكر ما سيأتي في القسم الثالث وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة فذكرته هنا على الاحتمال (703) بشير بن أبي مسعود يأتي في القسم الثاني (704) بشير بن معبد ويقال بن نذير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبارى بن سدوس بن شيبان بن ذهل السدوسي المعروف بابن الخصاصية بفتح المعجمة وتخفيف المهملة وهي منسوبة إلى خصاصة واسمه الاءة بن عمرو بن كعب بن الحارث بن الغطريف الاصغر بن عبد الله بن عامر بن الغطريف الاكبر الازدي وهي أم جد بشير الاعلى ضبارى بن سدوس حرر ذلك الدمياطي عن بن الكلبي وجزم به الرامهرمزي وقال اسمها كبشة وقيل ماوية بنت عمرو بن الحارث الغطريفية وقيل بنت عمرو بن كعب بن الغطريف وأما أبو عمر فقال ليست الخصاصية أمه وإنما هي جدته وقال في نسبه بدل ضبارى ضباب وهو تصحيف وسمي أباه يزيد بدل نذير وهو عنده في كتاب بن السكن بخط بن مفرج بدير وهو الصواب وحديثه في الادب المفرد للبخاري والسنن وكان اسمه زحما بالزاي وبسكون
[ 445 ]
المهملة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وله أحاديث غير هذا (705) بشير بن معبد أبو معبد الاسلمي قال بن حبان له صحبة عدادة في أهل الكوفة حديثه عند ابنه وقال البخاري بشير الاسلمي له صحبة حديثه في الكوفيين قال لي طلق بن غنام حدثنا محمد بن بشر بن بشير الاسلمي عن أبيه عن جده أنه أتى بأشنان ليتوضأ به فأخذه بيمينه فأنكر عليه فقال إنا لا نأخذ الخير الا بأيماننا ورواه بن منده من طريق أبي أحمد الزبيري عن محمد وقال عن جده وكانت له صحبة ورويناه من طريق عباس الدوري عن طلق بن غنام فقال فيه وكان شهد بيعة الرضوان وروى البغوي من طريق قيس بن الربيع عن بشر بن بشير الاسلمي عن أبيه وكانت له صحبة فذكر حديثا ورواه بن السكن من وجه آخر عن قيس فقال فيه وكان من أصحاب الشجرة ولم أجد في شئ من طرق حديثه تسمية أبيه معبدا الا أن أبا حاتم جزم بذلك وقد فرق بن حبان في الصحابة بين بشير الاسلمي حديثه عند ابنه بشر بن بشير وبين بشير بن معبد الاسلمي له صحبة فوهم فهو واحد وقال بن السكن بشير الاسلمي له صحبة يقال هو بشير بن معبد ثم قال من طريق يحيى بن يعلى عن محمد بن بشر عن أبيه عن جده بشير بن معبد فذكر الحديث الماضي فوجدنا المستند في تسمية أبيه معبدا والله أعلم وله حديث آخر أخرجه البغوي من طريق البخاري عن أبي مسعود عن أبي سلمة بشر بن بشير الاسلمي عن أبيه في ذكر بئر رومة
[ 446 ]
(706) بشير بن معاوية أبو علقمة النجراني ذكره الحاكم في الاكليل وأبو سعد في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع وفي رواية أبي سعد عن سعيد بن عمرو عن أبيه عن جده وكان نصرانيا فأسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران فوفد عليه منهم وفد ثم رجعوا فبينما الاسقف يقرأ كتابه إذ عثرت دابته فذكر أخ له يقال له بشير بن معاوية أبو علقمة محمدا صلى الله عليه وسلم بسوء فزبره الاسقف وقال لقد ذكرت نبيا مرسلا فقال له بشير لا جرم والله لا أحل عنها حتى ألحق به ثم ضرب وجه دابته نحو المدينة وهو يقول إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد أبو علقمة بعد ذلك اختصرت هذه القصة وهي مطولة في نحو ثلاث ورقات وسيذكر في الكنى إن شاء الله (707) بشير بن النعمان بن عبيد ويقال له مقرن بن أوس بن مالك الانصاري الاوسي قال بن القداح قتل يوم الحرة وقتل أبوه يوم اليمامة (708) بشير بن النهاس العبدي ذكره عبدان وأورد له حديثا مرفوعا بإسناد ضعيف جدا وليس فيه له سماع ومتنه ما استرذل الله عبدا الا حرم العلم أخرجه أبو موسى (709) بشير بن يزيد الضبعي ووقع عند البغوي بشير بن زيد قال بن السكن حديثه في البصريين وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وقال
[ 447 ]
البغوي لم أسمع به الا في الحديث ثم ساقه من طريق الاشهب الضبعي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وأخرجه بقي بن مخلد في مسنده من هذا الوجه وكذلك البخاري في تاريخه ووقع في سياقه وفي سياق بن السكن وكان قد أدرك الجاهلية قال البخاري وقال خليفة مرة يزيد بن بشر قال أبو عمر الاول أصح وذكره بن حبان في التابعين فقال شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل قلت وليس في شئ من طرق حديثه له سماع فالله أعلم ويوم ذي قار من أيام العرب المشهورة كان بين جيش كسرى وبين بكر بن وائل لاسباب يطول شرحها قد ذكرها الاخباريون وذكر بن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر قال وأخبرني الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا (710) بشير الانصاري ذكره عبدان وقال استشهد يوم بئر معونة (711) بشير الثقفي ذكره البغوي والاسماعيلي وغيرهما في الصحابة فيمن اسمه بشير يوزن عظيم واخرجوا له من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق أحد الضعفاء عن حفصة بنت سيرين عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إني نذرت في الجاهلية الا آكل لحم الجزور ولا أشرب الخمر فقال أما لحوم الجزر فكلها وأما الخمر فلا تشرب وضبطه بن ماكولا بضم أوله وقيل فيه بجير بالجيم فالله أعلم (712) بشير الحارثي الكعبي والد عصام قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وحديثه عند سعيد بن مروان الرهاوي وتابعه عميرة بن عبد المؤمن عن عصام بن بشير الحارثي الكعبي قال حدثني أبي قال وفدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أين أقبلت قلت أنا وافد قومي إليك بالاسلام قال مرحبا ما
[ 448 ]
اسمك قلت اسمي أكبر قال أنت بشير أخرجه النسائي في اليوم والليلة والبخاري في تاريخه وابن السكن قال بن منده غريب لا نعرفه الا من حديث أهل الجزيرة عن عصام وفي رواية البخاري وكان عصام بلغ مائة وعشر سنين (713) بشير الغفاري له ذكر في حديث أخرجه الحسن بن سفيان وابن شاهين وغيرهما من طريق عبد السلام بن عجلان وهو ضعيف عن أبي يزيد المدني عن أبي هريرة أن بشيرا الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه فذكر الحديث وفيه إنه ابتاع بعيرا وأنه شرد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشرود يرد وفيه فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين وأخرجه بن مردويه في التفسير من هذا الوجه (714) بشير المعاوي هو بن أكال تقدم (715) بشير والد رافع تقدم في بشر وقيل بضم أوله مصغرا ذكر من اسمه بشير بالضم (716) بشير جزم بن ماكولا بأن الثقفي بالضم وقيل في والد رافع أنه بالضم أيضا ولم يثبت وكذلك بشير بن الحارث الباء بعدها الصاد (717) بصرة بن أكثم الانصاري وقيل الخزاعي له حديث في النكاح
[ 449 ]
روى عنه سعيد بن المسيب أخرجه أبو داود وغيره وقيل فيه بسرة بضم أوله والمهملة وقيل نضلة بنون ومعجمة وقيل نضرة مثله لكن بدل اللام راء والراجح الاول وهو المحفوظ من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب واختلف بعض الرواة عن عبد الرزاق فيه فمنهم من قاله بالنون والضاد المعجمة ثم قال بعضهم باللام وبعضهم بالراء وكذلك قال يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم عن سعيد نضرة بالنون والمعجمة أخرجه بن منده وغيره وروي عن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه على الشك بصرة أو نضرة بالموحدة والمهملة أو بالنون والمعجمة ورواه بن منده من طريقه فقال بسرة بموحدة وسين مهملة وقال في نسبه الغفاري أو الكندي والراوي له عن محمد ضعيف جدا وهو إسحاق بن أبي فروة وأورد الطبراني حديثه المذكور في النكاح في ترجمة بصرة بن أبي بصرة الغفاري المذكور بعده وذكر بن الكلبي في أولاد أكثم بن أبي الجون معبدا وبنتا يقال لها جلدية فيحتمل أن يكون بصرة هو صاحب هذا الحديث إن كان الذي قال بن أكثم بن الخزاعي ضبطه (718) بصرة بن أبي بصرة الغفاري له ولابيه صحبة معدود فيمن نزل مصر أخرج مالك وأصحاب السنن حديثه وإسناده صحيح وقال بن حبان يقال إن له صحبة وإنما عرض القول فيه للاختلاف في الحديث المروي عنه هل هو عنه أو عن أبيه الباء بعدها العين (719) الله تعالى بعجة بن زيد الجذامي تقدم خبره في ترجمة أخيه برذع وله ذكر في ترجمة أنيف بن ملة
[ 450 ]
الباء بعدها الغين (720) بغيض بن حبيب بن مروان بن عامر بن ضبارى بن حجية بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه حبيبا ذكره هشام بن الكلبي الباء بعدها القاف (721) بقيلة الاكبر الاشجعي من بني بكر بن أشجع يكنى أبا المنهال وهو بقاف مصغر ذكره الآمدي في حرف الموحدة فقال يقال إنه أمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويقال هو صاحب الخيل يوم أحد يعني خيل أشجع ويقال بل صاحب الخيل مسعر الاشجعي وكان بقيلة سيدا كبيرا شاعرا وهو القائل وكتب بها إلى عمر بن الخطاب من غزاة له الا أبلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخي ثقة إزاري قلائصنا هداك الله إنا شغلنا عنكم زمن الحصار وستاتي القصة في ترجمة جعدة السلمي إن شاء الله تعالى ومن شعر بقيلة المذكور البس قريبك إن اطماره خلقت ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا فإن أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا انشدته صدقا وإنما الشعر لب المرء بعرضه على المجالس إن كيسا وإن حمقا وقال عمر بن شبة في أخبار المدينة وقال بقيلة بن المنهال الاشجعي وكان ممن شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص ومن الناس من يقول نفيلة يعني بنون وفاء وأنشد له شعرا يتشوق فيه إلى المدينة وقال الزبير بن بكار في الموفقيات بعد أن أنشد له شعرا قال وسمعت العتبي يصحفه فيقول نفيلة بالنون
[ 451 ]
الباء بعدها الكاف (722) بكر بن أمية الضمري أخو عمرو يأتي نسبه في ترجمة أخيه ذكره بن حبان والبخاري وابن السكن في الصحابة وقال أبو حاتم له صحبة وقال بن حبان حديثه عند بن أخيه الفضل بن عمرو بن أمية قلت ووقع لي حديثه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا وفي الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق حدثني الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية عن أبيه عن عمه بكر بن أمية قال كان في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الاسلام ونحن إذ ذاك على شركنا فذكر قصة الجهني مع ريشة المحاربي وظلمه له ودعاء الجهني عليه وأخرجه الجماعة كلهم من طريق بن إسحاق ولا يعرف الا بهذا الاسناد وأحسبه منقطعا لان بكر بن أمية عم والد الفضل ولم يأت من طريقه الا معنعنا (723) بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات الكلبي كان اسمه عبد عمرو فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بكرا ذكره بن الكلبي وأخرج بن منده من طريق هشام بن الكلبي قال حدثنا الحارث بن عمرو وغيره قال قال عبد عمرو بن جبلة كان لنا صنم يقال له عير وكانوا يعظمونه قال فعبرنا عنده فسمعت صوتا يقول يا بكر بن جبلة تعرفون محمدا فذكر الحديث وفيه قصة إسلامه كذا أخرجه بن منده مختصرا وقد أشار المرزباني إلى قصته وأنشد له شعرا فمنه أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى فأصبحت بعد الجحد لله مؤمنا
[ 452 ]
ومن ولد أخيه سعيد بن الابرش الكلبي الامير المشهور في دولة بني مروان وهو سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة (724) بكر بن الحارث الانماري أبو المنقعة ويقال أبو منقيعة ذكره الترمذي وابن شاهين في الصحابة وأبو بكر بن عيسى البغدادي فيمن نزل حمص من الصحابة وقال سألت عبد الله بن عبد الرحمن المخرمي عن اسم أبي المنقعة فقال أخبرني جابر بن النمر بن حبيب وأنس بن خالد أن اسم أبي منقيعة بكر بن الحارث صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي نسخة بكر بن الحباب وقال وكنيته أبو عبد السميع استدركه بن الدباغ وابن الامين وابن فتحون وذكره بن قانع فسماه أيضا بكر بن الحارث ثم أخرج حديثه من طريق كليب بن منقعة عن جده أنه قال يا رسول الله من أبر قال أمك الحديث (725) بكر بن حارثة الجهني ذكره الدولابي وروي من طريق الحسن بن بشر عن أبيه بشر بن مالك عن أبيه مالك بن ناقد عن أبيه ناقد بن مالك الجهني حدثني بكر بن حارثة الجهني قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون فذكر حديثا في نزول قوله تعالى * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) * قال فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن منده وأخرج المعمري عن إسحاق بن إبراهيم الرملي عن الحسن عن بشر بهذا الاسناد إلى بكر بن حارثة الجهني أنه قاتل المشركين فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئ صنعت اليوم يا بكر فقلت بربرتهم بالقنا بريرة جيدة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم البربير وسيأتي في ترجمة الحارث بن يزيد أن سبب نزول هذه الآية قصتة مع عياش بن أبي ربيعة (726) بكر بن حبيب الحنفي
[ 453 ]
ذكره أبو نعيم وقال كان اسمه بربرا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بكرا واستدركه أبو موسى وقد ترجم له الطبراني ولم يذكر له حديثا (727) بكر بن حذلم الاسدي قال بن عساكر في ترجمة ابنه عبد الله بن بكر بن حذلم يقال أن لابيه صحبة (728) بكر بن الشداخ الليثي ويقال له بكير تقدم ذكره في ترجمة أشعث وروى بن منده من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فلما احتلم أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فدعا له وذكر هشام بن الكلبي هذه القصة في كتاب النسب لكن قال بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي فذكر القصة المذكورة ثم قال وهو فارس اطلال الذي عناه الشماخ بقوله وغيبت عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فارس اطلال واطلال اسم فرسه وله معها قصة ذكرها سيف بن عمر في الفتوح وذلك أن سعد بن أبي وقاص استعمله على قومه حين دخلوا العراق فلما أرادوا أن يخوضوا دلجة تهيب الناس دخول الماء فقال بكير ثبي اطلال فقالت وثبا وسورة البقرة ولبكر مع سعد أخبار كثيرة ذكرها سيف وغيره ولكن قال في بعضها بكر بن عبد الله ويحتمل أن يكون بكر بن عبد الله الليثي آخر والظاهر أن الهذلي نسبه إلى جده الاعلى وهو الشداخ وابن الكلبي يرجع إليه في النسب وهو الذي فتح موقان وجهه إليها سراقة بن عمرو
[ 454 ]
(729) بكر بن عبد الله بن الربيع الانصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن سليم بن عمرو الانصاري عن بكر بن عبد الله بن ربيع الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أولادكم السباحة والرماية الحديث وإسماعيل يضعف في غير أهل بلده وهذا منه وشيخه غير معروف ولم يذكر بكر أنه سمعه فأخشى أن يكون مرسلا (730) بكر بن مبشر بن جبر الانصاري الاوسي قال أبو حاتم له صحبة وكذا قال بن حبان وزاد عداده في أهل المدينة وقال بن السكن له حديث واحد بإسناد صالح وأخرجه الحاكم في مستدركه وأبو داود والبخاري في تاريخه والباوردي وقال بن القطان لم يرو عنه الا إسحاق بن سالم وإسحاق لا يعرف (731) بكير بالتصغير هو بن شداد المعروف بابن الشداخ تقدم الباء بعدها اللام (732) بلال بن أحيحة بن الجلاح الانصاري الخزرجي ذكره العدوي في الانساب وقال صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه بليل (733) بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح قيل هو اسم أبي ليلى الآتي في الكنى في الكنى ونسبه في التجريد لابن الدباغ وحده (734) بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بالخاء المعجمة
[ 455 ]
المفتوحة بن ثعلبة بن ثور أبو عبد الرحمن المزني من أهل المدينة أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق وكان صاحب لوا مزينة يوم الفتح وكان يسكن وراء المدينة ثم تحول إلى البصرة أحاديثه في السنن وصحيحي بن خزيمة وابن حبان قال المدائني وغيره مات سنة ستين وله ثمانون سنة (735) بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة ذكره بن شاهين في أثناء ترجمة بلال بن الحارث المزني وهو غيره قال بن شاهين حدثنا عمر بن الحسن حدثنا المنذر حدثنا حسين بن محمد حدثني أبو عبد الرحمن حدثني يحيى بن عطية عن أبيه وسميع بن يزيد عن أبيه عن مشيخة بني شقرة قالوا قدم بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة وهو أحد الايدين فاقطعه النبي صلى الله عليه وسلم (736) بلال بن رباح الحبشي المؤذن وهو بلال بن حمامة وهي أمة اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فأعتقه فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له وشهد معه جميع المشاهد وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام قال أبو نعيم كان ترب أبي بكر وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 456 ]
وروى أبو إسحاق الجوزجاني في تاريخه من طريق منصور عن مجاهد قال قال عمار كل قد قال ما أرادوا يعني المشركين غير بلال ومناقبه كثيرة مشهورة قال بن إسحاق كان لبعض بني جمح مولد من مولديهم واسم أمه حمامة وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد فيقول وهو في ذلك أحد أحد فمر به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود جلد قال البخاري مات بالشام زمن عمر وقال بن بكير مات في طاعون عمواس وقال عمرو بن علي مات سنة عشرين وقال بن زبر مات بداريا وفي المعرفة لابن منده أنه دفن بحلب (737) بلال بن سعد ذكره بن حزم في الصحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد وينبغي أن ينظر في إسناده فإني أخشى أن يكون هو بلال بن سعد التابعي المعروف الشامي (738) بلال بن مالك المزني ذكره أبو عمر قال بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كنانة سنة خمس من الهجرة فأشعروا به فلم يصب منهم الا فرسا واحدا قلت ينبغي أن يحرر لئلا يكون هو بلال بن الحارث الذي تقدم (739) بلال الانصاري قال أبو عمر لم ينسب ولاه عمر عمان ثم عزله وضمها إلى
[ 457 ]
عثمان بن أبي العاص قال وخبره بذلك مشهور (740) بلال الفزاري ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام بدا غريبا قال وسمعت أبي يقول هو مجهول (741) بلز ويقال برز يقال هو اسم والد أبي العشراء (742) بلعام قين كان بمكة روى بن أبي حاتم في التفسير وابن مردويه من طريق مسلم بن كيسان الاعور وهو ضعيف عن مجاهد عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان اعجمي اللسان فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا إنما يتعلم من بلعام فأنزل الله تعالى * (يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه) * الآية وسيأتي في ترجمة مولى الحضرمي شئ من هذا ورواه بن أبي حاتم من طريق السدي قال كانوا إذا رأوه دخل على عبد بن الحضرمي يقال له أبو اليسر وكان نصرانيا فذكر نحوه ولم يذكر ما يدل على إسلامه بخلاف الاول وسيأتي في الجيم في جبر حكاية الخلاف في اسمه إن شاء الله تعالى (743) بلقوم الرومي النجار الذي بنى الكعبة لقريش قبل البعثة وسماه بن شهاب في قصة بناء قريش الكعبة أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة عن إبراهيم بن المنذر عن بن وهب عن يونس
[ 458 ]
عنه وليس فيه أنه أسلم لكن قيل في النجار الذي صنع المنبر أنه هو الذي بنى الكعبة وسمي في تلك الرواية بأقوم بالالف بدل اللام وقد تقدم ذكره في أول هذا الحرف فالله أعلم (744) بليح بن مخشي ذكره المرزباني في معجم الشعراء في حرف الموحدة وأنشد له شعرا يدل على أن له صحبة فمنه نصرنا النبي بأسيافنا نكر بمكة نستبشر بأمر الاله وامر النبي وما فوق امريهما مأمر (745) بليع الارض هو خبيب بن عدي الانصاري يأتي في الخاء المعجمة (746) بليل مصغرا بن بلال بن أحيحة وقيل بلال بن بليل الانصاري أخو أبي ليلى والد عبد الرحمن ذكره خليفة فيمن نزل الكوفة من الصحابة وقال العدوي شهد أحدا وما بعدها هو وأخوه عمران وقيل هو اسم أبي ليلى والذي جزم به بن الكلبي أن اسم أبي ليلى داود وقيل بلال بن بليل وقيل غير ذلك الباء بعدها النون (747) بنة الجهني بنون بعد الموحدة مفتوحة ثقيلة روى حديثه بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عنه في النهي عن تعاطي السيف مسلولا قال البغوي لا أعلمه روى الا هذا ولا حدث به الا بن لهيعة قلت تابعه رشدين بن سعد فرواه عن أبي عمرو التجيبي وابن لهيعة جميعا عن أبي الزبير أخرجه أبو نعيم وخالفه حماد بن سلمة فلم يذكر بنة في إسناده واختلف في ضبطه فذكره الاكثر بالموحدة وذكره بن السكن في الياء الاخيرة بدل الموحدة وذكر عباس الدوري عن بن معين أنه قال هو نبيه يعني بضم النون ثم
[ 459 ]
الموحدة مصغرا وهذه رواية بن وهب والله أعلم الباء بعدها الهاء (748) بهزاد أبو مالك هكذا ترجم له أبو موسى عن عبدان المروزي ثم أخرج من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن يوسف بن مالك بن بهزاد عن جده قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر الناس احفظوني في أبي بكر الحديث قال بن عبد البر لا يعرف الا من هذا الوجه قلت في إسناده جعفر بن عبد الواحد وهو الهاشمي وقد اتهموه بالكذب وأورده بن قانع فقال بهزاد ثم ساقه من الوجه الذي أخرجه عبدان فقال يوسف بن ماهك بالهاء وكذا قرأته بخط الحافظ الخطيب وعند أبي موسى في السند يوسف بن ماهك بالهاء وفي الترجمة مالك باللام (749) بهز القشيري ويقال البهزي ذكره البغوي وغيره في الصحابة واخرجوا من طريق ثبيت وهو بالمثلثة ثم الموحدة وآخره مثناة مصغرا بن كثير الضبي عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن بهز قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا قال البغوي لا أعلم روى بهز الا هذا وهو منكر وقال بن منده رواه عباد بن يوسف عن ثبيت فقال عن القشيري بدل بهز ورواه مخيس بن تميم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال إن سعيد بن المسيب إنما سمعه من بهز بن حكيم فأرسله الراوي عنه فظنه بعضهم صحابيا قلت لكن ذكر بن منده أن سليمان بن سلمة الجنائزي رواه عن اليمان بن عدي فقال عن ثبيت عن يحيى عن سعيد عن معاوية القشيري فعلى هذا لعل سعيدا سمعه من معاوية جد بهز بن حكيم فقال مرة عن بهز فسقط لفظ جد من بعض الرواة وفي الجملة هو كما قال بن عبد البر إسناده مضطرب ليس بالقائم (750) بهلول بن ذؤيب النباش جاء ذكره في حديث لم يثبت ذكر أبو موسى
[ 460 ]
أنه روى بإسناد غير متصل عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال دخل معاذ بن جبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بالباب شابا يبكي على شبابه وهو يستأذن فدخل فقال ما يبكيك قال إني ركبت ذنوبا إن أخذت ببعضها خلدت في جهنم فذكر الحديث في اعترافه بأنه كان ينبش القبور وفيه فجعل ينادي يا سيدي ومولاي هذا بهلول بن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه قال فذكره بطوله في نحو ورقتين قلت حكم عليه بعض الحفاظ بالوضع لكن ذكر أبو موسى أن أبا الشيخ أخرج عن إسحاق بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري نحوا منه مرسلا ولم يسم الرجل وذكره أبو سعد النيسابوري في كتاب الاسباب الداعية إلى التوبة (751) بهير بالتصغير آخره راء أبو الهيثم الانصاري الحارثي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وزاد أنه شهد أحدا وكذا ذكره الطبري وقال إن أوله نون (752) بهيس بن سلمى التميمي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم من مال أخيه الا ما أعطاه عن طيب نفس منه كذا أخرجه أبو عمر مختصرا الباء بعدها الواو (753) بولا غير منسوب ذكره عبدان في الصحابة وروى من طريق خطاب بن محمد بن بولا عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والطعام الحار الحديث إسناده مجهول هكذا أورده أبو موسى في الموحدة وقد ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف فقال إنه بالمثناة الفوقانية كذا قرأته بخط مغلطاي ولم أره في المشتبه وإنما فيه عبد الله بن بولا عن عثمان وعنه أبو حازم وهو بالمثناة الفوقانية وقد صحفه بن قانع فقال في الصحابة بولا والد عبد الله ثم روى من طريق
[ 461 ]
عبد العزيز بن أبي حازم عن عبد الله بن بولا عن أبيه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الجبل الاحمر فرأى شاة ميتة فأخذنا بآنافنا الحديث وفيه للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ذكره بن قانع في الموحدة فصحفه وأخطأ في إسناده فإن الصواب عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن بولا ليس فيه عن أبيه والله أعلم الباء بعدها الياء (754) بيحرة بمهملة مفتوحة قبلها ياء تحتانية ساكنة بن عامر قال بن حبان في الصحابة وفد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن له صحبة وحديث واحد قلت أخرجه هو والطبراني وغيرهما من طريق المنذر العصري أنه سمع بيحرة بن عامر يقول أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلمنا وسألناه أن يضع عنا العتمة فقلنا إنا نشتغل بحلب ابلنا فقال إنكم إن شاء الله ستحلبون وتصلون قال أبو نعيم تفرد به يحيى بن راشد عن الرحال بن المنذر عن أبيه قلت يحيى ضعيف وصحف أبو عمر اسمه فقال بحراة فكأنه كتبه من حفظه فإني رايته في نسخة من كتاب بن السكن مضبوطا مجودا كما حكيته أولا وحكى بن منده أنه يقال فيه أيضا بحرة قال وعداده في اعراب البصرة ثم إني أظن هذا من عبد القيس فأما تسميته بيحرة بن فراس بن عبد الله بن سلمة بن كعب بن قشير القشيري فذكره بن الكلبي أنه نخس برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فلعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غير هذا ولم أر من ذكره في الصحابة فالظاهر أنه لم يسلم وسيأتي خبره بذلك خبره في ترجمة ضباعة من كتاب النساء إن شاء الله تعالى ثم رأيت في كتاب بن السكن في ترجمة صاحب الترجمة أنه أزدي
[ 462 ]
القسم الثاني من حرف الباء في ذكر من له رؤية الباء بعدها الشين (755) بشير بن أبي مسعود الانصاري البدري ذكره بن منده وأخرج من طريق أبي داود الطيالسي عن أيوب بن عتبة عن بن حزم الانصاري أن عروة أخبره حدثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود وكلاهما قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في المواقيت وكذلك أخرجه على بن عبد العزيز في مسنده عن أحمد بن يونس عن أيوب بن عتبة وقال فيه وكلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو من تخليط أيوب بن عتبة وإنما رواه عروة عن بشير بن أبي مسعود عن أبيه كما هو في الصحيحين وغيرهما وروى بن منده من طريق سعيد بن عبد العزيز عن بن حلبس عن بشير بن أبي مسعود وكان من الصحابة ومن طريق مسعر عن ثابت بن عبيد قال رأيت بشير بن أبي مسعود وكانت له صحبة قلت والضمير في هذين الطريقين يحتمل أن يعود على أبي مسعود ورويناه في الخبر الثالث من فوائد أبي العباس الاصم قال حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن بن حلبس قال قال بشير بن أبي مسعود وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله وعليكم بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة والحديث موقوف فلو كان هذا محفوظا لكان بشير صحابيا لا محالة لكن عندي أنه سقط منه قوله عن أبيه لان هذا الكلام محفوظ من قول أبي مسعود أخرجه الحاكم وغيره من طرق عنه والله أعلم وبشير جزم البخاري والعجلي ومسلم وأبو حاتم وغيرهم بأنه تابعي وقيل إنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل ولد بعده ذكر ذلك بن خلفون وقد جزم بن عبد البر في التمهيد بأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم (756) بشير بن فديك يكنى أبا صالح قال بن السكن يقال له صحبة وإنما
[ 463 ]
الصحبة لابيه وقال بن منده له رؤية ولابيه صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عند ولده قال البغوي بلغي عن فديك بن سليمان عن الاوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن أباه قال قلت يا رسول الله أنه من لم يهاجر هلك فقال أقم الصلاة الحديث وأخرجه الباوردي من هذا الوجه لكنه وهم فقد رواه البغوي وابن حبان من طريق الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه أن فديكا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فذكر الحديث ورواه بن منده من وجه آخر عن الزبيدي فقال عن صالح عن أبيه قال جاء فديك فظهر أن قوله في الرواية الاولى إن أباه إنما يعني به فديك فهو أبوه على المجاز لانه جده وكل من ذكره من الصحابة تمسك بالرواية الاولى والزبيدي أثبت في الزهري من غيره وحديثه هو الصواب ولولا أن بن منده جزم بان له رؤية لكان الاولى به القسم الرابع القسم الثالث من حرف الباء في ذكر من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع به سواء أسلم في حياته أم بعده الباء بعدها الالف (757) بأبويه الفارسي الكاتب قال بن أبي الدنيا في دلائل النبوة حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الاسلام فلما قراه شقق كتابه ثم كتب إلى عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به فبعث باذان قهرمانة بأبويه وكان كاتبا حاسبا وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خسرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى وقال لبابويه ويلك انظر إلى الرجل ما هو وائتني بخبره فقدما الطائف ثم قدما المدينة فكلمه بأبويه إن شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك
[ 464 ]
باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك فإن اجبت كتبت معك ما ينفعك عنده وإن أبيت فإنه مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك فقال لهما ارجعا حتى تأتياني غدا فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سلط على كسرى ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا فلما اصبحا أخبرهما بذلك فقالا نكتب بذلك عنك إلى باذان قال نعم وقولا له إن أسلمت أقرك على ملكك ثم أعطي خسرة منطقة فيها ذهب وفضة فرجعا إلى باذان فأخبراه الخبر فقال ما هذا بكلام ملك ولئن كان ما قال حقا فإنه لنبي مرسل فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى ويامره بأخذ الطاعة ممن قبله ولا يتعرض للرجل الذي كتب إليك كسرى في أمره قال فأسلم باذان وأسلمت الابناء من فارس ممن كان منهم باليمن وكان بأبويه قد قال لباذان ما علمت أحدا كان أهيب عندي منه وأخرج بن أبي الدنيا عن علي بن الجعد عن أبي معشر عن سعيد المقبري مختصرا جدا ولم يسم خسرة ولا بأبويه (758) باب بموحدتين بن ذي الجرة بكسر الجيم الحميري من الفرسان المشهورين شهد مع أبي موسى الاشعري سنة تسع عشرة فتح تستر وأرسله في أربعين رجلا إلى قلعة دستمولى فطرقها ليلا فوجد الحرس سكارى والباب مفتوحا فهجموا عليهم فقتلوهم فنذروا بهم فالتقى ذو الرتاق أمير القلعة بباب بن ذي الجرة فاعتنقه باب ليصرعه فعضه فقطع أصبعه فلم يفلته حتى صرعه وقتله وحوى ما في القلعة ذكره المدائني وسيأتي مزيد في ذكره فيمن اسمه عبد الرحمن (759) باذان آخره نون ويقال ميم الفارسي من الابناء الذي بعثهم كسرى إلى اليمن وكان ملك اليمن في زمانه وأسلم باذان لما هلك كسرى وبعث بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعمله على بلاده ثم مات فاستعمل ابنه شهر بن باذان على بعض عمله ذكر ذلك بن إسحاق وابن هشام والواقدي والطبري وذكره في الصحابة الباوردي وغيره وسيأتي له ذكر في ترجمة جد جميرة في حرف الجيم واخباره مذكورة في التاريخ والسير
[ 465 ]
قال الثعلبي هو أول من أسلم من ملوك العجم وأول من أمر في الاسلام على اليمن وقال الفاكهي حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا علي بن عاصم حدثنا داود عن الشعبي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى فمزق كتابه وكتب إلى باذان أرسل إليه من يأمره بالرجوع إلى دين قومه فإن أبي فقاتله فذكر الحديث وفيه قال فخرج باذان من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلحقه العنسي الكذاب فقتله الباء بعدها الجيم (760) بجاد بن قيس بن مسعود بن ذي الحدين له إدراك وله ولد يقال له مسعود وكان شريفا بالكوفة وهو الذي كان يخفر الرواحل وهي إبل كانت تعلف للتجار في زمن الحجاج بالكوفة فاغار عليها شبيب بن عمرو بن كعب في قصة ذكرها بن الكلبي أشرت إليها في عمرو بن كعب (761) بجالة بن عبدة التميمي العنبري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وكان كاتبا لجزء بن معاوية في خلافة عمر ثبت ذلك في الجزية من صحيح البخاري وبجالة بفتح أوله وتخفيف الجيم وأبوه بفتحتين غلى الصحيح (762) بجر بن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب الكلبي ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في المعمرين وقال عاش مائة سنة وستين سنة وأدرك الاسلام وهو القائل من عاش خمسين عاما بعدها مائة من السنين واضحى بعد ينتظر وصار في البيت مثل الحلس مطرحا لا يستشار ولا يعطي ولا يذر مل المعاشر قبل الاقربين له طول الحياة وشر العيشة الكبر
[ 466 ]
(763) بجير بالجيم مصغرا بن الحصين الثعلبي أحد بني ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة ذكره أبو القاسم الآمدي وقال شاعر مخضرم وكان أحد الفرسان في الجاهلية (764) بجير بن الحويرث بن نقيد بن بحير بن قصي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويلم ولم يرو عنه وروى عن أبي بكر الصديق قاله البلاذري وإنه بخط مغلطاي (765) بجير بفتح أوله وكسر المهملة بن ريسان بفتح الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة الكلاعي اليماني كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وسيأتي ذلك في ترجمة الحارث بن عبد كلال ولبجير ذرية بمصر لهم ذكر في تاريخها الباء بعدها الدال (766) بدر بن عامر الهذلي ذكر أبو الفرج الاصبهاني أنه شاعر مخضرم وأسلم في عهد عمر نزل هو وابن عمه مصر وأورد له في ذلك أشعارا الباء بعدها الراء (767) برد بن حارثة اليشكري له ذكر في وقعة ذي قار التي كانت بين الفرس والعرب وانتصرت فيها العرب وفي القصة أن برد بن حارثة اليشكري بارز يومئذ الهامرز أمير الفرس فقتله ثم قتل برد المذكور مسيلمة باليمامة وقتل ابنه شبيبا مسلمين الباء بعدها الشين (768) بشار بن عدي بن عمرو بن سويد الطائي ثم المعنى أدرك الجاهلية والاسلام وهو القائل تركت الشعر واستبدلت منه كتاب الله ليس له شريك وودعت المدامة والندامى إذا داعي منادي الصبح ديك ذكره الرشاطي عن بن دريد
[ 467 ]
(769) بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن واهب بن جليحة بن اكلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن اقيل بن أنمار الخثعمي قال بن الكلبي اختط بالكوفة وخطته بها يقال لها جبانة بشر بالكوفة وشهد القادسية وهو القائل أنخت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص علي أمير وقد تقدم في القسم الاول بشر الجثعمي ويقال الغنوي وأنه وقع في بعض الروايات بشر بن ربيعة الخثعمي فيحتمل أن يكون هذا (770) بشر بن ربيعة وهو بشر بن أبي رهم الجهني صاحب جبانة بشر بالكوفة وهو بضم أوله وسكون المهملة ضبطه الامير وقال هو بشر بن أبي رهم وذكر أنه شهد اليمامة وذكره المرزباني في معجمه كما صدرت به وقال كان أحد الفرسان وهو القائل لعمر بن الخطاب بعد وقعة القادسية تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والقلوب تطير إذا ما فرغنا من قراع كتيبة دلفنا لاخرى كالجبال تسير يقول فيها وعند أمير المؤمنين نوافل وعند المثنى فضة وحرير وذكر أبو عبيدة عن يونس وأبي الخطاب أن سبب هذا الشعر أن سعدا قسم غنيمة فبقيت بقية فكتب إليه عمر فضها على حملة القرآن فجاءه عمرو بن معد يكرب فقال ما معك من كتاب الله قال شغلت بالجهاد عن حفظه فقال مالك في هذا نصيب فجاءه
[ 468 ]
بشر الخثعمي فقال ما معك قال بسم الله الرحمن الرحيم فلم يعطه شيئا فقال الشعر المذكور وقال عمرو شعرا آخر فكتب سعد بذلك إلى عمر فقال اعطهما بسبب بلائهما فأعطى كل واحد ألفين وقال دعبل في طبقات الشعراء بشر الخثعمي صاحب جبانة بشر يقول لعمر فذكر البيتين الاولين وبعده غداة يود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير قال وكان سعد بن أبي وقاص حين اجتبى الخراج فضلت فضلة فكاتب عمر فأمره أن يفرقها في قراء القرآن ففعل فلما كان العام الماضي كتب إلى عمر إنهم كانوا سبعة فصاروا الآن سبعين فكتب إليه فرقها في أهل البلاء والنكاية في العدو فكتب بشر الخثعمي إلى عمر بهذا الشعر فكتب إلى سعد أن ألحقه بأهل البلاء وقدمه ففعل (771) بشر بن رديح أو ذريح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن عائد الثعلبي استشهد يوم جسر أبي عبيد في خلافة عمر وكان أبوه إذ ذاك حيا وهو شيخ كبير ذكر ذلك المرزباني قال وكان بشر يدعني الحتات بمهملة ومثناتين الاولى مثقلة لقوله ومشهد أبطال شهدت كأنما احتهم بالمشرفى المهند (772) بشر بن شبر بفتح المعجمة وسكون الموحدة روي الخطيب من طريق الحسين بن الرماس الهمداني قال أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر منهم بشر بن شبر (773) بشر بن عامر بن مالك العامري أبو عمر بن أبي براء ولد ملاعب الاسنة وسيأتي ذكر أبيه وأنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه هذا له إدراك وعاش إلى أن تزوج مروان بن الحكم بنته فولد له منها بشر بن مروان الذي ولى الكوفة لاخيه عبد الملك ذكر ذلك المدائني والزبير بن بكار وغيرهما
[ 469 ]
(774) بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن عم لبيد بن ربيعة الشاعر له إدراك ولابيه صحبة وكان له بن يسمى عبد الله كان له ذكر في خلافة آل مروان وهو الذي تحمل الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة الكلابي وكان عبد العزيز رئيس أهل البادية في زمانه ذكره بن الكلبي (775) بشر بن قحيف ذكره بن منده في الصحابة فقال لا أعرف له صحبة ولا رؤية وذكره البخاري في التابعين وقال أبو نعيم ليست له صحبة وإنما ذكره أحمد بن سيار في الصحابة لحديث رواه من طريق محمد بن جابر عن سماك عنه قال كنت أشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه وهذا إنما رواه سماك بن حرب عنه عن المغيرة بن شعبة والوهم فيه من محمد بن جابر وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وابن أبي حاتم فقال روى عن عمر والمغيرة بن شعبة وقال بن سعد حدثنا يزيد عن شعبة عن سماك عن بشر بن قحيف قال أتيت عمر بن الخطاب فقلت أتيتك لابايعك فقال أليس قد بايعت أميري قلت بلى قال فإذا بايعت أميري فقد بايعتني هذا إسناد صحيح وهو يدل على أنه لا صحبة له الا أن له ادراكا ووفد في أيام عمر فدل على أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كبيرا (776) بشر بن قطبة بن سنان بن الحارث بن جدعان بن نوفل بن فقعس الاسدي الفقعسي ويقال هو بشر بن الحارث وقطبة اسم أمه وهي بنت سنان شاعر فارس مخضرم شهد اليمامة في عهد أبي بكر مع خالد بن الوليد وقال في ذلك أروح وأغدو في كتيبة خالد على شطبة قد ضمها الغزو خيفق في أبيات ذكرها المرزباني وذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد فقال وجدت كتابا بخط الضحاك فيه قال بشر بن قطبة وساق نسبه إلى الحارث وكمله فقال بن جدعان بن نوفل بن فقعس
[ 470 ]
وفيه قال بشر بن قطبة يوم عقرباء بالعرض من اليمامة وهو مع خالد بن الوليد فذكر الشعر وفيه إذا قال سيف الله كروا عليهم كررنا ولم نحفل وصاه المعوق أقول لنفسي بعد ما رق بالها رويدك لما تشققن حين تشقق وكوني مع الراعي وصاه محمد وإن كذبت نفس المنافق فاصدقي (777) بشر بن قيس له إدراك قال عبد الرزاق عن الثوري عن زياد بن علاقة عن بشر بن قيس قال كنا عند عمر في رمضان فافطرنا ثم ظهر أن الشمس لم تغرب فقال عمر من أفطر فليقض يوما مكانه إسناده صحيح (778) بشير بن ثور العجلي ذكره أبو إسماعيل الازدي في فتوح الشام وقال كان من أشراف بني عجل ومن فرسان المثنى بن حارثة وكان أشار على خالد بن الوليد لن يستمر مقيما بالعراق فحالفه ورحل إلى الشام في قصة طويلة (779) بشير بوزن عظيم بن كعب بن أبي الحميري أحد الامراء باليرموك ذكر سيف في الفتوح بأسانيده أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فنزل على دمشق خلف باليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري في خيل فذكر قصة مطولة وهذا مخضرم لا شك فيه أما بشير بن كعب العدوي فتابعي بصري يروي عن عمران بن حصين وغيره وحديثه في الصحيحين وهو بضم أوله وقد أورد بن عساكر القصة الاولى في ترجمته وتبعه المزي في التهذيب وفيه نظر وقد ذكر بن فتحون في ذيل الاستيعاب الاول فيمن اسمه بشير بفتح أوله والله أعلم الباء بعدها الطاء (780) البطين بن عبد الله الحنفي أحد من أسلم من بني حنيفة وثبت على إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردة في قصة لخالد بن الوليد مع مجاعة
[ 471 ]
الباء بعدها الغين (781) بغيض بن شماس بن لاي بن شماس بن جعفر يأتي ذكره في الذي بعده (782) بغيض بن عامر بن شماس بن لاي بن أنف الناقة جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي كان من رؤساء بني تميم في الجاهلية وأدرك الاسلام ولم يرد في شئ من الطرق أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وله ذكر في خلافة عمر وروى أبو الفرج الاصبهاني من طريق أبي عبد الله بن الاعرابي وأبي عبيدة ويونس بن حبيب وغيرهم من أهل الاخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم ولي الزبرقان بن بدو بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب صدقات بني تميم ثم اقره أبو بكر على عمله ثم قدم على عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئه الشاعر بقرقرى ومعه أبناه أوس وسواده وبناته وامرأته فعرفه الزبرقان فقال أين تريد قال العراق لاصادف من يكفيني عيالي واصفيه مدحى فقال لقد لقيته قال من قال أنا قال من أنت قال الزبرقان بن بدر فسر إلى أم بدرة وهي بنت صعصعه بن ناجية عمة الفرزدق وهي امرأة الزبرقان بكتابي فسار إليها فبلغ ذلك بغيض بن عامر وإخوته وبنى عمه منهم بغيض بن شماس وعلقمه بن هوذة وشماس بن لاي والمخبل وغيرهم وكانوا ينازعون الزبرقان بن بدر الرياسة وكانت بين الزبرقان وبين علقمة مهاجاة فدسوا إلى أم بدرة أن الزبرقان يريد أن يتزوج بنت الحطيئة ولذلك أمرك أن تكرميه فجفته أم بدرة فأرسل بغيض وأهله إلى الحطيئة أن ائتنا فنحن أحسن لك جوارا من الزبرقان فاطمعوه ووعدوه فتحول إليهم فلما جاء الزبرقان بلغه الخبر فركب إليهم فقال لهم ردوا علي جاري فأبوا حتى كاد أن يكون بينهم حرب فحضرهم أهل الحي فاصطلحوا على أن يخيروه فاختار بغيضا ورهطه ويقال أن الزبرقان استعدى عليهم عمر فأمرهم أن يخيروه قال فجعل الحطيئة يمدحهم من غير أن يتعرض للزبرقان فلم يزل كذلك حتى أرسل الزبرقان إلى شاعر من النمر بن قاسط يقال له دثار بن شيبان فهجا بغيضا وآل بيته فلما سمع الحطيئة شعر دثار حمى لجيرانه فقال أبياته التي منها
[ 472 ]
ما كان ذنب بغيض لا ابالكم في بائس جاء يحدو آخر الناس وهي طويلة فكان من استعداء الزبرقان عمر على الحطيئة وحبسه إياه وكان ما كان وذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين عن الاصمعي وذكر من القصيدة قوله ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ذا فاقة حل في مستوعر شاس من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لن يذهب العرف بين الله والناس الباء بعدها العين (783) بعاطر الاسقف يأتي ذكره في ضغاطر الباء بعدها الكاف (784) بكاء الراهب من أهل الشام أدرك الاسلام وشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولم يذكر له وفادة ذكر الهيثم بن عدي في الاخبار عن سعيد بن العاصي قال لما قتل أبي العاصي بن سعيد بن العاصي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص فخرج تاجرا إلى الشام فمكث سنة ثم قدم وكان يكثر السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأول شئ سأل عنه
[ 473 ]
أن قال ما فعل محمد فقال له عمي عبد الله هو والله أعز ما كان وأعلاه أمرا فسكت أبان ولم يسبه كما كان يسبه ثم صنع طعاما وأرسل إلى سراة بني أمية فقال لهم إني كنت بقرية فرأيت بها راهبا يقال له بكاء لم ينزل إلى الارض أربعين سنة فنزل يوما فاجتمعوا ينظرون إليه فجئت فقلت له إن لي حاجة فخلا بي فقلت إني من قريش وإن رجلا منا خرج يزعم أن الله أرسله قال ما اسمه قلت محمد قال منذ كم خرج قلت منذ عشرين سنة قال الا اصفه لك قلت بلى قال فوصفه فما أخطأ من صفته شيئا ثم قال لي هو والله نبي هذه الامة والله ليظهرن ثم دخل صومعته وقال لي اقرأ عليه السلام قال وكان ذلك في زمن الحديبة (785) بكر بن عبد الله له ذكر في الفتوح وعقد له عمر على أذربيجان نقلته من التاريخ المظفري (786) بكير بن علي بن تميم بن ثعلبة بن شهاب بن لام الطائي له إدراك ولولده مسعود ذكر بالكوفة في زمن الحجاج وكان فارسا ذكره بن الكلبي الباء بعدها الهاء (787) بهدل الطائي له إدراك وقتلت أمه أم قرفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعاش هو إلى أن قتل يحيى بن جعدة بن هبيرة في زمن بن الزبير فأقيد به ذكره البلاذري في الانساب الباء بعدها الياء (788) بياض بن سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي أدرك الجاهلية ثم أسلم في عهد عمر ذكره بن عساكر في ترجمة ابنه جواس (789) بيرح بن أسد الطاحي من أهل عمان هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات روى حديثه أحمد وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق جرير بن حازم عن الزبير بن حريث عن أبي لبيد قال خرج رجل من أهل عمان يقال له بيرح بن أسد مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فوجده قد مات فبينما هو في بعض الطرق لقيه عمر بن الخطاب فأدخله على أبي بكر الصديق فذكر الحديث في فضل عمان
[ 474 ]
وقال الرشاطي قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام وكان قد رآه كذا قال (790) بير زطن الهندي شيخ كان في زمن الاكاسرة له خبر مشهور في حشيشة القنب وأنه أول من اظهرها بتلك البلاد واشتهر أمرها عنه باليمن ثم أدرك هذا الشيخ الاسلام فأسلم ذكره الشيخ حسن بن محمد الشيرازي في كتاب السوانح عن شيخه الشيخ جعفر بن محمد الشيرازي القسم الرابع من حرف الباء الموحدة فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا وبيان ذلك الباء بعدها الالف (791) باب بن عمير ذكره العسكري في فضل من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قلت وليست له رواية عن أحد من الصحابة وإنما روايته عند أبي داود عن بعض التابعين (792) باذان ملك الهند ذكر بن مفوز قال لما قتل كسرى بعث باذان بإسلامه واسلام من معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه بن هشام هكذا أورده الذهبي في التجريد بعد أن ذكر باذان الفارسي من الابناء وهو المذكور في القسم الثالث ولم أر من فرق بينهما قبله وقوله ملك الهند فيه نظر والصواب ملك اليمن ثم ذكر الذهبي ثالثا فقال باذان ملك اليمن ذكره الواقدي فيمن أسلم من أهل سبأ قلت فهذا هو الاول قطعا الباء بعدها الجيم (793) بجير بن بجرة الطائي قال الذهبي في التجريد مدح النبي صلى الله عليه وسلم وفرق بينه
[ 475 ]
وبين بجير بن بجرة الطائي له ذكر في قتال أهل الردة وهما واحد (794) بجير بن عبد بن الحضرمي استدركه بن فتحون وعزاه لتفسير الثعلبي وأنه نزل فيه ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر الآية وهو تصحيف فقد رواه عبد بن حميد في تفسيره عن يونس عن شيبان عن قتادة فقال يحنس بياء وحاء مهملة ونون مشددة ثم سين مهملة والمشهور في اسمه جبر كما سيأتي في حرف الجيم إن شاء الله تعالى الباء بعدها الحاء (795) بحراة بن عامر كذا سماه بن عبد البر والصواب بيحرة كما تقدم (796) بحيرا الراهب ذكره بن منده وتبعه أبو نعيم وقصته معروفة في المغازي وما أدري أدرك البعثة أم لا وقد وقع في بعض السير عن الزهري أنه كان من يهود تيماء وفي مروج الذهب للمسعودي أنه كان نصرانيا من عبد القيس يقال له جرجيس فأما قصته فذكر بن إسحاق في المغازي أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معه فلما نزل الركب بصري وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان إليه علم النصرانية فلما نزل الركب وكانوا كثيرا ما ينزلون فلا يكلمهم فرأى بحيرا محمدا صلى الله عليه وسلم والغمامة تظله فنزل إليهم وصنع لهم طعاما وجمعهم عنده فتخلف محمد لصغره في رحالهم فأمرهم أن يدعوه فاحضره بعضهم فجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته فلما فرغوا جعل يسأله عن أشياء من حاله وهو يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه فأقبل على عمه فقال ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه من يهود فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده ويقال إن نفرا من أهل الكتاب رأوا منه ما رأى بحيرا فارادوه فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته وأنهم لا يستطيعون الوصول إليه فلم يزل بهم حتى صدقوه ورجعوا ورجع به أبو طالب إلى بلده بعد فراغه من تجارته بالشام وذكر أبو نعيم في الدلائل عن الواقدي وكذا هو في طبقات بن سعد عنه
[ 476 ]
بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشرة سنة وذكر القصة مبسوطة جدا وزاد إن أولئك النفر كانوا من يهود وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الاشعري أخرجها ا لترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله واتبعه أبو بكر بلالا وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهلا ولا اشترى يومئذ بلالا الا أن يحمل على أن هذه الجملة الاخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث وفي الجملة هي وهم من أحد رواته وأخرج بن منده من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن بن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم بن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شئ فقال له من الرجل الذي في ظل السدرة فقال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال هذا والله نبي ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم الا محمد ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم اتبعه فهذا إن صح يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب وفي شرف المصطفى لابي سعيد النيسابوري أنه صلى الله عليه وسلم مر ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة وأن بحيرا قال له قد عرفت العلامات فيك كلها الا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك وأنه كشف له عن ظهره فرآه فقال أشهد أن لا آله الا الله وأشهد انك رسول الله النبي الامي الذي بشر به عيسى بن مريم ثم ذكر القصة مطولة جدا فالله أعلم وإنما ذكرته في هذا القسم لان تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو مسلم لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فقولنا مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل والله أعلم (797) بحينة ذكره عبدان في الصحابة وأخرج عن عباس الدوري عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن بحينة قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر فقال اجعلوا بينهما فصلا
[ 477 ]
قال أبو موسى كذا ترجمه وروى الحديث والصواب ما رواه خيثمة بن سليمان عن السري بن يحيى عن أبي نعيم بهذا الاسناد فقال عن بن بحينة قلت وقد بين أحمد بن حازم بن أبي عروة في مسنده الواهم فيه فأخرجه عن أبي نعيم كما رواه عباس سواء ثم قال بعده قال لنا أبو نعيم إنما هو بن بجينة ولكن كذا قال لنا يعني عبد السلام قال أبو موسى وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبن ثوبان على الصواب ثم ساقه من مسند أحمد كذلك (798) بحيرة بن عامر حكى بن قانع أن بعضهم صحف بحيرة فقال بحيرة والصواب بيحرة كما تقدم الباء بعدها الدال (799) البداء بن عاصم اللخمي روى أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء من طريق عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس قال خرج البداء بن عاصم وتميم الداري مسافرين ومعهما رجل من بني سهم فذكر الحديث في نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم الآية أخرجه عن معلى بن منصور عن بن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك وقد أخرجه البخاري والترمذي والطبراني وأبو داود وغيرهم من طرق متعددة عن بن أبي زائدة فاتفقوا على أنه عدي بن بداء ولم يقع عند أحد منهم البداء بن عاصم فلعله كان فيه عدي بن بداء بن عاصم فسقط لفظ عدي والله أعلم وسيأتي ذكر عدي في حرف العين إن شاء الله تعالى (800) البداح بن عدي الانصاري قال بن حبان يقال له صحبة وفي القلب من كثرة الاختلاف في إسناده وذكره الباوردي وهو وهم نشأ عن تصحيف فإنه أخرج من طريق روح بن القاسم عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن البداح بن عدي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء الحديث وهذا قد رواه مالك وغيره عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبي البداح بن عاصم بن عدي وهو الصواب
[ 478 ]
وكذلك أخرجه أبو داود من رواية بن عيينة عن محمد بن أبي بكر بن حزم على الصواب ورأيت في حواشي السنن لابن القيم الحنبلي الجزم بان زوج جميلة بنت يسار أخت معقل بن يسار اسمه البداح بن عاصم بن عدي وكنيته أبو عمرو فإن كان هذا محفوظا فهو أخو أبي البداح التابعي والله أعلم (801) بديل غير منسوب قال بن منده خرج في الصحابة وذكره أهل المعرفة في التابعين ثم روى عن موسى بن سروان عن بديل قال كان كم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ قلت بديل شيخ موسى هو بن مسيرة العقيلي وهو تابعي صغير وجل روايته عن التابعين الباء بعدها الذال (802) بذيمة والد علي وهو بفتح أوله وكسر الذال المعجمة ذكر في الصحابة وهو خطأ نشأ عن سقط في الاسناد قال بن منده ذكره بن صاعد في الصحابة وروى عن أحمد بن منيع عن أشعث بن عبد الرحمن عن الوليد بن ثعلبة عن علي بن بذيمة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في الدعاء انتهى كلام بن منده وذكره أبو نعيم وقال هو وهم ولم يبين وجه الوهم وهو سقوط أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود بين علي وأبيه وإنما الحديث من مسند عبد الله بن مسعود بينه مسعر في روايته عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن أبيه أخرجه الحاكم في المستدرك وسأذكر الحديث إن شاء الله تعالى في ترجمة سالم بن عوف بن مالك وبذيمة ليس له صحبة ولا رؤية ولا رواية وإنما هو من أبناء الاكاسرة أسر وهو صغير في قتال الفرس فوهبه سعد بن أبي وقاس لجابر بن سمرة وذلك يوم المدائن ذكر ذلك بن سعد في الطبقات
[ 479 ]
الباء بعدها الراء (803) البراء بن الجعد بن عوف ذكره بن الجوزي في تلقيحه هكذا أورده الذهبي في التجريد مستدركا وهو وهم فكأنه نسب إلى جده وهو البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف وقد تقدم (804) البراء بن قبيصة قال أبو موسى ذكره عبدان وقال رأيته في التذكرة ولا أعلم له صحبة قلت ذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وآخرون ووقع عند البخاري البراء بن قبيصة بن أبي عقيل الثقفي (805) برذع بن زيد بن عامر ذكره بن الامين مستدركا على الاستيعاب وقد تقدم أنه هو بن زيد النعمان بن زيد بن عامر فسقط عن نسبه من زيد إلى زيد فلا يستدرك (806) بريح بن عرفجة كذا ذكره بن منده في حرف الموحدة ووهمه أبو نعيم وهو تصحيف قال بن منده روى عبد الرحمن المحاربي عن ليث بن زياد بن علاقة عن بريح بن عرفجة أو شريح قال ورواه غيره عن ليث فقال عرفجة بن بريح وهو الصواب (807) بريدة بن سفيان الاسلمي تابعي مشهور مضعف عندهم قال بن حبان في التابعين قيل إن له صحبة وذكره عبدان لحديث أرسله ووهم فيه أيضا في بعض الاسماء وذلك أنه روى من طريق عبد الرحمن بن عبد الله عن الزهري عن بريدة بن سفيان الاسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن عدي وزيد بن الدثنة وخبيب بن عدي ومرثد بن أبي مرثد فذكر الحديث في قصة قتل عاصم وغيره ووهم في قوله عاصم بن عدي وإنما هو عاصم بن ثابت والحديث مخرج في الصحيحين من طرق عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة على الصواب
[ 480 ]
الباء بعدها السين (808) بسر بضم أوله وسكون المهملة بن الحارث وهو أبيرق بن عمرو كذا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله فصحفه وإنما هو بشر بكسر أوله وبالمعجمة (809) بسر بالضم واسكان المهملة بن محجن الديلي تابعي مشهور جزم بذلك البخاري والجمهور ذكره البغوي وغيره في الصحابة واخرجوا من طريق بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن بسر بن محجن قال صليت الظهر في منزلي ثم خرجت بإبل لي لاضربها فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي الظهر في مسجده الحديث وقد سقط من الاسناد قوله عن أبيه وقد أخرجه مالك ومن طريقه النسائي عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه وكذلك أخرجه أحمد من رواية الثوري عن زيد بن أسلم قال بن منده هذا الصواب (810) بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعد بن الخزرج فرق بن منده بينه وبين بسبسة بن عمرو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا وهما واحد ذكر بشر بالكسر واسكان المعجمة (811) بشر الثقفي أورده بن شاهين وابن عبد البر فيمن اسمه بشر بالكسر وسكون المعجمة فصحفه وإنما هو بشير بزيادة ياء كما تقدم في القسم الاول (812) بشر بن صحار العبدي ذكره عبدان في الصحابة وروى من طريق مسلم بن قتيبة عنه قال رأيت ملحفة النبي صلى الله عليه وسلم مورسة وأدركت مربط حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عفيرا وكنت ادخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأنال سقفها قال أبو موسى بشر هذا هو
[ 481 ]
بن صحار بن عباد بن عمرو من أتباع التابعين يروي عن الحسن وغيره ورؤيته للملحفة وغيرها لا تصيره صحابيا قلت وقد روى عن بشر بن صحار أبو عاصم النبيل وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما من شيوخ البخاري وذكره بن حبان في الثقات وفي الصحابة صحار العبدي آخر غير والد هذا سيأتي ذكره في موضعه (813) بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي وهم من ذكره في الصحابة وإنما هو من أتباع التابعين وقد شرحت ذلك في القسم الاول وعكس بن الاثير الامر فأنكر على البخاري ابراده لبشر بن عاصم الذي لم ينسب في الصحابة وجعله ترجمة مفردة عن بشر بن عاصم بن سفيان ولم يجعله صحابيا وصنيع البخاري هو الصواب لمن له أدنى تأمل (814) بشر الغنوي والد عبد الله بن بشر ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله قلت وهم في التفرقة بينه وبين بشر الغنوي ويقال الخثعمي المقدم ذكره فهو والد عبد الله كما تقدم ذكر بشير بفتح أوله وزيادة ياء (815) بشير بن تميم ذكره بن أبي شيبة في الصحابة وأخرج من طريق عبد الله بن الاجلح عن أبيه عن عكرمة عن بشير بن تميم أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى بأهل بدر فداء مختلفا وقال للعباس أفد نفسك الحديث قلت هو مقلوب وإنما هو الاجلح عن بشير بن تميم عن عكرمة وبشير بن تميم شيخ مكي يروي عن التابعين وأدركه سفيان بن عيينة ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولبشير بن تميم خبر آخر مرسل ذكره بسببه عبدان فأخرج من طريق سعيد بن مزاحم عن
[ 482 ]
معروف بن خربوذ عن بشير بن تميم قال لما كان ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم رأى موبذان كسرى خيلا وإبلا قطعت دجلة القصة بطولها (816) بشير أبو جميلة من بني سليم ذكره بن منده وعزاه لابن سعد وتعقبه أبو نعيم لان الصواب بشر أبو جميلة وهو كما قال (817) بشير بن الحارث بن سريع بن بحاد العبسي ذكره الباوردي والطبري فيمن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بني عبس استدركه بن فتحون في الموحدة وكذا استدركه بن الاثير فوهما جميعا والصواب أنه يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغرا كذا ضبطه الحفاظ وسيأتي في حرف الياء التحتانية إن شاء الله تعالى على الصواب (818) بشير بن راعي العير ذكره عمر بن شبة في الصحابة كذا استدركه بن فتحون وهو تصحيف لا شك فيه وإنما هو بسر بضم أوله وسكون المهملة على الصواب كما تقدم في القسم الاول (819) بشير بن زيد الانصاري ذكره الحاكم وقال مسانيده عزيزة وأورد له من طريق محمد بن إسحاق البلخي حدثني عمر بن قيس بن بشير عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاصرم الاحمق قال البيهقي في الشعب وهم فيه الحاكم من ثلاثة أوجه أو أربعة أحدها قوله عمر بن قيس وإنما هو عمرو وثانيها قوله بشير يعني بموحدة مفتوحة بعدها معجمة مكسورة وإنما هو يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغرا وثالثها في رفع الحديث وإنما هو موقوف ورابعها في جعله صحابيا وإنما له إدراك قلت وبقي عليه أنه وهم في قوله بشير بن زيد وإنما هو بشير بن عمرو وفي كونه نسبه أنصاريا وإنما هو عبدي وقيل كندي (820) بشير بن عمرو ولد في عام الهجرة قال بشير توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنين وروى أنه كان عريف قومه في زمن الحجاج توفي سنة خمس وثمانين هكذا ذكره أبو عمر لم يزد على ذلك وصحف في هذا الاسم وهو بشير بن عمرو الذي نبه
[ 483 ]
البيهقي عليه في الذي قبله وهو الذي يقال له أسير بن جابر وقيل هو غيره وأرخ بن سعد وفاته سنة خمس وثمانين وقال أبو نعيم كان عريفا في زمن الحجاج ثم روى عن عمرو بن قيس عن أبيه عن جده بشير وقال قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنين وقد صحف فيه أيضا بن شاهين فإنه ذكر في الصحابة في الموحدة بشير بن عمرو ثم ساق حديثا من طريق عمرو بن قيس بن بشير بن عمرو عن أبيه عن جده وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا أخذ عطاءه أمسك نفقة سنة الحديث موقوف وهذا هو يسير بن عمرو ويقال أسير بالهمزة وقال علي بن المديني أهل البصرة يقولون أسير بن جابر وأهل الكوفة يقولون أسير بن عمرو ورجح البخاري الثاني وأشار إلى تليين قول من قال فيه بن جابر وقال غيره أسير بن عمرو بن جابر والله أعلم (821) بشير والد أيوب روى عنه ابنه أيوب في معجم بن قانع ومسند البزار هكذا وأورده الذهبي في التجريد فكرره وهما وهو بشير بن أكال المتقدم (822) بشير بن زيد الضبعي صوابه بن يزيد وقد تقدم (823) بشير بضم أوله مصغرا بن كعب العدوي ذكره بن شاهين وابن عبدان في الصحابة وقال عبدان ذكره بعض مشايخنا ولا نعلم له صحبة وهو رجل قد قرأ الكتب قال وروى طاوس عن بن عباس أنه قال لبشير بن كعب عد في حديث كذا قلت أخرج ذلك مسلم قال عبدان وحدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان عن عمر وسمعت طلق بن حبيب يحدث عن بشير بن كعب قال جاء غلامان شابان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أنعمل فيما جفت به الاقلام الحديث وكذا أخرجه بن شاهين من طريقين عن سفيان قال أبو موسى هذا يوهم أن لبشير صحبة وليس كذلك وإنما هو مرسل قلت قد قدمت أن بن عساكر خلطه بآخر يقال له بشير بن كعب شهد اليرموك ولو
[ 484 ]
كان هذا شهد اليرموك لادرك كبار الصحابة لكنا لم نجد له رواية عن أقدم من أبي ذر وأبي الدرداء وقيل إن روايته عنهما مرسلة والله أعلم (824) بشير المازني أبو عبد الله ذكره بن قانع في تضاعيف من اسمه بشير فصحف فإنه ساق من طريق يزيد بن حمير عن عبد الله بن بشير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بهم فأتى بطعام وتمر وفيه دعاؤه لهم وهذا حديث عبد الله بن بشر المازني وهو بضم أوله وسكون المهملة الباء بعدها العين (825) بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني ذكره عبدان وأورد له حديثا مرسلا من طريق أسامة بن زيد عن بعجة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان خير الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه الحديث قال عبدان لا نعلم لبعجة صحبة ولا رؤية وإنما الصحبة لابيه قلت وهو كما قال والحديث المذكور في صحيح مسلم من رواية بعجة المذكور عن أبي هريرة فكأن أبا هريرة سقط من تلك الرواية وبعجة تابعي مشهور وثقة النسائي وغيره وأرخ بن حبان وفاته سنة مائة الباء بعدها اللام (826) بلز ايو العشراء الدارمي ذكره بن منده وغيره وهو خطأ وإنما الصحبة لوالد أبي العشراء (827) بلال بن حمامة يروي عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة قلت فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذن والحديث واه جدا ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن (828) بلال بن يحيى ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان وأخرج له من طريق محمد بن عثمان القرشي عن حبيب بن سليم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن معافاة الله
[ 485 ]
العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته قال أبو نعيم أراه العبسي الكوفي صاحب حذيفة قلت وهو كما ظن فإن حبيب بن سالم معروف بالرواية عنه وهو تابعي معروف حتى قيل إن روايته عن حذيفة مرسلة وقد ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر بن الخطاب وروى عن حذيفة ويقول بلغني عن حذيفة (829) بلال الفزاري ذكره بعضهم في الصحابة واستدركه مغلطاي بخطه في حاشية أسد الغابة وعزاه لابن أبي حاتم وهو كما قال ذكره في الجرح والتعديل فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الاسلام بدأ غريبا قال سألت أبي عنه فقال مجهول قلت وذكره في المراسيل فقال حديثه مرسلا ولا صحبة له وأظنه بلال بن مرداس والحديث المذكور ذكره البخاري في تاريخه فقال لنا إسحاق عن جرير عن ليث عن بلال الفزاري فذكره وبلال بن مرداس الفزاري الذي أشار إليه أبو حاتم تابعي صغير يروي عن أنس الباء بعدها الواو (830) بودان ذكره علي بن سعيد العسكري وأخرج من طريق بن جريج عن بن مينا عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من اعتذر إليه أخوه المسلم الحديث واستدركه أبو موسى وقال ذكره أيضا أبو بكر بن أبي علي والمشهور جودان بالجيم قلت وهو الصواب وكذا أخرجه بن ماجة من هذا الوجه كما سيأتي في موضعه والاول تصحيف
[ 486 ]
حرف التاء المثناة القسم الاول باب التاء بعدها اللام (831) التلب بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية بن أخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري وقيل أخو زينب بنت ثعلبة وقيل في نسبه غير ذلك له صحبة وأحاديث روى له أبو داود والنسائي وقد استغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وهو بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة وقيل ثقيلة وكان شعبة يقوله بالمثلثة في أوله والاول أصح قال أحمد كان في لسان شعبة لثغة واخيف في نسبه بضم أوله وخاء معجمة مصغرا باب التاء بعدها الميم (832) تمام بن عبيدة الاسدي أسد خزيمة ذكره بن إسحاق في المهاجرين وسيأتي ذكر أخيه الزبير (833) تمام الحبشي أحد الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة تقدم ذكره في أبرهة (834) تمام بن يهودا ذكره الضحاك بن مزاحم فيمن أسلم من احبار يهود واستدركه بن فتحون
[ 487 ]
(835) تميم بن أسيد وقيل أسد بن عبد العزى بن جعونة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن كعب بن عمرو الخزاعي قال بن سعد أسلم وصحب قبل فتح مكة وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم يجدد انصاب الحرم ثم ساق بذلك سندا إلى بن خثيم عن أبي الطفيل عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وأخرجه أبو نعيم وزاد وكان إبراهيم وضعها يريه إياها جبريل إسناده حسن وروى الفاكهي من طريق بن جريج أخبرني بن خثيم عن محمد بن الاسود بن خلف فذكره وزاد وهو جد عبد الرحمن بن المطلب بن تميم وروى بن إسحاق في المغازي من حديث بن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح على راحلة فطاف عليها فذكر الحديث قال فما يشير إلى ضم منها إلا وقع لقفاه وفي ذلك يقول تميم بن أسد الخزاعي وفي الاصنام معتبر وعلم لمن يرجو الثواب أو العقابا ورواه بن منده من وجه آخر وقال هذا حديث غريب تفرد به يعقوب بن محمد الزهري (836) تميم بن أسيد أبو رفاعة العدوي مختلف في اسمه واسم أبيه يأتي في الكنى فهو مشهور بكنيته (837) تميم بن أوس الاسلمي ويأتي في الاخير (838) تميم بن أوس بن حارثة وقيل خارجة بن سود وقيل سواد بن جذيمة
[ 488 ]
بن ذراع بن عدي بن الدار أبو رقية الداري مشهور في الصحابة كان نصرانيا وقدم المدينة فأسلم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصة الجساسة والدجال فحدث النبي صلى الله عليه وسلم عنه بذلك على المنبر وعد ذلك من مناقبة قال بن السكن أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم ولهما صحبة وقال بن إسحاق قدم المدينة وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو نعيم كان راهب أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين وهو أول من اسرج السراج في المسجد روى الطبراني من حديث أبي هريرة وأول من قص وذلك في عهد عمر رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وسكن فلسطين وكان النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه بها قرية عينون روى ذلك من طرق كثيرة وكان كثير التهجد قام ليلة بآية حتى أصبح وهي أم حسب الذين اجترحوا السيئات الآية رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى مسروق قال قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم فذكره وروى البغوي في الصحابة له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة تميم وتعظم كثير من عمر له وسأذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل في قسم المخضرمين إن شاء الله تعالى قال بن حبان مات بالشام وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين وقال البخاري أبو هند الداري أخوه وتعقب ولكن قال بن حبان هو أخوه لامه تنبيه جزم الذهبي في التجريد بأن صاحب الجام الذي نزل فيه وفي صاحبه * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * الآية غير تميم
[ 489 ]
الداري وعزاه لمقاتل بن حيان وليس بجيد لان في الترمذي وغيره عن بن عباس في قصة الجام أنه تميم الداري (839) تميم بن بشر يأتي بعده (840) تميم بن جراشة الثقفي بضم الجيم ذكره مطين في الصحابة وروى من طريق أبي إسحاق بن سمعان الاسلمي عن عبد العزيز بن الهيثم عن أبيه عن جده عن تميم بن جراشة قال قدمت في وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط الحديث إسناده ضعيف وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبو يحيى هو سمعان (841) تميم بن حارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي قال الزبير قتل يوم أجنادين شهيدا وقتل معه أخوه لامه سعيد بن عمرو التميمي وأمها من بني عامر بن صعصعة وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة وكذا ذكره الزهري وسماه الواقدي نميرا بنون في أوله مضمومة وبراء وتقدم أن بن إسحاق قال بشير بن الحارث فذكر أنه هاجر إلى الحبشة وقال البلاذري تميم بن الحارث هاجر في الثانية إلى الحبشة ومعه أخ له من بني تميم يقال له معبد واستشهد تميم بالشام بأجنادين وكان أبوه من المستهزئين (842) تميم بن حجر الاسلمي قال بن حبان والطبراني له صحبة ولم يخرج حديثه وقد ذكر بن منده عن بن سعد أنه قال تميم بن أوس بن حجر أبو أوس الاسلمي كان ينزل ناحية العرج وهو جد بريدة بن سفيان ثم تعقبه بأنه وهم
[ 490 ]
والصواب أبو تميم أوس بن عبد الله بن حجر وقد تقدم (843) تميم بن ربيعة بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل الجهني ذكره بن هشام بن الكلبي فقال أسلم قديما وشهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وكذا بن فتحون في ذيله عن الطبري (844) تميم بن زيد الانصاري والد عباد وأخو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني في قول الاكثر وقيل هو أخوه لامه وأما أبوه فهو غزية بن عبد عمرو بن عطية بن خنساء بذلك جزم الدمياطي تبعا لابن سعد قال بن حبان تميم بن زيد المازني له صحبة وحديثه عن ولده وروى البخاري في تاريخه وأحمد بن أبي شيبة وابن أبي عمرو البغوي والطبراني والباوردي وغيرهم كلهم من طريق أبي الاسود عن عباد بن تميم المازني عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح الماء على رجليه رجاله ثقات وأغرب أبو عمر فقال إنه ضعيف وقال البغوي لا أعلم روى عباد عن أبيه غير هذا وتبعه غيره على ذلك وفيه نظر فقد أخرج له بن منده حديثين آخرين أحدهما في الشك في الحديث وقد وهم فيه بن لهيعة وإنما يعرف عن عمه وثانيهما ورويناه في الاول من فوائد العيسوي من طريق الليث عن هشام بن سعد عن بن شهاب عن عباد بن تميم عن أبيه وعمه أنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعا على ظهره الحديث وهو معروف لعباد عن عمه أيضا لكن لا مانع أن يرويه عباد عنهما معا وقد أخرجه الباوردي من طريق أبي بكر الهذلي عن الزهري فقال عن عباد عن أبيه أو عمه على الشك والله أعلم
[ 491 ]
(845) تميم بن زيد آخر يأتي في بن يزيد (846) تميم بن سعد التميمي كان في وفد تميم الذين قدموا فأسلموا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وحكاه بن فتحون في ذيله عن الطبري (847) تميم بن سلمة روى أبو موسى من طريق وهيب بن خالد عن خالد الحذاء عن رجل عن تميم بن سلمة قال بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انصرف من عنده رجل فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد ارسلها من ورائه قلت يا رسول الله من هذا قال جبريل وروى علي بن سعيد العسكري من طريق زياد بن فياض عن تميم بن سلمة مرفوعا في الذي يرفع رأسه قبل الامام وهذا رجاله ثقات وأظنه مرسلا فإن تميم بن سلمة كوفي تابعي مشهور يروي عنه زياد بن فياض وغيره ولا أعرف لزياد بن فياض رواية عن أحد من الصحابة (848) تميم بن عبد عمرو قيل إنه اسم أبي حسن الانصاري وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى (849) تميم بن معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم الانصاري المازني ذكر أبو عمر في ترجمة أبيه أنهما شهدا أحدا فاستدركه بن فتحون وغيره (850) تميم بن بشر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج الانصاري أخو سفيان بن بشر شهد أحدا ذكره بن شاهين بإسناده وكذا قال بن ماكولا وضبط والده نسر بفتح
[ 492 ]
النون بعدها مهملة ساكنة ثم راء وأما أبو موسى فقال تميم بن بشر بالموحدة المعجمة وساق نسبه فصحف (851) تميم بن يزيد أو بن زيد الانصاري روى بن منده من طريق أبي المليح الرقي حدثنا أبو هشام الجعفي قال دخلنا مسجد قباء وقد اسفروا وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يصلي بهم فذكر الحديث قال لا يعرف الا من هذا الوجه قلت فيه انقطاع وقد رواه عمر بن شبة من وجه آخر عن أبي المليح عن أبي هاشم قال جاء تميم بن زيد الانصاري إلى مسجد قباء فقال ما يمنعكم أن تصلوا قالوا ننتظر معاذا فذكر الحديث في صلاته بهم وشكوى معاذ منه وقوله صلى الله عليه وسلم هكذا فاصنعوا إذا احتبس الامام وفيه فقال معاذ ما استبقت أنا وتميم إلى خصلة من الخير الا سبقني إليها استبقت أنا وهو إلى الشهادة فاستشهد وبقيت (852) تميم بن يعار بن قيس أو نسر بن عدي بن أمية بن خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ذكره عروة والزهري وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا وذكر الدار قطني وابن ماكولا جده بالنون والمهملة وأما أبوه فأوله تحتانية ثم مهملة (853) تميم مولى خراش بن الصمة الانصاري قال بن أبي حاتم استخرج من المغازي ولا رواية له قال أبو عمر آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين خباب مولى عتبة بن غزوان وذكره الزهري وعروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وخراش بمعجمتين في أوله وآخره (854) تميم الحبشي أحد الثمانية تقدم ذكره في أبرهة (855) تميم مولى بني غنم بن السلم بن مالك بن أوس الانصاري وقال هشام
[ 493 ]
كان مولى سعد بن خيثمة وكان سعد من بني غنم ذكره الزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن أبي شيبة حدثنا وكيع أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال شهد بدرا ستة من الاعاجم منهم بلال وتميم انتهى والسلم بكسر السين المهملة التاء بعدها الواو والياء (856) التوأم أبو دخان روى بن منده من طريق شعبة بن دخان بن التوأم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا الشعر سجع من كلام العرب وقال بن منده إسناده مجهول وهو وهم وأخرج له بن قانع حديثا آخر من رواية جرير عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن توأم عن أبيه رفعه لا حلف في الاسلام قال هذا خطأ والصواب رواية هشيم عن مغيرة فقال عن شعبة عن قيس بن عاصم (857) التيهان الانصاري والد أسعد ذكره بن قانع وابن شاهين وابن منده هنا وذكره بن السكن في النون وكأنه أرجح ويأتي ذكر حديثه هناك إن شاء الله تعالى القسم الثاني في ذكر من له رؤية التاء بعدها الميم (858) تمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم أصغر الاخوة العشرة أمه أم ولد كان العباس يقول تموا بتمام فصاروا عشرة قاله الزبير بن بكار وقال أبو عمر كل ولد العباس له رؤية وللفضل وعبد الله سماع
[ 494 ]
قال بن السكن يقال كان أصغر إخوته وكان أشد قريش بطشا ولا يحفظ له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية من وجه ثابت وقال بن حبان في ثقات التابعين حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وإنما رواه عن أبيه قلت اختلف على منصور عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استاكوا هكذا رواه الثوري وأكثر أصحاب منصور وأخرجه أحمد وغيره ورواه عمر بن عبد الرحمن الابار عن منصور فقال عن تمام عن أبيه أخرجه البزار والحاكم ورواه شيبان عن منصور عن أبي علي عن جعفر بن العباس عن أبيه وفي رواية عنه عن جعفر بن تمام عن أبيه وروى عن الثوري عن منصور عن الصقيل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه أخرجه أحمد عن معاوية بن هشام عنه ومعاوية سئ الحفظ ولي تمام المدينة في زمان علي قال حليفة وغيره ومات في قلت والاخوة العشرة هم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن وكثير وصبيح ومسهر وتمام وكلهم متفق عليه الا الثامن والتاسع فتفرد بذكرهما هشام بن الكلبي قال الدارقطني في الاخوة لا يتابع عليه (859) تميم بن إياس بن البكير الليثي تقدم ذكر أبيه وتميم ذكره أبو يونس في تاريخه وقال شهد فتح مصر وقتل بها مع من استشهد قلت وكان ذلك سنة عشرين ومقتضاه أن يكون ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (860) تميم بن غيلان بن سلمة الثقفي قال البغوي يقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن شاهين وفي تاريخ البخاري من طريق بن جريج عن تميم بن غيلان الثقفي عن الرحمن بن عوف رفعه يا عبد الرحمن لا تغلبن على اسم العشاء وقال بن أبي حاتم روى عنه عبد العزيز بن أبي داود وأورد البغوي وابن شاهين
[ 495 ]
وابن قانع وغيرهم من طريق المفضل بن تميم بن غيلان عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد أو غيره وأمرهم أن يكسروا طاغية ثقيف الحديث قال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه وهو مرسل القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره التاء بعدها الباء والميم (861) تبيع الحميري بن امرأة كعب الاخبار أدرك الجاهلية وذكره خليفة في الطبقة الاولى من أهل الشام وذكره أبو بكر البغدادي في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي الصحابة وقال كان رجلا دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم قال فعرض عليه الاسلام فلم يسلم حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم مع أبي بكر وذكره بن سعد في الطبقة الثانية من الشاميين وذكر بن يونس في تاريخ مصر أنه مات سنة إحدى ومائة وأخرج له النسائي (862) تميم بن حذلم أدرك الجاهلية ووفد في عهد أبي بكر روى البخاري في تاريخه من طريق الاعمش عن العلاء بن بدر عن تميم بن حذلم قال أدركت أبا بكر وعمر وذكر جماعة فما رأيت أزهد في الدنيا مثل بن مسعود وأخرج البخاري حديثه في الادب المفرد (863) تميم بن مالك له ادراك كان ممن قاتل يوم الدار فقتل حينئذ ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده الازدي محمد بن شيبة
[ 496 ]
(864) تميم بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو كعب ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال أدرك الاسلام فأسلم وكان يبكي أهل الجاهلية وبلغ مائة وعشرين سنة وله خبر مع عمر بن الخطاب حين استعداه على النجاشي الشاعر لانهما كانا يتهاجيان والقصة مشهورة رويناها في كتاب المجالسة وذكرها ثعلب في فوائده من رواية أبي الحسن بن مقسم عنه قال قال أصحابنا استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي فقال يا أمير المؤمنين هجاني فأعدني عليه قال يا نجاشي ما قلت قال يا أمير المؤمنين قلت مالا أرى علي فيه إثما وأنشد إذا الله جازى أهل لؤم بذمة فجازى بني العجلان رهط بن مقبل قبيلته لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل فقال عمر ليتني من هؤلاء فقال ولا يردون الماء الا عشية إذا صدر الوراد عن كل منهل فقال عمر ما على هؤلاء متى وردوا فقال وما سمي العجلان الا لقوله خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل فقال عمر خير القوم انفعهم لاهله فقال تميم فسله عن قوله أولئك أولاد الهجين واسرة اللئيم ورهط العاجز المتذلل فقال عمر أما هذا فلا اعذرك عليه فحبسه وضربه
[ 497 ]
(864) تميم بن نذير العدوي يكنى أبا قتادة مشهور بكنيته وقيل اسمه بدير بن قنفذ حكاه خلفية قال البزار أدرك الجاهلية وسمع من عمر بن الخطاب وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وأخرجه الباوردي وابن السكن في الصحابة وأخرجا من طريق حميد بن هلال عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله الحديث ورجاله ثقات قال بن السكن ليس في حديثه ما يدل على صحبته وقد أدخله جماعة في المسند وذكره بن حبان في الثقات وابن سعد في الاولى من تابعي البصريين ممن أدرك عمر قلت حديثه عن عمر في صحيح مسلم (865) تميم بن ورقاء الخثعمي أدرك الجاهلية وكان عريف قومه في عهد عمر وبعثه معاوية بفتح قيسارية إلى عمر ذكره بن عساكر في ترجمة الحكم بن عبد الرحمن من طريق هشام بن عمار حدثنا يزيد بن سمرة عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء وكان ممن شهد قيسارية قال حاصرها معاوية سبع سنين ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف فدلهم النطاق على عورة وكان من الرهون فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالحمل وكان في يوم الاحد وهم بالكنيسة فلم يشعروا الا بالتكبير فكان بوارهم قال يزيد بن سمرة فبعثوا بالفتح إلى عمر مع تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر فقال الا إن قيسارية فتحت قسرا
[ 498 ]
القسم الرابع فيمن ذكر على سبيل التصحيف والغلط التاء بعدها اللام والميم (866) تليد بن كلاب الليثي استدركه الذهبي في التجريد فقال حديثه في مسند أحمد قول ذي الحويصرة أعدل رواه بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن مقسم عن رجل عنه قلت والحديث المذكور وقع في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص من مسند الامام أحمد وليس لتليد بن كلاب فيه رواية بل له فيه مجرد ذكر قال الامام أحمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي العباس مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاصي وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الحويصرة فساق الحديث بطوله وكذا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي وقد تبين أن مقسما أخذ هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي مشافهة وليس في السياق ما يقتضي أن يكون لتليد صحبة ولا له فيه رواية (867) تميم بن أسد الخزاعي استدركه أبو موسى وقال قال عبدان لم نجد له شيئا انتهى والظاهر أنه أراد تميم بن أسيد الذي تقدم أولا وبذلك حزم بن الاثير وكأنه لما تغير اسم أبيه ظنه آخر وقوى ذلك عنده قول عبدان لم نجد له شيئا مع أن له رواية موجودة (868) تميم بن أوس الاسلمي صوابه أبو تميم أوس بن عبد الله بن حجر وقد تقدم (869) تميم بن الحمام الانصاري ذكره بن منده وروى من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) * الآية
[ 499 ]
قال أبو نعيم اتفقوا على أنه عمرو بن الحمام وأن السدي صحفه وتبعه بعض الناس (870) تميم غير منسوب قال بن منده يقال إنه الداري ولا يصح روى حديثه موسى بن علي عن يزيد بن الحصين عن تميم قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ارجلا كان أو امرأة الحديث قال بن منده هكذا رواه عبد الوهاب بن عبدة عن أبي عمرو عن الليث عنه قال وأبو عمرو مجهول وقد رواه موسى عن أبيه عن يزيد بن الحصين مرسلا ليس فيه تميم قلت أخرجه بن مردويه من طريق زيد بن الحباب عن موسى كذلك لكن أخرجه بن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن عبدة عن عثمان بن كثير عن الليث عن موسى بن علي عن يزيد بن حصين عن تميم الداري أن رجلا فذكره ففيه تعقب على بن منده من وجهين أحدهما قوله إن أبا عمرو مجهول فقد عرف أنه عثمان بن كثير ثانيها قوله يقال إنه تميم الداري ولا يصح فقد صرح بن أبي خيثمة أنه تميم الداري وكونه روى مرسلا لا يقدح في كون تميم المذكور هو الداري والله أعلم والحديث معروف لفروة بن مسيك الآتي في حرف الفاء أخرجه الترمذي وروى مثله عن عباس أشار إليه الترمذي ووصله بن مردويه التاء بعدها الياء المثناة من تحت (871) التيهان الانصاري والد أبي الهيثم ذكره مطين في الصحابة وتبعه الطبراني والباوردي وابن حبان فأخرج مطين من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة عامر بن الاكوع بخيبر قال بن منده وهو خطأ والصواب عن بن أبي الهيثم عن أبيه أخطأ فيه مطين قلت بل الواهم فيه يونس بن بكير وهكذا هو في المغازي له والحق أن التيهان لم يدرك الاسلام
[ 500 ]
حرف الثاء المثلثة القسم الاول الثاء بعدها الالف (872) ثابت بن إثلة الانصاري الاوسي من بن عمرو بن عوف ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر واستدركه أبو موسى عن عبدان وحرف بن عبد البر أباه كما سأنبه عليه في القسم الرابع (873) ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي حليف الانصار ذكره موسى بن عقبة في البدريين وقال بن إسحاق في المغازي حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال ثم أخذ الراية يعني في غزوة مؤتة ثابت بن أقرم بعد قتل بن رواحة فدفعها إلى خالد بن الوليد وكذا رواه بن منده من حديث أبي اليسر بإسناد ضعيف وروى الواقدي عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة فقال لي ثابت بن أقرم انك لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة
[ 501 ]
واتفق أهل المغازي على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر قتله طليحة بن خويلد الاسدي وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم كيف أحبك وقد قتلت الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم فقال طليحة اكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما وقد خالف ذلك عروة فأخرج الطبراني من طريق بن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل الغمرة من نجد اميرهم ثابت بن أقرم أصيب فيها ثابت بن أقرم فهذا ظاهره أنه قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن تأويل قوله أصيب أي بجراحة فلم يمت قلت والغمرة بفتح الغين المعجمة (874) ثابت بن الجذع واسمه ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد بالطائف وذكره أيضا بن إسحاق وموسى بن عقبة في أهل العقبة لكن وقع في رواية الطبراني من طريق موسى بن عقبة ثابت بن اجذع وهو تصحيف (875) ثابت بن الحارث الانصاري نسبه بن يونس في تاريخ مصر ويقال بن حارثة قال بن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن الحارث الانصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن قتل رجل شهد بدرا فقال وما يدريك لعل الله قد اطلع أهل بدر وروى الحسن بن سفيان وابن سعد والطبراني من طريق بن المبارك عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الانصاري قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر فقسم لسهلة بنت عاصم بن عدي الانصاري ولابنة لها ولدت إسناده قوي لان رواية بن المبارك عن بن لهيعة من قوي حديث بن لهيعة
[ 502 ]
وأخرجه البغوي عن كامل بن طلحة عن بن لهيعة قال حدثني الحارث نحوه وقال لا أعلم له غيره قلت له عند الطبراني من هذا الوجه حديث آخر وعند بن منده آخر أخرجه من طريق بن وهب عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الانصاري قال كان رجل منا من الانصار قد نافق فأتي بن أخيه يقال له ورقة فقال يا رسول الله إن عمي قد نافق ائذن لي أن اضرب عنقه فقال إنه قد شهد بدرا وعسى أن يكفر عنه الحديث وهو الذي أشار إليه أبو حاتم (876) ثابت بن حسان يأتي في بن خنساء (877) ثابت بن خالد بن النعمان وقيل بن عمرو بن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبي فيمن شهد بدرا وذكره القداح فيمن استشهد يوم بئر معونة وخالفه بن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة فذكره فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره الواقدي لكن سمي جده عمرا بدل النعمان وكان له ابنتان دبية ورقية ولها صحبة وعسيرة في نسبه بالمهملة والتصغير وقال بن هشام بالمعجمة (878) ثابت بن خنساء ويقال بن حسان بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الانصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي فيمن شهد بدرا أما الواقدي فقال بن خنساء وأما الآخران فقالا بن حسان وغفل أبو عمر
[ 503 ]
فزعم أن الواقدي تفرد بذكره في البدريين فكأنه ظن أنه غير بن حسان الذي ذكره بن إسحاق وموسى وأبو عمر أخذه من كلام بن شاهين فإنه قال ثابت بن خنساء وساق نسبه شهد بدرا في رواية الواقدي (879) ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الانصار وكان بلويا حالف بني عمرو بن عوف ويقال ثابت بن الدحداحة ويكنى أبا دحداح وأبا الدحداحة روى الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني موسى بن يسار عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ثابت بن الدحداح الحديث وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة لكنه لم يسمه قال صلينا على بن الدحداح وفي رواية على أبي الدحداح وروى الباوردي من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن أبي عدي عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن بن عباس أن ثابت بن الدحداحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ويسألونك عن المحيض الآية وقال الواقدي في غزوة أحد حدثني عبد الله بن عمار الخطمي قال أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد فقال يا معشر الانصار إن كان محمد قتل فإن الله حتى لا يموت فقاتلوا عن دينكم فحمل بمن معه من المسلمين فطعنه خالد فأنفذه فوقع ميتا قال الواقدي وبعض أصحابنا يقول إنه خرج ثم برأ من جراحته ومات بعد ذلك على فراشه مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية فالله أعلم (880) ثابت بن دينار يأتي في ثابت بن قيس (881) ثابت بن ربيعة من بني عوف بن الخزرج الانصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا (882) ثابت بن الربيع الانصاري ذكره عبدان وروى له من طريق بن لهيعة عن
[ 504 ]
يزيد بن أبي حبيب قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثابت بن الربيع يعوذه فبكي النساء الحديث وفيه فإذا وجب فلا اسمعن صوت باكية قال أبو موسى الحديث وفيه رواية جابر بن عتيك وفيه إن المنزول به عبد الله بن ثابت قلت هو في الموطأ وغيره وكأن بن لهيعة خلط فيه لكن يحتمل أن تكون القصة تعددت لاختلاف مخرج الحديث (883) ثابت بن رفاعة الانصاري ذكره بن منده وابن فتحون وروى بن منده من طريق عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عم ثابت بن رفاعة أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن ثابتا يتيم في حجري فما يحل لي من ماله قال أن تأكل بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله هذا مرسل رجاله ثقات (884) ثابت بن رويفع ويقال رفيع الانصاري قال بن أبي حاتم ثابت بن رفيع له صحبة سمعت أبي يقول هو شامي وهو عندي رويفع بن ثابت وقال بن السكن نزل مصر وروى البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن زياد المصفر عن الحسن البصري أخبرني ثابت بن رفيع من أهل مصر وكان يؤمر على السرايا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والغلول الحديث هكذا أخرجه في تاريخه وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن مسعود وغيرهما عن عبيد الله بن موسى أخرجه بن منده وابن السكن وغيرهما عن عبيد الله بن موسى
[ 505 ]
قال بن السكن لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية قلت ولها طريق أخرى رواها أبو بكر الهذلي عن عطاء الخراساني عن ثابت بن رفيع وقال بن يونس في تاريخ مصر ثابت بن رويفع بن ثابت بن السكن الانصاري روى عن أبي مليكة البلوي روى عنه يزيد بن أبي حبيب وقد روى الحسن البصري عن ثابت بن رفيع من أهل مصر وأظنه ثابت بن رويفع هذا فإن أباه معروف الصحبة في المصريين (885) ثابت بن زيد الحارثي أبو زيد الذي جمع القرآن كذا سماه محمد بن سعد عن أبي زيد النحوي وزعم أنه جده وقيل اسمه قيس وهو قول الاكثر وله ولد اسمه ثابت تابعي (886) ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج شهد أحدا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله (887) ثابت بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي أخو سعد بن زيد شهد أحدا ذكره بن شاهين بالاسناد الماضي (888) ثابت بن زيد بن وديعة يأتي في بن وديعة اختلف في اسم أبيه (889) ثابت بن سفيان بن عدي بن امرئ القيس بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج شهد هو وابناه سماك والحارث أحدا وقتل الحارث يومئذ ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله (890) ثابت بن سماك بن ثابت بن سفيان حفيد الذي قبله ذكره بن شاهين
[ 506 ]
أيضا وذكره أبو موسى فقال كأن الاب والابن والجد شهدوا أحدا قلت وبهذا جزم العدوي والطبري (891) ثابت بن الصامت الانصاري الخزرجي أخو عبادة بن الصامت ذكره بن الاثير في ترجمة الذي بعده (892) ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي ذكره بن السكن وغيره وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وروى بن خزيمة من طريق بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الاشهل وعليه كساء ملتفا به يقيه برد الارض ومن هذا الوجه أخرجه بن ماجة لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت وسقط منه عن أبيه عن جده فاوهم أن الصحبة لعبد الله بن عبد الرحمن وليس كذلك وقال بن السكن يقال إن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية والصحبة لابنه عبد الرحمن وجزم بهذا أبو عمر تبعا لابن سعد قال بن سعد في هذا الحديث وهل أما أن يكون عن بن لعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده وإما أن يكون عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عن جده لان الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت لابوه وعمدة بن سعد في ذلك قول هشام بن الكلبي أن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية وسيأتي في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت أن الصامت الذي مات في الجاهلية هو والد عبادة وليس هو اشهليا وأغرب بن قانع فذكر الصامت والد ثابت هذا في الصحابة وساق هذا الحديث من
[ 507 ]
وجه آخر عن بن شيبة فقال عن عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن جده فكأنه سقط من روايته بن وكأنه عن بن عبد الرحمن (893) ثابت بن صهيب بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيان بمعجمة ثم تحتانية مشددة الساعدي ذكر بن سعد وابن شاهين أنه شهد أحدا وكذا الطبري (894) ثابت بن الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن عمرو بن الخزرج قال بن منده ذكره بن سعد ولا يعرف له حديث ذكره البرقي وذكر له حديثا وذكر الواقدي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا (895) ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي شهد بيعة الرضوان كما ثبت في صحيح مسلم من رواية أبي قلابة أنه حدثه بذلك وذكر بن منده أن البخاري ذكر أنه شهد بدرا وتعقبه أبو نعيم فقال إنما ذكر البخاري أنه شهد الحديبية قلت وذكر الترمذي أيضا أنه شهد بدرا وقال بن شاهين عن بن أبي داود وابن السكن من طريق أبي بكر بن أبي الاسود كان ثابت بن الضحاك الاشهلي رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ودليله إلى حمراء الاسد وكان ممن بايع تحت الشجرة
[ 508 ]
وقال أبو عمر تبعا للواقدي ولد سنة ثلاث من الهجرة ومات سنة خمس وأربعين قلت وهو غلط فلعله ولد سنة ثلاث من البعثة فإن من شهد الحديبية سنة ست ويبايع فيها كيف يكون مولده بعد الهجرة بثلاث فيكون سنه في الحديبية ثلاث سنين والاشبه أن الذي ولد سنة ثلاث هو الذي قبله الله أعلم وقال أبو حاتم بلغني عن بن نمير أنه قال هو والد زيد بن ثابت فإن كان قال ذلك فقد غلط فإن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت فكيف يدرك أباه وهو يقول حدثني ثابت بن الضحاك قلت ولعل بن نمير لم يرد ما فهموه عنه وإنما أفاد أن له ابنا يسمى زيدا لا أنه والد زيد بن ثابت الفقيه المشهور وقال البغوي عن أبي موسى هارون بن عبد الله يكنى أبا زيد مات في أيام بن الزبير وكذا أرخه الطبري وابن سعد وأبو أحمد الحاكم وزاد بعضهم سنة أربع وستين وقال عمرو بن علي مات سنة خمس وأربعين ولعله تبع الواقدي (896) ثابت بن طريف المرادي يأتي في القسم الثالث (897) ثابت بن أبي عاصم ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأورد له من طريق ثعلبة بن مسلم عنه حديثا ولم يذكر فيه سماعا وثعلبة من أتباع التابعين لم يلحق أحدا من الصحابة قال أبو نعيم هو بالتابعين أشبه (898) ثابت بن عامر بن زيد الانصاري شهد بدرا ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وتبعه أبو عمر فقيل إنه وهم والصواب ثابت بن عمرو بن زيد الآتي (899) ثابت بن عبيد الانصاري شهد بدرا ثم شهد صفين وقتل بها ذكره أبو عمر
[ 509 ]
(900) ثابت بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الانصاري قتل يوم جسر أبي عبيد سنة خمس عشرة قاله موسى بن عقبة وعروة وغيرهما (901) ثابت بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف الاوسي ذكر بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله أنه شهد هو وإخوته الحارث وعبد الرحمن وسهل أحدا وأمهم أم عثمان بنت معاذ بن فروة الخزرجية وكذا ذكره العدوي والطبري وقال العدوي إنه قتل يوم جسر أبي عبيد قلت حرام بمهملتين وخديج بفتح المعجمة وآخره جيم (902) ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن عدي بن النجار وعند أبي الاسود عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة فإنه قال سواد بن عصمة أبو عصمة الانصاري حليف لهم وكان أصله من أشجع ثم حالف الانصار وانتسب فيهم بالبنوة كما وقع لكثير من العرب كالمقداد بن الاسود وإلا فسياق النسب إلى النجار يقتضي أنه أنصاري بالاصالة لا بالحلف شهد بدرا واستشهد بأحد في قول جميعهم الا بن إسحاق قاله أبو عمر تبع في ذلك بن جرير وقد ذكره بن إسحاق في البدريين وأنه قتل بأحد ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد (903) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الانصاري الظفري ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله في الصحابة وقال أبو عمر هو مذكور في الصحابة استعمله سعيد بن العاصي على الكوفة لما
[ 510 ]
طلبه عثمان لشكوى أهل الكوفة منه ولا أعلم له رواية وكان أبومن فحول الشعراء في الجاهلية وقال مصعب الزبيري حدثني عبد الله بن محمد بن عمارة القداح قال عرض النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام على قيس بن الخطيم وهو بمكة فاستنظره حتى يقدم المدينة فقتل قيس في بعض حروب الاوس والخزرج قبل الهجرة قال ومن ولده يزيد بن قيس وبه كان يكنى وثابت بن قيس جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ حاسرا فكان يقول له يا حاسر أقبل يا حاسر أدبر وهو يضرب بسيفه بين يديه وشهد المشاهد بعدها واستعمله علي على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملا على الكوفة لمعاوية فعزله ومات ثابت في أيام معاوية وحكى بن سعد في الطبقات عن مصعب نحو ذلك وروى القداح أيضا عن محمد بن صالح بن دينار بإسناده أن معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان في حروبه مع علي وأن الانصار اجتمعت فارادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم فأشار عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون فذكر قصة طويلة وأنه توجه بكتابهم إليه ووقعت بينهما مخاطبة وروى الحربي في غريب الحديث من طريق بن إسحاق عن عاصم بن عمر سمع أنسا قال كان الخزرج قتلوا قيس بن الحطيم في الجاهلية فلما أسلم ابنه بعثوا إليه بسلاحه فقال لولا الاسلام لانكرتم ما صنعتم وقيل إن رواية عدي بن ثابت عن أبيه عن جده التي وقعت في السنن المراد بجده ثابت بن قيس هذا فإنه عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم جزم بذلك أبو أحمد الدمياطي تبعا لبعض أهل النسب كابن الكلبي وفيه خلف كثير وقيل هو ثابت بن عازب أخو البراء وقيل ثابت بن عبيد بن عازب بن أخي البراء وقيل اسم جده عدي بن عمرو بن أخطب وقيل جده هو جده لامه عبد الله بن يزيد وقيل هو ثابت بن دينار وقيل غير ذلك ويعكر على قول الدمياطي اتفاق أهل النسب كابن الكلبي وابن سعد على أن أبان ثابت بن قيس درج ولا عقب له (904) ثابت بن قيس بن زيد بن النعمان الخزرجي أبو زيد ذكره بن حبان في الصحابة وقال له صحبة
[ 511 ]
مات في أول خلافة عثمان وليس هو الذي جمع القرآن ذك اسمه قيس بن السكن (905) ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بم امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الانصاري الخزرجي خطيب الانصار روى بن السكن من طريق بن أبي عدي عن حميد عن أنس قال خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا قال الجنة قالوا رضينا وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس كان ثابت بن قيس خطيب الانصار يكنى أبا أحمد وقيل أبا عبد الرحمن لم يذكره أصحاب المغازي في البدريين وقالوا أول مشاهده أحد وشهد ما بعدها وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في قصة شهيرة رواها موسى بن أنس عن أبيه أخرج أصل الحديث مسلم وفي الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة رفعه نعم الرجل ثابت بن قيس وفي البخاري مختصرا والطبراني مطولا عن أنس قال لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس الا ترى يا عم ووجدته يتحنط فقال ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم اقرانكم اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ومما صنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل وكان عليه درع نفيسه فمر به رجل مسلم فأخذها فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت أخذ درعي فلان ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس تستن وقد كفأ على الدرع برمة وفوقها رجل فائت خالدا فمره فليأخذها وليقل لابي بكر أن علي من الدين كذا وكذا وفلان عتيق
[ 512 ]
فاستيقظ الرجل فأتى خالدا فأخبره فبعث إلى الدرع فأتي بها وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته ورواه البغوي من وجه آخر عن عطاء الخراساني عن بنت ثابت بن قيس مطولا (906) ثابت بن قيس وقيل بن كامل أبو الورد يأتي في الكنى وقيل اسمه عبيد وقيل غير ذلك (907) ثابت بن مخلد بن زيد بن مخلد بن حارثة بن عمرو الانصاري الخطمي ذكره بن شاهين في الصحابة وقال إنه قتل يوم الحرة وقال سمعت عبد الله بن سليمان بن الاشعث يقوله وروى بن شاهين من طريق نصر بن علي عن محمد بن بكر عن بن جريج عن بن المنكدر عن أبي أيوب عن ثابت بن مخلد الانصاري رفعه من ستر مسلما ستره الله الحديث وفيه نظر فقد رواه أحمد في مسنده عن محمد بن بكر بهذا الاسناد فقال عن مسلمة بن مخلد والحديث مشهور له وله فيه مع أبي أيوب قصة رويناها في كتاب الرحلة للخطيب (908) ثابت بن مسعود يأتي ذكره في القسم الاخير (909) ثابت بن النعمان بن أمية ويقال إنه اسم أبي حبة البدري (910) ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس يكنى ابا حبة شهد فتح مصر قاله بن البرقي وابن يونس وليس هو البدري ذاك من ولد كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف باتفاق ووهم بن منده فوحدهما وذكر بن إسحاق فيمن استشهد بأحد أبا الصباح بن ثابت بن النعمان وساق هذا النسب بعينه فعلى هذا يكون أبوه عاش بعده بمدة
[ 513 ]
(911) ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزح بن ظفر الانصاري الظفري ذكره بن شاهين بإسناد المتقدم وقال القداح شهد أحدا والمشاهد بعدها زاد العدوي واستشهد يوم جسر أبي عبيد واستدركه أبو موسى (912) ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الانصاري الظفري ذكره بن شاهين أيضا وقال أبو موسى أظنه هو الذي قبله ورد ذلك بن الاثير وقد فرق بينهما أيضا أبو عمر (913) ثابت بن هزال بن عمرو بن عمر بن قربوس بن لوذان بن سالم بن عوف الانصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد باليمامة وذكر بن عبد البر أنه من بني عمرو بن عوف (914) ثابت بن وديعة يأتي في بن يزيد (915) ثابت بن وديعة بن خذام أحد بني أمية بن زيد بن مالك ذكره بن سعد وقال كان أبوه من المنافقين وفرق بينه وبين ثابت بن يزيد والمعروف بن وديعة ورده بن الاثير والذي يظهر إنهما اثنان لاختلاف نسبهما ولان الظاهر أن وديعة والد هذا وأما ذاك فسياتي أن وديعة اسم أمه
[ 514 ]
(916) ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي ذكر بن إسحاق في المغازي قال حدثني عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان وكانا شيخين كبيرين فقال أحدهما للآخر لاابا لك ما ننتظر إنما نحن هامة اليوم أو غدا فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشهادة فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش والتفت اسياف المسلمين على والد حذيفة فقال حذيفة أبي أبي فقتلوه وهم لا يعرفونه فقال حذيفة يغفر الله لكم وتصدق بديته على المسلمين وقصة والد حذيفة في ذلك في الصحيح من حديث عائشة لكن ليس فيه ذكر ثابت (917) ثابت بن يزيد بن وديعة ويقال بن زيد بن عمرو بن قيس بن جزى بن عدي بن مالك بن سالم وهو الحبلي بن عوف بن عمرو بن الجموح الانصاري يكنى أبا سعد ذكر الترمذي أن وديعة أمه وبها يعرف ويأتي في الروايات وأخرج له أبو داود وغيره حديثا في الضب فعند الاكثر عن ثابت بن وديعة ووقع في رواية ورقاء عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الانصاري فعرف أنه هو وقال بن أبي حاتم ثابت بن يزيد له صحبة روى عنه عامر بن سعد وهو هذا (918) ثابت بن يزيد في قصة عمر في كتابته كتاب الشهود يأتي في عبد الله بن ثابت (919) ثابت بن يزيد لم ينسب أخرج الباوردي وابن منده والطبراني في مسند الشاميين من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن بن عائذ قال قال ثابت بن يزيد يا رسول الله إن رجلي عرجاء لا تمس بطن الارض قال فدعا لي فبرئت حتى استوت مثل الاخرى
[ 515 ]
قال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه قال ويحتمل أن يكون هو بن وديعة (920) ثابت بن يسار قيل نزل فيه قوله تعالى * (وإذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف) * الآية روى ذلك الطبري وابن المنذر من طريق السدي قال كان رجل يقال له ثابت بن يسار طلق امرأته فلما كادت عدتها تنقضي راجعها ثم طلقها فعل ذلك مرارا فنزلت وذكره الثعلبي بغير إسناد وأما الآية التي تليها وفيها * (فلا تعضلوهنغ) * فنزلت في معقل بن يسار (921) ثابت مولى الاخنس بن شريق ذكر عبدان أنه شهد بدرا ولا تعرف له رواية وقد شهد فتح مصر أخرجه أبو موسى (922) ثابت الحجبي ذكر في حديث لعقبة بن عامر أخرجه الطبراني في مسند عقبة من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن إبراهيم بن محمد بن ثابت الحجبي حدثني أبي عن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ودار الراعي علي وعلى ثابت الحجبي فقلت لصاحبي اكفني حتى أجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث (923) ثابت قيل هو اسم أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم الثاء بعدها الراء (924) ثروان بن فزارة بن عبد يغوث بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة ذكر بن الكلبي والطبري أن له وفادة وهو القائل إليك رسول الله خبت مطيتي مسافة ارباع تروح وتغتدي وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن حمد بن يزيد عن رجاله واستدركه بن فتحون وأبو موسى الثاء بعدها العين المهملة (925) ثعلبة بن أوس ويقال بن ناشب يأتي
[ 516 ]
(926) ثعلبة بن أبي بلتعة أخو حاطب ذكره أبو عيسى الترمذي في الصحابة وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وجل روايته عن الصحابة (927) ثعلبة بن ثابت يأتي في أم كجة من كنى النساء (928) ثعلبة بن الحارث يأتي في بن زيد بن الحارث (929) ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين وكذا ذكره بن الكلبي وزاد أنه قتل بأحد (930) ثعلبة بن حاطب أو أبي حاطب الانصاري ذكره بن إسحاق فيمن بني مسجد الضرار وروى الباوردي وابن السكن وابن شاهين وغيرهم في ترجمة الذي قبله من طريق معان بن رفاعة عن علي بن زيد عن قاسم عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الانصاري قال يا رسول الله أدع الله أن يرزقني ما لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فذكر الحديث بطوله في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وكثرة ماله ومنعه الصدقة ونزول قوله تعالى ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآية وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر وأنه مات في خلافة عثمان وفي كون صاحب هذه القصة إن صح الخبر ولا أظنه يصح هو البدري المذكور قبله نظر وقد تأكدت المغايرة بينهما بقول بن الكلبي إن البدري استشهد بأحد ويقوي ذلك أيضا أن بن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية بن عباس في الآية المذكورة قال وذلك أن رجلا يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الانصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال
[ 517 ]
لئن آتانا من فضله الآية فذكر القصة بطولها فقال إنه ثعلبة بن أبي حاطب والبدري اتفق على أنه ثعلبة بن حاطب وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية وحكى عن ربه أنه قال لاهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما نزل فالظاهر أنه غيره والله أعلم (931) ثعلبة بن خدام يأتي في بن زيد (932) ثعلبة بن الحكم بن عرفطة بن الحارث بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن عبد مناف بن كنانة الكناني الليثي قال البخاري له صحبة وقال في تاريخه الصغير أسره الصحابة وهو صغير وساق ذلك بسنده في الكبير وذكره في الاوسط فيمن مات بين السبعين إلى الثمانين وله في بن ماجة حديث بإسناد صحيح من رواية سماك بن حرب سمعت ثعلبة بن الحكم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهب الناس غنما فنهى عنها (933) ثعلبة بن خدام الانصاري أحد من تخلف في غزوة تبوك تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام (934) ثعلبة بن زهدم التميمي الحنظلي من بني ثعلبة بن يربوع بن حنظلة
[ 518 ]
قال بن أبي فديك يقال له صحبة وقال البخاري قال الثوري له صحبة ولا يصح ذكره مسلم والعجلي وغيرهما في التابعين وله في النسائي حديث بإسناد صحيح إليه (935) ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الانصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا قال وقتل بالطائف وثعلبة هذا هو الملقب بالجذع وهو والد ثابت الذي تقدم ذكره وذكره بن منده فقال ثعلبة بن الجذع جعل لقبه اسما لابيه واعاده فقال ثعلبة بن الحارث نسبه إلى جده واستدركه أبو موسى وابن فتحون فقال ثعلبة بن حرام نسبه إلى جد أبيه فصار الواحد ثلاثة (936) ثعلبة بن زيد الانصاري أحد بني عمرو بن عوف قال بن منده له ذكر في المغازي وذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره بإسناده إلى بن عباس أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية وذكر عبدان عن أحمد بن يسار قال ثعلبة بن زيد من بني حرام من الانصار أحد البكائين استدركه أبو موسى قلت الذي من بني حرام هو الذي قبله وأما الذي من بني عمرو بن عوف فهو صاحب الترجمة فيحتمل أن يكونا جميعا من البكائين ويحتمل أن يكون صاحب الترجمة تحرف اسمه وقد ذكر مجمع بن حارثة أسماء البكائين ولم يعد فيهم ثعلبة بن زيد وإنما عد علية بن زيد الحارثي أخرجه بن مردويه في تفسيره والله أعلم (937) ثعلبة بن ساعدة بن مالك ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأحد أخرجه الطبراني وابن منده وقال أبو نعيم أظنه أخا سهل بن سعد وكأن التحريف فيه من بن لهيعة الراوي عن بن الاسود
[ 519 ]
قلت جزم أبو عمر بأنه عم أبي حميد الساعدي فافترقا (938) ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدي الخزرجي الساعدي أخو سهل بن سعد شهد بدرا واستشهد بأحد وروى الطبراني من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال شهد أخي بدرا وقتل يوم أحد وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد (939) (940 ثعلبة بن سعية أحد من أسلم منن اليهود تقدم في ترجمة أسد بن سعية) ثعلبة بن سلام أخو عبد الله بن سلام روى الطبراني من قول بن جريج مقطوعا أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى * (من أهل الكتاب أمة قائمة) * ذكره أبو عمر (941) ثعلبة بن سويد الانصاري ذكره بن فتحون في الصحابة وقد تقدم ذكره في ترجمة أخيه أوس بن سويد (942) ثعلبة بن سهيل قيل هو اسم أبي أمامة الحارثي والمشهور أن اسم أبي إمامة إياس بن ثعلبة وسيأتي في الكنى وسيأتي في آخر من اسمه ثعلبة السبب في الاختلاف فيه (943) ثعلبة بن صغير بمهملتين مصغرا ويقال بن أبي صغير بن عمرو بن زيد بن سنان بن سلامان القضاعي العذري حليف بني زهرة قال الدار قطني له صحبة ولابنه عبد الله رؤية
[ 520 ]
وروى بن أبي عاصم والباوردي وغيرهما من طريق بكر بن وائل عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير عن أبيه في صدقه الفطر قال تفرد به همام عن بكر قلت وتابع بكر بحر بن كنيز السقاء عن الزهري أخرجه الحسن بن سفيان ومن طريقه أبو نعيم وروى أبو داود الحديث المذكور من طريق النعمان بن راشد عن الزهري قال عن ثعلبة بن أبي صغير عن أبيه وفي رواية عنده عن عبد الله بن ثعلبة أتوا ثعلبة بن عبد الله وقال بن السكن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صغير العذري لم يصح سماعه ثم روى بسنده إلى بن معين قال ثعلبة بن أبي صغير رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن شاهين من طريق يحيى بن خارجة عن الزهري فقال عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صغير قال بن شاهين أرسله يحيى بن خارجة وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد الله بن ثعلبة وقال البخاري في التاريخ عبد الله بن ثعلبة بن صغير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلا أن يكون عن أبيه فهو أشبه أما ثعلبة بن أبي صغير فليس من هؤلاء قلت فهذا يقتضى أن يكون ثعلبة بن صغير غير ثعلبة بن أبي صغير فالله أعلم (944) ثعلبة بن عبد الله بن سام يأتي في ثعلبة بن أبي مالك (945) الله تعالى ثعلبة بن عبد الرحمن الانصاري يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن فتى من الانصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في حاجة فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الايام التي قالوا ودعه ربه وقلاه ثم إن جبريل نزل عليه فقال يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار فأرسل إليه عمر فقال انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له دفافة
[ 521 ]
فقال لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه قال بن منده بعد أن رواه مختصرا تفرد به منصور قلت وفيه ضعف وشيخه أضعف منه وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لان نزول * (ما ودعك ربك وما قلى) * كان قبل الهجرة بلا خلاف (946) ثعلبة بن عبيد بن عدي قال الذهبي في التجريد ذكره بن الجوزي في التلقيح قلت وأنا أخشى أن يكون وقع في اسم أبيه تصحيف وهو ثعلبة بن عنمة بن عدي الآتي بعد قليل (947) ثعلبة بن عمرو الجذامي ذكره بن إسحاق في المغازي فيمن أسره زيد بن حارثة من جذام بعد اسلامهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره باطلاقهم (948) ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار الانصاري ذكره موسى بن عقبة في البدريين وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد وقال الواقدي توفي في خلافة عثمان (949) ثعلبة بن عمرو وقيل هو اسم أبي عمرة الانصاري حكاه البغوي (950) ثعلبة بن عنمة بفتح المهملة والنون بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري السلمي الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وعروة وغيرهما فيمن شهد بدرا والعقبة وكان ممن يكسر اصنام بني سلمة
[ 522 ]
وقال بن إسحاق قتل يوم الخندق قتله هبيرة بن أبي وهب وقال بن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة قتل بخيبر وذكر بن الكلبي أنه ممن سأل عن الهلال كيف يبدو صغيرا ثم يكبر فنزل قوله تعالى يسألونك عن الاهلة الآية (951) ثعلبة بن قيس يأتي ذكره في سلمة بن سلام إن شاء الله تعالى (952) ثعلبة بن قيظي بن صخر بن سلمة الانصاري ذكره مطين والطبراني وغيرهما من طريق عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين من أهل بدر والاسناد إلى أبي عبيد الله ضعيف جدا (953) ثعلبة بن أبي مالك القرظي مختلف في صحبته قال بن معين له رؤية وقال بن سعد قدم أبو مالك واسمه عبد الله بن سام من اليمن وهو من كندة فتزوج امرأة من قريظة فعرف بهم وقال مصعب الزبيري كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك كما ترك عطية ونحوه قلت وعطية سيأتي ذكره وروى البغوي وغيره من طريق بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أهل مهزور فقضى ان الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الاعلى تابعه الوليد بن كثير عن أبي مالك ورواه بن أبي عاصم من طريق صفوان بن سليم عن ثعلبة نحوه ورجاله ثقات
[ 523 ]
ورواه بن ماجة من وجه آخر عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك به وذكر بن حبان في ثقات التابعين وقال أبو حاتم هو تابعي وحديثه مرسل قلت وحديثه عن عمر في صحيح البخاري ومن يقتل أبوه بقريظة ويكون هو بصدد من يقتل لولا الانبات لا يمتنع أن يصح سماعه فلهذا الاحتمال ذكرته هنا (954) ثعلبة بن وديعة الانصاري أحد من تخلف عن تبوك تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام (955) ثعلبة التميمي العنبري جد الهرماس بن حبيب العنبري سماه إسحاق بن راهويه في روايته عن النضر بن شميل عن الهرماس عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغريم لي فقال لي الزمه الحديث قال بن منده وخالفه الحسن بن عمر بن شقيق عن النضر فقال عن الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده الهرماس بن زياد وكذا أخرجه بن منده من طريق قعنب بن المحرر عن قتيبة بن الهرماس بن حبيب بن الهرماس بن زياد عن أبيه عن جده عن أبيه الهرماس بن زياد ورواه جماعة عن النضر فلم يسموا جد الهرماس بن حبيب فالله أعلم (956) ثعلبة الانصاري والد عبد الله يقال اسم أبيه سهيل ذكره بن أبي حاتم روى الباوردي وأبو مسلم الكجي من طريق خالد بن الحارث والحاكم في المستدرك والحسن بن سفيان وأبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق عبد الله بن حمران كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني عبد الله بن ثعلبة الانصاري سمعت عبد الرحمن بن كعب يقول سمعت أباك ثعلبة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرئ اقتطع حق امرئ بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شئ إلى يوم القيامة
[ 524 ]
ووقع في مسند بقي بن مخلد ثعلبة بن عبد الله فالله أعلم وحكى أبو أحمد الحاكم أن الحسين بن محمد القباني قال إن ثعلبة هذا هو أبو أمامة الحارثي لكن المعروف أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة وقد جزم بأنه غيره البغوي وابن أبي حاتم وابن شاهين وغير واحد ممن ألف في الصحابة وبين الحديثين مغايرة في المتن والاسناد فيحتمل أن يكون غيره وبالمغايرة جزم أبو حاتم وغيره والله أعلم (957) ثعلبة الانصاري والد عبد الرحمن نزيل مصر روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثا في السرقة أخرجه بن ماجة وابن منده من طريق يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن وذكر أبو عمر أنه ثعلبة بن عمرو بن محصن وأما بن أبي حاتم فغاير بينهما وكذا الطبراني وهو الصواب (958) ثعلبة غير منسوب ذكره بن منده وأبو نعيم في المبهمات في بن ثعلبة وأخرجاه من طريق يحيى بن جابر عن بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتني بشعرات فأتاه بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اكشف عن عضدك قال فربطه في عضده ثم نفث فيه ثم قال اللهم حرم دم ثعلبة على المشركين والمنافقين قال بن الاثير كذا عندهما دم ثعلبة وليس فيه ما يدل على بن ثعلبة الا في أول الاسناد قلت بن ثعلبة اسمه ضمرة وقد تقدم هذا الحديث في ترجمته في حرف الضاد المعجمة فإن كانت هذه الرواية ثابتة فيكون الضمير في قوله إنه بن لثعلبة وتعين ذكره في الصحابة ويعد على هذا فيمن صحب هو وأبوه لكن الرواية الماضية في حرف الضاد فيها اللهم حرم دم بن ثعلبة بزيادة لفظة بن والله أعلم
[ 525 ]
الثاء بعدها القاف (959) ثقاف بن عمرو العدواني من المهاجرين الاولين قاله بن أبي حاتم عن أبيه وروى بن منده من طريق بن المبارك عن حماد بن زيد عن أيوب عن الجرمي وهو أبو قلابة أن ثمامة بن عدي وثقف بن عمرو من المهاجرين الاولين لم يحفظ عنهما حديث (960) ثقب بن فروة بن البدي الانصاري الساعدي وكان يقال له الاحرش سماه ونسبه بن القداح النسابة وقال استشهد بأحد لكنه ذكره بالتصغير وأورده بن شاهين فقال ثقف بفتح أوله وآخره فاء وكذا ذكره بن عبد البر وأبو موسى (961) ثقف بن عمرو بن سميط من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ذكر بن إسحاق وموسى بن عقبة أنه شهد بدرا هو وأخوه مدلاج ومالك وقال إنه استشهد يوم خيبر وقال الواقدي ثقاف بن عمرو فذكره وقال قتله أسيد بن رزام اليهودي الثاء بعدها الميم (962) ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي أبو أمامة اليمامي حديثه في البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال اطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
[ 526 ]
وأخرجه أيضا مطولا ورواه بن إسحاق في المغازي عن سعيد المقبري مطولا وأوله أن ثمامة كان عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد قتله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يمكنه منه فلما أسلم قدم مكة معتمرا فقال والذي نفسي بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة وكانت ريف أهل مكة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الحميدي عن سفيان عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة وذكر أيضا بن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة وارتحل هو ومن أطاعه من قومه فلحقوا بالعلاء الحضرمي فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة فظنوا أنه هو الذي قتله وسلبه فقتلوه وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي وروى بن منده من طريق علباء بن أحمر عن عكرمة عن بن عباس قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة ونزول قوله تعالى ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وإسناده حسن وذكر وثيمة له مقام حسنا في الردة وأنشد له في الانكار على بني حنيفة أبياتا منها أهم بترك القول ثم يردني إلى القول إنعام النبي محمد شكرت له فكي من الغل بعدما رأيت خيالا من حسام مهند (963) ثمامة بن أنس ذكر له بقي بن مخلد حديثا في مسنده ويحتمل أن يكون هو ثمامة بن أنس بن مالك فالحديث مرسل على هذا (964) ثمامة بن بجاد العبدي قال أبو حاتم وابن السكن والباوردي له صحبة وقال أحمد في الزهد حدثنا أبو داود حدثنا زهير عن أبي إسحاق وتابعه شعبة عن أبي إسحاق عن ثمامة بن بجاد وله صحبة قال أنذرتكم سوف سوف ورواه جماعة عن أبي إسحاق فلم يقولوا وله صحبة وقال أبو حاتم روى عنه العيزار بن حريث أيضا
[ 527 ]
(965) ثمامة بن أبي ثمامة بكر الجذامي أبو سوادة قال أبو سعيد بن يونس وجدت في كتاب عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة الجذامي عن مولى لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لجده ثمامة رواه بن منده عن بن يونس (966) ثمامة بن حزن يأتي في القسم الثالث (967) ثمامة بن عدي القرشي تقدم ذكره في ترجمة ثقف بن عمرو وأنه كان من المهاجرين الاولين وذكر أبو موسى عن الطبري أنه شهد بدرا وقال بن السكن يقال له صحبة وكان أميرا على صنعاء وروى البخاري في تاريخه وابن سعد بإسناد صحيح إلى أبي قلابة عن أبي الاشعث الصنعاني قال لما بلغ ثمامة بن عدي وكان أميرا على صنعاء الشام وكانت له صحبة قتل عثمان بن عفان بكى وطال بكاؤه فلما أفاق قال هذا حين انتزعت خلافة النبوة ورواه الباوردي من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة وروى بن منده من طريق النضر بن معبد عن أبي قلابة حدثني أبو الاشعث الصنعاني أن ثمامة كان على صنعاء وكان من أصحاب محمد النبي صلى الله عليه وسلم فذكره الثاء بعدها الواو (968) ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي مشهور يقال إنه من العرب حكمي
[ 528 ]
من حكم بن سعد حمير وقيل من السراه اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى أن مات ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ومات بها سنة أربع وخمسين قاله بن سعد وغيره وروى بن السكن من طريق يوسف بن عبد الحميد قال لقيت ثوبان فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لاهله فقلت أنا من أهل البيت فقال في الثالثة نعم ما لم تقم على باب سده أو تأتي أميرا تسأله وروى أبو داود من طريق عاصم عن أبي العالية عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتكفل لي الا يسأل الناس واتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا (969) ثوبان الانصاري جد محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان روى بن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير عن محمد بن عبد الرحمن أبن ثوبان عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأيتوه ينشد شعرا في المسجد فقولوا فض الله فاك الحديث ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي عن عباد بن كثير فلم يقل عن جده وعباد فيه ضعيف وخالفه يزيد بن خصيفة فقال عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وهو المحفوظ أخرجه النسائي والترمذي (970) ثوبان جد عمر بن الحكم بن ثوبان ذكره بن أبي عاصم وروى من طريق عبيد الله بن عبد الله الاموي عن عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عمه عن أبيه ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وافتراش السبع
[ 529 ]
قال بن منده خالفه أصحاب عبد الحميد بن جعفر فقالوا عنه عن عمر بن الحكم عن ثوبان عن عبد الرحمن مرسلا قلت عمر بن الحكم معدود في التابعين روى عن سعد بن أبي وقاص وغيره من الكبار فكيف لا يكون جده صحابيا وهو من الانصار (971) ثوبان العنسي جد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان روى بن عساكر من طريق الاوزاعي عن ثابت بن ثوبان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطعام فقال يؤم الناس في الطعام الامام أو رب الطعام أو خيرهم وثابت بن ثوبان تابعي ومعروف وأبوه لم أجد له ذكرا الا في هذه الرواية فقط ولم يذكر فيها سماعا فما ادري أهو مرسل أم لا (972) ثوب والد أبي مسلم الخولاني هو بضم أوله وفتح الواو وذكر بن حبان في ثقات التابعين في ترجمة أبي مسلم الخولاني أن أبا مسلم كان من عباد أهل الشام ولابيه صحبة (973) ثور بن عزرة بن عبد الله بن سلمة أبو العكير القشيري ذكر بن شاهين عن أبي الحسن المدائني عن يزيد بن رومان وغيره عن رجاله قالوا وفد ثور بن عزرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعه حمام والسد وهما من العقيق وكتب له كتابا وفيه يقول الشاعر فإن يغلبك ميسرة بن بشر فإن أبا العكير على حمام (974) ثور السلمي جد معن بن يزيد بن الاخنس السلمي لامه يكنى أبا أمامة
[ 530 ]
ذكره بن حبان في الصحابة وروى الباوردي في ترجمته عن طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد بن ثور قال بايعت أنا وأبي وجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فظاهر هذا السياق أن ثورا اسم جده لابيه وليس كذلك وإنما اسمه الاخنس والاولى فيه ما قاله بن حبان (975) ثور بن معن بن الاخنس بن حبيب بن جرة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي قال أبو علي الهجري في النوادر صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده ويعرفون ببني معن حكاه الرشاطي قلت والمعروف معن بن الاخنس أخرج له البخاري وسيأتي فلعل ثورا هذا بن عمه والله أعلم فإن ثبت فمعن بن الاخنس عم معن بن يزيد بن الاخنس القسم الثاني من حرف الثاء الثاء بعدها الالف (976) ثابت بن مري بن سنان بن سنان بن ثعلبة يأتي في نسبه في ترجمة أبيه قال العدوي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أخو سمرة بن جندب لامه استدركه بن فتحون القسم الثالث من حرف الثاء الثاء بعدها الالف (977) ثابت بن طريف المرادي شهد فتح مصر وهو ممن أدرك الجاهلية ذكره بن منده عن بن يونس وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال أبو نعيم ذكره الحاكم عن بن عبد الاعلى يعني بن يونس وأنه صحابي وأنه أدرك الجاهلية
[ 531 ]
وتعقبة بن الاثير بأن بن منده لم يصرح بان له صحبة وإنما ذكره لكونه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم والذين شهدوا الفتوح في عهد عمر لهم إدراك لكن منهم من له صحبة ومنهم من لم يصحب انتهى ملخصا الثاء بعدها العين (978) ثعلبة بن أبي رقية اللخمي شهد فتح مصر ذكره بن يونس وأخرجه بن منده أيضا الثاء بعدها الميم (979) ثمامة بن أوس بن ثابت بن لام الطائي ذكره سيف في الفتوح وأنه أرسل إلى ضرار بن الازور وهو يحارب طليحة في خلافة أبي بكر إن معي من جذيمة خمسمائة رجل فذكر القصة وهذا يدل على أنه أدرك الجاهلية (980) ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري والد أبي الورد بن ثمامة وكان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وعده مسلم في المخضرمين وابن حبان في ثقات التابعين وقال أبو نعيم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وفي تاريخ البخاري أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته وهو بن خمس وثلاثين سنة وقال بن البرقي ذكر بعض أهل النسب من بني عامر أن لثمامة بن حزن صععصة (981) ثمامة الردماني مولاهم له إدراك شهد مع مولاه خارجة بن عراك فتح مصر صحبة عمرو بن العاصي ذكره بن يونس
[ 532 ]
الثاء بعدها الواو (982) ثور بن تلدة ويقال ثوب بالموحدة واختف في ضبطه فقال بن الكلبي هو بلفظ واحد الثياب وضبطه الدار قطني تبعا للهيثم بن عدي بضم المثلثة وفتح الواو وأما أبوه فقال الهيثم وابن الكلبي هو بكسر المثلثة وسكون اللام وضبطه الدار قطني بفتح المثناة ويقال له أيضا تليدة بالتصغير وهو من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وقيل إن تلدة أو تليدة أمه أو جارية حاضنة له وإن اسم أبيه ربيعة ذكر ذلك سيف في الفتوح ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وذكر أنه حضر عند معاوية فقال من أدركت من آبائي قال أمية بن عبد شمس أدركته وقد عمي يقوده عبدة ذكوان فقال معاوية مه إنما هو ابنه قال هذا شئ قلتموه أنتم فقال معاوية أي هؤلاء أشبه بأمية فقال هذا وأشار إلى عمرو بن سعيد بن العاصي بن أمية وهو المعروف بالاشدق وذكر بعض هذه القصة أبو موسى في الذيل من طريق أبي يعقوب السراج أنه ذكره في الصحابة من طريق عاصم بن أبي النجود قال كنا يعني بني أسد بن خزيمة سبع المهاجرين يوم بدر وكان فينا رجل يقال له ثور بن تلدة بلغ عشرين ومائة سنة وذكر بعض القصة وظن أبو موسى أن قول عاصم وكان فينا يتعلق بقوله كنا يوم بدر فيكون صاحب الترجمة من البدريين وليس كما ظن بل عاصم أراد أن يعد خصائص قومه فذكر كونهم كانوا بقدر سبع المهاجرين ثم ذكر كونه كان فيهم هذا الرجل المعمر ولو كان على ظاهر ما فهمه أبو موسى لكان عاصم أيضا من البدريين لقوله كنا وهو تابعي صغير أكثر روايته عن التابعين وروى الدار قطني في الؤتلف من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم قال قال ثور بن تلدة أدركت ثلاث والبات قال وكان قد بلغ مائتين وأربعين سنة وأنشد له بن الكلبي وإن امرأ قد عاش تسعين حجة إلى مائتين كلها هو ذاهب
[ 533 ]
قال ولا أدري ما عاش بعد ما أنشد هذا لمعاوية وذكر سيف بن عمر أنه حضر الفتوح وشهد القادسية وأنشد له فيها شعرا وأنشد له المرزباني شعرا فيما أنشده الآمدي لغيره كما سيأتي في ترجمة نسير بن ثور العجلي في حرف النون إن شاء الله تعالى (983) ثور بن قدامة له إدراك وله مشاهد في الفتوح وفي تاريخ البخاري من طريقه قال جاءنا كتاب عمر روى عنه إبراهيم العقيلي وذكره بن حبان في ثقات التابعين (984) ثور بن مالك الكندي كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحب معاذ بن جبل باليمن واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك وثيمة في كتاب الدرة عن بن إسحاق وذكر له خطبة لكندة لما عزموا على الردة وذكر ردهم عليه وما كان من أمرهم إلى أن أوقع بهم المسلمون وهو القائل من أبيات وقلت تحلوا بدين الرسول فقالوا التراب سفاها بفيكا فأصبحت أبكي على هلكهم ولم اك فيما أتوه شريكا القسم الرابع من حرف الثاء الثاء بعدها الالف (985) ثابت بن اجدع تقدم في ثابت بن الجذع (986) ثابت بن أبي الاقلح أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أن عقبة بن أبي معيط قتله ثابت بن أبي الاقلح بعد أن أسر ببدر والمعروف أن الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح (987) ثابت بن أبي زيد الانصاري ذكره بعضهم مستندا إلى قول الحاكم في علوم
[ 534 ]
الحديث عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت وعلي بن ثابت أبوهم ثابت بن أبي زيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وصاحب مجرور صفة لابي زيد وكأن من ذكره في الصحابة ظنه مرفوعا فيكون صفة لثابت وليس كذلك والله أعلم (988) ثابت بن الضحاك بن ثعلبة استدركه أبو موسى وعزاه لسعيد بن يعقوب السراج ولا وجه لاستدراكه لان بن منده أخرجه على الصواب وإنما سقط من النسب رجل وهو ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة كما مضى في القسم الاول (989) ثابت بن عمرو الانصاري شهد بدرا ذكره أبو نعيم عن موسى بن عقبة مغايرا بينه وبين الاشجعي حليف الانصار المتقدم وهو واحد فوهم (990) ثابت بن قيس الانصاري وقع ذكره في حديث جابر وذكره أبو داود أن راويه أخطأ فيه أخرج أبو داود وإسماعيل القاضي في احكامه وأبو مسلم الكجي في السنن من طريق بشر بن المفضل عن بن عقيل عن جابر قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الانصار فجاءت بابنتين فقالت يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد الحديث قال أبو داود أخطأ فيه والصواب سعد بن الربيع ثم ساقه من طريق بن وهب عن داود بن قيس وغيره عن بن عقيل قال كذا قال عبيد الله بن عمرو عن بن عقيل وهو الصواب قلت لولا اتحاد مخرج الحديث لجاز أن تتعدد القصة (991) ثابت بن قيس آخر يأتي في الكنى في حرف الميم في أبي المتوكل (992) ثابت بن مسعود ذكره عبدان مختصرا وقال لا يعرف له ذكر الا في حديث صفوان بن محرز وذكر سعيد بن يعقوب السراج في الصحابة وأخرج له من طريق حماد عن ثابت البناني عن صفوان بن محرز قال كنت أصلي خلف المقام وإلى جنبي رجل من أصحاب
[ 535 ]
النبي صلى الله عليه وسلم نحسبه ثابت بن مسعود قال وكنت إذا جهرت بالقراءة خفض صوته فلم أر جارا أحسن من جواره وكنت إذا تتعتعت فتح علي فلما انصرفت دخلت الطواف فلحقني فأخذ بيدي فقال إن الارواح جنود مجندة الحديث قال أبو موسى في الذيل كذا أورده والعجب من حافظين كيف يتواردان على هذا الوهم فإن الصواب نحسبه ثابت وهو البناني بن مسعود فابن مسعود مفعول ثان لنحسبه والمراد به عبد الله بن مسعود قلت وقد وافقهما الباوردي على ذلك وترجم لثابت بن مسعود وأخرج الحديث في ترجمته من طريق حماد بن ثابت وأما أبو عمر فقال ثابت بن مسعود قال صفوان بن محرز كان جاري رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه ثابت بن مسعود فلم أر أحسن جوارا منه وذكر الخبر هذا لفظه وقد اقتضى له حذف ثابت الراوي له عن صفوان الجزم بأن الذي ظنه بن مسعود هو صفوان وقد عاب الذهبي في التجريد ذلك على أبي عمر قلت وبقي عندي فيه وقفة من جهة صفوان بن محرز لاني لا أحسبه أدرك بن مسعود فالله أعلم (993) ثابت بن معاذ الانصاري جاء ذكره في حديث لانس ضعيف السند ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة حدثنا أبويحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم عن مطير أبي خالد عن أنس بن مالك قال كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ أمرنا عليا أو سلمان أو ثابت بن معاذ لانهم كانوا اجرأ أصحابه عليه فلما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح فذكر حديثا منكرا في فضل علي فيه إنه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي قال الخطيب مطير مجهول قلت وأبو يحيى التيمي ضعيف جدا (994) ثابت بن معبد تابعي أرسل حديثا أو وصله فانقلب على بعض رواته
[ 536 ]
ذكره بن منده وبين جهة الوهم فيه وقال روى عمرو بن خالد عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن رجل من كلب عن ثابت بن معبد أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة من قومه أعجبه حسنها الحديث هكذا قال عمرو ورواه علي بن معبد وغيره عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك عن ثابت بن سعيد عن رجل من كلب بهذا قال بن منده هذا هو الصواب قلبه عمرو بن خالد انتهى وفي تاريخ البخاري ثابت بن معبد روى عنه عبد الملك بن عمير منقطع حديثه في الكوفيين وقال بن حبان في التابعين ثابت بن معبد يروي عن عمه روى عنه عبد الملك بن عمير وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن معبد روى عن عمر بن الخطاب روى عنه عبد الملك وقال بن منده تابعي عداده في أهل الكوفة (995) ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو من بني مالك بن النجار بن أوس شهد بدرا هكذا قال بن منده ثم روى بسنده إلى بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار بن أوس بن ثابت بن المنذر فذكره وتعقبه أبو نعيم فقال هذا وهم ظاهر لان النجار هو بن ثعلبة بن مالك وإنما الصواب ما رواه إبراهيم بن سعد وغيره عن بن إسحاق قال شهد بدرا من بني عمرو مالك بن النجار أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام انتهى فكأن الناسخ قدم بن على أوس فاقتضى ذلك الوهم الشنيع وكيف خفي على هذا الامام أن ثابت بن المنذر والد حسان وإخوته لم يدرك الاسلام وأن النجار جد القبيلة الشهيرة من الانصار لا يقال له النجار بن أوس وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي أوس بن ثابت في البدريين على الصواب وكذا ذكره غير واحد كما تقدم في ترجمته وقد وهم فيه الطبراني أيضا فقال ثابت بن المنذر بن حرام وساق بسنده إلى بن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار ثابت بن المنذر إلى آخره
[ 537 ]
وزعم أبو نعيم أن الوهم فيه من بن لهيعة فالله أعلم وسيأتي نظير ذلك لابن عبد البر في ترجمة حارثة بن مالك (996) ثابت بن واثلة قتل بخيبر هكذا أورده بن عبد البر فحرف اسم أبيه وإنما هو إثلة بكسر الهمزة وسكون المثلثة كما تقدم على الصواب (997) ثابت بن وقش بن زعوراء قتل بأحد ذكر بن شاهين وفرق بينه وبين ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء قال بن الاثير هذا فرق بعيد جدا ثم قال لا شك أنهما واحد وليس في إسقاط زغبة من النسب ما يدل على التفرقة (998) ثابت بن يزيد الانصاري ذكره الباوردي وأبو نعيم في الصحابة وأخرجا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال دخلت على قرظة بن كعب وثابت بن يزيد وابن مسعود وعندهم جوار وأشياء فقلت تفعلون هذا وأنتم من الصحابة قالوا أنه رخص لنا في اللهو عند العرس قلت وثابت بن يزيد هذا هو بن وديعة ووهم من جعله اثنين فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة بن أبي إسحاق هذا الحديث فقال ثابت بن وديعة وهو المحفوظ من طرق كثيرة عن أبي إسحاق وأعجب من ذلك أن بن أبي حاتم تحرف عليه اسم وديعة فصار وداعة وغاير بينه وبين ثابت بن يزيد بن وديعة وقال ما نصه ثابت بن يزيد بن وداعة كوفي له صحبة روى عن البراء وزيد بن وهب وعامر بن سعد وكان قال قبل ذلك ثابت بن يزيد بن وديعة فذكر نحو ذلك وقال قبل ذلك ثابت بن زيد له صحبة وروى عنه عامر بن سعد فصير الواحد ثلاثة (999) ثابت بن يزيد أبو أسيد الانصاري ذكره بن منده والمعروف أن اسمه عبد الله بن ثابت كما سيأتي في موضعه وهو
[ 538 ]
راوي حديث كلوا الزيت وقيل إن اسمه كنيته (1000) ثابت الانصاري والد عدي بن ثابت ذكره أبو موسى في الذيل وعزاه لابن ماجة وقد قدمنا ذكر ثابت بن قيس بن الخطيم فإن ثبت قول بن الكلبي إن عدي بن ثابت هو بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم وإن عديا كان ينسب إلى جده استقام أن له صحبة وإلا فلا ومع ذلك فتكريره وهم والله أعلم الثاء بعدها العين المهملة (1001) ثعلبة بن الجذع ذكره بن منده وقال شهد بدرا وفرق بينه وبين ثعلبة بن الحارث وهو الملقب بالجذع فجعل الجذع الذي هو لقبه اسم أبيه وظنه آخر وقد قدمنا بقية اوهامهم فيه في ترجمة ثعلبة بن زيد بن الحارث حيث ذكرناه على الصواب (1002) ثعلبة بن زبيب العنبري روى عنه ابنه عبد الله فيه إرسال وضعف كذا في التجريد قلت هو مقلوب وإنما هو عبد الله بن زبيب بن ثعلبة عن أبيه (1003) ثعلبة بن العلاء الكناني ذكره أبو أحمد العسال في الصحابة وروى من طريق حجاج بن أرطاة عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن العلاء الكناني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة يوم خيبر قال أبو موسى رواه زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم أخي بني ليث نحوه قلت وبنو ليث من بني كنانة فالنسب واحد والراوي واحد فإما أن يكون حجاج وهم في اسم أبيه أو يكون العلاء اسم أحد آبائه وقد تقدم ثعلبة بن الحكم على الصواب في القسم الاول
[ 539 ]
(1004) ثعلبة بن معن بن محصن من بني عامر بن مالك بن النجار استدركه بن فتحون وقال ذكره بن أبي حاتم عن أبيه عن أبيه قلت وهو في عدة نسخ من كتاب بن أبي حاتم ثعلبة بن عمرو بن محصن وقد أخرجه أبو عمر فلا يستدرك عليه (1005) ثعلبة البهراني ذكره عبدان وأورد له من طريق موسى بن أعين عن عبد الكريم الجزري عن فرات عن ثعلبة البهراني مرفوعا يوشك العلم أن يختلس الحديث وهذا غلط نشأ عن تصحيف وإنما هو عن فرات بن ثعلبة فصارت بن عن والفرات بن ثعلبة تابعي معروف ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عنه أهل الشام وقال أبو موسى الحديث المذكور يعرف بأبي الدرداء الثاء بعدها اللام (1006) الثلب العنبري ذكره بن الامين مستدركا هنا والصواب بالمثناة كما تقدم التنبيه عليه في القسم الاول (1007) ثلدة الاسدي استدركه بن الامين وغيره وهو وهم والصواب ثور أو ثوب بن ثلدة كما تقدم في القسم الثالث وتقدم أن ثلدة اسم أمه فيما يقال والله أعلم الثاء بعدها الواو (1008) ثوبان بن فزارة العامري ذكره المرزباني في معجم الشعراء فيمن اسمه ثوبان مع ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صحفه والصواب ثروان راء ثم واو كما تقدم في القسم الاول
[ 540 ]
حرف الجيم القسم الاول الجيم بعدها الالف (1009) جابان والد ميمون روى بن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن أبي خالد سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة حتى بلغ عشرا يقول من تزوج امرأة وهو ينوي الا يعطيها الصداق لقي الله وهو زان قلت كذا قال عن أبيه إن كان محفوظا (1010) جابر بن الازرق الغاضري حديثه في أهل حمص قال بن مندة نزل حمص وروى من طريقه نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ عن أبي راشد الحبراني حدثني جابر بن الازرق الغاضري قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع فدفعني رجل فقلت جئت من أقطار اليمن لاسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فأعي ثم ارجع فأحدث من ورائي وأنت تمنعني قال صدقت ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه دعاؤه للمحلفين ثلاث مرات قال غريب لا يعرف الا بهذا الاسناد (1011) جابر بن أسامة الجهني يكنى أبا سعاد نزل مصر ومات بها قاله بن
[ 541 ]
يونس في حديث ذكره عن بن وهب عن أسامة بن زيد وروى البخاري في تاريخه وابن أبي عاصم والطبراني وغيرهم من طريق أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق في أصحابه فسألتهم أين يزيد قالوا اتخذ لقومك مسجدا فرجعت فإذا قومي فقالوا خط لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة قال بن السكن لا يروي عنه شئ الا من هذا الوجه وكذا قال البغوي نحو هذا (1012) جابر بن حابس أم عابس العبدي روى الطبراني من طريق حصين بن نمير حدثني أبي عن أبيه عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار إسناده مجهول ووقع في رواية يوسف بن خليل بخطه عابس وكذا هو عند بن الجوزي (1013) جابر بن الحارث العبدي أحد الوفد الذين قدموا مع الاشجع فأسلموا يأتي ذكره في ترجمة صحار العبدي إن شاء الله تعالى (1014) جابر بن خالد بن مسعود بن عبد الاشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة ومحمد بن إسحاق
[ 542 ]
فيمن شهد بدرا ووقع عند بن إسحاق جابر بن عبد الله والصواب الاول (1015) جابر بن رئاب هو بن عبد الله بن رئاب يأتي (1016) جابر بن أبي سبرة الاسدي روى الحاكم والبيهقي في الشعب وابن منده من طريق بن عجلان عن موسى بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن أبي سبرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الجهاد فقال إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه الحديث قال بن منده غريب تفرد به طارق والمحفوظ في هذا عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكهة كما سيأتي في موضعه (1017) جابر بن سفيان من بني زريق الخزرجي حليف معمر بن حبيب الجمحي كان أبوهما قد حالف معمرا وأقام بمكة ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم قدم هو وابناه جابر وجنادة في السفينتين من أرض الحبشة قاله بن إسحاق وقال هو وهشام بن الكلبي مات الثلاثة في خلافة عمر وقال بن إسحاق كان شرحبيل بن حسنة أخا جابر وجنادة لابيهما وذكر قصة لشرحبيل مع أبي سعيد بن المعلي لما تحول عن الانصار وحالف بني زهرة (1018) جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر أبو جرى الهجيمي مشهور بكنيته يأتي في الكنى (1019) جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن
[ 543 ]
سواءة بن عامر بن صعصعة العامري السوائي حليف بني زهرة وأمه خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص له ولابيه صحبة أخرج له أصحاب الصحيح وروى شريك عن سماك عن جابر بن سمرة قال جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة أخرجه الطبراني وفي الصحيح عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الفي مرة قال بن السكن يكنى أبا عبد الله ويقال يكنى أبا خالد نزل الكوفة وابتنى بها دارا وتوفي في ولاية بشر على العراق سنة أربع وسبعين وقال سلم بن جنادة عن أبيه صلى عليه عمرو بن حريث (1020) جابر بن شيبان بن عجلان بن عتاب بن مالك الثقفي ذكر المدائني في كتاب أخبار ثقيف أنه ممن شهد بيعة الرضوان واستدركه بن الدباغ (1021) جابر بن صخر بن أمية الانصاري أخو جبار قال بن القداح شهد العقبة والمشاهد الا بدرا وكذا قال بن إسحاق قال بن سعد لم يعرفه الواقدي ولا موسى بن عقبة ووقع في مسند مسدد من طريق بن إسحاق عن أبي سعد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به
[ 544 ]
وبجابر بن صخر فأقامهما وراءه ورواه غيره فقال جبار بن صخر وهو المحفوظ كما سيأتي إن شاء الله تعالى (1022) جابر بن أبي صعصعة هو بن عمرو يأتي (1023) جابر بن طارق بن أبي طارق بن عوف الاحمسي بمهملتين البجلي وقد ينسب إلى جده فيقال جابر بن عوف ويقال جابر بن أبي طارق قال البخاري له صحبة وحديثه عند النسائي بسند صحيح قال البغوي لا أعلم له غيره وروى بن السكن من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر وكان من أهل القادسية عن أبيه فذكر حديثا وهو عند الشيرازي في الالقاب بدون قوله وكان من أهل القادسية أن أعرابيا مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازبد شدقيه فقال عليكم بقلة الكلام فإن تشقيق الكلام من شقاشق الشيطان وفرق بن حبان بين جابر بن طارق الاحمسي وجابر بن عوف الاحمسي فقال في الاول سكن الكوفة وكان يخضب بالحمرة وقال في الثاني له صحبة وهو والد حكيم كذا استدرك بن فتحون جابر بن طارق على أبي عمر حيث أورد جابر بن عوف وكل ذلك وهم فهو رجل واحد (1024) جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بحتر البحتري الطائي قال الطبري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وكتب له كتابا فهو عندهم استدركه بن فتحون والرشاطي
[ 545 ]
(1025) جابر بن عابس هو بن حابس تقدم ونسبه في التجريد للتلقيح ولم ينبه على أنه الذي تقدم (1026) جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري السلمي أحد الستة الذين شهدوا العقبة الاولى قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة من الانصار وهم أسعد بن زرارة وجابر بن عبد الله بن رئاب وقطبة بن عامر ورافع بن مالك وعقبة بن عامر بن زيد وعوف بن مالك فاسلموا قالوا فذكر الحديث وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة فيمن شهد بدرا قال بن عبد البر في ترجمته له حديث عند الكلبي عن أبي صالح عنه لا أعلم له غيره قلت بل جاء عن جابر بن عبد الله بن رئاب أحاديث من طرق ضعيفة فروى البغوي وابن السكن وغيرهما من طريق الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله بن رئاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مربي ميكائيل في نفر من الملائكة الحديث قال البغوي الوازع ضعيف جدا قال ولا أعرف لجابر مسندا غيره قلت بل له غيره ذكر البخاري في التاريخ من طريق بن إسحاق عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب في قصة أبي ياسر بن أخطب رواها يونس بن بكير في المغازي عن بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن بن عباس وجابر بن رئاب أن أبا ياسر بن أخطب مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة الكتاب وألم ذلك الكتاب لا ريب فيه فذكر القصة فكأنه نسب جابرا إلى جده
[ 546 ]
وكذلك روى بن شاهين وابن مردويه من طريق همام عن الكلبي في قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو من الرزق وقال فقلت من حدثك قال أبو صالح عن جابر بن رئاب عن النبي صلى الله عليه وسلم (1027) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري السلمي يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد أقوال أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه جماعة من الصحابة وله ولابيه صحبة وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر قال كنت اميح أصحابي الماء يوم بدر ومن طريق حجاج بن الصواف حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قال جابر لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي فلما قتل لم أتخلف وعن جابر قال استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمل خمسا وعشرين مرة أخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد يعني النبوي يؤخذ عنه العلم وروى البغوي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة قال جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشئ من صفرة ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة جابر
[ 547 ]
قال البغوي هو وهم وآخرهم سهل بن سعد قال يحيى بن بكير وغيره مات جابر سنة ثمان وسبعين وقال علي بن المديني مات جابر بعد أن عمر فأوصى ألا يصلي عليه الحجاج قلت وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين وفي الطبري وتاريخ البخاري ما يشهد له وهو أن الحجاج شهد جنازته ويقال مات سنة ثلاث وسبعين ويقال إنه عاش أربعا وتسعين سنة (1028) جابر بن عبد الله ويقال بن عبيد بن جابر العبدي روى أحمد كتاب الاشربة وعنه البغوي من طريق الحارث بن مرة عن نفيس عن عبد الله بن جابر العبدي قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس ولست منهم إنما كنت مع أبي فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب في الاوعية الحديث وفيه إنه حج مع أبيه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الحسن بن علي فسلم عليه فرحب به فسأله عن نبيذ الجر فرخص فيه قال فقال له أبي أبعد مانهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قد كان بعدكم رخصه إسناده حسن ولم أره في مسند أحمد أخرجه أبو نعيم عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وأغرب بن الاثير فساقه بإسناد المسند فكأنه لما رأى إسناد أبي نعيم قدم على ذلك وإنما هو في كتاب الاشربه لاحمد وروى الباوردي من طريق النضر بن شميل عن حبيب بن أبي جويرة الطفاوي حدثني قيس قال خرجت حاجا فلقيت رجلا من عبد القيس يقال له عبد الله بن جابر فقال حججت مع أبي فأخذنا طريق المدينة فقال ألا تلم بنا بأم المؤمنين قلت بلى قال فصعدنا إليها فقال لها أبي وأنا أسمع إني كنت في الوفد الذين جاءوا من البحرين فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث بعدنا في الاشربة شيئا قالت لا (1029) جابر بن عبد الله الراسي قال صالح جزرة نزل البصرة وقال أبو
[ 548 ]
عمر روى عنه أبو شداد وروى بن منده من طريق عمر بن برقان عن أبي شداد عن جابر بن عبد الله الراسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عفا عن قاتله دخل الجنة قال هذا حديث غريب إن كان محفوظا قال أبو نعيم قوله الراسي وهم وإنما هو الانصاري (1030) جابر بن عبد الله من الانصار ذكره أبو الفتح اليعمري في السيرة النبوية فيمن رده النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال وليس هو الذي يروي عنه الحديث قلت ولم ير في غير الانصار صحابي يقال له جابر بن عبد الله غير العبدي وهذا الراسي إن صح ولم يوصف واحد منهما بأنه رد عن أحد فلعله ثالث ثم وجدته في ذيل بن فتحون فقال قال بن سعد أخبرنا بن سماعه حدثنا أبو يوسف القاضي عن عثمان بن عبد الله بن يزيد بن حارثة عن عمه بن يزيد بن حارثة عن أبيه قال استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بن عمر وزيد بن أرقم وأبا سعيد وجابر بن عبد الله وليس بالذي يروي عنه الحديث وسعد بن حبتة حكاه الطبري عن بن سعد (1031) جابر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بفتح الهاء وسكون التحتانية بعدها معجمة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري هكذا نسبه بن الكلبي وابن إسحاق وقالا شهد بدرا والمشاهد وروى مالك في الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله لامه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه فاسترجع وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع الحديث ورواه أبو داود والنسائي من طريق مالك ورواه النسائي من طريق عبد الملك بن عمير فقال عن جبر بن عتيك أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميت فبكى النساء الحديث ورواه بن ماجة وغيره من طريق أبي اسامة وغيره عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه عن جده
[ 549 ]
نحوه ورواه النسائي من طريق جعفر بن عون عن أبي العميس فلم يقل عن جده ورواه بن منده من وجه آخر عن أبي العميس فقال عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن أبيه عن جده وفيه اختلاف كثير ورواية مالك هي المعتمدة ويرجحها ما روى أبو داود والنسائي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن بن جابر بن عتيك عن أبيه مرفوعا إن من الغيرة ما يبغض الله الحديث وإسناده صحيح وفي تاريخ البخاري من طريق نافع بن يزيد حدثني أبو سفيان بن جابر بن عتيك عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة فهذه الاحاديث تبين أن اسمه جابر لكن الحديث الاخير ذكر في ترجمة الذي بعده وهو محتمل فإن جده لم يسم وصحح الدمياطي أن اسمه جبر وجزم غيره كالبغوي بأن جبرا أخوه وقد جزم بن إسحاق وغيره بأن جبر بن عتيك شهد بدرا وفي الصحابة ممن يسمى جابر بن عتيك غير هذا اثنان أحدهما (1032) جابر بن عتيك بن النعمان بن عتيك الانصاري ذكره بن حبان في الصحابة فقال يكنى أبا عبد الله وله صحبة روى عنه ابنه سفيان قلت وحديث أبي سفيان بن جابر عن أبيه في تاريخ البخاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة قال وكان أبو سفيان قدم مصر ولا يوقف على اسمه وثانيهما
[ 550 ]
(1033) جابر بن عتيك بن قيس بن الاسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة الانصاري السلمي اشترك مع الاول في اسمه واسم أبيه وجده بخلاف الثاني لكن اختلف في شهود هذا أحدا وذكر بن سعد عن جماعة من العلماء بالسير أنه شهد ما بعدها وهو والد عبد الملك بن جابر بن عتيك الذي حدث عن جابر بن عبد الله إذا حدث الرجل القوم ثم ألتفت فهي أمانة قاله الدمياطي (1034) جابر بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الانصاري المازني ذكر بن القداح في نسب الانصار قال فمن ولد عوف بن مبذول قيس بن أبي صعصعة شهد العقبة وبدرا وأخوه جابر بن أبي صعصعة شهد أحدا وما بعدها واستشهد بمؤتة وكذا قال بن سعد وابن شاهين في جابر (1035) جابر بن عمير الانصاري قال البخاري له صحبة وقال بن حبان يقال له صحبة وروى النسائي بإسناد صحيح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير يرتميان فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر كسلت قال نعم قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شئ ليس من ذكر الله فهو لعب الا أربعة الحديث
[ 551 ]
(1036) جابر بن عوف تقدم في أبن طارق (1037) جابر بن عوف الثقفي ذكره سعيد بن يعقوب وارود له من طريق يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس واسمه جابر بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على قدميه انتهى والمحفوظ أن اسم أبي أوس حذيفة كما سيأتي (1038) جابر بن ماجد الصدفي ذكره بن يونس وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وروى بن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده حديثا متنه سيكون بعدي خلفاء ثم أمراء ثم ملوك جبابرة الحديث خالفه في الاوزاعي فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده فعلى هذا فالرواية لماجد والد جابر ويكون الضمير في رواية بن لهيعة في قوله عن جده يعود على قيس والله أعلم (1039) جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد البلوي حليف الانصار ذكره بن الكلبي وقال إنه من رهط كعب بن عجرة وله صحبة وسواد في نسبه قيده بن ماكولا بضم أوله (1040) جابر بن ياسر بن عويص بوزن قدير بمهملتين الرعيني قال بن منده له ذكر في الصحابة وقال بن يونس شهد فتح مصر وهو جد عباس وجابر ابني عباس بن جابر ولا يعرف له حديث
[ 552 ]
(1041) جابر الاسدي ذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقاص أمره على بعض السرايا في قتال القادسية وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة استدركه بن فتحون (1042) جاحل أبو مسلم الصدفي روى بن منده من طريق بن وهب حدثنا أبو الاشيم مؤذن مسجد دمياط عن شراحيل بن يزيد عن محمد بن مسلم بن جاحل عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن احصاهم لهذا القرآن من أمتي منافقوهم قال هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وذكره أبو نعيم فقال ليست له عندي صحبة ولم يذكره أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين انتهى وقد ذكره محمد بن الربيع الجيزي في تاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر وقال لا نعرف له حضور الفتح ولا خطة بمصر وللمصرين عنه حديث فذكره وذكره أيضا بن يونس وابن زبر فلابن منده فيهم أسوة (1043) الجارود بن المعلى ويقال بن عمرو بن المعلى وقيل الجارود بن العلاء حكاه الترمذي العبدي أبو المنذر ويقال أبو غياث بمعجمة ومثلثة على الاصح وقيل بمهملة وموحدة ويقال اسمه بشر بن حنش بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة وقال بن إسحاق قدم الجارود بن عمرو بن حنش وكان نصرانيا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة وقال في اسمه غير ذلك ولقب الجارود لانه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم قال الشاعر فدسناهم بالخيل من كل جانب كما جرد الجارود بكر بن وائل
[ 553 ]
وكان سيد عبد القيس وحكى بن السكن أن سبب تلقيبه بذلك أن بلاد عبد القيس اجدبت وبقي للجارود بقية من إبله فتوجه بها إلى بني قديد بن شيبان وهم أخواله فجربت إبل أخواله فقال الناس جردهم بشر فلقب الجارود فقال الشاعر فذكره وقدم الجارود سنة عشر في وفد عبد القيس الاخير وسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وروى الطبراني من طريق زربي بن عبد الله عن أنس قال لما قدم الجارود وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وادناه وقال بن إسحاق في المغازي كان حسن الاسلام صليبا على دينه وروى الطبراني من طريق بن سيرين عن الجارود قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن لي دينا فلي إن تركت ديني ودخلت في دينك الا يعذبني الله قال نعم طوله البغوي وكان الجارود صهر أبي هريرة وكان معه بالبحرين لما أرسله عمر كما سيأتي في ترجمة قدامة بن مظعون وقتل بأرض فارس بعقبة الطين فصارت يقال له عقبة الجارود وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر وقيل قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن وقيل بقي إلى خلافة عثمان روى بن منده من طريق أبي بكر بن أبي الاسود حدثني رجل من ولد الجارود قال قتل الجارود بأرض فارس في خلافة عمر قال أبو عمر من محاسن شعره شهدت بأن الله حق وسامحت بنات فؤادي بالشهادة والنهض فأبلغ رسول الله عني رسالة بأبي حنيف حيث كنت من الارض فإن لم تكن داري بيثرب فيكم فإني لكم عند الاقامة والخفض واجعل نفسي دون كل ملمة لكم جنة من دون عرضكم عرضي وابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة مدحه الاعشى الحرمازي وغيره وحفيده الحكم بن المنذر وهو الذي يقول فيه الاعشى هذا أيضا يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدود
[ 554 ]
أنت الجواد بن الجواد المحمود نبت في الجود وفي بيت الجود والعود قد ينبت في أصل العود قال فكان الحجاج يحسد الحكم على هذه الابيات (1044) الجارود بن المنذر العبدي آخر فرق البخاري بينه وبين الذي قبله في كتاب الوحدان قاله بن منده وجعل هذا هو الذي يروي عنه بن سيرين وأما الحسن بن سفيان والطبراني وغيرهما فأخرجوا حديث بن سيرين عن الجارود في الذي قبله والصواب أنهما اثنان لان الجارود بن المنذر قد بقي حتى أخذ عنه الحسن وابن سيرين وأما بن المعلى فمات قبل ذلك والمنذر كنيته لاسم أبيه والله أعلم (1045) جارية بن أصرم الكلبي الاجداري من بني عامر بن عوف المعروف بعامر الاجدار روى الشرقي بن قطامي عن زهير بن منظور عن جارية بن أصرم قال رأيت ودا في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل وقال بن ماكولا جارية بن أصرم صحابي يعد في البصريين وقال أبو نعيم لا صحبة له (1046) جارية بن جابر العصري أحد وفد عبد القيس ذكره الرشاطي قلت وقد ذكر بن منده جويرية العصري فأظنه هو وله ذكر في ترجمة صحار بن العباس العبدي وأنه كان مع الاشج في جملة من قدم فأسلم (1047) جارية بن حميل بمهملة مصغرا بن نشبه بن قرط الاشجعي قال الطبري أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره عنه الدار قطني وغيره وقال بن الكلبي هو جارية بن حميل بن نشبه بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الدهماني الاشجعي شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن البرقي استشهد بأحد
[ 555 ]
(1048) جارية بن زيد عده بن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي رضي الله تعالى عنه (1049) جارية بن ظفر اليمامي الحنفي أبو نمران قال بن حبان له صحبة له في بن ماجة حديثان من رواية دهثم بن قران عن نمران بن جارية عن أبيه ولا يعرف له رواية الا من طريق دهثم ضعيف جدا وسيأتي لجارية ذكر في ترجمة يزيد بن معبد الحنفي اليمامي (1050) جارية بن عبد الله الاشجعي حليف بني سلمة من الانصار استدركه بن فتحون ونقل عن سيف بن عمر أنه كان على المسيرة يوم اليرموك مع خالد بن الوليد وذكره الدار قطني وابن ماكولا عن سيف وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في عهد عمر في حروبهم الا الصحابة (1051) جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن بن رزاح بن سعد بن بحير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي يقال له عم الاحنف قال الطبراني كان الاحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له لانهما لا يجتمعان الا في سعد زيد ذكره بن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وروى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الاحنف عن
[ 556 ]
جارية بن قدامة قال قلت يا رسول الله أوصني واقلل قال لا تغضب وهو بعلو في المعرفة لابن مندة وفيه اختلاف على هشام رواه أكثر اصحابة عنه كما تقدم وصححه بن حبان من طريقه ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغساني وسعيد بن يحيى اللخمي عنم هشام فزاد فيه عن جارية عن عمه ورواه بن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان عن هشام على عكس ذلك قال عن الاحنف عن عم له عن جارية ووقع في رواية لابي يعلى عن جارية بن قدامة عن عم أبيه فذكر الحديث والاول أولي فقد رواه الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة ومن طريق محمد بن كريب عن أبيه شهدت الاحنف يحدث عن عمه جارية وعمه جارية بن قدامة وهو عند بن عباس أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني واقلل الحديث قال أبو عمر كان من أصحاب علي في حروبه وهو الذي حرق عبد الله بن الحضرمي في دار سنيد بالبصرة لان معاوية بعث إلى الحضرمي ليأخذ له البصرة فوجه على إليه أعين بن ضبيعة فقتل فوجه جارية بن قدامة فحاصر بن الحضرمي ثم حرق عليه وقيل إنه جويرية بن قدامة الذي روى عن عمه في البخاري ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها فقال له سل حاجتك يا أبا قندس قال تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك فإنما يوفدون إليك الاغنياء ويذرون الفقراء (1052) جارية بن مجمع بن جارية الانصاري ذكره الطبراني وغيره لكن ذكروا في ترجمته أنه أحد من جمع القرآن والمحفوظ أن ذلك ورد في حق أبيه (1053) جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي نسبه بن ماجة في السنن وقال بن السكن يقال هو بن العباس بن مرداس وذكره بن سعد في طبقة من شهد الخندق وقال أسلم وصحب
[ 557 ]
وروى البغوي وابن أبي خيثمة والطبراني من طريق سفيان بن حبيب عن بن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد فقال هل لك أم قلت نعم قال الزمها وقد اختلف فيه علي بن جريج وقد جوده سفيان بن حبيب لكن اسقط من السند طلحة قاله البغوي ويقال عن يحيى بن سعيد القطان عن أبي جريج مثله ورواه يحيى بن سعيد الاموي عن بن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية بن جاهمة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه البغوي عن شريح بن يونس عن الاموي ثم رواه من طريق حجاج بن محمد عن بن جريج فخالف في نسب محمد بن طلحة فقال عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وكذا أخرجه النسائي وابن ماجة من طريق حجاج قال البيهقي رواية حجاج أصح وتابعه أبو عاصم وهي عند بن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة قلت ورواه أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة كرواية حجاج وأخرجه بن ماجة من طريق محمد بن إسحاق فقال عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر وافق حجاجا لكن حذف عبد الله بن طلحة وأخرجه بن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة من رواية إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق فأثبته وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن محمد بن إسحاق هذا هو المشهور عنه وقيل عن بن إسحاق عن الزهري عن بن طلحة عن معاوية السلمي وقال بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن بن إسحاق بهذا الاسناد لكن حرف اسم الصحابي ونسبته قال عن جهم الاسلمي ورواه عبد الرحمن بن سليمان عن بن إسحاق فقال عن محمد بن طلحة عن أبيه
[ 558 ]
طلحة بن معاوية بن جاهمة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلط نشأ عن تصحيف وتقليب والصواب عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه فصحف عن فصارت بن وقدم قوله عن أبيه فخرج منه أن لطلحة صحبة وليس كذلك بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب ولو كان الامر على ظاهر الاسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس وقد أخرج الطبراني من طريق سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة بن مصرف عن معاوية بن درهم أن درهما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئتك استشيرك في الغزو وقال الك أم أم لا قال نعم قال فالزمها وهذه قصة جاهمة بعينها فإن كان جاهمة تحرف بدرهم ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جده وإلا فهي قصة أخرى وقعت لآخر (1054) جبار بن الحارث يأتي في عبد الجبار (1055) جبار بن الحكم السلمي ذكره المدائني وابن سعد فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم (1056) جبار بن سلمي بضم السين وقيل بفتحها بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي كان يقال لابيه نزال المضيق ذكر أبي سعد أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل وهو مشرك ثم كان هو الذي قتل عامر بن فهيرة وفي المغازي لابن إسحاق حدثني رجل من ولد جبار بن سلمي قال كان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عامر بن الطفيل يعني بئر معونة ثم أسلم بعد ذلك وذكر الواقدي أنه أسلم على يد الضحاك بن سفيان الكلابي وروى الواقدي أيضا عن موسى بن شيبة عن خارجة عن عبد الله بن كعب بن مالك قال قدم وفد بني كلاب وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة فنزلوا دار رملة بنت
[ 559 ]
الحارث وكان بين جبار بن سلمى وبين كعب بن مالك صحبة فجاء كعب فرحب بهم واكرم جبار بن سلمى وانطلق معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة وروى بن إسحاق والواقدي وغيرهما أن جبار بن سلمى هو الذي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فقال فزت ورب الكعبة ووقع من رمحه فلم توجد جثته فأسلم جبار لذلك وحسن إسلامه وحكى بن الكلبي أنه كان يقال إنه افرس من عامر بن الطفيل (1057) جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن عنم بن كعب بن سلمة الانصاري ثم السلمي يكنى أبا عبد الله ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب في أهل العقبة وذكره أبو الأسود عن عروة في أهل بدر وروى الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال إنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة عاما واحدا فأصيب يوم مؤتة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث جبار بن صخر فيخرص عليهم يعني أهل خيبر وفي المغازي لابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن مكنف حدثني حارثة قال لما أخرج عمر يهود حيبر ركب في المهاجرين والانصار وخرج معه جبار بن صخر وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم وروى مسلم من طريق عبادة بن الوليد عن جابر بن عبد الله أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فذكر الحديث قال فقال من يتقدمنا فيمدر لنا الحوض ويشرب ويسقينا قال جابر فقلت هذا رجل فقال من رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فقال له أنا يا رسول الله الحديث
[ 560 ]
وروى أحمد والبغوي وغيرهما من طريق بن أبي أويس عن شرحبيل بن سعد عن جبار بن صخر نحو هذا الحديث قال البغوي لا أعلم له غيره قلت بل له آخر أخرجه بن شاهين وابن السكن وغيرهما من طريق زهير بن محمد عن شرحبيل أنه سمع جبار بن صخر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنا نهينا أن نرى عوراتنا انتهى وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى عن شراحيل أخرجه بن منده قال بن السكن وغيره مات جبار بن صخر سنة ثلاثين في خلافة عثمان زاد أبو نعيم وهو بن اثنتين وستين سنة (1058) جبار الثعلبي ذكر الواقدي في المغازي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروه في طريقهم إلى ذي أمر في ربيع الاول على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة فاخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الاسلام فأسلم وذكر في موضع آخر أنه كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى غطفان فهربوا (1059) جبار غير منسوب يأتي في جبلة (1060) جبارة بالكسر والتخفيف بن زرارة البلوي ذكره بن يونس قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وليست له رواية (1061) جبجاب بجيمين وموحدتين يأتي في الحاء المهملة (1062) جبر بن أنس بن سعد بن عبد الله بن عبد ياليل بن خزاق بن غفار الغفاري ذكره بن ماكولا وقال له صحبة ويقال هو جبر بن عبد الله القبطي الآتي (1063) جبر بن أنس بن أبي زريق ذكره الطبرني عن مطين بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع على من الصحابة وقال إنه بدري والاسناد ضعيف ولم
[ 561 ]
يذكره أصحاب المغازي في البدريين إنما ذكروا جبير بن إياس قلت وحكى أبو موسى أنه يقال فيه جزء بن أنس وليس بصواب لان جزء بن أنس سيأتي أنه سلمي وهذا أنصاري (1064) جبر بن إياس يأتي في جبير (1065) جبر بن عبد الله القبطي مولى بني غفار ويقال مولى أبي بصرة الغفاري حكى بن يونس عن الحسن بن علي بن خلف بن قديد أنه كان رسول المقوقس بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحسن وقد رأيت بعض ولده بمصر وقال هانئ بن المنذر مات سنة ثلاث وستين (1066) جبر بن أبي عبيد الثقفي ذكر البلاذري أنه استشهد مع أبيه يوم الجسر وسيأتي شرح ذلك في ترجمة أبي عبيد في الكنى إن شاء الله تعالى (1067) جابر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث تقدم في جابر بن عتيك وأنه شهد بدرا وأن منهم من قال إنه أخو جابر بن عتيك المتقدم وكان معه راية قومه يوم الفتح وقال الواقدي مات جبر بن عتيك الانصاري سنة إحدى وسبعين وقال بن سعد هم ثلاثة إخوة جابر وجبر وعبد الله وكان جبر أكبرهم وروى بن منده في ترجمته من طريق حجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة قال رأيت جبرا وسعدا وابن مسعود يعطون ارضهم بالربع والثلث قلت خالف حجاج أبو عوانة وغيره فقالوا خبابا بدل قوله جبرا (1068) جبر غير منسوب روى بن قانع وابن منده من طريق رحمة بن مصعب عن شريك عن الاشعث بن سليم عن الاسود بن هلال قال كان فينا أعرابي يؤذن بالحيرة يقال له جبر فقال أن عثمان لن يموت حتى يلي هذه فقيل له من أين تعلم فقال لاني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما سلم استقبلنا بوجهه فقال إن
[ 562 ]
ناسا من أصحابي وزنوا الليلة فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فوزن قال بن منده هذا حديث غريب بهذا الاسناد قال أبو موسى ذكره بن منده في آخر ترجمة جبر بن عتيك والصواب أنه غيره قلت وكذلك أفرده أبو عمر وقال فيه جبر الاعرابي المحاربي (1069) جبر مولى عامر بن الحضرمي يأتي ذكره في ترجمة الذي بعده (1070) جبر مولى بني عبد الدار ذكر الواقدي أنه كان بمكة وكان يهوديا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم وكتم إسلامه ثم اطلع مواليه على ذلك فعذبوه فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة شكا إليه ما لقي فأعطاه ثمنه فاشترى نفسه وعتق واستغنى وتزوج امرأة ذات شرف في بني عامر وحكى مقاتل بن حبان في تفسيره أنه أحد من نزل فيه الا من أكره وقبله مطمئن بالايمان وأنه أحد من نزل فيه * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) * وأخرج الطبري في تفسير قوله تعالى * (يا أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي) * من طريق السدي أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين ووشى بعمار وجبر عبد بن الحضرمي أو بن عبد الدار فاخذوهما وعذبوهما حتى كفرا فنزلت الا من الحره وقبله مطمئن بالايمان وفي تفسير بن أبي حاتم وعبد بن حميد من طريق حصين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم الحضرمي قال كان لنا عبدان أحدهما يقال له يسار والآخر يقال له جبر وكانا صيقليين فكانا يقرآن كتابهما ويعملان عملهما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما فقالوا إنما يتعلم منهما فنزلت ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ولم يذكر أنهما اسلما ومن طريق قتادة أنها نزلت في عبد بن الحضرمي يقال له يحنس وسيأتي واستدركه بن فتحون
[ 563 ]
(1071) جبر الكندي روى بن شاهين من طريق عمرو بن غياث عن عبد الملك بن عمير عن رجل من كندة يقال له بن جبر الكندي عن أبيه وكان في الوفد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على السكاسك والسكون وقال أسلم أهل اليمن هم ألين قلوبا وارق أفئدة وبلغني أنه قال اللهم أقبل بقلوبهم ووقع في مسند بقي بن مخلد في هذا الحديث عن بن جبير عن أبيه فالله أعلم (1072) جبل بتفح الجيم الموحدة بن جوال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بخالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشاعر الذبياني ثم الثعلبي قال الدار قطني في الؤتلف له صحبة وقال هشام بن الكلبي كان يهوديا مع بني قريظة فأسلم ورثي حيي بن أخطب بأبيات منها لعمرك مالام بن أخطب نفسه ولكنه من يخذل الله يخذل وكذا ذكر بن إسحاق في المغازي الابيات له قال وبعض الناس يقول إنها لحيي بن أخطب نفسه وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة وقال المرزباني في معجم الشعراء كان يهوديا فأسلم وهو القائل لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خبير رميت نطاة من النبي بفيلق شهباء ذات مناقب وفقار وفي ديوان حسان بن ثابت صنعه أبي سعيد السكري عن بن حبيب قال وقال
[ 564 ]
حسان بن ثابت يجيب جبل بن جوال الثعلبي وكان يهوديا فأسلم بعد علي قوله الا يا سعد بني معاذ لما فعلت قرظة والنضير تركتم قدركم لا شئ فيها وقدر القوم حامية تفور فقال حسان تعاهد معشر نصروا علينا فليس لهم ببلدتهم نصير هم أوتوا الكتاب فضيعوه فهم عمي عن التوراة بور كذبتم بالقرآن وقد أبيتم بتصديق الذي قال النذير وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير الابيات وأورد المرزباني لجبل الابيات المذكورة وزاد فيها ولكن لا خلود مع المنايا تخطف ثم تضمنها القبور كأنهم غنائم يوم عيد تذبح وهي ليس لها نكير (1073) جلبة بن الازرق الحمصي روى البخاري في تاريخه وابن السكن والطبراني وغيرهم من طريق معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن جبلة بن الازرق وكانت له صحبة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب جدار كثير الاحجرة إما ظهرا وإما عصرا فلما جلس لدغته عقرب فغشي عليه فرقاه الناس فأفاق فقال إن الله شفاني وليس برقيتكم قال البغوي لا أعلم له غيره وقال بن السكن ليس له غيره (1074) جبلة بن الاشعر الخزاعي ذكر الواقدي أنه قتل مع كرز بن جابر يوم فتح مكة
[ 565 ]
ذكره أبو عمر والمشهور أن المقتول مع كرز هو حبيش بن خالد وهو حبيش بن الاشعر كما سيأتي في موضعه والاشعر لقب بذلك لكثرة شعره (1075) جبلة بن ثعلبة الانصاري الخزرجي البياضي ذكره مطين بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من أهل بدر أورده الطبراني وأبو نعيم وغيرهما وقال بن حبان جبلة بن ثعلبة من بني بياضة بدري وذكر بن الاثير أن صوابه رخيلة بن خالد بن ثعلبة فأسقطت الراء وصحف ونسب إلى جده قلت ويحتمل أن يكون غيره نعم الذي شهد بدرا هو رخيلة وقد تكرر لنا أن الاسناد إلى عبيد الله بن أبي رافع ضعيف جدا (1076) جبلة بن ثور الحنفي كان في وفد بني حنيفة وذكر أبو عبيد أنه أحد من شرك في قتل مسيلمة الكذاب استدركه بن فتحون (1077) جبلة بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن تميم بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله واستدركه أبو موسى وابن فتحون وكذا ذكروا جبلة بن سعيد الآتي (1078) جبلة بن حارثة بن شراحيل أخو زيد بن حارثة وعم أسامة بن زيد وهو أكبر سنا من زيد روى الترمذي وأبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني أخبرني جبلة بن حارثة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أرسل معي أخي فقال هو ذا بين يديك إن ذهب فليس امنعه فقال زيد لا أختار عليك يا رسول الله أحدا قال فوجدت أخي خيرا من قولي
[ 566 ]
وفي تاريخ البخاري من هذا الوجه عن الشيباني سمعت جبلة وله في النسائي حديث متصل صحيح الاسناد من رواية أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن حارثة في القول عند النوم ولفظه قلت يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به قال إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يأيها الكافرون (1079) جبلة بن سعيد بن الاسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين ذكره بن شاهين وأبو موسى وابن فتحون كما تقدم في جبلة بن جنادة (1080) جبلة بن شراحيل الكلبي عم زيد بن حارثة ذكره بن منده بأمر محتمل سيأتي شرحه في الفصل الاخير إن شاء الله تعالى (1081) جبلة بن عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الساعدي الانصاري قال بن السكن شهد أحدا قال وهو غير أخي أبي مسعود لاختلاف النسبتين قلت هو كما قال وروى بن شبة في أخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر أنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر فدفنوه فيه (1082) جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير الانصاري أخو أبي مسعود البدري ذكره الطبراني عن مطين بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وروى بن السكن من طريق هارون الهمداني عن ثابت بن عبيد قال دخلت على جبلة بن عمر وأخي أبي مسعود الانصاري وهو يقطع البسر من التمر
[ 567 ]
وروى البخاري في تاريخه وابن السكن من طريق بكير بن الاشج عن سليمان بن يسار أنهم كانوا في غزوة المغرب مع معاوية يعني بن حديج فنفل الناس ومعه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد ذلك غير جبلة بن عمرو الانصاري ورواه بن منده من طريق خالد بن أبي عمران عن سليمان بن يسار أنه سئل عن النفل في الغزو فقال لم أر أحدا يطيعه غير بن حديج يعني معاوية نفلنا في إفريقية الثلث بعد الخمس ومعنا من الصحابة والمهاجرين غير واحد منهم جبلة بن عمرو الانصاري (1083) جبلة بن أبي كريب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين قال بن سعد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء وذكره بن شاهين عن رجاله واستدركه بن فتحون وأبو موسى (1084) جبلة بن مالك بن جبلة بن صفارة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الدارين ذكره بن شاهين عن رجاله أخرجه أبو عمر مختصرا وقال بن أبي حاتم عن أبيه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك لا أعرفه واستدركه أبو موسى وسيأتي ذكره عن الواقدي في ترجمة نعيم بن أوس وذكره أبو إسحاق بن الامين في حرف الحاء المهملة مستدركا على بن عبد البر ولم يذكره سلفه في ذكره بالحاء (1085) جبلة غير منسوب قال البخاري له صحبة وروى عنه بن سيرين مرسلا أراه الاول يعني جبلة بن عمرو الانصاري وقال بن السكن يقال له صحبة وليست له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية وفي البخاري تعليقا قال بن سيرين لا بأس به يعني الجمع بين المرأة وابنة زوجها من غيرها
[ 568 ]
ووصله البغوي وابن السكن من طريق حماد عن أيوب عن بن سيرين قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمصر من الامصار يقال له جبلة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها قال أيوب وكان الحسن يكرهه قال بن منده هكذا رواه عفان وغيره ورواه سليمان بن حرب عن حماد فقال جبار والاول أصح قلت وكذا رواه بن علية عن أيوب أخرجه بن أبي شيبة عنه ورواه أيضا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب قال نبئت أن سعد بن قرحاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه (1086) جبيب بالجيم وموحدتين مصغرا بن الحارث ذكره بن السكن وقال لم يصح إسناد حديثه وروى هو والطبراني من طريق نوح بن ذكوان عن هشام عن أبيه عن عائشة جاء جبيب بن الحارث فقال يا رسول الله إني رجل مقراف للذنوب قال فتب إلى الله عز وجل الحديث قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وقال الطبراني في الاوسط لا يروي عن هشام إلا بهذا الاسناد تفرد به عيسى عن إبراهيم عن سعيد بن عبد الله عن نوح عنه وذكر عبد الغني بن سعيد في المؤتلف أن أيوب بن ذكوان رواه عن هشام قلت وأيوب ونوح ضعيفان ويحتمل أن يكون بعض الرواة حرف نوحا بأيوب ونبه البيهقي في الشعب على أن بعضهم رواه وقال جبير بن الحارث بالراء وقال هو وهم وصحفه بن شاهين فاورده في الخاء المعجمة وتعقبه أبو موسى وسيأتي لجبيب ايضا ذكر في ترجمة أبي الغادية (1087) جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الانصاري الخزرجي
[ 569 ]
ذكره أبو الأسود عن عروة وموسى بن عقبة عن بن شهاب وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم فيمن شهد بدرا وقال بن منده لا تعرف له رواية وقال بن القداح جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة (1088) جبير بن بحينة أخو عبد الله وهو بن مالك بن القشب الازدي حليف بني المطلب ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم اليمامة من الصحابة وأخرجه الطبراني فقال في صدر الترجمة جبير بن مالك النوفلي ووهم في قوله النوفلي وإنما هو الازدي أو المطلي (1089) جبير بن الحباب بن المنذر الانصاري قال بن حبان يقال له صحبة وفي إسناده نظر وذكره مطين في الصحابة وقال إنه في سير عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع علي من الصحابة أخرجه الباوردي والطبراني عن مطين وابن منده عن الباوردي وأبو نعيم عن الطبراني (1090) جبير بن الحويرث بن نقيد بن بجير بن عبد بن قصي بن كلاب القرشي قال الزبير قتل أبوه يوم الفتح وقال بن سعد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه وروى عن أبي بكر وغيره وروى الواقدي عن بن المسيب عن جبير بن الحويرث قال حضرت يوم اليرموك المعركة فلا أسمع للناس كلمة إلا صوت الحديد قلت ومن يكون يوم اليرموك رجلا يكون يوم الفتح مميزا فلا مانع من عده في الصحابة وإن لم يرو
[ 570 ]
وقال أبو عمر في صحبته نظر وعده بن حبان في التابعين (1091) جبير بن حية بفتح المهملة وتشديد التحتانية بن مسعود الثقفي بن عم المغيرة بن شعبة وابن أخي عروة بن مسعود قلت ثبت في صحيح البخاري أنه شهد الفتوح في عهد عمر وأخرج البخاري الحديث بذلك من رواية زائدة بن زياد بن جبير عنه ولم أر من ذكر جبيرا في الصحابة وهو من شرطهم لان ثقيفا لم يبق منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان موجودا أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع وقد ذكره أبو موسى في الصحابة وأخرج له حديثا وزعم أنه مرسل وصحح أنه تابعي وليست صحبته عندي بمندفعه فمن يشهد الفتوح في عهد عمر لا بد أن يكون إذ ذلك رجلا والقصة التي شهدها كانت بعد الوفاة النبوية بدون عشر سنين فأقل أحواله أن يكون له رؤية وكان المذكور يسكن الطائف وكان مقم كتاب ثم قدم العراق فاستقر كاتبا في الديوان ثم ولاه زياد أصبهان وعظم شأنه في خلافة عبد الملك (1092) جبير بن مالك النوفلي هو بن بحينة المتقدم (1093) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي وأمه أم حبيب بنت سعيد وقيل أم جميل بنت سعيد بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي كان من أكابر وعلماء النسب وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر فسمعه يقرأ الطور قال فكان ذلك أول ما دخل الايمان في قلبي روى ذلك البخاري في الصحيح وقال له النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم لو كان أبوك حيا وكلمني فيهم لوهبتهم له
[ 571 ]
وأسلم جبير بين الحديبية والفتح وقيل في الفتح وقال البغوي أسلم قبل فتح مكة ومات في خلافة معاوية وقال بن إسحاق أخبرني يعقوب بن عتبة عن شيخ من الانصار أن عمر حين أتي بنسب النعمان دعا بجبير بن مطعم وكان انسب قريش لقريش والعرب قاطبة قال وقال جبير أخذت النسب عن أبي بكر الصديق وكان أبو بكر انسب العرب وروى عنه من الصحابة سليمان بن صرد وعبد الرحمن بن أزهر وروى عنه بن المسيب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم هو وعثمان فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب وقالا إن قرابتنا واحدة أي أن هاشما والمطلب ونوفلا جد جبير وعبد شمس جد عثمان إخوة فأبى قال إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين (1094) جبير بن نفير الكندي فرق العسكري بينه وبين جبير بن نفير الحضرمي وقد تقدم في جبر الكندي قريبا (1095) جبير بن نوفل قال بن حبان يقال إن له صحبة وفي إسناده ليث بن أبي سليم وذكره مطين والباوردي وابن منده في الصحابة واخرجوا من طريق أبي بكر بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نوفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقرب عبد إلى الله بأفضل مما خرج منه يعني القرآن قال بن منده رواه بكر بن خنيس عن ليث عن زيد عن جبير بن نفير مرسلا والله أعلم (1096) جبير مولى كثيرة بنت سفيان يأتي ذكره في ترجمة سعيد مولى كثيرة
[ 572 ]
(1097) جبير خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله في حديث رواه أبو عبد الله صاحب الصدقة عن أبي الزبير عن جابر أخرجه بن أبي خيثمة وغيره (1098) حبيلة بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع البلوي خليف الانصار ذكره بن الامين مستدركا على الاستيعاب ولم يسق نسبه وساقه الرشاطي في الانساب ونقل عن بن الكلبي أنه قال كان صاحب حلف النبي صلى الله عليه وسلم وكان عينه يوم الاحزاب ولم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون الجيم بعدها الثاء (1099) جثامة بفتح أوله وتثقيل المثلثة بن قيس ذكره بن منده وروى من طريق حبيب بن عبيد الرحبي عن أبي بشر عن جثامة بن قيس وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا من صام يوما في سبيل الله باعده الله عن النار مائة عام وفي الاسناد من لا يعرف وسيأتي في ترجمة الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر الليثي ووالده غير هذا (1100) جثامة بن مساحق بن ربيع بن قيس الكناني له صحبة وأرسله عمر إلى هرقل وروى بن منده من طريق عبد الخالق الحمصي عن يحيى بن أيوب عن الكناني رسول عمر إلى هرقل وكان يقال جثامة بن مساحق قال جلست فلم أدر ما تحتي وإذا تحتي كرسي من ذهب فلما رأيته نزلت عنه فضحك فقال لي لم نزلت عنه فقلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا (1101) جثجاث قيل هو اسم أبي عقيل صاحب الصاع ضبطه السهيلي تبعا لابن عبد البر وضبطه غيره بالحاء المهملة وقيل اسمه غير ذلك وتأتي ترجمة في الكنى (1102) جثيلة بجيم ومثلثة مصغرا بن عامر يأتي في الحاء المهملة
[ 573 ]
الجيم بعدها الحاء (1103) جحدم بن فضالة الجهني رواه بن منده من طريق محمد بن عمرو بن عبد الله بن جحدم حدثني أبي عن أبيه عن جده جحدم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وقال بارك الله في جحدم وكتب له كتابا فذكر الحديث بطوله وقال هو حديث غريب قلت في إسناده من لا يعرف ثم هو من رواية النضر بن سلمة بن شاذان وهو متروك (1104) جحدم الحمسي بضم المهملة وسكون الميم بعدها مهملة كذا قرأته بخط الخطيب في المؤتلف وأورد له من طريق محمد بن المسيب الارغياني عن موسى بن سهل الرملي عن محمد بن عمرو بن عبد الله بن فضالة سمعت أبي يحدث عن أبيه عبد الله عن أبيه فضالة عن جحدم الحمسي أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وقال اللهم بارك ففي جحدم وهو محتمل أن يكون هو الذي قبله كأن قوله في الاول الجهني تصحيف ويكون لقصته إسنادان (1105) جحدم غير منسوب روى عيسى غنجار عن المغيرة البصري عن الهيثم بن ميمون عن حكيم بن جحدم أراه عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلب شاته ورقع قميصه وخصف نعله وأكل مع خادمه وحمل من سوقه فقد برئ من الكبر إسناده ضعيف أخرجه بن منده من هذا الوجه (1106) جحدم الجذيمي من بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة
[ 574 ]
ذكره الاموي في المغازي عن بن إسحاق فيمن أسلم من بني جذيمة وذكره الواقدي فيمن قتله خالد بن الوليد من بني جذيمة لما قالوا صبأنا ولم يقولوا أسلمنا القصة مشهورة إلا أن الواقدي تفرد بتسميته جحدم فيهم ذكره بن فتحون في ذيله (1107) جحدمة غير منسوب له صحبة ورواية قاله أبو حباب عن إياد عنه كذا في التجريد للذهبي وسيأتي في القسم الاخير جهدمة ويوضح القول فيه إن شاء الله تعالى (1108) جحش الجهني قال بن فتحون في ذيله ذكره الطبري في الصحابة قلت وسيأتي في القسم الاخير جحش الجهني وأن بعض الرواة صحف اسمه فما أدري هو هذا أو غيره (1109) جحش بن رئاب الاسدي والد أبي أحمد يأتي في نسبه في ترجمته قال بن حبان له صحبة ذكره الجعابي فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة هو وابنه وروى الدارقطني بإسناد واه أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم جحش هذا كان اسمه برة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم جحشا والمعروف أن ابنته كان اسمها برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم الجيم بعدها الدال (1110) جدار بكسر أوله وتخفيف الدال روى البغوي وابن أبي عاصم وغيرهما من طريق العباس بن الفضل بن عمرو الانصاري عن القاسم عبد الرحمن بن عبد الرحمن الانصاري عن الزهري عن يزيد بن شجرة عن جدار قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا عدونا فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنكم قد أصبحتم وعليكم من الله نعم فيما بين خضراء وصفراء وحمراء وفي البيوت ما فيها فذكر الخطبة بطولها قال بن منده غريب وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة بطوله ولم يذكر جدارا وكذا رواه منصور عن يزيد لكن وقفه قلت وتابعه الاعمش على وقفه عن مجاهد والعباس ضعيف جدا
[ 575 ]
وقد قال عباس الدوري عن بن معين عن يزيد بن شجرة له صحبة فأما حديث جدار فليس بصحيح ولا نعلم الزهري روى عن يزيد شجرة شيئا والحديث حديث منصور وقال البغوي نحوه وزاد أن الزهري لم يسمع من يزيد وقال بن الجوزي عن النسائي هذا حديث باطل وقال الدارقطني ليس بالمحفوظ والصواب قول منصور والاعمش قاله في العلل (1111) جدجد بجيمين مضمومتين بينهما دال ساكنة مهملة هو الجندعي ذكره البيهقي في الدلائل من رواية عبد الرزاق عن رجل عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ناس من الانصار فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم وزوجني فلانة فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا والمقداد فقال اقتلاه وما أراكما تدركانه فوجداه ميتا من لدغة قال البيهقي وقد سمي هذا الرجل في رواية عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث جدجد الجندعي قلت ووقع عند بن منده من طريق يحيى بن بسطام عن عمرو بن فرقد عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث أن جريحا الجندعي فذكر القصة أورده في أثناء ترجمة جندع الانصاري وليس بصواب فعلى هذا اختلف على عطاء بن السائب في اسمه (1112) جد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري أبو عبد الله روى الطبراني وابن منده من طريق معاوية بن عمار الدهني عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر قال حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر في السبعين راكبا من الانصار الذي وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في بيعة العقبة وإسناده قوي قال بن منده غريب من حديث معاوية بن عمار تفرد به محمد بن عمران بن أبي ليلى وكان الجد بن قيس سيد بني سلمة كما سيأتي في ترجمة عمرو بن الجموح ويقال إن الجد بن قيس كان منافقا
[ 576 ]
روى أبو نعيم وابن مردويه من طريق الضحاك عن بن عباس أنه نزل فيه قوله تعالى * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) * ورواه بن مردويه من حديث عائشة بسند ضعيف أيضا ومن حديث جابر بسند فيه مبهم وعن جابر أن الجد تخلف يوم الحديبية عن البيعة أخرجه بن عساكر من طريق الاعمش عن أبي سفيان عنه وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) * نزلت في نفر ممن تخلف عن تبوك منهم أبو لبابة والجد بن قيس لم يتب عليهم وقال أبو عمر في آخر ترجمته يقال إنه تاب وحسنت توبته ومات في خلافة عثمان (1113) جديع بضم فسكون بن سبرة العتقي قال بن يونس له صحبة وشهد فتح مصر وكذا ذكره عبد الغني بن سعيد (1114) جديع بن نذير بالتصغير فيهما المرادي ثم الكعبي من بني كعب بن عوف بطن من مراد خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال له صحبة وخدم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم له رواية وهو جد أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك (1115) جدي بالتصغير بن مرة بن سراقة البلوي حليف بني عمرو بن عوف من الانصار ذكره بن سعد وقال استشهد هو وأبوه بخيبر (1116) جديمة بن عمرو العصري من وفد عبد القيس ذكره الرشاطي في الانساب في العصري وقال فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم جديمة بن عمرو وعمرو بن مرحوم وهمام بن ربيعة ذكر هؤلاء الاربعة أبو عبيدة ولم يذكرهم أبوعمرولا بن فتحون (1117) الجذع الانصاري هو ثعلبة بن زيد (1118) الجذع الانصار ذكره بن شاهين وأفرده عن الاول روى من طريق شريك بن أبي نمر قال حدثني رجل من الانصار يسمى بن الجذع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا ولم يقتر عليهم فيسألوا
[ 577 ]
قال أبو موسى لا أدري هو ثعلبة بن زيد أو آخر قلت بل هو غيره فإن ابنه ثابت بن ثعلبة استشهد بالطائف فلم يدركه شريك بن أبي نمر وهذا قد صرح بالحديث عنه فافترقا الجيم بعدها الراء (1119) الجراح الاشجعي ترجم له الطبراني ولم يسق له نسبا ويقال أبو الجراح روى حديث أحمد وأبو داود من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود قال أخبرني عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها الحديث قال فقام رجل من أشجع فقال قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في بروع بنت واشق قال هلم شاهداك على هذا قال فشهد أبو سنان والجراح رجلان من أشجع (1120) جراد بن عبس عداده في أعراب البصرة روى بن منده من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك عن قرة بنت مزاحم سمعت أم عيسى بنت جراد تقول عن أبيها الجراد بن عبس أو بن عيسى قال قلنا يا رسول الله إن لنا ركايا فكيف لنا أن نعذب الحديث (1121) جراد العقيلي والد عبد الله روى بن منده من طريق يعلى بن الاشدق وهو متروك عن عبد الله بن جراد العقيلي عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها الازد والاشعريون فغنموا وسلموا الحديث قال أبو نعيم إنما يعرف من حديث عبد الله بن جراد نفسه قلت وقد ذكر بن الكلبي في الانساب جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنه هذا واستدركه بن الامين (1122) جرثوم أبو ثعلبة الخشني وقيل في اسمه غير ذلك يأتي في الكنى
[ 578 ]
(1123) جرجرة الاسرائيلي يأتي في الحاء المهملة (1124) جرج ذكره أبو نعيم فيما حكاه بن بشكوال وأبو إسحاق بن الامين وذكر له حديث أسد بن وداعة أن رجلا يقال له جرج أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أهلي يعصوني الحديث وسيأتي في جزء بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة على الصواب (1125) جرموز الهجيمي وقال أبو حاتم جرموز القريعي البصري له صحبة ونسبه بن قانع فقال جرموز بن أوس بن عبد الله بن جرير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم وقال بن السكن له صحبة حديثه في البصريين روى البخاري في تاريخه من طريق أبي عامر القعدي عن عبيد الله بن هوذة القريعي حدثني رجل من بني الهجيم عن جرموز ووراه أحمد وغيره من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبيد الله بن هوذة عن رجل سمع جرموزا الهجيمي يقول قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك ألا تكون لعانا ورواه بن السكن من طريق مسلم بن قتيبة حدثنا عبيد الله بن هوذة ورأيته في مهده من الكبر قال حدثني جرموز فذكره وعلى هذا فلعل عبيد الله سمعه عنه بواسطة ثم سمعه منه والرجل المبهم في الرواية الاولى جزم البغوي وابن السكن بأنه أبو تميمة الهجيمي وقال بن منده روى عنه أيضا ابنه الحارث بن جرموز وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه (1126) جرهم قيل هو اسم أبي ثعلبة حكاه البغوي عن أحمد وكذا الرشاطي وأبو عمر (1127) جرو السدوسي براء ساكنة ثم واو وقيل بزاي معجمة ثم همز روى بن منده من طريق محمد بن جابر عن حفص بن المبارك عن رجل من بني
[ 579 ]
سدوس يقال له جرو قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بتمر من تمر اليمامة فقال أي نمر هذا الحديث قال هذا حديث غريب حسن المخرج قلت محمد بن جابر هو اليمامي ضعيف وقد أخرج أبو نعيم هذا الحديث عن بن منده وكأنه لم يجده من غير طريقه (1128) جرو بن عمرو العذري وقيل بالتصغير وقيل جزء بزاي ثم همزة وقيل جزي بكسر الزاي بعدها ياء ورأيت في نخسه صحيحة من الاستيعاب جزاء على وزن خفاء روى بن منده من طريق أبي ثمامة بن الضريس بن ربعي عن أبيه عن أبيه ربعي عن أبيه أقيصر أن جرو بن عمرو حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا أن ليس عليكم حشر ولا عشر هذا إسناد مجهول (1129) جرو بن مالك بن عمرو من بني جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو عوف الاوسي الانصاري وقيل بالزاي والهمز وقيل غير ذلك ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة (1130) جرول بن الاحنف بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الاكبر الكندي قيل هو اسم جد رجاء بن حيوة قاله أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين وروى الطبراني من طريق جارية بن مصعب عن رجاء بن حيوة عن أبيه عن جده وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن جارية من سبي حنين مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لمن هذه الحديث ولم يسم جده وحكى بن عساكر فيه قولين آخرين أحدهما جندل بنون ثم دال والآخر بزاي بدل الدال
[ 580 ]
(1131) جرول بن عباس بن عامر الانصاري قال أبو عمر ذكره بن إسحاق وخليفة بن خياط وأنه قتل باليمامة قلت وفي كتاب بن ماكولا جرو بضم الجيم بعدها راء بن عياش بتحتانية وشين معجمة من بني مالك بن الاوس هذه رواية العطاردي عن يونس بن بكير عن بن إسحاق وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه جرو بن عباس بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة وعند موسى بن عقبة بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ووافق على الموحدة والمهملة والله أعلم (1132) جرول ويقال جرو بن مالك بن عمرو بن عويمر بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري ذكره بن الكلبي وأن بسر بن أبي أرطاة هدم داره ولده زرارة بن جرول بالمدنية لما غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي رضي الله تعالى عنه لانه كان ممن أعان على عثمان رضي الله تعالى عنه (1133) جرهد بن خويلد بن بجرة بن عبد ياليل بن زرعة بن رزاح بن عدي بن سهم بن تميم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الاسلمي كان من أهل الصفة وكان يكنى أبا عبد الرحمن ويقال كان شريفا ورويت عنه أ حاديث منها حديثه المشهور في أن الفخذ عورة وقد اختلفوا في إسناده اختلافا كثيرا وصححه بن حبان قال بن حبان عداده في أهل البصرة وقال غيره في أهل المدينة وهو الصحيح
[ 581 ]
وروى بن السكن من طريق إياس بن سلمة بن الاكوع حدثني مسلم بن جرهد عن بن عم لي عن أبيه وكان شهد الحديبية فذكر حديثا وروى الطبراني من طريق زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس إليه وكان من أصحاب الصفة ومن طريق سفيان بن فروة عن بعض بني جرهد عن جرهد أنه أكل بيده الشمال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل باليمين فقال أنها مصابة فنفث عليها فما شكى حتى مات قال الواقدي كانت له دار بالمدينة ومات بها في آخر خلافة يزيد (1134) جريج الاسرائيلي كان يهوديا فأسلم وقع ذكره في كتاب السنن لابي علي بن الاشعث أحد المتروكين المتهمين فروى بإسناده من طريق أهل البيت إلى علي بن أبي طالب أن يهوديا يقال له جريج فذكر الحديث في إسلامه ووجدته في موضع آخر جريجرة (1135) جريج الجندعي تقدم في جدجد (1136) جرير بن الارقط قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فسمعته يقول أعطيت الشفاعة رواه بن مندة من طريق يعلى بن الاشدق وهو متروك عنه (1137) جرير بن أوس بن حارثة الطائي أخو خريم قال أبو عمر قدما معا على النبي صلى الله عليه وسلم وجرير هو الذي قال له معاوية من سيدكم قال من أعطى سائلنا وأغضى عن جاهلنا فقال له معاوية أحسنت يا جرير (1138) جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن
[ 582 ]
حزيمة بن حرب بن علي البجلي الصحابي الشهير يكنى أبا عمرو وقيل يكنى أبا عبد الله اختلف في وقت إسلامه ففي الطبراني الاوسط من طريق حصين بن عمر الاحمسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال لما بعت النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال ما جاء بك قلت جئت لاسلم فألقى إلي كساءه وقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه حصين فيه ضعف ولو صح لحمل على المجاز أي لما بلغنا خبر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أو على الحذف أي لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا إلى الله ثم قدم المدينة ثم حارب قريشا وغيرهم ثم فتح مكة ثم وفدت عليه الوفود وجزم بن عبد البر عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما وهو غلط ففي الصحيحين عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له استنصت الناس في حجة الوداع وجزم الواقدي بأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر وأن بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك وأنه وافي مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من عامه وفيه عندي نظر لان شريكا حدث عن الشيباني عن الشعبي عن جرير قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاكم النجاشي قد مات الحديث أخرجه الطبراني فهذا يدل على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر لان النجاشي مات قبل ذلك
[ 583 ]
وكان جرير جميلا قال عمر هو يوسف هذه الامة وقدمه عمر في حروب العراق على جميع بجيلة وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسية ثم سكن جرير الكوفة وأرسله علي رسولا إلى معاوية ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة إحدى وقيل أربع وخمسين وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها وفيه عنه قال ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم وروى البغوي من طريق قيس عن جرير قال رآني عمر متجردا فقال ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا إلا ما ذكر من يوسف ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي قال كان طول جرير ستة أذرع وروى الطبراني من حديث علي مرفوعا جرير منا أهل البيت وروى عنه من الصحابة أنس بن مالك قال كان جرير يخدمني وهو أكبر مني أخرجه الشيخان (1139) جرير بن عبد الله الحميري قال بن عساكر له صحبة ثم روى من طريق سيف بن عمر في الفتوح عن محمد عن أبي عثمان قال لما عزم خالد على المسير من اليمامة إلى العراق جدد التعبية وتوخى الصحابة ثم توخى منهم الكمأة فقال على قضاعة جريج بن عبد الله الحميري أخو الاقرع بن عبد الله رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وذكر القصة وذكر سيف أيضا أن جرير بن عبد الله هذا كان الرسول إلى المدينة بوقعة اليرموك وذكر سيف في عدة أماكن استدركه بن فتحون وابن الاثير وفي التجريد قيل جرير بن عبد الحميد
[ 584 ]
قلت وأظنه تصحيفا (1140) جرير بن معدان الكندي سيأتي في الجفشيش (1141) جرى الحنفي براء بعد الجيم مصغرا روى بن منده من طريق سلام الطويل عن إسماعيل بن رافع عن حكيم بن سلمة عن رجل من بني حنيفة يقال له جرى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أني ربما أكون في الصلاة فتقع يدي على فرجي فقال امض في صلاتك قال غريب قلت وسلام ضعيف وإسماعيل كذلك (1142) جرى بن عمرو العذري تقدم في جرو (1143) جرى غير منسوب يأتي في الذي بعده ذكر من اسمه جزء بفتح الجيم وسكون الزاي وهمزة أو بكسر الزاي بعدها تحتانية الجيم بعدها الزاي (1144) جزء بن أنس السلمي ذكره بن أبي عاصم وروى من طريق نائل بن مطرق بن عبد الرحمن بن رزين بن أنس قال أدركت أبي وجدي وفي أيديهم كتاب كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرزين بن أنس وهو عم جده قال أبو موسى هذا الكتاب لرزين ليس لجزء فيه ذكر قلت لكن ذكر أبو محمد بن حزم من طريق عبد الكريم أبي أمية قال سأل جزء بن أنس السلمي النبي صلى الله عليه وسلم عن الارنب فقال لا تأكلها الحديث وقال أبو عمر جرى بجيم وراء مصغرا غير منسوب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب والثعلب وخشاش الارض وليس إسناده بقائم يدور على عبد الكريم أبي أمية وذكره أيضا في جزي بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء تحتانية وأظن أنه هو الذي ذكره بن حزم
[ 585 ]
(1145) جزء بن الحدرجان بن مالك اليماني روى بن منده من طريق هاشم بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الرحمن حدثني أبي جزء بن الحدرجان وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وفد أخي قداد بن الحدرجان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بإيمانه وإيمان من أطاعه من أهل بيته وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فلقيتهم سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم قداد أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) * فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي مائة ناقة حمراء وغزوت طيئا فأصبت منهم غنائم وسبيت أربعين امرأة فأتيت بهن المدينة فزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه هذا إسناد مجهول وعند بن ماكولا جزء بن الحدرد له صحبة وكذا استدركه بن الامين فلعله هذا اختلف في اسم أبيه وفي جمهرة بن الكلبي في نسب الازد عبد الملك بن جزء بن الحدرجان كان شريفا بالشام وولي في زمان الحجاج (1146) جزء بن سهيل السلمي جاء ذكره في حديث ذكره بن عساكر في تاريخه وثابت بن قاسم في الدلائل من طريق نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبشروا فذكر قصة وفيها فقلت ومن يستطيع الشام وفيها الروم ذات القرون قال والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة البيض منهم قياما على الرجل الاسود منكم ما أمرهم فعلوا قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول فعرف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النعت في جزء بن سهيل السلمي وكان قد ولي الاعاجم وكان أسود قصيرا فكانوا يرون تلك الاعاجم وهم حوله قيام لا يأمرهم بشئ إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث (1147) جزء السدوسي (1148) جزء العذري
[ 586 ]
(1149) جزء بن عباس (1150) جزء بن مالك من بني جحجبي تقدموا في جرو وجرول (1151) الله تعالى جزء بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي عن الاحنف بن قيس قال أبو عمر كان عامل عمر على الاهواز وقيل له صحبة ولا يصح قلت وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة وعاش جزء إلى أن ولي لزياد بعض عمله ذكر ذلك البلاذري في أنساب الاشراف (1152) جزء غير منسوب قال بن منده عداده في أهل الشام وروى الطبراني من طريق معاوية بن صالح عن أسد بن وداعة حدثه أن رجلا يقال له جزء أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أهلي عصوني فبم أعاقبهم قال تعفوا ثلاثا فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب واتق الوجه ورواه أبو مسعود الرازي من هذا الوجه فقال عن أسد بن وداعة عن رجل يقال له جزء أنه أتى فذكره وذكره بن بشكوال وابن الامين فيمن اسمه جرج بضم الجيم وسكون الراء بعدها جيم ونسباه لابي نعيم عن الطبراني بالسند المذكور والذي يترجح ما تقدم والله أعلم (1153) جزي أبو خزيمة السلمي ويقال الاسلمي روى بن السكن من طريق يحيى بن محمد الجاري عن حصين بن عبد الرحمن من أهل الدفينة عن حبان بن جزي عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وافدا فكساه ثوبين
[ 587 ]
ورواه الطبراني من هذا الوجه بلفظ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأسير كان عنده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أسروه مشركون فأسلموا وأسلم جزء فقال ادخل على عائشة تعطيك بردين رواه بن منده من حديث جزء فذكره فقال فكسا جزءا بردين وأسلم الجيم بعدها السين (1154) جسر بن وهب بن سلمة الازدي ذكره الدارقطني في المؤتلف وأخرج من طريق وجيه بن عمارة حدثنا أبو عمارة بن دجي بن جسر حدثني جسر بن زهران عن جده جسر بن وهب قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة هذا إسناد مجهول وقال بن ماكولا هو بكسر الجيم الجيم بعدها الشين (1155) جشيب بعد الجيم شين معجمة ثم تحتانية ثم موحدة روى بن أبي عاصم من طريق بن أبي فديك عن جهم بن عثمان عن أبي جشيب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تسمى ابسم يرجوا بركتي غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة قال بن منده إن كان جشيب هذا هو الذي روى عنه سعيد بن سويد فهو تابعي قديم من أصحاب أبي الدرداء الجيم بعدها لعين (1156) جعال بن زياد يأتي في جعيل (1157) جعال بن سراقة الضمري أو الغفاري أو الثعلبي ذكره أبو موسى وأورد من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عوف بن سراقة عن أخيه قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى أحد إنه قيل لي إنك تقتل غدا فقال أو ليس الدهر كله غدا قال أبو موسى قد ذكروا جعيل بن سراقة فما أدري هو هذا صغر أو غيره
[ 588 ]
قلت يحتمل أن يكون أخاه وروى الواقدي في المغازي من طريق العرباض بن سارية قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل وكنا ثلاثتنا نلزمه فذكر قصة وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي في غزوة بني المصطلق وكان في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له جعال وهو زعموه أحد بني ثعلبة ورجل من بني غفار يقال له جهجاة فعلت أصواتها فذكر قصة فيها طول قال بن إسحاق في المغازي لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في شعبان سنة ست استعمل على المدينة جعالا الضمري فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة إنه كان معهم في غزاة بني المصطلق ويتعين في طريق الجمع بينهما أن يقال هما اثنان (1158) جعال الحبشي روى بن شاهين بإسناد ضعيف من طريق الاعمش عن مجاهد عن بن عمر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن قاتلت بين يديك حتى أقتل يدخلني ربي الجنة ولا يحقرني قال نعم قال فكيف وأنا منتن الريح أسود اللون وفيه إنه استشهد قال أبو موسى بعد أن ذكره غير منسوب لا أدري هو ذا يعني بن سراقة أو غيره وقال بن الاثير بل هو غيره قلت قد ذكره الصفار في كتاب الانساب فقال الحبشي فظهر أنه غيره والله أعلم (1159) الجعد بن قيس المرادي الشاعر أحد بني غطيف روى حديثه أبو سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى قال قال الجعد بن قيس وكان قد بلغ مائة سنة خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية فمررنا بواد من أودية اليمن فلما أقبل الليل استعذنا بعظيم الوادي وعقلنا رواحلنا فلما هدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض أرجاء الوادي يقول
[ 589 ]
ألا أيها الركب المعرس بلغوا إذا ما وقفتم بالحطيم وزمزما محمدا المبعوث منا تحية تشيعه من حديث سار ويمما وقولوا له إنا لدينك شعية بذلك أوصانا المسيح بن مريما فذكر الحديث بطوله وفيه قصة إسلامه (1160) جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي روى له أحمد والنسائي حديثين أحدهما صحيح الاسناد حديثه في البصريين قال بن السكن ويقال إنه نزل الكوفة وسمي بن قانع أباه معاوية (1161) جعدة بن هانئ الحضرمي روى بن منده من طريق محفوظ بن علقمة عن بن عائذ حدثني المقدام الكندي والجعد بن هانئ أبو عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى رجل نصراني بالمدينة يدعوه إلى الاسلام فإن أبي يقسم له نصفين (1162) جعدة بن هبيرة الاشجعي كوفي روى يزيد الازدي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير الناس قرني حديثه عند إدريس وداود ابني يزيد الاودي عن أبيهما عنه هكذا أخرجه بن عبد البر مفردا عن جعدة بن هبيرة المخزومي قال بن الاثير غالب الظن أنه هو لان هذا الحديث قد رواه عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة المخزومي قلت لكن لم أر عند من أخرجه أنه قال الاشجعي نعم أخرجه بن أبي شيبة
[ 590 ]
وأحمد بن منيع وابن أبي عاصم والبغوي والباوردي وابن قانع والطبراني والحاكم في ترجمة جعدة بن هبيرة المخزومي ووقع في مصنف بن أبي شيبة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب وهذا هو المخزومي فكأن بن عبد البر وهم في جعله غيره وذكر بن أبي حاتم أن أباه حدثهم بهذا الحديث في ترجمة جعدة المخزومي في الوحدان وقال إن جعدة تابعي (1163) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أمه أم هانئ بنت أبي طالب له رؤية بلا نزاع فإن أباه قتل كافرا بعد الفتح واختلف في صحبته وصحة سماعه وسأذكر ذلك مبسوطا في القسم الثاني إن شاء الله تعالى بعد (1164) جعدة غير منسوب كان له شعر جعد فسماه النبي صلى الله عليه وسلم جعدة رواه أبو داود الطيالسي عن محمد بن عبد الله بن حسين بن جعدة عن بعض أهله عن جده جعدة ذكره بن أبي حاتم عن أبيه (1165) جعشم الخير بن خليبة بن شاجي بن موهب الصدفي بايع تحت الشجرة وكساه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ونعليه وأعطاه من شعره وكان قد تزوج آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة هكذا ذكر أبو عمر فأما بن يونس فقال في تاريخ مصر إنه شهد فتح مصر فعلى هذا يكون لم يقتل في الردة فإنها كانت قبل فتح مصر قال بن ماكولا تزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك فهذا أقرب إلى الصواب فلعل قتله بالمثناة تصحيف ويكون الضمير وقوله في الردة وهما (1166) جعفر بن أبي الحكم وقيل جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قيل له صحبة
[ 591 ]
روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان له عن يحيى بن الحماني عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم بن صهيب قال رآني جعفر بن أبي الحكم وأنا آكل من ها هنا وها هنا فقال مه يا بن أخي هكذا يأكل الشيطان إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل لم يعد ما بين يديه ورواه البخاري في تاريخه من وجه آخر عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم سمع جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم به وقال هذا مرسل ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم عن جعفر بن أبي الحكم قال رآني الحكم بن رافع بن سنان فهذا لو صح نفى الصحبة عن جعفر ولكن رواية النعمان بن شبل وهو ضعيف وفي الجملة هو على الاحتمال (1167) جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم قال بن سعد ذكر أهل بيته أنه شهد حنينا وأدرك زمن معاوية وتوفي في وسط أيامه وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله وزاد أنه لم يزل ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبيه حتى قبض وظن أبو نعيم أن بن منده انفرد بذلك فتعقبه بأنه وهم وأن الذي شهد حنينا هو أبوه أبو سفيان ولا حجة لابي نعيم في ذلك فقد جزم بن حبان بأنه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا قال وأمه حمامة بنت أبي طالب وإنه مات بدمشق سنة خمسين وقال الجعابي في كتاب من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجعفر بن أبي سفيان لقي النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه بالابواء فأسلم
[ 592 ]
وسيأتي في ترجمة أبيه أبي سفيان أنه لما استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأذن له قال لئن لم يأذن لي لآخذن بيد ابني هذا فنتوجه في الارض قال أبو اليقظان لا عقب لجعفر (1168) جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله بن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السابقين إلى الاسلام وأخو علي شقيقه قال بن إسحاق أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين قالوا وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل كان أبو هريرة يقول إنه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي البخاري عنه قال كان جعفر خير الناس للمساكين وقال خالد الحذاء عن عكرمة سمعت أبا هريرة يقول ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح وروى البغوي من طريق المقبري عن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه أبا المساكين وقال له النبي صلى الله عليه وسلم أشبهت خلقي وخلقي رواه البخاري ومسلم من طريق حديث البراء وفي المسند من حديث علي رفعه أعطيت رفقاء نجباء فذكره منهم
[ 593 ]
وهاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه وأقام جعفر عنده ثم هاجر منها إلى المدينة فقدم والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وكل ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة صحيحة وروى البغوي وابن السكن من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت لما قدم جعفر وأصحابه استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه وروى بن السكن من طريق مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال ما سألت عليا فامتنع فقلت له بحق جعفر إلا أعطاني استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثمان ففي جمادى الاولى وكان أسن من علي بعشر سنين فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها على الصحيح قال بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال بن إسحاق هو أول من عقر في الاسلام وروى الطبراني من حديث نافع عن بن عمر قال كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين بين طعنة ورمية قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة روى ذلك الطبراني من حديث بن عباس وفي الطبراني أيضا من طريق سالم بن أبي
[ 594 ]
الجعد قال أرى النبي صلى الله عليه وسلم جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء وذلك لانه قاتل حتى قطعت يداه وفي الصحيح عن بن عمر أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال السلام عليك يا بن ذي الجناحين وروى الدار قطني في الغرائب لمالك بإسناد ضعيف عن مالك عن نافع عن بن عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقال الناس يا رسول الله ما كنت تصنع هذا قال مر بي جعفر بن أبي طالب في ملا من الملائكة فسلم علي وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان من طريق سعدان بن الوليد عن عطاء عن بن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبرائيل وميكائيل فردي عليه السلام الحديث وفيه فعوضه الله من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء وقال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن وقال حسان بن ثابت لما بلغه قتل عبد الله بن رواحة يرثي أهل مؤتة من قصيدة رأيت خيار المؤمنين تواردوا شعوب وقد خلفت ممن يؤخر فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا بمؤنة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله حين تتابعوا جميعا وأسباب المنية تخطر ويقول فيها وكنا نرى في جعفر من محمد وفاء وأمرا صارما حيث يؤمر فلا زال في الاسلام من آل هاشم دعائم عز لا تزول ومفخر (1169) جعفر بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي أخو ركانة وعم السائب بن يزيد بن عبد يزيد جد الشافعي ذكر يحيى بن سعيد الاموي في المغازي عن بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه من تمر
[ 595 ]
خيبر ثلاثين وسقا وأطعم أخاه ركانة خمسين وسقا استدركه بن فتحون (1170) جعفر بن محمد بن مسلمة الانصاري ذكره بن شاهين عن عبد الله بن سليمان بن الاشعث قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة وما بعدها واستدركه أبو موسى (1171) جعونة بن زياد الشني ذكره بن منده وقال ذكر عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد الضعفاء عن عبيد الله بن زياد الشني عن الجلاس بن زياد الشني عن جعونة بن زياد الشني أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا بد من العريف والعريف في النار وبقية رجاله مجهولون (1172) جعونة بن نضلة الانصاري له ذكر في الفتوح وروى بن جرير في التاريخ والباوردي في الصحابة من طريق أبي معروف عبد الله بن معروف عن أبي عبد الرحمن الانصاري عن محمد بن حسن بن علي بن أبي طالب أن سعد بن أبي واقص لما فتح حلوان العراق خرج المسلمون وفيهم رجل من الانصار يقال له جعونة بن نضلة فمر بشعب وقد حضرت الصلاة فذكر الحديث بطوله في قصة زريب بن ثرملي وصي عيسى بن مريم وهذا الاسناد ضعيف وسنذكر سياق القصة من طريق الباوردي في ترجمة زريب إن شاء الله تعالى وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم جعونة بن نضلة عن سعيد بن أبي وقاص وعنه قتادة سمعت أبي يقوله ولا يخفى ما في هذا من الفساد وللقصة طريق آخرى موصوله إسنادها ضعيف أيضا من طريق نافع عن بن عمر لكن سمي الرجل فيها نضلة بن معاوية الانصاري وأخرى من طريق منصور بن دينار عن عبد الله بن أبي الهذيل قال وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن عمرو الانصاري كما سيأتي أيضا (1173) جعيل بن زياد الاشجعي وقيل بن ضمرة روى حديثه النسائي بسند
[ 596 ]
صحيح من رواية عبد الله بن أبي الجعد وفيه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل فيه أيضا جعال (1174) جعيل بن سراقة الضمري تقدم بعض ما ورد فيه في ترجمة جعال بن سراقة وروى بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي قال قيل يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن الاقرع بن حابس مائة مائة وتركت جعيلا فقالت والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الارض مثل عيينة والاقرع ولكني أتألفهما وأكل جعيلا إلى إيمانه وهذا مرسل حسن لكن له شاهد موصول روى الروياني في مسنده وابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له كيف ترى جعيلا قلت مسكينا كشكله من الناس قال وكيف ترى فلانا قلت سيدا من السادات قال لجعيل خير من مل ء الارض مثل هذا قال قلت يا رسول الله ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع قال إنه رأس قومه فأتألفهم وإسناده صحيح وأخرجه بن حبان من وجه آخر عن أبي ذر لكن لم يسم جعيلا وأخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد فأنهم جعيلا وأبا ذر وروى بن منده من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف عن سراقة عن أبيه قال أطيبت عين أخي جعيل في بني قريظة (1175) جعيل غير منسوب فرق أبو موسى بينه وبين الاول وروى بن إسحاق في المغازي عن يزيد بن رومان عن عروة عن عبد الله بن كعب بن مالك قال
[ 597 ]
لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق قسم الناس فكان يعمل معهم وكان فيهم رجل يقال له جعيل فسماه عمرا فارتجز بعضهم سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قالوا عمرا قال عمرا وإذا قالوا ظهرا قال ظهرا الجيم بعدها الفاء (1176) جفشيش بن النعمان الكندي كذا سمي بن منده أباه وقال يقال اسمه معدان يكنى أبا الخير ويقال جرير بن معدان ووقع في بعض الروايات خفشيش بالخاء المعجمة وكذا قال أبو عمر إنه قيل فيه بالجيم والمعجمة وزاد أنه قيل فيه بالمهملة أيضا وذكر بكسر أوله وضمه وقال بن الكلبي وابن سعد اسمه معدان بن الاسود بن معد يكرب بن ثمامة بن الاسود وذكر أبو عمر بن عبد البر من طريق مجالد عن الشعبي قال قال الاشعث بن قيس كان بين رجل منا وبين رجل من الحضرميين يقال له الجفشيش خصومة في أرض الحديث وأصل الخبر في سنن أبي داود من رواية مسلم بن هيضم عن الاشعث لكن لم يسم الجفشيش وأخرج أبو عمر من طريق بن عون عن الشعبي عن جرير بن معدان وكان يلقب الجفشيش أنه خاصم رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث قلت وهذا ظاهره أن اسم الجفشيش جرير وأنه الصحابي وهو غريب ويمكن أن يكون الضمير في قوله وكان يلقب بمعدان والد جرير ويكون الخبر من رواية جرير عن أبيه وأرسله جرير وهذا أقرب عندي إلى الصواب وذكر أبو سعد النيسابوري من طريق مسلمة بن محارب عن السدي عن أبي مالك عن بن عباس قال قدم ملوك حضرموت فقدم وفد كندة فيهم الاشعث بن قيس فذكر القصة قال وفي ذلك يقول الجفشيش واسمه معدان بن الاسود الكندي جادت بنا العيس من اعراب ذي يمن تغور غورا بنا من بعد إنجاد
[ 598 ]
حتى أنخنا بجنب الهضب من ملا إلى الرسول الامين الصادق الهادي وروى الطبراني من طريق صالح بن حي عن الجفشيش الكندي قال جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنت منا وادعوه فقال لا تنتفوا منا ولا ننتفي من أبينا وله من طريق أخرى عن صالح حدثنا الجفشيش وهو خطأ فإنه لم يدركه وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيضم عن الاشعث قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من كندة ولم يذكر الجفشيش وذكر أبو عمر عن عمران بن موسى بن طلحة عن الجفشيش مثله وهو مرسل أيضا وذكره بن الكلبي بغير سند وقال إنك أعاد ذلك ثلاثا فأجابه في الثالثة فقال له الاشعث فض الله فاك ألا سكت على مرتين قال والجفشيش هو القائل في الردة أطعنا رسول الله إذ كان صادقا فيا عجبا ما نال ملك أبي بكر قلت وأنشد المبرد هذا البيت في الكامل للحطيئة ولفظه حاضرا بدل صادقا ولهفا بدل عجبا وذكر عمر بن شيبة أن الجفشيش ارتد من كندة وأنه أخذ أسيرا وأنه قتل صبرا فإن صح ذلك فلا صحبة له ورواية كل من روى عنه مرسلة لانهم لم يدركوا ذلك الزمان والله أعلم (1177) جفينة الجهني وقيل النهدي ويقال الغساني ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وروى البغوي والطبراني من طريق أبي بكر الزاهري عن سفيان عن أبي إسحاق عن عرينة عن جفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه كتابا فرقع به دلوه فقالت له ابنته عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل وكثير هو له ثم جاء بعد مسلما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه قال البغوي منكر من حديث الثوري وأبو بكر الزاهري ضعيف الحديث قلت وقد وقع لنا الحديث
[ 599 ]
بعلو من طريقه في الثاني من فوائد العيسوي ورواه إسرائيل وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلي رعية السحيمي فذكره مطولا وشاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق إلا أنه قال عن رعية الجهني ولم يذكر الشعبي وسيأتي على الصواب في حرف الراء إن شاء الله تعالى الجيم بعدها اللام (1178) جلاس بن سويد بن الصامت الانصاري كان من المنافقين ثم تاب وحسنت توبته قال يحيى بن سعيد الاموي في مغازيه حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني قومي فقالوا إنك امرؤ شاعر فإن شئت أن تعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض العذر فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال وكان ممن تخلف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت وكان على أم عمير بن سعد وكان عمير في حجره فسمعه يقول لئن كان محمدا صادقا لنحن شر من الحمير فذكر القصة التي دارت بينهما ونزول قوله تعالى * (يحلفون بالله ما قالوا) * إلى قوله * (فإن يتوبوا يك خيرا لهم) * الآية فزعموا أن الجلاس تاب وحسنت توبته قلت قصة الجلاس أدرجها الاموي في قصة توبة كعب وانتهى حديث كعب قبلها واقتصر بن هشام على قصة كعب ولم يذكر قصة الجلاس وقد ذكرها الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة وفي آخرها فتاب الجلاس وحسنت توبته ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير فكان ذلك مما عرفت به توبته وحكى العذري أن الجلاس هو الذي قتل المجذر بأبيه سويد بن الصامت قال والصحيح أن الذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي (1179) جلاس بن صليت اليربوعي روى بن السكن وابن شاهين من طريق
[ 600 ]
عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال حدثتنا مرار بنت منقذ الصليتية حدثتني أم منقذ بن الجلاس بن صليت اليربوعية عن أبيها قال قلت يا رسول الله إني كثير المال ذو خطر وعشيرة وقد بلغ آبائي أن قد أوقدوا النار ونصبوا السفر وفعلوا وفعلوا فهل ينفعهم ذلك قال لا قال ثم أمر علينا غلاما من موالينا كان اقرأ لكتاب الله قال فبلغ ولد الجلاس في الاسلام أمرا عظيما وعلق بن منده من هذا الوجه عن الجلاس أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء فقال واحدة تجزئ وثنتان قال ورأيته توضأ ثلاثا ثلاثا وقال غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه انتهى وعبد الرحمن متروك الحديث قلت مرار رأيتها مضبوطة في كتاب بن شاهين وفي نسخة معتمدة من كتاب بن السكن بضم وتخفيف وآخره دال وفي غيرها آخره راء والله أعلم (1180) جلاس بن عمرو الكندي روى البغوي من طريق علي بن قرين عن يزيد بن هلال عن أبيه هلال بن قطبة سمعت جلاس بن عمرو قال وفدت في نفر من وقومي من كندة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أردنا الرجوع قلنا أوصنا يا نبي الله قال إن لكل ساع غاية وغاية بن آدم الموت الحديث وعلي بن قرين ضعيف جدا ومن فوقه لا يعرفون (1181) جليبيب غير منسوب وهو تصغير جلباب روى مسلم من حديث حماد عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة الاسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله فقال هل تفقدون من أحد قالوا فقدنا فلانا وفلانا قال ولكني أفقد جليبيبا فذكر الحديث وأخرجه النسائي وله ذكر في حديث أنس في تزوجيه بالانصارية وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لكنك عند الله لست بكاسد وهو عند البرقاني في مستخرجه في حديث أبي برزة أيضا
[ 601 ]
وقد أخرجه أحمد مطولا وحديث أنس أخرجه البزار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه مطولا وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق وحكى بن عبد البر في ترجمته أنه نزل في قصته وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية ولم أر ذلك في شئ من طرقه الموصولة من حديث أنس ومن حديث أبي برزة (1182) جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة الليثي ذكره بن إسحاق والوقدي فيمن استشهد بالطائف وقيل في جده الحارث بدل محارب (1183) جليحة بن شجار الغافقي الجيم بعدها ميم (1184) جمانة الباهلي ذكره أبو الفتح الازدي في الصحابة وروى من طريق بكر بن خنيس عن عاصم بن جمانة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذن الله لموسى في الدعاء على فرعون أمنت الملائكة الحديث وفيه فضل المجاهدين استدركه أبو موسى (1185) جمرة بن عوف يكنى أبا يزيد عداده في أهل فلسطين وروى الدارقطني في المؤتلف من طريق وهاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة سمعت أبي
[ 602 ]
عن أبيه عن جده يزيد بن جمرة قال ذهبت مع أبي جمرة بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له ومسح صدره ورواه بن منده من هذا الوجه فقال فيه عن يزيد بن جمرة قال أتى أبي جمرة بن عوف إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه حريث ورجاله مجهولون (1186) جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سمعان العذري قال بن الكلبي هو أول من قدم بصدقة بني عذرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حاتم قدم في وفد عذرة قال الطبري كان سيد بني عذرة ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه بصدقتهم وقال بن الكلبي كان أول أهل الحجاز قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة قومه أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم حضر فرسه ورمية سوطه من وادي القرى فنزلها إلى أن مات ذكره بن شاهين لكنه أخرجه في الحاء المهملة وكذلك استدركه بن بشكوال عن بن رشدين وهما فيه فقد ضبطه الدارقطني وغيره بالجيم والراء وقال الواقدي حدثنا شعيب بن ميمون عن أبي مراية البلوي سمع حمزة بن النعمان العذري وكانت له صحبة يقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن الشعر والدم أخرجه الدارقطني في المؤتلف بن طريقه وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد بن مالك العذري (1187) جمرة غير منسوب جاء ذكره في الحديث الذي رواه بن لهيعة عن الحارث بن زيد عن عبد الرحمن بن جبير عن يعيش الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقحة عنده من يحلبها فقام رجل فقال ما اسمك قال مرة قال أقعد ثم قام آخر فقال ما اسمك قال جمرة قال أقعد الحديث
[ 603 ]
كذا ذكره أبو علي بن السكن وقد ساقه بن عبد البر من طريق سحنون عن بن وهب عن بن لهيعة وسيأتي فيمن اسمه حرب في الحاء المهملة أنه قال حرب بدل جمرة (1188) جمهان الاعمى استدركه بن الاثير قرأت على فاطمة بنت عبد الهادي عن حسن بن عمر الكردي عن مكرم بن أبي الصقر حضورا أن سعد بن سهل أخبرهم حدثنا أبو الحسن بن الاخرم أخبرنا أبو نصر الفامي حدثنا الاصم أخبرنا الربيع حدثنا أسد بن موسى حدثنا نصر بن طريف عن أيوب بن موسى عن المقبري عن ذكوان عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء جهمان الاعمى فقال استتري قالت يا رسول الله جمهان الاعمى قال إنه يكره للنساء أن ينظرن إلى الرجال كما يكره للرجال أن ينظروا إلى النساء نصر بن طريف ضعيف (1189) الجموح الانصاري من بني سلمة قالا عمر بن شبة في كتاب مكة في ذكر الاصنام التي كانت تعبد في الجاهلية ما نصه وكان لبني سلمة صنم يقال له مناف فغدا عليه رجل منهم يقال له الجموح فربطه بكلب ثم طرحه في بئر وقال الحمد لله الجليل ذي المنن قبح بالفعل منافا ذا الدرن أقسم لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب في وسط بئر في قرن (1190) الجموح بن عثمان بن ثابت بن الجذع الغفاري استدركه بن فتحون وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران حدثني محمد بن إبراهيم بن جعفر مولى بني غفار عن الجموح قال كنا بمنازلنا في الجاهلية فإذا صائح يصيح من الليل فذكر رجزا قال ثم دعا الليلة الثانية ثم الثالثة قال فلم نلبث أن جاءنا ظهور النبي صلى الله عليه وسلم (1191) جميع بن مسعود بن عمرو بن أصرم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الانصاري
[ 604 ]
قال هشام بن الكلبي هو الذي تصدق بجميع جهازه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (1192) جميل الغفاري أبو بصرة يأتي في المهملة (1193) جميل بن أسيد الفهري يكنى أبا معمر ويلقب ذا القلبين سماه الفراء في معاني القرآن وقال الزبير بن بكار حدثنا عمر بن أبي بكر الموصلي عن زكريا بن عيسى عن بن شهاب قال ذو القلبين من بني الحارث بن فهر وهو أبو معمر الذي أخبر قريشا بإسلام عمر وقال مقاتل في تفسيره في قوله تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه نزلت في أبي معمر الفهري وكذا قال إسماعيل بن أبي زياد الشامي نزلت في أبي معمر الفهري وكان من أذكى العرب وأحفظهم وقال أبو زكريا الفراء في معاني القرآن نزلت في أبي معمر جميل بن أسيد كان أهل مكة يقولون لابي معمر قلبان وعقلان في صدره من قوة حفظه وذكره الواحدي في الاسباب أيضا وأما بن دريد فقال اسمه عبد الله بن وهب وقيل إن ذا القلبين هو جميل بن معمر الآتي قاله السهيلي والمشهور أنه غيره والله أعلم (1194) جميل بن ردام العذري روى بن منده من طريق عتيق بن يعقوب عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن عمرو بن حزم عن أبيه قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميل بن ردام العذري هذا ما أعطى محمد رسول الله جميل بن ردام العذري الرمد لا يحاقه فيه أحد وكتب على بن أبي طالب (1195) جميل بن عامر بن حذيم الجمحي أخو سعيد وهو جد نافع بن عمر بن
[ 605 ]
عبد الله بن جميل بن عامر الجمحي المكي المحدث المشهور قال أبو عمر لا أعلم له رواية (1196) جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي قال أبو العباس المبرد في الكامل له صحبة وكان خاصا بعمر بن الخطاب ولا نسب بينه وبين جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة وهو الذي أخبر قريشا بإسلام عمر كما في السيرة لابن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال لما أسلم أبي قال أي قريش أنقل للحديث فقيل له جميل بن معمر الجمحي فأخبره بإسلامه واستكتمه فنادى بأعلى صوته إن عمر صبأ القصة ثم أسلم جميل وشهد حنينا وقتل زهير بن الابجر في قصة مشهورة ورثى أبو خراش الهذلي زهيرا بأبيات مشهورة قال المبرد في الكامل شهد جميل بن معمر الفتح فتح مكة وقتل فيها أخا لابي خراش الهذلي وقال بن يونس شهد جميل بن معمر فتح مصر ومات في أيام عمر وحزن عليه حزنا شديدا وأظنه لما مات قارب المائة فإنه شهد حرب الفجار وهو رجل وكان أبوه من كبار الصحابة كما سيأتي وقال الزبير جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف فسمعه يتغنى بالنصب يقول وكيف ثوائي بالمدينة بعدما قضى وطرا منها جميل بن معمر فقال ما هذا يا أبا محمد قال إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس وذكر المبرد هذه القصة فجعل عمر هو الذي كان يتغنى والله أعلم
[ 606 ]
(1197) جميل النجراني استدركه بن فتحون وأخرج من طريق يعقوب بن شبة بإسناده إلى جميل النجراني قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول قبل موته بعام أني لابرأ إلى كل ذي خلة من خلته الحديث وذكره بن الاثير مختصرا الجيم بعدها النون (1198) جناب بن حارثة بن صخر بن مالك بن عبد مناة العذري ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين فقال أدرك حارثة الاسلام فلم يسلم وأسلم أبنه جناب وهاجر إلى المدينة فجزع أبوه من ذلك جزعا شديدا فذكر له شعرا في ذلك يقول فيه إذا هتف الحمام على غصون جرت عبرات دمعي بانسكاب يذكرني الحمام صفي عيشي جنابا من عذيري من جناب أردت ثواب ربك في فراقي وقربى كان أقرب للثواب وهذه الابيات تشبه أبيات أمية بن الاسكر في ابنه كلاب وفيها قد يشعر بأن حارثة أسلم (1199) جناب بن زيد الانصاري يأتي في الحاء المهملة 1201 أ - جناب بن قيظي الانصاري يأتي في الحاء المهملة ايضا (1201) ب جناب الكناني والد حائط روى بن منده من طريق عبد الله بن العلاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن حائط روى بن منده من طريق عبد الله بن العلاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن حائط جناب الكناني عن أبيه قال كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرمرم فقيل هذا رسول فذكر الحديث بطوله وإسناده ضعيف (1201) جناب الكلبي ذكره أبو عمر فقال أسلم يوم الفتح وروى عن
[ 607 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل ربعة إن جبريل عن يميني وميكائيل والملائكة قد أظلت عسكري فخذ في بعض هناتك فأطرق الرجل شيئا ثم طفق يقول فذكر الشعر وقال والرجل حسان بن ثابت قلت وهذا طرف من الحديث المذكور قبله فلعله اختلف في نسبه (1202) جنادح بن ميمون قال بن منده عن بن يونس يعد في الصحابة وشهد فتح مصر وقرأت بخط مغلطاي لم أر في تاريخ بن يونس (1203) جنادة بن أبي أمية الازدي روى أحمد والنسائي والبغوي من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة البارقي عن جنادة عن أبي أمية الازدي أنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية نفر هو ثامنهم فقرب إليهم طعاما يوم الجمعة الحديث في النهي عن صيام يوم الجمعة ومنهم من قال جنادة الازدي ولم يقل بن أبي أمية وروى أحمد أيضا من طريق يزيد عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالا
[ 608 ]
من الصحابة قال بعضهم إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد وذكره بن يونس في تاريخ مصر وأنه شهد فتح مصر وروى عنه أهلها وليست في الروايات الدالة على صحبته لغير أهل مصر عنه رواية نعم روى الطبراني بسند ضعيف عن شهر بن حوشب عن أبي عبد الرحمن الصنعاني أن جنادة الازدي أم قوما الحديث وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أم قوما وهم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته أورده الطبراني في ترجمة جنادة هذا وهذان الخبران الاولان صحيحان دالان على صحة صحبته ولم يصح عندي اسم أبيه وأخرج بن السكن في ترجمة جنادة بن مالك الازدي الحديث الذي تقدم أول ترجمة جنادة بن أبي أمية وتبعه بن منده وأبو نعيم والذي يظهر أنه وهم والله أعلم وقد فرق بن سعد وأبو حاتم وابن عبد البر وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الازدي وبين جنادة بن مالك الازدي وأنكر عبد الغني بن سرور المقدسي على أبي نعيم الجمع بينهما وقد ذكرت سلفه في ذلك ولهم جنادة بن أبي أمية آخر اسم أبيه كبير بموحدة وهو مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج له الشيخان وغيرهما من روايته عن عبادة بن الصامت وسكن الشام ومات بها سنة سبع وستين وهو الذي قال فيه العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين وقال بن حبان في التابعين لا تصح له صحبة وذكره بن سعد ويعقوب بن سفيان وابن جرير في كتاب التابعين وقال بن أبي حاتم عن أبيه جنادة الازدي له صحبة وروى الليث عن يزيد عن حذيفة الازدي عنه قلت وهو صاحب الترجمة ولم يذكر اسم أبيه
[ 609 ]
(1204) جنادة بن تميم المالكي الكناني ذكر سيف في الفتوح أن عمرو بن العاصي أمره على إحدى المجنبتين في القتال يوم أجنادين سنة خمس عشرة وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون أيام عمر الا الصحابة قاله بن فتحون في ذيله (1205) جنادة بن جراد العيلاني الباهلي روى الدارقطني في المؤتلف وابن السكن وابن شاهين من طريق زياد بن قريع أحد بني عيلان بن جأوة عن أبيه عن جنادة بن جنادة بن جراد أحد بني عيلان بن جأوة بن معن قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابلي قد وسمتها في أنفها فقال ما وجدت فيها عضوا تسمه الا في الوجه الحديث قال بن السكن لا أعلم له رواية غيره وإسناده غير معروف قلت العيلاني ضبطه الرشاطي بالمهملة وقال بن عيلان من باهلة وأغفل بن ماكولا وابن نقطة هذه النسبة في مشتبه النسبة لكن بن ماكولا ذكر عيلان وغيلان وقال الذي بالمعجمة كثير وأن الذي بالمهملة قيس عيلان وذكر الاختلاف في سبب إضافة قيس لعيلان (1206) جنادة بن زيد الحارثي روى بن السكن والباوردي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سودة بنت المتلمس عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة بن زيد عن أبيها قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني وافد قومي من بلحارث من البحرين فادع الله أن يعيننا على عدونا قال فدعا وكتب لنا كتابا إسناده ضعيف ومجهول (1207) جنادة بن سفيان الجمحي تقدم مع أخيه جابر بن سفيان قريبا (1208) جنادة بن أبي نبقة عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف ذكر أبو عمر أنه استشهد باليمامة هكذا قال أبو محمد بن حزم في جمهرة النسب إن جنادة وأخاه الهذيم استشهدا باليمامة ولا عقب لهما
[ 610 ]
(1209) جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن عباد بن حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة أبو ثمامة الكناني ذكر بن إسحاق في أوائل السيرة أمر النسئ والنسأة إلى أن قال وقام الاسلام على جنادة بن عوف ولم يذكر أنه أسلم قال السهيلي وجدت له خبرا يدل على أنه أسلم فإنه حضر الحج في زمن عمر فرأى الناس يزدحمون على الحجر الاسود فقال أيها الناس إني قد أجرته منكم فخفقه عمر بالدرة وقال ويحك إن الله قد أبطل أمر الجاهلية وحكى هشام بن الكلبي أنه نسأ أربعين سنة قال وكان أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا وقال الزبير في كتاب النسب أول من نسأ بعد القلمس حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي وهو القلمس بن عامر بن ثعلبة ثم بعده عباد بن حذيفة ثم قلع بن عباد ثم أمية بن قلع ثم عوف بن أمية ثم جنادة فأدركه الاسلام يقال إنه نسأ أربعين سنة وذكر أيضا عن أبي عبيدة أن الاسلام قام على أبي ثمامة جنادة بن عوف ثم نقل عن محمد بن الحسن عن معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن أول من نسأ الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وآخر من نسأ أبو ثمامة واسمه أمية بن عوف بن جنادة بن عوف بن عباد بن قلع بن فقيم بن عدي بن عامر بن الحارث بن ثعلبة كل هؤلاء إلى الحارث قد نسأ (1210) جنادة بن مالك الازدي أبو عبد الله روى بن سعد وابن السكن والطبراني من طريق الوليد بن القاسم عن مصعب بن عبد الله بن جنادة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الاسلام استسقاء بالكواكب وطعن في النسب والنياحة على الميت ورواه البخاري في تاريخه وقال في إسناده نظر وقد قدمت ما وهم فيه بن منده وغيره في ترجمة جنادة بن أبي أمية (1211) جنادة غير منسوب روى بن منده بالاسناد المتقدم في ترجمة جميل بن
[ 611 ]
ردام بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لجنادة هذا كتاب من محمد رسول الله لجنادة وقومه ومن اتبعه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن أطاع الله ورسوله فإن له ذمة الله وذمة محمد (1212) جنبذ بضم الجيم وسكون النون بعدها موحدة مضمومة ثم ذال معجمة وقيل بنون ثم تحتانية ثم مهملة بصيغة التصغير بن سبع وقيل بن سباع أبو جمعة يأتي في الكنى له حديث باسمه هذا في معجم الطبراني (1213) جندب بن الاعجم الاسلمي ذكره الواقدي في المغازي في غزاة حنين قال وعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ووضع الرايات والالوية وكان في أسلم لواآن أحدهما مع بريدة بن الحصيب والآخر مع جندب بن الاعجم (1214) جندب بن الادلع الهذلي قال بن إسحاق والواقدي قتله حراس بن أمية يوم الفتح بذحل كان بينهما في الجاهلية فأمر النبي صلى الله عليه وسلم خزاعة أن يدوه وحكى الطبري عن بن إسحاق القصة وسماه جنيدب مصغرا (1215) جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري يأتي في الكنى (1216) جندب بن الحارث بن وحشي بن مالك الجنبي والد أبي ظبيان حصين بن جندب التابعي المشهور قيل له صحبة ذكر المعافى بن زكريا في الجليس له من طريق سعد بن عامر عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته وهذا حديث غريب وقد رواه الطبراني في الكبير من وجه آخر عن قابوس فقال عن أبيه عن بن عباس والله أعلم وقد قيل الصحبة لجده فالضمير في قوله عن جده يعود على أبي ظبيان وسيأتي في الحاء المهملة (1217) جندب بن حيان أبو رمثة يأتي في الكنى سماه بن البرقي جندبا
[ 612 ]
(1218) جندب بن خالد بن سفيان يأتي في بن عبد الله (1219) جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الازدي الغامدي ويقال جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي ذكر بن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن بن عباس قال كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك فنزلت * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) * الآية وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الازدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير ومخنف بن سليم وعبد الله بن سليم وجندب بن كعب وغيرهم وروى علي بن سعد في الطاعة والمعصية من طريق مقاتل عن عكرمة عن بن عباس قال قام رجل من الازد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي وأمي إني لارجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك فإني لي بك في غمار القيامة فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة ومقاتل ضعيف وروى بن سعد بسند له أنه كان مع علي يوم الجمل وروى خليفة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفين وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه وقال أبو عبيد كان على الرجالة يومئذ وذكر بن دريد في أماليه بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس قال كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب علي فقال يا معشر فتيان قريش أحذركم رجلين جندب بن زهير الغامدي والاشتر فلا تقوموا لسيوفهما أما جندب فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفي أثره قال بن عبد البر ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل الساحر والصحيح أنه غيره واختلف في صحبة جندب بن زهير وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل قلت فرق الزبير عن عمه في كتاب الموفقيات بين جندب بن زهير وبين جندب
[ 613 ]
بن كعب قاتل الساحر بن كبشة كذا فرق بينهما بن الكلبي (1220) جندب بن سفيان هو بن عبد الله يأتي (1221) جندب بن ضمرة في جندع (1222) جندب بن عبد الله الارقم الازدي الغامدي يقال له جندب الخير ذكره بن الكلبي وقال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب قال تسمية الجنادب من الازد جندب بن عبد بن سفيان وجندب بن عبد الله بن جبير وجندب بن زهير وقيل مصعر وجندب بن كعب قاتل الساحر وجندب بن عفيف (1223) جندب بن عبد الله بن زهير تقدم في بن زهير (1224) جندب بن عبد الله قاتل الساحر يأتي في بن كعب (1225) جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي أبو عبد الله وقد ينسب إلى جده فيقال جندب بن سفيان سكن الكوفة ثم البصرة قدمها مع مصعب بن الزبير وروى عنه أهل المصرين
[ 614 ]
قلت وقد روى عنه من أهل الشام شهر بن حوشب فقال حدثني جندب بن سفيان قال بن السكن وأهل البصرة يقولون جندب بن عبد الله وأهل الكوفة يقولون جندب بن سفيان غير شريك وحده ويقال له جندب الخير وأنكره بن الكلبي وقال البغوي يقال له جندب الخير وجندب الفاروق وجندب بن أم جندب وقال بن حبان هو جندب بن عبد الله بن سفيان ومن قال بن سفيان نسبه إلى جده وقد قيل إنه جندب بن خالد بن سفيان والاول أصح وحكى الطبراني نحو ذلك وفي الطبراني من طريق أبي عمران الجوني قال قال لي جندب كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما جزورا وفي صحيح مسلم من طريق صفوان بن محرز أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة بن الزبير قال اجمع لي نفرا من إخوانك وفي الطبراني من طريق الحسن قال جلست إلى جندب في إمارة المصعب يعني بن الزبير (1226) جندب بن عفيف الازدي يأتي ذكره في جندب بن كعب (1227) جندب بن عمار بن نعيم بن شهاب بن لام بن عمرو بن طريف الطائي ثم اللامي نسبه بن الكلبي وقال كان شاعرا شهد القادسية وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد القادسية وهو القائل زعم العواذل أن ناقة جندب بلوى القرية عريت وأجمت كذب العواذل لو رأين مناخها بالقادسية قلن لج وذلت لو يضرب الطنبور تحت جرانها رجل أجش إذا ترنم حنت (1228) جندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين من الصحابة قال بن منده لا يعرف له حديث وروى الزبير بن بكار في كتاب النسب من طريق عبد العزيز بن عمران عن محرز بن جعفر عن جده قال قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسي مهاجرا ثم مضى إلى
[ 615 ]
الشام وخلف ابنته أم أبان عند عمر وقال إن وجدت لها كفؤا فزوجها ولو بشراك نعله وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها فكانت عند عمر تدعوه أباها إلى أن زوجها من عثمان فولدت له عمرو بن عثمان في عهد عمر وسيأتي له ذكر في ترجمة الطفيل بن عمرو قال بن الكلبي هو جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن ربيعة بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس وكان أبوه من حكام العرب قال بن دريد حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن الشرقي وعن مجالد الشعبي قال كنا عند بن عباس وهو في ضفة زمزم يفتي الناس إذ قام إليه أعرابي فقال أفتيتهم فأفتنا قال هات قال ما معنى قول الشاعر لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علم الانسان الا ليعلما فقال له بن عباس ذاك عمرو بن حممة الدوسي قضى بين العرب ثلاثمائة سنة فكبر فألزموه السابع أو التاسع من ولده فكان إذا غفل فرع له العصا فلما حضره الموت اجتمع إليه قومه فأوصاهم بوصية حسنة فيها حكم (1229) جندب بن كعب بن عبد الله بن جزء بن عامر بن مالك بن دهمان الازدي الغامدي أبو عبد الله وربما نسب إلى جده وهو جندب الخير وهو قاتل الساحر تقدم في ترجمة جندب بن زهير قال بن حبان جندب بن كعب الازدي له صحبة وقال أبو حاتم جندب بن كعب قاتل الساحر ويقال جندب بن زهير فجعلهما واحدا وقال بن سعد عن هشام بن الكلبي حدثنا لوط بن يحيى قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الازدي بن غامد يدعوه ويدعو قومه فأجاب في نفر من قومه منهم محنف وعبد الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف بن زهير هؤلاء قدموا عليه بمكة وقدم عليه بالمدينة جندب بن زهير وجندب بن كعب والحجر بن المرقع ثم قدم بعد مع الاربعين الحكم بن مغفل وروى البخاري في تاريخه من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان قال كان عند
[ 616 ]
الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الازدي فقتله ومن طريق عاصم عن أبي عثمان قال قتله جندب بن كعب وروى البيهقي في الدلائل من طريق بن وهب عن بن لهيعة عن أبي الاسود أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق وكان بين يديه ساحر يلعب فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد فيه رأسه فقال الناس سبحان الله يحيي الموتى ورآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه وقال إن كان صادقا فليحي نفسه فأمر به الوليد فسجن وكان صاحب السجن يسمى دينارا وكان صالحا فأعجبه نحو الرجل فقال له انطلق لا يسألني الله عنك أبدا وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى من حديث بريدة وقال بن الكلبي اسم الساحر المذكور بستاني وفي الاستيعاب أبو بستان وقال صاعد اللغوي في الفصوص اسمه بطرونا وروى بن السكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصري حدثني أبي حدثنا الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فجعل يقول جندب وما جندب حتى أصبح فقال أصحابه لابي بكر لقد لقظ بكلمتين ما ندري ما هما فسأله فقال يضرب ضربة فيكون أمة وحده قال فلما ولي عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي ويميت فذكر قصة جندب في قتله وأن أمره رفع إلى عثمان فقال له أشهرت سيفا في الاسلام لولا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة وأمر به إلى جبل الدخان وفي الاستيعاب من وجه آخر أن بن أخي جندب ضرب السجان وأخرج عمه من السجن وقال في ذلك أفي مضرب السحار يسجن جندب ويقتل أصحاب النبي الاوائل وروى الترمذي من طريق الحسن عن جندب بن كعب قال حد الساحر ضربه بالسيف ورجح أنه موقوف أخرج الطبراني حديث حد الساحر في ترجمة جندب بن عبد
[ 617 ]
الله البجلي والصواب أنه غيره وقد رواه بن قانع والحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب الخير أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره (1230) جندب بن مكيث بفتح أوله وآخره مثلثة بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني أخو رافع بن مكيث قال بن سعد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة جهينة وروى البغوي من طريق بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله عن جندب بن مكيث قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالبا الليثي في سرية وكنت فيهم فذكر القصة مطولة وقال العسكري هو جندب بن عبد الله بن مكيث نسب إلى جده وفرق غيره بينهما فجعل الثاني بن أخ للاول ورجحه بن الاثير لكن وقع في بعض طرقه في الحديث الذي ذكره بن إسحاق عند الطبراني عن جندب بن عبد الله الجهني (1231) جندب بن ناجية يأتي في ناجية بن جندب (1232) جندب بن النعمان الازدي أبو عزيز قال بن عساكر في تاريخه قرأت في كتاب أبي الحسن الرازي حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الازدي سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر عن أبيه عمر عن أبيه حفص عن أبيه عمر عن أبيه سعيد بن أبي عزيز قال قدم أبو عزيز جندب بن النعمان الازدي على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وجعله عريف قومه ثم هاجر إلى الشام في خلافة عمر وسكن دمشق وداره تعرف بدار النخلة ودفن فيها هو وابنه سعيد وابنه عمر بن سعيد ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد إلى زملكا فسكنها إسناده غريب لا أعرف لرجاله ذكرا الا في هذا الخبر
[ 618 ]
وقد ذكره أبو عمر في الكنى مختصرا لكن قال أبو عزيز بن جندب قال وقيل أنه جندب (1233) جندب غير منسوب روى بقي بن مخلد في مسنده من رواية قيس بن الربيع أخبرني زهير بن أبي ثابت عن بن جندب عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أستر عورتي وأمن روعتي واقض ديني وأخرجه بن منده من وجه آخر عن قيس (1234) جندرة بن خيشنة أبو قرصافة الكناني يأتي في الكنى (1235) جندع بن ضمرة بن أبي العاص الجندعي الضمري أو الليثي قال بن إسحاق في السيرة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن رجال من قومه قالوا لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فكان جندع بن ضمرة بن أبي العاص رجلا مسلما فاستبطأ فذكر الحديث في قوله لبنيه أخرجوني من مكة فخرج مهاجرا فمات في الطريق فأنزل الله فيه * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) * الآية هذا هو المشهور عن بن إسحاق ورواه حماد بن سلمة عن بن إسحاق فقال جندب بن ضمرة وبذلك جزم الواقدي وروى بن منده من طريق جابر بن عبد الله عن سفيان بن عيينة عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس قال كان رجل من بني ليث اسمه جندب بن ضمرة فذكره
[ 619 ]
وروى أبو يعلى وابن أبي حاتم من طريق أشعث عن عكرمة عن بن عباس قال خرج ضمرة بن جندب وروى بن منده من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس فقال ضمرة أو بن ضمرة وروى بن أبي حاتم من هذا الوجه فقال ضمرة ولم يشك وروى الفاكهي من طريق بن جريج قال جندب بن ضمرة قال وقال مولى بن عباس ضمرة ومن طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال فقال رجل من بني بكر فذكره وقال بن عيينة بلغنا أنه ضمرة بن جندب وقال سعيد بن جبير ضمرة بن العيص وقيل عنه أبو ضمرة بن العيص والله أعلم وروى البلاذري والسراج من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع وروى بن أبي حاتم من طريق سالم الافطس عن سعيد بن جبير خرج أبو ضمرة بن العيص وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره من طريق عطاء والضحاك عن بن عباس خرج ضمضم بن عمرو وقال غيره ضمرة بن عمرو وذكره بن عبد البر من طريق أشعث المقدم ذكرها فقال ضمرة بن جندب وقيل بن حبيب وقيل بن أنس وذكر الواقدي من طريق عطاء الخراساني عن بن عباس قال قال حبيب بن ضمرة (1236) جندع الانصاري الاوسي روى حماد بن سلمة عن ثابت عن بن لعبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخرجه أبو نعيم وقال بن عبد البر روى عنه حارثة بن نوفل كذا قال
[ 620 ]
وأغرب بن الجوزي فترجم له في مقدمة الموضوعات جندع بن ضمرة وكأنه تبع بن منده في ذلك فإنه خلطه بالذي قبله وهو غلط فإن الذي قبله مات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم ولم يعش حتى يروي وله ذكر في جدجد (1237) جندل يأتي حديثه في صخر (1238) جندل ويقال جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة حديثه في إعلام النبوة حديث حسن كذا قال أبو عمر مختصرا وأخرجه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كنت شاعرا راجزا وكان لي صاحب من الجن فأتاني فدهمني وقال هب فقد لاح سراج الدين بصادق مهذب أمين فارحل على ناجية أمون تمشي على الصحصح والحزون فانتبهت مذعورا فقلت ماذا قال وساطح الارض وفارض الفرض لقد بعث محمد في الطول والعرض نشأ في الحرمات العظام وهاجر إلى طيبة الامينة قال فسرت فإذا أنا بهاتف يقول يأيها الراكب المزجى مطيته نحو الرسول لقد وفقت للرشد فإذا هو صاحبي الجني فذكر القصة إلى أن قال فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام فأسلم (1239) جنيد بن سبع أبو جمعة في الكنى وفي اسمه واسم أبيه اختلاف (1240) جنيد بن سميع المزني ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد وأنا أخشى أن يكون الذي قبله تصحف اسم أبيه (1241) جنيد بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب العامري الرؤاسي
[ 621 ]
ذكر هشام بن الكلبي أنه وفد هو وأخوه حميد وعمرو بن مالك استدركه بن الاثير (1242) جنيد بن عوف بن عبد شمس بن عمرو بن عابس بن ظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري جد الحارث بن العباس بن عبد المطلب لامه واسمها فاطمة بنت جنيد ذكرها الزبير ولابنته صحبة ولم يذكروهما (1243) جنيدب خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري وقع ذلك في كتاب الادب من سنن بن ماجة (1244) جنيدب بن الادلع تقدم في جندب بن الادلع (1245) جهبش بكسر الموحدة يأتي في جهيش بصيغة التصغير (1246) جهبل بن سيف من بني الجلاح ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وقال هو الذي ذهب بنعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى حضرموت وله يقول امرؤ القيس بن عابس شمت النعايا يوم أعلن جهبل بنعي أحمد النبي المهتدي قال وجهبل وأهل بيته من كلب يسكنون حضرموت (1247) جهجاه بن سعيد وقيل بن قيس وقيل بن مسعود الغفاري شهد بيعة الرضوان بالحديبية وروى الشيخان من حديث جابر كنا في غزاة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار الحديث في نزول قوله تعالى * (ليخرجن الاعز منها الاذل) * فذكر بن عبد البر أن المهاجري هو جهجاه وأن الانصاري هو سنان
[ 622 ]
وذكر الواقدي أنه شهد غزوة المريسيع فتنازع هو وسنان بن وبرة حتى تداعيا بالقبائل وكان جهجاه أجيرا لعمر بن الخطاب فذكر القصة وقد تقدم له ذكر في ترجمة جعال وروى بن أبي شيبة من طريق عبيد الاغر عن عطاء بن يسار عن جهجاه الغفاري أنه قدم في نفر من قومه يريدون الاسلام فحضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فلما أن سلم قال ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه فذكر الحديث في شربه قبل أن يسلم حلاب سبع شياه فلما أسلم لم يستتم حلب شاة الحديث غريب تفرد به موسى بن عبيدة عن عبيد وقد أشار إليه الترمذي في الترجمة وعاش جهجاه إلى خلافة عثمان فروى الباوردي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك وغيره عن نافع عن بن عمر قال قدم جهجاه الغفاري إلى عثمان وهو على المنبر فأخذ عصاه فكسرها فما حال على جهجاه الحول حي أرسل الله في يده الاكلة فمات منها ورواه بن السكن من طريق سليمان بن بلال وعبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله ورواه من طريق فليح بن سليمان عن عمته وأبيها وعمها أنهما حضرا عثمان قال فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاري حتى أخذ القضيب من يده فوضعها على ركبته فكسرها فصاح به الناس ونزل عثمان فدخل داره ورمى الله الغفاري في ركبته فلم يحل عليه الحول حتى مات ورويناه في المحامليات من طريق حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن جهجاه الغفاري نحو الاول وقال بن السكن مات بعد عثمان بأقل من سنة (1248) جهر أبو عبد الله غير منسوب روى الطبراني وابن قانع عن شيخ واحد من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن الزهري عن عبد الله بن جهر عن
[ 623 ]
أبيه جهر قال قرأت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا جهر أسمع ربك ولا تسمعني أخرجه الطبراني في حرف الجيم فقال عن عبد الله بن جهر وأخرجه بن قانع في حرف الحاء فقال عن عبد الله بن حجر وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عن الوقاصي فقال عن عبد الله بن جابر فهذه ثلاثة أقوال أرجحها الاول وقرأت بخط بن عبد البر في حاشية كتاب بن السكن وممن لم يذكره بن السكن جهر حدثنا فساق بسنده من وجه آخر إلى عثمان بن عبد الرحمن المخزومي وهو الوقاصي المذكور مثله قال لم يرو جهر غير هذا الحديث قلت والوقاصي ضعيف وقد خالفه النعمان بن راشد فرواه عن الزهري فقال عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة وهو يصلي يجهر بقراءته بالنهار فقال يا عبد الله أسمع الله ولا تسمعنا أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والحاكم أبو أحمد في الكنى وسمعناه بعلو في الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري من هذا الوجه (1249) جهم بن قثم العبدي له ذكر في ترجمة مطر بن هلال العنزي من حديث الزارع أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جهم بن قثم وذكر أبو عمر الكندي أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب أخت مارية لجهم العبدي فولدت له زكريا بن الجهم قال بن زولاق المشهور أنه وهبها لحسان قلت وما ذكره أبو عمر الكندي أخذه من المغازي لابن إسحاق فإنه قال فيها حدثني الزهري عن عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فذكر القصة وفيها فأهدى إليه جاريتان إحداهما أم إبراهيم وأما الاخرى فوهبها لجهم بن قثم العبدي فهي أم زكريا بن جهم الذي كان خليفة عمرو بن العاص وروى البيهقي في الدلائل من طريق أبي بشر الدولابي ثم من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن جده قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس فذكر القصة وفيها وأهدى ثلاث جوار لكن
[ 624 ]
قال في الحديث وهب إحداهن لابي جهم بن حذيفة (1250) جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي العبدري أبو حزيمة ويقال له جهيم بالتصغير أخو جهيم بن الصلت لامه ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وروى بن منده بسند ضعيف إلى أبي هند الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا وفيه شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة ويحتمل أن يكون هذا الشاهد غير صاحب الترجمة إن ثبت الخبر بذلك (1251) جهم الاصم العامري تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي (1252) جهم البلوي روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن مطيع عن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال وافينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا من نحن فقلنا نحن بنو عبد مناف فقال أنتم بنو عبد الله إسناده ضعيف قال أبو حاتم عبد العزيز بن عمران ضعيف لا يعتمد على روايته وقال بن منده ذكرته فيمن اسمه الزبرقان وله فضيلة كذا قال ولم أره في كتابه فيمن اسمه الزبرقان (1253) جهم غير منسوب روى بن أبي غرزة في مسنده من طريق ليث عن مجاهد عن أبي وائل أن ذا الكلاع زعم أنه سمع جهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة إسناده ضعيف أخرجه بن منده من هذا الوجه وجوز أبو نعيم أن يكون هو البلوي وفرق بينهما بن قانع وأخرجه من طريق ليث الا أنه قال عن أبي وائل عن الزبرقان بن الحكم أن ذا الكلاع حدثه فذكر مثله ولم يذكر مجاهدا وزاد الحكم
[ 625 ]
(1254) جهم الاسلمي يأتي في جهيم (1255) جهم بن سعد ذكره القضاعي في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه هو والزبير كانا يكتبان أموال الصدقة وكذا ذكره القرطبي المفسر في المولد النبوي من تأليفه (1256) جهيش آخره معجمة مصغرا وقيل بفتح أوله وكسر الهاء وسكون التحتانية وقيل بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة وبه جزم بن الامين بن أويس النخعي وروى بن منده من طريق عمار بن عبد الجبار عن بن المبارك عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج فقالوا يا رسول الله إنا حي من مذحج فذكر حديثا طويلا فيه شعر ومنه ألا يا رسول الله أنت مصدق فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما عبدنا كأمثال الحمير طواغيا وذكره الخطابي في غريب الحديث بطوله وفسر ما فيه وقال بن سعد في الطبقات في وفد النخع حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أشياخ النخع قالوا بعث النخع رجلين منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وافدين بإسلامهم أرطاة بن شرحبيل بن كعب والجهيش واسمه الارقم من بني بكر بن عمرو بن عوف بن النخع فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فقبلاه فبايعاه على قومهما وأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنهما وحسن هيئتهما فقال هل خلفتما وراءكما من قومكما مثلكما قالا يا رسول الله قد خلفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا وكلهم يقطع الامر وينفذ الاشياء ما يشاركوننا في الامر إذا كان فدعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقومهما بخير وقال اللهم بارك في النخع وعقد لارطاة لواء فذكر قصته
[ 626 ]
وقال الذهبي في التجريد يقال له الخزاعي ذكر في حديث كأنه موضوع (1257) جهيش بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن بشير بن ياسر النخعي قال هشام بن الكلبي وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم استدركه بن فتحون وفرق بينه وبين الذي قبله (1258) جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي قال بن سعد أسلم بعد الفتح ولا أعلم له رواية وكذا قال البلاذري وزاد أنه تعلم الخط في الجاهلية فجاء الاسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر أسلم عام خيبر وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا قال بن إسحاق في المغازي ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه بحنه بن رؤبة فصالحه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فهو عندهم وفي آخره وكتب جهيم بن الصلت وهو الذي رأى أيام بدر رجلا على فرس يقول قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة فذكر القصة وفي آخرها فقال أبو جهل وهذا نبي من بني عبد المطلب وقال صاحب التاريخ الصماد حي كان الزبير وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات (1259) جهيم بن قيس هو جهم (1260) جهيم بن أبي جهيمة الاسلمي كان على ساقة غنائم حنين كما سيأتي ذكره في ترجمة عثمان بن أبي جهيمة الجيم بعدها واو (1261) جودان العبدي غير منسوب روى بن شاهين من طريق شعيب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن الاشعث بن عمير عن جودان قال أتى وفد عبد القيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الاشربة الحديث قال بن منده رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن جودان
[ 627 ]
وروى بن حبان في روضة العقلاء من طريق وكيع عن سفيان عن بن جريج عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا عن جودان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس قال بن حبان إن كان بن جريج سمعه فهو حسن غريب وأخرجه بن ماجة والطبراني من هذا الوجه وأخرجه أبو داود في المراسيل عن سهل بن صالح عن وكيع فقال عن بن جودان عن أبيه وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال جودان مجهول وليست له صحبة انتهى ويحتمل أن يكون جودان العبدي غير هذا الراوي الذي اتفق أبو داود وأبو حاتم على أن حديثه مرسل والله أعلم (1262) الجون بن قتادة بن الاعور بن ساعدة بن عوف بن كعب التميمي مختلف في صحبته وسأذكره في القسم الرابع إن شاء الله تعالى (1263) الجون بن مجاسر بن الضبين بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار العبدي بن خال الاشج العصري قال الآمدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن شئ من أمر قومه يثلبهم فأجابه بكلام فيه تورية ظاهره كذب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لغربت بك أف لك من وافد قوم ذكره الرشاطي (1264) جويرية العصري قال محمد بن محمد بن مرزوق حدثتنا سهلة بنت سهيل سمعت جدتي حمادة بنت عبد الله عن جويرية العصري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس ومعنا المنذر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيك خلتان يحبهما الله الحلم والاناة
[ 628 ]
ذكره بن منده تعليقا وأبو نعيم موصولا وهاتان المرأتان لا تعرفان (1265) جوين بن النابغة بن لاي بن مطيع بن كعب بن ثعلبة الغنوي ذكره أبو عمرو الشيباني في أنساب بني غنى وقال له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كان مهاجره إلى الشام فكان مع الامراء ثم رجع من الشام فأتى مياه قومه زمن معاوية القسم الثاني فيمن له رؤية بعدها الباء (1266) جبير بن الحويرث بن نقيد بن عبد الدار بن قصي بن كلاب له رؤية ورواية عن أبي بكر الصديق روى عنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ذكره بن شاهين في الصحابة وقال أبو عمر درك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه شيئا وقتل أبوه يوم الفتح كافرا قتله علي بن أبي طالب وقال أبو عمر في صحبته نظر قلت وروى بعضهم هذا الحديث فسماه جبلة وهو تغيير والصواب جبير الجيم بعدها العين (1267) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أمه أم هانئ بنت أبي طالب ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه وولى خراسان لعلي قال بن منده مختلف في صحبته وقال البخاري له صحبة وذكره الازدي وغيره فيمن لم يرو عنه غير واحد من الصحابة وقال الحاكم في تاريخه يقال إن له رؤية وقال بن حبان لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا أعتمد عليه وقال البغوي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة وقال بن السكن نحوه وقال الآجري قلت لابي داود وجعدة بن هبيرة له رؤية قال لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قلت أما كونه له رؤية فحق لانه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن بنت عمه وخصوصية أم هانئ بالنبي صلى الله عليه وسلم شهيرة وروى الطبراني من طريق بن جريج عن أبي الزبير أنه حدثه عن مجاهد أنه حدثه عن
[ 629 ]
جعدة بن هبيرة قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم بالذهب الحديث أخرجه الحافظ الضياء في المختارة من طريق الطبراني لان الباوردي قد رواه عن شيخ الطبراني بإسناده عن جعدة فقال نهاني خالي على فذكره والحديث معروف برواية علي في الصحيح من وجه آخر وأورد الطبراني في ترجمة جعدة بن هبيرة غير منسوب حديثا آخر قال فيه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم عبد لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام الحديث وهو مرسل قال البخاري وغيره مات جعدة في خلافة معاوية قلت وسيأتي في ترجمة أم هانئ أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فلو ثبت لبطل قول من أنكر صحبته وقد أشرت إليه في القسم الاول الجيم بعدها النون (1268) جنيدب بالتصغير بن جندب بن عمرو بن حممة الدوسي تقدم ذكر والده قريبا في الاول وقتل جنيدب هذا بصفين مع معاوية ذكره بن الكلبي وكانت له أخت أصغر منه أوصى بها أبوها عمر فزوجها عمر من عثمان ومقتضى ذلك أن يكون جنيد من أهل هذا القسم القسم الثالث فيمن أدرك الجاهلية والاسلام ولم يرد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حرف الجيم بعدها الالف (1269) جابر بن عمر المزني استدركه بن فتحون وقال ولاه عمر ما سقت دجلة والفرات فاستعفي قاله الطبري
[ 630 ]
(1270) جابر بن كعب بن كرمان بن طرفة بن وهب بن مازن بن تيم بن أسد بن الحارث بن العتيك الازدي جد ثابت بن قطبة بن كعب بن جابر الشاعر المشهور وله إدراك ذكره بن الكلبي ومن ولده عبد الاعز الشاعر بن جابر له ذكر في دولة بني أمية (1271) جابر بن ياسر بن عويص بفتح المهملة وآخره مهملة بن فدك الرعيني القتباني له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وهو جد عياش وجابر ابني عباس بن جابر (1272) جابر أو جويبر العبدي كان في عهد عمر بن الخطاب رجلا فعلى هذا له إدراك روى البخاري في الادب المفرد من طريق أبي نضرة قال قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر طلبت حاجة إلى عمر في خلافته قال فانتهيت إلى المدينة ليلا فغدوت عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا فأخذت في الدنيا فصغرتها فذكر القصة (1273) جابر الرعيني والد سعيد بن جابر ذكره بن عساكر في تاريخه وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح دمشق قلت ويحتمل أن يكون الذي قبله الجيم بعدها الباء (1274) الجبان غير منسوب كان يلقب بذلك لشجاعته ولا أعرف اسمه شهد فتح تستر مع أبي موسى وله إدراك قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا فزاد أبو نوح حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال لما نزل أبو موسى على الهرمزان بالناس بتستر فذكر القصة وفيها فدخل مجزأة بن ثور ومعه ثلاثمائة رجل من القناة إلى المدينة فخلص منه ستة وثمانون رجلا فقال لهم لا أعود حتى أدخل من بقي منكم فقال له
[ 631 ]
رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته غيرك يفعل هذا يا مجزأة إنما عليك نفسك فامض لما أمرت به فقال له أصبت فمضى بهم إلى الباب فوضعهم عليه ومضى بطائفة إلى السور فانحدر عليه علج من الاساورة فطعن مجزأة فأثبته فقال لهم مجزأة امضوا لاميركم لا يشغلكم شئ فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه ومضوا وكثر المسلمون على السور وفتحوا الباب فأقبل أبو موسى فذكر بقية الحديث (1275) جبير بن القشعم بن يزيد بن الارقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي له إدراك وشهد فتوح العراق وتولى القضاء بالقادسية في خلافة عمر ذكره بن الكلبي وذكر أن جماعة من بني الارقم بن النعمان المذكور في نسب هذا كانوا بالكوفة في زمن علي فكان بعض أهل الكوفة يتناول عثمان فقال بنو الارقم لا نقيم ببلد يشتم فيها عثمان فتحولوا إلى معاوية فأنزلهم الرها من أرض الجزيرة (1276) جبير بن نفير بالنون والفاء مصغرا بن مالك بن عامر الحضرمي أبو عبد الرحمن مشهور من كبار التابعين ولابيه صحبة قال بن حبان في ثقات التابعين أدرك الجاهلية وروى الباوردي وابن السكن من
[ 632 ]
طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال أدركت الجاهلية وأتانا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمن فأسلمنا وساقه بن شاهين مطولا وزعم أبو أحمد العسكري أن جبير بن نفير اثنان أحدهما كندي وهو الذي وفد والآخر حضرمي وليست له صحبة ولا وفادة قلت وقد غلط في ذلك وسببه أنه وقع له الحديث من رواية جبير بن نفير أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم والصواب عن جبير بن نفير عن أبيه كما سيأتي الجيم بعدها الدال والراء (1277) جد جميرة بجيمين ويقال خرخسرة بمعجمتين وسين مهملة الفارسي رسول باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمر كسرى ثم أسلم بعد روى أبو سعيد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى من طريق بن إسحاق عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال لما قدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقرأه ومزقه كتب إلى باذان وهو عامله باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين جلدين من عندك فليأتياني به فبعث باذان قهرمانه وهو أبا نوه وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس وبعث معه رجلا من الفرس يقال له جد جميرة وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يتوجه معهما إلى كسرى وقال لقهرمانه انظر إلى الرجل وما هو وكلمه وائتني بخبره فخرجا حتى قدما الطائف فوجدا رجالا من قريش تجارا فسألوهم عنه فقالوا هو بيثرب واستبشروا فقالوا قد نصب له كسرى كفيتم الرجل فخرجا حتى قدما المدينة فكلمه أبا نوه فقال أن كسرى كتب إلى باذان أن يبعث إليك من يأتيه بك وقد بعثني لتنطلق معي فقال ارجعا حتى تأتياني غدا فلما غدوا عليه أخبرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله قتل كسرى وسلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا من شهر كذا فقالا أتدري ما تقول أنكتب بهذا إلى باذان قال نعم وقولا له إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ثم أعطى جد جميرة منطقة كانت أهديت له فيها ذهب وفضة فقدما على باذان فأخبراه فقال والله ما هذا بكلام ملك ولننظرن ما قال فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه أما بعد فإني قتلت كسري غضبا لفارس لما كان يستحل من قتل أشرافها فخذ لي الطاعة ممن قبلك ولا تهجن الرجل الذي كتب لك كسرى بسببه بشئ
[ 633 ]
فلما قرأه قال إن هذا الرجل لنبي مرسل فأسلم وأسلمت الابناء من آل فارس من كان منهم باليمن جميعا وهكذا حكاه أبو نعيم الاصبهاني في الدلائل عن بن إسحاق بلا إسناد لكن سماه خرخسرة ووافق على تسمية رفيقه أبا نوه (1278) جراد بن طهية بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب الكلابي الوحيدي مخضرم أدرك الجاهلية والاسلام وكان ابنه شبيب مع الحسين بن علي لما قتل ذكره المرزباني (1279) جراد بن مالك بن نويرة التميمي ذكر سيف في الفتوح أنه قتل مع والده ورثاه عمه متمم وسيأتي خبر مقتل مالك في حرف الميم إن شاء الله تعالى (1280) جراد البجلي أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية مع جرير قال الخلال أخبرني جعفر بن أحمد بن بسر حدثنا أبي حدثنا أبي بسر بن مجالد بن جراد وجراد ممن وافى في القادسية مع جرير فذكر قصته (1281) جرجة ويقال جرجير الرومي ذكره بن يونس الازدي في فتوح الشام ومن طريق أبي نعيم في الدلائل وقال جرجير وقال سيف بن عمر في الفتوح جرجة وذكر أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد واستشهد باليرموك وذكر قصته أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح أيضا لكن لم يسمه (1282) جرول بن أوس هو الحطيئة الشاعر العبسي يأتي في الحاء المهملة (1283) جرول العبسي آخر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في عهد عمر روى يعقوب بن شيبة في مسنده عن سريج بن النعمان عن الهيثم بن عمران بن عبد الله حدثني جدي عبد الله عن أبيه أبي عبد الله جرول قال شهدت مع عتبة بن غزوان فتح إصطخر فكتب إلى عمر فكتب إلى صاحب الشام أن عد أبا عبد الله في
[ 634 ]
سبعين دينارا من العطاء وعد عياله في عشرة عشرة (1284) جروة بن يزيد الطائي ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال عاش نحوا من مائة سنة ثم أدرك الاسلام وغزا الترك مع الاحنف بن قيس في زمن عثمان فأصابته ضربة فشلت يده فأعطاه الاحنف ديتها ثم نزل بلخ وكان يكثر الغزو في الترك وهو شيخ كبير إلى أن قتل مع سعيد بن أبجر وله في ذلك أشعار كثيرة (1285) جريبة بالجيم والموحدة مصغرا بن الاشيم بن عمرو بن وهب بن دثار بن فقعس الاسدي ثم الفقعسي قال الآمدي كان أحد شياطين بني أسد وشعرائها في الجاهلية ثم أسلم فقال بدلت دينا بعد دين قد قدم كنت من الذنب كأني في ظلم يا قيم الدين أقمنا نستقم فإن أصادف مأثما فلم أثم وقال المرزباني جاهلي يقول فدا الفوارس المعلمين تحت العجاجة خالي وعم عرضنا نزال فلم ينزلوا وكانت نزال عليهم أطم وذكره بن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر وسيأتي نسبه إلى فقعس من طريق كما هنا (0) الجيم بعدها الزاي والشين (1286) جزء بن الحارث بن جذيمة العبسي ذكره بن الكلبي مات أبوه في الجاهلية وعمه قيس بن زهير رئيس بني عبس في زمانه مات في الجاهلية أيضا وأما جزء هذا فلم أر من ذكره في الصحابة وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فإن ولده العباس هو والد أم الوليد بن عبد الملك وأبوها العباس من التابعين له أخبار مع بني أمية
[ 635 ]
(1287) جزء بن ضرار الغطفاني ذكره المرزباني في معجمه وقال شاعر مخضرم وهو القائل يرثي عمر بن الخطاب جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذاك الاديم الممزق الابيات (1288) جزء بن مالك الاسدي يأتي في حضرمي بن عامر (1289) جشيش الديلمي بمعجمتين بعد الجيم مصغرا قيده الدارقطني كان ممن أعان على قتل الاسود الكذاب ذكره الطبري واستدركه بن فتحون وفي كتاب الردة لسيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم آل جشيش وإلى داذويه وإلى فيروز يأمرهم بمحاربة الاسود العنسي أخرجه من وجهين عن بن عباس قال وكان الرسول بذلك وبرة بن يحنس وكذا ذكره الواقدي في الردة من رواية همام بن منبه وقال سيف أيضا حدثنا المستنير بن يزيد عن عروة بن غزية الدثيني عن الضحاك بن فيروز عن جشيش الديلمي قال قدم علينا وبرة بن يحنس بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم الله وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل على الاسود الكذاب فذكر قصة قتلهم الاسود بطولها وفي آخرها ثم ناديت بالاذان وألقيت إليهم رأسه وأقام وبرة الصلاة ثم شننا الغارة وكتبنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر وهو حي قد أتاه الوحي من ليلته وأخبر أصحابه بذلك وقدمت رسلنا بعده على أبي بكر الصديق فهو الذي أجابنا على كتبنا انتهى وسيأتي في ترجمة داذويه أنه من جملة من أعان على قتل الاسود (1290) حرجست الفارسي فإن لم يكن تصحف من هذا وإلا فهو آخر ولا مانع من تعددهم الجيم بعدها العين (1291) جعدة السلمي أدرك الجاهلية وله قصة بالمدينة زمن عمر ذكره الآمدي
[ 636 ]
وقال كان غزلا صاحب نساء يحدثهن ويضحكهن ويمازحهن فكن يجتمعن عنده فيأخذ المرأة فيعقلها ثم يأمرها أن تمشي فتعثر فتقع فتنكشف فيتضاحكن من ذلك فبلغ ذلك بقيلة الاشجعي وكان غازيا في زمن عمر فكتب إليه ألا بلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخي ثقة ازاى قلائصنا هداك الله إنا شغلنا عنكم زمن الحصار لمن قلص تركن معقلات قفا سلع بمختلف الشجار قلائص من بني كعب بن عمرو وأسلم أو جهينة أو غفار يعقلهن أبيض شيظمي وبئس معقل الذود الخيار قال فأرسل عمر إلى جعدة فنفاه والقصة مشهورة وقد رويت لغيره فالله أعلم وقرأت في تاريخ بن عساكر من طريق جعفر بن خنزابة بإسناد له إلى الاصمعي حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة وكان يتحدث إليه النساء بظهر المدينة فيأخذ المرأة فيعقلها ويقول إن الحصان يثب في العقال فإذا وثبت سقطت فتنكشف فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي فكتب رجل منهم إلى عمر فذكر الشعر قال فقال عمر علي بجعدة بن سليم فأتى به قال فكان سعيد بن المسيب يقول إني لفي الاغيلمة الذين جروا جعدة إلى عمر فلما رآه قال أشهد أنك أبيض شيظمي كما وصف فضربه ونفاه إلى عمان (1292) جعفر بن علس بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية الحارثي قال أبو الفرج الاصبهاني أدرك الجاهلية ثم أسلم (1293) جعفر بن قرط العامري ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام فأسلم (1294) جعونة بن شعوب الليثي أخو أبي بكر بن شداد بن شعوب له إدراك روى الفاكهي من طريق أبي أويس عن عم أبيه ربيع بن مالك عن أبيه عن جعونة بن
[ 637 ]
شعوب الليثي قال خرجت مع عمر بن الخطاب وهو آخذ بيدي أو متكئ عليها فنظر إلى ركب صادرين عن العقبة قد بعثوا رواحلهم فقال لو يعلم الركب بما ينقلبون به من الفضل الحديث (1295) جعونة بن مرثد الاسدي مخضرم له في طلحة بن خويلد لما ادعى النبوة بني أسد قد ساءني ما فعلتم وليس لقوم حاربوا الله محرم فإني وإن عبتم على سفاهة حنيف على الدين القويم ومسلم (1296) الجعيد غير منسوب أظنه من بني تغلب ذكره المدائني في كتاب المكايد وأنه أفلت من العرب الذين كانوا مع الروم بعد وقعة أجنادين فأتى خالد بن الوليد فدله على عورة العدو وعمل لهم الحيلة حتى هزموهم يوم الناقوصة وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف وذكر أن بين الناقوصة واليرموك أربعة فراسخ (1297) جعيدة بن عبيدة الكلابي كان مع خالد بن الوليد في قتال الردة وفي فتح الشام وهو القائل تقول ابنة المجنون هل أنت قاعد ولا وأبيها خلفه لا أطيعها ومن يكثر التطواف في جيش خالد من الروم مصبوغ عليها دموعها الجيم بعدها اللام والميم (1298) الجلندي بضم أوله وفتح اللام وسكون النون وفتح الدال ملك عمان ذكر وثيمة في الردة عن بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه عمرو بن العاصي يدعوه إلى الاسلام فقال لقد دلني على هذا النبي الامي إنه لا يأمر بخير الا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له وأنه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يهجر وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد وأشهد أنه نبي ثم أنشد أبياتا منها أتاني عمرو بالتي ليس بعدها من الحق شئ والنصيح نصيح فقلت له ما زدت أن جئت بالتي جلندى عمان في عمان يصيح فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة ينادي بها في الواد بين فصيح
[ 638 ]
وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندي في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو فيحتمل أن يكون الاب وابنه كانا قد أرسل إليهما وذكر المدائني أن بعض ملوك العجم أمر الجلندي بن عبد العزيز الازدي وكان يقال له في الجاهلية عبد جمل فذكر قصته (1299) جماع بن ضرار في ترجمة الشماخ بن ضرار (1300) جمرة بن شهاب مخضرم له قصة مع عمر رويناها في فوائد أبي القاسم بن بشران من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر قال قال عمر بن الخطاب لرجل ما اسمك قال جمرة قال بن من قال بن شهاب قال ممن قال من الحرقة قال أين مسكنك قال الحرة قال بأيها قال بذات لظى فقال عمر أدرك أهلك فقد احترقوا فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب قال قال عمر فذكر نحوه قال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل ما اسمك قال جمرة فذكره نحوه وله طريق أخرى من رواية أبي بلال الاشعري عن خالد الاشعري عن مجالد عن شيخ أدرك الجاهلية قال كنت عند عمر فأتاه رجل نحوه وقال بن دريد في الاخبار المنثورة حدثنا أبو حاتم السجستاني عن أبي عبيدة بن المثنى قال وفد شهاب بن جمرة الجهني على عمر كذا ذكره مقلوبا والاول أرجح وذكره بن الكلبي في الجامع فقال جمرة بن شهاب بن ضرام بن مالك الجهني وذكر قصته مع عمر الجيم بعدها النون (1301) جناب بن مرثد أبو هانئ الرعيني أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبايع معاذا باليمن ثم شهد فتح مصر ذكره بن يونس وغيره (1302) جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبيه كبير بالموحدة وهو صاحب
[ 639 ]
عبادة بن الصامت وقد قدمت في ترجمة سميه من الفرق بينهما ما فيه غنية وأن هذا أدرك الجاهلية والاسلام ومات سنة سبع وستين (1303) جندب بن سلامة الهذلي أدرك الجاهلية وكان تاجرا في عهد عمر بالمدينة روى البخاري في التاريخ من طريق سلمة بن جندب عن جندب بن سلامة قال كنا تجارا في هذا السوق فقال عمر لا نخلي بينكم وبين ما يأتينا يحتكرونه قال مسلم بن جندب وكان جندب بن سلامة من قومي (1304) جندب بن سلمى المدلجي أحد بني سوق كان ممن ارتد في زمن أبي بكر فبعث إليه عتاب بن أسيد عامل مكة أخاه خالد بن أسيد فالتقاه في الابارق فهزمه وفل جموعه فندم بعد ذلك وأسلم وقال ندمت وأيقنت الغداة بأنني أبيت التي يبقى مع الدهر عارها (1305) جندع بن الصميل أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورحل إليه فمات في الطريق يأتي ذكره في ترجمة رافع بن خداش وهو بن عمه (1306) جندل العجلي مخضرم كان بشير خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق بقتل جابان وكان ذلك سنة اثنتي عشرة ذكره سيف والطبري قال وكان جندل فصيحا ووهب له أبو بكر جارية من السبي فولدت له استدركه بن فتحون) الجيم بعدها الهاء (1307) جهمة بن عوف الدوسي ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في المعمرين وقال عاش ثلاثمائة سنة وستين سنة وأدرك الاسلام فكان إذا سمع من يقول لا إله إلا الله يقول لقد أدركت في شيبي أناسا يقولون هذه الكلمة وكان يمر بالوادي كله دوم فيقول لقد كنت أمر بهذا الوادي وما به شجرة وعاش إلى أن سقط حاجباه على عينيه وهو القائل كبرت وطال العمر حتى أنابني سليم أفاعي ليلة غير مودع فما السقم أبلاني ولكن تتابعت علي سنون من مصيف ومربع
[ 640 ]
ثلاث مئين قد مررن كواملا وها أنا ذا أرتجيها لاربع أخبر أخبار القرون التي مضت ولا بد يوما أن أطار لمصرع (1308) جهم بن كلدة الباهلي وقع ذكره في المختلف والمؤتلف للدارقطني من طريق مظهر بن سعيد الباهلي حدثني جدي مظهر بن جهم بن كلدة عن أبيه قال لما أتانا نعي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بسوقة وهي جرعاء من أرض باهلة فقوض الناس بيوتهم فما بنيت سبع ليال (1309) جهم الحضرمي يأتي في عامر بن جهدم (1310) جويرية بن قدامة التميمي روى عن عمر يروي عنه أبو جمرة بالجيم في البخاري قيل هو جارية وجويرية لقب وقيل هو آخر من كبار التابعين ويؤيد أنهما واحد ما رواه بن عساكر من طريق سعيد بن عمرو الاموي قال قال معاوية لآذنه ائذن لجارية بن قدامة فلما دخل قال له أيها يا جويرية فذكر القصة (1311) جيفر بوزن جعفر لكن بدل العين تحتانية بن الجلندي الازدي ملك عمان ذكره أبو عمر مختصرا وقال العسكري لم ير النبي صلى الله عليه وسلم هو ولا أخوه وقد تقدم ذكر أبيه وروى بن سعد من طريق عمرو بن شعيب عن مولى لعمرو بن العاص قال سمعت عمرو بن العاص يقول أسلمت عند النجاشي فذكر قصة هجرته قال وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبيد ابني الجلندي وكانا بعمان وكان الملك منهما جيفر وكانا من الازد فذكر قصة إسلامهما وانهما خليا بينه وبين الصدقة فلم يزل بعمان حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وروى عبدان بإسناد صحيح إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أن رسول
[ 641 ]
الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاصي إلى جيفر وعباد ابني الجلندي أميري عمان فمضى عمرو إليهما فأسلما وأسلم معهما بشر كثير ووضع الجزية على من لم يسلم قلت لا منافاة بين هذا وبين ما تقدم من الارسال إلى الجلندي ولا مانع من أن يكون الجلندي كان قد شاخ وفوض الامر لوالديه والله أعلم (1311) جيفر بن جشم الازدي ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه وفد مع عمرو بن العاصي من عمان إلى أبي بكر الصديق بعد النبي صلى الله عليه وسلم القسم الرابع فيمن ذكر بالوهم والغلط الجيم بعدها الالف (1312) جابر بن عبد الله الاشهلي وهم فيه بن منده وصوابه جابر بن خالد بن مسعود وقد تقدم وسبب الوهم فيه أنه من بني عبد الاشهل فنسبه إلى جده الاعلى وحرفه فجعله عبد الله الاشهلي (1313) جابر بن عياش قال أبو نعيم لا يعرف له حديث أخرجه مختصرا هكذا قال بن الاثير فوهم وإنما قال أبو نعيم في أثناء ترجمة جابر بن ياسر بن عويص وهو جد عياش وجابر ابني عياش بن جابر لا يعرف له ذكر ولا رواية وظن بن الاثير أنه عطف قوله وجابر بن عياش على الاسماء التي ذكرها وليس كذلك إنما عطفه على أخيه عياش وجابر بن عياش معروف في المصريين من صغار التابعين (1314) جابر بن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين هكذا رأيته في فوائد أبي العباس أحمد بن علي الابار قال حدثنا علي بن هاشم حدثنا بن أبي فديك حدثنا محمد بن عثمان عن أبيه عن جابر بن النعمان بهذا هكذا وجدته في نسخة صحيحة من طريق السلفي ولم أر من ذكره في الصحابة وهو شرطهم وكنت جوزت أنه جابر بن النعمان البلوي حليف الانصار الماضي في القسم الاول ثم وجدت الحديث عند الحسن بن سفيان والطبراني وعند أبي نعيم في الحلية في
[ 642 ]
ترجمة حارثة بن النعمان الانصاري وسيأتي في ترجمته في القسم الاول (1315) جارية بن عبد المنذر صوابه بن خارجة بالخاء المعجمة وسيأتي (1316) جارية بن عمرو بن المؤمل يأتي في الجيم من النساء إن شاء الله تعالى (1317) جارية بن قعيس الطائي صوابه حارثة بالحاء المهملة وسيأتي الجيم بعدها الباء (1318) جبر بن أوس من بني زريق بدري ليس له كثير حديث كذا أورده بن حبان وقد تقدم جزء بن أنس وما فيه من الخلاف وهو الصواب (1319) جبر غير منسوب ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وأخرج من طريق عن عثمان الوقاصي عن الزهري عن عبد الله بن جبر عن أبيه قال قرأت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبر أسمع ربك ولا تسمعني استدركه بن الاثير على من تقدمه قلت وهو تصحيف وإنما هو جهر بالهاء بدل الموحدة كما تقدم قريبا وقد ذكرنا ما فيه هناك (1320) جبر بن زيد والد أبي عبس سيأتي في ترجمة علبة بن زيد ما يوهم أن له صحبة ورواية وليس كذلك وإنما الصحبة والرواية لولده أبي عبس (1321) جبلة بن ثابت أخو زيد وهم فيه بعض الرواة فروى حديث بن إسحاق عن فروة بن نوفل عن جبلة أخي زيد وهو زيد بن حارثة فظنه الراوي زيد بن ثابت فنسب أخاه لذلك والحديث معروف لجبلة بن حارثة كما تقدم في القسم الاول (1322) جبلة بن شراحيل أخو حارثة جعل له بن منده ترجمة مفردة فرد ذلك عليه أبو نعيم وقال إنما هو جبلة بن حارثة أخو زيد المتقدم وحارثة أبوه لا أخوه وهذا هو الصواب قلت وسبب الوهم فيه أن في آخر قصة زيد بن حارثة من طريق أولاده كما سيأتي في
[ 643 ]
ترجمة أبيه حارثة فقال حارثة يا بني أما أنا فإني مواسيك بنفسي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فآمن حارثة بن شراحيل وأبي الباقون ورجعوا إلى البرية ثم إن أخاه جبلة رجع فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فابن منده جعل الضمير في قوله أخاه يعود على حارثة لانه أقرب مذكور وأبو نعيم جعله يعود على زيد لانه المحدث عنه وكلاهما محتمل لكن يترجح ما قال أبو نعيم بأن جبلة بن حارثة معروف في الصحابة باسمه وصحبته بخلاف عمه زيد فإنه لم يسم الا في هذه الرواية المحتملة فالله أعلم ثم إنها مع ذلك شاذة مخالفة للمشهور أن زيد بن حارثة لما أختار النبي صلى الله عليه وسلم طابت نفس أبيه وعمه وتركاه ورجعا كذلك ذكره أهل السير وكذا روى بن مردويه في تفسيره من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس (1323) جبلة غير منسوب فرق بن شاهين بينه وبين جبلة بن حارثة وهو هو والحديث الذي أورده حديثه وهو حديث بن إسحاق عن رجل عن جبلة في قراءة قل يا أيها الكافرون عند النوم وقد أخرجه بن قانع من رواية شريك عن بن إسحاق عن فروة بن نوفل عن جبلة بن حارثة (1324) جبير بن الحارث صوابه جبيب بموحدتين وقد تقدم (1325) جبير بن الحارث الاعرابي ذكر الافشهري في فوائد رحلته بسند مطول إلى الامير أبي المكارم عبد الكريم بن الامير نصر الديلمي قال كنت في خدمة الامام الناصر العباسي فخرج إلى الصيد فركض في أثر صيد وتبعه بعض خواصه فانتهينا إلى أرض قفر وإذا هناك قليل عرب فتقدم مشايخهم وقد عرفوا الخليفة فقبلوا الارض وقدموا ما أمكنهم من الطعام وقالوا يا أمير المؤمنين عندنا تحفة نتحفك بها قال وما هي قالوا إنا كلنا بنو رجل واحد وهو حي يرزق وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر معه حفر الخندق قال ما اسمه قالوا جبيربن الحارث قال أروني إياه فأنزلوه في مهد كهيئة طفل فذكر نحو قصة رتن الهندي قال وكان ذلك سنة ست وسبعين وخمسمائة وقد سقتها بتمامها في لسان الميزان (1326) جبير بن النعمان بن أمية الانصاري والد خوات بن جبير
[ 644 ]
ذكره سعيد بن يعقوب السراج في الافراد وروى من طريق زيد بن أسلم عن خوات بن جبير عن أبيه قال جلست مع نسوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك فقلت بعير شرد لي الحديث وهذا غلط نشأ عن سقط وإنما هو عن بن خوات والصحبة لخوات والقصة المذكورة معروفة له الجيم بعدها الحاء والذال (1327) الجحاف بن حكيم بن عاصم بن سباع بن خزاعي بن محارب بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي الفارسي المشهور صاحب الوقائع المشهورة في زمن عبد الملك بن مروان استدركه بن الاثير على من تقدمه واستدل بقوله من أبيات يصف فيها خيول بني سليم شهدن مع النبي مسومات حنينا وهي دامية الحوافي قلت ولا دلالة في هذا على صحبته وإنما افتخر بقومه بني سليم وكانوا يوم حنين كثيرا وقصة العباس بن مرداس السلمي في ذلك مشهورة وقد وجدت لابن الاثير سلفا لكن تولى رده من هو أعلم منه فروى بن عساكر بسند صحيح إلى محمد بن سلام الجمحي قال قال لي أبان الاعرج قد أدرك الجحاف الجاهلية فقلت له لم تقول ذلك فقال لقوله فذكر هذا البيت قال محمد بن سلام فقلت إنما عنى خيل قومه بني سليم قال ثم ذكرت ذلك بعد لعاصم بن السري فقال حدثني قيس بن الهيثم أنه أعطى حكيم بن أمية جارية فولدت له الجحاف في غرفة دارنا انتهى فعرف بذلك أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بزمان وقد زعم أبو تمام في الحماسة أن الابيات المذكورة لغيره وهو الحريش بن هلال القريعي فالله أعلم وقال بن سيد الناس في أسماء الصحابة الشعراء استدركه بن الامين على بن عبد البر ومن خطه نقلت وقال ذكره هشام وقال له شعر في فتح مكة والذي رأيت في
[ 645 ]
السيرة عن بن إسحاق وقال قائل من بني جذيمة وبعضهم يقول امرأة يقال لها سلمى فذكر شعرا أوله لولا مقال القوم للقوم أسلموا للاقت سليم يوم ذلك ناطحا قال فأجابها العباس بن مرداس ويقال الجحاف بن حكيم دعي عنك تقوال الضلال كفى بنا لكبش الوغى في اليوم والامس ناطحا الابيات قلت ولا دلالة فيها على الصحبة وإنما قال ذلك مفتخرا بقومه كما تقدم (1328) جحش الجهني ذكره الطبراني وهو خطأ نشأ عن تصحيف فإنه روى من طريق بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن عبد الله بن جحش الجهني عن أبيه قال قلت يا رسول الله إن لي بادية أنزلها أصلي فيها فمرني بليلة في هذا المسجد الحديث هكذا أورده وقد أخرجه أبو داود من طريق بن إسحاق فقال فيه عن التميمي عن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه فسقط من الاسناد بن وأبدل جحش بأنيس وابن عبد الله اسمه ضمرة سماه الزهري في روايته لهذا الحديث (1329) جذية غير منسوب ذكره بن شاهين وهو خطأ وأخرج من طريق الذيال بن عبيد عن حنظلة بن حنيفة عن جذية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتم بعد احتلام قال أبو موسى هذا تصحيف وإنما هو عن جده واسمه حنظلة قلت وسيأتي على الصواب في موضعه وأظن الصواب عن حذيم كما سيأتي في الحاء المهملة
[ 646 ]
الجيم بعدها الراء (1330) جردان ذكره الذهبي مستدركا بين جرثوم وجرموز وإنما هو جودان بواو وقد مضى على الصواب (1331) جرجيس الراهب مضى في بحيرا في الموحدة (1332) جرهد بن رداح الاسلمي يكنى أبا عبد الرحمن وكان من أهل الصفة ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وفرق بينه وبين جرهد بن خويلد وهما واحد نسب إلى جد له والصواب رزاح بالزاي لا بالدال قال بن سعد وأبو عبيد جرهد بن رزاح الاسلمي يكنى أبا عبد الرحمن وكان شريفا قال البغوي وعن الزهري هو جرهد بن خويلد الاسلمي وقال بن قانع هو جرهد بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن سهم كذا قال فاسقط من آبائه جماعة (1333) جرو بن جابر من شيوخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال بن حبان في ثقات الثقات يروي المراسيل (1334) جريج بن سلامة أبوشاه ذكره بن شاهين فصحف اسمه وكنيته هو حديج بمهملة ودال وكنيته أبو شباث بمعجمة ثم موحدة خفيفة وآخرة مثلثة وسيأتي في الحاء المهملة على الصواب (1335) جرير أو أبو جرير صوابه بالحاء المهملة وآخره زاي ذكره في الجيم البغوي وابن منده وقالا لا يثبت
[ 647 ]
الجيم بعدها الشين والعين والفاء (1336) جشيش الكندي ذكره بن شاهين والصواب بزيادة فاء كما تقدم (1337) جفال ذكره الازدي بفاء مشددة والصواب جعال كما تقدم (1338) جفشيش بن الاسود الكندي استدركه الذهبي وغاير بينه وبين جفشيش بن النعمان وهما واحد وهو جفشيش بن النعمان ويقال بن الاسود بن معد يكرب كما تقدم (1339) جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الاسدي روى بن منده من طريق إبراهيم بن العلاء وأبو نعيم من طريق الحسن بن عرفة كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن الزبير وجعفر بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين قال بن منده هو وهم والصواب ما رواه أبو اليمان وغيره عن إسماعيل بهذا الاسناد أن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر بايعا قلت كان الغلط فيه من إسماعيل فإن إبراهيم بن العلاء لم يتفرد به والحق ما قال بن منده فإن جعفر بن الزبير ولد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر وهو أصغر من عروة (1340) جعفر أبو زمعة البلوي صحابي بايع تحت الشجرة ثم سكن مصر واختلف في اسمه فقيل جعفر وقيل عبد هكذا استدركه بن الاثير وقال ذكره أبو موسى في عبد ولم يذكره في جعفر انتهى قلت وقد غلط فيه بن الاثير غلطا بينا وذلك أن أبا موسى قال ما نصه عبد بن زمعة البلوي ممن بايع تحت الشجرة سكن مصر اختلف في اسمه قال جعفر قيل اسمه عبد انتهى فكأن نسخة بن الاثير كان فيها تحريف وجعفر الذي نقل أبو موسى عنه هو المستغفري وأبو موسى كثير النقل عنه في كتابه فلهذا ربما لم ينسبه
[ 648 ]
(1341) جعفر العبدي تابعي أرسل حديثا فذكره علي بن سعد في الصحابة وروى عن الحسن بن عرفة عن المعتمر عن ليث عن زيد عن جعفر العبدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للمساكين من أمتي قال أبو موسى إن كان هذا هو جعفر بن زيد العبدي فهو تابعي معروف وإلا فما أعرفه قلت هو هو فقد ذكره البخاري في التاريخ وذكر هذا الحديث في ترجمته من طريق معتمر وقال هو مرسل (1342) جعفر بن نسطور الرومي أحد الكذابين الذين ادعوا الصحبة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمئين من السنين قرأته بخط مغلطاي مستدركا على بن الاثير وكذا استدركه بن الدباغ على بن عبد البر وكذا استدركه الذهبي في التجريد لكن قال الاسناد إليه ظلمات والمتون باطلة وهو دجال أو لا وجود له رؤى بناحية فاراب من أرض الترك في سنة خمسين وثلاث مائة قلت لم تطب نفسي بإخراجه في القسم الاول وقد وقعت لنا نسخة من طريق منصور بن الحكم الزاهد الفرغاني عنه فمنها قال حدثني جعفر بن نسطور الرومي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فسقط السوط من يده فنزلت عن جوادي وأخذته فدفعته إليه فقال مد الله في عمرك مدا فعشت بعدها ثلاثمائة وعشرين سنة أخبرنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة أنبأنا إسحاق بن يحيى الآمدي أنبأنا يوسف بن خليل أنبأنا مسعود الجمال أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الواعظ القومسي إملاء أنبأنا أبو شجاع عمر بن علي العراقي أنبأنا منصور بن الحكم ومنها من مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة الحديث وسمعت من حديثه أيضا في آخر مشيخته شهدة بنت الابري وستأتي في ترجمة نسطور الرومي وقال السلفي أخبرنا عبد الله بن عمر بن خلف القروي بمكة سنة سبع وتسعين وأربعمائة أخبرنا علي بن الحسين بن إسماعيل الكاشغري أخبرني أبو داود سليمان بن
[ 649 ]
نوح بن محمد المرغيناني أخبرنا منصور بن الحكم الفقيه فذكر النسخة وهي أحد عشر حديثا منها الحديثان المذكوران ومنها كنا جلوسا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يستاك فأشار بيده اليمني ثم اليسرى فقلنا يا رسول الله ما نرى أحدا إلى من تشير قال كان جبرائيل وميكائيل بن يدي فأشرت إلى جبرائيل فقال ناول ميكائيل فإنه أكبر مني وروى النسخة أيضا وجاء من طريق أبي المظفر ميمون بن محمود حدثني الشريف عبد الجليل عن عمر بن الحسين الكاشغري عن بن نسطور عن أبيه وسيأتي في النون (1343) جعفي بن سعد العشيرة وهو من مذحج وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد جعفة في الايام التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره بن أبي حاتم في كتابه وتبعه أبو عمر فنقله عنه ولم يتعقبه قال بن الاثير هذا من أغرب ما يقوله عالم فإن جعفي بن سعد العشيرة مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بدهر طويل فإن بعض من صحبه بينه وبين جعفي من الآباء عشرة فأكثر قلت الذي أظنه أنه رأى في المغازي وفد جعفي بن سعد العشيرة من مذحج كما جرت عادتهم من تراجمهم بأسماء القبائل ثم يذكرون أسماء من وفد منهم فكأنه تخيل أنه وفد بفتح الفاء فخرج له منه أن جعفي بن سعد العشيرة هو الوافد وليس كذلك لانه صير الاسم فعلا واسم القبيلة اسم الوافد واللوم على أبي عمر في هذا أشد من اللوم على بن أبي حاتم الجيم بعدها اللام والميم (1344) الجلاح أبو خالد استدركه الذهبي على من تقدمه وعزاه لطبقات بن سعد فصحف وإنما هو اللجلاج بجيمين وأوله لام كما سيأتي في حرف اللام (1345) جمد الكندي روى بن منده من طريق حماد عن عاصم أن جمدا الكندي قال لان أوتى بقصعة فأصيب منها أحب إلي من أن أبشر بغلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال إنهم ثمرة الفؤاد
[ 650 ]
قال أبو نعيم المشهور أن قائل ذلك الاشعث فلعله شبة قلة رحمة الاشعث بالجماد فلقبه جمدا قلت وليس كذلك بل المعروف أن الاشعث بشر بغلام من ابنة جمد الكندي فقال ما قال وجمد هو أحد الملوك الاربعة الذين ارتدوا فقتلوا في خلافة أبي بكر وكانت ابنته تحت الاشعث (1346) جميس بن يزيد بن مالك النخعي له وفادة فيما قيل قلت لم يذكر الذهبي من أين نقله ولم أره في أسد الغابة في باب ج م وهو تصحيف وإنما هو جهيش بجيم وهاء مصغرا وقد تقدم في الاول وقد أعاده الذهبي على الصواب لكن قال ذكره بن الكلبي الجيم بعدها النون (1347) جندب بن بجيلة هو بن عبد الله يأتي قلت كذا في التجريد وهو تصحيف وإنما وقع في بعض الطرق جندب بن بجيلة (1348) جندب بن زهير العامري فرق بن فتحون في الذيل بينه وبين جندب بن زهير الازدي وهما واحد وهو الغامدي بالغين المعجمة والدال لا العامري بالمهملة والراء وغامد بطن من الازد (1349) جندب أبو ناجية ذكره بن منده وروى من طريق إبراهيم بن أبي داود عن مخول بن إبراهيم عن إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الاسلمي عن ناجية بن جندب عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد الهدي فقلت يا رسول الله ابعث معي بالهدي الحديث وهكذا أخرجه الباوردي والطحاوي وقال بن منده خالفه أبو حاتم الرازي عن مخول وقال أبو نعيم هذا وهم فيه بعض الرواة فقلب رواية مجزاة عن أبيه عن ناجية فجعله مجزأة عن ناجية عن أبيه ثم ساقه على الصواب من طريق عمرو بن محمد العنقزي عن
[ 651 ]
إسرائيل قال واتفقت رواية الاثبات عن إسرائيل على هذا قلت قد رواه النسائي من رواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن مجزأة أخبرني ناجية بن جندب فيحتمل أن يكون مجزأة سمعه من ناجية ومن أبيه عن ناجية وأما جندب فلا مدخل له في الاسناد فالله أعلم (1350) جنيد بن سميع المزني ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد هو جنيد بن سبيع كما تقدم على الصواب في القسم الاول (1351) جنيفة النهدي ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد وهو تصحيف وإنما هو جفينة بتقديم الفاء على النون وقد تقدم الجيم بعدها الهاء (1352) الجهدمة غير منسوب ذكره بن شاهين في أواخر حرف الجيم وساق من طريق منصور بن أبي الاسود عن أبي جناب عن إياد عن الجهدمة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وبرأسه ردع الحناء وألفيت حاشيه بخط بعض الحفاظ على هامشه الجهدمة امرأة وهي زوج بشير بن الخصاصية وقد ذكرها المصنف في النساء لكن تقدم عن تجريد الذهبي في الاول جحدمة بالمهملة لا بالهاء وذكر أن له حديثا من رواية أبي جناب عن إياد بن لقيط عنه ثم قال وقيل هو أبو رمثة انتهى ولا أعرف من سمي أبا رمثة هذا الاسم وسيأتي في الكنى (1353) جهم الاسلمي روى بن منده من طريق بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن أبي إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية بن جهم الاسلمي عن جهم أنه قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني قد أردت الجهاد الحديث قلت وهو غلط صحف بن لهيعة اسمه ونسبته وإنما هو جاهمة السلمي كما تقدم على الصواب الجيم بعدها الواو (1354) جون بن قتادة بن الاعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميمي تابعي
[ 652 ]
غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي وغيره في الصحابة وأبوه صحابي يأتي في موضعه قال البغوي حدثنا جدي هو أحمد بن منيع وشجاع بن مخلد قالا حدثنا هشيم وروى بن قانع من طريق الحسن بن عرفة وروى بن منده من طريق يحيى بن أيوب كلاهما عن هشيم أخبرنا منصور عن الحسن عن جون بن قتادة التميمي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء وأراد أن يشرب فقال له صاحب السقاء إنه جلد ميتة فذكروا ذلك له فقال اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها قال البغوي هكذا حدث به هشيم لم يجاوز به جون بن قتادة وليست لجون صحبة وقال بن منده وهم فيه هشيم وليست لجون صحبة ولا رؤية قال وقد رواه قتادة عن الحسن عن جون عن سلمة بن المحبق وقال أبو نعيم قد رواه زكريا بن يحيى بن زحمويه عن هشيم فذكر سلمة بن المحبق في الاسناد ثم ساقه من طريقه كذلك وقال جوده زحمويه والراوي عنه أسلم بن سهيل الواسطي من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط فتبين أن الواهم فيه غير هشيم وتعقبه المزي بأن كلام بن منده صواب وأن الوهم فيه من هشيم وأن رواية زحمويه شاذة قلت ويحتمل أن يكون هشيم حدث به على الوهم مرارا وعلى الصواب مرة واغتر أبو محمد بن حزم بظاهر إسناد هشيم فروى من طريق الطبري عن محمد بن حاتم عن هشيم فذكره كما رواه أحمد بن منيع ومن تابعه وقال هذا حديث صحيح وجون قد صحت صحبته
[ 653 ]
وتعقبه أبو بكر بن معوز فقال هذا خطأ فجون رجل تابعي مجهول لا يعرف روى عنه الا الحسن وروايته لهذا الحديث إنما هي عن سلمة بن المحبق أخطأ فيه محمد بن حاتم قلت ولم يصب في نسبته للخطأ فيه إلى محمد بن حاتم وأما قوله أن جونا مجهول فقد قاله أبو طالب والاثرم عن أحمد بن حنبل وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني جون معروف وإن كان لم يرو عنه الا الحسن وعده في موضع آخر في شيوخ الحسن المجهولين وقد روى جون بن قتادة أيضا عن الزبير بن العوام وشهد معه الجمل وأما رواية قتادة التي أشار إليها بن منده فرواها أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم ولم يختلف عليه في ذكر سلمة بن المحبق في إسناده والله أعلم
[ 654 ]
حرف الهاء المهملة القسم الاول باب الحاء بعدها الالف (1355) حابس بن دغنة الكلبي له خبر في أعلام النبوة وله صحبة كذا أورده أبو عمر مختصرا والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبي من حديث عدي بن حاتم قال كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنة فبينما أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مروع الفؤاد فقال دونك إبلك فقلت ما هاجك قال بينما أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهى كأن رأسه رخمة فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى فقال يا حابس بن دغنة يا حابس لا تعرضن بقلبك الوساوس هذا سنا النور بكف القابس فاجنح إلى الحق ولا تدالس قال ثم غاب فروحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي ثم اضطجعت فإذا راكب قدركضني فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول يا حابس أسمع ما أقول ترشد ليس ضلول حائر كمهتدي لا تتركن نهج الطريق الاقصد قد نسخ الدين بدين أحمد قال فأعمى والله علي ثم أفقت بعد زمن فذكر بقية القصة وفي آخرها قال حابس يا عدي قد امتحن الله قلبي للاسلام ففارقني فكان آخر عهدي
[ 655 ]
(1356) حابس بن ربيعة التميمي قال بن حبان حابس التميمي له صحبة وقال بن السكن يعد في البصريين روى عنه ابنه حية بتحتانية ثقيلة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول العين حق رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة والبخاري في تاريخه وفي الادب المفرد كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن حية وقال شيبان عن يحيى عن حية عن أبي هريرة والاول أصح قال بن السكن يقال له صحبة واختلف على يحيى بن كثير فيه ولم نجده الا من طريقه وقال البغوي لا أعلم له الا هذا الحديث وقال بن عبد البر في إسناد حديثه اضطراب وسمي أباه ربيعة قلت ووقع في بعض طرقه حية بن حابس أو عابس ومن الاختلاف فيه ما أخرجه بن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير حدثني حية بن حابس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فسقط منه عن أبيه وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء المهملة فقال حية بياء تحتانية وأشار إلى الوهم فيه وأن الصواب عن حبة بموحدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 656 ]
(1357) حابس بن ربيعة اليماني قال بن حبان له صحبة وقال الباوردي قتل بصفين مع معاوية وروى الطبراني من طريق عبد الواحد بن أبي عون قال مر علي بن أبي طالب بصفين على حابس وكان يعد من العباد فذكر قصة (1358) حابس بن سعد بن المنذر بن ربيعة بن سعد بن يثربي الطائي ذكره بن سعد وأبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من الصحابة وذكره بن سميع في الطبقة الاولى من الصحابة وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى أحمد من طريق عبد الله بن غابر قال دخل حابس بن سعد المسجد في السحر وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الناس يصلون في صفة المسجد فقال مراءون فأرعبوهم إن الملائكة تصلي من السحر في مقدم المسجد هذا موقوف صحيح الاسناد وقال بن السكن روى بعضهم عنه حديثا زعم فيه أن له صحبة وذكره بن أبي حاتم وخليفة وغير واحد وأنه قتل بصفين مع معاوية فكأنه عندهم الذي قبله لكن فرق بينهما الباوردي وغيره وذكر بن عبد البر أنه يعرف في أهل الشام باليماني ونقل بعض أهل العلم بالاخبار أن عمر قال له إني أريد أن اوليك قضاء حمص فذكر قصة في رؤياه اقتتال الشمس والقمر وأنه كان مع القمر وأن عمر قال له كنت مع الآية الممحوة لا تلي لي عملا (1359) حابس بن سعد اليماني ذكره عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تسمية من نزل حمص من الصحابة قال وكان نزل بحمص ثم أرتحل إلى مصر حكى ذلك عن محمد بن عوف وغيره وفرق بينه وبين حابس بن سعد الذي قبله ويحتمل أن يكونا واحدا وسعد وسعيد متقاربان (1360) حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم الدارمي التميمي والد عطارد يأتي ذكره في ترجمة صفوان بن أسيد في حرف الصاد المهملة وفيه قصة إسلامه وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على صدقات بني تميم
[ 657 ]
وقد مضى له ذكر في ترجمة أكثم بن صيفي في القسم الثالث ويأتي له ذكر في ترجمة خالد بن مالك قال المرزباني كان رئيس بني تميم في عدة مواطن وهو الذي رهن قوسه عند كسرى على مال عظيم ووفى به وأنشد له يفتخر ومنا بن ماء المزن وابن محرق إلى أن بدت منهم بجير وحاجب ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا جميعا ومنا الفخر ما هو كاذب (1361) حاجب بن زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة الانصاري الاوسي ثم البياضي ذكر الطبري أنه شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن شيوخه أخرجه أبو عمر واستدركه أبو موسى (1362) حاجب بن زيد أو يزيد الانصاري الاشهلي وقيل هو حليف لهم من أزد شنوءة استشهد يوم اليمامة كذا ذكره في التجريد وقد ذكره سيف فيمن قتل باليمامة من بني عبد الاشهل وقال بعد ذكر جماعة وحاجب بن زيد ولم يزد على ذلك ذكر من اسمه الحارث (1363) الحارث بن أسد بن عبد العزى بن جعونة بن عمرو بن القيس بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخزاعي قال هشام بن الكلبي له صحبة استدركه بن فتحون وذكره بن ماكولا وهو في الجمهرة (1364) الحارث بن أقيش بقاف ومعجمة مصغرا ويقال وقيش العكلي ثم
[ 658 ]
العوفي حليف الانصار ويقال هو الحارث بن زهير بن أقيش أخرج بن ماجة حديثه في الشفاعة بسند صحيح وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد وقد أخرجه بن خزيمة مجموعا إلى الحديث الآخر ووقع عند البغوي تصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم (1365) الحارث بن الاسلت أبو قيس مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى (1366) الحارث بن أشيم يأتي في الحارث بن أوس (1367) الحارث بن أنس بن رافع الانصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن شاهين في ترجمة شريك بن أبي الحيسر واسم أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل أخو الحارث بن أنس الذي شهد بدرا شهد شريك وابنه عبد الله معه أحدا فيما حدثنا محمد عن محمد بن يزيد عن رجاله (1368) الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب الانصاري من بني النبيت بفتح النون وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم مثناة ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر أخشى أن يكون هو الحارث بن أنس بن رافع قلت بل هو غيره كما سأبينه في الذي بعده (1369) الحارث بن أنيس أبو عبد الرحمن الفهري يأتي في الكنى وقيل هو الحارث بن يزيد (1370) الحارث بن أهبان يأتي في الحارث بن وهبان
[ 659 ]
(1371) الحارث بن أوس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل الانصاري الاوسي ثم الاشهلي ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا وذكره موسى بن عقبة فقال الحارث بن أوس ولم يسم جده وذكره بن لهيعة عن أبي الاسود لكن قال الحارث بن أشيم أخرجه الطبراني وقيل فيه الحارث بن أنس بن رافع (1372) الحارث بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الاعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج الانصاري ذكره القداح في نسب الانصار وابن سعد وأنه شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم أجنادين (1373) الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان الانصاري ثم الاوسي بن أخي سعد بن معاذ سيد الاوس ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد من طريق علقة بن وقاص عن عائشة قال خرجت يوم الخندق فسمعت حسا فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه الحديث وصححه بن حبان وقال أبو عمر شهد بدرا واستشهد يوم أحد وهو بن ثمان وعشرين سنة قلت تبع في ذلك بن الكلبي وهو وهم تعقبه بعض أهل النسب فقال لم أجده في قتلى أحد الشهداء قلت يحتمل أن يكون المستشهد بأحد غيره لان أحدا قبل الخندق بمدة وقد ذكر بن إسحاق فيمن استشهد بأحد الحارث بن أوس بن معاذ لكن لم يقل إنه بن أخي سعد بن معاذ فهو غيره أما بن أخي سعد فقد شهد أيضا قتل كعب بن الاشرف فسيأتي في ترجمة أبي نائلة في حرف النون من الكنى أن سعد بم معاذ قال له أذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس
[ 660 ]
وثبت في البخاري من حديث جابر أن محمد بن سلمة جاء معه برجلين أبو قيس بن جابر والحارث بن أوس فهو هذا والله أعلم (1374) الحارث بن أوس بن المعلى بن لوذان أبو سعد يأتي في الكنى (1375) الحارث بن أوس الثقفي قال بن سعد له صحبة وفرق بينه وبين الحارث بن عبد الله بن أوس وكذا فرق بينهما أبو حاتم وابن حبان وقيل هما واحد (1376) الحارث بن بدل يأتي في القسم الاخير (1377) الحارث بن البرصاء هو بن مالك والبرصاء أمة يأتي (1378) الحارث بن بلال المزني ذكر سيف في الفتوح عن شيوخه أن خالد بن الوليد تركه مع المثنى بن حارثة حين قاسمه من معه من الصحابة وذكر في موضع آخر أنه كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نصف جديلة بني طيئ وهذا غير الحارث بن بلال المزني الاتي في الرابع (1379) الحارث بن تبيع الرعيني ذكر عبد الغني بن سعيد عن أبي سعيد بن يونس أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شهد فتح مصر وتبيع بالتصغير وقيل بوزن عظيم (1380) الحارث بن تميم يأتي في الحارث بن أبي وجزة (1381) الحارث بن ثابت بن سعيد بن عدي بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الانصاري ذكر بن شاهين عن شيوخه أنه استشهد بأحد وذكره بن عبد البر فسمى جده سفيان بدل سعيد والله أعلم
[ 661 ]
(1382) الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ذكر بن شاهين أيضا عن شيوخه أنه استشهد بأحد وجوز بن الاثير أن يكون هو الذي قبله فلم يصب فإنه غيره لاختلاف النسبين (1383) الحارث بن جماز بن مالك بن ثعلبة بن عتبان حليف بني ساعدة ذكره الطبري فيمن شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن شيوخه وقال هذا هو أخو كعب بن جماز (1384) الحارث بن جندب العبدي أحد وفد عبد القيس ذكره بن سعد وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس إن شاء الله تعالى وأنه قدم مع الوفد فأسلم (1385) الحارث بن الجنيد العبدي ذكره الاسماعيلي في الصحابة وساقه بسند فيه علي بن قرين عن سعد بن عمرو الطائي سمعت رجلا من بني عصر يقال له الحارث بن عصر يقول سمعت الحارث بن الجنيد يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والجدال فإن الجدال لا يدل على خير الحديث وعلي اتهموه (1386) الحارث بن الحارث الاشعري الشامي صحابي تفرد بالرواية عنه أبو سلام قال الازدي والحارث هذا يكنى أبا مالك وقد خلطه غير واحد بأبي مالك الاشعري فوهموا فإن أبا مالك المشهور بكنيته المختلف في اسمه متقدم الوفاة على هذا وهذا مشهور باسمه وتأخر حتى سمع منه أبو سلام وقد أوضحت حاله في تهذيب التهذيب
[ 662 ]
(1387) الحارث بن الحارث الازدي بسكون الزاي وقد تبدل سينا روى الباوردي والطبراني وغيرهما من طريق عبادة بن نسي عن عدي بن هلال السلمي عن الحارث بن الحارث الازدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند فراغه من طعامه اللهم لك الحمد أطعمت وسقيت وآويت لك الحمد الحديث (1388) الحارث بن الحارث الغامدي يكنى أبا المخارق قال بن السكن يعد في الحمصيين أخرج البخاري في التاريخ وأبو زرعة الدمشقي والبغوي وابن أبي عاصم والطبراني من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدثني الحارث بن الحارث الغامدي قال قلت لابي ونحن بمنى ما هذه الجماعة قال هؤلاء اجتمعوا على صابئ لهم قال فتشرفت فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله وهم يردون عليه الحديث وروى البخاري أيضا وابن السكن من طريق شريح بن عبيد عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرة وغيرهما في الائمة من قريش قال البخاري ورواه خالد بن معدان عن الحارث بن الحارث الغامدي ورواه بن السكن من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن الحارث الغامدي وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث وذكر أبو القاسم بن عيسى في طبقات الحمصيين عن محمد بن عوف أنه قال ما أخلقه أن يكون من أهل حمص ثم ذكر أنه روى عنه سليم بن عامر وخالد بن معدان وشريح بن عبيد أنه كانت له قطيعة تمر عين وأنه شهد وقعة راهط (1389) الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأجنادين وكذا ذكره أبو حذيفة البخاري في المبتدأ وابن إسحاق وغير واحد
[ 663 ]
وعند سيف في الفتوح أنه استشهد باليرموك وقال البلاذري ذكر بعضهم أنه هاجر مع إخوته إلى الحبشة قال وليست هجرته تثبت وسيأتي ذكر والده (1390) الحارث بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي قال بن عبد البر كان من المؤلفة قلوبهم وأما أبوه فلا يصح إسلامه قلت سيأتي الرد عليه في ترجمة الحارث بن كلدة (1391) الحارث بن أبي حارثة ذكر بن فتحون عن الطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب إليه ابنته جمرة بنت الحارث فقال إن بها سوءا ولم تكن كما قال قال فرجع فوجدها قد برصت (1392) الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي هاجر أبوه إلى الحبشة فولد له الحارث بها ومحمد قاله الزهري وفي كلام مصعب ما يدل على أن الحارث ولد قبل هجرة الحبشة وأن الذي ولد له فيها أخوه محمد ووهل بن منده فحكى عن بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة الحارث بن حاطب والذي في مغازي بن إسحاق ومختصرها لابن هشام حاطب بن الحارث وللحارث بن حاطب رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروايته في أبي داود والنسائي روى عنه حسين بن الحارث الجدلي وغيره وقال مصعب الزبيري استعمله مروان على المساعي أي بالمدينة وعمل لابنه عبد الملك على مكة وأما بن حبان فذكره في التابعين فوهم لان نص حديثه عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 664 ]
(1393) الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الانصاري الاوسي أخو ثعلبة بن حاطب ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكر هو وابن إسحاق أنه صلى الله عليه وسلم رده ورد أبا لبابة من الروحاء وضرب لهما بسهميهما وأجرهما ووهم بن منده فذكر هذا القدر في ترجمة الذي قبله وروى الطبراني بسند ضعيف أن هذا شهد صفين مع علي رضي الله تعالى عنه (1394) الحارث بن الحباب بن الارقم بن عوف بن وهب الانصاري أبو معاذ القاري أخو حارثة بن النعمان لامه ذكره العدوي فيمن شهد أحدا واستشهد يوم حسر أبي عبيد وذكره بن شاهين عن شيوخه وقال بن السكن مات في خلافة عمر (1395) الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جبلة بن مالك بن سلامان بن أسلم الاسلمي ذكره بن الكلبي فيمن شهد الحديبية وتبعه بن جرير وابن شاهين (1396) الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي القرشي العامري ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل مصر من الصحابة قال وقتل بأفريقية مع معبد بن العباس بن عبد المطلب واستدركه بن فتحون (1397) الحارث بن حسان ويقال بن يزيد البكري الذهلي ويقال اسمه حريث ولعله تصغير
[ 665 ]
روى له أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو وائل وسماك بن حرب وإياد بن لقيط وقال البغوي كان يسكن البادية روى الطبراني من طريق سماك بن حرب قال تزوج الحارث بن حسان وكانت له صحبة وكان الرجل إذا عرس تخدر أياما فقيل له في ذلك فقال والله أن امرأة تمنعني صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء وفي حديثه أن قدومه كان أيام بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاصي في غزوة السلاسل ووقفت في الفتوح أن الاحنف لما فتح خراسان بعث الحارث بن حسان إلى سرخس فكأنه هذا (1398) الحارث بن أبي حيسر هو الحارث بن أنس بن رافع تقدم (1399) الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التميمي ذكره بن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة وروى بن عائذ من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة عن بن عباس قال وممن هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب الحارث بن خالد بن صخر وروى بن أبي شيبة من طريق موسى بن عبيدة حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث وكان جده من المهاجرين وقال بن إسحاق ولدت له زوجته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب بأرض الحبشة موسى وعائشة وزينب وفاطمة ولما قدم المدينة زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب
[ 666 ]
ويقال إنه لما خرج من الحبشة كان معه أولاده فشربوا ماء في الطريق فماتوا كلهم الا الحارث وحكى بن عبد البر عن مصعب الزبيري هذا فذكر بدل زينب إبراهيم وقد تقدم ما فيه في إبراهيم بن الحارث (1400) الحارث بن خالد القرشي قال بن منده روى حديثه هشيم بن عبد الرحمن العدوي عن موسى بن الاشعث أن رجلا من قريش يقال له الحارث بن خالد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتى بوضوء فتوضأ الحديث وجوز بن الاثير أن يكون هو الذي قبله (1401) الحارث بن خزمة بفتح المعجمة والزاي بن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الانصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وقال الطبري شهد بدرا والمشاهد ومات بالمدينة سنة أربعين وهو بن سبع وستين وروى بن منده بإسناد ضعيف عن الحارث بن خزمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وروى بن أبي داود في كتاب المصاحف من طريق بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال أتى الحارث بن خزمة إلى عمر بهاتين الآيتين * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * إلى آخر السورة وقال الطبراني كان من القواقلة وحالف بني عبد الاشهل وكنيته أبو بشر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين إياس بن البكير (1402) الحارث بن خضرامة الضبي أو الهلالي يأتي في الحر
[ 667 ]
(1403) الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري وقع في البخاري ما يدل على أنه صحابي فأخرج من طريق أسلم عن عمر قال لقد رأيت أبا هذه يعني بنت خفاف وأخوها حاصرا حصنا زمانا الحديث ولم يذكروا لخفاف ولدا سوى مخلد والحارث ومخلد تابعي شهير فانحصر كلام عمر في الحارث والله أعلم (1404) الحارث بن راشد الناجي ذكره وأخاه منجاب بن راشد أبو الحسن المدائني وسيف بن عمر فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به قال وكانا عثمانيين فأما الحارث فأفسد في الارض فسير إليه علي جيشا فأوقعوا ببني ناجية فذكر القصة مطولة وذكروا في الفتوح أنه كان على عبد القيس لما ارتد أهل عمان ومعه صيحان بن صوحان (1405) الحارث بن رافع قال عبدان المروزي سمعت أحمد بن سيار يقول الحارث بن رافع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن استشهد بأحد لا يعرف له حديث استدركه أبو موسى (1406) الحارث بن ربعي أبو قتادة الانصاري في الكنى (1407) الحارث بن الربيع بن زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسي بالموحدة روى بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي حدثني أبو الشغب العبسي قال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس من بني عبس فأسلموا فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بخير منهم الحارث بن الربيع بن زياد
[ 668 ]
قلت وقد تقدم ذلك في ترجمة بشر بن الحارث ووالد هذا هو صاحب القصة مع لبيد بن ربيعة عند النعمان بن المنذر وله أخبار غيرها وهو من أشراف العرب في الجاهلية (1408) الحارث بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي روى بن منده من طريق قاسم الجرمي عن الثوري عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة عن أبيه عن الحارث بن أبي ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه لما قدم مكة ثلاثين ألفا الحديث وهذا الحديث معروف بأخيه عبد الله بن أبي ربيعة كذلك رواه بن المبارك عن الثوري بهذا الاسناد ورواه حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده ورواه بن أبي عاصم من طريق بن أبي فديك عن موسى وإسماعيل ابني إبراهيم عن أبيهما عن عبد الله بن أبي ربيعة ويحتمل أن يكون الحديث عند عبد الله والحارث جميعا فالله أعلم (1409) الحارث بن زهير بن أقيش العكلي روى بن شاهين من طريق الحارث بن يزيد العكلي حدثني مشيخة الحي عن الحارث بن زهير بن أقيش أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له ولقومه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني أقيش أما بعد الحديث استدركه أبو موسى وزعم بن الاثير أنه الحارث بن أقيش المتقدم ذكره وليس كما زعم
[ 669 ]
(1410) الحارث بن زيد الانصاري الساعدي روى بن أبي شيبة والطبراني من طريق سعيد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد عن الحارث بن زياد وكان من أصحاب بدر وروى أحمد وأبو داود في فضائل الانصار وابن أبي خيثمة والبخاري في التاريخ والبغوي وغيرهم من طريق عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد وكان أبوه بدريا عن الحارث بن زياد الساعدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فقلت يا رسول الله بايع هذا على الهجرة قال ومن هذا قلت حوط بن يزيد وهو بن عمي فقال إنكم معشر الانصار لا تهاجرون إلى أحد ولكن الناس يهاجرون إليكم وزعم بن قانع أنه خال البراء بن عازب فوهم وإنما ذاك الحارث بن عمرو (1411) الحارث بن زيد بن أبي أنيسة العامري يأتي في الحارث بن يزيد (1412) الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار يكنى أبا عتاب قال عبدان المروزي سمعت أحمد بن سيار يقول هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قتل سنة إحدى وعشرين واستدركه أبو موسى (1413) بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي ذكره بن منده وأبو نعيم عن بن إسحاق (1414) الحارث بن زيد بن نبيشة يأتي في الحارث بن يزيد
[ 670 ]
(1415) الحارث بن أبي سبرة الجعفي أخو سبرة بن أبي سبرة ويقال إن سبرة هو بن الحارث بن أبي سبرة فنسب إلى جده واسم أبي سبرة يزيد وسيأتي بيانه في ترجمة سبرة إن شاء الله تعالى (1416) الحارث بن سراقة بن الحارث الانصاري النجاري ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد ببدر وقيل الصواب حارثة بن سراقة الآتي ويحتمل أن يكون له أخ اسمه الحارث (1417) الحارث بن سعيد بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية الاكرمين الكندي ذكره بن شاهين بإسناده عن بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري وابن ماكولا وغيرهم (1418) الحارث بن سفيان بن عبد الاسد المخزومي بن أخي أبي سلمة بن عبد الاسد ذكره الزبير بن بكار (1419) الحارث بن سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي السهمي قدم مع أبيه من هجرة الحبشة ذكره بن عبد البر في ترجمة أبيه (1420) الحارث بن سلمة العجلاني ذكره بن إسحاق فيمن شهد أحدا قال بن منده ولا يعرف له رواية (1421) الحارث بن سليم بن ثعلبة بن كعب بن حارثة قال العدوي في نسب الانصار شهد بدرا واستشهد بأحد استدركه بن فتحون وابن الامين (1422) الحارث بن سهل بن أبي صعصعة الانصاري ذكره النفيلي عن محمد بن
[ 671 ]
سلمة عن بن إسحاق فيمن استشهد يوم الطائف وقيل الصواب الحباب بدل الحارث ويحتمل أن يكونا أخوين (1423) الحارث بن سهم النصري يأتي في الحارث بن نصر السهمي (1424) الحارث بن سواد الانصاري ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا وأخرجه الطبراني (1425) الحارث بن سويد بن الصامت الانصاري الاوسي تقدم ذكر أخيه الجلاس في الجيم قال بن الاثير اتفق أهل النقل على أنه الذي قتل المجذر بن زياد فقتله النبي صلى الله عليه وسلم به وفي جزمه بذلك نظر لان العدوي وابن الكلبي والقاسم بن سلام جزموا بأن القصة إنما وقعت لاخيه الجلاس لكن المشهور أنها للحارث وروى عبد الرزاق في تفسيره ومسدد في مسنده كلاهما عن جعفر بن سليمان والباوردي وابن منده وغيرهما من طريق جعفر عن حميد الاعرج عن مجاهد أن الحارث بن سويد كان مسلما ثم ارتد ولحق بالكفار فنزلت هذه الآية * (كيف يهدي الله قوما) * كفروا بعد ايمانهم فحملها رجل فقرأها عليه فقال الحارث والله انك لصدوق وإن الله أصدق الصادقين فأسلم وروى عبد بن حميد والفريابي من طريق بن نجيح عن مجاهد في هذه الآية نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف ومن طريق السدي نزلت في الحارث بن سويد أحد بني عمرو بن عوف وروى النسائي وابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس كان رجل أسلم ثم ارتد فذكر نحو هذه القصة ولم يسمه وأخرجه الطبري من طريق داود موصولا ومرسلا وعند أحمد بن منيع عن علي بن عاصم عن داود بلفظ إن رجلا من الانصار ارتد فذكر الحديث موصولا وكان سبب قتله المجذر أن المجذر قتل أباه سويد بن الصامت في الجاهلية فرأى
[ 672 ]
الحارث من المجذر غرة يوم أحد فقتله وهرب وفي ذلك يقول حسان بن ثابت يا حار في سنة من نوم أولكم أم كنت ويحك مغترا بجبريل أم كنت يا بن زياد حين تقتله بغرة في فضاء الارض مجهول ووقع لابن عبد البر الحارث بن سويد ويقال بن مسلم المخزومي ارتد ولحق بالكفار فنزلت * (كيف يهدي الله قوما) * الآية قلت والمشهور أنه أنصاري (1426) الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن الحارث بن نمير بن عامر النميري قال البخاري في التاريخ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني نمير وروى الباوردي ويعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد عن دلهم بن دهثم عن عائد بن ربيعة القريعي عن قرة بن دعموص عن الحارث بن شريح أنه انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا طويلا سيأتي في ترجمة يزيد بن عمير ورواه قيس بن حفص عن دلهم بن دهثم عن قرة وكان في الوفد فذكر نحوه وسيأتي في القاف وروى الحكيم الترمذي من طريق عائذ بن ربيعة قال قلت للحارث بن شريح ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماعون قال الحجر والحديد والماء وأخرجه بن السكن مطولا ووقع عند عمر بن شبة شريح بن الحارث وهو مقلوب (1427) الحارث بن شعيب العبدي حكى النووي في شرح مسلم عن صاحب التجريد في شرح مسلم أنه من جملة وفد عبد القيس ويحتاج إلى تأمل وسيأتي الحارث بن عبس العبدي
[ 673 ]
(1428) الحارث بن الصمة بكسر المهملة وتشديد الميم بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجار والد أبي جهيم ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في أهل بدر وقالوا إنه كسر بالروحاء فرده النبي صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وهو القائل يا رب إن الحارث بن الصمه أقبل في مهامه مهمه يسوق بالنبي هادي الامة وروى بن إسحاق في المغازي أنه استشهد ببئر معونة وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وقال بن شاهين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين صهيب بن سنان وروى الطبراني من طريق عاصم بن عمرو عن محمود بن لبيد قال قال الحارث بن الصمة سألني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب عن عبد الرحمن بن عوف فقلت رأيته إلى جنب الجبل فقال إن الملائكة تقاتل معه الحديث قلت وهم من زعم أنه أبو جهيم كمسلم في الكنى ومن تبعه والصواب أن أبا جهيم ولده (1429) الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق أبو مالك الخزاعي ثم المصطلقي والد جويرية أم المؤمنين ذكر بن إسحاق في المغازي أنه جاء إلى المدينة ومعه فداء ابنته بعد أن أسرت وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما كان بالعقيق نظر إلى الابل فرغب في بعيرين منها غيبهما في شعب ثم جاء فقال يا محمد هذا فداء ابنتي فقال فأين البعيران اللذان
[ 674 ]
غيبتهما بالعقيق فقال الحارث أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله والله ما اطلع على ذلك الا الله قال فأسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه وذكر ذلك بن عائذ في المغازي عن محمد بن شعيب عن عبد الله بن زياد منقطعا وروى أحمد والطبراني ومطين وابن السكن وابن مردويه من طريق عيسى بن دينار المؤذن عن أبيه أنه سمع الحارث بن أبي ضرار يقول قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فدخلت فيه فذكر حديثا طويلا فيه قصة الوليد بن عقبة إذ جاء إليه مصدقا ونزول قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * الآية (1430) الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي سيأتي ذكر أبيه ذكر أبو الفرج الاصبهاني وفد الطفيل وأهل بيته فأسلموا وكان الطفيل شاعرا فارسا وأورد له شعرا قاله في الجاهلية في الحرب التي كانت بين دوس وبني الحارث بن يشكر (1431) الحارث بن ظالم قيل هو أبو الأعور بن الحارث (1432) الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي سكن الطائف وقد ينسب إلى جده وقيل هما اثنان روى حديثه أبو داود والنسائي والترمذي في الحج وإسناده صحيح وله رواية عن عمر روى عنه عمرو بن أوس والوليد بن عبد الرحمن الجرشي (1433) الحارث بن عبد الله الجهني روى حديثه بن سعد وغيره من طريق سعيد بن خالد الجهني قال بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد الله الجهني فقال
[ 675 ]
لي بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ولو أظن أنه يموت لم أفارقه قال فانطلقت فأتاني حبر فقال إن محمدا قد مات قال فكدت أن أقتله حتى أتاني كتاب أبي بكر بذلك فدعوت الحبر فقلت من أين علمت ذلك قال إنا نجده عندنا في الكتاب قلت فكيف يكون بعده قال ستدور رحاكم إلى خمس وثلاثين انتهى وسنده ضعيف وادعى أبو موسى أن الصواب جرير بن عبد الله البجلي وفيه نظر لتغاير القصتين فإن قصة جرير في البخاري بغير هذا السياق وقصة الحارث هذه في إسنادها حماد بن عمرو وهو متروك (1434) الحارث بن عبد الله بن السائب بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الاسدي ذكره بن شاهين عن بن أبي داود في الصحابة وسياق بن أبي داود يدل على أنه يكنى أبا الحارث فإنه أورد له حديثا من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي الحارث فذكره (1435) الحارث بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن امرئ القيس بن مالك الاغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الانصاري قال أبو عمر استشهد يوم أحد وقيل هو الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد ويحتمل أن يكون عمه (1436) الحارث بن عبد الله ويقال بن عبيد الازدي أبوعلكثة يأتي في الكنى (1437) الحارث بن عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبدول الانصاري الاوسي قال العدوي شهد الحديبية وما بعدها واستشهد بالحرة استدركه بن فتحون وغيره وعزاه الذهبي لابي عمر فأوهم أنه ترجم له وليس كذلك وإنما قال بن الاثير لما استدركه وقد ذكر أبو عمر أباه
[ 676 ]
(1438) الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ثم روى بإسناد فيه ضعف عن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي وكان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلى الله عليه وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع أبوه إلى السراة وكان كثير الثمار انتهى وسيأتي له ذكر في ترجمة أبيه عبد الله بن وهب (1439) الحارث بن عبد شمس الخثعمي ذكره البخاري وابن حبان في الصحابة وقال بن منده عداده في أهل الشام ثم ساق بإسناد غريب عن الحميري بن الحارث بن عبد شمس عن أبيه أنه خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا وأباحه وأصحابه من بلاد كذا وكذا الحديث (1440) الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن قصبة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن السعدي زوج حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم قال بن سعد يكنى أبا ذؤيب ذكر بن إسحاق في السيرة حدثني أبي عن رجال من بني سعد بن بكر قالوا قدم الحارث أبو النبي صلى الله عليه وسلم مكة فقالت له قريش ألا تسمع ما يقول ابنك إن الناس يبعثون بعد الموت فقال أي بني ما هذا الذي تقول قال نعم لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم فأسلم الحارث بعد ذلك وحسن إسلامه وكان يقول لو قد أخذ ابني بيدي لم يرسلني حتى يدخلني الجنة قلت وعند بن سعد حديث آخر مرسل أن هذه القصة وقعت لولد الحارث فأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخ من الرضاعة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يعني بعد النبوة أترى أنه يكون بعث فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولاعرفنك قال فلما آمن بعد بالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس فيبكي ويقول أنا أرجو أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة
[ 677 ]
ويحتمل أن يكون ذلك وقع للاب والابن وقد سماه بعضهم عبد الله وذكره في الصحابة وكذا سماه بن سعد لما ذكر أسماء أولاد حليمة وسيأتي في الشيماء في حرف الشين المعجمة من أسامي النساء وروى أبو داود من طريق عمر بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه الحديث وذكر بن إسحاق أنه بلغه أن الحارث إنما أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالله أعلم وقد قيل أنه أبو كبشة حاضن النبي صلى الله عليه وسلم الآتي ذكره في الكنى (1441) الحارث بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري ويقال الحارث بن قيس ذكره بن إسحاق وابن دأب في مهاجرة الحبشة وقال البلاذري لم يذكره الواقدي فيهم (1442) الحارث بن عبد كلال بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عبيد بن فهد بن زيد الحميري أحد أقيال اليمن كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في ترجمة شرحبيل أخيه وغيره وقال الهمداني في الانساب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحارث وأخيه وأمر رسوله أن يقرأ عليهما لم يكن ووفد عليه الحارث فأسلم فأعتقه وأفرشه رداءه وقال قبل أن يدخل عليه يدخل عليكم من هذا الفج رجل كريم الجدين صبيح الخدين فكأنه انتهى
[ 678 ]
والذي تظافرت به الروايات أنه أرسل بإسلامه وأقام باليمن وقال بن إسحاق قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير بإسلامهم منهم الحارث بن عبد كلال وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الحارث بن عبد كلال المهاجر بن أبي أمية فأسلم وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شعرا يقول فيه ودينك دين الحق فيه طهارة وأنت بما فيه من الحق آمر وكذا روى الدارقطني من طريق نافع عن بن عمر وكذا ذكره أبو الحسن المدائني في كتاب رسل النبي صلى الله عليه وسلم (1443) الحارث بن عبد مناف روى عبدان من طريق محمد بن عمرو عن شريك بن أبي نمر حدثني الحارث بن عبد مناف قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميراث العمة والخالة فقال أخبرني جبرائيل أنه لا ميراث لهما وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن عمر لكن وقع في نسخته الحارث بن عبد بغير إضافة فالله أعلم وقال الذهبي أن صح فهو مرسل (1444) الحارث بن عبيد بن رزاح بن كعب الانصاري الظفري قال أبو عمر له ولولده نصر بن الحارث صحبة (1445) الحارث بن عبيد الازدي تقدم في الحارث بن عبد الله (1446) الحارث بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ذكره البلاذري وغيره من النسابين في أولاد عبيدة وقد استشهد عبيدة ببدر فيكون لولده هذا صحبة وكأنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (1447) الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف الانصاري أخو جبر والد عتيك بن عتيك
[ 679 ]
ذكره العدوي فيمن شهد أحدا وذكره بن شاهين عن رجاله لكن سمي أباه عتيقا وقال شهدها هو وأبوه وعمه وذكره بن سعد عن الواقدي في البدريين وأما بن عمارة فقال الحارث بن قيس بن هيشة شهد بدرا (1448) الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الانصاري النجاري يكنى أبا أحزم شهد أحدا والمشاهد استشهد يوم جسر أبي عبيد ذكره الواقدي (1449) الحارث بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الانصاري الخطمي استشهد يوم أحد ذكره أبو عمر تبعا لابن الكلبي (1450) الحارث بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية الانصاري المعاوي قال العدوي شهد أحدا وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الجسر سنة خمس عشرة (1451) الحارث بن عرفجة بن الحارث بن مالك بن كعب الانصاري الاوسي ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين وزعم أبو عمر أن بن إسحاق اهمله فلم يصب وقد نبه على ذلك بن فتحون قال بن إسحاق فيمن شهد بدرا الحارث بن عرفجة ونسبه بن هشام فقال بن كعب بن النجار بن كعب (1452) الحارث بن عفيف الكندي قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ويحتمل أن يكون هو بن غطيف الآتي
[ 680 ]
(1453) الحارث بن عقبة بن قابوس المزني ذكر الواقدي في المغازي أنه أقبل هو وعمه وهب بن قابوس بغنم لها إلى المدينة فوجد المدينة خلوه فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم بأحد فأسلما وقاتلا المشركين حتى قتلا قال فكان عمر يقول أن أحب موتة إلي موتة المزنيين (1454) الحارث بن عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الانصاري الخزرجي ذكر بن سعد أنه شهد هو وأخوه سعد أحدا وذكر بن الكلبي أنهما شهدا صفين مع علي وذكر بن سعد أن لسعد عقبا بسواد الكوفة وليس عمرو بن حرام والدهما جد جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بل هو آخر وهو بن حران بن ثعلبة بن حرام بن كعب (1455) الحارث بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج الانصاري الخزرجي ذكره بن السكن في الصحابة وهو أخو الحجاج وسعيد وعبد الرحمن الاتي ذكرهم وقال أبو عمر أظنه الحارث بن غزية يعني الآتي ذكره كذا قال والذي يظهر أنه غيره وقد ترجم بن قانع للحارث بن عمرو بن غزية هذا وساق في ترجمته حديثا للحارث بن غزية فوحد بينهما أيضا (1456) الحارث بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي قال أبو عمر هو أحد السبعين الذين هاجروا إلى المدينة عام خيبر (1457) الحارث بن عمرو الطائي ذكره بن حبان في الصحابة وقال له
[ 681 ]
صحبة عداده في أهل الشام مات غازيا بأرمينية وكان أمير الجيش يومئذ (1458) الحارث بن عمرو الانصاري عم البراء بن عازب ويقال خاله روى أحمد من طريق أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن البراء قال مر الحارث بن عمرو وقد عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء فقلت أي عم إلى أين قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال مر بي عمي الحارث بن عمرو ورواه عبد الرزاق من طريقه فقال لقيت عمي ولم يسمه ورواه من وجه آخر عن أشعث فقال لقيت خالي وكذا أخرجه بن ماجة ورواه جماعة عن عدي بن ثابت لكنهم اختلفوا فيه في إسناده فقيل عنه سمعت البراء وقيل عنه عن يزيد بن البراء عن أبيه وهذه رواية أبي مريم عبد الغفار بن قيس عن عدي بن ثابت عن يزيد عن أبيه لقيت خالي ومعه راية قلت أين تريد فذكر الحديث ولم يسمه (1459) الحارث بن عمرو بن ثعلبة ويقال الحارث بن عمرو بن الحارث بن إياس بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن ثعلبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي ثم
[ 682 ]
السهمي يكنى أبا مسقبة بفتح الميم وسكون المهملة وفتح القاف والموحدة وصحفه صاحب الكمال وتبعه المزي فيما قرأت بخط مغلطاي فقال أبو سفينة نزل البصرة وروى حديثا أخرجه البخاري في الادب وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم ومنهم من طوله من طريق زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أو عرفات وقد أطاف به الناس الحديث ومن طريق يحيى بن زرارة أخبرني أبي عن جده الحارث وأخرجه البغوي من طريق يحيى بن الحارث أخبرني أبي عن جده الحارث وكان جاهليا إسلاميا فذكر بعض الحديث في الاستغفار وفي الفرع والعتيرة روى عنه ابنه عبد الله بن الحارث وحفيده زرارة بن كريم بن الحارث وسيأتي في ترجمة كريم بن الحارث في حرف الكاف شئ من ذكره (1460) الحارث بن عمرو الاسدي أبو مكعت مشهور بكنيته سماه بن ماكولا تبعا للمرزباني وسماه بن قانع وابن منده وغيرهما عرفطة بن نضلة وهو أشهر تأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى (1461) الحارث بن عمير الازدي ثم اللهي بكسر اللام وسكون الهاء روى الواقدي عن عمرو بن الحكم قال بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصري بكتابه فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فأوثقه رباطا وضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيره فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر بعث البعث إلى مؤتة وذكره بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله بغير هذه القصة (1462) الحارث بن عوف بن أبي حارثة المزني من فرسان الجاهلية ذكر أبو عبيد في كتاب الديباج ما يدل على أنه أسلم وكذا ذكره غيره قال أبو عبيد أيام العرب الطوال ثلاثة حرب أبني قيلة الاوس والخزرج وحرب
[ 683 ]
داحس والغبراء بين بني عبس وفزارة وحرب ابني وائل بكر وتغلب ثم حمل الحاملان دماءهم والحاملان خارجة بن سنان والحارث بن عوف فبعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وقد بقي على الحارث بن عوف شئ من دمائهم فأهدره في الاسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم خطب إليه ابنته فقال لا أرضاها لك أن بها سوءا ولم يكن بها فرجع فوجدها قد برصت فتزوجها بن عمها يزيد بن جمرة المزني فولدت له شبيبا فعرف بابن البرصاء واسم البرصاء قرصافة ذكر ذلك الرشاطي وقال غيره وقال أبوها إن بها بياضا والعرب تكنى عن البرص بالبياض فقال لتكن كذلك فبرصت من وقتها وقال الواقدي حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم المدني عن أشياخه قالوا قدم وفد بني مرة ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف وذلك منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك فنزلوا في دار بنت الحارث ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال الحارث يا رسول الله إنا قومك وعشيرتك إنا من لؤي بن غالب فذكر القصة وقال الزبير حدثني عمي مصعب أن الحارث بن عوف أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابعث معي من يدعو إلى دينك فأنا له جار فأرسل معه رجلان من الانصار فغدر به عشيرة الحارث فقتلوه فقال حسان يا حار من يغدر بذمة جاره منكم فإن محمدا لا يغدر الابيات فجاء الحارث فاعتذر وودى الانصاري وقال يا محمد إني عائذ بك من لسان حسان
[ 684 ]
(1463) الحارث بن عوف ويقال عوف بن الحارث ويقال الحارث بن مالك الليثي أبو واقد مشهور بكنيته وستأتي ترجمته في الكنى (1464) الحارث بن عيسى وقيل بن عبس بالموحدة العبدي ثم الصباحي بضم المهملة بعدها موحدة خفيفة أحد وفد عبد القيس ذكره أبو عبيدة فيهم واستدركه بن الامين وابن بشكوال قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون (1465) الحارث بن غزية الانصاري وقيل غزية بن الحارث روى بن السكن والباوردي وابن منده في الصحابة والحسن بن سفيان في مسنده من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك عن عبد الله بن رافع أخبره عن الحارث بن غزية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لا هجرة بعد الفتح الحديث قال بن السكن رواه يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن غزية بن الحارث فالله أعلم (1466) الحارث بن غطيف بالمعجمة مصغرا السكوني الشامي روى حديثه معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عنه اختلف فيه فقال أبو صالح وحماد بن خالد عن معاوية به لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة أخرجه البغوي وسمويه وقال عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب عن معاوية كذلك الا أنهما قالا غطيف
[ 685 ]
بن الحارث أو الحارث بن غطيف على الشك أخرجه بن أبي شيبة وابن السكن ورواه بن وهب ورشدين بن سعد عن معاوية كرواية أبي صالح بلا شك لكن زادا بين يونس والحارث أبا راشد الحبراني أخرجه بن منده والباوردي وابن شاهين قال بن منده ذكر أبي راشد فيه زيادة وقال معين عن معاوية غضيف بن الحارث بالضاد المعجمة أخرجه بن منده قال والاول أصح ونقل بن السكن عن بن معين أنه قال الصواب الحارث بن غطيف قال بن السكن ومن قال فيه غضيف فقد صحف فإن غضيف بن الحارث آخر يكنى أبا أسماء (1467) الحارث بن فروة بن الشيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي ذكر بن الكلبي وابن سعد والطبري أن له وفادة وقال بن الاثير وقع في ذيل أبي موسى الحارث بن قرة بقاف والذي في الجمهرة فروة بفاء وزيادة واو وهو الصواب وقال إن جده الشيطان سمي بذلك لجماله (1468) الحارث بن أبي قارب القرشي السهمي ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أجنادين من الصحابة استدركه بن فتحون (1469) الحارث بن قيس بن الحارث بن أسماء بن مر بن شهاب بن أبي شمر الغساني كان فارسا شاعرا ذكره بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن ماكولا واستدركه بن فتحون وابن الامين عن بن الدباغ (1470) الحارث بن قيس بن خلدة الانصاري ثم الزرقي مشهور بكنيته يكنى أبا خالد يأتي في الكنى (1471) الحارث بن قيس بن عدي السهمي تقدم ذكر والده الحارث وأما هذا فروى بن أبي خيثمة من طريق نصر بن مزاحم عن معروف بن خربوذ قال انتهى الشرف إلى
[ 686 ]
عشرة من قريش في الجاهلية ثم اتصل في الاسلام فذكرهم إلى أن قال ومن بني سهم الحارث بن قيس وكانت الحكومة والاموال تجمع إليه قلت ويحتمل أن يكون المراد بقوله ثم اتصل في الاسلام أي بأولادهم فلا يدل ذلك على أن له صحبة فليتأمل ثم وجدت بن عبد البر قد ذكر نحو ما ذكره بن أبي خيثمة وزاد أنه أسلم وهاجر إلى الحبشة مع بنيه الحارث وبشر ومعمر وتعقبه بن الاثير بأن الزبير وابن الكلبي ذكرا أنه كان من المستهزئين وزاد في التجريد لم يذكر أحد أنه أسلم الا أبو عمر قلت نعم ذكره فيهم أيضا أبو عبيد ومصعب والطبري وغيرهم ولا مانع أن يكون تاب وصحب وهاجر فلا تنافي بين القولين وأما قوله تعالى انا كفيناك المستهزئين فليس صريحا في عدم توبة بعضهم ويؤيده أن بن إسحاق ذكر لكل واحد من المستهزئين ميتة ماتها وذكر ميتة الحارث بن طلاطلة ثم روى من طريق عكرمة وسعيد بن جبير فقال الحارث بن غيطلة وأما عكرمة فقال الحارث بن قيس ونسبه بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة خزاعيا فهو غير السهمي والله أعلم (1472) الحارث بن قيس ويقال قيس بن الحارث يأتي في القاف (1473) الحارث بن قيس الفهري مضى في بن عبد قيس (1474) الحارث بن كرز ذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وقال روى عنه المهاجر بن حبيب استدركه في التجريد ونقلته من خط مغلطاي (1475) الحارث بن كعب قيل هو اسم الاسلع الذي مضى في الهمزة (1476) الحارث بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الانصاري النجاري ثم المازني قال بن الكلبي له صحبة واستشهد باليمامة وكذا قال العدوي وهو يرد قول التجريد ذكره الكلبي فقط
[ 687 ]
(1477) الحارث بن كلدة بن عمرو بن أبي علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قصي الثقفي طبيب العرب قال بن إسحاق في المغازي حدثني من لا اتهم عن عبد الله بن مكرم عن رجل من ثقيف قال لما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد يعني الذين نزلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا فأعتقهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك عتقاء الله وكان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة قال غيره وكان فيهم الازرق مولى الحارث وروى أبو داود من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقاص قال مرضت فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال انك مفئود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه يتطبب فمره فليأخذ سبع تمرات فليلدك بهن وروى بن منده من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال مرض سعد فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لارجو أن يشفيك الله ثم قال للحارث بن كلدة عالج سعدا مما به فذكر الخبر قال بن أبي حاتم لا يصح إسلامه وهذا الحديث يدل على جواز الاستعانة بأهل الذمة في الطب قلت وجدت له رواية روينا في الجزء التاسع من الامالي المحاملية وفي التصحيف للعسكري من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير عن الحارث بن كلدة وكان أطب العرب وكان يجلس في مقنأة له فقيل له في ذلك فقال الشمس تثفل الريح وتبلى الثوب وتخرج الداء الدفين
[ 688 ]
قال العسكري المقنأة بالقاف والنون الموضع الذي لا تصيبه الشمس وقوله تثفل بالمثلثة والفاء المكسورة أي تغيره وأخبار الحارث في الطب كثيرة منها ما حكاه الجوهري في الصحاح أن عمر سأل الحارث بن كلدة وكان طبيب العرب ما الدواء قال الازم يعني الحمية ثم وجدته مرويا في غريب الحديث لابراهيم الحربي من طريق بن أبي نجيح قال سأل عمر فذكره وفي كتاب الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب من مرسل عروة بن الزبير عن عمر وروى داود بن رشيد عن عمرو بن معروف قال لما احتضر الحارث اجتمع الناس إليه فقالوا أوصنا فقال لا تتزوجوا الا شابة ولا تأكلوا الفاكهة الا نضيجة ولا يتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء وعليكم بالنورة في كل شهر فإنها مذهبة للبلغم ومن تغدى فلينم بعده ومن تعشى فليمش أربعين خطوة وقصته مع كسرى مشهورة فلا نطيل بها ويقال إن سبب موته أنه نظر إلى حية فقال إن العالم ربما قام علمه له مقام الدواء وأجزأت حكمته موضع الترياق فقيل له يا أبا وائل ألا تأخذ هذه بيدك فحملته النخوة أن مد يده إليها فنهشته فوقع سريعا فما برحوا حتى مات (1478) الحارث بن مالك أبو واقد الليثي يأتي في الكنى هكذا سمي أباه الواقدي (1479) الحارث بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن عبد مناف بن شجع بن عامر بن ليت بن بكر الكناني الليثي المعروف بابن البرصاء وهي أمه وقيل أم أبيه سكن مكة ثم المدينة روى حديثه الترمذي وابن حبان وصححاه والدارقطني من طريق الشعبي عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يقول لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة وروى الزبير بن بكار من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي عن أبيه عن سعيد بن
[ 689 ]
المسيب قال كان بن البرصاء الليثي من جلساء مروان بن الحكم وكان يسمر معه فذكروا الفئ عند مروان فقالوا الفئ مال الله وقد وضعه عمر في موضعه فقال مروان إن الفئ مال أمير المؤمنين معاوية بقسمه فيمن شاء فخرج بن البرصاء فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره قال سعيد فلقيني سعد وأنا أريد المسجد فقال الحقني فتبعته حتى دخلنا على مروان فأغلظ له فذكر القصة قال فقال مروان من ترون قال هذا لهذا الشيخ قالوا بن البرصاء فأتى به فأمر بتجريده ليضرب فدخل البواب يستأذنه لحكيم بن حزام فقال ردوا عليه ثيابه وأخرجوه لا يهج علينا هذا الشيخ الآخر فذكر القصة بطولها وهي دالة على أن الحارث بقي إلى خلافة معاوية وهذا هو المشهور في نسبة الحارث ونقل أحمد في مسنده لما أخرج حديثه المرفوع عن سفيان أنه قال إنه خزاعي (1480) الحارث بن مالك الانصاري روى حديثه بن المبارك في الزهد عن معمر عن صالح بن مسمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا حارث بن مالك كيف أصبحت قال أصبحت مؤمنا حقا قال إن لكل قول حقيقة فما حقيقة ايمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أسمع عواء أهل النار فقال مؤمن نور الله قلبه وهو معضل وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن مسمار وجعفر بن برقان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث وأخرجه في التفسير عن الثوري عن عمرو بن قيس الملائي عن يزيد السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحارث كيف أصبحت يا حارث قال من المؤمنين قال أعلم
[ 690 ]
ما تقول فذكر نحوه وزاد في آخره فقال يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فدعا له فأغير على سرح المدينة فخرج فقاتل فقتل وجاء موصولا من طرق أخرى وأخرجه الطبراني من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم وابن منده من طريق سليمان بن سعيد عن الربيع بن لوط كلاهما عن الحارث بن مالك الانصاري أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا من المؤمنين حقا فقال انظر ما تقول الحديث وفي آخره من سره أن ينظر إلى من نور الله قلبه فلينظر إلى الحارث بن مالك قال بن منده ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عبد الكريم بن الحارث عن الحارث بن مالك ورواه جرير بن عتبة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا الحارث بن مالك فحركه برجله فذكر الحديث وروى البيهقي في الشعب من طريق يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدا عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي الحارث يوما فقال كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنا حقا الحديث بطوله وفي آخره قال يا حارث عرفت فالزم قال البيهقي هذا منكر وقد خبط فيه يوسف فقال مرة الحارث وقال مرة حارثة وقال أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتاب الاستقامة له حدثنا عبد العزيز بن أبان أخبرنا مالك بن مغول عن فضيل بن غزوان قال أغير على سرح المدينة فخرج الحارث بن مالك فقتل منهم ثمانية ثم قتل وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت يا حارثة ورواه بن أبي شيبة عن بن نمير عن مالك بن مغول بالمرفوع ولم يذكر فضيل بن غزوان قال بن صاعد بعد أن أخرجه عن الحسين بن الحسن المروزي عن بن المبارك لا
[ 691 ]
أعلم صالح بن مسمار أسند الا حديثا واحدا وهذا الحديث لا يثبت موصولا (1481) الحارث بن محاشن قال أبو عمر ذكره إسماعيل القاضي عن علي بن المديني في المهاجرين وقبره بالبصرة (1482) الحارث بن مرة الجهني ذكره سيف في الفتوح وقال أمره خالد بن الوليد على قضاعة أيام أبي بكر الصديق حين توجه هو إلى العراق وكان من كماة الصحابة وذكر له رواية عن أرطاة بن أبي أرطاة النخعي عنه عن بن مسعود (1483) الحارث بن مسعود بن عبدة بن مظهر بضم الميم وفتح المعجمة وكسر الهاء الثقيلة بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الانصاري الاوسي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد يوم الجسر (1484) الحارث بن مسلم التميمي يأتي في مسلم بن الحارث إن شاء الله تعالى (1485) الحارث بن مسلم الحجازي أبو المغيرة المخزومي قال البخاري له صحبة وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه واستدركه بن الدباغ وابن فتحون ووقع عند بن الاثير تسمية جده المغيرة وأوهم أنه كذلك عند بن أبي حاتم والذي عنده أبو المغيرة كما عند البخاري وقد تقدم ما ذكره بن عبد البر في هذا في ترجمة الحارث بن سويد (1486) الحارث بن مضرس بن عبد رزاح الانصاري قال البغوي شهد بيعة الشجرة واستشهد بالقادسية وله عقب واستدركه بن فتحون وقد ذكر أبو عمر الحارث بن عبد رزاح فلعله هذا (1487) الحارث بن معاذ الانصاري الظهري أبو ذرة يأتي في الكنى
[ 692 ]
(1488) الحارث بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل الانصاري الاشهلي أخو سعد بن معاذ ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا وقد تقدم بن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ (1489) الحارث بن معاوية السكوني حليف بني هاشم قال بن حبان له صحبة ومات بالكوفة في أيام صلح الحسن ومعاوية (1490) الحارث بن معاوية بن زمعة الكندي مختلف في صحبته ذكره بن منده في الصحابة وتبعه أبو نعيم وتعلق بحديث المقدام الرهاوي قال جلس عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحارث بن معاوية فقال أبو الدرداء أيكم يذكر يوم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فقال عبادة أنا فذكر الحديث قال أبو نعيم رواه أبو سلام عن المقدام الكندي فقال الحارث بن معاوية الكندي وذكره بن سعد وأبو زرعة الدمشقي في الطبقة الاولى من تابعي الشام وعده أبو مسهر في كبار أصحاب أبي الدرداء وقال العجلي من كبار التابعين وذكره في التابعين البخاري ومسلم وأبو حاتم وابن سميع وابن حبان وروى أبو وهب الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي قال كنت أتوضأ أنا وأبو جندل بن سهل فذكر قصة في المسح على الخفين وروى يعقوب بن سفيان من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر فقال له ما أقدمك كيف تركت أهل الشام فذكر قصة والذي يغلب على الظن أنه من المخضرمين وليس الحديث الاول صريحا في صحبته والله أعلم (1491) الحارث بن المعلى وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى هو أبو سعيد مشهور بكنيته يأتي في الكنى
[ 693 ]
(1492) الحارث بن معمر بالتشديد بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي والد حاطب وجد الحارث بن حاطب الماضي قريبا ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة فهؤلاء ثلاثة في نسق من مهاجرة الحبشة الحارث وأبوه حاطب وجده الحارث وأما ما رواه بن عائذ ومن طريقه بن منده من رواية عطاء الخراساني عن أبيه عن بن عباس في مهاجرة الحبشة الحارث بن معمر فولد له بها حاطب بن الحارث فهو غلط بين والذي ولد له هو حاطب والمولود الحارث بن حاطب كما مضى ويأتي (1493) الحارث بن نبيه والد أنس بن الحارث له ولابنه صحبة وقد تقدم ذكر ابنه ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أصحاب الصفة وروى عنه ولده أنس حديثا استدركه أبو موسى وقد مضى له ذكر في أنس بن الحارث (1494) الحارث بن نضر السهمي أو الحارث بن سهم البصري ذكر له الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة شعرا في الانصار أوله يا لقومي لخفة الاحلام وانتظاري لزلة الاقدام قبل كانوا من الدعاة إلى الله وكانوا أزمة الاسلام إن ذا الامر دوننا لقريش وقريش هم ذوو الاحلام وقد ذكر وثيمة أن المهاجرين والانصار لما تنازعوا في الخلافة قام الحارث بن النضر الانصاري يخاطب قومه فذكر البيت الاول والثالث وزاد فاتقوا الله معشر الاوس والخزرج واخشوا عواقب الايام
[ 694 ]
وذكر له شعرا آخر في تأمير خالد بن الوليد على قتال أهل الردة باليمامة وهذا بخلاف ما سمى الزبير أباه ونسبته فالله أعلم (1495) الحارث بن نضر بن الحارث الانصاري ذكر العدوي في نسب الانصار أن له صحبة وذكر القداح أنه شهد بيعة الرضوان ولابيه صحبة واختلفوا في ضبط اسمه كما سيأتي (1496) الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري النجاري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بمؤتة وكذا قال أبو الأسود عن عروة وقال العدوي شهد بدرا وأحدا والمشاهد إلى أن قتل بمؤتة قلت الصحيح أن الذي شهد بدرا هو الذي بعده (1497) الحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الانصاري الاوسي قال بن سعد ذكره في البدريين موسى بن عقبة وابن عمارة وأبو معشر والواقدي ولم يذكره بن إسحاق قلت وذكره أيضا أبو الأسود عن عروة وابن الكلبي وروى الطبراني من طريق عبيد الله بن أبي رافع أنه ذكر فيمن شهد صفين مع علي وقال بن منده لا يعرف له حديث (1498) الحارث بن النعمان بن خزمة بن أبي خزمة وقيل خزيمة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الانصاري الاوسي ذكره عبدان في الصحابة وفرق بينه وبين حارثة بن النعمان (1499) الحارث بن النعمان بن رافع بن ثعلبة بن جشم الاوسي قال بن منده روى حديثه سليمان بن عبيد الله عن عبيد الله بن عمرو عن
[ 695 ]
عبد الكريم الجزري عن بن الحارث بن النعمان عن أبيه (1500) الحارث بن النعمان يأتي في حارثة بن النعمان (1501) الحارث بن نفيع يقال هو اسم أبي سعد بن المعلى (1502) الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي والد عبد الله الملقب ببة بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة ذكره بن حبان في الصحابة وقال ولاه النبي صلى الله عليه وسلم بعض أعمال مكة وكذا قال الزبير بن بكار وقال بن أبي خيثمة حدثنا مصعب قال الحارث بن نوفل له صحبة ورواية وولد له في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله الملقب ببة وقال الزبير بن بكار كان نوفل أسن ولد أبيه وكان له من الولد الحارث وبه كان يكنى وهو أكبر ولده وروى البخاري في التاريخ من طريق عبد الله بن الحارث أن أباه كان على مكة وروى بن السكن والطبراني من طريق عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول فإذا قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة الا بالله وله أحاديث أخر وأخرج النسائي من طريق أبي مجلز عن الحارث بن نوفل عن عائشة كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المزي أنه الحارث هذا وعند بن حبان أنه غيره فإنه ذكر الحارث بن نوفل بن الحارث في الصحابة وذكر الراوي عن عائشة في التابعين وهو الاظهر وذكر بن الكلبي أنه سبب نزول قوله تعالى * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) * الآية
[ 696 ]
وقال أبو حاتم مات بالبصرة في آخر خلافة عثمان قال بن سعد أخبرني علي بن عيسى بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث قال صحب الحارث بن نوفل النبي صلى الله عليه وسلم فاستعمله على بعض عمله بمكة وأقره أبو بكر وعمر وعثمان ثم انتقل إلى البصرة واختط بها دارا ومات بها في آخر خلافة عثمان وقال غيره من أهل بيته مات زمن معاوية وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وأما الزبير بن بكار فذكر هذا الكلام الاخير في ترجمة أخيه عبد الله بن نوفل (1503) الحارث بن أبي هالة أخو هند بن أبي هالة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم يأتي نسبه في ترجمة أخيه ذكر بن الكلبي وابن حزم أنه أول من قتل في سبيل الله تحت الركن اليماني وقال العسكري في الاوائل لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما أمره قام في المسجد الحرام فقال قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فقاموا إليه فأتى الصريخ أهله فأدركه الحارث بن أبي هالة فضرب فيهم فعطفوا عليه فقتل فكان أول من استشهد وفي الفتوح لسيف عن سهل بن يوسف عن أبيه قال عثمان بن مظعون أول وصية أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم لما قتل الحارث بن أبي هالة ونحن أربعون رجلا بمكة أحد على مثل ما نحن عليه فذكر الحديث (1504) الحارث بن هانئ بن أبي شمر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكندي ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد يوم ساباط بالمدائن وكان في ألفين وخمسمائة في العطاء وأخرجه بن شاهين واستدركه أبو موسى وابن فتحون
[ 697 ]
(1505) الحارث بن هشام أبو عبد الرحمن الجهني مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى (1506) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن محزوم أبو عبد الرحمن القرشي المخزومي أخو أبي جهل وابن عم خالد بن الوليد وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة حديثه في الصحيحين عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي الحديث ووقع في رواية لاحمد والبغوي عن عائشة عن الحارث بن هشام وروى له بن ماجة حديثا آخر من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال الحديث قال الزبير كان شريفا مذكورا مدحه كعب بن الاشرف اليهودي وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين وكان فيمن انهزم فعيره حسان بن ثابت فقال إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الاحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام
[ 698 ]
فأجابه الحارث الله يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد فعلمت أني إن أقاتل واحدا أقيل ولا يبكي عدوي مشهدي ففررت عنهم والاحبة فيهم طمعا لهم بعقاب يوم مفسد ويقال إن هذه الابيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قال الزبير ثم شهد أحدا مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة ثم حسن إسلامه قال وحدثني عمي قال خرج الحارث في زمن عمر بأهله وما له من مكة إلى الشام فتبعه أهل مكة فقال لو استبدلت بكم دارا بدار ما أردت بكم بدلا ولكنها النقلة إلى الله فلم يزل مجاهدا بالشام حتى ختم الله له بخير وله ذكر في ترجمة سهيل بن عمرو قال الواقدي عند أهل العلم بالسير من أصحابنا أن الحارث بن هشام مات في طاعون عمواس وقال المدائني استشهد يوم اليرموك وكذا ذكره بن سعد عن حبيب بن أبي ثابت وأما ما رواه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن الحارث بن هشام كاتب عبدا له فذكر قصة فيها فارتفعوا إلى عثمان فهذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان لكن بن لهيعة ضعيف ويحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث قال الزبير لم يترك الحارث الا ابنه عبد الرحمن فأتى به وبناجية بنت عتبة بن سهل بن عمرو إلى عمر فقال زوجوا الشريدة بالشريد عسى الله أن ينشر منهما فنشر الله منهما ولدا كثيرا وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر أظننت أن أباك حين تسبى في المجد كان الحارث بن هشام أولى قريش بالمكارم والندى في الجاهلية كان والاسلام
[ 699 ]
وقال الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة قال فقام الحارث بن هشام وهو يومئذ سيد بني مخزوم ليس أحد يعدل به الا أهل السوابق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله لولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الائمة من قريش ما أبعدنا منها الانصار ولكانوا لها أهلا ولكنه قول لا شك فيه فوالله لو لم يبق من قريش كلها الا رجل واحد لصير الله هذا الامر فيه وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز إني بربي والنبي مؤمن والبعث من بعد الممات موقن أقبح بشخص للحياة موطن (1507) الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن أمية الاموي قال البلاذري اسم أبي وجزة تميم وكان قد عمر وذكر الواقدي والزبير أنه شهد بدرا مع المشركين فأسره سعد بن أبي وقاص وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين قال قالوا كان في الحارث جفاء وكان آدم طويلا فصلى خلف عمر فسمعه يقول كأنهم خشب مسندة فقال أبي تعرض بابن الخطاب والله لا أصلي خلفك أبدا وأشار المرزباني إلى خبره هذا في معجم الشعراء وزاد أنه عاش حتى أقعدت رجلاه وقال في ذلك كبرت وأبلتني الليالي ومن يعش كما عشت يصبح ذا وساوس مقعدا وقصرى وأن عمرت عشرين حجة فناء ولا يبقى الزمان مخلدا وذكر البلاذري أن عمر سمع الحارث بن أبي وجزة يمدح خالد بن الوليد فنهاه وقال إن حب الفخر مفسد للدين قلت لم أر للحارث هذا في كتب من صنف في الصحابة ذكرا وهو على شرطهم
[ 700 ]
فإنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وعاش إلى خلافة عمر ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مر بل شهدوا حجة الوداع كلهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به بن عبد البر (1508) الحارث بن وحشي بن مالك الجنبي جد أبي ظبيان وحصين بن جندب تقدم ذكره في جندب بن الحارث (1509) الحارث بن وهب ويقال وهبان من بني عدي بن الدئل له وفادة وقد تقدم ذلك في ترجمة أسيد بن أبي إياس في الهمزة وللحارث بن وهب قصة مع عمر ذكرها الزبير في الموفقيات عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة عن أبيه قال عزل عمر أبا موسى عن البصرة وقدامة بن مظعون وأبا هريرة والحارث بن وهب أحد بني ليث بن بكر وشاطرهم أموالهم فذكر القصة وفيها وقال للحارث ما أعبد وقلاص بعتها بمائة دينار قال خرجت بنفقة معي فتجرت فيها قال أنا والله ما بعثناك للتجارة في أموال المسلمين ثم أمره أن يحملها فقال والله لا عملت لك عملا بعدها قال تيدك حتى أستعملك (1510) الحارث بن يزيد بن أنيسة ويقال بن نبيشة ويقال بن أبي أنيسة من بني معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري ذكر بن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال قال لي القاسم بن محمد نزلت هذه الآية * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) * في جدك عياش بن أبي ربيعة والحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر فلما هاجر الصحابة أسلم الحارث ولم يعلموا بإسلامه وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرة لقيه عياش بن أبي ربيعة وظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله فنزلت هذه الآية ورواه البلاذري وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي كلهم من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق لكن قال عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وسماه الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة وقال فيه وكان الحارث قد أعان على ربط عياش بن أبي
[ 701 ]
ربيعة فحلف لئن أمكنته منه فرصة ليقتلنه فذكر القصة بطولها وأخرجها الكلبي في تفسيره مطولة وفيه ما يدل على أنه جاء مسلما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يلقاه عياش وروى بن جرير من طريق بن جريج عن عياش عن عكرمة قال كان الحارث بن يزيد بن أنيسة يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل فذكر نحو هذه القصة وروى بن أبي حاتم في التفسير من طريق سعيد بن جبير أن عياش بن أبي ربيعة حلف ليقتلن الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤي فذكر نحوه وروى الطبراني من طريق السدي القصة بطولها ولم يسمه ومن طريق مجاهد ولم يسمه أيضا وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عياش والله أعلم وبهذا يصح أن يكون صحابيا وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة هو الذي قتله عياش بن أبي ربيعة بالبقيع بعد قدومه المدينة وذلك بعد أحد وأخرجه بن عبد البر في موضعين سمي أباه في أحدهما زيدا وفي الآخر يزيد فظنه اثنين وهما واحد والله أعلم (1511) الحارث بن يزيد العامري آخر شهد الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره سيف وروى عن عمر أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل عمرو بن مالك بن عتبة بن وهيب مقدمة العسكر إلى هيت ليحاصرها فحاصرها عمرو وترك الحارث بن يزيد العامري على نصف العسكر وتقدم هو إلى قرقيسياء فذكر القصة قلت وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة استدركه بن فتحون (1512) الحارث بن يزيد الجهني قال عبدان سمعت أحمد بن سيار يقول لا يعرف له حديث الا أنه مذكور في حديث أبي اليسر وأشار إلى ما أخرجه هو وعبد الغني بن سعيد في المبهمات من طريق بن وهب عن يونس عن بن شهاب عن
[ 702 ]
جابر قال قال أبو اليسر وكان لي على الحارث بن يزيد الجهني مال فطال حبسه اياي الحديث رجاله ثقات مع انقطاعه وأصله في صحيح مسلم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الانصار فكان أول من لقينا أبا اليسر فقال أبو اليسر كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال فذكر الحديث قلت والحرامي مضبوط بالمهملتين وهو في الانصار فيحتمل أن يكون جهنيا حليفا للانصار ووجدت له حديثا من روايته لكن إسناده ضعيف أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق بشر بن عمارة عن الاحوص بن حكيم عن الحارث بن زياد عن الحارث بن يزيد الجهني قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أن يبال في الماء المجتمع المستنقع (1513) الحارث بن يزيد البكري تقدم في الحارث بن حسان (1514) الحارث غير منسوب قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وروى النسائي من طريق حبيب بن سبيعة عن الحارث أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله إني أحبه الحديث أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه وقال مبارك بن فضالة وحسين بن واقد وغيرهما عن ثابت عن أنس فالله أعلم (1515) الحارث غير منسوب قال البخاري إن لم يكن بن نوفل فلا أدري روى عنه ابنه عبد الله وقال بن عبد البر روى الحارث أبو عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت يرويه عنه علقمة بن مرثد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال بن الاثير هو الحارث بن نوفل كرره أبو عمر بلا فائدة انتهى والجزم بكونه بن نوفل عجيب فإن الحديث عند البغوي وابن شاهين والباوردي والطبراني وغيرهم من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم عن علقمة عن عبد الله بن الحارث عن أبيه ولم يقع في رواية أحد منهم أنه الحارث بن نوفل لكنهم أوردوه في
[ 703 ]
ترجمة الحارث بن نوفل فهو على الاحتمال أما الجزم بذلك فلا فلا لوم على بن عبد البر (1516) الحارث المليكي ذكره بن عبد البر وساق له من طريق سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن الحارث المليكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير قلت وأنا أخشى أن يكون صحفه فإن الطبراني أخرج هذا الحديث من هذا الوجه فقال عن يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده فذكره سواء وإنما لم أورده في القسم الاخير لاحتمال أن يكون عند راويه على الوجهين (1517) الحارث النهمي بكسر النون وسكون الهاء يأتي في العريان في حرف العين (1518) الحارث الطائفي يأتي ذكره في ترجمة ولده حكيم بن الحارث إن شاء الله تعالى (1519) الحارث الغامدي تقدم ذكره في ترجمة ولده الحارث بن الحارث ولعله الحارث بن يزيد المتقدم قريبا ذكر من اسمه حارثة (1520) حارثة بن الاضبط ويقال حارثة الاضبط السلمي تقدم في الهمزة (1521) حارثة بن جابر العبدي من عبد القيس له وفادة يأتي ذكرها في ترجمة صحار بن العباس العبدي إن شاء الله تعالى (1522) حارثة بن جبلة بن حارثة بن شراحيل الكلبي سبق ذكر أبيه في الجيم
[ 704 ]
وأما هذا فذكره عبدان في الصحابة وتبعه أبو موسى (1523) حارثة بن حمير الاشجعي حليف بني سلمة ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الاسود عن عروة ويونس بن بكير عن بن إسحاق في البدريين وقال إبراهيم بن سعد خارجة بالمعجمة ثم بالجيم واختلف في ضبط أبيه فقال الاولون جميرة بالمعجمة مصغرا وقال الطبري بالمهملة مصغر مثقل بلا هاء وحكى أبو موسى عن بن أبي حاتم أنه بالجيم والزاي والله أعلم (1524) حارثة بن الربيع الانصاري ذكره عبدان وأبو بكر بن علي في الصحابة واستدركه أبو موسى وأنا أخشى أن يكون هو حارثة بن سراقة المذكور بعده فنسب إلى أمه وهي الربيع بتشديد التحتانية كما سيأتي (1525) حارثة بن زيد بن أبي زهير بن امرئ القيس الانصاري الخزرجي ذكره المسيبي عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وخالفه إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح فقال خارجة بالمعجمة والجيم (1526) حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الانصاري النجاري وأمه الربيع بنت النضر عمه أنس بن مالك استشهد يوم بدر وروى أحمد والطبراني من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس والبخاري والنسائي من غير وجه عن حميد عن أنس والترمذي من طريق سعيد عن قتادة عن أنس فاتفقوا على أنه قتل يوم بدر
[ 705 ]
وفي رواية ثابت أنه خرج نظارا فأصيب فأتت أمه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قد عرفت موضع حارثة مني الحديث وفيه وإنه في الفردوس وهكذا ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو الاسود فيمن شهد بدرا وقتل بها من المسلمين ولم يختلف أهل المغازي في ذلك واعتمد بن منده على ما وقع في رواية لحماد بن سلمة فقال استشهد يوم أحد وأنكر ذلك أبو نعيم فبالغ كعادته ووقع في رواية الطبراني من طريق حماد والبغوي من طريق حميد أنه قتل يوم أحد فالله أعلم والمعتمد الاول (1527) حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف الانصاري ذكره الطبري وابن شاهين وابن القداح فيمن استشهد بأحد وقال العدوي لم يختلفوا في أنه شهدها واستدركه أبو موسى وابن فتحون (1528) حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي والد زيد بن حارثة وجد أسامة بن زيد وسبق ذكر حفيده حارثة بن جبلة بن حارثة قريبا روى بن منده والحاكم من طريق يحيى بن أيوب بن أبي عقال حدثنا عمي زيد عن أبيه أبي عقال وهب بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن أبيه أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أباه حارثة بن شراحيل إلى الاسلام فأسلم قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه ورويناه في فوائد تمام في نحو ورقتين ورجال إسناده مجهولون من يحيى إلى زيد بن الحسن بن أسامة والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلب ولده زيد فخيره النبي صلى الله عليه وسلم فاختار صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي ذلك في زيد ولم أر لحارثة ذكر إسلام الا من هذا الوجه
[ 706 ]
(1529) حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب الجذامي الضبيبي بالمعجمة و الموحدة مصغرا قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال بن ماكولا وروى أبو بشر الدولابي وابن منده من طريق ولده عنه قال كنت في الوفد أنا وأخي فذكر الحديث وفيه اللهم بارك لحارثة في طعامه وسيأتي في ترجمة أخيه مخرمة وقال أبو عمر مجهول لا يعرف وقد ذكره البخاري (1530) حارثة بن عمرو الانصاري الساعدي قتل يوم أحد ذكره أبو عمر مختصرا ويحتمل أن يكون هو خارجة بن عمرو الآتي في الخاء المعجمة (1531) حارثة بن قطن بن زابر بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي روى بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي بإسناد له قال وفد حصن وحارثة ابنا قطن على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وكتب لهما كتابا فذكر الحديث وفيه فقال حصن من أبيات وجدتك يا خير البرية كلها نبت كريما في الارومة من كعب وروى بن سعد عن هشام بن الكلبي بإسناد آخر قصة أخرى في وفادة حارثة المذكور سيأتي إسنادها في ترجمة حمل بن سعد أنه الكلبي إن شاء الله تعالى وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كتب كتابا لحارثة بن قطن هذا كتاب من محمد رسول الله لاهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن لنا الصاخبة من البغل ولكم الصامت من النخل على الحارثة العشر وعلى العامرة نصف العشر فذكر الكتاب (1532) حارثة بن قعين بن جليد بن حديد الطائي من بني طريف بن مالك
[ 707 ]
ذكره بن شاهين في ترجمة زيد الخيل وروى بسنده عن هشام بن الكلبي أنه ذكره فيمن وفد مع زيد ورأيته في نسخة قديمة من بن شاهين بالجيم والصواب أنه بالحاء المهملة (1533) حارثة بن مالك في الحارث بن مالك (1534) حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري ذكره موسى بن عقبة وابن سعد فيمن شهد بدرا وقد ذكره بن إسحاق الا أنه سمى جده رافعا وقال بن سعد يكنى أبا عبد الله روى النسائي من طريق الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا فقيل حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلكم البر وكان برا بأمه وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري عن عروة أو غيره ولفظه كان أبر الناس بأمه إسناده صحيح وروى أحمد والطبراني من طريق الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد فسلمت عليه فلما رجعت قال هل رأيت الذي كان معي قلت نعم قال فإنه جبريل وقد رد عليك السلام إسناده صحيح أيضا وروى بن شاهين من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أن حارثة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي رجلا ولم يسلم فقال جبرائيل أما أنه لو سلم لرددنا عليه فقال لجبرائيل وهل تعرفه فقال نعم هذا من الثمانين الذين صبروا يوم حنين رزقهم ورزق أولادهم على الجنة
[ 708 ]
ورواه الحارث من وجه آخر عن المسعودي فقال عن القاسم عن الحارث بن النعمان كذا قال ورواه الطبراني من طريق بن أبي ليلى عن الحكم فقال عن بن عباس فذكر نحوه وله حديث آخر عند أحمد وغيره ورواه البخاري في التاريخ من طريق ثابت عن عبد الله بن رباح أن حارثة بن النعمان قال لعثمان إن شئت قاتلنا دونك إسناده صحيح أيضا وروى بن شاهين من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أن حارثة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي رجلا ولم يسلم فقال جبرائيل أما أنه لو سلم لرددنا عليه فقال لجبرائيل وهل تعرفه فقال نعم هذا من الثمانين الذين صبروا يوم حنين رزقهم ورزق أولادهم على الجنة
[ 708 ]
ورواه الحارث من وجه آخر عن المسعودي فقال عن القاسم عن الحارث بن النعمان كذا قال ورواه الطبراني من طريق بن أبي ليلى عن الحكم فقال عن بن عباس فذكر نحوه وله حديث آخر عند أحمد وغيره ورواه البخاري في التاريخ من طريق ثابت عن عبد الله بن رباح أن حارثة بن النعمان قال لعثمان إن شئت قاتلنا دونك وقال مقسم بن سعد أدرك خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بصره وروى الطبراني والحسن بن سفيان من طريق محمد بن أبي فديك عن محمد بن عثمان عن أبيه قال كان حارثة بن النعمان وفي رواية له عن حارثة بن النعمان وكان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب حجرته فكان إذا جاء المسكين أخذ من مكتله شيئا ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون له نحن نكفيك فيقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين تقي مصارع السوء (1535) حارثة بن وهب الخزاعي أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية فهو أخو عبيد الله بن عمر لامه وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حفصة بنت عمر وغيرها وله في الصحيحين أربعة أحاديث منها قوله صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان الناس بمنى ركعتين روى عنه أبو إسحاق السبيعي ومعبد بن خالد وغيرهما