تفسير الجلالين
المحلي، السيوطي
[ 1 ]
تفسير الامامين الجليلين
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم القرآن الكريم بالرسم العثماني تفسير الامامين الجليلين العلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلي والعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي مذيلا بكتاب لباب النقول في أسباب النزول قدم له وراجعه الاستاذ مروان سوار مدقق المصاحف لدى وزارة الاوقاف السورية دار المعرفة بيروت. لبنان
[ 3 ]
جميع الحقوق محفوظة للناشر دار المعرفة للطباعة والتوزيع مستديرة المطار - شارع البرجاوي ص. ب 7876 تلفون: 1 / 8343 - 834332 - برقيا معرفكار بيروت. لبنان
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد، لقد كان دأب دار المعرفة ولا يزال هو نشر العلوم الاسلامية النافعة، لا سيما العلوم التي تتعلق بكتاب الله عز وجل، ولما كان علم التفسير هو من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف كتاب سماوي، رأت الدار أن تقوم بنشر تفسير لكتاب المولى جلت قدرته يكون مبسطا يفهمه العامة والخاصة. وقد استقر رأي الادراة على تفسير الجلايلين للامامين السيوطي والمحلي، إلا أن جهاز التدقيق في الدار لاحظ أن النسخ الموجودة في الاسواق تحتوي على كثير من الاخطاء والمغالطات، لذلك قامت لجنة التدقيق بمقابلة نسخ التفسير على عدة مخطوطات بقية الوصول إلى نسخة موثوقة ومن ثم عمد إلى تنصيد التفسير على هامش المصحف الشريف المشهور بمصحف الملك الذي يعتبر من عيون المصاحف التي تتبع رسم مصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه. ودار المعرفة إذ تقدم إلى الامة الاسلامية هذا التفسير بهذه الحلة القشبية تتقدم بالشكر إلى الاستاذ مروان سوار مدقق المصاحف لدى وزارة الاوقاف الذي لم يأل جهدا بمراجعة هذا التفسير وتدقيق المصحف الشريف على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط، وترجو أن يكتب الله هذا العمل في صحائف أعمال أصحابها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم. دار المعرفة
[ 6 ]
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الفصل الاول فيما يتعلق بآيات وأحاديث وردت بفضل القرآن الكريم وتلاوته. بسم الله الرحمن الرحيم (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله (داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) ورضي الله عن الصحابة الكرام وتابعيهم الذي نصروا الحق فكانوا على الدهر نجوم هداية ونورا. أما بعد فإن القرآن الكريم أم لهداية وأس الحق ومنار الهدى، أعز الله هذه الامة وأقام صرح مجدها، حتى كانت كلمتها العليا، وكان لها المحل اللائق في قلوب العالم كله. ولا يعرف تاريخ الدنيا أمة بلغت ما بلغته أمة القرآن في ربع قرن، فأقامات حضارة علمية، وعمرانية، وبنت دولة الاسلام على الحق والعدل، حتى شهد بذلك القاضي والداني، واعترف بعدالة هذه الشريعة ورجالها حتى ألد أعدائها مما يدل على ما لهذه الشريعة من رسوخ في أرض العدل والحق، بل هي صانعة العدل والحق، وعلى ما كان يتمتع به الصحابة الكرام ومن كان على طريقهم من السلف والخلف بالتمسك الصحيح بتعاليم هذا القرآن والسنة المطهرة. وقد قال سبحانه (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) صدق الله العظيم. وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ". وروى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي بصلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع آخرين ".
[ 7 ]
وروى مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه ". وروى البخاري ومسلم عن أبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ". وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرم ولام حرف وميم حرف ". وروى الترمذي وقال: حديث حسن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله سبحانه وتعالى: " من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله سبحانه وتعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى بعلى خلقه ". وروى أبو داوود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح عن عبد اللبه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ". وروى أبو داوود عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا " ؟ وروى الترمذي بإسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل عليه فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر ". الفصل الثاني في لمحة تتعلق بعلم تفسير القرآن وتأويله التفسير في اللغة الايضاح والتبيين، ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا). والتفسير في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية. التأويل والتأويل مرادف للتفسير في أكثر معانيه اللغوية، قال صاحب القاموس " أول الكلام تأويلا وتأوله.
[ 8 ]
دبره، وقدره، وفسره. ومنه قوله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله). وكل ما يدور من معاني التأويل يعود إلى البيان والكشف والايضاح. أما التأويل في اصطلاح المفسرين فيختلف معناه. فبعضهم يرى أنه مرادف للتفسير، وعلى هذا فالنسبه بينهما التساوي، ويشيع هذا القول عند المتقدمين، ومنه قول مجاهد: إن العلماء يعلمون تأويله يعني القرآن، وقول ابن جرير في تفسيره: القول في تأويل قوله تعالى كذا... واختلف أهل التأويل في هذه الاية... ". وبعضهم يرى أن التفسير يخالف التأويل، ويجعل التفسير أعم مطلقا، وكأنه يريد من التأويل بيان مدلول اللفظ بغير المتبادر منه لدليل، ويريد من التفسير بيان مدلول اللفظ مطلقا، أعم من أن يكون بالمتبادر، أو بغير المتبادر. وبعضهم يرى أن التفسير مباين للتأويل، فالتفسير هو القطع من أن مراد الله كذا، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون قطع. التفسير تفسيران لكن التفسير على نوعين (أحدهما) تفسير جاف لا يتجاوز حل ألفاظ وإعراب جمل وبيان ما يحتويه نظم القرآن الكريم من نكات بلاغية، وإشارات فنية وهذا النوع أقرب إلى التطبيقات العربية منه إلى التفسير، وبيان مراد الله تعالى من هداياته. (النوع الثاني) تفسير يتجاوز هذه الحدود، ويجعل هدفه الاعلى تجلية هدايات القرآن وتعاليم القرآن، وحكمة الله فيما شرع للناس في هذا القرآن، على وجه يجذب الارواح ويفتح القلوب، ويدفع النفوس إلى الاهتداء بهدى الله. وهذا هو الخليق باسم التفسير. فضل التفسير والحاجة إليه نهضة الافراد والامم لا يمكن أن تكون صحيحة عن تجربة، ولا سهلة متيسرة، ولا رائعة مدهشة، إلا عن طريق الاسترشاد بتعاليم القرآن ونظمه الحكيمة التي روعيت فيها جميع عناصر السعادة للنوع البشري على ما أحاط به علم خالقه الحكيم. وبدهي أن العمل بهذه التعاليم لا يكومن إلا بعد فهم القرآن وتدبره، والوقوف على ما حوى من نصح ورشد، والالمام بمادئه عن طريق تلك القوة الهائلة التي يحملها أسلوبه البارع المعجز، وهذا لا يتحقق إلا عن طريق الكشف والبيان لما تدل عليه ألفاظ القرآن " وهو ما نسميه بعلم التفسير " خصوصا في هذه العصور الاخيرة التي فسدت فيها ملكة البيان العربي، وضاعهت فيها خصائص العروبة حتى من سلائل العرب أنفسهم. فالتفسير هو مفتاح هذه الكنوز والذخائر التي احتواها هذا الكتاب المجيد النازل لاصلاح البشر، وإنقاذ الناس ك، وإعزاز العالم.
[ 9 ]
وبدون التفسير لا يمكن الوصول إلى هذه الكنوز والذخائر، مهما بالغ الناس في ترديد ألفاظ القرآن، وتوافروا كل يوم على قراءته ألف مرة بجميع وجوهه التي نزل فيها. وهنا ت لمح السر في تأخر مسلمة هذا الزمان على رغم وفرة المصاحف في أيديهم ووجود ملايين الحفاظ بين ظهرانيهم، وعلى رغم كثرة عددهم واتساع بلادهم، في حين أن سلفنا الصالح نجحوا بهذا القرآن نجاحا مدهشا، كان وما زال موضع إعجاب التاريخ والمؤرخين، مع أن أسلافنا أولئك كانوا في قلة من العدد وضيق من الارض، وخشونة من العيش، ومع أن نسخ القرآن ومصاحفه لم تكن ميسورة لهم ومع أن حفاظه لم يكونوا بهذه الكثرة الغامرة. أجل إن السر في ذلك هو أنهم توافروا على دراسة القرآن، واستخراج كنوز هدايته يستعينون على هذه الثقافة بمواهبهم الفطرية وملكاتهم السليمة العربية من ناحية، وبما يشرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبينه لهم بأقواله وأعماله، وأخلاقه وسائر أحواله، كما قال سبحانه (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليم ولعلهم يتفكرون) وعلى ذلك كان همهم الاول هو القرآن الكريم، يحفظونه ويفهمونه، قبل أن يحفظوه ثم يعملون بتعاليمه بدقة، ويهتدون بهديه في يقظة. بهذا وحده صفت أرواحهم، وطهرت نفوسهم، وعظمته آثارهم، لان الروح الانساني هو أقوى شئ في هذا الوجود، فمن صفى وتهذب، وحسن توجيهه وتأدب أتى بالعجب العجاب، (والله عنده حسن الثواب). وكذلك أتت الامة العربية بالعجب العجاب في الهداية والارشاد وإنقاذ العالم وإصلاح البشر، وكتب الله لهم النصر والتأييد، والدولة والظفر، حتى على أقوى الدول المعادية لدعوة الحق والاصلاح في ذلك العهد: دولة الفرسس في الشرق ودولة الرومان في الغرب، تلك محوها من لوح الوجود بهدم طغيانها وإسلام شعبها، وهذه سلبوها ما كان في حوزتها م ممالك الشرق وشعوبه الكثيرة ثم دانت لهم الدنيا، فاستولوا على بعض بلاد أوربا، وأقاموا فيها دولة عربية شامخة البنيان، كانت بهجة وزينة الحياة، وفيها شع النور على الشعوب الاوربية وكانت النواة الناجحة في نهضتهم الحديثة الحاضرة " تلك هي فردوس الاندلس المفقود ". أما غالب مسلمة اليوم فقد اكتفوا من القرآن بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها بركة في البيوت، ونسوا أن البركة العظمى هي في تفهسم القرآن وتدبره، وفي الجلوس إليه والاستفادة من هديه وآدابه، ثم في الوقوف عند أوامره ومراضيه، والبعد عن مساخطه ونواهيه، والله تعالى يقول: (كتاب أنزلناه إليك ما برك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الالباب) (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ويقول جل ذكره (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر). فما أشبه المسلمين اليوم بالعطشان يموت من الظمأ والماء بين يديه، وبالحيوان يهلك من الاعياء من حوله يهديه السبيل لو فتح عينيه.. وذلك هو الخسران المبين. إلا أن آخر هذه الامة لا يصلح إلا بما صلح به أولها، وهو أن يعودا إلى كتاب الله يستلهمونه الرشد
[ 10 ]
ويستمنحونه الهدى، ويحكمونه في نفوسهم، وفي كل ما يتصل بهم، كما كان آباؤنا الاولون يتلونه حق تلاوته، بتدبر وتفكر في مجالسهم ومساجدهم وأنديتهم، وبيوتهم، وفي صلواتهم المفروضة والنافلة، وفي تهجدهم بالليل والناس نيام، حتى ظهرت آثاره الباهرة عاجلة فيهم، فرفع نفوسهم، وانتشلها من حضيض الوثنية وأعلى هممهم، وهذب أخلاقهم، وأرشدهم إلى الانتفاع بقوى الكون ومنافعه وكان من وراء ذلك أن مهروا في العلوم والفنون والصناعات، كما مهروا في الاخلاف والاداب والاصلاح والارشاد، ووصلوا إلى غاية بزوا فيها كل أمم الدنيا، حتى قال بعض فلاسفه الغرب في كتابه (تطور الامم) ما نصه: " إن ملكة الفنون لا تستحكم في أمة من الامم إلا في ثلاثة أجيال، جيل التقليد، وجيل الخضرمة، وجيل الاستقلال، وشذ العرب وحدهم فاستحكمت فيهم ملكة الفنون في جيل واحد ". مما تقدم يتبين أن فائدة التفسير هي التذكر والاعتبار، ومعرفة هداية الله في العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق ليفوز الافراد والمجاميع بخير العاجلة والاجلة. ويتبين أن هذا العلم من أشرف العلوم العربية والدينية، إن لم يكن أشرفها جميعها، وذلك لسمو موضوعه، وعظم فائدته. ه ملخصا من مناهل العرفان. والتفسير ينقسم إلى قسمين: بالمأثور، وتفسير بالرأي. هوما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه: (1) مثال ما جاء في القرآن قوله سبحانه (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) فإن كلمة - من الفجر - بيان وشرح للمراد من كلمة " الخيط الابيض " التي قبلها. (2) مثال ما جاء في السنة شرحا للقرآن، أنه صلى الله عليه وسلم فسر الظلم بالشرك في قوله سبحانه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) وأيد تفسيره هذا بقول الله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم). (3) مثال ما جاء عن الصحابة: روي أن رجلا أتى ابن عمر يسأله عن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما، فقال: اذهب إلى ابن عباس، ثم تعال أخبرني، فسأله فقال: كانت السماوات رتقا لا تمطر وكانت الارض رتقا لا تنبت، ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات، فرجع إلى ابن عمر فأخبره، فقال: قد كنت أقول ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن، فالان قد علمت أنه أوتي علما ". وقد اشتهر من الصحابة بالتفسير: الخلفاء الاربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن خلف وزيد بن ثابت، وأبو موسى الاشعري، وعبد الله بن الزبير. ومن المفسرين بالمأثور: (1) ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه، كان فريد عصره، ووحيد دهره علما وعملا، وحفظا لكتاب الله، وخبرة بمعانيه، وإحاطة بالايات ناسخها ومنسوخها، وبطرق الرواية صحيحها وسقيمها، وبأحوال
[ 11 ]
الصحابة والتابعين. لذلك كان تفسيره من أجل التفاسير وأصحها وأجمعها لما ورد عن الصحابة والتابعين. (2) أبو الليث السمرقندي. (3) الامام جلال الدين السيوطي وكتابه " الدر المنثور بالتفسير بالمأثور ". (4) عماد الدين أبو الفداء، اشتهر تفسيره بتفسير ابن كثير. وتفسيره هذا من أصح التفاسير بالمأثور إن لم يكن أصحها جميعا. نقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة والتابعين. (5) أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، وتفسيره هو تفسير البغوي، كان إماما في التفسير والحديث، له التصانيف المفيدة. التفسير بالرأي وهو جائز إن استوفى شروطه، وأمهات شروطه أربعة. الاولى: النقل عن رسول الله صلى الله وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع. الثانية: الاخذ بقول الصحابي فقد قيل: إنه في حكم المرفوع مطلقا وخصه بعضهم بأسباب النزول ونحوها مما لا مجال للرأي فيه. الثالثة: الاخذ بمطلق اللغة مع الاحتراز عن صرف الايات إلا ما لا يدل عليه الكثير من كلام العرب. الرابعة: الاخذ بما يقتضيه الكلام، ويدل عليه قانون الشرع. فمن فسر القرآن برأيه أي باجتهاده ملتزما الوقوف عند هذه المآخذ، معتمدا عليها فيما يرى من معاني القرآن، كان تفسيره سائغا جائزا، خليقا بأن يسمى التفسير الجائز، والتفسير المحمود، ومن حاد عن هذه الاصول وفسر القرآن غير معتمد عليها كان تفسيره ساقطا مردودا خليقا بأن يسمى التفسير غير الجائز، أو التفسير المذموم. أهم كتب التفسير بالرأي. 1 - تفسير البيضاوي 2 - تفسير الفخر الرازي. 3 - تفسير أبو السعود. 4 - تفسير النيسابوري. 5 - تفسير الالوسي. 6 - تفسير النسفي. 7 - تفسير الخطيب.
[ 12 ]
8 - تفسير الخازن، وهو يشتمل على كثير من التفسير بالمأثور، ومن مزاياه أنه يتبع القصة ببيان ما فيها من باطل حتى لا ينخدع غر ولا يفتتن بها جاهل. 9 - تفسير الجلالين - للامام جلال الدين محمد المحلي الذي كتب من سورة الكهف إلى آخر القرآن والامام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الذي كتب من أول البقرة إلى آخر سورة الاسراء. وهو كتاب قيم، سهل المأخذ إلى حد ما، مختصر العبارة كثيرا، يكاد يكون أعظم التفاسير انتشارا ونفعا، وإن كان أصغرها أو من أصغرها شرحا وحجما، تداولته طبقات مختلفة من أهل العلم وغيرهم، وطبع طبعات كثيرة متنوعة، طبع مرة واحدة مجردا وأخرى بحاشية المصحف، وثالثة مع حاشية الصاوي، ورابعة مع حاشية الجمل، وأوسع حواشيه حاشية الجمل، والعجيب أن كثيرا من فطاحل العلماء كانوا يختارونه لاعلى دراسة عرفت في التفسير، كمادة أساسية يدورون حولها ويستلهمون وحيها، حتى إن دروس التفسير الشهيرة للعلامة المرحوم الشيخ محمد عبده كانت مادته تفسير الجلالين. ه ملخطا من مناهل العرفان. والحق أن هذا الكتاب في تفسير كتاب اللهل عظيم، وهو يشير بالرمز إلى كثير من المسائل التي يشرحها غيره بأسلوب مطلول وكلام غزير، ومن كان أكثر علما كان أكثر إدراكا لما يرمز إليه، على أن الرجل العادي يستطيع أن يفهم الاية مما يقرؤه في هذا ا لتفسير لانه يوقفك على المعنى من أقرب الطرق وبأوضح العبارة، دون أن تضيع في مهامه من الاقوال والايرادات، لا جرم عكف عليه المسلمون، واتخذوه منارا يهتدون به إلى فهم كتاب الله عز وجل. على أنه ينبغي على القارئ أن يعلم أن المفسرين رحمهما الله تعالى قد ضبطا بعض الايات القرآنية على رواية تختلف عن رواية حفص المشهورة فليتنبه القارئ لذلك ولا يتشوش وليعلم أن هذه الروايات هي من الاحرف السبعة التي نزل بها القرآن. ولما كان هذا التفسير كثير النفع وأقبل عليه المسلمون، رأت دار المعرفة للطباعة والنشر في بيروت - لبنان أن تقوم بطبعه على حاشية المصحف الشريف المشهور بمصحف الملك بالرسم العثماني المعتمد الموافق في رسمه لمصحف سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه. وكان لها شرف السبق لهذا العمل إذ لم يسبقها إليه أحد من دور النشر العربية فيما أعلم. ودار المعرفة بعملها هذا ترجو أن ينفع الله به وأن يقبل الشباب عليه حتى يفهموا كتاب الله، ففي ذلك الهدى إلى سعادة الدارين، والوصول إلى عزة الاسلام الابدية.
[ 13 ]
نقاش وتصحيح لبعض الاراء التي جاءت في تفسير الجلالين جاء في تفسير الجلالين تفسير لبعض الايات كان للعلماء خلاف في المراد منها وقد اختار المفسران تفسير الجلالين بعض الاراء التي خالفا فيها الكثير من العلماء والمفسرين. وقد رأينا أن ننبه على بعضها مما يتعلق باسرائيليات أو غيرها لم تجمع الاراء عليها، بل كان للعلماء فيها أكثر من وجه. فمنها: (1) قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) " سورة البقرة آية 35). أقول: وهناك أقوال كثيرة في تعيين هذه الشجرة التي نهى الله سبحانه آدم وزوجه عن القرب منها، غير أنه لم يرد دليل من كتاب الله وسنة رسوله يمكن أن يصار إليه في تعيين هذه الشجرة، وقد أبهمها الله، فلم يعينها، فالاولى أن يترك أمر تعيينها، ولنؤمن أنها شجرة ما، لم نعرفها بعينها، ولا حاجة لان نعرفها بالتحديد. إذ لا يترتب على معرفتها شئ من الفائدة، والنهي عن الاكل منها لحمة يعلمنها ربنا، وأقل ما يقال في ذلك أنه ا بتلاء من الله سبحانه لادم وزوجه، ولبيان أن هذه الحياة التي قام عليها أمر البشرية حياة ابتلاء واختبار (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا). (2) ومنها قوله تعالى: (فقلنا اضربوه ببعضها) سورة البقرة آية 73 أقول: لم يرد تعيين الذي ضرب به القتيل ليحيا، ولا يصار إلى تعينه إلا بخبر صحيح يعتمد عليه، فلا حاجة لتعينه بالتخرص إذ ظاهر الاية أن أي عضو من أعضاء البقرة ضرب به القتيل أعاد الحياة إليه، وأعرب عن قاتله. (3) قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان..) سورة البقرة آية 102 أقول: قال الشيخ أحمد مصطفى المراغي في تفسيره: وقد زعموا أن سليمان هو الذي جمع كتب السحر من الناس ودفنها تحت كرسيه، ثم استخرجها الناس وتناقلوها، وهذا من مفتريات أهل الاهواء فنسبوها إليه كذبا وبهتانا. والسيوطي رحمه الله نقل كلاما قيل قبله، فنقله كما قيل، ولم يعتمده ولم يرده بل ترك الامر للقارئ
[ 14 ]
ليمحص هو، والشيخ كان على معرفة كاملة بصحة ما قيل، أو بعدم صحته، ولكن العلماء كانت لهم أساليبهم، فربما نقلوا الخبر دون تعليق وربما علقوا عليه بحسب ما يرون من الحاجة، وفي كل ذلك كانت مقاصدهم عظيمة ورائعة، ولا يجوز بحال الطعن فيهم، والنقص من قدرهم، رحمهم الله ورضي عنهم، فإنهم على سلم فضلهم صعد الخلف. (4) قوله تعالى (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن) سورة البقرة آية 124. أقول: وإنما اختلف العلماء في الكلمات التي ابتلى الله بها ابراهيم خليله، لان القرآن لم يعينها، ومن ثم تعددت الاراء فيها، والظاهر أنها أوامر الدين ونواهيه، فكل ما كلف به ابراهيم عليه السلام من أمر ونهي قام به أتم قيام والمضمضة والاستنشاق وغيرهما من خصال الفطرة التي ذكرها الامام السيوطي وغيره بعض من هذه الامور. (5) قوله تعالى: (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت..) سورة البقرة آية 248. أقول: ما ذكره الشيخ الطوسي هنا هو ما ذكر عامة المفسرين عند هذه الاية ولكن الشئ الذي يلفت النظر، هو أن التابوت كما قال الشيخ المراغي وصف في بعض الكتب بأوصاف هي غاية في الغرابة في كيفية صنيعه، وجمال منظره، وما تحلى به من الذهب ودخل في تركيبه من الخشب الثمينة. والاولى في هذا كله أن يترك لفظ التابوت على إطلاقه ما لم يرد نص يعتمد عليه فعندهما تعين ماهيته. (6) قوله تعالى (كل الطعام كلا حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم آسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) سورة آل عمران آية 93. أقول: ما ذكره الشيخ السيوطي هنا كذره كذلك عامة المفسرين، ودق ورى الطبري بسنده عن ابن عباس أن عصابة من اليهود حضربت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرا، لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن من أحب الطعام والشراب إليه، وكان أحب الطعام إليه لحم الابل، وأحب الشراب إليه ألبانها، فقالوا: اللهم نعم ". والظاهر أن المحرم كان على نوعين: ما حرمه إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة كما هو صريح هذه الا ية، وما حرمه الله عليهم بعد نزول التوراة بسبب ذنوب ارتكبوها، كما قال تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم). (7) قوله تعالى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ..) سورة الاعراف آية 145. أقول: ما ذكره الشيخ السيوطي هنا من وصف الالواح بأنها كانت منسدر الجنة، أو زبرجد وزمرد،
[ 15 ]
جائر عقلا، ولكنمه يحتاج إلى نص يصح الاعتماد عليه في ذلك، وليس مهما أن نعرف نوعية الالواح، ولا أجناسها، ولكن المهم أن نعرف ما احتوت عليه، فبين الله سبحانه لنا ما نحتاج إليه دون غيره، وليس في تعيينها ما يضر ولا ينفع، ومن تساهل المفسرون في نقل نقل ذلك، ولو أن الامر يبنى عليه حكم شعري لوقف المفسرون رحمهم الله من ذلك موقف العالم الممحص يقول: هذا صح إسناده، وذاك ضعيف أو موضوع لا يصار إليه. (8) قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) سورة يوسف آية 24 أقول ما ذكره السيوطي رحمه الله قال به كثير من المفسرين وأنكره كثير منهم وأجمعوا قاطبة على أن يوسف عليه السلام لم يفعل المنكر، لانه رأى برهان ربه فاقتنع، ولكن الهم هذا على المعنى الذي ذكره السيوطي رحمه الله أنكثره الكثيرون، حتى قال الفخر الرازي: إن يوسف عليه السلام كان بريئا من العمل الباطل، والهم المحرم، وهذا قول المحققين من ا لمفسرين والمتكلمين، وبه نقول، وعنه نذب، فإن الدلائل قد دلت على عصمة الانبياء عليهم الصلاة والسلام. وأما ما روي عن ابن عباس أنه جلس فيها مجلس الخائن فحاشا ابن عباس أن يقول مثل بهذا عن يوسف عليه الصلاة خ والسلام، ولعل بعض أصحاب القصص وأصحاب الاخبار وضعوه على ابن عباس، وكذلك ما روي عن مجاهد وغيره أيضا فإنه لا يكاد يصح بسندب صحيح، وبطل ذلك كله، وثبت ما بيناه من برائة يوسف عليه الصلاة والسلام ه. وقد فسر همه بزجرها ووعظها، وقيل: هم بضربها ودفعها، وقيل: هذا كله كان قبل نبوته. وعلى كل حال، فالهم همان: هم ثابت، وهو ما كان معه عزم وقصد وعقيدة ورضا مثل هم امرأة العزيز، فالعبد المأخوذ به، وهم عارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم مثل يوسف عليه الصلاة والسلام، فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين. (9) (وما أبرئ نفسي إن النفسي لامارة بالسوء...) سورة يوسف آية 53. أقول: ما ذكره الامام السيوطي هنا هو أحد قولين للمفسرين، وهو أنه من كلام يوسف عليه السلام، وقد بين السيوطي رحمه الله تعالى أنه قاله تواضعا لله، لانه ما أراد أن يزكي نفسه (فلا تزكوا أنفسكم) فكان في قوله: (وما أبرئ نفسي) هضم للنفس، وانكسار وتواضع لله عزو وجل، فإن ترئة النفس في مقام العصمة والتزكية ذنب عظيم فأراد إزالة ذلك عن نفسه فإن حسنات الابرار سيئات المقربين. والامام السيوطي بين أن المراد من النفس في قوله (ان النفس) الجنس أي النفوس من حيث هي تأمر بالسوء لا النفوس الشريفة العالية كنفوس الانبياء عليهم الصلاة والسلام والقول الثاني للمفسرين أنه من كلام امرأه العزيز، وعلى هذا يكون المعنى، وما أبرئ نفسي من مراودتي يوسف عن نفسه وكذبي عليه. (10) قوله تعالى: (حتى إذا لقيا غلاما فقتله) سورة ا لكهف آية 74
[ 16 ]
أقول: ما ذكر الامام اجلالد الدين المحلي هنا من وصف الالة والهيئة التي قتل بها وعليها الغلام يحتاج إلى نص يصلح للاعتماد، ثم لا حاجة إلى معرفة ذلك، والمهم أن صاحب موسى قتل الغلام، والسلام. (11) قوله سبحانه (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي...) سورة الحج آية 52 أقول: ذكر الامام الصباوي في حاشيته ما نصه: وما ذكره المفسر من قصة الغرانيق رواية عامة المفسرين الظاهريين، قال الرازي: أما أهل التحقيق فقد قالوا: هذه الرواية باطلة موضوعة، واحتجوا على البطلان بالقرآن والسنة والمعقول، أما القرآن فبوجوه: أحدها قوله تعالى (ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين) ثانيها (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إليا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) ثالثها: قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وأما السنة فمنها ما روي عن محمد بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة، فقال هي من وضع الزنادقة، وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل، فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وسجد المسلمون والكفار والانس والجن، وليس فيه حديث الغرانيق وأما المعقول فمن أوجه. أحدها أنه من جوز على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما للاوثان فقد كفر، ثانيها لو كان الالقاء على الرسول ثم الازالة عنه لكانت عصمته من أول الامر أولى، وهو الذي يجب علينا اعتقاده في كل نبي، ثالثها وهو أقوى الاوجه أنا لو جوزنا ذلك لارتفع الامان عن شرعه، ثم قال الرازي وقد عرفنا أن هذه القصة موضوعة، وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة، قال الخطيب، ثم قال: وهذا هوا لذي يطمئن إليه القلب، وإن أطنب ابن حجر العسقلاني في صحتها ه. ويكون معنى الاية على هذا التحقيق: ألقى الشيطان في أمنيته، أي تلاوته شبها وتخيلات في قلوب الامم، بأن يقول لهم الشيطان،: هذا سحر وكهانة، فينسخ الله تلك الشبه من قلوب من أراد لهم الهدى، ويحكم الله آياته في قلوبهم، والله عليهم بما ألقاه الشيطان في قلوبهم، حكيم في تسليطه عليهم، ليميز المفسد من المصلح ه. (12) قوله تعالى: (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة..) سورة الشعراء آية 189. أقول: ما ذكره المفسر هنا هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، فقد قال محمد بن جرير: حدثني الحارث.. حدثني يزيد الباهلي، سألت أبن عباس عن هذه الاية (فأخذهم عذاب يوم الظلمة) قال: بعث الله عليهم رعدة وحرا شديدا، فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا، إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة، فنادى بعضهم بعضا، حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسل الله عليهم نارا. قال ابن عباس: فذلك عذاب يوم الظلة، إنه كان عذاب يوم عظيم ". (13) قوله تعالى: (ولها عرش عظيم) سورة النمل آية 23. أقول: ما وصف به الامام المحلي هذا السرير لم يرد به دليل صحيح يعتمد عليه، والواصفون له أخذوا هذه الاوصاف من فهمهم لقوله تعالى: (ولها عرض عظيم) فقد وصفه الله بالعظم، فمهما بالغوا في وصفه فإنه
[ 17 ]
متوافق مع قوله تعالى: (عظيم) والاولى الوقوف عند ما ذكر القرآن دون التخيل لاوصاف لم يرد ببها تفصيل، وحسبنا أنه عرش عظيم. (14) قوله تعالى: (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) سورة ا لنمل الاية 35 أقول: وكذلك ما وصفه المفسرون لهذه الهدية، وما ذكره هنا لم يرد به ما يعتمد عليه وحسبنا أنها أرسلت إليه بهدية تليق به. وقد قال ابن كثير: سأبعث إليه بهدية تليق بمثله، وأنظر ما ذا يكون جوابه، وقال أيضا: ذكر غير واحد من المفسرين من السلف وغيرهم أنها بعثت إليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولالئ وغير ذلك وقال بعضهم: أرسلت إليه بلبن من ذهب والصحيح أنها أرسلت إليه بآنية من ذهب إلى أن قال: فأجرى أي سليمان الخيل حتى عرقت إلى أن قال: وأكثره مأخوذ من الاسرائيليات والظاهر أن سليمان لم ينظر إلى ما جاؤوا به بالكلية، ولا اعتنى به، بل أعرض عنه، وقال منكر " أتمدونن بمال.. ". (15) قوله تعالى: (قيل لها ادخلي الصرح..) سورة ا لنمل رقم 44. أقول: ما ذكره المفسر هنا هو ما ذكره عامة المفسرين، وهذا كأمثاله يحتاج إلى سند صحيح، والله أعلم بصحة ذلك، غير أن البخاري أخرج في تاريخه والعقيلي عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من صنعت له الحمامات سليمان ". (6) قوله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه..) سورة الاحزاب الاية 37 أقول: ما ذكره المفسر هنا من أنه صلى الله عليه وسلم كان يخفي في نفسه محبتها مردود وغير لائق بجناب النبي صلوات الله وسلامه عليه إذا لا يعقل أن تقع في نفسه امرأه هي على عصمة رجل آخر وحاشاه من ذلك فقد قال الامام الصاوي: وهذا القول مردود لما تقدم أنه ينزه عنه رسول الله والصواب أنه يقول: إن الذي أخفاه في نفسه هو ما أخبره الله به من أنها ستصير احدى زوجاته بعد طلاق زيد لها. (17) (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا..) سورة الاحزاب الاية 67. أقول: ما ذكره المفسر هنا جاء في حديث صحيح، فقد قال الامام السيوطي في تفسيره الدر المنثور: أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن أبي جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شئ استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني اسرائيل وقالوا: ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده، إما برص، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا، وإن موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتيل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عليه السلام عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملا من بني اسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه الله مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه
[ 18 ]
فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه: ثلاثا أو أربعا أو خمسا ". (18) قوله تعالى (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب..) سورة ص الايات 21 و 22 و 23 و 24. أقول: قال الصاوي في حاشيته على الجلالين عند هذا الكلام: " مشى المفسر على أن داود سأل أوريا طلاق زوجته، ثمبعد وفاء عدتها تزوجها داود ودخل بها، وهو أحد أقوال ثلاثة، والثاني أن داود لما تعلق قبله بها أمر " أوريا " ليذهب للجهاد ليقتل فيتزوجها، ففعل، فلما قتل في الجهاد تزوجها داود، والثالث أن " أوريا " لم يكن متزوجا بها، وإنما خطبها فقط، فخطبها داود على خطبته وتزوجها ثم قال الصاوي: وكان ذلك كله جائزا في شرعه، وإنما عاتبه الله لرفعة قدره، وللسيد أن يعاقب عبده على ما يقع منه، وإن كان جائزا من باب " حسنات الابرار سيئات المقربين " ه. ولكن قال في الخازن عند تفسير هذه الاية أو عند ذكر هذه القصة التي ذكرها المفسر " اعلم أن من خصه الله بنبوته، وأكرمه برسالته، وشرفه على كثير من خلقه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس لا ستنكف أن يحدث عن نفسه، فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الانبياء، والصفوة الامناء ذلك، وقد روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " من حدثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين جلدة، وهو حد الفرية على الانبياء " وقال القاضي عياض: " لا يجوز أن يلتفت إلى ما سطره الاخباريون من أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا ونقله بعض المفسرين ولم ينص الله تعالى على شئ من ذلك، ولا ورد في حديث صحيح، وليس في قصة داود وأوريا خبر ثابت، ولا يظن بنبي محبة، قتل مسلم، وهذا هو الذي ينبغي أن يقول عليه من أمر داود " وقال الامام فخر الدين الرازي: " حاصل القصة يرجع إلى السعي في قتل رجل مسلم بغير حق، وإلى الطمع في زوجته، وكلاهما منكر عظيم فلا يليق بعاقل أن يظن بداود عليه الصلاة والسلام هذا ". وقال غيره: " إن الله تعالى أثنى على داود قبل القصة وبعدها، وذلك يدل على استحالة ما نقلوه من القصة، فكيف يتوهم عاقل أن يقع بين مدحين ذم، ولو جرى ذلك من بعض الناس في كلامه لاستهجنه العقلاء، ولقالوا: أنت في مدح شخص فكيف تجري ذمه أثناء مدحك، والله تعالى منزه عن مثل ذلك. وقد قيل: إن داود تمنى أن تكون امرأة " أوريا " له، فانفق أن " أوريا " هلك في الحرب فلما بلغ داود قتله لم يجزع عليه كما جزع على غيره من جنده، ثم تزوج امرأته فعاتبه الله على لان ذنوب الانبياء وإن صغرت فهي عظيمة عند الله فهذه هي الفتنة في قوله: (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه...) ه كلام الخازن ببعض تصرف. أما ابن كثير فلم يذكر القصة بل قال: " قد ذكر المفسرون ها هنا قصة أكثرها مأخوذ من الاسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم يجب اتباعه. (19) قوله تعالى: (ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق) سورة ص الاية 33. أقول: إن الذي ذكره المفسر هو قول ابن عباس وأكثر المفسرين وكان ذلك مباحا له لان نبي الله سليمان لم
[ 19 ]
يكن ليقدم على محرم، ولم يكن ليتوب عن ذنب وهو ترك الصلاة بذنب آخر، وهو عقر الخيل، وقال الامام فخر الدين: بل التفسير الحق المطابق لالفاظ القرآن أن نقول: " إن رباط الخيل كان مندوبا إليه في دينهم، كما أنه كذلك في ديننا، ثم إن سليمان عليه الصلاة والسلام احتاج إلى غزو فجلس وأمر باحضار الخيل، وأمر باجرائها، وذكر أني لا أحبها لاجل الدنيا ونصيب النفس، وقد أمر بإعدائها واجرائها حتى توارت بالحجاب أي غابت من بصره، ثم أمر برد الخيل إليه هو قوله: (ردوها علي) فلما عادت إليه طفق يمسح سوقها وأعناقها والغرض من ذلك المسح أمور، الاول: تشريفا لها لكونها أعظم الاعوان في دفع العدو، الثاني أنه أراد أن يظهر أنه من ضبط السياسة والمملكة يبلغ إلى ان يباشر الامور بنفسه، الثالث أنه كان أعلم بأحوال الخيل وأمراضها وعيوبها من غيره فكان يمسح سوقها وأعناقها حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض، فهذا التفسير الذي ذكرناه ينطبق على لفظ القرآن، ولا يلزمنا شئ من تلك المنكرات والمحظورات، والعجب من الناس كيف قبلوا هذه الوجوه السخيفة ه ملخصا من تفسير الخازن. (20) قوله تعالى: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) سورة ص الاية 34. أقول: جاء في حاشية الصاوي عند كلام المفسر هذا، قال القاضي عياض وغيره من المحققين: لا يصح ما نقله الاخباريون من تشبه الشيطان بسليمان وتسلطنه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه، وإن الشياطين لا يتسلطون على مثل هذا، وقد عصم الله تعالى الانبياء من مثل هذا، والذي ذهب إليه المحققون أن سبب فتنته ما أوحاه ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال سليمان: لاطوفن الليلة على تسعين امرأة، وفي رواية على مائة امرأة كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى: فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا، فلم تحمل منهم إلا امرأه واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الله الذي نفسي بيده، لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا اجمعون " قال العلماء: " والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه وفتنته من نسيان المشيئة فامتحن بهذا فتاب ورجع. (21) قوله تعالى (في لوح محفوظ) سورة البروج الاية 22. أقول: ما ذكر المفسرون من وصف اللوح يحتاج إلى نص يصحح الاعتماد عليه، ولا حاجة إلى وصف اللوح بأوصاف لم ترد في كتاب الله ولم تصح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الشيخ المراغي في تفسيره: واللوح المحفوظ شئ أخبرنا الله به، وأنه أودعه كتابه، ولكن لم يعرفنا حقيقته، فعلينا أن نؤمن به، وليس علينا أن نبحث فيما وراء ذلك مما لم يأت به خبر من المعصوم صلوات الله عليه وسلامه.
[ 1 ]
القرآن الكريم بالرسم العثماني وبهامشه تفسير الامامين الجليلين العلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلي والعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي مذيلا بكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي قدم له وراجعه الاستاذ مروان سوار مدقق المصاحف لدى وزارة الاوقاف السورية دار المعرفة بيروت - لبنان
[ 2 ]
* (سورة الفاتحة) * مكية، سبع آيات بالبسملة إن كانت منها، والسابعة صراط الذين إلى آخرها، وإن لم تكن منها، فالسابعة غير المغضوب إلى آخرها ويقدر في أولها قولوا ليكون ما قبل إياك نعبد مناسبا له بكونها من مقول العباد بسم الله الرحمن الرحيم (2) * (الحمد لله) * جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لان يحمدوه، والله علم على المعبود بحق. * (رب العالمين) * أي مالك جميع الخلق من الانس والجن والملائكة والدواب وغيرهم، وكل منها يطلق عليه عالم، يقال عالم الانس وعالم الجن إلى غير ذلك، وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم، وهو من العلامة لانه علامة على موجده. (3) * (الرحمن الرحيم) * أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لاهله. (4) * (مالك يوم الدين) * أي الجزاء وهو يوم القيامة، وخص بالذكر لانه لا ملك ظاهرا فيه لاحد إلا لله تعالى بدليل " لمن الملك اليوم ؟ لله " ومن قرأ مالك فمعناه مالك الامر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائما " كغافر الذنب " فصح وقوعه صفة لمعرفة. (5) * (إياك نعبد وإياك نستعين) * أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها. (6) * (إهدنا الصراط المستقيم) * أي أرشدنا إليه ويبدل منه. (7) * (صراط الذين أنعمت عليهم) * بالهداية ويبدل من الذين بصلته. * (غير المغضوب عليهم) * وهم اليهود * (ولا) * وغير * (الضالين) * وهم النصارى ونكتة البدل إفادة ان المهتدين ليسوا يهودا ولا نصارى. والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[ 3 ]
* (سورة البقرة) * مدنية مائتان وست أو سبع وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الم) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) * (ذلك) * أي هذا * (الكتاب) * الذي يقرؤه محمد. * (لاريب) * لا شك * (فيه) * أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والاشارة به للتعظيم * (هدى) * خبر ثان أي هاد * (للمتقين) * الصائرين إلى التقوى بامتثال الاوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار. (3) * (الذين يؤمنون) * يصدقون * (بالغيب) * بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار * (ويقيمون الصلاة) * أي يأتون بها بحقوقها * (ومما رزقناهم) * أعطيناهم * (ينفقون) * في طاعة الله. (4) * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) * أي القرآن * (وما أنزل من قبلك) * أي التوراة والانجيل وغيرهما * (وبالآخرة هم يوقنون) * يعلمون. أسباب النزول: بسم الله الرحمن الرحيم وبعد: فهذا كتاب [ لباب النقول في أسباب النزول ] أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد قال: أربع آيات من أول البقرة نزلت في المؤمنين، وآيتان في الكافرين، وثلاث عشرة آية في المنافقين. (*)
[ 4 ]
(5) * (أولئك) * الموصوفون بما ذكر * (على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) * الفائزون بالجنة الناجون من النار. (6) * (إن الذين كفروا) * كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما * (سواء عليهم أنذرتهم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه * (أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم، والانذار إعلام مع تخويف (7) * (ختم الله على قلوبهم) * طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير * (وعلى سمعهم) * أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق * (وعلى أبصارهم غشاوة) * غطاء فلا يبصرون الحق * (ولهم عذاب عظيم) * قوي دائم. (8) ونزل في المنافقين * (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر) * أي يوم القيامة لانه آخر الايام * (وما هم بمؤمنين) * روعي فيه معنى من، وفي ضمير يقول لفظها (9) * (يخادعون الله والذين آمنوا) * بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية * (وما يخادعون إلا أنفسهم) * لان وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة * (وما يشعرون) * يعلمون أن خداعهم لانفسهم، والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة وما يخدعون. (10) * (في قلوبهم مرض) * شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها * (فزادهم الله مرضا) * بما أنزله من القرآن لكفرهم به * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم * (بما كانوا يكذبون) * بالتشديد أي: نبي الله، وبالتخفيف أي قولهم آمنا. (11) * (وإذا قيل لهم) * أي لهؤلاء * (لا تفسدوا في الارض) * بالكفر والتعويق عن الايمان * (قالوا إنما نحن مصلحون) * وليس ما نحن فيه بفساد قال الله تعالى ردا عليهم: (12) * (ألا) * للتنبيه * (إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) * بذلك. (13) * (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) * أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن أبي عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله * (إن الذين كفروا) * الآيتين أنهما نزلتا في يهود المدينة وأخرج عن الربيع بن أنس قال: آيتان نزلتا في قتال الاحزاب: * (إن الذين كفروا سواء عليهم - إلى قوله - ولهم عذاب عظيم) *. (*)
[ 5 ]
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، * (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) * الجهال أي لا نفعل كفعلهم قال تعالى رد عليهم: * (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) * ذلك. (14) * (وإذا لقوا) * أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو * (الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا) * منهم ورجعوا * (إلى شياطينهم) * رؤسائهم * (قالوا إنا معكم) * في الدين * (إنما نحن مستهزئون) * بهم بإظهار الايمان (15) * (الله يستهزئ بهم) * يجازيهم باستهزائهم * (ويمدهم) * يمهلهم * (في طغيانهم) * بتجاوزهم الحد في الكفر * (يعمهون) * يترددون تحيرا حال. (16) * (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) * أي استبدلوها به * (فما ربحت تجارتهم) * أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم * (وما كانوا مهتدين) * فيما فعلوا. (17) * (مثلهم) * صفتهم في نفاقهم * (كمثل الذي استوقد) * أوقد * (نارا) * في ظلمة * (فلما أضائت) * أنارت * (ما حوله) * فأبصر واستدفأ وأمن ممن يخافه * (ذهب الله بنورهم) * أطفأه وجمع الضمير مراعاة لمعنى الذي * (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) * ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤلاء أمنوا بإظهار كلمة الايمان فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب. (18) هم * (صم) * عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول * (بكم) * خرس عن الخير فلا يقولونه * (عمي) * عن طريق الهدى فلا يرونه * (فهم لا يرجعون) * عن الضلالة. (19) * (أو) * مثلهم * (كصيب) * أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل * (من السماء) * السحاب * (فيه) * أي السحاب * (ظلمات) * متكاثفة * (ورعد) * هو الملك الموكل به وقيل صوته * (وبرق) * لمعان صوته الذي يزجره به * (يجعلون) * أي أصحاب الصيب * (أصابعهم) * أي أناملها * (في آذانهم من) * أجل * (الصواعق) * شدة صوت الرعد لئلا يسمعوها * (حذر) * خوف * (الموت) * من سماعها. كذلك هؤلاء: إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق، يسدون أسباب نزول الآية 14 قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا) أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن أبي: انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء فذهب فأخذ بيد أبي بكر، فقال مرحبا = (*)
[ 6 ]
آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الايمان وترك دينهم وهو عندهم موت * (والله محيط بالكافرين) * علما وقدرة فلا يفوتونه (20) * (يكاد) * يقرب * (البرق يخطف أبصارهم) * يأخذها بسرعة * (كلما أضاء لهم مشوا فيه) * أي في ضوئه * (وإذا أظلم عليهم قاموا) * وقفوا، تمثيل لازعاج ما في القرآن من الحجج قلوبهم وتصديقهم لما سمعوا فيه مما يحبون ووقوفهم عما يكرهون. * (ولو شاء الله لذهب بسمعهم) * بمعنى أسماعهم * (وأبصارهم) * الظاهرة كما ذهب بالباطنة * (إن الله على كل شئ) * شاءه * (قدير) * ومنه إذهاب ما ذكر (21) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (اعبدوا) * وحدوا * (ربكم الذي خلقكم) * أنشأكم ولم تكونوا شيئا * (و) * خلق * (الذين من قبلكم لعلكم تتقون) * بعبادته عقابه، ولعل: في الاصل للترجي، وفي كلامه تعالى للتحقيق. (22) * (الذي جعل) * خلق * (لكم الارض فراشا) * حال بساطا يفترش لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها * (والسماء بناء) * سقفا * (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من) * أنواع * (الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا) * شركاء في العبادة * (وأنتم تعلمون) * أنه الخالق ولا تخلقون، ولا يكون إلها إلا من يخلق * (وإن كنتم في ريب) * شك * (مما نزلنا على عبدنا) * محمد من القرآن أنه من عند الله * (فأتوا بسورة من مثله) * أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والاخبار عن الغيب. " والسورة قطعة لها أول وآخر أقلها ثلاث آيات " * (وادعوا شهداءكم) * آلهتكم التي تعبدونها * (من دون الله) * أي غيره لتعينكم * (إن كنتم صادقين) * في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاء مثله، ولما عجزوا عن ذلك قال تعالى: (24) * (فإن لم تفعلوا) * ما ذكر لعجزكم * (ولن تفعلوا) * ذلك أبدا لظهور إعجازه إعتراض * (فاتقوا) * بالايمان بالله وأنه ليس من كلام البشر * (النار التي وقودها الناس) * الكفار * (والحجارة) * كأصنامهم منها، يعني أنها مفرطة الحرارة تتقيد بما ذكر، لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه * (أعدت) * هيئت * (للكافرين) * يعذبون بها، جملة مستأنفة أو حال لازمة. = بالصديق سيد بني تميم وشيخ الاسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد علي فقال: مرحبا بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله لاصحابه كيف رأيتموني فعلت: فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت - فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى النبي = (*)
[ 7 ]
(25) * (وبشر) * أخبر * (الذين آمنوا) * صدقوا بالله * (وعملوا الصالحات) * من الفروض والنوافل * (أن) * أي بأن * (لهم جنات) * حدائق ذات أشجار ومساكن * (تجري من تحتها) * أي تحت أشجارها وقصورها * (الانهار) * أي المياه فيها، والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء لان الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه مجاز * (كلما رزقوا منها) * أطعموا من تلك الجنات * (من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي) * أي مثل ما * (رزقنا من قبل) * أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة * (وأتوا به) * أي جيئوا بالرزق * (متشابها) * يشبه بعضه بعضا لونا ويختلف طعما * (ولهم فيها أزواج) * من الحور وغيرها * (مطهرة) * من الحيض وكل قذر * (وهم فيها خالدون) * ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون ونزل ردا لقول اليهود لما ضرب الله المثل بالذباب في قوله: (وإن يسلبهم الذباب شيئا) والعنكبوت في قوله: (كمثل العنكبوت) ما أراد الله بذكر هذه الاشياء ؟ الخسيسة فأنزل الله (26) * (إن الله لا يستحيي أن يضرب) * يجعل * (مثلا) * مفعول أول * (ما) * نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أي مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني * (بعوضة) * مفرد البعوض وهو صغار البق * (فما فوقها) * أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم * (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه) * أي المثل * (الحق) * الثابت الواقع موقعه * (من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) * تمييز أي بهذا المثل، وما استفهام إنكار مبتدأ، وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي: أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم * (يضل به) * أي بهذا المثل * (كثيرا) * عن الحق لكفرهم به * (ويهدي به كثيرا) * من المؤمنين لتصديقهم به * (وما يضل به إلا الفاسقين) * الخارجين عن طاعته. (27) * (الذين) * نعت * (ينقضون عهد الله) * ما عهده إليهم في الكتب من الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم * (من بعد ميثاقه) * توكيده عليهم * (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) * من الايمان بالنبي والرحم وغير ذلك وأن بدل من ضمير به * (ويفسدون في الارض) * بالمعاصي والتعويق عن الايمان * (أولئك) * الموصوفون بما ذكر * (هم الخاسرون) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم. = صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية هذا الاسناد واه جدا فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي وأبو صالح ضعيف. أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى: (أو كصيب) الآية أخرج ابن جرير من طريق السدي الكبير عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله إلى المشركين = (*)
[ 8 ]
(28) * (كيف تكفرون) * يا أهل مكة * (بالله و) * وقد * (كنتم أمواتا) * نطفا في الاصلاب * (فأحياكم) * في الارحام والدنيا بنفخ الروح فيكم والاستفهام للتعجيب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ * (ثم يميتكم) * عند انتهاء آجالكم * (ثم يحييكم) * بالبعث * (ثم إليه ترجعون) * تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم وقال دليلا على البعث لما أنكروه (29) * (هو الذي خلق لكم ما في الارض) * أي الارض وما فيها * (جميعا) * لتنتفعوا به وتعتبروا * (ثم استوى) * بعد خلق الارض أي قصد * (إلى السماء فسواهن) * الضمير يرجع إلى السماء لانها في معنى الجملة الآيلة إليه: أي صيرها كما في آية أخرى (فقضاهن) * (سبع سماوات وهو بكل شئ عليم) * مجملا ومفصلا أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم. (30) * (و) * اذكر يا محمد * (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة) * يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم * (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) * بالمعاصي * (ويسفك الدماء) * يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال * (ونحن نسبح) * متلبسين * (بحمدك) * أي نقول سبحان الله وبحمده * (ونقدس لك) * ننزهك عما لا يليق بك فاللام زائدة والجملة حال أي فنحن أحق بالاستخلاف * (قال) * تعالى * (اني أعلم ما لا تعلمون) * من المصلحة في استخلاف آدم وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا لن يخلق ربنا خلقا أكرم عليه منا ولا أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق الله تعالى آدم من أديم الارض أي وجهها، بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وسواه ونفخ فيه الروح فصار حيوانا حساسا بعد أن كان جمادا. (31) * (وعلم آدم الاسماء) * أي أسماء المسميات * (كلها) * بأن ألقى في قلبه علمها * (ثم عرضهم) * أي المسميات وفيه تغليب العقلاء * (على الملائكة فقال) * لهم تبكيتا * (أنبئوني) * أخبروني * (بأسماء هؤلاء) * المسميات * (إن كنتم صادقين) * في أني لا أخلق أعلم منكم أو أنكم أحق بالخلافة، وجواب الشرط دل عليه ما قبله. فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله: فيه رعد شديد وصواعق وبرق فجعلا كلما أصابهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما وإذا لمع البرق مشيا إلى ضوئه وإذا لم يلمع لم يبصرا فأتيا مكانهما يمشيان فجعلا يقولان ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمدا فنضع أيدينا في يده فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين = (*)
[ 9 ]
(32) * (قالوا سبحانك) * تنزيها لك عن الاعتراض عليك * (لاعلم لنا إلا ما علمتنا) * إياه * (إنك أنت) * تأكيد للكاف * (العليم الحكيم) * الذي لا يخرج شئ عن علمه وحكمته (33) * (قال) * تعالى * (يا آدم أنبئهم) * أي الملائكة * (بأسمائهم) * المسميات فسمى كل شئ باسمه وذكر حكمته التي خلق لها * (فلما أنبأهم بأسمائهم قال) * تعالى لهم موبخا * (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض) * ما غاب فيهما * (وأعلم ما تبدون) * ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها الخ * (وما كنتم تكتمون) * تسرون من قولكم لن يخلق أكرم عليه منا ولا أعلم (34) * (و) * اذكر * (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * سجود تحية بالانحناء * (فسجدوا إلا إبليس) * هو أبو الجن كان بين الملائكة * (أبى) * امتنع من السجود * (واستكبر) * تكبر عنه وقال: أنا خير منه * (وكان من الكافرين) * في علم الله. (35) * (وقلنا يا آدم اسكن أنت) * تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه * (وزوجك) * حواء بالمد وكان خلقها من ضلعه الايسر * (الجنة وكلا منها) * أكلا * (رغدا) * واسعا لا حجر فيه * (حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) * بالاكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو غيرهما * (فتكونا) * فتصيرا * (من الظالمين) * العاصين. (36) * (فأزلهما الشيطان) * إبليس أذهبهما، وفي قراءة فأزالهما نحاهما * (عنها) * أي الجنة بأن قال لهما: هل أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها * (فأخرجهما مما كانا فيه) * من النعيم * (وقلنا اهبطوا) * إلى الارض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما * (بعضكم) * بعض الذرية * (لبعض عدو) * من ظلم بعضكم بعضا * (ولكم في الارض مستقر) * موضع قرار * (ومتاع) * ما تتمتعون به من نباتها * (إلى حين) * وقت انقضاء آجالكم. (37) * (فتلقى آدم من ربه كلمات) * ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع كلمات، أي جاءه وهي (ربنا ظلمنا أنفسنا) الآية فدعا بها * (فتاب عليه) * قبل توبته * (إنه هو التواب) * على عباده * (الرحيم) * بهم. = مثلا للمنافقين الذين بالمدينة وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل فيهم شئ أو يذكروا بشئ فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلا أصابعهما في آذانهما (وإذا أضاء لهم مشوا فيه) فإذا كثرت أموالهم وولدهم وأصابوا غنيمة أو فتحا مشوا فيه، وقالوا: إن دين محمد حينئذ صدق واستقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان = (*)
[ 10 ]
(38) * (قلنا اهبطوا منها) * من الجنة * (جميعا) * كرره ليعطف عليه * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (يأتينكم مني هدى) * كتاب ورسول * (فمن تبع هداي) * فآمن بي وعمل بطاعتي * (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة بأن يدخلوا الجنة. (39) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * كتبنا * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون. (40) * (يا بني إسرائيل) * أولاد يعقوب * (اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) * أي على آبائكم من الانجاء من فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي * (وأوفوا بعهدي) * الذي عهدته إليكم من الايمان بمحمد * (أوف بعهدكم) * الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة * (وإياي فارهبون) * خافون في ترك الوفاء به دون غيري. (41) * (وآمنوا بما أنزلت) * من القرآن * (مصدقا لما معكم) * من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة * (ولا تكونوا أول كافر به) * من أهل الكتاب لان خلفكم تبع لكم فإثمهم عليكم * (ولا تشتروا) * تستبدلوا * (بآياتي) * التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (ثمنا قليلا) * عرضا يسيرا من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما تأخذونه من سفلتكم * (وإياي فاتقون) * خافون في ذلك دون غيري. (42) * (ولا تلبسوا) * تخلطوا * (الحق) * الذي أنزلت عليكم * (بالباطل) * الذي تفترونه * (و) * لا * (تكتموا الحق) * نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (وأنتم تعلمون) * أنه الحق. (43) * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) * صلوا مع المصلين محمد وأصحابه، ونزل في علمائهم وكانوا يقولون لاقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه حق (44) * (أتأمرون الناس بالبر) * بالايمان بمحمد * (وتنسون أنفسكم) * تتركونها فلا تأمرونها به * (وأنتم تتلون الكتاب) * التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل * (أفلا تعقلون) * سوء فعلكم فترجعون، فجملة النسيان محل الاستفهام الانكاري. = يمشيان إذا أضاء لهما البرق وإذا أظلم عليهم قاموا وكانوا إذا هلكت أموالهم وولدهم وأصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد وارتدوا كفارا كما قال ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما. أسباب نزول الآية 26 قوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما) الآية أخرج ابن جرير عن السدي بأسانيده لما = (*)
[ 11 ]
(45) * (واستعينوا) * اطلبوا المعونة على أموركم * (بالصبر) * الحبس للنفس على ما تكره * (والصلاة) * أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث (كان صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر بادر إلى الصلاة) وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن الايمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم لانه يكسر الشهوة، والصلاة لانها تورث الخشوع وتنفي الكبر * (وإنها) * أي الصلاة * (لكبيرة) * ثقيلة * (إلا على الخاشعين) * الساكنين إلى الطاعة (46) * (الذين يظنون) * يوقنون * (أنهم ملاقوا ربهم) * بالبعث * (وأنهم إليه راجعون) * في الآخرة فيجازيهم (47) * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) * بالشكر عليها بطاعتي * (وأني فضلتكم) * أي آباءكم * (على العالمين) * عالمي زمانهم. (48) * (واتقوا) * خافوا * (يوما لا تجزي) * فيه * (نفس عن نفس شيئا) * وهو يوم القيامة. * (ولا تقبل) * بالتاء والياء * (منها شفاعة) * أي ليس لها شفاعة فتقبل (فما لنا من شافعين) * (ولا يؤخذ منها عدل) * فداء * (ولا هم ينصرون) * يمنعون من عذاب الله (49) * (و) * اذكروا * (إذ نجيناكم) * أي آباءكم، والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيرا لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا * (من آل فرعون يسومونكم) * يذيقونكم * (سوء العذاب) * أشده والجملة حال من ضمير نجيناكم * (يذبحون) * بيان لما قبله * (أبناءكم) * المولودين * (ويستحيون) * يستبقون * (نساءكم) * لقول بعض الكهنة له إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سببا لذهاب ملكك * (وفي ذلكم) * العذاب أو الانجاء * (بلاء) * إبتلاء أو إنعام * (من ربكم عظيم) *. (50) * (و) * اذكروا * (إذ فرقنا) * فلقنا * (بكم) * بسببكم * (البحر) * حتى دخلتموه هاربين من عدوكم * (فأنجيناكم) * من الغرق * (وأغرقنا آل فرعون) * قومه معه * (وأنتم تنظرون) * إلى انطباق البحر عليهم. (51) * (وإذ واعدنا) * بألف ودونها * (موسى أربعين ليلة) * نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها * (ثم اتخذتم العجل) * الذي صاغه لكم = ضرب الله هذين المثلين للمنافقين، قوله (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) وقوله (أو كصيب من السماء) قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الامثال فأنزل الله (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا) إلى قوله (الخاسرون). وأخرج الواحدي من طريق عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: إن الله ذكر آلهة المشركين. = (*)
[ 12 ]
السامري إلها * (من بعده) * أي بعد ذهابه إلى ميعادنا * (وأنتم ظالمون) * باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها. (52) * (ثم عفونا عنكم) * محونا ذنوبكم * (من بعد ذلك) * الاتخاذ * (لعلكم تشكرون) * نعمتنا عليكم. (53) * (وإذ آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (والفرقان) * عطف تفسير، أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام * (لعلكم تهتدون) * به من الضلال (54) * (وإذ قال موسى لقومه) * الذين عبدوا العجل * (يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل) * إلها. * (فتوبوا إلى بارئكم) * خالقكم من عبادته * (فاقتلوا أنفسكم) * أي ليقتل البرئ منكم المجرم * (ذلكم) * القتل * (خير لكم عند بارئكم) * فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئلا يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى قتل منكم نحو سبعين ألفا * (فتاب عليكم) * قبل توبتكم * (إنه هو التواب الرحيم) * (55) * (وإذ قلتم) * وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه * (يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) * عيانا * (فأخذتكم الصاعقة) * الصيحة فمتم * (وأنتم تنظرون) * ما حل بكم. (56) * (ثم بعثناكم) * أحييناكم * (من بعد موتكم لعلكم تشكرون) * نعمتنا بذلك. (57) * (وظللنا عليكم الغمام) * سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه * (وأنزلنا عليكم) * فيه * (المن والسلوى) * هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر، وقلنا * (كلوا من طيبات ما رزقناكم) * ولا تدخروا، فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم * (وما ظلمونا) * بذلك * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * لان وباله عليهم. (58) * (وإذ قلنا) * لهم بعد خروجهم من التيه * (ادخلوا هذه القرية) * بيت المقدس أو أريحا * (فكلوا منها حيث شئتم رغدا) * واسعا لا حجر فيه * (وادخلوا الباب) * أي بابها * (سجدا) * منحنين * (وقولوا) * مسألتنا * (حطة) * أي أن تحط عنا خطايانا * (نغفر) * وفي قراءة بالياء والتاء مبنيا للمفعول فيهما = فقال: (وإن يسلبهم الذباب شيئا) وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد، أي شئ كان يصنع بهذا ؟ فأنزل الله هذه الآية - عبد الغني واه جدا - وقال عبد الرزاق في تفسيره: أخبرنا معمر عن قتادة لما ذكر الله العنبكوت والذباب، قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران فأنزل الله هذه الآية. = (*)
[ 13 ]
* (لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) * بالطاعة ثوابا (59) * (فبدل الذين ظلموا) * منهم * (قولا غير الذي قيل لهم) * فقالوا: حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم * (فأنزلنا على الذين ظلموا) * فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم * (رجزا) * عذابا طاعونا * (من السماء بما كانوا يفسقون) * بسبب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفا أو أقل. (60) * (و) * اذكر * (إذ استسقى موسى) * أي طلب السقيا * (لقومه) * وقد عطشوا في التيه * (فقلنا اضرب بعصاك الحجر) * وهو الذي فر بثوبه خفيف مربع كرأس الرجل رخام أو كذان فضربه * (فانفجرت) * انشقت وسالت * (منه اثنتا عشرة عينا) * بعدد الاسباط * (قد علم كل أناس) * سبط منهم * (مشربهم) * موضع شربهم فلا يشركهم فيه غيرهم. وقلنا لهم * (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) * حال مؤكدة لعاملها من عثى بكسر المثلثة أفسد. (61) * (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام) * أي نوع منه * (واحد) * وهو المن والسلوى * (فادع لنا ربك يخرج لنا) * شيئا * (مما تنبت الارض من) * للبيان * (بقلها وقثائها وفومها) * حنطتها * (وعدسها وبصلها قال) * لهم موسى * (أتستبدلون الذي هو أدنى) * أخس * (بالذي هو خير) * أشرف أتأخذونه بدله، والهمزة للانكار فأبوا أن يرجعوا فدعا الله تعالى فقال تعالى * (اهبطوا) * انزلوا * (مصرا) * من الامصار * (فإن لكم) * فيه * (ما سألتم) * من النبات * (وضربت) * جعلت * (عليهم الذلة) * الذل والهوان * (والمسكنة) * أي أثر الفقر من السكون والخزي فهي لازمة لهم، وإن كانوا أغنياء لزوم الدرهم المضروب لسكته * (وباءوا) * رجعوا * (بغضب من الله ذلك) * أي الضرب والغضب * (بأنهم) * أي بسبب أنهم * (كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين) * كزكريا ويحيى * (بغير الحق) * أي ظلما * (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * يتجاوزون الحد في المعاصي وكرره للتأكيد. (62) * (إن الذين آمنوا) * بالانبياء من قبل = وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال لما نزلت (يا أيها الناس ضرب مثل) قال المشركون ما هذا من الامثال فيضرب أو ما يشبه هذه الامثال فأنزل الله (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا) الآية قلت القول الاول أصح إسنادا وأنسب بما تقدم أول السورة وذكر المشركين لا يلائم كون الآية مدنية وما أوردناه عن قتادة والحسن حكاه عنهما الواحدي بلا إسناد بلفظ قالت اليهود وهو أنسب. (*)
[ 14 ]
* (والذين هادوا) * هم اليهود * (والنصارى والصابئين) * طائفة من اليهود أو النصارى * (من آمن) * منهم * (بالله واليوم الآخر) * في زمن نبينا * (وعمل صالحا) * بشريعته * (فلهم أجرهم) * أي ثواب أعمالهم * (عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * روعي في ضمير آمن وعمل لفظ من وفيما بعده معناها. (63) * (و) * اذكر * (إذ أخذنا ميثاقكم) * عهدكم بالعمل بما في التوراة * (و) * قد * (رفعنا فوقكم الطور) * الجبل اقتلعناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا * (خذوا ما آتيناكم بقوة) * بجد واجتهاد * (واذكرو ما فيه) * بالعمل به * (لعلكم تتقون) * النار أو المعاصي. (64) * (ثم توليتم) * أعرضتم * (من بعد ذلك) * الميثاق عن الطاعة * (فلولا فضل الله عليكم ورحمته) * لكم بالتوبة أو تأخير العذاب * (لكنتم من الخاسرين) * الهالكين (65) * (ولقد) * لام قسم * (علمتم) * عرفتم * (الذين اعتدوا) * تجاوزوا الحد * (منكم في السبت) * بصيد السمك وقد نهيناهم عنه وهم أهل أيلة * (فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) * مبعدين فكانوا وهلكوا بعد ثلاثة أيام. (66) * (فجعلناها) * أي تلك العقوبة * (نكالا) * عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا * (لما بين يديها وما خلفها) * أي للامم التي في زمانها و بعدها * (وموعظة للمتقين) * الله وخصوا بالذكر لانهم المنتفعون بخلاف غيرهم. (67) * (و) * اذكر * (إذ قال موسى لقومه) * وقد قتل لهم قتيل لا يدرى قاتله وسألوه أن يدعو الله أن يبينه لهم فدعاه * (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا) * مهزوءا بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك * (قال أعوذ) * أمتنع * (بالله أن أكون من الجاهلين) * المستهزئين. (68) فلما علموا أنه عزم * (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) * أي ما سنها * (قال) * موسى * (إنه) * أي الله * (يقول إنها بقرة لا فارض) * مسنة * (ولا بكر) * صغيرة * (عوان) * نصف * (بين ذلك) * المذكور من السنين * (فافعلوا ما تؤمرون) * به من ذبحها. (69) * (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها) * أسباب نزول الآية 44 قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر) أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين أثبت على الذين الذي أنت عليه وما يأمرك به هذا الرجل فإن أمره حق وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه. (*)
[ 15 ]
شديد الصفرة * (تسر الناظرين) * إليها بحسنها أي تعجبهم. (70) * (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) * أسائمة أم عاملة * (إن البقر) * أي جنسه المنعوت بما ذكر * (تشابه علينا) * لكثرته فلم نهتد إلى المقصودة * (وإنا إن شاء الله لمهتدون) * إليها، وفي الحديث " لو لم يستثنوا لما بينت لهم لآخر الابد ". (71) * (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول) * غير مذللة بالعمل * (تثير الارض) * تقلبها للزراعة، والجملة صفة ذلول داخلة في النهي * (ولا تسقي الحرث) * الارض المهيأة للزراعة * (مسلمة) * من العيوب وآثار العمل * (لاشية) * لون * (فيها) * غير لونها * (قالوا الآن جئت بالحق) * نطقت بالبيان التام فطلبوهها فوجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بمل ء مسكها ذهبا * (فذبحوها وما كادوا يفعلون) * لغلاء ثمنها وفي الحديث: " لو ذبحوا أي بقرة كانت لاجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ". (72) * (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم) * فيه إدغام الدال في التاء أي تخاصمتم وتدافعتم * (فيها والله مخرج) * مظهر * (ما كنتم تكتمون) * من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة. (73) * (فقلنا أضربوه) * أي القتيل * (ببعضها) * فضرب بلسانها أو عجب ذنبها فحيي وقال: قتلني فلان وفلان لابني عمه ومات فحرما الميراث وقتلا، قال تعالى: * (كذلك) * الاحياء * (يحيي الله الموتى ويريكم آياته) * دلائل قدرته * (لعلكم تعقلون) * تتدبرون فتعلمون أن القادر على إحياء نفس واحدة قادر على إحياء نفوس كثيرة فتؤمنون. (74) * (ثم قست قلوبكم) * أيها اليهود صلبت عن قبول الحق * (من بعد ذلك) * المذكور من إحياء القتيل وما قبله من الآيات * (فهي كالحجارة) * في القسوة * (أو أشد قسوة) * منها * (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وإن منها لما يشقق) * فيه إدغام التاء في الاصل في الشين * (فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط) * ينزل من علو إلى أسفل * (من خشية الله) * أسباب نزول الآية 62 قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا) أخرج ابن أبي حاتم والعدني في مسنده من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال سلمان سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت معهم فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت: (إن الذين آمنوا والذين هادوا) الآية وأخرج الواحدي من طريق عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لما قص سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة أصحابه. (*)
[ 16 ]
وقلوبكم لا تتأثر ولا تلين ولا تخشع * (وما الله بغافل عما تعملون) * وإنما يؤخركم لوقتكم وفي قراءة بالتحتانية وفيه التفات عن الخطاب. (75) * (أفتطمعون) * أيها المؤمنون * (أن يؤمنوا لكم) * أي اليهود * (وقد كان فريق) * طائفة * (منهم) * أحبارهم * (يسمعون كلام الله) * في التوراة * (ثم يحرفونه) * يغيرونه * (من بعد ما عقلوه) * فهموه * (وهم يعلمون) * أنهم مفترون والهمزة للانكار إي لا تطمعوا فلهم سابقة بالكفر. (76) * (وإذا لقوا) * أي منافقوا اليهود * (الذين آمنوا قالوا آمنا) * بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي وهو المبشر به في كتابنا * (وأذا خلا) * رجع * (بعضهم إلى بعض قالوا) * أي رؤساؤهم الذين لم ينافقوا لمن نافق * (أتحدثوهم) * أي المؤمنين * (بما فتح الله عليكم) * أي عرفكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (ليحاجوكم) * ليخاصموكم واللام للصيرورة * (به عند ربكم) * في الآخرة ويقيموا عليكم الحجة في ترك اتباعه مع علمكم بصدقه * (أفلا تعقلون) * أنهم يحاجونكم إذا حدثتموهم فتنتهوا: (77) قال تعالى * (أو لا يعلمون) * الاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف * (أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) * ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعووا عن ذلك. (78) * (ومنهم) * أي اليهود * (أميون) * عوام * (لا يعلمون الكتاب) * التوراة * (إلا) * لكن * (أماني) * أكاذيب تلقوها من رؤسائهم فاعتمدوها * (وإن) * ما * (هم) * في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه * (إلا يظنون) * ظنا ولا علم لهم. (79) * (فويل) * شدة عذاب * (للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) * أي مختلقا من عندهم * (ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا) * من الدنيا وهم اليهود غيروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرهما وكتبوها على خلاف ما أنزل * (فويل لهم مما كتبت أيديهم) * من المختلق * (وويل لهم مما يكسبون) * من الرشا جمع رشوة. (80) * (وقالوا) * لما وعدهم النبي النار * (لن تمسنا) * تصيبنا * (النار إلا أياما معدودة) * قليلة أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول * (قل) * لهم يا محمد * (أتخذتم) * حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام * (عند الله عهدا) * ميثاقا = قال هم في النار قال سلمان فأظلمت علي الارض فنزلت (إن الذين آمنوا والذين هادوا) إلى قوله يحزنون قال فكأنما كشف عني جبل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي. أسباب نزول الآية 76 قوله تعالى (وإذا لقوا) الآية أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت = (*)
[ 17 ]
منه بذلك * (فلن يخلف الله عهده) * به ؟ لا * (أم) * بل * (تقولون على الله ما لا تعلمون) *. (81) * (بلى) * تمسكم وتخلدون فيها * (من كسب سيئة) * شركا * (وأحاطت به خطيئته) * بالافراد والجمع أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركا * (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * روعي فيه معنى من. (82) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) *. (83) * (و) * اذكر * (إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل) * في التوراة وقلنا * (لا تعبدون) * بالتاء والياء * (إلا الله) * خبر بمعنى النهي، وقرئ: لا تعبدوا * (و) * أحسنوا * (بالوالدين إحسانا) * برا * (وذي القربى) * القرابة عطف على الوالدين * (واليتامى والمساكين وقولوا للناس) * قولا * (حسنا) * من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في شأن محمد والرفق بهم، وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) * فقبلتم ذلك * (ثم توليتم) * أعرضتم عن الوفاء به، فيه التفات عن الغيبة والمراد آباؤهم * (إلا قليلا منكم وأنتم معرضون) * عنه كآبائكم. (84) * (وإذ أخذنا ميثاقكم) * وقلنا * (لا تسفكون دمائكم) * تريقونها بقتل بعضكم بعضا * (ولا تخرجون أنفسكم من دياركم) * لا يخرج بعضكم بعضا من داره * (ثم أقررتم) * قبلتم ذلك الميثاق * (وأنتم تشهدون) * على أنفسكم. (85) * (ثم أنتم) * يا * (هؤلاء تقتلون أنفسكم) * بقتل بعضكم بعضا * (وتخرجون فريقا منكم من دياركم تظاهرون) * فيه إدغام التاء في الاصل في الظاء، وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون * (عليهم بالاثم) * بالمعصية * (والعدوان) * الظلم * (وإن يأتوكم أسارى) * وفي قراءة أسرى * (تفدوهم) * وفي قراءة * (تفادوهم) * تنقذوهم من الاسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم * (وهو) * أي الشأن * (محرم عليكم إخراجكم) * متصل بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض: أي كما حرم ترك الفداء، وكانت قريظة حالفوا الاوس، والنضير = حصونهم فقال يا إخوان القردة ويا إخوان الخنازير ويا عبدة الطاغوت فقالوا من أخبر بهذا محمدا ؟ ما خرج هذا إلا منكم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليكون لهم حجة عليكم، فنزلت الآية وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا أن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة (وإذا خلا بعضهم إلى بعض) قالوا أيحدث العرب بهذا ؟ فانكم كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم = (*)
[ 18 ]
الخزرج فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم، وكانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم ؟ قالوا أمرنا بالفداء فيقال فلم تقاتلونهم ؟ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا. قال تعالى: * (أفتؤمنون ببعض الكتاب) * وهو الفداء * (وتكفرون ببعض) * وهو ترك القتل والاخراج والمظاهرة * (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي) * هوان وذل * (في الحياة الدنيا) * وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية * (ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون) * بالياء والتاء. (86) * (أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) * بأن آثروها عليها * (فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) * يمنعون منه. (87) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (وقفينا من بعده بالرسل) * أي أتبعناهم رسولا في إثر رسول * (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) * المعجزات كإحياء الموتى وإبراء الاكمه والابرص * (وأيدناه) * قويناه * (بروح القدس) * من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا * (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى) * تحب * (أنفسكم) * من الحق * (استكبرتم) * تكبرتم عن اتباعه جواب كلما وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ * (ففريقا) * منهم * (كذبتم) * كعيسى * (وفريقا تقتلون) * المضارع لحكاية الحال الماضية: أي قتلتم كزكريا ويحيى. (88) * (وقالوا) * للنبي استهزاء * (قلوبنا غلف) * جمع أغلف أي مغشاة بأغطية فلا تعي ما تقول قال تعالى: * (بل) * للاضراب * (لعنهم الله) * أبعدهم من رحمته وخذلهم عن القبول * (بكفرهم) * وليس عدم قبولهم لخلل في قلوبهم * (فقليلا ما يؤمنون) * ما زائدة لتأكيد القلة أي: إيمانهم قليل جدا. (89) * (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم) * من التوراة: هو القرآن * (وكانوا من قبل) * قبل مجيئه * (يستفتحون) * = فأنزل الله (وإذا لقوا) الآية وأخرج عن السدي قال نزلت في ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا وكانوا يأتون المؤمنين من العرب بما تحدثوا به فقال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم. أسباب نزول الآية 79 قوله تعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) أخرج النسائي عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية = (*)
[ 19 ]
يستنصرون * (على الذين كفروا) * يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان * (فلما جاءهم ما عرفوا) * من الحق وهو بعثة النبي * (كفروا به) * حسدا وخوفا على الرياسة وجواب لما الاولى دل عليه جواب الثانية * (فلعنه الله على الكافرين) * (90) * (بئسما اشتروا) * باعوا * (به أنفسهم) * أي حظها من الثواب، وما: نكرة بمعنى شيئا تمييز لفاعل بئس والمخصوص بالذم * (أن يكفروا) * أي كفرهم * (بما أنزل الله) * من القرآن * (بغيا) * مفعول له ليكفروا: أي حسدا على * (أن ينزل الله) * بالتخفيف والتشديد * (من فضله) * الوحي * (على من يشاء) * للرسالة * (من عباده فباؤا) * رجعوا * (بغضب) * من الله بكفرهم بما أنزل والتنكير للتعظيم * (على غضب) * استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى * (وللكافرين عذاب مهين) * ذو إهانة. (91) * (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله) * القرآن وغيره * (قالوا نؤمن بما أنزل علينا) * أي التوراة قال تعالى: * (ويكفرون) * الواو للحال * (بما وراءه) * سواه أو بعده من القرآن * (وهو الحق) * حال * (مصدقا) * حال ثانية مؤكدة * (لما معهم قل) * لهم * (فلم تقتلون) * أي قتلتم * (أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) * بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتلهم والخطاب للموجودين من زمن نبينا بما فعل آباؤهم لرضاهم به. (92) * (ولقد جاءهم موسى بالبينات) * بالمعجزات كالعصا واليد وفلق البحر * (ثم اتخذتم العجل) * إلها * (من بعده) * من بعد ذهابه إلى الميقات، * (وأنتم ظالمون) * باتخاذه. (93) * (وإذ أخذنا ميثاقكم) * على العمل بما في التوراة.. * (و) * قد * (رفعنا فوقكم الطور) * الجبل حين امتنعتم من قبولها ليسقط عليكم وقلنا * (خذوا ما آتيناكم بقوة) * بجد واجتهاد * (واسمعوا) * ما تؤمرون به سماع قبول * (قالوا سمعنا) * قولك * (وعصينا) * أمرك * (وأشربوا في قلوبهم العجل) * أي خالط حبه قلوبهم كما يخالط الشراب * (بكفرهم، قل) * لهم * (بئسما) * شيئا * (يأمركم به إيمانكم) * بالتوراة عبادة العجل * (إن كنتم مؤمنين) * بها كما زعمتم. = في أهل الكتاب وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال نزلت في أحبار اليهود وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة جعد الشعر حسن الوجه فمحوه حسدا وبغيا وقالوا نجده طويلا أزرق سبط الشعر قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار) الآية أخرج الطبراني في الكبير وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن اسحق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو = (*)
[ 20 ]
المعنى لستم بمؤمنين لان الايمان لا يأمر بعبادة العجل، والمراد آباؤهم: أي فكذلك أنتم لستم بمؤمنين بالتوراة وقد كذبتم محمدا، والايمان بها لا يأمر بتكذيبه. (94) * (قل) * لهم * (إن كانت لكم الدار الآخرة) * أي الجنة * (عند الله خالصة) * خاصة * (من دون الناس) * كما زعمتم * (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) * تعلق بتمنوا الشرطان على أن الاول قيد في الثاني أي إن صدقتم في زعمكم أنها لكم ومن كانت له يؤثرها والموصل إليها الموت فتمنوه. (95) * (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم) * من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم * (والله عليم بالظالمين) * الكافرين فيجازيهم. (96) * (ولتجدنهم) * لام قسم * (أحرص الناس على حياة و) * أحرص * (من الذين أشركوا) * المنكرين للبعث عليها لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشركين لانكارهم له * (يود) * يتمنى * (أحدهم لو يعمر ألف سنة) * لو مصدرية بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود * (وما هو) * أي أحدهم * (بمزحزحه) * مبعده * (من العذاب) * النار * (أن يعمر) * فاعل مزحزحه أي تعميره * (والله بصير بما يعملون) * بالياء والتاء فيجازيهم. وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من الملائكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي بالعذاب ولو كان ميكائيل لآمنا لانه يأتي بالخصب والسلم فنزل: (97) * (قل) * لهم * (من كان عدوا لجبريل) * فليمت غيظا * (فإنه نزله) * أي القرآن * (على قلبك بإذن) * بأمر * (الله مصدقا لما بين يديه) * قبله من الكتب * (وهدى) * من الضلالة * (وبشرى) * بالجنة * (للمؤمنين) *. (98) * (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل) * بكسر الجيم وفتحها بلا همزة وبه بياء ودونها * (وميكال) * عطف على الملائكة من عطف الخاص على العام وفي قراءة ميكائيل بهمزة وياء وفي أخرى بلا ياء * (فإن الله عدو للكافرين) * أوقعه موقع لهم بيانا لحالهم. = سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما يعذب الناس بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل الله في ذلك (وقالوا لن تمسنا النار) إلى قوله (فيها خالدون) وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس أن اليهود قالوا لن ندخل النار إلا تحلة = (*)
[ 21 ]
(99) * (ولقد أنزلنا إليك) * يا محمد * (آيات بينات) * أي واضحات حال، رد لقول ابن صوريا للنبي ما جئتنا بشئ * (وما يكفر بها إلا الفاسقون) * كفروا بها. (100) * (أو كلما عاهدوا) * الله * (عهدا) * على الايمان بالنبي إن خرج، أو النبي أن لا يعاونوا عليه المشركين * (نبذه) * طرحه * (فريق منهم) * بنقضه، جواب كلما وهو محل الاستفهام الانكاري * (بل) * للانتقال * (أكثرهم لا يؤمنون) *. (101) * (ولما جاءهم رسول من عند الله) * محمد صلى الله عليه وسلم * (مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله) * أي التوراة * (وراء ظهورهم) * أي لم يعملوا بما فيها من الايمان بالرسول وغيره * (كأنهم لا يعلمون) * ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله. (102) * (واتبعوا) * عطف على نبذ * (ما تتلوا) * أي تلت * (الشياطين على) * عهد * (ملك سليمان) * من السحر وكانت دفنته تحت كرسيه لما نزع ملكه أو كانت تسترق السمع وتضم إليه أكاذيب وتلقيه إلى الكهنة فيدونونه وفشا ذلك وشاع أن الجن تعلم الغيب فجمع سليمان الكتب ودفنها فلما مات دلت الشياطين عليها الناس فاستخرجوها فوجدوا فيها السمر فقالوا إنما ملككم بهذا فتعلموه فرفضوا كتب أنبيائهم. قال تعالى تبرئة لسليمان وردا على اليهود في قولهم انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الانبياء وما كان إلا ساحرا: * (وما كفر سليمان) * أي لم يعمل السحر لانه كفر * (ولكن) * بالتشديد والتخفيف * (الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) * الجملة حال من ضمير كفروا * (و) * يعلمونهم * (ما أنزل على الملكين) * أي ألهماه من السحر وقرئ بكسر اللام الكائنين * (ببابل) * بلد في سواد العراق * (هاروت وماروت) * بدل أو عطف بيان للملكين قال ابن عباس هما ساحران كانا يعلمان السحر وقيل ملكان انزلا لتعليمه ابتلاء من الله للناس * (وما يعلمان من) * زائدة * (أحد حتى يقولا) * له نصحا * (إنما نحن فتنة) * بلية من الله إلى الناس ليمتحنهم بتعليمه فمن تعلمه كفر ومن = القسم الايام التي عبدنا فيها العجل أربعين ليلة فإذا انقضت انقطع عنا العذاب فنزلت الآية وأخرج عن عكرمة وغيره. أسباب نزول الآية 89 قوله تعالى (وكانوا من قبل يستفتحون) الآية أخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس قال كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزموا يهود فعاذت يهود بهذا الدعاء اللهم إنا نسألك بحق محمد = (*)
[ 22 ]
تركه فهو مؤمن * (فلا تكفر) * بتعلمه فإن أبى إلا التعليم علماه * (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) * بأن يبغض كلا إلى الآخر * (وما هم) * أي السحرة * (بضارين به) * بالسحر * (من) * زائدة * (أحد إلا بإذن الله) * بارادته * (ويتعلمون ما يضرهم) * في الآخرة * (ولا ينفعهم) * وهو السحر * (ولقد) * لام قسم * (علموا) * أي اليهود * (لمن) * لام ابتداء معلقة لما قبلها ومن موصولة * (اشتراه) * اختاره أو استبدله بكتاب الله * (ما له في الآخرة من خلاق) * نصيب في الجنة * (ولبئس ما) * شيئا * (شروا) * باعوا * (به أنفسهم) * أي الشارين: أي حظها من الآخرة إن تعلموه حيث أوجب لهم النار * (لو كانوا يعلمون) * حقيقة ما يصيرون إليه من العذاب ما تعلموه. (103) * (ولو أنهم) * أي اليهود * (آمنوا) * بالنبي والقرآن * (واتقوا) * عقاب الله بترك معاصيه كالسحر، وجواب لو محذوف: أي لاثيبوا دل عليه * (لمثوبة) * ثواب وهو مبتدأ واللام فيه للقسم * (من عند الله خير) * خبره مما شروا به أنفسهم * (لو كانوا يعلمون) * أنه خير لما آثروه عليه. (104) * (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا) * للنبي * (راعنا) * أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهي المؤمنون عنها * (وقولوا) * بدلها * (انظرنا) * أي انظر إلينا * (واسمعوا) * ما تؤمرون به سماع قبول * (وللكافرين عذاب أليم) * مؤلم هو النار. (105) * (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين) * من العرب عطف على أهل الكتاب ومن للبيان * (أن ينزل عليكم من) * زائدة * (خير) * وحي * (من ربكم) * حسدا لكم * (والله يختص برحمته) * نبوته * (من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *. (106) ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل: * (ما) * شرطية * (ننسخ من آية) * أي نزل حكمها: إما مع لفظها أو لا وفي قراءة بضم النون من أنسخ: أي نأمرك أو جبريل = النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان الا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا فيهزمون غطفان فلما بعث النبي عليه الصلاة والسلام كفروا به، فأنزل الله (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا). وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن يهود كانوا يستفتحون على الاوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب = (*)
[ 23 ]
بنسخها * (أو ننسأها) * نؤخرها فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز من النسيان: أي ننسكها، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط * (نأت بخير منها) * أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الاجر * (أو مثلها) * في التكليف والثواب * (ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) * ومنه النسخ والتبديل، والاستفهام للتقرير. (107) * (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والارض) * يفعل ما يشاء * (وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من) * زائدة * (ولي) * يحفظكم * (ولا نصير) * يمنع عنكم عذابه إن أتاكم، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهبا: (108) * (أم) * بل أ * (تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى) * أي سأله قومه * (من قبل) * من قولهم: أرنا الله جهرة وغير ذلك * (ومن يتبدل الكفر بالايمان) * أي يأخذه بدله بترك النظر في الآيات واقتراح غيرها * (فقد ضل سواء السبيل) * أخطأ الطريق الحق والسواء في الاصل الوسط. (109) * (ود كثير من أهل الكتاب لو) * مصدرية * (يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا) * مفعول له كائنا * (من عند أنفسهم) * أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة * (من بعد ما تبين لهم) * في التوراة * (الحق) * في شأن النبي * (فاعفوا) * عنهم أي اتركوهم * (واصفحوا) * أعرضوا فلا تجازوهم * (حتى يأتي الله بأمره) * فيهم من القتال * (إن الله على كل شئ قدير) *. (110) * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير) * طاعة كصلة وصدقة * (تجدوه) * أي ثوابه * (عند الله إن الله بما تعملون بصير) * فيجازيكم به. (111) * (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا) * جمع هائد * (أو نصارى) * قال ذلك يهود المدينة ونصارى نجران لما تناظروا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أي قال اليهود لن يدخلها إلا اليهود وقال النصارى لن يدخلها إلا النصارى * (تلك) * القولة * (أمانيهم) * شهواتهم الباطلة * (قل) * لهم * (هاتوا برهانكم) * حجتكم على ذلك * (إن كنتم صادقين) * فيه. (112) * (بلى) * يدخل الجنة غيرهم * (من أسلم كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة يا معشر اليهود اتقوا الله واسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته، فقال سلام بن مشكم أحد بني نضير ما جاءنا بشئ نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم فأنزل الله (ولما جاءهم كتاب من عند الله) الآية. (*)
[ 24 ]
وجهه لله) * أي انقاد لامره وخص الوجه لانه أشرف الاعضاء فغيره أولى * (وهو محسن) * موحد * (فله أجره عند ربه) * أي ثواب عمله الجنة * (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة. (113) * (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) * معتد به وكفرت بعيسى * (وقالت النصارى ليست اليهود على شئ) * معتد به وكفرت بموسى * (وهم) * أي الفريقان * (يتلون الكتاب) * المنزل عليهم، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال * (كذلك) * كما قال هؤلاء * (قال الذين لا يعلمون) * أي المشركون من العرب وغيرهم * (مثل قولهم) * بيان لمعنى ذلك: أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شئ * (فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين فيدخل المحق الجنة والمبطل النار. (114) * (ومن أظلم) * أي لا أحد أظلم * (ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) * بالصلاة والتسبيح * (وسعى في خرابها) * بالهدم أو التعطيل، نزلت إخبارا عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت * (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) * خبر بمعنى الامر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحد آمنا * (لهم في الدنيا خزي) * هوان بالقتل والسبي والجزية * (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * هو النار. (115) ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت: * (ولله المشرق والمغرب) * أي الارض كلها لانهما ناحيتاها * (فأينما تولوا) * وجوهكم في الصلاة بأمره * (فثم) * هناك * (وجه الله) * قبلته التي رضيها * (إن الله واسع) * يسع فضله كل شئ * (عليم) * بتدبير خلقه. (116) * (وقالوا) * بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (اتخذ الله ولدا) * قال تعالى * (سبحانه) * تنزيها له عنه * (بل له ما في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا والملكية تنافي الولادة وعبر بما تغليبا لما لا يعقل * (كل له قانتون) * مطيعون أسباب نزول الآية 94 قوله تعالى (قل إن كانت لكم الدار الآخرة) الآية. أخرج جرير عن أبي العالية قال قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا فأنزل الله (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة) الآية. أسباب نزول الآية 97 قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل) الآية روى البخاري عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام = (*)
[ 25 ]
كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل. (117) * (بديع السماوات والارض) * موجدهم لا على مثال سبق * (وإذا قضى) * أراد * (أمرا) * أي إيجاده * (فإنما يقول له كن فيكون) * أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب جوابا للامر. (118) * (وقال الذين لا يعلمون) * أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم * (لولا) * هلا * (يكلمنا الله) * بأنك رسوله * (أو تأتينا آية) * مما اقترحناه على صدقك * (كذلك) * كما قال هؤلاء * (قال الذين من قبلهم) * من كفار الامم الماضية لانبيائهم * (مثل قولهم) * من التعنت وطلب الآيات * (تشابهت قلوبهم) * في الكفر والعناد، فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) * يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراح آية معها تعنت. (119) * (إنا أرسلناك) * يا محمد * (بالحق) * بالهدى * (بشيرا) * من أجاب إليه بالجنة * (ونذيرا) * من لم يجب إليه بالنار * (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) * النار، أي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ، وفي قراءة بجزم تسأل نهيا. (120) * (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) * دينهم * (قل إن هدى الله) * أي الاسلام * (هو الهدى) * وما عداه ضلال * (ولئن) * لام قسم * (اتبعت أهوائهم) * التي يدعونك إليها فرضا * (بعد الذي جاءك من العلم) * الوحي من الله * (مالك من الله من ولي) * يحفظك * (ولا نصير) * يمنعك منه. (121) * (الذين آتيناهم الكتاب) * مبتدأ * (يتلونه حق تلاوته) * أي يقرؤونه كما أنزل والجملة حال وحق نصب على المصدر والخبر * (أولئك يؤمنون به) * نزلت في جماعة قدموا من الحبشة وأسلموا * (ومن يكفر به) * أي بالكتاب المؤتى بأن يحرفه * (فأولئك هم الخاسرين) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم. (122) * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) * تقدم مثله. (123) * (واتقوا) * خافوا * (يوما لا تجزي) * تغني * (نفس عن نفس) * فيه * (شيئا ولا يقبل منها عدل) * فداء * (ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون) * يمنعون من عذاب الله. (124) * (و) * اذكر * (إذا ابتلى) * اختبر * (إبراهيم) * مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال أخبرني بهن جبريل آنفا، قال جبريل قال نعم ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) قال شيخ الاسلام ابن حجر في فتح الباري: = (*)
[ 26 ]
وفي قراءة إبراهام * (ربه بكلمات) * بأوامر ونواه كلفه بها، قيل هي مناسك الحج، وقيل المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب وفرق الشعر وقلم الاظفار ونتف الابط وحلق العانة والختان والاستنجاء * (فأتمهن) * أداهن تامات * (قال) * تعالى له * (إني جاعلك للناس إماما) * قدوة في الدين * (قال ومن ذريتي) * أولادي اجعل أئمة * (قال لا ينال عهدي) * بالامامة * (الظالمين) * الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم. (125) * (وإذ جعلنا البيت) * الكعبة * (مثابة للناس) * مرجعا يثوبون إليه من كل جانب * (وأمنا) * مأمنا لهم من الظلم والاغارات الواقعة في غيره، كان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فلا يهيجه * (واتخذوا) * أيها الناس * (من مقام إبراهيم) * هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت * (مصلى) * مكان صلاة بأن تصلوا خلفه ركعتي الطواف، وفي قراءة بفتح الخاء خبر * (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل) * أمرناهما * (أن) * أي بأن * (طهرا بيتي) * من الاوثان * (للطائفين والعاكفين) * المقيمين فيه * (والركع السجود) * جمع راكع وساجد المصلين. (126) * (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا) * المكان * (بلدا آمنا) * ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرما لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يختلي خلاه * (وارزق أهله من الثمرات) * وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه وكان أقفر لا زرع فيه ولا ماء * (من آمن منهم بالله واليوم الآخر) * بدل من أهله وخصهم بالدعاء لهم موافقة لقوله لا ينال عهدي الظالمين * (قال) * تعالى * (و) * ارزق * (من كفر فأمتعه) * بالتشديد والتخفيف في الدنيا بالرزق * (قليلا) * مدة حياته * (ثم أضطره) * ألجئه في الآخرة * (إلى عذاب النار) * فلا يجد عنها محيصا * (وبئس المصير) * المرجع هي. (127) * (و) * اذكر * (إذ يرفع إبراهيم القواعد) * الاسس أو الجدر * (من البيت) * يبنيه متعلق بيرفع * (وإسماعيل) * عطف على إبراهيم يقولان * (ربنا تقبل منا) * بناءنا * (إنك أنت السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل. (128) * (ربنا واجعلنا مسلمين) * منقادين * (لك و) * اجعل * (من ذريتنا) * أولادنا * (أمة) * = ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على اليهود ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ. قال وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة عبد الله بن سلام فأخرج أحمد والترمذي والنسائي من طريق بكر بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي فذكر الحديث وفيه أنهم = (*)
[ 27 ]
جماعة * (مسلمة لك) * ومن للتبعيض وأتى به لتقدم قوله لا ينال عهدي الظالمين * (وأرنا) * علمنا * (مناسكنا) * شرائع عبادتنا أو حجنا * (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم) * سألاه التوبة مع عصمتهما تواضعا وتعليما لذريتهما. (129) * (ربنا وابعث فيهم) * أي أهل البيت * (رسولا منهم) * من أنفسهم وقد أجاب الله دعاءه بمحمد صلى الله عليه وسلم * (يتلو عليهم آياتك) * القرآن * (ويعلمهم الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * أي ما فيه من الاحكام * (ويزكيهم) * يطهرهم من الشرك * (إنك أنت العزيز) * الغالب * (الحكيم) * في صنعه. (130) * (ومن) * أي لا * (يرغب عن ملة إبراهيم) * فيتركها * (إلا من سفه نفسه) * جهل أنها مخلوقة لله يجب عليها عبادته أو استخف بها وامتهنها * (ولقد اصطفيناه) * اخترناه * (في الدنيا) * بالرسالة والخلة * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) الذين لهم الدرجات العلى. (131) واذكر * (إذ قال له ربه أسلم) إنقد لله وأخلص له دينك * (قال أسلمت لرب العالمين) *. (132) * (ووصى) * وفي قراءة أوصى * (بها) * بالملة * (إبراهيم بنيه ويعقوب) * بنيه قال: * (يا بني إن الله اصطفى لكم الدين) * دين الاسلام * (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * نهى عن ترك الاسلام وأمر بالثبات عليه إلى مصادفة الموت. (133) ولما قال اليهود للنبي ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية نزل: * (أم كنتم شهداء) * حضورا * (إذ حضر يعقوب الموت إذ) * بدل من إذ قبله * (قال لبنيه ما تعبدون من بعدي) * بعد موتي * (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) * عد إسماعيل من الآباء تغليب ولان العم بمنزلة الاب * (إلها واحدا) * بدل من إلهك * (ونحن مسلمون) * وأم بمعنى همزة الانكار أي لم تحضروه وقت موته فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. (134) * (تلك) * مبتدأ والاشارة إلى إبراهيم ويعقوب وبنيهما وأنث لتأنيث خبره * (أمة قد خلت) * سلفت * (لها ما كسبت) * من العمل أي جزاؤه استئناف.. * (ولكم) * الخطاب لليهود سألوه عما حرم إسرائيل على نفسه، وعن علامة النبي وعن الرعد وصوته وكيف تذكر المرأة وتؤنث وعمن يأتيه بخبر السماء إلى أن قالوا: فأخبرنا من صاحبك ؟ قال جبريل: قالوا جبريل ذاك ينزل الحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان خيرا فنزلت. وأخرج إسحق بن راهويه في مستنده وابن جرير من طريق الشعبي أن عمر كان يأتي اليهود فيسمع = (*)
[ 28 ]
* (ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) * كما لا يسألون عن عملكم والجملة تأكيد لما قبلها (135) * (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا) * أو للتفصيل وقائل الاول يهود المدينة والثاني نصارى نجران * (قل) * لهم * (بل) * نتبع * (ملة إبراهيم حنيفا) * حال من إبراهيم مائلا عن الاديان كلها إلى الدين القيم * (وما كان من المشركين) *. (136) * (قولوا) * خطاب للمؤمنين * (آمنا بالله وما أنزل الينا) * من القرآن * (وما أنزل إلى إبراهيم) * من الصحف العشر * (وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط) * أولاده * (وما أوتي موسى) * من التوراة * (وعيسى) * من الانجيل * (وما أوتي النبيون من ربهم) * من الكتب والآيات * (لا نفرق بين أحد منهم) * فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى * (ونحن له مسلمون) *. (137) * (فإن آمنوا) * أي اليهود والنصارى * (بمثل) * مثل زائدة * (وما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا) * عن الايمان به * (فإنما هم في شقاق) * خلاف معكم * (فسيكفيكم الله) * يا محمد شقاقهم * (وهو السميع) * لاقوالهم * (العليم) * بأحوالهم وقد كفاه إياهم بقتل قريظة، ونفي النضير وضرب الجزية عليهم. (138) * (صبغة الله) * مصدر مؤكد لآمنا ونصبه بفعل مقدر، أي صبغنا الله والمراد بها دينه الذي فطر الناس عليه لظهور أثره على صاحبه كالصبغ في الثوب * (ومن) * أي لا أحد * (أحسن من الله صبغة) * تمييز * (ونحن له عابدون) * قال اليهود للمسلمين نحن أهل الكتاب الاول وقبلتنا أقدم ولم تكن الانبياء من العرب ولو كان محمد نبيا لكان منا فنزل: (139) * (قل) * لهم * (أتحاجوننا) * تخاصموننا * (في الله) * أن اصطفى نبيا من العرب * (وهو ربنا وربكم) * فله أن يصطفي من يشاء * (ولنا أعمالنا) * نجازى بها * (ولكم أعمالكم) * تجازون بها فلا يبعد أن يكون في أعمالنا ما نستحق به الاكرام * (ونحن له مخلصون) * الدين والعمل دونكم فنحن أولى بالاصطفاء، والهمزة للانكار والجمل الثلاث أحوال. (140) * (أم) * بل أ * (تقولون) * بالتاء والياء * (إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا أو نصارى قل) * لهم = من التوراة فيتعجب كيف تصدق ما في القرآن قال فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت نشدتكم بالله أتعلمون أنه رسول الله فقال عالمهم نعم نعلم أنه رسول الله قلت فلم لا تتبعونه ؟ قالوا سألناه من يأتيه بنبوته، فقال عدونا جبريل لانه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك قلت فمن رسلكم من الملائكة ؟ قالوا ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة قلت وكيف منزلتهما من ربهما ؟ قالوا أحدهما عن يمينه والآخر (*)
[ 29 ]
* (أأنتم أعلم أم الله) * أي الله أعلم وقد برأ منهما إبراهيم بقوله (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) والمذكورون معه تبع له * (ومن أظلم ممن كتم) * أخفى عن الناس * (شهادة عنده) * كائنة * (من الله) * أي لا أحد أظلم منه وهم اليهود كتموا شهادة الله في التوراة لابراهيم بالحنيفية * (وما الله بغافل عما تعملون) * تهديد لهم (141) * (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) * تقدم مثله (142) * (سيقول السفهاء) * الجهال * (من الناس) * اليهود والمشركين * (ما ولاهم) * أي شئ صرف النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (عن قبلتهم التي كانوا عليها) * على استقبالها في الصلاة وهي بيت المقدس والاتيان بالسين الدالة على الاستقبال ؟ ؟ من الاخبار بالغيب * (قل لله المشرق والمغرب) * أي الجهات كلها فيأمر بالتوجه إلى أي جهة شاء لا اعتراض عليه * (يهدي من يشاء) * هدايته * (إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * دين الاسلام أي ومنهم أنتم دل على هذا (143) * (وكذلك) * كما هديناكم إليه * (جعلناكم) * يا أمة محمد * (أمة وسطا) * خيارا عدولا * (لتكونوا شهداء على الناس) * يوم القيامة أن رسلهم بلغتهم * (ويكون الرسول عليكم شهيدا) * أنه بلغكم * (وما جعلنا) * صيرنا * (القبلة) * لك الآن الجهة * (التي كنت عليها) * أولا وهي الكعبة وكان صلى الله عليه وسلم يصلي إليها فلما هاجر أمر باستقبال بيت المقدس تألفا لليهود فصلى إليه ستة أو سبعة عشر شهرا ثم حول * (إلا لنعلم) * علم ظهور * (من يتبع الرسول) * فيصدقه * (ممن ينقلب على عقبيه) * أي يرجع إلى الكفر شكا في الدين وظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في حيرة من أمره وقد ارتد لذلك جماعة * (وإن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي: وإنها * (كانت) * أي التولية إليها * (لكبيرة) * شاقة على الناس * (إلا على الذين هدى الله) * منهم * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) * أي صلاتكم إلى بيت المقدس بل يثيبكم عليه لان سبب نزولها السؤال عمن مات قبل التحويل * (إن الله بالناس) * المؤمنين * (لرؤوف رحيم) * في عدم إضاعة أعمالهم، والرأفة شدة الرحمة وقدم الابلغ للفاصلة. = عن الجانب الآخر قلت فإنه لا يحل لجبريل أن يعادي ميكائيل ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل وإنني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا وحرب لمن حاربوا ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن أخبره فلما لقيته قال ألا أخبرك بآيات أنزلت علي ؟ فقلت بلى يا رسول الله فقرأ (من كان عدوا لجبريل) حتى بلغ (للكافرين) قلت يا رسول الله: والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لاخبرك بما = (*)
[ 30 ]
(144) * (قد) * للتحقيق * (نرى تقلب) * تصرف * (وجهك في) * جهة * (السماء) * متطلعا إلى الوحي ومتشوقا للامر باستقبال الكعبة وكان يود ذلك لانها قبلة إبراهيم ولانه أدعى إلى إسلام العرب * (فلنولينك) * نحولنك * (قبلة ترضاها) * تحبها * (فول وجهك) * استقبل في الصلاة * (شطر) * نحو * (المسجد الحرام) * أي الكعبة * (وحيث ما كنتم) * خطاب للامة * (فولوا وجوهكم) * في الصلاة * (شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه) * أي التولي إلى الكعبة * (الحق) * الثابت * (من ربهم) * لما في كتبهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم من أنه يتحول إليها * (وما الله بغافل عما تعملون) * بالتاء أيها المؤمنون من امتثال أمره وبالياء أي اليهود من إنكار أمر القبلة (145) * (ولئن) * لام القسم * (أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية) * على صدقك في أمر القبلة * (ما تبعوا) * أي لا يتبعون * (قبلتك) * عنادا * (وما أنت بتابع قبلتهم) * قطع لطمعه في إسلامهم وطمعهم في عوده إليها * (وما بعضهم بتابع قبلة بعض) * أي اليهود قبلة النصارى وبالعكس * (ولئن اتبعت أهواءهم) * التي يدعونك إليها * (من بعد ما جاءك من العلم) * الوحي * (إنك إذا) * إن اتبعتهم فرضا * (لمن الظالمين) * (146) * (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) * أي محمدا * (كما يعرفون أبناءهم) * بنعته في كتبهم قال ابن سلام: لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي محمد أشد * (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق) * نعته * (وهم يعلمون) * هذا الذي أنت عليه. (147) * (الحق) * كائنا * (من ربك فلا تكونن من الممترين) * الشاكين فيه أي من هذا النوع فهو أبلغ من أن لا تمتر. (148) * (ولكل) * من الامم * (وجهة) * قبلة * (هو موليها) * وجهه في صلاته وفي قراءة مولاها * (فاستبقوا الخيرات) * بادروا إلى الطاعات وقبولها * (أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا) * يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم * (إن الله على كل شئ قدير) *. (149) * (ومن حيث خرجت) * لسفر * (فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون) * بالتاء والياء تقدم مثله وكرره لبيان تساوي حكم السفر وغيره. = قالوا لي وقلت لهم فوجدت الله قد سبقني، وإسناده صحيح إلى الشعبي لكنه لم يدرك عمر وقد أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم من طريق آخر عن الشعبي وأخرجه ابن جرير من طريق السدي عن عمر ومن طريق قتادة عن عمر وهما أيضا منقطعان وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديا لقي عمر بن الخطاب فقال إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو = (*)
[ 31 ]
(150) * (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) * كرره للتأكيد * (لئلا يكون للناس) * اليهود أو المشركين * (عليكم حجة) * أي مجادلة في التولي إلى غيره لتنتفي مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته * (إلا الذين ظلموا منهم) * بالعناد فإنهم يقولون ما تحول إليها إلا ميلا إلى دين آبائه والاستثناء متصل والمعنى: لا يكون لاحد عليكم كلام إلا كلام هؤلاء * (فلا تخشوهم) * تخافوا جدالهم في التولي إليها * (واخشوني) * بامتثال أمري * (ولاتم) * عطف على لئلا يكون * (نعمتي عليكم) * بالهداية إلى معالم دينكم * (ولعلكم تهتدون) * إلى الحق. (151) * (كما أرسلنا) * متعلق بأتم أي إتماما كإتمامها بإرسالنا * (فيكم رسولا منكم) * محمدا صلى الله عليه وسلم * (يتلو عليكم آياتنا) * القرآن * (ويزكيكم) * يطهركم من الشرك * (ويعلمكم الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * ما فيه من الاحكام * (ويعلمكم ما تكونوا تعلمون) *. (152) * (فاذكروني) * بالصلاة والتسبيح ونحوه * (أذكركم) * قيل معناه أجازيكم، وفي الحديث عن الله " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير من ملئه " * (واشكروا لي) * نعمتي بالطاعة * (ولا تكفرون) * بالمعصية. (153) * (يا أيها الذين آمنوا استعينوا) * على الآخرة * (بالصبر) * على الطاعة والبلاء * (والصلاة) * خصها بالذكر لتكررها وعظمها * (إن الله مع الصابرون) * بالعون. (154) * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله) * هم * (أموات بل) * هم * (أحياء) * أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك * (ولكن لا تشعرون) * تعلمون ما هم فيه. (155) * (ولنبلونكم بشئ من الخوف) * للعدو * (والجوع) * القحط * (ونقص من الاموال) * بالهلاك * (والانفس) * بالقتل والموت والامراض * (والثمرات) * بالحوائج أي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم لا * (وبشر الصابرين) * على البلاء بالجنة. = لنا فقال عمر من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكائيل فإن الله عدوه قال فنزلت على لسان عمر فهذه طرق يقوي بعضها بعضا وقد نقل ابن جرير الاجماع على أن سبب نزول الآية ذلك. أسباب نزول الآية 99 قوله تعالى (ولقد أنزلنا إليك) الآيتين أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس = (*)
[ 32 ]
(156) هم * (الذين إذا أصابتهم مصيبة) * بلاء * (قالوا إنا لله) * ملكا وعبيدا يفعل بنا ما يشاء * (وإنا إليه راجعون) * في الآخرة فيجازينا، وفي الحديث " من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف الله عليه خيرا " وفيه أن مصباح النبي صلى الله عليه وسلم طفئ فاسترجع فقالت عائشة: إنما هذا مصباح فقال: " كل ما أساء المؤمن فهو مصيبة " رواه أبو داود في مراسيله. (157) * (أولئك عليهم صلوات) * مغفرة * (من ربهم ورحمة) * نعمة * (وأولئك هم المهتدون) * إلى الصواب. (158) * (إن الصفا والمروة) * جبلان بمكة * (من شعائر الله) * أعلام دينه جمع شعيرة * (فمن حج البيت أو اعتمر) * أي تلبس بالحج أو العمرة وأصلهما القصد والزيارة * (فلا جناح عليه) * إثم عليه * (أن يطوف) * فيه إدغام التاء في الاصل في الطاء * (بهما) * بأن يسعى بينهما سبعا، نزلت لما كره المسلمون ذلك لان أهل الجاهلية كانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما، وعن ابن عباس أن السعي غير فرض لما أفاده رفع الاثم من التخيير وقال الشافعي وغيره ركن، وبين صلى الله عليه وسلم فريضته بقوله " إن الله كتب عليكم السعي " رواه البيهقي وغيره " وقال ابدأوا بما بدأ الله به " يعني الصفا رواه مسلم * (ومن تطوع) * وفي قراءة بالتحتية وتشديد الطاء مجزوما وفيه إدغام التاء فيها * (خيرا) * أي بخير أي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره * (فإن الله شاكرا) * لعمله بالاثابة عله * (عليم) * به. (159) ونزل في اليهود: * (إن الذين يكتمون) * الناس * (ما أنزلنا من البينات والهدى) * كآية الرجم ونعت محمد صلى الله عليه وسلم * (من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) * التوراة * (أولئك يلعنهم الله) * يبعدهم من رحمته * (ويلعنهم اللاعنون) * الملائكة والمؤمنون أو كل شئ بالدعاء عليهم باللعنة. (160) * (إلا الذين تابوا) * رجعوا عن ذلك * (وأصلحوا) * عملهم * (وبينوا) * ما كتموا * (فأولئك أتوب عليهم) * أقبل توبتهم * (وأنا التواب الرحيم) * بالمؤمنين. (161) * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) * حال * (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) * أي هم مستحقون ذلك في الدنيا والآخرة والناس قيل: عام وقيل: المؤمنون. = قال: قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد ما جئتنا بشئ نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة فأنزل الله في ذلك (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات) الآية. وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله وذكر ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد والله ما عهد إلينا في محمد ولا أخذ علينا ميثاقا فأنزل الله تعالى (أو كلما عاهدوا) الآية. (*)
[ 33 ]
(162) * (خالدين فيها) * أي اللعنة والنار المدلول بها عليها * (لا يخفف عنهم العذاب) * طرفة عين * (ولا هم ينظرون) * يمهلون لتوبة أو لمعذرة. (163) ونزل لما قالوا صف لنا ربك: * (وإلهكم) * المستحق للعبادة منكم * (إله واحد) * لا نظير له في ذاته ولا في صفاته * (لا إله إلا هو) * هو * (الرحمن الرحيم) * وطلبوا آية على ذلك فنزل: (164) * (إن في خلق السماوات والارض) * وما فيهما من العجائب * (واختلاف الليل والنهار) * بالذهاب والمجئ والزيادة والنقصان * (والفلك) * السفن * (التي تجري في البحر) * ولا ترسب موقرة * (بما ينفع الناس) * من التجارات والحمل * (وما أنزل الله من السماء من الماء) * مطر * (فأحيا به الارض) * بالنبات * (بعد موتها) * يبسها * (وبث) * فرق ونشر به * (فيها من كل دابة) * لانهم ينمون بالخصب الكائن عنه * (وتصريف الرياح) * تقليبها جنوبا وشمالا حارة وباردة * (والسحاب) * الغيم * (المسخر) * المذلل بأمر الله تعالى يسير إلى حيث شاء الله * (بين السماء والارض) * بلا علاقة * (لآيات) * دالات على وحدانيته تعالى * (لقوم يعقلون) * يتدبرون. (165) * (ومن الناس من يتخذ من دون الله) * أي غيره * (أندادا) * أصناما * (يحبونهم) * بالتعظيم والخضوع * (كحب الله) * أي كحبهم له * (والذين آمنوا أشد حبا لله) * من حبهم للانداد لانهم لا يعدلون عنه بحال ما، والكفار يعدلون في الشدة إلى الله * (ولو يرى) * تبصر يا محمد * (الذين ظلموا) * باتخاذ الانداد * (إذ يرون) * بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون * (العذاب) * لرأيت أمرا عظيما وإذ بمعنى إذا * (أن) * أي لان * (القوة) * القدرة والغلبة * (لله جميعا) * حال * (وأن الله شديد العذاب) * وفي قراءة ترى والفاعل ضمير السامع، وقيل الذين ظلموا فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسد المفعولين وجواب لو محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا. (166) * (إذ) * بدل من إذ قبله * (تبرأ الذين اتبعوا) * أي الرؤساء * (من الذين اتبعوا) * أي أنكروا إضلالهم * (و) * قد * (رأوا العذاب أسباب نزول الآية 102 قوله تعالى (واتبعوا ما تتلو) الآية أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال قالت اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الانبياء أفما كان ساحرا يركب الريح فأنزل الله تعالى (واتبعوا ما تتلو الشياطين) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي العالية أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم زمانا عن أمور التوراة لا يسألونه عن شئ من ذلك إلا أنزل = (*)
[ 34 ]
وتقطعت) * عطف على تبرأ * (بهم) * عنهم * (الاسباب) * الوصل التي كانت بينهم في الدنيا من الارحام والمودة. (167) * (وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة) * رجعة إلى الدنيا * (فنتبرأ منهم) * أي المتبوعين * (كما تبرءوا منا) * اليوم ولو للتمني ونتبرأ جوابه * (كذلك) * أي كما أراهم شدة عذابه وتبرأ بعضهم من بعض * (يريهم الله أعمالهم) * السيئة * (حسرات) * حال ندامات * (عليهم وما هم بخارجين من النار) * بعد دخولها. (168) ونزل فيمن حرم السوائب ونحوها * (يا أيها الناس كلوا مما في الارض حلالا) * حال * (طيبا) * صفة مؤكدة أي مستلذا * (ولا تتبعوا خطوات) * طرق * (الشيطان) * أي تزيينه * (إنه لكم عدو مبين) * بين العداوة. (169) * (إنما يأمركم بالسوء) * الاثم * (والفحشاء) * القبيح شرعا * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * من تحريم ما لم يحرم وغيره. (170) * (وإذا قيل لهم) * أي الكفار * (اتبعوا ما أنزل الله) * من التوحيد وتحليل الطيبات * (قالوا) * لا * (بل نتبع ما ألفينا) * وجدنا * (عليه آبائنا) * من عبادة الاصنام وتحريم السوائب والبحائر قال تعالى: * (أ) * يتبعونهم * (ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا) * من أمر الدين * (ولا يهتدون) * إلى الحق والهمزة للانكار. (171) * (ومثل) * صفة * (الذين كفروا) * ومن يدعوهم إلى الهدى * (كمثل الذي ينعق) * يصوت * (بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) * أي صوتا ولا يفهم معناه أي في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت راعيها ولا تفهمه، هم * (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) * الموعظة. (172) * (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات) * حلالات * (ما رزقناكم واشكروا الله) * على ما أحل لكم * (إن كنتم إياه تعبدون) *. (172) * (إنما حرم عليكم الميتة) * أي أكلها إذ الكلام فيه وكذا ما بعدها وهي ما لم يذك شرعا، وألحق بها بالسنة ما أبين من حي وخص منها السمك والجراد * (والدم) * أي المسفوح كما في الانعام * (ولحم الخنزير) * خص اللحم لانه معظم المقصود وغيره تبع له * (وما أهل به لغير الله) * أي ذبح على اسم غيره الله عليه ما سألوا عنه فيخصمهم، فلما رأوا ذلك قالوا هذا أعلم بما أنزل إلينا منا وأنهم سألوه عن السحر وخاصموه به فأنزل الله (واتبعو ما تتلو الشياطين). أسباب نزول الآية 104 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا). أخرج ابن المنذر عن السدي قال كان رجلان من = (*)
[ 35 ]
والاهلال رفع الصوت وكانوا يرفعونه عند الذبح لآلهتهم * (فمن اضطر) * أي ألجأته الضرورة إلى أكل شئ مما ذكر فأكله * (غير باغ) * خارج على المسلمين * (ولا عاد) * متعد عليهم بقطع الطريق * (فلا إثم عليه) * في أكله * (إن الله غفور) * لاوليائه * (رحيم) * بأهل طاعته حيث وسع لهم في ذلك وخرج الباغي والعادي ويلحق بهما كل عاص بسفره كالآبق والمكاس فلا يحل لهم أكل شئ من ذلك ما لم يتوبوا وعليه الشافعي. (174) * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * المشتمل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود * (ويشترون به ثمنا قليلا) * من الدنيا يأخذونه بدله من سفلتهم فلا يظهرونه خوف فوته عليهم * (أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) * لانها مآلهم * (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) * غضبا عليهم * (ولا يزكيهم) * يطهرهم من دنس الذنوب * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم هو النار. (175) * (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) * أخذوها بدله في الدنيا * (والعذاب بالمغفرة) * المعدة لهم في الآخرة لو لم يكتموا * (فما أصبرهم على النار) * أي ما أشد صبرهم وهو تعجب للمؤمنين من ارتكابهم موجباتها من غير مبالاة وإلا فأي صبر لهم. (176) * (ذلك) * الذي ذكر من أكلهم النار وما بعده * (بأن) * بسبب أن * (الله نزل الكتاب بالحق) * متعلق بنزل فاختلفوا فيه حيث آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه بكتمه * (وإن الذين اختلفوا في الكتاب) * بذلك وهم اليهود وقيل المشركون في القرآن حيث قال بعضهم شعر وبعضهم سحر وبعضهم كهانة * (لفي شقاق) * خلاف * (بعيد) * عن الحق. (177) * (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * في الصلاة * (قبل المشرق والمغرب) * نزل ردا على اليهود والنصارى حيث زعموا ذلك * (ولكن البر) * أي ذا البر وقرئ بفتح الباء أي البار * (من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب) * أي الكتب * (والنبيين وآتى المال على) * مع * (حبه) * له * (ذوي القربى) * القرابة.. * (واليتامى والمساكين وابن السبيل) * المسافر * (والسائلين) * الطالبين * (وفي) * فك * (الرقاب) * المكاتبين والاسرى * (وأقام الصلاة = اليهود مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد إذا لقيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا وهما يكلمانه راعنا سمعك واسمع غير مسمع فظن المسلمون أن هذا الشئ كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: راعنا بلسان = (*)
[ 36 ]
وآتى الزكاة) * المفروضة وما قبله في التطوع * (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) * الله أو الناس * (والصابرين) * نصب على المدح * (في البأساء) * شدة الفقر * (والضراء) * المرض * (وحين البأس) * وقت شدة القتال في سبيل الله * (أولئك) * الموصوفون بما ذكر * (الذين صدقوا) * في إيمانهم أو ادعاء البر * (وأولئك هم المتقون) * الله. (178) * (يا أيها الذين آمنوا كتب) * فرض * (عليكم القصاص) * المماثلة * (في القتلى) * وصفا وفعلا * (الحر) * يقتل * (بالحر) * ولا يقتل بالعبد * (والعبد بالعبد والانثى بالانثى) * وبينت السنة أن الذكر يقتل بها وأنه تعتبر المماثلة في الدين فلا يقتل مسلم ولو عبدا بكافر ولو حرا * (فمن عفي له) * من القاتلين * (من) * دم * (أخيه) * المقتول * (شئ) * بأن ترك القصاص منه، وتنكير شئ يفيد سقوط القصاص بالعفو عن بعضه ومن بعض الورثة وفي ذكر أخيه تعطف داع إلى العفو وإيذان بأن القتل لا يقطع أخوة الايمان ومن مبتدأ شرطية أو موصولة والخبر * (فاتباع) * أي فعل العافي اتباع للقاتل * (بالمعروف) * بأن يطالبه بالدية بلا عنف، وترتيب الاتباع على العفو يفيد أن الواجب أحدهما وهو أحد قولي الشافعي والثاني الواجب القصاص والدية بدل عنه فلو عفا ولم يسمها فلا شئ ورجح * (و) * على القاتل * (أداء) * الدية * (إليه) * أي العافي وهو الوارث * (بإحسان) * بلا مطل ولا بخس * (ذلك) * الحكم المذكور من جواز القصاص والعفو عنه على الدية * (تخفيف) * تسهيل * (من ربكم) * عليكم * (ورحمة) * بكم حيث وسع في ذلك ولم يحتم واحدا منهما كما حتم على اليهود القصاص وعلى النصارى الدية * (فمن اعتدى) * ظلم القاتل بأن قتله * (بعد ذلك) * أي العفو * (فله عذاب أليم) * مؤلم في الآخرة بالنار أو في الدنيا بالقتل. (179) * (ولكم في القصاص حياة) * أي بقاء عظيم * (يا أولي الالباب) * ذوي العقول لان القاتل إذا علم أنه يقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله فشرع * (لعلكم تتقون) * القتل مخافة القود. (180) * (كتب) * فرض * (عليكم إذا حضر أحدكم الموت) * أي أسبابه * (إن ترك خيرا) * مالا * (الوصية) * مرفوع بكتب ومتعلق بإذا = اليهود السب القبيح فلما سمعوا أصحابه يقولون أعلنوا بها له فكانوا يقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فنزلت فسمعها منهم سعد بن معاذ فقال لليهود: يا أعداء الله لئن سمعتها من رجل منكم بعد هذا المجلس لاضربن عنقه وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: كان الرجل يقول أرعني سمعك فنزلت الآية وأخرج عن عطية قال كان أناس من اليهود يقولون أرعنا سمعك حتى قالها أناس من المسلمين = (*)
[ 37 ]
إن كانت ظرفية ودال على جوابها إن كانت شرطية وجواب إن أي فليوص * (للوالدين والاقربين بالمعروف) * بالعدل بأن لا يزيد على الثلث ولا يفضل الغني * (حقا) * مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله * (على المتقين) * الله وهذا منسوخ بآية الميراث وبحديث: (لا وصية لوارث) رواه الترمذي. (181) * (فمن بدله) * أي الايصاء من شاهد ووصي * (بعد ما سمعه) * علمه * (فإنما إثمه) * أي الايصاء المبدل * (على الذين يبدلونه) * فيه إقامة الظاهر مقام المضمر * (إن الله سميع) * لقول الموصي * (عليم) * بفعل الوصي فمجاز عليه. (182) * (فمن خاف من موص) * مخففا ومثقلا * (جنفا) * ميلا عن الحق خطأ * (أو إثما) * بأن تعمد ذلك بالزيادة على الثلث أو تخصيص غني مثلا * (فأصلح بينهم) * بين الموصي والموصى له بالامر بالعدل * (فلا إثم عليه) * في ذلك * (إن الله غفور رحيم) *. (183) * (يا أيها الذين آمنوا كتب) * فرض * (عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) * من الامم * (لعلكم تتقون) * المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها. (184) * (أياما) * نصب بالصيام أو يصوموا مقدرا * (معدودات) * أي قلائل أو مؤقتات بعدد معلوم وهي رمضان كما سيأتي وقلله تسهيلا على المكلفين * (فمن كان منكم) * حين شهوده * (مريضا أو على سفر) * أي مسافرا سفر القصر وأجهده الصوم في الحالين فأفطر * (فعدة) * فعليه عدة ما أفطر * (من أيام أخر) * يصومها بدله * (وعلى الذين) * لا * (يطيقونه) * لكبر أو مرض لا يرجى برؤه * (فدية) * هي * (طعام مسكين) * أي قدر ما يأكله في يومه وهو مد من غالب قوت البلد لكل يوم، وفي قراءة بإضافة فدية وهي للبيان وقيل لا غير مقدرة وكانوا مخيرين في صدر الاسلام بين الصوم والفدية ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله من شهد منكم الشهر فليصمه، قال ابن عباس: إلا الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفا على الولد فإنها باقية بلا نسخ في حقهما * (فمن تطوع خيرا) * بالزيادة على القدر المذكور في الفدية * (فهو) * أي التطوع * (خير له، وأن تصوموا) * مبتدأ خبره * (خير لكم) * من الافطار والفدية * (إن كنتم تعلمون) * أنه خير لكم فافعلوه. = فكره الله لهم ذلك فنزلت وأخرج عن قتادة قال كانوا يقولون راعنا سمعك فكان اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك فنزلت وأخرج عن عطاء قال كانت لغة الانصار في الجاهلية فنزلت. وأخرج عن أبي العالية قال: إن العرب كانوا إذا حدث بعضهم يقول أحدهم لصاحبه: ارعني سمعك فنهوا عن ذلك. (*)
[ 38 ]
(185) تلك الايام * (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) * من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، منه * (هدى) * حال هاديا من الضلالة * (للناس وبينات) * آيات واضحات * (من الهدى) * بما يهدي إلى الحق من الاحكام * (و) * من * (الفرقان) * مما يفرق بين الحق والباطل * (فمن شهد) * حضر * (منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) * تقدم مثله وكرر لئلا يتوهم نسخه بتعميم من شهد * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر لكون ذلك في معنى العلة أيضا للامر بالصوم عطف عليه * (ولتكملوا) * بالتخفيف والتشديد * (العدة) * أي عدة صوم رمضان * (ولتكبروا الله) * عند إكمالها * (على ما هداكم) * أرشدكم لمعالم دينه * (ولعلكم تشكرون) * الله على ذلك. (186) وسأل جماعة النبي صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزل: * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) * منهم بعلمي فأخبرهم بذلك * (أجيب دعوة الداع إذا دعان) * بإنالته ما سأل * (فليستجيبوا لي) * دعائي بالطاعة * (وليؤمنوا) * يداوموا على الايمان * (بي لعلهم يرشدون) * يهتدون. (187) * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث) * بمعنى الافضاء * (إلى نسائكم) * بالجماع، نزل نسخا لما كان في صدر الاسلام على تحريمه وتحريم الاكل والشرب بعد العشاء * (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) * كناية عن تعانقهما أو احتياج كل منهما إلى صاحبه * (علم الله أنكم كنتم تختانون) * تخونون * (أنفسكم) * بالجماع ليلة الصيام وقع ذلك لعمر وغيره واعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم * (فتاب عليكم) * قبل توبتكم * (وعفا عنكم فالآن) * إذ أحل لكم * (باشروهن) * جامعوهن * (وابتغوا) * اطلبوا * (ما كتب الله لكم) * أي أباحه من الجماع أو قدره من الولد * (وكلوا واشربوا) * الليل كله * (حتى يتبين) * يظهر * (لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) * أي الصادق بيان للخيط الابيض وبيان الاسود محذوف أي من الليل شبه ما يبدو من البياض وما يمتد معه من الغبش بخيطين أبيض وأسود في الامتداد * (ثم أتموا أسباب نزول الآية 106 قوله تعالى * (ما ننسخ) * الآية. أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كان ربما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله (ما ننسخ) * الآية. أسباب النزول الآية 108 قوله تعالى (أم تريدون) * الآية. أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: = (*)
[ 39 ]
الصيام) * من الفجر * (إلى الليل) * أي إلى دخوله بغروب الشمس * (ولا تباشروهن) * أي نساءكم * (وأنتم عاكفون) * مقيمون بنية الاعتكاف * (في المساجد) * متعلق بعاكفون نهي لمن كان يخرج وهو معتكف فيجامع امرأته ويعود * (تلك) * الاحكام المذكورة * (حدود الله) * حدها لعباده ليقفوا عندها * (فلا تفربوها) * أبلغ من لا تعتدوها المعبر به في آية أخرى * (كذلك) * كما بين لكم ما ذكر * (يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) * محارمه (188) * (ولا تأكلوا أموالكم بينكم) * أي يأكل بعضكم مال بعض * (بالباطل) * الحرام شرعا كالسرقة والغصب * (و) * لا * (تدلوا) * تلقوا * (بها) * أي بحكومتها أو بالاموال رشوة * (إلى الحكام لتأكلوا) * بالتحاكم * (فريقا) * طائفة * (من أموال الناس) * متلبسين * (بالاثم وأنتم تعلمون) * أنكم مبطلون (189) * (يسألونك) * يا محمد * (عن الاهلة) * جمع هلال لم تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس * (قل) * لهم * (هي مواقيت) * جمع ميقات * (للناس) * يعلمون بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدد نسائهم وصيامهم وإفطارهم * (والحج) * عطف على الناس أي يعلم بها وقته فلو استمرت على حالة لم يعرف ذلك * (وليس البر بأن تأتوا البيت من ظهورها) * في الاحرام بأن تنقبوا فيها نقبا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب وكانوا يفعلون ذلك ويزعمونه برا * (ولكن البر) * أي ذا البر * (من اتقى) * الله بترك مخالفته * (وأتوا البيوت من أبوابها) * في الاحرام * (واتقوا الله لعلكم تفلحون) * تفوزون (190) ولما صد صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبية وصالح الكفار على أن يعود العام القابل ويخلوا له مكة ثلاثة أيام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش ويقاتلوهم وكره المسلمون قتالهم في الحرم والاحرام والشهر الحرام نزل * (وقاتلوا في سبيل الله) * أي لاعلاء دينه * (الذين يقاتلونكم) * الكفار * (ولا تعتدوا) * عليهم بالابتداء بالقتال * (إن الله لا يحب المعتدين) * المتجاوزين ما حد لهم وهذا منسوخ بآية براءة أو بقوله: = قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه أو فجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) * إلى قوله * (سواء السبيل) * وكان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود حسدا للعرب إذ خصهم الله برسوله وكانوا جاهدين في رد الناس عن الاسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما: * (ود كثير من أهل = (*)
[ 40 ]
* (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * وجدتموهم * (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) * أي من مكة وقد فعل بهم ذلك عام الفتح * (والفتنة) * الشرك منهم * (أشد) * أعظم * (من القتل) * لهم في الحرم أو الاحرام الذي استعظمتموه * (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام) * أي في الحرم * (حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم) * فيه * (فاقتلوهم) * فيه، وفي قراءة بلا ألف في الافعال الثلاثة * (كذلك) * القتل والاخراج * (جزاء الكافرين) * (192) * (فإن انتهوا) * عن الكفر وأسلموا * (فإن الله غفور) * لهم * (رحيم) * بهم (193) * (وقاتلوهم حتى لا تكون) * توجد * (فتنة) * شرك * (ويكون الدين) * العبادة * (لله) * وحده لا يعبد سواه * (فإن انتهوا) * عن الشرك فلا تعتدوا عليهم دل على هذا * (فلا عدوان) * اعتداء بقتل أو غيره * (إلا على الظالمين) * ومن انتهى فليس بظالم فلا عدوان عليه (194) * (الشهر الحرام) * المحرم مقابل * (بالشهر الحرام) * فكلما قاتلوكم فيه فاقتلوهم في مثله رد لاستعظام المسلمين ذلك * (والحرمات) * جمع حرمة ما يجب احترامه * (قصاص) * أي يقتص بمثلها إذا انتهكت * (فمن اعتدى عليكم) * بالقتال في الحرم أو الاحرام أو الشهر الحرام * (فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * سمى مقابلته اعتداء لشبهها بالمقابل به في الصورة * (واتقوا الله) * في الانتصار وترك الاعتداء * (واعلموا أن الله مع المتقين) * بالعون والنصر (195) * (وأنفقوا في سبيل الله) * طاعته بالجهاد وغيره * (ولا تلقوا بأيديكم) * أي أنفسكم والباء زائدة * (إلى التهلكة) * الهلاك بالامساك عن النفقة في الجهاد أو تركه لانه يقوي العدو عليكم * (وأحسنوا) * بالنفقة وغيرها * (إن الله يحب المحسنين) * أي يثيبهم (196) * (وأتموا الحج والعمرة لله) * أدوهما بحقوقهما * (فإن أحصرتم) * منعتم عن إتمامها بعدو * (فما استيسر) * تيسر * (من الهدي) * عليكم وهو شاة * (ولا تحلقوا رؤوسكم) * أي لا تتحللوا * (حتى يبلغ الهدي) * المذكور * (محله) * حيث يحل ذبحه وهو مكان الاحصار عند الشافعي فيذبح فيه بنية التحلل ويفرق على مساكينه = الكتاب) * الآية وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: سألت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم فأبوا ورجعوا فأنزل الله * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) * الآية وأخرج عن السدي قال: سألت العرب محمدا صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالله فيروه جهرة فنزلت وأخرج عن أبي العالية قال: قال رجل يا رسول الله لو كانت كفاراتنا ككفارات بني إسرائيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أعطاكم الله = (*)
[ 41 ]
ويحلق وبه يحصل التحلل * (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه) * كقمل وصداع فحلق في الاحرام * (ففدية) * عليه * (من صيام) * ثلاثة أيام * (أو صدقة) * بثلاثة أصوع من غالب قوت البلد على ستة مساكين * (أو نسك) * أي ذبح شاة وأو للتخيير وألحق به من حلق لغير عذر لانه أولى بالكفارة وكذا من استمتع بغير الحلق كالطيب واللبس والدهن لعذر أو غيره * (فإذا أمنتم) * العدو بأن ذهب أو لم يكن * (فمن تمتع) * استمتع * (بالعمرة) * أي بسبب فراغه منها بمحظورات الاحرام * (إلى الحج) * أي إلى الاحرام به بأن يكون أحرم بها في أشهره * (فما استيسر) * تيسر * (من الهدي) * عليه وهو شاة يذبحها بعد الاحرام به والافضل يوم النحر * (فمن لم يجد) * الهدي لفقده أو فقد ثمنه * (فصيام) * أي فعليه صيام * (ثلاثة أيام في الحج) * أي في حال الاحرام به فيجب حينئذ أن يحرم قبل السابع من ذي الحجة والافضل قبل السادس لكراهة صوم يوم عرفة ولا يجوز صومها أيام التشريق على أصح قولي الشافعي * (وسبعة إذا رجعتم) * إلى وطنكم مكة أو غيرها وقيل إذا فرغتم من أعمال الحج وفيه التفات عن الغيبة * (تلك عشرة كاملة) * جملة تأكيد لما قبلها * (ذلك) * الحكم المذكور من وجوب الهدي أو الصيام على من تمتع * (لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) * بأن لم يكونوا على دون مرحلتين من الحرم عند الشافعي فإن كان فلا دم عليه ولا صيام وإن تمتع فعليه ذلك وهو أحد وجهين عند الشافعي والثاني لا والاهل كناية عن النفس وألحق بالمتمتع فيما ذكر بالسنة القارن وهو من أحرم بالعمرة والحج معا أو يدخل الحج عليها قبل الطواف * (واتقوا الله) * فيما يأمركم به وينهاكم عنه * (واعلموا أن الله شديد العقاب) * لمن خالفه (197) * (الحج) * وقته * (أشهر معلومات) * شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وقيل كله * (فمن فرض) * على نفسه * (فيهن الحج) * بالاحرام به * (فلا رفث) * جماع فيه * (ولا فسوق) * معاص * (ولا جدال) * خصام * (في الحج) * وفي قراءة بفتح الاولين والمراد في = خير كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها فإن كفرها كانت له خزيا في الدنيا وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة وقد أعطاكم الله خيرا من ذلك قال تعالى * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) * الآية. والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن فأنزل الله * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) * الآية.
[ 42 ]
الثلاثة النهي * (وما تفعلوا من خير) * كصدقة * (يعلمه الله) * فيجازيكم به، ونزل في أهل اليمن وكانوا يحجون بلا زاد فيكونون كلا على الناس * (وتزودوا) * ما يبلغكم لسفركم * (فإن خير الزاد التقوى) * ما يتقى به سؤال الناس وغيره * (واتقون يا أولي الالباب) * ذوي العقول (198) * (ليس عليكم جناح) * في * (أن تبتغوا) * تطلبوا * (فضلا) * رزقا * (من ربكم) * بالتجارة في الحج نزل ردا لكراهتهم ذلك * (فإذا أفضتم) * دفعتم * (من عرفات) * بعد الوقوف بها * (فاذكروا الله) * بعد المبيت بمزدلفة بالتلبية والتهليل والدعاء * (عند المشعر الحرام) * هو جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف به يذكر الله ويدعو حتى أسفر جدا رواه مسلم * (واذكروه كما هداكم) * لمعالم دينه ومناسك حجه والكاف للتعليل * (وإن) * مخففة * (كنتم من قبله) * قبل هداه * (لمن الضالين) *. (199) * (ثم أفيضوا) * يا قريش * (من حيث أفاض الناس) * أي من عرفة بأن تقفوا بها معهم وكانوا يقفون بالمزدلفة ترفعا عن الوقوف معهم وثم للترتيب في الذكر * (واستغفروا الله) * من ذنوبكم * (إن الله غفور) * للمؤمنين * (رحيم) * بهم (200) * (فإذا قضيتم) * أديتم * (مناسككم) * عبادات حجكم بأن رميتم جمرة العقبة وطفتم واستقررتم بمنى * (فاذكروا الله) * بالتكبير والثناء * (كذكركم آباءكم) * كما كنتم تذكرونهم عند فراغ حجكم بالمفاخرة * (أو أشد ذكرا) * من ذكركم إياهم ونصب أشد على الحال من ذكر المنصوب باذكروا إذ لو تأخر عنه لكان صفة له * (فمن الناس من يقول ربنا آتنا) * نصيبا * (في الدنيا) * فيؤتاه فيها * (وماله في الآخرة من خلاق) * نصيب (201) * (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة) * نعمة * (وفي الآخرة حسنة) * هي الجنة * (وقنا عذاب النار) * بعدم دخولها وهذا بيان لما كان عليه المشركون ولحال المؤمنين والقصد به الحث على طلب خير الدارين كما وعد بالثواب عليه بقوله (202) * (أولئك لهم نصيب) * ثواب * (م) * - ن أجل * (ما كسبوا) * عملوا من الحج والدعاء * (والله سريع الحساب) * يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. أسباب نزول الآية 113 قوله تعالى * (وقالت اليهود) * الآية. أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتهم أحبار يهود فتنازعوا فقال رافع بن خزيمة: ما أنتم على شئ وكفر بعيسى والانجيل فقال رجل من أهل نجران لليهود ما أنتم على شئ وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فأنزل الله في ذلك * (وقالت اليهود = (*)
[ 43 ]
(203) * (واذكروا الله) * بالتكبير عند رمي الجمرات * (في أيام معدودات) * أي أيام التشريق الثلاثة * (فمن تعجل) * أي استعجل بالنفر من منى * (في يومين) * أي في ثاني أيام التشريق بعد رمي جماره * (فلا إثم عليه) * بالتعجيل * (ومن تأخر) * بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره * (فلا إثم عليه) * بذلك أي هم مخيرون في ذلك ونفي الاثم * (لمن اتقى) * الله في حجه لانه الحاج في الحقيقة * (واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) * في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم (204) * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) * ولا يعجبك في الآخرة لمخالفته لاعتقاده * (ويشهد الله على ما في قلبه) * أنه موافق لقوله * (وهو ألد الخصام) * شديد الخصومة لك ولاتباعك لعداوته لك وهو الاخنس بن شريق كان منافقا حلو الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم يحلف أنه مؤمن به ومحب له فيدنى مجلسه فأكذبه الله في ذلك ومر بزرع وحمر لبعض المسلمين فأحرقه وعقرها ليلا كما قال تعالى: (205) * (وإذا تولى) * انصرف عنك * (سعى) * مشى * (في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) * من جملة الفساد * (والله لا يحب الفساد) * أي لا يرضى به (206) * (وإذا قيل له اتق الله) * في فعلك * (أخذته العزة) * حملته الانفة والحمية على العمل * (بالاثم) * الذي أمر باتقائه * (فحسبه) * كافيه * (جهنم ولبئس المهاد) * الفراش هي (207) * (ومن الناس من يشري) * يبيع * (نفسه) * أي يبذلها في طاعة الله * (ابتغاء) * طلب * (مرضات الله) * رضاه، وهو صهيب لما آذاه المشركون هاجر إلى المدينة وترك لهم ماله * (والله رؤوف بالعباد) * حيث أرشدهم لما فيه رضاه. (208) ونزل في عبد الله بن سلام وأصحابه لما عظموا السبت وكرهوا الابل بعد الاسلام * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم) * بفتح السين وكسرها الاسلام * (كافة) * حال من السلم أي في جميع شرائعه * (ولا تتبعوا خطوات) * طرق * (الشيطان) * أي تزيينه بالتفريق * (إنه لكم عدو مبين) * بين العداوة. (209) * (فإن زللتم) * ملتم عن الدخول في جميعه * (من بعد ما جاءتكم البينات) * الحجج = ليست النصارى على شئ) الآية. أسباب نزول الآية 114 قوله تعالى (ومن أظلم) الآية. أخرج ابن أبي حاتم من الطريق المذكور أن قريشا منعوا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل الله (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) الآبة. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال نزلت = (*)
[ 44 ]
الظاهرة على أنه الحق * (فاعلموا أن الله عزيز) * لا يعجزه شئ عن انتقامه منكم * (حكيم) * في صنعه. (210) ما * (ينظرون) * ينتظر التاركون الدخول فيه * (إلا أن يأتيهم الله) * أي أمره كقوله أو يأتي أمر ربك أي عذابه * (في ظلل) * جمع ظلة * (من الغمام) * السحاب * (والملائكة وقضي الامر) * تم أمر هلاكهم * (وإلى الله ترجع الامور) * بالبناء للمفعول والفاعل في الآخرة فيجازي كلا بعمله. (211) * (سل) * يا محمد * (بني إسرائيل) * تبكيتا * (كم آتيناكم) * كم استفهامية معلقة سل عن المفعول الثاني وهي ثاني مفعول آتينا ومميزها * (من آية بينة) * ظاهرة كفلق البحر وإنزال المن والسلوى فبدلوها كفرا * (ومن يبدل نعمة الله) * أي ما أنعم به عليه من الآيات لانها سبب الهداية * (من بعد ما جاءته) * كفرا * (فإن الله شديد العقاب) * له. (212) * (زين للذين كفروا) * من أهل مكة * (الحياة الدنيا) * بالتمويه فأحبوها * (و) * هم * (يسخرون من الذين آمنوا) * لفقرهم كبلال وعمار وصهيب أي يستهزؤون بهم ويتعالون عليهم بالمال * (والذين اتقوا) * الشرك وهم هؤلاء * (فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب) * أي رزقا واسعا في الآخرة أو الدنيا بأن يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم. (213) * (كان الناس أمة واحدة) * على الايمان فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض * (فبعث الله النبيين) * إليهم * (مبشرين) * من آمن بالجنة * (ومنذرين) * من كفر بالنار * (وأنزل معهم الكتاب) * بمعنى الكتب * (بالحق) * متعلق بأنزل * (ليحكم) * به * (بين الناس فيما اختلفوا فيه) * من الدين * (وما اختلف فيه) * أي الدين * (إلا الذين أتوتوه) * أي الكتاب فآمن بعض وكفر بعض * (من بعد ما جاءتم البينات) * الحجج الظاهرة على التوحيد ومن متعلقة باختلف وهي وما بعدها مقدم على الاستثناء في المعنى * (بغيا) * من الكافرين * (بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من) * للبيان * (الحق بإذنه) * بإرادته * (والله يهدي من يشاء) * هدايته * (إلى صراط مستقيم) * طريق الحق. (214) ونزل في جهد أصاب المسلمين * (أم) * بل أ * (حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما) * لم * (يأتكم = في المشركين حين صدوا رسول الله عن مكة يوم الحديبية. أسباب نزول الآية 115 قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب). أخرج مسلم والترمذي والنسائي عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته تطوعا أينما توجهت به، وهو آت من مكة إلى المدينة ثم قرأ ابن عمر (ولله المشرق والمغرب) وقال في هذا نزلت = (*)
[ 45 ]
مثل) * شبه ما أتى * (الذين خلوا من قبلكم) * من المؤمنين من المحن فتصبروا كما صبروا * (مستهم) * جملة مستأنفة مبينة ما قبلها * (البأساء) * شدة الفقر * (والضراء) * المرض * (وزلزلوا) * أزعجوا بأنواع البلاء * (حتى يقول) * بالنصب والرفع أي قال * (الرسول والذين آمنوا معه) * استبطاء للنصر لتناهي الشدة عليهم * (متى) * يأتي * (نصر الله) * الذي وعدناه فأجيبوا من قبل الله * (ألا إن نصر الله قريب) * إتيانه. (215) * (يسألونك) * يا محمد * (ماذا ينفقون) * أي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخا ذا مال فسأل صلى الله عليه وسلم عما ينفق وعلى من ينفق * (قل) * لهم * (ما أنفقتم من خير) * بيان لما شامل للقليل والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله: * (فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل) * أي هم أولى به * (وما تفعلوا من خير) * إنفاق أو غيره * (فإن الله به عليم) * فمجاز عليه. (216) * (كتب) * فرض * (عليكم القتال) * للكفار * (وهو كره) * مكروه * (لكم) * طبعا لمشقته * (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) * لميل النفس إلى الشهوات الموجبة لهلاكها ونفورها عن التكليفات الموجبة لسعادتها فلعل لكم في القتال وإن كرهتموه خيرا لان فيه إما الظفر والغنيمة أو الشهادة والاجر وفي تركه وإن أحببتموه شرا لان فيه الذل والفقر وحرمان الاجر * (والله يعلم) * ما هو خير لكم * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك فبادروا إلى ما يأمركم به. (217) وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أول سراياه وعليها عبد الله بن جحش فقاتلوا المشركين وقتلوا ابن الحضرمي آخر يوم من جمادى الآخرة والتبس عليهم برجب فعيرهم الكفار باستحلاله فنزل * (يسألونك عن الشهر الحرام) * المحرم * (قتال فيه) * بدل اشتمال * (قل) * لهم * (قتال فيه عظيم) * عظيم وزرا مبتدأ وخبر * (وصد) * مبتدأ منع للناس * (عن سبيل الله) * دينه * (وكفر به) * بالله * (و) * صد عن * (المسجد الحرام) * أي مكة * (وإخراج أهله منه) * وهم النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وخبر = هذه الآية وأخرج الحاكم عنه قال أنزلت (فأينما تولوا فثم وجه الله) أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع. وقال صحيح على شرط مسلم هذا أصح ما ورد في الآية إسنادا وقد اعتمده جماعة لكنه ليس فيه تصريح يذكر السبب بل قال أنزلت في كذا وقد تقدم ما فيه وقد ورد التصريح بسبب نزولها فأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن = (*)
[ 46 ]
المبتدأ * (أكبر) * أعظم وزرا * (عند الله) * من القتال فيه * (والفتنة) * الشرك منكم * (أكبر من القتل) * لكم فيه * (ولا يزالون) * أي الكفار * (يقاتلونكم) * أيها المؤمنون * (حتى) * كي * () * يردوكم عن دينكم) * إلى الكفر * (إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت) * بطلت * (أعمالهم) * الصالحة * (في الدنيا والآخرة) * فلا اعتداد بها ولا ثواب عليها والتقيد بالموت عليه يفيد أنه لو رجع إلى الاسلام لم يبطل عمله فيثاب عليه ولا يعيده كالحج مثلا وعليه الشافعي * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (218) ولما ظن السرية أنهم إن سلموا من الاثم فلا يحصل لهم أجر نزل * (إن الذين آمنوا والذين هاجروا) * فارقوا أوطانهم * (وجاهدوا) * لاعلاء دينه * (أولئك يرجون رحمت الله) * ثوابه * (والله غفور) * للمؤمنين * (رحيم) * بهم. (219) * (يسألونك عن الخمر والميسر) * القمار ما حكمهما * (قل) * لهم * (فيهما) * أي في تعاطيهما * (إثم كبير) * عظيم وفي قراءة بالمثلثة لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش * (ومنافع للناس) * باللذة والفرح في الخمر وإصابة المال بلا كد في الميسر * (وإثمهما) * أي ما ينشأ عنهما من المفاسد * (أكبر) * أعظم * (من نفعهما) * ولما نزلت شربها قوم وامتنع عنها آخرون إلى أن حرمتها آية المائدة * (ويسألونك ماذا ينفقون) * أي ما قدره * (قل) * أنفقوا * (العفو) * أي الفاضل عن الحاجة ولا تنفقوا ما تحتاجون إليه وتضيعوا أنفسكم وفي قراءة بالرفع بتقدير هو * (كذلك) * أي كما بين لكم ما ذكر * (يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) *. (220) * (في) * أمر * (الدنيا والآخرة) * فتأخذون بالاصلح لكم فيهما * (ويسألونك عن اليتامى) * وما يلقونه من الحرج في شأنهم فإن واكلوهم يأثموا وإن عزلوا ما لهم من أموالهم وصنعوا لهم طعاما وحدهم فحرج * (قل إصلاح لهم) * في أموالهم بتنميتها ومداخلتكم * (خير) * من ترك ذلك * (وإن تخالطوهم) * أي تخلطوا نفقتكم بنفقتهم * (فإخوانكم) * أي فهم إخوانكم في الدين ومن شأن الاخ أن يخالط أخاه أي فلكم ذلك * (والله يعلم المفسد) * لاموالهم بمخالطته * (من المصلح) * بها فيجازي كلا منهما * (ولو شاء الله = رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا، وكان يحب قبلة إبراهيم وكان يدعوا الله وينظر إلى السماء فأنزل الله (فولوا وجوهكم شطره) فارتاب في ذلك اليهود، قالت " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله (ولله المشرف والمغرب). وقال (فأينما تولوا فثم وجه الله) إسناده قوي والمعنى أيضا يساعده فليعتمد وفي = (*)
[ 47 ]
لاعنتكم) * لضيق عليكم بتحريم المخالطة * (إن الله عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * في صنعه. (221) * (ولا تنكحوا) * تتزوجوا أيها المسلمون * (المشركات) * أي الكافرات * (حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة) * حرة لان سبب نزولها العيب على من تزوج أمة وترغيبه في نكاح حرة مشركة * (ولو أعجبتكم) * لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات بآية (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) * (ولا تنكحوا) * تزوجوا * (المشركين) * أي الكفار المؤمنات * (حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) * لماله وجماله * (أولئك) * أي أهل الشرك * (يدعون إلى النار) * بدعائهم إلى العمل الموجب لها فلا تليق مناكحتهم * (والله يدعو) * على لسان رسله * (إلى الجنة والمغفرة) * أي العمل الموجب لهما * (بإذنه) * بإرادته فتجب إجابته بتزويج أوليائه * (ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) * يتعظون. (222) * (ويسألونك عن المحيض) * أي الحيض أو مكانه ماذا يفعل بالنساء فيه * (قل هو أذى) * قذر أو محله * (فاعتزلوا النساء) * أتركوا وطأهن * (في المحيض) * أي وقته أو مكانه * (ولا تقربوهن) * بالجماع * (حتى يطهرن) * بسكون الطاء وتشديدها والهاء وفيه إدغام التاء في الاصل في الطاء أي يغتسلن بعد انقطاعه * (فإذا تطهرن فأتوهن) * بالجماع * (من حيث أمركم الله) * بتجنبه في الحيض وهو القبل ولا تعدوه إلى غيره * (إن الله يحب) * يثيب ويكرم * (التوابين) * من الذنوب * (ويحب المتطهرين) * من الاقذار. (223) * (نسائكم حرث لكم) * أي محل زرعكم الولد * (فأتوا حرثكم) * أي محله وهو القبل * (أنى) * كيف * (شئتم) * من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار، ونزل ردا لقول اليهود: من أتى امرأته في قبلها أي من جهة دبرها جاء الولد أحول * (وقدموا لانفسكم) * العمل الصالح كالتسمية عند الجماع * (واتقوا الله) * في أمره ونهيه * (واعلموا أنكم ملاقوه) * بالبعث فيجازيكم بأعمالكم * (وبشر المؤمنين) * الذين اتقوه بالجنة. (224) * (ولا تجعلوا الله) * أي الحلف به * (عرضة) * = الآية روايات أخر ضعيفة فأخرج الترمذي وابن ماجه والدارقطني من طريق أشعث السمان عن عاصم بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * قال الترمذي: غريب وأشعث يضعف في الحديث وأخرج الدارقطني وابن =
[ 48 ]
علة مانعة * (لايمانكم) * أي نصبا لها بأن تكثروا الحلف به * (أن) * لا * (تبروا وتتقوا) * فتكره اليمين على ذلك ويسن فيه الحنث ويكفر بخلافها على فعل البر ونحوه فهي طاعة * (وتصلحوا بين الناس) * المعنى لا تمتنعوا من فعل ما ذكر من البر ونحوه إذا حلفتم عليه بل ائتوه وكفروا لان سبب نزولها الامتناع من ذلك * (والله سميع) * لاقوالكم * (عليم) * بأحوالكم. (225) * (لا يؤخذكم الله باللغو) * الكائن * (في أيمانكم) * وهو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف نحو والله، وبلى والله فلا إثم عليه ولا كفارة * (ولكن يؤخذكم بما كسبت قلوبكم) * أي قصدته من الايمان إذا حنثتم * (والله غفور) * لما كان من اللغو * (حليم) * بتأخير العقوبة عن مستحقها. (226) * (للذين يؤلون من نسائهم) * أي يحلفون أن لا يجامعوهن * (تربص) * إنتظار * (أربعة أشهر فإن فاءوا) * رجعوا فيها أو بعدها عن اليمين إلى الوطئ * (فإن الله غفور) * لهم ما أتوه من ضرر المرأة بالحلف * (رحيم) * بهم. (227) * (وإن عزموا الطلاق) * أي عليه بأن لا يفيئوا فليوقعوه * (فإن الله سميع) * لقولهم * (عليم) * بعزمهم المعنى ليس لهم بعد تربص ما ذكر إلا الفيئة أو الطلاق. (228) * (والمطلقات يتربصن) * أي لينتظرن * (بأنفسهن) * عن النكاح * (ثلاثة قروء) * تمضي من حين الطلاق، جمع قرء بفتح القاف وهو الطهر أو الحيض قولان وهذا في المدخول بهن أما غيرهن فلا عدة عليهن لقوله: (فما لكم عليهن من عدة) وفي غير الآيسة والصغيرة فعدتهن ثلاثة أشهر والحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن كما في سورة الطلاق والاماء فعدتهن قرءان بالسنة * (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن) * من الولد والحيض * (إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن) * أزواجهن * (أحق بردهن) * بمراجعتهن ولو أبين * (في ذلك) * أي في زمن التربص * (إن أرادوا إصلاحا) * بينهما لاضرار المرأة وهو تحريض على قصده لا شرط لجواز الرجعة وهذا في الطلاق الرجعي وأحق لا تفضيل فيه إذ لا حق لغيرهم من نكاحهن في العدة * (ولهن) * على الازواج * (مثل الذي) * لهم * (عليهن) * من الحقوق = مردويه من طريق العرزمي عن عطاء عن جابر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة هي ههنا قبل الشمال فصلوا وخطوا خطوطا وقال بعضنا: القبلة ههنا قبل الجنوب فصلوا وخطوا خطوطا فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه وسلم فسكت وأنزل الله * (ولله =
[ 49 ]
* (بالمعروف) * شرعا من حسن العشرة وترك الاضرار ونحو ذلك * (وللرجال عليهن درجة) * فضيلة في الحق من وجوب طاعتهن لهم لما ساقوه من المهر والانفاق * (والله عزيز) * في ملكه * (حكيم) * فيما دبره لخلقه. (229) * (الطلاق) * أي التطليق الذي يراجع بعده * (مرتان) * أي اثنتان * (فإمساك) * أي فعليكم إمساكهن بعده بأن تراجعوهن * (بمعروف) * من غير ضرار * (أو تسريح) * أي إرسالهن * (بإحسان ولا يحل لكم) * أيها الازواج * (أن تأخذوا مما آتيتموهن) * من المهور * (شيئا) * إذا طلقتموهن * (إلا أن يخافا) * أي الزوجان * (أ) * ن * (لا يقيما حدود الله) * أي أن لا يأتيا بما حده لهما من الحقوق وفي قراءة يخافا بالبناء للمفعول فأن لا يقيما بدل اشتمال من الضمير فيه وقرئ بالفوقانية في الفعلين * (فإن خفتم أ) * ن * (لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما) * * (فيما افتدت به) * نفسها من المال ليطلقها أي لا حرج على الزوج في أخذه ولا الزوجة في بذله * (تلك) * الاحكام المذكورة * (حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) *. (230) * (فإن طلقها) * الزوج بعد الثنتين * (فلا تحل له من بعد) * بعد الطلقة الثالثة * (حتى تنكح) * تتزوج * (زوجا غيره) * ويطأها كما في الحديث رواه الشيخان * (فإن طلقها) * أي الزوج الثاني * (فلا جناح عليهما) * أي الزوجة والزوج الاول * (أن يتراجعا) * إلى النكاح بعد انقضاء العدة * (إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك) * المذكورات * (حدود الله يبينها لقوم يعلمون) * يتدبرون. (231) * (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن) * قاربن انقضاء عدتهن * (فأمسكوهن) * بأن تراجعوهن * (بمعروف) * من غير ضرر * (أو سرحوهن بمعروف) * أتركوهن حتى تنقضي عدتهن * (ولا تمسكوهن) * بالرجعة * (ضرارا) * مفعول لاجله * (لتعتدوا) * عليهن بالالجاء إلى الافتداء والتطليق وتطويل الحبس * (ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) * بتعريضها إلى عذاب الله * (ولا تتخذوا آيات الله هزؤا) * مهزوءا بها بمخالفتها * (واذكروا نعمت الله عليكم) * بالاسلام * (وما أنزل عليكم من الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * ما فيه من الاحكام * (يعظكم به) * بأن تشكروها بالعمل به = المشرق والمغرب) * الآية. وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فأخذتهم ضبابة فلم يهتدوا إلى القبلة فصلوا ثم استبان لهم بعدما طلعت الشمس أنهم صلوا لغير القبلة فلما جاءوا إلى رسول الله حدثوه فأنزل الله هذه الآية * (ولله المشرق والمغرب) * الآية وأخرج ابن جرير عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أخا لكم قد مات: يعني النجاشي =
[ 50 ]
* (واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شئ عليم) * ولا يخفى عليه شئ. (2 * (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن) * انقضت عدتهن * (فلا تعضلوهن) * خطاب للاولياء أي تمنعوهن من * (أن ينكحن أزواجهن) * المطلقين لهن لان سبب نزولها أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فأراد أن يراجعها فمنعها معقل بن يسار كما رواه الحاكم * (إذا تراضوا) * أي الازواج والنساء * (بينهم بالمعروف) * شرعا * (ذلك) * النهي عن العضل * (يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر) * لانه المنتفع به * (ذلكم) * أي ترك العضل * (أزكى) * خير * (لكم وأطهر) * لكم ولهم لما يخشى على الزوجين من الريبة بسبب العلاقة بينهما * (والله يعلم) * ما فيه المصلحة * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك فاتبعوا أوامره. (233) * (والوالدات يرضعن) * أي ليرضعن * (أولادهن حولين) * عامين * (كاملين) * صفة مؤكدة، ذلك * (لمن أراد أن يتم الرضاعة) * ولا زيادة عليه * (وعلى المولود له) * أي الاب * (رزقهن) * إطعام الوالدات * (وكسوتهن) * على الارضاع إذا كن مطلقات * (بالمعروف) * بقدر طاقته * (لا تكلف نفس إلا وسعها) * طاقتها * (لا تضار والدة بولدها) * أي بسببه بأن تكره على إرضاعه إذا امتنعت * (ولا) * يضار * (مولود له بولده) * أي بسببه بأن يكلف فوق طاقته وإضافة الولد إلى كل منهما في الموضعين للاستعطاف * (وعلى الوارث) * أي وارث الاب وهو الصبي أي على وليه في ماله * (مثل ذلك) * الذي على الاب للوالدة من الرزق والكسوة * (فإن أرادا) * أي الوالدان * (فصالا) * فطاما له قبل الحولين صادرا * (عن تراض) * إتفاق * (منهما وتشاور) * بينهما لتظهر مصلحة الصبي فيه * (فلا جناح عليهما) * في ذلك * (وإن أردتم) * خطاب للآباء * (أن تسترضعوا أولادكم) * مراضع غير الوالدات * (فلا جناح عليكم) * فيه * (إذا سلمتم) * إليهن * (ما آتيتم) * أي أردتم إيتاءه لهن من الاجرة * (بالمعروف) * بالجميل كطيب النفس * (واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير) * لا يخفى عليه شئ منه. (234) * (والذين يتوفون) * يموتون * (منكم = فصلوا عليه، قالوا نصلي على رجل ليس بمسلم فنزلت: * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * الآية. قالوا فإنه كان يصلي إلى القبلة فأنزل الله * (ولله المشرق والمغرب) * الآية غريب جدا وهو مرسل أو معضل. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: لما نزلت * (ادعوني أستجب لكم) * قالوا إلى أين فنزلت * (فأينما تولوا فثم وجه الله) *.
[ 51 ]
ويذرون) * يتركون * (أزواجا يتربصن) * أي ليتربصن * (بأنفسهن) * بعدهم عن النكاح * (أربعة أشهر وعشرا) * من الليالي وهذا في غير الحوامل أما الحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن بآية الطلاق والامة على النصف من ذلك بالسنة * (فإذا بلغن أجلهن) * انقضت مدة تربصهن * (فلا جناح عليكم) * أيها الاولياء * (فيما فعلن في أنفسهن) * من التزين والتعرض للخطاب * (بالمعروف) * شرعا * (والله بما تعملون خبير) * عالم بباطنه كظاهره. (235) * (ولا جناح عليكم فيما عرضتم) * لوحتم * (به من خطبة النساء) * المتوفى عنهن أزواجهن في العدة كقول الانسان: مثلا إنك لجميلة ومن يجد مثلك ورب راغب فيك * (أو أكنتم) * أضمرتم * (في أنفسكم) * من قصد نكاحهن * (علم الله أنكم ستذكرونهن) * بالخطبة ولا تصبرون عنهن فأباح لكم التعريض * (ولكن لا تواعدوهن سرا) * أي نكاحا * (إلا) * لكن * (أن تقولوا قولا معروفا) * أي ما عرف شرعا من التعريض فلكم ذلك * (ولا تعزموا عقدة النكاح) * أي على عقده * (حتى يبلغ الكتاب) * أي المكتوب من العدة * (أجله) * بأن ينتهي * (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم) * من العزم وغيره * (فاحذروه) * أن يعاقبكم إذا عزمتم * (واعلموا أن الله غفور) * لمن يحذره * (حليم) * بتأخير العقوبة عن مستحقها. (236) * (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن) * وفي قراءة (تماسوهن) أي تجامعوهن * (أو) * لم * (تفرضوا لهن فريضة) * مهرا وما مصدرية ظرفية أي لا تبعة عليكم - في الطلاق زمن عدم المسيس والفرض بإثم ولا مهر فطلقوهن * (ومتعوهن) * أعطوهن ما يتمتعن به * (على الموسع) * الغني منكم * (قدره وعلى المقتر) * الضيق الرزق * (قدره) * يفيد أنه لا نظر إلى قدر الزوجة * (متاعا) * تمتيعا * (بالمعروف) * شرعا صفة متاعا * (حقا) * صفة ثانية أو مصدر مؤكدة * (على المحسنين) * المطيعين. (237) * (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم) * يجب لهن ويرجع لكم النصف * (إلا) * لكن * (أن يعفون) * أي الزوجات فيتركنه * (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) * وهو الزوج فيترك لها أسباب نزول الآية 118 قوله تعالى: * (وقال الذين لا يعلمون) * الآية. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال رافع بن خزيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله في ذلك * (وقال الذين لا يعلمون) * الآية. (*)
[ 52 ]
الكل، وعن ابن عباس: الولي إذا كانت محجورة فلا حرج في ذلك * (وأن تعفو) * مبتدأ خبره * (أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم) * أي أن يتفضل بعضكم على بعض * (إن الله بما تعملون بصير) * فيجازيكم به. (238) * (حافظوا على الصلوات) * الخمس بأدائها في أوقاتها * (والصلاة الوسطى) * هي العصر أو الصبح أو الظهر أو غيرها أقوال وأفردها بالذكر لفضلها * (وقوموا لله) * في الصلاة * (قانتين) * قيل مطيعين لقوله صلى الله عليه وسلم: كل قنوت في القرآن فهو طاعة، رواه أحمد وغيره، وقيل ساكتين لحديث زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام رواه الشيخان. (239) * (فإن خفتم) * من عدو أو سيل أو سبع * (فرجالا) * جمع راجل أي مشاة صلوا * (أو ركبانا) * جمع راكب أي كيف أمكن مستقبلي القبلة أو غيرها ويومئ بالركوع والسجود * (فإذا أمنتم) * من الخوف * (فاذكروا الله) * أي صلوا * (كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون) * قبل تعليمه من فرائضها وحقوقها والكاف بمعنى مثل وما مصدرية أو موصولة. (240) * (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) * فليوصوا * (وصية) * وفي قراءة بالرفع أي عليهم * (لازواجهم) * وليعطوهن * (متاعا) * ما يتمتعن به من النفقة والكسوة * (إلى) * تمام * (الحول) * حال أي غير مخرجات من مسكنهن * (فإن خرجن) * بأنفسهن * (فلا جناح عليكم) * يا أولياء الميت * (في ما فعلن في أنفسهن من معروف) * شرعا كالتزين وترك الاحداد وقطع النفقة عنها * (والله عزيز) * في ملكه * (حكيم) * في صنعه، والوصية المذكورة منسوخة بآية الميراث وتربص الحول بآية أربعة أشهر وعشرا السابقة المتأخرة في النزول، والسكنى ثابتة لها عند الشافعي رحمه الله. (241) * (والمطلقات متاع) * يعطينه * (بالمعروف) * بقدر الامكان * (حقا) * نصب بفعله المقدر * (على المتقين) * الله تعالى كرره ليعم الممسوسة أيضا إذ الآية السابقة في غيرها. (242) * (كذلك) * كما يبين لكم ما ذكر * (يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون) * تتدبرون. (243) * (ألم تر) * استفهام تعجيب وتشويق أسباب نزول الآية 119 قوله تعالى * (إنا أرسلناك) * الآية. قال عبد الرزاق: أنبأنا الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت * (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) * فما ذكرهما حتى توفاه الله مرسل. وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال: أخبرني داود بن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال = (*)
[ 53 ]
إلى استماع ما بعده أي ينته علمك * (إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف) * أربعة أو ثمانية أو عشرة أو ثلاثون أو أربعون أو سبعون ألفا * (حذر الموت) * مفعول له وهم قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا * (فقال لهم الله موتوا) * فماتوا * (ثم أحياهم) * بعد ثمانية أيام أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي فعاشوا دهرا عليهم أثر الموت لا يلبسون ثوبا إلا عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم * (إن الله لذو فضل على الناس) * ومنه إحياء هؤلاء * (ولكن أكثر الناس) * وهم الكفار * (لا يشكرون) * والقصد من ذكر خبر هؤلاء تشجيع المؤمنين على القتال ولذا عطف عليه. (244) * (وقاتلوا في سبيل الله) * أي لاعلاء دينه * (واعلموا أن الله سميع) * لاقوالكم * (عليم) * بأحوالكم فمجازيكم. (245) * (من ذا الذي يقرض الله) * بإنفاق ماله في سبيل الله * (قرضا حسنا) * بأن ينفقه الله عز وجل عن طيب قلب * (فيضاعفه) * وفي قراءة فيضعفه بالتشديد * (له أضعافا كثيرة) * من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما سيأتي * (والله يقبض) * يمسك الرزق عمن يشاء ابتلاء * (ويبسط) * يوسعه لمن يشاء امتحانا * (وإليه ترجعون) * في الآخرة بالبعث فيجازيكم بأعمالكم. (246) * (ألم تر إلى الملا) * الجماعة * (من بني إسرائيل من بعد) * موت * (موسى) * أي إلى قصتهم وخبرهم * (إذ قالوا لنبي لهم) * هو شمويل * (ابعث) * أقم * (لنا ملكا نقاتل) * معه * (في سبيل الله) * تنتظم به كلمتنا ونرجع إليه * (قال) * النبي لهم * (هل عسيتم) * بالفتح والكسر * (إن كتب عليكم القتال أ) * ن * (لا تقاتلوا) * خبر عسى والاستفهام لتقرير التوقع بها * (قالوا وما لنا أ) * ن * (لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا) * بسبيهم وقتلهم وقد فعل بهم ذلك قوم جالوت أي لا مانع لنا منه مع وجود مقتضيه قال تعالى: * (فلما كتب عليهم القتال تولوا) * عنه وجبنوا * (إلا قليلا منهم) * وهم الذين عبروا النهر مع طالوت كما سيأتي * (والله عليم بالظالمين) * فمجازيهم وسأل النبي إرسال ملك فأجابه إلى إرسال طالوت. (247) * (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم = ذات يوم: أين أبواي، فنزلت مرسل أيضا أسباب نزول الآية 120 قوله تعالى (ولن ترضى) الآية، أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال: إن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم، فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم وأيسوا أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله = (*)
[ 54 ]
طالوت ملكا قالوا أنى) * كيف * (يكون له الملك علينا ونحن بالملك منه) * لانه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا * (ولم يؤت سعة من المال) * يستعين بها على إقامة الملك * (قال) * النبي لهم * (إن الله اصطفاه) * اختاره للملك * (عليكم وزاده بسطة) * سعة * (في العلم والجسم) * وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا * (والله يؤتي ملكه من يشاء) * إيتاءه لا اعتراض عليه * (والله واسع) * فضله * (عليم) * بمن هو أهل له (248) * (وقال لهم نبيهم) * لما طلبوا منه آية على ملكه * (إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت) * الصندوق كان فيه صور الانبياء أنزله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى * (فيه سكينة) * طمأنينة لقلوبكم * (من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) * وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ورضاض من الالواح * (تحمله الملائكة) * حال من فاعل يأتيكم * (إن في ذلك لآية لكم) * على ملكه * (إن كنتم مؤمنين) * فحملته الملائكة بين السماء والارض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختار من شبابهم سبعين ألفا (249) * (فلما فصل) * خرج * (طالوت بالجنود) * من بيت المقدس وكان الحر شديدا وطلبوا منه الماء * (قال إن الله مبتليكم) * مختبركم * (بنهر) * ليظهر المطيع منكم والعاصي وهو بين الاردن وفلسطين * (فمن شرب منه) * أي من ماءه * (فليس مني) * أي من أتباعي * (ومن لم يطعمه) * يذقه * (فإنه مني إلا من اغترف غرفة) * بالفتح والضم * (بيده) * فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني * (فشربوا منه) * لما وافوه بكثرة * (إلا قليلا منهم) * فاقتصروا على الغرفة روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا * (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه) * وهم الذين اقتصروا على الغرفة * (قالوا) * أي الذين شربوا * (لا طاقة) * قوة * (لنا اليوم بجالوت وجنوده) * أي بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه * (قال الذين يظنون) * يوقنون = (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) الآية. أسباب نزول الآية 125 قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) روى البخاري وغيره عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت يا رسول الله لو أخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله إن نساءك = (*)
[ 55 ]
* (أنهم ملاقوا الله) * بالبعث وهم الذين جاوزوه * (كم) * خبرية بمعنى كثير * (من فئة) * جماعة * (قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) * بإرادته * (والله مع الصابرين) * بالعون والنصر (250) * (ولما برزوا لجالوت وجنوده) * أي ظهروا لقتالهم وتصافوا * (قالوا ربنا أفرغ) * أصبب * (علينا صبرا وثبت أقدامنا) * بتقوية قلوبنا على الجهاد * (وانصرنا على القوم الكافرين) * (251) * (فهزموهم) * كسروهم * (بإذن الله) * بإرادته * (وقتل داود) * وكان في عسكر طالوت * (جالوت وآتاه) * أي داود * (الله الملك) * في بني إسرائيل * (والحكمة) * النبوة بعد موت شمويل وطالوت ولم يجتمعا لاحد قبله * (وعلمه مما يشاء) * كصنعة الدروع ومنطق الطير * (ولولا دفع الله الناس بعضهم) * بدل بعض من الناس * (ببعض لفسدت الارض) * بغلبة المشركين وقتل المسلمين وتخريب المساجد * (ولكن الله ذو فضل على العالمين) * فدفع بعضهم ببعض (252) * (تلك) * هذه الآيات * (آيات الله نتلوها) * نقصها * (عليك) * يا محمد * (بالحق) * بالصدق * (وإنك لمن المرسلين) * التأكيد بأن وغيرها رد لقول الكفار له لست مرسلا (253) * (تلك) * مبتدأ * (الرسل) * نعت أو عطف بيان والخبر * (فضلنا بعضهم على بعض) * بتخصيصه بمنقبة ليست لغيره * (منهم من كلم الله) * كموسى * (ورفع بعضهم) * أي محمد صلى الله عليه وسلم * (درجات) * على غيره بعموم الدعوة وختم النبوة وتفضيل أمته على سائر الامم والمعجزات المتكاثرة والخصائص العديدة * (وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه) * قويناه * (بروح القدس) * جبريل يسير معه حيث سار * (ولو شاء الله) * هدى الناس جميعا * (ما اقتتل الذين من بعدهم) * بعد الرسل أي أممهم * (من بعد ما جاءتهم البينات) * لاختلافهم وتضليل بعضهم بعضا * (ولكن اختلفوا) * لمشيئته ذلك * (فمنهم من آمن) * ثبت على إيمانه * (ومنهم من كفر) * كالنصارى بعد المسيح * (ولو شاء الله ما اقتتلوا) * تأكيد * (ولكن الله يفعل ما يريد) * من توفيق من شاء وخذلان من شاء (254) * (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم) * زكاته * (من قبل أن يأتي يوم لا بيع) * = يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة، فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك له طرق كثيرة له طرق كثيرة منها ما أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال نعم: أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم = (*)
[ 56 ]
فداء * (فيه ولا خلة) * صداقة تنفع * (ولا شفاعة) * بغير إذنه وهو يوم القيامة وفي قراءة برفع الثلاثة * (والكافرون) * بالله أو بما فرض عليهم * (هم الظالمون) * لوضعهم أمر الله في غير محله (255) * (الله لا إله) * أي لا معبود بحق في الوجود * (إلا هو الحي) * الدائم بالبقاء * (القيوم) * المبالغ في القيام بتدبير خلقه * (لا تأخذه سنة) * نعاس * (ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (من ذا الذي) * أي لا أحد * (يشفع عنده إلا بإذنه) * له فيها * (يعلم ما بين أيديهم) * أي الخلق * (وما خلفهم) * أي من أمر الدنيا والآخرة * (ولا يحيطون بشئ من علمه) * أي لا يعلمون شيئا من معلوماته * (إلا بما شاء) * أن يعلمهم به منها بأخبار الرسل * (وسع كرسيه السماوات والارض) * قيل أحاط علمه بهما وقيل الكرسي نفسه مشتمل عليهما لعظمته، لحديث: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس * (ولا يؤوده) * يثقله * (حفظهما) * أي السماوات والارض * (وهو العلي) * فوق خلقه بالقهر * (العظيم) * الكبير (256) * (لا إكراه في الدين) * على الدخول فيه * (قد تبين الرشد من الغي) * أي ظهر بالآيات البينات أن الايمان رشد والكفر غي نزلت فيمن كان له من الانصار أولاد أراد أن يكرههم على الاسلام * (فمن يكفر بالطاغوت) * الشيطان أو الاصنام وهو يطلق على المفرد والجمع * (ويؤمن بالله فقد استمسك) * تمسك * (بالعروة الوثقى) * بالعقد المحكم * (لا انفصام) * إنقطاع * (لها والله سميع) * لما يقال * (عليم) * بما يفعل (257) * (الله ولي) * ناصر * (الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات) * الكفر * (إلى النور) * الايمان * (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) * ذكر الاخراج أما في مقابلة قوله يخرجهم من الظلمات أو في كل من آمن بالنبي قبل بعثته من اليهود ثم كفر به * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * (258) * (ألم تر إلى الذي حاج) * جادل * (إبراهيم في ربه) * ل * (أن آتاه الله الملك) * أي حمله بطره بنعمة الله على ذلك وهو نمروذ * (إذ) * = مصلى) وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر من مقام إبراهيم فقال يا رسول الله: أليس نقوم مقام خليل ربنا ؟ قال أفلا نتخذه مصلى، فلم نلبث إلا يسيرا حتى نزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وظاهر هذا وما قبله أن الآية نزلت في حجة الوداع. (*)
[ 57 ]
بدل من حاج * (قال إبراهيم) * لما قال له من ربك الذي تدعونا إليه * (ربي الذي يحيي ويميت) * أي يخلق الحياة والموت في الاجساد * (قال) * هو * (أنا أحيي وأميت) * بالقتل والعفو عنه ودعا برجلين فقتل أحدهما وترك الآخر فلما رآه غبيا * (قال إبراهيم) * منتقلا إلى حجة أوضح منها * (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها) * أنت * (من المغرب فبهت الذي كفر) * تحير ودهش * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * بالكفر إلى محجة الاحتجاج (259) * (أو) * رأيت * (كالذي) * الكاف زائدة * (مر على قرية) * هي بيت المقدس راكبا على حمار ومعه سلة تين وقدح عصير وهو عزير * (وهي خاوية) * ساقطة * (على عروشها) * سقوطها لما خربها بختنصر * (قال أنى) * كيف * (يحيي هذه الله بعد موتها) * استعظاما لقدرته تعالى * (فأماته الله) * وألبثه * (مائة عام ثم بعثه) * أحياه ليريه كيفية ذلك * (قال) * تعالى له * (كم لبثت) * مكثت هنا * (قال لبثت يوما أو بعض يوم) * لانه نام أول النهار فقبض وأحيي عند الغروب فظن أنه يوم النوم * (قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك) * التين * (وشرابك) * العصير * (لم يتسنه) * لم يتغير مع طول الزمان، والهاء قيل أصل من سانهت وقيل للسكت من سانيت وفي قراءة بحذفها * (وانظر إلى حمارك) * كيف هو فرآه ميتا وعظامه بيض تلوح فعلنا ذلك لتعلم * (ولنجعلنك آية) * على البعث * (للناس وانظر إلى العظام) * من حمارك * (كيف ننشرها) * نحييها بضم النون وقرئ بفتحها من أنشر ونشر - لغتان - وفي قراءة بضمها والزاي - نحركها ونرفعها * (ثم نكسوها لحما) * فنظر إليه وقد تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه الروح ونهق * (فلما تبين له) * ذلك بالمشاهدة * (قال أعلم) * علم مشاهدة * (أن الله على كل شئ قدير) * وفي قراءة إعلم أمر من الله له (260) * (و) * اذكر * (إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال) * تعالى له * (أو لم تؤمن) * بقدرتي على الاحياء سأله مع علمه بإيمانه بذلك ليجيبه بما سأل فيعلم السامعون غرضه * (قال بلى) * آمنت * (ولكن) * سألتك * (ليطمئن) * يسكن * (قلبي) * بالمعاينة المضمومة أسباب نزول الآية 130 قوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم). قال ابن عيينة: روى أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الاسلام فقال لهما: قد علمتما أن الله تعالى قال في التوراة: إني باعث من ولد اسماعيل نبيا اسمه أحمد فمن آمن به فقد اهتدى ورشد، ومن لم يؤمن به فهو ملعون فأسلم سلمة وأبى مهاجر فنزلت الآية. (*)
[ 58 ]
إلى الاستدلال * (قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) * بكسر الصاد وضمها أملهن إليك وقطعهن واخلط لحمهن وريشهن * (ثم اجعل على كل جبل) * من جبال أرضك * (منهن جزاءا ثم ادعهن) * إليك * (يأتيك سعيا) * سريعا * (واعلم أن الله عزيز) * لا يعجزه شئ * (حكيم) * في صنعه فأخذ طاووسا ونسرا وغرابا وديكا وفعل بهن ما ذكر وأمسك رؤوسهن عنده ودعاهن فتطايرت الاجزاء إلى بعضها حتى تكاملت ثم أقبلت إلى رؤوسها (261) * (مثل) * صفة نفقات * (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) * أي طاعته * (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) * فكذلك نفقاتهم تضاعف لسبعمائة ضعف * (والله يضاعف) * أكثر من ذلك * (لمن يشاء والله واسع) * فضله * (عليم) * بمن يستحق المضاعفة (262) * (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا) * على المنفق عليه بقولهم مثلا: قد أحسنت إليه وجبرت حاله * (ولا أذى) * له بذكر ذلك إلى من لا يحب وقوفه عليه ونحوه * (لهم أجرهم) * ثواب إنفاقهم * (عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة (263) * (قول معروف) * كلام حسن ورد على السائل جميل * (ومغفرة) * له في إلحاحه * (خير من صدقة يتبعها أذى) * بالمن وتعيير له بالسؤال * (والله غني) * عن صدقة العباد * (حليم) * بتأخير العقوبة عن المان والمؤذي (264) * (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم) * أي أجورها * (بالمن والاذى) * إبطالا * (كالذي) * أي كإبطال نفقة الذي * (ينفق ماله رئاء الناس) * مرائيا لهم * (ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) * هو المنافق * (فمثله كمثل صفوان) * حجر أملس * (عليه تراب فأصابه وابل) * مطر شديد * (فتركه صلدا) * صلبا أملس لا شئ عليه * (لا يقدرون) * استئناف لبيان مثل المنافق المنفق رئاء الناس وجمع الضمير باعتبار معنى الذي * (على شئ مما كسبوا) * عملوا أي لا يجدون له ثوابا في الآخرة كما لا يوجد على الصفوان شئ من التراب الذي كان عليه لاذهاب المطر له * (والله لا يهدي القوم الكافرين) * أسباب نزول الآية 135 قوله تعالى (وقالوا كونوا هودا) الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصارى مثل ذلك فأنزل الله فيهم: (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا). (*)
[ 59 ]
(265) * (ومثل) * نفقات * (الذين ينفقون أموالهم ابتغاء) * طلب * (مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم) * أي تحقيقا للثواب عليه بخلاف المنافقين الذين لا يرجونه لانكارهم له ومن ابتدائية * (كمثل جنة) * بستان * (بربوة) * بضم الراء وفتحها مكان مرتفع مستو * (أصابها وابل فآتت) * أعطت * (أكلها) * بضم الكاف وسكونها ثمرها * (ضعفين) * مثلي ما يثمر غيرها * (فإن لم يصبها وابل فطل) * مطر خفيف يصيبها ويكفيها لارتفاعها، المعنى: تثمر وتزكو كثر المطر أم قل فكذلك نفقات من ذكر تزكو عند الله كثرت أم قلت * (والله بما تعملون بصير) * فيجازيكم به. (266) * (أيود) * أيحب * (أحدكم أن تكون له جنة) * بستان * (من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها) * ثمر * (من كل الثمرات و) * قد * (أصابه الكبر) * فضعف من الكبر عن الكسب * (وله ذرية ضعفاء) * أولاد صغار لا يقدرون عليه * (فأصابها إعصار) * ريح شديدة * (فيه نار فاحترقت) * ففقدها أحوج ما كان إليها وبقي هو وأولاده عجزة متحيرين لا حيلة لهم وهذا تمثيل لنفقة المرائي والمان في ذهابها وعدم نفعها أحوج ما يكون إليها في الآخرة والاستفهام بمعنى النفي، وعن ابن عباس هو الرجل عمل بالطاعات ثم بعث له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق أعماله * (كذلك) * كما بين ما ذكر * (يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) * فتعتبرون. (267) * (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا) * أي زكوا * (من طيبات) * جياد * (ما كسبتم) * من المال * (وم) * - ن طيبات * (ما أخرجنا لكم من الارض) * من الحبوب والثمار * (ولا تيمموا) * تقصدوا * (الخبيث) * الردئ * (منه) * أي من المذكور * (تنفقونه) * - في الزكاة حال من ضمير تيمموا * (ولستم بآخذيه) * أي الخبيث لو أعطيتموه في حقوقكم * (إلا أن تغمضوا فيه) * بالتساهل وغض البصر فكيف تؤدون منه حق الله * (واعلموا أن الله غني) * عن نفقاتكم * (حميد) * محمود على كل حال. (268) * (الشيطان يعدكم الفقر) * يخوفكم به إن تصدقتم فتمسكوا * (ويأمركم بالفحشاء) * البخل ومنع الزكاة * (والله يعدكم) * على الانفاق * (مغفرة منه) * لذنوبكم * (وفضلا) * رزقا خلفا منه * (والله واسع) * فضله * (عليم) * بالمنفق. أسباب نزول الآية 142 قوله تعالى (سيقول السفهاء من الناس) الآيات. قال ابن إسحاق حدثني ابن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رسول الله يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله، فأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) فقال رجل من المسلمين وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل = (*)
[ 60 ]
(269) * (يؤتي الحكمة) * أي العلم النافع المؤدي إلى العمل * (من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * لمصيره إلى السعادة الابدية * (وما يذكر) * فيه إدغام التاء في الاصل في الذال يتعظ * (إلا أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (270) * (وما أنفقتم من نفقة) * أديتم من زكاة أو صدقة * (أو نذرتم من نذر) * فوفيتم به * (فإن الله يعلمه) * فيجازيكم عليه * (وما للظالمين) * بمنع الزكاة والنذر أو بوضع الانفاق في غير محله من معاصي الله * (من أنصار) * مانعين لهم من عذابه. (271) * (إن تبدو) * تظهروا * (الصدقات) * أي النوافل * (فنعما هي) * أي نعم شيئا إبداؤها * (وإن تخفوها) * تسروها * (وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) * من إبدائها وإيتائها الاغنياء أما صدقة الفرض فالافضل إظهارها ليقتدى به ولئلا يتهم، وإيتاؤها الفقراء متعين * (ويكفر) * بالياء والنون مجزوما بالعطف على محل فهو ومرفوعا على الاستئناف * (عنكم من) * بعض * (سيأتكم والله بما تعملون خبير) * عالم بباطنه كظاهره لا يخفى عليه شئ منه (272) ولما منع صلى الله عليه وسلم من التصدق على المشركين ليسلموا نزل: * (ليس عليك هداهم) * أي الناس إلى الدخول في الاسلام إنما عليك البلاغ * (ولكن الله يهدي من يشاء) * هدايته إلى الدخول فيه * (وما تنفقوا من خير) * مال * (فلانفسكم) * لان ثوابه لها * (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) * أي ثوابه لا غيره من أعراض الدنيا خبر بمعنى النهي * (وما تنفقوا من خير يوف إليكم) * جزاؤه. * (وأنتم لا تظلمون) * تنقصون منه شيئا والجملتان تأكيد للاولى. (273) * (للفقراء) * خبر مبتدأ محذوف أي الصدقات * (الذين أحصروا في سبيل الله) * أي حبسوا أنفسهم على الجهاد، نزلت في أهل الصفة وهم أربعمائة من المهاجرين أرصدوا لتعلم القرآن والخروج مع السرايا * (لا يستطيعون ضربا) * سفرا * (في الارض) * للتجارة والمعاش لشغلهم عنه بالجهاد * (يحسبهم الجاهل) * بحالهم * (أغنياء من التعفف) * أي لتعففهم عن السؤال وتركه * (تعرفهم) * يا مخاطب * (بسيماهم) * علامتهم من التواضع وأثر الجهد * (لا يسألون الناس) * شيئا فيلحفون * (إلحافا) * أي لا سؤال لهم أصلا فلا يقع منهم إلحاف وهو الالحاح * (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) * فمجاز عليه. = أن نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا قبل بيت المقدس فأنزل الله (وما كان الله ليضع إيمانكم) وقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ فأنزل الله (سيقول السفهاء من الناس) إلى آخر الآية، له طرق بنحوه وفي الصحيحين عن البراء: مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم ؟ فأنزل الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم) وأخرج ابن جرير من طريق السدي = (*)
[ 61 ]
(274) * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *. (275) * (الذين يأكلون الربا) * أي يأخذونه وهو الزيادة في المعاملة بالنقود والمطعومات في القدر أو الاجل * (لا يقومون) * من قبورهم * (إلا) * قياما * (كما يقوم الذي يتخبطه) * يصرعه * (الشيطان من المس) * الجنون، متعلق بيقومون * (ذلك) * الذي نزل بهم * (بأنهم) * بسبب أنهم * (قالوا إنما البيع مثل الربا) * في الجواز وهذا من عكس التشبيه مبالغة فقال تعالى ردا عليهم: * (وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه) * بلغه * (موعظة) * وعظ * (من ربه فانتهى) * عن أكله * (فله ما سلف) * قبل النهي أي لا يسترد منه * (وأمره) * في العفو عنه * (إلى الله ومن عاد) * إلى أكله مشبها له بالبيع في الحل * (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * ينقصه ويذهب بركته. (276) * (يمحق الله الربا) * ينقصه ويذهب بركته * (ويربي الصدقات) * يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها * (والله لا يحب كل كفار) * بتحليل الربا * (أثيم) * فاجر بأكله أي يعاقبه. (277) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *. (278) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا) * اتركوا * (ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) * صادقين في إيمانكم فإن من شأن المؤمن امتثال أمر الله تعالى، نزلت لما طالب بعض الصحابة بعد النهي بربا كان لهم من قبل. (279) * (فإن لم تفعلوا) * ما أمرتم به * (فأذنوا) * اعلموا * (بحرب من الله ورسوله) * لكم فيه تهديد شديد لهم ولما نزلت قالوا لابد لنا بحربه * (وإن تبتم) * رجعتم عنه * (فلكم رؤوس) * أصول * (أموالكم لا تظلمون) * بزيادة * (ولا تظلمون) * بنقص. (280) * (وإن كان) * وقع غريم * (ذو عسرة فنظرة) * له أي عليكم تأخيره * (إلى ميسرة) * بفتح السين وضمها أي وقت يسر * (وأن تصدقوا) * بالتشديد على إدغام التاء في الاصل في الصاد وبالتخفيف على حذفها أي تتصدقوا على المعسر بالابراء * (خير لكم إن كنتم تعلمون) * = بأسانيده قال لما صرف النبي صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس قال المشركون من أهل مكة: تحير على محمد دينه، فتوجه بقبلته إليكم وعلم إنكم أهدى منه سبيلا، ويوشك أن يدخل في دينكم، فأنزل الله (لئلا يكون للناس عليكم حجة) الآية. أسباب نزول الآية 154 قوله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل) الآية أخرج ابن مندة في الصحابة من طريق السدي الصغير عن = (*)
[ 62 ]
أنه خير فافعلوه وفي الحديث (من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) رواه مسلم. (281) * (واتقوا يوما ترجعون) * بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تسيرون * (فيه إلى الله) * هو يوم القيامة * (ثم توفى) * فيه * (كل نفس) * جزاء * (ما كسبت) * عملت من خير وشر * (وهم لا يظلمون) * بنقص حسنة أو زيادة سيئة. (282) * (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم) * تعاملتم * (بدين) * كسلم وقرض * (إلى أجل مسمى) * معلوم * (فاكتبوه) * استيثاقا ودفعا للنزاع * (وليكتب) * كتاب الدين * (بينكم كاتب بالعدل) * بالحق في كتابته لا يزيد في المال والاجل ولا ينقص * (ولا يأب) * يمتنع * (أن يكتب) * إذ دعي إليها * (كما علمه الله) * أي فضله بالكتابة فلا يبخل بها والكاف متعلقة بيأب * (فيكتب) * تأكيد * (وليملل) * يمل الكاتب * (الذي عليه الحق) * الدين لانه المشهود عليه فيقر ليعلم ما عليه * (وليتق الله ربه) * في إملائه * (ولا يبخس) * ينقص * (منه) * أي الحق * (شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها) * مبذرا * (أو ضعيفا) * عن الاملاء لصغر أو كبر * (أو لا يستطيع أن يمل هو) * لخرس أو جهل باللغة أو نحو ذلك * (فليملل وليه) * متولي أمره من والد ووصي وقيم ومترجم * (بالعدل واستشهدوا) * أشهدوا على الدين * (شهيدين) * شاهدين * (من رجالكم) * أي بالغي المسلمين الاحرار * (فإن لم يكونا) * أي الشهيدان * (رجلين فرجل وامرأتان) * يشهدون * (ممن ترضون من الشهداء) * لدينه وعدالته وتعدد النساء لاجل * (أن تضل) * تنسى * (إحداهما) * الشهادة لنقص عقلهن وضبطهن * (فتذكر) * بالتخفيف والتشديد * (إحداهما) * الذاكرة * (الاخرى) * الناسية وجملة الاذكار محل العلة أي لتذكر إن ضلت ودخلت على الضلال لانه سببه وفي قراءة بكسر أن شرطية ورفع تذكر استئناف جوابه * (ولا يأب الشهداء إذا ما) * زائدة * (دعوا) * إلى تحمل الشهادة وأدائها * (ولا تسأموا) * تملوا من * (أن تكتبوه) * أي ما شهدتم عليه من الحق لكثرة وقوع ذلك * (صغيرا) * كان * (أو كبيرا) * قليلا أو كثيرا * (إلى أجله) * وقت حلوله حال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) الآية. قال أبو نعيم اتفقوا على أنه عمير بن الحمام، وأن السدي صحفه. أسباب نزول الآية 158 قوله تعالى (إن الصفا والمروة) الآية. أخرج الشيخان وغيرهما عن عروة عن عائشة قال قلت أرأيت = (*)
[ 63 ]
من الهاء في تكتبوه * (ذلكم) * أي الكتب * (أقسط) * أعدل * (عند الله وأقوم للشهادة) * أي أعون على إقامتها لانه يذكرها * (وأدنى) * أقرب إلى * (أ) * ن * (لا ترتابوا) * تشكوا في قدر الحق والاجل * (إلا أن تكون) * تقع * (تجارة حاضرة) * وفي قراءة بالنصب فتكون ناقصة واسمها ضمير التجارة * (تديرونها بينكم) * أي تقبضونها ولا أجل فيها * (فليس عليكم جناح) * في * (أ) * ن * (لا تكتبوها) * والمراد بها المتجر فيه * (وأشهدوا إذا تبايعتم) * عليه فانه أدفع للاختلاف وهذا وما قبله أمر ندب * (ولا يضار كاتب ولا شهيد) * صاحب الحق ومن عليه بتحريف أو امتناع من الشهادة أو الكتابة ولا يضرهما صاحب الحق بتكليفهما ما لا يليق في الكتابة والشهادة * (وإن تفعلوا) * ما نهيتم عنه * (فإنه فسوق) * خروج عن الطاعة لا حق * (بكم واتقوا الله) * في أمره ونهيه * (ويعلمكم الله) * مصالح أموركم حال مقدرة أو مستأنف * (والله بكل شئ عليم) *. (283) * (وإن كنتم على سفر) * أي مسافرين وتداينتم * (ولم تجدوا كاتبا فرهن) * وفي قراءة فرهان جمع رهن * (مقبوضة) * تستوثقون بها وبينت السنة جواز الرهن في الحضر ووجود الكاتب فالتقيد بما ذكر لان التوثيق فيه أشد وأفاد قوله مقبوضة اشتراط القبض في الرهن والاكتفاء به من المرتهن ووكيله * (فإن أمن بعضكم بعضا) * أي الدائن المدين على حقه فلم يرتهن * (فليؤد الذي أؤتمن) * أي المدين * (أمانته) * دينه * (وليتق الله ربه) * في أدائه * (ولا تكتموا الشهادة) * إذا دعيتم لاقامتها * (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) * خص بالذكر لانه محل الشهادة ولانه إذا أثم تبعه غيره فيعاقب عليه معاقبة الآثمين * (والله بما تعملون عليم) * لا يخفى عليه شئ منه. (284) * (لله ما في السماوات وما في الارض وإن تبدوا) * تظهروا * (ما في أنفسكم) * من السوء والعزم عليه * (أو تخفوه) * تسروه * (يحاسبكم) * يخبركم * (به الله) * يوم القيامة * (فيغفر لمن يشاء) * المغفرة له * (ويعذب من يشاء) * تعذيبه والفعلان بالجزم عطف على جواب الشرط والرفع أي فهو * (والله على كل شئ قدير) * ومنه محاسبتكم وجزاؤكم. = قول الله (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت، فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ولكنهما إنما أنزلت لان الانصار قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول = (*)
[ 64 ]
(285) * (آمن) * صدق * (الرسول) * محمد صلى الله عليه وسلم * (بما أنزل إليه من ربه) * من القرآن * (والمؤمنون) * عطف عليه * (كل) * تنوينه عوض من المضاف إليه * (آمن بالله وملائكته وكتبه) * بالجمع والافراد * (ورسله) * يقولون * (لا نفرق بين أحد من رسله) * فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى * (وقالوا سمعنا) * أي ما أمرنا به سماع قبول * (وأطعنا) * نسألك * (غفرانك ربنا وإليك المصير) * المرجع بالبعث، ولما نزلت الآية التي قبلها شكا المؤمنون من الوسوسة وشق عليهم المحاسبة بها فنزل: (286) * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * أي ما تسعه قدرتها * (لها ما كسبت) * كسبت من الخير أي ثوابه * (وعليها ما اكتسبت) * من الشر أي وزره ولا يؤاخذ أحد بذنب أحد ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه، قولوا * (ربنا لا تؤخذنا) * بالعقاب * (إن نسينا أو أخطأنا) * تركنا الصواب لا عن عمد كما آخذت به من قبلنا وقد رفع الله ذلك عن هذه الامة كما ورد في الحديث فسؤاله اعتراف بنعمة الله * (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) * أمرا يثقل علينا حمله * (كما حملته على الذين من قبلنا) * أي بني إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة * (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة) * قوة * (لنا به) * من التكاليف والبلاء * (واعف عنا) * امح ذنوبنا * (واغفر لنا وارحمنا) * في الرحمة زيادة على المغفرة * (أنت مولانا) * سيدنا ومتولي أمورنا * (فانصرنا على القوم الكافرين) * بإقامة الحجة والغلبة في قتالهم فإن من شأن المولى أن ينصر مواليه على الاعداء، وفي الحديث: (لما نزلت هذه الآية فقرأها صلى الله عليه وسلم قيل له عقب كل كلمة قد فعلت). (سورة آل عمران) [ مدنية وآياتها مائتان أو إلا آية نزلت بعد الانفال ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلم) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) * (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) *. (3) * (نزل عليك) * يا محمد * (الكتاب) * القرآن ملتبسا * (بالحق) * بالصدق في أخباره * (مصدقا لما بين يديه) * قبله من الكتب * (وأنزل التوراة = الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله (إن الصفا والمروة من شعائر الله) إلى قوله (فلا جناح عليه أن يطوف بهما). وأخرج البخاري عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنسا عن الصفا والمروة ؟ قال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الاسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله (إن الصفا والمروة من شعائر الله) وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: كانت = (*)
[ 65 ]
والانجيل من قبل) * أي قبل تنزيله * (هدى) * حال بمعنى هادين من الضلالة * (للناس) * ممن تبعهما وعبر فيهما بأنزل وفي القرآن بنزل المقتضي للتكرير لانهما أنزلا دفعة واحدة بخلافه * (وأنزل الفرقان) * بمعنى الكتب الفارقة بين الحق والباطل وذكره بعد ذكر الثلاثة ليعم ما عداها (4) * (إن الذين كفروا بآيات الله) * القرآن وغيره * (لهم عذاب شديد والله على مثلها عزيز) * غالب على أمره فلا يمنعه شئ من إنجاز وعده ووعيده * (ذو انتقام) * عقوبة شديدة ممن عصاه لا يقدر على مثلها أحد. (5) * (إن الله لا يخفى عليه شئ) * كائن * (في الارض ولا في السماء) * لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي وخصهما بالذكر لان الحس لا يتجاوزهما. (6) * (هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء) * من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك * (لا إله إلا هو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (7) * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) * واضحات الدلالة * (هن أم الكتاب) * أصله المعتمد عليه في الاحكام * (وأخر متشابهات) * لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله " أحكمت آياته " بمعنى أنه ليس فيه عيب، ومتشابها في قوله (كتابا متشابها) بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق * (فأما الذين في قلوبهم زيغ) * ميل عن الحق * (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء) * طلب * (الفتنة) * لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس * (وابتغاء تأويله) * تفسيره * (وما يعلم تأويله) * تفسيره * (إلا الله) * وحده * (والراسخون) * الثابتون المتمكنون * (في العلم) * مبتدأ خبره * (يقولون آمنا به) * أي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه * (كل) * من المحكم والمتشابه * (من عند ربنا وما يذكر) * بادغام التاء في الاصل في الذال أي يتعظ * (إلا أولوا الالباب) * أصحاب العقول ويقولون أيضا إذا رأوا من يتبعه: (8) * (ربنا لا تزغ قلوبنا) * تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك * (بعد إذ هديتنا) * أرشدتنا إليه * (وهب لنا من لدنك) * من عندك * (رحمة) * تثبيتا * (إنك أنت الوهاب) * = الشياطين في الجاهلية تطوف الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكان بينهما أصنام لهم، فلما جاء الاسلام قال المسلمون يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شئ كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية. أسباب نزول الآية 159 قوله تعالى (إن الذين يكتمون) الآية أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة = (*)
[ 66 ]
(9) يا * (ربنا إنك جامع الناس) * تجمعهم * (ليوم) * أي في يوم * (لا ريب) * لا شك * (فيه) * هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك * (إن الله لا يخلف الميعاد) * موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أن همهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها، روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات إلى آخرها وقال: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى الاشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال وذكر منها أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الالباب " الحديث. (10) * (إن الذين كفروا لن تغني) * تدفع * (عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله) * أي عذابه * (شيئا وأولئك هم وقود النار) * بفتح الواو ما توقد به. (11) دأبهم * (كدأب) * كعادة * (آل فرعون والذين من قبلهم) * من الامم كعاد وثمود * (كذبوا بآياتنا فأخذهم الله) * أهلكهم * (بذنوبهم) * والجملة مفسرة لما قبلها * (والله شديد العقاب) * ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود بالاسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا لا يغرنك أن قتلت نفرا من قريش أغمارا لا يعرفون القتال: (12) * (قل) * يا محمد * (للذين كفروا) * من اليهود * (ستغلبون) * بالتاء والياء في الدنيا بالقتل والاسر وضرب الجزية وقد وقع ذلك * (وتحشرون) * بالوجهين في الآخرة * (إلى جهنم) * فتدخلونها * (وبئس المهاد) * الفراش هي. (13) * (قد كان لكم آية) * عبرة وذكر الفعل للفصل * (في فئتين) * فرقتين * (التقتا) * يوم بدر للقتال * (فئة تقاتل في سبيل الله) * أي طاعته، وهم النبي وأصحابه وكانوا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا معهم فرسان وست أدرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة * (وأخرى كافرة يرونهم) * أي الكفار * (مثليهم) * أي المسلمين أي أكثرهم منهم عن ابن عباس قال سأل معاذ بن جبل، وسعد بن معاذ، وخارجة بن زيد نفرا من أحبار يهود عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم فأنزل الله فيهم (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) الآية. أسباب نزول الآية 164 قوله تعالى (إن في خلق السماوات) الآية أخرج سعيد بن منصور في سننه، والفريابي في تفسيره، = (*)
[ 67 ]
وكانوا نحو ألف * (رأي العين) * أي رؤية ظاهرة معاينة وقد نصرهم الله مع قلتهم * (والله يؤيد) * يقوي * (بنصره من يشاء إن في ذلك) * المذكور * (لعبرة لاولي الابصار) * لذوي البصائر أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنون. (14) * (زين للناس حب الشهوات) * ما تشتهيه النفس وتدعو إليه، زينها الله ابتلاء أو الشيطان * (من النساء والبنين والقناطير) * الاموال الكثيرة * (المقنطرة) * المجمعة * (من الذهب والفضة والخيل المسومة) * الحسان * (والانعام) * أي الابل والبقر والغنم * (والحرث) * الزرع * (ذلك) * المذكور * (متاع الحياة الدنيا) * يتمتع به فيها ثم يفنى * (والله عنده حسن المآب) * والمرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره. (15) * (قل) * يا محمد لقومك * (أؤنبئكم) * أخبركم * (بخير من ذلكم) * المذكور من الشهوات استفهام تقرير * (للذين اتقوا) * الشرك * (عند ربهم) * خبر مبتدؤه * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين) * أي مقدرين الخلود * (فيها) * إذا دخلوها * (وأزواج مطهرة) * من الحيض وغيره مما يستقذر * (ورضوان) * بكسر أوله وضمه لغتان أي رضا كثير * (من الله والله بصير) * عالم * (بالعباد) * فيجازي كلا منهم بعمله. (16) * (الذين) * نعت أو بدل من الذين قبله * (يقولون) * يا (ربنا إننا آمنا) * صدقنا بك وبرسولك * (فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) *. (17) * (الصابرين) * على الطاعة وعن المعصية نعت * (والصادقين) * في الايمان * (والقانتين) * المطيعين لله (والمنفقين) * المتصدقين * (والمستغفرين) * الله بأن يقولوا اللهم اغفر لنا * (بالاسحار) * أواخر الليل خصت بالذكر لانها وقت الغفلة ولذة النوم. (18) * (شهد الله) * بين لخلقه بالدلائل والآيات * (أنه لا إله) * أي لا معبود في الوجود بحق * (إلا هو و) * شهد بذلك * (الملائكة) * بالاقرار * (وأولوا العلم) * من الانبياء والمؤمنين بالاعتقاد واللفظ * (قائما) * بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الجملة أي تفرد * (بالقسط) * بالعدل * (لا إله إلا هو) * كرره تأكيدا * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (19) * (إن الدين) * المرضي * (عند الله) * هو = والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الضحى قال: لما نزلت (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) تعجب المشركون وقالوا إلها واحدا لئن كان صادقا فليأتنا بآية فأنزل الله (إن في خلق السماوات والارض) إلى قوله (لقوم يعقلون) قلت: هذا معضل لكن له شاهد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن عطاء قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو = (*)
[ 68 ]
* (الاسلام) * أي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد وفي قراءة أن بدل من أنه الخ بدل اشتمال * (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب) * اليهود والنصارى في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * بالتوحيد * (بغيا) * من الكافرين * (بينهم ومن يكفر بآيات الله) * * (فإن الله سريع الحساب) * أي المجازاة له. (20) * (فإن حاجوك) * خاصمك الكفار يا محمد في الدين * (فقل) * لهم * (أسلمت وجهي لله) * إنقدت له أنا * (ومن اتبعن) * وخص الوجه بالذكر لشرفه فغيره أولى * (وقل للذين أوتوا الكتاب) * اليهود والنصارى * (والاميين) * مشركي العرب * (أأسلمتم) * أي أسلموا * (فإن أسلموا فقد اهتدوا) * من الضلال * (وإن تولوا) * عن الاسلام * (فإنما عليك البلاغ) * أي التبليغ للرسالة * (والله بصير بالعباد) * فيجازيهم بأعمالهم وهذا قبل الامر بالقتال. (21) * (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون) * وفي قراءة يقاتلون * (النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط) * بالعدل * (من الناس) * وهم اليهود روي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيا فنهاهم مائة وسبعون من عبادهم فقتلوهم من يومهم * (فبشرهم) * أعلمهم * (بعذاب أليم) * مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم ودخلت الفاء في خبر إن لشبه اسمها الموصول بالشرط. (22) * (أولئك الذين حبطت) * بطلت * (أعمالهم) * ما عملوا من خير كصدقة وصلة رحم * (في الدنيا والآخرة) * فلا اعتداد بها لعدم شرطها * (وما لهم من ناصرين) * مانعين من العذاب. (23) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين أوتو نصيبا) * حظا * (من الكتاب) * التوراة * (يدعون) * حال * (إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) * عن قبول حكمه نزلت في اليهود زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكم عليهما بالرجم فأبوا فجئ بالتوراة فوجد فيها فرجما فغضبوا. (24) * (ذلك) * التولي والاعراض * (بأنهم قالوا) * أي بسبب قولهم * (لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) * أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم * (وغرهم في دينهم) * متعلق بقوله * (ما كانوا يفترون) * من قولهم ذلك. = الرحمن الرحيم) فقال كفار قريش كيف يسع الناس إله واحد فأنزل الله (إن في خلق السماوات والارض إلى قوله - لقوم يعقلون). وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق جيد موصول عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا، فأوحى الله إليه أني معطيهم ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، = (*)
[ 69 ]
(25) * (فكيف) * حالهم * (إذا جمعناهم ليوم) * أي في يوم * (لا ريب) * لا شك * (فيه) * هو يوم القيامة * (ووفيت كل نفس) * من أهل الكتاب وغيرهم جزاء * (ما كسبت) * عملت من خير وشر * (وهم) * أي الناس * (لا يظلمون) * بنقص حسنة أو زيادة سيئة. (26) ونزلت لما وعد صلى الله عليه وسلم أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون هيهات: * (قل اللهم) * يا الله * (مالك الملك تؤتي) * تعطي * (الملك من تشاء) * من خلقك * (وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء) * بإيتائه * (وتذل من تشاء) * بنزعه منه * (بيدك) * بقدرتك * (الخير) * أي والشر * (إنك عل كل شئ قدير) *. (27) * (تولج) * تدخل * (الليل في النهار وتولج النهار) * تدخله * (في الليل) * فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر * (وتخرج الحي من الميت) * كالانسان والطائر من النطفة والبيضة * (وتخرج الميت) * كالنطفة والبيضة * (من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) * أي رزقا واسعا. (28) * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء) * يوالونهم * (من دون) * أي غير * (المؤمنين ومن يفعل ذلك) * أي يواليهم * (فليس من) * دين * (الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة) * مصدر تقيته أي تخافوا مخافة فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الاسلام ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها * (ويحذركم) * يخوفكم * (الله نفسه) * أن يغضب عليكم إن واليتموهم * (وإلى الله المصير) * المرجع فيجازيكم. (29) * (قل) * لهم * (إن تخفوا ما في صدوركم) * قلوبكم من موالاتهم * (أو تبدوه) * تظهروه * (يعلمه الله و) * هو * (يعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شئ قدير) * ومنه تعذيب من والاهم. (30) اذكر * (يوم تجد كل نفس ما عملته) * - * (من خير محضرا وما عملته) * - * (من سوء) * مبتدأ خبره * (تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * غاية في نهاية البعد فلا يصل إليها * (ويحذركم الله نفسه) * كرر للتأكيد * (والله رؤوف بالعباد) *. (31) ونزل لما قالوا ما نعبد الاصنام إلا حبا لله ليقربونا إليه * (قل) * لهم يا محمد * (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) * بمعنى يثيبكم * (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور) * لمن اتبعني ما فقال رب دعني وقومي فأدعوهم يوما بيوم فأنزل الله هذه الآية (إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار) وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم. أسباب نزول الآية 170 قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا) الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن = (*)
[ 70 ]
سلف منه قبل ذلك * (رحيم) * به. (32) * (قل) * لهم * (أطيعوا الله والرسول) * فيما يأمركم به من التوحيد * (فإن تولوا) * أعرضوا عن الطاعة * (فان الله لا يحب الكافرين) * فيه إقامة الظاهر مقام المضمر أي لا يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم. (33) * (إن الله اصطفى) * اختار * (آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران) * بمعنى أنفسهما * (على العالمين) * بجعل الانبياء من نسلهم. (34) * (ذرية بعضها من) * ولد * (بعض) * منهم * (والله سميع عليم) *. (35) اذكر * (إذ قالت امرأة عمران) * حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت الله وأحست بالحمل يا * (رب إني نذرت) * أن أجعل * (لك ما في بطني محررا) * عتيقا خالصا من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدس * (فتقبل مني إنك أنت السميع) * للدعاء * (العليم) * بالنيات، وهلك عمران وهي حامل. (36) * (فلما وضعتها) * ولدتها جارية وكانت ترجو أن يكون غلاما إذ لم يكن يحرر إلا الغلمان * (قالت) * معتذرة يا * (رب إني وضعتها أنثى والله أعلم) * أي عالم * (بما وضعت) * جملة اعتراض من كلامه تعالى وفي قراءة بضم التاء * (وليس الذكر) * الذي طلبت * (كالانثى) * التي وهبت لانه يقصد للخدمة وهي لا تصلح لضعفها وعورتها وما يعتريها من الحيض ونحوه * (وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها) * أولادها * (من الشيطان الرجيم) * المطرود. في الحديث " ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها " رواه الشيخان. (37) * (فتقبلها ربها) * أي قبل مريم من أمها * (بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا) * أنشأها بخلق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وأتت بها أمها الاحبار سدنة بيت المقدس فقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لانها بنت إمامهم فقال زكريا أنا أحق بها لان خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا وهم تسعة وعشرون إلى نهر الاردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد أولى بها فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها = عباس قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الاسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب الله ونقمته فقال رافع بن حريملة ومالك بن عوف بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا أعلم وخيرا منا فأنزل الله في ذلك * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله) * الآية أسباب النزول الآية 174 قوله تعالى * (إن الذين يكتمون) * الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله * (إن الذين يكتمون ما = (*)
[ 71 ]
فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى * (وكفلها زكرياء) * ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد ونصب زكريا ممدودا ومقصورا والفاعل الله * (كلما دخل عليها زكريا المحراب) * الغرفة وهي أشرف المجالس * (وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى) * من أين * (لك هذا قالت) * وهي صغيرة * (هو من عند الله) * يأتيني به من الجنة * (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) * رزقا واسعا بلا تبعة. (38) * (هنالك) * أي لما رأى زكريا ذلك وعلم أن القادر على الاتيان بالشئ في غير حينه قادر على الاتيان بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا * (دعا زكرياء ربه) * لما دخل المحراب للصلاة جوف الليل * (قال رب هب لي من لدنك) * من عندك * (ذرية طيبة) * ولدا صالحا * (إنك سميع) * مجيب * (الدعاء) *. (39) * (فنادته الملائكة) * أي جبريل * (وهو قائم يصلي في المحراب) * أي المسجد * (أن) * أي بأن وفي قراءة بالكسر بتقدير القول * (الله يبشرك) * مثقلا ومخففا * (بيحيى مصدقا بكلمة) * كائنة * (من الله) * أي بعيسى أنه روح الله وسمي كلمة لانه خلق بكلمة كن * (وسيدا) * متبوعا * (وحصورا) * ممنوعا من النساء * (ونبيا من الصالحين) * روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها. (40) * (قال رب أنى) * كيف * (يكون لي غلام) * ولد * (وقد بلغني الكبر) * أي بلغت نهاية السن مائة وعشرين سنة * (وامرأتي عاقر) * بلغت ثمانية وتسعين سنة * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق الله غلاما منكما * (الله يفعل ما يشاء) * لا يعجزه عنه شئ ولاظهار هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به. (41) * (قال رب اجعل لي آية) * أي علامة على حمل امرأتي * (قال آيتك) * عليه * (أ) * ن * (لا تكلم الناس) * أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى * (ثلاثة أيام) * أي بلياليها * (إلا رمزا) * إشارة * (واذكر ربك كثيرا وسبح) * صل * (بالعشي والابكار) * أواخر النهار وأوائله. (42) * (و) * اذكر * (إذ قالت الملائكة) * أي جبريل * (يا مريم إن الله اصطفاك) * اختارك = أنزل الله من الكتاب) والتي في آل عمران (إن الذين يشترون بعهد الله) نزلتا جميعا في يهود. وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا: هذا نعت = (*)
[ 72 ]
* (وطهرك) * من مسيس الرجال * (واصطفاك على نساء العالمين) * أي أهل زمانك * (يا مريم اقنتي لربك) * أطيعيه * (واسجدي واركعي مع الراكعين) * أي صلي مع المصلين. (44) (ذلك) * المذكور من أمر زكريا ومريم * (من أنباء الغيب) * أخبار ما غاب عنك * (نوحيه إليك) * يا محمد * (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم) * في الماء يقترعون ليظهر لهم * (أيهم يكفل) * يربي * (مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) * في كفالتها فتعرف ذلك فتخبر به وإنما عرفته من جهة الوحي. (45) اذكر * (إذ قالت الملائكة) * أي جبريل * (يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه) * أي ولد * (اسمه المسيح عيسى ابن مريم) * خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بلا أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم * (وجيها) * ذا جاه * (في الدنيا) * بالنبوة * (والآخرة) * بالشفاعة والدرجات العلا * (ومن المقربين) * عند الله. (46) * (ويكلم الناس في المهد) * أي طفلا قبل وقت الكلام * (وكهلا ومن الصالحين) *. (47) * (قالت ربي أنى) * كيف * (يكون لي ولد ولم يمسسني بشر) * بتزوج ولا غيره * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق ولد منك بلا أب * (الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا) * أراد خلقه * (فإنما يقول له كن فيكون) * أي فهو يكون. (48) * (ونعلمه) * بالنون والياء * (الكتاب) * الخط * (والحكمة والتوراة والانجيل) *. (49) * (و) * يجعله * (رسولا إلى بني إسرائيل) * في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت، وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه الله إلى بني إسرائيل قال لهم: إني رسول الله إليكم * (إني) * أي بأني * (قد جئتكم بآية) * علامة على صدقي * (من ربكم) * هي * (أني) * وفي قراءة بالكسر استئنافا * (أخلق) * أصور * (لكم من الطين كهيئة الطير) * مثل صورته فالكاف اسم مفعول * (فأنفخ فيه) * الضمير للكاف * (فيكون طيرا) * وفي قراءة طائرا * (بإذن الله) * بإرادته فخلق لهم الخفاش لانه أكمل الطير خلقا فكان يطير وهم ينظرونه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا * (وأبرئ) * أشفي = النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي، فأنزل الله (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) الآية. أسباب نزول الآية 177 (قوله تعالى ليس البر) الآية. قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت (ليس البر أن تولوا وجوهكم) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية وأخرج ابن = (*)
[ 73 ]
* (الاكمه) * الذي ولد أعمى * (والابرص) * وخصا بالذكر لانهما داءا إعياء وكان بعثه في زمن الطب فأبرأ في يوم خمسين ألفا بالدعاء بشرط الايمان * (وأحيي الموتى بإذن الله) * كرره لنفي توهم الالوهية فيه فأحيا عازر صديقا له وابن العجوز وابنة العاشر فعاشوا، وولد لهم، وسام بن نوح ومات في الحال * (وأنبئهم بما تأكلون وما تدخرون) * تخبئون * (في بيوتكم) * مما لم أعاينه فكان يخبر الشخص بما أكل وبما يأكل بعد * (إن في ذلك) * المذكور * (لآية لكم إن كنتم مؤمنين) *. (50) * (و) * جئتكم * (مصدقا لما بين يدي) * قبلي * (من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم) * فيها فأحل لهم من السمك والطير ما لا صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل * (وجئتكم بآية من ربكم) * كرره تأكيدا وليبني عليه * (فاتقوا الله وأطيعون) * فيما آمركم به من توحيد الله وطاعته. (51) * (إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا) * الذي آمركم به * (صراط) * طريق * (مستقيم) * فكذبوه ولم يؤمنوا به. (52) * (فلما أحس) * علم * (عيسى منهم الكفر) * وأرادوا قتله * (قال من أنصاري) * أعواني ذاهبا * (إلى الله) * لانصر دينه * (قال الحواريون نحن أنصار الله) * أعوان دينه وهم أصفياء عيسى أول من آمن به وكانوا اثني عشر رجلا من الحور وهو البياض الخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها * (آمنا) * صدقنا * (بالله واشهد) * يا عيسى * (بأنا مسلمون) *. (53) * (ربنا آمنا بما أنزلت) * من الانجيل * (واتبعنا الرسول) عيسى * (فاكتبنا مع الشاهدين) * لك بالواحدانية ولرسولك بالصدق. (54) قال تعالى: * (ومكروا) * أي كفار بني إسرائيل بعيسى إذ وكلوا به من يقتله غيلة * (ومكر الله) * بهم بأن ألقى شبه عيسى على من قصد قتله فقتلوه ورفع عيسى إلى السماء * (والله خير الماكرين) * أعلمهم به. (55) اذكر * (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك) * قابضك * (ورافعك إلي) * من الدنيا من غير موت * (ومطهرك) * مبعدك * (من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك) * صدقوا بنبوتك من المسلمين والنصارى * (فوق الذين كفروا) * بك وهم اليهود يعلونهم بالحجة والسيف * (إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم = جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فأنزل الله هذه الآية (ليس البر أن تولوا) فدعا الرجل فتلاها عليه، وكان قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له ويطمع له في خير، فأنزل الله (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق. (*)
[ 74 ]
فيما كنتم فيه تختلفون) * من أمر الدين. (56) * (فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا) * بالقتل والسبي والجزية * (والآخرة) * بالنار * (وما لهم من ناصرين) * مانعين منه. (57) * (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم) * بالياء والنون * (أجورهم والله لا يحب الظالمين) * أي يعاقبهم، روي أن الله تعالى أرسل إليه سحابة فرفعته فتعلقت به أمه وبكت فقال لها إن القيامة تجمعنا وكان ذلك ليلة القدر ببيت المقدس وله ثلاث وثلاثون سنة وعاشت أمه بعده ست سنين وروي الشيخان حديث " أنه ينزل قرب الساعة ويحكم بشريعة نبينا ويقتل الدجال والخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية " وفي حديث مسلم أنه يمكث سبع سنين وفي حديث عن أبي داود الطيالسي أربعين سنة ويتوفى ويصلى عليه فيحتمل أن المراد مجموع لبثه في الارض قبل الرفع وبعده. (58) * (ذلك) * المذكور من أمر عيسى * (نتلوه) * نقصه * (عليك) * يا محمد * (من الآيات) * حال من الهاء في نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى الاشارة * (والذكر الحكيم) * المحكم أي القرآن. (59) * (إن مثل عيسى) * شأنه الغريب * (عند الله كمثل آدم) * كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه الغريب بالاغرب ليكون أقطع للخصم وأوقع في النفس * (خلقه من تراب ثم قال له كن) * بشرا * (فيكون) * أي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان. (60) * (الحق من ربك) * خبر مبتدأ محذوف أي أمر عيسى * (فلا تكن من الممترين) * الشاكين فيه. (61) * (فمن حاجك) * جادلك من النصارى * (فيه من بعد ما جاءك من العلم) * بأمره * (فقل) * لهم * (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) * فنجمعهم * (ثم نبتهل) * نتضرع في الدعاء * (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك فقال ذوو رأيهم: لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج = أسباب نزول الآية 178 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الاسلام بقليل، وكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد والاموال، فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحر منهم = (*)
[ 75 ]
ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم: إذا دعوت فأمنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو نعيم، وعن ابن عباس: قال: لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا، وروي: لو خرجوا لاحترقوا. (62) * (إن هذا) * المذكور * (لهو القصص) * الخبر * (الحق) * الذي لا شك فيه * (وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه (63) * (فإن تولوا) * أعرضوا عن الايمان * (فإن الله عليم بالمفسدين) * فيجازيهم وفيه وضع الظاهر موضع المضمر (64) * (قل يا أهل الكتاب) * اليهود والنصارى * (تعالوا إلى كلمة سواء) * مصدر بمعنى مستو أمرها * (بيننا وبينكم) * هي * (أ) * ن * (لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) * كما اتخذتم الاحبار والرهبان * (فإن تولوا) * أعرضوا عن التوحيد * (فقولوا) * أنتم لهم * (اشهدوا بأنا مسلمون) * موحدون (65) ونزل لما قال اليهود: إبراهيم يهودي ونحن على دينه، وقالت النصارى كذلك: * (يا أهل الكتاب لم تحاجون) * تخاصمون * (في إبراهيم) * بزعمكم أنه على دينكم * (وما أنزلت التوراة والانجيل إلا من بعده) * بزمن طويل وبعد نزولهما حدثت اليهودية والنصرانية * (أفلا تعقلون) * بطلان قولكم (66) * (ها) * للتنبيه * (أنتم) * مبتدأ يا * (هؤلاء) * والخبر * (حاججتم فيما لكم به علم) * من أمر موسى وعيسى وزعمكم أنكم على دينهما * (فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم) * من شأن إبراهيم * (والله يعلم) * شأنه * (وأنتم لا تعلمون) * قال تعالى تبرئة لابراهيم: (67) * (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا) * مائلا عن الاديان كلها إلى الدين القيم * (مسلما) * موحدا * (وما كان من المشركين) * (68) * (إن أولى الناس) * أحقهم * (بإبراهيم للذين اتبعوه) * في زمانه * (وهذا النبي) * محمد لموافقته له في أكثر شرعه * (والذين آمنوا) * من أمته فهم الذين ينبغي أن يقولوا نحن على دينه لا أنتم * (والله ولي المؤمنين) * ناصرهم وحافظهم (69) ونزل لما دعا اليهود معاذا وحذيفة وعمارا إلى دينهم * (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم) * لان إثم إضلالهم عليهم والمؤمنون لا يطيعونهم فيه * (وما يشعرون) * بذلك (70) * (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) * = والمرأة منا الرجل منهم فنزل فيهم (الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى). أسباب نزول الآية 184 قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه) الآية. أخرج ابن سعد في طبقاته عن مجاهد قال هذه الآية نزلت في مولانا قيس بن السائب (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فأفطر وأطعم لكل يوم مسكينا. (*)
[ 76 ]
القرآن المشتمل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (وأنتم) * تعلمون أنه الحق (71) * (يا أهل الكتاب لم تلبسون) * تخلطون * (الحق بالباطل) * بالتحريف والتزوير * (وتكتمون الحق) * أي نعت النبي * (وأنتم تعلمون) * أنه حق (72) * (وقالت طائف من أهل الكتاب) * اليهود لبعضهم * (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا) * أي القرآن * (وجه النهار) * أوله * (واكفروا) * دينهم إذ يقولون ما رجع هؤلاء عنه بعد دخولهم فيه وهم أولو علم إلا لعلمهم بطلانه (73) وقالوا أيضا * (ولا تؤمنوا) * تصدقوا * (إلا لمن تبع) * وافق * (دينكم) * قال تعالى: * (قل) * لهم يا محمد * (إن الهدى هدى الله) * الذي هو الاسلام وما عداه ضلال، والجملة اعتراض * (إن) * أي بأن * (يؤتى أحد مثل ما أوتيتم) * من الكتاب والحكمة والفضائل وأن مفعول تؤمنوا، والمستثنى منه أحد قدم عليه المستثنى، المعنى: لا تقروا بأن أحدا يؤتى ذلك إلا لمن اتبع دينكم * (أو) * بأن * (يحاجوكم) * أي المؤمنون يغلبوكم * (عند ربكم) * يوم القيامة لانكم أصح دينا، وفي قراءة: أأن بهمزة التوبيخ أي إيتاء أحد مثله تقرون به قال تعالى * (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) * فمن أين لكم أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم * (والله واسع) * كثير الفضل * (عليم) * بمن هو أهله (74) * (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * (75) * (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) * أي بمال كثير * (يؤده إليك) * لامانته كعبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية ذهبا فأداها إليه * (ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك) * لخيانته * (إلا ما دمت عليه قائما) * لا تفارقه فمتى فارقته أنكره ككعب بن الاشرف استودعه قرشي دينارا فجحده * (ذلك) * أي ترك الاداء * (بأنهم قالوا) * بسبب قولهم * (ليس علينا في الاميين) * أي العرب * (سبيل) * أي إثم لاستحلالهم ظلم من خالف دينهم ونسبوه إليه تعالى، قال تعالى * (ويقولون على الله الكذب) * في نسبة ذلك إليه * (وهم يعلمون) * أنهم كاذبون (76) * (بلى) * عليهم في سبيل * (من أوفى بعهده) * الذي عاهد عليه أو بعهد الله إليه من أداء أسباب نزول الآية 186 قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني) الآية. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو الشيخ وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عبدة السجستاني عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن جيدة عن أبيه عن جده قال: جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت عنه، فأنزل الله (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) = (*)
[ 77 ]
الامانة وغيره * (واتقى) * الله بترك المعاصي وعمل الطاعات * (فإن الله يحب المتقين) * فيه وضع الظاهر موضع المضمر أي يحبهم بمعنى يثيبهم (77) ونزل في اليهود لما بدلوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الله إليهم في التوراة وفيمن حلف كاذبا في دعوى أو في بيع سلعة: * (إن الذين يشترون) * يستبدلون * (بعهد الله) * إليهم في الايمان بالنبي وأداء الامانة * (وأيمانهم) * حلفهم به تعالى كاذبين * (ثمنا قليلا) * من الدنيا * (أولئك لا خلاق) * نصيب * (لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله) * غضبا * (ولا ينظر إليهم) * يرحمهم * (يوم القيامة ولا يزكيهم) * يطهرهم * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم (78) * (وإن منهم) * أي أهل الكتاب * (لفريقا) * طائفة ككعب بن الاشرف * (يلوون ألسنتهم بالكتاب) * أي يعطفونها بقراءته عن المنزل إلى ما حرفوه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه * (لتحسبوه) * أي المحرف * (من الكتاب) * الذي أنزله الله * (وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * أنهم كاذبون (79) ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه ربا ولما طلب بعض المسلمين السجود له صلى الله عليه وسلم، * (ما كان) * ينبغي * (لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم) * أي الفهم للشريعة * (والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن) * يقول * (كونوا ربانيين) * علماء عاملين منسوبين إلى الرب بزيادة ألف ونون تفخيما * (بما كنتم تعلمون) * بالتخفيف والتشديد * (الكتاب وبما كنتم تدرسون) * أي بسبب ذلك فإن فائدته أن تعملوا (80) * (ولا يأمركم) * بالرفع استئنافا أي الله والنصب عطفا على يقول أي البشر * (أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) * كما اتخذت الصابئة الملائكة واليهود عزيرا والنصارى عيسى * (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) * لا ينبغي له هذا (81) * (و) * اذكر * (إذ) * حين * (أخذ الله ميثاق النبيين) * عهدهم * (لما) * بفتح اللام للابتداء وتوكيد معنى القسم الذي في أخذ الميثاق وكسرها متعلقة بأخذ وما موصولة على الوجهين أي للذي * (آتيتكم) * إياه، وفي قراءة آتيناكم * (من كتاب وحكمة ثم جاءكم = الآية وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم أين ربنا ؟ فأنزل الله (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) الآية مرسل وله طرق أخرى، وأخرج ابن عساكر عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجزوا عن الدعاء فإن الله أنزل علي (أدعوني استجب لكم) فقال رجل يا رسول الله ربنا يسمع الدعاء أم كيف ذلك ؟ فأنزل الله (وإذا سألك عبادي عني) الآية = (*)
[ 78 ]
رسول مصدق لما معكم) * من الكتاب والحكمة وهو محمد صلى الله عليه وسلم * (لتؤمنن به ولتنصرنه) * جواب القسم إن أدركتموه وأممهم تبع لهم في ذلك * (قال) * تعالى لهم * (أأقررتم) * بذلك * (وأخذتم) * قبلتم * (على ذلكم إصري) * عهدي * (قالوا أقررنا قال فاشهدوا) * على أنفسكم وأتباعكم بذلك * (وأنا معكم من الشاهدين) * عليكم وعليهم (82) * (فمن تولى) * أعرض * (بعد ذلك) * الميثاق * (فأولئك هم الفاسقون) * (83) * (أفغير دين الله يبغون) * بالياء والتاء أي المتولون * (وله أسلم) * إنقاد * (من في السماوات والارض طوعا) * بلا إباء * (وكرها) * بمعاينة ما يلجئ إليه * (وإليه ترجعون) * بالتاء والياء والهمزة في أول الآية للانكار (84) * (قل) * لهم يا محمد * (آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط) * أولاده * (وما أوتي موسى وعيسى والنبييون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم) * بالتصديق والتكذيب * (ونحن له مسلمون) * مخلصون في العبادة ونزل فيمن ارتد ولحق بالكفار: (85) * (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * لمصيره إلى النار المؤبدة عليه (86) * (كيف) * أي لا * (يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا) * أي شهادتهم * (أن الرسول حق و) * قد * (جاءهم البينات) * الحجج الظاهرات على صدق النبي * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * أي الكافرين. (87) * (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) *. (88) * (خالدين فيها) * أي اللعنة أو النار المدلول بها عليها * (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) * يمهلون. (89) * (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا) * عملهم * (فإن الله غفور) * لهم * (رحيم) * بهم. (90) ونزل في اليهود * (إن الذين كفروا) * بعيسى * (بعد إيمانهم) * بموسى * (ثم ازدادوا كفرا) * بمحمد * (لن تقبل توبتهم) * إذا غرغروا أو ماتوا كفارا * (وأولئك هم الضالون) *. (91) * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم مل ء الارض) * مقدار ما يملؤها * (ذهبا ولو افتدى به) * أدخل الفاء في خبر = وأخرج ابن جرير عن عطاء ابن أبي رباح أنه بلغه لما نزلت (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) قالوا لا نعلم أي ساعة ندعو فنزلت (وإذا سألك عبادي عني) إلى قوله (يرشدون). أسباب نزول الآية 187 قوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام) الآية روى أحمد وأبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي = (*)
[ 79 ]
إن لشبه الذين بالشرط وإيذانا بتسبب عدم القبول عن الموت على الكفر * (أولئك لهم عذاب أليم) * مؤلم * (وما لهم من ناصرين) * مانعين منه. (92) * (لن تنالوا البر) * أي ثوابه وهو الجنة * (حتى تنفقوا) * تصدقوا * (مما تحبون) * من أموالكم * (وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم) * فيجازي عليه. (93) ونزل لما قال اليهود إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان لا يأكل لحوم الابل وألبانها: * (كل الطعام كان حلا) * حلالا * (لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل) * يعقوب * (على نفسه) * وهو الابل لما حصل له عرق النسا بالفتح والقصر فنذر إن شفي لا يأكلها فحرم عليه * (من قبل إن تنزل التوراة) * وذلك بعد إبراهيم ولم تكن على عهده حراما كما زعموا * (قل) * لهم * (فأتوا بالتوراة فاتلوها) * ليتبين صدق قولكم * (إن كنتم صادقين) * فيه فبهتوا ولم يأتوا بها قال تعالى:. (94) * (فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك) * أي ظهور الحجة بأن التحريم إنما كان من جهة يعقوب لا على عهد إبراهيم * (فأولئك هم الظالمون) * المتجاوزون الحق إلى الباطل. (95) * (قل صدق الله) * في هذا كجميع ما أخبر به * (فاتبعوا ملة إبراهيم) * التي أنا عليها * (حنيفا) * مائلا عن كل دين إلى الاسلام * (وما كان من المشركين) *. (96) ونزل لما قالوا قبلتنا قبل قبلتكم * (إن أول بيت وضع) * متعبدا * (للناس) * في الارض * (للذي ببكة) * بالباء لغة في مكة سميت بذلك لانها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها، بناه الملائكة قبل خلق آدم ووضع بعده الاقصى وبينهما أربعون سنة كما في حديث الصحيحين وفي حديث " أنه أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السماوات والارض زبدة بيضاء فدحيت الارض من تحته " * (مباركا) * حال من الذي أي ذا بركة * (وهدى للعالمين) * لانه قبلتهم. (97) * (فيه آيات بينات) * منها * (مقام إبراهيم) * أي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثر قدماه فيه وبقي إلى الآن مع تطاول الزمان وتداول الايدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير لا يعلوه = ليلى عن معاذ بن جبل قال كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا ثم إن رجلا من الانصار يقال له قيس ابن صرمة صلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح مجهودا وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) إلى قوله (ثم أتموا الصيام إلى الليل) هذا الحديث = (*)
[ 80 ]
* (ومن دخله كان آمنا) * لا يتعرض إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك * (ولله على الناس حج البيت) * واجب بكسر الحاء وفتحها لغتان في مصدر حج قصد ويبدل من الناس * (من استطاع إليه سبيلا) * طريقا فسره صلى الله عليه وسلم بالزاد والراحلة رواه الحاكم وغيره * (ومن كفر) * بالله أو بما فرضه من الحج * (فإن الله غني عن العالمين) * الانس والجن والملائكة وعن عبادتهم. (98) * (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) * القرآن * (والله شهيد على ما تعملون) * فيجازيكم عليه. (99) * (قل يا أهل الكتاب لم تصدون) * تصرفون * (عن سبيل الله) * أي دينه * (من آمن) * بتكذيبكم النبي وكتم نعمته * (تبغونها) * أي تطلبون السبيل * (عوجا) * مصدر بمعنى معوجة أي مائلة عن الحق * (وأنتم شهداء) * عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين الاسلام كما في كتابكم * (وما الله بغافل عما تعملون) * من الكفر والتكذيب وإنما يؤخركم إلى وقتكم ليجازيكم. (100) ونزل لما مر بعض اليهود على الاوس والخزرج وغاظهم تألفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون: * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) *. (101) * (وكيف تكفرون) * إستفهام تعجيب وتوبيخ * (وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم) * يتمسك * (بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) *. (102) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * بأن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى فقالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا فنسخ بقوله تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم " * (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * موحدون. (103) * (واعتصموا) * تمسكوا * (بحبل الله) * أي دينه * (جميعا ولا تفرقوا) * بعد الاسلام * (واذكروا نعمة الله) * إنعامه * (عليكم) * يا معشر الاوس والخزرج * (إذ كنتم) * قبل الاسلام * (أعداء فألف) * جمع * (بين قلوبكم) * بالاسلام * (فأصبحتم) * فصرتم * (بنعمته إخوانا) * في الدين والولاية * (وكنتم على شفا) * طرف * (حفرة من النار) * ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا كفارا * (فأنقذكم منها) * بالايمان * (كذلك) * كما بين لكم ما ذكر * (يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *. = مشهور عن أبي ليل لكنه لم يسمع من معاذ وله شواهد فأخرج البخاري عن البراء قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الافطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الانصاري كان صائما فلما حضر الافطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام فقالت لا ولكني أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءته امرأته فلما رأته قالت = (*)
[ 81 ]
(104) * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) * الاسلام * (ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك) * الداعون الآمرون الناهون * (هم المفلحون) * الفائزون ومن للتبعيض لان ما ذكر فرض كفاية لا يلزم كل الامة ولا يليق بكل أحد كالجاهل. (105) * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) * عن دينهم * (واختلفوا) * فيه * (من بعد ما جاءهم البينات) * وهم اليهود والنصارى * (وأولئك لهم عذاب عظيم) *. (106) * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * أي يوم القيامة * (فأما الذين اسودت وجوههم) * وهم الكافرون فيلقون في النار ويقال لهم توبيخا * (أكفرتم بعد إيمانكم) * يوم أخذ الميثاق * (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) *. (107) * (وأما الذين ابيضت وجوههم) * وهم المؤمنون * (ففي رحمة الله) * أي جنته * (هم فيها خالدون) *. (108) * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الله نتلوها عليك) * يا محمد * (بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين) * بأن يأخذهم بغير جرم. (109) * (ولله ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وإلى الله ترجع) * تصير * (الامور) *. (110) * (كنتم) * يا أمة محمد في علم الله تعالى * (خير أمة أخرجت) * أظهرت * (للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان) * الايمان * (خير لهم منهم المؤمنون) * كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه * (وأكثرهم الفاسقون) * الكافرون. (111) * (لن يضروكم) * أي اليهود يا معشر المسلمين بشئ * (إلا أذى) * باللسان من سب ووعيد * (وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار) * منهزمين * (ثم لا ينصرون) * عليكم بل لكم النصر عليهم. (112) * (تضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا) * حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام * (إلا) * كائنين * (بحبل من الله وحبل من الناس) * المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالامان على أداء الجزية أي لا عصمة لهم غير ذلك * (وباءوا) * رجعوا * (بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم) * أي بسبب أنهم * (كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك) * تأكيد * (بما عصوا) * أمر الله = خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) ففرحوا بها فرحا شديدا، ونزلت (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) وأخرج البخاري عن البراء قال لما نزل صوم شهر رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله فكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله (علم الله أنكم كنتم تختانون = (*)
[ 82 ]
* (وكانوا يعتدون) * يتجاوزون الحلال إلى الحرام. (113) * (ليسوا) * أي أهل الكتاب * (سواء) * مستوين * (من أهل الكتاب أمة قائمة) * مستقيمة ثابتة على الحق كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه * (يتلون آيات الله آناء الليل) * أي في ساعاته * (وهو يسجدون) * يصلون، حال. (114) * (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك) * الموصوفون بما ذكر الله * (من الصالحين) * ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين. (115) * (وما تفعلوا) * بالتاء أيتها الامة والياء أي الامة القائمة * (من خير فلن تكفروه) * بالوجهين أي تعدموا ثوابه بل تجازون عليه * (والله عليم بالمتقين) *. (116) * (إن الذين كفروا لن تغني) * تدفع * (عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله) * أي من عذابه * (شيئا) * وخصهما بالذكر لان الانسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال وتارة بالاستعانة بالاولاد * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (117) * (مثل) * صفة * (ما ينفقون) * أي الكفار * (في هذه الحياة الدنيا) * في عداوة النبي من صدقة ونحوها * (كمثل ريح فيها صر) * حر أو برد شديد * (أصابت حرث) * زرع * (قوم ظلموا أنفسهم) * بالكفر والمعصية * (فأهلكته) * فلم ينتفعوا به فكذلك نفقاتهم ذاهبة لا ينتفعون بها * (وما ظلمهم الله) * بضياع نفقاتهم * (ولكن أنفسهم يظلمون) * بالكفر الموجب لضياعها. (118) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة) * أصفياء تطلعونهم على سركم * (من دونكم) * أي غيركم من اليهود والنصارى والمنافقين * (لا يألونكم خبالا) * نصب بنزع الخافض أي لا يقصرون لكم في الفساد * (ودوا) * تمنوا * (ما عنتم) * أي عنتكم وهو شدة الضرر * (قد بدت) * ظهرت * (البغضاء) * العداوة لكم * (من أفواههم) * بالوقيعة فيكم وإطلاع المشركين على سركم * (وما تخفي صدورهم) * من العداوة * (أكبر قد بينا لكم الآيات) * على عداوتهم * (إن كنتم تعقلون) * ذلك فلا توالوهم. (119) * (ها) * للتنبيه * (أنتم) * يا * (أولاء) * المؤمنين * (تحبونهم) * لقرابتهم منكم وصداقتهم * (ولا يحبونكم) * لمخالفتهم لكم في الدين * (وتؤمنون = أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم) الآية وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده فأراد امرأته فقالت إني قد نمت قال: ما نمت ووقع عليها وصنع كعب مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت الآية = (*)
[ 83 ]
بالكتاب كله) * أي بالكتب كلها ولا يؤمنون بكتابكم * (وإذ لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل) * أطراف الاصابع * (من الغيظ) * شدة الغضب لما يرون من ائتلافكم ويعبر عن شدة الغضب بعض الانامل مجازا وإن لم يكن ثم عض * (قل موتوا بغيظكم) * أي ابقوا عليه إلى الموت فلن تروا ما يسركم * (إن الله عليم بذات الصدور) * بما في القلوب ومنه ما يضمره هؤلاء. (120) * (إن تمسسكم) * تصبكم * (حسنة) * نعمة كنصر وغنيمة * (تسؤهم) * تحزنهم * (وإن تصبكم سيئة) * كهزيمة وجدب * (يفرحوا بها) * وجملة الشرط متصلة بالشرط قبل وما بينهما اعتراض والمعنى أنهم متناهون في عداوتكم فلم توالوهم فاجتنبوهم * (وإن تصبروا) * على أذاهم * (وتتقوا) * الله في موالاتهم وغيرها * (لا يضركم) * بكسر الضاد وسكون الراء وضمها وتشديدها * (كيدهم شيئا إن الله بما يعملون) * بالياء والتاء * (محيط) * عالم فيجازيهم به (121) * (و) * اذكر يا محمد * (إذ غدوت من أهلك) * من المدينة * (تبوئ) * تنزل * (المؤمنين مقاعد) * مراكز يقفون فيها * (للقتال والله سميع) * لاقوالكم * (عليم) * بأحوالكم وهو يوم أحد خرج النبي صلى الله عليه وسلم بألف أو إلا خمسين رجلا والمشركون ثلاثة آلاف ونزل بالشعب يوم السبت سابع شوال سنة ثلاث من الهجرة وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وسوى صفوفهم وأجلس جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله ابن جبير بسفح الجبل وقال: إنضحوا عنا بالنبل لا يأتوا من ورائنا ولا تبرحوا غلبنا أو نصرنا (122) * (إذ) * بدل من إذ قبله * (همت) * بنو سلمة وبنو حارثة جناحا العسكر * (طائفتان منكم أن تفشلا) * تجبنا عن القتال وترجعا لما رجع عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وقال: علام نقتل أنفسنا وأولادنا وقال لابي جابر السلمي القائل له أنشدكم الله في نبيكم وأنفسكم لو نعلم قتالا لاتبعناكم فثبتهما الله ولم ينصرفا * (والله وليهما) * ناصرهما * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * ليثقوا به دون غيره (123) ونزل لما هزموا تذكيرا لهم بنعمة الله * (ولقد نصركم الله ببدر) * موضع بين مكة والمدينة * (وأنتم أذلة) * بقلة العدد والسلاح = قوله تعالى * (من الفجر) * روى البخاري عن سهل بن سعيد قال: أنزلت * (كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود) * ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الابيض والخيط الاسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد * (من الفجر) * فعلموا انما يعني الليل والنهار قوله تعالى * (ولا تباشروهن) * الآية أخرج ابن جرير عن قتادة = (*)
[ 84 ]
* (فاتقوا الله لعلكم تشكرون) * نعمه (124) * (إذ) * ظرف لنصركم * (تقول للمؤمنين) * توعدهم تطمينا * (ألن يكفيكم أن يمدكم) * يعينكم * (ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) * بالتخفيف والتشديد (125) * (بلى) * يكفيكم ذلك وفي الانفال بألف لانه أمدهم أولا بها ثم صارت ثلاثة ثم صارت خمسة كما قال تعالى * (إن تصبروا) * على لقاء العدو * (وتتقوا) * الله في المخالفة * (ويأتوكم) * أي المشركون * (من فورهم) * وقتهم * (هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) * بكسر الواو وفتحها أي معلمين وقد صبروا وأنجز الله وعده بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم (126) * (وما جعله الله) * أي الامداد * (إلا بشرى لكم) * بالنصر * (ولتطمئن) * تسكن * (قلوبكم به) * فلا تجزع من كثرة العدو وقلتكم * (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) * يؤتيه من يشاء وليس بكثرة الجند (127) * (ليقطع) * متعلق بنصركم أي ليهلك * (طرفا من الذين كفروا) * بالقتل والاسر * (أو يكبتهم) * يذلهم بالهزيمة * (فينقلبوا) * يرجعوا * (خائبين) * لم ينالوا ما راموه (128) ونزلت لما كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم وشج وجهه يوم أحد وقال: " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم " * (ليس لك من الامر شئ) * بل الامر لله فاصبر * (أو) * بمعنى إلى أن * (يتوب عليهم) * بالاسلام * (أو يعذبهم فإنهم ظالمون) * بالكفر (129) * (ولله ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (يغفر لمن يشاء) * المغفرة له * (ويعذب من يشاء) * تعذيبه * (والله غفور) * لاوليائه * (رحيم) * بأهل طاعته (130) * (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) * بألف ودونها بأن تزيدوا في المال عند حلول الاجل وتؤخروا الطلب * (واتقوا الله) * بتركه * (لعلكم تفلحون) * تفوزون (131) * (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) * أن تعذبوا بها (132) * (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) * (133) * (وسارعوا) * بواو ودونها * (إلى مغفرة = قال: كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد جامع إن شاء فنزلت * (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) * أسباب نزول الآية قوله تعالى: * (ولا تأكلوا) * الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال أن امرأ القيس بن عابس وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض وأراد امرؤ القيس أن يحلف ففيه نزلت * (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) *. (*)
[ 85 ]
من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض) * أي كعرضهما لو وصلت إحداهما بالاخرى، والعرض السعة * (أعدت للمتقين) * الله بعمل الطاعات وترك المعاصي (134) * (الذين ينفقون) * في طاعة الله * (في السراء والضراء) * اليسر والعسر * (والكاظمين الغيظ) * الكافين عن إمضائه مع القدرة * (والعافين عن الناس) * ممن ظلمهم أي التاركين عقوبتهم * (والله يحب المحسنين) * بهذه الافعال، أي يثيبهم (135) * (والذين إذا فعلوا فاحشة) * ذنبا قبيحا كالزنا * (أو ظلموا أنفسهم) * بما دونه كالقبلة * (ذكروا الله) * أي وعيده * (فاستغفروا لذنوبهم ومن) * أي لا * (يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا) * يداوموا * (على ما فعلوا) * بل أقلعوا عنه * (وهم يعلمون) * أن الذي أتوه معصية (136) * (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها) * حال مقدرة، أي مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها * (ونعم أجر العاملين) * بالطاعة هذا الاجر (137) ونزل في هزيمة أحد * (قد خلت) * مضت * (من قبلكم سنن) * طرائق في الكفار بإمهالهم ثم أخذهم * (فسيروا) * أيها المؤمنون * (في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فلا تحزنوا لغلبتهم فأنا أمهلهم لوقتهم (138) * (هذا) * القرآن * (بيان للناس) * كلهم * (وهدى) * من الضلالة * (وموعظة للمتقين) * منهم (139) * (ولا تهنوا) * تضعفوا عن قتال الكفار * (ولا تحزنوا) * على ما أصابكم بأحد * (وأنتم الاعلون) * بالغلبة عليهم * (إن كنتم مؤمنين) * حقا وجوابه دل عليه مجموع ما قبله (140) * (إن يمسسكم) * يصبكم بأحد * (قرح) * بفتح القاف وضمها جهد من جرح ونحوه * (فقد مس القوم) * الكفار * (قرح مثله) * ببدر * (وتلك الايام نداولها) * نصرفها * (بين الناس) * يوما لفرقة ويوما لاخرى ليتعظوا * (وليعلم الله) * علم ظهور * (الذين آمنوا) * أخلصوا في إيمانهم من غيرهم * (ويتخذ منكم شهداء) * يكرمهم بالشهادة * (والله لا يحب الظالمين) * الكافرين أي يعاقبهم وما ينعم به عليهم استدراج (141) * (وليمحص الله الذين آمنوا) * يطهرهم أسباب نزول الآية 189 قوله تعالى: * (يسألونك عن الاهلة) * أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاهلة فنزلت هذه الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: بلغنا أنهم قالوا يا رسول الله لم خلقت الاهلة فأنزل الله * (يسألونك عن الاهلة) * وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي = (*)
[ 86 ]
من الذنوب بما يصيبهم * (ويمحق) * يهلك * (الكافرين) * (142) * (أم) * بل أ * (حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما) * لم * (يعلم الله الذين جاهدوا منكم) * علم ظهور * (ويعلم الصابرين) * في الشدائد (143) * (ولقد كنتم تمنون) * فيه حذف إحدى التاءين في الاصل * (الموت من قبل أن تلقوه) * حيث قلتم ليت لنا يوما كيوم بدر لننال ما نال شهداؤه * (فقد رأيتموه) * أي سببه الحرب * (وأنتم تنظرون) * أي بصراء تتأملون الحال كيف هي فلم انهزمتم ؟ ونزل في هزيمتهم لما أشيع أن النبي قتل وقال لهم المنافقون إن كان قتل فارجعوا إلى دينكم: (144) * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل) * كغيره * (انقلبتم على أعقابكم) * رجعتم إلى الكفر والجملة الاخيرة محل الاستفهام الانكاري أي ما كان معبودا فترجعوا * (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شئ) * وإنما يضر نفسه * (وسيجزي الله الشاكرين) * نعمه بالثبات (145) * (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله) * بقضائه * (كتابا) * مصدر أي: كتب الله ذلك * (مؤجلا) * مؤقتا لا يتقدم ولا يتأخر فلم انهزمتم ! والهزيمة لا تدفع الموت والثبات لا يقطع الحياة * (ومن يرد) * بعمله * (ثواب الدنيا) * أي جزاءه منها * (نؤته منها) * ما قسم له ولا حظ له في الآخرة * (ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها) * أي من ثوابها * (وسنجزي الشاكرين) * (146) * (وكأين) * كم * (من نبي قتل) * وفي قراءة قاتل والفاعل ضميره * (معه) * خير مبتدؤه * (ربيون كثير) * جموع كثيرة * (فما وهنوا) * جبنوا * (لما أصابهم في سبيل الله) * من الجراح وقتل أنبيائهم وأصحابهم * (وما ضعفوا) * عن الجهاد * (وما استكانوا) * خضعوا لعدوهم كما فعلتم حين قيل قتل النبي * (والله يحب الصابرين) * على البلاء أي يثيبهم (147) * (وما كان قولهم) * عند قتل نبيهم مع ثباتهم وصبرهم * (إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا) * تجاوزنا الحد * (في أمرنا) * إيذانا بأن ما أصابهم لسوء فعلهم وهضما لانفسهم * (وثبت أقدامنا) * بالقوة على الجهاد * (وانصرنا على القوم الكافرين) * = صالح عن ابن عباس: أن معاذ بن جبل وثعلبة بن غنمة قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدأ ويطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حال واحد فنزلت * (يسألونك عن الاهلة) * قوله تعالى * (ويستوي البر) * الآية روى البخاري عن البراء قال كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله * (وليس البر = (*)
[ 87 ]
(148) * (فآتاهم الله ثواب الدنيا) * النصر والغنيمة * (وحسن ثواب الآخرة) * أي الجنة وحسنه: التفضل فوق الاستحقاق * (والله يحب المحسنين) * (149) * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا) * فيما يأمرونكم به * (يردوكم) * إلى الكفر * (على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) * (150) * (بل الله مولاكم) * ناصركم * (وهو خير الناصرين) * فأطيعوه دونهم (151) * (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * بسكون العين وضمها الخوف، وقد عزموا بعد ارتحالهم من أحد على العود واستئصال المسلمين فرعبوا ولم يرجعوا * (بما أشركوا) * بسبب إشراكهم * (بالله ما لم ينزل به سلطانا) * حجة على عبادته وهو الاصنام * (ومأواهم النار وبئس مثوى) * مأوى * (الظالمين) * الكافرين هي (152) * (ولقد صدقكم الله وعده) * إياكم بالنصر * (إذ تحسونهم) * تقتلونهم * (بإذنه) * بإرادته * (حتى إذا فشلتم) * جبنتم عن القتال * (وتنازعتم) * اختلفتم * (في الامر) * أي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام في سفح الجبل للرمي فقال بعضكم: نذهب فقد نصر أصحابنا وبعضكم: لا نخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم * (وعصيتم) * أمره فتركتم المركز لطلب الغنيمة * (من بعد ما أراكم) * الله * (ما تحبون) * من النصر وجواب إذا دل عليه ما قبله أي منعكم نصره * (منكم من يريد الدنيا) * فترك المركز للغنيمة * (ومنكم من يريد الآخرة) * فثبت به حتى قتل كعبد الله بن جبير وأصحابه * (ثم صرفكم) * عطف على جواب إذا المقدر ردكم للهزيمة * (عنهم) * أي الكفار * (ليبتليكم) * ليمتحنكم فيظهر المخلص من غيره * (ولقد عفا عنكم) * ما ارتكبتموه * (والله ذو فضل على المؤمنين) * بالعفو (153) اذكروا * (إذ تصعدون) * تبعدون في الارض هاربين * (ولا تلوون) * تعرجون * (على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم) * أي من ورائكم يقول إلي عباد الله * (فأثابكم) * فجازاكم * (غما) * بالهزيمة * (بغم) * بسبب غمكم للرسول بالمخالفة وقيل الباء بمعنى على، أي مضاعفا على غم فوت الغنيمة * (لكيلا) * متعلق بعفا أو بأثابكم فلا زائدة * (تحزنوا على ما فاتكم) * من الغنيمة * (ولا ما أصابكم) * من القتل والهزيمة * (والله خبير بما تعملون) * = بأن تأتوا البيوت من ظهورها) * الآية وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الابواب في الاحرام وكانت الانصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الاحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الانصاري فقالوا يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال = (*)
[ 88 ]
(154) * (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) * أمنا * (نعاسا) * بدل * (يغشى) * بالياء والتاء * (طائفة منكم) * وهم المؤمنون فكانوا يميدون تحت الحجف وتسقط السيوف منهم * (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) * أي حملتهم على الهم فلا رغبة لهم إلا نجاتها دون النبي وأصحابه فلم يناموا وهم المنافقون * (يظنون بالله) * ظنا * (غير) * الظن * (الحق ظن) * أي كظن * (الجاهلية) * حيث اعتقدوا أن النبي قتل أو لا ينصر * (يقولون هل) * ما * (لنا من الامر) * أي النصر الذي وعدناه * (من شئ قل) * لهم * (إن الامر كله) * بالنصب توكيدا والرفع مبتدأ وخبره * (لله) * أي القضاء له يفعل ما يشاء * (يخفون في أنفسهم مالا يبدون) * يظهرون * (لك يقولون) * بيان لما قبله * (لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا) * أي لو كان الاختيار إلينا لم نخرج فلم نقتل لكن أخرجنا كرها * (قل) * لهم * (لو كنتم في بيوتكم) * وفيكم من كتب الله عليه القتل * (لبرز) * خرج * (الذين كتب) * قضي * (عليهم القتل) * منكم * (إلى مضاجعهم) * مصارعهم فيقتلوا ولم ينجهم قعودهم لان قضاءه تعالى كائن لا محالة * (و) * فعل ما فعل بأحد * (ليبتلي) * يختبر * (الله ما في صدوركم) * قلوبكم من الاخلاص والنفاق * (وليمحص) * يميز * (ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور) * بما في القلوب لا يخفى عليه شئ وإنما يبتلي ليظهر للناس (155) * (إن الذين تولوا منكم) * عن القتال * (يوم التقى الجمعان) * جمع المسلمين وجمع الكفار بأحد وهم المسلمون إلا اثني عشر رجلا * (إنما استنزلهم) * أزلهم * (الشيطان) * بوسوسته * (ببعض ما كسبوا) * من الذنوب وهو مخالفة أمر النبي * (ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور) * للمؤمنين * (حليم) * لا يعجل على العصاة (156) * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) * أي المنافقين * (وقالوا لاخوانهم) * أي في شأنهم * (إذ ضربوا) * سافروا * (في الارض) * فماتوا * (أو كانوا غزى) * جمع غاز فقتلوا * (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) * أي لا تقولوا كقولهم * (ليجعل الله ذلك) * القول في عاقبة أمرهم * (حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت) * فلا يمنع عن الموت قعود * (والله بما تعملون) * = له صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما فعلت ؟ قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت قال: إني رجل أحمسي قال له فإن ديني دينك فأنزل الله * (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) * الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وأخرج الطيالسي في مسنده عن البراء قال: كانت الانصار إذا قدموا من سفر لم يدخل الرجل من قبل بابه فنزلت هذه الآية وأخرج عبد بن حميد عن = (*)
[ 89 ]
بالتاء والياء * (بصير) * فيجازيكم به (157) * (ولئن) * لام قسم * (قتلتم في سبيل الله) * أي الجهاد * (أو متم) * بضم الميم وكسرها من مات يموت أي أتاكم الموت فيه * (لمغفرة) * كائنة * (من الله) * لذنوبكم * (ورحمة) * منه لكم على ذلك واللام ومدخولها جواب القسم وهو في موضع الفعل مبتدأ خبره * (خير مما تجمعون) * من الدنيا بالتاء والياء (158) * (ولئن) * لام قسم * (متم) * بالوجهين * (أو قتلتم) * في الجهاد وغيره * (لالى الله) * لا إلى غيره * (تحشرون) * في الآخرة فيجازيكم (159) * (فبما رحمة من الله لنت) * يا محمد * (لهم) * أي سهلت أخلاقك إذ خالفوك * (ولو كنت فظا) * سئ الخلق * (غليظ القلب) * جافيا فأغلظت لهم * (لانفضوا) * تفرقوا * (من حولك فاعف) * تجاوز * (عنهم) * ما أتوه * (واستغفر لهم) * ذنوبهم حتى أغفر لهم * (وشاورهم) * استخرج آراءهم * (في الامر) * أي شأنك من الحرب وغيره تطييبا لقلوبهم وليستن بك وكان صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لهم (فإذا عزمت على إمضاء ما تريد بعد المشاورة * (فتوكل على الله) * ثق به لا بالمشاورة * (إن الله يحب المتوكلين) * عليه (160) * (إن ينصركم الله) * يعنكم على عدوكم كيوم بدر * (فلا غالب لكم وإن يخذلكم) * يترك نصركم كيوم أحد * (فمن ذا الذي ينصركم من بعده) * أي بعد خذلانه أي لا ناصر لكم * (وعلى الله) * لا غيره * (فليتوكل) * ليثق * (المؤمنون) * (161) ونزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها: * (وما كان) * ما ينبغي * (لنبي أن يغل) * يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك، وفي قراءة بالبناء للمفعول أن ينسب إلى الغلول * (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) * حاملا له على عنقه * (ثم توفى كل نفس) * الغال وغيره جزاء * (ما كسبت) * عملت * (وهم لا يظلمون) * شيئا (162) * (أفمن اتبع رضوان الله) * فأطاع ولم يغل * (كمن باء) * رجع * (بسخط من الله) * لمعصيته وغلوله * (ومأواه جهنم وبئس المصير) * المرجع هي (163) * (هم درجات) * أي أصحاب درجات * (عند الله) * أي مختلفوا المنازل فلمن اتبع رضوانه الثواب ولمن باء بسخطه العقاب * (والله بصير بما يعملون) * فيجازيهم به (164) * (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث قيس بن حبتر النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه وكانت الحمس بخلاف ذلك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا يا رسول الله نافق رفاعة فقال ما حملك على ما صنعت ؟ قال: أني من الحمس قال صلى الله عليه وسلم فإن ديننا واحد فنزلت * (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) * (*)
[ 90 ]
فيهم رسولا من أنفسهم) * أي عربيا مثلهم ليفهموا عنه ويشرفوا به لا ملكا ولا عجميا * (يتلو عليهم آياته) * القرآن * (ويزكيهم) * يطهرهم من الذنوب * (ويعلمهم الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * السنة * (وإن) * مخففة أي إنهم * (كانوا من قبل) * أي قبل بعثه * (لفي ضلال مبين) * بين (165) * (أو لما أصابتكم مصيبة) * بأحد بقتل سبعين منكم * (قد أصبتم مثليها) * ببدر بقتل سبعين وأسر سبعين منهم * (قلتم) * متعجبين * (أنى) * من أين لنا * (هذا) * الخذلان ونحن مسلمون ورسول الله فينا والجملة الاخيرة محل الاستفهام الانكاري * (قل) * لهم * (هو من عند أنفسكم) * لانكم تركتم المركز فخذلتم * (إن الله على كل شئ قدير) * ومنه النصر ومنعه وقد جازاكم بخلافكم (166) * (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) * بأحد * (فبإذن الله) * بإرادته * (وليعلم) * علم ظهور * (المؤمنين) * حقا (167) * (وليعلم الذين نافقوا و) * الذين * (قيل لهم) * لما انصرفوا عن القتال وهم عبد الله بن أبي وأصحابه * (تعالوا قاتلوا في سبيل الله) * أعداءه * (أو ادفعوا) * عنا القوم بتكثير سوادكم إن لم تقاتلوا * (قالوا لو نعلم) * نحسن * (قتالا لاتبعناكم) * قال تعالى تكذيبا لهم: * (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان) * بما أظهروا من خذلانهم للمؤمنين وكانوا قبل أقرب إلى الايمان من حيث الظاهر * (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) * ولو علموا قتالا لم يتبعوكم * (والله أعلم بما يكتمون) * من النفاق (168) * (الذين) * بدل من الذين قبله أو نعت * (قالوا لاخوانهم) * في الدين * (و) * قد * (قعدوا) * عن الجهاد * (لو أطاعونا) * أي شهداء أحد أو إخواننا في القعود * (ما قتلوا قل) * لهم * (فادرءوا) * إدفعوا * (عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) * في أن القعود ينجي منه ونزل في الشهداء: (169) * (ولا تحسبن الذين قتلوا) * بالتخفيف والتشديد * (في سبيل الله) * أي لاجل دينه * (أمواتا بل) * هم * (أحياء عند ربهم) * أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت كما ورد في الحديث * (يرزقون) * يأكلون من ثمار الجنة. (170) * (فرحين) * حال من ضمير يرزقون * (بما آتاهم الله من فضله و) * هم * (يستبشرون) * أسباب نزول الآية 190 قوله تعالى: * (وقاتلوا في سبيل الله) * أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت الحرام ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه القابل فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام = (*)
[ 91 ]
يفرحون * (بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) * من إخوانهم المؤمنين ويبدل من الذين * (أ) * ن أي بأن * (لا خوف عليهم) * أي الذين لم يلحقوا بهم * (ولا هم يحزنون) * في الآخرة المعنى يفرحون بأمنهم وفرحهم. (171) * (يستبشرون بنعمة) * ثواب * (من الله وفضل) * زيادة عليه * (وأن) * بالفتح عطفا على نعمة وبالكسر استئنافا * (الله لا يضيع أجر المؤمنين) * بل يأجرهم. (172) * (الذين) * مبتدأ * (استجابوا لله والرسول) * دعاءه بالخروج للقتال لما أراد أبو سفيان وأصحابه العود تواعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم سوق بدر العام المقبل من يوم أحد * (من بعد ما أصابهم القرح) * بأحد وخبر المبتدأ * (للذين أحسنوا منهم) * بطاعته * (واتقوا) * مخالفته * (أجر عظيم) * هو الجنة. (173) * (الذين) * بدل من الذين قبله أو نعت * (قال لهم الناس) * أي نعيم بن مسعود الاشجعي * (إن الناس) * أبا سفيان وأصحابه * (قد جمعوا لكم) * الجموع ليستأصلوكم * (فاخشوهم) * ولا تأتوهم * (فزادهم) * ذلك القول * (إيمانا) * تصديقا بالله ويقينا * (وقالوا حسبنا الله) * كافينا أمرهم * (ونعم الوكيل) * المفوض إليه الامر هو، وخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فوافوا سوق بدر وألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه فلم يأتوا وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا قال الله تعالى:. (174) * (فانقلبوا) * رجعوا من بدر * (بنعمة من الله وفضل) * بسلامة وربح * (لم يمسسهم سوء) * من قتل أو جرح * (واتبعوا رضوان الله) * بطاعته وطاعة رسوله في الخروج * (والله ذو فضل عظيم) * على أهل طاعته. (175) * (إنما ذلكم) * أي القائل لكم إن الناس الخ * (الشيطان يخوف) * - كم * (أولياءه) * الكفار * (فلا تخافوهم وخافون) * في ترك أمري * (إن كنتم مؤمنين) * حقا. (176) * (ولا يحزنك) * بضم الياء وكسر الزاي وبفتحها وضم الزاي من أحزنه * (الذين يسارعون في الكفر) * يقعون فيه سريعا بنصرته وهم أهل مكة أو المنافقون أي لا تهتم لكفرهم * (إنهم لن يضروا الله شيئا) * بفعلهم وإنما يضرون أنفسهم * (يريد الله ألا يجعل لهم حظا) * نصيبا * (في الآخرة) * أي الجنة فلذلك خذلهم = ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام فأنزل الله ذلك وأخرج ابن جرير عن قتادة قال أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معتمرين في ذي القعدة ومعهم الهدي حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون وصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرجع من عامه ذلك ثم يرجع من العام المقبل فلما كان العام المقبل أقبل وأصحابه حتى دخلوا مكة معتمرين في ذي القعدة فأقام بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه فأقصه = (*)
[ 92 ]
الله * (ولهم عذاب عظيم) * في النار. (177) * (إن الذين اشتروا الكفر بالايمان) * أي أخذوه بدله * (لن يضروا الله) * بكفرهم * (شيئا ولهم عذاب أليم) * مؤلم. (178) * (ولا يحسبن) * بالياء والتاء * (الذين كفروا أنما نملي) * أي إملاءنا * (لهم) * بتطويل الاعمار وتأخيرهم * (خير لانفسهم) * وأن ومعمولاها سدت مسد المفعولين في قراءة التحتانية ومسد الثاني في الاخرى * (إنما نملي) * نمهل * (لهم ليزدادوا إثما) * بكثرة المعاصي * (ولهم عذاب مهين) * ذو إهانة في الآخرة. (179) * (ما كان الله لينذر) * ليترك * (المؤمنين) * أيها الناس * (عليه) * من اختلاط المخلص بغيره * (حتى يميز) * بالتخفيف والتشديد يفصل * (الخبيث) * المنافق * (من الطيب) * المؤمن بالتكاليف الشاقة المبينة لذلك ففعل ذلك يوم أحد * (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) * فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز * (ولكن الله يجتبي) * يختار * (من رسله من يشاء) * فيطلعه على غيبه كما أطلع النبي صلى الله عليه وسلم على حال المنافقين * (فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا) * النفاق * (فلكم أجر عظيم) *. (180) * (ولا يحسبن) * بالياء والتاء * (الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) * أي بزكاته * (هو) * أي بخلهم * (خير لهم) * مفعول ثان والضمير للفصل والاول بخلهم مقدار قبل الموصول على الفوقانية وقبل الضمير على التحتانية * (بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به) * أي بزكاته من المال * (يوم القيامة) * بأن يجعل حية في عنقه تنهشه كما ورد في الحديث * (ولله ميراث السماوات والارض) * يرثهما بعد فناء أهلهما * (والله بما تعملون) * بالتاء والياء * (خبير) * فيجازيكم به. (181) * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) * وهم اليهود قالوه لما نزل (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) وقالوا كان غنيا ما استقرضناه * (سنكتب) * نأمر بكتب * (ما قالوا) * في صحائف أعمالهم ليجازوا عليه وفي قراءة بالياء مبنيا للمفعول * (و) * نكتب * (قتلهم) * بالنصب والرفع * (الانبياء بغير حق = الله منهم فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه فأنزل الله * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص) * أسباب نزول الآية 195 قوله تعالى: * (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * روى البخاري عن حذيفة قال: نزلت هذه الآية في النفقة وأخرج أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهم عن أبي أيوب الانصاري قال: نزلت هذه = (*)
[ 93 ]
ونقول) * بالنون والياء أي الله لهم في الآخرة على لسان الملائكة * (ذوقوا عذاب الحريق) * النار ويقال لهم إذا ألقوا فيها: (182) * (ذلك) * العذاب * (بما قدمت أيديكم) * عبر بها عن الانسان لان أكثر الافعال تزاول بها * (وأن الله ليس بظلام) * أي بذي ظلم * (للعبيد) * فيعذبهم بغير ذنب. (183) * (الذين) * نعت للذين قبله * (قالوا) * لمحمد * (إن الله) * قد * (عهد إلينا) * في التوراة * (ألا نؤمن لرسول) * نصدقه * (حتى يأتينا بقربان تأكله النار) * فلا نؤمن لك حتى تأتينا به وهو ما يتقرب به إلى الله من نعم وغيرها فإن قبل جاءت نار بيضاء من السماء فأحرقته وإلا بقي مكانه وعهد إلى بني إسرائيل ذلك إلا في المسيح ومحمد قال تعالى * (قل) * لهم توبيخا * (قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات) * بالمعجزات * (وبالذي قلتم) * كزكريا ويحيى فقتلتموهم والخطاب لمن في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان الفعل لاجدادهم لرضاهم به * (فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) * في أنكم تؤمنون عند الاتيان به. (184) * (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات) * المعجزات * (والزبر) * كصحف إبراهيم * (والكتاب) * وفي قراءة بإثبات الباء فيهما * (المنير) * الواضح هو التوراة والانجيل فاصبر كما صبروا. (185) * (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم) * جزاء أعمالكم * (يوم القيامة فمن زحزح) * بعد * (عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) * نال غاية مطلوبه * (وما الحياة الدنيا) * أي العيش فيها * (إلا متاع الغرور) * الباطل يتمتع به قليلا ثم يفنى. (186) * (لتبلون) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين، لتختبرن * (في أموالكم) * بالفرائض فيها والحوائج * (وأنفسكم) * بالعبادات والبلاء * (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) * اليهود والنصارى * (ومن الذين أشركوا) * من العرب * (أذى كثيرا) * من السب والطعن والتشبيب بنسائكم * (وإن تصبروا) * على ذلك * (وتتقوا) * بالفرائض = الآية فينا معشر الانصار لما أعز الله الاسلام وكثر ناصروه قال بعضنا لبعض سرا: إن أموالنا قد ضاعت وإن الله قد أعز الاسلام، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله يرد علينا ما قلنا (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فكانت التهلكة الاقامة على الاموال وإصلاحها وتركنا الغزو وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي جبيرة بن الضاحك قال كانت الانصار يتصدقون ويعطون = (*)
[ 94 ]
* (فإن ذلك من عزم الامور) * أي: من معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها. (187) * (و) * اذكر * (إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) * أي العهد عليهم في التوراة * (ليبيننه) * أي الكتاب * (للناس ولا يكتمونه) * أي الكتاب بالياء والتاء بالفعلين * (فنبذوه) * طرحوا الميثاق * (وراء ظهورهم) * فلم يعملوا به * (واشتروا به) * أخذوا بدله * (ثمنا قليلا) * من الدنيا من سفلتهم برياستهم في العلم فكتموه خوف فوته عليهم * (فبئس ما يشترون) * شراؤهم هذا. (188) * (لا تحسبن) * بالتاء والياء * (الذين يفرحون بما أتوا) * فعلوا في إضلال الناس * (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * من التمسك بالحق وهم على ضلال * (فلا تحسبنهم) * في الوجهين تأكيد * (بمفازة) * بمكان ينجون فيه * (من العذاب) * من الآخرة بل هم في مكان يعذبون فيه وهو جهنم * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم فيها، ومفعولا يحسب الاولى دل عليهما مفعولا الثانية على قراءة التحتانية وعلى الفوقانية حذف الثاني فقط. (189) * (ولله ما في السماوات والارض) * خزائن المطر والرزق والنبات وغيرها * (والله على كل شئ قدير) * ومنه تعذيب الكافرين وإنجاء المؤمنين. (190) * (إن في خلق السماوات والارض) * وما فيهما من العجائب * (واختلاف الليل والنهار) * بالمجئ والذهاب والزيادة والنقصان * (لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (لاولي الالباب) * لذوي العقول. (191) * (الذين) * نعت لما قبله أو بدل * (يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) * مضطجعين أي في كل حال، وعن ابن عباس يصلون كذلك حسب الطاقة * (ويتفكرون في خلق السماوات والارض) * ليستدلوا به على قدرة صانعهما يقولون * (ربنا ما خلقت هذا) * الخلق الذي نراه * (باطلا) * حال، عبثا بل دليلا على كمال قدرتك * (سبحانك) * تنزيها لك عن العبث * (فقنا عذاب النار) *. (192) * (ربنا إنك من تدخل النار) * للخلود فيها * (فقد أخزيته) * أهنته * (وما للظالمين) * = ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) الآية. وأخرج أيضا بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال كان الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفر لي فأنزل الله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وله شاهد عن البراء أخرجه الحاكم. أسباب نزول الآية 196 قوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال جاء رجل إلى = (*)
[ 95 ]
الكافرين، فيه وضع الظاهر موضع المضمر إشعارا بتخصيص الخزي بهم * (من أنصار) * يمنعونهم من عذاب الله تعالى. (193) * (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي) * يدعو الناس * (للايمان) * أي إليه وهو محمد أو القرآن * (أن) * أي بأن * (آمنوا بربكم فآمنا) * به * (ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر) * حط * (عنا سيئاتنا) * فلا تظهرها بالعقاب عليها * (وتوفنا) * إقبض أرواحنا * (مع) * في جملة * (الابرار) * الانبياء الصالحين. (194) * (ربنا وآتنا) * أعطنا * (ما وعدتنا) * به * (على) * ألسنة * (رسلك) * من الرحمة والفضل وسؤالهم ذلك وإن كان وعده تعالى لا يخلف سؤال أن يجعلهم من مستحقيه لانهم لم يتيقنوا استحقاقهم له وتكرير ربنا مبالغة في التضرع * (ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد) * الوعد بالبعث والجزاء. (195) * (فاستجاب لهم ربهم) * دعاءهم * (أني) * أي بأني * (لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم) * كائن * (من بعض) * أي الذكور من الاناث وبالعكس والجملة مؤكدة لما قبلها أي هم سواء في المجازاة بالاعمال وترك تضييعها، نزلت لما قالت أم سلمة يا رسول الله إني لا أسمع ذكر النساء في الهجرة بشئ * (فالذين هاجروا) * من مكة إلى المدينة * (وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي) * ديني * (وقاتلوا) * الكفار * (وقتلوا) * بالتخفيف والتشديد وفي قراءة بتقديمه * (لاكفرن عنهم سيئاتهم) * أسترها بالمغفرة * (ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا) * مصدر من معنى لاكفرن مؤكد له * (من عند الله) * فيه التفات عن التكلم * (والله عنده حسن الثواب) * الجزاء. (196) ونزل لما قال المسلمون: أعداء الله فيما نرى من الخير ونحن في الجهد: * (لا يغرنكم تقلب الذين كفروا) * تصرفهم * (في البلاد) * بالتجارة والكسب. (197) هو * (متاع قليل) * يتمتعون به يسيرا في الدنيا ويفنى * (ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) * الفراش هي. = النبي صلى الله عليه وسلم متضمخا بالزعفران عليه جبة فقال كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي ؟ فأنزل الله (وأتموا الحج والعمرة لله). فقال صلى الله عليه وسلم أين السائل عن العمرة ؟ فقال ها أنذا فقال له صلى الله عليه وسلم: الق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ما استطعت ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك قوله تعالى (فمن كان منكم مريضا) الآية. روى البخاري عن كعب بن عجرة أنه سئل عن قوله (ففدية من = (*)
[ 96 ]
(198) * (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين) * أي مقدرين بالخلود * (فيها نزلا) * وهو ما يعد للضيف ونصبه على الحال من جنات والعامل فيها معنى الظرف * (من عند الله وما عند الله) * من الثواب * (خير للابرار) * من متاع الدنيا. (199) * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * كعبد الله بن سلام وأصحابه والنجاشي * (وما أنزل إليكم) * أي القرآن * (وما أنزل إليهم) * أي التوراة والانجيل * (خاشعين) * حال من ضمير يؤمن مراعى فيه معنى من أي: متواضعين * (لله لا يشترون بآيات الله) * التي عندهم في التوراة والانجيل من بعث النبي صلى الله عليه وسلم * (ثمنا قليلا) * من الدنيا بأن يكتموها خوفا على الرياسة كفعل غيرهم من اليهود * (أولئك لهم أجرهم) * ثواب أعمالهم * (عند ربهم) * يؤتونه مرتين كما في القصص * (إن الله سريع الحساب) * يحاسب الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا. (200) * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) * على الطاعات والمصائب وعن المعاصي * (وصابروا) * الكفار فلا يكونوا أشد صبرا منكم * (ورابطوا) * أقيموا على الجهاد * (واتقوا الله) * في جميع أحوالكم * (لعلكم تفلحون) * تفوزون بالجنة وتنجون من النار. = صيام قال حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا أما تجد شاة ؟ قلت لا قال صم ثلاثة أيام وأطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك فنزلت في خاصة وهي لكم عامة وأخرج أحمد عن كعب قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونحن محرومون وقد حصر المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر = (*)
[ 97 ]
(سورة النساء) [ مدنية وآياتها 176 أو 177 نزلت بعد الممتحنة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (اتقوا ربكم) * أي عقابه بأن تطيعوه * (الذي خلقكم من نفس واحدة) * آدم * (وخلق منها زوجها) * حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى * (وبث) * فرق ونشر * (منهما) * من آدم وحواء * (رجالا كثيرا ونساء) * كثيرة * (واتقوا الله الذي تسألون) * فيه إدغام التاء في الاصل في السين وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون * (به) * فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض أسألك بالله وأنشدك بالله * (و) * اتقوا * (الارحام) * أن تقطعوها وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به، وكانوا يتناشدون بالرحم * (إن الله كان عليكم رقيبا) * حافظا لاعمالكم فيجازيكم بها أي لم يزل متصفا بذلك. (2) ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه: * (وآتوا اليتامى) * الصغار الذين لا أب لهم * (أموالهم) * إذا بلغوا * (ولا تتبدلوا الخبيث) * الحرام * (بالطيب) * الحلال أي تأخذوه بدله كما تفعلون من أخذ الجيد من مال اليتيم وجعل الردئ من مالكم مكانه * (ولا تأكلوا أموالهم) * مضمومة * (إلى أموالكم إنه) * أي أكلها * (كان حوبا) * ذنبا * (كبيرا) * عظيما ولما نزلت تحرجوا من ولاية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من الازواج فلا يعدل بينهن فنزل: (3) * (وإن خفتم أ) * ن * (لا تقسطوا) * تعدلوا * (في اليتامى) * فتحرجتم من أمرهم فخافوا = في النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيؤذيك هوام رأسك فأمره أن يحلق فقال ونزلت هذه الآية (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك). وأخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تنثر هوام رأسه على وجهه فقال يا رسول هذا القمل قد ألكني فأنزل الله في ذلك الموقف (فمن كان منكم مريضا) الآية. (*)
[ 98 ]
أيضا أن لا تعدلوا بين النساء إذا نكحتموهن * (فانكحوا) * تزوجوا * (ما) * بمعنى من * (طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) * أي اثنتين اثنتين وثلاثا وثلاثا وأربعا وأربعا ولا تزيدوا على ذلك * (فإن خفتم أ) * ن * (لا تعدلوا) * فيهن بالنفقة والقسم * (فواحدة) * انكحوها * (أو) * اقتصروا على * (ما ملكت أيمانكم) * من الاماء إذ ليس لهن من الحقوق ما للزوجات * (ذلك) * أي نكاح الاربع فقط أو الواحدة أو التسري * (أدنى) * أقرب إلى * (ألا تعولوا) * تجوروا. (4) * (وآتوا) * أعطوا * (النساء صدقاتهن) * جمع صدقة مهورهن * (نحلة) * مصدر عطية عن طيب نفس * (فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا) * تمييز محول عن الفاعل أي طابت أنفسهن لكم عن شئ من الصداق فوهبنه لكم * (فكلوه هنيئا) * طيبا * (مريئا) * محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم في الآخرة نزلت ردا على من كره ذلك. (5) * (ولا تؤتوا) * أيها الاولياء * (السفهاء) * المبذرين من الرجال والنساء والصبيان * (أموالكم) * أي أموالكم التي في أيديكم * (التي جعل الله لكم قياما) * مصدر قام أي تقوم بمعاشكم وصلاح أولادكم فيضعوها في غير وجهها، وفي قراءة قيما جمع قيمة ما تقوم به الامتعة * (وارزقوهم) * أي أطعموهم منها * (واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) * عدوهم عدة جميلة بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا. (6) * (وابتلوا) * اختبروا * (اليتامى) * قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم * (حتى إذا بلغوا النكاح) * أي صاروا أهلا له بالاحتلام أو السن وهو استكمال خمس عشرة سنة عند الشافعي * (فإن آنستم) * أبصرتم * (منهم رشدا) * صلاحا في دينهم ومالهم * (فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها) * أيها الاولياء * (إسرافا) * بغير حق حال * (وبدارا) * أي مبادرين إلى إنفاقها مخافة * (أن يكبروا) * رشداء فيلزمكم تسليمها إليهم * (ومن كان) * من الاولياء * (غنيا فليستعفف) * أي يعف عن مال اليتيم ويمتنع من أكله * (ومن كان فقيرا فليأكل) * منه * (بالمعروف) * بقدر أجرة عمله * (فإذا دفعتم إليهم) * أي إلى اليتامى * (أموالهم فأشهدوا عليهم) * أنهم تسلموها وبرئتم لئلا يقع اختلاف أسباب نزول الآية 197 قوله تعالى (وتزودوا) الآية روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن متوكلون فأنزل الله (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى). أسباب نزول الآية 198 قوله تعالى (ليس عليكم جناح) الآية روى البخاري عن ابن عباس قال كانت عكاظ ومجنة وذو = (*)
[ 99 ]
فترجعوا إلى البينة وهذا أمر إرشاد * (وكفى بالله) * الباء زائدة * (حسيبا) * حافظا لاعمال خلقه ومحاسبهم (7) ونزل ردا لما كان عليه في الجاهلية من عدم توريث النساء والصغار: * (للرجال) * الاولاد والاقرباء * (نصيب) * حظ * (مما ترك الوالدان والاقربون) * المتوفون * (وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه) * أي المال * (أو كثر) * جعله الله * (نصيبا مفروضا) * مقطوعا بتسليمه إليهم (8) * (وإذا حضر القسمة) * الميراث * (أولوا القربى) * ذوو القرابة ممن لا يرث * (واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) * شيئا قبل القسمة * (وقولوا) * أيها الاولياء * (لهم) * إذا كان الورثة صغارا * (قولا معروفا) * جميلا بأن تعتذروا إليهم أنكم لا تملكونه وأنه للصغار وهذا قيل إنه منسوخ وقيل لا ولكن تهاون الناس في تركه وعليه فهو ندب وعن ابن عباس واجب. (9) * (وليخش) * أي ليخف على اليتامى * (الذين لو تركوا) * أي قاربوا أن يتركوا * (من خلفهم) * أي بعد موتهم * (ذرية ضعافا) * أولادا صغارا * (خافوا عليهم) * الضياع * (فليتقوا الله) * في أمر اليتامى وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم * (وليقولوا) * لمن حضرته الوفاة * (قولا سديدا) * صوابا بأن يأمروه أن يتصدق بدون ثلثه ويدع الباقي لورثته ولا يتركهم عالة. (10) * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) * بغير حق * (إنما يأكلون في بطونهم) * أي ملاها * (نارا) * لانه يؤول إليها * (وسيصلون) * بالبناء للفاعل والمفعول يدخلون * (سعيرا) * نارا شديدة يحترقون فيها. (11) * (يوصيكم) * يأمركم * (الله في) * شأن * (أولادكم) * بما يذكر * (للذكر) * منهم * (مثل حظ) * نصيب * (الانثيين) * إذا اجتمعتا معه فله نصف المال ولهما النصف فإن كان معه واحدة فلها الثلث وله الثلثان وإن انفرد حاز المال * (فإن كن) * أي الاولاد * (نساء) * فقط * (فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك) * الميت وكذا الاثنتان لانه للاختين بقوله (فلهما الثلثان مما ترك) فهما أولى ولان البنت تستحق الثلث مع الذكر فمع الانثى أولى (وفوق) قيل = المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فنزلت (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) في مواسم الحج وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير والحاكم وغيرهم من طرق عن أبي أمامة التيمي قال قلت لابن عمر إنا نكري فهل لنا من حج ؟ فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه = (*)
[ 100 ]
صلة وقيل لدفع توهم زيادة النصيب بزيادة العدد لما فهم استحقاق البنتين الثلثين من جعل الثلث للواحدة مع الذكر * (وإن كانت) * المولودة * (واحدة) * وفي قراءة بالرفع فكان تامة * (فلها النصف ولابويه) * أي الميت ويبدل منهما * (لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد) * ذكر أو أنثى ونكتة البدل إفادة أنهما لا يشتركان فيه وألحق بالولد ولد الابن وبالاب الجد * (فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه) * فقط أو مع زوج * (فلامه) * بضم الهمزة وكسرها فرارا من الانتقال من ضمة إلى كسرة لثقله في الموضعين * (الثلث) * أي ثلث المال أو ما يبقى بعد الزوج والباقي للاب * (فإن كان له إخوة) * أي اثنان فصاعدا ذكورا أو إناثا * (فلامه السدس) * والباقي للاب ولا شئ للاخوة وإرث من ذكر ما ذكر * (من بعد) * تنفيذ * (وصية يوصي) * بالبناء للفاعل والمفعول * (بها أو) * قضاء * (دين) * عليه وتقديم الوصية على الدين وإن كانت مؤخرة عنه في الوفاء للاهتمام بها * (آباؤكم وأبناؤكم) * مبتدأ خبره * (لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) * في الدنيا والآخرة فظان أن ابنه أنفع له فيعطيه الميراث فيكون الاب أنفع وبالعكس وإنما العالم بذلك هو الله ففرض لكم الميراث * (فريضة من الله إن الله كان عليما) * بخلقه * (حكيما) * فيما دبره لهم: أي لم يزل متصفا بذلك (12) * (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد) * منكم أو من غيركم * (فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين) * وألحق بالولد في ذلك ولد الابن بالاجماع * (ولهن) * أي الزوجات تعددن أولا * (الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد) * منهن أو من غيرهن * (فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين) * وولد الابن في ذلك كالولد إجماعا * (وإن كان رجل يورث) * صفة والخبر * (كلالة) * أي لا والد له ولا ولد * (أو امرأة) * تورث كلالة * (وله) * أي للمورث كلالة * (أخ أو أخت) * أي من أم وقرأ به ابن مسعود وغيره * (فلكل واحد منهما السدس) * مما ترك * (فإن كانوا) * = الآية (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنتم حجاج. أسباب نزول الآية 199 قوله تعالى: (ثم أفيضوا) أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كانت العرب تقف بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة، فأنزل الله (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) وأخرج ابن المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: = (*)
[ 101 ]
أي الاخوة والاخوات من الام * (أكثر من ذلك) * أي من واحد * (فهم شركاء في الثلث) * يستوى فيه ذكرهم وأنثاهم * (من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار) * حال من ضمير يوصى أي غير مدخل الضرر على الورثة بأن يوصى بأكثر من الثلث * (وصية) * مصدر مؤكد ليوصيكم * (من الله والله عليم) * بما دبره لخلقه من الفرائض * (حليم) * بتأخير العقوبة عمن خالفه وخصت السنة توريث من ذكر بمن ليس فيه مانع من قتل أو اختلاف دين أو رق (13) * (تلك) * الاحكام المذكورة من أمر اليتامى وما بعده * (حدود الله) * شرائعه التي حدها لعباده ليعملوا بها ولا يتعدوها * (ومن يطع الله ورسوله) * فيما حكم به * (يدخله) * بالياء والنون التفاتا * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) * (14) * (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله) * بالوجهين * (نارا خالدا فيها وله) * فيها * (عذاب مهين) * ذو إهانة روعي في الضمائر في الآيتين لفظ من وفي خالدين معناها (15) * (واللاتي يأتين الفاحشة) * الزنا * (من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم) * أي من رجالكم المسلمين * (فإن شهدوا) * عليهن بها * (فأمسكوهن) * احبسوهن * (في البيوت) * وامنعوهن من مخالطة الناس * (حتى يتوفاهن الموت) * أي ملائكته * (أو) * إلى أن * (يجعل الله لهن سبيلا) * طريقا إلى الخروج منها أمروا بذلك أول الاسلام ثم جعل لهن سبيلا بجلد البكر مائة وتغريبها عاما ورجم المحصنة وفى الحديث لما بين الحد قال (خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا) رواه مسلم (16) * (والذان) * بتخفيف النون وتشديدها * (يأتيانها) * أي الفاحشة الزنا أو اللواط * (منكم) * أي الرجال * (فآذوهما) * بالسب والضرب بالنعال * (فإن تابا) * منها * (وأصلحا) * العمل * (فأعرضوا عنهما) * ولا تؤذوهما * (إن الله كان توابا) * على من تاب * (رحيما) * به وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط عند الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب، وإرادة اللواط أظهر بدليل تثنية الضمير والاول قال = كانت قريش يقفون بالمزدلفة ويقف الناس بعرفة إلا شيبة بن ربيعة فأنزل الله (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس). أسباب نزول الآية 200 قوله تعالى (فإذا قضيتم) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم فأنزل الله (فإذا قضيتم = (*)
[ 102 ]
أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما في الاذى والتوبة والاعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس (17) * (إنما التوبة على الله) * أي التي كتب على نفسه قبولها بفضله * (للذين يعملون السوء) * المعصية * (بجهالة) * حال أي جاهلين إذا عصوا ربهم * (ثم يتوبون من) * زمن * (قريب) * قبل أن يغرغروا * (فأولئك يتوب الله عليهم) * يقبل توبتهم * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حكيما) * في صنعه بهم (18) * (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) * الذنوب * (حتى إذا حضر أحدهم الموت) * وأخذ في النزع * (قال) * عند مشاهدة ما هو فيه * (إني تبت الآن) * فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه * (ولا الذين يموتون وهم كفار) * إذا تابوا في الآخرة عند معاينة العذاب لا تقبل منهم * (أولئك أعتدنا) * أعددنا * (لهم عذابا أليما) * مؤلما (19) * (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء) * أي ذاتهن * (كرها) * بالفتح والضم لغتان أي مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاءوا تزوجوهن بلا صداق أو زوجوهن وأخذوا صداقهن أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثنه أو يمتن فيرثوهن فنهوا عن ذلك * (ولا) * أن * (تعضلوهن) * أي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهن ولا رغبة لكم فيهن ضرارا * (لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) * من المهر * (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) * بفتح الياء وكسرها أي بينت أو هي بينة أي زنا أو نشوز فلكم أن تضاروهن حتى يفتدين منكم ويختلعن * (وعاشروهن بالمعروف) * أي بالاجمال في القول والنفقة والمبيت * (فإن كرهتموهن) * فاصبروا * (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) * ولعله يجعل فيهن ذلك بأن يرزقكم منهن ولدا صالحا (20) * (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج) * أي أخذها بدلها بأن طلقتموها * (و) * قد * آتيتم إحداهن) * أي الزوجات * (قنطارا) * مالا كثيرا صداقا * (فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا) * ظلما * (وإثما مبينا) * بينا ونصبهما على الحال والاستفهام للتوبيخ وللانكار في قوله = مناسككم فاذكروا الله) الآية وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة وذكروا آباءهم في الجاهلية وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان قوم من الاعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاء وحسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم (فمن الناس من يقول ربنا) = (*)
[ 103 ]
(21) * (وكيف تأخذونه) * أي بأي وجه * (وقد أفضى) * وصل * (بعضكم إلى بعض) * بالجماع المقرر للمهر * (وأخذن منكم ميثاقا) * عهدا * (غليظا) * شديدا وهو ما أمر الله به من إمساكهن بمعروف أو تسريحهن بإحسان (22) * (ولا تنكحوا ما) * بمعنى من * (نكح آباؤكم من النساء إلا) * لكن * (ما قد سلف) * من فعلكم ذلك فإنه معفو عنه * (إنه) * أي نكاحهن * (كان فاحشة) * قبيحا * (ومقتا) * سببا للمقت من الله وهو أشد البغض * (وساء) * بئس * (سبيلا) * طريقا ذلك (23) * (حرمت عليكم أمهاتكم) * أن تنكحوهن وشملت الجدات من قبل الاب أو الام * (وبناتكم) * وشملت بنات الاولاد وإن سفلن * (وأخواتكم) * من جهة الاب أو الام * (وعماتكم) * أي أخوات آبائكم وأجدادكم * (وخالاتكم) * أي أخوات أمهاتكم وجداتكم * (وبنات الاخ وبنات الاخت) * ويدخل فيهن أولادهم * (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) * قبل استكمال الحولين خمس رضعات كما بينه الحديث * (وأخواتكم من الرضاعة) * ويلحق بذلك بالسنة البنات منها وهن من أرضعتهم موطوأته والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت منها لحديث (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) رواه البخاري ومسلم * (وأمهات نسائكم وربائبكم) * جمع ربيبة وهى بنت الزوجة من غيره * (اللاتي في حجوركم) * تربونهن صفة موافقة للغالب فلا مفهوم لها * (من نسائكم اللاتي دخلتم بهن) * أي جامعتموهن * (فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم) * في نكاح بناتهن إذا فارقتموهن * (وحلائل) * أزواج * (أبنائكم الذين من أصلابكم) * بخلاف من تبنيتموهم فلكم نكاح حلائلهم * (وإن تجمعوا بين الاختين) * من نسب أو رضاع بالنكاح ويلحق بهما بالسنة الجمع بينها وبين عمتها أو خالتها ويجوز نكاح كل واحدة على الانفراد وملكهما معا ويطأ واحدة * (إلا) * لكن * (ما قد سلف) * في الجاهلية من نكاحهم بعض ما ذكر فلا جناح عليكم فيه * (إن الله كان غفورا) * لما سلف منكم قبل النهي * (رحيما) * بكم في ذلك = آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاف) ويجئ بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب). أسباب نزول الآية 204 قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك) الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن = (*)
[ 104 ]
(24) * (و) * حرمت عليكم * (المحصنات) * أي ذوات الازواج * (من النساء) * أن تنكحوهن قبل مفارقة أزواجهن حرائر مسلمات كن أو لا * (إلا ما ملكت أيمانكم) * من الاماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء * (كتاب الله) * نصب على المصدر أي كتب ذلك * (عليكم وأحل) * بالبناء للفاعل والمفعول * (لكم ما وراء ذلكم) * أي سوى ما حرم عليكم من النساء * (أن تبتغوا) * تطلبوا النساء * (بأموالكم) * بصداق أو ثمن * (محصنين) * متزوجين * (غير مسافحين) * زانين * (فما) * فمن * (استمتعتم) * تمتعتم * (به منهن) * ممن تزوجتم بالوطئ * (فآتوهن أجورهن) * مهورهن التي فرضتم لهن * (فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم) * أنتم وهن * (به من بعد الفريضة) * من حطها أو بعضها أو زيادة عليها * (إن الله كان عليما) * بخلقه * (حكيما) * فيما دبره لهم (25) * (ومن لم يستطع منكم طولا) * أي غنى ل * (أن ينكح المحصنات) * الحرائر * (المؤمنات) * هو جري على الغالب فلا مفهوم له * (فمن ما ملكت أيمانكم) * ينكح * (من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم) * فاكتفوا بظاهره وكلوا السرائر إليه فإنه العالم بتفضيلها ورب أمة تفضل حرة فيه وهذا تأنيس بنكاح الاماء * (بعضكم من بعض) * أي أنتم وهن سواء في الدين فلا تستنكفوا من نكاحهن * (فانكحوهن بإذن أهلهن) * مواليهن * (وآتوهن) * أعطوهن * (أجورهن) * مهورهن * (بالمعروف) * من غير مطل ونقص * (محصنات) * عفائف حال * (غير مسافحات) * زانيات جهرا * (ولا متخذات أخدان) * أخلاء يزنون بهن سرا * (فإذا أحصن) * زوجن وفي قراءة بالبناء للفاعل تزوجن * (فإن أتين بفاحشة) * زنا * (فعليهن نصف ما على المحصنات) * الحرائر الابكار إذا زنين * (من العذاب) * الحد فيجلدن خمسين ويغربن نصف سنة ويقاس عليهن العبيد ولم يجعل الاحصان شرطا لوجوب الحد لافادة أنه لا رجم عليهن أصلا * (ذلك) * أي نكاح المملوكات عند عدم الطول * (لمن خشي) * خاف * (العنت) * الزنا وأصله المشقة سمي به الزنا لانه سببها بالحد في الدنيا والعقوبة في الآخرة * (منكم) * بخلاف من = ابن عباس قال لما أصيبت السرية التي فيها عاصم ومرثد، قال رجلان من المنافقين يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا هكذا لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله (ومن الناس من يعجبك قوله) الآية. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: نزلت في الاخنس بن شريق أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر له الاسلام، فأعجبه ذلك منه ثم خرج فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، = (*)
[ 105 ]
لا يخافه من الاحرار فلا يحل له نكاحها وكذا من استطاع طول حرة وعليه الشافعي وخرج بقوله (من فتياتكم المؤمنات) الكافرات: فلا يحل له نكاحها ولو عدم وخاف * (وأن تصبروا) * عن نكاح المملوكات * (خير لكم) * لئلا يصير الولد رقيقا * (والله غفور رحيم) * بالتوسعة في ذلك (26) * (يريد الله ليبين لكم) * شرائع دينكم ومصالح أمركم * (ويهديكم سنن) * طرائق * (الذين من قبلكم) * من الانبياء في التحليل والتحريم فتتبعوهم * (ويتوب عليكم) * يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته * (والله عليم) * بكم * (حكيم) * فيما دبره لكم (27) * (والله يريد أن يتوب عليكم) * كرره ليبني عليه * (ويريد الذين يتبعون الشهوات) * اليهود والنصارى أو المجوس أو الزناة * (أن تميلوا ميلا عظيما) * تعدلوا عن الحق بارتكاب ما حرم عليكم فتكونوا مثلهم (28) * (يريد الله أن يخفف عنكم) * يسهل عليكم أحكام الشرع * (وخلق الانسان ضعيفا) * لا يصبر عن النساء والشهوات (29) * (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * بالحرام في الشرع كالربا والغصب * (إلا) * لكن * (أن تكون) * تقع * (تجارة) * وفي قراءة بالنصب أن تكون الاموال أموال تجارة صادرة * (عن تراض منكم) * وطيب نفس فلكم أن تأكلوها * (ولا تقتلوا أنفسكم) * بارتكاب ما يؤدي إلى هلاكها أيا كان في الدنيا أو الآخرة بقرينة * (إن الله كان بكم رحيما) * في منعه لكم من ذلك (30) * (ومن يفعل ذلك) * أي ما نهي عنه * (عدوانا) * تجاوزا للحلال حال * (وظلما) * تأكيد * (فسوف نصليه) * ندخله * (نارا) * يحترق فيها * (وكان ذلك على الله يسيرا) * هينا (31) * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) * وهي ما ورد عليها وعيد كالقتل والزنا والسرقة وعن ابن عباس هي إلى السبعمائة أقرب * (نكفر عنكم سيئاتكم) * الصغائر بالطاعات * (وندخلكم مدخلا) * بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا * (كريما) * هو الجنة (32) * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) * من جهة الدنيا أو الدين لئلا يؤدى إلى التحاسد والتباغض * (للرجال نصيب) * = فأحرق الزرع وعقر الحمر، فأنزل الله الآية. أسباب نزول الآية 207 قوله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه) الآية، أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ثم = (*)
[ 106 ]
ثواب * (مما اكتسبوا) * بسبب ما عملوا من الجهاد وغيره * (وللنساء نصيب مما اكتسبن) * من طاعة أزواجهن وحفظ فروجهن نزلت لما قالت أم سلمة: ليتنا كنا رجالا فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال * (واسألوا) * بهمزة ودونها * (الله من فضله) * ما احتجتم إليه يعطكم * (إن الله كان بكل شئ علما) * ومنه محل الفضل وسؤالكم (33) * (ولكل) * من الرجال والنساء * (جعلنا موالي) * عصبة يعطون * (مما ترك الوالدان والاقربون) * لهم من المال * (والذين عاقدت) * بألف ودونها * (أيمانكم) * جمع يمين بمعنى القسم أو اليد أي الحلفاء الذين عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة والارث * (فآتوهم) * الآن * (نصيبهم) * حظوظهم من الميراث وهو السدس * (إن الله كان على كل شئ شهيدا) * مطلعا ومنه حالكم وهذا منسوخ بقوله (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض). (34) * (الرجال قوامون) * مسلطون * (على النساء) * يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن * (بما فضل الله بعضهم على بعض) * أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك * (وبما أنفقوا) * عليهن * (من أموالهم فالصالحات) * منهن * (قانتات) * مطيعات لازواجهن * (حافظات للغيب) * أي لفروجهن وغيرها في غيبة أزواجهن * (بما حفظ) * لهن * (الله) * حيث أوصى عليهن الازواج * (واللاتي تخافون نشوزهن) * عصيانهن لكم بأن ظهرت أمارته * (فعظوهن) * فخوفوهن الله * (واهجروهن في المضاجع) * اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرن النشوز * (واضربوهن) * ضربا غير مبرح إن لم يرجعن بالهجران * (فإن أطعنكم) * فيما يراد منهن * (فلا تبغوا) * تطلبوا * (عليهن سبيلا) * طريقا إلى ضربهن ظلما * (إن الله كان عليا كبيرا) * فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتموهن. (35) * (وإن خفتم) * علمتم * (شقاق) * خلاف * (بينهما) * بين الزوجين والاضافة للاتساع أي شقاقا بينهما * (فابعثوا) * إليهما برضاهما * (حكما) * رجلا عدلا * (من أهله) * أقاربه * (وحكما من أهلها) * ويوكل الزوج حكمه في طلاق وقبول عوض عليه وتوكل هي حكمها في الاختلاع فيجهتدان ويأمران الظالم بالرجوع أو يفرقان إن رأياه = قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسفي ما بقي في يدي منه شئ ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة وخليتم سبيلي قالوا نعم فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال ربح البيع أبا يحيى ربح أبا يحيى ونزلت (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللله والله رؤوف بالعباد) وأخرج الحاكم في المستدرك = (*)
[ 107 ]
قال تعالى * (إن يريدا) * أي الحكمان * (إصلاحا يوفق الله بينهما) * بين الزوجين أي يقدرهما على ما هو الطاعة من إصلاح أو فراق * (إن الله كان عليما) * بكل شئ * (خبيرا) * بالبواطن كالظواهر. (36) * (واعبدوا الله) * وحدوه * (ولا تشركوا به شيئا) * أحسنوا * (بالوالدين إحسانا) * برا ولين جانب * (وبذي القربى) * القرابة * (واليتامى والمساكين والجار ذي القربى) * القريب منك في الجوار أو النسب * (والجار الجنب) * البعيد عنك في الجوار أو النسب * (والصاحب بالجنب) * الرفيق في سفر أو صناعة وقيل الزوجة * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره * (وما ملكت أيمانكم) * من الارقاء * (إن الله لا يحب من كان مختالا) * متكبرا * (فخورا) * على الناس بما أوتي. (37) * (الذين) * مبتدأ * (يبخلون) * بما يجب عليهم * (ويأمرون الناس بالبخل) * به * (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) * من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ لهم وعيد شديد * (وأعتدنا للكافرين) * بذلك وبغيره * (عذابا مهينا) * ذا إهانة. (38) * (والذين) * عطف على الذين قبله * (ينفقون أموالهم رئاء الناس) * مرائين لهم * (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) * كالمنافقين وأهل مكة * (ومن يكن الشيطان له قرينا) * صاحبا يعمل بأمره كهؤلاء * (فساء) * بئس * (قرينا) * هو. (39) * (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله) * أي أي ضرر عليهم في ذلك والاستفهام للانكار ولو مصدرية أي لا ضرر فيه وإنما الضرر فيما هم عليه * (وكان الله بهم عليما) * فيجازيهم بما عملوا. (40) * (إن الله لا يظلم) * أحدا * (مثقال) * وزن * (ذرة) * أصغر نملة بأن ينقصها من حسناته أو يزيدها في سيئاته * (وإن تك) * الذرة * (حسنة) * من مؤمن وفي قراءة بالرفع فكان تامة * (يضاعفها) * من عشر إلى أكثر من سبعمائة وفي قراءة يضعفها بالتشديد * (ويؤت من لدنه) * من عنده مع المضاعفة * (أجرا عظيما) * لا يقدره أحد. (41) * (فكيف) * حال الكفار * (إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * يشهد عليها بعملها وهو نبيها * (وجئنا بك) * يا محمد * (على هؤلاء شهيدا) * يوم المجئ. (42) * (يومئذ) * يوم المجئ * (يود الذين كفروا = نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة وأخرجه أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وفيه التصريح بنزول الآية وقال صحيح على شرط مسلم وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت في صهيب وأبي ذر وجندب بن السكن أحد أهل أبي ذر. (*)
[ 108 ]
وعصوا الرسول لو) * أي أن * (تسوى) * بالبناء للمفعول والفاعل مع حذف إحدى التاءين في الاصل ومع إدغامها في السين أي تتسوى * (بهم الارض) * بأن يكونوا ترابا مثلها لعظم هوله كما في آية أخرى (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) * (ولا يكتمون الله حديثا) * عما عملوه وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون (والله ربنا ما كنا مشتركين). (43) * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) * أي لا تصلوا * (وأنتم سكارى) * من الشراب لان سبب نزولها صلاة جماعة في حال سكر * (حتى تعلموا ما تقولون) * بأن تصحوا * (ولا جنبا) * بإيلاج أو إنزال ونصبه على الحال وهو يطلق على المفرد وغيره * (إلا عابري) * مجتازي * (سبيل) * طريق أي مسافرين * (حتى تغتسلوا) * فلكم أن تصلوا واستثناء المسافر لان له حكما آخر سيأتي وقيل المراد النهي عن قربان مواضع الصلاة أي المساجد إلا عبورها من غير مكث * (وإن كنتم مرضى) * مرضا يضره الماء * (أو على سفر) * أي مسافرين وأنتم جنب أو محدثون * (أو جاء أحد منكم من الغائط) * هو المكان المعد لقضاء الحاجة أي أحدث * (أو لامستم النساء) * وفي قراءة بلا ألف وكلاهما بمعنى اللمس هو الجس باليد قاله ابن عمر وعليه الشافعي وألحق به الجس بباقي البشرة وعن ابن عباس هو الجماع * (فلم تجدوا ماء) * تتطهرون به للصلاة بعد الطلب والتفتيش وهو راجع إلى ما عدا المرضى * (فتيمموا) * اقصدوا بعد دخول الوقت * (صعيدا طيبا) * ترابا طاهرا فاضربوا به ضربتين * (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) * مع المرفقين منه ومسح يتعدى بنفسه وبالحرف * (إن الله كان عفوا غفورا) *. (44) * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا) * حظا * (من الكتاب) * وهم اليهود * (يشترون الضلالة) * بالهدى * (ويريدون أن تضلوا السبيل) * تخطئوا الطريق الحق لتكونوا مثلهم. (45) * (والله أعلم بأعدائكم) * منكم فيخبركم بهم لتجتنبوهم * (وكفى بالله وليا) * حافظا لكم منهم * (وكفى بالله نصيرا) * مانعا لكم من كيدهم. (46) * (من الذين هادوا) * قوم * (يحرفون) * يغيرون * (الكلم) * الذي أنزل الله في التوراة أسباب نزول الآية 208 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم) الآية. أخرج اب نجرير عن عكرمة قال: قال عبد الله بن سلام وثعلبة واين يامين وأسد وأسيد ابنا كعب وسعيد بن عمروا وقيس بن زيد كلهم من يهود يا رسول الله يوم السبت يوم نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله فدعنا فنقم بها الليل فنزلت (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) الآية. (*)
[ 109 ]
من نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (عن مواضعه) * التي وضع عليها * (ويقولون) * للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بشئ * (سمعنا) * قولك * (وعصينا) * أمرك * (واسمع غير مسمع) * حال بمعنى الدعاء أي لا سمعت * (و) * يقولون له * (راعنا) * وقد نهى عن خطابه بها وهي كلمة سب بلغتهم * (ليا) * تحريفا * (بألسنتهم وطعنا) * قدحا * (في الدين) * الاسلام * (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا) * بدل وعصينا * (واسمع) * فقط * (وانظرنا) * انظر إلينا بدل راعنا * (لكان خيرا لهم) * مما قالوه * (وأقوم) * أعدل منه * (ولكن لعنهم الله) * أبعدهم عن رحمته * (بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) * منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه. (47) * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا) * من القرآن * (مصدقا لما معكم) * من التوراة * (من قبل أن نطمس وجوها) * نمحو ما فيها من العين والانف والحاجب * (فنردها على أدبارها) * فنجعلها كالاقفاء لوحا واحدا * (أو نلعنهم) * نمسخهم قردة * (كما لعنا) * مسخنا * (أصحاب السبت) * منهم * (وكان أمر الله) * قضاؤه * (مفعولا) * ولما نزلت أسلم عبد الله بن سلام فقيل كان وعيدا بشرط فلما أسلم بعضهم رفع وقيل يكون طمس ومسخ قبل قيام الساعة. (48) * (إن الله لا يغفر أن يشرك) * أي الاشراك * (به ويغفر ما دون) * سوى * (ذلك) * من الذنوب * (لمن يشاء) * المغفرة له بأن يدخله الجنة بلا عذاب ومن شاء عذبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة * (ومن يشرك بالله فقد افترى إثما) * ذنبا * (عظيما) * كبيرا. (49) * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * وهم اليهود حيث قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه أي ليس الامر بتزكيتهم أنفسهم * (بل الله يزكي أنفسهم) * يطهر * (من يشاء) * بالايمان * (ولا يظلمون) * ينقصون من أعمالهم * (فتيلا) * قدر قشرة النواة (50) * (أنظر) * متعجبا * (كيف يفترون على الله الكذب) * بذلك * (وكفى به إثما مبينا) * بينا. (51) ونزل في كعب بن الاشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر وحرضوا المشركين على الاخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) * أسباب نزول الآية 214 قوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة). الآية. قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال نزلت هذه الآية في يوم الاحزاب أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بلاء وحصر. أسباب نزول الآية 215 قوله تعالى (يسألونك ماذا ينفقون) الآية أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال سأل المؤمنون = (*)
[ 110 ]
صنمان لقريش * (ويقولون للذين كفروا) * أبي سفيان وأصحابه حين قالوا لهم: أنحن أهدى سبيلا ونحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل أم محمد ؟ وقد خالف دين أبائه وقطع الرحم وفارق الحرم * (هؤلاء) * أي أنتم * (أهدى من الذين آمنوا سبيلا) * أقوم طريقا. (52) * (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعنه) * - * (الله فلن تجد له نصيرا) * مانعا من عذابه. (53) * (أم) * بل أ * (لهم نصيبا من الملك) * أي ليس لهم شئ منه ولو كان * (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * أي شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم. (54) * (أم) * بل * (يجسدون الناس) * أي النبي صلى الله عليه وسلم * (على ما آتاهم الله من فضله) * من النبوة وكثرة النساء أي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لاشتغل عن النساء * (فقد آتينا آل إبراهيم) * جده كموسى وداود وسليمان * (الكتاب والحكمة) * والنبوة * (وآتيناهم ملكا عظيما) * فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حرة وسرية. (55) * (فمنهم من آمن به) * بمحمد صلى الله عليه وسلم * (ومنهم من صد) * أعرض * (عنه) * فلم يؤمن * (وكفى بجهنم سعيرا) * عذابا لمن لا يؤمن. (56) * (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم) * ندخلهم * (نارا) * يحترقون فيها * (كلما نضجت) * احترقت * (جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) * بأن تعاد إلى حالها الاول غير محترقة * (ليذوقوا العذاب) * ليقاسوا شدته * (إن الله كان عزيزا) * لا يعجزه شئ * (حكيما) * في خلقه. (57) * () * من الحيض وكل قذر * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة) * من الحيض وكل قدر * (وندخلهم ظلا ظليلا) * دائما لا تنسخه شمس وهو ظل الجنة. (58) * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات) * أي ما اؤتمن عليه من الحقوق * (إلى أهلها) * نزلت لما أخذ علي رضي الله عنه مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة الجبي سادنها قسرا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ومنعه وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برده إليه وقال هاك خالدة تالدة = رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يضعون أموالهم فنزلت (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير) الآية. وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها فنزلت. أسباب نزول الآية 217 قوله تعالى (يسألونك عن الشهر الحرام) الآية أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في = (*)
[ 111 ]
فعجب من ذلك فقرأ له علي الآية فأسلم وأعطاه عند موته لاخيه شيبة فبقي في ولده، والآية وإن وردت على سبب خاص فعمومها معتبر بقرينة الجمع * (وإذا حكمتم بين الناس) * يأمركم * (أن تحكموا بالعدل إن الله نعما) * فيه إدغام ميم نعم في ما النكرة الموصوفة أي نعم شيئا * (يعظكم به) * تأدية الامانة والحكم بالعدل * (إن الله كان سميعا) * لما يقال * (بصيرا) * بما يفعل. (59) * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي) * وأصحاب * (الامر) * أي الولاة * (منكم) * إذا أمروكم بطاعة الله ورسوله * (فإن تنازعتم) * اختلفتم * (في شئ فردوه إلى الله) * أي إلى كتابه * (والرسول) * مدة حياته وبعده إلى سنته أي اكشفوا عليه منهما * (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك) * أي الرد إليهما * (خير) * لكم من التنازع والقول بالرأي * (وأحسن تأويلا) * مآلا. (60) ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن الاشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وأتيا عمر فذكر اليهودي ذلك فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقتله * (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) * الكثير الطغيان وهو كعب بن الاشرف * (وقد أمروا أن يكفروا به) * ولا يوالوه * (ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) * عن الحق (61) * (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله) * في القرآن من الحكم * (وإلى الرسول) * ليحكم بينكم * (رأيت المنافقين) * يعرضون * (عنك) * إلى غيرك * (صدودا) *. (62) * (فكيف) * يصنعون * (إذا أصابتهم مصيبة) * عقوبة * (بما قدمت أيديهم) * من الكفر والمعاصي أي أيقدرون على الاعراض والفرار منها ؟ لا. * (ثم جاءوك) * معطوف على يصدون * (يحلفون بالله إن) * ما * (أردنا) * بالمحاكمة إلى غيرك * (إلا إحسانا) * صلحا * (وتوفيقا) * تأليفا بين الخصمين بالتقريب في الحكم دون الحمل على مر الحق (63) * (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم) * = الكبير والبيهقي في سننه عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا، وبعث عليهم عبد الله بن جحش فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادي، فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) الآية. فقال بعضهم إن لم يكونوا أصابوا وزرا ليس لهم أجر فأنزل الله (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في = (*)
[ 112 ]
من النفاق وكذبهم في عذرهم * (فأعرض عنهم) * بالصفح * (وعظهم) * خوفهم الله * (وقل لهم في) * شأن * (أنفسهم قولا بليغا) * مؤثرا فيهم أي أزجرهم ليرجعوا عن كفرهم. (64) * (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع) * فيما يأمر به ويحكم * (بإذن الله) * بأمره لا ليعصى ويخالف * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) * بتحاكمهم إلى الطاغوت * (جاءوك) * تائبين * (فاستغفر الله واستغفر لهم الرسول) * فيه التفات عن الخطاب تفخيما لشأنه * (لوجدوا الله توابا) * عليهم * (رحيما) * بهم. (65) * (فلا وربك) * لا زائدة * (لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر) * اختلط * (بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا) * ضيقا أو شكا * (مما قضيت) * به * (ويسلموا) * ينقادوا لحكمك * (تسليما) * من غير معارضة. (66) * (ولو أنا كتبنا عليهم أن) * مفسرة * (اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم) * كما كتبنا على بني إسرائيل * (ما فعلوه) * أي المكتوب عليهم * (إلا قليل) * بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء * (منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به) * من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم * (لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) * تحقيقا لايمانهم. (67) * (وإذا) * أي لو تثبتوا * (لآتيناهم من لدنا) * من عندنا * (أجرا عظيما) * هو الجنة. (68) * (ولهديناهم صراطا مستقيما) * قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف نراك في الجنة وأنت في الدرجات العلى، ونحن أسفل منك ؟ فنزل: (69) * (ومن يطع الله والرسول) * فيما أمر به * (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) * أفاضل أصحاب الانبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق * (والشهداء) * القتلى في سبيل الله * (والصالحين) * غير من ذكر * (وحسن أولئك رفيقا) * رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وإن كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم. (70) * (ذلك) * أي كونهم مع من ذكر مبتدأ خبره * (الفضل من الله) * تفضل به عليهم لا أنهم نالوه بطاعتهم * (وكفى بالله عليما) * بثواب الاخرة أي فثقوا بما أخبركم به (ولا ينبئك مثل خبير). (71) * (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) * من عدوكم أي احترزوا منه = سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) وأخرجه ابن منده في الصحابة من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس. أسباب نزول الآية 219 قوله تعالى (يسألونك عن الخمر) يأتي حديثها في سورة المائدة. قوله تعالى (ويسألونك ماذا ينفقون) أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا = (*)
[ 113 ]
وتيقظوا له * (فانفروا) * إنهضوا إلى قتاله * (ثبات) * متفرقين سرية بعد أخرى * (أو انفروا جميعا) * مجتمعين. (72) * (وإن منكم لمن ليبطئن) * ليتأخرن عن القتال كعبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث الظاهر واللام في الفعل للقسم * (فإن أصابتكم مصيبة) * كقتل وهزيمة * (قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا) * حاضرا فأصاب. (73) * (ولئن) * لام قسم * (أصابكم فضل من الله) * كفتح وغنيمة * (ليقولن) * نادما * (كأن) * مخففة واسمها محذوف أي كأنه * (لم يكن) * بالياء والتاء * (بينكم وبينه مودة) * معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قوله قد أنعم الله علي اعترض به بين القول ومقوله وهو * (يا) * للتنبيه * (ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) * آخذ حظا وافرا من الغنيمة قال تعالى: (74) * (فيقاتل في سبيل الله) * لاعلاء دينه * (الذين يشرون) * يبيعون * (الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل) * يستشهد * (أو يغلب) * يظفر بعدوه * (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) * ثوابا جزيلا. (75) * (وما لكم لا تقاتلون) * إستفهام توبيخ أي لا مانع لكم من القتال * (في سبيل الله و) * في تخليص * (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) * الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي منهم * (الذين يقولون) * داعين يا * (ربنا أخرجنا من هذه القرية) * مكة * (الظالم أهلها) * بالكفر * (واجعل لنا من لدنك) * من عندك * (وليا) * يتولى أمورنا * (واجعل لنا من لدنك نصيرا) * يمنعنا منهم وقد استجاب الله دعاءهم فيسر لبعضهم الخروج وبقي بعضهم إلى أن فتحت مكة وولى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم. (76) * (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) * الشيطان * (فقاتلوا أولياء الشيطان) * أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله * (إن كيد الشيطان) * بالمؤمنين * (كان ضعيفا) * واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين. (77) * (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) * عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لاذى الكفار = النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا فما ننفق منها ؟ فأنزل الله (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) وأخرج أيضا عن يحيى أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا فأنزل الله هذه الآية. (*)
[ 114 ]
لهم وهم جماعة من الصحابة * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب) * فرض * (عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون) * يخافون * (الناس) * الكفار أي عذابهم بالقتل * (كخشيتهم) * - عذاب * (الله أو أشد خشية) * من خشيتهم له ونصب أشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها أي فاجأتهم الخشية * (وقالوا) * جزعا من الموت * (ربنا لم كتبت علينا القتال لولا) * هلا * (أخرتنا إلى أجل قريب قل) * لهم * (متاع الدنيا) * ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها * (قليل) * آيل إلى الفناء * (والآخرة) * أي الجنة * (خير لمن اتقى) * عقاب الله بترك معصيته * (ولا تظلمون) * بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم * (فتيلا) * قدر قشرة النواة فجاهدوا. (78) * (أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج) * حصون * (مشيدة) * مرتفعة فلا تخشوا القتال خوف الموت * (وإن تصبهم) * أي اليهود * (حسنة) * خصب وسعة * (يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة) * جدب وبلاء كما حصل لهم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة * (يقولوا هذه من عندك) * يا محمد أي بشؤمك * (قل) * لهم * (كل) * من الحسنة والسيئة * (من عند الله) * من قبله * (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون) * أي لا يقاربون أن يفهموا * (حديثا) * يلقى إليهم وما استفهام تعجيب من فرط جهلهم ونفي مقاربة الفعل أشد من نفيه. (79) * (ما أصابك) * أيها الانسان * (من حسنة) * خير * (فمن الله) * أتتك فضلا منه * (وما أصابك من سيئة) * بلية * (فمن نفسك) * أتتك حيث ارتكبت ما يستوجبها من الذنوب * (وأرسلناك) * يا محمد * (للناس رسولا) * حال مؤكدة * (وكفى بالله شهيدا) * على رسالتك. (80) * (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى) * أعرض عن طاعتك فلا يهمنك * (فما أرسلناك عليهم حفيظا) * حافظا لاعمالهم بل نذيرا وإلينا أمرهم فنجازيهم وهذا قبل الامر بالقتال (81) * (ويقولون) * أي المنافقون إذا جاءوك أمرنا * (طاعة) * لك * (فإذا برزوا) * خرجوا * (من عندك بيت طائفة منهم) * بإدغام التاء في الطاء وتركه أي أضمرت * (غير الذي تقول) * أسباب نزول الآية 220 قوله تعالى (ويسألونك عن اليتامى). أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال لما نزلت (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، وإن الذين يأكلون أموال اليتامى) الآية انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه فجعل يفضل له الشئ من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم = (*)
[ 115 ]
لك في حضورك من الطاعة أي عصيانك * (والله يكتب) * يأمر بكتب * (ما يبيتون) * في صحائفهم ليجازوا عليه * (فأعرض عنهم) * بالصفح * (وتوكل على الله) * ثق به فإنه كافيك * (وكفى بالله وكيلا) * مفوضا إليه (82) * (أفلا يتدبرون) * يتأملون * (القرآن) * وما فيه من المعاني البديعة * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * تناقضا في معانيه وتباينا في نظمه. (83) * (وإذا جاءهم أمر) * عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل لهم * (من الامن) * بالنصر * (أو الخوف) * بالهزيمة * (أذاعوا به) * أفشوه نزل في جماعة من المنافقين أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين ويتأذى النبي * (ولو ردوه) * أي الخبر * (إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم) * أي ذوي الرأي من أكابر الصحابة أي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به * (لعلمه) * هل هو مما ينبغى أن يذاع أو لا * (الذين يستنبطونه) * يتبعونه ويطلبون علمه وهم المذيعون * (منهم) * من الرسول وأولي الامر * (ولولا فضل الله عليكم) * بالاسلام * (ورحمته) * لكم بالقرآن * (لاتبعتم الشيطان) * فيما يأمركم به من الفواحش * (إلا قليلا) *. (84) * (فقاتل) * يا محمد * (في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) * فلا تهتم بتخلفهم عنك المعنى قاتل ولو وحدك فإنك موعود بالنصر * (وحرض المؤمنين) * حثهم على القتال ورغبهم فيه * (عسى الله أن يكف بأس) * حرب * (الذين كفروا والله أشد بأسا) * منهم * (وأشد تنكيلا) * تعذيبا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لاخرجن ولو وحدي) فخرج بسبعين راكبا إلى بدر الصغرى فكف الله بأس الكفار بإلقاء الرعب في قلوبهم ومنع أبي سفيان عن الخروج كما تقدم في آل عمران (85) * (من يشفع) * بين الناس * (شفاعة حسنة) * موافقة للشرع * (يكن له نصيب) * من الاجر * (منها) * بسببها * (ومن يشفع شفاعة سيئة) * مخالفة له * (يكن له كفل) * نصيب من الوزر * (منها) * بسببها * (وكان الله على كل شئ مقيتا) * مقتدرا فيجازي كل أحد بما عمل. (86) * (وإذا حييتم بتحية) * كأن قيل لكم سلام عليكم * (فحيوا) * المحيي * (بأحسن منها) * بأن تقولوا = فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (ويسألونك عن اليتامى) الآية. أسباب نزول الآية 221 قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي عن مقاتل قال: نزلت هذه الآية في ابن أبي مرثد الغنوي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق أن يتزوجها وهي مشركة وكانت ذات حظ وجمال، = (*)
[ 116 ]
له عليك السلام ورحمة الله وبركاته * (أو ردوها) * بأن تقولوا له كما قال أي الواجب أحدهما والاول أفضل * (إن الله كان على كل شئ حسيبا) * محاسبا فيجازي عليه ومنه رد السلام وخصت السنه الكافر والمبتدع والفاسق والمسلم على قاضي الحاجة ومن في الحمام والآكل فلا يجب الرد عليهم بل يكره في غير الاخير ويقال للكافر وعليك. (87) * (الله لا إله إلا هو) * والله * (ليجمعكم) * من قبوركم * (إلى) * في * (يوم القيامة لا ريب) * لا شك * (فيه ومن) * أي لا أحد * (أصدق من الله حديثا) * قولا. (88) ولما رجع ناس من أحد اختلف الناس فيهم فقال فريق اقتلهم وقال فريق: لا، فنزل: * (فما لكم) * ما شأنكم صرتم * (في المنافقين فئتين) * فرقتين * (والله أركسهم) * ردهم * (بما كسبوا) * من الكفر والمعاصي * (أتريدون أن تهدوا من أضله) * - * (الله) * أي تعدوهم من جملة المهتدين، والاستفهام في الموضعين للانكار (ومن يضلله) - * (الله فلن تجد له سبيلا) * طريقا إلى الهدى. (89) * (ودوا) * تمنوا * (لو تكفرون كما كفروا فتكونون) * أنتم وهم * (سواء) * في الكفر * (فلا تتخذوا منهم أولياء) * توالونهم وإن أظهروا الايمان * (حتى يهاجروا في سبيل الله) * هجرة صحيحة تحقق إيمانهم * (فإن تولوا) * وأقاموا على ماهم عليه * (فخذوهم) * بالاسر * (واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا) * توالونه * (ولا نصيرا) * تنتصرون على عدوكم. (90) * (إلا الذين يصلون) * يلجئون * (إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) * عهد بالامان لهم ولمن وصل إليهم كما عاهد النبي صلى الله عليه سلم هلال بن عويمر الاسلمي * (أو) * الذين * (جاءوكم) * وقد * (حصرت) * ضاقت * (صدورهم) * عن * (أن يقاتلوكم) * مع قومهم * (أو يقاتلوا قومهم) * معكم أي ممسكين عن قتالكم وقتالهم فلا تتعرضوا إليهم بأخذ ولا قتل وهذا وما بعده منسوخ بآية السيف * (ولو شاء الله) * تسليطهم عليكم * (لسلطهم عليكم) * بأن يقوي قلوبهم * (فلقاتلوكم) * ولكنه لم يشأه فألقى في قلوبهم الرعب * (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم) * الصلح أي = فنزلت قوله تعالى (ولامة مؤمنة) الآية أخرج الواحدي من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال هذه الآية في عبد الله بن رواحة كانت له أمة سوداء وأنه غضب عليها فلطمها ثم أنه فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال لاعتقها ولاتزوجها ففعل فطعن عليه الناس وقالوا ينكح أمة، فأنزل الله هذه الآية وأخرجه ابن جرير عن السدي منقطعا. (*)
[ 117 ]
انقادوا * (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) * طريقا بالاخذ والقتل. (91) * (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم) * بإظهار الايمان عندكم * (ويأمنوا قومهم) * بالكفر إذا رجعوا إليهم وهم أسد وغطفان * (كل ما ردوا إلى الفتنة) * دعوا إلى الشرك * (أركسوا فيها) * وقعوا أشد وقوع * (فإن لم يعتزلوكم) * بترك قتالكم * (و) * لم * (يلقوا إليكم السلام و) * لم * (يكفوا أيديهم) * عنكم * (فخذوهم) * بالاسر * (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * وجدتموهم * (وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) * برهانا بينا ظاهرا على قتلهم وسبيهم لغدرهم. (92) * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا) * أي ما ينبغي أن يصدر منه قتل له * (إلا خطئا) * مخطئا في قتله من غير قصد * (ومن قتل مؤمنا خطأ) * بأن قصد رمي غيره كصيد أو شجرة فأصابه أو ضربه بما لا يقتل غالبا * (فتحرير) * عتق * (رقبة) * نسمة * (مؤمنة) * عليه * (ودية مسلمة) * مؤداة * (إلى أهله) * أي ورثة المقتول * (إلا أن يصدقوا) * يتصدقوا عليه بها بأن يعفو عنها وبينت السنة أنها مئة من الابل عشرون بنت مخاض وكذا بنات لبون وبنو لبون وحقاق وجذاع وأنها على عاقلة القاتل وهم عصبته في الاصل والفرع موزعة عليهم على ثلاث سنين على الغني منهم نصف دينار والمتوسط ربع كل سنة فإن لم يفوا فمن بيت المال فإن تعذر فعلى الجاني * (فإن كان) * المقتول * (من قوم عدو) * حرب * (لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة) * على قاتله كفارة ولا دية تسلم إلى أهله لحرابتهم * (وإن كان) * المقتول * (من قوم بينكم وبينهم ميثاق) * عهد كأهل الذمة * (فدية) * له * (مسلمة إلى أهله) * وهي ثلث دية المؤمن إن كان يهوديا أو نصرانيا وثلثا عشرها إن كان مجوسيا * (وتحرير رقبة مؤمنة) * على قاتله * (فمن لم يجد) * الرقبة بأن فقدها وما يحصلها به * (فصيام شهرين متتابعين) * عليه كفارة ولم يذكر الله تعالى الانتقال إلى الطعام كالظهار وبه أخذ الشافعي في أصح قوليه * (توبة من الله) * مصدر منصوب بفعله المقدر * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حكيما) * فيما دبره لهم. (93) * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) * بأن يقصد أسباب نزول الآية 222 قوله تعالى (ويسألونك عن المحيض) الآية روى مسلم والترمذي عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (ويسألونك عن المحيض) الآية، فقال: اصنعوا كل شئ إلا النكاح وأخرج البارودي في الصحابة من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن = (*)
[ 118 ]
قتله بما قتل غالبا بإيمانه * (فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه) * أبعده من رحمته * (وأعد له عذابا عظيما) * في النار وهذا مؤول بمن يستحله أو بأن هذا جزاؤه إن جوزي ولا بدع في خلف الوعيد لقوله (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وعن ابن عباس أنها على ظاهرها وأنها ناسخة لغيرها من آيات المغفرة وبينت آية البقرة أن قاتل العمد يقتل به وأن عليه الدية إن عفي عنه وسبق قدرها وبينت السنة أن بين العمد والخطأ قتلا يسمى شبه العمد وهو أن يقتله بما لا يقتل غالبا فلا قصاص فيه بل دية كالعمد في الصفة والخطأ في التأجيل والحمل وهو العمد أولى بالكفارة من الخطأ. (94) ونزل لما مر نفر من الصحابة برجل من بني سليم وهو يسوق غنما فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا تقية فقتلوه واستاقوا غنمه * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) * سافرتم للجهاد * (في سبيل الله فتبينوا) * وفي قراءة فتثبتوا في الموضعين * (ولا تقولا لمن ألقى لمن ألقى إليكم السلام) * بألف أو دونها أي التحية أو الانقياد بكلمة الشهادة التي هي أمارة على الاسلام * (لست مؤمنا) * وإنما قلت هذا تقية لنفسك ومالك فتقتلوه * (تبتغون) * تطلبون لذلك * (عرض الحياة الدنيا) * متاعها من الغنيمة * (فعند الله مغانم كثيرة) * تغنيكم عن قتل مثله لماله * (كذلك كنتم من قبل) * تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد قولكم الشهادة * (فمن الله عليكم) * بالاشتهار بالايمان والاستقامة * (فتبينوا) * أن تقتلوا مؤمنا وافعلوا بالداخل في الاسلام كما فعل بكم * (إن الله كان بما تعملون خبيرا) * فيجازيكم به. (95) * (لا يستوي القاعدون من المؤمنون) * عن الجهاد * (غير أولي الضرر) * بالرفع صفة والنصب استثناء، من زمانة أو عمى ونحوه * (والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين) * لضرر * (درجة) * فضيلة لاستوائهما في النية وزيادة المجاهدين بالمباشرة * (وكلا) * من الفريقين * (وعد الله الحسنى) * الجنة * (وفضل الله المجاهدين على القاعدين) * لغير ضرر * (أجرا عظيما) * ويبدل منه. = عباس أن ثابت بن الدجداج سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت (ويسألونك عن المحيض) الآية وأخرج ابن جرير عن السدي نحوه. أسباب نزول الآية 223 قوله تعالى (نساؤكم حرث لكم) الآية. روى الشيخان وأبو داود والترمذي عن جابر قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) وأخرج أحمد والترمذي عن (*)
[ 119 ]
(96) * (درجات منه) * منازل بعضها فوق بعض من الكرامة * (ومغفرة ورحمة) * منصوبان بفعلهما المقدر * (وكان الله غفورا) * لاوليائه * (رحيما) * بأهل طاعته. ونزل في جماعة أسلموا ولم يهاجروا فقتلوا يوم بدر مع الكفار: (97) * (إن الذين توافاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * بالمقام مع الكفار وترك الهجرة * (قالوا) * لهم موبخين * (فيم كنتم) * أي في شئ كنتم في أمر دينكم * (قالوا) * معتذرين * (كنا مستضعفين) * عاجزين عن إقامة الدين * (في الارض) * أرض مكة * (قالوا) * لهم توبيخا * (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) * من أرض الكفر إلى بلد آخر كما فعل غيركم قال الله تعالى * (فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) * هي. (98) * (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان) * الذين * (لا يستطيعون حيلة) * لا قوة لهم على الهجرة ولا نفقة * (ولا يهتدون سبيلا) * طريقا إلى أرض الهجرة. (99) * (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) *. (100) * (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما) * مهاجرا * (كثيرا وسعة) * في الرزق * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت) * في الطريق كما وقع لجندع بن ضمرة الليثي * (فقد وقع) * ثبت * (أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) *. (101) * (وإذا ضربتم) * سافرتم * (في الارض فليس عليكم جناح) * في * (أن تقصروا من الصلاة) * بأن تردوها من أربع إلى اثنتين * (إن خفتم أن يفتنكم) * أي ينالكم بمكروه = ابن عباس قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك ؟ قال حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئا فأنزل الله هذه الآية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة. وأخرج ابن جرير وأبو يعلى وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك = (*)
[ 120 ]
* (الذين كفروا) * بيان للواقع إذ ذاك فلا مفهوم له وبينت السنة أن المراد بالسفر الطويل وهو أربع برد وهي مرحلتان ويؤخذ من قوله تعالى: (فليس عليكم جناح) أنه رخصة لا واجب وعليه الشافعي * (إن الكافرين كانوا لكم عدو مبينا) * بيني العداوة. (102) * (وإذا كنت) * يا محمد حاضرا * (فيهم) * وأنتم تخافون العدو * (فأقمت لهم الصلاة) * وهذا جري على عادة القرآن في الخطاب * (فلتقم طائفة منهم معك) * وتتأخر طائفة * (وليأخذوا) * أي الطائفة التي قامت معك * (أسلحتهم) * معهم * (فإذا سجدوا) * أي صلوا * (فليكونوا) * أي الطائفة الاخرى * (من ورائكم) * يحرسون إلى أن تقضوا الصلاة وتذهب هذه الطائفة تحرس * (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم) * معهم إلى أن تقضوا الصلاة وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ببطن نخل رواه الشيخان * (ود الذين كفروا لو تغفلون) * إذا قمتم إلى الصلاة * (عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة) * بأن يحملوا عليكم فيأخذوكم وهذا علة الامر بأخذ السلاح * (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم) * فلا تحملوها وهذا يفيد إيجاب حملها عند عدم العذر وهو أحد قولين للشافعي والثاني أنه سنة ورجح * (وخذوا حذركم) * من العدو أي احترزوا منه ما استطعتم * (إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا) * ذا إهانة. (103) * (فإذا قضيتم الصلاة) * فرغتم منها * (فاذكروا الله) * بالتهليل والتسبيح * (قياما وقعودا وعلى جنوبكم) * مضطجعين أي في كل حال * (فإذا اطمأننتم) * أمنتم * (فأقيموا الصلاة) * أدوها بحقوقها * (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا) * مكتوبا أي مفروضا * (موقوتا) * أي مقدرا وقتها فلا تؤخر عنه، ونزل لما بعث صلى الله عليه وسلم طائفة في طلب أبي سفيان = فأنزلت (نساؤكم حرث لكم) الآية وأخرج البخاري عن ابن عمر قال أنزلت هذه الآية في إتيان النساء في أدبارهن وأخرج الطبراني في الاوسط بسند جيد عنه قال: إنما أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم (نساؤكم حرث لكم) رخصة في إتيان الدبر. وأخرج أيضا عنه: أن رجلا أصاب امرأة في دبرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك فأنزل الله (نساؤكم حرث لكم) وأخرج أبو داود والحاكم عن ابن = (*)
[ 121 ]
وأصحابه لما رجعوا من أحد فشكوا الجراحات: (104) * (ولا تهنوا) * تضعفوا * (في ابتغاء) * طلب * (القوم) * الكفار لتقاتلوهم * (إن تكونوا تألمون) * تجدون ألم الجراح * (فإنهم يألمون كما تألمون) * أي مثلكم ولا يجبنون على قتالكم * (وترجون) * أنتم * (من الله) * من النصر والثواب عليه * (ما لا يرجون) * هم فأنتم تزيدون عليهم بذلك فينبغي أن تكونوا أرغب منهم فيه * (وكان الله عليما) * بكل شئ * (حكيما) * في صنعه. (105) وسرق طعمة بن أبيرق درعا وخبأها عند يهودي فوجدت عنده فرماه طعمة بها وحلف أنه ما سرقها فسأل قومه النبي صلى الله عليه وسلم أن يجادل عنه ويبرئه فنزل * (إنا أنزلنا إليك الكتاب) * القرآن * (بالحق) * متعلق بأنزل * (لتحكم بين الناس بما أراك) * أعلمك * (الله) * فيه * (ولا تكن للخائبين) * كطعمة * (خصيما) * مخاصما عنهم. (106) * (واستغفر الله) * مما هممت به * (إن الله كان غفورا رحيما) *. (107) * (ولا تجادل عن الذين يختالون أنفسهم) * يخونونها بالمعاصي لان وبال خيانتهم عليهم * (إن الله لا يحب من كان خوانا) * كثير الخيانة * (أثيما) * أي يعاقبه. (108) * (يستخفون) * أي طعمة وقومه حياء * (من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم) * بعلمه * (إذ يبيتون) * يضمرون * (ما لا يرضى من القول) * من عزمهم على الحلف على نفي السرقة ورمي اليهودي بها * (وكان الله بما يعملون محيطا) * علما. (109) * (ها أنتم) * يا * (هؤلاء) * خطاب لقوم طعمة * (جادلتم) * خاصمتم * (عنهم) * أي عن طعمة وذويه وقرئ عنه * (في الحياة الدنيا = عباس قال إن ابن عمر والله يغفر له وهم إنما كان أهل هذا الحي من الانصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر الكتاب أنهم لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة وكان هذا الحي من الانصار قد أخذوا بذلك وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا = (*)
[ 122 ]
فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة) * إذا عذبهم * (أم من يكون عليهم وكيلا) * يتولى أمرهم ويذب عنهم أي لا أحد يفعل ذلك. (110) * (ومن يعمل سواءا) * ذنبا يسوء به غيره كرمي طعمة اليهودي * (أو يظلم نفسه) * يعمل ذنبا قاصرا عليه * (ثم يستغفر الله) * منه أي يتب * (يجد الله غفورا) * له * (رحيما) * به. (111) * (ومن يكسب إثما) * ذنبا * (فإنما يكسبه على نفسه) * لان وباله عليها ولا يضر غيره * (وكان الله عليما حكيما) * في صنعه. (112) * (ومن يكسب خطيئة) * ذنبا صغيرا * (أو إثما) * ذنبا كبيرا * (ثم يرم به بريئا) * منه * (فقد احتمل) * تحمل * (بهتانا) * برميه * (وإثما مبينا) * بينا يكسبه. (113) * (ولولا فضل الله عليك) * يا محمد * (ورحمته) * بالعصمة * (لهمت) * أضمرت * (طائفة منهم) * من قوم طعمة * (أن يضلوك) * عن القضاء بالحق بتلبيسهم عليك * (وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من) * زائدة * (شئ) * لان وبال إضلالهم عليهم * (وأنزل الله عليك الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * ما فيه من الاحكام * (وعلمك ما لم تكن تعلم) * من الاحكام والغيب * (وكان فضل الله عليك) * بذلك وغيره * (عظيما) *. (114) * (لا خير في كثير من نجواهم) * أي الناس أي ما يتناجون فيه ويتحدثون * (إلا) * نجوى * (من أمر بصدقة أو معروف) * عمل بر * (أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك) * المذكور * (ابتغاء) * طلب * (مرضات الله) * لا غيره من أمور الدنيا * (فسوف نؤتيه) * بالنون والياء أي الله * (أجرا عظيما) *. (115) * (ومن يثاقق) * يخالف * (الرسول) * فيما = ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الانصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فسرى أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري السبب الذي ذكره = (*)
[ 123 ]
جاء به من الحق * (من بعد ما تبين له الهدى) * ظهر له الحق بالمعجزات * (ويتبع) * طريقا * (غير سبيل المؤمنين) * أي طريقهم الذي هم عليه من الدين بأن يكفر * (نوله ما تولى) * نجعله واليا لما تولاه من الضلال بأن نخلي بينه وبينه في الدنيا * (ونصله) * ندخله في الآخرة * (جهنم) * فيحترق فيها * (وساءت مصيرا) * مرجعا هي. (116) * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) * عن الحق. (117) * (إن) * ما * (يدعون) * يعبد المشركون * (من دونه) * أي الله، أي غيره * (إلا إناثا) * أصناما مؤنثة كاللات والعزى ومناة * (وإن) * ما * (يدعون) * يعبدون بعبادتها * (إلا شيطانا مريدا) * خارجا عن الطاعة لطاعتهم له فيها وهو إبليس. (118) * (لعنه الله) * أبعده عن رحمته * (وقال) * أي الشيطان * (لاتخذن) * لاجعلن لي * (من عبادك نصيبا) * حظا * (مفروضا) * مقطوعا أدعوهم إلى طاعتي. (119) * (ولاضلنهم) * عن الحق بالوسوسة * (ولامنينهم) * ألقي في قلوبهم طول الحياة وأن لا بعث ولا حساب * (ولآمرنهم فليبتكن) * يقطعن * (آذان الانعام) * وقد فعل ذلك بالبحائر * (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) * دينه بالكفر وإحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل * (ومن يتخذ الشيطان وليا) * يتولاه يطيعه * (من دون الله) * أي غيره * (فقد خسر خسرانا مبينا) * بينا لمصيره إلى النار المؤبدة عليه. (120) * (يعدهم) * طول العمر * (ويمنيهم) * نيل الآمال في الدنيا وأن لا بعث ولا جزاء * (وما يعدهم الشيطان) * بذلك * (إلا غرورا) * باطلا. (121) * (أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا) * معدلا. = ابن عمر في نزول الآية مشهور، وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس وبلغه حديث ابن عمر فوهمه فيه. أسباب نزول الآية 224 قوله تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) الآية أخرج ابن جرير من طريق ابن جرير من طريق ابن جريج قال: حدثت أن قوله (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم)، نزلت في أبي بكر في شأن مسطح. (*)
[ 124 ]
(122) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا) * أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا * (ومن) * أي لا أحد * (أصدق من الله قيلا) * أي قولا. (123) ونزل لما افتخر المسلمون وأهل الكتاب * (ليس) * الامر منوطا * (بأمانيهم) * بل بالعمل الصالح * (من يعمل سوءا يجز به) * إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن كما ورد في الحديث * (ولا يجد له من دون الله) * أي غيره * (وليا) * يحفظه * (ولا نصيرا) * يمنعه منه. (124) * (ومن يعمل) * شيئا * (من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون) * بالبناء للمفعول والفاعل * (الجنة ولا يظلمون نقيرا) * قدر نقرة النواة. (125) * (ومن) * أي لا أحد * (أحسن دينا ممن أسلم وجهه) * أي انقاد واخلص عمله * (لله وهو محسن) * موحد * (واتبع ملة إبراهيم) * الموافقة لملة الاسلام * (حنيفا) * حال أي مائلا عن الاديان كلها إلى الدين القيم * (واتخذ الله إبراهيم خليلا) * صفيا خالص المحبة له. (126) * (ولله ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وكان الله بكل شئ محيطا) * علما وقدرة أي لم يزل متصفا بذلك. (127) * (ويستفتونك) * يطلبون منك الفتوى * (في) * شأن * (النساء) * وميراثهن * (قل) * لهم * (الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب) * القرآن من آية الميراث ويفتيكم أيضا * (في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب) * فرض * (لهن) * من الميراث * (وترغبون) * أيها الاولياء عن * (أن تنكحوهن) * لدمامتهن وتعضلوهن أن يتزوجن طمعا في ميراثهن أي يفتيكم أن لا تفعلوا ذلك * (و) * في أسباب نزول الآية 228 قوله تعالى (والمطلقات يتربصن) الآية، أخرج أبو داود وابن أبي حاتم عن أسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية قالت طلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمطلقة عدة فأنزل الله العدة للطلاق (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) وذكر الثعلبي وهبة الله بن سلامة في التناسخ عن الكلبي ومقاتل أن اسماعيل بن عبد الله الغفاري طلق امرأته قتيلة على عهد = (*)
[ 125 ]
(المستضعفين) الصغار (من الولدان) أن تعطوهم حقوقهم (و) يأمركم (أن تقوموا لليتامي بالقط) بالعدل في الميراث والمهر (وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما) فيجازيكم به. (128) (وإن امرأة) مرفوع بفعل يفسره (خافت) توقعت (من بعلها) زوجها (نشوزا) ترفعا عليها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها (أو إعراضا) عنها بوجه (فلا جناح عليهما أن يصالحا) فيه إدغام التاء في الاصل في الصاد وفي قراءة يصلحا من إصلح (بينهما صلحا) في القسم والنفقة بأن تترك له شيئا طلبا لبقاء الصحبة فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها (والصلح خير) من الفرقة والنشوز والاعراض قال تعالى في بيان ما جبل عليه الانسان (واحضرت الانفس الشح) شدة البخل أي جبلت عليه فكأنها حاضرته لا تغيب عنه، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل لا يكاد يسمح عليها بنفسه إذ أحب غيرها (وإن تحسنوا) عشرة النساء إذا أحب غيرها (وإن تحسنوا) عشرة النساء (وتتقوا) الجور عليهن (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) فيجازيكم به. (129) (ولن تستطيعوا أن تعدلوا) تسووا (بين السناء) في المحبة (ولو حرصتم) على ذلك (فلا تميلوا كل الميل) إلى التي تحبونها في القسم والنفقة (تفذروها) أي تتركوا الممال عنها (كالمعلقة) التي لا هي أيم ولا هي ذات بعل (وإن تصلحوا) بالعدل بالقسم (وتتقوا) الجور (فإن الله كان غفورا) لما في قلبكم من الميل (رحيما) بكم في ذلك. (130) وإن يتفرقا) أي الزوجان بالطلاق (يغن الله كلا) عن صاحبه = رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بحملها ثم علم فراجعها فولدت فماتت ومات ولدها. فنزلت (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). أسباب نزول الاية 229 قوله تعالى: (الطلاق مرتان) الاية، أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن عائشة قالت: كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة وإن طلقها مائة وأكثر حتى قال رجل لامرأته والله لا = (*)
[ 126 ]
(من سعته) أي فضله بأن يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها (وكان الله واسعا) لخلقه في الفضل (حكيما) فيما دبر لهم. (131) (ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب) بمعنى الكتب (من قبلكم) أي اليهود والنصارى (وإياكم) يا أهل القرآن (أن) أي بأن (اتقوا الله) خافوا عقابه بأن تطيعوه (و) قلنا لهم ولكم (إن تكفروا) بما وصيتم به (فإن الله ما في السماوات وما في الارض) خلقا وملكا وعبيدا فلا يضره كفركم (وكان الله غنيا) عن خلقه وعبادتهم (حميدا) محمودا في صنعه بهم. (132) (ولله ما في السماوات وما في الارض) كرره تأكيدا لتقرير موجب التقوى (وكفى بالله وكيلا) شهيدا بأن ما فيهما له. (133) (إن يشأ يذهبكم) يا (أيها الناس ويأت بآخرين) بدلكم (وكان الله على ذلك قديرا). (134) (من كان يريد) بعمله (ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة) لمن أراده لا عند غيره فلم يطلب أحدكم الاخس وهلا طلب الاعلى بإخلاصه له حيث كان مطلبه لا يوجد إلا عنده (وكان الله سميعا بصيرا). (135) (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) قائمين (بالقسط) بالعدل (شهداء) بالحق (لله ولو) كانت الشهادة (على أنفسكم) فاشهدوا عليها بأن تقروا بالحق ولا تكتموه (أو) على (الوالدين والاقربين إن يكن) المشهود عليه (غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) منكم وأعلم بمصالحهما (فلا تتبعوا الهوى) في شهادتكم بأن تحابوا الغني لرضاه أو الفقير رحمة له ل (أن) لا (تعدلوا) تميلوا عن الحق (وإن تلووا) تحرفوا الشهادة، وفي قراءة = أطلقك فتبييني مني ولا آويك أبدا، قالت وكيف ذلك ؟ قال: أطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت حتى نزل القرآن (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) قوله تعالى: (ولا يحل لكم) الاية، أخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن ابن عباس قال: كان الرجل يأكل مال امرأته من نحله الذي نحلها وغيره لا يرى أن عليه جناحا فأنزل = (*)
[ 127 ]
بحذف الواو الاولى تخفيفا (أو تعرضوا) عن أدائها (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) فيجازيكم به. (136) (يا أيها الذين آمنوا آمنوا) داوموا على الايمان (بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله) محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن (والكتاب الذي أنزل من قبل) على الرسل بمعنى الكتب، وفي قراءة بالبناء للفاعل في الفعلين (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا) عن الحق. (137) (إن الذين آمنوا) بموسى وهم اليهود (ثم كفروا) بعبادتهم العجل (ثم آمنوا) بعده (ثم كفروا) بعيسى (ثم ازدادوا كفرا) بمحمد (لم يكن الله ليغفر لهم) ما أقاموا عليه (ولا ليهديهم سبيلا) طريقا إلى الحق. (138) (بشر) أخبر يا محمد (المنافقين بأن لهم عذابا أليما) مؤلما هو عذاب النار. (139) (الذين) بدل أو نعت للمنافقين (يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) لما يتوهمون فيهم من القوة (أيبتغون) يطلبون (عندهم العزة) استفهام إنكار، أي لا يجدون عندهم (فان العزة لله جميعا) في الدنيا والاخرة ولا ينالها إلا أولياؤه. (140) (وقد نزل) بالبناء للفاعل والمفعول (عليكم في الكتاب) القرآن في سورة الانعام (أن) مخففة واسمها محذوف، أچ أنه (إذا سمعتم آيات الله) القرآن (يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم) أي الكافرين والمستهزئين (حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا) إن قعدتم معهم (مثلهم) في الاثم (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر والاستهزاء. = الله (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا) أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: نزلت هذه الاية في ثابت بن قيس، وفي حبيبة وكانت اشتكته إلى رسوله الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتردين عليه حديقته ؟ قالت نعم، فدعاه فذكر ذلك له، قال: وتطيب لي بذلك ؟ قال: نعم، قال: فعلت، فنزلت: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا) الاية. (*)
[ 128 ]
(141) (الذين) بدل من الذين قبله (يتربصون (بكم) الدوائر (فإن كان لكم فتح) ظفر وغنيمة (من الله قالوا) لكم (ألم نكن معكم) في الدين والجهاد فأعطونا من الغنيمة (وإن كان للكافرين نصيب) من الظفر عليكم (قالوا) لهم (ألم نستحوذ) نستول (عليكم) ونقدر على أخذكم وقتلكم فأبقينا عليكم (و) ألم (نمنعكم من المؤمنين) أن يظفر بتخذيلهم ومراسلتهم بأخبارهم فلنا عليكم المنة قال تعالى: - (فالله يحكم بينكم) وبينهم (يوم القيامة) بأن يدخل ويدخلهم النار (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) طريقا بالاستئصال. (142) (إن المنافقين يخادعون الله) بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية (وهو خادعهم) مجازيهم على خداغعهم فيفتضحون في الدنيا باطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الاخرة (وإذا قاموا إلى الصلاة) مع المؤمنين (قاموا كسالى) متثاقلين (يراؤن الناس) بصلاتهم (ولا يذكرون الله) يصلون (إلا قليلا رياء. (143) (مذبذبين) مترددين (بين ذلك) الكفر والايمان (لا) منسوبين إلى هؤلاء) أي الكفار (ولا إلى هؤلاء) أي المؤمنين (ومن يضلل) ه (الله فلن تجد له سبيلا) طريقا إلى الهدى. - (144) (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم) بموالاتهم (سلطانا مبينا) برهانا بينا على نفاقكم. (145) (إن المنافقين في الدرك) المكان (الاسفل من النار) وهو قعرها (ولن تجد لهم نصيرا) مانعا من العذاب. (146) (إلا الذين تابوا) من النفاق (وأصلحوا) عملهم (واعتصموا) وثقوا أسباب نزول الاية 230 قوله تعالى: (فإن طلقها) الاية، أخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حبان قال: نزلت هذه الاية في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك، كانت عند رفاعة بن وهب بن عتيك وهو ابن عمها، فطلقا طلاقا بائنا، فتزوجت بعده عبد الرحمن ابن الزبير القرظي، فطلقها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه طلقني قبل أن يمسني أفأرجع إلى الاول ؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا حتى يمس، ونزل فيها = (*)
[ 129 ]
(بالله وأخلصوا دينهم لله) من الرياء (فأولئك مع المؤمنين) فيما يؤتونه (وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما) في الاخرة وهو الجنة. (147) (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم) نعمه (وآمنتم) به والاستفهام بمعنى النفي أي لا يمنعكم (وكان الله شاكرا) لاعمال المؤمنين بالاثابة (عليما) بخلقه. (148) (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول) من أحد أي يعاقبه عليه (إلا من ظلم) فلا يؤاخذه بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه (وكان الله سميعا) لما يقال (عليما) بما يفعل. (149) (إن تبدوا) تظهروا (خيرا) من أعمال البر (أو تخفوه) تعملوه سرا (أو تعفوا عن سوء) ظلم (فإن الله كان عفوا قديرا). (150) (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله) بأن يؤمنوا به دونهم (ويقولون نؤمن ببعض) من الرسل (ونكفر ببعض) منهم (ويريدون أن يتخذوا بين ذلك) الكفر والايمان (سبيلا) طريقا يذهبون إليه. (151) (أولئك هم الكافرون حقا) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) ذا إهانة وهو عذاب النار. (152) (والذين آمنوا بالله ورسله) كلهم (ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم) بالياء والنون (أجورهم) ثواب أعمالهم (وكان الله غفورا) لاوليائه (رحيما) بأهل طاعته. (153) (يسألك) يا محمد (أهل الكتاب) اليهود (أن تنزل عليهم كتابا من السماء) جملة كما أنزل على موسى تعنتا فإن استكبرت ذلك = ب (فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) فيجامعها فان طلقها بعدما جامعها فلا جناح عليهما أن يتراجعا. أسباب نزول الاية 231 قوله تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف) الاية، أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها قبل انقضاء عدتها، ثم يطلقها يفعل ذلك يضارها ويعضلها، فأنزل = (*)
[ 130 ]
(فقد سألوا) أي آباؤهم (موسى أكبر) أعظم (من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) عيانا (فأخذتهم الصاعقة) الموت عقابا لهم (بظلمهم) حيث تعنتوا في السؤال (ثم اتخذوا العجل) إلها (من بعد ما جاءتهم ا لبينات) المعجزات على وحدانية الله (فعفونا عن ذلك) ولم نستأصلهم (وآتينا موسى سلطانا مبينا) تسلطا مبينا ظاهرا عليهم حيث أمرهم بقتل أنفسهم توبة فأطاعوه. (154) (ورفعنا فوقهم الطور) الجبل (بميثاقهم) بسبب أخذ الميثاق عليهم ليخافوا فقبلوه (وقلنا لهم) وهو مظل عليهم (ادخلوا الباب) باب القرية (سجدا) سجود انحناء (وقلنا لهم لا تعدوا) وفي قراءة بفتح العين وتشديد الدال وفيه إدغام التاء في الاصل أي لا تعتدوا (في السبت) باصطياد الحيتان فيه (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) على ذلك فنقصوه. (155) (فبما نقضهم) ما زائدة والباء للسببية متعلقه بمحذوف، أي لعناهم بسبب نقضهم (ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم) للنبي صلى الله عليه وسلم (قلوبنا غلف) لا تعي كلامك (بل طبع) ختم (الله عليها بكفرهم) فلا تعي وعظا (فلا يؤمنون إلا قليلا) منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه. (156) (وبكفرهم) ثانيا بعيسى وكرر الباء للفصل بينه وبين ما عطف عليه (وقولهم على مريم بهتانا عظيما) حيث رموها بالزنا. (157) (وقولهم) مفتخرين (إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) في زعمهم، أي بمجموع ذلك عذبناهم قال تعالى تكذيبا لهم في قتله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم بعيسى، أي ألقي الله عليه شبهه فظنوه إياه (وإن الذين اختلفوا فيه) أي في عيسى (لفي شك منه) منق تله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به، وقال آخرون: بل هو هو (ما لهم به) بقتله (من علم إلا اتباع الظن) استثناء منقطع، أي لكن يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه (وما قتلوه يقينا) حال مؤكدة لنفي القتل. = الله هذه الاية. وأخرج عن السدي قال: نزلت في رجل من الانصار يدعى ثابت بن يسار طلق أمرأته حتى إذا انقضت عدتها إلا يومين أو ثلاثة راجعها ثم طلقها مضارة، فأنز الله (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا). قوله تعالى: (ولا تتخذوا آيات الله هزوا) أخرج ابن أبي عمر في مسنده وابن مردويه عن أبي الدرداء قال: كان الرجل يطلق ثم يقول: لعبت ويعتق ثم يقول لعبت، فأنزل الله (ولا تتخذوا آيات الله هزوا). = (*)
[ 131 ]
(158) (بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا) في ملكه (حكيما) في صنعه. (159) (وإن) ما (من أهل الكتاب) أحد (إلا ليؤمنن به) بعيسى (قبل موته) أي الكتابي حين يعاين ملائكة الموت فلا ينفعه إيمانه أو قبل موت عيسى لما ينزل قرب الساعة كما ورد في حديث (ويوم القيامة يكون) عيسى (عليهم شهيدا) بما فعلوه لما بعت إليهم. (160) (فبظلم أي فبسبب ظلم (من الذين هادوا) هم اليهود (حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) هي التي في قوله تعالى: (حرمنا كل ذي ظفر) الاية (وبصدهم) الناس (عن سبيل الله) دينه صدا (كثيرا). (161) (وأخذهم الربا وقد نهوا عنه) في التوراة (وأكلهم أموال الناس بالباطل) بالرشا في الحكم (وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما) مؤلما. (162) (لكن الراسخون) الثابتون (في العلم منهم) كعبد الله بن سلام (والمؤمنون) المهاجرون والانصار (يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) من الكتب (والمقيمين الصلاة) نصب على المدح وقرئ بالرفع (والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر أولئك سنؤتيهم) بالنون والياء (أجرا عظيما) هو الجنة. (163) (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده و) كما (أوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) ابنيه (ويعقوب) ابن إسحاق (والاسباط) أولاده (وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا) أباه (داود زبورا) بالفتح اسم للكتاب المؤتى والضم مصدر بمعنى مزبورا أي مكتوبا. (164) (و) أرسلنا (رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف من إسرائيل واربعة آلاف من = وأخرج ابن المنذر عن عبادة بن الصامت نحوه. وأخرج ابن مردويه نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل الحسن. أسباب نزول الاية 231 قوله تعالى: (وإذا طلقتم النساء) الاية، روى البخاري، وأبو داود والترمذي وغيرهم من معقل بن يسار أنه زوج أخته رجلا من المسلمين فكانت عنده، ثم طلقها تطليقة ولم يراجعها حتى انقضت العدة، فهويها وهويته، فخطبها مع = (*)
[ 132 ]
سائر الناس قاله الشيخ في سورة غافر (وكلم الله موسى) بلا واسطة (تكليما). (165) (رسلا) بدل من رسلا قبله (مبشرين) بالثواب من آمن (ومنذرين) بالعقاب من كفر أرسلناهم (لئلا يكون للناس على الله حجة) تقال (بعد) إرسال (الرسل) إليهم فيقولوا: ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فبعثنا هم لقطع عذرهم (وكان الله عزيزا) في ملكه (حكيما) في صنعه. (166) ونزل لما سئل اليهود عن نبوته صلى الله عليه وسلم (لكن الله يشهد) يبين نبوتك (بما أنزل إليك) من القرآن المعجز (أنزله) ملتبسا (بعلمه) أي عالما به أو وفيه علمه (والملائكة يشهدون) لك أيضا (وكفى بالله شهيدا) على ذلك. (167) (إن الذين كفروا) بالله (وصدوا) الناس (عن سبيل الله) دين الاسلام بكتمهم نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود (قد ضلوا ضلالا بعيدا) عن الحق. (168) (إن الذين كفروا) بالله (وظلموا) نبيه بكتمان نعته (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) من الطرق. (169) إلا طريق جهنم) أي الطريق المؤدى إليها (خالدين) مقدرين الخلود (فيها) إذا دخلوها (أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) هينا. (170) (يا أيها الناس) أي أهل مكة (قد جاءكم الرسول) محمد صلى الله عليه وسلم (بالحق من ربكم فآمنوا) به واقصدوا (خيرا لكم) مما أنتم فيه (وإن تكفروا) به (فإن لله ما في السموات والارض) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يضره كفركم (وكان الله عليما) بخلقه (حكيما) في صنعه بهم. = الخطاب، فقال له يالكع: أكرمتك بها وزوجتكها فطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا، فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إليه فأنزل الله (وإذ طلقتم النساء فبلغن) إلى قوله (وأنتم لا تعلمون) فلما سمعها معقل قال: سمع لربي وطاعة، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك. وأخرجه ابن مردويه من طرق كثيرة ثم أخرج عن السدي قال: نزلت في جابر بن عبد الله الانصاري، وكانت له ابنة عم فطلقها زوجها تطليقة = (*)
[ 133 ]
(171) (يا أهل الكتاب) إلانجيل (لا تغلوا) تتجاوزا الحد (في دينكم ولا تقولوا على الله إلا) القول (الحق) من تنزيهه عن الشريك والولد (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول وكلمته ألقاها) أوصلها الله (إلى مريم وروح) أي ذو روح (منه) أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن الله أو إلها معه أو ثالث ثلاثة لان ذا الروح مركب والاله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا) الالهة (ثلاثة) الله وعيسى وأمه (انتهوا) عن ذلك وأتوا (خيرا لكم) منه وهو التوحيد (إنما الله إله واحد سبحانه) تنزيها له عن (أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض) خلقا وملكا وعبيدا، والملكية تنافي النبوة (وكفى بالله وكيلا) شهيدا على ذلك. (172) (لن يستنكف) يتكبر ويأنف (المسيح) الذي زعمتم أنه إله عن (أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون) عند الله لا يستنكفون أن يكونوا عبيدا، وهذا من أحسن الاستطراد ذكر للرد على من زعم أنها آلهة أو بنات الله كما ورد بما قبله على النصارى الزاعمين ذلك المقصود خطابهم (ومن يستنكف عن عبادته ويتكبر فيحشرهم إليه جميعا) في الاخرة. (173) (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) ثواب أعمالهم (ويزيدهم من فضله) ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (وأما الذين استنكفوا واستكبروا) مؤلما هو عذاب النار (ولا يجدون لهم من دون الله) أي غيره (وليا) يدفعه عنهم (ولا نصيرا) يمنعهم منه. (174) (يا أيها الناس قد جاءكم برهان) حجة (من ربكم) عليكم وهو النبي صلى الله عليه وسلم (وأنزلنا إليكم نورا مبينا) بينا وهو القرآن. = فانقضت عدتها، ثم رجع يريد رجعتها، فأبى جابر، فقال: طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها الثانية، وكانت المرأة تريد زوجها قد راضته، فنزلت هذه الاية، والاول أصح، وهو أقوى. أسباب نزول الاية 238 قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات) الاية، أخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو داود والبيهقي = (*)
[ 134 ]
(175) (فأما الذين آمنوا واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا) طريقا (مستقيما) هو دين الاسلام. (176) (يستفتونك) في الكلالة (قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ) مرفوع بفعل يفسره (هلك) مات (ليس له ولد) أي ولا والد وهو الكلالة (وله أخت) من أبوين أو أب (فلها نصب ما ترك وهو) أي الاخ كذلك (يرثها) جميع ما تركت (إن لم يكن لها ولد) فإن كان لها ولد ذكر فلا شئ له أو أنثى فله ما فضل من نصيبها ولو كانت الاخت أو الاخ من أم ففرضه السدس كما تقدم أول السورة (فإن كانتا) أي الاختان (اثنتين) أي فصاعدا لانها نزلت في جابر وقد مات عن أخوات (فلهما الثلثان مما ترك) الاخ (وإن كانوا) أي الورثة (إخوة رجالا ونساء فللذكر) منهم (مثل حظ الانثيين يبين الله لكم) شرائع دينكم ل (أن) لا (تضلوا والله بكل شئ عليم) ومنه الميراث روى الشيخان عن البراء أنها آخر آية نزلت أي من الفرائض. (سورة المائدة) [ مدنية وآياتها 120 نزلت بعد الفتح ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) العهود المؤكدة التي بينكم وبين الله والناس (أحلت لكم بهيمة الانعام) الابل والبقر والغنم أكلا بعد الذبح (إلا ما يتلى عليكم) تحريمه في (حرمت عليكم الميتة) الاية فالاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلا والتحريم لما عرض من الموت ونحوه (غير محلي الصيد وأنتم حرم) أي محرمون ونصب غير على الحال من ضمير لكم (إن الله يحكم ما يريد) من التحليل وغيره لا اعتراض عليه. = وابن جرير عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهاجرة، وكانت أثقل الصلاة على أصحابه، فنزلت (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى). أخرج أحمد والنسائي وابن جرير عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان والناس في قائلتهم وتجارتهم، فأنزل الله (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وأخرج الائمة الستة = (*)
[ 135 ]
(2) * (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) * جمع شعيرة أي معالم دينه بالصيد في الاحرام * (ولا الشهر الحرام) * بالقتال فيه * (ولا الهدي) * ما أهدي إلى الحرم من النعم بالتعرض له * (ولا القلائد) * جمع قلادة وهي ما كان يقلد به من شجر الحرم ليأمن أي فلا تتعرضوا لها ولا لاصحابها * (ولا) * تحلوا * (آمين) * قاصدين * (البيت الحرام) * بأن تقاتلوهم * (يبتغون فضلا) * رزقا * (من ربهم) * بالتجارة * (ورضوانا) * منه بقصده بزعمهم الفاسد وهذا منسوخ بآية براءة * (وإذا حللتم) * من الاحرام * (فاصطادوا) * أمر إباحة * (ولا يجرمنكم) * يكسبنكم * (شنآن) * بفتح النون وسكونها بغض * (قوم) * لاجل * (أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) * عليهم بالقتل وغيره * (وتعاونوا على البر) * بفعل ما أمرتم به * (والتقوى) * بترك ما نهيتم عنه * (ولا تعاونوا) * فيه حذف إحدى التاءين في الاصل * (على الاثم) * المعاصي * (والعدوان) * التعدي في حدود الله * (واتقوا الله) * خافوا عقابه بأن تطيعوه * (إن الله شديد العقاب) * لمن خالفه (3) * (حرمت عليكم الميتة) * أي أكلها * (والدم) * أي المسفوح كما في الانعام * (ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به) * بأن ذبح على اسم غيره * (والمنخنقة) * الميتة خنقا * (والموقوذة) * المقتولة ضربا * (والمتردية) * الساقطة م علو إلى أسفل فماتت * (والنطيحة) * المقتولة بنطح أخرى لها * (وما أكل السبع) * منه * (إلا ما ذكيتم) * أي أدركتم فيه الروح من هذه الاشياء فذبحتموه * (وما ذبح على) * اسم * (النصب) * جمع نصاب وهي الاصنام * (وأن تستقسموا) * تطلبوا القسم والحكم * (بالازلام) * جمع زلم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام قدح بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلام وكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا * (ذلكم فسق) * خروج عن الطاعة، ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع * (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) * أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته * (فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم) * أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام * (وأتممت عليكم نعمتي) * = وغيرهم عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة يكلم الرجل منا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت (وقوموا لله قانتين) فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال كانوا يتكلمون في الصلاة وكان الرجل يأمر أخاه بالحاجة، فأنزل الله (وقوموا لله قانتين). (*)
[ 136 ]
بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين * (ورضيت) * أي اخترت * (لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة) * مجاعة إلى أي شئ مما حرم عليه فأكله * (غير متجانف) * مائل * (لاثم) * معصية * (فإن الله غفور) * له ما أكل * (رحيم) * به في إباحته بخلاف المائل لاثم أي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الاكل (4) * (يسئلونك) * يا محمد * (ماذا أحل لهم) * من الطعام * (قل أحل لكم الطيبات) * المستلذات * (و) * صيد * (ما علمتم من الجوارح) * الكواسب من الكلاب والسباع والطير * (مكلبين) * حال من كلبت الكلب بالتشديد أي أرسلته على الصيد * (تعلمونهن) * حال من ضمير مكلبين أي تؤدبونهن * (مما علمكم الله) * من آداب الصيد * (فكلوا مما أمسكن عليكم) * وإن قتلته بأن لم يأكلن منه بخلاف غير المعلمة فلا يحل صيدها وعلامتها أن تسترسل إذا أرسلت وتنزجر إذا زجرت وتمسك الصيد ولا تأكل منه وأقل ما يعرف به ثلاث مرات فإن أكلت منه فليس مما أمسكن على صاحبها فيحل أكله كما في حديث الصحيحين وفيه أن صيد السهم إذا أرسل وذكر اسم الله عليه كصيد المعلم من الجوارح * (واذكروا اسم الله عليه) * عند إرساله * (واتقوا الله إن الله سريع الحساب) * (5) * (اليوم أحل لكم الطيبات) * المستلذات * (وطعام الذين أوتوا الكتاب) * أي ذبائح اليهود والنصارى * (حل) * حلال * (لكم وطعامكم) * إياهم * (حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات) * الحرائر * (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) * حل لكم أن تنكحوهن * (إذا آتيتموهن أجورهن) * مهورهن * (محصنين) * متزوجين * (غير مسافحين) * معلنين بالزنا بهن * (ولا متخذي أخدان) * منهن تسرون بالزنا بهن * (ومن يكفر بالايمان) * أي يرتد * (فقد حبط عمله) * الصالح قبل ذلك فلا يعتد به ولا يثاب عليه * (وهو في الآخرة من الخاسرين) * إذا مات عليه (6) * (يا أيها الذين آمنوا إذا اقمتم) * أي أردتم القيام * (إلى الصلاة) * وأنتم محدثون * (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) * أي معها كما بينته السنة أسباب نزول الآية 240 قوله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) الآية أخرج إسحق بن راهويه في تفسيره عن مقاتل بن حبان: أن رجلا من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء ومعه أبواه وامرأته فمات بالمدينة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطى الوالدين وأعطى أولاده بالمعروف ولم يعط امرأته شيئا، غير أنهم أمروا أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى = (*)
[ 137 ]
* (وامسحوا برؤوسكم) * الباء للالصاق أي ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي أقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض شعرة وعليه الشافعي * (وأرجلكم) * بالنصب عطفا على أيديكم وبالجر على الجوار * (إلى الكعبين) * أي معهما كما بينته السنة وهما العظمان الناتئان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم والفصل بين الايدي والارجل المغسولة بالرأس الممسوح يفيد وجوب الترتيب في طهارة هذه الاعضاء وعليه الشافعي ويؤخذ من السنة وجوب النية فيه كغيره من العبادات * (وإن كنتم جنبا فاطهروا) * فاغتسلوا * (وإن كنتم مرضى) * مرضا يضره الماء * (أو على سفر) * أي مسافرين * (أو جاء أحد منكم من الغائط) * أي أحدث * (أو لا مستم النساء) * سبق مثله في آية النساء * (فلم تجدوا ماء) * بعد طلبه * (فتيمموا) * أقصدوا * (صعيدا طيبا) * ترابا طاهرا * (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) * مع المرفقين * (منه) * بضربتين والباء للالصاق وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح * (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) * ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم * (ولكن يريد ليطهركم) * من الاحداث والذنوب * (وليتم نعمته عليكم) * بالاسلام ببيان شرائع الدين * (لعلكم تشكرون) * نعمه (7) * (واذكروا نعمة الله عليكم) * بالاسلام * (وميثاقه) * عهده * (الذي واثقكم به) * عاهدكم عليه * (إذ قلتم) * للنبي صلى الله عليه وسلم حين بايعتموه * (سمعنا وأطعنا) * في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره * (واتقوا الله) * في ميثاقه أن تنقضوه * (إن الله عليم بذات الصدور) * بما في القلوب فبغيره أولى. (8) * (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) * قائمين * (لله) * بحقوقه * (شهداء بالقسط) * بالعدل * (ولا يجرمنكم) * يحملنكم * (شنآن) * بغض * (قوم) * أي الكفار * (على ألا تعدلوا) * فتنالوا منهم لعداوتهم * (إعدلوا) * في العدو والولي * (هو) * أي العدل * (أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) * فيجازيكم به. (9) * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * وعدا حسنا * (لهم مغفرة وأجر عظيم) * هو الجنة. = الحول وفيه نزلت (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) الآية. أسباب نزول الآية 241 قوله تعالى (وللمطلقات متاع بالمعروف) الآية أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال لما نزلت (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين) قال رجل إن أحسنت فعلت وإن لم أرد ذلك لم = (*)
[ 138 ]
(10) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) * (11) * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم) * هم قريش * (أن يبسطوا) * يمدوا * (إليكم أيديهم) * ليفتكوا بكم * (فكف أيديهم عنكم) * وعصمكم مما أرادوا بكم * (واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (12) * (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل) * بما يذكر بعد * (وبعثنا) * فيه التفات عن الغيبة أقمنا * (منهم اثني عشر نقيبا) * من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم * (وقال) * لهم * (الله إني معكم) * بالعون والنصرة * (لئن) * لام قسم * (أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم) * نصرتموهم * (وأقرضتم الله قرضا حسنا) * بالانفاق في سبيله * (لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك) * الميثاق * (منكم فقد ضل سواء السبيل) * أخطأ طريق الحق والسواء في الاصل الوسط فنقضوا الميثاق قال تعالى: (13) * (فبما نقضهم) * ما زائدة * (ميثاقهم لعناهم) * أبعدناهم عن رحمتنا * (وجعلنا قلوبهم قاسية) * لا تلين لقبول الايمان * (يحرفون الكلم) * الذي في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وغيره * (عن مواضعه) * التي وضعه الله عليها أي يبدلونه * (ونسوا) * تركوا * (حظا) * نصيبا * (مما ذكروا) * أمروا * (به) * في التوراة من اتباع محمد * (ولا تزال) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (تطلع) * تظهر * (على خائنة) * أي خيانة * (منهم) * بنقض العهد وغيره * (إلا قليلا منهم) * ممن أسلم * (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) * وهذا منسوخ بآية السيف (14) * (ومن الذين قالوا إنا نصارى) * متعلق بقوله * (أخذنا ميثاقهم) * كما أخذنا على بني إسرائيل اليهود * (فنسوا حظا مما ذكروا به) * في الانجيل من الايمان وغيره ونقضوا الميثاق * (فأغرينا) * أوقعنا * (بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) * بتفرقهم واختلاف أهوائهم فكل فرقة تكفر الاخرى * (وسوف ينبئهم الله) * = أفعل فأنزل الله (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين). أسباب نزول الآية 245 قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله) الآية، روى ابن حبان في صحيحه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال لما نزلت (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة) إلى آخرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب زد = (*)
[ 139 ]
في الآخرة * (بما كانوا يصنعون) * فيجازيهم عليه (15) * (يا أهل الكتاب) * اليهود والنصارى * (قد جاءكم رسولنا) * محمد * (يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون) * تكتمون * (من الكتاب) * التوراة والانجيل كآية الرجم وصفته * (ويعفو عن كثير) * من ذلك فلا يبينه إذا لم يكن فيه مصلحة إلا افتضاحكم * (قد جاءكم من الله نور) * هو النبي صلى الله عليه وسلم * (وكتاب) * قرآن * (مبين) * بين ظاهر (16) * (يهدي به) * أي بالكتاب * (الله من اتبع رضوانه) * بأن آمن * (سبل السلام) * طرق السلامة * (ويخرجهم من الظلمات) * الكفر * (إلى النور) * الايمان * (بإذنه) * بإرادته * (ويهديهم إلى صراط مستقيم) * دين الاسلام (17) * (لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم) * حيث جعلوه إلها وهم اليعقوبية فرقة من النصارى * (قل فمن يملك) * أي يدفع * (من) * عذاب * (الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الارض جميعا) * أي لا أحد يملك ذلك ولو كان المسيح إلها لقدر عليه * (ولله ملك السماوات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ) * شاءه * (قدير) * (18) * (وقالت اليهود والنصارى) * أي كل منهما * (نحن أبناء الله) * أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة * (وأحباؤه قل) * لهم يا محمد * (فلم يعذبكم بذنوبكم) * إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الاب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون * (بل أنتم بشر ممن) * من جملة من * (خلق) * من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم * (يغفر لمن يشاء) * المغفرة له * (ويعذب من يشاء) * تعذيبه لا اعتراض عليه * (ولله ملك السماوات والارض وما بينهما وإليه المصير) * المرجع (19) * (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) * محمد * (يبين لكم) * شرائع الدين * (على فترة) * انقطاع * (من الرسل) * إذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول ومدة ذلك خمسمائة وتسع وستون سنة ل * (أن) * لا * (تقولوا) * إذا عذبتم * (ما جاءنا من) * زائدة * (بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير) * فلا عذر لكم إذا * (والله على كل شئ قدير) * ومنه تعذيبكم إن لم تتبعوه. = أمتي فنزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة). أسباب نزول الآية 256 قوله تعالى (لا إكراه في الدين) روى أبو داود والنسائي وابن حبان عن ابن عباس قال كانت المرأة تكون مقلاة، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الانصار فقالوا لا ندع = (*)
[ 140 ]
(20) * (و) * اذكر * (إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم) * أي منكم * (أنبياء وجعلكم ملوكا) * أصحاب خدم وحشم * (وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) * من المن والسلوى وفلق البحر وغير ذلك (21) * (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة) * المطهرة * (التي كتب الله لكم) * أمركم بدخولها وهي الشام * (ولا ترتدوا على أدباركم) * تنهزموا خوف العدو * (فتنقلبوا خاسرين) * في سعيكم (22) * (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) * من بقايا عاد طوالا ذي قوة * (وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) * لها (23) * (قال) * لهم * (رجلان من الذين يخافون) * مخالفة أمر الله وهما يوشع وكالب من النقباء الذين بعثهم موسى في كشف أحوال الجبابرة * (أنعم الله عليهما) * بالعصمة فكتما ما اطلعا عليه من حالهم إلا عن موسى بخلاف بقية النقباء فأفشوه فجبنوا * (ادخلوا عليهم الباب) * باب القرية ولا تخشوهم فإنهم أجساد بلا قلوب * (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) * قالا ذلك تيقنا بنصر الله وإنجاز وعده * (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) * (24) * (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا) * هم * (إنا ها هنا قاعدون) * عن القتال (25) * (قال) * موسى حينئذ * (رب إني لا أملك إلا نفسي و) * إلا * (أخي) * ولا أملك غيرهما فأجبرهم على الطاعة * (فافرق) * فافصل * (بيننا وبين القوم الفاسقين) * (26) * (قال) * تعالى له * (فإنها) * أي الارض المقدسة * (محرمة عليهم) * أن يدخلوها * (أربعين سنة يتيهون) * يتحيرون * (في الارض) * وهي تسعة فراسخ قاله ابن عباس * (فلا تأس) * تحزن * (على القوم الفاسقين) * روي أنهم كانوا يسيرون الليل جادين فإذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدأوا منه ويسيرون النهار كذلك حتى انقرضوا كلهم إلا من لم يبلغ العشرين، قيل: وكانوا ستمائة ألف ومات هارون وموسى في التيه وكان رحمة لهما وعذابا لاولئك وسأل موسى ربه عند موته أن يدنيه من الارض المقدسة رمية بحجر فأدناه كما في الحديث، أبناءنا فأنزل الله (لا إكراه في الدين). أخرج ابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال نزلت (لا إكراه في الدين) في رجل من الانصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ألا أستكرههما فانهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فانزل الله الآية. (*)
[ 141 ]
ونبئ يوشع بعد الاربعين وأمر بقتال الجبارين فسار بمن بقي معه وقاتلهم وكان يوم الجمعة ووقفت له الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم، وروى أحمد في مسنده حديث " إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس ". (27) * (واتل) * يا محمد * (عليهم) * على قومك * (نبأ) * خبر * (ابني آدم) * هابيل وقابيل * (بالحق) * متعلق بأتل * (إذ قربا قربانا) * إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل * (فتقبل من أحدهما) * وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه * (ولم يتقبل من الآخر) * وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم * (قال) * له * (لاقتلنك) * قال: لم قال لتقبل قربانك دوني * (قال إنما يتقبل الله من المتقين) *. (28) * (لئن) * لام قسم * (بسطت) * مددت * (إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلنك إني أخاف الله رب العالمين) * في قتلك (29) * (إني أريد أن تبوء) * ترجع * (بإثمي) * بإثم قتلي * (وإثمك) * الذي ارتكبته من قبل * (فتكون من أصحاب النار) * ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم، قال تعالى: (وذلك جزاء الظالمين) (30) * (فطوعت) * زينت * (له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح) * فصار * (من الخاسرين) * بقتله ولم يدر ما يصنع به لانه أول ميت على وجه الارض من بني آدم فحمله على ظهره (31) * (فبعث الله غرابا يبحث في الارض) * ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه * (ليريه كيف يواري) * يستر * (سوأة) * جيفة * (أخيه قال يا ويلتى أعجزت) * عن * (أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين) * على حمله وحفر له وواراه (32) * (من أجل ذلك) * الذي فعله قابيل * (كتبنا على بني إسرائيل أنه) * أي الشأن * (من قتل نفسا بغير نفس) * قتلها * (أو) * بغير * (فساد) * أتاه * (في الارض) * من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه * (فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها) * بأن امتنع عن قتلها * (فكأنما أحيا الناس جميعا) * أسباب نزول الآية 257 قوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا) أخرج ابن جرير عن عبدة بن أبي لبابة في قوله (الله ولي الذين آمنوا) قال هم الذين كانوا آمنوا بعيسى، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به وأنزلت فيهم هذه الآية. وأخرج عن مجاهد قال كان قوم آمنوا بعيسى وقوم كفروا به فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر به الذين آمنوا بعيسى فأنزل الله هذه الآية = (*)
[ 142 ]
قال ابن عباس: من حيث انتهاك حرمتها وصونها * (ولقد جاءتهم) * أي بني إسرائيل * (رسلنا بالبينات) * المعجزات * (ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون) * مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك (33) ونزل في العرنيين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الابل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الابل، * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) * بمحاربة المسلمين * (ويسعون في الارض فسادا) * بقطع الطريق * (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف) * أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى * (أو ينفوا من الارض) * أو لترتيب الاحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره * (ذلك) * الجزاء المذكور * (لهم خزي) * ذل * (في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * هو عذاب النار (34) * (إلا الذين تابوا) * من المحاربين والقطاع * (من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور) * لهم ما أتوه * (رحيم) * بهم عبر بذلك دون فلا تحدوهم ليفيد أنه لا يسقط عنه بتوبته إلا حدود الله دون حقوق الآدميين كذا ظهر لي ولم أر من تعرض له والله أعلم فإذا قتل وأخذ المال يقتل ويقطع ولا يصلب وهو أصح قولي الشافعي ولا تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا وهو أصح قوليه أيضا (35) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * خافوا عقابه بأن تطيعوه * (وابتغوا) * أطلبوا * (إليه الوسيلة) * ما يقربكم إليه من طاعته * (وجاهدوا في سبيله) * لاعلاء دينه لعلكم تفلحون) تفوزون. (36) (إن الذين كفروا لو) ثبت (أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم. = أسباب نزول الآية 267 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) الآية روى الحاكم وابن ماجه وغيرهم عن البراء قال نزلت هذه الآية فينا معشر الانصار كنا أصحاب نخل وكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا = (*)
[ 143 ]
(37) * (يريدون) * يتمنون * (أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم) * دائم (38) * (والسارق والسارقة) * أل فيهما موصلة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو * (فاقطعوا أيديهما) * أي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن الذي يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر * (جزاء) * نصب على المصدر * (بما كسبا نكالا) * عقوبة لهما * (من الله والله عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * في خلقه (39) * (فمن تاب من بعد ظلمه) * رجع عن السرقة * (وأصلح) * عمله * (فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) * في التعبير بهذا ما تقدم فلا يسقط بتوبته حق الآدمي من القطع ورد المال نعم بينت السنة أنه إن عفا عنه قبل الرفع إلى الامام سقط القطع وعليه الشافعي (40) * (ألم تعلم) * الاستفهام فيه للتقرير * (أن الله له ملك السموات والارض يعذب من يشاء) * تعذيبه * (ويغفر لمن يشاء) * المغفرة له * (والله على كل شئ قدير) * ومنه التعذيب والمغفرة (41) * (يا أيها الرسول لا يحزنك) * صنع * (الذين يسارعون في الكفر) * يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة * (من) * للبيان * (الذين قالوا آمنا بأفواههم) * بألسنتهم متعلق بقالوا * (ولم تؤمن قلوبهم) * وهم المنافقون * (ومن الذين هادوا) * قوم * (سماعون للكذب) * الذي افترته أحبارهم سماع قبول * (سماعون) * منك * (لقوم) * لاجل قوم * (آخرين) * من اليهود * (لم يأتوك) * وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما * (يحرفون الكلم) * الذي في التوراة كآية الرجم * (من بعد مواضعه) * التي وضعه الله عليها أي يبدلونه * (يقولون) * لمن أرسلوهم * (إن أوتيتم هذا) * الحكم المحرف أي الجلد الذي أفتاكم به محمد * (فخذوه) * فاقبلوه * (وإن لم تؤتوه) * بل أفتاكم بخلافه * (فاحذروا) * أن تقبلوه * (ومن يرد الله فتنته) * = أنفقوا من طيبات ما كسبتم) الآية. وروى أبو داود والنسائي والحاكم عن سهل بن حنيف قال كان الناس يتيممون شر ثمارهم يخرجونها في الصدقة فنزلت (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) وروى الحاكم عن جابر قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر ردئ فنزل القرآن (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) الآية روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان = (*)
[ 144 ]
إضلاله * (فلن تملك له من الله شيئا) * في دفعها * (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) * من الكفر ولو أراده لكان * (لهم في الدنيا خزي) * ذل بالفضيحة والجزية * (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * (42) هم * (سماعون للكذب أكالون للسحت) * بضم الحاء وسكونها أي الحرام كالرشا * (فإن جاؤك) * لتحكم بينهم * (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * هذا التخيير منسوخ بقوله تعالى (وأن احكم بينهم) الآية فيجب الحكم بينهم إذا ترافعوا إلينا وهو أصح قولي الشافعي فلو ترافعوا إلينا مع مسلم وجب إجماعا * (وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت) * بينهم * (فاحكم بينهم بالقسط) * بالعدل * (إن الله يحب المقسطين) * العادلين في الحكم أي يثيبهم (43) * (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) * بالرجم استفهام تعجب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم * (ثم يتولون) * يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم * (من بعد ذلك) * التحكيم * (وما أولئك بالمؤمنين) * (44) * (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى) * من الضلالة * (ونور) * بيان للاحكام * (يحكم بها النبيون) * من بني إسرائيل * (الذين أسلموا) * انقادوا لله * (للذين هادوا والربانيون) * العلماء منه * (والاحبار) * الفقهاء * (بما) * أي بسبب الذي * (استحفظوا) * استودعوه أي استحفظهم الله إياه * (من كتاب الله) * أن يبدلوه * (وكانوا عليه شهداء) * أنه حق * (فلا تخشوا الناس) * أيها اليهود في إظهار ما عندكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم والرجم وغيرها * (واخشون) * في كتمانه * (ولا تشتروا) * تستبدلوا * (بآياتي ثمنا قليلا) * من الدنيا تأخذونه على كتمانها * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * به (45) * (وكتبنا) * فرضنا * (عليهم فيها) * أي التوراة * (أن النفس) * تقتل * (بالنفس) * إذا قتلتها * (والعين) * تفقأ * (بالعين والانف) * يجدع * (بالانف والاذن) * تقطع * (بالاذن والسن) * تقلع * (بالسن) * وفي قراءة بالرفع = أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون به فأنزل الله هذه الآية. أسباب نزول الآية 272 قوله تعالى: (ليس عليك هداهم) الآية روى النسائي والحاكم والبزار والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال كانوا يكرهون أن يرضخوا لانسابهم من المشركين، فسألوا فرخص لهم فنزلت هذه الآية (ليس عليك هداهم) إلى قوله = (*)
[ 145 ]
في الاربعة * (والجروح) * بالوجهين * (قصاص) * أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا * (فمن تصدق به) * أي بالقصاص بأن مكن من نفسه * (فهو كفارة له) * لما أتاه * (ومن لم يحكم بما أنزل الله) * في القصاص وغيره * (فأولئك هم الظالمون) * (46) * (وقفينا) * أتبعنا * (على آثارهم) * أي النبيين * (بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه) * قبله * (من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى) * من الضلالة * (ونور) * بيان للاحكام * (ومصدقا) * حال * (لما بين يديه من التوراة) * لما فيها من الاحكام * (وهدى وموعظة للمتقين) * (47) * (و) * قلنا * (ليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه) * من الاحكام وفي قراءة بنصب يحكم وكسر لامه عطفا على معمول آتيناه * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (48) * (وأنزلنا إليك) * يا محمد * (الكتاب) * القرآن * (بالحق) * متعلق بأنزلنا * (مصدقا لما بين يديه) * قبله * (من الكتاب ومهيمنا) * شاهدا * (عليه) * والكتاب بمعنى الكتب * (فاحكم بينهم) * بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك * (بما أنزل الله) * اليك * (ولا تتبع أهواءهم) * عادلا * (عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم) * أيها الامم * (شرعة) * شريعة * (ومنهاجا) * طريقا واضحا في الدين يمشون عليه * (ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة) * على شريعة واحدة * (ولكن) * فرقكم فرقا * (ليبلوكم) * ليختبركم * (فيما آتاكم) * من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصي * (فاستبقوا الخيرات) * سارعوا إليها * (إلى الله مرجعكم جميعا) * بالبعث * (فينبئكم بما كنتم فيه = (وأنتم لا تظلمون). وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أن لا يتصدق إلا على أهل الاسلام فنزلت (ليس عليك هداهم) الآية فأمر بالتصدق على كل من سأل من كل دين. أسباب نزول الآية 274 قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) الآية أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن يزيد = (*)
[ 146 ]
تختلفون) * من أمر الدين ويجزي كلا منكم بعمله. (49) * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم) * ل * (أن) * لا * (يفتنوك) * يضلوك * (عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا) * عن الحكم المنزل وأرادوا غيره * (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم) * بالعقوبة في الدنيا * (ببعض ذنوبهم) * التي أتوها ومنها التولي ويجازيهم على جميعها في الاخرى * (وإن كثيرا من الناس لفاسقون) * (50) * (أفحكم الجاهلية يبغون) * بالياء والتاء يطلبون من المداهنة والميل إذا تولوا ؟ استفهام إنكاري * (ومن) * أي لا أحد * (أحسن من الله حكما لقوم) * عند قوم * (يوقنون) * به خصوا بالذكر لانهم الذين يتدبرون (51) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) * توالونهم وتوادونهم * (بعضهم أولياء بعض) * لاتحادهم في الكفر * (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) * من جملتهم * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * بموالاتهم الكفار (52) * (فترى الذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد كعبد الله بن أبي المنافق * (يسارعون فيهم) * في موالاتهم * (يقولون) * معتذرين عنها * (نخشى أن تصيبنا دائرة) * يدور بها الدهر علينا من جدب أو غلبة ولا يتم أمر محمد فلا يميرونا قال تعالى: * (فعسى الله أن يأتي بالفتح) * بالنصر لنبيه بإظهار دينه * (أو أمر من عنده) * يهتك ستر المنافقين وافتضاحهم * (فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم) * من الشك وموالاة الكفار * (نادمين) * (53) * (ويقول) * بالرفع استئنافا بواو ودونها وبالنصب عطفا على يأتي * (الذين آمنوا) * لبعضهم إذا هتك سترهم تعجبا * (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) * غاية = ابن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم) في أصحاب الخيل يزيد وأبوه مجهولان. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية = (*)
[ 147 ]
اجتهادهم فيها * (إنهم لمعكم) * في الدين قال تعالى: * (حبطت) * بطلت * (أعمالهم) * الصالحة * (فأصبحوا) * صاروا * (خاسرين) * الدنيا بالفضيحة والآخرة بالعقاب. (54) * (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد) * بالفك والادغام يرجع * (منكم عن دينه) * إلى الكفر إخبار بما علم الله وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم * (فسوف يأتي الله) * بدلهم * (بقوم يحبهم ويحبونه) * قال صلى الله عليه وسلم: " هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الاشعري " رواه الحاكم في صحيحه * (أذلة) * عاطفين * (على المؤمنين أعزة) * أشداء * (على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) * فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع) * كثير الفضل * (عليم) * بمن هو أهله، ونزل لما قال ابن سلام يا رسول الله إن قومنا هجرونا. (55) * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتو ن الزكاة وهم راكعون) * خاشعون أو يصلون صلاة التطوع. (56) * (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) * فيعينهم وينصرهم * (فإن حزب الله هم الغالبون) * لنصره إياهم أوقعه موقع فإنهم بيانا لانهم من حزبه، أي أتباعه. (57) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزؤا) * مهزوءا به * (ولعبا من) * للبيان * (الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار) * المشركين بالجر والنصب * (أولياء واتقوا الله) * بترك موالاتهم * (إن كنتم مؤمنين) * صادقين في إيمانكم. (58) * (و) * الذين * (إذا ناديتم) * دعوتم * (إلى الصلاة) * بالاذان * (اتخذوها) * أي الصلاة = درهما وأخرج ابن المنذر عن ابن المسيب قال الآية نزلت في عبد الرحمن ابن عوف وعثمان بن عفان في نفقتهم في جيش العسرة. أسباب نزول الآية 278 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا) الآية أخرج أبو يعلى في مسنده وابن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال بلغنا أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عوف من ثقيف وفي بني المغيرة وكانت = (*)
[ 148 ]
* (هزؤا ولعبا) * بأن يستهزئوا بها ويتضاحكوا * (ذلك) * الاتخاذ * (بأنهم) * أي بسبب أنهم * (قوم لا يعقلون) *. (59) ونزل لما قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم: بمن تؤمن من الرسل فقال: (بالله وما أنزل إلينا) الآية فلما ذكر عيسى قالوا: لا نعلم دينا شرا من دينكم * (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون) * تنكرون * (منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل) * إلى الانبياء * (وأن أكثركم فاسقون) * عطف على أن آمنا المعنى ما تنكرون إلا إيماننا مخالفتكم في عدم قبوله المعبر عنه بالفسق اللازم عنه وليس هذا مما ينكر -. (60) * (قل هل أنبئكم) * أخبركم * (بشر من) * أهل * (ذلك * الذي تنقمونه * (مثوبة) * ثوابا بمعنى جزاء * (عند الله) * هو * (من لعنه الله) * أبعده عن رحمته * (وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير) * بالمسخ * (و) * من * (عبد الطاغوت) * الشيطان بطاعته، وروعي في منهم معنى من وفيما قبله لفظها وهم اليهود، وفي قراءة بضم باء عبد وإضافته إلى ما بعد اسم جمع لعبد ونصبه بالعطف على القردة * (أولئك شر مكانا) * تمييز لان مأواهم النار * (وأضل عن سواء السبيل) * طريق الحق وأصل السواء الوسط وذكر شر وأضل في مقابلة قولهم لا نعلم دينا شرا من دينكم. (61) * (وإذا جاءوكم) * أي منافقو اليهود * (قالوا آمنا وقد دخلوا) * إليكم متلبسين * (بالكفر وهم قد خرجوا) * من عندكم متلبسين * (به) * ولم يؤمنوا * (والله أعلم بما كانوا يكتمون) * - ه من النفاق. (62) * (وترى كثيرا منهم) * أي اليهود * (يسارعون) * يقعون سريعا * (في الاثم) * الكذب * (والعدوان) * الظلم * (وأكلهم السحت) * الحرام كالرشا * (لبئس ما كانوا يعملون) * - ه عملهم هذا. = بنو المغيرة يربون لثقيف فلما أظهر الله رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كله فأتى بنو عمرو وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة فقال بنو المغيرة أما جعلنا أشقى الناس الربا ووضع عن الناس غيرنا فقال بنو عمرو صولحنا أن لنا ربانا فكتب عتاب في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية والتي بعدها وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت هذه الآية في ثقيف منهم مسعود = (*)
[ 149 ]
(63) * (لولا) * هلا * (ينهاهم الربانيون والاحبار) * منهم * (عن قولهم الاثم) * الكذب * (وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) * - ه ترك نهيهم. (64) * (وقالت اليهود) * لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا * (يد الله مغلولة) * مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل - تعالى الله عن ذلك - قال تعالى: * (غلت) * أمسكت * (أيديهم) * عن فعل الخيرات دعاء عليهم * (ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) * مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لافادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه * (ينفق كيف يشاء) * من توسيع وتضييق لا اعتراض عليه * (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك) * من القرآن * (طغيانا وكفرا) * لكفرهم به * (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) * فكل فرقة منهم تخالف الاخرى * (كلما أوقدوا نارا للحرب) * أي لحرب النبي صلى الله عليه وسلم * (أطفأها الله) * أي كلما أرادوه ردهم * (ويسعون في الارض فسادا) * أي مفسدين بالمعاصي * (والله لا يحب المفسدين) * بمعنى أنه يعاقبهم. (65) * (ولو أن أهل الكتاب آمنوا) * بمحمد صلى الله عليه وسلم * (واتقوا) * الكفر * (لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم) *. (66) * (ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل) * بالعمل بما فيهما ومنه الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم * (وما أنزل إليهم) * من الكتب * (من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) * بأن يوسع عليهم الرزق ويفيض من كل جهة * (منهم أمة) * جماعة * (مقتصدة) * تعمل به وهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام وأصحابه * (وكثير منهم ساء) * بئس * (ما) * شيئا * (يعملون) * - ه. = وحبيب وربيعة وعبد ياليل بنو عمرو وبنو عمير. أسباب نزول الآية 285 قوله تعالى (آمن الرسول) الآية. روى أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال لما نزلت (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) اشتد ذلك على الصحابة. فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب فقالوا قد أنزل = (*)
[ 150 ]
(67) * (يا أيها الرسول بلغ) * جميع * (ما أنزل إليك من ربك) * ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه * (وإن لم تفعل) * أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك * (فما بلغت رسالته) * بالافراد والجمع لان كتمان بعضها ككتمان كلها * (والله يعصمك من الناس) * أن يقتلوك وكان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فقال: " انصرفوا فقد عصمني الله " رواه الحاكم * (إن الله لا يهدي القوم الكافرين) *. (68) * (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ) * من الدين معتد به * (حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم) * بأن تعملوا بما فيه ومنه الايمان بي * (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك) * من القرآن * (طغيانا وكفرا) * لكفرهم به * (فلا بأس) * تحزن * (على القوم الكافرين) * إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم. (69) * (إن الذين آمنوا والذين هادوا) * هم اليهود مبتدأ * (والصابئون) * فرقة منهم * (والنصارى) * ويبدل من المبتدأ * (من آمن) * منهم * (بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة خبر المبتدأ ودال على خبر إن. (70) * (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) * على الايمان بالله ورسله * (وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول) * منهم * (بما لا تهوى أنفسهم) * من الحق كذبوه * (فريقا) * منهم * (كذبوا وفريقا) * منهم * (يقتلون) * كزكريا والتعبير به دون قتلوا حكاية للحال الماضية للفاصلة. (71) * (وحسبوا) * ظنوا * (أ) * ن * (لا تكون) * بالرفع فأن مخففة والنصب فهي ناصبة أي تقع * (فتنة) * عذاب بهم على تكذيب الرسل وقتلهم * (فعموا) * عن الحق فلم يبصروه * (وصموا) * = عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم (سمعنا وعصينا) ؟ بل قولوا (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) فلما اقترأها القوم وذللت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها (آمن الرسول) الآية، فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) إلى آخرها. وروى مسلم وغيره عن ابن عباس نحوه. (*)
[ 151 ]
عن استماعه * (ثم تاب الله عليهم) * لما تابوا * (ثم عموا وصموا) * ثانيا * (كثيرا منهم) * بدل من الضمير * (والله بصير بما يعملون) * فيجازيهم به. (72) * (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) * سبق مثله * (وقال) * لهم * (المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) * فإني عبد ولست بإله * (إنه من يشرك بالله) * في العبادة غيره * (فقد حرم الله عليه الجنة) * منعه أن يدخلها * (ومأواه النار وما للظالمين من) * زائدة * (أنصار) * يمنعونهم من عذاب الله. (73) * (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث) * آلهة * (ثلاثة) * أي أحدها والآخران عيسى وأمه وهم فرقة من النصارى * (وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون) * من التثليث ويوحدوا * (ليمن الذين كفروا) * أي ثبتوا على الكفر * (منهم عذاب أليم) * مؤلم وهو النار. (74) * (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) * مما قالوا استفهام توبيخ * (والله غفور) * لمن تاب * (رحيم) * به. (75) * (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) * مضت * (من قبله الرسل) * فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى * (وأمه صديقة) * مبالغة في الصدق * (كانا يأكلان الطعام) * كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط * (أنظر) * متعجبا * (كيف نبين لهم الآيات) * على وحدانيتنا * (ثم انظر أنى) * كيف * (يؤفكون) * يصرفون عن الحق مع قيام البرهان. (76) * (قل أتعبدون من دون الله) * أي غيره * (ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع) * لاقوالكم * (العليم) * بأحوالكم والاستفهام للانكار. سورة آل عمران أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع أن النصارى أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخاصموه في عيسى فأنزل الله (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) إلى بضع وثمانين آية منها. وقال ابن اسحاق: حدثني محمد بن سهل بن أبي أمامة قال لما قدم أهل نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 152 ]
(77) * (قل يا أهل الكتاب) * اليهود والنصارى * (لا تغلوا) * تجاوزوا الحد * (في دينكم) * غلوا * (غير الحق) * بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه * (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) * بغلوهم وهم أسلافهم * (وأضلوا كثيرا) * من الناس * (وضلوا عن سواء السبيل) * عن طريق الحق والسواء في الاصل الوسط. (78) * (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود) * بأن دعا عليهم فمسخوا قردة وهم أصحاب أيلة * (وعيسى ابن مريم) * بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير وهو أصحاب المائدة * (ذلك) * اللعن * (بما عصوا وكانوا يعتدون) *. (79) * (كانوا لا يتناهون) * أي لا ينهى بعضهم بعضا * (عن) * معاودة * (منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) * فعلهم هذا. (80) * (ترى) * يا محمد * (كثيرا منهم يتولون الذين كفروا) * من أهل مكة بغضا لك * (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم) * من العمل لمعادهم الموجب لهم * (أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) *. (81) * (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي) * محمد * (وما أنزل إليه ما اتخذوهم) * أي الكفار * (أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون) * خارجون عن الايمان. (82) * (لتجدن) * يا محمد * (أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) * من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى * (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك) * أي قرب مودتهم للمؤمنين * (بأن) * بسبب أن * (منهم قسيسين) * علماء * (ورهبانا) * عبادا * (وأنهم لا يستكبرون) * عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا = يسألونه عن عيسى ابن مريم، نزلت فيهم فاتحة آل عمران إلى رأس الثمانين منها: أخرجه البيهقي في الدلائل. أسباب نزول الآية 12 قوله تعالى: (قل للذين كفروا ستغلبون) روى أبو داود في سننه والبيهقي في الدلائل من طريق ابن اسحاق عن محمد ابن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ورجع إلى = (*)
[ 153 ]
وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى قال تعالى: (83) * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) * من القرآن * (ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا) * صدقنا بنبيك وكتابك * (فاكتبنا مع الشاهدين) * المقربين بتصديقهم (84) * (و) * قالوا في جواب من عيرهم بالاسلام من اليهود * (ما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق) * القرآن أي لا مانع لنا من الايمان مع وجود مقتضيه * (ونطمع) * عطف على نؤمن * (أن يدخلنا مع القوم الصالحين) * المؤمنين الجنة قال تعالى: (85) * (فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين) * بالايمان (86) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) *. (87) ونزل لما هم قوم من الصحابة أن يلازموا الصوم والقيام ولا يقربوا النساء والطيب ولا يأكلوا اللحم ولا يناموا على الفراش * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا) * تتجاوزوا أمر الله * (إن الله لا يحب المعتدين) * (88) * (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا) * مفعول والجار والمجرور قبله حال متعلق به * (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) * (89) * (لا يؤاخذكم الله باللغو) * الكائن * (في أيمانكم) * هو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف كقول الانسان: لا والله، وبلى والله * (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم) * بالتخفيف والتشديد وفي قراءة عاقدتم * (الايمان) * عليه بأن حلفتم عن قصد * (فكفارته) * أي اليمين = المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال يا معشر يهود: أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا فأنزل الله (قل للذين كفروا ستغلبون) إلى قوله (لاولى الابصار) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال فنحاص اليهود يوم بذر لا يغرون محمدا أن = (*)
[ 154 ]
إذا حنثتم فيه * (إطعام عشرة مساكين) * لكل مسكين مد * (من أوسط ما تطعمون) * منه * (أهليكم) * أي أقصده وأغلبه لا أعلاه ولا أدناه * (أو كسوتهم) * بما يسمى كسوة كقميص وعمامة وإزار ولا يكفي دفع ما ذكر إلى مسكين واحد وعليه الشافعي * (أو تحرير) * عتق * (رقبة) * أي مؤمنة كما في كفارة القتل والظهار حملا للمطلق على المقيد * (فمن لم يجد) * واحدا مما ذكر * (فصيام ثلاثة أيام) * كفارته وظاهره أنه لا يشترط التتابع وعليه الشافعي * (ذلك) * المذكور * (كفارة أيمانكم إذا حلفتم) * وحنثتم * (واحفظوا أيمانكم) * أن تنكثوها ما لم تكن على فعل بر أو إصلاح بين الناس كما في سورة البقرة * (كذلك) * أي مثل ما بين لكم ما ذكر * (يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرونه) * - على ذلك (90) * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر) * المسكر الذي يخامر العقل * (والميسر) * القمار * (والانصاب) * الاصنام * (والازلام) * قداح الاستقسام * (رجس) * خبيث مستقذر * (من عمل الشيطان) * الذي يزينه * (فاجتنبوه) * أي الرجس المعبر عن هذه الاشياء أن تفعلوه * (لعلكم تفلحون) * (91) * (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) * إذ إتيتموهما لما يحصل فيهما من الشر والفتن * (ويصدكم) * بالاشتغال بهما * (عن ذكر الله وعن الصلاة) * خصها بالذكر تعظيما لها * (فهل أنتم منتهون) * عن إتيانهما، أي انتهوا (92) * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) * المعاصي * (فإن توليتم) * عن الطاعة * (فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) * الابلاغ البين وجزاؤكم علينا (93) * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * أكلوا من الخمر والميسر قبل التحريم * (إذا ما اتقوا) * = قتل قريشا وغلبها إن قريشا لا تحسن القتال، فنزلت هذه الآية. أسباب نزول الآية 23 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا) الآية، أخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن عكرمة عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس على جماعة من اليهود، فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد أي = (*)
[ 155 ]
المحرمات * (وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا) * ثبتوا على التقوى والايمان * (ثم اتقوا وأحسنوا) * العمل * (والله يحب المحسنين) * بمعنى أنه يثيبهم (94) * (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم) * ليختبرنكم * (الله بشئ) * يرسله لكم * (من الصيد تناله) * أي الصغار منه * (أيديكم ورماحكم) * الكبار منه، وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون فكانت الوحش والطير تغشاهم في رحالهم * (ليعلم الله) * علم ظهور * (من يخافه بالغيب) * حال أي غائبا لم يره فيجتنب الصيد * (فمن اعتدى بعد ذلك) * النهي عنه فاصطاده * (فله عذاب أليم) * (95) * (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) * محرمون بحج أو عمرة * (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء) * بالتنوين ورفع ما بعده أي فعليه جزاء هو * (مثل ما قتل من النعم) * أي شبهه في الخلقة وفي قراءة بإضافة جزاء * (يحكم به) * أي بالمثل رجلان * (ذوا عدل منكم) * لهما فطنة يميزان بها أشبه الاشياء به، وقد حكم ابن عباس وعمر وعلي رضي الله عنهم في النعامة ببدنة، وابن عباس وأبو عبيدة في بقر الوحش وحماره ببقرة وابن عمر وابن عوف في الظبي بشاة وحكم بها ابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام لانه يشبهها في العب * (هديا) * حال من جزاء * (بالغ الكعبة) * أي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به على مساكينه ولا يجوز أن يذبح حيث كان ونصبه نعتا لما قبله وإن أضيف لان إضافته لفظية لا تفيد تعريفا فإن لم يكن للصيد مثل من النعم كالعصفور والجراد فعليه قيمته * (أو) * عليه * (كفارة) * غير الجزاء وإن وجده هي * (طعام مساكين) * من غالب قوت البلد ما يساوي قيمة الجزاء لكل مسكين مد، وفي قراءة بإضافة كفارة لما بعده وهي للبيان * (أو) * عليه * (عدل) * مثل * (ذلك) * الطعام * (صياما) * = دين أنت يا محمد ؟ قال: على ملة إبراهيم ودينه: فان ابراهيم كان يهوديا، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه، فأنزل الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون) إلى قوله (يفترون). أسباب نزول الآية 26 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال ذكر لنا أن رسول = (*)
[ 156 ]
يصومه عن كل مد يوم وإن وجده وجب ذلك عليه * (ليذوق وبال) * ثقل جزاء * (أمره) * الذي فعله * (عفا الله عما سلف) * من قتل الصيد قبل تحريمه * (ومن عاد) * إليه * (فينتقم الله منه والله عزيز) * غالب على أمره * (ذو انتقام) * ممن عصاه، وألحق بقتله متعمدا فيما ذكر الخطأ (96) * (أحل لكم) * أيها الناس حلالا كنتم أو محرمين * (صيد البحر) * أن تأكلوه وهو ما لا يعيش إلا فيه كالسمك بخلاف ما يعيش فيه وفي البر كالسرطان * (وطعامه) * ما يقذفه ميتا * (متاعا) * تمتيعا * (لكم) * تأكلونه * (وللسيارة) * المسافرين منكم يتزودونه * (وحرم عليكم صيد البر) * وهو ما يعيش فيه من الوحش المأكول أن تصيدوه * (مادمتم حرما) * فلو صاده حلال فللمحرم أكله كما بينته السنة * (واتقوا الله الذي إليه تحشرون) * (97) * (جعل الله الكعبة البيت الحرام) * المحرم * (قياما للناس) * يقوم به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن داخله وعدم التعرض له وجبي ثمرات كل شئ إليه، وفي قراءة قيما بلا ألف مصدر قام غير معل * (والشهر الحرام) * بمعنى الاشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب قياما لهم بأمنهم من القتال فيها * (والهدي والقلائد) * قياما لهم بأمن صاحبهما من التعرض له * (ذلك) * الجعل المذكور * (لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وأن الله بكل شئ عليم) * فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن (98) * (إعلموا أن الله شديد العقاب) * لاعدائه * (وأن الله غفور) * لاوليائه * (رحيم) * بهم (99) * (ما على الرسول إلا البلاغ) * لكم = الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل ملك الروم وفارس في أمته فأنزل الله (قل اللهم مالك الملك) الآية. أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى (لا يتخذ) الآية أخرج ابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: كان الحجاج بن عمرو حليف كعب بن الاشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد قد بطنوا بنفر من الانصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة = (*)
[ 157 ]
* (والله يعلم ما تبدون) * تظهرون من العمل * (وما تكتمون) * تخفون منه فيجازيكم به (100) * (قل لا يستوي الخبيث) * الحرام * (والطيب) * الحلال * (ولو أعجبك) * أي سرك * (كثرة الخبيث فاتقوا الله) * في تركه * (يا أولي الالباب لعلكم تفلحون) * تفوزون (101) ونزل لما أكثروا سؤاله صلى الله عليه وسلم، * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد) * تظهر * (لكم تسوكم) * لما فيها من المشقة * (وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن) * في زمن النبي صلى الله عليه وسلم * (تبد لكم) * المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها قد * (عفا الله عنها) * عن مسألتكم فلا تعودوا * (والله غفور حليم) * (102) * (قد سألها) * أي الاشياء * (قوم من قبلكم) * أنبياءهم فأجيبوا ببيان أحكامها * (ثم أصبحوا) * صاروا * (بها كافرين) * بتركهم العمل بها (103) * (ما جعل) * شرع * (الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) * كما كان أهل الجاهلية يفعلونه روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شئ، والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الابل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينهما ذكر، والحام فحل الابل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شئ وسموه الحامي * (ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب) * في ذلك وفي نسبته إليه * (وأكثرهم لا يعقلون) * أن ذلك افتراء لانهم قلدوا فيه آباءهم (104) * (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) * أي إلى حكمه من تحليل ما حرمتم * (قالوا حسبنا) * كافينا * (ما وجدنا عليه آباءنا) * من الدين والشريعة قال تعالى: * (أ) * حسبهم ذلك * (ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) * إلى الحق والاستفهام للانكار (105) * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) * أي احفظوها وقوموا بصلاحها * (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * قيل المراد لا يضركم = ابن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن حثمة لاولئك النفر اجتنبوا هؤلاء النفر من يهود، واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبوا، فأنزل الله فيهم (لا يتخذ المؤمنون) إلى قوله (والله على كل شئ قدير). أسباب نزول الآية 31 قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله) الآية أخرج ابن المنذر عن الحسن قال أقوام على عهد = (*)
[ 158 ]
من ضل من أهل الكتاب وقيل المراد غيرهم لحديث أبي ثعلبة الخشني: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إئتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك " رواه الحاكم وغيره * (إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به. (106) * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * أي أسبابه * (حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم) * خبر بمعنى الامر أي ليشهد وإضافة شهادة لبين على الاتساع وحين بدل من إذا أو ظرف لحضر * (أو آخران من غيركم) * أي غير ملتكم * (إن أنتم ضربتم) * سافرتم * (في الارض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما) * توقفونهما صفة آخران * (من بعد الصلاة) * أي صلاة العصر * (فيقسمان) * يحلفان * (بالله إن ارتبتم) * شككتم فيها ويقولان * (لا نشتري به) * بالله * (ثمنا) * عوضا نأخذه بدله من الدنيا بأن نحلف به أو نشهد كذبا لاجله * (ولو كان) * المقسم له أو المشهود له * (ذا قربى) * قرابة منا * (ولا نكتم شهادة الله) * التي أمرنا بها * (إنا إذا) * إن كتمناها * (لمن الآثمين) * (107) * (فإن عثر) * اطلع بعد حلفهما * (على أنهما استحقا إثما) * أي فعلا ما يوجبه من خيانة أو كذب في الشهادة بأن وجد عندهما مثلا ما اتهما به وادعيا أنهما ابتاعاه من الميت أو وصى لهما به * (فآخران يقومان مقامهما) * في توجه اليمين عليهما * (من الذين استحق عليهم) * الوصية وهم الورثة ويبدل من آخران * (الاوليان) * بالميت أي الاقربان إليه وفي قراءة الاولين جمع أول صفة أو بدل من الذين * (فيقسمان بالله) * على خيانة الشاهدين ويقولان * (لشهادتنا) * يميننا * (أحق) * أصدق * (من شهادتهما) * يمينهما * (وما اعتدينا) * تجاوزنا الحق في اليمين * (إنا إذا لمن الظالمين) * المعنى ليشهد المحتضر على وصية اثنين أو يوصي إليهما من أهل دينه أو غيرهم إن فقدهم لسفر ونحوه فإن ارتاب الورثة فيهما فادعوا أنهما خانا بأخذ شئ أو دفعه إلى شخص زعما أن الميت أوصى له به فليحلفا إلى آخره فإن اطلع على = نبينا والله يا محمد إنا لنحب ربنا فأنزل الله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) الآية. أسباب نزول الآية 58 قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك) أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم راهبا نجران فقال أحدهما من أبو عيسى ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يؤامر ربه، فنزل عليه (ذلك نتلوه عليك من الآيات = (*)
[ 159 ]
أمارة تكذيبهما فادعيا دافعا له حلف أقرب الورثة على كذبهما وصدق ما ادعوه والحكم ثابت في الوصية منسوخ في الشاهدين وكذا شهادة غير أهل الملة منسوخة واعتبار صلاة العصر للتغليظ وتخصيص الحلف في الآية باثنين من أقرب الورثة لخصوص الواقعة التي نزلت لها وهي ما رواه البخاري أن رجلا من بني سهم خرج مع تميم الداري وعدي بن بداء أي وهما نصرانيان فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا بالذهب فرفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فأحلفهما ثم وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فنزلت الآية الثانية فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا وفي رواية الترمذي فقام عمرو بن العاص ورجل آخر منهم فحلفا وكان أقرب إليه، وفي رواية فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله فلما مات أخذا الجام ودفعا إلى أهله ما بقي. (108) * (ذلك) * الحكم المذكور من رد اليمين على الورثة * (أدنى) * أقرب إلى * (أن يأتوا) * أي الشهود أو الاوصياء * (بالشهادة على وجهها) * الذي تحملوها عليه من غير تحريف ولا خيانة * (أو) * أقرب إلى أن * (يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) * على الورثة المدعين فيحلفون على خيانتهم وكذبهم فيفتضحون ويغرمون فلا يكذبوا * (واتقوا الله) * بترك الخيانة والكذب * (واسمعوا) * ما تؤمرون به سماع قبول * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) * الخارجين عن طاعته إلى سبيل الخير (109) اذكر * (يوم يجمع الله الرسل) * هو يوم القيامة * (فيقول) * لهم توبيخا لقومهم * (ماذا) * أي الذي * (أجبتم) * به حين دعوتم إلى التوحيد * (قالوا لا علم لنا) * بذلك * (إنك أنت علام الغيوب) * ما غاب عن العباد وذهب عنهم علمه لشدة هول يوم القيامة وفزعهم ثم يشهدون على أممهم لما يسكنون (110) اذكر * (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك) * بشكرها * (إذ أيدتك) * قويتك * (بروح القدس) * جبريل * (تكلم الناس) * حال من الكاف في = والذكر الحكيم) إلى (من الممترين) وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس قال ان رهطا من نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم السيد والعاقب فقالوا ما شأنك تذكر صاحبنا ؟ قال من هو ؟ قالوا: عيسى تزعم أنه عبد الله فقال أجل فقالوا فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ؟ ثم خرجوا من عنده، فجاءه جبريل فقال: قل لهم إذا أتوك (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) إلى قوله (من = (*)
[ 160 ]
أيدتك * (في المهد) * أي طفلا * (وكهلا) * يفيد نزوله قبل الساعة لانه رفع قبل الكهولة كما سبق في آل عمران * (وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة) * كصورة * (الطير) * والكاف اسم بمعنى مثل مفعول * (بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني) * بإرادتي * (وتبرئ الاكمه والابرص بإذني وإذ تخرج الموتى) * من قبورهم أحياء * (بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك) * حين هموا بقتلك * (إذ جئتهم بالبينات) * المعجزات * (فقال الذين كفروا منهم إن) * ما * (هذا) * الذي جئت به * (إلا سحر مبين) * وفي قراءة ساحر أي عيسى (111) * (وإذ أوحيت إلى الحواريين) * أمرتهم على لسانه * (أن) * أي بأن * (آمنوا بي وبرسولي) * عيسى * (قالوا آمنا) * بهما * (واشهد بأننا مسلمون) * (112) اذكر * (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع) * أي يفعل * (ربك) * وفي قراءة بالفوقانية ونصب ما بعده أي تقدر أن تسأله * (أن ينزل علينا مائدة من السماء قال) * لهم عيسى * (اتقوا الله) * في اقتراح الآيات * (إن كنتم مؤمنين) * (113) * (قالوا نريد) * سؤالها من أجل * (أن نأكل منها وتطمئن) * تسكن * (قلوبنا) * بزيادة اليقين * (ونعلم) * نزداد علما * (أن) * مخففة أي أنك * (قد صدقتنا) * في ادعاء النبوة * (ونكون عليها من الشاهدين) * (114) * (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا) * أي يوم نزولها * (عيدا) * نعظمه ونشرفه * (لاولنا) * بدل من لنا بإعادة الجار * (وآخرنا) * ممن يأتي بعدنا * (وآية منك) * على قدرتك ونبوتي * (وارزقنا) * إياها * (وأنت خير الرازقين) * (115) * (قال الله) * مستجيبا له * (إني منزلها) * بالتخفيف والتشديد * (عليكم فمن يكفر بعد) * أي بعد نزولها * (منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) * فنزلت الملائكة بها من السماء عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات فأكلوا منها حتى شبعوا قاله ابن عباس وفي حديث أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما = الممترين). وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه " طس سليمان باسم اله ابراهيم واسحاق ويعقوب من محمد النبي " الحديث وفيه بعثوا إليه شرحبيل بن وداعة الهمداني، وعبد الله بن شرحبيل الاصبحي وجبارا الحرثي فانطلقوا فأتوه فسألهم وسألوه فلم يزل به وبهم المسألة حتى قالوا ما تقول في عيسى ؟ = (*)
[ 161 ]
فأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير (116) * (و) * اذكر * (إذ قال) * أي يقول * (الله) * لعيسى في القيامة توبيخا لقومه * (يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال) * عيس وقد أرعد * (سبحانك) * تنزيها لك عما لا يليق بك من شريك وغيره * (ما يكون) * ما ينبغي * (لي أن أقول ما ليس لي بحق) * خبر ليس، ولي للتبيين * (إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما) * أخفيه * (في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) * أي ما تخفيه من معلوماتك * (إنك أنت علام الغيوب) * (117) * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) * وهو * (أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا) * رقيبا أمنعهم مما يقولون * (ما دمت فيهم فلما توفيتني) * قبضتني بالرفع إلى السماء * (كنت أنت الرقيب عليهم) * الحفيظ لاعمالهم * (وأنت على كل شئ) * من قولي لهم وقولهم بعدي وغير ذلك * (شهيد) * مطلع عالم به (118) * (إن تعذبهم) * أي من أقام على الكفر منهم * (فإنهم عبادك) * وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك * (وإن تغفر لهم) * أي لمن آمن منهم * (فإنك أنت العزيز) * على أمره * (الحكيم) * في صنعه (119) * (قال الله هذا) * أي يوم القيامة * (يوم ينفع الصادقين) * في الدنيا كعيسى * (صدقهم) * لانه يوم الجزاء * (لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم) * بطاعته * (ورضوا عنه) * بثوابه * (ذلك الفوز العظيم) * ولا ينفع الكاذبين في الدنيا صدقهم فيه كالكفار لما يؤمنون عند رؤية العذاب (120) * (لله ملك السماوات والارض) * خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها * (وما فيهن) * أتى بما تغليبا لغير العاقل * (وهو على كل شئ قدير) * ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر = قال ما عندي فيه شئ يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركم فأصبح الغد وقد أنزل الله هذه الآيات (إن مثل عيسى عند الله) إلى قوله (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وأخرج ابن سعد في الطبقات عن الازرق بن قيس قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران والعاقب فعرض عليهما الاسلام فقالا: إنا كنا مسلمين قبلك قال كذبتما، إنه منع منكما الاسلام ثلاث قولكما اتخذ الله ولدا، وأكلكما = (*)
[ 162 ]
سورة الانعام [ مكية إلا الآيات: 20 و 23 و 91 و 93 و 114 و 141 و 151 و 152 و 153 وفمدنية وآياتها 165 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحمد) * وهو الوصف بالجميل ثابت * (لله) * وهل المراد الاعلام بذلك للايمان به أو الثناء به أو هما ؟ إحتمالات أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف * (الذي خلق السماوات والارض) * خصهما بالذكر لانهما أعظم المخلوقات للناظرين * (وجعل) * خلق * (الظلمات والنور) * أي كل ظلمة ونور وجمعها دونه لكثرة أسبابها، وهذا من دلائل وحدانيته * (ثم الذين كفروا) * مع قيام هذا الدليل * (بربهم يعدلون) * يسوون غيره في العبادة (2) * (هو الذي خلقكم من طين) * بخلق أبيكم آدم منه * (ثم قضى أجلا) * لكم تموتون عند انتهائه * (وأجل مسمى) * مضروب * (عنده) * لبعثكم * (ثم أنتم) * أيها الكفار * (تمترون) * تشكون في البعث بعد علمكم أنه ابتدأ خلقكم ومن قدر على الابتداء فهو على الاعادة أقدر (3) * (وهو الله) * مستحق للعبادة * (في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم) * ما تسرون وما تجهرون به بينكم * (ويعلم ما تكسبون) * تعملون من خير وشر (4) * (وما تأتيهم) * أي أهل مكة * (من) * صلة * (آية من آيات ربهم) * من القرآن * (إلا كانوا عنها معرضين) * (5) * (فقد كذبوا بالحق) * بالقرآن * (لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء) * عواقب * (ما كانوا به يستهزئون) * (6) * (ألم يروا) * في أسفارهم إلى الشام وغيرها * (كم) * خبرية بمعنى كثيرا * (أهلكنا من قبلهم من قرن) * أمة من الامم الماضية * (مكناهم) * = لحم الخنزير وسجودكما للصنم قالا فمن أبو عيسى فما درى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يرد عليهم حتى أنزل الله (إن مثل عيسى عند الله) إلى قوله (وإن الله لهو العزيز الحكيم) فدعاهما إلى الملاعنة فأبيا وأقرا بالجزية ورجعا. أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون) الآية روى ابن إسحاق بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال = (*)
[ 163 ]
أعطيناهم مكانا * (في الارض) * بالقوة والسعة * (ما لم نمكن) * نعط * (لكم) * فيه التفات عن الغيبة * (وأرسلنا السماء) * المطر * (عليهم مدرارا) * متتابعا * (وجعلنا الانهار تجري من تحتهم) * تحت مساكنهم * (فأهلكناهم بذنوبهم) * بتكذيبهم الانبياء * (وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) *. (7) * (ولو نزلنا عليك كتابا) * مكتوبا * (في قرطاس) * رق كما اقترحوه * (فلمسوه بأيديهم) * أبلغ من عاينوه لانه أنفى للشك * (لقال الذين كفروا إن) * ما * (هذا إلا سحر مبين) * تعنتا وعنادا. (8) * (وقالوا لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على محمد صلى الله عليه وسلم * (ملك) * يصدقه * (ولو أنزلنا ملكا) * كما اقترحوا فلم يؤمنوا * (لقضي الامر) * بهلاكهم * (ثم لا ينظرون) * يمهلون لتوبة أو معذرة كعادة الله فيمن قبلهم من إهلاكهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا. (9) * (ولو جعلناه) * أي المنزل إليهم * (ملكا لجعلناه) * أي الملك * (رجلا) * أي على صورته ليتمكنوا من رؤيته إذ لا قوة للبشر على رؤية الملك * (و) * لو أنزلناه وجعلناه رجلا * (للبسنا) * شبهنا * (عليهم ما يلبسون) * على أنفسهم بأن يقولوا ما هذا إلا بشر مثلكم. (10) * (ولقد استهزئ برسل من قبلك) * فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (فحاق) * نزل * (بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون) * وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك. (11) * (قل) * لهم * (سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * الرسل من هلاكهم بالعذاب ليعتبروا. (12) * (قل لمن ما في السماوات والارض قل لله) * إن لم يقولوه لا جواب غيره * (كتب على نفسه) * قضى على نفسه * (الرحمة) * فضلا منه وفيه تلطف في دعائهم إلى الايمان * (ليجمعنكم إلى يوم القيامة) * ليجازيكم بأعمالكم * (لا ريب) * شك * (فيه الذين خسروا أنفسهم) * بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره * (فهم لا يؤمنون) *. = اجتمعت نصارى نجران، وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الاحبار ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا: فأنزل الله (يا أهل الكتاب لم تحاجون) الآية أخرجه البيهقي في الدلائل. أسباب نزول الآية 72 قوله تعالى (وقالت طائفة) الآية روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الصيف = (*)
[ 164 ]
(13) * (وله) * تعالى * (ما سكن) * حل * (في الليل والنهار) * أي كل شئ فهو ربه وخالقه ومالكه * (وهو السميع) * لما يقال * (العليم) * بما يفعل. (14) * (قل) * لهم * (أغير الله أتخذ وليا) * أعبده * (فاطر السماوات والارض) * مبدعهما * (وهو يطعم) * يرزق * (ولا يطعم) * يرزق * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) * لله من هذه الامة * (و) * قيل لي * (لا تكونن من المشركين) * به. (15) * (قل إني أخاف إن عصيت ربي) * بعبادة غيره * (عذاب يوم عظيم) * هو يوم القيامة. (16) * (من يصرف) * بالبناء للمفعول أي العذاب وللفاعل أي الله والعائد محذوف * (عنه يومئذ فقد رحمه) * تعالى أي أراد له الخير * (وذلك الفوز المبين) * النجاة الظاهرة. (17) * (وإن يمسسك الله بضر) * بلاء كمرض وفقر * (فلا كاشف) * رافع * (له إلا هو وإن يمسسك بخير) * كصحة وغنى * (فهو على كل شئ قدير) * ومنه مسك به ولا يقدر على رده عنك غيره. (18) * (وهو القاهر) * القادر الذي لا يعجزه شئ مستعليا * (فوق عباده وهو الحكيم) * في خلقه * (الخبير) * ببواطنهم كظواهرهم. (19) ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إئتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك: * (قل) * لهم * (أي شئ أكبر شهادة) * تمييز محول عن المبتدأ * (قل الله) * إن لم يقولوه لا جواب غيره، هو * (شهيد بيني وبينكم) * على صدقي * (وأوحي إلي هذا القرآن لانذركم) * أخوفكم يا أهل مكة * (به ومن بلغ) * عطف على ضمير أنذركم أي بلغة القرآن من الانس والجن * (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى) * إستفهام إنكاري * (قل) * لهم * (لا أشهد) * بذلك * (قل إنما هو إله واحد وإنني برئ مما تشركون) * معه من الاصنام. = وعدي بن زيد والحارث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة، ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع، فيرجعون عن دينهم، فأنزل الله فيهم: (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) إلى قوله تعالى (واسع عليم)، وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك قال: كانت اليهود تقول أحبارهم للذين من دونهم لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم فأنزل الله: = (*)
[ 165 ]
(20) * (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) * أي محمدا بنعته في كتابهم * (كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم) * منهم * (فهم لا يؤمنون) * به (21) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك إليه * (أو كذب بآياته) * القرآن * (إنه) * أي الشأن * (لا يفلح الظالمون) * بذلك. (22) * (و) * ذكر * (يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا) * توبيخا * (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) * أنهم شركاء الله. (23) * (ثم لم تكن) * بالتاء والياء * (فتنتهم) * بالنصب والرفع أي معذرتهم * (إلا أن قالوا) * أي قولهم * (والله ربنا) * بالجر نعت والنصب نداء * (ما كنا مشركين) *. (24) قال تعالى: * (أنظر) * يا محمد * (كيف كذبوا على أنفسهم) * بنفي الشرك عنهم * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * - ه على الله من شركاء. (25) * (ومنهم من يستمع إليك) * إذا قرأت * (وجعلنا على قلوبهم أكنة) * أغطية ل * (أن) * لا * (يفقهوه) * يفهموا القرآن * (وفي آذانهم وقرا) * صمما فلا يسمعونه سماع قبول * (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن) * ما * (هذا) * القرآن * (إلا أساطير) * أكاذيب * (الاولين) * كالاضاحيك والاعاجيب جمع أسطورة بالضم. (26) * (وهم ينهون) * الناس * (عنه) * عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم * (وينأون) * يتباعدون * (عنه) * ف لا يؤمنون به، وقيل: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذاه ولا يؤمن به * (وإن) * ما * (يهلكون) * بالنأي عنه * (إلا أنفسهم) * لان ضرره عليهم * (وما يشعرون) * بذلك. (27) * (ولو ترى) * يا محمد * (إذ وقفوا) * عرضوا * (على النار فقالوا يا) * للتنبيه * (ليتنا نرد) * إلى الدنيا * (ولا نكذب بآيات ربنا ونكون = (قل إن الهدى هدى الله). أسباب نزول الآية 77 قوله تعالى (إن الذين يشترون) الآية روى الشيخان وغيرهما أن الاشعث قال كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألك بينة ؟ قلت لا، فقال لليهودي أحلف، فقلت يا رسول الله إذن = (*)
[ 166 ]
من المؤمنين) * برفع الفعلين إستئنافا ونصبهما في جواب التمني ورفع الاول ونصب الثاني وجواب لو رأيت أمرا عظيما. (28) قال تعالى: * (بل) * للاضراب عن إرادة الايمان المفهوم من التمني * (بدا) * ظهر * (لهم ما كانوا يخفون من قبل) * يكتمون بقولهم (والله ربنا ما كنا مشركين) بشهادة جوارحهم فتمنوا ذلك * (ولو ردوا) * إلى الدنيا فرضا * (لعادوا لما نهوا عنه) * من الشرك * (وإنهم لكاذبون) * في وعدهم بالايمان. (29) * (وقالوا) * أي منكرو البعث * (إن) * ما * (هي) * أي الحياة * (إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) *. (30) * (ولو ترى إذ وقفوا) * عرضوا * (على ربهم) * لرأيت أمرا عظيما * (قال) * لهم على لسان الملائكة توبيخا * (أليس هذا) * البعث والحساب * (بالحق قالوا بلى وربنا) * إنه لحق * (قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * به في الدنيا. (31) * (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) * بالبعث * (حتى) * غاية للتكذيب * (إذا جاءتهم الساعة) * القيامة * (بغتة) * فجأة * (قالوا يا حسرتنا) * هي شدة التألم ونداؤها مجاز أي هذا أوانك فاحضري * (على ما فرطنا) * قصرنا * (فيها) * أي الدنيا * (وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم) * بأن تأتيهم عند البعث في أقبح شئ صورة وأنتنه ريحا فتركبهم * (ألا ساء) * بئس * (ما يزرون) * يحملونه حملهم ذلك. (32) * (وما الحياة الدنيا) * أي الاشتغال بها * (إلا لعب ولهو) * وأما الطاعة وما يعين عليها فمن أمور الآخرة * (وللدار الآخرة) * وفي قراءة ولدار الآخرة أي الجنة * (خير للذين يتقون) * الشرك * (أفلا يعقلون) * بالياء والتاء ذلك فيؤمنون. (33) * (قد) * للتحقيق * (نعلم إنه) * أي الشأن * (ليحزنك الذي يقولون) * لك من التكذيب * (فإنهم لا يكذبونك) * في السر لعلمهم أنك صادق وفي قراءة بالتخفيف أي لا ينسبونك إلى الكذب * (ولكن الظالمين) * وضعه موضع المضمر * (بآيات الله) * القرآن * (يجحدون) * يكذبون. = يحلف فيذهب مالي، فأنزل الله (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) إلى آخر الآية وأخرج البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا). قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري لا منافاة بين الحديثين بل يحمل على أن النزول كان = (*)
[ 167 ]
(34) * (ولقد كذبت رسل من قبلك) * فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) * بإهلاك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهلاك قومك * (ولا مبدل لكلمات الله) * مواعيده * (ولقد جاءك من نبأ المرسلين) * ما يسكن به قلبك. (35) * (وإن كان كبر) * عظم * (عليك إعراضهم) * عن الاسلام لحرصك عليهم * (فإن استطعت أن تبتغي نفقا) * سربا * (في الارض أو سلما) * مصعدا * (في السماء فتأتيهم بآية) * مما اقترحوا فافعل، المعنى أنك لا تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم الله * (ولو شاء الله) * هدايتهم * (لجمعهم على الهدى) * ولكن لم يشأ ذلك فلم يؤمنوا * (فلا تكونن من الجاهلين) * بذلك. (36) * (إنما يستجيب) * دعاءك إلى الايمان * (الذين يسمعون) * سماع تفهم واعتبار * (والموتى) * أي الكفار شبههم بهم في عدم السماع * (يبعثهم الله) * في الآخرة * (ثم إليه يرجعون) * يردون فيجازيهم بأعمالهم. (37) * (وقالوا) * أي كفار مكة * (لولا) * هلا * (نزل عليه آية من ربه) * كالناقة والعصا والمائدة * (قل) * لهم * (إن الله قادر على أن ينزل) * بالتشديد والتخفيف * (آية) * مما اقترحوا * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن نزولها بلاء عليهم لوجوب هلاكهم إن جحدوها. (38) * (وما من) * زائدة * (دابة) * تمشي * (في الارض ولا طائر يطير) * في الهواء * (بجناحيه إلا أمم أمثالكم) * في تدبير خلقها ورزقها وأحوالها * (ما فرطنا) * تركنا * (في الكتاب) * اللوح المحفوظ * (من) * زائدة * (شئ) * فلم نكتبه * (ثم إلى ربهم يحشرون) * فيقضي بينهم ويقتص للجماء من القرناء ثم يقول لهم كونوا ترابا. (39) * (والذين كذبوا بآياتنا) * القرآن * (صم) * عن سماعها سماع قبول * (وبكم) * عن النطق بالحق * (في الظلمات) * الكفر * (من يشأ الله) * إضلاله * (يضلله ومن يشأ) * هدايته * (يجعله على صراط) * طريق * (مستقيم) * دين الاسلام بالسببين معا وأخرج ابن جرير عن عكرمة: أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الاشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة وبدلوه وحلفوا أنه من عند الله. قال الحافظ ابن حجر: الآية محتملة لكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح. أسباب نزول الآية 79 قوله تعالى (ما كان لبشر) الآية أخرج ابن إسحاق والبيهقي عن ابن عباس قال: قال أبو رافع = (*)
[ 168 ]
(40) * (قل) * يا محمد لاهل مكة * (أرأيتكم) * أخبروني * (إن أتاكم عذاب الله) * في الدنيا * (أو أتتكم الساعة) * القيامة المشتملة عليه بغتة * (أغير الله تدعون) * لا * (إن كنتم صادقين) * في أن الاصنام تنفعكم فادعوها. (41) * (بل إياه) * لا غيره * (تدعون) * في الشدائد * (فيكشف ما تدعون إليه) * أن يكشفه عنكم من الضر ونحوه * (إن شاء) * كشفه * (وتنسون) * تتركون * (ما تشركون) * معه من الاصنام فلا تدعونه. (42) * (ولقد أرسلنا إلى أمم من) * زائدة * (قبلك) * رسلا فكذبوهم * (فأخذناهم بالبأساء) * شدة الفقر * (والضراء) * المرض * (لعلهم يتضرعون) * يتذللون فيؤمنون. (43) * (فلولا) * فهلا * (إذ جاءهم بأسنا) * عذابنا * (تضرعوا) * أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له * (ولكن قست قلوبهم) * فلم تلن للايمان * (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) * من المعاصي فاصروا عليها. (44) * (فلما نسوا) * تركوا * (ما ذكروا) * وعظوا وخوفوا * (به) * من البأساء والضراء فلم يتعظوا * (فتحنا) * بالتخفيف والتشديد * (عليهم أبواب كل شئ) * من النعم استدراجا لهم * (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) * فرح بطر * (أخذناهم) * بالعذاب * (بغتة) * فجأة * (فإذا هم مبلسون) * آيسون من كل خير. (45) * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا) * أي آخرهم بأن استؤصلوا * (والحمد لله رب العالمين) * على نصر الرسل وإهلاك الكافرين (46) * (قل) * لاهل مكة * (أرأيتم) * أخبروني * (إن أخذ الله سمعكم) * أصمكم * (وأبصاركم) * أعماكم * (وختم) * طبع * (على قلوبكم) * فلا تعرفون شيئا * (من إله غير الله يأتيكم به) * بما أخذه منكم بزعمكم * (أنظر كيف نصرف) * نبين * (الآيات) * الدلالات على وحدانيتنا * (ثم هم يصدفون) * يعرضون عنها فلا يؤمنون = القرظي حين اجتمعت الاحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الاسلام أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ؟ قال صلى الله عليه وسلم معاذ الله فأنزل الله في ذلك (ما كان لبشر) إلى قوله (بعد إذ أنتم مسلمون). وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن الحسن قال بلغني أن رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك ؟ قال لا: ولكن أكرموا = (*)
[ 169 ]
(47) * (قل) * لهم * (أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة) * ليلا أو نهارا * (هل يهلك إلا القوم الظالمون) * الكافرون أي ما يهلك إلا هم. (48) * (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين) * من آمن بالجنة * (ومنذرين) * من كفر بالنار * (فمن آمن) * بهم * (وأصلح) * عمله * (فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) * في الآخرة. (49) * (والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون) * يخرجون عن الطاعة. (50) * (قل) * لهم * (لا أقول لكم عندي خزائن الله) * التي منها يرزق * (ولا) * إني * (أعلم الغيب) * ما غاب عني ولم يوح إلي * (ولا أقول لكم إني ملك) * من الملائكة * (إن) * ما * (أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الاعمى) * الكافر * (والبصير) * المؤمن ؟ لا * (أفلا تتفكرون) * في ذلك فتؤمنون. (51) * (وأنذر) * خوف * (به) * أي القرآن * (الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه) * أي غيره * (ولي) * ينصرهم * (ولا شفيع) * يشفع لهم وجملة النفي حال من ضمير يحشروا وهي محل الخوف والمراد بهم المؤمنون العاصون * (لعلهم يتقون) * الله بإقلاعهم عما هم فيه وعمل الطاعات. (52) * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون) * بعبادتهم * (وجهه) * تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء، وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك طمعا في إسلامهم * (ما عليك من حسابهم من) * زائدة * (شئ) * إن كان باطنهم غير مرضي * (وما من حسابك عليهم من شئ = نبيكم واعرفوا الحق لاهله، فإنه لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله، فأنزل الله (ما كان لبشر) إلى قوله (بعد إذ أنتم مسلمون). أسباب نزول الآية 86 قوله تعالى (كيف يهدي الله قوما) الآيات روى النسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال كان رجل من الانصار أسلم ثم إرتد ثم ندم فأرسل إلى قومه أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة ؟ فنزلت (كيف يهدي الله قوما = (*)
[ 170 ]
فتطردهم) * جواب النفي * (فتكون من الظالمين) * إن فعلت ذلك. (53) * (وكذلك فتنا) * ابتلينا * (بعضهم ببعض) * أي الشريف بالوضيع والغني بالفقير بأن قدمناه بالسبق إلى الايمان * (ليقولوا) * أي الشرفاء والاغنياء منكرين * (أهؤلاء) * الفقراء * (من الله عليهم من بيننا) * بالهداية أي لو كان ما هم عليه هدى ما سبقونا إليه قال تعالى: * (أليس الله بأعلم بالشاكرين) * له فيهديهم: بلى. (54) * (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل) * لهم * (سلام عليكم كتب) * قضى * (ربكم على نفسه الرحمة إنه) * أي الشأن، وفي قراءة بالفتح بدل من الرحمة * (من عمل منكم سوءا بجهالة) * منه حيث ارتكبه * (ثم تاب) * رجع * (من بعده) * بعد عمله عنه * (وأصلح) * عمله * (فإنه) * أي الله * (غفور) * له * (رحيم) * به، وفي قراءة بالفتح أي فالمغفرة له. (55) * (وكذلك) * كما بينا ما ذكر * (نفصل) * نبين * (الآيات) * القرآن ليظهر الحق فيعمل به * (ولتستبين) * تظهر * (سبيل) * طريق * (المجرمين) * فتجتنب، وفي قراءة بالتحتانية، وفي أخرى بالفوقانية ونصب سبيل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (56) * (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله قل لا أتبع أهواءكم) * في عبادتها * (قد ضللت إذا) * إن اتبعتها * (وما أنا من المهتدين) * (57) * (قل إني على بينة) * بيان * (من ربي و) * قد * (كذبتم به) * بربي حيث أشركتم * (ما عندي ما تستعجلون به) * من العذاب * (إن) * ما * (الحكم) * في ذلك وغيره * (إلا لله يقضي) * القضاء * (الحق وهو خير الفاصلين) * الحاكمين، وفي قراءة يقص أي يقول = كفروا) إلى قوله (فإن الله غفور رحيم) فأرسل إليه قومه فأسلم. وأخرج مسدد في مسنده وعبد الرزاق عن مجاهد قال: قال جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه القرآن (كيف يهدي الله قوما كفروا) إلى قوله (غفور رحيم) فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه، فقال الحارث إنك والله ما علمت لصدوق وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصدق منك وإن = (*)
[ 171 ]
(58) * (قل) * لهم * (لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم) * بأن أعجله لكم وأستريح ولكنه عند الله * (والله أعلم بالظالمين) * متى يعاقبهم. (59) * (وعنده) * تعالى * (مفاتح الغيب) * خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه * (لا يعلمها إلا هو) * وهي الخمسة التي في قوله { إن الله عنده علم الساعة } الآية كما رواه البخاري * (ويعلم ما) * يحدث * (في البر) * القفار * (والبحر) * القرى التي على الانهار * (وما تسقط من) * زائدة * (ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس) * عطف على ورقة * (إلا في كتاب مبين) * هو اللوح المحفوظ والاستثناء بدل اشتمال من الاستثناء قبله. (60) * (وهو الذي يتوفاكم بالليل) * يقبض أرواحكم عند النوم * (ويعلم ما جرحتم) * كسبتم * (بالنهار ثم يبعثكم فيه) * أي النهار برد أرواحكم * (ليقضى أجل مسمى) * هو أجل الحياة * (ثم إليه مرجعكم) * بالبعث * (ثم ينبئكم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به. (61) * (وهو القاهر) * مستعليا * (فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) * ملائكة تحصي أعمالكم * (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته) * وفي قراءة توفاه * (رسلنا) * الملائكة الموكلون بقبض الارواح * (وهم لا يفرطون) * يقصرون فيما يؤمرون به. (62) * (ثم ردوا) * أي الخلق * (إلى الله مولاهم) * مالكهم * (الحق) * الثابت العدل ليجازيهم * (ألا له الحكم) * القضاء النافذ فيهم * (وهو أسرع الحاسبين) * يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. = الله لاصدق الثلاثة، فرجع وأسلم وحسن إسلامه. أسباب نزول الآية 97 قوله تعالى: (ومن كفر فإن الله غني) الآية. أخرج سعيد بن منصور عن عكرمة قال لما نزلت (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) الآية قالت اليهود: فنحن مسلمون، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن الله فرض على المسلمين حج البيت فقالوا لم = (*)
[ 172 ]
(63) * (قل) * يا محمد لاهل مكة * (من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) * أهوالهما في أسفاركم حين * (تدعونه تضرعا) * علانية * (وخفية) * سرا تقولون * (لئن) * لام قسم * (أنجيتنا) * وفي قراءة أنجانا أي الله * (من هذه) * الظلمات والشدائد * (لنكونن من الشاكرين) * المؤمنين. (64) * (قل) * لهم * (الله ينجيكم) * بالتخفيف والتشديد * (منها ومن كل كرب) * غم سواها * (ثم أنتم تشركون) * به. (65) * (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) * من السماء كالحجارة والصيحة * (أو من تحت أرجلكم) * كالخسف * (أو يلبسكم) * يخلطكم * (شيعا) * فرقا مختلفة الاهواء * (ويذيق بعضكم بأس بعض) * بالقتال، قال صلى الله عليه وسلم: لما نزلت { هذا أهون وأيسر } ولما نزل ما قبله قال: { أعوذ بوجهك } رواه البخاري وروى مسلم حديث " سألت ربي ألا يجعل بأس أمتي بينهم فمنعنيها " وفي حديث " لما نزلت قال أما إنها كائنة ولم يأت تأوليها بعد " * (أنظر كيف نصرف) * نبين لهم * (الآيات) * الدلالات على قدرتنا * (لعلهم يفقهون) * يعلمون أن ما هم عليه باطل. (66) * (وكذب به) * بالقرآن * (قومك وهو الحق) * الصدق * (قل) * لهم * (لست عليكم بوكيل) * فأجازيكم إنما أنا منذر وأمركم إلى الله وهذا قبل الامر بالقتال. (67) * (لكل نبأ) * خبر * (مستقر) * وقت يقع فيه ويستقر ومنه عذابكم * (وسوف تعلمون) * تهديد لهم. (68) * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) * القرآن بالاستهزاء * (فأعرض عنهم) * ولا تجالسهم * (حتى يخوضوا في حديث غيره وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (ينسينك) * بسكون النون والتخفيف = يكتب علينا، وأبوا أن يحجوا فأنزل الله (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). أسباب نزول الآية 100 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا) الآية أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كانت الاوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح فنزلت = (*)
[ 173 ]
وفتحها والتشديد * (الشيطان) * فقعدت معهم * (فلا تقعد بعد الذكرى) * أي تذكرة * (مع القوم الظالمين) * فيه وضع الظاهر موضع المضمر وقال المسلمون إن قمنا كلما خاضوا لم نستطع أن نجلس في المسجد وأن نطوف فنزل: (69) * (وما على الذين يتقون) * الله * (من حسابهم) * أي الخائضين * (من) * زائدة * (شئ) * إذا جالسوهم * (ولكن) * عليهم * (ذكرى) * تذكرة لهم وموعظة * (لعلهم يتقون) * الخوض. (70) * (وذر) * أترك * (الذين اتخذوا دينهم) * الذي كلفوه * (لعبا ولهوا) * باستهزائهم به * (وغرتهم الحياة الدنيا) * فلا تتعرض لهم وهذا قبل الامر بالقتال * (وذكر) * عظ * (به) * بالقرآن الناس ل * (- أن) * لا * (تبسل نفس) * تسلم إلى الهلاك * (بما كسبت) * عملت * (ليس لها من دون الله) * أي غيره * (ولي) * ناصر * (ولا شفيع) * يمنع عنها العذاب * (وأن تعدل كل عدل) * تفد كل فداء * (ولا يؤخذ منها) * ما تفدي به * (أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم) * ماء بالغ نهاية الحرارة * (وعذاب أليم) * مؤلم * (بما كانوا يكفرون) * بكفرهم. (71) * (قل أندعوا) * أنعبد * (من دون الله ما لا ينفعنا) * بعبادته * (ولا يضرنا) * بتركها وهو الاصنام * (ونرد على أعقابنا) * نرجع مشركين * (بعد إذ هدانا الله) * إلى الاسلام * (كالذي استهوته) * أضلته * (الشياطين في الارض حيران) * متحيرا لا يدري أين يذهب حال من الهاء * (له أصحاب) * رفقة * (يدعونه إلى الهدى) * أي ليهدوه الطريق يقولون له * (ائتنا) * فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للانكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد * (قل إن هدى الله) * الذي هو الاسلام * (هو الهدى) * وما عداه ضلال * (وأمرنا لنسلم) * أي بأن نسلم * (لرب العالمين) *. = (وكيف تكفرون) الآية والآيتان بعدها. وأخرج ابن إسحاق وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال مر شاس بن قيس وكان يهوديا على نفر من الاوس والخزرج يتحدثون فغاضه ما رأى من تألفهم بعد العداوة فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الاوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا وغضب الفريقان = (*)
[ 174 ]
(72) * (وأن) * أي بأن * (أقيموا الصلاة واتقوه) * تعالى * (وهو الذي إليه تحشرون) * تجمعون يوم القيامة للحساب. (73) * (وهو الذى خلق السماوات والارض بالحق) * أي محقا * (و) * اذكر * (يوم يقول) * للشئ * (كن فيكون) * هو يوم القيامة يقول للخلق قوموا فيقوموا * (قوله الحق) * الصدق الواقع لا محالة * (وله الملك يوم ينفخ في الصور) * القرن النفخة الثانية من إسرافيل لا ملك فيه لغيره (لمن الملك اليوم ؟ لله) * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد * (وهو الحكيم) * في خلقه * (الخبير) * بباطن الاشياء كظاهرها (74) * (و) * اذكر * (إذ قال إبراهيم لابيه آزر) * هو لقبه واسمه تارخ * (أتتخذ أصناما آلهة) * تعبدها إستفهام توبيخ * (إني أراك وقومك) * باتخاذها * (في ضلال) * عن الحق * (مبين) * بين. (75) * (وكذلك) * كما أريناه إضلال أبيه وقومه * (نري إبراهيم ملكوت) * ملك * (السماوات والارض) * ليستدل به على وحدانيتنا * (وليكونن من الموقنين) * بها وجملة وكذلك وما بعدها اعتراض وعطف على قال. (76) * (فلما جن) * أظلم * (عليه الليل رأى كوكبا) * قيل هو الزهرة * (قال) * لقومه وكانوا نجامين * (هذا ربي) * في زعمكم * (فلما أفل) * غاب * (قال لا أحب الآفلين) * أن أتخذهم أربابا لان الرب لا يجوز عليه التغير والانتقال لانهما من شأن الحوادث فلم ينجع فيهم ذلك. (77) * (فلما رأى القمر بازغا) * طالعا * (قال) * لهم * (هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي) * يثبتني على الهدى * (لاكونن من القوم الضالين) * تعريض لقومه بأنهم على ضلال فلم ينجع فيهم ذلك. (78) * (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا) * ذكره لتذكيره خبره * (ربي هذا أكبر) * من = وتواثبوا للقتال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فأنزل الله في أوس وجبار ومن كان معهما (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب) الآية، وفي شاس بن قيس (يا أهل الكتاب لم تصدون) الآية. أسباب نزول الآية 113 قوله تعالى (ليسوا سواء) الآية، أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في الصحابة عن ابن = (*)
[ 175 ]
الكوكب والقمر * (فلما أفلت) * وقويت عليهم الحجة ولم يرجعوا * (قال يا قوم إني برئ مما تشركون) * بالله من الاصنام والاجرام المحدثة المحتاجة إلى محدث فقالوا له ما تعبد ؟. (79) قال * (إني وجهت وجهي) * قصدت بعبادتي * (للذي فطر) * خلق * (السماوات والارض) * أي الله * (حنيفا) * مائلا إلى الدين القيم * (وما أنا من المشركين) * به. (80) * (وحاجه قومه) * جادلوه في دينه وهددوه بالاصنام أن تصيبه بسوء إن تركها * (قال أتحاجوني) * بتشديد النون وتخفيفها بحذف إحدى النونين وهي نون الرفع عند النحاة ونون الوقاية عند القراء أتجادلونني * (في) * وحدانية * (الله وقد هدان) * تعالى إليها * (ولا أخاف ما تشركون) * - ه * (به) * من الاصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شئ * (إلا) * لكن * (أن يشاء ربي شيئا) * من المكروه يصيبني فيكون * (وسع ربي كل شئ علما) * أي وسع علمه كل شئ * (أفلا تتذكرون) * هذا فتؤمنون. (81) * (وكيف أخاف ما أشركتم) * بالله وهي لا تضر ولا تنفع * (ولا تخافون) * أنتم من الله * (أنكم أشركتم بالله) * في العبادة * (ما لم ينزل به) * بعبادته * (عليكم سلطانا) * حجة وبرهانا وهو القادر على كل شئ * (فأي الفريقين أحق بالامن) * أنحن أم أنتم * (إن كنتم تعلمون) * من الاحق به: أي وهو نحن فاتبعوه، قال تعالى: (82) * (الذين آمنوا ولم يلبسوا) * يخلطوا * (إيمانهم بظلم) * أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين * (أولئك لهم الامن) * من العذاب * (وهم مهتدون) *. (83) * (وتلك) * مبتدأ ويبدل منه * (حجتنا) * التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أفول الكوكب وما بعده والخبر * (آتيناها = عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعية وأسد بن عبد ومن أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الاسلام قالت أحبار اليهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد واتبعه إلا أشرارنا ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله في تلك (ليسوا سواء من أهل الكتاب) الآية وأخرج أحمد وغيره عن ابن مسعود قال أخر رسول اللله صلى الله عليه وسلم صلاة = (*)
[ 176 ]
إبراهيم) * أرشدناه لها حجة * (على قومه نرفع درجات من نشاء) * بالاضافة والتنوين في العلم والحكمة * (إن ربك حكيم) * في صنعه * (عليم) * بخلقه. (84) * (ووهبنا له اسحاق ويعقوب) * ابنه * (كلا) * منهما * (هدينا ونوحا هدينا من قبل) * أي قبل ابراهيم * (ومن ذريته) * أي نوح * (داوود وسليمان) * ابنه * (وأيوب ويوسف) * ابن يعقوب * (وموسى وهارون وكذلك) * كما جزيناهم * (نجزي المحسنين) *. (85) * (وزكريا ويحيى) * ابنه * (وعيسى) * ابن مريم يفيد أن الذرية تتناول أولاد البنت * (وإلياس) * بن أخي هارون أخي موسى * (كل) * منهم * (من الصالحين) * (86) * (وإسماعيل) * بن إبراهيم * (واليسع) * اللام زائدة * (ويونس ولوطا) * بن هاران أخي إبراهيم * (وكلا) * منهم * (فضلنا على العالمين) * بالنبوة. (87) * (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) * عطف على كلا أو نوحا ومن للتبعيض لان بعضهم لم يكن له ولد وبعضهم كان في ولده كافر * (واجتبيانهم) * إخترناهم * (وهديناهم إلى صراط مستقيم) *. (88) * (ذلك) * الدين الذي هدوا إليه * (هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا) * فرضا * (لحبط عنهم ما كانوا يعملون) *. (89) * (أولئك الذين آتيناهم الكتاب) * بمعنى الكتب * (والحكم) * الحكمة * (والنبوة فإن يكفر بها) * أي بهذه الثلاثة * (هؤلاء) * أي أهل مكة * (فقد وكلنا بها) * أرصدنا لها * (قوما ليسوا بها بكافرين) * هم المهاجرون والانصار و (90) * (أولئك الذين هدى) * هم * (الله فبهداهم) * طريقهم من التوحيد والصبر * (اقتده) * بهاء السكت وقفا ووصلا وفي قراءة بحذفها وصلا * (قل) * لاهل مكة = العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال أما أنه ليس من أهل هذه الاديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم، وأنزلت هذه الآية (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) حتى بلغ (والله عليم بالمتقين). أسباب نزول الآية 118 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا). أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس قال = (*)
[ 177 ]
* (لا أسألكم عليه) * أي القرآن * (أجرا) * تعطونيه * (إن هو) * ما القرآن * (إلا ذكرى) * عظة * (للعالمين) * الانس والجن. (91) * (وما قدروا) * أي اليهود * (الله حق قدره) * أي ما عظموه حق عظمته أو ما عرفوه حق معرفته * (إذ قالوا) * للنبي صلى الله عليه وسلم وقد خاصموه في القرآن * (ما أنزل الله على بشر من شئ قل) * لهم * (من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه) * بالياء والتاء في المواضع الثلاثة * (قراطيس) * أي يكتبونه في دفاتر مقطعة * (يبدونها) * أي ما يحبون إبداءه منها * (ويخفونه كثيرا) * مما فيها كنعت محمد صلى الله عليه وسلم * (وعلمتم) * أيها اليهود في القرآن * (ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم) * من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه * (قل الله) * أنزله إن لم يقولوه لا جواب غيره * (ثم ذرهم في خوضهم) * باطلهم * (يلعبون) *. (92) * (وهذا) * القرآن * (كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه) * قبله من الكتب * (ولتنذر) * بالتاء والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به. * (أم القرى ومن حولها) * أي أهل مكة وسائر الناس * (والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) * خوفا من عقابها. (93) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بادعاء النبوة ولم ينبأ * (أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ) * نزلت في مسيلمة * (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) * وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا ولو ترى * () * يا محمد * (إذ الظالمون) * المذكورون * (في غمرات) * سكرات * (الموت والملائكة باسطوا أيديهم) * إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفا * (أخرجوا أنفسكم) * إلينا لنقبضها * (اليوم تجزون عذاب الهون) * الهوان * (بما كنتم تقولون على الله غير الحق) * = كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) الآية. أسباب نزول الآية 121 قوله تعالى (وإذ غدوت) أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى عن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن = (*)
[ 178 ]
بدعوى النبوة والايحاء كذبا * (وكنتم عن آياته تستكبرون) * تتكبرون عن الايمان بها وجواب لو رأيت أمرا فظيعا. (94) * (و) * يقال لهم إذا بعثوا * (لقد جئتمونا فرادى) * منفردين عن الاهل والمال والولد * (كما خلقناكم أول مرة) * أي حفاة عراة غرلا * (وتركتم ما خولناكم) * أعطيناكم من الاموال * (وراء ظهوركم) * في الدنيا بغير اختياركم * (و) * يقال لهم توبيخا * (ما نرى معكم شفعاءكم) * الاصنام * (الذين زعمتم أنهم فيكم) * أي في استحقاق عبادتكم * (شركاء) * لله * (لقد تقطع بينكم) * وصلكم أي تشتت جمعكم وفي قراءة بالنصب ظرف أي وصلكم بينكم * (وضل) * ذهب * (عنكم ما كنتم تزعمون) * في الدنيا من شفاعتها (95) * (إن الله فالق) * شاق * (الحب) * عن النبات * (والنوى) * عن النخل * (يخرج الحي من الميت) * كالانسان والطائر من النطفة والبيضة * (ومخرج الميت) * النطفة والبيضة * (من الحي ذلكم) * الفالق المخرج * (الله فأنى تؤفكون) * فكيف تصرفون عن الايمان مع قيام البرهان. (96) * (فالق الاصباح) * مصدر بمعنى الصبح أي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن ظلمد الليل * (وجاعل الليل سكنا) * تسكن فيه الخلق من التعب * (والشمس والقمر) * بالنصب عطفا على محل الليل * (حسبانا) * حسابا للاوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر أي يجريان بحسبان كما في آية الرحمن * (ذلك) * المذكور * (تقدير العزيز) * في ملكه * (العليم) * بخلقه. (97) * (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) * في الاسفار * (قد فصلنا) * بينا * (الآيات) * الدلالات على قدرتنا * (لقوم يعلمون) * يتدبرون. = ابن عوف أخبرني عن قصتكم يوم أحد فقال إقرأ بعد العشرين ومئة من آل عمران تجد قصتنا (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) إلى قوله (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) قال هم الذين طلبوا الامان من المشركين إلى قوله (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه) قال هو تمني المؤمنين لقاء العدو إلى قوله (أفإن مات أو قتل انقلبتم) قال هو صياح = (*)
[ 179 ]
(98) * (وهو الذي أنشأكم) * خلقكم * (من نفس واحدة) * هي آدم * (فمستقر) * منكم في الرحم * (ومستودع) * منكم في الصلب، وفي قراءة بفتح القاف أي مكان قرار لكم * (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) * ما يقال لهم (99) * (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا) * فيه التفات عن الغيبة * (به) * بالماء * (نبات كل شئ) * ينبت * (فأخرجنا منه) * أي النبات شيئا * (خضرا) * بمعنى أخضر * (نخرج منه) * من الخضر * (حبا متراكبا) * يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها * (ومن النخل) * خبر ويبدل منه * (من طلعها) * أول ما يخرج منها والمبتدأ * (قنوان) * عراجين * (دانية) * قريب بعضها من بعض * (و) * أخرجنا به * (جنات) * بساتين * (من أعناب والزيتون والرمان مشتبها) * ورقهما حال * (وغير متشابه) * ثمرها * (أنظروا) * يا مخاطبون نظر اعتبار * (إلى ثمره) * بفتح الثاء والميم وبضمهما وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب * (إذا أثمر) * أول ما يبدو كيف هو * (و) * إلى * (ينعه) * نضجه إذا أدرك كيف يعود * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره * (لقوم يؤمنون) * خصوا بالذكر لانهم المنتفعون بها في الايمان بخلاف الكافرين (100) * (وجعلوا لله) * مفعول ثان * (شركاء) * مفعول أول ويبدل منه * (الجن) * حيث أطاعوهم في عبادة الاوثان * (و) * قد * (خلقهم) * فكيف يكونوا شركاء * (وخرقوا) * بالتخفيف والتشديد أي اختلقوا * (له بنين وبنات بغير علم) * حيث قالوا عزير ابن عبد الله والملائكة بنات الله * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يصفون) * بأن له ولدا (101) هو * (بديع السماوات والارض) * مبدعهما من غير مثال سبق * (أنى) * كيف * (يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) * زوجة * (وخلق كل = الشيطان يوم أحد قتل محمد إلى قوله (أمنة نعاسا) قال ألقي عليهم النوم. وأخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله قال: فينا نزلت في بني سلمة وبني حارثة (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا). وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين، فشق عليهم فأنزل الله (ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم) إلى قوله (مسومين) فبلغت = (*)
[ 180 ]
شئ) * من شأنه أن يخلق * (وهو بكل شئ عليم) * (102) * (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه) * وحدوه * (وهو على كل شئ وكيل) * حفيظ (103) * (لا تدركه الابصار) * أي لا تراه وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في الآخرة لقوله تعالى: { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وحديث الشيخين " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر " وقيل المراد لا تحيط به * (وهو يدرك الابصار) * أي يراها ولا تراه ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر وهو لا يدركه أو يحيط به علما * (وهو اللطيف) * بأوليائه * (الخبير) * بهم (104) قل يا محمد لهم: * (قد جاءكم بصائر) * حجج * (من ربكم فمن أبصر) * ها فآمن * (فلنفسه) * أبصر لان ثواب إبصاره له * (ومن عمي) * عنها فضل * (فعليها) * وبال إضلاله * (وما أنا عليكم بحفيظ) * رقيب لاعمالكم إنما أنا نذير (105) * (وكذلك) * كما بينا ما ذكر * (نصرف) * نبين * (الآيات) * ليعتبروا * (وليقولوا) * أي الكفار في عاقبة الامر * (دارست) * ذاكرت أهل الكتاب وفي قراءة درست أي كتب الماضين وجئت بهذا منها * (ولنبينه لقوم يعلمون) *. (106) * (إتبع ما أوحي إليك من ربك) * أي القرآن * (لا إله إلا هو وأعرض عن المشركسن) * (107) * (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا) * رقيبا فتجازيهم بأعمالهم * (وما أنت عليهم بوكيل) * فتجبرهم على الايمان وهذا قبل الامر بالقتال (108) * (ولا تسبوا الذين يدعونهم) * - * (من دون الله) * أي الاصنام * (فيسبوا الله عدوا) * اعتداء وظلما * (بغير علم) * أي جهلا منهم بالله = كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمون بالخمسة. أسباب نزول الآية قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) الآية روى أحمد ومسلم عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله = (*)
[ 181 ]
* (كذلك) * كما زينا لهؤلاء ما هم عليه * (زينا لكل أمة عملهم) * من الخير والشر فأتوه * (ثم إلى ربهم مرجعهم) * في الآخرة * (فينبئهم بما كانوا يعملون) * فيجازيهم به. (109) * (وأقسموا) * أي كفار مكة * (بالله جهد أيمانهم) * أي غاية اجتهادهم فيها * (لئن جاءتهم آية) * مما اقترحوا * (ليؤمنن بها قل) * لهم * (إنما الآيات عند الله) * ينزلها كما يشاء وإنما أنا نذير * (وما يشعركم) * يدريكم بإيمانهم إذا جاءت: أي أنتم لا تدرون ذلك * (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) * لما سبق في علمي، وفي قراءة بالتاء خطابا للكفار وفي أخرى بفتح أن بمعنى لعل أو معمولة لما قبلها (110) * (ونقلب أفئدتهم) * نحول قلوبهم عن الحق فلا يفهمونه * (وأبصارهم) * عنه فلا يبصرونه فلا يؤمنون * (كما لم يؤمنوا) * أي بما أنزل من الآيات * (أول مرة ونذرهم) * نتركهم * (في طغيانهم) * ضلالهم * (يعمهون يترددون متحيرين (111) * (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى) * كما اقترحوا * (وحشرنا) * جمعنا * (عليهم كل شئ قبلا) * بضمتين جمع قبيل أي فوجا فوجا وبكسر القاف وفتح الباء أي معاينة فشهدوا بصدقك * (ما كانوا ليؤمنوا) * لما سبق في علم الله * (إلا) * لكن * (أن يشاء الله) * إيمانهم فيؤمنوا * (ولكن أكثرهم يجهلون) * ذلك (112) * (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) * كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه * (شياطين) * مردة * (الانس والجن يوحي) * يوسوس * (بعضهم إلى بعض زخرف القول) * مموهه من الباطل * (غرورا) * أي ليغروهم * (ولو شاء ربك ما فعلوه) * أي الايحاء المذكور * (فذرهم) * دع الكفار * (وما يفترون) * من الكفر وغيره مما زين لهم وهذا قبل الامر بالقتال = (ليس لك من الامر شئ) الآية وروى أحمد والبخاري عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم العن فلانا، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية، فنزلت هذه الآية (ليس لك من الامر شئ) إلى آخرها فتيب عليهم كلهم وروى البخاري عن أبي هريرة نحوه قال الحافظ ابن حجر طريق الجمع بين الحديثين أنه صلى الله عليه وسلم دعا على = (*)
[ 182 ]
* (ولتصغى) * عطف على غرورا أي تميل * (إليه) * أي الزخرف * (أفئدة) * قلوب * (الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوا وليقترفوا) * يكتسبوا * (ما هم مقترفون) * من الذنوب فيعاقبوا عليه. (114) * (ونزل لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل بينه وبينهم حكما، قل: * (أفغير الله أبتغي) * أطلب * (حكما) * قاضيا بيني وبينكم * (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب) * القرآن * (مفصلا) * مبينا فيه الحق من الباطل * (والذين آتيناهم الكتاب) * التوراة كعبد الله بن سلام وأصحابه * (يعلمون أنه منزل) * بالتخفيف والتشديد * (من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين) * الشاكين فيه والمراد بذلك التقرير للكفار أنه حق (115) * (وتمت كلمات ربك) * بالاحكام والمواعيد * (صدقا وعدلا) * تمييز * (لا مبدل لكلماته) * بنقص أو خلف * (وهو السميع) * لما يقال * (العليم) * بما يفعل (116) * (وإن تطع أكثر من في الارض) * أي الكفار * (يضلوك عن سبيل الله) * دينه * (إن) * ما * (يتبعون إلا الظن) * في مجادلتهم لك في أمر الميتة إذا قالوا ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم * (وإن) * ما * (هم إلا يخرصون) * يكذبون في ذلك (117) * (إن ربك هو أعلم) * أي عالم * (من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * فيجازي كلا منهم (118) * (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) * أي ذبح على اسمه * (إن كنتم بآياته مؤمنين) * (119) * (وما لكم أن) * (لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه) * من الذبائح * (وقد فصل) * بالبناء للمفعول وللفاعل في الفعلين * (لكم ما حرم عليكم) * في آية (حرمت عليكم الميتة) * (إلا ما اضطررتم إليه) * منه فهو أيضا حلال لكم - المعنى لا مانع لكم من أكل ما ذكر وقد بين لكم المحرم أكله، وهذا ليس منه * (وإن كثيرا ليضلون) * بفتح الياء وضمها * (بأهوائهم) * بما تهواه أنفسهم من تحليل الميتة وغيرها * (بغير علم) * يعتمدونه في ذلك * (إن ربك هو أعلم بالمعتدين) * المتجاوزين = المذكورين في صلاته بعدما وقع له من الامر المذكور يوم أحد فنزلت الآية في الامرين معا فيما وقع وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم. قال لكن يشكل على ذلك ما وقع في مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في الفجر اللهم العن رعلا وذكوان وعصبة حتى أنزل الله عليه (ليس لك من الامر شئ) ووجه الاشكال أن الآية نزلت في قصة أحد وقصة رعل وذكوان بعدها ثم ظهرت لي علة = (*)
[ 183 ]
(120) * (وذروا) * أتركوا * (ظاهر الاثم وباطنه) * علانيته وسره والاثم قيل الزنا، وقيل كل معصية * (إن الذين يكسبون الاثم سيجزون) * في الآخرة * (بما كانوا يقترفون) * يكتسبون (121) * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) * بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإلا فما ذبحه المسلم ولم يسم فيه عمدا أو نسيانا فهو حلال قاله ابن عباس وعليه الشافعي * (وإنه) * أي الاكل منه * (لفسق) * خروج عما يحل * (وإن الشياطين ليوحون) * يوسوسون * (إلى أوليائهم) * الكفار * (ليجادلوكم) * في تحليل الميتة * (وإن أطعتموهم) * فيه * (إنكم لمشركون) * (122) ونزل في أبي جهل وغيره: * (أو من كان ميتا) * بالكفر * (فأوحييناه) * بالهدى * (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) * يتبصر به الحق من غيره وهو الايمان * (كمن مثله) * مثل زائدة أي كمن هو * (في الظلمات ليس بخارج منها) * وهو الكافر ؟ لا * (كذلك) * كما زين للمؤمنين الايمان * (زين للكافرين ما كانوا يعملون) * من الكفر والمعاصي (123) * (وكذلك) * كما جعلنا فساق مكة أكابرها * (جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) * بالصد عن الايمان * (وما يمكرون إلا بأنفسهم) * لان وباله عليهم * (وما يشعرون) * بذلك (124) * (وإذا جاءتهم) * أي أهل مكة * (آية) * على صدق النبي صلى الله عليه وسلم * (قالوا لن نؤمن) * به * (حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) * من الرسالة والوحي إلينا لانا أكثر مالا وأكبر سنا قال تعالى * (الل أعلم حيث يجعل رسالاته) * بالجمع والافراد وحيث مفعول به لفعل دل عليه أعلم: أي يعلم الموضع الصالح لوضعها فيه فيضعها وهؤلاء ليسوا أهلا لها * (سيصيب الذين أجرموا) * بقولهم ذلك * (صغار) * ذل * (عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) * أي بسبب مكرهم (125) * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) * بأن يقذف في قلبه نورا فينفسح له ويقبله كما ورد في حديث * (ومن يرد) * الله * (أن يضله يجعل صدره ضيقا) * بالتخفيف والتشديد عن قبوله * (حرجا) * شديد الضيق بكسر الراء صفة وفتحها مصدر وصف فيه مبالغة = الخبر وأن فيه إدراجا فإن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته قال ويحتمل أن يقال أن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك قلت ورد في سبب نزولها أيضا ما أخرجه البخاري في تاريخه وابن إسحاق عن سالم بن عبد الله بن عمر قال جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: = (*)
[ 184 ]
* (كأنما يصعد) * وفي قراءة يصاعد وفيهما إدغام التاء في الاصل في الصاد وفي أخرى بسكونها * (في السماء) * إذا كلف الايمان لشدته عليه * (كذلك) * الجعل * (يجعل الله الرجس) * العذاب أو الشيطان أي يسلطه * (على الذين لا يؤمنون) *. (126) * (وهذا) * الذي أنت عليه يا محمد * (صراط) * طريق * (ربك مستقيما) * لا عوج فيه ونصبه على الحال المؤكد للجملة والعامل فيها معنى الاشارة * (قد فصلنا) * بينا * (الآيات لقوم يذكرون) * فيه إدغام التاء في الاصل في الذال أي يتعظون وخصوا بالذكر لانهم المنتفعون (127) * (لهم دار السلام) * أي السلام وهي الجنة * (عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) * (128) * (و) اذكر * (يوم نحشرهم) * بالنون والياء أي الله الخلق * (جميعا) * ويقال لهم: * (يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس) * بإغوائكم * (وقال أولياؤهم) * الذين أطاعوهم * (من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض) * انتفع الانس بتزيين الجن لهم الشهوات والجن بطاعة الانس لهم * (وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا) * وهو يوم القيامة وهذا تحسر منهم * (قال) * تعالى لهم على لسان الملائكة: * (النار مثواكم) * مأواكم * (خالدين فيها إلا ما شاء الله) * من الاوقات التي يخرجون فيها لشرب الحميم فإنه خارجها كما قال تعالى { ثم إن مرجعكم لالي الجحيم } وعن ابن عباس أنه فيمن علم الله أنهم يؤمنون فما بمعنى من * (إن ربك حكيم) * في صنعه * (عليم) * بخلقه (129) * (وكذلك) * كما متعنا عصاة الانس والجن بعضهم ببعض * (نولي) * من الولاية = إنك تنهى عن السب ثم تحول فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكشف استه فلعنه ودعا عليه فأنزل الله (ليس لك من الامر شئ) الآية ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه مرسل غريب. أسباب نزول الآية 130 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) أخرج الفريابي عن مجاهد قال كانوا يتبايعون إلى الاجل فإذا = (*)
[ 185 ]
* (بعض الظالمين بعضا) * أي على بعض * (بما كانوا يكسبون) * من المعاصي (130) * (يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم) * أي من مجموعكم أي بعضكم الصادق بالانس أو رسل الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل فيبلغون قومهم * (يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا) * أن قد بلغنا قال تعالى: * (وغرتهم الحياة الدنيا) * فلم يؤمنوا * (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) * (131) * (ذلك) * أي إرسال الرسل * (أن) * اللام مقدرة وهي مخففة أي لانه * (لم يكن ربك مهلك القرى بظلم) * منها * (وأهلها غافلون) * لم يرسل إليهم رسول يبين لهم ؟ (132) * (ولكل) * من العاملين * (درجات) * جزاء * (مما عملوا) * من خير وشر * (وما ربك بغافل عما يعملون) * بالياء والتاء (133) * (وربك الغني) * عن خلقه وعبادتهم * (ذو الرحمة إن يشأ بذهبكم) * يا أهل مكة بالاهلاك * (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) * من الخلق * (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) * أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم (134) * (إن ما توعدون) * من الساعة والعذاب * (لآت) * لا محالة * (وما أنتم بمعجزين) * فائتين عذابنا (135) * (قل) * لهم * (يا قوم اعملوا على مكانتكم) * حالتكم * (إني عامل) * على حالتي * (فسوف تعلمون من) * موصولة مفعول العلم * (تكون له عاقبة الدار) * أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أنحن أم أنتم * (إنه لا يفلح) * يسعد * (الظالمون) * الكافرون (136) * (وجعلوا) * أي كفار مكة * (لله مما ذرأ) * خلق * (من الحرث) * الزرع * (والانعام نصيبا) * يصرفونه إلى الضيفان = حل الاجل زادوا عليهم وزادوا في الاجل فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) وأخرج أيضا عن عطاء قال كانت ثقيف تداين بني النضير في الجاهلية فإذا جاء الاجل قالوا نربيكم وتؤخرون عنا فنزلت (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة). أسباب نزول الآية 140 قوله تعالى (ويتخذ منكم شهداء) أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما أبطأ على النساء الخبر = (*)
[ 186 ]
والمساكين ولشركائهم نصيبا يصرفونه إلى سدنتها * (فقالوا هذا لله بزعمهم) * بالفتح والضم. * (وهذا لشركائنا) * فكانوا إذا سقط في نصيب الله شئ من نصيبها التقطوه أو في نصيبها شئ من نصيبه تركوه وقالوا إن الله غني عن هذا كما قال تعالى * (فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله) * أي لجهته * (وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء) * بئس * (ما يحكمون) * حكمهم هذا (137) * (وكذلك) * كما زين لهم ما ذكر * (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم) * بالوأد * (شركاؤهم) * من الجن بالرفع فاعل زين وفي قراءة ببنائه للمفعول ورفع قتل ونصب الاولاد به وجر شركائهم بإضافته وفيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ولا يضر وإضافة القتل إلى الشركاء لامرهم به * (ليردوهم) * يهلكوهم * (وليلبسوا) * يخلطوا * (عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) * (138) * (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر) * حرام * (لا يطعمها إلا من نشاء) * من خدمة الاوثان وغيرهم * (بزعمهم) * أي لا حجة لهم فيه * (وأنعام حرمت ظهورها) * فلا تركب كالسوائب والحوامي * (وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها) * عند ذبحها بل يذكرون اسم أصنامهم ونسبوا ذلك إلى الله * (افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون) * عليه (139) * (وقالوا ما في بطون هذه الانعام) * المحرمة وهي السوائب والبحائر * (خالصة) * حلال * (لذكورنا ومحرم على أزواجنا) * أي النساء * (وإن تكن ميتة) * بالرفع والنصب = خرجن ليستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير فقالت امرأة ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالا حي قالت فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء ونزل القرآن على ما قالت (ويتخذ منكم شهداء). أسباب نزول الآية 143 قوله تعالى (ولقد كنتم) الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي من ابن عباس أن رجالا من = (*)
[ 187 ]
مع تأنيث الفعل وتذكيره * (فهم فيه شركاء سيجزيهم) * الله * (وصفهم) * ذلك بالتحليل والتحريم أي جزاءه * (إنه حكيم) * في صنعه * (عليم) * بخلقه (140) * (قد خسر الذين قتلوا) * بالتخفيف والتشديد * (أولادهم) * بالوأد * (سفها) * جهلا * (بغير علم وحرموا ما رزقهم الله) * مما ذكر * (افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) * (141) * (وهو الذي أنشأ) * خلق * (جنات) * بساتين * (معروشات) * مبسوطات على الارض كالبطيخ * (وغير معروشات) * بأن ارتفعت على ساق كالنخل * (و) * أنشأ * (النخل والزرع مختلفا أكله) * ثمرة وحبه في الهيئة والطعم * (والزيتون والرمان متشابها) * ورقهما حال * (وغير متشابه) * طعمهما * (كلوا من ثمره إذا أثمر) * قبل النضج * (وآتوا حقه) * زكاته * (يوم حصاده) * بالفتح والكسر من العشر أو نصفه * (ولا تسرفوا) * بإعطاء كله فلا يبقى لعيالكم شئ * (إنه لا يحب المسرفين) * المتجاوزين ما حد لهم (142) * (و) * أنشأ * (من الانعام حمولة) * صالحة للحمل عليها كالابل الكبار * (وفرشا) * لا تصلح له كالابل الصغار والغنم سميت فرشا لانها كالفرش للارض لدنوها منها * (كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان) * طرائقه من التحريم والتحليل (إنه لكم عدو مبين) * بين العدواة (143) * (ثمانية أزواج) * أصناف بدل من حمولة وفرشا * (ومن الضأن) * زوجين * (اثنين) * ذكر وانثى * (ومن المعز) * بالفتح والسكون * (اثنين قل) * يا محمد لمن حرم ذكور الانعام تارة وإناثها أخرى ونسب ذلك إلى الله * (الذكرين) * من الضأن والمعز * (حرم) * الله عليكم * (أم الانثيين) * منهما * (أما اشتملت = الصحابة كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبي فيه خيرا أو نلتمس الشهادة والجنة أو الحياة والرزق فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم، فأنزل الله (ولقد كنتم تمنون الموت) الآية. أسباب نزول الآية 144 قوله تعالى (وما محمد إلا رسول) الآية أخرج ابن المنذر عن عمر قال تفرقنا عن رسول = (*)
[ 188 ]
عليه أرحام الانثيين) * ذكرا كان أو أنثى * (نبئوني بعلم) * عن كيفية تحريم ذلك * (إن كنتم صادقين) * فيه المعنى من أين جاء التحريم ؟ فإن كان من قبل الذكورة فجميع الذكور حرام أو الانوثة فجميع الاناث، أو اشتمال الرحم فالزوجان، فمن أين التخصيص ؟ والاستفهام للانكار (144) * (ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الانثيين أما اشتملت عليه أرحام الانثيين أم) * بل * (كنتم شهداء) * حضورا * (إذ وصاكم الله بهذا) * التحريم فاعتمدتم ذلك ! لا بل أنتم كاذبون فيه * (فمن) * أي لا أحد * (إظلم ممن افترى على الله كذبا) * بذلك * (ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * (145) * (قل لا أجد فيما أوحي إلي) * شيئا * (محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون) * بالياء والتاء * (ميتة) * بالنصب وفي قراءة بالرفع مع التحتانية * (أو دما مسفوحا) * سائلا بخلاف غيره كالكبد والطحال * (أو لحم خنزير فإنه رجس) * حرام * (أو) * إلا أن يكون * (فسقا أهل لغير الله به) * أي ذبح على اسم غيره * (فمن اضطر) * إلى شئ مما ذكر فأكله * (غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور) * له ما أكل * (رحيم) * به ويحلق بما ذكر بالسنة كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير (146) * (وعلى الذين هادوا) * أي اليهود * (حرمنا كل ذي ظفر) * وهو ما لم تفرق أصابعه كالابل والنعام * (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) * الثروب وشحم الكلي * (إلا ما حملت ظهورهما) * أي ما علق بها منه * (أو) * حملته * (الحوايا) * الامعاء جمع حاوياء أو حاوية * (أو ما اختلط بعظم) * منه وهو شحم الالية فإنه أحل لهم * (ذلك) * = الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فصعدت الجبل فسمعت يهود تقول: قتل محمد فقلت لا أسمع أحدا يقول محمد إلا ضربت عنقه فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون فنزلت (وما محمد إلا رسول) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: لما أصابهم يوم أحد ما أصابهم من القرح وتداعوا نبي الله قالوا قد قتل فقال أناس لو كان نبيا ما قتل وقال أناس قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح = (*)
[ 189 ]
التحريم * (جزيناهم) * به * (ببغيهم) * بسبب ظلمهم بما سبق في سورة النساء * (وإنا لصادقون) * في أخبارنا ومواعيدنا (147) * (فإن كذبوك) * فيما جئت به * (فقل) * لهم * (ربكم ذو رحمة واسعة) * حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وفيه تلطف بدعائهم إلى الايمان * (ولا يرد بأسه) * عذابه إذا جاء * (عن القوم المجرمين) * (148) * (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا) * نحن * (ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ) * فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى: * (كذلك) * كما كذب هؤلاء * (كذب الذين من قبلهم) * رسلهم * (حتى ذاقوا بأسنا) * عذابنا * (قل هل عندكم من علم) * بأن الله راض بذلك * (فتخرجوه لنا) * أي لا علم عندكم * (إن) * ما * (تتبعون) * في ذلك * (إلا الظن وإن) * ما * (أنتم إلا تخرصون) * تكذبون فيه (149) * (قل) * إن لم يكن لكم حجة * (فله الحجة البالغة) * التامة * (فلو شاء) * هدايتكم * (لهداكم أجمعين) * (150) * (قل هلم) * أحضروا * (شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) * الذي حرمتموه * (فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون) * يشركون. (151) * (قل تعالوا أتل) * أقرأ * (ما حرم ربكم عليكم أن) * مفسرة * (لا تشركوا به شيئا و) * أحسنوا * (بالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم) * بالوأد * (من) * أجل * (إملاق) * فقر تخافونه * (نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش) * الكبائر كالزنا * (ما ظهر منها وما بطن) * أي علانيتها وسرها * (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) * كالقود وحد الردة ورجم المحصن = الله عليكم أو تلحقوا به فأنزل الله (وما محمد إلا رسول) الآية وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي نجيح: أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الانصار وهو يتشحط في دمه، فقال أشعرت أن محمدا قد قتل، فقال إن كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فنزلت وأخرج ابن راهويه في مسنده عن الزهري أن الشيطان صاح يوم أحد محمدا قد قتل قال كعب بن مالك أنا أول من = (*)
[ 190 ]
* (ذلكم) * المذكور * (وصاكم به لعلكم تعقلون) * تتدبرون. (152) * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي) * أي بالخصلة التي * (هي أحسن) * وهي ما فيه صلاحه * (حتى يبلغ أشده) * بأن يحتلم * (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط) * بالعدل وترك البخس * (لا نكلف نفسا إلا وسعها) * طاقتها في ذلك فإن أخطأ في الكيل والوزن والله يعلم صحة نيته فلا مؤاخدة عليه كما ورد في حديث * (وإذا قلتم) * في حكم أو غيره * (فاعدلوا) * بالصدق * (ولو كان) * المقول له أو عليه * (ذا قربى) * قرابة * (وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) * بالتشديد تتعظون والسكون. (153) * (وأن) * بالفتح على تقدير اللام والكسر استئنافا * (هذا) * الذي وصيتكم به * (صراطي مستقيما) * حال * (فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) * الطرق المخالفة له * (فتفرق) * فيه حذف إحدى التاءين تميل * (بكم عن سبيله) * دينه * (ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) *. (154) * (ثم آتينا موسى الكتاب) * التوراة وثم لترتيب الاخبار * (تماما) * للنعمة * (على الذي أحسن) * بالقيام به * (وتفصيلا) * بيانا * (لكل شئ) * يحتاج إليه في الدين * (وهدى ورحمة لعلهم) * أي بني إسرائيل * (بلقاء ربهم) * بالبعث * (يؤمنون) *. (155) * (وهذا) * القرآن * (كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه) * يا أهل مكة بالعمل بما فيه * (واتقوا) * الكفر * (لعلكم ترحمون) *. (156) أنزلنا ل * (أن) * لا * (تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين) * اليهود والنصارى * (من قبلنا وإن) * مخففة واسمها محذوف أي إنا * (كنا عن دراستهم) * قراءتهم * (لغافلين) * لعدم معرفتنا لها إذ ليست بلغتنا. = عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عينيه من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (وما محمد إلا رسول) الآية. أسباب نزول الآية 154 قوله تعالى (ثم أنزل عليكم) الآيات، أخرج ابن راهويه عن الزبير قال لقد رأيتني يوم أحد حين اشتد علينا الخوف وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا ذقنه في صدره فوالله إني لاسمع كالحلم قول معتب بن قشير لو كان لنا من الامر = (*)
[ 191 ]
(157) * (أو تقولا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم) * لجودة أذهاننا * (فقد جاءكم بينة) * بيان * (من ربكم وهدى ورحمة) * لمن اتبعه * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف) * أعرض * (عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب) * أي أشده * (بما كانوا يصدفون) *. (158) * (هل ينظرون) * ما ينتظر المكذبون * (إلا أن تأتيهم) * بالتاء والياء * (الملائكة) * لقبض أرواحهم * (أو يأتي ربك) * أي أمره بمعنى عذابه * (أو يأتي بعض آيات ربك) * أي علاماته الدالة على الساعة * (يوم يأتي بعض آيات ربك) * وهي طلوع الشمس من مغربها كما في حديث الصحيحين * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) * الجملة صفة النفس * (أو) * نفسا لم تكن * (كسبت في إمانها خيرا) * طاعة أي لا تنفعها توبتها كما في الحديث * (قل انتظروا) * أحد هذه الاشياء * (إنا منتظرون) * ذلك. (159) * (إن الذين فرقوا دينهم) * باختلافهم فيه فأخذوا بعضه وتركوا بعضه * (وكانوا شيعا) * فرقا في ذلك، وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به وهم اليهود والنصارى * (لست منهم في شئ) * أي فلا تتعرض لهم * (إنما أمرهم إلى الله) * يتولاه * (ثم ينبئهم) * في الآخرة * (بما كانوا يفعلون) * فيجازيهم به وهذا منسوخ بآية السيف. (160) * (من جاء بالحسنة) * أي لا إله إلا الله * (فله عشر أمثالها) * أي جزاء عشر حسنات * (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) * أي جزاءه * (وهو لا يظلمون) * ينقصون من جزائهم شيئا. (161) * (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) * ويبدل من محله * (دينا قيما) * مستقيما * (ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) *. = شئ ما قتلنا ههنا فحفظتها فأنزل الله في ذلك (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) إلى قوله (والله عليم بذات الصدور). أسباب نزول الآية 161 قوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) الآية، أخرج أبو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله: (وما كان لنبي أن = (*)
[ 192 ]
(162) * (قل إن صلاتي ونسكي) * عبادتي من حج وغيره * (ومحياي) * حياتي * (ومماتي) * موتي * (لله رب العالمين) *. (163) * (لا شريك له) * في ذلك * (وبذلك) * أي التوحيد * (أمرت وأنا أول المسلمين) * من هذه الامة. (164) * (قل أغير الله أبغي ربا) * إلها أي لا أطلب غيره * (وهو رب) * مالك * (كل شئ ولا تكسب كل نفس) * ذنبا * (إلا عليها ولا تزر) * تحمل نفس * (وازرة) * آثمة * (وزر) * نفس * (أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) *. (165) * (وهو الذي جعلكم خلائف الارض) * جمع خليفة: أي يخلف بعضكم بعضا فيها * (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) * بالمال والجاه وغير ذلك * (ليبلوكم) * ليختبركم * (فيما آتاكم) * أعطاكم ليظهر المطيع منكم والعاصي * (إن ربك سريع العقاب) * لمن عصاه * (وإنه لغفور) * للمؤمنين * (رحيم) * بهم. { سورة الاعراف } [ مكية إلا من آية 163 لغاية 170 فمدنية وآياتها 205 أو 206 نزلت بعد ص ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (المص) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) هذا * (كتاب أنزل إليك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (فلا يكن في صدرك حرج) * ضيق * (منه) * أن تبلغه مخافة أن تكذب * (لتنذر) * متعلق بأنزل أي للانذار * (به وذكرى) * تذكرة * (للمؤمنين) * به. (3) قل لهم * (إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) * أي القرآن * (ولا تتبعوا) * تتخذوا * (من دونه) * أي الله أي غيره * (أولياء) * تطيعونهم في معصيته تعالى * (قليلا ما تذكرون) * بالتاء والياء تتعظون وفيه إدغام التاء في الاصل في الذال، وفي قراءة بسكونها وما زائدة لتأكيد القلة. = يغل) إلى آخر الآية. وأخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت ثم بعث بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت (وما كان لنبي أن يغل). أسباب نزول الآية 165 قوله تعالى: (أو لما أصابتكم مصيبة) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: عوقبوا = (*)
[ 193 ]
(4) * (وكم) * خبرية مفعول * (من قرية) * أريد أهلها * (أهلكناها) * أردنا إهلاكها * (فجاءها بأسنا) * عذابنا * (بياتا) * ليلا * (أو هم قائلون) * نائمون بالظهيرة والقيلولة إستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، أي مرة جاءها ليلا ومرة جاءها نهارا. (5) * (فما كان دعواهم) * قولهم * (إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين) *. (6) * (فلنسألن الذين أرسل إليهم) * أي الامم عن إجابتهم الرسل وعملهم فيما بلغهم * (ولنسألن المرسلين) * عن الابلاغ. (7) * (فلنقص عليهم بعلم) * لنخبرنهم عن علم بما فعلوه * (وما كنا غائبين) * عن إبلاغ الرسل والامم الخالية فيما عملوا. (8) * (والوزن) * للاعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكفتان كما ورد في حديث كائن * (يومئذ) * أي يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة * (الحق) * العدل صفة الوزن * (فمن ثقلت موازينه) * بالحسنات * (فأولئك هم المفلحون) * الفائزون. (9) * (ومن خفت موازينه) * بالسيئات * (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) * بتصييرها إلى النار * (بما كانوا بآياتنا يظلمون) * يجحدون. (10) * (ولقد مكناكم) * يا بني آدم * (في الارض وجعلنا لكم فيها معايش) * بالياء أسبابا تعيشون بها جمع معيشة * (قليلا ما) * لتأكيد القلة * (تشكرون) * على ذلك. (11) * (ولقد خلقناكم) * أي أباكم آدم * (ثم صورناكم) * أي صورناه وأنتم في ظهره * (ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم) * سجود تحية بالانحناء * (فسجدوا إلا إبليس) * أبا الجن كان بين الملائكة * (لم يكن من الساجدين) *. = يوم أحد بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله * (أو لما أصابتكم مصيبة) * الآية. أسباب نزول الآية 169 قوله تعالى: * (ولا تحسبن) * الآية روى أحمد وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال: قال رسول =
[ 194 ]
(12) * (قال) * تعالى * (ما منعك أن) * * (لا) * زائدة * (تسجد إذ) * حين * (أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) *. (13) * (قال فاهبط منها) * أي من الجنة وقيل من السماوات * (فما يكون) * ينبغي * (لك أن تتكبر فيها فاخرج) * منها * (إنك من الصاغرين) * الذليلين. (14) * (قال أخرني) * أخرني * (إلى يوم يبعثون) * أي الناس. (15) * (قال إنك من المنظرين) * وفي آية أخرى { إلى يوم الوقت المعلوم } أي يوم النفخة الاولى. (16) * (قال فبما أغويتني) * أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه جملة * (لاقعدن لهم) * أي لبني آدم * (صراط المستقيم) * أي على الطريق الموصل إليك. (17) * (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) * أي من كل جهة فأمنعهم عن سلوكه قال ابن عباس ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين رحمة الله تعالى * (ولا تجد أكثرهم شاكرين) * مؤمنين. (18) * (قال اخرج منها مذؤما) * بالهمزة معيبا أو ممقوتا * (مدحورا) * مبعدا عن الرحمة * (لمن تبعك منهم) * من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو * (لاملان جهنم منكم أجمعين) * أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه. (19) * (و) * قال * (يا آدم اسكن أنت) * تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه * (وزوجك) * حواء بالمد * (الجنة فكلا من حيث شئتما = الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآية * (ولا تحسبن الذين قتلوا) * الآية وما بعدها وروى =
[ 195 ]
ولا تقربا هذه الشجرة) * بالاكل منها وهي الحنطة * (فتكونا من الظالمين) *. (20) * (فوسوس لهما الشيطان) * إبليس * (ليبدي) * يظهر * (لهما ما ووري) * فوعل من المواراة * (عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا) * كراهة * (أن تكونا ملكين) * وقرئ بكسر اللام * (أو تكونا من الخالدين) * أي وذلك لازم عن الاكل منها كما في آية أخرى (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى). (21) * (وقاسمهما) * أي أقسم لهما بالله * (إني لكما من الناصحين) * في ذلك. (22) * (فدلاهما) * حطهما عن منزلتهما * (بغرور) * منه * (فلما ذاقا الشجرة) * أي أكلا منها * (بدت لهما سوآتهما) * أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لان انكشافه يسوء صاحبه * (وطفقا يخصفان) * أخذا يلزقان * (عليهما من ورق الجنة) * ليستترا به * (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) * بين العداوة والاستفهام للتقرير. (23) * (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) * بمعصيتنا * (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) *. (24) * (قال اهبطوا) * أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما * (بعضكم) * بعض الذرية * (لبعض عدو) * من ظلم بعضهم بعضا * (ولكم في الارض مستقر) * أي مكان استقرار * (ومتاع) * تمتع * (إلى حين) * تنقضي فيه آجالكم. (25) * (قال فيها) * أي الارض * (تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) * بالبعث، بالبناء للفاعل والمفعول. (26) * (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا) * أي خلقناه لكم * (يواري) * يستر * (سوآتكم وريشا) * = الترمذي عن جابر نحوه. أسباب نزول الآية 172 قوله تعالى: * (الذين استجابوا) * الآية أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن الله قذف الرعب في قلب أبي سفيان يوم أحد بعد الذي كان منه فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا =
[ 196 ]
وهو ما يتجمل به من الثياب * (ولباس التقوى) * العمل الصالح والسمت الحسن بالنصب عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره جملة * (ذلك خير، ذلك من آيات الله) * دلائل قدرته * (لعلهم يذكرون) * فيؤمنون فيه التفات عن الخطاب. (27) * (يا بني ادم لا يفتننكم) * يضلنكم * (الشيطان) * أي لا تتبعوه فتفتنوا * (كما أخرج أبويكم) * بفتنته * (من الجنة ينزع) * حال * (عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه) * أي الشيطان * (يراكم هو وقبيله) * جنوده * (من حيث لا ترونهم) * للطافة أجسادهم أو عدم ألوانهم * (إنا جعلنا الشياطين أولياء) * أعوانا وقرناء * (للذين لا يؤمنون) *. (28) * (وإذا فعلوا فاحشة) * كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين: لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنهوا عنها * (قالوا وجدنا عليها آباءنا) * فاقتدينا بهم * (والله أمرنا بها) * أيضا * (قل) * لهم * (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) * أنه قاله، إستفهام إنكار. (29) * (قل أمر ربي بالقسط) * بالعدل * (وأقيموا) * معطوف على معنى بالقسط أي قال أقسطوا وأقيموا أو قبله فاقبلوا مقدرا * (وجوهكم) * لله * (عند كل مسجد) * أي أخلصوا له سجودكم * (وادعوه) * اعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (كما بدأكم) * خلقكم ولم تكونوا شيئا * (تعودون) * أي يعيدكم أحياء يوم القيامة. (30) * (فريقا) * منكم * (هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) * أي غيره * (ويحسبون أنهم مهتدون) *. (31) * (يا بني آدم خذوا زينتكم) * ما يستر عورتكم * (عند كل مسجد) * عند الصلاة = وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة فينزلون ببدر الصغرى وأنهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس لينطلقوا معه فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال إن الناس قد جمعوا لكم فأبى عليه الناس أن يتبعوا فقال: إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد فانتدب معه أبو بكر وعمر =
[ 197 ]
والطواف * (وكلوا واشربوا) * ما شئتم * (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) *. (32) * (قل) * إنكارا عليهم * (من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) * من اللباس * (والطيبات) * المستلذات * (من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا) * بالاستحقاق وإن شاركهم فيها غيرهم * (خالصة) * خاصة بهم بالرفع والنصب حال * (يوم القيامة كذلك نفصل الآيات) * نبينها مثل ذلك التفصيل * (لقوم يعلمون) * يتدبرون فإنهم المنتفعون بها. (33) * (قل إنما حرم ربي الفواحش) * الكبائر كالزنا * (ما ظهر منها وما بطن) * أي جهرها وسرها * (والاثم) * المعصية * (والبغي) * على الناس * (بغير الحق) * وهو الظلم * (وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به) * بإشراكه * (سلطانا) * حجة * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * من تحريم ما لم يحرم وغيره. (34) * (ولكل أمة أجل) * مدة * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون) * عنه * (ساعة ولا يستقدمون) * عليه. (35) * (يا بني آدم إما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى) * الشرك * (وأصلح) * عمله * (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة. (36) * (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا) * تكبروا * (عنها) * فلم يؤمنوا بها * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (37) * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك والولد إليه * (أو كذب بآياته) * القرآن * (أولئك ينالهم) * يصيبهم * (نصيبهم) * حظهم * (من الكتاب) * مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرزق والاجل وغير ذلك * (حتى إذا جاءتهم رسلنا) * أي الملائكة * (يتوفونهم قالوا) * لهم تبكيتا * (أين ما كنتم تدعون) * تعبدون = وعثمان وعلي والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا فساروا في طلب أبي سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله * (الذين استجابوا لله والرسول) * الآية وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما رجع المشركون من أحد قالوا: لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم بئسما صنعتم ارجعوا فسمع رسول الله =
[ 198 ]
* (فمن دون الله قالوا ضلوا) * غابوا * (عنا) * فلم نرهم * (وشهدوا على أنفسهم) * عند الموت * (أنهم كانوا كافرين) *. (38) * (قال) * تعالى لهم يوم القيامة * (ادخلوا في) * جملة * (أمم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار) * متعلق بأدخلوا * (كلما دخلت أمة) * النار * (لعنت أختها) * التي قبلها لضلالها بها * (حتى إذا اداركوا) * تلاحقوا * (فيها جميعا قالت أخراهم) * وهم الاتباع * (لاولاهم) * أي لاجلائهم هم المتبوعون * (ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا) * مضعفا * (من النار قال) * تعالى * (لكل) * منكم ومنهم * (ضعف) * عذاب مضعف * (ولكن لا يعلمون) * بالياء والتاء ما لكل فريق. (39) * (وقالت أولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل) * لانكم لم تكفروا بسببنا فنحن وأنتم سواء قال تعالى لهم * (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) *. (40) * (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا) * تكبروا * (عنها) * فلم يؤمنوا بها * (لا تفتح لهم أبواب السماء) * إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجين بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث * (ولا يدخلون الجنة حتى يلج) * يدخل * (الجمل في سم الخياط) * ثقب الابرة وهو غير ممكن فكذا دخولهم * (وكذلك) * الجزاء * (نجزي المجرمين) * بالكفر. (41) * (لهم من جهنم مهاد) * فراش * (ومن فوقهم غواش) * أغطية من النار جمع غاشية وتنوينه عوض من الياء المحذوفة * (وكذلك نجزي الظالمين) *. (42) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * مبتدأ وقوله * (لا نكلف نفسا إلا وسعا) * طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره وهو * (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) *. = فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغ حمراء الاسد أو بئر أبي عتبة فأنزل الله * (الذين استجابوا لله والرسول) * الآية وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله * (فانقلبوا بنعمة من الله) * الآية وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في =
[ 199 ]
(43) * (ونزعنا ما في صدورهم من غل) * حقد كان بينهم في الدنيا * (تجري من تحتهم) * تحت قصورهم * (الانهار وقالوا) * عند الاستقرار في منازلهم * (الحمد لله الذي هدانا لهذا) * العمل الذي هذا جزاؤه * (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) * حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه * (لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن) * مخففة أي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة * (تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) *. (44) * (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) * تقريرا أو تبكيتا * (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا) * من الثواب * (حقا فهل وجدتم ما وعد) * كم * (ربكم) * من العذاب * (حقا ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن) * نادى مناد * (بينهم) * بين الفريقين أسمعهم * (أن لعنة الله على الظالمين) *. (45) * (الذين يصدون) * الناس * (عن سبيل الله) * دينه * (ويبغونها) * أي يطلبون السبيل * (عوجا) * معوجة * (وهم بالآخرة كافرون) *. (46) * (وبينهما) * أي أصحاب الجنة والنار * (حجاب) * حاجز قيل هو سور الاعراف * (وعلى الاعراف) * وهو سور الجنة * (رجال) * استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث * (يعرفون كلا) * من أهل الجنة والنار * (بسيماهم) * بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال * (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) * قال تعالى * (لم يدخلوها) * أي أصحاب الاعراف الجنة * (وهم يطمعون) * في دخولها قال الحسن: لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال " بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم ". (47) * (وإذا صرفت أبصارهم) * أي أصحاب الاعراف * (تلقاء) * جهة = طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم، قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية. أسباب نزول الآية 181 قوله تعالى: (لقد سمع الله) الآية أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر بيت المدارس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص فقال له: والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وانه إلينا لفقير = (*)
[ 200 ]
* (أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا) * في النار * (مع القوم الظالمين) *. (48) * (ونادى أصحاب الاعراف رجالا) * من أصحاب النار * (يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم) * من النار * (جمعكم) * المال أو كثرتكم * (وما كنتم تستكبرون) * أي واستكباركم عن الايمان، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين (49) * (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) * قد قيل لهم * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * وقرئ: ادخلوا بالبناء للمفعول ودخلوا فجملة النفي حال أي مقولا لهم ذلك. (50) * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) * من الطعام * (قالوا إن الله حرمهما) * منعهما * (على الكافرين) * (51) * (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم) * نتركهم في النار * (كما نسوا لقاء يومهم هذا) * بتركهم العمل له * (وما كانوا بآياتنا يجحدون) * أي وكما جحدوا (52) * (ولقد جئناهم) * أي أهل مكة * (بكتاب) * قرآن * (فصلناه) * بيناه بالاخبار والوعد والوعيد * (على علم) * حال أي عالمين بما فصل فيه * (هدى) * حال من الهاء * (ورحمة لقوم يؤمنون) * به (53) * (هل ينظرون) * ما ينتظرون * (إلا تأويله) * عاقبة ما فيه * (يوم يأتي تأويله) * هو يوم القيامة * (يقول الذين نسوه من قبل) * تركوا الايمان به * (قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو) * هل * (نرد) * إلى الدنيا * (فنعمل غير الذي كنا نعمل) * نوحد الله ونترك الشرك فيقال لهم لا قال تعالى = ولو كان غنيا عنا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم فغضب أبو بكر فضرب وجهه فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنظر ما صنع صاحبك بي، فقال يا أبا بكر: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: يا يا رسول الله قال قولا عظيما يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغياء فجحد فنحاص فأنزل الله (لقد سمع الله قول الذين قالوا). (*)
[ 201 ]
* (قد خسروا أنفسهم) * إذ صاروا إلى الهلاك * (وضل) * ذهب * (عنهم ما كانوا يفترون) * من دعوى الشريك. (54) * (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام) * من أيام الدنيا، أي في قدرها لانه لم يكن ثم شمس ولو شاء خلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت * (ثم استوى على العرش) * هو في اللغة: سرير الملك إستواء يليق به * (يغشى الليل النهار) * مخففا ومشددا أي يغطي كلا منهما بالآخر * (يطلبه) * يطلب كل منهما بالآخر طلبا * (حثيثا) * سريعا * (والشمس والقمر والنجوم) * بالنصب عطفا على السماوات والرفع مبتدأ خبره * (مسخرات) * مذللات * (بأمره) * بقدرته * (ألا له الخلق) * جميعا * (والامر) * كله * (تبارك) * تعاظم * (الله رب) * مالك * (العالمين) * (55) * (ادعوا ربكم تضرعا) * حال تذللا * (وخفية) * سرا * (إنه لا يحب المعتدين) * في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت (56) * (ولا تفسدوا في الارض) * بالشرك والمعاصي * (بعد إصلاحها) * ببعث الرسل * (وادعوه خوفا) * من عقابه * (وطمعا) * في رحمته * (إن رحمة الله قريب من المحسنين) * المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لاضافتها إلى الله (57) * (وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته) * أي متفرقة قدام المطر، وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدرا، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرا، ومفرد الاولى نشور كرسول والاخير بشير * (حتى إذا أقلت) * حملت الرياح * (سحابا ثقالا) * بالمطر * (سقناه) * أي السحاب وفيه التفات عن الغيبة * (لبلد ميت) * لا نبات به أي لاحيائها * (فأنزلنا به) * بالبلد * (الماء فأخرجنا به) * بالماء * (من كل الثمرات كذلك) * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أتت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) فقالوا يا محمد أفتقر ربك يسأل عباده ؟ فأنزل الله (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير) الآية. أسباب نزول الآية 186 قوله تعالى (ولتسمعن) الآية روى ابن أبي حاتم وابن المنذر بسند حسن عن ابن عباس أنها نزلت فيما = (*)
[ 202 ]
الاخراج * (نخرج الموتى) * من قبورهم بالاحياء * (لعلكم تذكرون) * فتؤمنون. (58) * (والبلد الطيب) * العذب التراب * (يخرج نباته) * حسنا * (بإذن ربه) * هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها * (والذي خبث) * ترابه * (لا يخرج) * نباته * (إلا نكدا) * عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر * (كذلك) * كما بينا ما ذكر * (نصرف) * نبين * (الآيات لقوم يشكرون) * الله فيؤمنون (59) * (لقد) * جواب قسم محذوف * (أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) * بالجر صفة لاله والرفع بدل من محله * (إني أخاف عليكم) * إن عبدتم غيره * (عذاب يوم عظيم) * هو يوم القيامة (60) * (قال الملا) * الاشراف * (من قومه إنا لنراك في ضلال مبين) * بين (61) * (قال يا قوم ليس بي ضلالة) * هي أعم من الضلال فنفيها أبلغ من نفيه * (ولكني رسول من رب العالمين) * (62) * (أبلغكم) * بالتخفيف والتشديد * (رسالات ربي وأنصح) * أريد الخير * (لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون) * (63) * (أ) * كذبتم * (وعجبتم أن جاءكم ذكر) * موعظة * (من ربكم على) * لسان * (رجل منكم لينذركم) * العذاب إن لم تؤمنوا * (ولتتقوا) * الله * (ولعلكم ترحمون) * بها (64) * (فكذبوه فأنجيناه والذين معه) * من الغرق * (في الفلك) * السفينة * (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) * بالطوفان * (إنهم كانوا قوما عمين) * عن الحق (65) * (و) * أرسلنا * (إلى عاد) * الاولى * (أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) * تخافونه فتؤمنون = كان بين أبي بكر وفنحاص من قوله إن الله فقير ونحن أغنياء وذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنها نزلت في كعب بن الاشرف فيما يهجو به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الشعر. أسباب نزول الآية 188 قوله تعالى (ولا تحسبن الذين يفرحون) الآية روى الشيخان وغيرهما من طريق حميد بن عبد الرحمن = (*)
[ 203 ]
(66) * (قال الملا الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة) * جهالة * (وإنا لنظنك من الكاذبين) * في رسالتك. (67) * (قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين) *. (68) * (أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين) * مأمون على الرسالة. (69) * (أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على) * لسان * (رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء) * في الارض * (من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة) * قوة وطولا وكان طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين * (فاذكروا آلاء الله) * نعمه * (لعلكم تفلحون) * تفوزون (70) * (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر) * نترك * (ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا) * به من العذاب * (إن كنت من الصادقين) * في قولك (71) * (قال قد وقع) * وجب * (عليكم من ربكم رجس) * عذاب * (وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها) * أي سميتم بها * (أنتم وآباؤكم) * أصناما تعبدونها * (ما نزل الله بها) * أي بعبادتها * (من سلطان) * حجة وبرهان * (فانتظروا) * العذاب * (إني معكم من المنتظرين) * ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم (72) * (فأنجيناه) * أي هودا * (والذين معه) * من المؤمنين * (برحمة منا وقطعنا دابر) * القوم * (الذين كذبوا بآياتنا) * أي استأصلناهم * (وما كانوا مؤمنين) * عطف على كذبوا (73) * (و) * أرسلنا * (إلى ثمود) * بترك الصرف مرادا به القبيلة * (أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة) * معجزة * (من ربكم) * على صدقي * (هذه ناقة الله لكم آية) * حال عاملها معنى = ابن عوف أن مروان قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس: مالكم وهذه ؟ إنما نزلت هذه الآية في أهل الكتاب سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أنهم قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوه بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه = (*)
[ 204 ]
الاشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم من صخرة عينوها * (فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء) * بعقر أو ضرب * (فيأخذكم عذاب أليم) *. (74) * (واذكروا إذ جعلكم خلفاء) * في الارض * (من بعد عاد وبوأكم) * أسكنكم * (في الارض تتخذون من سهولها قصورا) * تسكنونها في الصيف * (وتنحتون الجبال بيوتا) * تسكنونها في الشتاء ونصبه على الحال المقدرة * (فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) * (75) * (قال الملا الذين استكبروا من قومه) * تكبروا عن الايمان به * (للذين استضعفوا لمن آمن منهم) * أي من قومه بدل مما قبله بإعادة الجار * (أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه) * إليكم * (قالوا) * نعم * (إنا بما أرسل به مؤمنون) * (76) * (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون) * (77) وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك * (فعقروا الناقة) * عقرها قدار بأمرهم بأن قتلها بالسيف * (وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا) * به من العذاب على قتلها * (إن كنت من المرسلين) * (78) * (فأخذتهم الرجفة) * الزلزلة الشديدة من الارض والصيحة من السماء * (فأصبحوا في دارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين (79) * (فتولى) * أعرض صالح * (عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) * (80) * (و) * اذكر * (لوطا) * ويبدل منه * (إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة) * أي أدبار الرجال * (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) * الانس والجن. = وأخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري: أن رجالا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو وتخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا قدم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) الآية. وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن زيد بن أسلم أن رافع بن خديج وزيد بن ثابت كانا عند مروان فقال مروان يا رافع في أي = (*)
[ 205 ]
(81) * (أئنكم) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الالف بينهما على الوجهين وفي قراءة إنكم * (لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون) * متجاوزون الحلال إلى الحرام (82) * (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم) * أي لوطا وأتباعه * (من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) * من أدبار الرجال (83) * (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) * الباقين في العذاب (84) * (وأمطرنا عليهم مطرا) * هو حجارة السجيل فأهلكتهم * (فانظر كيف كان عاقبة المجرمين) * (85) * (و) * أرسلنا * (إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة) * معجزة * (من ربكم) * على صدقي * (فأوفوا) * أتموا * (الكيل والميزان ولا تبخسوا) * تنقصوا * (الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الارض) * بالكفر والمعاصي * (بعد إصلاحها) * ببعث الرسل * (ذلكم) * المذكور * (خير لكم إن كنتم مؤمنين) * مريدي الايمان فبادروا إليه (86) * (ولا تقعدوا بكل صراط) * طريق * (توعدون) * تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم * (وتصدون) * تصرفون * (عن سبيل الله) * دينه * (من آمن به) * بتوعدكم إياه بالقتل * (وتبغونها) * تطلبون الطريق * (عوجا) * معوجة * (واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) * قبلكم بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهلاك (87) * (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا) * به = شئ نزلت هذه الآية (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) قال رافع أنزلت في أناس من المنافقين كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا وقالوا ما حبسنا عنكم إلا شغل فلوددنا أنا كنا معكم فأنزل الله فيهم هذه الآية وكان مروان أنكر ذلك فجزع رافع من ذلك لزيد بن ثابت أنشدك بالله هل تعلم ما أقول ؟ قال نعم قال الحافظ ابن حجر يجمع بين هذا وبين قول ابن عباس بأنه يمكن أن تكون = (*)
[ 206 ]
* (فاصبروا) * انتظروا * (حتى يحكم الله بيننا) * وبينكم بإنجاء المحق وإهلاك المبطل * (وهو خير الحاكمين) * أعدلهم. (88) * (قال الملا الذين استكبروا من قومه) * عن الايمان * (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن) * ترجعن * (في ملتنا) * ديننا وغلبوا في الخطاب الجمع على الواحد لان شعيبا لم يكن في ملتهم قط وعلى نحوه أجاب * (قال أ) * نعود فيها * (ولو كنا كارهين) * لها استفهام إنكار. (89) * (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون) * ينبغي * (لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا) * ذلك فيخذلنا * (وسع ربنا كل شئ علما) * أي وسع علمه كل شئ ومنه حالي وحالكم * (وعلى الله توكلنا ربنا افتح) * احكم * (بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) * الحاكمين (90) * (وقال الملا الذين كفروا من قومه) * أي قال بعضهم لبعض * (لئن) * لام قسم * (اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون) * (91) * (فأخذتهم الرجفة) * الزلزلة الشديدة * (فأصبحوا في دارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين (92) * (الذين كذبوا شعيبا) * مبتدأ خبره * (كأن) * مخففة واسمها محذوف أي كأنهم * (لم يغنوا) * يقيموا * (فيها) * في ديارهم * (الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين) * التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق. (93) * (فتولى) * أعرض * (عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم) * فلم تؤمنوا * (فكيف آسى) * أحزن * (على قوم كافرين) * استفهام بمعنى النفي. (94) * (وما أرسلنا في قرية من نبي) * = نزلت في الفريقين معا قال وحكى الفراء أنها نزلت في قول اليهود نحن أهل الكتاب الاول والصلاة والطاعة ومع ذلك لا يقرون بمحمد وروى ابن أبي حاتم من طرق عن جماعة من التابعين نحو ذلك ورجحه ابن جرير ولا مانع أن تكون نزلت في كل ذلك انتهى أسباب نزول الآية 190 قوله تعالى (إن في خلق السماوات) الآية. أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أتت = (*)
[ 207 ]
فكذبوه * (إلا أخذنا) * عاقبنا * (أهلها بالبأساء) * شدة الفقر * (والضراء) * المرض * (لعلهم يضرعون) * يتذللون فيؤمنون. (95) * (ثم بدلنا) * أعطيناهم * (مكان السيئة) * العذاب * (الحسنة) * الغنى والصحة * (حتى عفوا) * كثروا * (وقالوا) * كفرا للنعمة * (قد مس آبائنا الضراء والسراء) * كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى: * (فأخذناهم) * بالعذاب * (بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بوقت مجيئه قبله. (96) * (ولو أن أهل القرى) * المكذبين * (آمنوا) * بالله ورسلهم * (واتقوا) * الكفر والمعاصي * (لفتحنا) * بالتخفيف والتشديد * (عليهم بركات من السماء) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (ولكن كذبوا) * الرسل * (فأخذناهم) * عاقبناهم * (بما كانوا يكسبون) *. (97) * (أفأمن أهل القرى) * المكذبون * (أن يأتيهم بأسنا) * عذابنا * (بياتا) * ليلا * (وهم نائمون) * غافلون عنه. (98) * (أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى) * نهارا * (وهم يلعبون) *. (99) * (أفأمنوا مكر الله) * استدراجه إياهم بالنعمة وأخذهم بغتة * (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) *. (100) * (أو لم يهد) * يتبين * (للذين يرثون الارض) * بالسكنى * (من بعد) * هلاك * (أهلها أن) * فاعل مخففة واسمها محذوف أي أنه * (لو نشاء أصبناهم) * بالعذاب * (بذنوبهم) * كما أصبنا من قبلهم والهمزة في المواضع الاربعة للتوبيخ والفاء والواو الداخلة عليهما للعطف، وفي قراءة بسكون الواو في الموضع الاول عطفا بأو * (و) * نحن * (نطبع) * نختم * (على قلوبهم فهم لا يسمعون) * الموعظة سماع تدبر. (101) * (تلك القرى) * التي مر ذكرها * (نقص عليك) * يا محمد * (من أنبائها) * أخبار أهلها = قريش اليهود فقالوا بم جاءكم موسى من الآيات ؟ قالوا عصاه ويد بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى ؟ قالوا كان يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا فدعا ربه فنزلت الآية (إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولي الالباب) فليتفكروا فيها. (*)
[ 208 ]
* (ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات) * المعجزات الظاهرات * (فما كانوا ليؤمنوا) * عند مجيئهم * (بما كذبوا) * كفروا به * (من قبل) * قبل مجيئهم بل استمروا على الكفر * (كذلك) * الطبع * (يطبع الله على قلوب الكافرين) *. (102) * (وما وجدنا لاكثرهم) * أي الناس * (من عهد) * أي وفاء بعهدهم يوم أخذ الميثاق * (وإن) * مخففة * (وجدنا أكثرهم لفاسقين) *. (103) * (ثم بعثنا من بعدهم) * أي الرسل المذكورين * (موسى بآياتنا) * التسع * (إلى فرعون وملائه) * قومه * (فظلموا) * كفروا * (بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) * بالكفر من إهلاكهم. (104) * (وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين) * إليك فكذبه فقال أنا. (105) * (حقيق) * جدير * (على أن) * أي بأن * (لا أقول على الله إلا الحق) * وفي قراءة بتشديد الياء فحقيق مبتدأ خبره أن وما بعده * (قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي) * إلى الشام * (بني إسرائيل) * وكان استعبدهم. (106) * (قال) * فرعون له * (إن كنت جئت بآية) * على دعواك * (فأت بها إن كنت من الصادقين) * فيها. (107) * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) * حية عظيمة. (108) * (ونزع يده) * أخرجها من جيبه * (فإذا هي بيضاء) * ذات شعاع * (للناظرين) * خلاف ما كانت عليه من الادمة. (109) * (قال الملا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم) * فائق في علم السحر وفي الشعراء أنه من قول فرعون نفسه فكأنهم قالوه معه على سبيل التشاور. (110) * (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون) *. أسباب نزول الآية 195 قوله تعالى (فاستجاب لهم) الآية أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وابن أبي حاتم عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشئ فأنزل الله (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) إلى آخر الآية. (*)
[ 209 ]
(111) * (قالوا أرجه وأخاه) * أخر أمرهما * (وأرسل في المدائن حاشرين) * جامعين. (112) * (يأتوك بكل ساحر) * وفي قراءة سحار * (عليم) * يفضل موسى في علم السحر فجمعوا. (113) * (وجاء السحرة فرعون قالوا أئن) * بتحقق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين * (لنا لاجرا إن كنا نحن الغالبين) *. (114) * (قال نعم وإنكم لمن المقربين) *. (115) * (قالوا يا موسى إما أن تلقي) * عصاك * (وإما أن نكون نحن الملقين) * ما معنا. (116) * (قالوا ألقوا) * أمر للاذن بتقديم إلقائهم توصلا به إلى إظهار الحق * (فلما ألقوا) * حبالهم وعصيهم * (سحروا أعين الناس) * صرفوها عن حقيقة إدراكها * (واسترهبوهم) * خوفوهم حيث خيلوها حيات تسعى * (وجاؤوا بسحر عظيم) *. (117) * (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف) * بحذف إحدى التاءين في الاصل تبتلع * (ما يأفكون) * يقلبون بتمويههم. (118) * (فوقع الحق) * ثبت وظهر * (وبطل ما كانوا يعملون) * من السحر. (119) * (فغلبوا) * أي فرعون وقومه * (هنالك وانقلبوا صاغرين) * صاروا ذليلين. (120) * (وألقي السحرة ساجدين) *. (121) * (قالوا آمنا برب العالمين) * (122) * (رب موسى وهارون) * لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر. (123) * (قال فرعون أآمنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا * (به) * بموسى أسباب نزول الآية 199 قوله تعالى (وإن من أهل الكتاب) الآية. روى النسائي عن أنس قال لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي ؟ فأنزل الله (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) وروى ابن جرير نحوه عن جابر وفي المستدرك عن عبد الله بن الزبير قال نزلت في النجاشي (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) الآية.
[ 210 ]
* (قبل أن آذن) * أنا * (لكم إن هذا) * الذي صنعتموه * (لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون) * ما ينالكم مني. (124) * (لاقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) * أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى * (ثم لاصلبنكم أجمعين) *. (125) * (قالوا إنا إلى ربنا) * بعد موتنا بأي وجه كان * (منقلبون) * راجعون في الآخرة. (126) * (وما تنقم) * تنكر * (منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صيرا) * عند فعل ما توعدنا به لئلا نرجع كفارا * (وتوفنا مسلمين) * (127) * (وقال الملا من قوم فرعون) * له * (أتذر) * تترك * (موسى وقومه ليفسدوا في الارض) * بالدعاء إلى مخالفتك * (ويذرك وآلهتك) * وكان صنع لهم أصناما صغارا يعبدونها وقال أنا ربكم وربها ولذا قال أنا ربكم الاعلى * (قال سنقتل) * بالتشديد والتخفيف * (أبناءهم) * المولودين * (ونستحيي) * نستبقي * (نساءهم) * كفعلنا بهم من قبل * (وإنا فوقهم قاهرون) * قادرون ففعلوا بهم ذلك فشكا بنو إسرائيل. (128) * (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا) * على أذاهم * (إن الارض لله يورثها) * يعطيها * (من يشاء من عباده والعاقبة) * المحمودة * (للمتقين) * الله. (129) * (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون) * فيها. (130) * (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) * بالقحط * (ونقص من الثمرات لعلهم سورة النساء أسباب نزول الآية 2 قوله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) أخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها نهاهم الله عن ذلك فأنزل (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة). (*)
[ 211 ]
يذكرون) * يتعظون فيؤمنون. (131) * (فإذا جاءتهم الحسنة) * الخصب والغنى * (قالوا لنا هذه) * أي نستحقها ولم يشكروا عليها * (وإن تصبهم سيئة) * جدب وبلاء * (يطيروا) * يتشاءموا * (بموسى ومن معه) * من المؤمنين * (ألا إنما طائرهم) * شؤمهم * (عند الله) * يأتيهم به * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن ما يصيبهم من عنده (132) * (وقالوا) * لموسى * (مهما تأتنا به من آية لتسخرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) * فدعا عليهم (133) * (فأرسلنا عليهم الطوفان) * وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام * (والجراد) * فأكل زرعهم وثمارهم، كذلك * (والقمل) * السوس أو نوع من القراد، فتتبع ما تركه الجراد * (والضفادع) * فملات بيوتهم وطعامهم * (والدم) * في مياههم * (آيات مفصلات) * مبينات * (فاستكبروا) * عن الايمان بها * (وكانوا قوما مجرمين) * (134) * (ولما وقع عليهم الرجز) * العذاب * (قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك) * من كشف العذاب عنا إن آمنا * (لئن) * لام قسم * (كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل) * (135) * (فلما كشفنا) * بدعاء موسى * (عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون) * ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم (136) * (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم) * البحر الملح * (بأنهم) * بسبب أنهم * (كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) * لا يتدبرونها (137) * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) * بالاستعباد، وهم بنو إسرائيل أسباب نزول الآية 7 قوله تعالى (للرجال نصيب) أخرج أبو الشيخ وابن حبان في كتاب الفرائض من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الصغار من الذكور حتى يدركوا فمات رجل من الانصار يقال له أوس بن ثابت وترك ابنتين وابنا صغير فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة وهما عصبة فأخذوا ميراثه كله فأتت امرأته رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 212 ]
* (مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها) * بالماء والشجر، صفة للارض وهي الشام * (وتمت كلمة ربك الحسنى) * وهي قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض) الخ * (على بني إسرائيل بما صبروا) * على أذى عدوهم * (ودمرنا) * أهلكنا * (ما كان يصنع فرعون وقومه) * من العمارة * (وما كانوا يعرشون) * بكسر الراء وضمها، يرفعون من البنيان. (138) * (وجاوزنا) * عبرنا * (ببني إسرائيل البحر فأتوا) * فمروا * (على قوم يعكفون) * بضم الكاف وكسرها * (على أصنام لهم) * يقيمون على عبادتها * (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها) * صنما نعبده * (كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) * حيث قابلتم نعمة الله عليكم بما قلتموه. (139) * (إن هؤلاء متبر) * هالك * (ماهم فيه وباطل ما كانوا يعملون) * (140) * (قال أغير الله أبغيكم إلها) * معبودا، وأصله أبغي لكم * (وهو فضلكم على العالمين) * في زمانكم بما ذكره في قوله. (141) * (و) * اذكروا * (إذ أنجيناكم) * وفي قراءة أنجاكم * (من آل فرعون يسومونكم) * يكلفونكم ويذيقونكم * (سوء العذاب) * أشده وهو * (يقتلون أبناءكم ويستحيون) * يستبقون * (نساءكم وفي ذلكم) * الانجاء أو العذاب * (بلاء) * إنعام أو ابتلاء * (من ربكم عظيم) * أفلا تتعظون فتنتهوا عما قلتم. (142) * (وواعدنا) * بألف ودونها * (موسى ثلاثين ليلة) * نكلمه عند انتهائها بأن يصومها، وهي ذو القعدة فصامها فلما تمت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره الله = فذكرت له ذلك فقال ما أدري ما أقول ؟ فنزلت (للرجال نصيب مما ترك الوالدان) الآية. أسباب نزول الآية 11 قوله تعالى (يوصيكم الله) أخرج الائمة الستة عن جابر بن عبد الله: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين فوجدني صلى الله عليه وسلم لا أعقل شيئا فدعا بماء فتوضأ ثم رش علي فأفقت فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي ؟ = (*)
[ 213 ]
بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه كما قال تعالى: * (وأتممناها بعشر) * من ذي الحجة * (فتم ميقات ربه) * وقت وعده بكلامه إياه * (أربعين) * حال * (ليلة) * تمييز * (وقال موسى لاخيه هارون) * عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة * (اخلفني) * كن خليفتي * (في قومي وأصلح) * أمرهم * (ولا تتبع سبيل المفسدين) * بموافقتهم على المعاصي. (143) * (ولما جاء موسى لميقاتنا) * أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه * (وكلمه ربه) * بلا واسطة كلاما سمعه من كل جهة * (قال رب أرني) * نفسك * (أنظر إليك قال لن تراني) * أي لا تقدر على رؤيتي، والتعبير به دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته تعالى * (ولكن انظر إلى الجبل) * الذي هو أقوى منك * (فإن استقر) * ثبت * (مكانه فسوف تراني) * أي تثبت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك * (فلما تجلى ربه) * أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم * (للجبل جعله دكا) * بالقصر والمد، أي مدكوكا مستويا بالارض * (وخر موسى صعقا) * مغشيا عليه لهول ما رأى * (فلما أفاق قال سبحانك) * تنزيها لك * (تبت إليك) * من سؤال ما لم أؤمر به * (وأنا أول المؤمنين) * في زماني. (144) * (قال) * تعالى له * (يا موسى إني اصطفيتك) * اخترتك * (على الناس) * أهل زمانك * (برسالاتي) * بالجمع والافراد * (وبكلامي) * أي تكليمي إياك * (فخذ ما آتيتك) * من الفضل * (وكن من الشاكرين) * لانعمي (145) * (وكتبنا له في الالواح) * أي ألواح التوراة، وكانت من سدر الجنة أو زبرجد = فنزلت (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عن جابر قال جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك في أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا تنكحان إلا ولهما مال فقال يقضي الله في ذلك فنزلت آية الميراث قال الحافظ ابن حجر تمسك بهذا من = (*)
[ 214 ]
أو زمرد سبعة أو عشرة * (من كل شئ) * يحتاج إليه في الدين * (موعظة وتفصيلا) * تبيينا * (لكل شئ) * بدل من الجار والمجرور قبله * (فخذها) * قبله قلنا مقدرا * (بقوة) * بجد واجتهاد * (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين) * فرعون وأتباعه وهي مصر لتعتبروا بهم. (146) * (سأصرف عن آياتي) * دلائل قدرتي من المصنوعات وغيرها * (الذين يتكبرون في الارض بغير الحق) * بأن أخذلهم فلا يتكبرون فيها * (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل) * طريق * (الرشد) * الهدى الذي جاء من عند الله * (لا يتخذوه سبيلا) * يسلكوه * (وإن يروا سبيل الغي) * الضلال * (يتخذوه سبيلا ذلك) * الصرف * (بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) * تقدم مثله (147) * (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) * البعث وغيره * (حبطت) * بطلت * (أعمالهم) * ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فلا ثواب لهم لعدم شرطه * (هل) * ما * (يجزون إلا) * جزاء * (ما كانوا يعملون) * من التكذيب والمعاصي. (148) * (واتخذ قوم موسى من بعده) * أي بعد ذهابه إلى المناجاة * (من حليهم) * الذي استعاروه من قوم فرعون بعلة عرس فبقي عندهم * (عجلا) * صاغه لهم منه السامري * (جسدا) * بدل لحما ودما * (له خوار) * أي صوت يسمع، انقلب كذلك بوضع التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل في فمه فإن أثره الحياة فيما يوضع فيه، ومفعول اتخذ الثاني محذوف أي إلها * (ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا) * فكيف يتخذ إلها * (اتخذوه) * إلها * (وكانوا ظالمين) * باتخاذه. = قال إن الآية نزلت في قصة ابنتي سعد ولم تنزل في قصة جابر خصوصا أن جابرا لم يكن له يومئذ ولد قال والجواب أنها نزلت في الامرين معا ويحتمل أن يكون نزول أولها في قصة البنتين وآخرها وهو قوله (وإن كان رجل يورث كلالة) في قصة جابر ويكون مراد جابر بقوله فنزلت (يوصيكم الله في أولادكم) أي ذكر الكلالة المتصل بهذه الآية انتهى وقد ورد سب ثالث أخرج ابن جرير = (*)
[ 215 ]
(149) * (ولما سقط في أيديهم) * أي ندموا على عبادته * (ورأوا) * علموا * (أنهم قد ضلوا) * بها وذلك بعد رجوع موسى * (قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) * بالياء والتاء فيهما * (لنكونن من الخاسرين) *. (150) * (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان) * من جهتهم * (أسفا) * شديد الحزن * (قال) * بئسما) * أي بئس خلافة * (خلفتموني) ها * (من بعدي) * خلافتكم هذه حيث أشركتم * (أعجلتم أمر ربكم وألقى الالواح) * ألواح التوراة غضبا لربه فتكسرت * (وأخذ برأس أخيه) * أي بشعره بيمينه ولحيته بشماله * (يجره إليه) * غضبا * (قال) * يا * (ابن أم) * بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه * (إن القوم استضعفوني وكادوا) * قاربوا * (يقتلونني فلا تشمت) * تفرح * (بي الاعداء) * بإهانتك إياي * (ولا تجعلني مع القوم الظالمين) * بعبادة العجل في المؤاخذة. (151) * (قال رب اغفر لي) * ما صنعت بأخي * (ولاخي) * أشركه في الدعاء إرضاء له ودفعا للشماتة به * (وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين) * قال تعالى: (152) * (إن الذين اتخذوا العجل) * إلها * (سينالهم غضب) * عذاب * (من ربهم وذلة في الحياة الدنيا) * فعذبوا بالامر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة * (وكذلك) * كما جزيناهم * (نجزي المفترين) * على الله بالاشراك وغيره (153) * (والذين عملوا السيئات ثم تابوا) * رجعوا عنها * (من بعدها وآمنوا) * بالله * (إن ربك من بعدها) * أي التوبة * (لغفور) * لهم * (رحيم) * بهم (154) * (ولما سكت) * سكن * (عن موسى = عن السدي قال كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان لا يرث الرجل من ولده إلا من أطاق القتال فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر وترك امرأة يقال لها أم كحة وخمس بنات فجاء الورثة يأخذون ماله فشكت أم كحة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية (فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك). ثم قال في أم كحة (ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن = (*)
[ 216 ]
الغضب أخذ الالواح) * التي ألقاها * (وفي نسختها) * أي ما نسخ فيها، أي كتب * (هدى) * من الضلالة * (ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) * يخافون، وأدخل اللام على المفعول لتقدمه. (155) * (واختار موسى قومه) * أي من قومه * (سبعين رجلا) * ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى * (لميقاتنا) * أي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم * (فلما أخذتهم الرجفة) * الزلزلة الشديدة، قال ابن عباس: لانهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل، قال: وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة * (قال) * موسى * (رب لو شئت أهلكتهم من قبل) * أي قبل خروجي بهم ليعاين بنو إسرائيل ذلك ولا يتهموني * (وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) * استفهام استعطاف، أي لا تعذبنا بذنب غيرنا * (إن) * ما * (هي) * أي الفتنة التي وقع فيها السفهاء * (إلا فتنتك) * ابتلاؤك * (تضل بها من تشاء) * إضلاله * (وتهدي من تشاء) * هدايته * (أنت ولينا) * متولي أمورنا * (فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) *. (156) * (واكتب) * أوجب * (لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة) * حسنة * (إنا هدنا) * تبنا * (إليك قال) * تعالى: * (عذابي أصيب به من أشاء) * تعذيبه * (ورحمتي وسعت) * عمت * (كل شئ) * في الدنيا * (فسأكتبها) * في الآخرة * (للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) * (157) * (الذين يتبعون الرسول النبي الامي) * محمدا صلى الله عليه وسلم * (الذي يجدونه مكتوبا عندهم = لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن) وقد ورد في قصة سعد بن الربيع وجه آخر فأخرج القاضي إسماعيل في أحكام القرآن من طريق عبد الملك بن محمد بن حزم أن عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الربيع فقتل عنها بأحد وكان له منها ابنة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها ففيها نزلت (يستفتونك في النساء) الآية. (*)
[ 217 ]
في التوراة والانجيل) * باسمه وصفته * (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات) * مما حرم في شرعهم * (ويحرم عليهم الخبائث) * من الميتة ونحوها * (ويضع عنهم إصرهم) * ثقلهم * (والاغلال) * الشدائد * (التي كانت عليهم) * كقتل النفس في التوبة، وقطع أثر النجاسة * (فالذين آمنوا به) * منهم * (وعزروه) * ووقروه * (ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه) * أي القرآن * (أولئك هم المفلحون) *. (158) * (قل) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته) * القرآن * (واتبعوه لعلكم تهتدون) * ترشدون. (159) * (ومن قوم موسى أمة) * جماعة * (يهدون) * الناس * (بالحق وبه يعدلون) * في الحكم. (160) * (وقطعناهم) * فرقنا بني إسرائيل * (اثنتي عشرة) * حال * (أسباطا) * بدل منه، أي قبائل * (أمما) * بدل مما قبله * (وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه) * في التيه * (أن اضرب بعصاك الحجر) * فضربه * (فانبجست) * انفجرت * (منه اثنتا عشرة عينا) * بعدد الاسباط * (قد علم كل أناس) * سبط منهم * (مشربهم وظللنا عليهم الغمام) * في التيه من حر الشمس * (وأنزلنا عليهم المن والسلوى) * هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا لهم * (كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) *. (161) * (و) * اذكر * (إذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية) * بيت المقدس * (وكلوا منها حيث شئتم وقولوا) * أمرنا * (حطة وادخلوا الباب) * أي باب القرية * (سجدا) * سجود أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) روى البخاري وأبو داود والنسائي عن ابن عباس قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم بسند حسن عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال لما توفي أبو قيس بن = (*)
[ 218 ]
انحناء * (نغفر) * بالنون والتاء مبنيا للمفعول * (لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) * بالطاعة ثوابا. (162) * (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم) * فقالوا: حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم * (فأرسلنا عليهم رجزا) * عذابا * (من السماء بما كانوا يظلمون) *. (163) * (واسألهم) * يا محمد توبيخا * (عن القرية التي كانت حاضرة البحر) * مجاورة بحر القلزم وهي أيلة ما وقع بأهلها * (إذ يعدون) * يعتدون * (في البيت) * بصيد السمك المأمورين بتركه فيه * (إذ) * ظرف ليعدون * (تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) * ظاهرة على الماء * (ويوم لا يسبتون) * لا يعظمون السبت أي سائر الايام * (لا تأتيهم) * ابتلاء من الله * (كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) * ولما صادوا السمك افترقت القرية أثلاثا، ثلث صادوا معهم، وثلث نهوهم، وثلث أمسكوا عن الصيد والنهي. (164) * (وإذ) * عطف على إذ قبله * (قالت أمة منهم) * لم تصد ولم تنه لمن نهى * (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا) * موعظتنا * (معذرة) * نعتذر بها * (إلى ربكم) * لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي * (ولعلهم يتقون) * الصيد. (165) * (فلما نسوا) * تركوا * (ما ذكروا) * وعظوا * (به) * فلم يرجعوا * (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا) * بالاعتداء * (بعذاب بئيس) * شديد * (بما كانوا يفسقون) *. (166) * (فلما عتوا) * تكبروا * (عن) * ترك * (ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) * صاغرين فكانوها، وهذا تفصيل لما قبله، = الاسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان لهم ذلك في الجاهلية فأنزل الله (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) وله شاهد عن عكرمة عن ابن جرير وأخرج ابن أبي حاتم والفريابي والطبراني عن عدي بن ثابت عن رجل من الانصار قال توفي أبو قيس بن الاسلت: وكان من صالحي الانصار فخطب ابنه قيس امرأته فقالت إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته = (*)
[ 219 ]
قال ابن عباس: ما أدري ما فعل بالفرقة الساكتة وقال عكرمة: لم تهلك لانها كرهت ما فعلوه، وقالت: لم تعظون الخ، وروى الحاكم عن ابن عباس: أنه رجع إليه وأعجبه. (167) * (وإذ تأذن) * أعلم * (ربك ليبعثن عليهم) * أي اليهود * (إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب) * بالذل وأخذ الجزية، فبعث عليهم سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدونها إلى المجوس إلى أن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم * (إن ربك لسريع العقاب) * لمن عصاه * (وإنه لغفور) * لاهل طاعته * (رحيم) * بهم. (168) * (وقطعناهم) * فرقناهم * (في الارض أمما) * فرقا * (منهم الصالحون ومنهم) * ناس * (دون ذلك) * الكفار والفاسقون * (وبلوناهم بالحسنات) * بالنعم * (والسيئات) * النقم * (لعلهم يرجعون) * عن فسقهم. (169) * (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب) * التوراة عن آبائهم * (يأخذون عرض هذا الادنى) * أي حطام هذا الشئ الدنئ أي الدنيا من حلال وحرام * (ويقولون سيغفر لنا) * ما فعلناه * (وإن يأتيهم عرض مثله يأخذوه) * الجملة حال، أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه، وليس في التوراة وعد المغفرة مع الاصرار * (ألم يؤخذ) * إستفهام تقرير * (عليهم ميثاق الكتاب) * الاضافة بمعنى في * (أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا) * عطف على يؤخذ قرأوا * (ما فيه) * فلم كذبوا عليه بنسبة المغفرة إليه مع الاصرار * (والدار الآخرة خير للذين يتقون) * الحرام * (أفلا يعقلون) * بالياء والتاء أنها خير فيؤثرونها على الدنيا. (170) * (والذين يمسكون) * بالتشديد والتخفيف * (بالكتاب) * منهم * (وأقاموا الصلاة) * كعبد الله بن سلام وأصحابه * (إنا لا نضيع = فقال ارجعي إلى بيتك فنزلت هذه الآية (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف) وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال كان الرجل إذا توفي عن امرأته كان ابنه أحق بها أن ينكحها إن شاء إن لم تكن أمه أو ينكحها من شاء فلما مات أبو قيس بن الاسلت قام ابنه محصن فورث نكاح امرأته ولم يورثها من المال شيئا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ارجعي لعل = (*)
[ 220 ]
أجر المصلحين) * الجملة خبر الذين، وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي أجرهم. (171) * (و) * اذكر * (إذ نتقنا الجبل) * رفعناه من أصله * (فوقهم كأنه ظلة وظنوا) * أيقنوا * (أنه واقع بهم) * ساقط عليهم بوعد الله إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة، وكانوا أبوها لثقلها فقبلوا وقلنا لهم * (خذوا ما آتيناكم بقوة) * بجد واجتهاد * (واذكروا ما فيه) * بالعمل به * (لعلكم تتقون) *. (172) * (و) * اذكر * (إذ) * حين * (أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) * بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار * (ذرياتهم) * بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم، نسلا بعد نسل كنحو ما يتوالدون كالذر بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلا * (وأشهدهم على أنفسهم) * قال * (ألست بربكم ؟ قالوا بلى) * أنت ربنا * (شهدنا) * بذلك والاشهاد ل * (أن) * لا * (يقولوا) * بالياء والتاء في الموضعين، أي الكفار * (يوم القيامة إنا كنا عن هذا) * التوحيد * (غافلين) * لا نعرفه. (173) * (أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل) * أي قبلنا * (وكنا ذرية من بعدهم) * فاقتدينا بهم * (أفتهلكنا) * تعذبنا * (بما فعل المبطلون) * من آبائنا بتأسيس الشرك، المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد، والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس. (174) * (وكذلك نفصل الآيات) * نبينها مثل ما بينا الميثاق ليتدبروها * (ولعلهم يرجعون) * عن كفرهم. (175) * (واتل) * يا محمد * (عليهم) * أي اليهود * (نبأ) * خبر * (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) * خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها، وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل، سئل أن يدعو على موسى وأهدي إليه شئ. = الله ينزل فيك شيئا فنزلت هذه الآية (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ونزلت (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) الآية. وأخرج أيضا عن الزهري قال نزلت هذه الآية في ناس من الانصار كان إذا مات الرجل منهم كان أملك الناس بامرأته وليه فيمسكها حتى تموت وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء (وحلائل أبناءكم الذين من أصلابكم) قال كنا نتحدث أنها نزلت في = (*)
[ 221 ]
، فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره * (فأتبعه الشيطان) * فأدركه فصار قرينه * (فكان من الغاوين) *. (176) * (ولو شئنا لرفعناه) * إلى منازل العلماء * (بها) * بأن نوفقه للعمل * (ولكنه أخلد) * سكن * (إلى الارض) * أي الدنيا ومال إليها * (وأتبع هواه) * في دعائه إليها فوضعناه * (فمثله) * صفته * (كمثل الكلب إن تحمل عليه) * بالطرد والزجر * (يلهث) * يدلع لسانه * (أو) * إن * (تتركه يلهث) * وليس غيره من الحيوان كذلك، وجملتا الشرط حال، أي لاهثا ذليلا بكل حال، والقصد التشبيه في الوضع والخسة بقرينة الفاء المشعرة بترتيب ما بعدها على ما قبلها من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى وبقرينة قوله * (ذلك) * المثل * (مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص) * على اليهود * (لعلهم يتفكرون) * يتدبرون فيها فيؤمنون. (177) * (ساء) * بئس * (مثلا القوم) * أي مثل القوم * (الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون) * بالتكذيب. (178) * (من يهد الله فهو المهتدي ؟ ؟ ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) *. (179) * (ولقد ذرأنا) * خلقنا * (لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها) * الحق * (ولهم أعين لا يبصرون بها) * دلائل قدرة الله بصر اعتبار * (ولهم آذان لا يسمعون بها) * الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ * (أولئك كالانعام) * في عدم الفقه والبصر والاستماع * (بل هم أضل) * من الانعام لانها تطلب منافعها وتهرب من مضارها وهؤلاء يقدمون على النار معاندة * (أولئك هم الغافلون) *. (180) * (ولله الاسماء الحسنى) * التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى مؤنث الاحسن * (فادعوه) * سموه * (بها وذروا) * أتركوا * (الذين يلحدون) * من ألحد ولحد، يميلون عن الحق * (في أسمائه) * حيث اشتقوا منها أسماء لآلهتهم: = محمد صلى الله عليه وسلم حين نكح امرأة زيد بن حارثة قال المشركون في ذلك فنزلت (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) ونزلت (وما جعل أدعياءكم أبناءكم). ونزلت (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم). أسباب نزول الآية 24 قوله تعالى (والمحصنات) الآية، روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري قال: = (*)
[ 222 ]
كاللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان * (سيجزون) * في الآخرة جزاء * (ما كانوا يعملون) * وهذا قبل الامر بالقتال (181) * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث. (182) * (والذين كذبوا يآياتنا) * القرآن من أهل مكة * (سنستدرجهم) * نأخذهم قليلا قليلا * (من حيث لا يعلمون) *. (183) * (وأملي لهم) * أمهلهم * (إن كيدي متين) * شديد لا يطاق. (184) * (أو لم يتفكروا) * فيعلموا * (ما بصاحبهم) * محمد صلى الله عليه وسلم * (من جنة) * جنون * (إن) * ما * (هو إلا نذير مبين) * بين الانذار. (185) * (أو لم ينظروا في ملكوت) * ملك * (السماوات والارض و) * في * (ما خلق الله من شئ) * بيان لما، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته * (و) * في * (أن) * أي أنه * (عسى أن يكون قد اقترب) * قرب * (أجلهم) * فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الايمان * (فبأي حديث بعده) * أي القرآن * (يؤمنون) *. (186) * (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم) * بالياء والنون مع الرفع استئنافا، والجزم عطفا على محل ما بعد الفاء * (في طغيانهم يعمهون) * يترددون تحيرا. (187) * (يسألونك) * أي أهل مكة * (عن الساعة) * القيامة * (أيان) * متى * (مرساها قل) * لهم * (أنما علمها) * متى تكون * (عند ربي لا يجليها) * يظهرها * (لوقتها) * اللام بمعنى في * (إلا هو ثقلت) * عظمت * (في السماوات والارض) * على أهلها لهولها * (لا تأتيكم إلا بغتة) * فجأة * (يسألونك كأنك حفي) * مبالغ في السؤال * (عنها) * حتى علمتها * (قل إنما علمها عند الله) * تأكيد * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * أن علمها عنده تعالى. (188) * (قل لا أملك لنفسي نفعا) * أجلبه * (ولا ضرا) * أدفعه * (إلا ما شاء الله ولو كنت = أصبنا سبايا من سبي أوطاس لهن أزواج فكرهن أن نقع عليهن ولهن أزواج فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) يقول إلا ما أفاء الله عليكم فاستحللنا بها فرجهن وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال نزلت يوم حنين لما فتح الله حنينا أصاب المسلمون نساء من نساء أهل الكتاب لهن أزواج وكان الرجل إذا أراد أن يأتي المرأة قالت إن لي زوجا فسئل صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 223 ]
أعلم الغيب) * ما غاب عني * (لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) * من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار * (إن) * ما * (أنا إلا نذير) * بالنار للكافرين * (وبشير) * بالجنة * (لقوم يؤمنون) *. (189) * (هو) * أي الله * (الذي خلقكم من نفس واحدة) * أي آدم * (وجعل) * خلق * (منها زوجها) * حواء * (ليسكن إليها) * ويألفها * (فلما تغشاها) * جامعها * (حملت حملا خفيفا) * هو النطفة * (فمرت به) * ذهبت وجاءت لخفته * (فلما أثقلت) * بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة * (دعوا الله ربهما لئن آتينا) * ولدا * (صالحا) * سويا * (لنكونن من الشاكرين) * لك عليه. (190) * (فلما آتاهما) * ولدا * (صالحا جعلا له شركاء) * وفي قراءة بكسر الشين والتنوين أي شريكا * (فيما آتاهما) * بتسميته عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبدا إلا لله، وليس بإشراك في العبودية لعصمه آدم وروى سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره " رواه الحاكم وقال صحيح والترمذي وقال حسن غريب * (فتعالى الله عما يشركون) * أي أهل مكة به من الاصنام، والجملة مسببة عطف على خلقكم وما بينهما اعتراض. (191) * (أيشركون) * به في العبادة * (ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) *. (192) * (ولا يستطيعون لهم) * أي لعابديهم * (نصرا ولا أنفسهم ينصرون) * بمنعها ممن أراد بهم سوءا من كسر أو غيره، والاستفهام للتوبيخ. = عن ذلك فأنزل الله (والمحصنات من النساء) الآية قوله تعالى (ولا جناح) أخرج ابن جرير عن معمر بن سليمان عن أبيه قال زعم حضرمي أن رجالا كانوا يفرضون المهر ثم عسى أن تدرك أحدهم العسرة فنزلت (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة). أسباب نزول الآية 32 قوله تعالى (ولا تتمنوا) روى الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت يغزو الرجال ولا يغزو النساء = (*)
[ 224 ]
(193) * (وإن تدعوهم) * أي الاصنام * (إلى الهدى لا يتبعوكم) * بالتخفيف والتشديد * (سواء عليكم أدعوتموهم) * إليه * (أم أنتم صامتون) * عن دعائهم لا يتبعوه لعدم سماعهم. (194) * (إن الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله عباد) * مملوكة * (أمثالكم فادعوهخم فليستجيبوا لكم) * دعاءكم * (إن كنتم صادقين) * في أنها آلهة، ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال (195) * (ألهم أرجل يمشون بها أم) * بل أ * (لهم أيد) * جمع يد * (يبطشون بها أم) * بل أ * (لهم آذان يسمعون بها) * استفهام إنكاري، أي ليس لهم شئ من ذلك مما هو لكم فكيف تعبدونهم وأنتم أتم حالا منهم * (قل) * لهم يا محمد * (ادعوا شركاءكم) * إلى هلاكي * (ثم كيدون فلا تنظرون) * تمهلون فإني لا أبالي بكم. (196) * (إن وليي الله) * متولي أموري * (الذي نزل الكتاب) * القرآن * (وهو يتولى الصالحين) * بحفظه. (197) * (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) * فكيف أبالي بهم. (198) * (وإن تدعوهم) * أي الاصنام * (إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم) * أي الاصنام يا محمد * (ينظرون إليك) * أي يقابلونك كالناظر * (وهم لا يبصرون) *. (199) * (خذ العفو) * اليسر من أخلاق الناس = وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله: * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) * وأنزل فيها * (إن المسلمين والمسلمات) *. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله للذكر مثل حظ النثيين وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا ؟ إن عملت المرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة فأنزل الله * (ولا تتمنوا) * الآية. (*)
[ 225 ]
ولا تبحث عنها * (وأمر بالعرف) * بالمعروف * (وأعرض عن الجاهلين) * فلا تقابلهم بسفههم. (200) * (وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (ينزغنك من الشيطان نزغ) * أي إن يصرفك عما أمرت به صارف * (فاستعذ بالله) * جواب الشرط، وجواب الامر محذوف، أي يدفعه عنك * (إنه سميع) * للقول * (عليم) * بالفعل. (201) * (إن الذين اتقوا إذا مسهم) * أصابهم * (طيف) * وفي قراءة طائف أي شئ ألم بهم * (من الشيطان تذكروا) * عقاب الله وثوابه * (فإذا هم مبصرون) * الحق من غيره فيرجعون. (202) * (وإخوانهم) * أي إخوان الشياطين من الكفار * (يمدونهم) * أي الشياطين * (في الغي ثم) * هم * (لا يقصرون) * يكفون عنه بالتبصر كما تبصر المتقون. (203) * (وإذا لم تأتهم) * أي أهل مكة * (بآية) * مما اقترحوا * (قالوا لولا) * هلا * (اجتبيتها) * أنشأتها من قبل نفسك * (قل) * لهم * (إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي) * وليس لي أن آتي من عند نفسي بشئ * (هذا) * القرآن * (بصائر) * حجج * (من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) *. (204) * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) * عن الكلام * (لعلكم ترحمون) * نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه، وقيل في قراءة القرآن مطلقا. أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: * (والذين عاقدت أيمانكم) * الآية أخرج أبو داود في سننه من طريق ابن اسحاق عن داود ابن الحصين قال: كنت أقرأ على أم سعد ابنة الربيع وكانت مقيمة في حجر أبي بكر فقرأت * (والذين عاقدت أيمانكم) * فقالت لا ولكن الذين عقدت وإنما نزلت في أبي بكر وابنه حين أبى الاسلام فحلف أبو بكر أن لا يورثه فلما أسلم أمره أن يؤتيه نصيبه. (*)
[ 226 ]
(205) * (واذكر ربك في نفسك) * أي سرا * (تضرعا) * تذللا * (وخيفة) * خوفا منه * (و) * فوق السر * (دون الجهر من القول) * أي قصدا بينهما * (بالغدو والآصال) * أوائل النهار وأواخره * (ولا تكن من الغافلين) * عن ذكر الله. (206) * (إن الذين عند ربك) * أي الملائكة * (لا يستكبرون) * يتكبرون * (عن عبادته ويسبحونه) * ينزهونه عما لا يليق به * (وله يسجدون) * أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم. { سورة الانفال } [ مدنية إلا من آية 30 إلى غاية 36 فمكية وآياتها 75 أو 76 أو 77 نزلت بعد البقرة ] بسم الله الرحمن الرحيم لما اختلف المسلمون في غنائم بدر فقال الشبان: هي لنا لاننا باشرنا القتال، وقال الشيوخ كنا ردءا لكم تحت الرايات ولو انكشفتم لفئتم إلينا فلا تستأثروا بها فنزل: أسباب نزول الآية 34 قوله تعالى: * (الرجال قوامون) * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعدي على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص فأنزل الله * (الرجال قوامون على النساء) * الآية فرجعت بغير قصاص وأخرج ابن جرير من طرق عن الحسن وفي بعضها أن رجلا من الانصار لطم امرأته فجاءت تلتمس القصاص فجعل = (*)
[ 227 ]
(1) * (يسألونك) * يا محمد * (عن الانفال) * الغنائم لمن هي * (قل) * قل لهم * (الانفال لله) * الانفال لله يجعلها حيث شاء * (والرسول) * والرسول يقسمها بأمر الله فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء، رواه الحاكم في المستدرك * (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع * (وإطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنون) * حقا. (2) * (إنما المؤمنون) * الكاملون الايمان * (الذين إذا ذكر الله) * أي وعيده * (وجلت) * خافت * (قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) * تصديقا * (وعلى ربهم يتوكلون) * به يثقون لا بغيره. (3) * (الذين يقيمون الصلاة) * يأتون بها بحقوقها * (ومما رزقناهم) * أعطيناهم * (ينفقون) * في طاعة الله. (4) * (أولئك) * الموصوفون بما ذكر * (هم المؤمنون حقا) * صدقا بلا شك * (لهم درجات) * منازل في الجنة * (عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) * في الجنة. (5) * (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) * متعلق بأخرج * (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) * الخروج والجملة حال من كاف أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في الحال كراهتهم وقد كان خيرا لهم فكذلك أيضا وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلوا مكة ليذبوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لابي جهل إرجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال إن الله وعدني إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى: = النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فنزلت (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) ونزلت * (الرجال قوامون على النساء) * وأخرج نحوه عن ابن جريج والسدي وأخرج ابن مردويه عن علي قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الانصار بامرأة له فقالت يا رسول الله إنه ضربني فأثر في وجهي فقال رسول الله: ليس له ذلك فأنزل الله * (الرجال قوامون على النساء) * الآية فهذه ضواهد يقوى بعضها بعضا (*)
[ 228 ]
(6) * (يجادلونك في الحق) * القتال * (بعد ما تبين) * ظهر لهم * (كأنما يساقون إلى الموت وهو ينظرون) * إليه عيانا في كراهتهم له. (7) * (و) * اذكر * (إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) * العير أو النفير * (أنها لكم وتودون) * تريدون * (أن غير ذات الشوكة) * أي البأس والسلاح وهي العير * (تكون لكم) * لقلة عددها ومددها بخلاف النفير * (ويريد الله أن يحق الحق) * يظهره * (بكلماته) * السابقة بظهور الاسلام * (ويقطع دابر الكافرين) * آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير. (8) * (ليحق الحق ويبطل) * يمحق * (الباطل) * الكفر * (ولو كره المجرمون) * المشركون ذلك. (9) اذكر * (إذ تستغيثون ربكم) * تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم * (فاستجاب لكم أني) * أي بأني * (ممدكم) * معينكم * (بألف من الملائكة مردفين) * متتابعين يردف بعضهم بعضا وعدهم بها أولا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلف كأفلس جمع. (10) * (وما جعله الله) * أي الامداد * (إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) * (11) اذكر * (إذ يغشيكم النعاس أمنة) * أمنا مما حصل لكم من الخوف * (منه) * تعالى * (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) * من الاحداث والجنابات * (ويذهب عنكم رجز الشيطان) * وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء * (وليربط) * يحبس * (على قلوبكم) * باليقين والصبر * (ويثبت به الاقدام) * أن تسوخ في الرمل. أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: * (الذين يبخلون) * الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان علماء بني اسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم فأنزل الله * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * الآية وأخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال: كان كردم بن زيد حليف كعب بن الاشرف وأسامة بن = (*)
[ 229 ]
(12) * (إذ يوحي ربك إلى الملائكة) * الذين أمد بهم المسلمين * (أني) * أي بأني * (معكم) * بالعون والنصر * (فثبتوا الذين آمنوا) * بالاعانة والتبشير * (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * الخوف * (فاضربوا فوق الاعناق) * أي الرؤوس * (واضربوا منهم كل بنان) * أي أطراف اليدين والرجلين فكان الرجل يقصد ضرب رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه منها شئ فهزموا. (13) * (ذلك) * العذاب الواقع بهم * (بأنهم شاقوا) * خالفوا * (الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب) * له. (14) * (ذلكم) * العذاب * (فذوقوه) * أيها الكفار في الدنيا * (وأن للكافرين) * في الآخرة * (عذاب النار) *. (15) * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) * أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون * (فلا تولوهم يومئذ) * منهزمين. (16) * (ومن يولهم يومئذ) * أي يوم لقائهم * (دبره إلا متحرفا) * منعطفا * (لقتال) * بأن يريهم الفرة مكيدة وهو يريد الكرة * (أو متحيزا) * منضما * (إلى فئة) * جماعة من المسلمين يستنجد بها * (فقد باء) * رجع * (بغضب من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير) * المرجع هي وهذا مخصوص بما إذا لم يزد الكفار على الضعف. (17) * (فلم تقتلوهم) * ببدر بقوتكم * (ولكن الله قتلهم) * بنصره إياكم * (وما رميت) * يا محمد أعين القوم * (إذ رميت) * بالحصى لان كفا من الحصى لا يملا عيون الجيش الكثير برمية بشر * (ولكن الله رمى) * بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين * (وليبلي المؤمنين منه بلاء) * عطاء * (حسنا) * هو الغنيمة * (إن الله سميع) * لاقوالهم * (عليم) * بأحوالهم. = حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من الانصار ينصحون لهم فيقولون لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * إلى قوله * (وكان الله بهم عليما) *. (*)
[ 230 ]
(18) * (ذلكم) * الابلاء حق * (وإن الله موهن) * مضعف * (كيد الكافرين) *. (19) * (إن تستفتحوا) * أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم: اللهم أينا كان أقطع للرحمن وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه * (فقد جاءكم الفتح) * القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (وإن تنتهوا) * عن الكفر والحرب * (فهو خير لكم وإن تعودوا) * لقتال النبي صلى الله عليه وسلم * (نعد) * لنصره عليكم * (ولن تغني) * تدفع * (عنكم فئتكم) * جماعاتكم * (شيئا ولو كثرت وإن الله مع المؤمنين) * بكسر إن استئنافا وفتحها على تقدير اللام. (20) * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا) * تعرضوا * (عنه) * بمخالفة أمره * (وأنتم تسمعون) * القرآن والمواعظ. (21) * (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) * سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون. (22) * (إن شر الدواب عند الله الصم) * عن سماع الحق * (البكم) * عن النطق به * (الذين لا يعقلون) * - ه. (23) * (ولو علم الله فيم خيرا) * صلاحا بسماع الحق * (لاسمعهم) * سماع تفهم * (ولو أسمعهم) * فرضا وقد علم أن لا خير فيهم * (لتولوا) * عنه * (وهم معرضون) * عن قبوله عنادا وجحودا. (24) * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) * بالطاعة * (إذا دعاكم لما يحييكم) * من أمر الدين لانه سبب الحياة الابدية * (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) * فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته * (وأنه إليه تحشرون) * فيجازيكم بأعمالكم. أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا) * الآية روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت * (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) * ونحن نعبد ما تعبدون فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى =
[ 231 ]
(25) * (واتقوا فتنة) * إن أصابتكم * (لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر * (واعلموا أن الله شديد العقاب) * لمن خالفه. (26) * (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض) * أرض مكة * (تخافون أن يتخطفكم الناس) * يأخذكم الكفار بسرعة * (فآواكم) * إلى المدينة * (وأيدكم) * قواكم * (بنصره) * يوم بدر بالملائكة * (ورزقكم من الطيبات) * الغنائم * (لعلكم تشكرون) * نعمه. (27) ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لينزلوا على حكمه فاستشاروه، فأشار إليهم أنه الذبح لان عياله وماله فيهم * (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول و) * لا * (تخونوا أماناتكم) * ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره * (وأنتم تعلمون) *. (28) * (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * لكم صادة عن أمور الآخرة * (وأن الله عنده أجر عظيم) * فلا تفوتوه بمراعاة الاموال والاولاد والخيانة لاجلهم، ونزل في توبته: (29) * (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله) * بالانابة وغيرها * (يجعل لكم فرقانا) * بينكم وبين ما تخافون فتنجون * (ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) * ذنوبكم * (والله ذو الفضل العظيم) *. (30) * (و) * اذكر يا محمد * (إذ يمكر بك الذين كفروا) * وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة * (ليثبتوك) * يوثقوك ويحبسوك * (أو يقتلوك) * كلهم قتلة رجل واحد * (أو يخرجوك) * من مكة * (ويمكرون) * بك * (ويمكر الله) * بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج * (والله خير الماكرين) * أعلمهم به. = تعلموا ما تقولون) *. وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن المنذر عن علي قال: نزلت هذه الآية قوله (ولا جنبا) في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي وأخرج ابن مردويه عن الاسلع بن شريك قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * الآية = (*)
[ 232 ]
(31) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * القرآن * (قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا) * قاله النضر بن الحارث لانه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الاعاجم ويحدث بها أهل مكة * (إن) * ما * (هذا) * القرآن * (إلا أساطير) * أكاذيب * (الاولين) *. (32) * (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا) * الذي يقرؤه محمد * (هو الحق) * المنزل * (من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) * مؤلم على إنكاره، قاله النضر وغيره استهزاء وإيهاما أنه على بصيرة وجزم ببطلانه. (33) قال تعالى * (وما الله ليعذبهم) * بما سألوه * (وأنت فيهم) * لان العذاب إذا نزل عم ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها * (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * حيث يقولون في طوافهم: غفرانك غفرانك، وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما). (34) * (ومالهم أن) * * (لا يعذبهم الله) * بالسيف بعد خروجك والمستضعفين وعلى القول الاول هي ناسخة لما قبلها وقد عذبهم الله ببدر وغيره * (وهم يصدون) * يمنعون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين * (عن المسجد الحرام) * أن يطوفوا به * (وما كانوا أولياءه) * كما زعموا * (إن) * ما * (أولياءه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن لا ولاية لهم عليه. (35) * (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء) * صفيرا * (وتصدية) * تصفيقا أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها * (فذوقوا العذاب) * ببدر * (بما كنتم تكفرون) *. (36) * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم) * = كلها وأخرج الطبراني عن الاسلع قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لي ذات يوم: يا أسلع قم فأرحل فقلت: يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا أسلع فتيمم فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين فقمت فتيممت ثم رحلت له وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الانصار كانت =
[ 233 ]
في حرب النبي صلى الله عليه وسلم * (ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون) * في عاقبة الامر * (عليهم حسرة) * ندامة لفواتها وفوات ما قصدوه * (ثم يغلبون) * في الدنيا * (والذين كفروا) * منهم * (إلى جهنم) * في الآخرة * (يحشرون) * يساقون. (37) * (ليميز) * متعلق بتكون بالتخفيف والتشديد أي يفصل * (الله الخبيث) * الكافر * (من الطيب) * المؤمن * (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا) * يجمعه متراكما بعضه على بعض * (فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرين) *. (38) * (قل للذين كفروا) * كأبي سفيان وأصحابه * (إن ينتهوا) * عن الكفر وقتال النبي صلى الله عليه وسلم * (يغفر لهم ما قد سلف) * من أعمالهم * (وإن يعودوا) * إلى قتاله * (فقد مضت سنة الاولين) * أي سنتنا فيهم بالاهلاك فكذا نفعل بهم. (39) * (وقاتلوهم حتى لا تكون) * توجد * (فتنة) * شرك * (ويكون الدين كله لله) * وحده ولا يعبد غيره * (فإن انتهوا) * عن الكفر * (فإن الله بما يعملون بصير) * فيجازيهم به. (40) * (وإن تولوا) * عن الايمان * (فاعلموا أن الله مولاكم) * ناصركم ومتولي أموركم * (نعم المولى) * هو * (ونعم النصير) * أي الناصر لكم. (41) * (واعلموا أنما غنمتم) * أخذتم من الكفار قهرا * (من شئ فأن لله خمسه) * يأمر فيه بما يشاء * (وللرسول ولذي القربى) * قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب. * (واليتامى) * أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء * (والمساكين) * ذوي الحاجة من المسلمين * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس، والاخماس الاربعة الباقية للغانمين * (إن كنتم آمنتم بالله) * فاعلموا ذلك * (وما) * عطف على بالله * (أنزلنا على عبدنا) * محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات * (يوم = أبوابهم في المسجد فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا إلا في المسجد فأنزل الله قوله * (ولا جنبا إلا عابري سبيل) * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في رجل من الانصار كان مريضا فلم يستطع أي يقوم فيتوضأ ولم يكن له خادم يناوله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (وإن كنتم مرضى) * الآية. وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي قال: =
[ 234 ]
الفرقان) * أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل * (يوم التقى الجمعان) * المسلمون والكفار * (والله على كل شئ قدير) * ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم. (42) * (إذ) * بدل من يوم * (أنتم) * كائنون * (بالعدوة الدنيا) * القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي * (وهم بالعدوة القصوى) * البعدى منها * (والركب) * العير كائنون بمكان * (أسفل منكم) * مما يلي البحر * (ولو تواعدتم) * أنتم والنفير للقتال * (لاختلفتم في الميعاد ولكن) * جمعكم بغير ميعاد * (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) * في علمه وهو نصر الاسلام ومحق الكفر فعل ذلك: * (ليهلك) * يكفر * (من هلك عن بينة) * أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير * (ويحيي) * يؤمن * (من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) *. (43) اذكر * (إذ يريكهم الله في منامك) * أي نومك * (قليلا) * فأخبرت به أصحابك فسروا * (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم) * جبنتم * (ولتنازعتم) * اختلفتم * (في الامر) * أمر القتال * (ولكن الله سلم) * - كم من الفشل والتنازع * (إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (44) * (وإذ يريكموهم) * أيها المؤمنون * (إذ التقيتم في أعينكم قليلا) * نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتقدموا عليهم * (ويقللكم في أعينهم) * ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالكم وهذا قبل التحام الحرب، فلما التحم أراهم إياهم مثليهم كما في آل عمران * (ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى ترجع) * تصير * (الامور) *. (45) * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة) * جماعة كافرة * (فاثبتوا) * لقتالهم ولا تنهزموا * (واذكروا الله كثيرا) * ادعوه بالنصر * (لعلكم تفلحون) * تفوزون. = نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت * (وإن كنتم مرضى) * الآية كلها أسباب نزول الآية 44 قوله تعالى: * (ألم تر) * الآية أخرج ابن اسحاق عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود وإذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال أرعنا سمعك يا محمد حتى نفقهك ثم طعن في الاسلام دعابة فأنزل الله فيه =
[ 235 ]
(46) * (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) * تختلفوا فيما بينكم * (فتفشلوا) * تجبنوا * (وتذهب ريحكم) * قوتكم ودولتكم * (واصبروا إن الله مع الصابرين) * بالنصر والعون (47) * (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم) * ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها * (بطرا ورئاء الناس) * حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس * (ويصدون) * الناس، * (عن سبيل الله والله بما يعملون) * بالياء والتاء * (محيط) * علما فيجازيهم به. (48) * (و) * اذكر * (إذ زين لهم الشيطان) * إبليس * (أعمالهم) * بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر * (وقال) * لهم * (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم) * من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية * (فلما تراءت) * التقت * (الفئتان) * المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام * (نكص) * رجع * (على عقبيه) * هاربا * (وقال) * لما قالوا له أتخذ لنا على هذه الحال: * (إني برئ منكم) * من جواركم * (إني أرى ما لا ترون) * من الملائكة * (إني أخاف الله) * أن يهلكني * (والله شديد العقاب) * (49) * (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد * (غر هؤلاء) * أي المسلمين * (دينهم) * إذ خرجوا مع قلتهم يقاتلون الجمع الكثير توهما أنهم ينصرون بسببه قال تعالى في جوابهم: * (ومن يتوكل على الله) * يثق به يغلب * (فإن الله عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * في صنعه (50) * (ولو ترى) * يا محمد * (إذ يتوفى) * بالياء والتاء * (الذين كفروا الملائكة يضربون) * حال * (وجوههم وأدبارهم) * بمقامع من حديد * (و) * يقولون لهم * (ذوقوا عذاب الحريق) * أي النار وجواب لو: لرأيت أمرا عظيما. (51) * (ذلك) * التعذيب * (بما قدمت أيديكم) * عبر بها دون غيرها لان أكثر الافعال تزاول بها * (وأن الله ليس بظلام) * أي بذي ظلم * (للعبيد) * فيعذبهم بغير ذنب = * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة) * أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى: * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) * الآية أخرج ابن إسحاق عن ابن عباس قال: كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسيد فقال لهم: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فو الله إنكم = (*)
[ 236 ]
(52) دأب هؤلاء * (كدأب) * كعادة * (آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله) * بالعقاب * (بذنوبهم) * جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها * (إن الله قوي) * على ما يريده * (شديد العقاب) * (53) * (ذلك) * أي تعذيب الكفرة * (بأن) * أي بسبب أن * (الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) * مبدلا لها بالنقمة * (حتى يغيروا ما بأنفسهم) * يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل الله وقتال المؤمنين * (وإن الله سميع عليم) * (54) * (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون) * قومه معه * (وكل) * من الامم المكذبة * (كانوا ظالمين) *. (55) ونزل في قريظة: * (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) *. (56) * (الذين عاهدت منهم) * أن لا يعينوا المشركين * (ثم ينقضون عهدهم في كل مرة) * عاهدوا فيها * (وهم لا يتقون) * الله في غدرهم. (57) * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (تثقفنهم) * تجدنهم * (في الحرب فشرد) * فرق * (بهم من خلفهم) * من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة * (لعلهم) * أي الذين خلفهم * (يذكرون) * يتعظون بهم. (58) * (وإما تخافون من قوم) * عاهدوك * (خيانة) * في عهد بأمارة تلوح لك * (فانبذ) * أطرح عهدهم * (إليهم على سواء) * حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر * (إن الله لا يحب الخائنين) * = لتعلمون أن الذي جئتكم به الحق فقالوا ما نعرف ذلك يا محمد فأنزل الله فيهم * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا) * الآية أسباب نزول الآية 48 قوله تعالى: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الانصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام قال: وما دينه ؟ قال يصلي ويوحد الله قال: استوهب منه = (*)
[ 237 ]
(59) ونزل فيمن أفلت يوم بدر * (ولا تحسبن) * يا محمد * (الذين كفروا سبقوا) * الله أي فاتوه * (إنهم لا يعجزون) * لا يفوتونه وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الاول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام (60) * (وأعدوا لهم) * لقتالهم * (ما استطعتم من قوة) * قال صلى الله عليه وسلم " هي الرمي " رواه مسلم * (ومن رباط الخيل) * مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله * (ترهبون) * تخوفون * (به عدو الله وعدوكم) * أي كفار مكة * (وآخرين من دونهم) * أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود * (لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم) * جزاؤه * (وأنتم لا تظلمون) * تنقصون منه شيئا (61) * (وإن جنحوا) * مالوا * (للسلم) * بكسر السين وفتحها: الصلح * (فاجنح لها) * وعاهدهم، وقال ابن عباس: هذا منسوخ بآية السيف، وقال مجاهد: مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة * (وتوكل على الله) * ثق به * (إنه هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل (62) * (وإن يريدوا أن يخدعوك) * بالصلح ليستعدوا لك * (فإن حسبك) * كافيك * (الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * (63) * (وألف) * جمع * (بين قلوبهم) * بعد الاحن * (لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) * بقدرته * (إنه عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * لا يخرج شئ عن حكمته (64) * (يا أيها النبي حسبك الله و) * حسبك * (من اتبعك من المؤمنين) * (65) * (يا أيها النبي حرض) * حث * (المؤمنين على القتال) * للكفار * (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * منهم * (وإن يكن) * بالياء والتاء * (منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم) * أي بسبب أنهم * (قوم لا يفقهون) * وهذا خبر بمعنى الامر أي ليقاتل العشرون منكم المائتين والمائة الالف ويثبتوا لهم ثم نسخ لما كثروا بقوله: = دينه فإن أبي فابتعه منه فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: وجدته شحيحا على دينه فنزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين يزكون) * الآية أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال: كانت اليهود = (*)
[ 238 ]
(66) * (الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) * بضم الضاد وفتحها عن قتال عشرة أمثالكم * (فإن يكن) * بالياء والتاء * (منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين) * منهم * (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله) * بإرادته وهو خبر بمعنى الامر أي لتقاتلوا مثليكم وتثبتوا لهم * (والله مع الصابرين) * بعونه (67) ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر: * (ما كان لنبي أن تكون) * بالتاء والياء * (له أسرى حتى يثخن في الارض) * يبالغ في قتل الكفار * (تريدون) * أيها المؤمنون * (عرض الدنيا) * حطامها بأخذ الفداء * (والله يريد) * لكم * (الاخرة) * أي ثوابها بقتلهم * (والله عزيز حكيم) * وهذا منسوخ بقوله * (فإما منا بعد وإما فداء) (68) * (لولا كتاب من الله سبق) * بإحلال الغنائم والاسرى لكم * (لمسكم فيما أخذتم) * من الفداء * (عذاب عظيم) * (69) * (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم) * (70) * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسارى) * وفي قراءة الاسرى * (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * إيمانا وإخلاصا * (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) * من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة * (ويغفر لكم) * ذنوبكم * (والله غفور رحيم) * (71) * (وإن يريدوا) * أي الاسرى * (خيانتك) * بما أظهروا من القول * (فقد خانوا الله من قبل) * قبل بدر بالكفر * (فأمكن منهم) * ببدر قتلا وأسرا فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا * (والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه (72) * (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * وهم المهاجرون * (والذين آووا) * النبي صلى الله عليه وسلم * (ونصروا) * وهم الانصار * (أولئك بعضهم أولياء بعض) * في النصرة والارث * (والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم) * بكسر الواو وفتحها * (من شئ) * = يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب فأنزل الله * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ومجاهد وأبي مالك وغيرهم. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين أوتوا) * الآية أخرج أحمد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما قدم = (*)
[ 239 ]
فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة * (حتى يهاجروا) * وهذا منسوخ بآخر السورة * (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) * لهم على الكفار * (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) * عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم * (والله بما تعملون بصير) * (73) * (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) * في النصرة والارث فلا إرث بينكم وبينهم * (إلا تفعلوه) * أي تولي المسلمين وقمع الكفار * (تكن فتنة في الارض وفساد كبير) * بقوة الكفر وضعف الاسلام (74) * (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم) * في الجنة (75) * (والذين آمنوا من بعد) * أي بعد السابقين إلى الايمان والهجرة * (وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) * أيها المهاجرون والانصار * (وأولوا الارحام) * ذوو القرابات * (بعضهم أولى ببعض) * في الارث من التوارث في الايمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة * (في كتاب الله) * اللوح المحفوظ * (إن الله بكل شئ عليم) * ومنه حكمة الميراث * (سورة التوبة) * [ مدنية إلا الآيتين الاخيرتين فمكيتان وآياتها 129 نزلت بعد المائدة ] ولم تكتب فيها البسملة لانه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك كما يؤخذ من حديث رواه الحاكم وأخرج في معناه عن علي أن البسملة أمان وهي نزلت لرفع الامن بالسيف وعن حذيفة (إنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب) وروى البخاري عن البراء أنها آخر سورة نزلت (1) هذة * (براءة من الله ورسوله) * واصلة * (إلى الذين عاهدتم من المشركين) * عهدا مطلقا أو دون أربعة أشهر أو فوقها ونص العهد بما يذكر في قوله: = كعب بن الاشرف مكة قالت قريش: ألا ترى هذا المنصبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية ؟ قال: أنتم خير فنزلت فيهم * (إن شانئك هو الابتر) * ونزلت * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * إلى نصيرا. وأخرج ابن إسحاق عن ابن عباس قال: كان الذين حزبوا الاحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب وسلام بن أبي =
[ 240 ]
(2) * (فسيحوا) * سيروا آمنين أيها المشركون * (في الارض أربعة أشهر) * أولها شوال بدليل ما سيأتي ولا أمان لكم بعدها * (واعلموا أنكم غير معجزي الله) * أي فائتي عذابه * (وأن الله مخزي الكافرين) * مذلهم في الدنيا بالقتل والاخرى بالنار (3) * (وأذان) * إعلام * (من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) * يوم النحر * (أن) * أي بأن * (الله برئ من المشركين) * وعهودهم * (ورسوله) * برئ أيضا " وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا من السنة وهي سنة تسع فأذن يوم النحر بمنى بهذه الآيات وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان " رواه البخاري * (فإن تبتم) * من الكفر * (فهو خير لكم وإن توليتم) * عن الايمان * (فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر) * أخبر * (الذين كفروا بعذاب أليم) * مؤلم وهو القتل والاسر في الدنيا والنار في الآخرة (4) * (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا) * من شروط العهد * (ولم يظاهروا) * يعاونوا * (عليكم أحدا) * من الكفار * (فأتموا إليهم عهدهم إلى) * انقضاء * (مدتهم) * التي عاهدتم عليها * (إن الله يحب المتقين) * بإتمام العهود (5) * (فإذا انسلخ) * خرج * (الاشهر الحرم) * وهي آخر مدة التأجيل * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * في حل أو حرم * (وخذوهم) * بالاسر * (واحصروهم) * في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الاسلام * (واقعدوا لهم كل موصد) * طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض * (فإن تابوا) * من الكفر * (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) * ولا تتعرضوا لهم * (إن الله غفور رحيم) * لمن تاب (6) * (وإن أحد من المشركين) * مرفوع بفعل يفسره * (استجارك) * استأمنك من القتل * (فأجره) * أمنه * (حتى يسمع كلام الله) * القرآن = الحقيق وأبو رافع والربيع بن أبي الحقيق وأبو عمارة وهوذة بن قيس وكان سائرهم من بني النضير فلما قدموا على قريش قال: هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتب الاولى فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد ؟ فسألوهم فقالوا دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن اتبعه فأنزل الله * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * إلى قوله * (ملكا عظيما) * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن =
[ 241 ]
* (ثم أبلغه مأمنه) * وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره * (ذلك) * المذكور * (بأنهم قوم لا يعلمون) * دين الله فلابد لهم من سماع القرآن ليعلموا (7) * (كيف) * أي لا * (يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله) * وهم كافرون بالله ورسوله غادرون * (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) * يوم الحديبية وهم قريش المستثنون من قبل * (فما استقاموا لكم) * أقاموا على العهد ولم ينقضوه * (فاستقيموا لهم) * على الوفاء به وما شرطية * (إن الله يحب المتقين) * وقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة (8) * (كيف) * يكون لهم عهد * (وإن يظهروا عليكم) * يظفروا بكم * (لا يرقبوا) * يراعوا * (فيكم إلا) * قرابة * (ولا ذمة) * عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال * (يرضونكم بأفواههم) * بكلامهم الحسن * (وتأبى قلوبهم) * الوفاء به * (وأكثرهم فاسقون) * ناقضون للعهد (9) * (اشتروا بآيات الله) * القرآن * (ثمنا قليلا) * من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى * (فصدوا عن سبيله) * دينه * (إنهم ساء) * بئس * (ما كانوا يعملون) * - ه عملهم هذا (10) * (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) * (11) * (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم) * أي فهم إخوانكم * (في الدين ونفصل) * نبين * (الآيات لقوم يعلمون) * يتدبرون (12) * (وإن نكثوا) * نقضوا * (أيمانهم) * مواثيقهم * (من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم) * عابوه * (فقاتلوا أئمة الكفر) * رؤساءه فيه وضع الظاهر موضع المضمر * (إنهم لا أيمان) * عهود، * (لهم) * وفى قراءة بالكسر * (لعلهم ينتهون) * عن الكفر = عباس قال: قال أهل الكتاب زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح فأي ملك أفضل من هذا ؟ فأنزل الله * (أم يحسدون الناس) * الآية وأخرج ابن سعد عن عمر مولى عفرة نحوه أبسط منه أسباب نزول الآية 58 قوله تعالى: * (إن الله يأمركم) * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: =
[ 242 ]
(13) * (ألا) * للتحضيض * (تقاتلون قوما نكثوا) * نقضوا. * (أيمانهم) * عهودهم * (وهموا بإخراج الرسول) * من مكة لما تشاوروا فيه بدار الندوة * (وهم بدؤوكم) * بالقتال * (أول مرة) * حيث قاتلوا خزاعة حلفاءكم مع بني بكر فما يمنعكم أن تقاتلوهم * (أتخشونهم) * أتخافونهم * (فالله أحق أن تخشوه) * في ترك قتالهم * (إن كنتم مؤمنين) * يقتلهم (14) * (قاتلوهم يعذبهم الله) * يقتلهم * (بأيديكم ويخزهم) * يذلهم بالاسر والقهر * (وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) * بما فعل بهم بنو خزاعة (15) * (ويذهب غيظ قلوبهم) * كربها * (ويتوب الله على من يشاء) * بالرجوع إلى الاسلام كأبي سفيان * (والله عليم حكيم) * (16) * (أم) * بمعنى همزة الانكار * (حسبتم أن تتركوا ولما) * لم * (يعلم الله) * علم ظهور * (الذين جاهدوا منكم) * بإخلاص * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) * بطانة وأولياء، المعنى ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم * (والله خبير بما تعملون) * (17) * (ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله) * بالافراد والجمع بدخوله والقعود فيه * (شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت) * بطلت * (أعمالهم) * لعدم شرطها * (وفي النار هم خالدون) * (18) * (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش) * أحدا * (إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) * (19) * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) * أي أهل ذلك * (كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) * في الفضل * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * = لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة فلما أتاه قال: أرني المفتاح فأتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أجمعه لي مع السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هات المفتاح يا عثمان فقال هاك أمانة الله: فقام ففتح الكعبة ثم خرج فطاف بالبيت ثم نزل عليه جبريل برد المفتاح فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا =
[ 243 ]
الكافرين، نزلت ردا على من قال ذلك وهو العباس أو غيره (20) * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة) * رتبة * (عند الله) * من غيرهم * (وأولئك هم الفائزون) * الظافرون بالخير (21) * (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم) * دائم (22) * (خالدين) * حال مقدرة * (فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) * (23) ونزل فيمن ترك الهجرة لاجل أهله وتجارته * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا) * اختاروا * (الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) * (24) * (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم) * أقرباؤكم وفي قراءة عشيراتكم * (وأموال اقترفتموها) * اكتسبتموها * (وتجارة تخشون كسادها) * عدم نفادها * (ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله) * فقعدتم لاجله عن الهجرة والجهاد * (فتربصوا) * انتظروا * (حتى يأتي الله بأمره) * تهديد لهم * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) * (25) * (لقد نصركم الله في مواطن) * الحرب * (كثيرة) * كبدر وقريظة والنضير * (و) * اذكر * (يوم حنين) * واد بين مكة والطائف أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوال سنة ثمان * (إذ) * بدل من يوم * (أعجبتكم كثرتكم) * فقلتم لن نغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف * (فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت) * ما مصدرية أي مع رحبها أي سعتها فلم تجدوا مكانا تطمئنون إليه لشدة ما لحقكم من الخوف * (ثم وليتم مدبرين) * منهزمين وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وليس معه غير العباس وأبو سفيان آخذ بركابه = الامانات إلى أهلها) * حتى فرغ من الآية. وأخرج شعبة في تفسيره عن حجاج عن ابن جريج قال: نزلت هذه الآية في عثمان بن طلحة أخذ منه رسول الله مفتاح الكعبة فدخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فناوله المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله من الكعبة وهو يتلو هذه الآية فداه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك قلت: ظاهر هذا أنها نزلت في جوف الكعبة. (*)
[ 244 ]
(26) * (ثم أنزل الله سكينته) * طمأنينته * (على رسوله وعلى المؤمنين) * فردوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ناداهم العباس بإذنه وقاتلوا * (وأنزل جنودا لم تروها) * ملائكة * (وعذب الذين كفروا) * بالقتل والاسر * (وذلك جزاء الكافرين) * (27) * (ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) * منهم بالاسلام * (والله غفور رحيم) * (28) * (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) * قذر لخبث باطنهم * (فلا يقربوا المسجد الحرام) * أي لا يدخلوا الحرم * (بعد عامهم هذا) * عام تسع من الهجرة * (وإن خفتم عيلة) * فقرا بانقطاع تجارتهم عنكم * (فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء) * وقد أغناهم بالفتوح والجزية * (إن الله عليم حكيم) * (29) * (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا اليوم الآخر) * وإلا لآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم * (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) * كالخمر * (ولا يدينون دين الحق) * الثابت الناسخ لغيره من الاديان وهو دين الاسلام * (من) * بيان للذين * (الذين أوتوا الكتاب) * أي اليهود والنصارى * (حتى يعطوا الجزية) * الخراج المضروب عليهم كل عام * (عن يد) * حال أي منقادين أو بأيديهم لا يوكلون بها * (وهم صاغرون) * أذلاء منقادون لحكم الاسلام (30) * (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح) * عيسى * (ابن الله ذلك قولهم بأفواههم) * لا مستند لهم عليه بل * (يضاهئون) * يشابهون به * (قول الذين كفروا من قبل) * من آبائهم تقليدا لهم * (قاتلهم) * لعنهم * (الله أنى) * كيف * (يؤفكون) * يصرفون عن الحق مع قيام الدليل (31) * (اتخذوا أحبارهم) * علماء اليهود * (ورهبانهم) * عباد النصارى * (أربابا من دون الله) * حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل * (والمسيح ابن مريم وما أمروا) * في التوراة والانجيل * (إلا ليعبدوا) * أي بأن يعبدوا * (إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه) * تنزيها له * (عما يشركون) * أسباب نزول الآية 59 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية كذا، أخرجه مختصرا وقال الداودي هذا وهم، يعني الافتراء على ابن عباس فإن عبد الله بن حذافة خرج على جيش فغضب فأوقد نارا وقال فامتنع بعض وهم بعض أن يفعل قال فإن كانت الآية = (*)
[ 245 ]
(32) * (يريدون أن يطفئوا نور الله) * شرعه وبراهينه * (بأفواههم) * بأقوالهم فيه * (ويأبى الله إلا أن يتم) * يظهر * (نوره ولو كره الكافرون) * ذلك (33) * (هو الذي أرسل رسوله) * محمدا صلى الله عليه وسلم * (بالهدى ودين الحق ليظهره) * يعليه * (على الذين كله) * جميع الاديان المخالفة له * (ولو كره المشركون) * ذلك. (34) * (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون) * يأخذون * (أموال الناس بالباطل) * كالرشا في الحكم * (ويصدون) * الناس * (عن سبيل الله) * دينه * (والذين) * مبتدأ * (يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها) * أي الكنوز * (في سبيل الله) * أي لا يؤدون منها حقه من الزكاة والخير * (فبشرهم) * أخبرهم * (بعذاب أليم) * مؤلم (35) * (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى) * تحرق * (بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) * وتوسع جلودهم حتى توضع عليها كلها ويقال لهم * (هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) * أي جزاءه (36) * (إن عدة الشهور) * المعتد بها للسنة * (عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله) * اللوح المحفوظ * (يوم خلق السماوات والارض منها) * أي الشهور * (أربعة حرم) * محرمة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب * (ذلك) * أي تحريمها * (الدين القيم) * المستقيم * (فلا تظلموا فيهن) * أي الاشهر الحرم * (أنفسكم) * بالمعاصي فإنها فيها أعظم وزرا وقيل في الاشهر كلها * (وقاتلوا المشركين كافة) * جميعا في كل الشهور * (كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) * بالعون والنصر (37) * (إنما النسئ) * أي التأخير لحرمة شهر إلى آخر كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة المحرم إذا هل وهم في القتال إلى صفر = نزلت قبل فكسف يخص عبد الله بن حذافة بالطاعة دون غيره، وإن كانت نزلت بعده فإنما قيل لهم إنما الطاعة في المعروف وما قيل لهم لم لم تطيعوه، وأجاب الحافظ ابن حجر بأن المقصود في قصته فإن تنازعتم في شئ فإنهم تنازعوا في امتثال الامر بالطاعة والتوقف فرارا من النار فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع وهو الرد إلى الله والرسول وقد أخرج ابن جرير أنها = (*)
[ 246 ]
* (زيادة في الكفر) * لكفرهم بحكم الله فيه * (يضل) * بضم الياء وفتحها * (به الذين كفروا يحلونه) * أي النسئ * (عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا) * يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله * (عدة) * عدد * (ما حرم الله) * من الاشهر فلا يزيدوا على تحريم أربعة ولا ينقصوا ولا ينظروا إلى أعيانها * (فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم) * فظنوه حسنا * (والله لا يهدي القوم الكافرين) * (38) ونزل لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدة حر فشق عليهم * (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم) * بإدغام التاء في الاصل في المثلثة واجتلاب همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد * (إلى الارض) * والقعود فيها والاستفهام للتوبيخ * (أرضيتم بالحياة الدنيا) * ولذاتها * (من الآخرة) * أي بدل نعيمها * (فما متاع الحياة الدنيا في) * جنب متاع * (الآخرة إلا قليل) * حقير (39) * (إلا) * بإدغام لا في نون إن الشرطية في الموضعين * (تنفروا) * تخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد * (يعذبكم عذابا أليما) * مؤلما * (ويستبدل قوما غيركم) * أي يأت بهم بدلكم * (ولا تضروه) * أي الله أو النبي صلى الله عليه وسلم * (شيئا) * بترك نصره فإن الله ناصر دينه * (والله عل كل شئ قدير) * ومنه نصر دينه ونبيه. (40) * (إلا ننصروه) * أي النبي صلى الله عليه وسلم * (فقد نصره الله إذ) * حين * (أخرجه الذين كفروا) * من مكة أي ألجؤوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة * (ثاني اثنين) * حال أي أحد اثنين والآخر أبو بكر - المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها - * (إذ) * بدل من إذ قبله * (هما في الغار) * نقب في جبل ثور * (إذ) * بدل ثان * (يقول لصاحبه) * أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين: = نزلت في قصة جرت لعمار بن ياسر مع خالد بن الوليد وكان خالدا أميرا فأجار عمار رجلا بغير أمره فتخاصما فنزلت. أسباب نزول الآية 60 قوله تعالى (ألم تر الذين يزعمون) أخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: كان أبو برزة الاسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين فأنزل الله (ألم تر الذين يزعمون = (*)
[ 247 ]
لو نظر أحدهم تحت قدميه لابصرنا * (لا تحزن إن الله معنا) * بنصره * (فأنزل الله سكينته) * طمأنينته * (عليه) * قيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل على أبي بكر * (وأيده) * أي النبي صلى الله عليه وسلم * (بجنود لم تروها) * ملائكة في الغار ومواطن قتاله * (وجعل كلمة الذين كفروا) * أي دعوة الشرك * (السفلى) * المغلوبة * (وكلمة الله) * أي كلمة الشهادة * (هي العليا) * الظاهرة الغالبة * (والله عزيز) * في ملكه * (حكيم) * في صنعه. (41) * (إنفروا خفافا وثقالا) * نشاطا وغير نشاط، وقيل أقوياء وضعفاء أو أغنياء وفقراء وهي منسوخة بآية " ليس على الضعفاء " * (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) * أنه خير لكم فلا تثاقلوا. (42) ونزل في المنافقين الذين تخلفوا: * (لو كان) * ما دعوتهم إليه * (عرضا) * متاعا من الدنيا * (قريبا) * سهل المأخذ * (وسفرا قاصدا) * وسطا * (لاتبعوك) * طلبا للغنيمة * (ولكن بعدت عليهم الثقة) * المسافة فتخلفوا * (وسيحلفون بالله) * إذا رجعتم إليهم * (لو استطعنا) * الخروج * (لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم) * بالحلف الكاذب * (والله يعلم إنهم لكاذبون) * في قولهم ذلك. (43) وكان صلى الله عليه وسلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه، فنزل عتابا له وقدم العفو تطمينا لقلبه * (عفا الله عنك لم أذنت لهم) * في التخلف وهلا تركتهم * (حتى يتبين لك الذين صدقوا) * في العذر * (وتعلم الكاذبين) * فيه. (44) * (إنما يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر) * في التخلف عن * (أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين) *. (45) * (إنما يستأذنك) * في التخلف * (الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت) * شكت * (قلوبهم) * في الدين * (فهم في ريبهم يترددون) * يتحيرون. = أنهم آمنوا) إلى قوله (إلا إحسانا وتوفيقا). وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال كان الجلاس بن الصامت ومتعب بن قشير ورافع بن زيد وبشر يدعون الا للام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فأنزل الله فيهم (ألم تر إلى الذين يزعمون) الآية وأخرج ابن جرير عن الشعبي = (*)
[ 248 ]
(46) * (ولو أرادوا الخروج) * معك * (لاعدوا له عدة) * أهبة من الآلة والزاد * (ولكن كره الله انبعاثهم) * أي لم يرد خروجهم * (فثبطهم) * كسلهم * (وقيل) * لهم * (اقعدوا مع القاعدين) * المرضى والنساء والصبيان، أي قدر الله تعالى ذلك. (47) * (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) * فسادا بتخذيل المؤمنين * (ولاوضعوا خلالكم) * أي أسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة * (يبغونكم) * يطلبون لكم * (الفتنة) * بإلقاء العداوة * (وفيكم سماعون لهم) * ما يقولون سماع قبول * (والله عليم بالظالمين) *. (48) * (لقد ابتغوا) * لك * (الفتنة من قبل) * أول ما قدمت المدينة * (وقلبوا لك الامور) * أي أجالوا الفكر في كيدك وإبطال دينك * (حتى جاء الحق) * النصر * (وظهر) * عز * (أمر الله) * دينه * (وهم كارهون) * له فدخلوا فيه ظاهرا. (49) * (ومنهم من يقول ائذن لي) * في التخلف * (ولا تفتني) * وهو الجد بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل لك في جلاد بني الاصفر ؟ "، فقال: إني مغرم بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الاصفر أن أصبر عنهن فأفتتن قال تعالى: * (ألا في الفتنة سقطوا) * بالتخلف، وقرئ سقط * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * لا محيص لهم عنها. (50) * (إن تصبك حسنة) * كنصر وغنيمة * (تسؤهم وإن تصبك مصيبة) * شدة * (يقولون قد أخذنا أمرنا) * بالحزم حين تخلفنا * (من قبل) * قبل هذه المعصية * (ويتولوا وهم فرحون) * بما أصابك. (51) * (قل) * لهم * (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) * إصابته * (هو مولانا) * ناصرنا ومتولي أمورنا * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) *. (52) * (قل هل تربصون) * فيه حذف إحدى التاءين من الاصل أي تنتظرون أن يقع * (بنا إلا إحدى) * العاقبتين * (الحسنيين) * تثنية حسنى تأنيث أحسن: النصر أو الشهادة = قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة فقال اليهودي أحاكمك إلى أهل دينك أو قال النبي لانه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة في الحكم فاختلفا واتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فنزلت. أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (فلا وربك) أخرج الائمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال خاصم الزبير رجلا من = (*)
[ 249 ]
* (ونحن نتربص) * ننتظر * (بكم أن يصيبكم بعذاب من عنده) * بقارعة من السماء * (أو بأيدينا) * بأن يؤذن لنا في قتالكم * (فتربصوا) * بنا ذلك * (إنا معكم متربصون) * عاقبتكم. (53) * (قل انفقوا) * في طاعة الله * (طوعا أو كرها لن يتقبل منكم) * ما أنفقتموه * (إنكم كنتم قوما فاسقين) * والامر هنا بمعنى الخبر. (54) * (وما منعهم أن تقبل) * بالتاء والياء * (منهم نفقاتهم إلا أنهم) * فاعل وأن تقبل مفعول * (كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) * متثاقلون * (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) * النفقة لانهم يعدونها مغرما. (55) * (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) * أي لا تستحسن نعمنا عليهم فهي استدراج * (إنما يريد الله ليعذبهم) * أي أن يعذبهم * (بها في الحياة الدنيا) * بما يلقون في جمعها من المشقة وفيها من المصائب * (وتزهق) * تخرج * (أنفسهم وهم كافرون) * فيعذبهم في الآخرة أشد العذاب. (56) * (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) * أي مؤمنون * (وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) * يخافون أن تفعلوا بهم كالمشركين فيحلفون تقية. (57) * (لو يجدون ملجأ) * يلجأون إليه * (أو مغارات) * سراديب * (أو مدخلا) * موضعا يدخلونه * (لولوا إليه وهم يجمحون) * يسرعون في دخوله والانصراف عنكم إسراعا لا يرده شئ كالفرس الجموح. (58) * (ومنهم من يلمزك) * يعيبك * (في) * قسم * (الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذ هم يسخطون) *. (59) * (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله) * من الغنائم ونحوها * (وقالوا حسبنا) * كافينا * (الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله) * = الانصار في شراج الحرة فقال صلى الله عليه وسلم: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الانصاري يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه ثم قال: اسق يا الزبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدار ثم أرسل الماء إلى جارك واستوعب للزبير حقه وكان أشار عليهما يأمر لهما فيه سعة قال الزبير فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وأخرج = (*)
[ 250 ]
من غنيمة أخرى ما يكفينا * (إنا إلى الله راغبون) * أن يغنينا وجواب لو لكان خيرا لهم. (60) * (إنما الصدقات) * الزكوات مصروفة * (للفقراء) * الذين لا يجدون ما يقع موقعا من كفايتهم * (والمساكين) * الذين لا يجدون ما يكفيهم * (والعاملين عليها) * أي الصدقات من جاب وقاسم وكاتب وحاشر * (والمؤلفة قلوبهم) * ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام، الاول والاخير لا يعطيان اليوم عند الشافعي رضي الله تعالى عنه لعز الاسلام بخلاف الآخرين فيعطيان على الاصح * (وفي) * فك * (الرقاب) * أي المكاتبين * (والغارمين) * أهل الدين إن استدانوا لغير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو لاصلاح ذات البين ولو أغنياء * (وفي سبيل الله) * أي القائمين بالجهاد ممن لا فئ لهم ولو أغنياء * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره * (فريضة) * نصب بفعله المقدر * (من الله والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه فلا يجوز صرفها لغير هؤلاء ولا منع صنف منهم إذا وجد فيقسمها الامام عليهم على السواء وله تفضيل بعض آحاد الصنف على بعض وأفادت اللام وجوب استغراق أفراده لكن لا يجب على صاحب المال إذا قسم لعسره بل يكفي إعطاء ثلاثة من كل صنف ولا يكفي دونها كما أفادته صيغة الجمع وبينت السنة أن شرط المعطى منها الاسلام وأن لا يكون هاشميا ولا مطلبيا. (61) * (ومنهم) * أي المنافقين * (الذين يؤذون النبي) * بعيبه وبنقل حديثه * (ويقولون) * إذا نهوا عن ذلك لئلا يبلغه * (هو أذن) * أي يسمع كل قيل ويقبله فإذا حلفنا له أنا لم نقل صدقنا * (قل) * هو * (أذن) * مستمع * (خير لكم) * لا مستمع شر * (يؤمن بالله ويؤمن) * يصدق * (للمؤمنين) * فيما أخبروه به لا لغيرهم واللام زائدة للفرق بين إيمان التسليم وغيره * (ورحمة) * = الطبراني في الكبير والحميدي في مسنده عن أم سلمة قالت: خاصم الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير فقال الرجل إنما قضى له لانه ابن عمته فنزلت (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله (فلا وربك) الآية. قال انزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقي الاعلى ثم الاسفل = (*)
[ 251 ]
بالرفع عطفا على أذن والجر عطفا على خير * (للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) *. (62) * (يحلفون بالله لكم) * أيها المؤمنون فيما بلغكم عنهم من أذى الرسول أنهم ما أتوه * (ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه) * بالطاعة * (إن كانوا مؤمنين) * حقا وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين أو خبر الله ورسوله محذوف. (63) * (ألم يعلموا) * ب * (انه) * أي الشأن * (من يحادد) * يشاقق * (الله ورسوله فأن له نار جهنم) * جزاء * (خالدا فيها ذلك الخزي العظيم) *. (64) * (يحذر) * يخاف * (المنافقون أن تنزل عليهم) * أي المؤمنين * (سورة تنبئهم بما في قلوبهم) * من النفاق وهم مع ذلك يستهزئون * (قل استهزؤا) * أمر تهديد * (إن الله مخرج) * مظهر * (ما تحذرون) * إخراجه من نفاقكم. (65) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم) * عن استهزائهم بك والقرآن وهم سائرون معك إلى تبوك * (ليقولن) * معتذرين * (إنما كنا نخوض ونلعب) * في الحديث لنقطع به الطريق ولم نقصد ذلك * (قل) * لهم * (أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) *. (66) * (لا تعتذروا) * عنه * (قد كفرتم بعد إيمانكم) * أي ظهر كفركم بعد إظهار الايمان * (إن يعف) * بالياء مبنيا للمفعول والنون مبنيا للفاعل * (عن طائفة منكم) * بإخلاصها وتوبتها كجحش بن حمير * (تعذب) * بالتاء والنون * (طائفة بأنهم كانوا مجرمين) * مصرين على النفاق والاستهزاء. (67) * (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) * أي متشابهون في الدين كأبعاض الشئ الواحد * (يأمرون بالمنكر) * الكفر والمعاصي * (وينهون عن المعروف) * الايمان والطاعة * (ويقبضون أيديهم) * عن الانفاق في الطاعة * (نسوا الله) * تركوا طاعته * (فنسيهم) * تركهم من لطفه * (إن المنافقين هم الفاسقون) *. = وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الاسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فقال أكذالك ؟ قال نعم فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله فأنزل الله (فلا = (*).
[ 252 ]
(68) * (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم) * جزاء وعقابا * (ولعنهم الله) * أبعدهم عن رحمته * (ولهم عذاب دائم) * دائم. (69) أنتم أيها المنافقون * (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمعوا) * تمتعوا * (بخلاقهم) * نصيبهم من الدنيا * (فاستمتعتم) * أيها المنافقون * (بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقكم وخضتم) * في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم * (كالذي خاضوا) * أي كخوضهم * (أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) *. (70) * (ألم يأتيهم نبأ) * خبر * (الذين من قبلهم قوم نوح وعاد) * قوم هود * (وثمود) * قوم صالح * (وقوم إبراهيم وأصحاب مدين) * قوم شعيب * (والمؤتفكات) * قرى قوم لوط أي أهلها * (أتتهم رسلهم بالبينات) * بالمعجزات فكذبوهم فأهلكوا * (فما كان الله ليظلمهم) * بأن يعذبهم بغير ذنب * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بارتكاب الذنب. (71) * (والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز) * لا يعجزه شئ عن إنجاز وعده ووعيده * (حكيم) * لا يضع شيئا إلا في محله. (72) * (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن) * إقامة * (ورضوان من الله أكبر) * أعظم من ذلك كله * (ذلك هو الفوز العظيم) *. (73) * (يا أيها النبي جاهد الكفار) * بالسيف * (والمنافقين) * باللسان والحجة * (واغلظ عليهم) * بالانتهار والمقت * (ومأواهم جهنم وبئس المصير) * المرجع هي. = وربك لا يؤمنون) الآية مرسل غريب في إسناده ابن لهيعة وله شاهد أخرجه رحيم في تفسيره من طريق عتبة بن ضمرة أبيه وأخرج ابن جرير عن السدي قال لما نزلت (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلو أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) افتخر ثابت بن شماس ورجل من اليهود فقال اليهودي والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا فقال ثابت والله لو = (*)
[ 253 ]
(74) * (يحلفون) * أي المنافقون * (بالله ما قالوا) * ما بلغك عنهم من السب * (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) * أظهروا الكفر بعد إظهار الاسلام * (وهموا بما لم ينالوا) * من الفتك بالنبي ليلة العقبة عند عوده من تبوك وهم بضعة عشر رجلا فضرب عمار بن ياسر وجوه الرواحل لما غشوه فردوا * (وما نقموا) * أنكروا * (إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) * بالغنائم بعد شدة حاجتهم، المعنى لم ينلهم منه إلا هذا وليس مما ينقم * (فإن يتوبوا) * عن النفاق ويؤمنوا بك * (يك خيرا لهم وإن يتولوا) * عن الايمان * (يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا) * بالقتل * (والآخرة) * بالنار * (وما لهم في الارض من ولي) * يحفظهم منه * (ولا نصير) * يمنعهم (75) * (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن) * فيه إدغام التاء في الاصل في الصاد * (ولنكونن من الصالحين) * وهو ثعلبة بن حاطب سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يرزقه الله مالا ويؤدي منه كل ذي حق حقه فدعا له فوسع عليه فانقطع عن الجمعة والجماعة ومنع الزكاة كما قال تعالى: (76) * (فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا) * عن طاعة الله * (وهم معرضون) *. (77) * (فأعقبهم) * أي فصير عاقبتهم * (نفاقا) * ثابتا * (في قلوبهم إلى يوم يلقونه) * أي الله وهو يوم القيامة * (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) * فيه فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بزكاته فقال: إن الله منعني أن أقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه ثم جاء بها إلى أبي بكر فلم يقبلها، ثم إلى عمر فلم يقبلها ثم إلى عثمان فلم يقبلها ومات في زمانه. = كتب الله علينا اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسكم، فأنزل الله (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا). أسباب نزول الآية 69 قوله تعالى (ومن يطع الله). أخرج الطبراني وابن مردويه بسند لا بأس به عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لاحب إلي من نفسي، وإني لاحب إلي من ولدي وإني لاكون في البيت فأذكرك فما = (*)
[ 254 ]
(78) * (ألم يعلموا) * أي المنافقون * (أن الله يعلم سرهم) * ما أسروه في أنفسهم * (ونجواهم) * ما تناجوا به بينهم * (وأن الله علام الغيوب) * ما غاب عن العيان ولما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بشئ كثير فقال المنافقون: مراء وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا: إن الله غني عن صدقة هذا فنزل: (79) * (الذين) * مبتدأ * (يلمزون) * يعيبون * (المطوعين) * المتنفلين * (من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم) * طاقتهم فيأتون به * (فيسخرون منهم) * والخبر * (سخر الله منهم) * جازاهم على سخريتهم، * (ولهم عذاب أليم) * (80) * (إستغفر) * يا محمد * (لهم أو لا تستغفر لهم) * تخيير له في الاستغفار وتركه قال صلى الله عليه وسلم: " إني خيرت فاخترت يعني الاستغفار " رواه البخاري * (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) * قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة الاستغفار وفي البخاري حديث " لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لزدت عليها " وقيل المراد العدد المخصوص لحديثه أيضا " وسأزيد على السبعين " فبين له حسم المغفرة بآية (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) * (ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى القوم الفاسقين) * (81) * (فرح المخلفون) * عن تبوك * (بمقعدهم) * أي بقعودهم * (خلاف) * أي بعد * (رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا) * = أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية (ومن يطع الله والرسول) الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، ما ينبغي لنا أن نفارقك فإنك لو قدمت لرفعت فوقنا ولم نرك فأنزل الله (ومن = (*)
[ 255 ]
أي قال بعضهم لبعض * (لا تنفروا) * تخرجوا إلى الجهاد * (في الحر قل نار كهنم أشد حرا) * من تبوك فالاولى أن يتقوها بترك التخلف * (لو كانوا يفقهون) * يعلمون ذلك ما تخلفوا (82) * (فليضحكوا قليلا) * في الدنيا * (وليبكوا) * في الآخرة، * (كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون) * وهو خبر عن حالهم بصيغة الامر (83) * (فإن رجعك) * ردك * (الله) * من تبوك * (إلى طائفة منهم) * ممن تخلف بالمدينة من المنافقين * (فاستأذنوك للخروج) * معك إلى غزوة أخرى * (فقل) * لهم * (لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين) * المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان وغيرهم (84) ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أبي نزل * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) * لدفن أو زيارة * (إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) * كافرون (85) * (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق) * تخرج * (أنفسهم وهم كافرون) * (86) * (وإذا أنزلت سورة) * أي طائفة من القرآن * (أن) * أي بأن * (آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول) * ذوو الغنى * (منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) * (87) * (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) * جمع خالفة، أي النساء اللاتي تخلفن في البيوت * (وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) * الخير (88) * (لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات) * في الدنيا والآخرة * (وأولئك هم المفلحون) * أي الفائزون (89) * (أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) * = يطع الله والرسول) الآية. وأخرج عن عكرمة قال: أتى فتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إن لنا منك نظرة في الدنيا ويوم القيامة لا نراك فإنك في الجنة في الدرجات العلى، فأنزل الله هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت معي في الجنة إن شاء الله وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل سعيد بن جبير ومسروق والربيع وقتادة والسدي. (*)
[ 256 ]
(90) * (وجاء المعذرون) * بإدغام التاء في الاصل في الدال أي المعتذرون بمعنى المعذورين وقرئ به * (من الاعراب) * إلى النبي صلى الله عليه وسلم * (ليؤذن لهم) * في القعود لعذرهم فأذن لهم * (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله) * في ادعاء الايمان من منافقي الاعراب عن المجئ للاعتذار * (سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم) * (91) * (ليس على الضعفاء) * كالشيوخ * (ولا على المرضى) * كالعمي والزمنى * (ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون) * في الجهاد * (حرج) * إثم في التخلف عنه * (إذا نصحوا لله ورسوله) * في حال قعودهم بعدم الارجاف والتثبيط والطاعة * (ما على المحسنين) * بذلك * (من سبيل) * طريق بالمؤاخذة * (والله غفور) * لهم * (رحيم) * بهم في التوسعة في ذلك (92) * (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) * معك إلى الغزو وهم سبعة من الانصار وقيل بنو مقرن * (قلت لا أجد ما أحملكم عليه) * حال * (تولوا) * جواب إذا أي انصرفوا * (وأعينهم تفيض) * تسيل * (من) * للبيان * (الدمع حزنا) * لاجل * (ألا يجدوا ما ينفقون) * في الجهاد (93) * (إنما السبيل على الذين يستأذنوك) * في التخلف * (وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) * تقدم مثله (94) * (يعتذرون إليكم) * في التخلف * (إذا رجعتم إليهم) * من الغزو * (قل) * لهم * (لا تعتذروا لن نؤمن لكم) * نصدقكم * (قد نبأنا الله من أخباركم) * أي أخبرنا بأحوالكم * (وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون) * بالبعث * (إلى عالم الغيب والشهادة) * أي الله * (فينبئكم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم عليه (95) * (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم) * رجعتم * (إليهم) * من تبوك أنهم معذورون في التخلف أسباب نزول الآية 77 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية، أخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله: كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة قال إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا، فأنزل الله (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية. (*)
[ 257 ]
* (لتعرضوا عنهم) * بترك المعاتبة * (فأعرضوا عنهم إنهم رجس) * قذر لخبث باطنهم * (ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون) * (96) * (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) * أي عنهم ولا ينفع رضاكم مع سخط الله (97) * (الاعراب) * أهل البدو * (أشد كفرا ونفاقا) * من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن * (وأجدر) * أولى * (أن) * أي بأن * (لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) * من الاحكام والشرائع * (والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه بهم (98) * (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق) * في سبيل الله * (مغرما) * غرامة وخسرانا لانه لا يرجو ثوابه بل ينفقه خوفا وهم بنو أسد وغطفان * (ويتربص) * ينتظر * (بكم الدوائر) * دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتخلص * (عليهم دائرة السوء) * بالضم والفتح، أي يدور العذاب والهلاك عليهم لا عليكم * (والله سميع) * لاقوال عباده * (عليم) * بأفعالهم (99) * (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) * كجهينة ومزينة * (ويتخذ ما ينفق) * في سبيل الله * (قربات) * تقربه * (عند الله و) * وسيلة إلى * (صلوات) * دعوات * (الرسول) * له * (ألا إنها) * أي نفقتهم * (قربة) * بضم الراء وسكونها * (لهم) * عنده * (سيدخلهم الله في رحمته) * جنته * (إن الله غفور) * لاهل طاعته * (رحيم) * بهم (100) * (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار) * وهم من شهد بدرا أو جميع أسباب نزول الآية 83 قوله تعالى (وإذا جاءهم) الآية روى مسلم عن عمر بن الخطاب قال لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله نساءه فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق نساءه فنزلت هذه الآية (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين = (*)
[ 258 ]
الصحابة * (والذين اتبعوهم) * إلى يوم القيامة * (بإحسان) * في العمل * (رضي الله عنهم) * بطاعته * (ورضوا عنه) * بثوابه * (وأعد لهم جنات تجرى تحتها الانهار) * وفي قراءة بزيادة من * (خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) * (101) * (وممن حولكم) * يا أهل المدينة * (من الاعراب منافقون) * كأسلم وأشجع وغفار * (ومن أهل المدينة) * منافقون أيضا * (مردوا على النفاق) * لجوا فيه واستمروا * (لا تعلمهم) * بالفضيحة أو القتل في الدنيا وعذاب القبر * (ثم يردون) * في الآخرة * (إلى عذاب عظيم) * هو النار (102) * (و) * قوم * (آخرون) * مبتدأ * (اعترفوا بذنوبهم) * من التخلف نعته والخبر * (خلطوا عملا صالحا) * وهو جهادهم قبل ذلك أو اعترافهم بذنوبهم أو غير ذلك * (وآخر سيئا) * وهو تخلفهم * (عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم) * نزلت في أبي لبابة وجماعة أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد لما بلغهم ما نزل في المتخلفين وحلفوا لا يحلهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فحلهم لما نزلت (103) * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) * من ذنوبهم فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها * (وصل عليهم) * أي أدع لهم * (إن صلاتك سكن) * رحمة * (لهم) * وقيل طمأنينة بقبول توبتهم * (والله سميع عليم) * (104) * (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ) * يقبل، * (الصدقات وأن الله هو التواب) * على عباده بقبول توبتهم * (الرحيم) * بهم والاستفهام للتقرير، والقصد به هو تهييجهم إلى التوبة والصدقة (105) * (وقل) * لهم أو للناس * (اعملوا) * ما شئتم * (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون = يستنبطونه منهم) فكنت أنا أستنبط ذلك الامر. أسباب نزول الآية 88 قوله تعالى (فما لكم في المنافقين) الآية روى الشيخان وغيرهما عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم، وفرقة تقول لا فأنزل الله (فما لكم في = (*)
[ 259 ]
وستردون) * بالبعث * (إلى عالم الغيب والشهادة) * أي الله * (فينبئكم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به (106) * (وآخرون) * من المتخلفين * (مرجؤن) * بالهمز وتركه: مؤخرون عن التوبة * (لامر الله) * فيهم بما يشاء * (إما يعذبهم) * بأن يميتهم بلا توبة * (وإما يتوب عليهم والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه بهم، وهم الثلاثة الآتون بعد: مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية، تخلفوا كسلا وميلا إلى الدعة، لا نفاقا ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد (107) * (و) * منهم * (الذين اتخذوا مسجدا) * وهم اثنا عشر من المنافقين * (ضرارا) * مضارة لاهل مسجد قباء * (وكفرا) * لانهم بنوه بأمر أبي عامر الراهب ليكون معقلا له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر لقتال النبي صلى الله عليه وسلم * (وتفريقا بين المؤمنين) * الذين يصلون بقباء بصلاة بعضهم في مسجدهم * (وإرصادا) * ترقبا * (لمن حارب الله ورسوله من قبل) * أي قبل بنائه، وهو أبو عامر المذكور * (وليحلفن إن) * ما * (أردنا) * ببنائه * (إلا) * الفعلة * (الحسنى) * من الرفق بالمسكين في المطر والحر والتوسعة على المسلمين * (والله يشهد إنهم لكاذبون) * في ذلك، وكانوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه فنزل (108) * (لا تقم) * تصل * (فيه أبدا) * فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانه كناسة تلقى فيها الجيف * (لمسجد أسس) * بنيت قواعده * (على التقوى من أول يوم) * وضع يوم حللت بدار الهجرة، وهو مسجد قباء كما في البخاري * (أحق) * منه * (أن) * أي بأن * (تقوم) * تصلي * (فيه، فيه رجال) * هم الانصار * (يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) * = المنافقين فئتين) وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن سعد بن معاذ قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال من لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فقال سعد بن معاذ إن كان من الاوس قتلناه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك، فقام سعد بن عبادة فقال ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد عرفت ما هو منك فقام أسيد بن حضير فقال إنك يا ابن = (*)
[ 260 ]
أي يثيبهم، فيه إدغام التاء في الاصل في الطاء، روى ابن خزيمة في صحيحه عن عويمر بن ساعدة: " أنه صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال: إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به ؟ قالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا " وفي حديث رواه البزار فقالوا نتبع الحجارة بالماء " فقال هو ذاك فعليكموه ". (109) * (أفمن أسس بنيانه على تقوى) * مخافة * (من الله و) * رجاء * (رضوان) * منه * (خير أم من أسس بنيانه على شفا) * طرف * (جرف) * بضم الراء وسكونها، جانب * (هار) * مشرف على السقوط * (فانهار به) * سقط مع بانيه * (في نار جهنم) * خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه، والاستفهام للتقرير، أي الاول خير وهو مثال مسجد قباء، والثاني مثال مسجد الضرار * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * (110) * (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة) * شكا * (في قلوبهم إلا أن تقطع) * تنفصل * (قلوبهم) * بأن يموتوا * (والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه بهم (111) * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد * (بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) * جملة استئناف بيان للشراء، وفي قراءة بتقديم المبني للمفعول، أي فيقتل بعضهم ويقاتل الباقي * (وعدا عليه حقا) * مصدران منصوبان بفعلهما المحذوف = عبادة منافق وتحب المنافقين فقام محمد بن مسلمة فقال اسكتوا يا أيها الناس فإن فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأمرنا فننفذ أمره فأنزل الله (فما لكم في المنافقين فئتين) الآية. وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن عوف أن قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلموا وأصابهم وباء المدينة وحماها فأركبوا خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم ما لكم رجعتم ؟ قالوا: أصابنا = (*)
[ 261 ]
* (في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله) * أي لا أحد أوفى منه * (فاستبشروا) * فيه التفات عن الغيبة * (ببيعكم الذي بايعتم به وذلك) * البيع * (هو الفوز العظيم) * المنيل غاية المطلوب. (112) * (التائبون) * رفع على المدح بتقدير مبتدأ من الشرك والنفاق * (العابدون) * المخلصون العبادة لله * (الحامدون) * له على كل حال * (السائحون) * الصائمون * (الراكعون الساجدون) * أي المصلون * (الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله) * لاحكامه بالعمل بها * (وبشر المؤمنين) * بالجنة (113) ونزل في استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب واستغفار بعض الصحابة لابويه المشركين * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى) ذوي قرابة * (من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) * النار، بأن ماتوا على الكفر (114) * (وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها إياه) * بقوله " سأستغفر لك ربي " رجاء أن يسلم * (فلما تبين له أنه عدو لله) * بموته على الكفر * (تبرأ منه) * وترك الاستغفار له * (إن إبراهيم لاواه) * كثير التضرع والدعاء * (حليم) * صبور على الاذى (115) * (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم) * للاسلام * (حتى يبين لهم ما يتقون) * من العمل فلا يتقوه فيستحقوا الاضلال * (إن الله بكل شئ عليم) * ومنه مستحق الاضلال والهداية (116) * (إن الله له ملك السماوات والارض = وباء المدينة فقالوا أما لكم في رسول الله أسوة حسنة ؟ فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا فأنزل الله (فما لكم في المنافقين فئتين) الآية في إسناده تدليس وانقطاع. أسباب نزول الآية 90 قوله تعالى (إلا الذين يصلون) الآية. أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن أن سراقة بن = (*)
[ 262 ]
يحيي ويميت وما لكم) * أيها الناس * (من دون الله) * أي غيره * (من ولي) * يحفظكم منه * (ولا نصير) * يمنعكم عن ضرره (117) * (لقد تاب الله) * أي أدام توبته * (على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * أي وقتها، وهي حالهم في غزوة تبوك كان الرجلان يقتسمان تمرة والعشرة يعتقبون البعير الواحد، واشتد الحر حتى شربوا الفرث * (من بعد ما كاد تزيغ) * بالتاء والياء، تميل * (قلوب فريق منهم) * عن اتباعه إلى التخلف لما هم فيه من الشدة * (ثم تاب عليهم) * بالثبات * (إنه بهم رؤوف رحيم) * (118) * (و) * تاب * (على الثلاثة الذين خلفوا) * عن التوبة عليهم بقرينة * (حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت) * أي مع رحبها، أي سمتها فلا يجدون مكانا يطمئنون إليه * (وضاقت عليهم أنفسهم) * قلوبهم للغم والوحشة بتأخير توبتهم فلا يسعها سرور ولا أنس * (وظنوا) * أيقنوا * (أن) * مخففة * (لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم) * وفقهم للتوبة * (ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) * (119) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * بترك معاصيه * (وكونوا مع الصادقين) * في الايمان والعهود بأن تلزموا الصدق (120) * (ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله) * إذا غزا * (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) * بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد، وهو نهي بلفظ الخبر * (ذلك) * أي النهي عن التخلف * (بأنهم) * بسبب أنهم * (لا يصيبهم ظمأ) * عطش * (ولا نصب) * تعب * (ولا مخمصة) * جوع * (في سبيل الله ولا يطؤون موطئا) * مصدر بمعنى وطأ = مالك المدلجي حدثهم قال لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد وأسلم من حولهم قال سراقة بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج فأتيته فقلت: أنشدك النعمة بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الاسلام وإن لم يسلموا لم يحسن تغليب قومك عليهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد فقال إذهب معه فافعل ما يريد = (*)
[ 263 ]
* (يغيظ) * يغضب * (الكفار ولا ينالون من عدو) * لله * (نيلا) * قتلا أو أسرا أو نهبا * (إلا كتب لهم به عمل صالح) * ليجازوا عليه * (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * أي أجرهم بل يثيبهم (121) * (ولا ينفقون) * فيه * (نفقة صغيرة) * ولو تمرة * (ولا كبيرة ولا يقطعون واديا) * بالسير * (إلا كتب لهم) * به عمل صالح * (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) * أي جزاءهم (122) * (ولما وبخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل * (وما كان المؤمنون لينفروا) * إلى الغزو * (كافة فلولا) * فهلا * (نفر من كل فرقة) * قبيلة * (منهم طائفة) * جماعة، ومكث الباقون * (ليتفقهوا) * أي الماكثون * (في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) * من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الاحكام. * (لعلهم يحذرون) * عقاب الله بامتثال أمره ونهيه، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا، والتي قبلها بالنهي عن تخلف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم. (123) * (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) * أي الاقرب فالاقرب منهم * (وليجدوا فيكم غلظة) * شدة، أي أغلظوا عليهم * (واعلموا أن الله مع المتقين) * بالعون والنصر. (124) * (وإذا ما أنزلت سورة) * من القرآن * (فمنهم) * أي المنافقين * (من يقول) * لاصحابه استهزاء * (أيكم زادته هذه إيمانا) * تصديقا قال تعالى * (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا) * لتصديقهم بها * (وهم يستبشرون) * يفرحون بها. فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أسلمت قريش أسلموا معهم وأنزل الله (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) فكان من وصل إليهم كان معهم على عهدهم وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال نزلت (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) * في هلال بن عويمر الاسلمي وسراقة بن مالك المدلجي وفي بني جذيمة بن عامر بن عبد مناف وأخرج أيضا عن مجاهد أنها = (*)
[ 264 ]
(125) * (وأما الذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد * (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) * كفرا إلى كفرهم لكفرهم بها * (وماتوا وهم كافرون) *. (126) * (أولا يرون) * بالياء أي المنافقون، والتاء أيها المؤمنون * (أنهم يفتنون) * يبتلون * (في كل عام مرة أو مرتين) * بالقحط والامراض * (ثم لا يتوبون) * من نفاقهم * (ولا هم يذكرون) * يتعظون. (127) * (وإذا ما أنزلت سورة) * فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم * (نظر بعضهم إلى بعض) * يريدون الهرب يقولون * (هل يراكم من أحد) * إذا قمتم فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا ثبتوا * (ثم انصرفوا) * على كفرهم * (صرف الله قلوبهم) * عن الهدى * (بأنهم قوم لا يفقهون) * الحق لعدم تدبرهم. (128) * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * أي منكم: محمد صلى الله عليه وسلم * (عزيز) * شديد * (عليه ما عنتم) * أي عنتكم، أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه * (حريص عليكم) * أن تهتدوا * (بالمؤمنين رؤوف) * شديد الرحمة * (رحيم) * يريد لهم الخير. (129) * (فإن تولوا) * عن الايمان بك * (فقل حسبي) * كافي * (الله لا إله إلا هو عليه توكلت) * به وثقت لا بغيره * (وهو رب العرش) * الكرسي * (العظيم) * خصه بالذكر لانه أعظم المخلوقات، وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال: آخر آية نزلت (لقد جاءكم رسول) إلى آخر السورة. = نزلت في هلال بن عويمر الاسلمي وكان بينه وبين المسلمين عهد وقصده ناس من قومه فكره أن يقاتل المسلمين وكره أن يقاتل قومه أسباب نزول الآية 92 قوله تعالى: * (وما كان لمؤمن) * الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان الحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج الحارث مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو = (*)
[ 265 ]
{ سورة يونس } [ مكية إلا الآيات 40 و 94 و 95 و 96 فمدنية وآياتها 109 أو 110 نزلت بعد الاسراء ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلر) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (الحكيم) * المحكم. (2) * (أكان للناس) * أي أهل مكة، استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله * (عجبا) * بالنصب خبر كان، وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على الاولى * (أن أوحينا) * أي إيحاؤنا * (إلى رجل منهم) * محمد صلى الله عليه وسلم * (أن) * مفسرة * (أنذر) * خوف * (الناس) * الكافرين بالعذاب * (وبشر الذين آمنوا أن) * أي بأن * (لهم قدم) * سلف * (صدق عند ربهم) * أي أجرا حسنا بما قدموه من الاعمال * (قال الكافرون إن هذا) * القرآن المشتمل على ذلك * (لسحر مبين) * بين، وفي قراءة لساحر، والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم. (3) * (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام) * من أيام الدنيا، أي في قدرها لانه لم يكن ثم شمس ولا قمر، ولو شاء لخلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت * (ثم استوى على العرش) * استواء يليق به * (يدبر الامر) * بين الخلائق * (ما من) * صلة * (شفيع) * يشفع لاحد * (إلا من بعد إذنه) * رد لقولهم إن الاصنام تشفع لهم * (ذلكم) * الخالق المدبر * (الله ربكم فاعبدوه) * وحدوه * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء في الاصل في الذال. = يحسب أنه كافر ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت * (وما كان لؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * الآية وأخرج نحوه عن مجاهد والسدي وأخرج ابن اسحاق وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي عن القاسم بن محمد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. (*)
[ 266 ]
(4) * (إليه) * تعالى * (مرجعكم جميعا وعد الله حقا) * مصدران منصوبان بفعلهما المقدر * (إنه) * بالكسر إستئنافا والفتح على تقدير اللام * (يبدأ الخلق) * أي بدأه بالانشاء * (ثم يعيده) * بالبعث * (ليجزي) * يثيب * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم) * ماء بالغ نهاية الحرارة * (وعذاب أليم) * مؤلم * (بما كانوا يكفرون) * أي بسبب كفرهم. (5) * (هو الذي جعل الشمس ضياء) * ذات ضياء، أي نور * (والقمر نورا وقدره) * من حيث سيره * (منازل) * ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما، أو ليلة إن كان تسعة وعشرين يوما * (لتعلموا) * بذلك * (عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك) * المذكور * (إلا بالحق) * لا عبثا تعالى عن ذلك * (يفصل) * بالياء والنون يبين * (الآيات لقوم يعلمون) * يتدبرون. (6) * (إن في اختلاف الليل والنهار) * بالذهاب والمجئ والزيادة والنقصان * (وما خلق الله في السماوات) * من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك * (و) * في * (الارض) * من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها * (لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (لقوم يتقون) * - ه فيؤمنون، خصهم بالذكر لانهم المنتفعون بها. (7) * (إن الذين لا يرجون لقاءنا) * بالبعث * (ورضوا بالحياة الدنيا) * بدل الآخرة لانكارهم لها * (واطمأنوا بها) * سكنوا إليها * (والذين هم عن آياتنا) * دلائل وحدانيتنا * (غافلون) * تاركون النظر فيها. (8) * (أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) * من الشرك والمعاصي. أسباب نزول الآية 93 قوله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) * الآية أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن عكرمة أن رجلا من الانصار قتل أخا مقيس بن صبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أؤمنه في حل ولا حرم فقتل يوم الفتح. قال ابن جريج وفيه نزلت هذه الآية * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) * الآية. (*)
[ 267 ]
(9) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم) * يرشدهم * (ربهم بإيمانهم) * به بأن يجعل لهم نورا يهتدون به يوم القيامة * (تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم) * (10) * (دعواهم فيها) * طلبهم يشتهونه في الجنة أن يقولوا * (سبحانك اللهم) * أي يا الله، فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم * (وتحيتهم) * فيما بينهم * (فيها سلام وآخر دعواهم أن) * مفسرة * (الحمد لله رب العالمين) * ونزل لما استعجل المشركون العذاب (11) * (ولو يعجل الله الناس الشر استعجالهم) * أي كاستعجالهم * (بالخير لقضي) * بالبناء للمفعول وللفاعل * (إليهم أجلهم) * بالرفع والنصب، بأن يهلكهم ولكن يمهلهم * (فنذر) * نترك * (الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون) * يترددون متحيرين. (12) * (وإذا مس الانسان) * الكافر * (الضر) * المرض والفقر * (دعانا لجنبه) * أي مضطجعا * (أو قاعدا أو قائما) * أي في كل حال * (فلما كشفنا عنه ضره مر) * على كفره * (كأن) * مخففة واسمها محذوف، أي كأنه * (لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك) * كما زين له الدعاء عند الضرر والاعراض عند الرخاء * (زين للمسرفين) * المشركين * (ما كانوا يعملون) *. (13) * (ولقد أهلكنا القرون) * الامم * (من قبلكم) * يا أهل مكة * (لما ظلموا) * بالشرك * (و) * قد * (جاءتهم رسلهم بالبينات) * الدالات على صدقهم * (وما كانوا ليؤمنوا) * عطف على ظلموا * (كذلك) * كما أهلكنا أولئك * (نجزي القوم المجرمين) * الكافرين. (14) * (ثم جعلناكم) * يا أهل مكة * (خلائف) * جمع خليفة * (في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون) * فيها وهل تعتبرون بهم فتصدقوا رسلنا. أسباب نزول الآية 94 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) * الآية. روى البخاري والترمذي والحاكم وغيره عن ابن عباس قال: مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا ليتعوذ منا فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) * الآية وأخرج البزار من وجه آخر عن ابن عباس = (*)
[ 268 ]
(15) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * القرآن * (بينات) * ظاهرات حال * (قال الذين لا يرجون لقاءنا) * لا يخافون البعث * (ائت بقرآن غير هذا) * ليس فيه عيب آلهتنا * (أو بدله) * من تلقاء نفسك * (قل) * لهم * (ما يكون) * ينبغي * (لي أن أبدله من تلقاء) * قبل * (نفسي إن) * ما * (أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي) * بتبديله * (عذاب يوم عظيم) * هو يوم القيامة. (16) * (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم) * أعلمكم * (به) * ولا نافية عطف على ما قبله، وفي قراءة بلام جواب لو: أي لاعلمكم به على لسان غيري * (فقد لبثت) * مكثت * (فيكم عمرا) * سنينا أربعين * (من قبله) * لا أحدثكم بشئ * (أفلا تعقلون) * أنه ليس من قبلي. (17) * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك إليه * (أو كذب بآياته) * القرآن * (إنه) * أي الشأن * (لا يفلح) * يسعد * (المجرمون) * المشركون. (18) * (ويعبدون من دون الله) * أي غيره * (ما لا يضرهم) * إن لم يعبدوه * (ولا ينفعهم) * إن عبدوه وهو الاصنام * (ويقولون) * عنها * (هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل) * لهم * (أتنبئون الله) * تخبرونه * (بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض) * استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه، إذ لا يخفى عليه شئ * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يشركون) * - ه معه. (19) * (وما كان الناس إلا أمة واحدة) * على دين واحد وهو الاسلام، من لدن آدم إلى نوح، وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحي * (فاختلفوا) * بأن ثبت بعض وكفر بعض * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الجزاء = قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف لك بلا إله إلا الله غدا وأنزل الله هذه الآية. وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن عبد الله بن أبي حدرد الاسلمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة فمر بنا عامر بن الاضبط الاشجعي = (*)
[ 269 ]
إلى يوم القيامة * (لقضي بينهم) * أي الناس في الدنيا * (فيما فيه يختلفون) * من الدين بتعذيب الكافرين. (20) * (ويقولون) * أي أهل مكة * (لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على محمد صلى الله عليه وسلم * (آية من ربه) * كما كان للانبياء من الناقة والعصا واليد * (فقل) * لهم * (إنما الغيب) * ما غاب عن العباد أي أمره * (لله) * ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ * (فانتظروا) * العذاب إن لم تؤمنوا * (إني معكم من المنتظرين) *. (21) * (وإذا أذقنا الناس) * أي كفار مكة * (رحمة) * مطرا وخصبا * (من بعد ضراء) * بؤس وجدب * (مستهم إذا لهم مكر في آياتنا) * بالاستهزاء والتكذيب * (قل) * لهم * (الله أسرع مكرا) * مجازاة * (إن رسلنا) * الحفظة * (يكتبون ما تمكرون) * بالتاء والياء. (22) * (هو الذي يسيركم) * وفي قراءة ينشركم * (في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك) * السفن * (وجرين بهم) * فيه التفات عن الخطاب * (بريح طيبة) * لينة * (وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) * شديدة الهبوب تكسر كل شئ * (وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم) * أي أهلكوا * (دعوا الله مخلصين له الدين) * الدعاء * (لئن) * لام قسم * (أنجيتنا من هذه) * الاهوال * (لنكونن من الشاكرين) * الموحدين. (23) * (فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الارض بغير الحق) * بالشرك * (يا أيها الناس إنما بغيكم) * ظلمكم * (وعلى أنفسكم) * لان إثمه عليها هو * (متاع الحياة الدنيا) * تمتعون فيها قليلا * (ثم إلينا مرجعكم) * بعد الموت * (فننبئكم بما كنتم تعملون) * فنجازيكم عليه وفي قراءة بنصب متاع: أي تتمتعون. = فسلم علينا فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) الآية. وأخرج ابن جرير من حديث ابن عمر نحوه. وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل أسامة بن زيد وأن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي وأن قوم مرداس لما = (*)
[ 270 ]
(24) * (إنما مثل) * صفة * (الحياة الدنيا كماء) * مطر * (أنزلناه من السماء فاختلط به) * بسببه * (نبات الارض) * واشتبك بعضه ببعض * (مما يأكل الناس) * من البر والشعير وغيرهما * (والانعام) * من الكلا * (حتى إذا أخذت الارض زخرفها) * بهجتها من النبات * (وازينت) * بالزهر، وأصله تزينت، أبدلت التاء زايا وأدغمت في الزاي * (وظن أهلها أنهم قادرون عليها) * متمكنون من تحصيل ثمارها * (أتاها أمرنا) * قضاؤنا أو عذابنا * (ليلا أو نهارا فجعلناها) * أي زرعها * (حصيدا) * كالمحصود بالمناجل * (كأن) * مخففة أي كأنها * (لم تغن) * تكن * (بالامس كذلك نفصل) * نبين * (الآيات لقوم يتفكرون) *. (25) * (والله يدعو إلى دار السلام) * أي السلامة، وهي الجنة بالدعاء إلى الايمان * (ويهدي من يشاء) * هدايته * (إلى صراط مستقيم) * دين الاسلام. (26) * (للذين أحسنوا) * بالايمان * (الحسنى) * الجنة * (وزيادة) * هي النظر إليه تعالى، كما في حديث مسلم * (ولا يرهق) * يغشى * (وجوههم قتر) * سواد * (ولا ذلة) * كآبة * (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) *. (27) * (والذين) * عطف على للذين أحسنوا، أي وللذين * (كسبوا السيئات) * عملوا الشرك * (جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من) * زائدة * (عاصم) * مانع * (كأنما أغشيت) * ألبست * (وجوههم قطعا) * بفتح الطاء جمع قطعة وإسكانها أي جزءا * (من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (28) * (و) * اذكر * (يوم نحشرهم) * أي الخلق * (جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) * نصب بإلزموا مقدرا * (أنتم) * تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه = انهزموا بقي هو وحده، وكان ألجأ غنمه بجبل فلما لحقوه قال لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد فلما رجعوا نزلت الآية وأخرج ابن جرير من طريق السدي وعبد من طريق قتادة نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال أنزلت هذه الآية (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام) في مرداس وهو شاهد حسن وأخرج ابن مندة عن جزء = (*)
[ 271 ]
* (وشركاؤكم) * أي الاصنام * (فزيلنا) * ميزنا * (بينهم) * وبين المؤمنين كما في آية (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) * (وقال) * لهم * (شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون) * ما نافية وقدم المفعول للفاصلة. (29) * (فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن) * مخففة أي إنا * (كنا عن عبادتكم لغافلين) *. (30) * (هنالك) * أي ذلك اليوم * (تبلوا) * من البلوى، وفي قراءة بتاءين من التلاوة * (كل نفس ما أسلفت) * قدمت من العمل * (وردوا إلى الله مولاهم الحق) * الثابت الدائم * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * يفترون عليه من الشركاء. (31) * (قل) * لهم * (من يرزقكم من السماء) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (أمن يملك السمع) * بمعنى الاسماع، أي خلقها * (والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر) * بين الخلائق * (فسيقولون) * هو * (الله فقل) * لهم * (أفلا تتقون) * - ه فتؤمنون. (32) * (فذلكم) * الفاعل لهذه الاشياء * (الله ربكم الحق) * الثابت * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * إستفهام تقرير، أي ليس بعده غيره، فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال * (فأنى) * كيف * (تصرفون) * عن الايمان مع قيام البرهان. (33) * (كذلك) * كما صرف هؤلاء عن الايمان * (حقت كلمة ربك على الذين فسقوا) * كفروا وهي (لاملان جهنم) الآية، أو هي * (أنهم لا يؤمنون) *. (34) * (قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون) * تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل. = ابن الحدرجان قال: وفد أخي مقداد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فلقيته سرية النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه، فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي. أسباب نزول الآية 95 قوله تعالى (لا يستوي القاعدون) الآية روى البخاري عن البراء قال لما نزلت (لا يستوي = (*)
[ 272 ]
(35) * (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) * بنصب الحجج وخلق الاهتداء * (قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق) * وهو الله * (أحق أن يتبع أمن لا يهدي) * يهتدي * (إلا أن يهدى) * أحق أن يتبع ؟ إستفهام تقرير وتوبيخ، أي الاول أحق * (فما لكم كيف تحمكون) * هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه. (36) * (وما يتبع أكثرهم) * في عبادة الاصنام * (إلا ظنا) * حيث قلدوا فيه آباءهم * (إن الظن لا يغني من الحق شيئا) * فيما المطلوب منه العلم * (إن الله عليم بما يفعلون) * فيجازيهم عليه. (37) * (وما كان هذا القرآن أن يفترى) * أي افتراء * (من دون الله) * أي غيره * (ولكن) * أنزل * (تصديق الذي بين يديه) * من الكتب * (وتفصيل الكتاب) * تبيين ما كتبه الله من الاحكام وغيرها * (لا ريب) * شك * (فيه من رب العالمين) * متعلق بتصديق أو بأنزل المحذوف، وقرئ برفع تصديق وتفصيل بتقدير هو. (38) * (أم) * بل أ * (يقولون افتراه) * اختلقه محمد * (قل فأتوا بسورة مثله) * في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي * (وادعوا) * للاعانة عليه * (من استطعتم من دون الله) * أي غيره * (إن كنتم صادقين) * في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك، قال تعالى: (39) * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) * أي القرآن ولم يتدبروه * (ولما) * لم * (يأتيهم تأويله) * عاقبة ما فيه من الوعيد * (كذلك) * التكذيب * (كذب الذين من قبلهم) * رسلهم * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) * بتكذيب الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فكذلك نهلك هؤلاء. = القاعدون من المؤمنين) قال النبي صلى الله عليه وسلم: أدع فلانا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: أنا ضرير فنزلت مكانها (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر) وروى البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت والطبراني من حديث زيد بن أرقم وابن حبان = (*)
[ 273 ]
(40) * (ومنهم) * أي أهل مكة * (من يؤمن به) * لعلم الله ذلك منهم * (ومنهم من لا يؤمن به) * أبدا * (وربك أعلم بالمفسدين) * تهديد له. (41) * (وإن كذبوك فقل) * لهم * (لي عملي ولكم عملكم) * أي لكل جزاء عمله * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) * وهذا منسوخ بآية السيف. (42) * (ومنهم من يستمعون اليك) * إذا قرأت القرآن * (أفأنت تسمع الصم) * شبههم بهم في عدم الانتفاع بما يتلى عليهم * (ولو كانوا) * مع الصمم * (لا يعقلون) * يتدبرون. (43) * (ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون) * شبههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم " فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. (44) * (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) *. (45) * (ويوم يحشرهم كأن) * أي كأنهم * (لم يلبثوا) * في الدنيا أو القبور * (إلا ساعة من النهار) * لهول ما رأوا، وجملة التشبيه حال من الضمير * (يتعارفون بينهم) * يعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدة الاهوال، والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف * (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) * بالبعث * (وما كانوا مهتدين) *. (46) * (وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (نرينك بعض الذي نعدهم) * به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك * (أو نتوفينك) *. = الفلتان بن عاصم نحوه وروى الترمذي نحوه من حديث ابن عباس وفيه قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان وقد سيقت من حديث أحاديثهم في ترجمان القرآن وعند ابن جرير من طرق كثيرة مرسلة نحو ذلك. أسباب نزول الآية 97 قوله تعالى (إن الذين توفاهم) الآية روى البخاري عن ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع = (*)
[ 274 ]
قبل تعذيبهم * (فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد) * مطلع * (على ما يفعلون) * من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب. (47) * (ولكل أمة) * من الامم * (رسول فإذا جاء رسولهم) * إليهم فكذبوه * (قضى بينهم بالقسط) * بالعدل، فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه * (وهم لا يظلمون) * بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤلاء.. (48) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالعذاب * (إنكنتم صادقين) * فيه. (49) * (قل لا أملك لنفسي ضرا) * أدفعه * (ولا نفعا) * أجلبه * (إلا ما شاء الله) * أن يقدرني عليه، فكيف أملك لكم حلول العذاب * (لكل أمة أجل) * مدة معلومة لهلاكهم * (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون) * يتأخرون عنه * (ساعة ولا يستقدمون) * يتقدمون عليه. (50) * (قل أرأيتم) * أخبروني * (إن أتاكم عذابه) * أي عذاب الله * (بياتا) * ليلا * (أو نهارا ماذا) * أي شئ * (يستعجل منه) * أي العذاب * (المجرمون) * المشركون، فيه وضع الظاهر موضع المضمر، وجملة الاستفهام جواب الشرط: كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني، والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه. (51) * (أثم أذا ما وقع) * حل بكم * (آمنتم به) * أي الله أو العذاب عند نزوله، والهمزة لانكار التأخير فلا يقبل منكم ويقال لكم * (الآن) * تؤمنون * (وقد كنتم به تستعجلون) * استهزاء. (52) * (ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد) * أي الذي تخلدون فيه * (هل) * ما * (تجزون إلا) * جزاء * (بما كنتم تكسبون) *. (53) * (ويستنبئونك) * يستخبرونك * (أحق هو) * أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث. = المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * وأخرجه ابن مردويه وسمى منهم في روايته قيس بن الوليد بن المغيرة وأبا قيس بن الفاكهة بن المغيرة والوليد بن عتبة بن ربيعة وعمرو بن أمية بن سفيان وعلي بن أمية بن خلف وذكر في شأنهم أنهم خرجوا إلى بدر فلما رأوا قلة = (*)
[ 275 ]
* (قل إي) * نعم * (وربي أنه لحق وما أنتم بمعجزين) * بفائتين العذاب. (54) * (ولو أن لكل نفس ظلمت) * كفرت * (ما في الارض) * جميعا من الاموال * (لافتدت به) * من العذاب يوم القيامة * (وأسروا الندامة) * على ترك الايمان * (لما رأوا العذاب) * أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين أضلوهم مخافة التعيير * (وقضى بينهم) * بين الخلائق * (بالقسط) * بالعدل * (وهم لا يظلمون) * شيئا. (55) * (ألا إن لله ما في السماوات والارض ألا إن وعد الله) * بالبعث والجزاء * (حق) * ثابت * (ولكن أكثرهم) * أي الناس * (لا يعلمون) * ذلك. (56) * (هو يحيي ويميت وإليه ترجعون) * في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم. (57) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (قد جاءتكم موعظة من ربكم) * كتاب فيه ما لكم وما عليكم وهو القرآن * (وشفاء) * دواء * (لما في الصدور) * من العقائد الفاسدة والشكوك * (وهدى) * من الضلال * (ورحمة للمؤمنين) * به. (58) * (قل بفضل الله) * الاسلام * (وبرحمته) * القرآن * (فبذلك) * الفضل والرحمة * (فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * من الدنيا بالياء والتاء. (59) * (قل أرأيتم) * أخبروني * (ما أنزل الله) * خلق * (لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا) * كالبحيرة والسائبة والميتة * (قل الله أذن لكم) * في ذلك بالتحليل والتحريم لا * (أم) * بل * (على الله تفترون) * تكذبون بنسبة ذلك إليه. (60) * (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب) * أي أي شئ ظنهم به * (يوم القيامة) * أيحسبون أنه لا يعاقبهم ! لا = المسلمين دخلهم شك وقالوا غر هؤلاء دينهم فقتلوا ببدر وأخرجه ابن أبي حاتم وزاد منهم الحارث بن زمعة بن الاسود والعاص بن منبه بن الحجاج وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا أن يهاجروا وخافوا فأنزل الله: * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * إلى قوله * (إلا المستضعفين) * وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن عباس = (*)
[ 276 ]
* (إن الله لذو فضل على الناس) * بإمهالهم والانعام عليهم * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) *. (61) * (وما تكون) * يا محمد * (في شأن) * أمر * (وما تتلو منه) * أي من الشأن أو الله * (من قرآن) * أنزله عليك * (ولا تعملون) * خاطبه وأمته * (من عمل إ. كنا عليكم شهودا) * رقباء * (إذ تفيضون) * تأخذون * (فيه) * أي العمل * (وما يعزب) * يغيب * (عن ربك من مثقال) * وزن * (ذرة) * أصغر نملة * (في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) * بين هو اللوح المحفوظ. (62) * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة. (63) هم * (الذين آمنوا وكانوا يتقون) * الله بامتثال أمره ونهيه. (64) * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له * (وفي الاخرة) * الجنة والثواب * (لا تبديل لكلمات الله) * لا خلف لمواعيده * (ذلك) * المذكور * (هو الفوز العظيم) *. (65) * (ولا يحزنك قولهم) * لك لست مرسلا وغيره * (إن) * استئناف * (العزة) * القوة * (لله جميعا هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل فيجازيهم وينصرك. (66) * (ألا إن لله من في السموات ومن في الارض) * عبيدا وملكا وخلقا * (وما يتبع الذين يدعون) * يعبدون * (من دون الله) * أي غيره أصناما * (شركاء) * له على الحقيقة، تعالى عن ذلك * (إن) * ما * (يتبعون) * في ذلك * (إلا الظن) * أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم * (وإن) * ما * (هم إلا يخرصون) * يكذبون في ذلك. = قال: كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يخفون الاسلام فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر فأصيب بعضهم فقال المسلمون هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت * (إن الذين توفاهم الملائكة) * الآية فكتبوا بها إلى من بقي بمكة منهم وأنه لا عذر لهم فخرجوا فلحق بهم المشركون ففتنوهم فرجعوا فنزلت * (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب = (*)
[ 277 ]
(67) * (هو الذي جعل لكم الليل لتسكونوا فيه والنهار مبصرا) * إسناد الابصار إليه مجاز لانه يبصر فيه * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على وحدانيته تعالى * (لقوم يسمعون) * سماع تدبر واتعاظ. (68) * (قالوا) * أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (اتخذ الله ولدا) * قال تعالى لهم * (سبحانه) * تنزيها له عن الولد * (هو الغني) * عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه * (له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (إن) * ما * (عندكم من سلطان) * حجة * (بهذا) * الذي تقولونه * (أتقولون على الله ما لا تعلمون) * استفهام توبيخ. (69) * (قل إن الذين يفترون على الله الكذب) * بنسبة الولد إليه * (لا يفلحون) * لا يسعدون. (70) لهم * (متاع) * قليل * (في الدنيا) * يتمتعون به مدة حياتهم * (ثم إلينا مرجعهم) * بالموت * (ثم نذيقهم العذاب الشديد) * بعد الموت * (بما كانوا يكفرون) *. (71) * (واتل) * يا محمد * (عليهم) * أي كفار مكة * (نبأ) * خبر * (نوح) * ويبدل منه * (إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر) * شق * (عليكم مقامي) * لبثي فيكم * (وتذكيري) * وعظي إياكم * (بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم) * اعزموا على أمر تفعلونه بي * (وشركاءكم) * الواو بمعنى مع * (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) * مستورا بل أظهروه وجاهروني به * (ثم اقضوا إلي) * امضوا فيما أردتموه * (ولا تنظرون) * تمهلون فإني لست مباليا بكم. (72) * (فإن توليتم) * عن تذكيري * (فما سألتكم من أجر) * ثواب عليه فتولوا * (إن) * ما * (أجري) * ثوابي * (إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين) *. = الله) * فكتب إليهم المسلمون بذلك فتحزنوا فنزلت * (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) * الآية فكتبوا إليهم بذلك فخرجوا فلحقوهم فنجا من نجا وقتل من قتل وأخرج ابن جرير من طرق كثيرة نحوه. أسباب نزول الآية 100 قوله تعالى * (ومن يخرج من بيته) * الآية أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس = (*)
[ 278 ]
(73) * (فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك) * السفينة * (وجعلناهم) * أي من معه * (خلائف) * في الارض * (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) * بالطوفان * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * من إهلاكهم فكذلك نفعل بمن كذب. (74) * (ثم بعثنا من بعده) * أي نوح * (رسلا إلى قومهم) * كإبراهيم وهود وصالح * (فجاءوهم بالبينات) * المعجزات * (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) * أي قبل بعث الرسل إليهم * (كذلك نطبع) * نختم * (على قلوب المعتدين) * فلا تقبل الايمان كما طبعنا على قلوب أولئك. (75) * (ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملائه) * قومه * (بآياتنا) * التسع * (فاستكبروا) * عن الايمان بها * (وكانوا قوما مجرمين) *. (76) * (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين) * بين ظاهر. (77) * (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم) * إنه لسحر * (أسحر هذا) * وقد أفلح من أتى به وأبطل سحر السحرة * (ولا يفلح الساحرون) * والاستفهام في الموضعين للانكار. (78) * (قالوا أجئتنا لتلفتنا) * لتردنا * (عما وجدنا عليه آبائنا وتكون لكما الكبرياء) * الملك * (في الارض) * أرض مصر * (وما نحن لكما بمؤمنين) * مصدقين. (79) * (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم) * فائق في علم السحر. (80) * (فلما جاء السحرة قال لهم موسى) * بعد ما قالوا له " إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ": * (ألقوا ما أنتم ملقون) *. = قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لاهله: احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الرزقي وكان بمكة فلما نزلت * (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة) * فقال إني لغني وإني لذو = (*)
[ 279 ]
(81) * (فلما ألقوا) * حبالهم وعصيهم * (قال موسى ما) * إستفهامية مبتدأ خبره * (جئتم به السحر) * بدل وفي قراءة بهمزة واحدة اخبار فما اسم موصول مبتدأ * (إن الله سيبطله) * أي سيمحقه * (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) *. (82) * (ويحق) * يثبت ويظهر * (الله الحق بكلماته) * بمواعيده * (ولو كره المجرمون) *. (83) * (فما لموسى إلا ذرية) * طائفة * (من) * أولاد * (قومه) * أي فرعون * (على خوف من فرعون وملائهم أن يفتنهم) * يصرفهم عن دينه بتعذيبه * (وإن فرعون لعال) * متكبر * (في الارض) * أرض مصر * (وإنه لمن المسرفين) * المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية. (84) * (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) * (85) * (فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتتنوا بنا. (86) * (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) *. (87) * (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ) * إتخذا * (لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة) * مصلى تصلون فيه لتأمنوا من الخوف وكان فرعون منعهم من الصلاة * (وأقيموا الصلاة) * أتموها * (وبشر المؤمنين) * بالنصر والجنة. (88) * (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأمولا في الحياة الدنيا ربنا) * آتيتهم ذلك * (ليضلوا) * في * (عن سبيلك) * دينك * (ربنا اطمس على أموالهم) * امسخها * (واشدد على قلوبهم) * اطبع عليها واستوثق * (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم) * المؤلم، دعا عليهم وأمن هارون على دعائه. = حيلة فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الآية * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) * وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طرق عن سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم وسمى في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص ابن ضمرة وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي وفي بعضها الضمري وفي بعضها رجل من بني ضمرة وفي بعضها رجل من بني = (*)
[ 280 ]
(89) * (قال) * تعالى * (قد أجيبت دعوتكما) * فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق * (فاستقيما) * على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب * (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) * في استعجال قضائي، روي أنه مكث بعدها أربعين سنة. (90) * (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعم) * لحقهم * (فرعون وجنوده بغيا وعدوا) * مفعول له * (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه) * أي بأنه وفي قراءة بالكسر استئنافا * (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) * كرره ليقبل منه فلم يقبل ودس جبريل في فيه من حمأة البحر مخافة أن تناله الرحمة، وقال له: (91) * (الآن) * تؤمن * (وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) * بضلالك وإضلالك عن الايمان. (92) * (فلا يوم ننجيك) * نخرجك من البحر * (ببدنك) * جسدك الذي لا روح فيه * (لتكون لمن خلفك) * بعدك * (آية) * عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكوا في موته فأخرج لهم ليروه * (وإن كثيرا من الناس) * أي أهل مكة * (عن آياتنا لغافلون) * لا يعتبرون بها. (93) * (ولقد بوأنا) * أنزلنا * (بني إسرائيل مبوأ صدق) * منزل كرامة وهو الشام ومصر * (ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا) * بأن آمن بعض وكفر بعض * (حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين. = خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث وفي بعضها من بني كنانة وفي بعضها من بني بكر وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسط: أن جندع بن جمرة الضمري كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين ؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني غفار مات فأنزل الله فيه * (ومن يخرج من بيته هماجرا) * الآية. =
[ 281 ]
(94) * (فإن كنت) * يا محمد * (في شك مما أنزلنا إليك) * من القصص فرضا * (فاسأل الذين يقرءون الكتاب) * التوراة * (من قبلك) * فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال صلى الله عليه وسلم: " لا أشك ولا أسأل " * (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) * الشاكين فيه. (95) * (ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين) *. (96) * (إن الذين حقت) * وجبت * (عليهم كلمة ربك) * بالعذاب * (لا يؤمنون) *. (97) * (ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم) * فلا ينفعهم حينئذ. (98) * (فلولا) * فهلا * (كانت قرية) * أريد أهلها * (آمنت) * قبل نزول العذاب بها * (فنفعها إيمانها إلا) * لكن * (قوم يونس لما آمنوا) * عند رؤية أمارة العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله * (كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) * انقضاء آجالهم (99) * (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس) * بما لم يشأه الله منهم * (حتى يكونوا مؤمنين) * لا. (100) * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) * بإرادته * (ويجعل الرجس) * العذاب * (على الذين لا يعقلون) * يتدبرون آيات الله. = وأخرج ابن أبي حاتم وابن مندة والبارودي في الصحابة عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام قال: هاجر خالد بن حرام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية وأخرج الاموي في مغازيه عن عبد الملك ابن عمير قال لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه = (*)
[ 282 ]
(101) * (قل) * لكفار مكة * (انظروا ماذا) * أي الذي * (في السماوات والارض) * من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى * (وما تغني الآيات والنذر) * جمع نذير أي الرسل * (عن قوم لا يؤمنون) * في علم الله أي ما تنفعهم. (102) * (فهل) * فما * (ينتظرون) * بتكذيبك * (إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) * من الامم أي مثل وقائعهم من العذاب * (قل فانتظروا) * ذلك * (إني معكم من المنتظرين) *. (103) * (ثم ننجي) * المضارع لحكاية الحال الماضي * (رسلنا والذين آمنوا) * من العذاب * (كذلك) * الانجاء * (حقا علينا ننجي المؤمنين) * النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين تعذيب المشركين. (104) * (قل يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (إن كنتم في شك من ديني) * أنه حق * (فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) * أي غيره، وهو الاصنام لشككم فيه * (ولكن أ عبد الله الذي يتوفاكم) * يقبض أرواحكم * (وأمرت أن) * أي بأن * (أكون من المؤمنين) *. (105) * (و) * قيل لي * (أن أقم وجهك للدين حنيفا) * مائلا إليه * (ولا تكونن من المشركين) *. (106) * (ولا تعبد) * تعبد * (من دون الله ما لا ينفعك) * إن عبدته * (ولا يضرك) * إن لم تعبده * (فإن فعلت) * ذلك فرضا * (فإنك إذا من الظالمين) *. (107) * (وإن يمسك) * يصبك * (الله بضر) * كفقر ومرض * (فلا كاشف) * رافع * (له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد) * دافع * (لفضله) * الذي أرادك به = فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت ؟ قال أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) * الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك ؟ قال أي قوم إنه يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤساء ولا تكونوا فيه أذنابا فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق = (*)
[ 283 ]
* (يصيب به) * أي بالخير * (من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) *. (108) * (قل يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (قد جاءكم من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) * لان ثواب اهتدائه له * (ومن ضل فإنما يضل عليها) * لان وبال ضلاله عليها * (وما أنا عليكم بوكيل) * فأجبركم على الهدى. (109) * (واتبع ما يوحى إليك) * من ربك * (واصبر) * على الدعوة وأذاهم * (حتى يحكم الله) * فيهم بأمره * (وهو خير الحاكمين) * أعدلهم، وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية. { سورة هود } [ مكية إلا الآيات 12 و 17 و 114 فمدنية وآياتها 123 نزلت بعد سورة يونس ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الر) * الله أعلم بمراده بذلك، هذا * (كتاب أحكمت آياته) * بعجيب النظم وبديع المعاني * (ثم فصلت) * بينت بالاحكام والقصص والمواعظ * (من لدن حكيم خبير) * أي الله. (2) * (أ) * أي بأن * (لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير) * بالعذاب إن كفرتم * (وبشير) * بالثواب إن آمنتم. = فنزلت فيه * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية مرسل إسناده ضعيف وأخرج أبو حاتم في كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال: نزلت في أكثم بن صيفي قيل فأين الليثي ؟ قال: هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة أسباب نزول الآية 101 قوله تعالى * (وإذا ضربتم) * الآية أخرج ابن جرير عن علي قال سأل قوم من بني النجار رسول = (*)
[ 284 ]
(3) * (وأن استغفروا ربكم) * من الشرك * (ثم توبوا) * ارجعوا * (إليه) * بالطاعة * (يمتعكم) * في الدنيا * (متاعا حسنا) * بطيب عيش وسعة رزق * (إلى أجل مسمى) * هو الموت * (ويؤت) * في الآخرة * (كل ذي فضل) * في العمل * (فضله) * جزاءه * (وإن تولوا) * فيه حذف إحدى التاءين، أي تعرضوا * (فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) * هو يوم القيامة. (4) * (إلى الله مرجعكم وهو على كل شئ قدير) * ومنه الثواب والعذاب. (5) ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل في المنافقين * (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) * أي الله * (ألا حين يستفثون ثيابهم) * يتغطون بها * (يعلم) * تعالى * (ما يسرون وما يعلنون) * فلا يغني استخفاؤهم * (إنه عليم يذات الصدور) * أي بما في القلوب. (6) * (وما من) * زائدة * (دابة في الارض) * هي ما دب عليها * (إلا على الله رزقها) * تكفل به فضلا منه تعالى * (ويعلم مستقرها) * مسكنها في الدنيا أو الصلب * (ومستودعها) * بعد الموت أو في الرحم * (كل) * مما ذكر * (في كتاب مبين) * بين هو اللوح المحفوظ. (7) * (وهو الذي خلق السماوات والارض قي ستة أيام) * أولها الاحد وآخرها الجمعة * (وكان عرشه) * قبل خلقهما * (على الماء) * وهو على متن الريح * (ليبوكم) * متعلق بخلق، أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم ومصالح ليختبركم * (أيكم أحسن عملا) * أي أطوع لله * (ولئن قلت) * يا محمد لهم * (إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن) * = الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنال نضرب في الارض فكيف نصلي ؟ فأنزل الله * (وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) * ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم ؟ فقال قائل منهم إن لهم أخرى مثلها في إثرها فأنزل الله بين الصلاتين * (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * =
[ 285 ]
ما * (هذا) * القرآن الناطق بالبعث أو الذي تقوله * (إلا سحر مبين) * بين، وفي قراءة ساحر، والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم (8) * (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى) * مجئ * (أمة) * أوقات * (معدودة ليقولن) * استهزاء * (ما يحبسه) * ما يمنعه من النزول قال تعالى: * (ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا) * مدفوعا * (عنهم وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزئون) * من العذاب (9) * (ولئن أذقنا الانسان) * الكافر * (منا رحمة) * غنى وصحة * (ثم نزعنا منه إنه ليؤمن) * قنوط من رحمة الله * (كفور) * شديد الكفر به (10) * (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء) * فقر وشدة * (مسته ليقولن ذهب السيئات) * المصائب * (عني) * ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها * (إنه لفرح) * بطر * (فخور) * على الناس بما أوتي (11) * (إلا) * لكن * (الذين صبروا) * على الضراء * (وعملوا الصالحات) * في النعماء.. * (أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) * هو الجنة. (12) * (فلعلك) * يا محمد * (تارك بعض ما يوحى اليك) * فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به * (وضائق به صدرك) * بتلاوته عليهم لاجل * (أن يقولوا لولا) * هلا * (أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك) * يصدقه كما اقترحنا * (إنما أنت نذير) * فما عليك إلا البلاغ لا الاتيان بما اقترحوه * (والله على كل شئ وكيل) * حفيظ فيجازيهم. (13) * (أم) * بل أ * (يقولون افتراه) * أي القرآن * (قل فأتوا بعشر سور مثله) * في الفصاحة والبلاغة * (مفتريات) * فإنكم عربيون فصحاء مثلي تحداهم بها أولا ثم بسورة = إلى قوله (عذابا مهينا) فنزلت صلاة الخوف. وأخرج أحمد والحاكم وصححه البيهقي في الدلائل عن ابن عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله بعسفان، فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا يأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر = (*)
[ 286 ]
* (وادعوا) * للمعاونة على ذلك * (من استطعتم من دون الله) * أي غيره * (إن كنتم صادقين) * في أنه افتراء. (14) * (فإن) * * (لم يستجيبوا لكم) * أي من دعوتموهم للمعاونة * (فاعلموا) * خطاب للمشركين * (أنما أنزل) * ملتبسا * (بعلم الله) * وليس افتراء عليه * (وأن) * مخففة أي أنه * (لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون) * بعد هذه الحجة القاطعة، أي أسلموا. (15) * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها) * بأن أصر على الشرك، وقيل هي في المرائين * (نوف إليهم أعمالهم) * أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم * (فيها) * بأن نوسع عليهم رزقهم * (وهم فيها) * أي الدنيا * (لا يبخسون) * ينقصون شيئا. (16) * (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط) * بطل * (ما صنعوه) * * (فيها) * أي الآخرة فلا ثواب له * (وباطل ما كانوا يعملون) *. (17) * (أفمن كان على بينة) * بيان * (من ربه) * وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون، وهي القرآن * (ويتلوه) * يتبعه * (شاهد) * له بصدقه * (منه) * أي من الله وهو جبريل * (ومن قبله) * القرآن * (كتاب موسى) * التوراة شاهد له أيضا * (إماما ورحمة) * حال كمن ليس كذلك ؟ لا * (أولئك) * أي من كان على بينة * (يؤمنون به) * أي بالقرآن فلهم الجنة * (ومن يكفر به من الاحزاب) * جميع الكفار * (فالنار موعده فلا تك في مرية) * شك * (منه) * من القرآن * (إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس) * أي أهل مكة * (لا يؤمنون) * = (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) الحديث وروى الترمذي نحوه عن أبي هريرة وابن جرير نحوه عن جابر بن عبد الله وابن عباس. أسباب نزول الآية 102 قوله تعالى (ولا جناح عليكم) أخرج البخاري عن ابن عباس قال: نزلت (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا. (*)
[ 287 ]
(18) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك والولد إليه * (أولئك يعرضون على ربهم) * يوم القيامة في جملة الخلق * (ويقول الاشهاد) * جمع شاهد، وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب * (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) * المشركين. (19) * (الذين يصدون عن سبيل الله) * دين الاسلام * (ويبغونها) * يطلبون السبيل * (عوجا) * معوجة * (وهم بالآخرة هم) * تأكيد * (كافرون) *. (20) * (أولئك لم يكونوا معجزين) * لله * (في الارض وما كان لهم من دون الله) * أي غيره * (من أولياء) * أنصار يمنعونهم من عذابه * (يضاعف لهم العذاب) * بإضلالهم غيرهم * (ما كانوا يستطيعون السمع) * للحق * (وما كانوا يبصرون) * - ه أي لفرط كراهتهم له كأنهم لم يستطيعوا ذلك. (21) * (أولئك الذين خسروا أنفسهم) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * على الله من دعوى الشريك. (22) * (لا جرم) * حقا * (أنهم في الآخرة هم الاخسرون) *. (23) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا) * سكنوا واطمأنوا أو أنابوا * (إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) *. (24) * (مثل) * صفة * (الفريقين) * الكفار والمؤمنين * (كالاعمى والاصم) * هذا مثل الكافر * (والبصير والسميع) * هذا مثل المؤمن * (هل يستويان مثلا) * أسباب نزول الآية 105 قوله تعالى (إنا أنزلنا) الآية روى الترمذي والحاكم وغيرهما عن قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بني أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب يقول قال فلان كذا وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير فابتاع = (*)
[ 288 ]
لا * (أفلا تذكرون) * فيه إدغام التاء في الاصل في الذال تتعظون. (25) * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه أني) * أي بأني وفي قراءة بالكسر على حذف القول * (لكم نذير مبين) * بين الانذار. (26) * (أن) * أي بأن * (لا تعبدوا الا الله إني أخاف عليكم) * إن عبدتم غيره * (عذاب يوم أليم) * مؤلم في الدنيا والآخرة (27) * (فقال الملا الذين كفروا من قومه) * وهم الاشراف * (ما نراك إلا بشرا مثلنا) * ولا فضل لك علينا * (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا) * أسافلنا كالحاكة والاساكفة * (بادئ الرأي) * بالهمز وتركه أي ابتداء من غير تفكر فيك ونصبه على الظرف أي وقت حدوث أول رأيهم * (وما نرى لكم علينا من فضل) * فتستحقون به الاتباع منا * (بل نظنكم كاذبين) * في دعوى الرسالة أدرجوا قومه معه في الخطاب. (28) * (قال يا قوم أرأيتم) * أخبروني * (إن كنت على بينة) * بيان * (من ربي وآتاني رحمة) * نبوة * (من عنده فعميت) * خفيت * (عليكم) * وفي قراءة بتشديد الميم والبناء للمفعول * (أنلزمكموها) * أنجبركم على قبولها * (وأنتم لها كارهون) * لا نقدر على ذلك. (29) * (ويا قوم لا أسألكم عليه) * على تبليغ الرسالة * (مالا) * تعطونيه * (إن) * ما * (أجري) * ثوابي * (إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا) * كما أمرتموني * (إنهم ملاقوا ربهم) * بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم * (ولكني أراكم قوما تجهلون) * عاقبة أمركم. (30) * (ويا قوم من ينصرني) * يمنعني * (من الله) * أي عذابه * (إن طردتم) * أي لا ناصر لي * (أفلا) * فهلا * (تذكرون) * بإدغام التاء الثانية في الاصل في الذال تتعظون = عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له فيها سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا، فتجسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم فقال بنو = (*)
[ 289 ]
(31) * (ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا) * إني * (أعلم الغيب ولا أقول إني ملك) * بل أنا بشر مثلكم * (ولا أقول للذين تزدري) * تحتقر * (أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم) * قلوبهم * (إني إذا) * إن قلت ذلك * (لمن الظالمين) *. (32) * (قالوا يا نوح قد جادلتنا) * خاصمتنا * (فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا) * به من العذاب * (إن كنت من الصادقين) * فيه. (33) * (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء) * تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إلي * (وما أنتم بمعجزين) * بفائتين الله. (34) * (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * أي إغواءكم، وجواب الشرط دل عليه " ولا ينفعكم نصحي " * (هو ربكم وإليه ترجعون) * قال تعالى: (35) * (أم) * بل * (يقولون) * أي كفار مكة * (افتراه) * اختلق محمد القرآن * (قل إن افتريته فعلي إجرامي) * إثمي، أي عقوبته * (وأنا برئ مما تجرمون) * من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي. (36) * (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس) * تحزن * (بما كانوا يفعلون) * من الشرك فدعا عليهم بقوله، " رب لا تذر على الارض " الخ، فأجاب الله دعاءه فقال: (37) * (واصنع الفلك) * السفينة * (بأعيننا) * بمرأى منا وحفظنا * (ووحينا) * أمرنا * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) * كفروا بترك إهلاكهم * (إنهم مغرقون) *. (38) * (ويصنع الفلك) * حكاية حال ماضية * (وكلما مر عليه ملا) * جماعة = أبيرق: ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة، قالوا إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأتيته فقلت أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى = (*)
[ 290 ]
* (من قومه سخروا منه) * استهزؤوا به * (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) * إذا نجونا وغرقتم. (39) * (فسوف تعلمون من) * موصولة مفعول العلم * (يأتيه عذاب يخزيه ويحل) * ينزل * (عليه عذاب مقيم) *. (40) * (حتى) * غاية للصنع * (إذا جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (وفار التنور) * للخباز بالماء، وكان ذلك علامة لنوح * (قلنا احمل فيها) * في السفينة * (من كل زوجين) * ذكرا وأنثى، أي من كل أنواعهما * (اثنين) * ذكرا وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرها، فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الانثى فيحملهما في السفينة * (وأهلك) * أي زوجته وأولاده * (إلا من سبق عليه القول) * أي منهم بالاهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة * (ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) * قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل: جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء. (41) * (وقال) * نوح * (اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) * بفتح الميمين وضمهما مصدران أي جريها ورسوها أي منتهى سيرها * (إن ربي لغفور رحيم) * حيث لم يهلكنا. (42) * (وهي تجري بهم في موج كالجبال) * في الارتفاع والعظم * (ونادى نوح ابنه) * كنعان * (وكان في معزل) * عن السفينة * (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) *. (43) * (قال سآوي إلى جبل يعصمني) * يمنعني * (من الماء لا عاصم اليوم من أمر الله) * عذابه * (إلا) * لكن * (من رحم) * الله فهو المعصوم قال تعالى * (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) *. = عمي فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأنظر في ذلك فلما سمع بنوا أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة فأتيت = (*)
[ 291 ]
(44) * (وقيل يا أرض ابلعي ماءك) * الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء فصار أنهارا وبحارا * (ويا سماء أقلعي) * أمسكي عن المطر فأمسكت * (وغيض) * نقص * (الماء وقضي الامر) * تم أمر هلاك قوم نوح * (واستوت) * وقفت السفينة * (على الجودي) * جبل بالجزيرة بقرب الموصل * (وقيل بعدا) * هلاكا * (للقوم الظالمين) * الكافرين. (45) * (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني) * كنعان * (من أهلي) * وقد وعدتني بنجاتهم * (وإن وعدك الحق) * الذي لا خلف فيه * (وأنت أحكم الحاكمين) * أعلمهم وأعدلهم. (46) * (قال) * تعالى * (يا نوح إنه ليس من أهلك) * الناجين أو من أهل دينك * (إنه) * أي سؤالك إياي بنجاته * (عمل غير صالح) * فإنه كافر ولا نجاة للكافرين وفي قراءة بكسر ميم عمل فعل ونصب غير فالضمير لابنه * (فلا تسألن) * بالتشديد والتخفيف * (ما ليس لك به علم) * من إنجاء ابنك * (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) * بسؤالك ما لم تعلم. (47) * (قال رب إني أعوذ بك) * من * (أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي) * ما فرط مني * (وترحمني أكن من الخاسرين) *. (48) * (قيل يا نوح اهبط) * إنزل من السفينة * (بسلام) * بسلامة أو بتحية * (منا وبركات) * خيرات * (عليك وعلى أمم ممن معك) * في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون * (وأمم) * بالرفع ممن معك * (سنمتعهم) * في الدنيا * (ثم يمسهم منا عذاب أليم) * في الآخرة وهم الكفار. (49) * (تلك) * أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح * (من أنباء الغيب) * أخبار ما غاب عنك * (نوحيها إليك) * يا محمد * (ما كنت تعلمها = رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة ؟ فرجعت فأخبرت عمي فقال الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما) بني أبيرق (واستغفر الله) أي مما قلت لقتادة إلى قوله (عظيما) فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة = (*)
[ 292 ]
أنت ولا قومك من قبل هذا) * القرآن * (فاصبر) * على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح * (إن العاقبة) * المحمودة * (للمتقين) *. (50) * (و) * أرسلنا * (إلى عاد أخاهم) * من القبيلة * (هودا قال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من) * زائدة * (إله غيره إن) * ما * (أنتم) * في عبادتكم الاوثان * (إلا مفترون) * كاذبون على الله. (51) * (يا قوم لا أسألكم عليه) * على التوحيد * (أجرا إن) * ما * (أجري إلا على الذي فطرني) * خلقني * (أفلا تعقلون) *. (52) * (ويا قوم استغفروا ربكم) * من الشرك * (ثم توبوا) * ارجعوا * (إليه) * بالطاعة * (يرسل السماء) * المطر وكانوا قد منعوه * (عليكم مدرارا) * كثير الدرور * (ويزدكم قوة إلى) * مع * (قوتكم) * بالمال والولد * (ولا تتولوا مجرمين) * مشركين. (53) * (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة) * برهان على قولك * (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) * أي لقولك * (وما نحن لك بمؤمنين) *. (54) * (إن) * ما * (نقول) * في شأنك * (إلا اعتراك) * أصابك * (بعض آلهتنا بسوء) * فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي * (قال إني أشهد الله) * علي * (واشهدوا أني برئ مما تشركون) * - ه به. (55) * (من دونه فكيدوني) * احتالوا في هلاكي * (جميعا) * أنتم وأوثانكم * (ثم لا تنظرون) * تمهلون. (56) * (إني تولكت على الله ربي وربكم ما من) * زائدة * (دابة) * نسمة تدب على الارض * (إلا هو آخذ بناصيتها) * أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه، وخص الناصية = ولحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد فأنزل الله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى) إلى قوله (ضلالا بعيدا) قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وأخرج ابن سعد في الطبقات بسنده عن محمود بن لبيد قال عدا بشير بن الحارث على علية رفاعة بن زيد عم قتادة بن النعمان فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين بأداتهما فأتى قتادة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فدعا بشيرا = (*)
[ 293 ]
بالذكر لان من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل * (إن ربي على صراط مستقيم) * أي طريق الحق والعدل. (57) * (فإن تولوا) * فيه حذف إحدى التاءين، أي تعرضوا * (فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا) * بإشراككم * (إن ربي على كل شئ حفيظ) * رقيب. (58) * (ولما جاء أمرنا) * عذابنا * (نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة) * هداية * (منا ونجيناهم من عذاب غليظ) * شديد. (59) * (وتلك عاد) * إشارة إلى آثارهم، أي فسيحوا في الارض وانظروا إليها، ثم وصف أحوالهم فقال * (جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله) * جمع، لان من عصى رسولا عصى جميع الرسل لاشتراكهم في أصل ما جاءوا به وهو التوحيد * (واتبعوا) * أي السفلة * (أمر كل جبار عنيد) * معاند للحق من رؤسائهم. (60) * (وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة) * من الناس * (ويوم القيامة) * لعنة على رؤوس الخلائق * (ألا إن عاد كفروا) * جحدوا * (ربهم ألا بعدا) * من رحمة الله * (لعاد قوم هود) *. (61) * (و) * أرسلنا * (إلى ثمود أخاهم) * من القبيلة * (صالحا قال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من إله غيره هو أنشأكم) * ابتدأ خلقكم * (من الارض) * بخلق أبيكم آدم منها * (واستعمركم فيها) * جعلكم عمارا تسكنون بها * (فاستغفروه) * من الشرك * (ثم توبوا) * ارجعوا * (إليه) * بالطاعة * (إن ربي قريب) * من خلقه بعلمه * (مجيب) * لمن سأله. (62) * (قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا) * نرجو أن تكون سيدا * (قبل هذا) * = فسأله فأنكر ورمى بذلك لبيد بن سهلا رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس) الآيات، فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا فنزل على سلافة بن سعد فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وفي المسلمين فنزل فيه (ومن يشاقق الرسول) الآية، وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر = (*)
[ 294 ]
الذي صدر منك * (أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا) * من الاوثان * (وإننا لفي شك مما تدعونا إليه) * من التوحيد * (مريب) * موقع في الريب. (63) * (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة) * بيان * (من ربي وآتاني منه رحمة) * نبوة * (فمن ينصرني) * يمنعني * (من الله) * أي عذابه * (إن عصيته فما تزيدونني) * بأمركم لي بذلك * (غير تخسير) * تضليل. (64) * (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية) * حال عامله الاشارة * (فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء) * عقر * (فيأخذكم عذاب قريب) * إن عقرتموها. (65) * (فعقروها) * عقرها قدار بأمرهم * (فقال) * صالح * (تمتعوا) * عيشوا * (في داركم ثلاثة أيام) * ثم تهلكون * (ذلك وعد غير مكذوب) * فيه. (66) * (فلما جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (نجينا صالحا والذين آمنوا معه) * وهم أربعة آلاف * (برحمة منا و) * نجيناهم * (من خزي يومئذ) * بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لاضافته إلى مبني وهو الاكثر * (إن ربك هو القوي العزيز) * الغالب. (67) * (وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين. (68) * (كأن) * مخففة واسمها محذوف أي كأنهم * (لم يغنوا) * يقيموا * (فيها) * في دارهم * (ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) * بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة. (69) * (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) * بإسحاق ويعقوب بعده * (قالوا سلاما) * مصدر * (قال سلام) * عليكم * (فما لبث أن جاء بعجل حينئذ) * مشوي. = ربيع سنة أربع من الهجرة. أسباب نزول الآية 123 قوله تعالى (ليس بأمانيكم) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قالت اليهود والنصارى لا يدخل الجنة غيرنا، وقالت قريش إنا لا نبعث فأنزل الله (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) وأخرج ابن جرير عن مسروق = (*)
[ 295 ]
(70) * (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم) * بمعنى أنكرهم * (وأوجس) * أضمر في نفسه * (منهم خيفة) * خوفا * (قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) * لنهلكهم. (71) * (وامرأته) * أي امرأة إبراهيم سارة * (قائمة) * تخدمهم * (فضحكت) * استبشارا بهلاكهم * (فبشرناها بإسحاق ومن وراء) * بعد * (إسحاق يعقوب) * ولده تعيش إلى أن تراه. (72) * (قالت يا ويلتي) * كلمة تقال عند أمر عظيم والالف مبدلة من ياء الاضافة * (أألد وأنا عجوز) * لي تسع وتسعون سنة * (وهذا بعلي شيخا) * له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الاشارة * (إن هذا لشئ عجيب) * أن يولد ولد لهرمين. (73) * (قالوا أتعجبين من أمر الله) * قدرته * (رحمة الله وبركاته عليكم) * يا * (أهل البيت) * بيت إبراهيم * (إنه حميد) * محمود * (مجيد) * كريم. (74) * (فلما ذهب عن إبراهيم الروع) * الخوف * (وجاءته البشرى) * بالولد أخذ * (يجادلنا) * يجادل رسلنا * (في) * شأن * (قوم لوط) *. (75) * (إن إبراهيم لحليم) * كثير الاناة * (أواه منيب) * رجاع، فقال لهم أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا لا، قال أفتهلكون قرية فيها مائتان مؤمن ؟ قالوا لا، قال أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا لا، قال أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا لا، قال أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد قالوا لا، قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها الخ. = قال: تفاخر النصارى وأهل الاسلام فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل منكم فأنزل الله * (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) *. وأخرج نحوه عن قتادة والضحاك والسدي وأبي صالح ولفظهم تفاخر أهل الاديان وفي لفظ جلس ناس من اليهود وناس من النصارى وناس من المسلمين فقال هؤلاء نحن أفضل وقال هؤلاء نحن أفضل فنزلت وأخرج أيضا عن مسروق قال لما = (*)
[ 296 ]
(76) فلما أطال مجادلتهم قالوا: * (يا إبراهيم أعرض عن هذا) * الجدال * (إنه قد جاء أمر ربك) * بهلاكهم * (وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) *. (77) * (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم) * حزن بسببهم * (وضاق بهم ذرعا) * صدرا لانهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه * (وقال هذا يوم عصيب) * شديد. (78) * (وجاءه قومه) * لما علموا بهم * (يهرعون) * يسرعون * (إليه ومن قبل) * قبل مجيئهم * (كانوا يعملون السيئات) * وهي إتيان الرجال في الادبار * (قال) * لوط * (يا قوم هؤلاء بناتي) * فتزوجوهن * (هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون) * تفضحون * (في ضيفي) * أضيافي * (أليس منكم رجل رشيد) * يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. (79) * (قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق) * حاجة * (وإنك لتعلم ما نريد) * من إتيان الرجال. (80) * (قال لو أن لي بكم قوة) * طاقة * (أو آوي إلى ركن شديد) * عشيرة تنصرني لبطشت بكم فلما رأت الملائكة ذلك: (81) * (قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) * بسوء * (فأسر بأهلك بقطع) * طائفة * (من الليل ولا يلتفت منكم أحد) * لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم * (إلا امرأتك) * بالرفع بدل من أحد وفي قراءة بالنصب استثناء من الاهل أي فلا تسر بها * (إنه مصيبها ما أصابهم) * فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها، وسألهم عن وقت هلاكهم = نزلت (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) قال أهل الكتاب نحن وأنتم سواء فنزلت هذه الآية (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) أسباب نزول الآية 127 قوله تعالى: (ويستفتونك في النساء) الآية روى البخاري عن عائشة في هذه الآية قالت: هو = (*)
[ 297 ]
فقالوا * (إن موعدهم الصبح) * فقال أريد أعجل من ذلك قالوا * (أليس الصبح بقريب) *. (82) * (فلما جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (جعلنا عاليها) * أي قراهم * (سافلها) * أي بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الارض * (وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) * طين طبخ بالنار * (منضود) * متتابع. (83) * (مسومة) * معلمة عليها اسم من يرمى بها * (عند ربك) * ظرف لها * (وما هي) * الحجارة أو بلادهم * (من الظالمين) * أي أهل مكة * (ببعيد) *. (84) * (و) * أرسلنا * (إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير) * نعمة تغنيكم عن التطفيف * (وإني أخاف عليكم) * إن لم تؤمنوا * (عذاب يوم محيط) * بكم يهلككم ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه. (85) * (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان) * أتموهما * (بالقسط) * بالعدل * (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) * لا تنقصوهم من حقهم شيئا * (ولا تعثوا في الارض مفسدين) * بالقتل وغيره من عثي بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا. (86) * (بقيت الله) * رزقه الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن * (خير لكم) * من البخس * (إن كنتم مؤمنين) *. * (وما أنا عليكم بحفيظ) * رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيرا. (87) * (قالوا) * له استهزاء * (يا شعيب أصلاتك تأمرك) * بتكليف * (أن نترك ما يعبد آباؤنا) * من الاصنام * (أو) * نترك = الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها حتى في المذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في مالها فيعضلها فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت. (*)
[ 298 ]
* (أن نفعل في أموالنا ما نشاء) * المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير * (إنك لانت الحليم الرشيد) * قالوا ذلك استهزاء. (88) * (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا) * حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف * (وما أريد أن أخالفكم) * وأذهب * (إلى ما أنهاكم عنه) * فأرتكبه * (إن) * ما * (أريد إلا الاصلاح) * لكم بالعدل * (ما استطعت وما توفيقي) * قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات * (إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) * أرجع. (89) * (ويا قوم لا يجرمنكم) * يكسبنكم * (شقاقي) * خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول، والثاني * (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح) * من العذاب * (وما قوم لوط) * أي منازلهم أو زمن هلاكهم * (منكم ببعيد) * فاعتبروا. (90) * (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم) * بالمؤمنين * (ودود) * محب لهم. (91) * (قالوا) * إيذانا بقلة المبالاة * (يا شعيب ما نفقه) * نفهم * (كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا) * ذليلا * (ولولا رهطك) * عشيرتك * (لرجمناك) * بالحجارة * (وما أنت علينا بعزيز) * كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الاعزة. (92) * (قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله) * فتتركوا قتلي لاجلهم ولا تحفظوني لله * (واتخذتموه) * أي الله * (وراءكم ظهريا) * منبوذا خلف ظهوركم لا تراقبونه * (إن ربي بما تعملون محيط) * علما فيجازيكم. (93) * (ويا قوم اعملوا على مكانتكم) * حالتكم * (إني عامل) * على حالتي * (سوف تعلمون من) * موصولة مفعول العلم * (يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا) * انتظروا عاقبة أمركم * (إني معكم رقيب) * منتظر. (94) * (ولما جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين أسباب نزول الآية 128 قوله تعالى: (وإن امرأة) الآية روى أبو داود والحاكم عن عائشة قالت فرقت سودة أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسنت فقالت يومي لعائشة فأنزل الله (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا) الآية وروى الترمذي مثله عن ابن عباس وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب أن ابنة محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرا إما كبرا أو = (*)
[ 299 ]
ظلموا الصيحة) * صاح بهم جبريل * (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين (95) * (كأن) * مخففة: أي كأنهم * (لم يغنوا) * يقيموا * (فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) *. (96) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * برهان بين ظاهر. (97) * (إلى فرعون وملائه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) * سديد. (98) * (يقدم) * يتقدم * (قومه يوم القيامة) * فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا * (فأوردهم) * أدخلهم * (النار وبئس الورد المورود) * هي. (99) * (وأتبعوا في هذه) * أي الدنيا * (لعنة ويوم القيامة) * لعنة * (بئس الرفد) * العون * (المرفود) * رفدهم. (100) * (ذلك) * المذكور مبتدأ خبره * (من أنباء القرى نقصه عليك) * يا محمد * (منها) * أي القرى * (قائم) * هلك أهله دونه * (و) * منها * (حصيد) * هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل. (101) * (وما ظلمناهم) * بإهلاكهم بغير ذنب * (ولكن ظلموا أنفسهم) * بالشرك * (فما أغنت) * دفعت * (عنهم آلهتم التي يدعون) * يعبدون * (من دون الله) * أي غيره * (من) * زائدة * (شئ لما جاء أمر ربك) * عذابه * (وما زادوهم) * بعبادتهم لها * (غير تتبيب) * تخسير. (102) * (وكذلك) * مثل ذلك الاخذ * (أخذ ربك إذا أخذ القرى) * أريد أهلها * (وهي ظالمة) * بالذنوب: أي فلا يغني عنهم من أخذه شئ * (إن أخذه أليم شديد) * روى الشيخان عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكذلك أخذ ربك) الآية. (103) * (إن في ذلك) * المذكور من القصص * (لآية) * لعبرة * (لمن خاف عذاب الآخرة ذلك) * أي يوم القيامة * (يوم مجموع له) * فيه * (الناس وذلك يوم مشهود) * يشهده جميع الخلائق. = غيره فأراد طلاقها فقالت: لا تطلقني واقسم لي ما بدا لك فأنزل الله (وإن امرأة خافت) الآية وله شاهد موصول أخرجه الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج أخرج الحاكم عن عائشة قالت: نزلت هذه الآية (والصلح خير) في رجل كانت تحته أمرأة قد ولدت له أولادا فأراد أن يستبدل بها فراضته على أن تقر عنده ولا يقسم لها. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: جاءت = (*)
[ 300 ]
(104) * (وما نؤخره إلا لاجل معدود) * لوقت معلوم عند الله. (105) * (يوم يأت) * ذلك اليوم * (لا تكلم) * فيه حذف إحدى التاءين * (نفس إلا بإذنه) * تعالى * (فمنهم) * أي الخلق * (شقي و) * منهم * (سعيد) * كتب كل في الازل. (106) * (فأما الذين شقوا) * في علمه تعالى * (ففي النار لهم فيها زفير) * صوت شديد * (وشهيق) * صوت ضعيف. (107) * (خالدين فيها ما دامت السماوات والارض) * أي مدة دوامهما في الدنيا * (إلا) * غير * (ما شاء ربك) * من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبدا * (إن ربك فعال لما يريد) *. (108) * (وأما الذين سعدوا) * بفتح السين وضمها * (ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض إلا) * غير * (ما شاء ربك) * كما تقدم، ودل عليه فيهم قوله * (عطاء غير مجذوذ) * مقطوع وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من التكلف والله أعلم بمراده. (109) * (فلا تك) * يا محمد * (في مرية) * شك * (مما يعبد هؤلاء) * من الاصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم) * أي كعبادتهم * (من قبل) * وقد عذبناهم * (وإنا لموفوهم) * مثلهم * (نصيبهم) * حظهم من العذاب * (غير منقوص) * أي تاما. (110) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (فاختلف فيه) * بالتصديق والتكذيب كالقرآن * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة * (لقضي بينهم) * في الدنيا فيما اختلفوا فيه * (وإنهم) * أي المكذبين به * (لفي شك منه مريب) * موقع في الريبة. (111) * (وإن) * بالتخفيف والتشديد * (كلا) * أي كل الخلائق * (لما) * ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة وفي قراءة بتشديد لما بمعنى إلا = امرأة حين نزلت هذه الآية (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) قالت: إني أريد أن تقسم لي من نفقتك وقد كانت رضيت أن يدعها فلا يطلقها ولا يأتيها فأنزل الله (وأحضرت الانفس الشح). أسباب نزول الآية 135 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: لما = (*)
[ 301 ]
فإن نافية * (ليوفينهم ربك أعمالهم) * أي جزاءها * (إنه بما يعملون خبير) * عالم ببواطنه كظواهره. (112) * (فاستقم) * على العمل بأمر ربك والدعاء إليه * (كما أمرت و) * ليستقم * (من تاب) * آمن * (معك ولا تطغوا) * تجاوزوا حدود الله * (إنه بما تعملون بصير) * فيجازيكم به. (113) * (ولا تركنوا) * تميلوا * (إلى الذين ظلموا) * بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم * (فتمسكهم) * تصيبكم * (النار وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من) * زائدة * (أولياء) * يحفظونكم منه * (ثم لا تنصرون) * تمنعون من عذابه. (114) * (وأقم الصلاة طرفي النهار) * الغداة والعشي أي: الصبح والظهر والعصر * (وزلفا) * جمع زلفة أي: طائفة * (من الليل) * المغرب والعشاء * (إن الحسنات) * كالصلوات الخمس * (يذهبن السيئات) * الذنوب الصغائر نزلت فيمن قبل أجنبية فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألي هذا ؟ فقال " لجميع أمتي كلهم " رواه الشيخان * (ذلك ذكرى للذاكرين) * عظة للمتعظين. (115) * (واصبر) * يا محمد على أذى قومك أو على الصلاة * (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) * بالصبر على الطاعة. (116) * (فلولا) * فهلا * (كان من القرون) * الامم الماضية * (من قبلكم أولوا بقية) * أصحاب دين وفضل * (ينهون عن الفساد في الارض) * المراد به النفي: أي ما كان فيهم ذلك * (إلا) * لكن * (قليلا ممن أنجينا منهم) * نهوا فنجوا ومن للبيان * (واتبع الذين ظلموا) * بالفساد وترك النهي * (ما أترفوا) * نعموا * (فيه وكانوا مجرمين) * (117) * (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم) * منه لها * (وأهلها مصلحون) * مؤمنون = نزلت هذه الآية في النبي صلى الله عليه وسلم اختصم إليه رجلان غني وفقير وكان صلى الله عليه وسلم مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير. أسباب نزول الآية 148 قوله تعالى: (لا يحب الله الجهر) الآية أخرج هناد بن السري في كتاب الزهد عن مجاهد قال: = (*)
[ 302 ]
(118) * (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) * أهل دين واحد * (ولا يزالون مختلفين) * في الدين (119) * (إلا من رحم ربك) * أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه * (ولذلك خلقهم) * أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها * (وتمت كلمة ربك) * وهي * (لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) *. (120) * (وكلا) * نصب بنقص وتنوينه عوض المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه * (نقص عليك من أنباء الرسل ما) * بدل من كلا * (نثبت) * نطمن * (به فؤادك) * قلبك * (وجاءك في هذه) * الانباء أو الآيات * (الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) * خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الايمان بخلاف الكفار. (121) * (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم) * حالتكم * (إنا عاملون) * على حالتنا تهديد لهم. (122) * (وانتظروا) * عاقبة أمركم * (إنا منتظرون) * ذلك. (123) * (ولله غيب السماوات والارض) * أي علم ما غاب فيهما * (وإليه يرجع) * بالبناء للفاعل يعود وللمفعول يرد * (الامر كله) * فينتقم ممن عصى * (فاعبده) * وحده * (وتوكل عليه) * ثق به فإنه كافيك * (وما ربك بغافل عما يعملون) * وإنما يؤخرهم لوقتهم وفي قراءة بالفوقانية. * (سورة يوسف) * [ مكية إلا الآيات 1 و 2 و 3 و 7 فمدنية وآياتها 111 نزلت بعد سورة هود ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الر) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (المبين) * المظهر للحق من الباطل. (2) * (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) * بلغة العرب * (لعلكم) * يا أهل مكة * (تعقلون) * تفقهون معانيه. = نزلت (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) في رجل أضاف رجلا بالمدينة فأساء قراه فتحول عنه فجعل يثني عليه بما أولاه فرخص له أن يثني عليه بما أولاه. أسباب نزول الآية 153 قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء = (*)
[ 303 ]
(3) * (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا) * بإيحائنا * (إليك هذا القرآن وإن) * مخففة أي وإنه * (كنت من قبله لمن الغافلين) *. (4) اذكر * (إذ قال يوسف لابيه) * يعقوب * (يا أبت) * بالكسر دلالة على ياء الاضافة المحذوفة والفتح دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء * (إني رأيت) * في المنام * (أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم) * تأكيد * (لي ساجدين) * جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقلاء. (5) * (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) * يحتالون في هلاكك حسدا لعلمهم بتأويلها من أنهم الكواكب والشمس أمك والقمر أبوك * (إن الشيطان للانسان عدو مبين) * ظاهر العداوة. (6) * (وكذلك) * كما رأيت * (يجتبيك) * يختارك * (ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث) * تعبير الرؤيا * (ويتم نعمته عليك) * بالنبوة * (وعلى آل يعقوب) * أولاده * (كما أتمها) * بالنبوة * (على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه بهم. (7) * (لقد كان في) * خبر * (يوسف وإخوته) * وهم أحد عشر * (آيات) * عبر * (للسائلين) * عن خبرهم. (8) * (اذكر) * * (إذ قالوا) * أي بعض إخوة يوسف لبعضهم * (ليوسف) * مبتدأ * (وأخوه) * شقيقه بنيامين * (أحب) * خبر * (إلى أبينا منا ونحن عصبة) * جماعة * (إن أبانا لفي ضلال) * خطأ * (مبين) * بين بإيثارهما علينا. (9) * (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا) * أي بأرض بعيدة * (يخل لكم وجه أبيكم) * = ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن موسى جاءنا بالالواح من عند الله فأتنا بالالواح حتى نصدقك فأنزل الله (يسألك أهل الكتاب) إلى قوله (بهتانا عظيما) فجثا رجل من اليهود فقال: ما أنزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئا فأنزل الله (وما قدروا الله حق قدره) الآية. (*)
[ 304 ]
بأن يقبل عليكم ولا يلتفت لغيركم * (وتكونوا من بعده) * أي بعد قتل يوسف أو طرحه * (قوما صالحين) * بأن تتوبوا (10) * (قال قائل منهم) * هو يهوذا * (لا تقتلوا يوسف وألقوه) * اطرحوه * (في غيابت الجب) * مظلم البئر وفي قراءة بالجمع * (يلتقطه بعض السيارة) * المسافرين * (إن كنتم فاعلين) * ما أردتم من التفريق فاكتفوا بذلك. (11) * (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون) * لقائمون بمصالحه (12) * (أرسله معنا غدا) * إلى الصحراء * (نرتع ونلعب) * بالنون والياء فيهما ننشط ونتسع * (وإنا له لحافظون) * (13) * (قال إني ليحزنني أن تذهبوا) * أي ذهابكم * (به) * لفراقه * (وأخاف أن يأكله الذئب) * المراد به الجنس وكانت أرضهم كثيرة الذئاب * (وأنتم عنه غافلون) * مشغولون. (14) * (قالوا لئن) * لام قسم * (أكله الذئب ونحن عصبة) * جماعة * (إنا إذا لخاسرون) * عاجزون فأرسله معهم. (15) * (فلما ذهبوا به وأجمعوا) * عزموا * (أن يجعلوه في غيابت الجب) * وجواب لما محذوف أي فعلوا ذلك بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله وأدلوه فلما وصل إلى نصف البئر ألقوه ليموت فسقط في الماء ثم أوى إلى صخرة فنادوه فأجابهم يظن رحمتهم فأرادوا رضخه بصخرة فمنعهم يهوذا * (وأوحينا إليه) * في الجب وحي حقيقة وله سبع عشرة سنة أو دونها تطمينا لقلبه * (لتنبئنهم) * بعد اليوم * (بأمرهم) * بصنيعهم * (هذا وهم لا يشعرون) * بك حال الانباء (16) * (وجاءوا أباهم عشاء) * وقت المساء * (يبكون) * أسباب نزول الآية 163 قوله تعالى: (إنا أوحينا إليك) الآية روى ابن اسحاق عن ابن عباس قال: قال عدي بن زيد: ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شئ من بعد موسى فأنزل الله الآية. أسباب نزول الآية 166 قوله تعالى: (لكن الله يشهد) الآية روى ابن اسحاق عن ابن عباس قال: دخل جماعة من اليهود = (*)
[ 305 ]
(17) * (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) * نرمي * (وتركنا يوسف عند متاعنا) * ثيابنا * (فأكله الذئب وما أنت بمؤمن) * بمصدق * (لنا ولو كنا صادقين) * عندك لاتهمتنا في هذه القصة لمحبة يوسف فكيف وأنت تسئ الظن بنا (18) * (وجاءوا على قميصه) * محله نصب على الظرفية أي فوقه * (بدم كذب) * أي ذي كذب بأن ذبحوا سخلة ولطخوه بدمها وذهلوا عن شقه وقالوا إنه دمه * (قال) * يعقوب لما رآه صحيحا وعلم كذبهم * (بل سولت) * زينت * (لكم أنفسكم أمرا) * ففعلتموه به * (فصبرا جميل) * لا جزع فيه، وهو خبر مبتدأ محذوف أي أمري * (والله المستعان) * المطلوب منه العون * (على ما تصفون) * تذكرون من أمر يوسف (19) * (وجاءت سيارة) * مسافرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف * (فأرسلوا واردهم) * الذي يرد الماء ليستقي منه * (فأدلي) * أرسل * (دلوه) * في البئر فتعلق بها يوسف فأخرجه فلما رآه * (قال يا بشراي) * وفي قراءة بشرى ونداؤها مجاز أي احضري فهذا وقتك * (هذا غلام) * فعلم به إخوته فأتوه * (وأسروه) * أي أخفوا أمره جاعليه * (بضاعة) * بأن قالوا هذا عبدنا أبق، وسكت يوسف خوفا من أن يقتلوه * (والله عليم بما يعملون) * (20) * (وشروه) * باعوه منهم * (بثمن بخس) * ناقص * (دراهم معدودة) * عشرين أو اثنين وعشرين * (وكانوا) * أي إخوته * (فيه من الزاهدين) * فجاءت به السيارة إلى مصر فباعه الذي اشتراه بعشرين دينارا وزوجي نعل وثوبين (21) * (وقال الذي اشتراه من مصر) * وهو قطفير العزيز * (لامرأته) * زليخا * (أكرمي مثواه) * مقامه عندنا * (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) * وكان حصورا = على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم إني أعلم أنكم تعلمون أني رسول الله فقالوا ما نعلم ذلك فأنزل الله (لكن الله يشهد). أسباب نزول الآية 176 قوله تعالى (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) الآية، روى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال اشتكيت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أوصني لاخواتي بالثلث قال أحسن قلت بالشطر قال أحسن ثم = (*)
[ 306 ]
* (وكذلك) * كما نجيناه من القتل والجب وعطفنا عليه قلب العزيز * (مكنا ليوسف في الارض) * أرض مصر حتى بلغ ما بلغ * (ولنعلمه من تأويل الاحاديث) * تعبير الرؤيا عطف على مقدر متعلق بمكنا أي لنملكه أو الواو زائدة * (والله غالب على أمره) * تعالى لا يعجزه شئ * (ولكن أكثر الناس) * وهم الكفار * (لا يعلمون) * ذلك (22) * (ولما بلغ أشده) * وهو ثلاثون سنة أو وثلاث * (آتيناه حكما) * حكمة * (وعلما) * فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا * (وكذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) * لانفسهم (23) * (وراودته التي هو في بيتها) * هي زليخا * (عن نفسه) * أي طلبت منه أن يواقعها * (وغلقت الابواب) * للبيت * (وقالت) * له * (هيت لك) * أي هلم واللام للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء وأخرى بضم التاء * (قال معاذ الله) * أعوذ بالله من ذلك * (إنه) * الذي اشتراني * (ربي) * سيدي * (أحسن مثواي) * مقامي فلا أخونه في أهله * (إنه) * أي الشأن * (لا يفلح الظالمون) * الزناة (24) * (ولقد همت به) * قصدت منه الجماع * (وهم بها) * قصد ذلك * (لولا أن رأى برهان ربه) * قال ابن عباس مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها * (كذلك) * أريناه البرهان * (لنصرف عنه السوء) * الخيانة * (والفحشاء) * الزنا * (إنه من عبادنا المخلصين) * في الطاعة وفي قراءة بفتح اللام أي المختارين (25) * (واستبقا الباب) * بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها * (وقدت) * شقت * (قميصه من دبر وألفيا) * وجدا * (سيدها) * زوجها = خرج ثم دخل علي قال لا: أراك تموت في وجعك هذا إن الله أنزل وبين ما لاخواتك وهو الثلثان فكان جابر يقول نزلت هذه الآية في (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) قال الحافظ ابن حجر هذه قصة أخرى لجابر غير التي تقدمت في أول السورة وأخرج ابن مردويه عن عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يورث الكلالة فأنزل الله (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) إلى آخرها. = (*)
[ 307 ]
* (لدى الباب) * فنزهت نفسها ثم * (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) * زنا * (إلا أن يسجن) * يحبس في سجن * (أو عذاب أليم) * مؤلم بأن يضرب. (26) * (قال) * يوسف متبرئا * (هي راودتني عن نفسي وشهد من أهلها) * ابن عمها، روي أنه كان في المهد فقال * (إن كان قميصه من قبل) * قدام * (فصدقت وهو من الكاذبين) *. (27) * (وإن كان قميصه قد من دبر) * خلف * (فكذبت وهو من الصادقين) *. (28) * (فلما رأى) * زوجها * (قميصه قد من دبر قال إنه) * أي قولك (ما جزاء من أراد) الخ * (من كيدكن) * أيها النساء * (إن كيدكن عظيم) *. (29) ثم قال يا * (يوسف أعرض عن هذا) * الامر ولا تذكره لئلا يشيع * (واستغفري) * يا زليخا * (لذنبك إنك كنت من الخاطئين) * الآثمين، واشتهر الخبر وشاع. (30) * (وقال نسوة في المدينة) * مدينة مصر * (امرأة العزيز تراود فتاها) * عبدها * (عن نفسه قد شغفها حبا) * تمييز، أي دخل حبه شغاف قلبها، أي غلافه * (إنا لنراها في ضلال) * أي في خطأ * (مبين) * بين بحبها إياه. (31) * (فلما سمعت بمكرهن) * غيبتهن لها * (أرسلت إليهن وأعتدت) * أعدت * (لهن متكأ) * طعاما يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الاترج * (وآتت) * أعطت * (كل واحدة منهن سكينا وقالت) * ليوسف * (اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه) * أعظمنه * (وقطعن أ يديهن) * بالسكاكين ولم يشعرن بالالم لشغل قلبهن بيوسف * (وقلن حاش لله) * تنزيها له = " تنبيه " إذا تأملت ما أوردناه من أسباب نزول آيات هذه السورة عرفت الرد على من قال بأنها مكية. (سورة المائدة) أسباب نزول الآية 2 قوله تعالى (لا تحلوا شعائر الله) الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة قال قدم الحطم بن هند = (*)
[ 308 ]
* (ما هذا) * أي يوسف * (بشرا إن) * ما (هذا إلا ملك كريم) * لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة البشرية، وفي الحديث (أنه أعطي شطر الحسن). (32) * (قالت) * امرأة العزيز لما رأت ما حل بهن * (فذلكن) * فهذا هو * (الذي لمتنني فيه) * في حبه بيان لعذرها * (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) * امتنع * (ولئن لم يفعل ما آمره) * به * (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) * الذليلين فقلن له أطع مولاتك. (33) * (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب) * أمل * (إليهن وأكن) * أصر * (من الجاهلين) * المذنبين والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى: (34) * (فاستجاب له ربه) * دعاءه * (فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل. (35) * (ثم بدا) * ظهر * (لهم من بعد ما رأوا الآيات) * الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه دل على هذا * (ليسجننه حتى) * إلى * (حين) * ينقطع فيه كلام الناس فسجن. (36) * (ودخل معه السجن فتيان) * غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه فرأياه يعبر الرؤيا فقالا لنختبرنه * (قال أحدهما) * وهو الساقي * (إني أراني أعصر خمرا) * أي عنبا * (وقال الآخر) * وهو صاحب الطعام * (إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا) * خبرنا * (بتأويله) * بتعبيره * (إنا نراك من المحسنين) *. = البكري المدينة في عير له يحمل طعاما فباعه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم فلما خارجا نظر إليه فقال لمن عنده لقد دخل علي بوجه وولى بقفا غادر فلما قدم اليمامة ارتد عن الاسلام وخرج في عير له يحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والانصار ليقتطعوه في عيره فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) = (*)
[ 309 ]
(37) * (قال) * لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا * (لا يأتيكما طعام ترزقانه) * في منامكما * (إلا نبأتكما بتأويله) * في اليقظة * (قبل أن يأتيكما) * تأويله * (ذلكما مما علمني ربي) * فيه حث على إيمانهما ثم قواه بقوله * (إني تركت ملة) * دين * (قوم لا يؤمنون بالله وهو بالآخرة هم) * تأكيد * (كافرون) *. (38) * (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان) * ينبغي * (لنا أن نشرك بالله من) * زائدة * (شئ) * لعصمتنا * (ذلك) * التوحيد * (من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس) * وهم الكفار * (لا يشكرون) * الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الايمان فقال: (39) * (يا صاحبي) * ساكني * (السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) * خير ؟ استفهام تقرير. (40) * (ما تعبدون من دونه) * أي غيره * (إلا أسماء سميتموها) * سميتم بها أصناما * (أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها) * بعبادتها * (من سلطان) * حجة وبرهان * (إن) * ما * (الحكم) * القضاء * (إلا لله) * وحده * (أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك) * التوحيد * (الدين القيم) * المستقيم * (ولكن أكثر الناس) * وهم الكفار * (لا يعلمون) * ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون. (41) * (يا صاحبي السجن أما أحدكما) * أي الساقي فيخرج بعد ثلاث * (فيسقي ربه) * سيده * (خمرا) * على عادته * (وأما الآخر) * فيخرج بعد ثلاث * (فيصلب فتأكل الطير من رأسه) * هذا تأويل رؤياكما فقالا ما رأينا شيئا فقال * (قضي) * تم * (الامر الذي فيه تستفتيان) * سألتما عنه صدقتما أم كذبتما. = الآية فانتهى القوم وأخرج عن السدي نحوه. قوله تعالى (ولا يجر منكم) الآية أخرج ابن ابي حاتم عن زيد بن أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمرة فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نصد = (*)
[ 310 ]
(42) * (وقال للذي ظن) * أيقن * (أنه ناج منهما) * وهو الساقي * (اذكرني عند ربك) * سيدك فقل له إن في السجن غلاما محبوسا ظلما، فخرج * (فأنساه) * أي الساقي * (الشيطان ذكر) * يوسف عند * (ربه فلبث) * مكث يوسف * (في السجن بضع سنين) * قيل سبعا وقيل اثنتي عشرة. (43) * (وقال الملك) * ملك مصر الريان بن الوليد * (إني أرى) * أي رأيت * (سبع بقرات سمان يأكلهن) * يبتلعهن * (سبع) * من البقر * (عجاف) * جمع عجفاء * (وسبع سنبلات خضر وأخر) * أي سبع سنبلات * (يابسات) * قد التوت على الخضر وعلت عليها * (يا أيها الملا أفتوني في رؤياي) * بينوا لي تعبيرها * (إن كنتم للرؤيا تعبرون) * فاعبروها (44) * (قالوا) * هذه * (أضغاث أحلام) * أخلاط * (وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين) *. (45) * (وقال الذي نجا منهما) * أي من الفتيين وهو الساقي * (وادكر) * فيه إبدال التاء في الاصل دالا وإدغامها في الدال أي تذكر * (بعد أمة) * حين حال يوسف * (أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) * فأرسلوه فأتى يوسف فقال: (46) يا * (يوسف أيها الصديق) * الكثير الصدق * (أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس) * أي الملك وأصحابه * (لعلهم يعلمون) * تعبيرها (47) * (قال تزرعون) * أي ازرعوا * (سبع سنين دأبا) * متتابعة وهي تأويل السبع السمان * (فما حصدتم فذروه) * أي اتركوه * (في سنبله) * لئلا يفسد * (إلا قليلا مما تأكلون) * فادرسوه. (48) * (ثم يأتي من بعد ذلك) * أي السبع المخصبات * (سبع شداد) * مجدبات صعاب وهي تأويل السبع العجاف * (يأكلن ما قدمتم لهن) * من الحب المزروع في السنين المخصبات أي تأكلونه فيهن * (إلا قليلا مما تحصنون) * تدخرون. (49) * (ثم يأتي من بعد ذلك) * أي السبع المجدبات * (عام فيه يغاث الناس) * بالمطر * (وفيه يعصرون) * الاعناب وغيرها لخصبه. = هؤلاء كما صدوا أصحابنا فأنزل الله (ولا يجرمنكم) الآية. أسباب نزول الآية قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة) الآية، أخرج ابن مندة في كتاب الصحابة من طريق عبد الله بن جبلة بن حبان ابن حجر عن أبيه عن جده حبان قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة، فأنزل تحريم الميتة فأكفأت القدر. (*)
[ 311 ]
(50) * (وقال الملك) * لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها * (ائتوني به) * أي بالذي عبرها * (فلما جاءه) * أي يوسف * (الرسول) * وطلبه للخروج * (قال) * قاصدا إظهار براءته * (ارجع إلى ربك فاسأله) * أن يسأل * (ما بال) * حال * (النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي) * سيدي * (بكيدهن عليم) * فرجع فأخبر الملك فجمعهن (51) * (قال ما خطبكن) * شأنكن * (إذ راودتن يوسف عن نفسه) * هل وجدتن منه ميلا إليكن * (قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص) * وضح * (الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) * في قوله: (هي راودتني عن نفسي) فأخبر يوسف بذلك فقال: (52) * (ذلك) * أي طلب البراءة * (ليعلم) * العزيز * (أني لم أخنه) * في أهله * (بالغيب) * حال * (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) * ثم تواضع لله فقال: (53) * (وما أبرئ نفسي) * من الزلل * (إن النفس) * الجنس * (لامارة) * كثيرة الامر * (بالسوء إلا ما) * بمعنى من * (رحم ربي) * فعصمه * (إن ربي غفور رحيم) *. (54) * (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي) * أجعله خالصا لي دون شريك فجاءه الرسول وقال: أجب الملك فقام وودع أهل السجن ودعا لهم ثم اغتسل ولبس ثيابا حسانا ودخل عليه * (فلما كلمه قال) * له * (إنك اليوم لدينا مكين أمين) * ذو مكانة وأمانة على أمرنا فماذا ترى أن نفعل ؟ قال: اجمع الطعام وازرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة وادخر الطعام في سنبله فتأتي إليك الخلق ليمتاروا منك، فقال: ومن لي بهذا ؟ (55) * (قال) * يوسف * (اجعلني على خزائن الارض) * أرض مصر * (إني حفيظ عليم) * ذو حفظ وعلم بأمرها، وقيل كاتب حاسب. (56) * (وكذلك) * كإنعامنا عليه بالخلاص من السجن * (مكنا ليوسف في الارض) * أرض مصر * (يتبوأ) * ينزل * (منها حيث يشاء) * أسباب نزول الآية 4 قوله تعالى (يسألونك ماذا أحل لهم) الآية روى الطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم عن أبي رافع قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأستأذن على هفأذن له فأبطأ فأخذ رداءه فخرج إليه وهو قائم بالباب فقال قد أذنا لك قال أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو فأمر أبا رافع لا تدع كلبا بالمدينة الا قتلته فأتاه الناس، = (*)
[ 312 ]
بعد الضيق والحبس وفي القصة أن الملك توجه وختمه وولاه مكان العزيز وعزله ومات بعد، فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين، وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب * (نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين) *. (57) * (ولاجر الآخرة خير) * من أجر الدنيا * (للذين آمنوا وكانوا يتقون) * ودخلت سنو القحط وأصاب أرض كنعان والشام. (58) * (وجاء إخوة يوسف) * إلا بنيامين ليمتاروا لما بلغهم أن عزيز مصر يعطي الطعام بثمنه * (فدخلوا عليه فعرفهم) * أنهم إخوته * (وهم له منكرون) * لا يعرفونه لبعد عهدهم به وظنهم هلاكه فكلموه بالعبرانية فقال كالمنكر عليهم: ما أقدمكم بلادي ؟ فقالوا للميرة فقال لعلكم عيون قالوا معاذ الله قال فمن أين أنتم ؟ قالوا من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله، قال وله أولاد غيركم ؟ قالوا نعم كنا اثني عشر فذهب أصغرنا هلك في البرية وكان أحبنا إليه وبقي شقيقه فاحتسبه ليتسلى به عنه فأمر بإنزالهم وإكرامهم. (59) * (ولما جهزهم بجهازهم) * وفى لهم كيلهم * (قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم) * أي بنيامين لاعلم صدقكم فيما قلتم * (ألا ترون أني أوفي الكيل) * أتمه من غير بخس * (وأنا خير المنزلين) *. (60) * (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي) * أي ميرة * (ولا تقربون) * نهي أو عطف على محل فلا كيل أي تحرموا ولا تقربوا. (61) * (قالوا سنراود عنه أباه) * سنجتهد في طلبه منه * (وإنا لفاعلون) * ذلك. (62) * (وقال لفتيته) * وفي قراءة لفتيانه غلمانه * (اجعلوا بضاعتهم) * التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم * (في رحالهم) * أوعيتهم * (لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم) * وفرغوا أوعيتهم * (لعلهم يرجعون) * إلينا لانهم لا يستحلون إمساكها. = فقالوا يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الامة التي أمرت بقتلها فنزلت (يسألونك ماذا أحل لهم) الآية وروى ابن جرير عن عكرمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع في قتل الكلاب حتى بلغ العوالي فدخل عاصم بن عدي وسعد ابن حثمة وعويمر بن ساعدة فقالوا ماذا أحل لنا يا رسول الله فنزلت (يسألونك ماذا أحل لهم) وأخرج عن محمد بن كعب القرظي قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب = (*)
[ 313 ]
(63) * (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا منع منا الكيل) * إن لم ترسل أخانا إليه * (فأرسل معنا أخانا نكتل) * بالنون والياء * (وإنا له لحافظون) *. (64) * (قال هل) * ما * (آمنتم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه) * يوسف * (من قبل) * وقد فعلتم به ما فعلتم * (فالله خير حفظا) * وفي قراءة حافظا تمييز كقولهم لله دره فارسا * (وهو أرحم الراحمين) * فأرجو أن يمن بحفظه. (65) * (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي) * ما استفهامية أي أي شئ نطلب من إكرام الملك أعظم من هذا وقرئ بالفوقانية خطابا ليعقوب وكانوا ذكروا له إكراما لهم * (هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا) * نأتي بالميرة لهم وهي الطعام * (ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير) * لاخينا * (ذلك كيل يسير) * سهل على الملك لسخائه. (66) * (قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا) * عهدا * (من الله) * بأن تحلفوا * (لتأتنني به إلا أن يحاط بكم) * بأن تموتوا أو تغلبوا فلا تطيقوا الاتيان به فأجابوه إلى ذلك * (فلما آتوه موثقهم) * بذلك * (قال الله على ما نقول) * نحن وأنتم * (وكيل) * شهيد وأرسله معهم. (67) * (وقال يا بني لا تدخلوا) * مصر * (من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) * لئلا تصيبكم العين * (وما أغني) * أدفع * (عنكم) * بقولي ذلك * (من الله من) * زائدة * (شئ) * قدره عليكم وإنما ذلك شفقة * (إن) * ما * (الحكم إلا لله) * وحده * (عليه توكلت) * به وثقت * (وعليه فليتوكل المتوكلون) *. (68) قال تعالى: * (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم) * أي متفرقين * (ما كان يغني عنهم من الله) * أي قضائه * (من) * زائدة * (شئ إلا) * لكن * (حاجة في نفس يعقوب قضاها) * وهي إرادة دفع العين شفقة * (وإنه لذو علم لما علمناه) * لتعليمنا إياه * (ولكن أكثر الناس) * وهم الكفار * (لا يعلمون) * إلهام الله لاصفيائه. = قالوا يا رسول الله ماذا يحل لن امن هذه الامة وأخرج من طريق الشعبي أن عدي بن حاتم الطائي قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن صيد الكلاب فلم يدر ما يقول له حتى نزلت هذه الآية (تعلمونهن مما علمكم الله) وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن جبير أن عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة وإن كلاب آل ذريح = (*)
[ 314 ]
(69) * (ولما دخلوا على يوسف آوى) * ضم * (إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس) * تحزن * (بما كانوا يعملون) * من الحسد لنا وأمره أن لا يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده. (70) * (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية) * هي صاع من الذهب مرصع بالجوهر * (في رحل أخيه) * بنيامين * (ثم أذن مؤذن) * نادى مناد بعد انفصالهم عن مجلس يوسف * (أيتها العير) * القافلة * (إنكم لسارقون) *. (71) * (قالوا و) * قد * (أقبلوا عليهم ماذا) * ما الذي * (قفقدون) * - ه. (72) * (قالوا نفقد صواع) * صاع * (الملك ولمن جاء به حمل بعير) * من الطعام * (وأنا به) * بالحمل * (زعيم) * كفيل. (73) * (قالوا تالله) * قسم فيه معنى التعجب * (لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين) * ما سرقنا قط. (74) * (قالوا) * أي المؤذن وأصحابه * (فما جزاؤه) * أي السارق * (إن كنتم كاذبين) * في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم. (75) * (قال جزاؤه) * مبتدأ خبره * (من وجد في رحله) * يسترق ثم أكد بقوله * (فهو) * أي السارق * (جزاؤه) * أي المسروق لا غير وكانت سنة آل يعقوب * (كذلك) * الجزاء * (نجزي الظالمين) * بالسرقة فصرحوا ليوسف بتفتيش أوعيتهم. (76) * (فبدأ بأوعيتهم) * ففتشها * (قبل وعاء أخيه) * لئلا يتهم * (ثم استخرجها) * أي السقاية * (من وعاء أخيه) * قال تعالى: * (كذلك) * الكيد * (كدنا ليوسف) * علمناه الاحتيال في أخذ أخيه * (ما كان) * يوسف * (ليأخذ أخاه) * رقيقا عن السرقة * (في دين الملك) * حكم ملك مصر لان جزاءه عنده الضرب وتغريم مثلي المسروق لا الاسترقاق * (إلا أن يشاء الله) * أخذه بحكم أبيه أي لم يتمكن من أخذه إلا بمشيئة الله بإلهامه سؤال إخوته وجوابهم بسنتهم * (نرفع درجات من نشاء) * بالاضافة والتنوين في العلم كيوسف = تصيد القر والحمير والظباء وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها، فنزلت (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). أسباب نزول الآية 6 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) الآية روى البخاري من طريق عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فثنى = (*)
[ 315 ]
* (وفوق كل ذي علم) * من المخلوقين * (عليم) * أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى. (77) * (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) * أي يوسف وكان سرق لابي أمه صنما من ذهب فكسره لئلا يعبده * (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها) * يظهرها * (لهم) * والضمير للكلمة التي في قوله * (قال) * في نفسه * (أنتم شر مكانا) * من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له * (والله أعلم) * عالم * (بما تصفون) * تذكرون من أمره. (78) * (قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا) * يحبه أكثر منا ويتسلى به عن ولده الهالك ويحزنه فراقه * (فخذ أحدنا) * استعبده * (مكانه) * بدلا منه * (إنا نراك من المحسنين) * في أفعالك. (79) * (قال معاذ الله) * نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول أي نعوذ بالله من * (أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) * لم يقل من سرق تحرزا من الكذب * (إنا إذا) * إن أخذنا غيره * (لظالمون) *. (80) * (فلما استيأسوا) * يئسوا * (منه خلصوا) * اعتزلوا * (نجينا) * مصدر يصلح للواحد وغيره أي يناجي بعضهم بعضا * (قال كبيرهم) * سنا روبيل أو رأيا: يهوذا * (ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا) * عهدا * (من الله) * في أخيكم * (ومن قبل ما) * زائدة * (فرطتم في يوسف) * وقيل ما مصدرية مبتدأ خبره من قبل * (فلن أبرح) * أفارق * (الارض) * أرض مصر * (حتى يأذن لي أبي) * بالعود إليه * (أو يحكم الله لي) * بخلاص أخي * (وهو خير الحاكمين) * أعدلهم. (81) * (إرجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا) * عليه * (إلا بما علمنا) * تيقنا من مشاهدة الصاع في رحله * (وما كنا للغيب) * لما غاب عنا حين إعطاء الموثق * (حافظين) * ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه. (82) * (واسأل القرية التي كنا فيها) * هي مصر أي أرسل إلى أهلها فاسألهم * (والعير) * رأسه في حجري راقدا وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) إلى قوله (لعلكم تشكرون) فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر. وروى الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت لما كان من أمر عقدي ما = (*)
[ 316 ]
أصحاب العير * (التي أقبلنا فيها) * وهم قوم من كنعان * (وإنا لصادقون) * في قولنا فرجعوا إليه وقالوا له ذلك. (83) * (قال بل سولت) * زينت * (لكم أنفسكم أمرا) * ففعلتموه إتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف * (فصبر جميل) * صبري * (عسى الله أن يأتيني بهم) * بيوسف وأخويه * (جميعا إنه هو العليم) * بحالي * (الحكيم) * في صنعه. (84) * (وتولى عنهم) * تاركا خطابهم * (وقال يا أسفى) * الالف بدل من ياء الاضافة أي يا حزني * (على يوسف وابيضت عيناه) * انمحق سوادهما وبدل بياضا من بكائه * (من الحزن) * عليه * (فهو كظيم) * مغموم مكروب لا يظهر كربه. (85) * (قالوا تالله) * لا * (تفتأ) * تزال * (تذكر يوسف حتى تكون حرضا) * مشرفا على الهلاك لطول مرضك وهو مصدر يستوي فيه الواحد وغيره * (أو تكون من الهالكين) * الموتى. (86) * (قال) * لهم * (إنما أشكو بثي) * هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس * (وحزني إلى الله) * لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه * (وأعلم من الله ما لا تعلمون) * من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي ثم قال: (87) * (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) * اطلبوا خبرهما * (ولا تيأسوا) * تقنطوا * (من روح الله) * رحمته * (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * فانطلقوا نحو مصر ليوسف. (88) * (فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) * الجوع * (وجئنا ببضاعة مزجاة) * مدفوعة يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفا أو غيرها * (فأوف) * أتم * (لنا الكيل وتصدق علينا) * بالمسامحة عن رداءة بضاعتنا * (إن الله يجزي المتصدقين) * يثيبهم فرق لهم وأدركته الرحمة ورفع الحجاب بينه وبينهم. (89) ثم * (قال) * لهم توبيخا * (هل علمتم ما فعلتم بيوسف) * من الضرب والبيع وغير ذلك * (وأخيه) * = كان وقال أهل الافك ما قالوا خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه، فقال لي أبو بكر بنية في كل تكونين عناء وبلاء على الناس فأنزل اللله الرخصة في التيمم فقال أبو بكر: إنك لمباركة (تنبيهان) الاول ساق البخاري هذا الحديث من رواية عمرو بن الحارث وفيه التصريح بأن آية التيممم المذكورة في رواية غيره هي آية المائدة وأكثر الرواة = (*)
[ 317 ]
من هضمكم له بعد فراق أخيه * (إذ أنتم جاهلون) * ما يؤول إليه أمر يوسف (90) * (قالوا) * بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين * (أئنك) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين * (لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من) * أنعم * (الله علينا) * بالاجتماع * (إنه من يتق) * يخف الله * (ويصبر) * على ما يناله * (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) * فيه وضع الظاهر موضع المضمر (91) * (قالوا تالله لقد آثرك) * فضلك * (الله علينا) * بالملك وغيره * (وإن) * مخففة أي إنا * (كنا لخاطئين) * آثمين في أمرك فأذللناك. (92) * (قال لا تثريب) * عتب * (عليكم اليوم) * خصه بالذكر لانه مظنة التثريب فغيره أولى * (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) * وسألهم عن أبيه فقالوا ذهبت عيناه فقال: (93) * (اذهبوا بقميصي هذا) * وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها ولا يلقى على مبتلى إلا عوفي * (فألقوه على وجه أبي يأت) * يصر * (بصيرا وائتوني بأهلكم أجمعين) *. (94) * (ولما فصلت العير) * خرجت من عريش مصر * (قال أبوهم) * لمن حضر من بنيه وأولادهم * (إني لاجد ريح يوسف) * أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسير ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر * (لولا أن تفندون) * تسفهون لصدقتموني. (95) * (قالوا) * له * (تالله إنك لفي ضلالك) * خطئك * (القديم) * من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد العهد. (96) * (فلما أن) * زائدة * (جاء البشير) * يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه (ألقاه) * طرح القميص * (على وجهه فارتد) * رجع * (بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون) *. = قالوا فنزلت آية التيمم ولم يبينوها، وقد قال ابن عبد البر هذه معضلة ما وجدت لدائها دواء لانا لا نعلم أي الآيتين عنت عائشة وقد قال ابن بطال هي آية النساء ووجهه بأن آية المائدة تسمى آية الوضوء وآية النساء لا ذكر للوضوء بها فيتجه تخصيصها بآية التيمم وأورد الواحدي هذا الحديث في أسباب النزول عند ذكر آية النساء ولا شك أن الذي مال إليه البخاري من أنها آية المائدة = (*)
[ 318 ]
(97) * (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) *. (98) * (قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) * أخر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى الاجابة أو إلى ليلة الجمعة ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والاكابر لتلقيهم. (99) * (فلما دخلوا على يوسف) * في مضربه * (آوى) * ضم * (إليه أبويه) * أباه وأمه أو خالته * (وقال) * لهم * (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) * فدخلوا وجلس يوسف على سريره. (100) * (ورفع أبويه) * أجلسهما معه * (على العرش) * السرير * (وخروا) * أي أبواه وإخوته * (له سجدا) * سجود انحناء لا وضع جبهة وكان تحيتهم في ذلك الزمان * (وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي) * إلي * (إذ أخرجني من السجن) * لم يقل من الجب تكرما لئلا تخجل إخوته * (وجاء بكم من البدو) * البادية * (من بعد أن نزغ) * أفسد * (الشيطان بيني وبين أخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم) * بخلقه * (الحكيم) * في صنعه وأقام عنده أبوه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة وحضره الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه ودفنه ثمة، ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثلاثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم فقال: * (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث) * تعبير الرؤيا * (فاطر) * خالق * (السماوات والارض أنت وليي) * متولي مصالحي * (في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) * من آبائي فعاش بعد ذلك أسبوعا أو أكثر ومات وله مائة وعشرون سنة وتشاح المصريون في قبره فجعلوه في صندوق من مرمر ودفنوه في أعلى النيل لتعم البركة جانبيه فسبحان من لا انقضاء لملكه. = هو الصواب للتصريح بها في الطريق المذكور. الثاني يدل الحديث على أن الوضوء كان واجبا عليهم قبل نزول الآية، ولهذا استعظموا نزولهم على غير ماء ووقع من أبي بكر في حق عائشة ما وقع قال ابن عبد البر معلوم عند جميع أهل المغازي أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل منذ فرضت عليه الصلاة إلا بوضوء ولا يدفع ذلك = (*)
[ 319 ]
(102) * (ذلك) * المذكور من أمر يوسف * (من أنباء) * أخبار * (الغيب) * ما غاب عنك يا محمد * (نوحيه إليك وما كنت لديهم) * لدى إخوة يوسف * (إذ أجمعوا أمرهم) * في كيده أي عزموا عليه * (وهم يمكرون) * به أي لم تحضرهم فتعرف قصتهم فتخبر بها وإنما حصل لك علمها من جهة الوحي. (103) * (وما أكثر الناس) * أي أهل مكة * (ولو حرصت) * على إيمانهم * (بمؤمنين) *. (104) * (وما تسألهم عليه) * أي القرآن * (من أجر) * تأخذه * (إن) * ما * (هو) * أي القرآن * (إلا ذكر) * عظة * (للعالمين) *. (105) * (وكأين) * وكم * (من آية) * دالة على وحدانية الله * (في السماوات والارض يمرون عليها) * يشاهدونها * (وهم عنها معرضون) * لا يتفكرون بها. (106) * (وما يؤمن أكثرهم بالله) * حيث يقرون بأنه الخالق الرازق * (إلا وهم مشركون) * به بعبادة الاصنام ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك، يعنونها. (107) * (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية) * نقمة تغشاهم * (من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بوقت إتيانها قبله. (108) * (قل) * لهم * (هذه سبيلي) * وفسرها بقوله * (أدعو إلى) * دين * (الله على بصيرة) * حجة واضحة * (أنا ومن اتبعني) * آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله * (وسبحان الله) * تنزيها له عن الشركاء * (وما أنا من المشركين) * من جملة سبيله أيضا. (109) * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى) * وفي قراءة بالنون وكسر الحاء * (إليهم) * لا ملائكة * (من أهل القرى) * الامصار لانهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم * (أفلم يسيروا) * أهل مكة * (في الارض فينظروا إلا جاحد أو معاند قال والحكمة في نزول آية الوضوء مع تقديم العمل به ليكون فرضه متلوا بالتنزيل وقال غيره يحتمل أن يكون أول الآية نزل مقدما مع فرض الوضوء ثم نزل بقيتها وهو ذكر التيمم في هذه القصة. قلت: الاول أصوب فإن فرض الوضوء كان مع فرض الصلاة بمكة والآية مدنية. (*)
[ 320 ]
كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم) * أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم * (ولدار الآخرة) * أي الجنة * (خير للذين اتقوا) * الله * (أفلا تعقلون) * بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنون. (110) * (حتى) * غاية لما دل عليه (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) أي فتراخى نصرهم حتى * (إذا استيئس) * يئس * (الرسل وظنوا) * أيقن الرسل * (أنهم قد كذبوا) * بالتشديد تكذيبا لا إيمان بعده والتخفيف أي ظن الامم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر * (جاءهم نصرنا فننجي) * بنونين مشددا ومخففا وبنون مشددا ماض * (من نشاء ولا يرد بأسنا) * عذابنا * (عن القوم المجرمين) * المشركين. (111) * (لقد كان في قصصهم) * أي الرسل * (عبرة لاولي الالباب) * أصحاب العقول * (ما كان) * هذا القرآن * (حديثا يفترى) * يختلق * (ولكن) * كان * (تصديق الذي بين يديه) * قبله من الكتب * (وتفصيل) * تبيين * (كل شئ) * يحتاج إليه في الدين * (وهدى) * من الضلالة * (ورحمة لقوم يؤمنون) * خصوا بالذكر لانتفاعهم به دون غيرهم. { سورة الرعد } [ مكية إلا * (ولا يزال الذين كفروا) * الآية * (ويقول الذين كفروا الست مرسلا) * الآية أو مدنية إلا * (ولو أن قرآنا) * الآيتين، 43 أو 44 أو 45 أو 46 آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلمر) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (والذي أنزل اليك من ربك) * أي القرآن مبتدأ خبره * (الحق) * لا شك فيه * (ولكن أكثر الناس) * أي أهل مكة * (لا يؤمنون) * بأنه من عنده تعالى. أسباب نزول الآية 11 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله) الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة ويزيد بن أبي زياد واللفظ له: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على كع ب بن الاشرف ويهود بني النضير يستعينهم في عقل أصابه فقالوا نعم اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس فقال حيي بن أخطب = (*)
[ 321 ]
(2) * (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) * أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة وهو صادق بأن لا عمد أصلا * (ثم استوى على العرش) * استواء يليق به * (وسخر) * ذلل * (الشمس والقمر كل) * منهما * (يجري) * في فلكه * (لاجل مسمى) * يوم القيامة * (يدبر الامر) * يقضي أمر ملكه * (يفصل) * يبين * (الآيات) * دلالات قدرته * (لعلكم) * يا أهل مكة * (بلقاء ربكم) * بالبعث * (توقنون) *. (3) * (وهو الذي مد) * بسط * (الارض وجعل) * خلق * (فيها رواسي) * جبالا ثوابت * (وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) * من كل نوع * (يغشي) * يغطي * (الليل) * بظلمته * (النهار إن في ذلك) * المذكور * (لآيات) * دلالات على وحدانيته تعالى * (لقوم يتفكرون) * في صنع الله. (4) * (وفي الارض قطع) * بقاع مختلفة * (متجاورات) * متلاصقات فمنها طيب وسبخ وقليل الريع وكثيره وهو من دلائل قدرته تعالى * (وجنات) * بساتين * (من أعناب وزرع) * بالرفع عطفا على جنات، والجر على أعناب وكذا قوله * (ونخيل صنوان) * جمع صنو، وهي النخلات يجمعها أصل واحد وتتشعب فروعها * (وغير صنوان) * منفردة * (تسقى) * بالتاء، أي الجنات وما فيها والياء، أي المذكور * (بماء واحد ونفصل) * بالنون والياء * (بعضها على بعض في الاكل) * بضم الكاف وسكونها فمن حلو وحامض وهو من دلائل قدرته تعالى * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات لقوم يعقلون) * يتدبرون. (5) * (وإن تعجب) * يا محمد من تكذيب الكفار لك * (فعجب) * حقيق بالعجب = لاصحابه لا ترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاءوا إلى رحى عظيمة ليطرحوها عليه، فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من ثمة، فأنزل الله (يا أيها آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم) الآية. وأخرج نحوه عن عبد الله بن أبي بكر بن عمير بن قتادة ومجاهد وعبد الله بن كثير وأبي مالك وأخرج عن قتادة قال: ذكر لنا أن هذه =
[ 322 ]
* (قولهم) * منكرين للبعث * (أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) * لان القادر على إنشاء الخلق وما تقدم على غير مثال قادر على إعادتهم، وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق، وتحقيق الاولى وتسهيل الثانية وإدخال الف بينهما على الوجهين وتركها، وفي قراءة بالاستفهام في الاول، والخبر في الثاني، وأخرى وعكسه * (أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الاغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (6) ونزل في استعجالهم العذاب استهزاء * (ويستعجلونك بالسيئة) * العذاب * (قبل الحسنة) * الرحمة * (وقد خلت من قبلهم المثلات) * جمع المثلة بوزن الثمرة أي عقوبات أمثالهم من المكذبين أفلا يعتبرون بها ؟ * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على) * مع * (ظلمهم) * وإلا لم يترك على ظهرها دابة * (وإن ربك لشديد العقاب) * لمن عصاه. (7) * (ويقول الذين كفروا لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على محمد * (آية من ربه) * كالعصا واليد والناقة، قال تعالى: * (إنما أنت منذر) * مخوف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات (ولكل قوم هاد) * نبي يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون. (8) * (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) * من ذكر وأنثى وواحد ومتعدد وغير ذلك * (وما تغيض) * تنقص * (الارحام) * من مدة الحمل * (وما تزداد) * منه * (وكل شئ عنده بمقدار) * بقدر وحد لا يتجاوزه. (9) * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد * (الكبير) * العظيم * (المتعالي) * على خلقه بالقهر، بياء ودونها. (10) * (سواء منكم) * في علمه تعالى * (من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف) * مستتر * (بالليل) * بظلامه * (وسارب) * ظاهر بذهابه في سربه، أي طريقه * (بالنهار) *. = الآية نزلت على رسول الله وهو ببطن نخل في الغزوة السابعة فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا إليه الاعرابي يعني الذي جاءه وهو نائم في بعض المنازل فأخذ سلاحه وقال من يحول بيني وبينك ؟ فقال الله فشام السيف ولم يعاقبه وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الحسن عن جابر بن عبد الله أن رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه أقتل لكم محمدا فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 323 ]
(11) * (له) * للانسان * (معقبات) * ملائكة تتعقبه * (من بين يديه) * قدامه * (ومن خلفه) * ورائه * (يحفظون من أمر الله) * أي بأمره من الجن وغيرهم * (إن الله لا يغير ما بقوم) * لا يسلبهم نعمته * (حتى يغيروا ما بأنفسهم) * من الحالة الجميلة بالمعصية * (وإذا أراد الله بقوم سوءا) * عذابا * (فلا مرد له) * من المعقبات ولا غيرها * (وما لهم) * لمن أراد الله بهم سوءا * (من دونه) * أي غير الله * (من) * زائدة * (وال) * يمنعه عنهم. (12) * (هو الذي يريكم البرق خوفا) * للمسافرين من الصواعق * (وطمعا) * للمقيم في المطر * (وينشئ) * يخلق * (السحاب الثقال) * بالمطر. (13) * (ويسبح الرعد) * هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبسا * (بحمده) * أي يقول سبحان الله وبحمده * (و) * يسبح * (الملائكة من خيفته) * أي الله * (ويرسل الصواعق) * وهي نار تخرج من السحاب * (فيصيب بها من يشاء) * فتحرقه نزل في رجل بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم من يدعوه فقال من رسول الله وما الله أمن ذهب هو أم من فضة أم نحاس فنزلت به صاعقة فذهبت بقحف رأسه * (وهم) * أي الكفار * (يجادلون) * يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم * (في الله وهو شديد المحال) * القوة أو الاخذ. (14) * (له) * تعالى * (دعوة الحق) * أي كلمته وهي لا إله إلا الله * (والذين يدعون) * بالياء والتاء يعبدون * (من دونه) * أي غيره وهم الاصنام * (لا يستجيبون لهم بشئ) * مما يطلبونه * (إلا) * استجابة * (كباسط) * أي كاستجابة باسط * (كفيه إلى الماء) * على شفير البئر يدعوه * (ليبلغ فاه) * بارتفاعه من البئر إليه * (وما هو ببالغه) * أي فاه أبدا فكذلك ما هم بمستجيبين لهم * (وما دعاء الكافرين) * عبادتهم الاصنام أو حقيقة الدعاء * (إلا في ضلال) * ضياع. = وهو جالس وسيفه في حجره فقال يا محمد أنظر إلى سيفك هذا ؟ قال نعم فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم به فيكبه الله تعالى فقال يا محمد أما تخافني ؟ قال لا قال أما تخافني والسيف في يدي ؟ قال لا يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله فأنزل الله الآية. أسباب نزول الآية 15 قوله تعالى (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة قال إن نبي الله = (*)
[ 324 ]
(15) * (ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا) * كالمؤمنين * (وكرها) * كالمنافقين ومن أكره بالسيف * (و) * يسجد * (ظلالهم بالغدو) * البكر * (والآصال) * العشايا. (16) * (قل) * يا محمد لقومك * (من رب السماوات والارض قل الله) * إن لم يقولوه لا جواب غيره * (قل) * لهم * (أفاتخذتم من دونه) * أي غيره * (أولياء) * أصناما تعبدونها * (لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا) * وتركتم مالكهما ؟ استفهام توبيخ * (قل هل يستوي الاعمى والبصير) * الكافر والمؤمن * (أم هل تستوي الظلمات) * الكفر * (والنور) * الايمان ؟ لا. * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق) * أي خلق الشركاء بخلق الله * (عليهم) * فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم ؟ استفهام إنكار ؟ أي ليس الامر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق * (قل الله خالق كل شئ) * لا شريك له فيه فلا شريك له في العبادة. * (وهو الواحد القهار) * لعباده. (17) ثم ضرب مثلا للحق والباطل فقال: * (أنزل) * تعالى * (من السماء ماء) * مطرا * (فسالت أودية بقدرها) * بمقدار ملئها * (فاحتمل السيل زبدا رابيا) * عاليا عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه * (ومما توقدون) * بالتاء والياء * (عليه النار) * من جواهر الارض كالذهب والفضة والنحاس * (ابتغاء) * طلب * (حلية) * زينة * (أو متاع) * ينتفع به كالاواني إذا أذيبت * (زبد مثله) * أي مثل زبد السيل وهو خبثه الذي ينفيه الكير * (كذلك) * المذكور * (يضرب الله الحق والباطل) * أي مثلهما * (فأما الزبد) * من السيل وما أوقد عليه من الجواهر * (فيذهب جفاء) * باطلا مرميا به * (وأما ما ينفع الناس) * من الماء والجواهر = صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم فقال: أيكم أعلم ؟ فأشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور والمواثيق التي أخذت عليهم حتى أخذه أفكل فقال: إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله (يا أهل الكتاب) إلى قوله (صراط مستقيم). (*)
[ 325 ]
* (فمكث) * يبقى * (في الارض) * زمانا كذلك الباطل يضمحل وينحمق وإن علا على الحق في بعض الاوقات والحق ثابت باق * (كذلك) * المذكور * (يضرب) * يبين * (الله الامثال) * (18) * (للذين استجابوا لربهم) * أجابوه بالطاعة * (الحسنى) * الجنة * (والذين لم يستجيبوا له) * وهم الكفار * (لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به) * من العذاب * (أولئك لهم سوء الحساب) * وهو المؤاخذة بكل ما عملوه لا يغفر منه شئ * (ومأواهم جهنم وبئس المهاد) * الفراش هي. (19) ونزل في حمزة وأبي جهل * (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق) * فآمن به * (كمن هو أعمى) * لا يعلمه ولا يؤمن به لا * (إنما يتذكر) * يتعظ * (أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (20) * (الذين يوفون بعهد الله) * المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد * (ولا ينقضون الميثاق) * بترك الايمان أو الفرائض (21) * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * من الايمان والرحم وغير ذلك * (ويخشون ربهم) * أي وعيده * (ويخافون سوء الحساب) * تقدم مثله. (22) * (والذين صبروا) * على الطاعة والبلاء وعن المعصية * (ابتغاء) * طلب * (وجه ربهم) * لا غيره من أعراض الدنيا * (وأقاموا الصلاة وأنفقوا) * في الطاعة * (مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون) * يدفعون * (بالحسنة السيئة) * كالجهل بالحلم والاذى بالصبر * (أولئك لهم عقبى الدار) * أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة، هي: (23) * (جنات عدن) * إقامة * (يدخلونها) * هم * (ومن صلح) * آمن * (من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) * وإن لم يعملوا بعملهم يكونون في درجاتهم تكرمة لهم * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) * من أبواب الجنة أو القصور أول دخولهم للتهنئة. (24) يقولون * (سلام عليكم) * هذا الثواب * (بما صبرتم) * بصبركم في الدنيا * (فنعم عقبى الدار) * عقباكم. (25) * (والذين ينقضون عهد الله من بعد أسباب نزول الآية 18 قوله تعالى: (وقالت اليهود) الآيات روى ابن اسحاق عن ابن عباس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان ابن قصي وبحر بن عمر وشاش بن عدي فكلموه وكلمهم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فأنزل الله فيهم (وقالت اليهود والنصارى) الآية وروى عنه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود إلى الاسلام = (*)
[ 326 ]
ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض) * بالكفر والمعاصي * (أولئك لهم اللعنة) * البعد من رحمة الله * (ولهم سوء الدار) * العاقبة السيئة في الدار الآخرة وهي جهنم (26) * (الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء ويقدر) * يضيقه لمن يشاء * (وفرحوا) * أي أهل مكة فرح بطر * (بالحياة الدنيا) * أي بما نالوه فيها * (وما الحياة الدنيا في) * جنب حياة * (الآخرة إلا متاع) * شئ قليل يتمتع به ويذهب (27) * (ويقول الذين كفروا) * من أهل مكة * (لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على محمد * (آية من ربه) * كالعصا واليد والناقة * (قل) * لهم * (إن الله يضل من يشاء) * إضلاله فلا تغني عنه الآيات شيئا * (ويهدي) * يرشد * (إليه) * إلى دينه * (من أناب) * رجع إليه، ويبدل من من. (28) * (الذين آمنوا وتطمئن) * تسكن * (قلوبهم بذكر الله) * أي وعده * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * أي قلوب المؤمنين. (29) * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * مبتدأ خبره * (طوبى) * مصدر من الطيب أو شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها * (لهم وحسن مآب) * مرجع. (30) * (كذلك) * كما أرسلنا الانبياء قبلك * (أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو) * تقرأ * (عليهم الذي أوحينا اليك) * أي القرآن * (وهم يكفرون بالرحمن) * حيث قالوا لما أمروا بالسجود له وما الرحمن ؟ * (قل) * لهم يا محمد * (هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت واليه متاب) *. (31) ونزل لما قالوا له إن كنت نبيا فسير عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا لنغرس ونزرع وابعث لنا آباءنا الموتى يكلمونا أنك نبي * (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) * نقلت عن أماكنها * (أو قطعت) * شققت * (به الارض أو كلم به الموتى) * بأن يحيوا لما آمنوا * (بل لله الامر جميعا) * لا لغيره فلا يؤمن إلا من شاء إيمانه دون غيره إن أوتوا ما اقترحوا، ونزل لما أراد الصحابة إظهار ما اقترحوا طعما في إيمانهم * (أفلم ييأس) * يعلم * (الذين آمنوا أن) * = ورغبهم فيه فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة: يا معشر يهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا ما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده فأنزل الله (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين) الآية. (*)
[ 327 ]
مخففة أي أنه * (لو يشاء الله لهدى الناس جميعا) * إلى الايمان من غير آية * (ولا يزال الذين كفروا) * من أهل مكة * (تصيبهم بما صنعوا) * بصنعهم أي كفرهم * (قارعة) * داهية تقرعهم بصنوف البلاء من القتل والاسر والحرب والجدب * (أو تحل) * يا محمد بجيشك * (قريبا من دارهم) * مكة * (حتى يأتي وعد الله) * بالنصر عليهم * (إن الله لا يخلف الميعاد) * وقد حل بالحديبية حتى أتى فتح مكة. (32) * (ولقد استهزئ برسل من قبلك) * كما استهزئ بك وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (فأمليت) * أمهلت * (للذين كفروا ثم أخذتهم) * بالعقوبة * (فكيف كان عقاب) * أي هو واقع موقعه فكذلك أفعل بمن استهزأ بك. (33) * (أفمن هو قائم) * رقيب * (على كل نفس بما كسبت) * عملت من خير وشر وهو الله كمن ليس كذلك من الاصنام لا، دل على هذا * (وجعلوا لله شركاء قل سموهم) * له من هم ؟ * (أم) * بل أ * (تنبؤنه) * تخبرون الله * (بما) * أي بشريك * (لا يعلم) * - ه * (في الارض) * استفهام إنكار أي لا شريك له إذ لو كان لعلمه تعالى عن ذلك * (أم) * بل تسمونهم شركاء * (بظاهر من القول) * بظن باطل لا حقيقة له في الباطن * (بل زين للذين كفروا مكرهم) * كفرهم * (وصدوا عن سبيل) * طريق الهدى * (ومن يضلل الله فما له من هاد) *. * (لهم عذاب في الحياة الدنيا) * بالقتل والاسر * (ولعذاب الآخرة أشق) * أشد منه * (وما لهم من الله) * أي عذابه * (من واق) * مانع. (35) * (مثل) * صفة * (الجنة التي وعد المتقون) * مبتدأ خبره محذوف، أي فيما نقص عليكم * (تجرى من تحتها الانهار أكلها) * ما يؤكل فيها * (دائم) * لا يفنى * (وظلها) * دائم لا تنسخه شمس لعدمها فيها * (تلك) * أي الجنة * (عقبى) * عاقبة * (الذين اتقوا) * الشرك * (وعقبى الكافرين النار) *. (36) * (والذين آتيناهم الكتاب) * كعبد الله بن سلام وغيره من مؤمني اليهود * (يفرحون بما أنزل إليك) * لموافقته ما عندهم * (ومن الاحزاب) * الذين تحزبوا عليك بالمعاداة من المشركين أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون) الآية أخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الملك ابن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) فكتب إليه أنس بخبره أن هذه الآية نزلت في العرنيين ارتدوا عن الاسلام وقتلوا الراعي واستاقوا الابل الحديث ثم أخرج عن جرير مثله وأخرج عبد الرزاق نحوه عن أبي هريره. (*)
[ 328 ]
واليهود * (من ينكر بعضه) * كذكر الرحمن وما عدا القصص * (قل إنما أمرت) * فيما أنزل إلي * (أن) * أي بأن * (أ عبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه مآب) * مرجعي (37) * (وكذلك) * الانزال * (أنزلناه) * أي القرآن * (حكما عربيا) * بلغة العرب تحكم به بين الناس * (ولئن اتبعت أهواءهم) * أي الكفار فيما يدعونك إليه من ملتهم فرضا * (بعد ما جاءك من العلم) * بالتوحيد * (مالك من الله من) * زائدة * (ولي) * ناصر * (ولا واق) * مانع من عذابه. (38) ونزل لما عيروه بكثرة النساء: * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) * أولادا وأنت مثلهم * (وما كان لرسول) * منهم * (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) * لانهم عبيد مربوبون * (لكل أجل) * مدة * (كتاب) * مكتوب فيه تحديده (39) * (يمحو الله) * منه * (ما يشاء ويثبت) * بالتخفيف والتشديد فيه ما يشاء من الاحكام وغيرها * (وعنده أم الكتاب) * أصله الذي لا يتغير منه شئ وهو ما كتبه في الازل. (40) * (وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (نرينك بعض الذي نعدهم) * به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك * (أو نتوفينك) * قبل تعذيبهم * (فإنما عليك البلاغ) * ما عليك إلا التبليغ * (وعلينا الحساب) * إذا صاروا إلينا فنجازيهم. (41) * (أو لم يروا) * أي أهل مكة * (أنا نأتي الارض) * نقصد أرضهم * (ننقصها من أطرافها) * بالفتح على النبي صلى الله عليه وسلم * (والله يحكم) * في خلقه بما يشاء * (لا معقب) * لا راد * (لحكمه وهو سريع الحساب) *. (42) * (وقد مكر الذين من قبلهم) * من الامم بأنبيائهم كما مكروا بك * (فلله المكر جميعا) * وليس مكرهم كمكره لانه تعالى * (يعلم ما تكسب كل نفس) * فيعد لها جزاءه وهذا هو المكر كله لانه يأتيهم به من حيث لا يشعرون * (وسيعلم الكافر) * المراد به الجنس وفي قراءة الكفار * (لمن عقبى الدار) * أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة ألهم أم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. (43) * (ويقول الذين كفروا) * لك * (لست مرسلا قل) * لهم * (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) * على صدقي * (ومن عنده علم الكتاب) * من مؤمني اليهود والنصارى أسباب نزول الآية 38 قوله تعالى: (والسارق والسارقة) الآية أخرج أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت يدها اليمنى فقالت: هل لي من توبة يا رسول الله ؟ فأنزل الله في سورة المائدة (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح) الآية. (*)
[ 329 ]
* (سورة إبراهيم) * [ مكية إلا آيتي 28 و 29 فمدنيتان وآياتها 52 أو 54 أو 55 آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الر) * الله أعلم بمراده بذلك، هذا القرآن * (كتاب أنزلناه إليك) * يا محمد * (لتخرج الناس من الظلمات) * الكفر * (إلى النور) * الايمان * (بإذن) * بأمر * (ربهم) * ويبدل من: إلى النور * (إلى صراط) * طريق * (العزيز) * الغالب * (الحميد) * المحمود. (2) * (الله) * بالجر بدل أو عطف بيان وما بعده صفة والرفع مبتدأ خبره * (الذي له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وويل للكافرين من عذاب شديد) *. (3) * (الذين) * نعت * (يستحبون) * يختارون * (الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون) * الناس * (عن سبيل الله) * دين الاسلام * (ويبغونها) * أي السبيل * (عوجا) * معوجة * (أولئك في ضلال بعيد) * عن الحق. (4) * (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان) * بلغة * (قومه ليبين لهم) * ليفهمهم ما أتى به * (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (5) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) * التسع وقلنا له * (أن أخرج قومك) * بني إسرائيل أسباب نزول الآية 41 قوله تعالى: (يا أيها الرسول) الآية. روى أحمد وأبو داود عن ابن عباس قال: أنزلها الله في طائفتين من اليهود قهرت إحداهما الاخرى في الجاهلية حتى ارتضوا فاصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقا وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق فكانوا على ذلك حتى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا = (*)
[ 330 ]
* (من الظلمات) * الكفر * (إلى النور) * الايمان * (وذكرهم بأيام الله) * بنعمه * (إن في ذلك) * التذكير * (لآيات لكل صبار) * على الطاعة * (شكور) * للنعم. (6) * (و) * أذكر * (إذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم) * المولودين * (ويستحيون) * يستبقون * (نساءكم) * لقول بعض الكهنة إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملك فرعون * (وفي ذلكم) * الانجاء أو العذاب * (بلاء) * إنعام أو ابتلاء * (من ربكم عظيم) *. (7) * (وإذ تأذن) * أعلم * (ربكم لئن شكرتم) * نعمتي بالتوحيد والطاعة * (لازيدنكم ولئن كفرتم) * حجدتم النعمة بالكفر والمعصية لاعذبنكم دل عليه * (إن عذابي لشديد) *. (8) * (وقال موسى) * لقومه * (إن تكفروا أنتم ومن في الارض جميعا فإن الله لغني) * عن خلقه * (حميد) * محمود في صنعه بهم. (9) * (ألم يأتكم) * استفهام تقرير * (نبأ) * خبر * (الذين من قبلكم قوم نوح وعاد) * قوم هود * (وثمود) * قوم صالح * (والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) * لكثرتهم * (جاءتهم رسلهم بالبينات) * بالحجج الواضحة على صدقهم * (فردوا) * أي الامم * (أيديهم في أفواههم) * أي إليها ليعضوا عليها من شدة الغيظ * (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) * في زعمكم * (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) * موقع في الريبة. (10) * (قالت رسلهم أفي الله شك) * استفهام إنكار أي لا شك في توحيده للدلائل الظاهرة عليه * (فاطر) * خالق = فأرسلت العزيزة أن ابعثوا بمائة وسق فقالت الذليلة وهل كان ذلك في حيين قط دينهما واحد ونسبتهما واحدة وبلدهما واحد دية بعضهم نصف دية بعض ؟ إنا أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا وخوفا وفرقا فأما إذا قدم محمد فلا نعطيكم فكادت الحرب تهيج بينهما ثم ارتضوا على أن جعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فأرسلوا إليه أناسا من المنافقين ليختبروا رأيه فأنزل الله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين = (*)
[ 331 ]
* (السماوات والارض يدعوكم) * إلى طاعته * (ليغفر لكم من ذنوبكم) * من زائدة، فإن الاسلام يغفر به ما قبله، أو تبعيضية لاخراج حقوق العباد * (ويؤخركم) * بلا عذاب * (إلى أجل مسمى) * أجل الموت * (قالوا إن) * ما * (أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا) * من الاصنام * (فأتونا بسلطان مبين) * حجة ظاهرة على صدقكم. (11) * (قالت لهم رسلهم إن) * ما * (نحن إلا بشر مثلكم) * كما قلتم * (ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) * بالنبوة * (وما كان) * ما ينبغي * (لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) * بأمره لاننا عبيد مربوبون * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * يثقوا به. (12) * (وما لنا أن) * * (لا نتوكل على الله) * أي لا مانع لنا من ذلك * (وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا) * على أذاكم * (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) *. (13) * (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن) * لتصيرن * (في ملتنا) * ديننا * (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) * الكافرين. (14) * (ولنسكننكم الارض) * أرضهم * (من بعدهم) * بعد هلاكهم * (ذلك) * النصر وإيراث الارض * (لمن خاف مقامي) * أي مقامه بين يدي * (وخاف وعيد) * بالعذاب. (15) * (واستفتحوا) * استنصر الرسل بالله على قومهم * (وخاب) * خسر * (كل جبار) * متكبر عن طاعة الله * (عنيد) * معاند للحق = يسارعون في الكفر) الآية. وروى أحمد ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود فدعاهم فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ فقالوا: نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ فقال: لا والله ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا (*)
[ 332 ]
(16) * (من ورائه) * أي أمامه * (جهنم) * يدخلها * (ويسقى) * فيها * (من ماء صديد) * هو ما يسيل من جوف أهل النار مختلطا بالقيح والدم. (17) * (يتجرعه) * يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته * (ولا يكاد يسيغه) * يزدرده لقبحه وكراهته * (ويأتيه الموت) * أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب * (من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه) * بعد ذلك العذاب * (عذاب غليظ) * قوي متصل. (18) * (مثل) * صفة * (الذين كفروا بربهم) * مبتدأ ويبدل منه * (أعمالهم) * الصالحة كصلة وصدقة في عدم الانتفاع بها * (كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) * شديد هبوب الريح فجعلته هباء منثورا لا يقدر عليه والمجرور خبر المبتدأ * (لا يقدرون) * أي الكفار * (مما كسبوا) * عملوا في الدنيا * (على شئ) * أي لا يجدون له ثوابا لعدم شرطه * (ذلك هو الضلال) * الهلاك * (البعيد) *. (19) * (ألم تر) * تنظر يا مخاطب استفهام تقرير * (أن الله خلق السماوات والارض بالحق) * متعلق بخلق * (إن يشأ يذهبكم) * أيها الناس * (ويأت بخلق جديد) * بدلكم. (20) * (وما ذلك على الله بعزيز) * شديد. (21) * (وبرزوا) * أي الخلائق والتعبير فيه وفيما بعده بالماضي لتحقق وقوعه * (لله جميعا فقال الضعفاء) * الاتباع * (للذين استكبروا) * المتبوعين * (إنا كنا لكم تبعا) * جمع تابع * (فهل أنتم مغنون) * دافعون * (عنا من عذاب الله من شئ) * من الاولى للتبيين والثانية = زنى الشريف تركناه وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا حتى نجعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم فأنزل الله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) إلى قوله: (إن أوتيتم هذا فخذوه) يقولون إئتوا محمدا فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم = (*)
[ 333 ]
للتبعيض * (قالوا) * المتبوعون * (لو هدانا الله لهديناكم) * لدعوناكم إلى الهدى * (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من) * زائدة * (محيص) * ملجأ. (22) * (وقال الشيطان) * إبليس * (لما قضي الامر) * وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار واجتمعوا عليه * (إن الله وعدكم وعد الحق) * بالبعث والجزاء فصدقكم * (ووعدتكم) * أنه غير كائن * (فأخلفتكم وما كان لي عليكم من) * زائدة * (سلطان) * قوة وقدرة أقهركم على متابعتي * (إلا) * لكن * (أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) * على إجابتي * (ما أنا بمصرخكم) * بمغيثكم * (وما أنتم بمصرخي) * بفتح الياء وكسرها * (إني كفرت بما أشركتمون) * بإشراككم إياي مع الله * (من قبل) * في الدنيا قال تعالى: * (إن الظالمين) * الكافرين * (لهم عذاب أليم) * مؤلم. (23) * (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين) * حال مقدرة * (فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها) * من الله ومن الملائكة وفيما بينهم * (سلام) *. (24) * (ألم تر) * تنظر * (كيف ضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (كلمة طيبة) * أي لا إله إلا الله * (كشجرة طيبة) * هي النخلة * (أصلها ثابت) * في الارض * (وفرعها) * غصنها * (في السماء) * (25) * (تؤتي) * تعطي * (أكلها) * ثمرها * (كل حين بإذن ربها) * بإرادته كذلك كلمة الايمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت * (ويضرب) * يبين * (الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون) * يتعظون فيؤمنون. (26) * (ومثل كلمة خبيثة) * هي كلمة الكفر * (كشجرة خبيثة) * هي الحنظل * (اجتثت) * = فاحذروا إلى قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك الظالمون). وأخرج الحميدي في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: زني رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة أن اسألوا محمدا عن ذلك فإن أمر بالجلد فخذوه عنه وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه فسألوه عن ذلك فذكر نحو ما تقدم فأمر به فرجم فنزلت (فإن جاءوك فاحكم بينهم) الآية. وأخرج البيهقي في = (*)
[ 334 ]
استؤصلت * (من فوق الارض ما لها من قرار) * مستقر وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة (27) * (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) * هي كلمة التوحيد * (في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * أي في القبر لما يسألهم الملكان عن ربهم ودينهم ونبيهم فيجيبون بالصواب كما في حديث الشيخين * (ويضل الله الظالمين) * الكفار فلا يهتدون للجواب بالصواب بل يقولون لا ندري كما في الحديث * (ويفعل الله ما يشاء) *. (28) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين بدلوا نعمة الله) * أي شكرها * (كفرا) * هم كفار قريش * (وأحلوا) * أنزلوا * (قومهم) * بإضلالهم إياهم * (دار البوار) * الهلاك. (29) * (جهنم) * عطف بيان * (يصلونها) * يدخلونها * (وبئس القرار) * المقر هي. (30) * (وجعلوا لله أندادا) * شركاء * (ليضلوا) * بفتح الياء وضمها * (عن سبيله) * دين الاسلام * (قل) * لهم * (تمتعوا) * بدنياكم قليلا * (فإن مصيركم) * مرجعكم * (إلى النار) *. (31) * (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع) * فداء * (فيه ولا خلال) * مخالة أي صداقة تنفع، هو يوم القيامة. (32) * (الله الذي خلق السماوات والارض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك) * السفن * (لتجري في البحر) * بالركوب والحمل * (بأمره) * بإذنه * (وسخر لكم الانهار) *. (33) * (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) * جاريين في فلكهما لا يفتران * (وسخر لكم الليل) * لتسكنوا فيه * (والنهار) * لتبتغوا فيه من فضله = الدلائل من حديث أبي هريرة نحوه. أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) روى ابن اسحاق عن ابن عباس قال: قال كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس اذهبوا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فجاؤوا فقالوا يا محمد إنك قد عرفت انا أحبار يهود = (*)
[ 335 ]
(34) * (وآتاكم من كل ما سألتموه) * على حسب مصالحكم * (وإن تعدوا نعمة الله) * بمعنى إنعامه * (لا تحصوها) * لا تطيقوا عدها * (إن الانسان) * الكافر * (لظلوم كفار) * كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة ربه. (35) * (و) * اذكر * (إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد) * مكة * (آمنا) * ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرما لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يتخلى خلاه * (واجنبني) * بعدني * (وبني) * عن * (أن نعبد الاصنام) *. (36) * (رب إنهن) * أي الاصنام * (أضللن كثيرا من الناس) * بعبادتهم لها * (فمن تبعني) * على التوحيد * (فإنه مني) * من أهل ديني * (ومن عصاني فإنك غفور رحيم) * هذا قبل علمه أنه تعالى لا يغفر الشرك. (37) * (ربنا إني أسكنت من ذريتي) * أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر * (بواد غير ذي زرع) * هو مكة * (عند بيتك المحرم) * الذي كان قبل الطوفان * (ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة) * قلوبا * (من الناس تهوي) * تميل وتحن * (إليهم) * قال ابن عباس لو قال أفئدة الناس لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم * (وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) * وقد فعل بنقل الطائف إليه. (38) * (ربنا إنك تعلم ما نخفي) * نسر * (وما نعلن وما يخفى على الله من) * زائدة * (شئ في الارض ولا في السماء) * يحتمل أن يكون من كلامه تعالى أو كلام إبراهيم. (39) * (الحمد لله الذي وهب لي) * أعطاني * (على) * مع * (الكبر إسماعيل) * ولد وله تسع وتسعون سنة * (وإسحاق) * ولد وله مائة واثنتا عشرة سنة * (إن ربي لسميع الدعاء) *. (40) * (رب اجعلني مقيم الصلاة و) * اجعل = وأشرافهم وساداتهم وإنا إن اتبعناك اتبعتنا يهود ولم يخالفونا وإن بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم اليك فتقضي لنا عليهم ونؤمن بك فأبي ذلك وأنزل الله فيهم (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) إلى قوله (لقوم يوقنون). أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا) الآية. أخرج ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم = (*)
[ 336 ]
* (من ذريتي) * ومن يقيمها وأتى بمن لاعلام الله تعالى له أن منهم كفارا * (ربنا وتقبل دعاء) * المذكور. (41) * (ربنا اغفر لي ولوالدي) * هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عز وجل وقيل أسلمت أمه وقرئ والدي مفردا وولدي * (وللمؤمنين يوم يقوم) * يثبت * (الحساب) * قال تعالى: (42) * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * الكافرون من أهل مكة * (إنما يؤخرهم) * بلا عذاب * (ليوم تشخص فيه الابصار) * لهول ما ترى يقال شخص بصر فلان أي فتحه فلم يغمضه (43) * (مهطعين) * مسرعين حال * (مقنعي) * رافعي * (رؤوسهم) * إلى السماء * (لا يرتد إليهم طرفهم) * بصرهم * (وأفئدتهم) * قلوبهم * (هواء) * خالية من العقل لفزعهم. (44) * (وأنذر) * خوف يا محمد * (الناس) * الكفار * (يوم يأتيهم العذاب) * هو يوم القيامة * (فيقول الذين ظلموا) * كفروا * (ربنا أخرنا) * بأن تردنا إلى الدنيا * (إلى أجل قريب نجب دعوتك) * بالتوحيد * (ونتبع الرسل) * فيقال لهم توبيخا * (أو لم تكونوا أقسمتم) * حلفتم * (من قبل) * في الدنيا * (ما لكم من) * زائدة * (زوال) * عنها إلى الآخرة. (45) * (وسكنتم) * فيها * (في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) * بالكفر من الامم السابقة * (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) * من العقوبة فلم تنزجروا * (وضربنا) * بينا * (لكم الامثال) * في القرآن فلم تعتبروا. (46) * (وقد مكروا) * بالنبي صلى الله عليه وسلم * (مكرهم) * حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه * (وعند الله مكرهم) * أي علمه أو جزاؤه * (وإن) * ما * (كان مكرهم) * وإن عظم * (لتزول منه الجبال) * المعنى لا يعبأ به ولا يضر إلا أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع الاسلام المشبهة بها في القرار والثبات = والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي ابن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله والى رسوله من حلفهم، وكان أحد بني عوف من الخزرج وله من حلفهم مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من حلف الكفار وولايتهم قال ففيه وفي عبد الله بن ابي نزلت القصة في المائدة = (*)
[ 337 ]
وفي قراءة بفتح لام لتزول ورفع الفعل فإن مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل المراد بالمكر كفرهم ويناسبه على الثانية " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا " وعلى الاول ما قرئ وما كان. (47) * (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) * بالنصر * (إن الله عزيز) * غالب لا يعجزه شئ * (ذو انتقام) * ممن عصاه. (48) اذكر * (يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات) * هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء نقية كما في حديث الصحيحين وروى مسلم حديث: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أين الناس يومئذ قال: " على الصراط " * (وبرزوا) * خرجوا من القبور * (لله الواحد القهار) * (49) * (وترى) * يا محمد تبصر * (المجرمين) * الكافرين * (يومئذ مقرنين) * مشدودين مع شياطينهم * (في الاصفاد) * القيود أو الاغلال. (50) * (سرابيلهم) * قمصهم * (من قطران) * لانه أبلغ لاشتعال النار * (وتغشى) * تعلو * (وجوههم النار) *. (51) * (ليجزي) * متعلق ببرزوا * (الله كل نفس ما كسبت) * من خير وشر * (إن الله سريع الحساب) * يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. (52) * (هذا) * القرآن * (بلاغ للناس) * أي أنزل لتبليغهم * (ولينذروا به وليعلموا) * بما فيه من الحجج * (أنما هو) * أي الله * (إله واحد وليذكر) * بإدغام التاء في الاصل في الذال يتعظ * (أولوا الالباب) * أصحاب العقول. * (سورة الحجر) * [ مكية وآياتها 99 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الر) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (وقرآن مبين) * مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة. = (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) الآية. أسباب نزول الآية 55 قوله تعالى: (إنما وليكم الله) الآية أخرج الطبراني في الاوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال: وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله) الآية وله = (*)
[ 338 ]
(2) * (ربما) * بالتشديد والتخفيف * (يود) * يتمنى * (الذين كفروا) * يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين * (لو كانوا مسلمين) * ورب للتكثير فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن الاهوال تدهشهم فلا يفيقون حتى يتمنوا ذلك إلا في أحيان قليلة. (3) * (ذرهم) * أترك الكفار يا محمد * (يأكلوا ويتمتعوا) * بدنياهم * (ويلههم) * يشغلهم * (الامل) * بطول العمر وغيره عن الايمان * (فسوف يعلمون) * عاقبة أمرهم وهذا قبل الامر بالقتال. (4) * (وما أهلكنا من) * زائدة * (قرية) * أريد أهلها * (إلا ولها كتاب) * أجل * (معلوم) * محدود لاهلاكها. (5) * (ما تسبق من) * زائدة * (أمة أجلها وما يستأخرون) * يتأخرون عنه. (6) * (وقالوا) * أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم * (يا أيها الذي نزل عليه الذكر) * القرآن في زعمه * (إنك لمجنون) *. (7) * (لو ما) * هلا * (تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين) * في قولك إنك نبي وإن هذا القرآن من عند الله. (8) قال تعالى * (ما تنزل) * فيه حذف إحدى التاءين * (الملائكة إلا بالحق) * بالعذاب * (وما كانوا إذا) * أي حين نزول الملائكة بالعذاب * (منظرين) * مؤخرين. (9) * (إنا نحن) * تأكيد لاسم إن أو فصل * (نزلنا الذكر) * القرآن * (وإنا له لحافظون) * من التبديل والتحريف والزيادة والنقص. (10) * (ولقد أرسلنا من قبلك) * رسلا * (وفي شيع) * فرق * (الاولين) *. (11) * (وما) * كان * (يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) * كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم. = شاهد قال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله (إنما وليكم الله ورسوله) الآية قال نزلت في علي ابن أبي طالب وروى ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله وأخرج أيضا عن علي مثله. وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله فهذه شواهد يقوى بعضها بعضا. (*)
[ 339 ]
(12) * (كذلك نسلكه) * أي مثل إدخالنا التكذيب في قلوب أولئك ندخله * (في قلوب المجرمين) * أي كفار مكة. (13) * (لا يؤمنون به) * بالنبي صلى الله عليه وسلم * (وقد خلت سنة الاولين) * أي سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم أنبياءهم وهؤلاء مثلهم. (14) * (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه) * في الباب * (يعرجون) * يصعدون. (15) * (لقالوا إنما سكرت) * سدت * (أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) * يخيل إلينا ذلك. (16) * (ولقد جعلنا في السماء بروجا) * إثني عشر: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة: المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة، والقمر وله السرطان، والشمس ولها الاسد، والمشتري وله القوس والحوت، وزحل له الجدي والدلو * (وزيناها) * بالكواكب * (للناظرين) *. (17) * (وحفظناها) * بالشهب * (من كل شيطان رجيم) * مرجوم. (18) * (إلا) * لكن * (من استرق السمع) * خطفه * (فأتبعه شهاب مبين) * كوكب يضئ ويحرقه أو يثقبه أو يخبله. (19) * (والارض مددناها) * بسطناها * (وألقينا فيها رواسي) * جبالا ثوابت لئلا تتحرك بأهلها * (وأنبتنا فيها من كل شئ موزون) * معلوم مقدر. (20) * (وجعلنا لكم فيها معايش) * بالياء من الثمار والحبوب * (و) * جعلنا لكم * (من لستم له برازقين) * من العبيد والدواب والانعام فإنما يرزقهم الله. (21) * (وإن) * ما * (من) * زائدة * (شئ إلا عندنا خزائنه) * مفاتيح خزائنه * (وما ننزله إلا بقدر معلوم) * على حسب المصالح أسباب نزول الآية 57 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم) الآية روى أبو الشيخ وابن حبان عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الاسلام ونافقا وكان رجل من المسلمين يوادهما فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم) إلى قوله (بما كانوا يكتمون) وبه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم نفر من يهود فيهم أبو = (*)
[ 340 ]
(22) * (وأرسلنا الرياح لواقح) * تلقح السحاب فيمتلئ ماء * (فأنزلنا من السماء) * السحاب * (ماء) * مطرا * (فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) * أي ليست خزائنه بأيديكم. (23) * (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون) * الباقون نرث جميع الخلق. (24) * (ولقد علمنا المستقدمين منكم) * أي من تقدم من الخلق من لدن آدم * (ولقد علمنا المستأخرين) * المتأخرين إلى يوم القيامة. (25) * (وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم) * في صنعه * (عليم) * بخلقه. (26) * (ولقد خلقنا الانسان) * آدم * (من صلصال) * طين يابس يسمع له صلصلة إذا نقر * (من حمأ) * طين أسود * (مسنون) * متغير. (27) * (والجان) * أبا الجان وهو إبليس * (خلقناه من قبل) * أي قبل خلق آدم * (من نار السموم) * هي نار لا دخان لها تنفذ من المسام. (28) * (و) * اذكر * (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون) * (29) * (فإذا سويته) * أتممته * (ونفخت) * أجريت * (فيه من روحي) * فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم * (فقعوا له ساجدين) * سجود تحية بالانحناء. (30) * (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) * فيه أكيدان. (31) * (إلا إبليس) * هو أبو الجن كان بين الملائكة * (أبى) * امتنع من * (أن يكون مع الساجدين) *. (32) * (قال) * تعالى * (يا إبليس مالك) * ما منعك * (أ) * ن * (لا) * زائدة * (تكون مع الساجدين) *. (33) * (قال لم أكن لاسجد) * لا ينبغي لي أن أسجد * (لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) *. = ياسر بن أخطب ونافع بن أبي نافع وغازي بن عمر فسألوه عمن يؤمن به من الرسل قال: أؤمن (بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) الآية فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به فأنزل الله فيهم (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا) الآية. (*)
[ 341 ]
(34) * (قال فاخرج منها) * أي من الجنة وقيل من السماوات * (فإنك رجيم) * مطرود. (35) * (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) * الجزاء. (36) * (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون) * أي الناس. (37) * (قال فإنك من المنظرين) *. (38) * (إلى يوم الوقت المعلوم) * وقت النفخة الاولى. (39) * (قال رب بما أغويتني) * أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه * (لازينن لهم في الارض) * المعاصي * (ولاغوينهم أجمعين) *. (40) * (إلا عبادك منهم المخلصين) * أي المؤمنين. (41) * (قال) * تعالى * (هذا صراط علي مستقيم) *. (42) وهو * (إن عبادي) * أي المؤمنين * (ليس لك عليهم سلطان) * قوة * (إلا) * لكن * (من اتبعك من الغاوين) * الكافرين. (43) * (وإن جهنم لموعدهم أجمعين) * أي من اتبعك معك. (44) * (لها سبعة أبواب) * أطباق * (لكل باب) * منها * (منهم جزء) * نصيب * (مقسوم) *. (45) * (إن المتقين في جنات) * بساتين * (وعيون) * تجري فيها. (46) ويقال لهم * (ادخلوها بسلام) * أي سالمين من كل مخوف أو مع سلام أي سلموا وادخلوا * (آمنين) * من كل فزع. (47) * (ونزعنا ما في صدورهم من غل) * حقد * (إخوانا) * حال منهم * (على سرر متقابلين) * حال أيضا أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الاسرة بهم. (48) * (لا يمسهم فيها نصب) * تعب * (وما هم منها بمخرجين) * أبدا. (49) * (نبئ) * خبر يا محمد * (عبادي إني أنا الغفور) * للمؤمنين * (الرحيم) * بهم. (50) * (وأن عذابي) * للعصاة * (هو العذاب الاليم) * المؤلم أسباب نزول الآية 64 قوله تعالى: (وقالت اليهود) الآية أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رجل من اليهود يقال له النباش بن قيس إن ربك بخيل لا ينفق فأنزل الله (وقالت اليهود يد الله مغلولة) الآية وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عنه قال: نزلت (وقالت اليهود يد الله مغلولة) في فنحاص رأس يهود قينقاع. (*)
[ 342 ]
(51) * (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) * وهم الملائكة اثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل (52) * (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما) * أي هذا اللفظ * (قال) * إبراهيم لما عرض عليهم الاكل فلم يأكلوا * (إنا منكم وجلون) * خائفون. (53) * (قالوا لا توجل) * لا تخف * (إنا) * رسل ربك * (نبشرك بغلام عليم) * ذي علم كثير هو إسحاق كما ذكرنا في سورة هود. (54) * (قال أبشرتموني) * بالولد * (على أن مسني الكبر) * حال أي مع مسه إياي * (فبم) * فبأي شئ * (تبشرون) * استفهام تعجب. (55) * (قالوا بشرناك بالحق) * بالصدق * (فلا تكن من القانطين) * الآيسين. (56) * (قال ومن) * أي لا * (يقنط) * بكسر النون وفتحها * (من رحمة ربه إلا الضالون) * الكافرون. (57) * (قال فما خطبكم) * شأنكم * (أيها المرسلون) * (58) * (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) * كافرين أي قوم لوط لاهلاكهم. (59) * (إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين) * لايمانهم (60) * (إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين) * الباقين في العذاب لكفرها. (61) * (فلما جاء آل لوط) * أي لوطا * (المرسلون) * (62) * (قال) * لهم * (إنكم قوم منكرون) * لا أعرفكم (63) * (قالوا بل جئناك بما كانوا) * أي قومك * (فيه يمترون) * يشكون وهو العذاب. (64) * (وأتيناك بالحق وإنا لصادقون) * في قولنا (65) * (فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم) * إمش خلفهم * (ولا يلتفت منكم أحد) * لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم * (وامضوا حيث تؤمرون) * وهو الشام أسباب نزول الآية 67 قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ) الآية أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لابلغن أو ليعذبني فأنزلت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك). وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: لما أنزلت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك) قال: يا رب كيف أصنع وأنا وحدي = (*)
[ 343 ]
(66) * (وقضينا) * أوحينا * (إليه ذلك الامر) * وهو * (أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) * حال أي يتم استئصالهم في الصباح. (67) * (وجاء أهل المدينة) * مدينة سدوم وهم قوم لوط لما أخبروا أن في بيت لوط مردا حسانا وهم الملائكة * (يستبشرون) * حال طمعا في فعل الفاحشة بهم. (68) * (قال) * لوط * (إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون) *. (69) * (واتقوا الله ولا تخزون) * بقصدكم إياهم بفعل الفاحشة بهم. (70) * (قالوا أو لم ننهك عن العالمين) * عن إضافتهم. (71) * (قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين) * ما تريدون من قضاء الشهوة فتزوجوهن قال تعالى: (72) * (لعمرك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم: أي وحياتك * (إنهم لفي سكرتهم يعمهون) * يترددون. (73) * (فأخذتهم الصيحة) * صيحة جبريل * (مشرقين) * وقت شروق الشمس. (74) * (فجعلنا عاليها) * أي قراهم * (سافلها) * بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الارض * (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) * طين طبخ بالنار. (75) * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات) * دلالات على وحدانية الله * (للمتوسمين) * للناظرين المعتبرين. (76) * (وإنها) * أي قرى قوم لوط * (لبسبيل مقيم) * طريق قريش إلى الشام لم تندرس أفلا يعتبرون بهم ؟ (77) * (إن في ذلك لآية) * لعبرة * (للمؤمنين) *. (78) * (وإن) * مخففة أي إنه * (كان أصحاب الايكة) * هي غيضة شجر بقرب مدين وهم قوم شعيب * (لظالمين) * بتكذيبهم شعيبا. (79) * (فانتقمنا منهم) * بأن أهلكناهم بشدة الحر * (وإنهما) * أي قرى قوم لوط والايكة * (لبإمام) * طريق * (مبين) * واضح أفلا تعتبرون بهم يا أهل مكة. = يجتمعون علي ؟ فنزلت (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته). وأخرج الحاكم والترمذي عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية (والله يعصمك من الناس) فأخرج رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله في هذا الحديث دليل على أنها أي الآية ليلية نزلت ليلا فراشية - والرسول في فراشه - وأخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: كان العباس عم رسول الله = (*)
[ 344 ]
(80) * (ولقد كذب أصحاب الحجر) * واد بين المدينة والشام وهم ثمود * (المرسلين) * بتكذيبهم صالحا لانه تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجئ بالتوحيد. (81) * (وآتيناهم آياتنا) * في الناقة * (فكانوا عنها معرضين) * لا يتفكرون فيها. (82) * (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين) *. (83) * (فأخذتهم الصيحة مصبحين) * وقت الصباح (84) * (فما أغنى) * دفع * (عنهم) * العذاب * (ما كانوا يكسبون) * من بناء الحصون وجمع الاموال. (85) * (وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية) * لا محالة فيجازى كل أحد بعمله * (فاصفح) * يا محمد عن قومك * (الصفح الجميل) * أعرض عنهم إعراضا لا جزع فيه وهذا منسوخ بآية السيف. (86) * (إن ربك هو الخلاق) * لكل شئ * (العليم) * بكل شئ. (87) * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) * قال صلى الله عليه وسلم هي الفاتحة رواه الشيخان لانها تثنى في كل ركعة * (والقرآن العظيم) *. (88) * (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجنا) * أصنافا * (منهم ولا تحزن عليهم) * إن لم يؤمنوا * (واخفض جناحك) * ألن جانبك * (للمؤمنين) *. (89) * (وقل إني أنا النذير) * من عذاب الله أن ينزل عليكم * (المبين) * البين الانذار. (90) * (كما أنزلنا) * العذاب * (على المقتسمين) * اليهود والنصارى. (91) * (الذين جعلوا القرآن) * أي كتبهم المنزلة عليهم * (عضين) * أجزاء، حيث آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقيل المراد بهم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن الاسلام، وقال بعضهم في القرآن سحر وبعضهم كهانة وبعضهم شعر. (92) * (فوربك لنسألنهم أجمعين) * سؤال توبيخ. = صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت (والله يعصمك من الناس) ترك الحرس. وأخرج أيضا عن عصمة بن مالك الخطمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، حتى نزلت (والله يعصمك من الناس) فترك الحرس وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة قال: كنا إذا أصبحنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت الشجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل = (*)
[ 345 ]
(93) * (عما كانوا يعملون) * (94) * (فاصدع) * يا محمد * (بما تؤمر) * به أي أجهر به وأمضه * (وأعرض عن المشركين) * هذا قبل الامر بالجهاد (95) * (إنا كفيناك المستهزئين) * بك بإهلاكنا كلا منهم بآفة وهم الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وعدي بن قيس والاسود بن المطلب والاسود بن عبد يغوث (96) * (الذين يجعلون مع الله إلها آخر) * صفة وقيل مبتدأ ولتضمنه معنى الشرط دخلت الفاء في خبره وهو * (فسوف يعلمون) * عاقبة أمرهم. (97) * (ولقد) * للتحقيق * (نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) * من الاستهزاء والتكذيب. (98) * (فسبح) * ملتبسا * (بحمد ربك) * أي قل سبحان الله وبحمده * (وكن من الساجدين) * المصلين. (99) * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * الموت. * (سورة النحل) * [ مكية إلا الآيات الثلاث الاخيرة فمدنية وآياتها 128 نزلت بعد الكهف ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) لما استبطأ المشركون العذاب نزل: * (أتى أمر الله) * أي الساعة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب * (فلا تستعجلوه) * تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يشركون) * به غيره. (2) * (ينزل الملائكة) * أي جبريل * (بالروح) * بالوحي * (من أمره) * بإرادته * (على من يشاء من عباده) * وهم الانبياء * (أن) * مفسرة * (أنذروا) * خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم * (أنه لا إله إلا أنا فاتقون) * خافون = فأخذه وقال يا محمد من يمنعك مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يمنعني منك ضع السيف فوضعه فنزلت (والله يعصمك من الناس) وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقيع بأعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد أدلى رجليه فقال الوارث من بني النجار لاقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله ؟ قال: أقول له أعطني = (*)
[ 346 ]
(3) * (خلق السماوات والارض بالحق) * أي محقا * (تعالى عما يشركون) * به من الاصنام. (4) * (خلق الانسان من نطفة) * مني إلى أن صيره قويا شديدا * (فإذا هو خصيم) * شديد الخصومة * (مبين) * بينها في نفي البعث قائلا " من يحيي العظام وهي رميم ". (5) * (والانعام) * الابل والبقر والغنم، ونصبه بفعل مقدر يفسره * (خلقها لكم) * من جملة الناس * (فيها دف ء) * ما تستدفئون به من الاكسية والاردية من أشعارها وأصوافها * (ومنافع) * من النسل والدر والركوب * (ومنها تأكلون) * قدم الظرف للفاصلة. (6) * (ولكم فيها جمال) * زينة * (حين تريحون) * تردونها إلى مراحها بالعشي * (وحين تسرحون) * تخرجونها إلى المرعى بالغداة. (7) * (وتحمل أثقالكم) * أحمالكم * (إلى بلد لم تكونوا بالغيه) * واصلين إليه على غير الابل * (إلا بشق الانفس) * بجهدها * (إن ربكم لرءوف رحيم) * بكم حيث خلقها لكم. (8) * (و) * خلق * (الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) * مفعول له، والتعليل بهما بتعريف النعم لا ينافي خلقها لغير ذلك كالاكل في الخيل الثابت بحديث الصحيحين * (ويخلق ما لا تعلمون) * من الاشياء العجيبة الغريبة. (9) * (وعلى الله قصد السبيل) * أي بيان الطريق المستقيم * (ومنها) * أي السبيل * (جائر) * حائد عن الاستقامة * (ولو شاء) * هدايتكم * (لهداكم) * إلى قصد السبيل * (أجمعين) * فتهتدون إليه باختيار منكم. (10) * (هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب) * تشربونه * (ومنه شجر) * ينبت بسببه * (فيه تسيمون) * ترعون دوابكم = سيفك فإذا أعطانيه قتلته فأتاه فقال له يا محمد: أعطني سيفك أشمه فأعطاه إياه فرعدت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الله بينك وبين ما تريد فأنزل الله (يا أيها الرسول بلغ) الآية ومن غريب ما ورد في سبب نزولها ما أخرجه ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية (والله = (*)
[ 347 ]
(11) * (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على وحدانيته تعالى * (لقوم يتفكرون) * في صنعه فيؤمنون. (12) * (وسخر لكم الليل والنهار والشمس) * بالنصب عطفا على ما قبله والرفع مبتدأ * (والقمر والنجوم) * بالوجهين * (مسخرات) * بالنصب حال والرفع خبر * (بأمره) * بإرادته * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * يتدبرون. (13) * (و) * سخر لكم * (ما ذرأ) * خلق * (لكم في الارض) * من الحيوان والنبات وغير ذلك * (مختلفا ألونه) * كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها * (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) * يتعظون. (14) * (وهو الذي سخر البحر) * ذلله لركوبه والغوص فيه * (لتأكلوا منه لحما طريا) * هو السمك * (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) * هي اللؤلؤ والمرجان * (وترى) * تبصر * (الفلك) * السفن * (مواخر فيه) * تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة * (ولتبغوا) * عطف على لتأكلوا، تطلبوا * (من فضله) * تعالى بالتجارة * (ولعلكم تشكرون) * الله على ذلك. (15) * (وألقى في الارض رواسي) * جبالا ثوابت ل * (أن) * لا * (تميد) * تتحرك * (بكم و) * جعل فيها * (أنهارا) * كالنيل * (وسبلا) * طرقا * (لعلكم تهتدون) * إلى مقاصدكم. (16) * (وعلامات) * تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار * (وبالنجم) * بمعنى النجوم * (هم يهتدون) * إلى الطرق والقبلة بالليل. (17) * (أفمن يخلق) * وهو الله * (كمن لا يخلق) * وهو الاصنام حيث تشركونها معه في العبادة ؟ لا * (أفلا تذكرون) * هذا فتؤمنون. = يعصمك من الناس) فأراد أن يرسل معه من يحرسه فقال يا عم: إن الله عصمني من الجن والانس وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله نحوه وهذا يقتضي أن الآية مكية والظاهر خلافه. أسباب نزول الآية 68 قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب) الآية روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: جاء رافع وسلام بن = (*)
[ 348 ]
(18) * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * تضبطوها فضلا أن تطيقوا شكرها * (إن الله لغفور رحيم) * حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم (19) * (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) *. (20) * (والذين تدعون) * بالتاء والياء تعبدون * (من دون الله) * وهم الاصنام * (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) * يصورون من الحجارة وغيرها. (21) * (أموات) * لا روح فيهم خبر ثان * (غير أحياء) * تأكيد * (وما يشعرون) * أي الاصنام * (أيان) * وقت * (يبعثون) * أي الخلق فكيف يعبدون، إذ لا يكون إلها إلا الخالق الحي العالم بالغيب. (22) * (إلهكم) * المستحق للعبادة منكم * (إله واحد) * لا نظير له في ذاته ولا في صفاته وهو الله تعالى * (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) * جاحدة للوحدانية * (وهم مستكبرون) * متكبرون عن الايمان بها. (23) * (لا جرم) * حقا * (أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) * فيجازيهم بذلك * (إنه لا يحب المستكبرين) * بمعنى أنه يعاقبهم. (24) ونزل في النضر بن الحارث: * (وإذا قيل لهم ما) * إستفهامية * (ذا) * موصولة * (أنزل ربكم) * على محمد * (قالوا) * هو * (أساطير) * أكاذيب * (الاولين) * إضلالا للناس. (25) * (ليحملوا) * في عاقبة الامر * (أوزارهم) * ذنوبهم * (كاملة) * لم يكفر منها شئ * (يوم القيامة ومن) * بعض * (أوزار الذين يضلونهم بغير علم) * لانهم دعوهم إلى الضلال فاتبعوهم فاشتركوا في الاثم * (ألا ساء) * بئس * (ما يزرون) * يحملونه حملهم هذا. (26) * (قد مكر الذين من قبلهم) * وهو نمروذ بنى صرحا طويلا ليصعد منه إلى السماء ليقاتل أهلها * (فأتى الله) * قصد * (بنيانهم من القواعد) * الاساس فأرسل عليه الريح والزلزلة فهدمته * (فخر عليهم السقف من فوقهم) * أي هم تحته = مشكم ومالك بن الصيف فقالوا يا محمد: ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا قال بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس قالوا فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق فأنزل الله (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ) الآية أسباب نزول الآية 82 قوله تعالى: (ولتجدن أقربهم مودة) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن = (*)
[ 349 ]
* (وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * من جهة لا تخطر ببالهم وقيل هذا تمثيل لافساد ما أبرموه من المكر بالرسل. (27) * (ثم يوم القيامة يخزيهم) * يذلهم * (ويقول) * الله لهم على لسان الملائكة توبيخا * (أين شركائي) * بزعمكم * (الذين كنتم تشاقلون) * تخالفون المؤمنين * (فيهم) * في شأنهم * (قال) * أي يقول * (الذين أوتوا العلم) * من الانبياء والمؤمنين * (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) * يقولونه شماتة بهم. (28) * (الذين تتوفاهم) * بالتاء والياء * (الملائكة ظالمي أنفسهم) * بالكفر * (فألقوا السلم) * انقادوا واستسلموا عند الموت قائلين * (ما كنا نعمل من سوء) * شرك فتقول الملائكة * (بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به. (29) ويقال لهم * (فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) *. (30) * (وقيل للذين اتقوا) * الشرك * (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا) * بالايمان * (في هذه الدنيا حسنة) * حياة طيبة * (ولدار الآخرة) * أي الجنة * (خير) * من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها * (ولنعم دار المتقين) * هي. (31) * (جنات عدن) * إقامة مبتدأ خبره * (يدخلونها تجري من تحتها الانهار لهم فيها ما يشاءون كذلك) * الجزاء * (يجزي الله المتقين) *. (32) * (الذين) * نعت * (تتوفاهم الملائكة طيبين) * طاهرين من الكفر * (يقولون) * لهم عند الموت * (سلام عليكم) * ويقال لهم في الآخرة * (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) *. (33) * (هل) * ما * (ينظرون) * ينتظر الكفار * (إلا أن تأتيهم) * بالتاء والياء * (الملائكة) * لقبض أرواحهم * (أو يأتي أمر ربك) * العذاب أو القيامة المشتملة عليه * (كذلك) * كما فعل هؤلاء * (فعل الذين من قبلهم) * = عبد الرحمن وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا إلى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه وأرسل إلى الرهبان والقسيسين ثم أمر جعفر بن أبي طالب فقرأ عليهم سورة مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع فهم الذين أنزل الله فيهم: (ولتجدن أقربهم مودة) إلى قوله (فاكتبنا مع = (*)
[ 350 ]
من الامم كذبوا رسلهم فأهلكوا * (وما ظلمهم الله) * بإهلاكهم بغير ذنب * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بالكفر. (34) * (فأصابهم سيئات ما عملوا) * أي جزاؤها * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (35) * (وقال الذين أشركوا) * من أهل مكة * (لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ) * من البحائر والسوائب فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى: * (كذلك فعل الذين من قبلهم) * أي كذبوا رسلهم فيما جاؤوا به * (فهل) * فما * (على الرسل إلا البلاغ المبين) * إلا البلاغ البين وليس عليهم الهداية. (36) * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) * كما بعثناك في هؤلاء * (أن) * أي بأن * (اعبدوا الله) * وحدوه * (واجتنبوا الطاغوت) * الاوثان أن تعبدوها * (فمنهم من هدى الله) * فآمن * (ومنهم من حقت) * وجبت * (عليه الضلالة) * في علم الله فلم يؤمن * (فسيروا) * يا كفار مكة * (في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * رسلهم من الهلاك. (37) * (إن تحرص) * يا محمد * (على هداهم) * وقد أضلهم الله لا تقدر على ذلك * (فإن الله لا يهدى) * بالبناء للمفعول وللفاعل * (من يضل) * من يريد إضلاله * (وما لهم من ناصرين) * مانعين من عذاب الله. (38) * (وأقسموا بالله جهد إيمانهم) * أي غاية اجتهادهم فيها * (لا يبعث الله من يموت) * قال تعالى * (بلى) * يبعثهم * (وعدا عليه حقا) * مصدران مؤكدان منصوبان بفعلهما المقدر أي وعد ذلك وحقه حقا * (ولكن أكثر الناس) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ذلك. (39) * (ليبين) * متعلق بيبعثهم المقدر * (لهم الذي يختلفون) * مع المؤمنين * (فيه) * من أمر الدين بتعذيبهم وإثابة المؤمنين * (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) * في إنكار البعث. = الشاهدين). وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي ثلاثين رجلا من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم سورة يس فبكوا فنزلت فيهم الآية. وأخرج النسائي عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع). وروى الطبراني عن ابن عباس نحوه أبسط منه. (*)
[ 351 ]
(40) * (إنما قولنا لشئ إذا أردناه) * أي أردنا إيجاده وقولنا مبتدأ خبره * (أن نقول له كن فيكون) * أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على نقول، والآية لتقرير القدرة على البعث. (41) * (والذين هاجروا في الله) * لاقامة دينه * (من بعد ما ظلموا) * بالاذى من أهل مكة وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * (لنبوئنهم) * ننزلهم * (في الدنيا) * دارا * (حسنة) * هي المدينة * (ولاجر الآخرة) * أي الجنة * (أكبر) * أعظم * (لو كانوا يعلمون) * أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة لوافقوهم. (42) هم * (الذين صبروا) * على أذى المشركين والهجرة لاظهار الدين * (وعلى ربهم يتوكلون) * فيرزقهم من حيث لا يحتسبون. (43) * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) * لا ملائكة * (فاسألوا أهل الذكر) * العلماء بالتوراة والانجيل * (إلا كنتم لا تعلمون) * ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم. (44) * (بالبينات) * متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة * (والزبر) * الكتب * (وأنزلنا اليك الذكر) * القرآن * (لتبين للناس ما نزل إليهم) * فيه من الحلال والحرام * (ولعلهم يتفكرون) * في ذلك فيعتبرون. (45) * (أفأمن الذين مكروا) * المكرات * (السيئات) * بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الانفال * (أن يخسف الله بهم الارض) * كقارون * (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) * أي من جهة لا تخطر ببالهم وقد أهلكوا ببدر ولم يكونوا يقدرون ذلك. (46) * (أو يأخذهم في تقلبهم) * في أسفارهم للتجارة * (فما هم بمعجزين) * بفائتي العذاب. (47) * (أو يأخذهم على تخوف) * تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول * (فإن ربكم لرءوف رحيم) * حيث لم يعاجلهم بالعقوبة. أسباب نزول الآية 87 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا) الآية روى الترمذي وغيره عن ابن عباس: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله. (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم). الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس إن رجالا من الصحابة = (*)
[ 352 ]
(48) * (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ) * له ظل كشجرة وجبل * (تتفيؤ) * تتميل * (ظلاله عن المين والشمائل) * جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره * (سجدا لله) * حال أي خاضعين له بما يراد منهم * (وهم) * أي الظلال * (داخرون) * صاغرون نزلوا منزلة العقلاء (49) * (ولله يسجد ما في السماوات ومال في الارض من دابة) * أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد منها، وغلب في الاتيان بما لا يعقل لكثرته * (والملائكة) * خصهم بالذكر تفضيلا * (وهم لا يستكبرون) * يتكبرون عن عبادته. (50) * (يخافون) * أي الملائكة حال من ضمير يستكبرون * (ربهم من فوقهم) * حال من هم أي عاليا عليهم بالقهر * (ويفعلون ما يؤمرون) * به. (51) * (وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين) * تأكيد * (إنما هو إله واحد) * أتى به لاثبات الالهية والوحدانية * (فإياي فارهبون) * خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة. (52) * (وله ما في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وله الدين) * الطاعة * (واصبا) * دائما حال من الدين والعامل فيه معنى الظرف * (أفغير الله تتقون) * وهو الاله الحق ولا إله غيره والاستفهام للانكار والتوبيخ (53) * (وما بكم من نعمة فمن الله) * لا يأتي بها غيره وما شرطية أو موصولة * (ثم إذا مسكم) * أصابكم * (الضر) * الفقر والمرض * (فإليه تجأرون) * ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والدعاء ولا تدعون غيره. (54) * (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) *. (55) * (ليكفروا بما آتيناهم) * من النعمة * (فتمتعوا) * باجتماعكم على عبادة الاصنام أمر تهديد * (فسوف تعلمون) * عاقبة ذلك. = منهم: عثمان بن مظعون حرموا النساء واللحم على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا للعبادة فنزلت وأخرج نحو ذلك من مرسل عكرمة وأبي قلابة ومجاهد وأبي مالك والنخعي والسدي وغيرهم وفي رواية السدي أنهم كانوا عشرة منهم: ابن مظعون وعلي بن أبي طالب وفي رواية عكرمة منهم: ابن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد بن الاسود وسالم = (*)
[ 353 ]
(56) * (ويجعلون) * أي المشركون * (لما لا يعلمون) * أنها تضر ولا تنفع وهي الاصنام * (نصيبا مما رزقناهم) * من الحرث والانعام بقولهم هذا لله وهذا لشركائنا * (تالله لتسألن) * سؤال توبيخ وفيه التفات عن الغيبة * (عما كنتم تفترون) * على الله من أنه أمركم بذلك. (57) * (ويجعلون لله البنات) * بقولهم الملائكة بنات الله * (سبحانه) * تنزيها له عما زعموا * (ولهم ما يشتهون) * - ه أي البنون والجملة في محل رفع أو نصب بيجعل المعنى يجعلون له البنات التي يكرهونها وهو منزه عن الولد ويجعلون لهم الابناء الذين يختارونهم فيختصون بالاسنى كقوله " فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ". (58) * (وإذا بشر أحدهم بالانثى) * تولد له * (ظل) * صار * (وجهه مسودا) * متغيرا تغير مغتم * (وهو كظيم) * ممتلئ غما فكيف تنسب البنات إليه تعالى. (59) * (يتوارى) * يختفي * (من القوم) * أي قومه * (من سوء ما بشر به) * خوفا من التعيير مترددا فيما يفعل به * (أيمسكه) * يتركه بلا قتل * (على هون) * هوان وذل * (أم يدسه في التراب) * بأن يئده * (الا ساء) * بئس * (ما يحكمون) * حكمهم هذا حيث نسبوا لخالقهم البنات اللاتي هن عندهم بهذا المحل (60) * (للذين لا يؤمنون بالآخرة) * أي الكفار * (مثل السوء) * أي الصفة السوأى بمعنى القبيحة وهي وأدهم البنات مع احتياجهم إليهن للنكاح * (ولله المثل الاعلى) * الصفة العليا وهو أنه لا إله إلا هو * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في خلقه. (61) * (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم) * بالمعاصي * (ما ترك عليها) * أي الارض * (من دابة) * نسمة تدب عليها * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون) * عنه * (ساعة ولا يستقدمون) * عليه. = مولى أبي حذيفة وفي رواية مجاهد: منهم ابن مظعون وعبد الله بن عمر. وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وعثمان بن مظعون والمقداد بن الاسود وسالم مولى أبي حذيفة توافقوا أن يجبوا أنفسهم ويعتزلوا النساء ولا يأكلوا لحما ولا دسما ويالبسوا المسوح ولا =
[ 354 ]
(62) * (ويجعلون لله ما يكرهون) * لانفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل * (وتصف) * تقول * (ألسنتهم) * مع ذلك * (الكذب) * وهو * (أن لهم الحسنى) * عند الله أي الجنة لقوله: " ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى " قال تعالى * (لا جرم) * حقا * (أن لهم النار وأنهم مفرطون) * متروكون فيها أو مقدمون إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد. (63) * (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) * رسلا * (فزين لهم الشيطان أعمالهم) * السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل * (فهو وليهم) * متولي أمورهم * (اليوم) * أي في الدنيا * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية أي لا ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم !. (64) * (وما أنزلنا عليك) * يا محمد. * (الكتاب) * القرآن * (إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) * من أمر الدين * (وهدى) * عطف على لتبين * (ورحمة لقوم يؤمنون) * به. (65) * (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الارض) * بالنبات * (بعد موتها) * يبسها * (إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على البعث * (لقوم يسمعون) * سماع تدبر. (66) * (وإن لكم في الانعام لعبرة) * اعتبار * (نسقيكم) * بيان للعبرة * (مما في بطونه) * أي الانعام * (من) * للابتداء متعلقة بنسقيكم * (بين فرث) * ثفل الكرش * (ودم لبنا خالصا) * لا يشوبه شئ من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما * (سائغا للشاربين) * سهل المرور في حلقهم لا يغص به. (67) * (ومن ثمرات النخيل والاعناب) * ثمر * (تتخذون منه سكرا) * خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها * (ورزقا حسنا) * كالتمر والزبيب والخل والدبس * (إن في ذلك) * المذكور * (لآية) * دالة على قدرته تعالى * (لقوم يعقلون) * يتدبرون. = يأكلوا من الطعام إلا قوتا وأن يسيحوا في الارض كهيئة الرهبان فنزلت وروى ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفه انتظارا له فقال لامرأته: حبست ضيفي من أجلي هو حرام علي فقالت امرأته هو علي حرام فقال الضيف هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى = (*)
[ 355 ]
(68) * (وأوحى ربك إلى النحل) * وحي إلهام * (أن) * مفسرة أو مصدرية * (اتخذي من الجبال بيوتا) * تأوين إليها * (ومن الشجر) * بيوتا * (ومما يعرشون) * أي الناس يبنون لك من الاماكن وإلا لم تأو إليها. (69) * (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي) * ادخلي * (سبل ربك) * طرقه في طلب المرعى * (ذللا) * جمع ذلول حال من السبل أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي على العود منها وإن بعدت، وقيل من الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك * (يخرج من بطونها شراب) * هو العسل * (مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) * من الاوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان * (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) * في صنعه تعالى. (70) * (والله خلقكم) * ولم تكونوا شيئا * (ثم يتوفاكم) * عند انقضاء آجالكم * (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) * أي أخسه من الهرم والخرف * (لكي لا يعلم بعد علم شيئا) * قال عكرمة: من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة * (إن الله عليم) * بتدبير خلقه * (قدير) * على ما يريده. (71) * (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) * فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك * (فما الذين فضلوا) * أي الموالي * (برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم) * أي بجاعلي ما رزقناهم من الاموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكهم * (فهم) * أي المماليك والموالي * (فيه سواء) * شركاء، المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له * (أفبنعمة الله يجحدون) * يكفرون حيث يجعلون له شركاء. = النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم). أسباب نزول الآية 90 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر) الآية روى أحمد عن أبي هريرة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله (يسألونك عن الخمر والميسر) الآية فقال =
[ 356 ]
(72) * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) * فخلق حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء * (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) * أولاد الاولاد * (ورزقكم من الطيبات) * من أنواع الثمار والحبوب والحيوان * (أفبالباطل) * الصنم * (يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) * بإشراكهم. (73) * (ويعبدون من دون الله) * أي غيره * (ما لا يملك لهم رزقا من السماوات) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (شيئا) * بدل من رزقا * (ولا يستطيعون) * يقدرون على شئ وهو الاصنام. (74) * (فلا تضربوا لله الامثال) * لا تجعلوا لله أشباها تشركونهم به * (إن الله يعلم) * أن لا مثل له * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك. (75) * (ضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (عبدا مملوكا) * صفة تميزه من الحر فإنه عبد الله * (لا يقدر على شئ) * لعدم ملكه * (ومن) * نكرة موصوفة أي حرا * (رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا) * أي يتصرف فيه كيف يشاء والاول مثل الاصنام والثاني مثله تعالى * (هل يستوون) * أي العبيد العجزة والحر المتصرف ؟ لا * (الحمد لله) * وحده * (بل أكثرهم) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون. (76) * (وضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (رجلين أحدهما أبكم) * ولد أخرس * (لا يقدر على شئ) * لانه لا يفهم ولا يفهم * (وهو كل) * ثقيل * (على مولاه) * ولي أمره * (أينما يوجهه) * يصرفه * (لا يأت) * منه * (بخير) * لا ينجح وهذا مثل الكافر * (هل يستوي هو) * أي الابكم المذكور * (ومن يأمر بالعدل) * أي ومن هو ناطق نافع للناس حيث يأمر به ويحث عليه * (وهو على صراط) * طريق * (مستقيم) * وهو الثاني المؤمن ؟ لا، وقيل هذا مثل الله، والابكم للاصنام والذي قبله مثل الكافر والمؤمن. (77) * (ولله غيب السماوات والارض) * أي = الناس ما حرم علينا إنما قال إثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الايام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله آية أشد منها (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) ثم نزلت آية أشد من ذلك (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) إلى قوله تعالى (فهل أنتم منتهون) قالوا: انتهينا ربنا فقال الناس: يا رسول =
[ 357 ]
علم ما غاب فيهما * (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) * لانه بلفظ كن فيكون * (إن الله على كل شئ قدير) *. (78) * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) * الجملة حال * (وجعل لكم السمع) * بمعنى الاسماع * (والابصار والافئدة) * القلوب * (لعلكم تشكرون) * - ه على ذلك فتؤمنون. (79) * (ألم يروا إلى الطير مسخرات) * مذللات للطيران * (في جو السماء) * أي الهواء بين السماء والارض * (ما يمسكهن) * عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن * (إلا الله) * بقدرته * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * هي خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجو بحيث يمكن الطيران فيه وإمساكها. (80) * (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) * موضعا تسكنون فيه * (وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا) * كالخيام والقباب * (تستخفونها) * للحمل * (يوم ظعنكم) * سفركم * (ويوم إقامتكم ومن أصوافها) * أي الغنم * (وأوبارها) * أي الابل * (وأشعارها) * أي المعز * (أثاثا) * متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية * (ومتاعا) * تتمتعون به * (إلى حين) * يبلى فيه (81) * (والله جعل لكم مما خلق) * من البيوت والشجر والغمام * (ظلالا) * جمع ظل، تقيكم حر الشمس * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * جمع كن، وهو ما يستكن فيه كالغار والسرب * (وجعل لكم سرابيل) * قمصا * (تقيكم الحر) * أي والبرد * (وسرابيل تقيكم بأسكم) * حربكم، أي الطعن والضرب فيها كالدروع والجواشن * (كذلك) * كما خلق هذه الاشياء * (يتم نعمته) * في الدنيا * (عليكم) * بخلق ما تحتاجون إليه * (لعلكم) * يا أهل مكة * (تسلمون) * توحدونه (82) * (فإن تولوا) * أعرضوا عن الاسلام * (فإنما عليك) * يا محمد * (البلاغ المبين) * الابلاغ البين وهذا قبل الامر بالقتال (83) * (يعرفون نعمة الله) * أي يقرون بأنها من عنده * (ثم ينكرونها) * بإشراكهم * (وأكثرهم الكافرون) * = الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على سرفهم وكانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) إلى آخر الآية. وروى النسائي والبيهقي عن ابن عباس قال: إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الانصار شربوا فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الاثر في وجهه =
[ 358 ]
(84) * (و) * اذكر * (يوم نبعث من كل أمة شهيدا) * هو نبيها يشهد لها وعليها وهو يوم القيامة * (ثم لا يؤذن للذين كفروا) * في الاعتذار * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله (85) * (وإذا رأى الذين ظلموا) * كفروا * (العذاب) * النار * (فلا يخفف عنهم) * العذاب * (ولا هم ينظرون) * يمهلون عنه إذا رأوه (86) * (وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم) * من الشياطين وغيرها * (قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا) * نعبدهم * (من دونك فألقوا إليهم القول) * أي قالوا لهم * (إنكم لكاذبون) * في قولكم إنكم عبدتمونا كما في آية أخرى " ما كانوا إيانا يعبدون "، سيكفرون بعبادتهم (87) * (وألقوا إلى الله يومئذ السلم) * أي استسلموا لحكمه * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * من أن آلهتهم تشفع لهم (88) * (الذين كفروا وصدوا) * الناس * (عن سبيل الله) * دينه * (زدناهم عذابا فوق العذاب) * الذي استحقوه بكفرهم قال ابن مسعود: عقارب أنيابها كالنخل الطوال * (بما كانوا يفسدون) * بصدهم الناس عن الايمان (89) * (و) * اذكر * (يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم) * وهو نبيهم * (وجئنا بك) * يا محمد * (شهيدا على هؤلاء) * أي قومك * (ونزلنا عليك الكتاب) * القرآن * (تبيانا) * بيانا * (لكل شئ) * يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة * (وهدى) * من الضلالة * (ورحمة وبشرى) * بالجنة * (للمسلمين) * الموحدين (90) * (إن الله يأمر بالعدل) * التوحيد أو الانصاف * (والاحسان) * أداء الفرائض أو أن تعبد الله كأنك تراه كما في الحديث * (وإيتاء) * إعطاء * (ذي القربى) * القرابة خصه بالذكر اهتماما به * (وينهى عن الفحشاء) * الزنا * (والمنكر) * شرعا من الكفر والمعاصي = ورأسه ولحيته فيقول: صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن فيقول: والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) الآية. فقال ناس من المتكلفين: هي رجس وهي في بطن فلان: وقد قتل يوم أحد فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية.
[ 359 ]
* (والبغي) * الظلم للناس خصه بالذكر اهتماما كما بدأ بالفحشاء كذلك * (يعظكم) * بالامر والنهي * (لعلكم تذكرون) * تتعظون وفيه إدغام التاء في الاصل في الذال، وفي المستدرك عن ابن مسعود وهذه أجمع آية في القرآن للخير والشر (91) * (وأوفوا بعهد الله) * من البيع والايمان وغيرها * (إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها) * توثيقها * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * بالوفاء حيث حلفتم به والجملة حال * (إن الله يعلم ما تفعلون) * تهديد لهم (92) * (ولا تكونوا كالتي نقضت) * أفسدت * (غزلها) * ما غزلته * (من بعد قوة) * إحكام له وبرم * (إنكاثا) * حال جمع نكث وهو ما ينكث أي يحل إحكامه وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه * (تتخذون) * حال من ضمير تكونوا: أي لا تكونوا مثلها في اتخاذكم * (أيمانكم دخلا) * هو ما يدخل في الشئ وليس منه أي فسادا أو خديعة * (بينكم) * بأن تنقضوها * (أن) * أي لان * (تكون أمة) * جماعة * (هي أربى) * أكثر * (من أمة) * وكانوا يحالفون الحلفاء فإذا وجد أكثر منهم وأعز نقضوا حلف أولئك وحالفوهم * (إنما يبلوكم) * يختبركم * (الله به) * أي بما أمر به من الوفاء بالعهد لينظر المطيع منكم والعاصي أو يكون أمة أربى لينظر أتفون أم لا * (وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) * في الدنيا من أمر العهد وغيره بأن يعذب الناكث ويثيب الوافي (93) * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * أهل دين واحد * (ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن) * يوم القيامة سؤال تبكيت * (عما كنتم تعملون) * لتجازوا عليه (94) * (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) * كرره تأكيدا * (فتزل قدم) * أي أقدامكم عن محجة الاسلام * (بعد ثبوتها) * استقامتها عليها * (وتذوقوا السوء) * أي العذاب أسباب نزول الآية 100 قوله تعالى: (قل لا يستوي) الآية. أخرج الواحدي والاصبهاني في الترغيب عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر تحريم الخمر فقام أعرابي فقال: إني كنت رجلا كانت هذه تجارتي فاعتقبت منها مالا فهل ينفع ذلك المال إن عملت بطاعة الله تعالى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى تصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل لا يستوي الخبيث والطيب) الآية.
[ 360 ]
* (بما صددتم عن سبيل الله) * أي بصدكم عن الوفاء بالعهد أو بصدكم غيركم عنه لانه يستن بكم * (ولكم عذاب عظيم) * في الآخرة (95) * (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا) * من الدنيا بأن تنقضوه لاجله * (إنما عند الله) * من الثواب * (هو خير لكم) * مما في الدنيا * (إن كنتم تعلمون) * ذلك فلا تنقضوا (96) * (ما عندكم) * من الدنيا * (ينفذ) * يفنى * (وما عند الله باق) * دائم * (وليجزين) * بالياء والنون * (الذين صبروا) * من الوفاء بالعهود * (أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) * أحسن بمعنى حسن (97) * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) * قيل هي حياة الجنة وقيل في الدنيا بالقناعة أو الرزق الحلال * (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) * (98) * (فإذا قرأت القرآن) * أي أردت قراءته * (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) * أي قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (99) * (إنه ليس له سلطان) * تسلط * (على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * (100) * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) * بطاعته * (والذين هم به) * أي الله * (مشركون) * (101) * (وإذا بدلنا آية مكان آية) * بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد * (والله أعلم بما ينزل قالوا) * أي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم * (إنما أنت مفتر) * كذاب تقوله من عندك * (بل أكثرهم لا يعلمون) * حقيقة القرآن وفائدة النسخ (102) * (قل) * لهم * (نزله روح القدس) * جبريل * (من ربك بالحق) * متعلق بنزل * (ليثبت الذين آمنوا) * بإيمانهم به * (وهدى وبشرى للمسلمين) * (103) * (ولقد) * للتحقيق * (نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه) * القرآن * (بشر) * وهو قين نصراني كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليه قال تعالى * (لسان) * لغة * (الذي يلحدون) * يميلون * (إليه) * أنه يعلمه أسباب نزول الآية 101 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا) الآية. روى البخاري عن أنس بن مالك قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة فقال رجل: من أبي ؟ قال: فلان فنزلت هذه الآية (لا تسألوا عن اشياء) الآية. وروى أيضا عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ؟ ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي ؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية (يا =
[ 361 ]
* (أعجمي وهذا) * القرآن * (لسان عربي مبين) * ذو بيان وفصاحة فكيف يعلمه أعجمي (104) * (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم) * مؤلم (105) * (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله) * القرآن بقولهم هذا من قول البشر * (وأولئك هم الكاذبون) * والتأكيد بالتكرار، وإن وغيرهما رد لقولهم " إنما أنت مفتر " (106) * (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره) * على التلفظ بالكفر فتلفظ به * (وقلبه مطمئن بالايمان) * ومن مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب لهم وعيد شديد دل على هذا * (ولكن من شرح بالكفر صدرا) * له أي فتحه ووسعه بمعنى طابت به نفسه * (فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) * (107) * (ذلك) * الوعيد لهم * (بأنهم استحبوا الحياة الدنيا) * اختاروها * (على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين) * (108) * (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) * عما يراد بهم (109) * (لا جرم) * حقا * (أنهم في الآخرة هم الخاسرون) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم (110) * (ثم إن ربك للذين هاجروا) * إلى المدينة * (من بعد ما فتنوا) * عذبوا وتلفظوا بالكفر وفي قراءة بالبناء للفاعل أي كفروا أو فتنوا الناس عن الايمان * (ثم جاهدوا وصبروا) * على الطاعة * (إن ربك من بعدها) * أي الفتنة * (لغفور) * لهم * (رحيم) * بهم وخبر إن الاولى دل عليه خبر الثانية (111) اذكر * (يوم تأتي كل نفس تجادل) * تحاج * (عن نفسها) * لا يهمها غيرها وهو يوم القيامة * (وتوفى كل نفس) * جزاء * (ما عملت وهم لا يظلمون) * شيئا = أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) حتى فرغ من الآية كلها. وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وروى أحمد والترمذي والحاكم عن علي قال: لما نزلت (ولله على الناس حج البيت) قالوا يا رسول الله في كل عام ؟ فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام ؟ قال لا ولو قلت نعم لو جبت فأنزل الله (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم). وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وأبي = (*)
[ 362 ]
(112) * (وضرب الله مثلا) * ويبدل منه * (قرية) * هي مكة والمراد أهلها * (كانت آمنة) * من الغارات لا تهاج * (مطمئنة) * لا يحتاج إلى الانتقال عنها لضيق أو خوف * (يأتيها رزقها رغدا) * واسعا * (من كل مكان فكفرت بأنعم الله) * بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم * (فأذاقها الله لباس الجوع) * فقحطوا سبع سنين * (والخوف) * بسرايا النبي صلى الله عليه وسلم * (بما كانوا يصنعون) * (113) * (ولقد جاءهم رسول منهم) * محمد صلى الله عليه وسلم * (فكذبوه فأخذهم العذاب) * الجوع والخوف * (وهم ظالمون) * (114) * (فكلوا) * أيها المؤمنون * (مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) * (115) * (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم) * (116) * (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم) * أي لوصف ألسنتكم * (الكذب هذا حلال وهذا حرام) * لما لم يحله الله ولم يحرمه * (لتفتروا على الله الكذب) * بنسبة ذلك إليه * (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (117) لهم * (متاع قليل) * في الدنيا * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب أليم) * مؤلم (118) * (وعلى الذين هادوا) * أي اليهود * (حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) * في آية " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر " إلى آخرها * (وما ظلمناهم) * بتحريم ذلك * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بارتكاب المعاصي الموجبة لذلك (119) * (ثم إن ربك للذين عملوا السوء) * الشرك * (بجهالة ثم تابوا) * رجعوا * (من بعد ذلك وأصلحوا) * عملهم * (إن ربك من بعدها) * أي الجهالة أو التوبة * (لغفور) * لهم * (رحيم) * بهم (120) * (إن إبراهيم كان أمة) * إماما قدوة جامعا لخصال الخير * (قانتا) * مطيعا * (لله حنيفا) * مائلا إلى الدين القيم * (ولم يك من المشركين) *. = أمامة وابن عباس قال الحافظ ابن حجر: لا مانع أن تكون نزلت في الامرين وحديث ابن عباس في ذلك أصح إسنادا أسباب نزول الآية 106 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) الآية روى الترمذي وضعفه وغيره عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) قال: برئ الناس منها غيري وغير عدي بن = (*)
[ 363 ]
(121) * (شاكرا لانعمه اجتباه) * اصطفاه * (وهداه إلى صراط مستقيم) *. (122) * (وآتيناه) * فيه التفات عن الغيبة * (في الدنيا حسنة) * هي الثناء الحسن في كل أهل الاديان * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * الذين لهم الدرجات العلى. (123) * (ثم أوحينا اليك) * يا محمد * (أن اتبع ملة) * دين * (إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) * كرر ردا على زعم اليهود والنصارى أنهم على دينه. (124) * (إنما جعل السبت) * فرض تعظيمه * (على الذين اختلفوا فيه) * على نبيهم، وهم اليهود أمروا أن يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة فقالوا: لا نريده واختاروا السبت فشدد عليهم فيه * (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمره بأن يثيب الطائع ويعذب العاصي بانتهاك حرمته. (125) * (ادع) * الناس يا محمد * (إلى سبيل ربك) * دينه * (بالحكمة) * بالقرآن * (والموعظة الحسنة) * مواعظه أو القول الرقيق * (وجادلهم بالتي) * أي بالمجادلة التي * (هي أحسن) * كالدعاء إلى الله بآياته والدعاء إلى حججه * (إن ربك هو أعلم) * أي عالم * (بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * فيجازيهم وهذا قبل الامر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم وقد رآه: لامثلن بسبعين منهم مكانك: (126) * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم) * عن الانتقام * (لهو) * أي الصبر * (خير للصابرين) * فكف صلى الله عليه وسلم وكفر عن يمينه رواه البزاز. (127) * (واصبر وما صبرك إلا بالله) * بتوفيقه * (ولا تحزن عليهم) * أي الكفار إن لم يؤمنوا لحرصك على إيمانهم * (ولا تك في ضيق مما يمكرون) * أي لا تهتم بمكرهم فأنا ناصرك عليهم. (128) * (إن الله مع الذين اتقوا) * الكفر والمعاصي * (والذين هم محسنون) * بالطاعة والصبر، بالعون والنصر. = بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه إنا وعدي بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا: ما ترك غير هذا وما دفع إلينا = (*)
[ 364 ]
{ سورة الاسراء } [ مكية إلا الآيات 26 و 32 و 57 من آية 73 إلى غاية 80 فمدنية وآياتها 111 نزلت بعد القصص ] * (بسم الله الرحمن الرحيم) * (1) * (سبحان) * أي تنزيه * (الذي أسرى بعبده) * محمد صلى الله عليه وسلم * (ليلا) * نصب على الظرف والاسراء سير الليل وفائدة ذكره الاشارة بتنكيره إلى تقليل مدته * (من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصا) * بيت المقدس لبعده منه * (الذي باركنا حوله) * بالثمار والانهار * (لنريه من آياتنا) * عجائب قدرتنا * (إنه هو السميع البصير) * أي العالم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله فأنعم عليه بالاسراء المشتمل على اجتماعه بالانبياء وعروجه إلى السماء، ورؤية عجائب الملكوت ومناجاته له تعالى فإنه صلى الله عليه وسلم قال: " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها الانبياء ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، قال جبريل أصبت الفطرة قال ثم عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل قيل: من أنت قال: جبريل قيل: ومن معك ؟ قال: محمد قيل أو قد أرسل إليه ؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير، ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل، قيل: ومن معك، قال: محمد، قيل أو قد بعث إليه، قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت ؟ قال: = غيره فلما أسلمت تأثمت من ذلك فأتيت أهله فخبرتهم الخبر ودفعت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه فحلف فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) إلى قوله (أن ترد أيمان بعد أيمانهم) فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء. (*)
[ 365 ]
جبريل فقيل: ومن معك، قال: محمد فقيل: أو قد أرسل إليه قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال جبريل فقيل: ومن معك، قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال: جبريل فقيل ومن معك قال محمد فقيل أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت فقال جبريل فقيل ومن معك قال محمد فقيل أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت فقال جبريل قيل ومن معك فقال محمد قيل أو قد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ثم ذهب إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها قال فأوحى الله إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال: ما فعلت فقلت قد حط عني خمسا قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا، " تنبيه " جزم الذهبي بأن تميما النازل فيه غير تميم الداري وعزاه لمقاتل بن حبان قال الحافظ ابن حجر: وليس بجيد للتصريح في هذا الحديث بأنه الداري. (*)
[ 366 ]
ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب فان عملها كتبت له سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فإن أمتك لا تطيق ذلك فقلت " قد رجعت إلى ربي حتى استحييت " رواه الشيخان واللفظ لمسلم وروى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ربي عز وجل ". (2) قال تعالى * (وآتينا موسى الكتاب) * التوراة * (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) * ل * (أ) * ن (لا تتخذوا من دوني وكيلا) * يفوضون إليه أمرهم وفي قراءة تتخذوا بالفوقانية التفاتا فأن زائدة والقول مضمر. (3) يا * (ذرية من حملنا مع نوح) * في السفينة * (إنه كان عبدا شكورا) * كثير الشكر لنا حامدا في جميع أحواله. (4) * (وقضينا) * أوحينا * (إلى بني إسرائيل في الكتاب) * التوراة * (لتفسدن في الارض) * أرض الشام بالمعاصي * (مرتين ولتعلن علوا كبيرا) * تبغون بغيا عظيما. (5) * (فإذا جاء وعد أولاهما) * أولى مرتي الفساد * (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد) * أصحاب قوة في الحرب والبطش * (فجاسوا) * ترددوا لطلبكم * (خلال الديار) * وسط دياركم ليقتلوكم ويسبوكم * (وكان وعدا مفعولا) * وقد أفسدوا الاولى بقتل زكريا فبعث عليهم جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوا أولادهم وخربوا بيت المقدس. (6) * (ثم رددنا لكم الكرة) * الدولة والغلبة * (عليهم) * بعد مائة سنة بقتل جالوت * (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * عشيرة. (7) وقلنا * (إن أحسنتم) * بالطاعة * (أحسنتم لانفسكم) * لان ثوابه لها * (وإن أسأتم) * بالفساد * (فلها) * إساءتكم * (فإذا جاء وعد) * المرة * (الآخرة) * بعثناهم * (ليسؤوا وجوهكم) * يحزنوكم بالقتل والسبي حزنا يظهر في وجوهكم * (وليدخلوا المسجد) * بيت المقدس فيخربوه * (كما دخلوه) * وخربوه * (أول مرة وليتبروا) * يهلكوا * (ما علوا) * غلبوا عليه * (تتبيرا) * هلاكا وقد أفسدوا ثانيا بقتل يحيى فبعث عليهم بختنصر فقتل منهم ألوفا وسبى ذريتهم وخرب بيت المقدس. * (سورة الانعام) * أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى: (قل أي شئ أكبر شهادة) الآية وأخرج ابن اسحق وابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: جاء النحام بن زيد وقروم بن كعب وبحري بن عمرو فقالوا يا محمد ما نعلم مع الله إلها غيره فقال: لا إله = (*)
[ 367 ]
(8) وقلنا في الكتاب * (عسى ربكم أن يرحمكم) * بعد المرة الثانية إن تبتم * (وإن عدتم) * إلى الفساد * (عدنا) * إلى العقوبة وقد عادوا بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فسلط عليهم بقتل قريظة ونفي النضير وضرب الجزية عليهم * (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) * محبسا وسجنا (9) * (إن هذا القرآن يهدي للتي) * أي للطريقة التي * (هي أقوم) * أعدل وأصوب * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) * (10) * (و) * يخبر * (أن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا) * أعددنا * (لهم عذابا أليما) * مؤلما هو النار (11) * (ويدع الانسان بالشر) * على نفسه وأهله إذا ضجر * (دعاءه) * أي كدعائه له * (بالخير وكان الانسان) * الجنس * (عجولا) * بالدعاء على نفسه وعدم النظر في عاقبته (12) * (وجعلنا الليل والنهار آيتين) * دالتين على قدرتنا * (فمحونا آية الليل) * طمسنا نورها بالظلام لتسكنوا فيه والاضافة للبيان * (وجعلنا آية النهار مبصرة) * أي مبصرا فيها بالضوء * (لتبتغوا) * فيه * (فضلا من ربكم) * بالكسب * (ولتعلموا) * بهما * (عدد السنين والحساب) * للاوقات * (وكل شئ) * يحتاج إليه * (فصلناه تفصيلا) * بيناه تبيينا (13) * (وكل إنسان الزمناه طائره) * عمله يحمله * (في عنقه) * خص بالذكر لان اللزوم فيه أشد وقال مجاهد: ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد * (ونخرج له يوم القيامة كتابا) * مكتوبا فيه عمله * (يلقاه منشورا) * صفتان لكتابا (14) ويقال له * (إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) * محاسبا (15) * (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) * لان ثواب اهتدائه له * (ومن ضل فإنما يضل عليها) * لان إثمه عليها * (ولا تزر) * نفس * (وازرة) * آثمة أي لا تحمل * (وزر) * نفس * (أخرى وما كنا معذبين) * أحدا * (حتى نبعث رسولا) * يبين له ما يجب عليه (16) * (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) * منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا * (ففسقوا فيها) * فخرجوا عن أمرنا * (فحق عليها القول) * بالعذاب * (فدمرنا ها تدميرا) * = إلا الله بذلك بعثت وإلى ذلك أدعو فأنزل الله في قولهم (قل أي شئ أكبر شهادة) الآية. أسباب نزول الآية 26 قوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينأون عنه) الآية روى الحاكم وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عما جاء به. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال = (*)
[ 368 ]
أهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها (17) * (وكم) * أي كثيرا * (أهلكنا من القرون) * الامم * (من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا) * عالما ببواطنها وظواهرها، وبه يتعلق بذنوب (18) * (من كان يريد) * بعمله * (العاجلة) * أي الدنيا * (عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) * التعجيل له بدل من له بإعادة الجار * (ثم جعلنا له) * في الآخرة * (جهنم يصلاها) * يدخلها * (مذموما) * ملوما * (مدحورا) * مطرودا عن الرحمة (19) * (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها) * عمل عملها اللائق بها * (وهو مؤمن) * حال * (فأولئك كان سعيهم مشكورا) * عند الله أي مقبولا مثابا عليه (20) * (كلا) * من الفريقين * (نمد) * نعطي * (هؤلاء وهؤلاء) * بدل * (من) * متعلق بنمد * (عطاء ربك) * في الدنيا * (وما كان عطاء ربك) * فيها * (محظورا) * ممنوعا عن أحد (21) * (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض) * في الرزق والجاه * (وللآخرة أكبر) * أعظم * (درجات وأكبر تفضيلا) * من الدنيا فينبغي الاعتناء بها دونها (22) * (لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا) * لا ناصر لك (23) * (وقضى) * أمر * (ربك أ) * ن أي بأن * (لا تعبدوا إلا إياه) * أن تحسنوا * (بالوالدين إحسانا) * بأن تبروهما * (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما) * فاعل * (أو كلاهما) * وفي قراءة يبلغان فأحدهما بدل من ألفه * (فلا تقل لهما أف) * بفتح الفاء وكسرها منونا وغير منون مصدر بمعنى تبا وقبحا * (ولا تنهرهما) * تزجرهما * (وقل لهما قولا كريما) * جميلا لينا (24) * (واخفض لهما جناح الذل) * ألن لهما جانبك الذليل * (من الرحمة) * أي لرقتك عليهما * (وقل رب ارحمهما كما) * رحماني حين * (ربياني صغيرا) * (25) * (ربكم أعلم بما في نفوسكم) * من إضمار البر والعقوق * (إن تكونوا صالحين) * طائعين لله * (فإنه كان للاوابين) * الرجاعين إلى طاعته * (غفورا) * لما صدر منهم في حق الوالدين من بادرة وهم لا يضمرون عقوقا (26) * (وآت) * أعط * (ذا القربى) * القرابة * (حقه) * من البر والصلة * (والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) * بالانفاق في غير طاعة الله = قال: نزلت في عمومة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناش عليه في السر. أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: (قد نعلم إنه ليحزنك) الآية روى الترمذي والحاكم عن علي أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم وإنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).
[ 369 ]
(27) * (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) * أي على طريقتهم * (وكان الشيطان لربه كفورا) * شديد الكفر لنعمه فكذلك أخوه المبذر (28) * (وإما تعرضن عنهم) * أي المذكورين من ذي القربى وما بعدهم فلم تعطهم * (ابتغاء رحمة من ربك ترجوها) * أي لطلب رزق تنتظره يأتيك فتعطيهم منه * (فقل لهم قولا ميسورا) * لينا سهلا بأن تعدهم بالاعطاء عند مجئ الرزق (29) * (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) * أي لا تمسكها عن الانفاق كل المسك * (ولا تبسطها) * في الانفاق * (كل البسط فتقعد ملوما) * راجع للاول * (محسورا) * منقطعا لا شئ عندك راجع للثاني (30) * (إن ربك يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء ويقدر) * يضيقه لمن يشاء * (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) * عالما ببواطنهم وظواهرهم فيرزقهم على حسب مصالحهم (31) * (ولا تقتلوا أولادكم) * بالوأد * (خشية) * مخافة * (إملاق) * فقر * (نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ) * إثما * (كبيرا) * عظيما (32) * (ولا تقربوا الزنى) * أبلغ من لا تأتوه * (إنه كان فاحشة) * قبيحا * (وساء) * بئس * (سبيلا) * طريقا هو (33) * (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه) * لوارثه * (سلطانا) * تسلطا على القاتل * (فلا يسرف) * يتجاوز الحد * (في القتل) * بأن يقتل غير قاتله أو بغير ما قتل به * (إنه كان منصورا) * (34) * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد) * إذا عاهدتم الله أو الناس * (إن العهد كان مسؤولا) * عنه (35) * (وأوفوا الكيل) * أتموه * (إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم) * الميزان السوي * (ذلك خير وأحسن تأويلا) * مآلا (36) * (ولا تقف) * تتبع * (ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد) * القلب * (كل أولئك كان عنه مسؤولا) * صاحبه ماذا فعل به (37) * (ولا تمش في الارض مرحا) * أي ذا مرح بالكبر والخيلاء * (إنك لن تخرق الارض) * تثقبها حتى تبلغ آخرها بكبرك * (ولن تبلغ الجبال طولا) * المعنى أنك لا تبلغ هذا المبلغ فكيف تختال أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى: (ولا تطرد) الآية روى ابن حبان والحاكم عن سعيد بن أبي وقاص قال: لقد نزلت هذه الآية في ستة: أنا وعبد الله بن مسعود وأربعة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اطردهم فإنا نستحي أن نكون تبعا لك كهؤلاء فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله فأنزل الله (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) إلى قوله (أليس الله بأعلم بالشاكرين) وروى أحمد والطبراني. =
[ 370 ]
(38) * (كل ذلك) * المذكور * (كان سيئه عند ربك مكروها) * (39) * (ذلك مما أوحى إليك) * يا محمد * (ربك من الحكمة) * الموعظة * (ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) * مطرودا عن رحمة الله (40) * (أفأصفاكم) * أخلصكم يا أهل مكة * (ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا) * بنات لنفسه بزعمكم * (إنكم لتقولون) * بذلك * (قولا عظيما) * (41) * (ولقد صرفنا) * بينا * (في هذا القرآن) * من الامثال والوعد والوعيد * (ليذكروا) * يتعظوا * (وما يزيدهم) * ذلك * (إلا نفورا) * عن الحق (42) * (قل) * لهم * (لو كان معه) * أي الله * (آلهة كما يقولون إذا لابتغوا) * طلبوا * (إلى ذي العرش) * أي الله * (سبيلا) * ليقاتلوه (43) * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يقولون) * من الشركاء * (علوا كبيرا) * (44) * (تسبح له) * تنزهه * (السماوات السبع والارض ومن فيهن وإن) * ما * (من شئ) * من المخلوقات * (إلا يسبح) * متلبسا * (بحمده) * أي يقول سبحان الله وبحمده * (ولكن لا تفقهون) * تفهمون * (تسبيحهم) * لانه ليس بلغتكم * (إنه كان حليما غفورا) * حيث لم يعاجلكم بالعقوبة (45) * (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) * أي ساترا لك عنهم فلا يرونك نزل فيمن أراد الفتك به صلى الله عليه وسلم (46) * (وجعلنا على قلوبهم أكنة) * أغطية * (أن يفقهوه) * من أن يفهموا القرآن أي فلا يفهمونه * (وفي آذانهم وقرا) * ثقلا فلا يسمعونه * (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) * عنه (47) * (نحن أعلم بما يستمعون به) * بسببه من الهزء * (إذ يستمعون اليك) * إلى قراءتك * (وإذ هم نجوى) * يتناجون بينهم أي يتحدثون * (إذ) * بدل من إذ قبله * (يقول الظالمون) * في تناجيهم * (إن) * ما * (تتبعون إلا رجلا مسحورا) * مخدوعا مغلوبا على عقله قال تعالى: = وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: مر الملا من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده خباب بن الارت وصهيب وبلال وعمار فقالوا: يا محمد أرضيت بهؤلاء وهؤلاء من الله عليهم من بيننا لو طردت هؤلاء لاتبعناك فأنزل الله فيهم القرآن (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا) إلى قوله (سبيل المجرمين). وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: جاء عتبة ؟ ؟ بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي = (*)
[ 371 ]
(48) * (أنظر كيف ضربوا لك الامثال) * بالمسحور والكاهن والشاعر * (فضلوا) * بذلك عن الهدى * (فلا يستطيعون سبيلا) * طريقا إليه (49) * (وقالوا) * منكرين للبعث * (أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) * (50) * (قل) * لهم * (كونوا حجارة أو حديدا) * (51) * (أو خلقا مما يكبر في صدوركم) * يعظم عن قبول الحياة فضلا عن العظام والرفات فلا بد من إيجاد الروح فيكم * (فسيقولون من يعيدنا) * إلى الحياة * (قل الذي فطركم) * خلقكم * (أول مرة) * ولم تكونوا شيئا لان القادر على البدء قادر على الاعادة بل هي أهون * (فسينغضون) * يحركون * (اليك رؤوسهم) * تعجبا * (ويقولون) * استهزاء * (متى هو) * أي البعث * (قل عسى أن يكون قريبا) * (52) * (يوم يدعوكم) * يناديكم من القبور على لسان إسرافيل * (فتستجيبون) * فتجيبون دعوته من القبور * (بحمده) * بأمره وقيل وله الحمد * (وتظنون إن) * ما * (لبثتم) * في الدنيا * (إلا قليلا) * لهول ما ترون (53) * (وقل لعبادي) * المؤمنين * (يقولوا) * للكفار الكلمة * (التي هي أحسن إن الشيطان ينزع) * يفسد * (بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا) * بين العداوة، والكلمة التي هي أحسن وهي (54) * (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم) * بالتوبة والايمان * (أو إن يشأ) * تعذيبكم * (يعذبكم) * بالموت على الكفر * (وما أرسلناك عليهم وكيلا) * فتجبرهم على الايمان وهذا قبل الامر بالقتال (55) * (وربك أعلم بمن في السماوات والارض) * فيخصهم بما شاء على قدر أحوالهم * (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) * بتخصيص كل منهم بفضيلة كموسى بالكلام وإبراهيم بالخلة ومحمد بالاسراء * (وآتينا داود زبورا) * (56) * (قل) * لهم * (ادعوا الذين زعمتم) * أنهم آلهة * (من دونه) * كالملائكة وعيسى وعزير * (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) * له إلى غيركم = والحارث بن نوفل في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر إلى أبي طالب فقالوا: لو أن ابن أخيك يطرد عنه هؤلاء الاعبد كان أعظم في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه فكلم أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب: لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون فأنزل الله (وأنذر به الذين يخافون) إلى قوله (أليس الله بأعلم بالشاكرين) وكانوا بلالا وعمار بن ياسر وسالما مولى أبي = (*)
[ 372 ]
(57) * (أولئك الذين يدعون) * - هم آلهة * (يبتغون) * يطلبون * (إلى ربهم الوسيلة) * القربة بالطاعة * (أيهم) * بدل من واو يبتغون أي يبتغيها الذي هو * (أقرب) * إليه فكيف بغيره * (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) * كغيرهم فكيف تدعونهم آلهة * (إن عذاب ربك كان محذورا) * (58) * (وإن) * ما * (من قرية) * أريد أهلها * (إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة) * بالموت * (أو معذبوها عذابا شديدا) * بالقتل وغيره * (كان ذلك في الكتاب) * اللوح المحفوظ * (مسطورا) * مكتوبا. (59) * (وما منعنا أن نرسل بالآيات) * التي اقترحها أهل مكة * (إلا أن كذب بها الاولون) * لما أرسلناها فأهلكناهم ولو أرسلناها إلى هؤلاء لكذبوا بها واستحقوا الاهلاك وقد حكمنا بإمهالهم لاتمام أمر محمد صلى الله عليه وسلم * (وآتينا ثمود الناقة) * أية * (مبصرة) * بينة واضحة * (فظلموا) * كفروا * (بها) * فأهلكوا * (وما نرسل بالآيات) * المعجزات * (إلا تخويفا) * للعباد فيؤمنوا (60) * (و) * اذكر * (إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس) * علما وقدرة فهم في قبضته فبلغهم ولا تخف أحدا فهو يعصمك منهم * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) * عيانا ليلة الاسراء * (إلا فتنة للناس) * أهل مكة إذ كذبوا بها وارتد بعضهم لما أخبرهم بها * (والشجرة الملعونة في القرآن) * وهي الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم جعلناها فتنة لهم إذ قالوا: النار تحرق الشجر فكيف تنبته * (ونخوفهم) * بها * (فما يزيدهم) * تخويفنا * (إلا طغيانا كبيرا) * (61) * (و) * اذكر * (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * سجود تحية بالانحناء * (فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) * نصب بنزع الخافض أي من طين (62) * (قال أرأيتك) * أي أخبرني * (هذا الذي كرمت) * فضلت * (علي) * بالامر بالسجود له " وأنا خير منه خلقتني من نار " * (لئن) * لام قسم * (أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن) * لاستأصلن * (ذريته) * بالاغواء * (إلا قليلا) * منهم ممن عصمته = حذيفة وصالحا مولى أسيد وابن مسعود والمقداد بن عبد الله وواقد بن عبد الله الحنظلي وأشباههم فأقبل عمر فاعتذر من مقالته فنزل (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما عن خباب قال جاء الاقرع بن حابس وعيينة بن حصن فوجدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 373 ]
(63) * (قال) * تعالى له * (اذهب) * منظرا إلى وقت النفخة الاولى * (فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم) * أنت وهم * (جزاء موفورا) * وافرا كاملا (64) * (واستفزز) * استخف * (من استطعت منهم بصوتك) * بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية * (وأجلب) * صح * (عليهم بخيلك ورجلك) * وهم الركاب والمشاة في المعاصي * (وشاركهم في الاموال) * المحرمة كالربا والغصب * (والاولاد) * من الزنى * (وعدهم) * بأن لا بعث ولا جزاء * (وما يعدهم الشيطان) * بذلك * (إلا غرورا) * باطلا (65) * (إن عبادي) * المؤمنين * (ليس لك عليهم سلطان) * تسلط وقوة * (وكفى بربك وكيلا) * حافظا لهم منك (66) * (ربكم الذي يزجي) * يجري * (لكم الفلك) * السفن * (في البحر لتبتغوا) * تطلبوا * (من فضله) * تعالى بالتجارة * (إنه كان بكم رحيما) * في تسخيرها لكم (67) * (وإذا مسكم الضر) * الشدة * (في البحر) * خوف الغرق * (ضل) * غاب عنكم * (من تدعون) * تعبدون من الآلهة فلا تدعونه * (إلا إياه) * تعالى فإنكم تدعونه وحده لانكم في شدة لا يكشفها إلا هو * (فلما نجاكم) * من الغرق وأوصلكم * (إلى البر أعرضتم) * عن التوحيد * (وكان الانسان كفورا) * جحودا للنعم (68) * (أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر) * أي الارض كقارون * (أو يرسل عليكم حاصبا) * أي يرميكم بالحصباء كقوم لوط * (ثم لا تجدوا لكم وكيلا) * حافظا منه (69) * (أم أمنتم أن نعيدكم فيه) * أي البحر * (تارة) * مرة * (أخرى فنرسل عليكم قاصفا من الريح) * أي ريحا شديدة لا تمر بشئ إلا قصفته فتكسر فلككم * (فتغرقكم بما كفرتم) * بكفركم * (ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا) * ناصرا وتابعا يطالبنا بما فعلنا بكم (70) * (ولقد كرمنا) * فضلنا * (بني آدم) * بالعلم والنطق واعتدال الخلق وغير ذلك ومنه طهارتهم بعد الموت * (وحملناهم في البر) * على الدواب * (والبحر) * على السفن * (ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا) * كالبهائم والوحوش * (تفضيلا) * فمن بمعنى ما أو على بابها وتشمل الملائكة والمراد تفضيل الجنس، ولا يلزم تفضيل أفراده إذ هم أفضل من البشر غير الانبياء. = حقروهم فأتوه فخلوا به فقالوا إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الاعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت قال نعم فنزلت (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) الآية ثم ذكر الاقرع وصاحبه فقال (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم = (*)
[ 374 ]
(71) اذكر * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * نبيهم فيقال يا أمة فلان أو بكتاب عمالهم فيقال يا صاحب الشر وهو يوم القيامة * (فمن أوتي) * منهم * (كتابه بيمينه) * وهم السعداء أولو البصائر في الدنيا * (فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون) * ينقصون من أعمالهم * (فتيلا) * قدر قشرة النواة (72) * (ومن كان في هذه) * أي الدنيا * (أعمى) * عن الحق * (فهو في الآخرة أعمى) * عن طريق النجاة وقراءة القرآن * (وأضل سبيلا) * أبعد طريقا عنه ونزل في ثقيف وقد سألوه صلى الله عليه وسلم أن يحرم واديهم وألحوا عليه (73) * (وإن) * مخففة * (كادوا) * قاربوا * (ليفتنوك) * ليستنزلونك * (عن الذي أوحينا اليك لتفتري علينا غيره وإذا) * لو فعلت ذلك * (لاتخذوك خليلا) * (74) * (ولولا أن ثبتناك) * على الحق بالعصمة * (لقد كدت) * قاربت * (تركن) * تميل * (إليهم شيئا) * ركونا * (قليلا) * لشدة احتيالهم وإلحاحهم، وهو صريح في أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن ولا قارب (75) * (إذا) * لو ركنت * (لاذقناك ضعف) * عذاب * (الحياة وضعف) * عذاب * (الممات) * أي مثلي ما يعذب غيرك في الدنيا والآخرة * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * مانعا منه (76) ونزل لما قال له اليهود: إن كنت نبيا فالحق بالشام فإنها أرض الانبياء * (وإن) * مخففة * (كادوا ليستفزونك من الارض) * أرض المدينة * (ليخرجوك منها وإذا) * لو أخرجوك * (لا يلبثون خلافك) * فيها * (إلا قليلا) * ثم يهلكون (77) * (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) * أي كسنتنا فيهم من إهلاك من أخرجهم * (ولا تجد لسنتنا تحويلا) * تبديلا (78) * (أقم الصلاة لدلوك الشمس) * أي من وقت زوالها * (إلى غسق الليل) * إقبال ظلمته أي الظهر والعصر والمغرب والعشاء * (وقرآن الفجر) * صلاة الصبح * (إن قرآن الفجر كان مشهودا) * تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار (79) * (ومن الليل فتهجد) * فصل * (به) * بالقرآن * (نافلة لك) * فريضة زائدة لك دون أمتك، أو فضيلة علي الصلوات المفروضة = قام وتركنا فنزل (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) الآية، قال ابن كثير هذا حريث غريب فان الآية مكية والاقرع وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ماهان قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا أصبنا ذنوبا عظاما فما رد عليهم شيئا فأنزل الله (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية. (*)
[ 375 ]
* (عسى أن يبعثك) * يقيمك * (ربك) * في الآخرة * (مقاما محمودا) * يحمدك فيه الاولون والآخرون وهو مقام الشفاعة في فصل القضاء، ونزل لما أمر بالهجرة (80) * (وقل رب أدخلني) * المدينة * (مدخل صدق) * إدخالا مرضيا لا أرى فيه ما أكره * (وأخرجني) * من مكة * (مخرج صدق) * إخراجا لا ألتفت بقلبي إليها * (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * قوة تنصرني بها على أعدائك (81) * (وقل) * عند دخولك مكة * (جاء الحق) * الاسلام * (وزهق الباطل) * بطل الكفر * (إن الباطل كان زهوقا) * مضمحلا زائلا " وقد دخلها صلى الله عليه وسلم وحول البيت ثلثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول ذلك حتى سقطت " رواه الشيخان (82) * (وننزل من) * للبيان * (القرآن ما هو شفاء) * من الضلالة * (ورحمة للمؤمنين) * به * (ولا يزيد الظالمين) * الكافرين * (إلا خسارا) * لكفرهم به (83) * (وإذا أنعمنا على الانسان) * الكافر * (أعرض) * عن الشكر * (ونأى بجانبه) * ثنى عطفه متبخترا * (وإذا مسه الشر) * الفقر والشدة * (كان يؤوسا) * قنوطا من رحمة الله (84) * (قل كل) * منا ومنكم * (يعمل على شاكلته) * طريقته * (فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) * طريقا فيثيبه (85) * (ويسألونك) * أي اليهود * (عن الروح) * الذي يحيا به البدن * (قل) * لهم * (الروح من أمر ربي) * أي علمه لا تعلمونه * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * بالنسبة إلى علمه تعالى (86) * (ولئن) * لام قسم * (شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك) * أي القرآن بأن نمحوه من الصدور والمصاحف * (ثم لا تجد لك به علينا وكيلا) * (87) * (إلا) * لكن أبقيناه * (رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا) * عظيما حيث أنزله عليك وأعطاك المقام المحمود وغير ذلك من الفضائل (88) * (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن) * في الفصاحة والبلاغة * (لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) * معينا نزل ردا لقولهم " ولو نشاء لقلنا مثل هذا " أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (قل هو القادر) الآيات وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال لما نزلت (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف قالوا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فقال بعض الناس لا يكون هذا أبدا أن يقتل بعضنا بعضا ونحن مسلمون فنزلت = (*)
[ 376 ]
(89) * (ولقد صرفنا) * بينا * (للناس في هذا القرآن من كل مثل) * صفة لمحذوف أي مثلا من جنس كل مثل ليتعظوا * (فأبى أكثر الناس) * أي أهل مكة * (إلا كفورا) * جحودا للحق (90) * (وقالوا) * عطف على أبى * (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا) * عينا ينبع منها الماء (91) * (أو تكون لك جنة) * بستان * (من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها) * وسطها * (تفجيرا) * (92) * (أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا) * قطعا * (أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) * مقابلة وعيانا فنراهم (93) * (أو يكون لك بيت من زخرف) * ذهب * (أو ترقى) * تصعد * (في السماء) * بسلم * (ولن نؤمن لرقيك) * لو رقيت فيها * (حتى تنزل علينا) * منها * (كتابا) * فيه تصديقك * (نقرؤه قل) * لهم * (سبحان ربي) * تعجب * (هل) * ما * (كنت إلا بشرا رسولا) * كسائر الرسل ولم يكونوا يأتون بآية إلا بإذن الله (94) * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا) * أي قولهم منكرين * (أبعث الله بشرا رسولا) * ولم يبعث ملكا (95) * (قل) * لهم * (لو كان في الارض) * بدل البشر * (ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) * إذ لا يرسل إلى قوم رسول إلا من جنسهم ليمكنهم مخاطبته والفهم عنه (96) * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) * على صدقي * (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) * عالما ببواطنهم وظواهرهم (97) * (ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء) * يهدونهم * (من دونه ونحشرهم يوم القيامة) * ماشين * (على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت) * سكن لهبا * (زدناهم سعيرا) * تلهبا واشتعالا (98) * (ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا) * منكرين للبعث * (أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) * (99) * (أولم يروا) * يعلموا * (أن الله الذي خلق السماوات والارض) * مع عظمهما * (قادر على أن يخلق مثلهم) * أي الاناسي في الصغر * (وجعل لهم أجلا) * للموت والبعث * (لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا) * جحودا له = (أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون). أسباب نزول الآية 82 قوله تعالى (الذين آمنوا) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة قال حمل رجل من العدو على المسلمين فقتل رجلا ثم حمل فقتل آخر ثم حمل فقتل آخر ثم قال أينفعني الاسلام بعد هذا ؟ فقال رسول = (*)
[ 377 ]
(100) * (قل) * لهم * (لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي) * من الرزق والمطر * (إذا لامسكتم) * لبخلتم * (خشية الانفاق) * خوف نفادها بالانفاق فتقتروا * (وكان الانسان قتورا) * بخيلا. (101) * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * وهي اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم أو الطمس ونقص الثمرات * (فسأل) * يا محمد * (بني إسرائيل) * عنه سؤال تقرير للمشركين على صدقك، أو فقلنا له: اسأل وفي قراءة بلفظ الماضي * (إذ جاءهم فقال له فرعون إني لاظنك يا موسى مسحورا) * مخدوعا مغلوبا على عقلك. (102) * (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء) * الآيات * (إلا رب السماوات والارض بصائر) * عبرا، ولكنك تعاند وفي قراءة بضم التاء * (وإني لاظنك يا فرعون مثبورا) * هالكا أو مصروفا عن الخير. (103) * (فأراد) * فرعون * (أن يستفزهم) * يخرج موسى وقومه * (من الارض) * أرض مصر * (فأغرقناه ومن معه جميعا) *. (104) * (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد الآخرة) * أي الساعة * (جئنا بكم لفيفا) * جميعا أنتم وهم. (105) * (وبالحق أنزلناه) * أي القرآن * (وبالحق) * المشتمل عليه * (نزل) * كما أنزل لم يعتره تبديل * (وما أرسلناك) * يا محمد * (إلا مبشرا) * من آمن بالجنة * (ونذيرا) * من كفر بالنار. (106) * (وقرآنا) * منصوب بفعل يفسره * (فرقناه) * نزلناه مفرقا في عشرين سنة أو وثلاث * (لتقرأه على الناس على مكث) * مهل وتؤدة ليفهموه * (ونزلناه تنزيلا) * شيئا بعد شئ على حسب المصالح. (107) * (قل) * لكفار مكة * (آمنوا به أو لا تؤمنوا) * تهديد لهم * (إن الذين أوتوا العلم من قبله) * قبل نزوله وهم مؤمنو أهل الكتاب * (إذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا) *. (108) * (ويقولون سبحان ربنا) * تنزيها له عن خلف الوعد * (إن) * مخففة * (كان وعد ربنا) * بنزوله وبعث النبي صلى الله عليه وسلم * (لمفعولا) *. (109) * (ويخرون للاذقان يبكون) * عطف بزيادة صفة * (ويزيدهم) * القرآن * (خشوعا) * تواضعا لله. = الله صلى الله عليه وسلم نعم فضرب فرسه فدخل فيهم ثم حمل على أصحابه فقتل رجلا ثم آخر ثم قتل قال: فيرون أن هذه الآية نزلت فيه (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) الآية. أسباب نزول الآية 91 قوله تعالى (وما قدروا الله) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من اليهود = (*)
[ 378 ]
(110) وكان صلى الله عليه وسلم يقول: " يا الله يا رحمن " فقالوا: ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر معه فنزل * (قل) * لهم * (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * أي سموه بأيهما أو نادوه بأن تقولوا: يا الله يا رحمن * (أيا) * شرطية * (ما) * زائدة أي هذين * (تدعوا) * فهو حسن دل على هذا * (فله) * أي لمسماهما * (الاسماء الحسنى) * وهذان منها فإنها كما في الحديث " الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم، القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الاحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الاول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والاكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور " رواه الترمذي قال تعالى: * (ولا تجهر بصلاتك) * بقراءتك بها فيسمعك المشركون فيسبوك ويسبوا القرآن ومن أنزله * (ولا تخافت) * تسر * (بها) * لينتفع أصحابك * (وابتغ) * اقصد * (بين ذلك) * الجهر والمخافتة * (سبيلا) * طريقا وسطا. (111) * (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) * في الالوهية * (ولم يكن له ولي) * ينصره * (من) * أجل * (الذل) * أي لم يذل فيحتاج إلى ناصر * (وكبره تكبيرا) * عظمه عظمة تامة عن اتخاذ الولد الشريك والذل وكل ما لا يليق به وترتيب الحمد على ذلك للدلالة على أنه المستحق لجميع المحامد لكمال ذاته وتفرده في صفاته وروى الامام أحمد في مسنده عن معاذ الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " آية العز الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا = يقال له مالك بن الصيف فخاصم النبي صلى اله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين ؟ وكان حبرا سمينا فغضب وقال ما أنزل الله على بشر من شئ فقال له أصحابه ويحك ولا على موسى فأنزل الله (وما قدروا الله حق قدره) الآية مرسلو وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة وتقدم حديث آخر في سورة النساء وأخرج ابن = (*)
[ 379 ]
ولم يكن له شريك في الملك " إلى آخر السورة والله تعالى أعلم قال مؤلفه هذا آخر ما كملت به تفسير القرآن الكريم الذي ألفه الشيخ الامام العالم المحقق جلال الدين المحلي الشافعي رضي الله عنه وقد أفرغت لمكمل وعليه في الآي المتشابهة الاعتماد والمعول، فرحم الله امرؤا نظر بعين الانصاف إليه ووقف فيه على خطأ فأطلعني عليه وقد قلت: حمدت الله ربي إذ هداني * لما أبديت مع عجزي وضعفي * فمن لي بالخطأ فأرد عنه * ومن لي بالقبول ولو بحرف * هذا ولم يكن قط في خلدي أن أتعرض لذلك لعلمي بالعجز عن الخوض في هذه المسالك وعسى الله أن ينفع به نفعا جما ويفتح به قلوبا غلقا وأعينا وآذانا صما وكأني بمن اعتاد المطولات وقد أضرب عن هذه التكملة وأصلها حسما وعدل إلى صريح العناد ولم يوجه إلى دقائقها فهما " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى " رزقنا الله به هداية إلى سبيل الحق وتوفيقا واطلاعا على دقائق كلماته وتحقيقا وجعلنا به " مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " وفرغ من تأليفه يوم الاحد عاشر شوال سنة سبعين وثمانمائة وكان الابتداء في يوم الاربعاء مستهل رمضان من السنة المذكورة وفرغ من تبييضه يوم سادس من صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة والله أعلم قال الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر الخطيب الطوخي أخبرني صديقي الشيخ العلامة كمال الدين المحلي أخو شيخنا الشيخ جلال الدين المحلي رحمهما الله تعالى أنه رأى أخاه الشيخ جلال الدين المذكور في النوم وبين يديه صديقنا الشيخ العلامة المحقق جلال الدين السيوطي مصنف هذه التكملة وقد أخذ الشيخ هذه التكملة في يده وتصفحها ويقول لمصنفها المذكور أيهما أحسن وضعي أو وضعك فقال: وضعي فقال: انظر وعرض عليه مواضع فيها وكأنه يشير إلى اعتراض فيها بلطف ومصنف هذه التكملة كلما أورد عليه شيئا يجيبه والشيخ يبتسم ويضحك قال شيخنا الامام العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي = جرير من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال قالت اليهود والله ما أنزل من السماء كتابا فأنزلت. أسباب نزول الآية 93 قوله تعالى (ومن أظلم) الآية أخرج ابن جرير عن عن عكرمة في قوله (ومن إظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي ألي ولم ى. ح إليه شئ) قال نزلت في مسيلمة (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) قال نزلت في عبد الله بن = (*)
[ 380 ]
مصنف هذه التكملة: اللدي أعتقده وأجزم به أن الوضع الذط وضعه الشيخ جلال الدين المحلي رحمه الله تعالى في قطعته أحسن من وضعي أنا بطبقات كثيرة كيف وغالب ما وضعته هنا مقتبس من وضعه ومستفاد منه لا مرية عندي في ذلك وأما الذي رؤي في المنام المكتوب أعلاه فلعل الشيخ أشار به إلى المواضع القليلة التي خالفت وضعه فيها لنكتة وهي يسيرة جدا ما أظنها تبلغ عشرة مواضع منها أن الشيخ قال في سورة ص: والروح جسم لطيف يحيا به الانسان بنفوذه فيه وكنت تبعته أولا فذكرت هذا الحد في سورة الحجر ثم ضربت عليه قوله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) الآية فهي صريحة أو كالصريحة في أن الروح من علم الله تعالى لا تعلنه فالامساك عن تعريفها أولى ولذا قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في جمع الجوامع والروح لم يتكلم عليها محمد صلى الله عليه وسلم فنمسك عنها. ومنها أن الشيخ قال في سورة الحج: الصابئون فرقة من اليهود فذكرت ذلك في سورة البقرة وزدت أو النصارى بيانا لقول ثان فإنه المعروف خصوصا عند أصحابنا الفقهاء وفي المنهاج وإن خالفت السامرة اليهود والصابئة النصارى في أصل دينهم وفي شرحه أن الشافعي رضي الله عنه نص على أن الصابئين فرقة من النصارى ولا أستحضر الآن موضعا ثالثا فكأن الشيخ رحمه الله تعالى يشير إلى مثل هذا والله أعلم بالصواب واليه المرجع والمآب. { سورة الكهف } [ مكية إلا واصبر نفسك الآية وهي مائة وعشر آيات أو خمس عشرة آية ] نزلت بعد سورة الغاشية بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحمد) * وهو الوصف بالجميل، ثابت * (لله) * تعالى وهل المراد الاعلام بذلك للايمان به أو الثناء به أو هما ؟ احتمالات، أفيدها الثالث * (الذي أنزل على عبده) * محمد * (الكتاب) * القرآن * (ولم يجعل له) * أي فيه * (عوجا) * اختلافا أو تناقضا، والجملة حال من الكتاب. = سعد بن أبي سرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فيملي عليه عزيز حكيم فيكتب غفور رحيم ثم يقرأ عليه فيقول نعم سواء فرجع عن الاسلام ولحق بقريش وأخرج عن السدي نحوه وزاد قال إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله قال محمد سميعا عليما فقلت أنا عليما حكيما. (*)
[ 381 ]
(2) * (قيما) * مستقيما حال ثانية مؤكدة * (لينذر) * يخوف بالكتاب الكافرين * (بأسا) * عذابا * (شديدا من لدنه) * من قبل الله * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) *. (3) * (ماكثين فيه أبدا) * هو الجنة. (4) * (وينذر) * من جملة الكافرين. (الذين قالوا اتخذ الله ولدا) *. (5) * (ما لهم به) * بهذا القول * (من علم ولا لآبائهم) * من قبلهم القائلين له * (كبرت) * عظمت * (كلمة تخرج من أفواههم) * كلمة تمييز مفسر للضمير المبهم والمخصوص بالذم محذوف أي مقالتهم المذكورة * (إن) * ما * (يقولون) * في ذلك * (إلا) * مقولا * (كذبا) *. (6) * (فلعلك باخع) * مهلك * (نفسك على آثارهم) * بعدهم أي بعد توليهم عنك * (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) * القرآن * (أسفا) * غيظا وحزنا منك لحرصك على إيمانهم، ونصبه على المفعول له. (7) * (إنا جعلنا ما على الارض) * من الحيوان والنبات والشجر والانهار وغير ذلك * (زينة لها لنبلوهم) * لنختبر الناس ناظرين إلى ذلك * (أيهم أحسن عملا) * فيه أي ازهد له. (8) * (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا) * فتاتا * (جزرا) * يابسا لا ينبت. (9) * (أم حسبت) * أي ظننت * (أن أصحاب الكهف) * الغار في الجبل * (والرقيم) * اللوح المكتوب فيه أسماؤهم وأنسابهم وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن قصتهم * (كانوا) * في قصتهم * (من) * جملة * (آياتنا عجبا) * خبر كان وما قبله حال، أي كانوا عجبا دون باقي الآيات أو أعجبها ليس الامر كذلك. (10) اذكر * (إذ أوى الفتية إلى الكهف) * جمع فتى وهو الشاب الكامل خائفين على إيمانهم من قومهم الكفار * (فقالوا ربنا آتنا من لدنك) * من قبلك * (رحمة وهيئ) * أصلح * (لنا من أمرنا رشدا) * هداية. (11) * (فضربنا على آذانهم) * أي أنمناهم * (في الكهف سنين عددا) * معدودة. (12) * (ثم بعثناهم) * أيقظناهم * (لنعلم) * علم مشاهدة * (أي الحزبين) * الفريقين المختلفين في مدة لبثهم * (أحصى) * أفعل بمعنى أضبط * (لما لبثوا) * للبثهم متعلق بما بعده * (أمدا) * غاية. أسباب نزول الآية 94 قوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى) الآية. أخرج ابن جرير وغيره عن عكرمة قال قال النضر بن الحارث سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت هذه الآية (ولقد جئتمونا فرادى) إلى قوله (شركاء). أسباب نزول الآية 108 قوله تعالى (ولا تسبوا) الآية قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال كان المسلمون يسبون = (*)
[ 382 ]
(13) * (نحن نقص) * نقرأ * (عليك نبأهم بالحق) * بالصدق * (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) *. (14) * (وربطنا على قلوبهم) * قويناها على قول الحق * (إذ قاموا) * بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود للاصنام * (فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه) * أي غيره * (إلها لقد قلنا إذا شططا) * أي قولا ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا. (15) * (هؤلاء) * مبتدأ * (قومنا) * عطف بيان * (اتخذوا من دونه آلهة لولا) * هلا * (يأتون عليهم) * على عبادتهم * (بسلطان بين) * بحجة ظاهرة * (فمن أظلم) * أي لا أحد أظلم * (ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك إليه تعالى قال بعض الفتية لبعض (16) * (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهئ لكم من أمركم مرفقا) * بكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس ما ترتفقون به من غداء وعشاء. (17) * (وترى الشمس إذا طلعت تزاور) * بالتشديد والتخفيف تميل * (عن كهفهم ذات اليمين) * ناحيته * (إذا غربت تقرضهم ذات الشمال) * تتركهم وتتجاوز عنهم فلا تصيبهم البتة * (وهم في فجوة منه) * متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها * (ذلك) * المذكور * (من آيات الله) * دلائل قدرته * (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) *. (18) * (وتحسبهم) * لو رأيتهم * (أيقاظا) * أي منتبهين لان أعينهم منفتحة، جمع يقظ بكسر القاف * (وهم رقود) * نيام جمع راقد * (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) * لئلا تأكل الارض لحومهم * (وكلبهم باسط ذراعيه) * يديه * (بالوصيد) * بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة * (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت) * بالتشديد والتخفيف * (منهم رعبا) * بسكون العين وضمها منعهم الله بالرعب من دخول أحد عليهم. (19) * (وكذلك) * كما فعلنا بهم ما ذكرنا * (بعثناهم) * أيقظناهم * (ليتساءلوا بينهم) * عن حالهم ومدة لبثهم * (قال قائل منهم كم لبثتم = أصنام بالكفار فيسب الكفار الله فأنزل الله (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) الآية. أسباب نزول الآية 109 قوله تعالى (وأقسموا) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقالوا يا محمد تخبرنا أن موسى كان معه عصى يضرب به الحجر وأن عيسى كان يحيي الموتى وأن ثمود لهم الناقة فأتنا = (*)
[ 383 ]
قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * لانهم دخلوا الكهف عند طلوع الشمس وبعثوا عند غروبها فظنوا أنه غروب يوم الدخول ثم * (قالوا) * متوقفين في ذلك * (ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم) * بسكون الراء وكسرها بفضتكم * (هذه إلى المدينة) * يقال إنها المسماة الآن طرسوس بفتح الراء * (فلينظر أيها أزكى طعاما) * أي أي أطعمة المدينة أحل * (فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا) *. (20) * (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم) * يقتلوكم بالرجم * (أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا) * أي إن عدتم في ملتهم. (21) * (وكذلك) * كما بعثناهم * (أعثرنا) * أطلعنا * (عليهم) * قومهم والمؤمنين * (ليعلموا) * أي قومهم * (أن وعد الله) * بالبعث * (حق) * بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى * (وأن الساعة لا ريب) * لا شك * (فيها إذ) * معمول لاعثرنا * (يتنازعون) * أي المؤمنون والكفار * (بينهم أمرنا) * أمر الفتية في البناء حولهم * (فقالوا) * أي الكفار * (ابنوا عليهم) * أي حولهم * (بنيانا) * يسترهم. * (ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم) * أمر الفتية وهم المؤمنون * (لنتخذن عليهم) * حولهم * (مسجدا) * يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف. (22) * (سيقولون) * أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي يقول بعضهم هم * (ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون) * أي بعضهم * (خمسة سادسهم كلبهم) * والقولان لنصارى نجران * (رجما بالغيب) * أي ظنا في الغيبة عنهم وهو راجع إلى القولين معا ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك * (ويقولون) * أي المؤمنون * (سبعة وثامنهم كلبهم) * الجملة من المبتدأ وخبره صفة سبعة بزيادة الواو، وقيل تأكيد أو دلالة على لصوق الصفة بالموصوف، ووصف الاولين بالرجم دون الثالث دليل على أنه مرضي وصحيح * (قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليلا) * قال ابن عباس أنا من القليل وذكرهم سبعة * (فلا تمار) * تجادل * (فيهم إلا مراء ظاهرا) * بما أنزل عليك * (ولا تستفت فيهم) * تطلب الفتيا * (منهم) * من أهل الكتاب اليهود = من الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئ تحبون أن آتيكم به ؟ قالوا تجعل لنا الصفا ذهبا قال فإن فعلت تصدقوني ؟ قالوا نعم والله فقام رسول الله يدعو فجاء جبريل فقال له إن شئت أصبح ذهبا فإن لم يصدقوا غند ذلك لنعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) إلى قوله (يجهلون). (*)
[ 384 ]
* (أحدا) * وسأله أهل مكة عن خبر أهل الكهف فقال أخبركم به غدا ولم يقل إن شاء الله فنزل: (23) * (ولا تقولن لشئ) * أي لاجل شئ * (إني فاعل ذلك غدا) * أي فيما يستقبل من الزمان. (24) * (إلا أن يشاء الله) * أي إلا ملتبسا بمشيئة الله تعالى بأن تقول إن شاء الله * (واذكر ربك) * أي مشيئته معلقا بها * (إذا نسيت) * ويكون ذكرها بعد النسيان كذكرها مع القول قال الحسن وغيره ما دام في المجلس * (وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا) * من خبر أهل الكهف في الدلالة على نبوتي * (رشدا) * هداية وقد فعل الله ذلك. (25) * (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة) * بالتنوين * (سنين) * عطف بيان لثلاثمائة وهذه السنون الثلاثمائة عند أهل الكهف شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله * (وازدادوا تسعا) * أي تسع سنين فالثلاثمائة الشمسية: ثلاثمائة وتسع قمرية. (26) * (قل الله أعلم بما لبثوا) * ممن اختلفوا فيه وهو ما تقدم ذكره * (له غيب السماوات والارض) * أي علمه * (أبصر به) * أي بالله هي صيغة تعجب * (وأسمع) * به كذلك بمعنى ما أبصره وما أسمعه وهما على جهة المجاز والمراد أنه تعالى لا يغيب عن بصره وسمعه شئ * (ما لهم) * لاهل السماوات والارض * (من دونه من ولي) * ناصر * (ولا يشرك في حكمه أحدا) * لانه غني عن الشريك. (27) * (واتل ما أوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا) * ملجأ. (28) * (واصبر نفسك) * احبسها * (مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون) * بعبادتهم * (وجهه) * تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء * (ولا تعد) * تنصرف * (عيناك عنهم) * عبر بهما عن صاحبهما * (تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قبله عن ذكرنا) * أي القرآن هو عيينة بن حصن وأصحابه * (واتبع هواه) * في الشرك * (وكان أمره فرطا) * إسرافا. (29) * (وقل) * له ولاصحابه هذا القرآن * (الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) * تهديد لهم * (إنا أعتدنا للظالمين) * أي الكافرين أسباب نزول الآية 118 قوله تعالى (فكلوا) الآية روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس قال أتى ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله ؟ فأنزل الله (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين) إلى قوله تعالى (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون). وأخرج أبو داود والحاكم وغيرها عن ابن عباس في قوله (وإن الشياطين ليوحون إلى = (*)
[ 385 ]
* (نارا أحاط بهم سرادقها) * ما أحاط بها * (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) * كعكر الزيت * (يشوي الوجوه) * من حره إذا قرب إليها * (بئس الشراب) * هو * (وساءت) * أي النار * (مرتفعا) * تمييز منقول عن الفاعل أي قبح مرتفقها وهو مقابل لقوله الآتي في الجنة " وحسنت مرتفقا " وإلا فأي ارتفاق في النار. (30) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) * الجملة خبر إن الذين وفيها إقامة الظاهر مقام المضمر والمعنى أجرهم أي نثيبهم بما تضمنه. (31) * (أولئك لهم جنات عدن) * إقامة * (تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من أساور) * قيل من زائدة وقيل للتبعيض، وهي جمع أسورة كأحمرة جمع سوار * (من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس) * ما رق من الديباج * (وإستبرق) * ما غلظ منه وفي آية الرحمن " بطائنها من إستبرق " * (متكئين فيها على الارائك) * جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وهي بيت يزين بالثياب والستور للعروس * (نعم الثواب) * الجزاء الجنة * (وحسنت مرتفقا) *. (32) * (واضرب) * اجعل * (لهم) * للكفار مع المؤمنين * (مثلا رجلين) * بدل وهو وما بعده تفسير للمثل * (جعلنا لاحدهما) * الكافر * (جنتين) * بستانين * (من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) * يقتات به. (33) * (كلتا الجنتين) * كلتا مفرد يدل على التثنية مبتدأ * (آتت) * خبره * (أكلها) * ثمرها * (ولم تظلم) * تنقص * (منه شيئا) * * (وفجرنا) * أي شققنا * (خلالهما نهرا) * يجري بينهما. (34) * (وكان له) * مع الجنتين * (ثمر) * بفتح الثاء والميم وبضمهما وبضم الاول وسكون الثاني وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب وبدنة وبدن * (فقال لصاحبه) * المؤمن * (وهو يحاوره) * يفاخره * (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) * عشيرة. (35) * (ودخل جنته) * بصاحبه يطوف به فيها ويريه أثمارها ولم يقل جنتيه إرادة للروضة وقيل اكتفاء بالواحد * (وهو ظالم لنفسه) * بالكفر * (قال ما أظن أن تبيد) * تنعدم * (هذه أبدا) *. = أوليائهم ليجادلوكم) قالوا ما ذبح الله لا تأكلون وما ذبحتم أنتم تأكلون فأنزل الله الآية وأخرج الطبراني وغيره عن ابن عباس قال لما نزلت (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمدا فقولوا له ما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح الله بشمشار من ذهب يعني الميتة فهو حرام فنزلت هذه الآية (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) قال = (*)
[ 386 ]
(36) * (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي) * في الآخرة على زعمك * (لاجدن خيرا منها منقلبا) * مرجعا. (37) * (قال له صاحبه وهو يحاوره) * يجاوبه * (أكفرت بالذي خلقك من تراب) * لان آدم خلق منه * (ثم من نطفة) * مني * (ثم سواك) * عدلك وصيرك * (رجلا) *. (38) * (لكنا) * أصله لكن أنا نقلت حركة الهمزة إلى النون أو حذفت الهمزة ثم أدغمت النون في مثلها * (هو) * ضمير الشأن تفسره الجملة بعده والمعنى أنا أقول * (الله ربي ولا أشرك بربي أحدا) *. (39) * (ولولا) * هلا * (إذ دخلت جنتك قلت) * عند إعجابك بها هذا * (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) * وفي الحديث " من أعطي خيرا من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروها " * (إن ترن أنا) * ضمير فصل بين المفعولين * (أقل منك مالا وولدا) *. (40) * (فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) * جواب الشرط * (ويرسل عليها حسبانا) * جمع حسبانة أي صواعق * (من السماء فتصبح صعيدا زلقا) * أرضا ملساء لا يثبت عليها قدم. (41) * (أو يصبح ماؤها غورا) * بمعنى غائرا عطف على يرسل دون تصبح لان غور الماء لا يتسبب عن الصواعق * (فلن تستطيع له طلبا) * حيلة تدركه بها. (42) * (وأحيط بثمره) * بأوجه الضبط السابقة مع جنته بالهلاك فهلكت * (فأصبح يقلب كفيه) * ندما وتحسرا * (على ما أنفق فيها) * في عمارة جنته * (وهي خاوية) * ساقطة * (على عروشها) * دعائمها للكرم بأن سقطت ثم سقط الكرم * (ويقول يا) * للتنبيه * (ليتني لم أشرك بربي أحدا) *. (43) * (ولم تكن) * بالتاء والياء * (له فئة) * جماعة * (ينصرونه من دون الله) * عند هلاكها * (وما كان منتصرا) * عند هلاكها بنفسه. (44) * (هنالك) * أي يوم القيامة * (الولاية) * بفتح الواو النصرة وبكسرها الملك * (لله الحق) * بالرفع صفة الولاية وبالجر صفة الجلالة = الشياطين من فارس وأولياؤهم قريش. أسباب نزول الآية 122 قوله تعالى (أو من كان ميتا) الآية أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (أو من كان ميتا فأحييناه) قال نزلت في عمر وأبي جهل وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله. (*)
[ 387 ]
* (هو خير ثوابا) * من ثواب غيره لو كان يثيب * (وخير عقبا) * بضم القاف وسكونها عاقبة للمؤمنين ونصبهما على التمييز. (45) * (واضرب) * صير * (لهم) * لقومك * (مثل الحياة الدنيا) * مفعول أول * (كماء) * مفعول ثان * (أنزلناه من السماء فاختلط به) * تكاثف بسبب نزول الماء * (نبات الارض) * أو امتزج الماء بالنبات فروي وحسن * (فأصبح) * صار النبات * (هشيما) * يابسا متفرقة أجزاؤه * (تذروه) * تنثره وتفرقه * (الرياح) * فتذهب به المعنى: شبه الدنيا بنبات حسن فيبس فتكسر ففرقته الرياح وفي قراءة الريح * (وكان الله على كل شئ مقتدرا) * مقتدرا. (46) * (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) * يتجمل بهما فيها * (والباقيات الصالحات) * هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر زاد بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله * (خير عند ربك ثوابا وخير أملا) * أي ما يأمله الانسان ويرجوه عند الله تعالى. (47) * (و) * اذكر * (يوم تسير الجبال) * يذهب بها عن وجه الارض فتصير هباء منبثا وفي قراءة بالنون وكسر الياء ونصب الجبال * (وترى الارض بارزة) * ظاهرة ليس عليها شئ من جبل ولا غيره * (وحشرناهم) * المؤمنين والكافرين * (فلم نغادر) * نترك * (منهم أحدا) *. (48) * (وعرضوا على ربك صفا) * حال أي مصطفين كل أمة صف ويقال لهم * (لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) * أي فرادى حفاة عراة غرلا ويقال لمنكري البعث * (بل زعمتم أن) * مخففة من الثقيلة أي أنه * (لن نجعل لكم موعدا) * للبعث. (49) * (ووضع الكتاب) * كتاب كل امرئ في يمينه من المؤمنين وفي شماله من الكافرين * (فترى المجرمين) * الكافرين * (مشفقين) * خائفين * (مما فيه ويقولون) * عند معاينتهم ما فيه من السيئات * (يا) * للتنبيه * (ويلتنا) * هلكتنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه * (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة) * من ذنوبنا * (إلا أحصاها) * عدها وأثبتها تعجبوا منه في ذلك * (ووجدوا ما عملوا حاضرا) * أسباب نزول الآية 141 قوله تعالى (وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا) الآية أخرج ابن أبي العالية قال كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة ثم تسارفوا فنزلت هذه الآية وأخرج عن ابن جريج أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جد نخلة = (*)
[ 388 ]
مثبتا في كتابهم * (ولا يظلم ربك أحدا) * لا يعاقبه بغير جرم ولا ينقص من ثواب مؤمن. (50) * (وإذ) * منصوب بأذكر * (قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * سجود انحناء لا وضع جبهة تحية له * (فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) * قيل هم نوع من الملائكة فالاستثناء متصل وقيل هو منقطع وإبليس هو أبو الجن فله ذرية ذكرت معه بعد والملائكة لا ذرية لهم * (ففسق عن أمر ربه) * أي خرج عن طاعته بترك السجود * (أفتتخذونه وذريته) * الخطاب لآدم وذريته والهاء في الموضعين لابليس * (أولياء من دوني) * تطيعونهم * (وهم لكم عدو) * أي أعداء حال * (بئس للظالمين بدلا) * إبليس وذريته في إطاعتهم بدل إطاعة الله. (51) * (ما أشهدتهم) * أي إبليس وذريته * (خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم) * أي لم أحضر بعضهم خلق بعض * (وما كنت متخذ المضلين) * الشياطين * (عضدا) * أعوانا في الخلق، فكيف تطيعونهم ؟ (52) * (ويوم) * منصوب بأذكر * (يقول) * بالياء والنون * (نادوا شركاءي) * الاوثان * (الذين زعمتم) * ليشفعوا لكم بزعمكم * (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) * لم يجيبوهم * (وجعلنا بينهم) * بين الاوثان وعابديها * (موبقا) * واديا من أودية جهنم يهلكون فيه جميعا وهو من وبق بالفتح هلك. (53) * (ورأى المجرمون النار فظنوا) * أي أيقنوا * (أنهم مواقعوها) * أي واقعون فيها * (ولم يجدوا عنها مصرفا) * معدلا. (54) * (ولقد صرفنا) * بينا * (في هذا القرآن للناس من كل مثل) * صفة لمحذوف، أي مثلا من جنس كل مثل ليتعظوا * (وكان الانسان) * أي الكافر * (أكثر شئ جدلا) * خصومة في الباطل وهو تمييز منقول من اسم كان، المعنى: وكان جدل الانسان أكثر شئ فيه. (55) * (وما منع الناس) * أي كفار مكة * (أن يؤمنوا) * مفعول ثان * (إذ جاءهم الهدى) * القرآن * (ويستغفر ربهم إلا أن تأتيهم سنة الاولين) * فاعل أي سنتنا فيهم سورة الاعراف أسباب نزول الآية 31 قوله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية روى مسلم عن ابن عباس قال كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة وعلى فرجها خرقة وهي تقول اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله، = (*)
[ 389 ]
وهي الاهلاك المقدر عليهم * (أو يأتيهم العذاب قبلا) * مقابلة وعيانا، وهو القتل يوم بدر وفي قراءة بضمتين جمع قبيل أي أنواعا. (56) * (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين) * للمؤمنين * (ومنذرين) * مخوفين للكافرين * (ويجادل الذين كفروا بالباطل) * بقولهم: " أبعث الله بشرا رسولا " ونحوه * (ليدحضوا به) * ليبطلوا بجدالهم * (الحق) * القرآن * (واتخذوا آياتي) * أي القرآن * (وما أنذروا) * به من النار * (هزوا) * سخرية. (57) * (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه) * ما عمل من الكفر والمعاصي * (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة) * أغطية * (أن يفقهوه) * أي من أن يفهموا القرآن أي فلا يفهمونه * (وفي آذانهم وقرا) * ثقلا فلا يسمعونه * (وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا) * أي بالجعل المذكور * (أبدا) *. (58) * (وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم) * في الدنيا * (بما كسبوا لعجل لهم العذاب) * فيها * (بل لهم موعدا) * وهو يوم القيامة * (لن يجدوا من دونه موئلا) * ملجأ. (59) * (وتلك القرى) * أي أهلها كعاد وثمود وغيرهما * (أهلكناهم لمت ظلموا) * كفروا * (وجعلنا لمهلكهم) * لاهلاكهم وفي قراءة بفتح الميم أي لهلاكهم * (موعدا) *. (60) * (و) * اذكر * (إذ قال موسى) * هو ابن عمران * (لفتاه) * يوشع بن نون كان يتبعه ويخدمه ويأخذ عنه العلم * (لا أبرح) * لا أزال أسير * (حتى أبلغ مجمع البحرين) * ملتقى بحر الروم وبحر فارس مما يلي المشرق أي المكان الجامع لذلك * (أو أمضي حقبا) * دهرا طويلا في بلوغه إن بعد. (61) * (فلما بلغا مجمع بينهما) * بين البحرين * (نسيا حوتهما) * نسي يوشع حمله عند الرحيل، ونسي موسى تذكيره * (فاتخذ) * الحوت * (سبيله في البحر) * أي جعله بجعل الله * (سربا) * أي مثل السرب، وهو الشق الطويل لا نفاذ له، وذلك أن الله تعالى أمسك عن الحوت جري الماء فانجاب عنه فبقي كالكوة لم يلتئم وجمد ما تحته منه. (62) * (فلما جاوزا) * ذلك المكان بالسير إلى وقت الغداء من ثاني يوم * (قال) * موسى = فنزلت (خذوا زينتكم عند كل مسجد) ونزلت (قل من حرم زينة الله) الآيتين. أسباب نزول الآية 184 قوله تعالى (أو لم يتفكروا) الآية، أخرج أبو حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على الصفا فدعا قريشا فجعل يدعوهم فخذا فخذا يا بني فلان يا بني فلان يحذرهم بأس الله ووقائعه فقال قائلهم: إن = (*)
[ 390 ]
* (لفتاه آتنا غداءنا) * هو ما يؤكل أول النهار * (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) * تعبا وحصوله بعد المجاوزة. (63) * (قال أرأيت) * أي تنبه * (إذ أوينا إلى الصخرة) * بذلك المكان * (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان) * يبدل من الهاء * (أن أذكره) * بدل اشتمال أي أنساني ذكره * (واتخذ) * الحوت * (سبيله في البحر عجبا) * مفعول ثان، أي يتعجب منه موسى وفتاه لما تقدم في بيانه. (64) * (قال) * موسى * (ذلك) * أي فقدنا الحوت * (ما) * أي الذي * (كنا نبغ) * نطلبه فإنه علامة لنا على وجود من نطلبه * (فارتدا) * رجعا * (على آثارهما) * يقصانها * (قصصا) * فأتيا الصخرة. (65) * (فوجدا عبدا من عبدنا) * هو الخضر * (آتيناه رحمة من عندنا) * نبوة في قول وولاية في آخر وعليه أكثر العلماء * (وعلمناه من لدنا) * من قبلنا * (علما) * مفعول ثان أي معلوما من المغيبات، روى البخاري حديث " إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى: يا رب فكيف لي به قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة ووضعا رأسيهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر " فاتخذ سبيله في البحر سربا " وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كانا من الغداة قال موسى لفتاه آتنا غداءنا إلى قوله واتخذ سبيله في البحر عجبا قال وكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا الخ ".. (66) * (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * أي صوابا أرشد به وفي قراءة بضم الراء وسكون الشين وسأله ذلك لان الزيادة في العلم مطلوبة. (67) * (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) *. * (وكيف تصبر عل ما لم تحط به خبرا) * = صاحبكم هذا لمجنون بات يهوت إلى الصباح فأنزل الله (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين). أسباب نزول الآية 187 قوله تعالى: (يسألونك عن الساعة) الخ. أخرج ابن جرير وغيره عن ابن عباس قال: قال حمل بن أبي قشير وسموءل بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا كما تقول فإنا نعلم ما هي ؟ فأنزل الله (يسألونك عن = (*)
[ 391 ]
في الحديث السابق عقب هذه الآية " يا موسى إني على علم من الله علمنيه لا تعلمه وأنت على علم من الله علمكه الله لا أعلمه " وقوله خبرا مصدر بمعنى لم تحط أي لم تخبر حقيقته. (69) * (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي) * أي وغير عاص * (لك أمرا) * تأمرني به، وقيد بالمشيئة لانه لم يكن على ثقة من نفسه فيما التزم، وهذه عادة الانبياء والاولياء أن لا يثقوا إلى أنفسهم طرفة عين. 70) * (قال فإن اتبعتني فلا تسألني) * وفي قراءة بفتح اللام وتشديد النون * (عن شئ) * تنكره مني في علمك واصبر * (حتى أحدث لك منه ذكرا) * أي أذكره لك بعلته، فقبل موسى شرطه رعاية لادب المتعلم مع العالم. (71) * (فانطلقا) * يمشيان على ساحل البحر * (حتى إذا ركبا في سفينة) * التي مرت بهما * (خرقها) * الخضر بأن اقتلع لوحا أو لوحين منها من جهة البحر بفأس لما بلغت اللجج * (قال) * له موسى * (أخرقتها لتغرق أهلها) * وفي قراءة بفتح التحتانية والراء ورفع أهلها * (لقد جئت شيئا إمرا) * أي عظيما منكرا روي أن الماء لم يدخلها. (72) * (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) *. (73) * (قال لا تؤخذني بما نسيت) * أي غفلت عن التسليم لك وترك الانكار عليك * (ولا ترهقني) * تكلفني * (من أمري عسرا) * مشقة في صحبتي إياك أي عاملني فيها بالعفو واليسر. (74) * (فانطلقا) * بعد خروجهما من السفينة يمشيان * (حتى إذا لقيا غلاما) * لم يبلغ الحنث يلعب مع الصبيان أحسنهم وجها * (فقتله) * الخضر بأن ذبحه بالسكين مضطجعا أو اقتلع رأسه بيده أو ضرب رأسه بالجدار، أقوال وأتى هنا بالفاء العاطفة لان القتل عقب اللقاء وجواب إذا * (قال) * له موسى * (أقتلت نفسا زاكية) * أي طاهرة لم تبلغ حد التكليف وفي قراءة زكية بتشديد الياء بلا ألف * (بغير نفس) * أي لم تقتل نفسا * (لقد جئت شيئا نكرا) * بسكون الكاف وضمها أي منكرا. = الساعة أيان مرساها) الآية وأخرج أيضا عن قتادة قال: قالت قريش فذكر نحوه. أسباب نزول الآية 204 قوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن) الآية أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي هريرة قال: نزلت (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) في رفع الاصوات في الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج عنه أيضا قال: كانوا يتكلمون في الصلاة = (*)
[ 392 ]
(75) * (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) * زاد لك على ما قبله لعدم العذر هنا. (76) ولذا * (قال إن سألتك عن شئ بعدها) * أي بعد هذه المرة * (فلا تصاحبني) * لا تتركني أتبعك * (قد بلغت من لدني) * بالتشديد والتخفيف من قبلي * (عذرا) * في مفارقتك لي. (77) * (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) * هي أنطاكية * (استطعما أهلها) * طلبا منهم الطعام بضيافة * (فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا) * ارتفاعه مائة ذراع * (يريد أن ينقض) * أي يقرب أن يسقط لميلانه * (فأقامه) * الخضر بيده * (قال) * له موسى * (لو شئت لاتخذت) * وفي قراءة لتخذت * (عليه أجرا) * جعلا حيث لم يضيفونا مع حاجتنا إلى الطعام. (78) * (قال) * له الخضر * (هذا فراق) * أي وقت فراق * (بيني وبينك) * فيه إضافة بين إلى غير متعدد سوغها تكريره بالعطف بالواو * (سأنبئك) * قبل فراقي لك * (بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) *. (79) * (أما السفينة فكانت لمساكين) * عشرة * (يعملون في البحر) * بها مؤاجرة لها طلبا للكسب * (فأردت أن أعيبها وكان وراءهم) * إذا رجعوا أو أمامهم الآن * (ملك) * كافر * (يأخذ كل سفينة) * صالحة * (غصبا) * نصبه على المصدر المبين لنوع الاخذ. (80) * (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا) * فإنه كما في حديث مسلم طبع كافرا ولو عاش لارهقهما ذلك لمحبتهما له يتبعانه في ذلك. (81) * (فأردنا أن يبدلهما) * بالتشديد والتخفيف * (ربهما خيرا منه زكاة) * أي صلاحا وتقى * (وأقرب) * منه * (رحما) * بسكون الحاء وضمها رحمة وهي البر بوالديه فأبدلهما تعالى جارية تزوجت نبيا فولدت نبيا فهدى الله تعالى به أمة. (82) * (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ؟ ؟ ؟ وكان تحته كنز) * مال مدفون من ذهب وفضة = فنزلت (وإذا قرئ القرآن) الآية وأخرج عن عبد الله بن مغفل نحوه وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله. وأخرج عن الزهري قال: نزلت الآية في فتى من الانصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قرأ شيئا قرأه وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا أبو معشر عن محمد ابن كعب قال: كانوا يتلقفون من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ شيئا قرؤوا معه حتى نزلت هذه الآية التي في الاعراف (وإذا قرئ القرآن = (*)
[ 393 ]
* (لهما وكان أبوهما صالحا) * فحفظا بصلاحه في أنفسهما ومالهما * (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) * أي إيناس رشدهما * (ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) * مفعول له عامله أراد * (وما فعلته) * أي ما ذكر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار * (عن أمري) * أي اختياري بل بأمر إلهام من الله * (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) * يقال اسطاع واستطاع بمعنى أطاق، ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين ونوعت العبارة في: فأردت، فأردنا فأراد ربك. (83) * (ويسألونك) * أي اليهود * (عن ذي القرنين) * اسمه الاسكندر ولم يكن نبيا * (قل سأتلوا) * سأقص * (عليكم منه) * من حاله * (ذكرا) * خبرا. (84) * (إنا مكنا له في الارض) * بتسهيل السير فيها * (وآتيناه من كل شئ) * يحتاج إليه * (سببا) * طريقا يوصله إلى مراده. (85) * (فأتبع سببا) * سلك طريقا نحو الغرب. (86) * (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) * موضع غروبها * (وجدها تغرب في عين حمئة) * ذات حمأة وهي الطين الاسود وغروبها في العين في رأي العين وإلا فهي أعظم من الدنيا * (ووجد عندها) * أي العين * (قوما) * كافرين * (قلنا يا ذا القرنين) * بإلهام * (إما أن تعذب) * القوم بالقتل * (وإما أن تتخذ فيهم حسنا) * بالاسر. (87) * (قال أما من ظلم) * بالشرك * (فسوف نعذبه) * نقتله * (ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا) * بسكون الكاف وضمها شديدا في النار. (88) * (وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى) * أي الجنة والاضافة للبيان وفي قراءة بنصب جزاء وتنوينه قال الفراء: ونصبه على التفسير أي لجهة النسبة * (وسنقول له من أمرنا يسرا) * أي نأمره بما يسهل عليه. (89) * (ثم أتبع سببا) * نحو المشرق. (90) * (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) * موضع طلوعها * (وجدها تطلع على قوم) * هم الزنج * (لم نجعل لهم من دونها) * أي الشمس * (سترا) * من لباس ولا سقف، لان أرضهم لا تحمل بناء ولهم سروب يغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند ارتفاعها. (91) * (كذلك) * أي الامر كما قلنا * (وقد أحطنا بما لديه) * أي عند ذي القرنين من الآلات والجند وغيرهما * (خبرا) * علما. = فاستمعوا له وأنصتوا) قلت ظاهر ذلك أن الآية مدنية. * (سورة الانفال) * روى أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله = (*)
[ 394 ]
(92) * (ثم أتبع سببا) *. (93) * (حتى إذا بلغ بين السدين) * بفتح السين وضمها هنا وبعدهما جبلان بمنقطع بلاد الترك، سد الاسكندر ما بينهما كما سيأتي * (وجدا من دونهما) * أي أمامهما * (قوما لا يكادون يفقهون قولا) * أي لا يفهمونه إلا بعد بطء، وفي قراءة بضم الياء وكسر القاف (94) * (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج) * بالهمز وتركه: هما اسمان أعجميان لقبيلتين فلم ينصرفا * (مفسدون في الارض) * بالنهب والبغي عند خروجهم إلينا * (فهل نجعل لك خرجا) * جعلا من المال وفي قراءة خراجا * (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) * حاجزا فلا يصلون إلينا. (95) * (قال ما مكني) * وفي قراءة بنونين من غير إدغام * (فيه ربي) * من المال وغيره * (خير) * من خرجكم الذي تجعلونه لي فلا حاجة بي إليه وأجعل لكم السد تبرعا * (فأعينوني بقوة) * لما أطلبه منكم * (أجعل بينكم وبينهم ردما) * حاجزا حصينا. (96) * (آتوني زبر الحديد) * قطعه على قدر الحجارة التي يبنى بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم * (حتى إذا ساوى بين الصدفين) * بضم الحرفين وفتحهما وضم الاول وسكون الثاني، أي جانبي الجبلين بالبناء ووضع المنافخ والنار حول ذلك * (قال انفخوا) * فنفخوا * (حتى إذا جعله) * أي الحديد * (نارا) * أي كالنار * (قال آتوني أفرغ عليه قطرا) * هو النحاس المذاب تنازع فيه الفعلان، وحذف من الاول لاعمال الثاني النحاس المذاب على الحديد المحمي فدخل بين زبره فصارا شيئا واحدا. (97) * (فما اسطاعوا) * أي يأجوج ومأجوج * (أن يظهروه) * يعلوا ظهره لارتفاعه وملاسته * (وما استطاعوا له نقبا) * لصلابته وسمكه. (98) * (قال) * ذو القرنين * (هذا) * أي السد، أي الاقدار عليه * (رحمة من ربي) * نعمة لانه مانع من خروجهم * (فإذا جاء وعد ربي) * بخروجهم القريب من البعث * (جعله دكاء) * مدكوكا مبسوطا * (وكان وعد ربي) * بخروجهم وغيره * (حقا) * كائنا. قال تعالى: = كذا وكذا فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات وأما الشبان فسارعوا إلى القتل والغنائم فقالت المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردءا ولو كان منكم شئ للجأتم الينا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: (يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول) وروى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر قتل أخي فقتلت به سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: = (*)
[ 395 ]
(99) * (وتركنا بعضهم يومئذ) * يوم خروجهم * (يموج في البعض) * يختلط به لكثرتهم * (ونفخ في الصور) * أي القرن للبعث * (فجمعناهم) * أي الخلائق في مكان واحد يوم القيامة * (جمعا) *. (100) * (وعرضنا) * قربنا * (جهنم يومئذ للكافرين عرضا) *. (101) * (الذين كانت أعينهم) * بدل من الكافرين * (في غطاء عن ذكري) * أي القرآن فهم عمي لا يهتدون به * (وكانوا لا يستطيعون سمعا) * أي لا يقدرون أن يسمعوا من النبي ما يتلوه عليهم بغضا له فلا يؤمنون به. (102) * (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي) * أي ملائكتي وعيسى وعزيرا * (من دوني أولياء) * أربابا مفعول ثان ليتخذوا والمفعول الثاني لحسب محذوف - المعنى أظنوا أن الاتخاذ المذكور لا يغضبني ولا أعاقبهم عليه ؟ كلا - * (إنا أعتدنا جهنم للكافرين) * هؤلاء وغيرهم * (نزلا) * أي هي معدة لهم كالمنزل المعد للضيف. (103) * (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا) * تمييز طابق المميز، وبينهم بقوله: (104) * (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) * بطل عملهم * (وهم يحسبون) * يظنون * (أنهم يحسنون صنعا) * عملا يجازون عليه. (105) * (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم) * بدلائل توحيده من القرآن وغيره * (ولقائه) * أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب * (فحبطت أعمالهم) * بطلت * (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) * أي لا نجعل لهم قدرا. (106) * (ذلك) * أي الامر الذي ذكرت عن حبوط أعمالهم وغيره مبتدأ خبره * (جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا) * أي مهزوءا بهما. (107) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم) * في علم الله * (جنات الفردوس) * هو وسط الجنة وأعلاها والاضافة إليه للبيان * (نزلا) * منزلا. (108) * (خالدين فيها لا يبغون) * يطلبون * (عنها حولا) * تحولا إلى غيرها. (109) * (قل لو كان البحر) * أي ماؤه * (مدادا) * هو ما يكتب به * (لكلمات ربي) * الدالة على حكمه وعجائبه بأن تكتب به * (لنفد البحر) * في كتابتها * (قبل أن تنفد) * بالتاء والياء: تفرغ * (كلمات ربي ولو جئنا بمثله) * أي البحر * (مددا) * زيادة فيه لنفد، ولم تفرغ هي، ونصبه على التمييز. (110) * (قل إنما أنا بشر) * آدمي * (مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) * أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى: يوحى إلي وحدانية الاله * (فمن كان يرجو) * يأمل * (لقاء ربه) * بالبعث والجزاء * (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) * أي فيها بأن يرائي * (أحدا) *.
[ 396 ]
{ سورة مريم } [ مكية إلا سجدتها فمدنية أو إلا فخلف من بعدهم خلف الآيتين فمدنيتان وهي ثمان أو تسع وتسعون آية نزلت بعد فاطر ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (كهيعص) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) * هذا (ذكر رحمت ربك عبده) * مفعول رحمة * (زكريا) * بيان له. (3) * (إذ) * متعلق برحمة * (نادى ربه نداء) * مشتملا على دعاء * (خفيا) * سرا جوف الليل لانه أسرع للاجابة. (4) * (قال رب إني وهن) * ضعف * (العظم) * جميعه * (مني واشتعل الرأس) * مني * (شيبا) * تمييز محول عن الفاعل أي: انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك * (ولم أكن بدعائك) * أي: بدعائي إياك * (رب شقيا) * أي: خائبا فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي. (5) * (وإني خفت الموالي) * أي الذين يلوني في النسب كبني العم * (من ورائي) * أي بعد موتي على الدين أن يضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين * (وكانت امرأتي عاقرا) * لا تلد * (فهب لي من لدنك) * من عندك * (وليا) * إبنا. (6) * (يرثني) * بالجزم جواب الامر وبالرفع صفة وليا * (ويرث) * بالوجهين * (من آل يعقوب) * جدي العلم والنبوة * (واجعله رب رضيا) * أي: مرضيا عندك. قال تعالى في إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته: (7) * (يا زكريا إنا نبشرك بغلام) * يرث كما سألت * (اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) * أي: مسمى بيحيى. = إذهب فاطرحه في القبض فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الانفال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذهب فخذ سيفك وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن سعد قال: لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت يا رسول الله: إن الله قد شفى صدري من المشركين هب لي هذا السيف فقال: هذا ليس لي ولا لك فقلت: عسى أن يعطي هذا من = (*)
[ 397 ]
(8) * (قال رب أنى) * كيف * (يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا) * من عتا: يبس، أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتي: عتو وكسرت التاء تخفيفا وقلبت الواو الاولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء (9) * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق غلام منكما * (قال ربك هو علي هين) * أي: بأن أرد عليك قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق * (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) * قبل خلقك ولاظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به: (10) * (قال رب اجعل لي آية) * أي علامة على حمل امرأتي * (قال آيتك) * عليه * (ألا تكلم الناس) * أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله * (ثلاث ليال) * أي بأيامها كما في آل عمران ثلاثة أيام * (سويا) * حال من فاعل تكلم أي بلا علة. (11) * (فخرج على قومه من المحراب) * أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة * (فأوحى) * أشار * (إليهم أن سبحوا) * صلوا * (بكرة وعشيا) * أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى، وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له: (12) * (يا يحيى خذ الكتاب) * أي: التوراة * (بقوة) * بجد * (وآتيناه الحكم) * النبوة * (صبيا) * ابن ثلاث سنين. (13) * (وحنانا) * رحمة للناس * (من لدنا) * من عندنا * (وزكاة) * صدقة عليهم * (وكان تقيا) * روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها. (14) * (وبرا بوالديه) * أي: محسنا إليهما * (ولم يكن جبارا) * متكبرا * (عصيا) * عاصيا لربه. (15) * (وسلام) * منا * (عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) * أي: في هذه الايام المخوفة التي يرى ما لم يره قبلها فهو آمن فيها. (16) * (واذكر في الكتاب) * القرآن * (مريم) * أي: خبرها * (إذ) * حين * (انتبذت من أهلها مكانا شرقيا) * أي: اعتزلت في مكان نحو الشرق من الدار. = لا يبلي بلائي فجاءني الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إنك سألتني وليس لي وإنه قد صار لي وهو لك قال: فنزلت (يسألونك عن الانفال) الآية. وأخرج ابن جرير عن مجاهد: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمس بعد الاربعة الاخماس فنزلت (يسألونك عن الانفال) الآية. أسباب نزول الآية 5 قوله تعالى: (كما أخرجك) الآية وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي أيوب الانصاري قال: قال = (*)
[ 398 ]
(17) * (فاتخذت من دونهم حجابا) * أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغتسل من حيضها * (فأرسلنا إليها روحنا) * جبريل * (فتمثل لها) * بعد لبسها ثيابها * (بشرا سويا) * تام الخلق. (18) * (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) * فتنتهي عني بتعوذي. (19) * (قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا) * بالنبوة. (20) * (قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشرا) * بتزوج * (ولم أك بغيا) * زانية. (21) * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق غلام منك من غير أب * (قال ربك هو علي هين) * أي: بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه * (ولنجعله آية للناس) * على قدرتنا * (ورحمة منا) * لمن آمن به * (وكان) * خلقه * (أمرا مقضيا) * به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصورا. (22) * (فحملته فانتبذت) * تنحت * (به مكانا قصيا) * بعيدا من أهلها. (23) * (فأجاءها) * جاء بها * (المخاض) * وجع الولادة * (إلى جذع النخلة) * لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة * (قالت يا) * للتنبيه * (ليتني مت قبل هذا) * الامر * (وكنت نسيا منسيا) * شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر. (24) * (فناداها من تحتها) * أي: جبريل وكان أسفل منها * (ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) * نهر ماء كان قد انقطع. (25) * (وهزي إليك بجذع النخلة) * كانت يابسة والباء زائدة * (تساقط) * أصله بتاءين قلبت الثانية سينا وأدغمت في السين، وفي قراءة تركها * (عليك رطبا) * تمييز * (جنيا) * صفته. (26) * (فكلي) * من الرطب * (واشربي) * من السري * (وقري) * بالولد تمييز محول من الفاعل أي: لتقر عينك به أي: تسكن فلا تطمح إلى غيره * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (ترين) * حذفت منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لالتقاء الساكنين * (من البشر أحدا) * = لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت: ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا فخرجنا فسرنا يوما أو يومين فقال: ما ترون فيهم ؟ فقلنا: يا رسول الله ما لنا طاقة بقتال القوم إنما أخرجنا للعير فقال المقداد: لا تقولوا كما قال قوم موسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " فأنزل الله (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) =.
[ 399 ]
فيسألك عن ولدك * (فقولي إني نذرت للرحمن صوما) * أي إمساكا عن الكلام في شأنه وغيره من الاناسي بدليل * (فلن أكلم اليوم إنسيا) * أي: بعد ذلك. (27) * (فأتت به قومها تحمله) * حال فرأوه * (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) * عظيما حيث أتيت بولد من غير أب. (28) * (يا أخت هارون) * هو رجل صالح أي: يا شبيهته في العفة * (ما كان أبوك أمرأ سوء) * أي: زانيا * (وما كانت أمك بغيا) * أي: زانية فمن أين لك هذا الولد. (29) * (فأشارت) * لهم * (إليه) * أن كلموه * (قالوا كيف نكلم من كان) * أي وجد * (في المهد صبيا) *. (30) * (قال إني عبد الله آتاني الكتاب) * أي: الانجيل * (وجعلني نبيا) *. (31) * (وجعلني مباركا أينما كنت) * أي: نفاعا للناس إخبار بما كتب له * (وأوصاني بالصلاة والزكاة) * أمرني بهما * (ما دمت حيا) *. (32) * (وبرا بوالدتي) * منصوب بجعلني مقدار * (ولم يجعلني جبارا) * متعاظما * (شقيا) * عاصيا لربه. (33) * (والسلام) * من الله * (علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) * يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى. قال تعالى (34) * (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق) * بالرفع خبر مبتدأ مقدار أي: قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت، والمعنى القول الحق * (الذي فيه يمترون) * من المرية أي: يشكون وهم النصارى: قالوا إن عيسى ابن الله، كذبوا: (35) * (ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه) * تنزيها له عن ذلك * (إذا قضى أمرا) * أي: أراد أن يحدثه * (فإنما يقول له كن فيكون) * بالرفع بتقدير هو، وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب. (36) * (وأن الله ربي وربكم فاعبدوه) * بفتح أن بتقدير اذكر، وبكسرها بتقدير قل بدليل " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم " * (هذا) * المذكور * (صراط) * طريق * (مستقيم) * مؤد إلى الجنة. (37) * (فاختلف الاحزاب من بينهم) * أي النصارى في عيسى أهو ابن الله أو إله معه أو ثالث ثلاثة * (فويل) * فشدة عذاب = وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه. أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (إذ تستغيثون) الآية روى الترمذي عن عمر بن الخطاب قال: نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهو الف وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلا فاستقبل القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن =
[ 400 ]
* (للذين كفروا) * بما ذكر وغيره * (من مشهد يوم عظيم) * أي: حضور يوم القيامة وأهواله. (28) * (أسمع بهم وأبصر) * بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم * (يوم يأتوننا) * في الآخرة * (لكن الظالمون) * من إقامة الظاهر مقام المضمر * (اليوم) * أي: في الدنيا * (في ضلال مبين) * أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي: إعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صما عميا. (39) * (وأنذرهم) * خوف يا محمد كفار مكة * (يوم الحسرة) * هو يوم القيامة يتحسر فيه المسئ على ترك الاحسان في الدنيا * (إذ قضي الامر) * لهم فيه بالعذاب * (وهم) * في الدنيا * (في غفلة) * عنه * (وهم لا يؤمنون) * به. (40) * (إنا نحن) * تأكيد * (نرث الارض ومن عليها) * من العقلاء وغيرهم بإهلاكهم * (وإلينا يرجعون) * فيه للجزاء. (41) * (واذكر) * لهم * (في الكتاب إبراهيم) * أي: خبره * (إنه كان صديقا) * مبالغا في الصدق * (نبيا) * ويبدل من خبره. (42) * (إذ قال لابيه) * آزر * (يا أبت) * التاء عوض عن ياء الاضافة ولا يجمع بينهما وكان يعبد الاصنام * (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك) * لا يكفيك * (شيئا) * من نفع أو ضر. (43) * (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا) * طريقا * (سويا) * مستقيما. (44) * (يا أبت لا تعبد الشيطان) * بطاعتك إياه في عبادة الاصنام * (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) * كثير العصيان. (45) * (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن) * إن لم تتب * (فتكون للشيطان وليا) * ناصرا وقرينا في النار. (46) * (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم) * فتعيبها * (لئن لم تنته) * عن التعرض لها * (لارجمنك) * بالحجارة أو بالكلام القبيح فاحذرني * (واهجرني مليا) * دهرا طويلا. (47) * (قال سلام عليك) * مني أي لا أصيبك بمكروه * (سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) * = تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الارض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه والقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله (وما رميت) الآية روى الحاكم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله فاستقبله =
[ 401 ]
من حفي أي بارا فيجيب دعائي وقد أوفى بوعده المذكور في الشعراء " واغفر لابي " وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكره في براءة. (48) * (وأعتزلكم وما تدعون) * تعبدون * (من دون الله وأدعو) * أعبد * (ربي عسى أ) * ن * (لا أكون بدعاء ربي) * بعبادته * (شقيا) * كما شقيتم بعبادة الاصنام. (49) * (فلما اعتزلم وما يعبدون من دون الله) * بأن ذهب إلى الارض المقدسة * (وهبنا له) * ابنين يأنس بهما * (إسحاق ويعقوب وكلا) * منهما * (جعلنا نبيا) *. (50) * (ووهبنا لهم) * للثلاثة * (من رحمتنا) * المال والولد * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * رفيعا هو الثناء الحسن في جميع أهل الاديان. (51) * (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا) * بكسر اللام وفتحها من أخلص في عبادته وخلصه الله من الدنس * (وكان رسولا نبيا) *. (52) * (وناديناه) * بقول " يا موسى إني أنا الله " * (من جانب الطور) * اسم جبل * (الايمن) * أي الذي يلي يمين موسى حين أقبل من مدين * (وقربناه نجيا) * مناجيا بأن أسمعه الله تعالى كلامه. (53) * (ووهبنا له من رحمتنا) * نعمتنا * (أخاه هارون) * بدل أو عطف بيان * (نبيا) * حال هي المقصودة بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسن منه (54) * (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد) * لم يعد شيئا إلا وفى به وانتظر من وعده ثلاثة أيام أو حولا حتى رجع إليه في مكانه * (وكان رسولا) * إلى جرهم * (نبيا) *. (55) * (وكان يأمر أهله) * أي قومه * (بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) * أصله مرضوو قلبت الواوان ياءين والضمة كسرة. (56) * (واذكر في الكتاب إدريس) * هو جد أبي نوح * (إنه كان صديقا نبيا) *. (57) * (ورفعناه مكانا عليا) * هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة أدخلها بعد أن أذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها. = مصعب بن عمير ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحربته فسقط عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له ما أعجزك إنما هو خدش فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتل أبيا ثم قال والذي نفسي بيده لو كان هذا بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فمات أبي قبل أن يقدم = (*)
[ 402 ]
(58) * (أولئك) * مبتدأ * (الذين أنعم الله عليهم) * صفة له * (من النبيين) * بيان له وهو في معنى الصفة وما بعده إلى جملة الشرط صفة للنبيين فقوله * (من ذرية آدم) * أي إدريس * (وممن حملنا مع نوح) * في السفينة أي إبراهيم ابن ابنه سام * (ومن ذرية إبراهيم) * أي إسماعيل وإسحاق ويعقوب * (و) * من ذرية * (إسرائيل) * هو يعقوب أي موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى * (وممن هدينا واجتبينا) * أي من جملتهم وخبر أولئك * (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) * جمع ساجد وباك أي فكونوا مثلهم وأصل بكي بكوي قلبت الواو ياء والضمة كسرة. (59) * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة) * بتركها كاليهود والنصارى * (واتبعوا الشهوات) * من المعاصي * (فسوف يلقون غيا) * هو واد في جهنم، أي يقعون فيه. (60) * (إلا) * لكن * (من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون) * ينقصون * (شيئا) * من ثوابهم. (61) * (جنات عدن) * إقامة، بدل من الجنة * (التي وعد الرحمن عباده بالغيب) * أي غائبين عنها * (إنه كان وعده) * أي موعوده * (مأتيا) * بمعنى آتيا وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله. (62) * (لا يسمعون فيها لغوا) * من الكلام * (إلا) * لكن يسمعون * (سلاما) * من الملائكة عليهم أو من بعضهم على بعض * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * أي على قدرهما في الدنيا، وليس في الجنة نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبدا. (63) * (تلك الجنة التي نورث) * نعطي وننزل * (من عبادنا من كان تقيا) * بطاعته، ونزل لما تأخر الوحي أياما وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ (64) * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا) * أي أمامنا من أمور الآخرة * (وما خلفنا) * من أمور الدنيا * (وما بين ذلك) * أي: ما يكون في هذا الوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جميعه * (وما كان ربك نسيا) * بمعنى ناسيا أي: تاركا لك بتأخير الوحي عنك. = مكة فأنزل الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الآية، صحيح الاسناد لكنه غريب وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فرمى الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه فأنزل الله (وما رميت إذ رميت) الآية مرسل جيد الاسناد لكنه غريب والمشهور أنها نزلت في رميه يوم بدر بالقبضة من الحصباء روى ابن = (*)
[ 403 ]
(65) هو * (رب) * مالك * (السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) * أي: اصبر عليها * (هل تعلم له سميا) * مسمى بذلك ؟ لا. (66) * (ويقول الانسان) * المنكر للبعث أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه الآية * (أئذا) * بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الاخرى * (ما مت لسوف أخرج حيا) * من القبر كما يقول محمد، فالاستفهام بمعنى النفي أي: لا أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا اللام ورد عليه بقوله تعالى: (67) * (أولا يذكر الانسان) * أصله يتذكر أبدلت التاء ذالا وأدغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال وضم الكاف * (أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) * فيستدل بالابتداء على الاعادة. (68) * (فوربك لنحشرنهم) * أي المنكرين للبعث * (والشياطين) * أي نجمع كلا منهم وشيطانه في سلسلة * (ثم لنحضرنهم حول جهنم) * من خارجها * (جثيا) * على الركب جمع جاث وأصله جثوو أو جثوي من جثا يجثو أو يجثي لغتان. (69) * (ثم لننزعن من كل شيعة) * فرقة منهم * (أيهم أشد على الرحمن عتيا) * جراءة. (70) * (ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها) * أحق بجهنم الاشد وغيره منهم * (صليا) * دخولا واحتراقا فنبدأ بهم وأصله صلوي من صلي بكسر اللام وفتحها. (71) * (وإن) * أي ما * (منكم) * أحد * (إلا واردها) * أي داخل جهنم * (كان على ربك حتما مقضيا) * حتمه وقضى به لا يتركه. (72) * (ثم ننجي) * مشددا ومخففا * (الذين اتقوا) * الشرك والكفر منها * (ونذر الظالمين) * بالشرك والكفر * (فيها جثيا) * على الركب. (73) * (وإذا تتلى عليهم) * أي المؤمنين والكافرين * (آياتنا) * من القرآن * (بينات) * واضحات حال * (قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين) * نحن وأنتم * (خير مقاما) * منزلا ومسكنا بالفتح من قام وبالضم من أقام * (وأحسن نديا) * بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه، يعنون نحن فنكون خيرا منكم قال تعالى = جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الارض كأنه صوت حصباء وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصباء فانهزمنا فذلك قوله (وما رميت إذ رميت) الآية وأخرج أبو الشيخ نحوه عن جابر وابن عباس ولابن جرير من وجه آخر مرسلا نحوه. (*)
[ 404 ]
(74) * (وكم) * أي كثيرا * (أهلكنا قبلهم من قرن) * أي أمة من الامم الماضية * (هم أحسن أثاثا) * مالا ومتاعا * (ورءيا) * منظرا من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم نهلك هؤلاء. (75) * (قل من كان في الضلالة) * شرط جوابه * (فيمدد) * بمعنى الخبر أي يمد * (له الرحمن مدا) * في الدنيا يستدرجه * (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب) * كالقتل والاسر * (وإما الساعة) * المشتملة على جهنم فيدخلونها * (فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) * أعوانا أهم أم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند المؤمنين عليهم الملائكة. (76) * (ويزيد الله الذين اهتدوا) * بالايمان * (هدى) * بما ينزل عليهم من الآيات * (والباقيات الصالحات) * هي الطاعة تبقى لصاحبها * (خير عند ربك ثوابا وخير مردا) * أي ما يرد إليه ويرجع بخلاف أعمال الكفار والخيرية هنا في مقابلة قولهم أي الفريقين خير مقاما. (77) * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) * العاصي بن وائل * (وقال) * لخباب بن الارث القائل له تبعث بعد الموت والمطالب له بمال * (لاوتين) * على تقدير البعث * (مالا وولدا) * فأقضيك. قال تعالى: (78) * (أطلع الغيب) * أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله واستغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت * (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) * بأن يؤتى ما قاله. (79) * (كلا) * أي لا يؤتى ذلك * (سنكتب) * نأمر بكتب * (ما يقول ونمد له من العذاب مدا) * نزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره. (80) * (ونرثه ما يقول) * من المال والولد * (ويأتينا) * يوم القيامة * (فردا) * لا مال له ولا ولد. (81) * (واتخذوا) * أي الكفار مكة * (من دون الله) * الاوثان * (آلهة) * يعبدونهم * (ليكونوا لهم عزا) * شفعاء عند الله بأن لا يعذبوا. (82) * (كلا) * أي لا مانع من عذابهم * (سيكفرون) * أي الآلهة * (بعبادتهم) * أي ينفونها كما في آية أخرى " ما كانوا إيانا يعبدون " * (ويكونون عليهم ضدا) * أعوانا وأعداء. (83) * (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين) * سلطانهم * (على الكافرين تؤزهم) * تهيجهم إلى المعاصي * (أزا) *. (84) * (فلا تعجل عليهم) * بطلب العذاب أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى (إن تستفتحوا) الآية روى الحاكم عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال كان المستفتح أبا جهل فإنه قال حين التقى القوم اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتى بما لا يعرف فأحنه الغداة وكان ذلك استفتاحا فأنزل الله (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) إلى قوله (وإن الله مع المؤمنين) أخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: قال أبو جهل اللهم انصر أعز = (*)
[ 405 ]
* (إنما نعد لهم) * الايام والليالي أو الانفاس * (عدا) * إلى وقت عذابهم. (85) اذكر * (يوم نحشر المتقين) * بإيمانهم * (إلى الرحمن وفدا) * جمع وافد بمعنى: راكب. (86) * (ونسوق المجرمين) * بكفرهم * (إلى جهنم وردا) * جمع وارد بمعنى ماش عطشان. (87) * (لا يملكون) * أي الناس * (الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * أي شهادة أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. (88) * (وقالوا) * أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (اتخذ الرحمن ولدا) * قال تعالى لهم: (89) * (لقد جئتم شيئا إدا) * أي منكرا عظيما. (90) * (تكاد) * بالتاء والياء * (السماوات يتفطرن) * بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون * (منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا) * أي تنطبق عليهم من أجل: (91) * (أن دعوا للرحمن ولدا) * قال تعالى: (92) * (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) * أي ما يليق به ذلك. (93) * (إن) * أي ما * (كل من في السماوات والارض إلا آتي الرحمن عبدا) * ذليلا خاضعا يوم القيامة منهم عزير وعيسى. (94) * (لقد أحصاهم وعدهم عدا) * فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم ولا واحد منهم. (95) * (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) * بلا مال ولا نصير يمنعه. (96) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى. (97) * (فإنما يسرناه) * أي القرآن * (بلسانك) * العربي * (لتبشر به المتقين) * الفائزين بالايمان * (وتنذر) * تخوف * (به قوما لدا) * جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة. (98) * (وكم) * أي كثيرا * (أهلكنا قبلهم من قرن) * أي أمة من الامم الماضية بتكذيبهم الرسل * (هل تحس) * تجد * (منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) * صوتا حفيا ؟ لا، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء. = الفئتين وأكرم الفرقتين فنزلت. أسباب نزول الآية 27 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله) الآية، روى سعيد بن منصور وغيره عن عبد الله بن أبي قتادة قال نزلت هذه الآية (لا تخونوا الله والرسول) في أبي لبابة بن عبد المنذر سأله بنو قريظة يوم قريظة ما هذا الامر ؟ فأشار = (*)
[ 406 ]
{ سورة طه } [ مكية إلا آيتي 120 و 121 فمدنيتان وآياتها 135 أو أربعون أو اثنتان نزلت بعد مريم ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (طه) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) * (ما أنزلنا عليك القرآن) * يا محمد * (لتشقى) * لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خفف عن نفسك. (3) * (إلا) * لكن أنزلناه * (تذكرة) * به * (لمن يخشى) * يخاف الله. (4) * (تنزيلا) * بدل من اللفظ بفعله الناصب له * (ممن خلق الارض والسماوات العلى) * جمع عليا ككبرى وكبر. (5) * (الرحمن على العرش) * وهو في اللغة سرير الملك * (استوى) * استواء يليق به. (6) * (له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما) * من المخلوقات * (وما تحت الثرى) * هو التراب الندي، والمراد الارضون السبع لانها تحته. (7) * (وإن تجهر بالقول) * في ذكر أو دعاء فالله غني عن الجهر به * (فإنه يعلم السر وأخفى) * منه: أي ما حدثت به النفس وما خطر ولم تحدث به فلا تجهد نفسك بالجهر. (8) * (الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى) * التسعة والتسعون الوارد بها الحديث والحسنى مؤنث الاحسن. (9) * (وهل) * قد * (أتاك حديث موسى) *. (10) * (إذ رأى نارا فقال لاهله) * لامرأته * (امكثوا) * هنا، وذلك في مسيره من مدين طالبا مصر * (إني آنست) * أبصرت * (نارا لعلي آتيكم منها بقبس) * بشعلة في رأس فتيلة أو عود * (أو أجد على النار هدى) * أي هاديا يدلني على الطريق وكان أخطأها لظلمة الليل، وقال لعل لعدم الجزم بوفاء الوعد. = إلى حلقه يقول الذبح فنزلت قال أبو لبابة ما زالت قدماي حتى عملت أني خنت الله ورسوله وروى ابن جرير وغيره عن جابر بن عبد الله أن أبا سفيان خرج من مكة فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان إن محمدا يريدكم فخذوا حذركم = (*)
[ 407 ]
(11) * (فلما أتاها) * وهي شجرة عوسج * (نودي يا موسى) * (12) * (إني) * بكسر الهمزة بتأويل نودي بقيل وبفتحها بتقدير الباء * (أنا) * تأكيد لياء المتكلم * (ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس) * المطهر أو المبارك * (طوى) * بدل أو عطف بيان، بالتنوين وتركه مصروف باعتبار المكان وغير مصروف للتأنيث باعتبار البقعة مع العلمية. (13) * (وأنا اخترتك) * من قومك * (فاستمع لما يوحى) * إليك مني. (14) * (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) * فيها. (15) * (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) * عن الناس ويظهر لهم قربها بعلاماتها * (لتجزى) * فيها * (كل نفس بما تسعى) * به من خير أو شر. (16) * (فلا يصدنك) * يصرفنك * (عنها) * أي عن الايمان بها * (من لا يؤمن بها واتبع هواه) * في إنكارها * (فتردى) * أي فتهلك إن صددت عنها. (17) * (وما تلك) * كائنة * (بيمينك يا موسى) * الاستفهام للتقرير ليرتب عليه المعجزة فيها. (18) * (قال هي عصاي أتوكأ) * أعتمد * (عليها) * عند الوثوب والمشي * (وأهش) * أخبط ورق الشجر * (بها) * ليسقط * (على غنمي) * فتأكله * (ولي فيها مآرب) * جمع مأربة مثلث الراء أي حوائج * (أخرى) * كحمل الزاد والسقاء وطرد الهوام زاد في الجواب بيان حاجاته بها. (19) * (قال ألقها يا موسى) *. (20) * (فألقاها فإذا هي حية) * ثعبان عظيم * (تسعى) * تمشي على بطنها سريعا كسرعة الثعبان الصغير المسمى بالجان المعبر به فيها في آية أخرى. (21) * (قال خذها ولا تخف) * منها * (سنعيدها سيرتها) * منصوب بنزع الخافض أي إلى حالتها * (الاولى) * فأدخل يده في فمها فعادت عصا، فتبين أن موضع الادخال موضع مسكها بين شعبتيها، وأري ذلك السيد موسى لئلا يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون. (22) * (واضمم يدك) * اليمنى بمعنى الكف * (إلى جناحك) * أي جنبك الايسر تحت العضد إلى الابط وأخرجها * (تخرج) * خلاف ما كانت عليه من الادمة * (بيضاء من غير سوء) * = فأنزل الله (لا تخونوا الله والرسول) الآية غريب جدا في سنده وسياقه نظر وأخرج ابن جرير عن السدي قال: كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين فنزلت. أسباب نزول الآية 30 قوله تعالى: (وإذ يمكر) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن نفرا من قريش ومن أشراف =
[ 408 ]
أي برص تضئ كشعاع الشمس تغشى البصر * (آية أخرى) * وهي بيضاء حالان من ضمير تخرج. (23) * (لنريك) * بها إذا فعلت ذلك لاظهارها * (من آياتنا) * الآية * (الكبرى) * أي العظمى على رسالتك، وإذا أراد عودها إلى حالتها الاولى ضمها إلى جناحه كما تقدم وأخرجها. (24) * (إذهب) * رسولا * (إلى فرعون) * ومن معه * (إنه طغى) * جاوز الحد في كفره إلى ادعاء الالهية. (25) * (قال رب اشرح لي صدري) * وسعه لتحمل الرسالة. (26) * (ويسر) * سهل * (لي أمري) * لابلغها. (27) * (واحلل عقدة من لساني) * حدثت من احتراقه بجمرة وضعها بفيه وهو صغير. (28) * (يفقهوا) * يفهموا * (قولي) * عند تبليغ الرسالة. (29) * (واجعل لي وزيرا) * معينا عليها * (من أهلي) *. (30) * (هارون) * مفعول ثان * (أخي) * عطف بيان. (31) * (أشدد به أزري) * ظهري. (32) * (وأشركه في أمري) * أي الرسالة والفعلان بصيغتي الامر والمضارع المجزوم وهو جواب الطلب. (33) * (كي نسبحك) * تسبيحا * (كثيرا) *. (34) * (ونذكرك) * ذكرا * (كثيرا) *. (35) * (إنك كنت بنا بصيرا) * عالما فأنعمت بالرسالة. (36) * (قال قد أوتيت سوء لك يا موسى) * منا عليك. (37) * (ولقد مننا عليك مرة أخرى) *. (38) * (إذ) * للتعليل * (أوحينا إلى أمك) * مناما أو إلهاما لما ولدتك وخافت أن يقتلك فرعون في جملة من يولد * (ما يوحى) * في أمرك ويبدل منه. (39) * (أن اقذفيه) * ألقيه * (في التابوت فاقذفيه) * بالتابوت * (في اليم) * بحر النيل * (فليلقه اليم بالساحل) * أي شاطئه والامر بمعنى الخبر * (يأخذه عدو لي وعدو له) * وهو فرعون * (وألقيت) * بعد أن أخذك * (عليك محبة مني) * لتحب في الناس فأحبك فرعون وكل من رآك * (ولتصنع على عيني) * تربى على رعايتي وحفظي لك. (40) * (إذ) * للتعليل * (تمشي أختك) * مريم لتتعرف من خبرك وقد أحضروا مراضع وأنت لا تقبل ثدي واحدة منهن = كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا من أنت ؟ قال شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأمرت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح، قالوا أجل فادخل فدخل معهم، فقال انظروا في شأن هذا الرجل فقال قائل احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم فقال عدو الله = (*)
[ 409 ]
* (فتقول هل أدلكم على من يكفله) * فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها * (فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها) * بلقائك * (ولا تحزن) * حينئذ * (وقتلت نفسا) * هو القبطي بمصر، فاغتممت لقتله من جهة فرعون * (فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) * اختبرناك بالايقاع في غير ذلك وخلصناك منه * (فلبثت سنين) * عشرا * (في أهل مدين) * بعد مجيئك إليها من مصر عند شعيب النبي وتزوجك بابنته * (ثم جئت على قدر) * في علمي بالرسالة وهو أربعون سنة من عمرك * (يا موسى) *. (41) * (واصطنعتك) * اخترتك * (لنفسي) * بالرسالة (42) * (اذهب أنت وأخوك) * إلى الناس * (بآياتي) * التسع * (ولا تنيا) * تفترا * (في ذكري) * بتسبيح وغيره. (43) * (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) * بادعائه الربوبية. (44) * (فقولا له قولا لينا) * في رجوعه عن ذلك * (لعله يتذكر) * يتعظ * (أو يخشى) * الله فيرجع والترجي بالنسبة إليهما لعلمه تعالى بأنه لا يرجع. (45) * (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا) * أي يعجل بالعقوبة * (أو أن يطغى) * علينا أي يتكبر. (46) * (قال لا تخافا إنني معكما) * بعوني * (أسمع) * ما يقول * (وأرى) * ما يفعل. (47) * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل) * إلى الشام * (ولا تعذبهم) * أي خل عنهم من استعمالك إياهم في أشغالك الشاقة كالحفر والبناء وحمل الثقيل * (قد جئناك بآية) * بحجة * (من ربك) * على صدقنا بالرسالة * (والسلام على من اتبع الهدى) * أي السلامة له من العذاب. (48) * (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب) * ما جئنا به * (وتولى) * أعرض عنه، فأتياه وقالا جميع ما ذكر. (49) * (قال فمن ربكما يا موسى) * اقتصر عليه لانه الاصل ولا دلاله عليه بالتربية. (50) * (قال ربنا الذي أعطى كل شئ) * من الخلق * (خلقه) * الذي هو عليه متميز به عن غيره * (ثم هدى) * الحيوان منه إلى مطعمه ومشربه ومنكحه وغير ذلك. = الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائد من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم فانظروا غير هذا الرأي فقال قائل أخرجوه من بين أظهركم واستريحوا منه فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع فقال الشيخ النجدي والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذه للقلوب بما يستمع من حديثه = (*)
[ 410 ]
(51) * (قال) * فرعون * (فما بال) * حال * (القرون) * الامم * (الاولى) * كقوم نوح وهود ولوط وصالح في عبادتهم الاوثان. (52) * (قال) * موسى * (علمها) * أي علم حالهم محفوظ * (عند ربي في كتاب) * هو اللوح المحفوظ يجازيهم عليها يوم القيامة * (لا يضل) * يغيب * (ربي) * عن شئ * (ولا ينسى) * ربي شيئا. (53) هو * (الذي جعل لكم) * في جملة الخلق * (الارض مهادا) * فراشا * (وسلك) * سهل * (لكم فيها سبلا) * طرقا * (وأنزل من السماء ماء) * مطرا قال تعالى تتميما لما وصفه به موسى وخطابا لاهل مكة * (فأخرجنا به أزواجا) * أصنافا * (من نبات شتى) * صفة أزواجا أي مختلفة الالوان والطعوم وغيرهما وشتى جمع شتيت كمريض ومرضى، من شت الامر تفرق. (54) * (كلوا) * منها * (وارعوا أنعامكم) * فيها جمع نعم، وهي الابل والبقر والغنم، يقال رعت الانعام ورعيتها والامر للاباحة وتذكير النعمة والجملة حال من ضمير أخرجنا، أي مبيحين لكم الاكل ورعي الانعام * (إن في ذلك) * المذكور هنا * (لآيات) * لعبرا * (لاولي النهى) * لاصحاب العقول جمع نهية كغرفة وغرف سمي به العقل لانه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح. (55) * (منها) * أي من الارض * (خلقناكم) * بخلق أبيكم آدم منها * (وفيها نعيدكم) * مقبورين بعد الموت * (ومنها نخرجكم) * عند البعث * (تارة) * مرة * (أخرى) * كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم. (56) * (ولقد أريناه) * أي أبصرنا فرعون * (آياتنا كلها) * التسع * (فكذب) * بها وزعم أنها سحر * (وإبى) * أن يوحد الله تعالى. (57) * (قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا) * مصر ويكون لك الملك فيها * (بسحرك يا موسى) *. (58) * (فلنأتينك بسحر مثله) * يعارضه * (فاجعل بيننا وبينك موعدا) * لذلك * (لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا) * منصوب بنزع الخافض في * (سوى) * بكسر أوله وضمه أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين. (59) * (قال) * موسى * (موعدكم يوم الزينة) * يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون = والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه ثم ليسيرن اليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم قالوا صدق والله فانظروا رأيا غير هذا، فقال أبو جهل والله لاشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد ما أرى غيره قالوا وما هذا ؟ قال تأخذوا من كل قبيلة وسيطا شابا جلدا ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن = (*)
[ 411 ]
* (وأن يحشر الناس) * يجمع أهل مصر * (ضحى) * وقته للنظر فيما يقع. (60) * (فتولى فرعون) * أدبر * (فجمع كيده) * أي ذوي كيده من السحرة * (ثم أتى) * بهم الموعد. (61) * (قال لهم موسى) * وهم اثنان وسبعون مع كل واحد حبل وعصا * (ويلكم) * أي ألزمكم الله الويل * (لا تفتروا على الله كذبا) * بإشراك أحد معه * (فيسحتكم) * بضم الياء وكسر الحاء وبفتحهما أي يهلككم * (بعذاب) * من عنده * (وقد خاب) * خسر * (من افترى) * كذب على الله. (62) * (فتنازعوا أمرهم بينهم) * في موسى وأخيه * (وأسروا النجوى) * أي الكلام بينهم فيهما. (63) * (قالوا) * لانفسهم * (إن هذان) * وهو موافق للغة من يأتي في المثنى بالالف في أحواله الثلاث ولابي عمرو: هذين * (لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) * مؤنث أمثل بمعنى أشرف أي بأشرافكم بميلهم إليهما لغلبتهما. (64) * (فاجمعوا كيدكم) * من السحر بهمزة وصل وفتح الميم من جمع أي لم وبهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أحكم * (ثم أئتوا صفا) * حال أي مصطفين * (وقد أفلح) * فاز * (اليوم من استعلى) * غلب. (65) * (قالوا يا موسى) * اختر * (إما أن تلقي) * عصاك أولا * (وإما أن نكون أول من ألقى) * عصاه. (66) * (قال بل ألقوا) * فألقوا * (فإذا حبالهم وعصيهم) * أصله عصوو قلبت الواوان ياءين وكسرت العين والصاد * (يخيل إليه من سحرهم أنها) * حيات * (تسعى) * على بطونها. (67) * (فأوجس) * أحس * (في نفسه خيفة موسى) * أي خاف من جهة أن سحرهم من جنس معجزته أن يلتبس أمره على الناس فلا يؤمنوا به. (68) * (قلنا) * له * (لا تخف إنك أنت الاعلى) * عليهم بالغلبة. (69) * (وألق ما في يمينك) * وهي عصاه * (تلقف) * تبتلع * (ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر) * أي جنسه * (ولا يفلح الساحر حيث أتى) * بسحره فألقى موسى عصاه فتلقفت كل ما صنعوه. = هذا الحي من بني هاشم يقدرون عل حرب قريش كلهم وأنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه فقال الشيخ النجدي هذا والله هو الرأي القول ما قال الفتى لا أرى غيره فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بأن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك بالخروج = (*)
[ 412 ]
(70) * (فألقي السحرة سجدا) * خروا ساجدين لله تعالى * (قالوا آمنا برب هارون وموسى) *. (71) * (قال) * فرعون * (أآمنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا * (له قبل أن آذن) * أنا * (لكم إنه لكبيركم) * معلمكم * (الذي علمكم السحر فلاقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) * حال بمعنى مختلفة أي الايدي اليمنى والارجل اليسرى * (ولاصلبنكم في جذوع النخل) * أي عليها * (ولتعلمن أينا) * يعني نفسه ورب موسى * (أشد عذابا وأبقى) * أدوم على مخالفته. (72) * (قالوا لن نؤثرك) * نختارك * (على ما جاءنا من البينات) * الدالة على صدق موسى * (والذي فطرنا) * خلقنا قسم أو عطف على ما * (فاقض ما أنت قاض) * أي إصنع ما قلته * (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) * النصب على الاتساع أي فيها وتجزى عليه في الآخرة (73) * (إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا) * من الاشراك وغيره * (وما أكرهتنا عليه من السحر) * تعلما وعملا لمعارضة موسى * (والله خير) * منك ثوابا إذا أطيع * (وأبقى) * منك عذابا إذا عصي. (74) قال تعالى * (إنه من يأت ربه مجرما) * كافرا كفرعون * (فإن له جهنم لا يموت فيها) * فيستريح * (ولا يحيى) * حياة تنفعه. (75) * (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات) * الفرائض والنوافل * (فأولئك لهم الدرجات العلى) * جمع عليا مؤنث أعلى. (76) * (جنات عدن) * أي إقامة بيان له * (تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى) * تطهر من الذنوب (77) * (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي) * بهمزة قطع من أسرى، وبهمزة وصل وكسر النون من سرى لغتان أي سر بهم ليلا من أرض مصر * (فاضرب لهم) * إجعل لهم بالضرب بعصاك * (طريقا في البحر يبسا) * أي يابسا فامتثل ما أمر به وأيبس الله الارض فمروا فيها * (لا تخاف دركا) * أي أن يدركك فرعون * (ولا تخشى) * غرقا. (78) * (فأتبعهم فرعون بجنوده) * وهو معهم * (فغشيهم من اليم) * أي البحر * (ما غشيهم) * فأغرقهم = وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه (وإذ يمكر بك الذين كفروا) الآية وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن عمير عن المطلب بن أبي وداعة أن أبا طالب قال للنبي ما يأتمر بك قومك ؟ قال يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك بهذا ؟ قال ربي قال نعم الرب ربك فاستوص به خيرا قال أنا أستوصي به ! بل هو يستوصي بي، فنزلت (وإذ يمكر بك الذين كفروا) الآية = (*)
[ 413 ]
(79) * (وأضل فرعون قومه) * بدعائهم إلى عبادته * (وما هدى) * بل أوقعهم في الهلاك خلاف قوله (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) (80) * (يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم) * فرعون بإغراقه * (وواعدناكم جانب الطور الايمن) * فنؤتي موسى التوراة للعمل بها * (ونزلنا عليكم المن والسلوى) * هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر والمنادى من وجد من اليهود زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخوطبوا بما أنعم الله به على أجدادهم زمن النبي موسى توطئة لقوله تعالى لهم: (81) * (كلوا من طيبات ما رزقناكم) * أي المنعم به عليكم * (ولا تطغوا فيه) * بأن تكفروا النعمة به * (فيحل عليكم غضبي) * بكسر الحاء: أي يجب وبضمها أي ينزل * (ومن يحلل عليه غضبي) * بكسر اللام وضمها * (فقد هوى) * سقط في النار (82) * (وإني لغفار لمن تاب) * من الشرك * (وآمن) * وحد الله * (وعمل صالحا) * يصدق بالفرض والنفل * (ثم اهتدى) * باستمراره على ما ذكر إلى موته (83) * (وما أعجلك عن قومك) * لمجئ ميعاد أخذ التوراة * (يا موسى) * (84) * (قال هم أولاء) * أي بالقرب مني يأتون * (على أثري وعجلت اليك رب لترضى) * عني: أي زيادة في رضاك وقبل الجواب أتى بالاعتذار حسب ظنه، وتخلف المظنون لما (85) * (قال) * تعالى * (فإنا قد فتنا قومك من بعدك) * أي بعد فراقك لهم * (وأضلهم السامري) * فعبدوا العجل (86) * (فرجع موسى إلى قومه غضبان) * من جهتهم * (أسفا) * شديد الحزن * (قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا) * أي صدقا أنه يعطيكم التوراة * (أفطال عليكم العهد) * مدة مفارقتي إياكم * (أم أردتم أن يحل) * يجب * (عليكم غضب من ربكم) * بعبادتكم العجل * (فأخلفتم موعدي) * وتركتم المجئ بعدي (87) * (قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا) * مثلث الميم أي بقدرتنا أو أمرنا * (ولكنا حملنا) * بفتح الحاء مخففا وبضمها وكسر الميم مشددا = قال ابن كثير ذكر أبي طالب فيه غريب بل منكر لان القصة ليلة الهجرة وذلك بعد موت أبي طالب بثلاث سنين. أسباب نزول الآية 31 قوله تعالى (وإذا تتلى) الآية أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وكان المقداد أسر النضر فلما أمر بقتله قال المقداد يا رسول اله أسيري فقال = (*)
[ 414 ]
* (أوزارا) * أثقالا * (من زينة القوم) * أي حلي قوم فرعون، استعارها منهم بنو إسرائيل بعلة عرس فبقيت عندهم * (فقذفناها) * طرحناها في النار بإمر السامري * (فكذلك) * كما ألقينا * (القى السامري) * ما معه من حليهم، ومن التراب الذي أخذه من أثر حافر فرس جبريل على الوجه الآتي (88) * (فأخرج لهم عجلا) * صاغه من الحلي * (جدا) * لحما ودما * (له خوار) * أي صوت يسمع أي انقلب كذلك بسبب التراب الذي أثره الحياة فيما يوضع فيه ووضعه بعد صوغه في فمه * (فقالوا) * أي السامري وأتباعه * (هذا إلهكم وإله موسى فنسى) * موسى ربه هنا وذهب يطلبه قال تعالى: (89) * (أفلا يرون أ) * أن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه * (لا يرجع) * العجل * (إليهم قولا) * أي لا يرد لهم جوابا * (ولا يملك لهم ضرا) * أي دفعه * (ولا نفعا) * أي جلبه أي فكيف يتخذ إلها ؟ (90) * (ولقد قال لهم هارون من قبل) * أي قبل أن يرجع موسى * (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني) * في عبادته * (وأطيعوا أمري) * فيها (91) * (قالوا لن نبرح) * نزال * (عليه عاكفين) * على عبادته مقيمين * (حتى يرجع الينا موسى) * (92) * (قال) * موسى بعد رجوعه * (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا) * بعبادته (93) * (أن) * * (لا تتبعن) * لا زائدة * (أفعصيت أمري) * بإقامتك بين من يعبد غير الله تعالى (94) * (قال) * هارون * (يا ابن أم) * بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه * (لا تأخذ بلحيتي) * وكان أخذها بشماله * (ولا برأسي) * وكان أخذ شعره بيمينه غضبا * (إني خشيت) * لو اتبعتك ولا بد أن يتبعني جمع ممن لم يعبدوا العجل * (أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) * وتغضب علي * (ولم ترقب) * تنتظر * (قولي) * فيما رأيته في ذلك (95) * (قال فما خطبك) * شأنك الداعي إلى ما صنعت * (يا سامري) * = رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان يقول في كتاب الله ما يقول قال وفيه أنزلت هذه الآية (وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا) الآية. أسباب نزول الآية 32 قوله تعالى (وإذ قالوا اللهم) أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق) الآية قال نزلت في النضر بن الحارث وروى البخاري عن أنس قال قال أبو جهل بن هشام اللهم إن كان هذا = (*)
[ 415 ]
(96) * (قال بصرت بما لم يبصروا به) * بالياء والتاء أي علمت ما لم يعلموه * (فقبضت قبضة من) * تراب * (أثر) * حافر فرس * (الرسول) * جبريل * (فنبذتها) * ألقيتها في صورة العجل المصاغ * (وكذلك سولت) * زينت * (لي نفسي) * وألقي فيها أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر، وألقيها على ما لا روح له يصير له روح، ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلههم (97) * (قال) * له موسى * (فاذهب) * من بيننا * (فإن لك في الحياة) * أي مدة حياتك * (أن تقول) * لمن رأيته * (لا مساس) * أي لا تقربني فكان يهيم في البرية وإذا مس أحدا أو مسه أحد حما جميعا * (وإن لك موعدا) * لعذابك * (لن تخلفه) * بكسر اللام: أي لن تغيب عنه، وبفتحها أي بل تبعث إليه * (وانظر إلى إلهك الذي ظلت) * أصله ظللت بلامين أولاهما مكسورة حذفت تخفيفا أي دمت * (عليه عاكفا) * أي مقيما تعبده * (لنحرقنه) * بالنار * (ثم لننسفه في اليم نسفا) * نذرينه في هواء البحر، وفعل موسى بعد ذبحه ما ذكره (98) * (إنما الهكم الله الذي لا اله إلا هو وسع كل شئ علما) * تمييز محول عن الفاعل أي وسع علمه كل شئ (99) * (كذلك) * أي كما قصصنا عليك يا محمد هذه القصة * (نقص عليك من أنباء) * أخبار * (ما قد سبق) * من الامم * (وقد آتيناك) * أعطيناك * (من لدنا) * من عندنا * (ذكرا) * قرآنا (100) * (من أعرض عنه) * فلم يؤمن به * (فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) * حملا ثقيلا من الاثم (101) * (خالدين فيه) * أي في عذاب الوزر * (وساء لهم يوم القيام حملا) * تمييز مفسر للضمير في ساء والمخصوص بالذم محذوف تقديره وزرهم، واللام للبيان ويبدل من يوم القيامة (102) * (يوم ننفخ في الصور) * القرن النفخة الثانية * (ونحشر المجرمين) * الكافرين * (يومئذ زرقا) * عيونهم مع سواد وجوههم = هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم فنزلت (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله (وما كان الله يعذبهم) الآية. وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قال: قالت قريش بعضها لبعض محمد أكرمه الله من بيننا (اللهم إن كان هذا هو = (*)
[ 416 ]
(103) * (يتخافتون بينهم) * يتسارون * (إن) * ما * (لبثتم) * في الدنيا * (إلا عشرا) * من الليالي بأيامها (104) * (نحن أعلم بما يقولون) * في ذلك: أي ليس كما قالوا * (إذ يقول أمثلهم) * أعدلهم * (طريقة) * فيه * (إن لبثتم إلا يوما) * يستقلون لبثهم في الدنيا جدا لما يعاينونه في الآخرة من أهوالها (105) * (ويسألونك عن الجبال) * كيف تكون يوم القيامة * (فقل) * لهم * (ينسفها ربي نسفا) * بأن يفتتها كالرمل السائل ثم يطيرها بالرياح (106) * (فيذرها قاعا) * منبسطا * (صفصفا) * مستويا (107) * (لا ترى فيها عوجا) * انخفاضا * (ولا أمتا) * إرتفاعا (108) * (يومئذ) * أي يوم إذ نسفت الجبال * (يتبعون) * أي الناس بعد القيام من القبور * (الداعي) * إلى المحشر بصوته وهو إسرافيل يقول: هلموا إلى عرض الرحمن * (لا عوج له) * أي لاتباعهم أي لا يقدرون أن لا يتبعوا * (وخشعت) * سكنت * (الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) * صوت وطئ الاقدام في نقلها إلى المحشر كصوت أخفاف الابل في مشيها (109) * (يومئذ لا تنفع الشفاعة) * أحدا * (إلا من أذن له الرحمن) * أن يشفع له * (ورضي له قولا) * بأن يقول: لا إله إلا الله (110) * (يعلم ما بين أيديهم) * من أمور الآخرة * (وما خلفهم) * من أمور الدنيا * (ولا يحيطون به علما) * لا يعلمون ذلك (111) * (وعنت الوجوه) * خضعت * (للحي القيوم) * أي الله * (وقد خاب) * خسر * (من حمل ظلما) * أي شركا (112) * (ومن يعمل من الصالحات) * الطاعات * (وهو مؤمن فلا يخاف ظلما) * بزيادة في سيئاته * (ولا هضما) * بنقص من حسناته (113) * (وكذلك) * معطوف على كذلك نقص: أي مثل إنزال ما ذكر * (أنزلناه) * أي القرآن * (قرآنا عربيا وصرفنا) * كررنا * (فيه من الوعيد لعلهم يتقون) * الشرك * (أو يحدث) * القرآن * (لهم ذكرا) * بهلاك من تقدمهم من الامم فيعتبرون = الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) الآية، فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) إلى قوله (لا يعلمون) وأخرج ابن جرير أيضا عن ابن أبزى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأنزل الله (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) فخرج إلى المدينة فأنزل الله (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وكان أولئك البقية من = (*)
[ 417 ]
(114) * (فتعالى الله الملك الحق) * عما يقول المشركون * (ولا تعجل بالقرآن) * أي بقراءته * (من قبل أن يقضى إليك وحيه) * أي يفرغ جبريل من إبلاغه * (وقل رب زدني علما) * أي بالقرآن فكلما أنزل عليه شئ منه زاد به علمه (115) * (ولقد عهدنا إلى آدم) * وصيناه أن لا يأكل من الشجرة * (من قبل) * أي قبل أكله منها * (فنسي) * ترك عهدنا * (ولم نجد له عزما) * حزما وصبرا عما نهيناه عنه (116) * (و) * اذكر * (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس) * وهو أبو الجن كان يصحب الملائكة ويعبد الله معهم * (أبى) * عن السجود لآدم " قال أنا خير منه ". (117) * (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك) * حواء بالمد * (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) * تتعب بالحرث والزرع والحصد والطحن والخبز وغير ذلك واقتصر على شقائه لان الرجل يسعى على زوجته (118) * (إن لك أ) * أن * (لا تجوع فيها ولا تعرى) * (119) * (وأنك) * بفتح الهمزة وكسرها عطف على اسم إن وجملتها * (لا تظمأ فيها) * تعطش * (ولا تضحى) * لا يحصل لك حر شمس الضحى لانتفاء الشمس في الجنة (120) * (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد) * أي التي يخلد من يأكل منها * (وملك لا يبلى) * لا يفنى وهو لازم الخلد (121) * (فأكلا) * أي آدم وحواء * (منها فبدت لهما سوآتهما) * أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منهما سوأة لان انكشافه يسوء صاحبه * (وطفقا يخصفان) * أخذا يلزقان * (عليهما من ورق الجنة) * ليستترا به * (وعصى آدم ربه فغوى) * بالاكل من الشجرة (122) * (ثم اجتباه ربه) * قربه * (فتاب عليه) * قبل توبته * (وهدى) * أي هداه إلى المداومة على التوبة = المسلمين الذين بقوا فيها يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله (وما لهم ألا يعذبهم الله) الآية فأذن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم. أسباب نزول الآية 35 قوله تعالى (وما كان صلاتهم) الآية أخرج الواحدي عن ابن عمر قال كانوا يطوفون بالبيت = (*)
[ 418 ]
(123) * (قال اهبطا) * أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما * (منها) * من الجنة * (جميعا بعضكم) * بعض الذرية * (لبعض عدو) * من ظلم بعضهم بعضا * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي) * القرآن * (فلا يضل) * في الدنيا * (ولا يشقى) * في الآخرة (124) * (ومن أعرض عن ذكري) * القرآن فلم يؤمن به * (فإن له معيشة ضنكا) * بالتنوين مصدر بمعنى ضيقة، وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره * (ونحشره) * أي المعرض عن القرآن * (يوم القيامة أعمى) * أعمى البصر (125) * (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) * في الدنيا وعند البعث (126) * (قال) * الامر * (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها) * تركتها ولم تؤمن بها * (وكذلك) * مثل نسيانك آياتنا * (اليوم تنسى) * تترك في النار (127) * (وكذلك) * ومثل جزائنا من أعرض عن القرآن * (نجزي من أسرف) * أشرك * (ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد) * من عذاب الدنيا وعذاب القبر * (وأبقى) * أدوم (128) * (أفلم يهد) * يتبين * (لهم) * لكفار مكة * (كم) * خبرية مفعول * (أهلكنا) * أي كثيرا إهلاكنا * (قبلهم من القرون) * أي الامم الماضية بتكذيب الرسل * (يمشون) * حال من ضمير لهم * (في مساكنهم) * في سفرهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا وما ذكر من أخذ إهلاك من فعله الخالي عن حرف مصدري لرعاية المعنى لا مانع منه * (إن في ذلك لآيات) * لعبرا * (لاولي النهى) * لذوي العقول (129) * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير العذاب عنهم إلى الآخرة * (لكان) * الاهلاك * (لزاما) * لازما لهم في الدنيا * (وأجل مسمى) * مضروب لهم معطوف على الضمير المستتر في كان وقام الفصل بخبرها مكان التأكيد = ويصفقون ويصفرون فنزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير عن سعيد قال كانت قريش يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزءون به ويصفرون ويصفقون فنزلت. أسباب نزول الآية 36 قوله تعالى (إن الذين كفروا) الآية قال ابن اسحاق حدثني الزهري وحمد بن يحيى بن حبان = (*)
[ 419 ]
(130) * (فاصبر على ما يقولون) * منسوخ بآية القتال * (وسبح) * صل * (بحمد ربك) * حال: أي ملتبسا به * (قبل طلوع الشمس) * صلاة الصبح * (وقبل غروبها) * صلاة العصر * (ومن آناء الليل) * ساعاته * (فسبح) * صل المغرب والعشاء * (وأطراف النهار) * عطف على محل من آناء المنصوب: أي صل الظهر لان وقتها يدخل بزوال الشمس، فهو طرف النصف الاول وطرف النصف الثاني * (لعلك ترضى) * بما تعطي من الثواب (131) * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا) * أصنافا * (منهم زهرة الحياة الدنيا) * زينتها وبهجتها * (لنفتنهم فيه) * بأن يطغوا * (ورزق ربك) * في الجنة * (خير) * مما أوتوه في الدنيا * (وأبقى) * أدوم (132) * (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر) * اصبر * (عليها لا نسألك) * نكلفك * (رزقا) * لنفسك ولا لغيرك * (نحن نرزقك والعاقبة) * الجنة * (للتقوى) * لاهلها (133) * (وقالوا) * المشركون * (لولا) * هلا * (يأتينا) * محمد * (بآية من ربه) * مما يقترحونه * (أو لم تأتهم) * بالتاء والياء * (بينة) * بيان * (ما في الصحف الاولى) * المشتمل عليه القرآن من أنباء الامم الماضية وإهلاكهم بتكذيب الرسل (134) * (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) * قبل محمد الرسول * (لقالوا) * يوم القيامة * (ربنا لولا) * هلا * (أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك) * المرسل بها * (من قبل أن نذل) * في القيامة * (ونخزى) * في جهنم (135) * (قل) * لهم * (كل) * منا ومنكم * (متربص) * منتظر ما يؤول إليه الامر * (فتربصوا فستعلمون) * في القيامة * (من أصحاب الصراط) * الطريق * (السوي) * المسقيم * (ومن اهتدى) * من الضلالة أنحن أم أنتم = وعاصم بن عمير بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن قالوا لما أصيبت قريش يوم بدر ورجعوا إلى مكة مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة ابن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم فكلموا أبا سفيان ومن كان له في ذلك العير من قريش تجارة فقالوا يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينوا بهذا المال على حربه فلعلنا أن ندرك منه ثأرا ففعلوا ففيهم كما = (*)
[ 420 ]
{ سورة الانبياء } [ مكية وهي مائة واثنتا عشرة آية نزلت بعد سورة إبراهيم ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (اقترب) * قرب * (للناس) * أهل مكة منكري البعث * (حسابهم) * يوم القيامة * (وهم في غفلة) * عنه * (معرضون) * عن التأهب له بالايمان. (2) * (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) * شيئا فشيئا أي لفظ قرآن * (إلا استمعوه وهم يلعبون) * يستهزئون. (3) * (لاهية) * غافلة * (قلوبهم) * عن معناه * (وأسروا النجوى) * الكلام * (الذين ظلموا) * بدل من واو * (وأسروا النجوى) * * (هل هذا) * أي محمد * (الا بشر مثلكم) * فما يأتي به سحر * (أفتأتون السحر) * تتبعونه * (وأنتم تبصرون) * تعلمون أنه سحر. (4) * (قال) * لهم * (ربي يعلم القول) * كائنا * (في السماء والارض وهو السميع) * لما أسروه * (العليم) * به. (5) * (بل) * للانتقال من غرض إلى آخر في المواضع الثلاثة * (قالوا) * فيما أتى به من القرآن هو * (أضغاث أحلام) * أخلاط رآها في النوم * (بل افتراه) * اختلقه * (بل هو شاعر) * فما أتى به شعر * (فليأتنا بآية كما أرسل الاولون) * كالناقة والعصا واليد قال تعالى (6) * (ما آمنت قبلهم من قرية) * أي أهلها * (أهلكناها) * بتكذيبها ما أتاها من الآيات * (أفهم يؤمنون) * لا: (7) * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي) * وفي قراءة بالياء وفتح الحاء * (إليهم) * لا ملائكة * (فاسألوا أهل الذكر) * العلماء = ذكر عن ابن عباس أنزل الله (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم) إلى قوله (يحشرون) وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكمك بن عتبة قال نزلت في أبي سفيان أنفق على المشركين أربعين أوقية من ذهب وأخرج ابن جرير عن ابن أبزى وسعيد بن جبير قالا نزلت في أبي سفيان استأجر يوم أحد الفين من الاحابيش ليقاتل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. (*)
[ 421 ]
بالتوراة والانجيل * (إن كنتم لا تعلمون) * ذلك فإنهم يعلمونه، وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد. (8) * (وما جعلناهم) * أي الرسل * (جسدا) * بمعنى أجسادا * (لا يأكلون الطعام) * بل يأكلونه * (وما كانوا خالدين) * في الدنيا. (9) * (ثم صدقناهم الوعد) * بإنجائهم * (فأنجيناهم ومن نشاء) * المصدقين لهم * (وأهلكنا المسرفين) * المكذبين لهم. (10) * (لقد أنزلنا إليكم) * يا معشر قريش * (كتابا فيه ذكركم) * لانه بلغتكم * (أفلا تعقلون) * فتؤمنون به. (11) * (وكم قصمنا) * أهلكنا * (من قرية) * أي أهلها * (كانت ظالمة) * كافرة * (وأنشأنا بعدها قوما آخرين) *. (12) * (فلما أحسوا بأسنا) * شعر أهل القرية بالاهلاك * (إذا هم منها يركضون) * يهربون مسرعين. (13) فقالت لهم الملائكة استهزاء * (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم) * نعمتم * (فيه ومساكنكم لعلكم تسألون) * شيئا من دنياكم على العادة. (14) * (قالوا يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا * (إنا كنا ظالمين) * بالكفر. (15) * (فما زالت تلك) * الكلمات * (دعواهم) * يدعون بها ويرددونها * (حتى جعلناهم حصيدا) * كالزرع المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف * (خامدين) * ميتين كخمود النار إذا طفئت. (16) * (وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين) * عابثين بل دالين على قدرتنا ونافعين عبادنا. (17) * (لو أردنا أن نتخذ لهوا) * ما يلهى به من زوجة أو ولد * (لاتخذناه من لدنا) * من عندنا من الحور العين والملائكة * (إن كنا فاعلين) * ذلك، لكنا لم نفعله فلم نرده. (18) * (بل نقذف) * نرمي * (بالحق) * الايمان * (على الباطل) * الكفر * (فيدمغه) * يذهبه * (فإذا هو زاهق) * ذاهب، ودمغه في الاصل: أصاب دماغه بالضرب وهو مقتل * (ولكم) * يا كفار مكة * (الويل) * العذاب الشديد * (مما تصفون) * الله به من الزوجة أو الولد. (19) * (وله) * تعالى * (من في السماوات والارض) * ملكا * (ومن عنده) * أي الملائكة مبتدأ خبره * (لا يستكبرون) * لا يعيون. أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى (ولا تكونوا) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال لما خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان والدفوف، فأنزل الله (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا) الآية. أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى (إذ يقول المنافقون) روى الطبراني في الاوسط بسند ضعيف عن أبي هريرة قال لما = (*)
[ 422 ]
(20) * (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) * عنه فهو منهم كالنفس منا لا يشغلنا عنه شاغل. (21) * (أم) * بمعنى بل للانتقال والهمزة للانكار * (اتخذوا آلهة) * كائنة * (من الارض) * كحجر وذهب وفضة * (هم) * أي الآلهة * (ينشرون) * أي يحيون الموتى ؟ لا ولا يكون إلها إلا من يحيي الموتى. (22) * (لو كان فيهما) * أي السماوات والارض * (آلهة إلا الله) * أي غيره * (لفسدتا) * أي خرجتا عن نظامهما المشاهد، لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشئ وعدم الاتفاق عليه * (فسبحان) * تنزيه * (الله رب) * خالق * (العرش) * الكرسي * (عما يصفون) * الكفار الله به من الشريك له وغيره. (23) * (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) * عن أفعالهم. (24) * (أم اتخذوا من دونه) * تعالى أي سواه * (آلهة) * فيه استفهام توبيخ * (قل هاتوا برهانكم) * على ذلك ولا سبيل إليه * (هذا ذكر من معي) * أمتي وهو القرآن * (وذكر من قبلي) * من الامم وهو التوراة والانجيل وغيرهما من كتب الله ليس في واحد منها أن مع الله إلها مما قالوا، تعالى عن ذلك * (بل أكثرهم لا يعلمون الحق) * توحيد الله * (فهم معرضون) * عن النظر الموصل إليه. (25) * (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي) * وفي قراءة بالياء وفتح الحاء * (إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) * أي وحدوني. (26) * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) * من الملائكة * (سبحانه بل) * هم * (عباد مكرمون) * عنده والعبودية تنافي الولادة. (27) * (لا يسبقونه بالقول) * لا يأتون بقولهم إلا بعد قوله * (وهم بأمره يعملون) * أي بعده. (28) * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) * ما عملوا وما هم عاملون * (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) * تعالى أن يشفع له * (وهم من خشيته) * تعالى * (مشفقون) * خائفون. (29) * (ومن يقل منهم إني إله من دونه) * أي الله أي غيره، وهو إبليس دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعتها * (فذلك نجزيه جهنم كذلك) * كما نجزيه * (نجزي الظالمين) * المشركين. = أنزل الله على نبيه بمكة (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله أي جمع ؟ وذلك قبل بدر فلما كان يوم بدر انهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر) فكانت ليوم بدر فأنزل الله فيهم (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب) الآية وأنزل (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) رماهم رسول الله = (*)
[ 423 ]
(30) * (أو لم) * بواو وتركها * (ير) * يعلم * (الذين كفروا أن السماوات والارض كانتا رتقا) * سدا بمعنى مسدودة * (ففتقناهما) * جعلنا السماء سبعا والارض سبعا، أو فتق السماء أن كانت لا تمطر فأمطرت، وفتق الارض أن كانت لا تنبت فأنبتت * (وجعلنا من الماء) * النازل من السماء والنابع من الارض * (كل شئ حي) * من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته * (أفلا يؤمنون) * بتوحيدي. (31) * (وجعلنا في الارض رواسي) * جبالا ثوابت ل * (أن) * لا * (تميد) * تتحرك * (بهم وجعلنا فيها) * الرواسي * (فجاجا) * مسالك * (سبلا) * بدل، طرقا نافذة واسعة * (لعلهم يهتدون) * إلى مقاصدهم في الاسفار. (32) * (وجعلنا السماء سقفا) * للارض كالسقف للبيت * (محفوظا) * عن الوقوع * (وهم عن آياتنا) * من الشمس والقمر والنجوم * (معرضون) * لا يتفكرون فيها فيعلمون أن خالقها لا شريك له. (33) * (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل) * تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر وتابعه وهو النجوم * (في فلك) * مستدير كالطاحونة في السماء * (يسبحون) * يسيرون بسرعة كالسابح في الماء وللتشبيه به أتى بضمير جمع من يعقل (34) ونزل لما قال الكفار إن محمدا سيموت: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) * البقاء في الدنيا * (أفائن مت فهم الخالدون) * فيها ؟ لا، فالجملة الاخيرة محل الاستفهام الانكاري. (35) * (كل نفس ذائقة الموت) * في الدنيا * (ونبلوكم) * نختبركم * (بالشر والخير) * كفقر وغنى وسقم وصحة * (فتنة) * مفعول له، أي لننظر أتصبرون وتشكرون أم لا * (وإلينا ترجعون) * فنجازيكم. (36) * (وإذا رآك الذين كفروا إن) * ما * (يتخذونك إلا هزؤا) * أي مهزوءا به يقولون * (أهذا الذي يذكر آلهتكم) * أي يعيبها * (وهم بذكر الرحمن) * لهم * (هم) * تأكيد * (كافرون) * به إذ قالوا ما نعرفه. = صلى الله عليه وسلم فرسعتهم الرمية وملات أعينهم وأفواههم حتى إن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه وفاه فأنزل الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وأنزل في إبليس (فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه) وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر " غر هؤلاء دينهم فأنزل الله (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم).
[ 424 ]
(37) ونزل في استعجالهم العذاب * (خلق الانسان من عجل) * أي أنه لكثرة عجله في أحواله كأنه خلق منه * (سأريكم آياتي) * مواعيدي بالعذاب * (فلا تستعجلون) * فيه فأراهم القتل ببدر. (38) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالقيامة * (إن كنتم صادقين) * فيه. (39) قال تعالى: * (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون) * يدفعون * (عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون) * يمنعون منها في القيامة وجواب لو ما قالوا ذلك. (40) * (بل تأتيهم) * القيامة * (بغتة فتبهتهم) * تحيرهم * (فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون) * يمهلون لتوبة أو معذرة. (41) * (ولقد استهزئ برسل من قبلك) * فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (فحاق) * نزل * (بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون) * وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك. (42) * (قل) * لهم * (من يكلؤكم) * يحفظكم * (بالليل والنهار من الرحمن) * من عذابه إن نزل بكم، أي لا أحد يفعل ذلك، والمخاطبون لا يخافون عذاب الله لانكارهم له * (بل هم عن ذكر ربهم) * أي القرآن * (معرضون) * لا يتفكرون فيه. (43) * (أم) * فيها معنى الهمزة للانكار: أي أ * (لهم الهة تمنعهم) * مما يسوؤهم * (من دوننا) * أي ألهم من يمنعهم منه غيرنا ؟ لا * (لا يستطيعون) * أي الآلهة * (نصر أنفسهم) * فلا ينصرونهم * (ولا هم) * أي الكفار * (منا) * من عذابنا * (يصحبون) * يجارون، يقال صحبك الله: أي حفظك وأجارك. (44) * (بل متعنا هؤلاء وآباءهم) * بما أنعمنا عليهم * (حتى طال عليهم العمر) * فاغتروا بذلك * (أفلا يرون أنا نأتي الارض) * نقصد أرضهم * (ننقصها من أطرافها) * بالفتح على النبي * (أفهم الغالبون) * لا، بل النبي وأصحابه. (45) * (قل) * لهم * (إنما أنذركم بالوحي) * من الله لا من قبل نفسي * (ولا يسمع الصم الدعاء إذا) * أسباب نزول الآية 55 قوله تعالى (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا) الآية أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال نزلت (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) في ستة رهط من اليهود ابن التابوت. أسباب نزول الآية 58 قوله تعالى (وإما تخافن) الآية روى أبو الشيخ عن ابن شهاب قال دخل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد = (*)
[ 425 ]
بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء * (ما ينذرون) * هم لتركهم العمل بما سمعوه من الانذار كالصم. (46) * (ولئن مستهم نفحة) * وقعة خفيفة * (من عذاب ربك ليقولن يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا * (إنا كنا ظالمين) * بالاشراك وتكذيب محمد. (47) * (ونضع الموازين القسط) * ذوات العدل * (ليوم القيامة) * أي فيه * (فلا تظلم نفس شيئا) * من نقص حسنة أو زيادة سيئة * (وإن كان) * العمل * (مثقال) * زنة * (حبة من خردل أتينا بها) * بموزونها * (وكفى بنا حاسبين) * محصين كل شئ. (48) * (ولقد آتيانا موسى وهارون الفرقان) * أي التوراة الفارقة بين الحق والباطل والحلال والحرام * (وضياء) * بها * (وذكرا) * عظة بها * (للمتقين) *. (49) * (الذين يخشون ربهم بالغيب) * عن الناس أي في الخلاء عنهم * (وهم من الساعة) * أي أهوالها * (مشفقون) * خائفون. (50) * (وهذا) * أي القرآن * (ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون) * الاستفهام فيه للتوبيخ. (51) * (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل) * أي هداه قبل بلوغه * (وكنا به عالمين) * بأنه أهل لذلك. (52) * (إذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل) * الاصنام * (التي أنتم لها عاكفون) * أي على عبادتها مقيمون. (53) * (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) * فاقتدينا بهم. (54) * (قال) * لهم * (لقد كنتم أنتم وآباؤكم) * بعبادتها * (في ضلال مبين) * بين. (55) * (قالوا أجئتنا بالحق) * في قولك هذا * (أم أنت من اللاعبين) * فيه. (56) * (قال بل ربكم) * المستحق للعبادة * (رب) * مالك * (السماوات والارض الذي فطرهن) * خلقهن على غير مثال سبق * (وأنا على ذلكم) * الذي قلته * (من الشاهدين) * به. (57) * (وتالله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) *. = وضعت السلاح ومكا زلت في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة وأنزل فيهم (وإما تخافن من قوم خيانة) الآية. أسباب نزول الآية 64 قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله) الآية، روى البزار بسند ضعيف من طريق عكرمة عن ابن عباس قال لما أسلم عمر قال المشركون قد انتصف القوم منا لايوم وأنزل الله (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) = (*)
[ 426 ]
(58) * (فجعلهم) * بعد ذهابهم إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم * (جذاذا) * بضم الجيم وكسرها: فتاتا بفأس * (إلا كبيرا لهم) * علق الفأس في عنقه * (لعلهم إليه) * أي إلى الكبير * (يرجعون) * فيرون ما فعل بغيره. (59) * (قالوا) * بعد رجوعهم ورؤيتهم ما فعل * (من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين) * فيه. (60) * (قالوا) * أي بعضهم لبعض * (سمعنا فتى يذكرهم) * أي يعيبهم * (يقال له إبراهيم) *. (61) * (قالوا فأتوا به على أعين الناس) * أي ظاهرا * (لعلهم يشهدون) * عليه أنه الفاعل. (62) * (قالوا) * له بعد إتيانه * (أأنت) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه * (فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم) *. (63) * (قال) * ساكتا عن فعله * (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم) * عن فاعله * (إن كانوا ينطقون) * فيه تقديم جواب الشرط وفيما قبله تعريض لهم بأن الصنم المعلوم عجزه عن الفعل لا يكون إلها. (64) * (فرجعوا إلى أنفسهم) * بالتفكر * (فقالوا) * لانفسهم * (إنكم أنتم الظالمون) * بعبادتكم من لا ينطق. (65) * (ثم نكسوا) * من الله * (على رؤوسهم) * أي ردوا إلى كفرهم وقالوا والله * (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) * أي فكيف تأمرنا بسؤالهم. (66) * (قال أفتعبدون من دون الله) * أي بدله * (ما لا ينفعكم شيئا) * من رزق وغيره * (ولا يضركم) * شيئا إذا لم تعبدوه. (67) * (أف) * بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتنا وقبحا * (لكم ولما تعبدون من دون الله) * أي غيره * (أفلا تعقلون) * أن هذه الاصنام لا تستحق العبادة ولا تصلح لها وإنما يستحقها الله تعالى. (68) * (قالوا حرقوه) * أي إبراهيم * (وانصروا آلهتكم) * أي بتحريقه * (إن كنتم فاعلين) * نصرتها فجمعوا له الحطب الكثير وأضرموا النار في جميعه وأوثقوا إبراهيم وجعلوه في منجنيق ورموه في النار قال تعالى: = وله شواهد أخرج الطبراني وغيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة ثلاثون رجلا وامرأة ثم ان عمر أسلم فكانوا أربعين نزل (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) الآية وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال لما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نساة ثم أسلم عمر نزلت (يا أيها النبي حسبك الله) الآية، = (*)
[ 427 ]
(69) * (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * فلم تحرق منه غير وثاقه، وذهبت حرارتها وبقيت إضاءتها وبقوله (وسلاما) سلم من الموت ببردها. (70) * (وأرادوا به كيدا) * وهو التحريق * (فجعلناهم الاخسرين) * في مرادهم. (71) * (ونجيناه ولوطا) * ابن أخيه هاران من العراق * (إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين) * بكثرة الانهار والاشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم. (72) * (ووهبنا له) * أي لابراهيم وكان سأل ولدا كما ذكر في الصافات * (إسحاق ويعقوب نافلة) * أي زيادة على المسؤول أو هو ولد الولد * (وكلا) * أي هو وولداه * (جعلنا صالحين) * أنبياء. (73) * (وجعلناهم أئمة) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير * (يهدون) * الناس * (بأمرنا) * إلى ديننا * (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) * أي أن تفعل وتقام وتؤتى منهم ومن أتباعهم، وحذف هاء إقامة تخفيف * (وكانوا لنا عابدين) *. (74) * (ولوطا آتيناه حكما) * فصلا بين الخصوم * (وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل) * أي أهلها الاعمال * (الخبائث) * من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور وغير ذلك * (إنهم كانوا قوم سوء) * مصدر ساءه نقيض سره * (فاسقين) *. (75) * (وأدخلناه في رحمتنا) * بأن أنجيناه من قومه * (إنه من الصالحين) *. (76) * (و) * اذكر * (نوحا) * وما بعده بدل منه * (إذ نادى) * دعا على قومه بقوله (رب لا تذر) إلخ * (من قبل) * أي قبل إبراهيم ولوط * (فاستجبنا له فنجيناه وأهله) * الذين في سفينته * (من الكرب العظيم) * أي الغرق وتكذيب قومه له. (77) * (ونصرناه) * منعناه * (من القوم الذين كذبوا بآياتنا) * الدالة على رسالته أن لا يصلوا إليه بسوء * (إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين) *. (78) * (و) * اذكر * (داود وسليمان) * أي قصتهما ويبدل منهما * (إذ يحكمان في الحرث) * هو زرع أو كرم * (إذ نفثت فيه غنم القوم) * أي رعته ليلا بلا راع بأن انفلتت * (وكنا لحكمهم شاهدين) * = وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب قال لما أسلم عمر أنزل الله في إسلامه (يا أيها النبي حسبك الله) الآية. أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون) الآية أخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن ابن عباس قال لما افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة ثقل ذلك عليهم وشق فوضع الله عنهم إلى أن يقاتل الواحد الرجلين فأنزل الله = (*)
[ 428 ]
فيه استعمال ضمير الجمع لاثنين، قال داود: لصاحب الحرث رقاب الغنم، وقال سليمان: ينتفع بدرها ونسلها وصوفها إلى أن يعود الحرث كما كان بإصلاح صاحبها فيردها إليه. (79) * (ففهمناها) * أي الحكومة * (سليمان) * وحكمهما باجتهاد ورجع داود إلى سليمان وقيل بوحي والثانى ناسخ للاول * (وكلا) * منهما * (آتينا) * ه * (حكما) * نبوة * (وعلما) * بأمور الدين * (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير) * كذلك سخرا للتسبيح معه لامره به إذا وجد فترة لينشط له * (وكنا فاعلين) * تسخير تسبيحهما معه، وإن كان عجبا عندكم: أي مجاوبته للسيد داود. (80) * (وعلمناه صنعة لبوس) * وهي الدرع لانها تلبس، وهو أول من صنعها وكان قبلها صفائح * (لكم) * في جملة الناس * (لنحصنكم) * بالنون لله وبالتحتانية لداود وبالفوقانية للبوس * (من بأسكم) * حربكم مع أعدائكم * (فهل أنتم) * يا أهل مكة * (شاكرون) * نعمي بتصديق الرسول: أي اشكروني بذلك (81) * (و) * سخرنا * (لسليمان الريح عاصفة) * وفي آية أخرى، رخاء، أي شديدة الهبوب وخفيفته حسب إرادته * (تجري بأمره إلى الارض التي باركنا فيها) * وهي الشام * (وكنا بكل شئ عالمين) * من ذلك علم الله تعالى بأن ما يعطيه سليمان يدعوه إلى الخضوع لربه ففعله تعالى على مقتضى علمه. (82) * (و) * سخرنا * (من الشياطين من يغوصون له) * يدخلون في البحر فيخرجون منه الجواهر لسليمان * (ويعملون عملا دون ذلك) * أي سوى الغوص من البناء وغيره * (وكنا لهم حافظين) * من أن يفسدوا ما عملوا، لانهم كانوا إذا فرغوا من عمل قبل الليل أفسدوه إن لم يشتغلوا بغيره. (83) * (و) * اذكر * (أيوب) * ويبدل منه * (إذ نادى ربه) * لما ابتلي بفقد جميع ماله وولده وتمزيق جسده وهجر جميع الناس له إلا زوجته سنين ثلاثا أو سبعا أو ثماني عشرة وضيق عيشه * (أني) * بفتح الهمزة بتقدير الياء * (مسني الضر) * أي الشدة * (وأنت أرحم الراحمين) *. (84) * (فاستجبنا له) * نداءه * (فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله) * أولاده الذكور والاناث = (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين) إلى آخر الآية. أسباب نزول الآية 67 قوله تعالى: (ما كان لنبي) الآية روى أحمد وغيره عن أنس قال: استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الاسارى يوم بدر فقال: إن الله قد أمكنكم منهم فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه فقام أبو بكر =
[ 429 ]
بأن أحيوا له وكل من الصنفين ثلاث أو سبع * (ومثلهم معهم) * من زوجته وزيد في شبابها، وكان له أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين أفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب وأفرغت الاخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض * (رحمة) * مفعول له * (من عندنا) * صفة * (وذكرى للعابدين) * ليصبروا فيثابوا. (85) * (و) * اذكر * (إسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين) * على طاعة الله وعن معاصيه. (86) * (وأدخلناهم في رحمتنا) * من النبوة * (إنهم من الصالحين) * لها وسمي ذا الكفل لانه تكفل بصيام جميع نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس ولا يغضب فوفى بذلك وقيل لم يكن نبيا. (87) * (و) * اذكر * (ذا النون) * صاحب الحوت وهو يونس بن متى ويبدل منه * (إذ ذهب مغاضبا) * لقومه أي غضبان عليهم مما قاسى منهم ولم يؤذن له في ذلك * (فظن أن لن نقدر عليه) * أي نقضي عليه بما قضيناه من حبسه في بطن الحوت، أو نضيق عليه بذلك * (فنادى في الظلمات) * ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت * (أن) * أي بأن * (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * في ذهابي من بين قومي بلا إذن (88) * (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) * بتلك الكلمات * (وكذلك) * كما نجيناه * (ننجي المؤمنين) * من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين. (89) * (و) * اذكر * (زكريا) * ويبدل منه * (إذ نادى ربه) * بقوله * (رب لا تذرني فردا) * أي بلا ولد يرثني * (وأنت خير الوارثين) * الباقي بعد فناء خلقك. (90) * (فاستجبنا له) * نداءه * (ووهبنا له يحيى) * ولدا * (وأصلحنا له زوجه) * فأتت بالولد بعد عقمها * (إنهم) * أي من ذكر من الانبياء * (كانوا يسارعون) * يبادرون * (في الخيرات) * الطاعات * (ويدعوننا رغبا) * في رحمتنا * (ورهبا) * من عذابنا * (وكانوا لنا خاشعين) * متواضعين في عبادتهم. (91) * (و) * اذكر مريم * (التي أحصنت فرجها) * حفظته من أن ينال * (فنفخنا فيها من روحنا) * أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها فحملت بعيسى = فقال: نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء فعفا عنهم وقبل منهم الفداء فأنزل الله (لولا كتاب من الله سبق) الآية. وروى أحمد والترمذي والحاكم وابن مسعود قال: لما كان يوم بدر وجئ بالاسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء الاسارى الحديث وفيه فنزل القرآن بقول عمر (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) إلى آخر الآيات. وأخرج الترمذي عن أبي هريرة عن =
[ 430 ]
* (وجعلناها وابنها آية للعالمين) * الانس والجن والملائكة حيث ولدته من غير فحل (92) * (إن هذه) * أي ملة الاسلام * (أمتكم) * دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها * (أمة واحدة) * حال لازمة * (وأنا ربكم فاعبدون) * وحدون. (93) * (وتقطعوا) * أي بعض المخاطبين * (أمرهم بينهم) * أي تفرقوا أمر دينهم متخالفين فيه، وهم طوائف اليهود والنصارى قال تعالى: * (كل إلينا راجعون) * أي فنجازيه بعمله. (94) * (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران) * أي لا جحود * (لسعيه وإنا له كاتبون) * بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجاريه عليه. (95) * (وحرام عل قرية أهلكناها) * أريد أهلها * (أنهم لا) * زائدة * (يرجعون) * أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا. (96) * (حتى) * غاية لامتناع رجوعهم * (إذا فتحت) * بالتخفيف والتشديد * (يأجوج ومأجوج) * بالهمز وتركه إسمان أعجميان لقبيلتين، ويقدر قبله مضاف أي سدهما وذلك قرب القيامة * (وهم من كل حدب) * مرتفع من الارض * (ينلسون) * يسرعون. (97) * (واقترب الوعد الحق) * أي يوم القيامة * (فإذا هي) * أي القصة * (شاخصة أبصار الذين كفروا) * في ذلك اليوم لشدته يقولون * (يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا * (قد كنا) * في الدنيا * (في غفلة من هذا) * اليوم * (بل كنا ظالمين) * أنفسنا بتكذيبنا للرسل. (98) * (إنكم) * يا أهل مكة * (وما تعبدون من دون الله) * أي غيره من الاوثان * (حصب جهنم) * وقودها * (أنتم لها واردون) * داخلون فيها. (99) * (لو كان هؤلاء) * الاوثان * (آلهة) * كما زعمتم * (ما وردوها) * دخلوها * (وكل) * من العابدين والمعبودين * (فيها خالدون) *. (100) * (لهم) * للعابدين * (فيها زفير وهم فيها لا يسمعون) * شيئا لشدة غليانها ونزل لما قال ابن الزبعري عبد عزير والمسيح والملائكة فهم في النار على مقتضى ما تقدم. (101) * (إن الذين سبقت لهم منا) * المنزلة * (الحسنى) * ومنهم من ذكر * (أولئك عنها مبعدون) *. = النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم تحل لاحد سود الرؤوس من قبلكم كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم فأنزل الله (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم). أسباب نزول الآية 70 قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم) الآية روى الطبراني في الاوسط عن ابن عباس قال: =
[ 431 ]
(102) * (لا يسمعون حسيسها) * صوتها * (وهم في ما اشتهت أنفسهم) * من النعيم * (خالدون) * (103) * (لا يحزنهم الفزع الاكبر) * وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار * (وتتلقاهم) * تستقبلهم * (الملائكة) * عند خروجهم من القبور يقولون لهم * (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) * في الدنيا (104) * (يوم) * منصوب باذكر مقدرا قبله * (نطوي السماء كطي السجل) * اسم ملك * (للكتاب) * صحيفة ابن آدم عند موته واللام زائدة أو السجل الصحيفة والكتاب بمعنى المكتوب واللام بمعنى علي وفي قراءة للكتب جمعا * (كما بدأنا أول خلق) * من عدم * (نعيده) * بعد إعدامه فالكاف متعلقة بنعيد وضميره عائد إلى أول وما مصدرية * (وعدا علينا) * منصوب بوعدنا مقدرا قبله وهو مؤكد لمضمون ما قبله * (إنا كنا فاعلين) * ما وعدناه (105) * (ولقد كتبنا في الزبور) * بمعنى الكتاب أي كتب الله المنزلة * (من بعد الذكر) * بمعنى أم الكتاب الذي عند الله * (أن الارض) * أرض الجنة * (يرثها عبادي الصالحون) * عام في كل صالح (106) * (إن في هذا) * القرآن * (لبلاغا) * كفاية في دخول الجنة * (لقوم عابدون) * عاملين به (107) * (وما أرسلناك) * يا محمد * (إلا رحمة) * أي للرحمة * (للعالمين) * الانس والجن بك (108) * (قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) * أي ما يوحى إلي في أمر الاله إلا وحدانيته * (فهل أنتم مسلمون) * منقادون لما يوحى إلي من وحدانية الاله والاستفهام بمعنى الامر (109) * (فإن تولوا) * عن ذلك * (فقل آذنتكم) * أعلمتكم بالحرب * (على سواء) * حال من الفاعل والمفعول، أي مستوين في علمه لا أستبد به = قال العباس: في والله نزلت حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي وجدت معي فأعطاني بها عشرين عبدا كلهم تاجر بمالي في يده مع ما أرجو من مغفرة الله. أسباب نزول الآية 73 قوله تعالى: (والذين كفروا) الآية أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي عن ابي مالك قال: قال =
[ 432 ]
دونكم لتتأهبوا * (وإن) * ما * (أدري أقريب أم بعيد ما توعدون) * من العذاب أو القيامة المشتملة عليه وإنما يعلمه الله (110) * (إنه) * تعالى * (يعلم الجهر من القول) * والفعل منكم ومن غيركم * (ويعلم ما تكتمون) * أنتم وغيركم من السر (111) * (وإن) * ما * (أدري لعله) * أي ما أعلمتكم به ولم يعلم وقته * (فتنة) * اختبار * (لكم) * ليرى كيف صنعكم * (ومتاع) * تمتع * (إلى حين) * أي انقضاء آجالكم وهذا مقابل للاول المترجي بلعل وليس الثاني محلا للترجي (112) * (قل) * وفي قراءة قال * (رب احكم) * بيني وبين مكذبي * (بالحق) * بالعذاب لهم أو النصر عليهم، فعذبوا ببدر وأحد وحنين والاحزاب والخندق ونصر عليهم * (وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) * من كذبكم على الله في قولكم (اتخذ ولدا) وعلي في قولكم: ساحر، وعلى القرآن في قولكم شعر * (سورة الحج) * [ مكية إلا ومن الناس من يعبد الله الآيتين أو إلا هذان خصمان الست آيات فمدنيات وآياتها 78 نزلت بعد النور ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة وغيرهم * (اتقوا ربكم) * أي عقابه بأن تطيعوه * (إن زلزلة الساعة) * أي الحركة الشديدة للارض التي يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها الذي هو قرب الساعة * (شئ عظيم) * في إزعاج الناس الذي هو نوع من العقاب = رجل نورث أرحامنا المشركين فنزلت (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض). أسباب نزول الآية 75 قوله تعالى: (وأولوا الارحام) الآية أخرج ابن جرير عن ابن الزبير قال: كان الرجل يعاقد الرجل ترثني وأرثك فنزلت (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) الآية وأخرج ابن سعد من طريق هشام بن عروة عن أبيه =
[ 433 ]
(2) * (يوم ترونها تذهل) * بسببها * (كل مرضعة) * بالفعل * (عما أرضعت) * أي تنساه * (وتضع كل ذات حمل) * أي حبلى * (حملها وترى الناس سكارى) * من شدة الخوف * (وما هم بسكارى) * من الشراب * (ولكن عذاب الله شديد) * فهم يخافونه (3) ونزل في النضر بن الحارث وجماعته * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) * قالوا: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الاولين، وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا * (ويتبع) * في جداله * (كل شيطان مريد) * أي متمرد (4) * (كتب عليه) * قضي على الشيطان * (أنه من تولاه) * أي اتبعه * (فأنه يضله ويهديه) * يدعوه * (إلى عذاب السعير) * أي النار (5) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (إن كنتم في ريب) * شك * (من البعث فإنا خلقناكم) * أي أصلكم آدم * (من تراب ثم) * خلقنا ذريته * (من نطفة) * مني * (ثم من علقة) * وهي الدم الجامد * (ثم من مضغة) * وهي لحمة قدر ما يمضغ * (مخلقة) * مصورة تامة الخلق * (وغير مخلقة) * أي غير تامة الخلق * (لنبين لكم) * كمال قدرتنا لتستدلوا بها في ابتداء الخلق على إعادته * (ونقر) * مستأنف * (في الارحام ما نشاء إلى أجل مسمى) * وقت خروجه * (ثم نخرجكم) * من بطون أمهاتكم * (طفلا) * بمعنى أطفالا * (ثم) * نعمركم * (لتبلغوا أشدكم) * أي الكمال والقوة وهو ما بين الثلاثين إلى الاربعين سنة * (ومنكم من يتوفى) * يموت قبل بلوغ الاشد * (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) * أخسه من الهرم والخرف * (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) * قال عكرمة: من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة * (وترى الارض هامدة) * يابسة * (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) * تحركت * (وربت) * ارتفعت وزادت * (وأنبتت من) * زائدة * (كل زوج) * صنف * (بهيج) * حسن (6) * (ذلك) * المذكور من بدء خلق الانسان إلى آخر إحياء الارض * (بأن) * بسبب أن * (الله هو الحق) * الثابت الدائم * (وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شئ قدير) * = قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير بن العوام وبين كعب بن مالك قال الزبير: لقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد فقلت لو مات فانقطع عن الدنيا وأهلها لورثته فنزلت هذه الآية (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فصارت المواريث بعد للارحام والقرابات وانقطعت تلك المواريث في المؤاخاة.
[ 434 ]
(7) * (وأن الساعة آتية لا ريب) * شك * (فيها وأن الله يبعث من في القبور) * ونزل في أبي جهل (8) * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى) * معه * (ولا كتاب منير) * له نور معه (9) * (ثاني عطفه) * حال أي لاوي عنقه تكبرا عن الايمان والعطف الجانب عن يمين أو شمال * (ليضل) * بفتح الياء وضمها * (عن سبيل الله) * أي دينه * (له في الدنيا خزي) * عذاب فقتل يوم بدر * (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) * أي الاحراق بالنار، ويقال له: (10) * (ذلك بما قدمت يداك) * أي قدمته عبر عنه بهما دون غيرهما لان أكثر الافعال تزاول بهما * (وأن الله ليس بظلام) * أي بذي ظلم * (للعبيد) * فيعذبهم بغير ذنب (11) * (ومن الناس من يعبد الله على حرف) * أي شك في عبادته، شبه بالحال على حرف جبل في عدم ثباته * (فإن أصابه خير) * صحة وسلامة في نفسه وماله * (اطمأن به وإن أصابته فتنة) * محنة وسقم في نفسه وماله * (انقلب على وجهه) * أي رجع إلى الكفر * (خسر الدنيا) * بفوات ما أمله منها * (والآخرة) * بالكفر * (ذلك هو الخسران المبين) * البين (12) * (يدعو) * يعبد * (من دون الله) * من الصنم * (ما لا يضره) * إن لم يعبده * (ومالا ينفعه) * إن عبده * (ذلك) * الدعاء * (هو الضلال البعيد) * عن الحق (13) * (يدعو لمن) * اللام زائدة * (ضره) * بعبادته * (أقرب من نفعه) * إن نفع بتخيله * (لبئس المولى) * هو أي الناصر * (ولبئس العشير) * الصاحب هو، وعقب ذكر الشاك بالخسران بذكر المؤمنين بالثواب في (14) * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * من الفروض والنوافل * (جنات تجرى من تحتها الانهار إن الله يفعل ما يريد) * من إكرام من يطيعه وإهانة من يعصيه (15) * (من كان يظن أن لن ينصره الله) * أي محمدا نبيه * (في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب) * بحبل * (إلى السماء) * أي سقف بيته يشده فيه وفي عنقه * (ثم ليقطع) * أي ليختنق به بأن يقطع نفسه من الارض كما في الصحاح * (فلينظر هل يذهبن كيده) * في عدم نصرة النبي (سورة براءة) أسباب نزول الآية 14 قوله تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله) الآية أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال: ذكر لنا أن هذه نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بني بكر بمكة. وأخرج عن عكرمة قال: نزلت هذه الآية في خزاعة وأخرج عن السدي (ويشف صدور =
[ 435 ]
* (ما يغيظ) * منها المعنى فليختنق غيظا منها فلا بد منها (16) * (وكذلك) * أي مثل إنزالنا الآية السابقة * (أنزلناه) * أي القرآن الباقي * (آيات بينات) * ظاهرات حال * (وأن الله يهدي من يريد) * هداه معطوف على هاء أنزلناه (17) * (إن الذين آمنوا والذين هادوا) * هم اليهود * (والصابئين) * طائفة منهم * (والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) * بإدخال المؤمنين الجنة وإدخال غيرهم النار * (إن الله على كل شئ) * من عملهم * (شهيد) * عالم به علم مشاهدة (18) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) * أي يخضع له بما يراد منه * (وكثير من الناس) * وهم المؤمنون بزيادة على الخضوع في سجود الصلاة * (وكثير حق عليه العذاب) * وهم الكافرون لانهم أبوا السجود المتوقف على الايمان * (ومن يهن الله) * يشقه * (فما له من مكرم) * مسعد * (إن الله يفعل ما يشاء) * من الاهانة والاكرام (19) * (هذان خصمان) * أي المؤمنون خصم، والكفار الخمسة خصم وهو يطلق على الواحد والجماعة * (اختصموا في ربهم) * أي في دينه * (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار) * يلبسونها يعني أحيطت بهم النار * (يصب من فوق رؤوسهم الحميم) * الماء البالغ نهاية الحرارة (20) * (يصهر) * يذاب * (به ما في بطونهم) * من شحوم وغيرها * (و) * تشوى به * (الجلود) * (21) * (ولهم مقامع من حديد) * لضرب رؤوسهم (22) * (كلما أرادوا أن يخرجوا منها) * أي النار * (من غم) * يلحقهم بها * (أعيدوا فيها) * ردوا إليها بالمقامع * (و) * قيل لهم * (ذوقوا عذاب الحريق) * أي البالغ نهاية الاحراق = قوم مؤمنين) قال: هم خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم يشف صدورهم من بني بكر. أسباب نزول الآية 17 قوله تعالى: (ما كان للمشركين) الآيات أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن ابي طلحة عن ابن عباس قال: قال العباس حين أسر يوم بدر: إن كنتم سبقتمونا بالاسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج =
[ 436 ]
(23) وقال في المؤمنين * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ) * بالجر أي منهما بأن يرصع اللؤلؤ بالذهب، وبالنصب عطفا على محل من أساور * (ولباسهم فيها حرير) * هو المحرم لبسه على الرجال في الدنيا (24) * (وهدوا) * في الدنيا * (إلى الطيب من القول) * وهو لا إله إلا الله * (وهدوا إلى صراط الحميد) * أي طريق الله المحمودة ودينه (25) * (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) * طاعته * (و) * عن * (المسجد الحرام الذي جعلناه) * منسكا ومتعبدا * (للناس سواء العاكف) * المقيم * (فيه والباد) * الطارئ * (ومن يرد فيه بإلحاد) * الباء زائدة * (بظلم) * أي بسببه بأن ارتكب منهيا، ولو شتم الخادم * (نذقه من عذاب أليم) * مؤلم: أي بعضه، ومن هذا يؤخذ خبر إن: أي نذيقهم من عذاب أليم (26) * (و) * اذكر * (إذ بوأنا) * بينا * (لابراهيم مكان البيت) * ليبنيه، وكان قد رفع زمن الطوفان، وأمرناه * (أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي) * من الاوثان * (للطائفين والقائمين) * المقيمين به * (والركع السجود) * جمع راكع وساجد: المصلين (27) * (وأذن) * ناد * (في الناس بالحج) * فنادى على جبل أبي قبيس: يا أيها الناس إن ربكم بنى بيتا وأوجب عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم، والتفت بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا، فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الامهات: لبيك اللهم لبيك، وجواب الامر * (يأتوك رجالا) * مشاة جمع راجل كقائم وقيام * (و) * وكبانا * (على كل ضامر) * أي بعير مهزول وهو يطلق على الذكر والانثى * (يأتين) * أي الضوامر حملا على المعنى * (من كل فج عميق) * طريق بعيد = ونفك العايى فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) الآية وأخرج مسلم وابن حيان وأبو داود عن النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال رجل منهم: ما أبالي أن لا أعمل لله عملا بعد الاسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخر بل عمارة المسجد الحرام وقال آخر بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم فزجره عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك =
[ 437 ]
(28) * (ليشهدوا) * أي يحضروا * (منافع لهم) * في الدنيا بالتجارة أو في الآخرة أو فيهما أقوال * (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) * أي عشر ذي الحجة أو يوم عرفة أو يوم النحر إلى آخر أيام التشريق أقوال * (على ما رزقناهم من بهيمة الانعام) * الابل والبقر والغنم والتي تنحر في يوم العيد، وما بعده من الهدايا والضحايا * (فكلوا منها) * إذا كانت مستحبة * (وأطعموا البائس الفقير) * أي الشديد الفقر. (29) * (ثم ليقضوا تفثهم) * أي يزيلوا أوساخهم وشعثهم كطول الظفر * (وليوفوا) * بالتخفيف والتشديد * (نذورهم) * من الهدايا والضحايا * (وليطوفوا) * طواف الافاضة * (بالبيت العتيق) * أي القديم لانه أول بيت وضع للناس. (30) * (ذلك) * خبر مبتدأ مقدر: أي الامر أو الشأن ذلك المذكور * (ومن يعظم حرمات الله) * هي ما لا يحل انتهاكه * (فهو) * أي تعظيمها * (خير له عند ربه) * في الآخرة * (وأحلت لكم الانعام) * أكلا بعد الذبح * (إلا ما يتلى عليكم) * تحريمه في * (حرمت عليكم الميتة) * الآية فالاستثناء منقطع، ويجوز أن يكون متصلا، والتحريم لما عرض من الموت ونحوه * (فاجتنبوا الرجس من الاوثان) * من للبيان أي الذي هو الاوثان * (واجتنبوا قول الزور) * أي الشرك بالله في تلبيتكم أو شهادة الزور. (31) * (حنفاء لله) * مسلمين عادلين عن كل دين سوى دينه * (غير مشركين به) * تأكيد لما قبله، وهما حالان من الواو * (ومن يشرك بالله فكأنما خر) * سقط * (من السماء فتتخطفه الطير) * أي تأخذه بسرعة * (أو تهوي به الريح) * أي تسقطه * (في مكان سحيق) * بعيد فهو لا يرجى خلاصه. (32) * (ذلك) * يقدر قبله الامر، مبتدأ * (ومن يعظم شعائر الله فإنها) * أي فإن تعظيمها وهي البدن التي تهدى للحرم بأن تستحسن وتستسمن * (من تقوى القلوب) * منهم، وسميت شعائر لاشعارها بما تعرف به أنها هدي كطعن حديد بسنامها. = يوم الجمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) إلى قوله (لا يهدي القوم الظالمين). وأخرج الفريابي عن ابن سيرين قال: قدم علي بن أبي طالب مكة فقال للعباس أي عم ألا تهاجر ألا تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعمر المسجد وأحجب البيت فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) الآية وقال لقوم سماهم ألا تهاجروا ألا =
[ 438 ]
(33) * (لكم فيها منافع) * كركوبها والحمل عليها ما لا يضرها * (إلى أجل مسمى) * وقت نحرها * (ثم محلها) * أي مكان حل نحرها * (إلى البيت العتيق) * أي عنده، والمراد الحرم جميعه (34) * (ولكل أمة) * أي جماعة مؤمنة سلفت قبلكم * (جعلنا منسكا) * بفتح السين مصدر وبكسرها اسم مكان: أي ذبحا قربانا أو مكانه * (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام) * عند ذبحها * (فإلهكم إله واحد فله أسلموا) * انقادوا * (وبشر المخبتين) * المطيعين المتواضعين. (35) * (الذين إذا ذكر الله وجلت) * خافت * (قلوبهم والصابرين على ما أصابهم) * من البلايا * (والمقيمي الصلاة) * في أوقاتها * (ومما رزقناهم ينفقون) * يتصدقون. (36) * (والبدن) * جمع بدنة: وهي الابل * (جعلناها لكم من شعائر الله) * أعلام دينه * (لكم فيها خير) * نفع في الدنيا كما تقدم، وأجر في العقبى * (فاذكروا اسم الله عليها) * عند نحرها * (صواف) * قائمة على ثلاث معقولة اليد اليسرى * (فإذا وجبت جنوبها) * سقطت إلى الارض بعد النحر، وهو وقت الاكل منها * (فكلوا منها) * إن شئتم * (وأطعموا القانع) * الذي يقنع بما يعطى ولا يسأل ولا يتعرض * (والمعتر) * والسائل أو المتعرض * (كذلك) * أي مثل ذلك التسخير * (سخرنا لكم) * بأن تنحر وتركب، وإلا لم تطق * (لعلكم تشكرون) * إنعامي عليكم. (37) * (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها) * أي لا يرفعان إليه * (ولكن يناله التقوى منكم) * أي يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له، مع الايمان * (كذلك سخرنا لكم لتكبروا الله على ما هداكم) * أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه * (وبشر المحسنين) * أي الموحدين. (38) * (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) * غوائل المشركين * (إن الله لا يحب كل خوان) * في أمانته * (كفور) * لنعمته، وهم المشركون، المعنى أنه يعاقبهم. (39) * (أذن للذين يقاتلون) * أي للمؤمنين أن يقاتلوا، وهذه أول آية نزلت في الجهاد * (بأنهم) * أي بسبب أنهم * (ظلموا) * لظلم الكافرين إياهم * (وإن الله على نصرهم لقدير) *. = تلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا فأنزل الله (قل إن كان آباؤكم) الآية كلها وأخرج عبد الرزاق عن الشعبي نحوه. وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة بن شيبة والعباس وعلي بن أبي طالب فقال: طلحة: أنا صاحب البيت معي مفتاحه وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها فقال علي: لقد صليت إلى القبلة قبل الناس وأنا صاحب =
[ 439 ]
(40) هم * (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) * في الاخراج، ما أخرجوا * (إلا أن يقولوا) * أي بقولهم * (ربنا الله) * وحده وهذا القول حق فالاخراج به إخراج بغير حق * (ولولا دفع الله الناس بعضهم) * بدل بعض من الناس * (ببعض لهدمت) * بالتشديد للتكثير وبالتخفيف * (صوامع) * للرهبان * (وبيع) * كنائس للنصارى * (وصلوات) * كنائس لليهود بالعبرانية * (ومساجد) * للمسلمين * (يذكر فيها) * أي المواضع المذكورة * (اسم الله كثيرا) * وتنقطع العبادات بخرابها * (ولينصرن الله من ينصره) * أي ينصر دينه * (إن الله لقوي) * على خلقه * (عزيز) * منيع في سلطانه وقدرته. (41) * (الذين إن مكناهم في الارض) * بنصرهم على عدوهم * (أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) * جواب الشرط، وهو وجوابه صلة الموصول، ويقدر قبله هم مبتدأ * (ولله عاقبة الامور) * أي إليه مرجعها في الآخرة. (42) * (وإن يكذبوك) * إلى آخره فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم * (فقد كذبت قبلهم قوم نوح) * تأنيث قوم باعتبار المعنى * (وعاد) * قوم هود * (وثمود) * قوم صالح. (43) * (وقوم إبراهيم وقوم لوط) *. (44) * (وأصحاب مدين) * قوم شعيب * (وكذب موسى) * كذبه القبط لا قومه بنو إسرائيل: أي كذب هؤلاء رسلهم فلك أسوة بهم * (فأمليت للكافرين) * أمهلتهم بتأخير العقاب لهم * (ثم أخذتهم) * بالعذاب * (فكيف كان نكير) * أي إنكاري عليهم بتكذيبهم بإهلاكهم والاستفهام للتقرير: أي هو واقع موقعه. (45) * (فكأين) * أي كم * (من قرية أهلكتها) * وفي قراءة أهلكناها * (وهي ظالمة) * أي أهلها بكفرهم * (فهي خاوية) * ساقطة * (على عروشها) * سقوفها * (و) * كم من * (بئر معطلة) * متروكة بموت أهلها * (وقصر مشيد) * رفيع خال بموت أهله. = الجهاد فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) الآية كلها. أسباب نزول الآية 25 قوله تعالى: (ويوم حنين) الآية. أخرج البيهقي في الدلائل عن الربيع بن أنس أن رجلا قال يوم حنين: لن نغلب من قلة وكانوا اثني عشر ألفا فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) الآية.
[ 440 ]
(46) * (أفلم يسيروا) * أي كفار مكة * (في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) * ما نزل بالمكذبين قبلهم * (أو آذان يسمعون بها) * أخبارهم بالاهلاك وخراب الديار فيعتبروا * (فإنها) * أي القصة * (لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) * تأكيد. (47) * (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده) * بإنزال العذاب فأنزله يوم بدر * (وإن يوما عند ربك) * من أيام الآخرة بسبب العذاب * (كألف سنة مما تعدون) * بالتاء والياء في الدنيا. (48) * (وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها) * المراد أهلها * (وإلي المصير) * المرجع. (49) * (قل يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (إنما أنا لكم نذير مبين) * بين الانذار وأنا بشير للمؤمنين. (50) * (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة) * من الذنوب * (ورزق كريم) * هو الجنة. (51) * (والذين سعوا في آياتنا) * القرآن بإبطالها * (معجزين) * من اتبع النبي أي ينسبونهم إلى العجز، ويثبطونهم عن الايمان أو مقدرين عجزنا عنهم، وفي قراءة معاجزين: مسابقين لنا، أي يظنون أن يفوتونا بإنكارهم البعث والعقاب * (أولئك أصحاب الجحيم) * النار. (52) * (وما أرسلنا من قبلك من رسول) * هو نبي أمر بالتبليغ * (ولا نبي) * أي لم يؤمر بالتبليغ * (إلا إذا تمنى) * قرأ * (ألقى الشيطان في أمنيته) * قراءته ما ليس من القرآن مما يرضاه المرسل إليهم، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد: (أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الاخرى) بإلقاء الشيطان على لسانه من غير علمه صلى الله عليه وسلم به: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجي، ففرحوا بذلك، ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك، فحزن فسلي بهذه الآية ليطمئن أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى: (وإن خفتم عيلة) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان المشركون يجيئون إلى البيت ويجيئون معهم بالطعام يتجرون فيه فلما نهوا عن أن يأتوا البيت قال المسلمون من أين لنا الطعام فأنزل الله (وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله) وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت (إنما المشركون نجس فلا يقربوا =
[ 441 ]
* (فينسخ الله) * يبطل * (ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) * يثبتها * (والله عليم) * بإلقاء الشيطان ما ذكر * (حكيم) * في تمكينه منه بفعل ما يشاء. (53) * (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة) * محنة * (للذين في قلوبهم مرض) * شقاق ونفاق * (والقاسية قلوبهم) * أي المشركين عن قبول الحق * (وإن الظالمين) * الكافرين * (لفي شقاق بعيد) * خلاف طويل مع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين حيث جرى على لسانه ذكر آلهتهم بما يرضيهم ثم أبطل ذلك. (54) * (وليعلم الذين أوتوا العلم) * التوحيد والقرآن * (أنه) * أي القرآن * (الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت) * تطمئن * (له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * أي دين الاسلام. (55) * (ولا يزال الذين كفروا في مرية) * شك * (منه) * أي القرآن بما ألقاه الشيطان على لسان النبي ثم أبطل * (حتى تأتيهم الساعة بغتة) * أي ساعة موتهم أو القيامة فجأة * (أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) * هو يوم بدر لا خير فيه للكفار كالريح العقيم التي لا تأتي بخير، أو هو يوم القيامة لا ليل بعده. (56) * (الملك يومئذ) * أي يوم القيامة * (لله) * وحده وما تضمنه من الاستقرار ناصب للظرف * (يحكم بينهم) * بين المؤمنين والكافرين بما بين بعده * (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم) * فضلا من الله. (57) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) * شديد بسبب كفرهم. (58) * (والذين هاجروا في سبيل الله) * أي طاعته من مكة إلى المدينة * (ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) * هو رزق الجنة * (وإن الله لهو خير الرازقين) * أفضل المعطين. (59) * (ليدخلنهم مدخلا) * بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا * (يرضونه) * وهو الجنة = المسجد الحرام بعد عامهم هذا) شق ذلك على المسلمين وقالوا من يأتينا بالطعام والمتاع فأنزل الله (وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله) وأخرج مثله عن عكرمة وعطية العوفي والضحاك وقتادة وغيرهم. أسباب نزول الآية 30 قوله تعالى: (وقالت اليهود) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم =
[ 442 ]
* (وإن الله لعليم) * بنياتهم * (حليم) * عن عقابهم. (60) الامر * (ذلك) * الذي قصصناه عليك * (ومن عاقب) * جازى من المؤمنين * (بمثل ما عوقب به) * ظلما من المشركين: أي قاتلهم كما قاتلوه في الشهر الحرام * (ثم بغي عليه) * منهم أي ظلم بإخراجه من منزله * (لينصرنه الله إن الله لعفو) * عن المؤمنين * (غفور) * لهم عن قتالهم في الشهر الحرام. (61) * (ذلك) * النصر * (بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) * أي يدخل كلا منهما في الآخر بأن يزيد به، وذلك من أثر قدرته تعالى التي بها النصر * (وأن الله سميع) * دعاء المؤمنين * (بصير) * بهم حيث جعل فيهم الايمان فأجاب دعاءهم. (62) * (ذلك) * النصر أيضا * (بأن الله هو الحق) * الثابت * (وأن ما يدعون) * بالياء والتاء يعبدون * (من دونه) * وهو الاصنام * (هو الباطل) * الزائل * (وأن الله هو العلي) * أي العالي على كل شئ بقدرته * (الكبير) * الذي يصغر كل شئ سواه. (63) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله أنزل من السماء ماء) * مطرا * (فتصبح الارض مخضرة) * بالنبات وهذا من أثر قدرته * (إن الله لطيف) * بعباده في إخراج النبات بالماء * (خبير) * بما في قلوبهم عند تأخير المطر. (64) * (له ما في السماوات وما في الارض) * على جهة الملك * (وإن الله لهو الغني) * عن عباده * (الحميد) * لاوليائه. (65) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله سخر لكم ما في الارض) * من البهائم * (والفلك) * السفن * (تجري في البحر) * للركوب والحمل * (بأمره) * بإذنه * (ويمسك السماء) * من * (أن) * أو لئلا = سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى ومحمد بن دحية وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله فأنزل الله في ذلك (وقالت اليهود) الآية. أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: (إنما النسئ) الآية. أخرج ابن جرير عن أبي مالك قال: كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر =
[ 443 ]
* (تقع على الارض إلا بإذنه) * فتهلكوا * (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) * في التسخير والامساك. (66) * (وهو الذي أحياكم) * بالانشاء * (ثم يميتكم) * عند انتهاء آجالكم * (ثم يحييكم) * عند البعث * (إن الانسان) * أي: المشرك * (لكفور) * لنعم الله بتركه توحيده. (67) * (لكل أمة جعلنا منسكا) * بفتح السين وكسرها شريعة * (هم ناسكوه) * عاملون به * (فلا ينازعنك) * يراد به لا تنازعهم * (في الامر) * أي أمر الذبيحة إذ قالوا: ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم * (وادع إلى ربك) * إلى دينه * (إنك لعلى هدى) * دين * (مستقيم) *. (68) * (وإن جادلوك) * في أمرك الدين * (فقل الله أعلم بما تعملون) * فيجازيكم عليه، وهذا قبل الامر بالقتال. (69) * (الله يحكم بينكم) * أيها المؤمنون والكافرون * (يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) * بأن يقول كل من الفريقين خلاف قول الآخر. (70) * (ألم تعلم) * الاستفهام فيه للتقرير * (أن الله يعلم ما في السماوات والارض إن ذلك) * أي ما ذكر * (في كتاب) * هو اللوح المحفوظ * (إن ذلك) * أي علم ما ذكر * (على الله يسير) * سهل. (71) * (ويعبدون) * أي المشركون * (من دون الله ما لم ينزل به) * هو الاصنام * (سلطانا) * حجة * (وما ليس لهم به علم) * أنها آلهة * (وما للظالمين) * بالاشراك * (من نصير) * يمنع عنهم عذاب الله. (72) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * من القرآن * (بينات) * ظاهرات حال * (تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر) * أي الانكار لها: أي = شهرا فيجعلون المحرم صفرا فيستحلون فيه المحرمات فأنزل الله (إنما النسئ زيادة في الكفر). أسباب نزول الآية 38 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد في هذه الآية قال هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وحين أمرهم بالنفير في الصيف حين طابت الثمار واشتهوا الظلال وشق عليهم المخرج = (*)
[ 444 ]
أثره من الكراهة والعبوس * (يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا) * أي يقعون فيهم بالبطش * (قل أفأنبكم بشر من ذلكم) * بأكره إليكم من القرآن المتلو عليكم هو * (النار وعدها الله الذين كفروا) * بأن مصيرهم إليها * (وبئس المصير) * هي. (73) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (ضرب مثل فاستمعوا له) * وهو * (إن الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله) * أي غيره وهم الاصنام * (لن يخلقوا ذبابا) * اسم جنس، واحده ذبابة يقع على المذكر والمؤنث * (ولو اجتمعوا له) * لخلقه * (وإن يسلبهم الذباب شيئا) * مما عليهم من الطيب والزعفران الملطخين به * (لا يستنقذوه) * لا يستردوه * (منه) * لعجزهم، فكيف يعبدون شركاء لله تعالى ؟ هذا أمر مستغرب عبر عنه بضرب مثل * (ضعف الطالب) * العابد * (والمطلوب) * المعبود. (74) * (ما قدروا الله) * عظموه * (حق قدره) * عظمته إذ أشركوا به ما لم يمتنع من الذباب ولا ينتصف منه * (إن الله لقوي عزيز) * غالب. (75) * (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) * رسلا، نزل لما قال المشركون (أأنزل عليه الذكر من بيننا) * (إن الله سميع) * لمقالتهم * (بصير) * بمن يتخذه رسولا كجبريل وميكائيل وإبراهيم ومحمد وغيرهم صلى الله عليهم وسلم. (76) * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) * أي ما قدموا وما خلفوا وما عملوا وما هم عاملون بعد * (وإلى الله ترجع الامور) *. (77) * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) * أي صلوا * (واعبدوا = فأنزل الله (انفروا خفافا وثقالا) أسباب نزول الآية 39 قوله تعالى (إلا تنفروا) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن نجدة بن نفيع قال سألت ابن عباس عن هذه الآية فقال استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء من العرب فتثاقلوا عنه فأنزل الله (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) فأمسك عنهم المطر فكان عذابهم. (*)
[ 445 ]
ربكم) * وحدوه * (وافعلوا الخير) * كصلة الرحم ومكارم الاخلاق * (لعلكم تفلحون) * تفوزون بالبقاء في الجنة. (78) * (وجاهدوا في الله) * لاقامة دينه * (حق جهاده) * باستفراغ الطاقة فيه ونصب حق على المصدر * (هو اجتباكم) * اختاركم لدينه * (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * أي ضيق بأن سهله عند الضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتة والفطر للمرض والسفر * (ملة أبيكم) * منصوب بنزع الخافض الكاف * (إبراهيم) * عطف بيان * (هو) * أي الله * (سماكم المسلمين من قبل) * أي قبل هذا الكتاب * (وفي هذا) * أي القرآن * (ليكون الرسول شهيدا عليكم) * يوم القيامة أنه بلغكم * (وتكونوا) * أنتم * (شهداء على الناس) * أن رسلهم بلغوهم * (فأقيموا الصلاة) * داوموا عليها * (وآتوا الزكاة واعتصموا بالله) * ثقوا به * (هو مولاكم) * ناصركم ومتولي أموركم * (فنعم المولى) * هو * (ونعم النصير) * الناصر لكم. * (سورة المؤمنون) * [ مكية وآياتها 118 أو 119 نزلت بعد الانبياء ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قد) * للتحقيق * (أفلح) * فاز * (المؤمنون) * (2) * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * متواضعون. (3) * (والذين هم عن اللغو) * من الكلام وغيره * (معرضون) *. (4) * (والذين هم للزكاة فاعلون) * مؤدون أسباب نزول الآية 41 قوله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) الآية أخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر له أن أناسا كانوا عسى أن يكون أحدهم عليلا أو كبيرا فيقول إني آثم فأنزل الله (انفروا خفافا وثقالا). أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى (عفا الله عنك) الآية أخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون الازدي قال إثنتان فعلهما = (*)
[ 446 ]
(5) * (والذين هم لفروجهم حافظون) * عن الحرام. (6) * (إلا على أزواجهم) * أي من زوجاتهم * (أو ما ملكت أيمانهم) * أي السراري * (فإنهم غير ملومين) * في إتيانهن (7) * (فمن ابتغى وراء ذلك) * من الزوجات والسراري كالاستمناء باليد في إتيانهن * (فأولئك هم العادون) * المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم (8) * (والذين هم لاماناتهم) * جمعا ومفردا * (وعهدهم) * فيما بينهم أو فيما بينهم وبين الله من صلاة وغيرها * (راعون) * حافظون. (9) * (والذين هم على صلواتهم) * جمعا ومفردا * (يحافظون) * يقيمونها في أوقاتها. (10) * (أولئك هم الوارثون) * لا غيرهم. (11) * (الذين يرثون الفردوس) * هو جنة أعلى الجنان * (هم فيها خالدون) * في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه ذكر المبدأ بعده (12) * (و) * الله * (لقد خلقنا الانسان) * آدم * (من سلالة) * هي من سللت الشئ من الشئ أي استخرجته منه وهو خلاصته * (من طين) * متعلق بسلالة. (13) * (ثم جعلناه) * أي الانسان نسل آدم * (نطفة) * منيا * (في قرار مكين) * هو الرحم. (14) * (ثم خلقنا النطفة علقة) * دما جامدا * (فخلقنا العلقة مضغة) * لحمة قدر ما يمضغ * (فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما) * وفي قراءة عظما في الموضعين، وخلقنا في المواضع الثلاث بمعنى صيرنا * (ثم أنشأناه خلقا آخر) * بنفخ الروح فيه * (فتبارك الله أحسن الخالقين) * أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم به: أي خلقا. (15) * (ثم إنكم بعد ذلك لميتون) *. (16) * (ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) * للحساب والجزاء. (17) * (ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) * أي سماوات: جمع طريقة لانها طرق الملائكة * (وما كنا عن الخلق) * التي تحتها * (غافلين) * = رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشئ إذنه للمنافقين وأخذه الفداء من الاسارى فأنزل الله (عفا الله عنك لم أذنت لهم). أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي) الآية. أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك قال للجد بن قيس: يا جد بن قيس ما تقول في مجاهدة بني الاصفر فقال: = (*)
[ 447 ]
أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية (ويمسك السماء أن تقع على الارض). (18) * (وأنزلنا من السماء ماء بقدر) * من كفايتهم * (فأسكناه في الارض وإنا على ذهاب به لقادرون) * فيموتون مع دوابهم عطشا (19) * (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب) * هما أكثر فواكه العرب * (لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) * صيفا وشتاء. (20) * (و) * أنشأنا * (شجرة تخرج من طور سيناء) * جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة * (تنبت) * من الرباعي والثلاثي * (بالدهن) * الباء زائدة على الاول ومعدية على الثاني وهى شجرة الزيتون * (وصبغ للآكلين) * عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت. (21) * (وإن لكم في الانعام) * الابل والبقر والغنم * (لعبرة) * عظة تعتبرون بها * (نسقيكم) * بفتح النون وضمها * (مما في بطونها) * اللبن * (ولكم فيها منافع كثيرة) * من الاصواف والاوبار والاشعار وغير ذلك * (ومنها تأكلون) *. (22) * (وعليها) * الابل * (وعلى الفلك) * السفن * (تحملون) *. (23) * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) * أطيعوا الله ووحدوه * (مالكم من إله غيره) * وهو اسم ما، وما قبله الخبر ومن زائدة * (أفلا تتقون) * تخافون عقوبته بعبادتكم غيره. (24) * (فقال الملا الذين كفروا من قومه) * لاتباعهم * (ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل) * يتشرف * (عليكم) * بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه * (ولو شاء الله) * أن لا يعبد غيره * (لانزل ملائكة) * بذلك لا بشرا * (ما سمعنا بهذا) * الذي دعا إليه نوح من التوحيد * (في آبائنا الاولين) * الامم الماضية. = يا رسول الله إني امرؤ صاحب نساء ومتى أرى نساء بني الاصفر أفتتن فأذن لي ولا تفتني، فأنزل الله (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله مثله وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تغنموا بنات بني الاصفر فقال ناس من المنافقين إنه ليفتنكم بالنساء فأنزل الله (ومنهم من يقول ائذن لي = (*)
[ 448 ]
(25) * (إن هو) * ما نوح * (إلا رجل به جنة) * حالة جنون * (فتربصوا به) * انتظروه * (حتى حين) * إلى زمن موته. (26) * (قال) * نوح * (رب انصرني) * عليهم * (بما كذبون) * بسبب تكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا دعاءه (27) * (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك) * السفينة * (بأعيننا) * بمرأى منا وحفظنا * (ووحينا) * أمرنا * (فإذا جاء أمرنا) * بإهلاكهم * (وفار التنور) * للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح * (فاسلك فيها) * أي أدخل في السفينة * (من كل زوجين) * ذكر وأنثى، أي من كل أنواعهما * (اثنين) * ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك، وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما، فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الانثى فيحملهما في السفينة، وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تأكيد له * (وأهلك) * زوجته وأولاده * (إلا من سبق عليه القول منهم) * بالاهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثلاثة، وفي سورة هود (ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) قيل كانوا ستة رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) * كفروا بترك إهلاكهم * (إنهم مغرقون) *. (28) * (فإذا استويت) * اعتدلت * (أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) * الكافرين وإهلاكهم. (29) * (وقل) * عند نزولك من الفلك * (رب أنزلني منزلا) * بضم الميم وفتح الزاي مصدرا واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول * (مباركا) * ذلك الانزال أو المكان * (وأنت خير المنزلين) * ما ذكر. = ولا تفتني). أسباب نزول الآية 50 قوله تعالى (إن تصبك حسنة) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار السوء يقولون إن محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا فبلغهم تكذيب = (*)
[ 449 ]
(30) * (إن في ذلك) * المذكور من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار * (لآيات) * دلالات على قدرة الله تعالى * (وإن) * مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن * (كنا لمبتلين) * مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه. (31) * (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا) * قوما * (آخرين) * هم عاد (32) * (فأرسلنا فيهم رسولا منهم) * هودا * (أن) * بأن * (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) * عقابه فتؤمنون. (33) * (وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة) * بالمصير إليها * (وأترفناهم) * نعمناهم * (في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) *. (34) * (و) * الله * (لئن أطعتم بشرا مثلكم) * فيه قسم وشرط والجواب لاولهما وهو مغن عن جواب الثاني * (إنكم إذا) * أي إذا أطعتموه * (لخاسرون) * أي مغبونون. (35) * (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) * هو خبر أنكم الاولى وأنكم الثانية تأكيد لها لما طال الفصل. (36) * (هيهات هيهات) * اسم فعل ماض بمعنى مصدر: أي بعد بعد * (لما توعدون) * من الاخراج من القبور واللام زائدة للبيان. (37) * (إن هي) * أي ما الحياة * (إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) * بحياة أبنائنا * (وما نحن بمبعوثين) *. (38) * (إن هو) * ما الرسول * (إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين) * مصدقين بالبعث بعد الموت. (39) * (قال رب انصرني بما كذبون) *. (40) * (قال عما قليل) * من الزمان وما زائدة * (ليصبحن) * ليصيرن * (نادمين) * على كفرهم وتكذيبهم = حديثهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فساءهم ذلك فأنزل الله (إن تصبك حسنة تسؤهم) الآية. أسباب نزول الآية 53 قوله تعالى (قل أنفقوا) الآية أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال الجد بن قيس إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ولكن أعينك بمالي قال ففيه نزلت (أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم) قال لقوله أعينك بمالي. (*)
[ 450 ]
(41) * (فأخذتهم الصيحة) * صيحة العذاب والهلاك كائنة * (بالحق) * فماتوا * (فجعلناهم غثاء) * وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس * (فبعدا) * من الرحمة * (للقوم الظالمين) * المكذبين (42) * (ثم أنشأنا من بعدهم قرونا) * أقواما * (آخرين) *. (43) * (ما تسبق من أمة أجلها) * بأن تموت قبله * (وما يستأخرون) * عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى. (44) * (ثم أرسلنا رسلنا تترا) * بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل * (كلما جاء أمة) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الواو * (رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا) * في الهلاك * (وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون) *. (45) * (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين) * حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من الآيات. (46) * (إلى فرعون وملئه فاستكبروا) * عن الايمان بها وبالله * (وكانوا قوما عالين) * قاهرين بني إسرائيل بالظلم. (47) * (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) * مطيعون خاضعون. (48) * (فكذبوهما فكانوا من المهلكين) *. (49) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (لعلهم) * قومه بني إسرائيل * (يهتدون) * به من الضلالة، وأوتيها بعد هلاك فرعون وقومه جملة واحدة. (50) * (وجعلنا ابن مريم) * عيسى * (وأمه آية) * لم يقل آيتين لان الآية فيهما واحدة: ولادته من غير فحل * (وآويناهما إلى ربوة) * مكان مرتفع وهو بيت المقدس أو دمشق أو فلسطين، أقوال * (ذات قرار) * أي مستوية يستقر عليها ساكنوها * (ومعين) * وماء جار ظاهر تراه العيون. (51) * (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) * الحلالات * (واعملوا صالحا) * من فرض ونفل * (إني بما تعملون عليم) * فأجازيكم عليه أسباب نزول الآية 58 قوله تعالى (ومنهم من يلمزك) الآية روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ذو الخويصرة فقال اعدل فقال ويلك من يعدل إذا لم أعدل ؟ فنزلت (ومنهم من يلمزك في الصدقات) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر نحوه. (*)
[ 451 ]
(52) * (و) * اعلموا * (إن هذه) * أي ملة الاسلام * (أمتكم) * دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها * (أمة واحدة) * حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا * (وأنا ربكم فاتقون) * فاحذرون (53) * (فتقطعوا) * أي الاتباع * (أمرهم) * دينهم * (بينهم زبرا) * حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم * (كل حزب بما لديهم) * أي عندهم من الدين * (فرحون) * مسرورون (54) * (فذرهم) * اترك كفار مكة * (في غمرتهم) * ضلالتهم * (حتى حين) * إلى حين موتهم (55) * (أيحسبون أنما نمدهم به) * نعطيهم * (من مال وبنين) * في الدنيا (56) * (نسارع) * نعجل * (لهم في الخيرات) * لا * (بل لا يشعرون) * أن ذلك استدراج لهم (57) * (إن الذين هم من خشية ربهم) * خوفهم منه * (مشفقون) * خائفون من عذابه. (58) * (والذين هم بآيات ربهم) * القرآن * (يؤمنون) * يصدقون. (59) * (والذين هم بربهم لا يشركون) * معه غيره. (60) * (والذين يؤتون) * يعطون * (ما آتوا) * أعطوا من الصدقة والاعمال الصالحة * (وقلوبهم وجلة) * خائفة أن لا تقبل منهم * (أنهم) * يقدر قبله لام الجر * (إلى ربهم راجعون) *. (61) * (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) * في علم الله. (62) * (ولا نكلف نفسا إلا وسعها) * طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصل جالسا، ومن لم يستطع أن يصوم فليأكل * (ولدينا) * عندنا * (كتاب ينطق بالحق) * بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه الاعمال * (وهم) * أي النفوس العاملة * (لا يظلمون) * شيئا منها فلا ينقص من ثواب أعمال الخيرات ولا يزاد في السيئات. (63) * (بل قلوبهم) * أي الكفار * (في غمرة) * جهالة * (من هذا) * القرآن * (ولهم أعمال من دون ذلك) * المذكور للمؤمنين * (هم لها عاملون) * فيعذبون عليها. (64) * (حتى) * ابتدائية * (إذا أخذنا مترفيهم) * أغنياءهم ورؤساءهم * (بالعذاب) * أي السيف يوم بدر * (إذا هم يجأرون) * يضجون يقال لهم: أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان نبتل ابن الحارث يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلس إليه فيسمع منه وينقل حديثه إلى المنافقين فأنزل الله (ومنهم الذين يؤذون النبي) الآية. أسباب نزول الآية 65 قوله تعالى (ولئن سألتهم) الآيات. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك = (*)
[ 452 ]
(65) * (لا تجأرون اليوم إنكم منا لا تنصرون) * لا تمنعون (66) * (قد كانت آياتي) * من القرآن * (تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون) * ترجعون القهقرى. (67) * (مستكبرين) * عن الايمان * (به) * أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم * (سامرا) * حال أي جماعة يتحدثون بالليل حول البيت * (تهجرون) * من الثلاثي تتركون القرآن ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن قال تعالى: (68) * (أفلم يدبروا) * أصله يتدبروا فأدغمت التاء في الدال * (القول) * أي القرآن الدال على صدق النبي * (أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الاولين) *. (69) * (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) *. (70) * (أم يقولون به جنة) * الاستفهام للتقرير بالحق من صدق النبي ومجئ الرسل للامم الماضية ومعرفة رسولهم بالصدق والامانة وأن لا جنون به * (بل) * للانتقال * (جاءهم بالحق) * أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الاسلام * (وأكثرهم للحق كارهون) *. (71) * (ولو اتبع الحق) * أي القرآن * (أهواءهم) * بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد لله، تعالى الله عن ذلك: * (لفسدت السماوات والارض ومن فيهن) * خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشئ عادة عند تعدد الحاكم * (بل أتيناهم بذكرهم) * أي القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم * (فهم عن ذكرهم معرضون) *. (72) * (أم تسألهم خرجا) * أجرا على ما جئتهم به من الايمان * (فخراج ربك) * أجره وثوابه ورزقه * (خير) * وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما * (وهو خير الرازقين) * أفضل من أعطى وآجر. (73) * (وإنك لتدعوهم إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * أي دين الاسلام. (74) * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة) * بالبعث والثواب والعقاب * (عن الصراط) * أي الطريق * (لناكبون) * عادلون. = في مجلس يوما ما رأينا مثل قرآن هؤلاء ولا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء منهم فقال له رجل كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، قال ابن عمر فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكيه وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون). ثم = (*)
[ 453 ]
(75) * (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر) * أي جوع أصابهم بمكة سبع سنين * (للجوا) * تمادوا * (في طغيانهم) * ضلالتهم * (يعمهون) * يترددون. (76) * (ولقد أخذناهم بالعذاب) * الجوع * (فما استكانوا) * تواضعوا * (لربهم وما يتضرعون) * يرغبون إلى الله بالدعاء. (77) * (حتى) * ابتدائية * (إذا فتحنا عليهم بابا ذا) * صاحب * (عذاب شديد) * هو يوم بدر بالقتل * (إذا هم فيه مبلسون) * آيسون من كل خير. (78) * (وهو الذي أنشأ) * خلق * (لكم السمع) * بمعنى الاسماع * (والابصار والافئدة) * القلوب * (قليلا ما) * تأكيد للقلة * (تشكرون) *. (79) * (وهو الذي ذرأكم) * خلقكم * (في الارض وإليه تحشرون) * تبعثون. (80) * (وهو الذي يحيي) * بنفخ الروح في المضغة * (ويميت وله اختلاف الليل والنهار) * بالسواد والبياض والزيادة والنقصان * (أفلا تعقلون) * صنعه تعالى فتعتبرون. (81) * (بل قالوا مثل ما قال الاولون) *. (82) * (قالوا) * أي الاولون * (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * لا وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين. (83) * (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا) * أي البعث بعد الموت * (من قبل إن) * ما * (هذا إلا أساطير) * أكاذيب * (الاولين) * كالاضاحيك والاعاجيب جمع أسطورة بالضم. (84) * (قل) * لهم * (لمن الارض ومن فيها) * من الخلق * (أن كنتم تعلمون) * خالقها ومالكها. (85) * (سيقولون لله قل) * لهم * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلمون أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الاحياء بعد الموت. (86) * (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) * الكرسي. (87) * (سيقولون الله قل أفلا تتقون) * تحذرون عبادة غيره. (88) * (قل بيده ملكوت) * ملك * (كل شئ) * والتاء للمبالغة * (وهو يجير ولا يجار عليه) * يحمي ولا يحمى عليه * (إن كنتم تعلمون) *. = أخرج من وجه آخر عن ابن عمر نحوه وسمى الرجل عبد الله بن أبي وأخرج عن كعب بن مالك قال مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا يعتذرون فأنزل الله (لا تعتذروا) الآية فكان الذي عفا الله عنه مخشي بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمقتله فقتل يوم اليمامة = (*)
[ 454 ]
(89) * (سيقولون الله) * وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر * (قل فأنى تسحرون) * تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل. (90) * (بل أتيناهم بالحق) * بالصدق * (وإنهم لكاذبون) * في نفيه وهو: (91) * (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا) * أي لو كان معه إله * (لذهب كل إله بما خلق) * انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه * (ولعلا بعضهم على بعض) * مغالبة كفعل ملوك الدنيا * (سبحان الله) * تنزيها له * (عما يصفون) * - ه به مما ذكر. (92) * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا * (فتعالى) * تعظم * (عما يشركون) * - ه معه. (93) * (قل رب إما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (تريني ما يوعدون) * - ه من العذاب هو صادق بالقتل ببدر. (94) * (رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) * فأهلك بإهلاكهم. (95) * (وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) * (96) * (ادفع بالتي هي أحسن) * أي الخصلة من الصفح والاعراض عنهم * (السيئة) * أذاهم إياك وهذا قبل الامر بالقتال * (نحن أعلم بما يصفون) * يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه. (97) * (وقل رب أعوذ) * أعتصم * (بك من همزات الشياطين) * نزعاتهم بما يوسوسون به. (98) * (وأعوذ بك رب أن يحضرون) * في اموري لانهم إنما يحضرون بسوء. (99) * (حتى) * ابتدائية * (إذا جاء أحدهم الموت) * ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن * (قال رب ارجعون) * الجمع للتعظيم. (100) * (لعلي أعمل صالحا) * بأن أشهد أن لا إله إلا الله يكون * (فيما تركت) * ضعيت من عمري أي في مقابلته قال تعالى: * (كلا) * أي لا رجوع * (إنها) * أي رب ارجعون * (كلمة هو قائلها) * ولا فائدة له فيها * (ومن ورائهم) * أمامهم * (برزخ) * حاجز يصدهم عن الرجوع * (إلى يوم يبعثون) * ولا رجوع بعده. (101) * (فإذا نفخ في الصور) * القرن النفخة الاولى أو الثانية * (فلا أنساب بينهم يومئذ) * = لا يعلم مقتله إلا من قتله وأخرج ابن جرير عن قتادة أن ناسا من المنافقين قالوا في غزوة تبوك يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فأتاهم فقال قلتم كذا وكذا قالوا إنما كنا نخوض ونلعب فنزلت. أسباب نزول الآية 74 قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن = (*)
[ 455 ]
يتفاخرون بها * (ولا يتساءلون) * عنها خلاف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم الامر عن ذلك في بعض مواطن القيامة، وفي بعضها يفيقون وفي آية (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (102) * (فمن ثقلت موازينه) * بالحسنات * (فأولئك هم المفلحون) * الفائزون (103) * (ومن خفت موازينه) * بالسيئات * (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) * فهم * (في جهنم خالدون) *. (104) * (تلفح وجوههم النار) * تحرقها * (وهم فيها كالحون) * شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم ويقال لهم (105) * (ألم تكن آياتي) * من القرآن * (تتلى عليكم) * تخوفون بها * (فكنتم بها تكذبون) * (106) * (قالوا ربنا غلبت علينا شقوقنا) * وفي قراءة شقاوتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى * (وكنا قوما ضالين) * عن الهداية. (107) * (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا) * إلى المخالفة * (فإنا ظالمون) *. (108) * (قال) * لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين * (اخسؤوا فيها) * ابعدوا في النار أذلاء * (ولا تكلمون) * في رفع العذاب عنكم لينقطع رجاؤهم. (109) * (إنه كان فريق من عبادي) * هم المهاجرون * (يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين) *. (110) * (فاتخذتموهم سخريا) * بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء، منهم: بلال وصهيب وعمار وسلمان * (حتى أنسوكم ذكري) * فتركتموه لاشتغالكم بالاستهزاء بهم فهم سبب الانساء فنسب إليهم * (وكنتم منهم تضحكون) *. (111) * (إني جزيتهم اليوم) * النعيم المقيم * (بما صبروا) * على استهزائكم بهم وأذاكم إياهم * (إنهم) * بكسر الهمزة * (هم الفائزون) * بمطلوبهم استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم. (112) * (قال) * تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل * (كم لبثتم في الارض) * في الدنيا وفي قبوركم * (عدد سنين) * تمييز. (113) * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب * (فاسأل العادين) * أي الملائكة المحصين أعمال الخلق. = سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقال لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فرفع عمير بن سعيد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف بالله ما قلت فأنزل الله (يحلفون بالله ما قالوا) الآية، فزعموا أنه تاب وحسنت توبته ثم أخرج عن كعب بن مالك نحوه، وأخرج ابن سعد في الطبقات نحوه عن عروة وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال سمع زيد بن = (*)
[ 456 ]
(114) * (قال) * تعالى بلسان مالك وفي قراءة قل * (إن) * أي: ما * (لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون) * مقدار لبثكم من الطول كان قليلا بالنسبة إلى لبثكم في النار. (115) * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) * لا لحكمة * (وأنكم إلينا لا ترجعون) * بالبناء للفاعل وللمفعول ؟ لا بل لنتعبدكم بالامر والنهي ترجعوا إلينا ونجازي على ذلك (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون). (116) * (فتعالى الله) * عن العبث وغيره مما لا يليق به * (الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) * الكرسي: وهو السرير الحسن. (117) * (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به) * صفة كاشفة لا مفهوم لها * (فإنما حسابه) * جزاؤه * (عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) * لا يسعدون. (118) * (وقل رب اغفر وارحم) * المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة * (وأنت خير الراحمين) * أفضل راحم. * (سورة النور) * [ مدنية وهي اثنتان أو أربع وستون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) هذه * (سورة أنزلناها وفرضناها) * مخففة ومشددة لكثرة المفروض فيها * (وأنزلنا فيها آيات بينات) * واضحات الدلالات * (لعلكم تذكرون) * بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون. = أرقم رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب إن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحد القائل فأنزل الله (يحلفون بالله ما قالوا) الآية وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فانطلق الرجل فجاء = (*)
[ 457 ]
(2) * (الزانية والزاني) * أي غير المحصنين لرجمهما بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو * (فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) * ضربة يقال جلده: ضرب جلده ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام والرقيق على النصف مما ذكر * (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) * أي حكمه بأن تتركوا شيئا من حدهما * (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) * أي يوم البعث في هذا تحريض على ما قبل الشرط وهو جوابه أو دال على جوابه * (وليشهد عذابهما) * الجلد * (طائفة من المؤمنين) * قيل ثلاثة وقيل أربعة عدد شهود الزنا. (3) * (الزاني لا ينكح) * يتزوج * (إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) * أي المناسب لكل منهما ما ذكر * (وحرم ذلك) * أي نكاح الزواني * (على المؤمنين) * الاخيار، نزل ذلك لما هم فقراء المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم فقيل التحريم خاص بهم وقيل عام ونسخ بقوله تعالى (وأنكحوا الايامى منكم). (4) * (والذين يرمون المحصنات) * العفيفات بالزنا * (ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) * على زناهن برؤيتهم * (فاجلدوهم) * أي كل واحد منهم * (ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة) * في شئ * (أبدا وأولئك هم الفاسقون) * لاتيانهم كبيرة. (5) * (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا) * عملهم * (فإن الله غفور) * لهم قذفهم * (رحيم) * بهم بإلهامهم التوبة فيها ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم وقيل لا تقبل رجوعا بالاستثناء إلى الجملة الاخيرة. (6) * (والذين يرمون أزواجهم) * بالزنا * (ولم يكن لهم شهداء) * عليه * (إلا أنفسهم) * وقع ذلك لجماعة من الصحابة * (فشهادة أحدهم) * مبتدأ * (أربع شهادات) * نصب على المصدر * (بالله إنه لمن الصادقين) * فيما رمى به زوجته من الزنا. (7) * (والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) * في ذلك وخبر المبتدأ: تدفع عنه حد القذف = بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم فأنزل الله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية وأخرج عن قتادة قال إن رجلين اقتتلا أحدهما من جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حلفاء الانصار وظهر الغفاري على الجهيني فقال عبد الله بن أبي للاوس أنصروا أخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك لئن رجعا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. (*)
[ 458 ]
(8) * (ويدرأ) * أي يدفع * (عنها العذاب) * حد الزنا الذي ثبت بشهاداته * (أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين) * فيما رماها به من الزنا (9) * (والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) * في ذلك. (10) * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) * بالستر في ذلك * (وأن الله تواب) * بقبوله التوبة في ذلك وغيره * (حكيم) * فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها (11) * (إن الذين جاءوا بالافك) * أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين بقذفها * (عصبة منكم) * جماعة من المؤمنين قالت: حسان بن ثابت، وعبد الله بن أبي، ومسطح، وحمنة بنت جحش * (لا تحسبوه) * أيها المؤمنون غير العصبة * (شرا لكم بل هو خير لكم) * يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما أنزل الحجاب ففزع منها ورجع ودنا من المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت إلى الرحل فإذا عقدي انقطع هو بكسر المهملة القلادة فرجعت ألتمسه وحملوا هودجي - هو ما يركب فيه - على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة - هو بضم المهملة وسكون اللام من الطعام: أي القليل - ووجدت عقدي وجئت بعدما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فأدلج - هما بتشديد الراء والدال أي نزل من آخر الليل للاستراحة فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم أي شخصه فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني أي قوله إنا لله وإنا إليه راجعون فخمرت وجهي بجلبابي، أي غطيته بالملاءة والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطئ على يدها، فركبتها فسعى رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فجعل يحلف بالله ما قال فأنزل الله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال هم رجل يقال له الاسود بقتل النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت (وهموا بما لم ينالوا) وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة أن مولى بني عدي بن كعب قتل رجلا من الانصار فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية اثني عشر ألفا وفيه نزلت = (*)
[ 459 ]
فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة أي من أوغر واقفين في مكان وغر من شدة الحر فهلك من هلك وكان الذي تولى كبره منهم: عبد الله بن أبي ابن سلول " ا ه. قولها رواه الشيخان قال تعالى: * (لكل امرئ منهم) * أي عليه * (ما اكتسب من الاثم) * في ذلك * (والذي تولى كبره منهم) * أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبي * (له عذاب عظيم) * هو النار في الآخرة. (12) * (لولا) * هلا * (إذ) * حين * (سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم) * أي ظن بعضهم ببعض * (خيرا وقالوا هذا إفك مبين) * كذب بين فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم. (13) * (لولا) * هلا * (جاءوا) * أي العصبة * (عليه بأربعة شهداء) * شاهدوه * (فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله) * أي في حكمه * (هم الكاذبون) * فيه. (14) * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم) * أيها العصبة أي خضتم * (فيه عذاب عظيم) * في الآخرة. (15) * (إذ تلقونه بألسنتكم) * أي يرويه بعضكم عن بعض وحذف من الفعل إحدى التاءين وإذ منصوب بمسكم أو بأفضتم * (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا) * لا إثم فيه * (وهو عند الله عظيم) * في الاثم. (16) * (ولولا) * هلا * (إذ) * حين * (سمعتموه قلتم ما يكون) * ما ينبغي * (لنا أن نتكلم بهذا سبحانك) * هو للتعجيب هنا * (هذا بهتان) * كذب * (عظيم) *. (17) * (يعظكم الله) * ينهاكم * (أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) * تتعظون بذلك. = (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله). أسباب نزول الآية 75 قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله) الآية، أخرج الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا قال ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي = (*)
[ 460 ]
(18) * (ويبين الله لكم الآيات) * في الامر والنهي * (والله عليم) * بما يأمر به وينهى عنه * (حكيم) * فيه. (19) * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * باللسان * (في الذين آمنوا) * بنسبتها إليهم وهم العصبة * (لهم عذاب أليم في الدنيا) * بحد القذف * (والآخرة) * بالنار لحق الله * (والله يعلم) * انتفاءها عنهم * (وأنتم) * أيها العصبة بما قلتم من الافك * (لا تعلمون) * وجودها فيهم (20) * (ولولا فضل الله عليكم) * أيها العصبة * (ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) * بكم لعاجلكم بالعقوبة. (21) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) * أي طرق تزيينه * (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه) * أي المتبع * (يأمر بالفحشاء) * أي القبيح * (والمنكر) * شرعا باتباعها * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم) * أيها العصبة بما قلتم من الافك * (من أحد أبدا) * أي ما صلح وطهر من هذا الذنب بالتوبة منه * (ولكن الله يزكي) * يطهر * (من يشاء) * من الذنب بقبول توبته منه * (والله سميع) * بما قلتم * (عليم) * بما قصدتم. (22) * (ولا يأتل) * يحلف * (أولوا الفضل) * أصحاب الغنى * (منكم والسعة أن) * لا * (يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) * نزلت في أبي بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وهو ابن خالته مسكين مهاجر بدري لما خاض في الافك بعد أن كان ينفق عليه، وناس من الصحابة أقسموا أن لا يتصدقوا على من تكلم بشئ من الافك * (وليعفوا وليصفحوا) * عنهم في ذلك * (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) * للمؤمنين قال أبو بكر: بلى أنا أحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح ماكان ينفقه عليه. (23) * (إن الذين يرمون) * بالزنا * (المحصنات) * العفائف * (الغافلات) * عن الفواحش بأن لا يقع في قلوبهن فعلها * (المؤمنات) * بالله ورسوله * (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) *. (24) * (يوم) * ناصبه الاستقرار الذي تعلق به لهم * (تشهد) * بالفوقانية والتحتانية * (عليهم = شكره خير من كثير لا تطيقه قال والله لئن آتاني الله مالا لاوتين كل ذي حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت حتى ضاقت عليه أزقة المدينة فتنحى بها وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها فكان يشهد الجمعة ثم يخرج إليها ثم نمت فتنحى بها، فترك الجمعة والجماعات ثم أنزل الله على رسوله (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فاستعمل على = (*)
[ 461 ]
ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) * من قول وفعل وهو يوم القيامة. (25) * (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) * يجازيهم جزاءه الواجب عليهم * (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) * حيث حقق لهم جزاءه الذي كانوا يشكون فيه ومنهم عبد الله بن أبي والمحصنات هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر في قذفهن توبة ومن ذكر في قذفهن أول سورة التوبة غيرهن. (26) * (الخبيثات) * من النساء ومن الكلمات * (للخبيثين) * من الناس * (والخبيثون) * من الناس * (للخبيثات) * مما ذكر * (والطيبات) * مما ذكر * (للطيبين) * من الناس * (والطيبون) * منهم * (للطيبات) * مما ذكر أي اللائق بالخبيث مثله وبالطيب مثله * (أولئك) * الطيبون والطيبات من النساء ومنهم عائشة وصفوان * (مبرؤون مما يقولون) * أي الخبيثون والخبيثات من الرجال والنساء فيهم * (لهم) * للطيبين والطيبات * (مغفرة ورزق كريم) * في الجنة وقد افتخرت عائشة بأشياء منها أنها خلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا كريما. (27) * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) * أي تستأذنوا * (وتسلموا على أهلها) * فيقول الواحد السلام عليكم أأدخل ؟ كما ورد في حديث * (ذلكم خير لكم) * من الدخول بغير استئذان * (لعلكم تذكرون) * بإدغام التاء الثانية في الذال خيريته فتعملون به. (28) * (فإن لم تجدوا فيها أحدا) * يأذن لكم * (فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم) * بعد الاستئذان * (ارجعوا فارجعوا هو) * أي الرجوع * (أزكى) * أي خير * (لكم) * من القعود على الباب * (والله بما تعملون) * من الدخول بإذن وغير إذن * (عليم) * فيجازيكم عليه. (29) * (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع) * أي منفعة * (لكم) * باستكنان وغيره كبيوت الربط والخانات المسبلة * (والله يعلم ما تبدون) * تظهرون * (وما تكتمون) * تخفون في دخول غير بيوتكم من قصد صلاح أو غيره، وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم = الصدقات رجلين وكتب لهما كتابا فأتيا ثعلبة فأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقا إلى الناس فإذا فرغتم فمروا بي ففعلا فقال ما هذه إلا أخت الجزية فانطلقا فأنزل الله (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) إلى قوله (يكذبون) الآية وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه. (*)
[ 462 ]
(30) * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * عما لا يحل لهم نظره، ومن زائدة * (ويحفظوا فروجهم) * عما لا يحل لهم فعله بها * (ذلك أزكى) * أي خير * (لهم إن الله خبير بما يصنعون) * بالابصار والفروج فيجازيهم عليه. (31) * (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) * عما لا يحل لهن نظره * (ويحفظن فروجهن) * عما لا يحل لهن فعله بها * (ولا يبدين) * يظهرن * (زينتهن إلا ما ظهر منها) * وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لاجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين، والثاني يحرم لانه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * أي يسترن الرؤوس والاعناق والصدور بالمقانع * (ولا يبدين زينتهن) * الخفية، وهي ما عدا الوجه والكفين * (إلا لبعولتهن) * جمع بعل: أي زوج * (أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن) * فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الازواج وخرج بنسائهن الكافرات فلا يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت أيمانهن العبيد * (أو التابعين) * في فضول الطعام * (غير) * بالجر صفة والنصب استثناء * (أولي الاربة) * أصحاب الحاجة إلى النساء * (من الرجال) * بأن لم ينتشر ذكر كل * (أو الطفل) * بمعنى الاطفال * (الذين لم يظهروا) * يطلعوا * (على عورات النساء) * للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا ما بين السرة والركبة * (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) * من خلخال يتقعقع * (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) * مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره * (لعلكم تفلحون) * تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي الآية تغليب الذكور على الاناث. (32) * (وأنكحوا الايامى منكم) * جمع أيم: وهي من ليس لها زوج بكرا كانت أو ثيبا ومن ليس له زوج وهذا في الاحرار والحرائر أسباب نزول الآية 79 قوله تعالى (الذين يلمزون المطوعين) الآية روى الشيخان عن أبي مسعود قال لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشئ كثير فقالوا مراء، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله لغني عن صدقة هذا فنزل (الذين يلمزون المطوعين) الآية وورد نحو هذا من حديث أبي هريرة وأبي عقيل وأبي سعيد الخدري وابن عباس (*)
[ 463 ]
* (والصالحين) * المؤمنين * (من عبادكم وإمائكم) * وعباد من جموع عبد * (إن يكونوا) * أي الاحرار * (فقراء يغنهم الله) * بالتزوج * (من فضله والله واسع) * لخلقه * (عليم) * بهم. (33) * (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا) * ما ينكحون به من مهر ونفقة عن الزنا * (حتى يغنيهم الله) * يوسع عليهم * (من فضله) * فينكحون * (والذين يبتغون الكتاب) * بمعنى المكاتبة * (مما ملكت أيمانكم) * من العبيد والاماء * (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) * أي أمانة وقدرة على الكسب لاداء مال الكتابة وصيغتها مثلا: كاتبتك على ألفين في شهرين كل شهر ألف فإذا أديتها فأنت حر فيقول قبلت * (وآتوهم) * أمر للسادة * (من مال الله الذي آتاكم) * ما يستعينون به في أداء ما التزموه لكم وفي معنى الايتاء حط شئ مما التزموه * (ولا تكرهوا فتياتكم) * إماءكم * (على البغاء) * الزنا * (إن أردن تحصنا) * تعففا عنه وهذه الارادة محل الاكراه فلا مفهوم للشرط * (لتبتغوا) * بالاكراه * (عرض الحياة الدنيا) * نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا * (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور) * لهن * (رحيم) * بهن. (34) * (ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات) * بفتح الياء وكسرها في هذه السورة، بين فيها ما ذكر أو بينة * (ومثلا) * خبرا عجيبا وهو خبر عائشة * (من الذين خلوا من قبلكم) * أي من جنس أمثالهم أي أخبارهم العجيبة كخبر يوسف ومريم * (وموعظة للمتقين) * في قوله تعالى (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون) الخ (ولولا إذ سمعتموه قلتم) الخ (يعظكم الله أن تعودوا) الخ وتخصيصها بالمتقين لانهم المنتفعون بها. (35) * (الله نور السماوات والارض) * أي منورهما بالشمس والقمر * (مثل نوره) * أي صفته في قلب المؤمن * (كمشكاة فيها مصباح = وعميرة بنت فهد بن رافع أخرجها كلها ابن مردويه. أسباب نزول الآية 81 قوله تعالى (فرح المخلفون) الآية أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن ينبعثوا معه وذلك في الصيف فقال رجل يا رسول الله الحر شديد ولا نستطيع الخروج فلا تنفر في الحر فأنزل الله (قل نار جهنم = (*)
[ 464 ]
المصباح في زجاجة) * هي القنديل والمصباح السراج: أي الفتيلة الموقودة، والمشكاة الطاقة غير النافذة، أي الانبوبة في القنديل * (الزجاجة كأنها) * والنور فيها * (كوكب درئ) * أي مضئ بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام، وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر: اللؤلؤ * (توقد) * المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية، أي الزجاجة * (من) * زيت * (شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية) * بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضران * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار) * لصفائه * (نور) * به * (على نور) * بالنار، ونور الله: أي هداه للمؤمن نور على نور الايمان * (يهدي الله لنوره) * أي دين الاسلام * (من يشاء ويضرب) * يبين * (الله الامثال للناس) * تقريبا لافهامهم ليعتبروا فيؤمنوا * (والله بكل شئ عليم) * ومنه ضرب الامثال. (36) * (في بيوت) * متعلق بيسبح الآتي * (أذن الله أن ترفع) * تعظم * (ويذكر فيها اسمه) * بتوحيده * (يسبح) * بفتح الموحدة وكسرها: أي يصلي * (له فيها بالغدو) * مصدر بمعنى الغدوات: أي البكر * (والآصال) * العشايا من بعد الزوال. (37) * (رجال) * فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال مقدر كأنه قيل: من يسبحه * (لا تلهيهم تجارة) * شراء * (ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة) * حذف هاء إقامة تخفيف * (وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب) * تضطرب * (فيه القلوب والابصار) * من الخوف، القلوب بين النجاة والهلاك والابصار بين ناحيتي اليمين والشمال: هو يوم القيامة. (38) * (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا) * أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن * (ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) * يقال فلان ينفق بغير حساب: أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه = أشد حرا) الآية وأخرج عن محمد بن كعب القرظي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد إلى تبوك فقال رجل من بني سلمة لا تنفروا في الحر فأنزل الله (قل نار جهنم أشد حرا) الآية وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق ابن اسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: قال رجل من المنافقين لا تنفروا في الحر، فنزلت. (*)
[ 465 ]
(39) * (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) * جمع قاع: أي في فلاة وهو شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري * (يحسبه) * يظنه * (الظمآن) * أي العطشان * (ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) * مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقه ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه لم يجد عمله أي لم ينفعه * (ووجد الله عنده) * أي عند عمله * (فوفاه حسابه) * أي جازاه عليه في الدنيا * (والله سريع الحساب) * أي المجازاة. (40) * (أو) * الذين كفروا أعمالهم السيئة * (كظلمات في بحر لجي) * عميق * (يغشاه موج من فوقه) * أي الموج * (موج من فوقه) * أي الموج الثاني * (سحاب) * أي غيم، هذه * (ظلمات بعضها فوق بعض) * ظلمة البحر وظلمة الموج الاول، وظلمة الثاني وظلمة السحاب * (إذا أخرج) * الناظر * (يده) * في هذه الظلمات * (لم يكد يراها) * أي لم يقرب من رؤيتها * (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) * أي من لم يهده الله لم يهتد. (41) * (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والارض) * ومن التسبيح صلاة * (والطير) * جمع طائر بين السماء والارض * (صافات) * حال باسطات أجنحتهن * (كل قد علم) * الله * (صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) * فيه تغليب العاقل. (42) * (ولله ملك السماوات والارض) * خزائن المطر والرزق والنبات * (وإلى الله المصير) * المرجع. (43) * (ألم تر أن الله يزجي سحابا) * يسوقه برفق * (ثم يؤلف بينه) * يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة * (ثم يجعله ركاما) * بعضه فوق بعض * (فترى الودق) * المطر * (يخرج من خلاله) * مخارجه * (وينزل من السماء من) * زائدة * (جبال فيها) * في السماء بدل بإعادة الجار * (من برد) * أي بعضه * (فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد) * يقرب * (سنا برقه) * لمعانه * (يذهب بالابصار) * الناظرة له: أي يخطفها. أسباب نزول الآية 84 قوله تعالى (ولا تصل على أحد منهم) الآية روى الشيخان عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام ليصلي عليه فقام عمر بن الخطاب فأخذ بثوبه وقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي على المنافقين قال إنما قد خبرني الله فقال (استغفر لهم = (*)
[ 466 ]
(44) * (يقلب الله الليل والنهار) * أي يأتي بكل منهما بدل الآخر * (إن في ذلك) * التقليب * (لعبرة) * دلالة * (لاولي الابصار) * لاصحاب البصائر على قدرة الله تعالى. (45) * (والله خلق كل دابة) * أي حيوان * (من ماء) * نطفة * (فمنهم من يمشي على بطنه) * كالحيات والهوام * (ومنهم من يمشي على رجلين) * كالانسان والطير * (ومنهم من يمشي على أربع) * كالبهائم والانعام * (يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير) *. (46) * (لقد أنزلنا آيات مبينات) * أي بينات هي القرآن * (والله يهدي من يشاء إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * أي دين الاسلام. (47) * (ويقولون) * المنافقون * (آمنا) * صدقنا * (بالله) * بتوحيده * (وبالرسول) * محمد * (وأطعنا) * هما فيما حكما به * (ثم يتولى) * يعرض * (فريق منهم من بعد ذلك) * عنه * (وما أولئك) * المعرضون * (بالمؤمنين) * المعهودين الموافق قلوبهم لالسنتهم. (48) * (وإذا دعوا إلى الله ورسوله) * المبلغ عنه * (ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون) * عن المجئ إليه. (49) * (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) * مسرعين طائعين. (50) * (أفي قلوبهم مرض) * كفر * (أم ارتابوا) * أي شكوا في نبوته * (أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله) * في الحكم أي فيظلموا فيه ؟ لا * (بل أولئك هم الظالمون) * بالاعراض عنه. (51) * (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم) * فالقول اللائق بهم * (أن يقولا سمعنا وأطعنا) * بالاجابة * (وأولئك) * حينئذ * (هم المفلحون) * الناجون. (52) * (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله) * يخافه * (ويتقه) * بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه * (فأولئك هم الفائزون) * بالجنة. = أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة) وسأزيد على السبعين فقال إنه منافق فصلى عليه، فأنزل الله (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) فترك الصلاة عليهم وورد ذلك من حديث عمر وأنس وجابر وغيرهم. أسباب نزول الآية 91 قوله تعالى (ليس عللى الضعفاء) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب = (*)
[ 467 ]
(53) * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) * غايتها * (لئن أمرتهم) * بالجهاد * (ليخرجن قل) * لهم * (لا تقسموا طاعة معروفة) * للنبي خير من قسمكم الذي لا تصدقون فيه * (إن الله خبير بما تعملون) * من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل. (54) * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فان تولوا) * عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم * (فإنما عليه ما حمل) * من التبليغ * (وعليكم ما حملتم) * من طاعته * (وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * أي التبليغ البين. (55) * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض) * بدلا عن الكفار * (كما استخلف) * بالبناء للفاعل والمفعول * (الذين من قبلهم) * من بني إسرائيل بدلا عن الجبابرة * (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) * وهو الاسلام بأن يظهره على جميع الاديان ويوسع لهم في البلاد فيملكوها * (وليبدلنهم) * بالتخفيف والتشديد * (من بعد خوفهم) * من الكفار * (أمنا) * وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر وأثنى عليهم بقوله: * (يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * هو مستأنف في حكم التعليل * (ومن كفر بعد ذلك) * الانعام منهم به * (فأولئك هم الفاسقون) * وأول من كفر به قتلة عثمان رضي الله عنه فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا. (56) * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) * أي رجاء الرحمة. (57) * (لا تحسبن) * بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول * (الذين كفروا معجزين) * لنا * (في الارض) * بأن يفوتونا * (ومأواهم) * مرجعهم * (النار ولبئس المصير) * المرجع هي. (58) * (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) * من العبيد والاماء * (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) * من الاحرار وعرفوا أمر النساء * (ثلاث مرات) * في ثلاثة أوقات = لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أكتب براءة فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه إذ جاءه أعمى فقال كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى ؟ فنزلت (ليس على الضعفاء) الآية وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن ينبعثوا غازين معه فجاءت عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن معقل المزني فقال يا رسول الله احملنا ؟ = (*)
[ 468 ]
* (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) * أي وقت الظهر * (ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم) * بالرفع خبر مبتدأ مقدر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه: أي هي أوقات، وبالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدلا من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه، وهي لالقاء الثياب تبدو فيها العورات * (ليس عليكم ولا عليهم) * أي المماليك والصبيان * (جناح) * في الدخول عليكم بغير استئذان * (بعدهن) * أي بعد الاوقات الثلاثة هم * (طوافون عليكم) * للخدمة * (بعضكم) * طائف * (على بعض) * والجملة مؤكدة لما قبلها * (كذلك) * كما بين ما ذكر * (يبين الله لكم الآيات) * أي الاحكام * (والله عليم) * بأمور خلقه * (حكيم) * بما دبره لهم وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان. (59) * (وإذا بلغ الاطفال منكم) * أيها الاحرار * (الحلم فليستأذنوا) * في جميع الاوقات * (كما استأذن الذين من قبلهم) * أي الاحرار الكبار * (كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم) *. (60) * (والقواعد من النساء) * قعدن عن الحيض والولد لكبرهن * (اللاتي لا يرجون نكاحا) * لذلك * (فليس عليهم جناح أن يضعن ثيابهن) * من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار * (غير متبرجات) * مظهرات * (بزينة) * خفية كقلادة وسوار وخلخال * (وأن يستعففن) * بأن لا يضعنها * (خير لهن والله سميع) * لقولكم * (عليم) * بما في قلوبكم. (61) * (ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج) * في مؤاكلة مقابليهم * (ولا) * حرج * (على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم) * بيوت أولادكم * (أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم = فقال والله لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا ولهم بكاء وعز عليهم أن يحبسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملا فأنزل الله عز وجل (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) الآية وقد ذكرت أسماؤهم في المبهمات قوله تعالى (ومن الاعراب من يؤمن بالله) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد أنها نزلت في بني مقرن الذين نزلت فيهم (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) وأخرج عبد الرحمن بن = (*)
[ 469 ]
أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه) * خزنتموه لغيركم * (أو صديقكم) * وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز الاكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به * (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا) * مجتمعين * (أو أشتاتا) * متفرقين جمع شت نزل فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الاكل * (فإذا دخلتم بيوتا) * لكم لا أهل بها * (فسلموا على أنفسكم) * قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإن الملائكة ترد عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم * (تحية) * مصدر حيا * (من عند الله مباركة طيبة) * يثاب عليها * (كذلك يبين الله لكم الآيات) * أي يفصل لكم معالم دينكم * (لعلكم تعقلون) * لكي تفهموا ذلك. (62) * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه) * أي الرسول * (على أمر جامع) * كخطبة الجمعة * (لم يذهبوا) * لعروض عذر لهم * (حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم) * أمرهم * (فأذن لمن شئت منهم) * بالانصراف * (واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم) *. (63) * (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) * بأن تقولوا يا محمد، بل قولوا: يا نبي الله، يا رسول الله، في لين وتواضع وخفض صوت * (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا) * أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشئ، وقد للتحقيق * (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) * أي الله ورسوله * (أن تصيبهم فتنة) * بلاء * (أو يصيبهم عذاب أليم) * في الآخرة. (64) * (ألا إن لله ما في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (قد يعلم ما أنتم) * أيها المكلفون * (عليه) * من الايمان والنفاق * (و) * يعلم * (يوم يرجعون إليه) * فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون * (فينبئهم) * فيه * (بما عملوا) * من الخير والشر * (والله بكل شئ) * من أعمالهم وغيرها * (عليم) *. = معقل المزني قال: كنا عشرة ولد مقرن، فنزلت فينا هذه الآية. أسباب نزول الآية 102 قوله تعالى (وآخرون اعترفوا الآية أخرج ابن مردويه وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف أبو لبابة وخمسة معه: ثم إن أبا لبابة ورجلين معه تفكروا وندموا وأيقنوا بالهلاك وقالوا نحن = (*)
[ 470 ]
{ سورة الفرقان } [ مكية إلا الآيات 68 و 69 و 70 فمدنية وآياتها 77 نزلت بعد يس ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (تبارك) * تعالى * (الذي نزل الفرقان) * القرآن لانه فرق بين الحق والباطل * (على عبده) * محمد * (ليكون للعالمين) * الانس والجن دون الملائكة * (نذيرا) * مخوفا من عذاب الله. (2) * (الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ) * من شأنه أن يخلق * (فقدره تقديرا) * سواه تسوية. (3) * (واتخذوا) * أي الكفار * (من دونه) * أي الله: أي غيره * (آلهة) * هي الاصنام * (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا) * أي دفعه * (ولا نفعا) * أي جره * (ولا يملكون موتا ولا حياة) * أي إماتة لاحد وإحياء لاحد * (ولا نشورا) * أي بعثا للاموات. (4) * (وقال الذين كفروا إن هذا) * أي ما القرآن * (إلا إفك) * كذب * (افتراه) * محمد * (وأعانه عليه قوم آخرون) * وهم من أهل الكتاب قال تعالى: * (فقد جاءوا ظلما وزورا) * كفرا وكذبا: أي بهما. (5) * (وقالوا) * أيضا هو * (أساطير الاولين) * أكاذيبهم: جمع أسطورة بالضم * (اكتتبها) * انتسخها من ذلك القوم بغيره * (فهي تملى) * تقرأ * (عليه) * ليحفظها * (بكرة وأصيلا) * غدوة وعشيا قال تعالى ردا عليهم: (6) * (قل أنزله الذي يعلم السر) * الغيب = في الظلال والطمأنينة مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقها، ففعلوا وبقي ثلاثة نفر لم يوثقوا أنفسهم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته فقال من هؤلاء الموثقون بالسواري ؟ فقال رجل هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم فقال لا = (*)
[ 471 ]
* (في السماوات والارض إنه كان غفورا) * للمؤمنين * (رحيما) * بهم (7) * (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا) * هلا * (أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) * يصدقه. (8) * (أو يلقي إليه كنز) * من السماء ينفقه، ولا يحتاج إلى المشي في الاسواق لطلب المعاش * (أو تكون له جنة) * بستان * (يأكل منها) * أي من ثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون: أي نحن فيكون له مزية علينا بها * (وقال الظالمون) * أي الكافرون للمؤمنين * (إن) * ما * (تتبعون إلا رجلا مسحورا) * مخدوعا مغلوبا على عقله، قال تعالى: (9) * (أنظر كيف ضربوا لك الامثال) * بالمسحور، والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالامر * (فضلوا) * بذلك عن الهدى * (فلا يستطيعون سبيلا) * طريقا إليه و. (10) * (تبارك) * تكاثر خير * (الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك) * الذي قالوه من الكنز والبستان * (جنات تجري من تحتها الانهار) * أي في الدنيا لانه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة * (ويجعل) * بالجزم * (لك قصورا) * أيضا، وفي قراءة بالرفع استئنافا. (11) * (بل كذبوا بالساعة) * القيامة * (وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) * نارا مسعرة: أي مشتدة (12) * (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا) * غليانا كالغضبان إذا غلى صدره من الغضب * (وزفيرا) * صوتا شديدا، أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه. (13) * (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا) * بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لانه في الاصل صفة له * (مقرنين) * مصفدين قد قرنت: أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الاغلال والتشديد للتكثير * (دعوا هنالك ثبورا) * هلاكا فيقال لهم: (14) * (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) * كعذابكم. (15) * (قل أذلك) * المذكور من الوعيد وصفة النار * (خير أم جنة الخلد التي وعد) * ها * (المتقون كانت لهم) * في علمه تعالى * (جزاء) * ثوابا * (ومصيرا) * مرجعا. = أطلقهم حتى أومر بإطلاقهم فأنزل الله (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) الآية، فلما نزلت أطلقهم وعذرهم وبقي الثلاثة الذين لم يوثقوا أنفسهم لم يذكروا بشئ وهم الذين قال الله فيهم (وآخرون مرجون لامر الله) الآية فجعل أناس يقولون هلكوا إذ لم ينزل عذرهم، وآخرون يقولون عسى الله أن يتوب عليهم حتى نزلت (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) وأخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة = (*)
[ 472 ]
(16) * (لهم فيها ما يشاءون خالدين) * حال لازمة * (كان) * وعدهم ما ذكر * (على ربك وعدا مسؤولا) * يسأله من وعد به (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) أو تسأله لهم الملائكة (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم). (17) * (ويوم يحشرهم) * بالنون والتحتانية * (وما يعبدون من دون الله) * أي غيره من الملائكة وعيسى وعزير والجن * (فيقول) * تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين: * (أأنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه * (أضللتم عبادي هؤلاء) * أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم * (أم هم ضلوا السبيل) * طريق الحق بأنفسهم. (18) * (قالوا سبحانك) * تنزيها لك عما لا يليق بك * (ما كان ينبغي) * يستقيم * (لنا أن نتخذ من دونك) * أي غيرك * (من أولياء) * مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ؟ * (ولكن متعتهم وآباءهم) * من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق * (حتى نسوا الذكر) * تركوا الموعظة والايمان بالقرآن * (وكانوا قوما بورا) * هلكى، قال تعالى: (19) * (فقد كذبوكم) * أي كذب المعبودون العابدين * (بما تقولون) * بالفوقانية أنهم آلهة * (فما يستطيعون) * بالتحتانية والفوقانية: أي لا هم ولا أنتم * (صرفا) * دفعا للعذاب عنكم * (ولا نصيرا) * منعا لكم منه * (ومن يظلم) * يشرك * (منكم نذقه عذابا كبيرا) * شديدا في الآخرة. (20) * (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق) * فأنت مثلهم في ذلك، وقد قيل لهم مثل ما قيل لك * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) * بلية ابتلى الغني بالفقير والصحيح بالمريض، والشريف بالوضيع يقول الثاني في كل: ما لي لا أكون كالاول في كل: * (أتصبرون) * على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الامر: أي اصبروا * (وكان ربك بصيرا) * بمن يصبر وبمن يجزع. (21) * (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) * لا يخافون البعث * (لولا) * هلا * (أنزل علينا الملائكة) * فكانوا رسلا إلينا * (أو نرى ربنا) * = عن ابن عباس نحوه وزاد فجاء أبو لبابة وأصحابه بأموالهم حين أطلقوا فقالوا يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا فقال ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله (خذ من أموالهم صدقة) الآية وأخرج هذا القدر وحده عن سعيد بن جبير والضحاك وزيد بن أسلم وغيرهم وأخرج عبد عن قتادة أنها نزلت في سبعة: أربعة منهم ربطوا أنفسهم في السواري وهم أبو لبابة ومرداس = (*)
[ 473 ]
فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى: * (لقد استكبروا) * تكبروا * (في) * شأن * (أنفسهم وعتوا) * طغوا * (عتوا كبيرا) * بطلبهم رؤية الله تعالى في الدنيا، وعتوا بالواو على أصله بخلاف عتى بالابدال في مريم. (22) * (يوم يرون الملائكة) * في جملة الخلائق هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا * (لا بشرى يومئذ للمجرمين) * أي الكافرين بخلاف المؤمنين فلهم البشرى بالجنة * (ويقولون حجرا محجورا) * على عادتهم في الدنيا إذا نزلت بهم شدة: أي عوذا معاذا يستعيذون من الملائكة قال تعالى: (23) * (وقدمنا) * عمدنا * (إلى ما عملوا من عمل) * من الخير كصدقة وصلة رحم، وقرى ضيف وإغاثة ملهوف في الدنيا * (فجعلناه هباء منثورا) * هو ما يرى في الكوى التي عليها الشمس كالغبار المفرق: أي مثله في عدم النفع به إذ لا ثواب فيه لعدم شرطه ويجازون عليه في الدنيا. (24) * (أصحاب الجنة يومئذ) * يوم القيامة * (خير مستقرا) * من الكافرين في الدنيا * (وأحسن مقيلا) * منهم: أي موضع قائلة فيها، وهي الاستراحة نصف النهار في الحر، وأخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار كما ورد في حديث. (25) * (ويوم تشقق السماء) * أي كل سماء * (بالغمام) * أي معه وهو غيم أبيض * (ونزل الملائكة) * من كل سماء * (تنزيلا) * هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في الاصل فيها، وفي أخرى: ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم اللام ونصب الملائكة (26) * (الملك يومئذ الحق للرحمن) * لا يشركه فيه أحد * (وكان) * اليوم * (يوما على الكافرين عسيرا) * بخلاف المؤمنين (27) * (ويوم يعض الظالم) * المشرك: عقبة بن أبي معيط كان نطق بالشهادتين ثم رجع إرضاء لابي بن خلف * (على يديه) * ندما وتحسرا في يوم القيامة * (يقول يا) * للتنبيه * (ليتني اتخذت مع الرسول) * محمد * (سبيلا) * طريقا إلى الهدى = وأوس بن خذام وثعلبة بن وديعة وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الصحابة من طريق الثوري عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك ستة: أبو لبابة وأوس بن خذام وثعلبة بن وديعة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسواري وجاءوا بأموالهم فقالوا: يا رسول الله خذ هذا الذي =
[ 474 ]
(28) * (يا ويلتى) * ألفه عوض عن ياء الاضافة أي ويلتي، ومعناه هلكتي * (ليتني لم اتخذ فلانا) * أي: أبيا * (خليلا) * (29) * (لقد أضلني عن الذكر) * أي القرآن * (بعد إذ جاءني) * بأن ردني عن الايمان به قال تعالى: * (وكان الشيطان للانسان) * الكافر * (خذولا) * بأن يتركه ويتبرأ منه عند البلاء (30) * (وقال الرسول) * محمد * (يا رب إن قومي) * قريشا * (اتخذوا هذا القرآن مهجورا) * متروكا قال تعالى: (31) * (وكذلك) * كما جعلنا لك عدوا من مشركي قومك * (جعلنا لكل نبي) * قبلك * (عدوا من المجرمين) * المشركين فاصبر كما صبروا * (وكفى بربك هاديا) * لك * (ونصيرا) * ناصر لك على أعدائك (32) * (وقال الذين كفروا لولا) * هلا * (نزل عليه القرآن جملة واحدة) * كالتوراة والانجيل والزبور، قال تعالى: نزلناه * (كذلك) * متفرقا * (لنثبت به فؤادك) * نقوي قلبك * (ورتلنا ترتيلا) * أي أتينا به شيئا بعد شئ بتمهل وتؤدة لتيسير فهمه وحفظه (33) * (ولا يأتونك بمثل) * في إبطال أمرك * (إلا جئناك بالحق) * الدافع له * (وأحسن تفسيرا) * بيانا (34) هم * (الذين يحشرون على وجوههم) * أي يساقون * (إلى جهنم أولئك شر مكانا) * هو جهنم * (وأضل سبيلا) * أخطأ طريقا من غيرهم وهو كفرهم (35) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا) * معينا (36) * (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا) * أي القبط فرعون وقومه فذهبا إليهم بالرسالة فكذبوهما * (فدمرناهم تدميرا) * أهلكناهم إهلاكا (37) * (و) * اذكر * (قوم نوح لما كذبوا الرسل) * بتكذيبهم نوحا لطول لبثه فيهم فكأنه رسل، أو لان تكذيبه تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجئ بالتوحيد * (أغرقناهم) * جواب لما * (وجعلناهم للناس) * بعدهم * (آية) * عبرة * (وأعتدنا) * في الآخرة * (للظالمين) * الكافرين * (عذابا أليما) * مؤلما سوى ما يحل بهم في الدنيا = حسبنا عنك فقال: لا أحلهم حتى يكون قتال فنزل القرآن (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) الآية إسناده قوي وأخرج ابن مردويه بسند فيه الواقدي عن أم سلمة قالت: إن توبة أبي لبابة نزلت في بيتي فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك في السحر فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: تيب على أبي لبابة فقلت: أوذنه بذلك ؟ فقال: ما شئت فقمت على باب الحجرة وذلك قبل أن يضرب الحجاب = (*)
[ 475 ]
(38) * (و) * اذكر * (عادا) * قوم هود * (وثمود) * قوم صالح * (وأصحاب الرس) * اسم بئر، ونبيهم قيل شعيب وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم * (وقرونا) * أقواما * (بين ذلك كثيرا) * أي بين عاد وأصحاب الرس (39) * (وكلا ضربنا له الامثال) * في إقامة الحجة عليهم فلم نهلكهم إلابعد الانذار * (وكلا تبرنا تتبيرا) * أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم (40) * (ولقد أتوا) * أي مر كفار مكة * (على القرية التي أمطرت مطر السوء) * مصدر ساء أي بالحجارة وهي عظمي قرى قوم لوط فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة * (أفلم يكونوا يرونها) * في سفرهم إلى الشام فيعتبرون، والاستفهام للتقرير * (بل كانوا لا يرجون) * يخافون * (نشورا) * بعثا فلا يؤمنون (41) * (وإذا رأوك إن) * ما * (يتخذونك إلا هزؤا) * مهزوءا به يقولون * (أهذا الذي بعث الله رسولا) * في دعواه محتقرين له عن الرسالة (42) * (إن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف: أي إنه * (كاد ليضلنا) * يصرفنا * (عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها) * لصرفنا عنها قال تعالى: * (وسوف يعلمون حين يرون العذاب) * عيانا في الآخرة * (من أضل سبيلا) * أخطأ طريقا، أهم أم المؤمنون (43) * (أرأيت) * أخبرني * (من اتخذ إلهه هواه) * أي مهويه قدم المفعول الثاني لانه أهم وجملة من اتخذ مفعول أول لرأيت والثاني * (أفأنت تكون عليه وكيلا) * حافظا تحفظه عن اتباع هواه ؟ لا (44) * (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون) * سماع تفهم * (أو يعقلون) * ما تقول لهم * (إن) * ما * (هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا) * أخطأ طريقا منها لانها تنقاد لمن يتعهدها، وهم لا يطيعون مولاهم المنعم عليهم (45) * (ألم تر) * تنظر * (إلى) * إلى فعل * (ربك كيف مد الظل) * من وقت الاسفار إلى = فقلت يا أبا لبابة: أبشر فقد تاب الله عليك فثار الناس ليطلقوه فقال: حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يطلقني فلما خرج إلى الصبح أطلقه فنزلت (وآخرون اعترفوا بذنوبهم). أسباب نزول الآية 107 قوله تعالى: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) الآية أخرج ابن مردويه من طريق ابن إسحاق = (*)
[ 476 ]
وقت طلوع الشمس * (ولو شاء) * ربك * (لجعله ساكنا) * مقيما لا يزول بطلوع الشمس * (ثم جعلنا الشمس عليه) * أي الظل * (دليلا) * فلولا الشمس ما عرف الظل. (46) * (ثم قبضناه) * أي الظل الممدود * (إلينا قبضا يسيرا) * خفيا بطلوع الشمس. (47) * (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) * ساترا كاللباس * (والنوم سباتا) * راحة للابدان بقطع الاعمال * (وجعل النهار نشورا) * منشورا فيه لابتغاء الرزق وغيره. (48) * (وهو الذي أرسل الرياح) * وفي قراءة الريح * (نشرا بين يدي رحمته) * متفرقة قدام المطر، وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرات ومفرد الاولى نشور كرسول والاخيرة بشير * (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) * مطهرا. (49) * (لنحيي به بلدة ميتا) * بالتخفيف يستوي فيه المذكر والمؤنث ذكره باعتبار المكان * (ونسقيه) * أي الماء * (مما خلقنا أنعاما) * إبلا وبقرا وغنما * (وأناسي كثيرا) * جمع إنسان وأصله أناسين فأبدلت النون ياء وأدغمت فيها الياء أو جمع انسي. (50) * (ولقد صرفناه) * أي الماء * (بينهم ليذكروا) * أصله يتذكروا أدغمت التاء في الذال وفي قراءة ليذكروا بسكون الذال وضم الكاف: أي نعمة الله به * (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) * جحودا للنعمة حيث قالوا: مطرنا بنوء كذا. (51) * (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) * يخوف أهلها ولكن بعثناك إلى أهل القرى كلها نذيرا ليعظم أجرك. (52) * (فلا تطع الكافرين) * في هواهم * (وجاهدهم به) * أي القرآن * (جهادا كبيرا) * (53) * (وهو الذي مرج البحرين) * أرسلهما متجاورين * (هذا عذب فرات) * شديد العذوبة * (وهذا ملح أجاج) * شديد الملوحة * (وجعل بينهما برزخا) * حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر = قال: ذكر ابن شهاب الزهري عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبارهم وكان ممن بايع تحت الشجرة يقول: أتى من بني مسجد الضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه قال: إني على جناح السفر ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه فلما رجع نزل بذي أوان على ساعة من المدينة فأنزل الله في المسجد (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) إلى آخر القصة فدعا مالك ابن الدخشن ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي فقال: انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه ففعلا. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الانصار منهم يخدج = (*)
[ 477 ]
* (وحجرا محجورا) * سترا ممنوعا به اختلاطهما (54) * (وهو الذي خلق من الماء بشرا) * من المني إنسانا * (فجعله نسبا) * ذا نسب * (وصهرا) * ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل * (وكان ربك قديرا) * قادرا على ما يشاء. (55) * (ويعبدون) * أي الكفار * (من دون الله ما لا ينفعهم) * بعبادته * (ولا يضرهم) * بتركها وهو الاصنام * (وكان الكافر على ربه ظهيرا) * معينا للشيطان بطاعته. (56) * (وما أرسلناك إلا مبشرا) * بالجنة * (ونذيرا) * مخوفا من النار. (57) * (قل ما أسألكم عليه) * أي على تبليغ ما أرسلت به * (من أجر إلا) * لكن * (من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) * طريقا بانفاق ماله في مرضاته تعالى فلا أمنعه من ذلك (58) * (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح) * متلبسا * (بحمده) * أي قل: سبحان الله والحمد لله * (وكفى به بذنوب عباده خبيرا) * عالما تعلق به بذنوب. (59) هو * (الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام) * من أيام الدنيا: أي في قدرها لانه لم يكن ثم شمس ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت * (ثم استوى على العرش) * هو في اللغة سرير الملك * (الرحمن) * بدل من ضمير استوى: أي استواء يليق به * (فاسأل) * أيها الانسان * (به) * بالرحمن * (خبيرا) * يخبرك بصفاته. (60) * (وإذا قيل لهم) * لكفار مكة * (اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا) * بالفوقانية والتحتانية والآمر محمد ولا نعرفه ؟ لا * (وزادهم) * هذا القول لهم * (نفورا) * عن الايمان. قال تعالى: (61) * (تبارك) * تعاظم * (الذي جعل في السماء بروجا) * أثني عشر: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد، والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة، والقمر وله السرطان والشمس ولها الاسد، والمشتري وله القوس والحوت، وزحل وله الجدي والدلو = فبنوا مسجد النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدج: ويلك ما أردت إلى ما أرى فقال: يا رسول الله ما أردت إلا الحسنى فأنزل الله الآية. وأخرج ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: إن أناسا من الانصار بنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر ابتنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فاني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فآتي بجند فأخرج محمدا وأصحابه فلما فرغوا = (*)
[ 478 ]
* (وجعل فيها) * أيضا * (سراجا) * هو الشمس * (وقمرا منيرا) * وفي قراءة سرجا بالجمع: أي نيرات، وخص القمر منها بالذكر لنوع فضيلة. (62) * (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة) * أي يخلف كل منهما الآخر * (لمن أراد أن يذكر) * بالتشديد والتخفيف كما تقدم: ما فاته في أحدهما من خير فيفعله في الآخر * (أو أراد شكورا) * أي شكرا لنعمة ربه عليه فيهما. (63) * (وعباد الرحمن) * مبتدأ وما بعده صفات له إلى أولئك يجزون غير المعترض فيه * (الذين يمشون على الارض هونا) * أي بسكينة وتواضع * (وإذا خاطبهم الجاهلون) * بما يكرهونه * (قالوا سلاما) * أي قولا يسلمون فيه من الاثم (64) * (والذين يبيتون لربهم سجدا) * جمع ساجد * (وقياما) * بمعنى قائمين يصلون بالليل (65) * (والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما) * أي لازما (66) * (إنها ساءت) * بئست * (مستقرا ومقاما) * هي: أي موضع استقرار وإقامة (67) * (والذين إذا أنفقوا) * على عيالهم * (لم يسرفوا ولم يقتروا) * بفتح أوله وضمه: أي يضيقوا * (وكان) * إنفاقهم * (بين ذلك) * الاسراف والاقتار * (قواما) * وسطا (68) * (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله) * قتلها * (إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك) * أي واحدا من الثلاثة * (يلق أثاما) * أي عقوبة (69) * (يضاعف) * وفي قراءة يضعف بالتشديد * (له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه) * بجزم الفعلين بدلا، وبرفعهما استئنافا * (مهانا) * حال (70) * (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) * منهم * (فأولئك يبدل الله سيئاتهم) * المذكورة * (حسنات) * في الآخرة * (وكان الله غفورا رحيما) * أي لم يزل متصفا بذلك (71) * (ومن تاب) * من ذنوبه غير من ذكر * (وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) * أي يرجع إليه رجوعا فيجازيه خيرا (72) * (والذين لا يشهدون الزور) * أي الكذب والباطل * (وإذا مروا باللغو) * من الكلام القبيح وغيره * (مروا كراما) * معرضين عنه = من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: لقد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه فأنزل الله (لا تقم فيه أبدا) وأخرج الواحدي عن سعد بن أبي وقاص قال: إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء لابي عامر الراهب إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا بنينا مسجدا فصل فيه فنزلت (لا تقم فيه أبدا) وأخرج الترمذي عن = (*)
[ 479 ]
(73) * (والذين إذا ذكروا) * وعظوا * (بآيات ربهم) * أي القرآن * (لم يخروا) * يسقطوا * (عليها صما وعميانا) * بل خروا سامعين ناظرين منتفعين (74) * (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا) * بالجمع والافراد * (قرة أعين) * لنا بأن نراهم مطيعين لك * (واجعلنا للمتقين إماما) * في الخير (75) * (أولئك يجزون الغرفة) * الدرجة العليا في الجنة * (بما صبروا) * على طاعة الله * (ويلقون) * بالتشديد والتخفيف مع فتح الياء * (فيها) * في الغرفة * (تحية وسلاما) * من الملائكة (76) * (خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) * موضع إقامة لهم وأولئك وما بعده خبر عباد الرحمن المبتدأ (77) * (قل) * يا محمد لاهل مكة * (ما) * نافية * (يعبأ) * يكترث * (بكم ربي لولا دعاؤكم) * إياه في الشدائد فيكشفها * (فقد) * أي فكيف يعبأ بكم وقد * (كذبتم) * الرسول والقرآن * (فسوف يكون) * العذاب * (لزاما) * ملازما لكم في الآخرة بعد ما يحل بكم في الدنيا فقتل منهم يوم بدر سبعون وجواب لولا دل عليه ما قبلها * (سورة الشعراء) * [ مكية إلا آية 197 و 224 إلى آخر السورة فمدنية وآياتها 227 آية نزلت بعد الواقعة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (طسم) * الله أعلم بمراده بذلك (2) * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (المبين) * المظهر الحق من الباطل (3) * (لعلك) * يا محمد * (باخع نفسك) * قاتلها غما من أجل * (ألا يكونوا) * أي أهل مكة * (مؤمنين) * ولعل هنا للاشفاق أي أشفق عليها بتخفيف هذا الغم (4) * (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت) * بمعنى المضارع: أي تظل، أي تدوم = أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم وأخرج عمر بن شيبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الاسلمي عن يحي بن سهل الانصاري عن أبيه: أن هذه الآيات نزلت في أهل قباء كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) الآية. وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: أحدث = (*)
[ 480 ]
* (أعناقهم لها خاضعين) * فيؤمنون، ولما وصفت الاعناق بالخضوع الذي هو لاربابها جمعت الصفة منه جمع العقلاء (5) * (وما يأتيهم من ذكر) * قرآن * (من الرحمن محدث) * صفة كاشفة * (إلا كانوا عنه معرضين) * (6) * (فقد كذبوا) * به * (فسيأتيهم أنباء) * عواقب * (ما كانوا به يستهزءون) * (7) * (أولم يروا) * ينظروا * (إلى الارض كم أنبتنا فيها) * أي كثيرا * (من كل زوج كريم) * نوع حسن (8) * (إن في ذلك لاية) * دلالة على كمال قدرته تعالى * (وما كان أكثرهم مؤمنين) * في علم الله، وكان قال سيبويه: زائدة (9) * (وإن ربك لهو العزيز) * ذو العزة ينتقم من الكافرين * (الرحيم) * يرحم المؤمنين (10) * (و) * اذكر يا محمد لقومك * (إذ نادى ربك موسى) * ليلة رأى النار والشجرة * (أن) * أي: بأن * (أئت القوم الظالمين) * رسولا (11) * (قوم فرعون) * معه ظلموا أنفسهم بالكفر بالله وبني إسرائيل باستعبادهم * (ألا) * الهمزة للاستفهام الانكاري * (يتقون) * الله بطاعته فيوحدونه (12) * (قال) * موسى * (رب إني أخاف أن يكذبون) * (13) * (ويضيق صدري) * من تكذيبهم لي * (ولا ينطلق لساني) * بأداء الرسالة للعقدة التي فيه * (فأرسل إلى) * أخي * (هارون) * معي (14) * (ولهم علي ذنب) * بقتل القبطي منهم * (فأخاف أن يقتلون) * به (15) * (قال) * تعالى * (كلا) * لا يقتلونك * (فاذهبا) * أي أنت وأخوك، ففيه تغليب الحاضر على الغائب * (بآياتنا إنا معكم مستمعون) * ما تقولون وما يقال لكم، أجريا مجرى الجماعة (16) * (فأتيا فرعون فقولا إنا) * كلا منا * (رسول رب العالمين) * إليك = قوم الوضوء بالماء من أهل قباء فنزلت فيهم (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) أسباب نزول الآية 111 قوله تعالى: (إن الله اشترى) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: قال عبد الله ابن رواحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت ؟ قال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال الجنة قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم). أسباب نزول الآية 113 قوله تعالى: (ما كان للنبي) الآية أخرج الشيخان من طريق سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما = (*)
[ 481 ]
(17) * (أن) * أي: بأن * (أرسل معنا) * إلى الشام * (بني إسرائيل) * فأتياه فقالا له ما ذكر (18) * (قال) * فرعون لموسى * (ألم نربك فينا) * في منازلنا * (وليدا) * صغيرا قريبا من الولادة بعد فطامه * (ولبثت فينا من عمرك سنين) * ثلاثين سنة يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه (19) * (وفعلت فعلتك التي فعلت) * هي قتله القبطي * (وأنت من الكافرين) * الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد (20) * (قال) * موسى * (فعلتها إذا) * أي حينئذ * (وأنا من الظالين) * عما آتاني الله بعدها من العلم والرسالة (21) * (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما) * علما * (وجعلني من المرسلين) * (22) * (وتلك نعمة تمنها علي) * أصله تمن بها علي * (أن عبدت بني إسرائيل) * بيان لتلك أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم أول الكلام همزة استفهام للانكار (23) * (قال فرعون) * لموسى * (وما رب العالمين) * الذي قلت إنك رسوله أي: أي شئ هو ولما لم يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصلاة والسلام ببعضها: (24) * (قال رب السماوات والارض وما بينهما) * أي خالق ذلك * (إن كنتم موقنين) * بأنه تعالى خالقه فآمنوا به وحده (25) * (قال) * فرعون * (لمن حوله) * من أشراف قومه * (ألا تستمعون) * جوابه الذي لم يطابق السؤال (26) * (قال) * موسى * (ربكم ورب آبائكم الاولين) * وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك (27) * (قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) * = حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال أي عم قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى آخر شئ كلمهم به هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك لم أنه عنك فنزلت (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية وأنزل في أبي طالب (إنك لا تهدي من أحببت) الآية وظاهر هذا أن الآية نزلت بمكة. وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لابويه وهما مشركان فقلت له: أتستغفر لابويك وهما مشركان ؟ فقال: استغفر إبراهيم لابيه وهو مشرك = (*)
[ 482 ]
(28) * (قال) * موسى * (رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) * أنه كذلك فآمنوا وحده (29) * (قال) * فرعون لموسى * (لئن اتخذت إلها غيرى لاجعلنك من المسجونين) * كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الارض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا (30) * (قال) * له موسى * (أولو) * أي: أتفعل ذلك ولو * (جئتك بشئ مبين) * برهان بين على رسالتي (31) * (قال) * فرعون له * (فأت به إن كنت من الصادقين) * فيه (32) * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) * حية عظيمة (33) * (ونزع يده) * أخرجها من جيبه * (فإذا هي بيضاء) * ذات شعاع * (للناظرين) * خلاف ما كانت عليه من الادمة (34) * (قال) * فرعون * (للملا حوله إن هذا لساحر عليم) * فائق في علم السحر (35) * (يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون) * (36) * (قالوا أرجه وأخاه) * أخر أمرهما * (وابعث في المدائن شرين) * جامعين (37) * (يأتوك بكل سحار عليم) * يفضل موسى في علم السحر (38) * (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم) * وهو وقت الضحى من يوم الزينة (39) * (وقيل للناس هل أنتم مجتمعون) *. (40) * (لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين) * الاستفهام للحث على الاجتماع والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى (41) * (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين * (لنا لاجرا إن كنا نحن الغالبين) * (42) * (قال نعم وإنكم إذا) * أي حينئذ * (لمن المقربين) * = فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهما عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكيت لبكائه فقال: إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لهم فلم يأذن لي فأنزل الله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا = (*)
[ 483 ]
(43) * (قال لهم موسى) * بعدما قالوا له (إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) * (ألقوا ما أنتم ملقون) * فالامر فيه للاذن بتقديم إلقائهم توسلا به إلى إظهار الحق (44) * (فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون) * (45) * (فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف) * بحذف إحدى التاءين من الاصل تبتلع * (ما يأفكون) * يقلبونه بتمويههم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى (46) * (فألقى السحرة ساجدين) *. (47) * (قالوا آمنا برب العالمين) *. (48) * (رب موسى وهارون) * لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر (49) * (قال) * فرعون * (أآمنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا * (له) * لموسى * (قبل أن آذن) * أنا * (لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) * فعلمكم شيئا منه وغلبكم بآخر * (فلسوف تعلمون) * ما ينالكم مني * (لاقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) * أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى * (ولاصلبنكم أجمعين) *. (50) * (قالوا لا ضير) * لا ضرر علينا في ذلك * (إنا إلى ربنا) * بعد موتنا بأي وجه كان * (منقلبون) * راجعون في الآخرة. (51) * (إنا نطمع) * نرجوا * (أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن) * أي بأن * (كنا أول المؤمنين) * في زماننا. (52) * (وأوحينا إلى موسى) * بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا إلا عتوا * (أن أسر بعبادي) * بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى لغة في أسرى أي سر بهم ليلا إلى البحر * (إنكم متبعون) * يتبعكم فرعون وجنوده فيلجون وراءكم البحر فأنجيكم وأغرقهم. (53) * (فأرسل فرعون) * حين أخبر بسيرهم * (في المدائن) * قيل كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية * (حاشرين) * جامعين الجيش قائلا: = للمشركين). وأخرج أحمد وابن مردويه واللفظ له من حديث بريدة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ وقف على عسفان فأبصر قبر أمه فتوضأ وصلى وبكى ثم قال: إني استأذنت ربي أن أستغفر لها فنهيت فأنزل الله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية. وأخرج الطبراني وابن مردويه نحوه من حديث ابن عباس وأن ذلك بعد أن رجع من تبوك وسافر إلى مكة معتمرا = (*)
[ 484 ]
(54) * (إن هؤلاء لشرذمة) * طائفة * (قليلون) * قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه (55) * (وإنهم لنا لغائظون) * فاعلون ما يغيظنا (56) * (وإنا لجميع حذرون) * مستعدون وفي قراءة حاذرون متيقظون (57) اقل تعالى: * (فأخرجناهم) * أي فرعون وقومه من مصر ليلحقوا موسى وقومه * (من جنات) * بساتين كانت على جانبي النيل * (وعيون) * أنهار جارية في الدور من النيل (58) * (وكنوز) * أموال ظاهرة من الذهب والفضة، وسميت كنوزا لانه لم يعط حق الله تعالى منها * (ومقام كريم) * مجلس حسن للامراء والوزراء يحفه أتباعهم. (59) * (كذلك) * أي إخراجنا كما وصفنا * (وأورثناها بني إسرائيل) * بعد إغراق فرعون وقومه. (60) * (فأتبعوهم) * لحقوهم * (مشرقين) * وقت شروق الشمس. (61) * (فلما تراءى الجمعان) * رأى كل منهما الآخر * (قال أصحاب موسى إنا لمدركون) * يدركنا جمع فرعون ولا طاقة لنا به. (62) * (قال) * موسى * (كلا) * أي لن يدركونا * (إن معي ربي) * بنصره * (سيهدين) * طريق النجاة. (63) قال تعالى: * (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) * فضربه * (فانفلق) * فانشق اثني عشر فرقا * (فكان كل فرق كالطود العظيم) * الجبل الضخم بينهما مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده. (64) * (وأزلفنا) * قربنا * (ثم) * هناك * (الآخرين) * فرعون وقومه حتى سلكوا مسالكهم. (65) * (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين) * بإخراجهم من البحر على هيئته المذكورة (66) * (ثم أغرقنا الآخرين) * فرعون وقومه بإطباق البحر عليهم لما تم دخولهم في البحر وخروج بني إسرائيل منه = فهبط عند ثنية عسفان قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون لنزول الآية أسباب متقدم هو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة وقصة علي وجمع غيره بتعدد النزول. أسباب نزول الآية 117 قوله تعالى: (لقد تاب الله على النبي) الآيات. روى البخاري وغيره عن كعب بن مالك قال: لم = (*)
[ 485 ]
(67) * (إن في ذلك) * إغراق فرعون وقومه * (لآية) * عبرة لمن بعدهم * (وما كان أكثرهم مؤمنين) * بالله لم يؤمن منهم غير آسية امرأة فرعون وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت ناموصى التي دلت على عظام يوسف عليه السلام (68) * (وإن ربك لهو العزيز) * فانتقم من الكافرين بإغراقهم * (الرحيم) * بالمؤمنين فأنجاهم من الغرق (69) * (واتل عليهم) * أي كفار مكة * (نبأ) * خبر * (إبراهيم) * ويبدل منه (70) * (إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون) * (71) * (قالوا نعبد أصناما) * صرحوا بالفعل ليعطفوا عليه * (فنظل لها عاكفين) * نقيم نهارا على عبادتها زادوه في الجواب افتخارا به (72) * (قال هل يسمعونكم إذ) * حين * (تدعون) *. (73) * (أو ينفعونكم) * إن عبدتموهم * (أو يضرون) * كم إن لم تعبدوهم. (74) * (قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) * أي مثل فعلنا. (75) * (قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون) *. (76) * (أنتم وآباؤكم الاقدمون) *. (77) * (فإنهم عدو لي) * لا أعبدهم * (إلا) * لكن * (رب العالمين) * فإني أعبده. (78) * (الذي خلقني فهو يهدين) * إلى الدين. (79) * (والذي هو يطعمني ويسقين) *. (80) * (وإذا مرضت فهو يشفين) *. (81) * (والذي يميتني ثم يحيين) *. (82) * (والذي أطمع) * أرجو * (أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) * الجزاء. (83) * (رب هب لي حكما) * علما * (وألحقني بالصالحين) * النبيين. (84) * (واجعل لي لسان صدق) * ثناء حسنا * (في الآخرين) * الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. (85) * (واجعلني من ورثة جنة النعيم) * ممن يعطاها. = أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا بدرا حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن الناس بالرحيل فذكر الحديث بطوله وفيه فأنزل الله توبتنا (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين) إلى قوله (إن الله هو التواب الرحيم) قال: وفينا أنزل أيضا (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). (*)
[ 486 ]
(86) * (واغفر لابي إنه كان من الضالين) * بأن تتوب عليه فتغفر له وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله كما ذكر في سورة براءة (87) * (ولا تخزني) * تفضحني * (يوم يبعثون) * الناس (88) قال تعالى فيه: * (يوم لا ينفع مال ولا بنون) * أحدا. (89) * (إلا) * لكن * (من أتى الله بقلب سليم) * من الشرك والنفاق وهو قلب المؤمن فإنه ينفعه ذلك. (90) * (وأزلفت الجنة) * قربت * (للمتقين) * فيرونها (91) * (وبرزت الجحيم) * أظهرت * (للغاوين) * الكافرين. (92) * (وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون) *. (93) * (من دون الله) * أي غيره من الاصنام * (هل ينصرونكم) * بدفع العذاب عنكم * (أو ينتصرون) * بدفعه عن أنفسهم، لا (94) * (فكبكبوا) * ألقوا * (فيها هم والغاوون) *. (95) * (وجنود إبليس) * أتباعه، ومن أطاعه من الجن والانس * (أجمعون) *. (96) * (قالوا) * أي الغاوون * (وهم فيها يختصمون) * مع معبوديهم (97) * (تالله إن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه * (كنا لفي ضلال مبين) * بين (98) * (إذ) * حيث * (نسويكم برب العالمين) * في العبادة (99) * (وما أضلنا) * عن الهدى * (إلا المجرمون) * أي الشياطين أو أولونا الذين اقتدينا بهم. (100) * (فما لنا من شافعين) * كما للمؤمنين من الملائكة والنبيين والمؤمنين (101) * (ولا صديق حميم) * يهمه أمرنا. (102) * (فلو لنا كرة) * رجعة إلى الدنيا * (فنكون من المؤمنين) * لو هنا للتمني ونكون جوابه: أسباب نزول الآية 122 قوله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما نزلت (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) وقد كان تخلف عنه ناس في البدو: يفقهون قومهم فقال المنافقون: قد بقي ناس في البوادي هلك أصحاب البوادي فنزلت (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) وأخرج عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان المؤمنون لحرصهم على الجهاد إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية خرجوا وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة في رقة من الناس فنزلت. * (سورة يونس) * أسباب نزول الآية 2 قوله تعالى: (أكان للناس عجبا) الآية أخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر ذلك منهم فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله (أكان = (*)
[ 487 ]
(103) * (إن في ذلك) * المذكور من قصة إبراهيم وقومه * (لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) (104) * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (105) * (كذبت قوم نوح المرسلين) * بتكذيبهم له لاشتراكهم في المجئ بالتوحيد، أو لانه لطول لبثه فيهم كأنه رسل وتأنيث قوم باعتبار معناه وتذكيره باعتبار لفظه. (106) * (إذ قال لهم أخوهم) * نسبا * (نوح ألا تتقون) * الله. (107) * (إني لكم رسول أمين) * على تبليغ ما أرسلت به. (108) * (فاتقوا الله وأطيعون) * فيما آمركم به من توحيد الله وطاعته. (109) * (وما أسألكم عليه) * على تبليغه * (من أجر إن) * ما * (أجري) * أي ثوابي * (إلا على رب العالمين) *. (110) * (فاتقوا الله وأطيعون) * كرره تأكيدا (111) * (قالوا أنؤمن) * نصدق * (لك) * لقولك * (واتبعك) * وفي قراءة وأتباعك جمع تابع مبتدأ * (الارذلون) * السفلة كالحاكة والاساكفة. (112) * (قال وما علمي) * أي علم لي * (بما كانوا يعلمون) * (113) * (إن) * ما * (حسابهم إلا على ربي) * فيجازيهم * (لو تشعرون) * تعلمون ذلك ما عبدتموهم (114) * (وما إنا بطارد المؤمنين) * (115) * (إن) * ما * (أنا إلا نذير مبين) * بين الانذار (116) * (قالوا لئن لم تنته يا نوح) * عما تقول لنا * (لتكونن من المرجومين) * بالحجارة أو بالشتم. (117) * (قال) * نوح * (رب إن قومي كذبون) * (118) * (فافتح بيني وبينهم فتحا) * أي احكم * (ونجني ومن معي من المؤمنين) *. (119) قال تعالى: * (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) * المملوء من الناس والحيوان والطير. = للناس عجبا) الآية وأنزل (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) الآية فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) يقولون أشرف من محمد يعنون الوليد بن المغيرة من مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من الطائف، فأنزل ردا عليهم (أهم يقسمون رحمة ربك) الآية. { سورة هود } أسباب نزول الآية 5 روى البخاري عن ابن عباس في قوله (ألا إنهم يثنون صدورهم) قال: كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا بفروجهم إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم وأخرج ابن جرير وغيره عن عبد الله بن شداد = (*)
[ 488 ]
(120) * (ثم أغرقنا بعد) * بعد إنجائهم * (الباقين) * من قومه (121) * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) *. (122) * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (123) * (كذبت عاد المرسلين) * (124) * (إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون) * (125) * (إني لكم رسول أمين) * (126) * (فاتقوا الله وأطيعون) * (127) * (وما أسألكم عليه من أجر إن) * ما * (أجري إلا على رب العالمين) * (128) * (أتبنون بكل ريع) * مكان مرتفع * (آية) * بناء علما للمارة * (تعبثون) * بمن يمر بكم وتسخرون منهم والجملة حال في ضمير تبنون (129) * (وتتخذون مصانع) * للماء تحت الارض * (لعلكم) * كأنكم * (تخلدون) * فيها لا تموتون (130) * (وإذا بطشتم) * بضرب أو قتل * (بطشتم جبارين) * من غير رأفة (131) * (فاتقوا الله) * في ذلك * (وأطيعون) * فيما أمرتكم به (132) * (واتقوا الذي أمدكم) * أنعم عليكم * (بما تعلمون) *. (133) * (أمدكم بأنعام وبنين) * (134) * (وجنات) * بساتين * (وعيون) * أنهار. (135) * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * في الدنيا والآخرة إن عصيتموني. (136) * (قالوا سواء علينا) * مستو عندنا * (أوعظت أم لم تكن من الواعظين) * أصلا أي لا نرعوي لوعظك (137) * (إن) * ما * (هذا) * الذي خوفتنا به * (إلا خلق الاولين) * أختلاقهم وكذبهم وفي قراءة بضم الخاء واللام أي ما هذا الذي نحن عليه من إنكار للبعث إلا خلق الاولين أي طبيعتهم وعادتهم. (138) * (وما نحن بمعذبين) *. (139) * (فكذبوه) * بالعذاب * (فأهلكناهم) * في الدنيا بالريح * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) * = قال: كان أحدهم إذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم لكي لا يراه فنزلت. أسباب نزول الآية 8 وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما نزل (اقترب للناس حسابهم) قال ناس: إن الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء فأنزل الله (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) الآية وأخرج ابن جرير عن ابن جريج مثله. أسباب نزول الآية 114 وروى الشيخان عن ابن مسعود: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) فقال الرجل: ألي هذه ؟ قال صلى الله عليه وسلم: لجميع أمتي كلهم = (*)
[ 489 ]
(140) * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (141) * (كذبت ثمود المرسلين) * (142) * (إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون) * (143) * (إني لكم رسول أمين) * (144) * (فاتقوا الله وأطيعون) * (145) * (وما أسألكم عليه من أجر إن) * ما * (أجري إلا على رب العالمين) * (146) * (أتتركون في ما ههنا) * من الخيرات * (آمنين) *. (147) * (في جنات وعيون) *. (148) * (وزروع ونخل طلعها هضيم) * لطيف لين. (149) * (وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين) * بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين. (150) * (فاتقوا الله وأطيعون) * فيما أمرتكم به. (151) * (ولا تطيعوا أمر المسرفين) *. (152) * (الذين يفسدون في الارض) * بالمعاصي * (ولا يصلحون) * بطاعة الله (153) * (قالوا إنما أنت من المسحرين) * الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم (154) * (ما أنت) * أيضا * (إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين) * في رسالتك (155) * (قال هذه ناقة لها شرب) * نصيب من الماء * (ولكم شرب يوم معلوم) *. (156) * (ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم) * بعظم العذاب (157) * (فعقروها) * عقرها بعضهم برضاهم * (فأصبحوا نادمين) * على عقرها (158) * (فأخذهم العذاب) * الموعود به فهلكوا * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) * (159) * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (160) * (كذبت قوم لوط المرسلين) *. (161) * (إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون) *. (162) * (إني لكم رسول أمين) * (163) * (فاتقوا الله وأطيعون) *. (164) * (وما أسألكم عليه من أجر إن) * ما * (أجري إلا على رب العالمين) *. = وأخرج الترمذي وغيره عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت إن في البيت أطيب منه فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ؟ ! وأطرق طويلا حتى أوحى الله إليه (وأقم الصلااة طرفي النهار) إلى قوله (للذاكرين) وورد نحوه من حديث أبي أمامة ومعاذ بن جبل وابن عباس وبريدة وغيرهم، وقد استوفيت أحاديثهم في ترجمان القرآن. * (سورة يوسف) * أسباب نزول الآية 3 روى الحاكم وغيره عن سعد بن أبي وقاص: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فتلاه عليهم زمانا فقالوا: يا = (*)
[ 490 ]
(165) * (أتأتون الذكران من العالمين) * الناس (166) * (وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم) * أي أقبالهن * (بل أنتم قوم عادون) * متجاوزون الحلال إلى الحرام (167) * (قالوا لئن لم تنته يا لوط) * عن إنكارك علينا * (لتكونن من المخرجين) * من بلدتنا (168) * (قال) * لوط * (إني لعملكم من القالين) * المبغضين (169) * (رب نجني وأهلي مما يعملون) * أي من عذابه (170) * (فنجيناه وأهله أجمعين) * (171) * (إلا عجوزا) * امرأته * (في الغابرين) * الباقين أهلكناها. (172) * (ثم دمرنا الآخرين) * أهلكناهم (173) * (وأمطرنا عليهم مطرا) * حجارة من جملة الاهلاك * (فساء مطر المنذرين) * مطرهم (174) * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) * (175) * (وإن ربك لهم العزيز الرحيم) * (176) * (كذب أصحاب الايكة) * وفي قراءة بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام وفتح الهاء: هي غيضة شجر قرب مدين * (المرسلين) * (177) * (إذ قال لهم شعيب) * لم يقل أخوهم لانه لم يكن منهم * (ألا تتقون) * (178) * (إني لكم رسول أمين) * (179) * (فاتقوا الله وأطيعون) * (180) * (وما أسألكم عليه من أجر إن) * ما * (أجري إلا على رب العالمين) * (181) * (أوفوا الكيل) * أتموه * (ولا تكونوا من المخسرين) * الناقصين (182) * (وزنوا بالقسطاس المستقيم) * الميزان السوي (183) * (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) * لا تنقصوهم من حقهم شيئا * (ولا تعثوا في الارض مفسدين) * بالقتل وغيره من عثي بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها = رسول الله لو حدثتنا فنزل (الله نزل أحسن الحديث) الآية زاد ابن أبي حاتم فقالوا يا رسول الله: لو ذكرتنا فأنزل الله: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) الآية وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزل (نحن نقص عليك أحسن القصص) وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود مثله. * (سورة الرعد) * أسباب نزول الآية 8 أخرج الطبراني وغيره عن ابن عباس: أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عامر: يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال: أتجعل لي الامر من بعدك ؟ قال ليس ذلك لك ولا لقومك فخرجا فقال عامر لاربد: إني أشغل عنك وجه محمد بالحديث فاضربه بالسيف فرجعا فقال عامر: يا محمد قم = (*)
[ 491 ]
(184) * (واتقوا الذي خلقكم والجبلة) * الخليقة * (الاولين) * (185) * (قالوا إنما أنت من المسحرين) (186) * (وما أنت إلا بشر مثلنا وإن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه * (نظنك لمن الكاذبين) * (187) * (فأسقط علينا كسفا) * بسكون السين وفتحها قطعا * (من السماء إن كنت من الصادقين) * في رسالتك. (188) * (قال ربي أعلم بما تعملون) * فيجازيكم به (189) * (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة) * هي سحابة أظلتهم بعد حر شديد أصابهم فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا * (إنه كان عذاب يوم عظيم) *. (190) * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) *. (191) * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (192) * (وإنه) * أي القرآن * (لتنزيل رب العالمين) *. (193) * (نزل به الروح الامين) * جبريل (194) * (على قلبك لتكون من المنذرين) * (195) * (بلسان عربي مبين) * بين وفي قراءة بتشديد نزل ونصب الروح والفاعل الله. (196) * (وإنه) * ذكر القرآن المنزل على محمد * (لفي زبر) * كتب * (الاولين) * كالتوراة والانجيل (197) * (أولم يكن لهم) * لكفار مكة * (آية) * على ذلك * (أن يعلمه علماء بني إسرائيل) * كعبد الله بن سلام وأصحابه من الذين آمنوا فإنهم يخبرون بذلك ويكن بالتحتانية ونصب آية وبالفوقانية ورفع آية. (198) * (ولو نزلناه على بعض الاعجمين) * جمع أعجم. (199) * (فقرأه عليهم) * كفار مكة * (ما كانو به مؤمنين) * أنفة من أتباعه. (200) * (كذلك) * أي مثل إدخالنا التكذيب به بقراءة الاعجمي * (سلكناه) * أدخلنا التكذيب به * (في قلوب المجرمين) * كفار مكة بقراءة النبي = معي أكلمك فقام معه ووقف يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على قائم سيفه يبست والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه فانصرف عنهما فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتله فأنزل الله (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) إلى قوله (شديد المحال). أسباب نزول الآية 13 وأخرج النسائي والبزار عن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله فقال: ايش ربك الذي تدعوني إليه أمن حديد أو من نحاس أو من فضة أو ذهب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره = (*)
[ 492 ]
(201) * (لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الاليم) * (202) * (فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون) * (203) * (فيقولوا هل نحن منظرون) * لنؤمن فيقال لهم: لا، قالوا: متى هذا العذاب قال تعالى: (204) * (أفبعذابنا يستعجلون) * (205) * (أفرأيت) * أخبرني * (إن متعناهم سنين) * (206) * (ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) * من العذاب (207) * (ما) * إستفهامية بمعنى: أي شئ * (أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) * في دفع العذاب أو تخفيفه أي: لم يغن (208) * (وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون) * رسل تنذر أهلها (209) * (ذكرى) * عظة لهم * (وما كنا ظالمين) * في إهلاكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين: (210) * (وما تنزلت به) * بالقرآن * (الشياطين) *. (211) * (وما ينبغي) * يصلح * (لهم) * أن ينزلوا به * (وما يستطيعون) * ذلك. (212) * (إنهم عن السمع) * لكلام الملائكة * (لمعزولون) * بالشهب. (213) * (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) * إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه (214) * (وأنذر عشيرتك الاقربين) * وهم بنو هاشم وبنو المطلب " وقد أنذرهم جهارا " رواه البخاري ومسلم. (215) * (واخفض جناحك) * ألن جانبك * (لمن اتبعك من المؤمنين) * الموحدين (216) * (فإن عصوك) * عشيرتك * (فقل) * لهم * (إني برئ مما تعملون) * من عبادة غير الله. (217) * (وتوكل) * بالواو والفاء * (على العزيز الرحيم) * الله أي فوض إليه جميع أمورك. (218) * (الذي يراك حين تقوم) * إلى الصلاة = فأعاد الثانية والثالثة فأرسل الله عليه صاعقة فأحرقته ونزلت هذه الآية (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) إلى آخرها أسباب نزول الآية 31 وأخرج الطبراني وغيره عن ابن عباس قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الاول نكلمهم من الموتى وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد ضمتنا فنزلت (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عطية العوفي قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الارض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيى الموتى لقومه فأنزل الله: (ولو أن قرآنا) الآية. أسباب نزول الآية 38 وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: قالت قريش حين أنزل (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله) ما نراك يا محمد تملك من شئ لقد فرغ من الامر فأنزل الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت). (*)
[ 493 ]
(219) * (وتقلبك) * في أركان الصلاة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا * (في الساجدين) * المصلين (220) * (إنه هو السميع العليم) * (221) * (هل أنبئكم) * يا كفار مكة * (على من تنزل الشياطين) * بحذف إحدى التاءين من الاصل (222) * (تنزل على كل أفاك) * كذاب * (أثيم) * فاجر مثل مسيلمة وغيره من الكهنة (223) * (يلقون) * الشياطين * (السمع) * ما سمعوه من الملائكة إلى الكهنة * (وأكثرهم كاذبون) * يضمون إلى المسموع كذبا كثيرا وكان هذا قبل أن حجبت الشياطين عن السماء. (224) * (والشعراء يتبعهم الغاوون) * في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم فهم مذمومون. (225) * (ألم تر) * تعلم * (أنهم في كل واد) * من أودية الكلام وفنونه * (يهيمون) * يمضون فيجاوزون الحد مدحا وهجاء (226) * (وأنهم يقولون) * فعلنا * (مالا يفعلون) * يكذبون. (227) * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * من الشعراء * (وذكروا الله كثيرا) * لم يشغلهم الشعر عن الذكر * (وانتصروا) * بهجوهم الكفار * (من بعد ما ظلموا) * بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين فليسوا مذمومين قال الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) وقال تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * (وسيعلم الذين ظلموا) * من الشعراء وغيرهم * (أي منقلب) * مرجع * (ينقلبون) * يرجعون بعد الموت * (سورة إبراهيم) * أسباب نزول الآية 28 وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: نزلت هذه الآية في الذين قتلوا يوم بدر (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الآية. * (سورة الحجر) * أسباب نزول الآية 24 قوله تعالى: (ولقد علمنا) الآية روى الترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الاول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) وأخرج ابن مردويه عن داود بن صالح أنه سأل سهل بن حنيفة الانصاري ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين أنزلت في سبيل الله ؟ قال:: لا ولكنها في صفوف الصلاة. أسباب نزول الآية 45 قوله تعالى: (إن المتقين) الآية أخرج الثعلبي عن سلمان الفارسي لما سمع قوله تعالى (وإن جهنم = (*)
[ 494 ]
* (سورة النمل) * [ مكية وآياتها 93 أو 94 أو 95 آية نزلت بعد سورة الشعراء ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (طس) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * هذه الآيات * (آيات القرآن) * آيات منه * (وكتاب مبين) * مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة (2) هو * (هدى) * هاد من الضلالة * (وبشرى للمؤمنين) * المصدقين به بالجنة (3) * (الذي يقيمون الصلاة) * يأتون بها على وجهها * (ويؤتون) * يعطون * (الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون) * يعلمونها بالاستدلال وأعيدهم لما فصل بينه وبين الخبر. (4) * (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم) * القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة * (فهم يعمهون) * يتحيرون فيها لقبحها عندنا (5) * (أولئك الذين لهم سوء العذاب) * أشده في الدنيا القتل والاسر * (وهم في الآخرة هم الاخسرون) * لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم (6) * (وإنك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (لتلقى القرآن) * يلقى عليك بشدة * (من لدن) * من عند * (حكيم عليم) * في ذلك. (7) اذكر * (إذ قال موسى لاهله) * زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر * (إني آنست) * أبصرت من بعيد * (نارا سأتيكم منها بخبر) * عن حال الطريق وكان قد ضلها * (أو آتيكم بشهاب قبس) * بالاضافة للبيان وتركها أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود = لموعدهم أجمعين) فر ثلاثة أيام هاربا من الخوف لا يعقل فجئ به النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: يا رسول الله أنزلت هذه الآية (وإن جهنم لموعدهم أجمعين) فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي فأنزل الله (إن المتقين في جنات وعيون). أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر (ونزعنا ما في صدورهم من غل) قبل: وأي غل ؟ قال: غل الجاهلية إن بني تميم وبني عدي وبني = (*)
[ 495 ]
* (لعلكم تصطلون) * والطاء بدل من تاء الافتعال، من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها: تستدفئون من البرد (8) * (فلما جاءها نودي أن) * أي بأن * (بورك) * أي بارك الله * (من في النار) * أي موسى * (ومن حولها) * أي الملائكة، أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان * (وسبحان الله رب العالمين) * من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء (9) * (يا موسى إنه) * أي الشأن * (أنا الله العزيز الحكيم) *. (10) * (وألق عصاك) * فألقاها * (فلما رآها تهتز) * تتحرك * (كأنها جان) * حية خفيفة * (ولى مدبرا ولم يعقب) * يرجع قال تعالى * (يا موسى لا تخف) * منها * (إني لا يخاف لدي) * عندي * (المرسلون) * من حية وغيرها. (11) * (إلا) * لكن * (من ظلم) * نفسه * (ثم بدل حسنا) * أتاه * (بعد سوء) * أي تاب * (فإني غفور رحيم) * أقبل التوبة وأغفر له. (12) * (وأدخل يدك في جيبك) * طوق قميصك * (تخرج) * خلاف لونها من الادمة * (بيضاء من غير سوء) * برص لها شعاع يغشي البصر، آية * (في تسع آيات) * مرسلا بها * (إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين) *. (13) * (فلما جاءتهم آياتنا مبصرة) * مضيئة واضحة * (قالوا هذا سحر مبين) * بين ظاهر. (14) * (وجحدوا بها) * لم يقروا * (و) * قد * (استيقنتها أنفسهم) * أي تيقنوا أنها من عند الله * (ظلما وعلوا) * تكبرا عن الايمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد * (فانظر) * يا محمد * (كيف كان عاقبة المفسدين) * التي علمتها من إهلاكهم. (15) * (ولقد آتينا داود وسليمان) * ابنه * (علما) * بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك * (وقالا) * شكرا لله * (الحمد لله الذي فضلنا) * بالنبوة وتسخير الجن والانس والشياطين * (على كثير من عباده المؤمنين) * = هاشم كان بينهم في الجاهلية عداوة فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا فأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيكمد بها خاصرة أبي بكر فنزلت هذه الآية. أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى: (نبئ عبادي) الآية أخرج الطبراني عن عبد الله بن الزبير قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفر = (*)
[ 496 ]
(16) * (وورث سليمان داود) * النبوة والعلم دون باقي أولاده * (وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير) * أي: فهم أصواته * (وأوتينا من كل شئ) * تؤتاه الانبياء والملوك * (إن هذا) * المؤتى * (لهو الفضل المبين) * البين الظاهر. (17) * (وحشر) * جمع * (لسليمان جنوده من الجن والانس والطير) * في مسير له * (فهم يوزعون) * يجمعون ثم يساقون. (18) * (حتى إذا أتوا على واد النمل) * هو بالطائف أو بالشام، نملة صغار أو كبار * (قالت نملة) * ملكة النمل وقد رأت جند سليمان * (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم) * يكسرنكم * (سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) * نزل النمل منزلة العقلاء في الخطاب بخطابهم. (19) (فتبسم) * سليمان ابتداء * (ضاحكا) * انتهاء * (من قولها) * وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير * (وقال رب أوزعني) * ألهمني * (أن أشكر نعمتك التي أنعمت) * بها * (علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) * الانبياء والاولياء. (20) * (وتفقد الطير) * ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الارض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره * (فقال مالي لا أرى الهدهد) * أي أعرض لي ما منعني من رؤيته ؟ * (أم كان من الغائبين) * فلم أره لغيبته فلما تحققها. (21) قال * (لاعذبه عذابا) * تعذيبا * (شديدا) * بنتف ريشه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام * (أو لاذبحنه) * بقطع حلقومه * (أو ليأتيني) * بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة * (بسلطان مبين) * ببرهان بين ظاهر على عذره. (22) * (فمكث) * بضم الكاف وفتحها * (غير بعيد) * يسيرا من الزمن وحضر لسليمان متواضعا برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه فعفا عنه وسأله عما لقي في غيبته * (فقال أحطت بما لم تحط به) * أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه * (وجئتك من سبأ) * بالصرف وتركه قبيلة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف * (بنبأ) * خبر * (يقين) *. = أصحابه يضحكون فقال: أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم ؟ فنزلت هذه الآية (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الاليم) وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال: لا أراكم تضحكون ثم أدبر ثم رجع القهقري فقال إني خرجت حتى إذا كنت عند الحجر جاء جبريل فقال = (*)
[ 497 ]
(23) * (إني وجدت امرأة تملكهم) * أي: هي ملكة لهم اسمها بلقيس * (وأوتيت من كل شئ) * يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة * (ولها عرش) * سرير * (عظيم) * طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا وارتفاعه ثلاثون ذراعا مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت الاحمر والزبرجد الاخضر والزمرد وقوائمه من الياقوت الاحمر والزبرجد الاخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق. (24) * (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل) * طريق الحق. * (فهم لا يهتدون) *. (25) * (ألا يسجدوا لله) * أي: أن يسجدوا له فزيدت لا وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى: (لئلا يعلم أهل الكتاب) والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى * (الذي يخرج الخب ء) * مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات * (في السماوات والارض ويعلم ما يخفون) * في قلوبهم * (وما يعلنون) * بألسنتهم. (26) * (الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) * استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم. (27) * (قال) * سليمان للهدهد * (سننظر أصدقت) * فيما أخبرتنا به * (أم كنت من الكاذبين) * أي من هذا النوع فهو أبلغ من أم كذبت فيه، ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضؤوا وصلوا ثم كتب سليمان كتابا صورته (من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين) ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد: (28) * (إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم) * أي بلقيس وقومها * (ثم تول) * انصرف * (عنهم) * وقف قريبا منهم * (فانظر ماذا يرجعون) * يردون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاها في حجرها فلما رأته ارتعدت وخضعت خوفا، ثم وقفت على ما فيه. (29) ثم * (قالت) * لاشراف قومها * (يا أيها الملا إني) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة * (ألقي إلي كتاب كريم) * مختوم. = يا محمد: إن الله يقول لك: لم تقنط عبادي ؟ (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الاليم). أسباب نزول الآية 95 قوله تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين) الآية أخرج البزار والطبراني عن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل فغمز جبريل بأصبعه فوقع مثل الظفر = (*)
[ 498 ]
(30) * (إنه من سليمان وإنه) * أي مضمونه * (بسم الله الرحمن الرحيم) *. (31) * (ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين) *. (32) * (قالت يا أيها الملا أفتوني) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا، أي أشيروا علي * (في أمري ما كنت قاطعة أمرا) * قاضيته. * (حتى تشهدون) * تحضرون. (33) * (قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد) * أي: أصحاب شدة في الحرب * (والامر إليك فانظري ماذا تأمرين) * - نا نطعك. (34) * (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) * بالتخريب * (وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) * أي: مرسلوا الكتاب. (35) * (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) * من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكا قبلها أو نبيا لم يقبلها فأرسلت خدما ذكورا وإناثا ألفا بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجا مكللا بالجواهر ومسكا وعنبرا وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا وأن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب والفضة وأن يؤتى بأحسن دواب البر والبحر مع أولاد الجن عن يمين الميدان وشماله. (36) * (فلما جاء) * الرسول بالهدية ومعه أتباعه * (سليمان قال أتمدونن بمال فما أتاني الله) * من النبوة والملك * (خير مما آتاكم) * من الدنيا * (بل أنتم بهديتكم تفرحون) * لفخركم بزخارف الدنيا. (37) * (إرجع إليهم) * بما أتيت من الهدية * (فلنأتينهم بجنود لا قبل) * لا طاقة * (لهم بها ولنخرجنهم منها) * من بلد سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم * (أذلة وهم صاغرون) * إن لم يأتوني مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت الابواب وجعلت عليها حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف قيل مع كل قيل ألوف كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها. (38) * (قال يا أيها الملا أيكم) * في الهمزتين ما تقدم * (يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) * منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده. = في أجسادهم فصارت قروحا حتى نتنوا فلم يستطع أحد أن يدنو منهم فأنزل الله (إنا كفيناك المستهزئين). (سورة النحل) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت (أتى أمر الله) ذعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى = (*)
[ 499 ]
(39) * (قال عفريت من الجن) * هو القوي الشديد * (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) * الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار * (وإني عليه لقوي) * أي على حمله * (أمين) * على ما فيه من الجواهر وغيرها، قال سليمان أريد أسرع من ذلك. (40) * (قال الذي عنده علم من الكتاب) * المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الاعظم الذي إذا دعا به أجيب * (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) * إذا نظرت به إلى شئ فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الاعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الارض حتى نبع تحت كرسي سليمان * (فلما رآه مستقر) * ساكنا * (عنده قال هذا) * أي الاتيان لي به * (من فضل ربي) * ليختبرني * (أأشكر) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة الاخرى وتركه * (أم أكفر) * النعمة * (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) * أي لاجلها لان ثواب شكره له * (ومن كفر) * النعمة * (فإن ربي غني) * عن شكره * (كريم) * بالافضال على من يكفرها. (41) * (قال نكروا لها عرشها) * أي غيروه إلى حال تنكره إذا رأته * (ننظر أتهتدي) * إلى معرفته * (أم تكون من الذين لا يهتدون) * إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك. (42) * (فلما جاءت قيل) * لها * (أهكذا عرشك) * أي أمثل هذا عرشك * (قالت كأنه هو) * فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت: نعم، قال سليمان: لما رأى لها معرفة وعلما * (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين) *. (43) * (وصدها) * عن عبادة الله * (ما كانت تعبد من دون الله) * أي غيره * (إنها كانت من قوم كافرين) *. (44) * (قيل لها) * أيضا * (ادخلي الصرح) * هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار * (فلما رأته حسبته لجة) * من الماء * (وكشفت عن ساقيها) * لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرح = نزلت (فلا تستعجلوه) فسكنوا. وأخرج عبد الله بن الامام أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص قال: لما نزلت (أتى أمر الله) قاموا فنزلت (فلا تستعجلوه). أسباب نزول الآية 38 قوله تعالى: (وأقسموا) الآية. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كان لرجل من = (*)
[ 500 ]
فرأى ساقيها وقدميها حسانا * (قال) * لها * (إنه صرح ممرد) * مملس * (من قوارير) * من زجاج ودعاها إلى الاسلام * (قالت رب إني ظلمت نفسي) * بعبادة غيرك * (وأسلمت) * كائنة * (مع سليمان لله رب العالمين) * وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه. (45) * (ولقد أرسلنا إلى ثمود اخاهم) * من القبيلة * (صالحا أن) * أي بأن * (اعبدوا الله) * وحدوه * (فإذا هم فريقان يختصمون) * في الدين فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم وفريق كافرون: (46) * (قال) * للمكذبين * (يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) * أي بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن كان ما أتيتنا به حقا فأتنا بالعذاب * (لولا) * هلا * (تستغفرون الله) * من الشرك * (لعلكم ترحمون) * فلا تعذبون. (47) * (قالوا اطيرنا) * أصله تطيرنا أدغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل أي تشاءمنا * (بك وبمن معك) * المؤمنين حيث قحطوا المطر وجاعوا * (قال طائركم) * شؤمكم * (عند الله) * أتاكم به * (بل أنتم قوم تفتنون) * تختبرون بالخير والشر. (48) * (وكان في المدينة) * مدينة ثمود * (تسعة رهط) * أي رجال * (يفسدون في الارض) * بالمعاصي منها قرضهم الدنانير والدراهم * (ولا يصلحون) * بالطاعة. (49) * (قالوا) * أي قال بعضهم لبعض * (تقاسموا) * أي إحلفوا * (بالله لنبيتنه) * بالنون والتاء وضم التاء الثانية * (وأهله) * أي من آمن به أي نقتلهم ليلا * (ثم لنقولن) * بالنون والتاء وضم اللام الثانية * (لوليه) * لولي دمه * (ما شهدنا) * حضرنا * (مهلك أهله) * بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم * (وإنا لصادقون) *. (50) * (ومكروا) * في ذلك * (مكرا ومكرنا مكرا) * أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم * (وهم لا يشعرون) *. (51) * (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم) * أهلكناهم * (وقومهم أجمعين) * بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم. = المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما يتكلم به: والذي أرجوه بعد الموت إنه كذا وكذا فقال له المشرك: إنك لتزعم أنك تبعث من بعد الموت فأقسم بالله جهد يمينه: لا يبعث الله من يموت فنزلت الآية. أسباب نزول الآية 41 قوله تعالى: (والذين هاجروا) الآية. أخرج ابن جرير عن داود بن أبي هند قال: نزلت (والذين = (*)
[ 501 ]
(52) * (فتلك بيوتهم خاوية) * أي خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الاشارة * (بما ظلموا) * بظلمهم أي كفرهم * (إن في ذلك لآية) * لعبرة * (لقوم يعلمون) * قدرتنا فيتعظون. (53) * (وأنجينا الذين آمنوا) * بصالح وهم أربعة آلاف * (وكانوا يتقون) * الشرك (54) * (ولوطا) * منصوب باذكر مقدرا قبله ويبدل منه * (إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة) * أي اللواط * (وأنتم تبصرون) * أي يبصر بعضكم بعضا أنهماكا في المعصية. (55) * (أئنكم) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين * (لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون) * عاقبة فعلكم. (56) * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط) * أهله * (من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) * من أدبار الرجال. (57) * (فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها) * جعلناها بتقديرنا * (من الغابرين) * الباقين في العذاب. (58) * (وأمطرنا عليهم مطرا) * هو حجارة السجيل فأهلكتهم * (فساء) * بئس * (مطر المنذرين) * بالعذاب مطرهم. (59) * (قل) * يا محمد * (الحمد لله) * على هلاك الكفار من الامم الخالية * (وسلام على عباده الذين اصطفى) * هم * (آلله) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه * (خير) * لمن يعبده * (أما تشركون) * بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها. (60) * (أمن خلق السماوات والارض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا) * فيه التفات من الغيبة إلى التكلم * (به حدائق) * جمع حديقة وهو البستان المحوط * (ذات بهجة) * حسن * (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) * لعدم قدرتكم عليه * (أإله) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة * (مع الله) * أعانه على ذلك أي ليس معه إله * (بل هم قوم يعدلون) * يشركون بالله غيره. (61) * (أمن جعل الارض قرارا) * لا تميد بأهلها * (وجعل خلالها) * فيما بينها * (أنهارا وجعل لها رواسي) * جبالا أثبت بها الارض * (وجعل بين البحرين حاجزا) * بين العذب والملح لا يختلط = هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) إلى قوله (وعلى ربهم يتوكلون) في أبي جندل بن سهيل. اسباب نزول الآية 75 قوله تعالى: (ضرب الله مثلا) الآية أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا) قال: نزلت في رجل من قريش وعبده وفي قوله (رجلين أحدهما أبكم) قال: نزلت في عثمان ومولى له كان يكره الاسلام ويأباه وينهاه عن = (*)
[ 502 ]
أحدهما بالآخر * (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) * توحيده (62) * (أمن يجيب المضطر) * المكروب الذي مسه الضر * (إذا دعاه ويكشف السوء) * عنه وعن غيره * (ويجعلكم خلفاء الارض) * الاضافة بمعنى في، أي يخلف كل قرن القرن الذي قبله. * (أإله مع الله قليلا ما تذكرون) * تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل (63) * (أمن يهديكم) * يرشدكم إلى مقاصدكم * (في ظلمات البر والبحر) * بالنجوم ليلا وبعلامات الارض نهارا * (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) * قدام المطر * (أإله مع الله تعالى الله عما يشركون) * به غيره (64) * (أمن يبدأ الخلق) * في الارحام من نطفة * (ثم يعيده) * بعد الموت وإن لم تعترفوا بالاعادة لقيام البراهين عليها * (ومن يرزقكم من السماء) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (اإله مع الله) * أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه * (قل) * يا محمد * (هاتوا برهانكم) * حجتكم * (إن كنتم صادقين) * أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر، وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل: (65) * (قل لا يعلم من في السماوات والارض) * من الملائكة والناس * (الغيب) * أي ما غاب عنهم * (إلا) * لكن * (الله) * يعلمه * (وما يشعرون) * أي كفار مكة كغيرهم * (أيان) * وقت * (يبعثون) *. (66) * (بل) * بمعنى هل * (أدرك) * وزن أكرم، وفي قراءة أخرى ادارك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق * (علمهم في الآخرة) * أي بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الامر كذلك * (بل هم في شك منها بل هم منها عمون) * من عمي القلب وهو أبلغ مما قبله والاصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها. (67) * (وقال الذين كفروا) * أيضا في إنكار البعث * (أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون) * من القبور. (68) * (لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن) * ما * (هذا إلا أساطير الاولين) * جمع أسطورة بالضم أي ما سطر من الكذب. (69) * (قل سيروا في الارض فانظروا كيف = الصدقة والمعروف فنزلت فيهما. اسباب نزول الآية 83 قوله تعالى: (يعرفون نعمة الله) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ عليه " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا " قال الاعرابي: نعم ثم قرأ عليه: " وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم = (*)
[ 503 ]
كان عاقبة المجرمين) * بإنكارهم، وهي هلاكهم بالعذاب. (70) * (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) * تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم. (71) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالعذاب * (إن كنتم صادقين) * فيه. (72) * (قل عسى أن يكون ردف) * قرب * (لكم بعض الذي تستعجلون) * فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت (73) * (وإن ربك لذو فضل على الناس) * ومنه تأخير العذاب عن الكفار * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) * فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه. (74) * (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) * تخفيه * (وما يعلنون) * بألسنتهم. (75) * (وما من غائبة في السماء والارض) * الهاء للمبالغة: أي شئ في غاية الخفاء على الناس * (إلا في كتاب مبين) * بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار. (76) * (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل) * الموجودين في زمان نبينا * (أكثر الذي هم فيه يختلفون) * أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا. (77) * (وإنه لهدى) * من الضلالة * (ورحمة للمؤمنين) * من العذاب. (78) * (إن ربك يقضي بينهم) * كغيرهم يوم القيامة * (بحكمه) * أي عدله * (وهو العزيز) * الغالب * (العليم) * بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه. (79) * (فتوكل على الله) * ثق به * (إنك على الحق المبين) * الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى والصم وبالعمي فقال: (80) * (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء * (ولوا مدبرين) *. (81) * (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن) * ما * (تسمع) * سماع إفهام وقبول * (إلا من يؤمن بآياتنا) * القرآن * (فهم مسلمون) * مخلصون بتوحيد الله. (82) * (وإذا وقع القول عليهم) * حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار. * (أخرجنا لهم دابة = ظعنكم ويوم إقامتكم " قال: نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول: نعم حتى بلغ " كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون " فولى الاعرابي فأنزل الله (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون). أسباب نزول الآية 91 قوله تعالى: (وأوفوا) الآية. أخرج ابن جرير عن بريدة قال: نزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم. (*)
[ 504 ]
من الارض تكلمهم) * أي تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا * (إن الناس) * كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن تقدر الباء بعد تكلمهم * (كانوا بآياتنا لا يوقنون) * لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب، وبخروجها ينقطع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن). (83) * (و) * اذكر * (يوم نحشر من كل أمة فوجا) * جماعة * (ممن يكذب بآياتنا) * وهم رؤساؤهم المتبعون * (فهم يوزعون) * أي يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون. (84) * (حتى إذا جاءوا) * مكان الحساب * (قال) * تعالى لهم * (أكذبتم) * أنبيائي * (بآياتي ولم تحيطوا) * من جهة تكذيبكم * (بها علما أما) * فيه إدغام ما الاستفهامية * (ذا) * موصول أي ما الذي * (كنتم تعملون) * مما أمرتم به. (85) * (ووقع القول) * حق العذاب * (عليهم بما ظلموا) * أي أشركوا * (فهم لا ينطقون) * إذ لا حجة لهم (86) * (ألم يروا أنا جعلنا) * خلقنا * (الليل ليسكنوا فيه) * كغيرهم * (والنهار مبصرا) * بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (لقوم يؤمنون) * خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الايمان بخلاف الكافرين (87) * (ويوم ينفخ في الصور) * القرن النفخة الاولى من إسرافيل * (ففزع من في السماوات ومن في الارض) * خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق، والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه * (إلا من شاء الله) * أي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون * (وكل) * تنوينه عوض عن المضاف إليه، أي وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة * (أتوه) * بصيغة الفعل واسم الفاعل * (داخرين) * صاغرين والتعبير في الاتيان بالماضي لتحقق وقوعه (88) * (وترى الجبال) * تبصرها وقت النفخة * (تحسبها) * تظنها * (جامدة) * واقفة مكانها لعظمها * (وهي تمر مر السحاب) * المطر إذا ضربته الريح أي تسير سيره حتى تقع على الارض أسباب نزول الآية 92 قوله تعالى: (ولا تكونوا) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص قال: كانت سعيدة الاسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ". أسباب نزول الآية 103 قوله تعالى: (ولقد نعلم) الآية أخرج ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس قال: كان رسول =
[ 505 ]
فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن، ثم تصير هباء منثورا * (صنع الله) * مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله أي صنع الله ذلك صنعا * (الذي أتقن) * أحكم * (كل شئ) * صنعه * (إنه خبير بما يفعلون) * بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة (89) * (من جاء بالحسنة) * أي لا إله إلا الله يوم القيامة * (فله خير) * ثواب * (منها) * أي بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى (عشر أمثالها) * (وهم) * الجاءون بها * (من فزع يومئذ) * بالاضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم * (آمنون) * (90) * (ومن جاء بالسيئة) * أي الشرك * (فكبت وجوههم في النار) * بأن وليتها، وذكرت الوجوه لانها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى ويقال لهم تبكيتا * (هل) * ما * (تجزون إلا) * جزاء * (ما كنتم تعملون) * من الشرك والمعاصي قل لهم (91) * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة) * أي مكة * (الذي حرمها) * جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم إنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها، وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب * (وله) * تعالى * (كل شئ) * فهو ربه وخالقه ومالكه * (وأمرت أن أكون من المسلمين) * لله بتوحيده (92) * (وأن أتلو القرآن) * عليكم تلاوة الدعوى إلى الايمان * (فمن اهتدى) * له * (فإنما يهتدي لنفسه) * أي لاجلها فإن ثواب اهتدائه له * (ومن ضل) * عن الايمان وأخطأ طريق الهدى * (فقل) * له * (إنما أنا من المنذرين) * المخوفين فليس علي إلا التبليغ وهذا قبل الامر بالقتال (93) * (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) * فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار * (وما ربك بغافل عما يعملون) * بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم = الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان أعجمي اللسان وكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا: إنما يعلمه بلعام فنزل الله (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) الآية وأخرج ابن ابي حاتم من طريق حصين عن عبد الله بن مسلم الحضرمي قال: كان لنا عبدان: أحدهما يقال له يسار والآخر جبر وكانا صقليين فكانا يقرآن كتابهما ويعلمان علمهما وكان رسول =
[ 506 ]
* (سورة القصص) * [ مكية إلا من آية 52 إلى آية 55 فمدنية وآية 85 فبالجحفة نزلت أثناء الهجرة وآياتها 88 ] (نزلت بعد النمل) بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (طسم) * الله أعلم بمراده بذلك (2) * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الكتاب) * الاضافة بمعنى من * (المبين) * المظهر الحق من الباطل (3) * (نتلوا) * نقص * (عليك من نبإ) * خبر * (موسى وفرعون بالحق) * الصدق * (لقوم يؤمنون) * لاجلهم لانهم المنتفعون به (4) * (إن فرعون علا) * تعظم * (في الارض) * أرض مصر * (وجعل أهلها شيعا) * فرقا في خدمته * (يستضعف طائفة منهم) * هم بنو إسرائيل * (يذبح أبناءهم) * المولودين * (ويستحيي نساءهم) * يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له: إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكك * (إنه كان من المفسدين) * بالقتل وغيره (5) * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء: يقتدى بهم في الخير * (ونجعلهم الوارثين) * ملك فرعون (6) * (ونمكن لهم في الارض) * أرض مصر والشام * (ونري فرعون وهامان وجنودهما) * وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الاسماء الثلاثة * (منهم ما كانوا يحذرون) * يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه = الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيستمع قراءتهما فقالوا: إنما يتعلم منهما فنزلت. أسباب نزول الآية 106 قوله تعالى: (إلا من أكره) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى المدينة أخذ المشركون بلالا وخبابا وعمار بن ياسر فأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم =
[ 507 ]
(7) * (وأوحينا) * وحي إلهام أو منام * (إلى أم موسى) * وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته * (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم) * البحر أي النيل * (ولا تخافي) * غرقه * (ولا تحزني) * لفراقه * (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) * فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا (8) * (فالتقطه) * بالتابوت صبيحة الليل * (آل) * أعوان * (فرعون) * فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا * (ليكون لهم) * في عاقبة الامر * (عدوا) * يقتل رجالهم * (وحزنا) * يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه * (إن فرعون وهامان) * وزيره * (وجنودهما كانوا خاطئين) * من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه (9) * (وقالت امرأة فرعون) * وقد هم مع أعوانه بقتله هو * (قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) * فأطاعوها * (وهم لا يشعرون) * بعاقبة أمرهم معه (10) * (وأصبح فؤاد أم موسى) * لما علمت بالتقاطه * (فارغا) * مما سواه * (إن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها * (كادت لتبدي به) * أي بأنه ابنها * (لولا أن ربطنا على قلبها) * بالصبر أي سكناه * (لتكون من المؤمنين) * المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبلها (11) * (وقالت لاخته) * مريم * (قصيه) * اتبعي أثره حتى تعلمي خبره * (فبصرت به) * أبصرته * (عن جنب) * من مكان بعيد اختلاسا * (وهم لا يشعرون) * أنها أخته وأنها ترقبه (12) * (وحرمنا عليه المراضع من قبل) * أي قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة = حدثه فقال: كيف كان قلبك حين قلت أكان منشرحا بالذي قلت ؟ قال: لا فأنزل الله (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) وأخرج عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في أناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة أن هاجروا فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم فكفروا مكرهين ففيهم نزلت هذه الآية وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عمر بن الحكم =
[ 508 ]
غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له * (فقالت) * أخته * (هل أدلكم على أهل بيت) * لما رأت حنوهم عليه * (يكفلونه لكم) * بالارضاع وغيره * (وهم له ناصحون) * وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به كما قال تعالى: (13) * (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها) * بلقائه * (ولا تحزن) * حينئذ * (ولتعلم أن وعد الله) * برده إليها * (حق ولكن أكثرهم) * أي الناس * (لا يعلمون) * بهذا الوعد ولا بأن هذه أخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها أجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لانها مال حربي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين) (14) * (ولما بلغ أشده) * وهو ثلاثون سنة أو وثلاث * (واستوى) * أي بلغ أربعين سنة * (آتيناه حكما) * حكمة * (وعلما) * فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا * (وكذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) * لانفسهم (15) * (ودخل) * موسى * (المدينة) * مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنه مدة * (على حين غفلة من أهلها) * وقت القيلولة * (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته) * أي إسرائيلي * (وهذا من عدوه) * أي قبطي يسخر إسرائيليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون * (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) * فقال له موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك * (فوكزه موسى) * أي ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش * (فقضى عليه) * قتله ولم يكن قصد قتله ودفنه في الرمل * (قال هذا) * قتله * (من عمل الشيطان) * المهيج غضبي * (إنه عدو) * لابن آدم * (مضل) * له * (مبين) * بين الاضلال = قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين وفيهم نزلت هذه الآية (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) أسباب نزول الآية 126 قوله تعالى: (وإن عاقبتم) أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل والبزار عن ابي هريرة أن رسول =
[ 509 ]
(16) * (قال) * نادما * (رب إني ظلمت نفسي) * بقتله * (فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) * أي المتصف بهما أزلا وأبدا. (17) * (قال رب بما أنعمت) * بحق إنعامك * (علي) * بالمغفرة اعصمني * (فلن أكون ظهيرا) * عونا * (للمجرمين) * الكافرين بعد هذه ان عصمتني. (18) * (فأصبح في المدينة خائفا يترقب) * ينتظر ما يناله من جهة القتيل * (فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه) * يستغيث به على قبطي آخر * (قال له موسى إنك لغوي مبين) * بين الغواية لما فعلته بالامس واليوم. (19) * (فلما أن) * زائدة * (أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) * لموسى والمستغيث به * (قال) * المستغيث ظانا أنه يبطش به لما قال له * (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن) * ما * (تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين) * فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه. (20) * (وجاء رجل) * هو مؤمن آل فرعون * (من أقصا المدينة) * آخرها * (يسعى) * يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم * (قال يا موسى إن الملا) * من قوم فرعون * (يأتمرون بك) * يتشاورون فيك * (ليقتلوك فاخرج) * من المدينة * (إني لك من الناصحين) * في الامر بالخروج. (21) * (فخرج منها خائفا يترقب) * لحوق طالب أو غوث الله إياه * (قال رب نجني من القوم الظالمين) * قوم فرعون. (22) * (ولما توجه) * قصد بوجهه * (تلقاء مدين) * جهتها وهي قرية شعيب مسيرة ثمانية أيام من مصر سميت بمدين بن إبراهيم = الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال: لامثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) إلى آخر السورة فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عما أراد وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن ابي بن كعب قال: لما كان يوم أحد أصيب من الانصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت =
[ 510 ]
ولم يكن يعرف طريقها * (قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) * أي قصد الطريق أي الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها. (23) * (ولما ورد ماء مدين) * بئر فيها أي وصل إليها * (وجد عليه أمة) * جماعة * (من الناس يسقون) * مواشيهم * (ووجد من دونهم) * سواهم * (امرأتين تذودان) * تمنعان أغنامها عن الماء * (قال) * موسى لهما * (ما خطبكما) * ما شأنكما لا تسقيان * (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) * جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفوا مواشيهم عن الماء * (وأبونا شيخ كبير) * لا يقدر أن يسقي. (24) * (فسقى لهما) * من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس * (ثم تولى) * انصرف * (إلى الظل) * لسمرة من شدة حر الشمس وهو جائع * (فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير) * طعام * (فقير) * محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما فقال لاحداهما: ادعيه لي فقال تعالى: (25) * (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) * أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه * (قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) * فأجابها منكرا في نفسه أخذ الاجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها: امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال: اجلس فتعش وقال: أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال: لا، عادتي وعادة آبائي الانصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله (وإن عاقبتم فعاقبوا) الآية وظاهر هذا تأخر نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد وجمع ابن الحصار بأنها نزلت أولا بمكة ثم ثانيا بأحد ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده.
[ 511 ]
نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى * (فلما جاءه وقص عليه القصص) * مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون * (قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين) * إذ لا سلطان لفرعون على مدين. (26) * (قالت إحداهما) * وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى * (يا أبت استأجره) * اتخذه أجيرا يرعى غنمنا بدلنا * (إن خير من استأجرت القوي الامين) * أي استأجره لقوته وأمانته فسألها عنه فأخبرته بما تقدم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها: إمشي خلفي وزيادة أنها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه. (27) * (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) * وهي الكبرى أو الصغرى * (على أن تأجرني) * تكون أجيرا لي في رعي غنمي * (ثماني حجج) * أي سنين * (فإن أتممت عشرا) * أي رعي عشر سنين * (فمن عندك) * التمام * (وما أريد أن أشق عليك) * باشتراط العشر * (ستجدني إن شاء الله) * للتبرك * (من الصالحين) * الوافين بالعهد. (28) * (قال) * موسى * (ذلك) * الذي قلته * (بينى وبينك أيما الاجلين) * الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه * (قضيت) * به أي فرغت منه * (فلا عدوان علي) * بطلب الزيادة عليه * (والله على ما نقول) * أنا وأنت * (وكيل) * حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصي الانبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب. (29) * (فلما قضى موسى الاجل) * أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به * (وسار بأهله) * زوجته بإذن أبيها نحو مصر * (آنس) * أبصر من بعيد * (من جانب الطور) * اسم جبل * (نارا قال لاهله امكثوا) * هنا * (إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر) * (سورة الاسراء أو بني إسرائيل) أسباب نزول الآية 15 قوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) الآية أخرج ابن عبد البر بسند ضعيف عن عائشة قالت: سألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: هم من آبائهم ثم سألته بعد ذلك فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين ثم سألته بعدما
[ 512 ]
عن الطريق وكان قد أخطأها * (أو جذوة) * بتثليث الجيم قطعة وشعلة * (من النار لعلكم تصطلون) * تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها. (30) * (فلما أتاها نودي من شاطئ) * جانب * (الواد الايمن) * لموسى * (في البقعة المباركة) * لموسى لسماعه كلام الله فيها * (من الشجرة) * بدل من شاطئ بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج * (أن) * مفسرة لا مخففة * (يا موسى إني أنا الله رب العالمين) *. (31) * (وأن ألق عصاك) * فألقاها * (فلما رآها تهتز) * تتحرك * (كأنها جان) * وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها * (ولى مدبرا) * هاربا منها * (ولم يعقب) * أي يرجع فنودي * (يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) *. (32) * (أسلك) * أدخل * (يدك) * اليمنى بمعنى الكف * (في جيبك) * هو طوق القميص وأخرجها * (تخرج) * خلاف ما كانت عليه من الادمة * (بيضاء من غير سوء) * أي برص فأدخلها وأخرجها تضئ كشعاع الشمس تغشى البصر * (واضمم إليك جناحك من الرهب) * بفتح الحرفين وسكون الثاني من فتح الاول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الاولى وعبر عنها بالجناح لانها للانسان كالجناح للطائر * (فذانك) * بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشاربة إليهما المبتدأ لتذكير خبره * (برهانان) * مرسلان * (من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين) *. (33) * (قال رب إني قتلت منهم نفسا) * هو القبطي السابق * (فأخاف أن يقتلون) * به. (34) * (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا) * أبين * (فأرسله معي ردءا) * معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة * (يصدقني) * بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا * (إني أخاف أن يكذبون) *. = استحكم الاسلام فنزلت (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وقال: هم على الفطرة أو قال: في الجنة أسباب نزول الآية 26 قوله تعالى: (وآت القربى) الآية. أخرج الطبراني وغيره عن ابن سعيد الخدري قال: لما أنزلت (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك قال ابن كثير: هذا مشكل فإنه يشعر بأن الآية مدنية والمشهور خلافه =
[ 513 ]
(35) * (قال سنشد عضدك) * نقويك * (بأخيك ونجعل لكما سلطان) * غلبة * (فلا يصلون إليكما) * بسوء، اذهبا * (بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) * لهم. (36) * (فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات) * واضحات حال * (قالوا ما هذا إلا سحر مفترى) * مختلق * (وما سمعنا بهذا) * كائنا * (في) * أيام * (آبائنا الاولين) *. (37) * (وقال) * بواو وبدونها * (موسى ربي أعلم) * عالم * (بمن جاء بالهدى من عنده) * الضمير للرب * (ومن) * عطف على من قبلها * (تكون) * بالفوقانية والتحتانية * (له عاقبة الدار) * أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي هو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به * (إنه لا يفلح الظالمون) * الكافرون. (38) * (وقال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين) * فاطبخ لي الآجر * (فاجعل لي صرحا) * قصرا عاليا * (لعلي أطلع إلى إله موسى) * أنظر إليه وأقف عليه * (وإني لاظنه من الكاذبين) * في ادعائه إلها آخر وأنه رسوله. (39) * (واستكبر هو وجنوده في الارض) * أرض مصر * (بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) * بالبناء للفاعل وللمفعول. (40) * (فأخذناه وجنوده فنبذناهم) * طرحناهم * (في اليم) * البحر المالح فغرقوا * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) * حين صاروا إلى الهلاك. (41) * (وجعلناهم) * في الدنيا * (أئمة) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك * (يدعون إلى النار) * بدعائهم إلى الشرك * (ويوم القيامة لا ينصرون ؟ ؟) * بدفع العذاب عنهم. (42) * (وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة) * خزيا * (ويوم القيامة هم من المقبوحين) * المبعدين (43) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة = وروى ابن مردويه عن ابن عباس مثله. أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى: (وإما تعرضن) الآية أخرج سعيد بن منصور عن عطاء الخراساني قال: جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ظنوا ذلك من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم =
[ 514 ]
* (من بعد ما أهلكنا القرون الاولى) * قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم * (بصائر للناس) * حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب * (وهدى) * من الضلالة لمن عمل به * (ورحمة) * لمن آمن به * (لعلهم يتذكرون) * يتعظون بما فيه من المواعظ. (44) * (وما كنت) * يا محمد * (بجانب) * الجبل أو الوادي أو المكان * (الغربي) * من موسى حين المناجاة * (إذ قضينا) * أوحينا * (إلى موسى الامر) * بالرسالة إلى فرعون وقومه * (وما كنت من الشاهدين) * لذلك فتعلمه فتخبر به. (45) * (ولكنا أنشأنا قرونا) * أمما من بعد موسى * (فتطاول عليهم العمر) * طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره * (وما كنت ثاويا) * مقيما * (في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا) * خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها * (ولكنا كنا مرسلين) * لك وإليك بأخبار المتقدمين. (46) * (وما كنت بجانب الطور) * الجبل * (إذ) * حين * (نادينا) * موسى أن خذ الكتاب بقوة * (ولكن) * أرسلناك * (رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك) * وهم أهل مكة (لعلهم يتذكرون) * يتعظون (47) * (ولولا أن تصيبهم مصيبة) * عقوبة * (بما قدمت أيديهم) * من الكفر وغيره * (فيقولوا ربنا لولا) * هلا * (أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك) * المرسل بها * (ونكون من المؤمنين) * وجواب لولا محذوف وما بعده مبتدأ، والمعنى لولا الاصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولا (48) * (فلما جاءهم الحق) * محمد * (من عندنا قالوا لولا) * هلا * (أوتي مثل ما أوتي موسى) * من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما = فأنزل الله (وإما تعرض عنهم ابتغاء رحمة) وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال نزلت فيمن كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم من المساكين. أسباب نزول الآية 29 قوله تعالى (ولا تجعل يدك) الآية. أخرج سعيد بن منصور عن سيار أبي الحكم قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بز، وكان معطيا كريما فقسمه بين الناس فأتاه قوم فوجدوه قد فرغ منه، فأنزل الله (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا = (*)
[ 515 ]
أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى * (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) * حيث * (قالوا) * فيه وفي محمد * (ساحران) * وفي قراءة سحران أي القرآن والتوراة * (تظاهرا) * تعاونا * (وقالوا إنا بكل) * من النبيين والكتابين * (كافرون) * (49) * (قل) * لهم * (فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما) * من الكتابين * (أتبعه إن كنتم صادقين) * في قولكم (50) * (فإن لم يستجيبوا لك) * دعاءك بالاتيان بكتاب * (فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) * في كفرهم * (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) * أي لا أضل منه * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * الكافرين (51) * (ولقد وصلنا) * بينا * (لهم القول) * القرآن * (لعلهم يتذكرون) * يتعظون فيؤمنون (52) * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله) * أي القرآن * (هم به يؤمنون) * أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام (53) * (وإذا يتلى عليهم) * القرآن * (قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين) * موحدين (54) * (أولئك يؤتون أجرهم مرتين) * بإيمانهم بالكتابين * (بما صبروا) * بصبرهم على العمل بهما * (ويدرؤون) * يدفعون * (بالحسنة السيئة) * منهم * (ومما رزقناهم ينفقون) * يتصدقون (55) * (وإذا سمعوا اللغو) * الشتم والاذى من الكفار * (أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم) * سلام متاركة: أي سلمتم منا من الشتم وغيره * (لا نبتغي الجاهلين) * لا نصحبهم (56) ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب * (إنك لا تهدي من أحببت) * هدايته * (ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم) * عالم * (بالمهتدين) * (57) * (وقالوا) * قومه * (إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) * ننتزع منها بسرعة قال تعالى * (أو لم نمكن لهم حرما آمنا) * يأمنون فيه = تبسطها) الآية وأخرج ابن مردويه وغيره عن ابن مسعود قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي تسألك كذا وكذا قال ما عندنا شئ اليوم قال فتقول لك أكسني قميصك فخلع قميصه فدفعه إليه فجلس في البيت حاسرا، فأنزل الله (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) وأخرج أيضا عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: أنفق ما على ظهر كفي، = (*)
[ 516 ]
من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض * (تجبى) * بالفوقانية والتحتانية * (إليه ثمرات كل شئ) * أي من كل أوب * (رزقا) * لهم * (من لدنا) * عندنا * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن ما نقوله حق (58) * (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) * عيشها وأريد بالقرية أهلها * (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا) * للمارة يوما أو بعضه * (وكنا نحن الوارثين) * منهم (59) * (وما كان ربك مهلك القرى) * بظلم منها * (حتى يبعث في أمها) * أي أعظمها * (رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون) * بتكذيب الرسل (60) * (وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) * تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى * (وما عند الله) * أي ثوابه * (خير وأبقى أفلا تعقلون) * بالتاء والياء أن الباقي خير من الفاني (61) * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) * وهو مصيبه وهو الجنة * (كمن متعناه متاع الحياة الدنيا) * فيزول عن قريب * (ثم هو يوم القيامة من المحضرين) * النار، الاول المؤمن، والثاني الكافر، أي لا تساوي بينهما (62) * (و) * اذكر * (يوم يناديهم) * الله * (فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) * - هم شركائي (63) * (قال الذين حق عليهم القول) * بدخول النار وهم رؤساء الضلالة * (ربنا هؤلاء الذين أغوينا) * هم مبتدأ وصفة * (أغويناهم) * خبره فغووا * (كما غوينا) * لم نكرههم على الغي * (تبرأنا إليك) * منهم * (ما كانوا إيانا يعبدون) * ما نافية وقدم المفعول للفاصلة (64) * (وقيل ادعوا شركاءكم) * أي الاصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله * (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) * دعاءهم * (ورأوا) * هم * (العذاب) * أبصروه * (لو أنهم كانوا يهتدون) * في الدنيا لما رأوه في الآخرة = فقالت إذن لا يبقى شئ فأنزل الله (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) الآية وظاهر ذلك أنها مدنية. أسباب نزول الآية 45 قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن) الآية أخرج ابن المنذر عن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا القرآن على مشركي قريش ودعاهم إلى الكتاب قالوا يهزؤون به " قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك = (*)
[ 517 ]
(65) * (و) * اذكر * (يوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) * إليكم (66) * (فعميت عليهم الانباء) * الاخبار المنجية في الجواب * (يومئذ) * لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة * (فهم لا يتساءلون) * عنه فيسكتون (67) * (فأما من تاب) * من الشرك * (وآمن) * صدق بتوحيد الله * (وعمل صالحا) * أدى الفرائض * (فعسى أن يكون من المفلحين) * الناجين بوعد الله (68) * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) * ما يشاء * (ما كان لهم) * للمشركين * (الخيرة) * الاختيار في شئ * (سبحان الله وتعالى عما يشركون) * عن إشراكهم (69) * (وربك يعلم ما تكن صدورهم) * تسر قلوبهم من الكفر وغيره * (وما يعلنون) * بألسنتهم من ذلك (70) * (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الاولى) * الدنيا * (والآخرة) * الجنة * (وله الحكم) * القضاء النافذ في كل شئ * (وإليه ترجعون) * بالنشور (71) * (قل) * لاهل مكة * (أرأيتم) * أي أخبروني * (إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) * دائما * (إلى يوم القيامة من إله غير الله) * بزعمكم * (يأتيكم بضياء) * نهار تطلبون فيه المعيشة * (أفلا تسمعون) * ذلك سماع تفهم فترجعون عن الاشراك (72) * (قل) * لهم * (أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله) * بزعمكم * (يأتيكم بليل تسكنون) * تستريحون * (فيه) * من التعب * (أفلا تبصرون) * ا أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعون عنه (73) * (ومن رحمته) * تعالى * (جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه) * في الليل * (ولتبتغوا من فضله) * في النهار للكسب * (ولعلكم تشكرون) * النعمة فيهما (74) * (و) * اذكر * (يوم يناديهم فيقول إين شركائي الذين كنتم تزعمون) * ذكر ثانيا ليبني عليه = حجاب) فأنزل الله في ذلك من قولهم (وإذا قرأت القرآن) الآيات. أسباب نزول الآية 56 قوله تعالى (قل ادعوا) الآية أخرج البخاري وغيره عن ابن مسعود قال كان ناس من الانس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجنيون واستمسك الآخرون بعبادتهم فأنزل الله (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) الآية. (*)
[ 518 ]
(75) * (ونزعنا) * أخرجنا * (من كل أمة شهيدا) * وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا * (فقلنا) * لهم * (هاتوا برهانكم) * على ما قلتم من الاشراك * (فعلموا أن الحق) * في الالهية * (لله) * لا يشاركه فيه أحد * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * في الدنيا من أن معه شريكا، تعالى عن ذلك (76) * (إن قارون كان من قوم موسى) * ابن عمه وابن خالته وآمن به * (فبغى عليهم) * بالكبر والعلو وكثرة المال * (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء) * تثقل * (بالعصبة) * الجماعة * (أولي) * أصحاب * (القوة) * أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر * (إذ قال له قومه) * المؤمنون من بني إسرائيل * (لا تفرح) * بكثرة المال فرح بطر * (إن الله لا يحب الفرحين) * بذلك (77) * (وابتغ) * اطلب * (فيما آتاك الله) * من المال * (الدار الآخرة) * بأن تنفقه في طاعة الله * (ولا تنس) * تترك * (نصيبك من الدنيا) * أي أن تعمل فيها للآخرة * (وأحسن) * للناس بالصدقة * (كما أحسن الله إليك ولا تبغ) * تطلب * (الفساد في الارض) * بعمل المعاصي * (إن الله لا يحب المفسدين) * بمعنى أنه يعاقبهم (78) * (قال إنما أوتيته) * أي المال * (على علم عندي) * أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد موسى وهارون قال تعالى * (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون) * الامم * (من هو أشد منه قوة واكثر جمعا) * للمال: أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله * (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) * لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب (79) * (فخرج) * قارون * (على قومه في زينته) * بأتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية أسباب نزول الآية 59 قوله تعالى: (وما منعنا) الآية أخرج الحاكم والطبراني وغيرهما عن ابن عباس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعوا فقيل له إن شئت أن تستأتي بهم، وإن شئت تؤتهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم قال: بل استأني بهم، فأنزل الله (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الاولون) الآية، وأخرج الطبراني وابن مردويه عن الزبير نحوه أبسط منه. (*)
[ 519 ]
* (قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا) * للتنبيه * (ليت لنا مثل ما أوتي قارون) * في الدنيا * (إنه لذو حظ) * نصيب * (عظيم) * واف فيها (80) * (وقال) * لهم * (الذين أوتوا العلم) * بما وعد الله في الآخرة * (ويلكم) * كلمة زجر * (ثواب الله) * في الآخرة بالجنة * (خير لمن آمن وعمل صالحا) * مما أوتي قارون في الدنيا * (ولا يلقاها) * أي الجنة المثاب بها * (إلا الصابرون) * على الطاعة وعن المعصية (81) * (فخسفنا به) * بقارون * (وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله) * أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك * (وما كان من المنتصرين) * منه (82) * (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالامس) * أي من قريب * (يقولون ويكأن الله يبسط) * يوسع * (الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) * يضيق على ما يشاء و " وي " اسم فعل بمعنى: أعجب، أي أنا والكاف بمعنى اللام * (لولا أن من الله علينا لخسف بنا) * بالبناء للفاعل والمفعول * (ويكأنه لا يفلح الكافرون) * لنعمة الله كقارون (83) * (تلك الدار الآخرة) * أي الجنة * (نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض) * بالبغي * (ولا فسادا) * بعمل المعاصي * (والعاقبة) * المحمودة * (للمتقين) * عقاب الله، بعمل الطاعات (84) * (من جاء بالحسنة فله خير منها) * ثواب بسببها وهو عشر أمثالها * (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا) * جزاء * (ما كانوا يعملون) * أي: مثله (85) * (إن الذي فرض عليك القرآن) * أنزله * (لرادك إلى معاد) * إلى مكة وكان قد اشتاقها * (قل ربي أعلم من جاء بالهدى أسباب نزول الآية 60 قوله تعالى: (وما جعلنا) الآية أخرج أبو يعلى عن أم هانئ أنه صلى الله عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث نفرا من قريش يستهزئون به فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة العير فقال الوليد بن المغيرة هذا ساحر فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) وأخرج ابن المنذر عن الحسن نحوه وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يوما مهموما فقيل له مالك (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس)، وأخرج ابن جرير من حديث سهل بن سعد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من حديث عمرو بن العاص ومن حديث يعلى ابن مرة ومن مرسل سعيد بن المسيب نحوها وأسانيدها ضعيفة قوله تعالى: (والشجرة الملعونة في القرآن) الآية أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال لما ذكر الله الزقوم خوف به هذا الحي من قريش قال أبو جهل هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد ؟ قالوا لا قال الثريد بالزبد أما لئن أمكننا منها لنزقمنها رقما فأنزل الله (والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) وأنزل (إن شجرة الزقوم طعام الاثيم). (*)
[ 520 ]
ومن هو في ضلال مبين) * نزل جوابا لقول كفار مكة له: إنك في ضلال، أي فهو الجائي بالهدى، وهم في ضلال وأعلم بمعنى: عالم (86) * (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب) * القرآن * (إلا) * لكن ألقي إليك * (رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا) * معينا * (للكافرين) * على دينهم الذي دعوك إليه (87) * (ولا يصدنك) * أصله يصدوننك حذفت نون الرفع للجازم، والواو للفاعل لالتقائها مع النون الساكنة * (عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك) * أي لا ترجع إليهم في ذلك * (وادع) * الناس * (إلى ربك) * بتوحيده وعبادته * (ولا تكونن من المشركين) * بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه (88) * (ولا تدع) * تعبد * (مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه) * إلا إياه * (له الحكم) * القضاء النافذ * (وإليه ترجعون) * بالنشور من قبوركم * (سورة العنكبوت) * [ مكية إلا من آية 1 لغاية 11 فمدنية ] [ وآياتها ست وتسعون نزلت بعد الروم ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ا لم) * الله أعلم بمراده بذلك (2) * (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا) * أي: بقولهم * (آمنا وهم لا يفتنون) * يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم، نزل في جماعة آمنوا فأذاهم المشركون (3) * (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا) * في إيمانهم علم مشاهدة * (وليعلمن الكاذبين) * فيه أسباب نزول الآية 73 قوله تعالى (وإن كادوا ليفتنونك) الآيات أخرج ابن مردويه وابن ابي حاتم من طريق اسحق عن محمد بن ابي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد تعال تمسح بآلهتنا وندخل معك في دينك وكان يحب إسلام قومه فرق لهم فأنزل الله (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا اليك) إلى (نصيرا) قلت هذا أصح ما ورد في سبب نزولها وهو إسناد جيد وله شاهد. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد ابن جبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر فقالوا: لا ندعك تستسلم حتى تلم بآلهتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما علي لو فعلت والله يعلم مني خلافة فنزلت. وأخرج نحوه عن ابن شهاب. وأخرج عن جبير بن نفير أن قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت أرسلت الينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم فنكون نحن أصحابك فركن إليهم فنزلت. وأخرج عن محمد بن كعب القرظي أنه صلى الله عليه وسلم قرأ (والنجم) إلى (أفرأيتم اللات والعزى) فالقى عليه الشيطان: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجي فنزلت فما زال مهموما حتى =
[ 521 ]
(4) * (أم حسب الذين يعملون السيئات) * الشرك والمعاصي * (أن يسبقونا) * يفوتونا فلا ننتقم منهم * (ساء) * بئس * (ما) * الذي * (يحكمون) * - ه حكمهم هذا (5) * (من كان يرجو) * يخاف * (لقاء الله فإن أجل الله) * به * (لآت) * فليستعد له * (وهو السميع) * لاقوال العباد * (العليم) * بأفعالهم (6) * (ومن جاهد) * جهاد حرب أو نفس * (فإنما يجاهد لنفسه) * فإن منفعة جهاده له لا لله * (إن الله لغني عن العالمين) * الانس والجن والملائكة وعن عبادتهم (7) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) * بعمل الصالحات * (ولنجزينهم أحسن) * بمعنى: حسن ونصبه بنزع الخافض الباء * (الذي كانوا يعملون) * وهو الصالحات (8) * (ووصينا الانسان بوالديه حسنا) * أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما * (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به) * بإشراكه * (علم) * موافقة للواقع فلا مفهوم له * (فلا تطعهما) * في الاشراك * (إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) * فأجازيكم به (9) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) * الانبياء والاولياء بأن نحشرهم معهم (10) * (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس) * أي أذاهم له * (كعذاب الله) * في الخوف منه فيطيعهم فينافق * (ولئن) * لام قسم * (جاء نصر) * للمؤمنين * (من ربك) * فغنموا * (ليقولن) * حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين * (إنا كنا معكم) * في الايمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى * (أو ليس الله بأعلم) * أي بعالم * (بما في صدور العالمين) * بقلوبهم من الايمان والنفاق ؟ بلى = أنزل الله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله) الآية. وفي هذا دليل على أن هذه الآيات مكية ومن جعلها مدنية استدل بما أخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أن شعبا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أجلنا سنة حتى يهدي الي آلهتنا فإن قبضنا الذي يهدي للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا فهم أن يؤجلهم وإسناده ضعيف. أسباب نزول الآية 76 قوله تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك) الآية. أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت نبيا فالحق بالشام فإن الشام أرض المحشر وأرض الانبياء فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا فغزا غزوة تبوك يريد الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله آيات من سورة بني إسرائيل بعدما ختمت السورة (وإن كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها) وأمره بالرجوع إلى المدينة وقال له جبريل: سل ربك فإن لكل نبي =
[ 522 ]
(11) * (وليعلمن الله الذين آمنوا) * بقلوبهم * (وليعلمن المنافقين) * فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم (12) * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) * ديننا * (ولنحمل خطاياكم) * في اتباعنا إن كانت والامر بمعنى الخبر، قال تعالى * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون) * في ذلك (13) * (وليحملن أثقالهم) * أوزارهم * (وأثقالا مع أثقالهم) * بقولهم للمؤمنين " اتبعوا سبيلنا " وإضلالهم مقلديهم * (وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) * يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم، وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع (14) * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) * وعمره أربعون سنة أو أكثر * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * يدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه * (فأخذهم الطوفان) * أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا * (وهم ظالمون) * مشركون (15) * (فأنجيناه) * أي نوحا * (وأصحاب السفينة) * الذين كانوا معه فيها * (وجعلناها آية) * عبرة * (للعالمين) * لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس (16) * (و) * اذكر * (إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه) * خافوا عقابه * (ذلكم خير لكم) * مما أنتم عليه من عبادة الاصنام * (إن كنتم تعلمون) * الخير من غيره (17) * (إنما تعبدون من دون الله) * أي غيره * (أوثانا وتخلقون إفكا) * تقولون كذبا إن الاوثان شركاء لله * (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا) * لا يقدرون أن يرزقوكم * (فابتغوا عند الله الرزق) * اطلبوه منه * (واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) * (18) * (وإن تكذبوا) * أي تكذبوني يا أهل مكة = مسألة فقال: ما تأمرني أن أسأل ؟ قال: " وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا فهؤلاء نزلن في رجعته من تبوك هذا مرسل ضعيف الاسناد وله شاهد من مرسل سعيد بن جبير عند ابن ابي حاتم ولفظه: قالت المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم كانت الانبياء تسكن الشام فمالك والمدينة فهم أن يشخص فنزلت وله طريق أخرى مرسلة عند ابن جرير أن بعض اليهود قاله له =.
[ 523 ]
* (فقد كذب أمم من قبلكم) * من قبلي * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * إلا البلاغ البين، في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه (19) * (أو لم يروا) * بالياء والتاء ينظروا * (كيف يبدئ الله الخلق) * هو بضم أوله، وقرئ بفتحه من بدأ وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداء * (ثم) * هو * (يعيده) * أي الخلق كما بدأهم * (إن ذلك) * المذكور من الخلق الاول والثاني * (على الله يسير) * فكيف ينكرون الثاني (20) * (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق) * لمن كان قبلكم وأماتهم * (ثم الله ينشئ النشآءة الآخرة) * مدا وقصرا مع سكون الشين * (إن الله على كل شئ قدير) * ومنه البدء والاعادة (21) * (يعذب من يشاء) * تعذيبه * (ويرحم من يشاء) * رحمته * (وإليه تقلبون) * تردون (22) * (وما أنتم بمعجزين) * ربكم عن إدراككم * (في الارض ولا في السماء) * لو كنتم فيها: أي لا تفوتونه * (وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من ولي) * يمنعكم منه * (ولا نصير) * ينصركم من عذابه (23) * (والذين كفروا بآيات الله ولقائه) * أي القرآن والبعث * (أولئك يئسوا من رحمتي) * أي جنتي * (وأولئك لهم عذاب إليم) * مؤلم (24) قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار) * التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما * (إن في ذلك) * أي إنجائه منها * (لآيات) * هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير * (لقوم يؤمنون) * يصدقون بتوحيد الله وقدرته لانهم المنتفعون بها (25) * (وقال) * إبراهيم * (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) * تعبدونها وما مصدرية * (مودة بينكم) * خبر إن، وعلى قراءة النصب مفعول له أسباب نزول الآية 80 قوله تعالى: (وقل رب أدخلني) الآية. أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت عليه (قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) وهذا صريح في أن الآية مكية وأخرجه ابن مردويه بلفظ أصرح منه.
[ 524 ]
وما كافة المعنى: تواددتم على عبادتها * (في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض) * يتبرأ القادة من الاتباع * (ويلعن بعضكم بعضا) * يلعن الاتباع القادة * (ومأواكم) * مصيركم جميعا * (النار وما لكم من ناصرين) * مانعين منها (26) * (فآمن له) * صدق بإبراهيم * (لوط) * وهو ابن أخيه هاران * (وقال) * إبراهيم * (إني مهاجر) * من قومي * (إلى ربي) * إلى حيث أمرني ربي، وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام * (إنه هو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه (27) * (ووهبنا له) * بعد إسماعيل * (إسحاق يعقوب) * بعد إسحاق * (وجعلنا في ذريته النبوة) * فكل الانبياء بعد إبراهيم من ذريته * (والكتاب) * بمعنى الكتب: أي التوراة والانجيل، والزبور والفرقان * (وآتيناه أجره في الدنيا) * وهو الثناء الحسن في كل أهل الاديان، * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * الذين لهم الدرجات العلى (28) * (و) * اذكر * (لوطا إذ قال لقومه أئنكم) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين * (لتأتون الفاحشة) * أي: أدبار الرجال * (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) * الانس والجن. (29) * (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) * طريق المارة بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم * (وتأتون في ناديكم) * أي متحدثكم * (المنكر) * فعل الفاحشة بعضكم ببعض * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) * في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه. (30) * (قال رب انصرني) * بتحقيق قولي في إنزال العذاب * (على القوم المفسدين) * العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه. أسباب نزول الآية 85 قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح) أخرج البخاري عن ابن مسعود قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه فقالوا حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال " الروح من أمر ربي وما أوتيمتم من العلم إلا قليلا وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال: قالت قريش = (*)
[ 525 ]
(31) * (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) * بإسحاق ويعقوب بعده * (قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية) * أي قرية لوط * (إن أهلها كانوا ظالمين) * كافرين. (32) * (قال) * إبراهيم * (إن فيها لوطا قالوا) * أي الرسل * (نحن أعلم بمن فيها لننجينه) * بالتخفيف والتشديد * (وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) * الباقين في العذاب. (33) * (ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم) * حزن بسببهم * (وضاق بهم ذرعا) * صدرا لانهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه * (وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك) * بالتشديد والتخفيف * (وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين) * ونصب أهلك عطف على محل الكاف (34) * (إنا منزلون) * بالتخفيف والتشديد * (على أهل هذه القرية رجزا) * عذابا * (من السماء بما) * بالفعل الذي * (كانوا يفسقون) * به أي بسبب فسقهم. (35) * (ولقد تركنا منها آية بينة) * ظاهرة هي آثار خرابها * (لقوم يعقلون) * يتدبرون. (36) * (و) * أرسلنا * (إلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر) * اخشوه هو يوم القيامة * (ولا تعثوا في الارض مفسدين) * حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد. (37) * (فكذبوه فأخذتهم الرجفة) * الزلزلة الشديدة * (فأصبحوا في دارهم جاثمين) * باركين على الركب ميتين. (38) * (و) * أهلكنا * (عادا وثمودا) * بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة * (وقد تبين لكم) * إهلاكهم * (من مساكنهم) * بالحجر واليمن * (وزين لهم الشيطان أعمالهم) * من الكفر والمعاصي * (فصدهم عن السبيل) * سبيل الحق * (وكانوا مستبصرين) * ذوي بصائر. = لليهود علمونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) قال ابن كثير يجمع بين الحديثين بتعدد النزول وكذا قال الحافظ ابن حجر أو يحمل سكوته حين سؤال اليهود على توقع مزيد بيان في ذلك وإلا فما في الصحيح أصح قلت ويرجح ما في الصحيح بأن راويه حاضر القصة بخلاف ابن عباس. (*)
[ 526 ]
(39) * (و) * أهلكنا * (قارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم) * من قبل * (موسى بالبينات) * الحجج الظاهرات * (فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين) * فائتين عذابنا. (40) * (فكلا) * من المذكورين * (أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا) * ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط * (ومنهم من أخذته الصيحة) * كثمود * (ومنهم من خسفنا به الارض) * كقارون * (ومنهم من أغرقنا) * كقوم نوح وفرعون وقومه * (وما كان الله ليظلمهم) * فيعذبهم بغير ذنب * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بارتكاب الذنب (41) * (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) * أي أصناما يرجون نفعها * (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) * لنفسها تأوي إليه * (وإن أوهن) * أضعف * (البيوت لبيت العنكبوت) * لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الاصنام لا تنفع عابديها * (لو كانوا يعلمون) * ذلك ما عبدوها. (42) * (إن الله يعلم ما) * بمعنى الذي * (يدعون) * يعبدون بالياء والتاء * (من دونه) * غيره * (من شئ وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (43) * (وتلك الامثال) * في القرآن * (نضربها) * نجعلها * (للناس وما يعقلها) * أي يفهمها * (إلا العالمون) * المتدبرون (44) * (خلق الله السماوات والارض بالحق) * أي محقا * (إن في ذلك لآية) * دالة على قدرته تعالى * (للمؤمنين) * خصوا بالذكر لانهم المنتفعون بها في الايمان بخلاف الكافرين. (45) * (اتل ما أوحي إليك من الكتاب) * القرآن * (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) * شرعا: أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها * (ولذكر الله أكبر) * من غيره من الطاعات * (والله يعلم ما تصنعون) * فيجازيكم به. أسباب نزول الآية 88 قوله تعالى (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا) الآية، أخرج ابن اسحاق وابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم في عامة من يهود سماهم فقالوا كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وإن هذا الذي جئت به لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة فأنزل علينا كتابا نعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتي به فأنزل الله (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) الآية. أسباب نزول الآية 90 قوله تعالى (وقالوا لن نؤمن لك) الآية أخرج ابن جرير من طريق ابن اسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بني عبد الدار وأبا البحتري والاسود بن المطلب وربيعة بن الاسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيها ومنبها ابني الحجاج = (*)
[ 527 ]
(46) * (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي) * أي: المجادلة التي * (هي أحسن) * كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه * (إلا الذين ظلموا منهم) * بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية * (وقولوا) * لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشئ مما في كتبهم * (آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) * ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك * (إلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) * مطيعون (47) * (وكذلك أنزلنا إليك الكتاب) * القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها * (فالذين آتيناهم الكتاب) * التوراة كعبد الله بن سلام وغيره * (يؤمنون به) * بالقرآن * (ومن هؤلاء) * أهل مكة * (من يؤمن به وما يجحد بآياتنا) * بعد ظهورها * (إلا الكافرون) * أي اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي به محق وجحدوا ذلك (48) * (وما كنت تتلو من قبله) * أي القرآن * (من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا) * أي: لو كنت قارئا كاتبا * (لا رتاب) * شك * (المبطلون) * اليهود فيك وقالوا: الذي في التوراة أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب (49) * (بل هو) * أي القرآن الذي جئت به * (آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) * أي المؤمنون يحفظونه * (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) * أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم (50) * (وقالوا) * أي كفار مكة * (لولا) * هلا * (أنزل عليه) * أي محمد * (آية من ربه) * وفي قراءة: آيات كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى * (قل) * لهم * (إنما الآيات عند الله) * ينزلها كيف يشاء * (وإنما أنا نذير مبين) * مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية = اجتمعوا فقالوا يا محمد ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد سببت الآباء وعبت الدين وسفهت الاحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تريد مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك ربما يأتيك رئيا تراه قد غلب بذلنا = (*)
[ 528 ]
(51) * (أولم يكفهم) * فيما طلبوا * (أنا أنزلنا عليك الكتاب) * القرآن * (يتلى عليهم) * فهي آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات * (إن في ذلك) * الكتاب * (لرحمة وذكرى) * عظة * (لقوم يؤمنون) * (52) * (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) * بصدقي * (يعلم ما في السماوات والارض) * ومنه حالي وحالكم * (والذين آمنوا بالباطل) * وهو ما يعبد من دون الله * (وكفروا بالله) * منكم * (أولئك هم الخاسرون) * في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالايمان (53) * (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى) * له * (لجاءهم العذاب) * عاجلا * (وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون) * بوقت إتيانه (54) * (يستعجلونك بالعذاب) * في الدنيا * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * (55) * (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ونقول) * فيه بالنون أي: نأمر بالقول، وبالياء يقول: أي: الموكل بالعذاب * (ذوقوا ما كنتم تعملون) * أي: جزاءه فلا تفوتوننا (56) * (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) * في أي أرض تيسرت فيها العبادة، بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها نزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الاسلام بها (57) * (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) * بالتاء والياء بعد البعث (58) * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم) * ننزلنهم، وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء: الاقامة وتعديته إلى غرفا بحذف في * (من الجنة غرفا تجري من تحتها الانهار خالدين) * مقدرين الخلود * (فيها نعم أجر العاملين) * هذا الاجر = أموالنا في طلب العلم حتى نبرئك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ما تقولون ولكن الله بعثني اليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم مبشرا ونذيرا قالوا فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا ولا أقل مالا ولا أشد عيشا منا فلتسأل لنا ربك الذي بعثك فليسير عنا هذه الجبال التي ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من قد مضى من آبائنا فإن لم تفعل فسل ربك ملكا يصدقك بما تقول وأن يجعل لنا جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة نعينك بها على ما نراك تبتغي فإنك تقوم بالاسواق وتلتمس المعاش فإن لم تفعل فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية فقال يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لانفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتي ومعك نسخة منشورة ومعك أربعة من الملائكة = (*)
[ 529 ]
(59) هم * (الذين صبروا) * أي على أذى المشركين والهجرة لاظهار الدين * (وعلى ربهم يتوكلون) * فيرزقهم من حيث لا يحتسبون (60) * (وكأين) * كم * (من دابة لا تحمل رزقها) * لضعفها * (الله يرزقها وإياكم) * أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة * (وهو السميع) * لاقوالكم * (العليم) * بضمائركم (61) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم) * أي الكفار * (من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون) * يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك (62) * (الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء من عباده) * امتحانا * (ويقدر) * يضيق * (له) * بعد البسط أي لمن يشاء ابتلاءه * (إن الله بكل شئ عليم) * ومنه محل البسط والتضييق (63) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها ليقولن الله) * فكيف يشركون به * (قل) * لهم * (الحمد لله) * على ثبوت الحجة عليكم * (بل أكثرهم لا يعقلون) * تناقضهم في ذلك (64) * (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) * وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها * (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) * بمعنى الحياة * (لو كانوا يعلمون) * ذلك ما آثروا الدنيا عليها (65) * (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) * أي الدعاء، أي: لا يدعون معه غيره لانهم في شدة لا يكشفها إلا هو * (فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) * به = فيشهدوا لك أنك كما تقول فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا فأنزل عليه ما قاله عبد الله بن أبي أمية (وقالوا لن نؤمن لك) إلى قوله (بشرا رسولا) وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله (وقالوا لن نؤمن لك) قال نزلت في أخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية مرسل صحيح شاهد لما قبله يجبر المبهم في إسناده. أسباب نزول الآية 110 قوله تعالى (قل ادعوا الله) الآية أخرج ابن مردويه وغيره عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم فدعا فقال في دعائه يا الله يا رحمن فقال المشركون انظروا إلى هذا الصابئ ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين فأنزل الله (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى) قوله تعالى (ولا تجهر) الآية، أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس في قوله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها). قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فكان المشركون إذا سمعوا القرآن سبوه ومن أنزله ومن جاء به فنزلت وأخرج البخاري أيضا عن عائشة أنها نزلت في الدعاء وأخرج ابن = (*)
[ 530 ]
(66) * (ليكفروا بما آتيناهم) * من النعمة * (وليتمتعوا) * باجتماعهم على عبادة الاصنام، وفي قراءة بسكون اللام أمر تهديد * (فسوف يعلمون) * عاقبة ذلك (67) * (أولم يروا) * يعلموا * (أنا جعلنا) * بلدهم مكة * (حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) * قتلا وسبيا دونهم * (أفبالباطل) * الصنم * (يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) * بإشراكهم (68) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بأن أشرك به * (أو كذب بالحق) * النبي أو الكتاب * (لما جاءه أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للكافرين) * أي فيها ذلك وهو منهم (69) * (والذين جاهدوا فينا) * في حقنا * (لنهدينهم سبلنا) * أي طريق السير إلينا * (وإن الله لمع المحسنين) * المؤمنين بالنصر والعون * (سورة الروم) * [ مكية إلا آية 17 فمدنية وآياتها ستون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلم) * الله أعلم بمراده في ذلك (2) * (غلبت الروم) * وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الاوثان ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا للمسلمين: نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم. = جرير من طريق ابن عباس مثله ثم رجح الاولى لكونها أصح سندا وكذا رجحها النووي وغيره وقال الحافظ ابن حجر لكن يحتمل الجمع بينهما بأنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة وقد أخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء فنزلت وأخرج ابن جرير والحاكم عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في التشهد وهي مبينة لمرادها في الرواية السابقة، ولابن منيع في مسنده عن ابن عباس: كانوا يجهرون بالدعاء اللهم ارحمني فنزلت فأمروا أن لا يخافتوا ولا يجهروا. أسباب نزول الآية 111 قوله تعالى (وقل الحمد لله) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: إن اليهود والنصارى قالوا اتخذ الله ولدا وقالت العرب لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقال الصابئون والمجوس لولا أولياء الله لذل فأنزل الله (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك). (سورة الكهف) أخرج ابن جرير من طريق ابن اسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة ابن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم يقوله فإنهم أهل الكتاب الاول = (*)
[ 531 ]
(3) * (في أدنى الارض) * أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس * (وهم) * أي الروم * (من بعد غلبهم) * أضيف المصدر إلى المفعول: أي غلبة فارس إياهم * (سيغلبون) * فارس (4) * (في بضع سنين) * هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر، فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الاول وغلبت الروم فارس * (لله الامر من قبل ومن بعد) * أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله: أي إرادته * (ويومئذ) * أي يوم تغلب الروم * (يفرح المؤمنون) * (5) * (بنصر الله) * إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه * (ينصر من يشاء وهو العزيز) * الغالب * (الرحيم) * بالمؤمنين (6) * (وعد الله) * مصدر بدل من اللفظ بفعله، والاصل وعدهم الله النصر * (لا يخلف الله وعده) * به * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * وعده تعالى بنصرهم (7) * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) * أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك * (وهم عن الآخرة هم غافلون) * إعادة هم تأكيد (8) * (أولم يتفكروا في أنفسهم) * ليرجعوا عن غفلتهم * (ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) * لذلك تفنى عند انتهائه وبعده البعث * (وإن كثيرا من الناس) * أي كفار مكة * (بلقاء ربهم لكافرون) * أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت (9) * (أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * من الامم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم * (كانوا أشد منهم قوة) * = وعندهم ما ليس عندنا من علم الانبياء فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله فقالوا لهم سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإن لم يفعل فالرجل متقول سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما كان أمرهم فإنه كان لهم أمر عجيب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو ؟ فأقبلا حتى = (*)
[ 532 ]
كعاد وثمود * (وأثاروا الارض) * حرثوها وقلبوها للزرع والغرس * (وعمروها أكثر مما عمروها) * أي كفار مكة * (وجاءتهم رسلهم بالبينات) * بالحجج الظاهرات * (فما كان الله ليظلمهم) * بإهلاكهم بغير جرم * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بتكذيبهم رسلهم (10) * (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى) * تأنيث الاسوأ: الاقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة، والمراد بها جهنم وإساءتهم * (أن) * أي: بأن * (كذبوا بآيات الله) * القرآن * (وكانوا بها يستهزءون) * (11) * (الله يبدأ الخلق) * أي: ينشئ خلق الناس * (ثم يعيده) * أي خلقهم بعد موتهم * (ثم إليه يرجعون) * بالياء والتاء (12) * (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) * يسكت المشركون لانقطاع حجتهم (13) * (ولم يكن) * أي لا يكون * (لهم من شركائهم) * ممن أشركوهم بالله وهم الاصنام ليشفعوا لهم * (شفعاء وكانوا) * أي: يكونون * (بشركائهم كافرين) * أي متبرئين منهم (14) * (ويوم تقوم الساعة يومئذ) * تأكيد * (يتفرقون) * المؤمنون والكافرون (15) * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة) * جنة * (يحبرون) * يسرون (16) * (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * القرآن * (ولقاء الآخرة) * البعث وغيره * (فأولئك في العذاب محضرون) * (17) * (فسبحان الله) * أي: سبحوا الله بمعنى صلوا * (حين تمسون) * أي تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب والعشاء * (وحين تصبحون) * تدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح = قدما على قريش فقالا قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال أخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثن فانصرفوا ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله في ذلك إليه وحيا ولا يأتيه جبريل حتى أرجف أهل مكة وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم يه أهل مكة ثم جاءه جبريل من الله بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله (ويسألونك عن الروح) وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابو جهل بن هشام والنصر بن الحارث وأمية بن خلف والعاصي بن وائل والاسود بن المطلب وأبو البحتري في نفر من قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) الآية وأخرج ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال أنزلت (ولبثوا في كهفهم ثلثمائة) فقيل يا رسول الله سنين أو شهورا ؟ فأنزل الله (سنين وازدادوا تسعا). أسباب نزول الآية 23 وأخرجه ابن جرير عن الضحاك وأخرجه ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال حلف النبي صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 533 ]
(18) * (وله الحمد في السماوات والارض) * اعتراض ومعناه يحمده أهلهما * (وعشيا) * عطف على حين وفيه صلاة العصر * (وحين تظهرون) * تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر (19) * (يخرج الحي من الميت) * كالانسان من النطفة والطائر من البيضة * (ويخرج الميت) * النطفة والبيضة * (من الحي ويحيي الارض) * بالنبات * (بعد موتها) * أي يبسها * (وكذلك) * الاخراج * (تخرجون) * من القبور بالبناء للفاعل والمفعول (20) * (ومن آياته) * تعالى الدالة على قدرته * (أن خلقكم من تراب) * أي: أصلكم آدم * (ثم إذا أنتم بشر) * من دم ولحم * (تنتشرون) * في الارض (21) * (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا) * فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء * (لتسكنوا إليها) * وتألفوها * (وجعل بينكم) * جميعا * (مودة ورحمة إن في ذلك) * المذكور * (لآيات لقوم يتفكرون) * في صنع الله تعالى (22) * (ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم) * أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها * (وألوانكم) * من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (للعالمين) * بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي العلم (23) * (ومن آياته منامكم بالليل والنهار) * بإرادته راحة لكم * (وابتغاؤكم) * بالنهار * (من فضله) * أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته * (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) * سماع تدبر واعتبار (24) * (ومن آياته يريكم) * أي إراءتكم * (البرق خوفا) * للمسافر من الصواعق * (وطمعا) * للمقيم في المطر * (وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض = على يمين فمضى له أربعين ليلة فأنزل الله (ولا تقولن لشئ إني فاعل غدا إلا أن يشاء الله). أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى (واصبر نفسك) الآية تقدم سبب نزولها في سورة الانعام في حديث خباب قوله تعالى: (ولا تطع) الآية أخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) = (*)
[ 534 ]
بعد موتها) * أي: يبسطها بأن تنبت * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات لقوم يعقلون) * يتدبرون (25) * (ومن آياته أن تقوم السماء والارض بأمره) * بإرادته من غير عمد * (ثم إذا دعاكم دعوة من الارض) * بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور * (إذا أنتم تخرجون) * منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى (26) * (وله من في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (كل له قانتون) * مطيعون (27) * (وهو الذي يبدأ الخلق) * للناس * (ثم يعيده) * بعد هلاكهم * (وهو أهون عليه) * من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشئ أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة * (وله المثل الاعلى في السماوات والارض) * أي الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا الله * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في خلقه. (28) * (ضرب) * جعل * (لكم) * أيها المشركون * (مثلا) * كائنا * (من أنفسكم) * وهو * (هل لكم من ما ملكت أيمانكم) * أي من مماليككم * (من شركاء) * لكم * (في ما رزقناكم) * من الاموال وغيرها * (فأنتم) * وهم * (فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) * أي أمثالكم من الاحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى: ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له * (كذلك نفصل الآيات) * نبينها مثل ذلك التفصيل * (لقوم يعقلون) * يتدبرون (29) * (بل اتبع الذين ظلموا) * بالاشراك * (أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله) * أي لا هادي له * (وما لهم من ناصرين) * مانعين من عذاب الله = قال نزلت في أمية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لامية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فنزلت وأخرج عن أبي هريرة قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده سلمان فقال عيينة إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وأدخلنا فنزلت = (*)
[ 535 ]
(30) * (فأقم) * يا محمد * (وجهك للدين حنيفا) * مائلا إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك * (فطرت الله) * خلقته * (التي فطر الناس عليها) * وهي دينه أي: الزموها * (لا تبديل لخلق الله) * لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا * (ذلك الدين القيم) * المستقيم توحيد الله * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * توحيد الله (31) * (منيبين) * راجعين * (إليه) * تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به، أي أقيموا * (واتقوه) * خافوه * (وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين) * (32) * (من الذين) * بدل بإعادة الجار * (فرقوا دينهم) * باختلافهم فيما يعبدونه * (وكانوا شيعا) * فرقا في ذلك * (كل حزب) * منهم * (بما لديهم) * عندهم * (فرحون) * مسرورون، وفي قراءة فارقوا: أي تركوا دينهم الذي أمروا به (33) * (وإذا مس الناس) * أي كفار مكة * (ضر) * شدة * (دعوا ربهم منيبين) * راجعين * (إليه) * دون غيره * (ثم إذا أذاقهم منه رحمة) * بالمطر * (إذا فريق منهم بربهم يشركون) * (34) * (ليكفروا بما آتيناهم) * أريد به التهديد * (فتمتعوا فسوف تعلمون) * عاقبة تمتعكم، فيه التفات عن الغيبة (35) * (أم) * بمعنى همزة الانكار * (أنزلنا عليهم سلطانا) * حجة وكتابا (فهو يتكلم) * تكلم دلالة * (بما كانوا به يشركون) * أي يأمرهم بالاشراك ! لا (36) * (وإذا أذقنا الناس) * كفار مكة وغيرهم * (رحمة) * نعمة * (فرحوا بها) * فرح بطر * (وإن تصبهم سيئة) * شدة * (بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) * ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة أسباب نزول الآية 109 قوله تعالى (قل لو كان البحر) الآية أخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل ؟ فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) وقال اليهود أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فنزلت (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) الآية. (*)
[ 536 ]
(37) * (أولم يروا) * يعلموا * (أن الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * بها (38) * (فلت ذا القربى) * القرابة * (حقه) * من البر والصلة * (والمسكين وابن السبيل) * المسافر من الصدقة، وأمة النبي تبع له في ذلك * (ذلك خير للذين يريدون وجه الله) * أي ثوابه بما يعملون * (أولئك هم المفلحون) * الفائزون (39) * (وما آتيتهم من ربا) * بأن يعطى شئ هبة أو هدية ليطلب أكثر منه، فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة * (ليربو في أموال الناس) * المعطين، أي يزيد * (فلا يربو) * يزكو * (عند الله) * لا ثواب فيه للمعطين * (وما آتيتهم من زكاة) * صدقة * (تريدون) * بها * (وجه الله فأولئك هم المضعفون) * ثوابهم بما أرادوه، فيه التفات عن الخطاب (40) * (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم) * ممن أشركتم بالله * (من يفعل من ذلكم من شئ) * لا * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * به (41) * (ظهر الفساد في البر) * أي القفار بقحط المطر وقلة النبات * (والبحر) * أي البلاد التي على الانهار بقلة مائها * (بما كسبت أيدي الناس) * من المعاصي * (ليذيقهم) * بالياء والنون * (بعض الذي عملوا) * أي عقوبته * (لعلهم يرجعون) * يتوبون (42) * (قل) * لكفار مكة * (سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين) * فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية (43) * (فأقم وجهك للدين القيم) * دين الاسلام * (من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) * هو يوم القيامة * (يومئذ يصدعون) * فيه إدغام التاء في الاصل في الصاد: يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار أسباب نزول الآية 110 قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية أخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص عن طاووس قال قال رجل يا رسول الله إني أقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) مرسل وأخرجه الحاكم في المستدرك موصولا عن = (*)
[ 537 ]
(44) * (من كفر فعليه كفره) * وبال كفره وهو النار * (ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون) * يوطئون منازلهم في الجنة (45) * (ليجزي) * متعلق بيصدعون * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله) * يثيبهم * (إنه لا يحب الكافرين) * أي يعاقبهم (46) * (ومن آياته) * تعالى * (أن يرسل الرياح مبشرات) * بمعنى لتبشركم بالمطر * (وليذيقكم) * بها * (من رحمته) * المطر والخصب * (ولتجري الفلك) * السفن بها * (بأمره) * بإرادته * (ولتبتغوا) * تطلبوا * (من فضله) * الرزق بالتجارة في البحر * (ولعلكم تشكرون) * هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه (47) * (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات) * بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم * (فانتقمنا من الذين أجرموا) * أهلكنا الذين كذبوهم * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين (48) * (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا) * تزعجه * (فيبسطه في السماء كيف يشاء) * من قلة وكثرة * (ويجعله كسفا) * بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة * (فترى الودق) * المطر * (يخرج من خلاله) * أي وسطه * (فإذا أصاب به) * بالودق * (من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) * يفرحون بالمطر (49) * (وإن) * وقد * (كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله) * تأكيد * (لمبلسين) * آيسين من إنزاله (50) * (فانظر إلى أثر) * وفي قراءة آثار * (رحمة الله) * أي نعمته بالمطر * (كيف يحيي الارض بعد موتها) * أي يبسها بأن تنبت إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) * = طاووس عن ابن عباس وصححه على شرط الشيخين وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان رجل من المسلمين يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه، فأنزل الله (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال جندب بن زهير إذا صلى الرجل أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس له فنزلت في تلك (فمن كان يرجوا لقاء ربه) الآية. (*)
[ 538 ]
(51) * (ولئن) * لام القسم * (أرسلنا ريحا) * مضرة على نبات * (فرأوه مصفرا لظلوا) * صاروا جواب القسم * (من بعده) * أي بعد إصفراره * (يكفرون) * يجحدون النعمة بالمطر (52) * (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء * (ولوا مدبرين) * (53) * (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن) * ما * (تسمع) * سماع إفهام وقبول * (إلا من يؤمن بآياتنا) * القرآن * (فهم مسلمون) * مخلصون بتوحيد الله (54) * (الله الذي خلقكم من ضعف) * ماء مهين * (ثم جعل من بعد ضعف) * آخر، وهو ضعف الطفولية * (قوة) * أي قوة الشباب * (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) * ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه * (يخلق ما يشاء) * من الضعف والقوة والشباب والشيبة * (وهو العليم) * بتدبير خلقه * (القدير) * على ما يشاء (55) * (ويوم تقوم الساعة يقسم) * يحلف * (المجرمون) * الكافرون * (ما لبثوا) * في القبور * (غير ساعة) * قال تعالى: * (كذلك كانوا يؤفكون) * يصرفون عن الحق: البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث (56) * (وقال الذين أوتوا العلم والايمان) * من الملائكة وغيرهم * (لقد لبثتم في كتاب الله) * فيما كتبه في سابق علمه * (إلى يوم البعث فهذا يوم البعث) * الذي أنكرتموه * (ولكنكم كنتم لا تعلمون) * وقوعه (57) * (فيومئذ لا ينفع) * بالياء والتاء * (الذين ظلموا معذرتهم) * في إنكارهم له * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم العتبي: أي الرجوع إلى ما يرضي الله (سورة مريم) أسباب نزول الآية 64 قوله تعالى (وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية. أخرج البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت (وما نتنزل إلا بأمر ربك). وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما فذكر نحوه. وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أي البقاع أحب إلى الله وأبغض إلى الله ؟ فقال ما أدري حتى سأل فنزل = (*)
[ 539 ]
(58) * (ولقد ضربنا) * جعلنا * (للناس في هذا القرآن من كل مثل) * تنبيها لهم * (ولئن) * لام قسم * (جئتهم) * يا محمد * (بآية) * مثل العصا واليد لموسى * (ليقولن) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين * (الذين كفروا) * منهم * (إن) * ما * (أنتم) * أي محمد وأصحابه * (إلا مبطلون) * أصحاب أباطيل (59) * (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) * التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء (60) * (فاصبر إن وعد الله) * بنصرك عليهم * (حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) * بالبعث: أي لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر: أي لا تتركه * (سورة لقمان) * [ مكية إلا الآيات 27 و 28 و 29 فمدنية وآياتها 34 نزلت بعد الصافات ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلم) * الله أعلم بمراده به (2) * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن * (الحكيم) * ذي الحكمة والاضافة بمعنى من (3) هو * (هدى ورحمة) * بالرفع * (للمحسنين) * وفي قراءة العامة بالنصب حالا من الآيات العامل فيها ما في (تلك) من معنى الاشارة (4) * (الذين يقيمون الصلاة) * بيان للمحسنين * (ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون) * هم الثاني تأكيد (5) * (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) * الفائزون = جبريل وكان قد أبطأ عليه فقال لقد أبطأت علي حتى ظننت أن ترى علي موجدة فقال (وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية وأخرج ابن اسحاق عن ابن عباس أن قريشا لما سألوا عن أصحاب الكهف مكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا فلما نزل جبريل قال له أبطأت فذكره. أسباب نزول الآية 77 قوله تعالى (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) الآية أخرج الشيخان وغيرهما عن خباب بن الارت قال جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده فقال لا أعطينك حتى تكفر بمحمد فقلت لا حتى تموت ثم تبعث قال فإني لميت ثم لمبعوث ؟ فقلت نعم فقال إن لي هناك مالا وولدا فاقضيك فنزلت (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لاوتين مالا وولدا). (*)
[ 540 ]
(6) * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) * أي ما يلهي منه عما يعني * (ليضل) * بفتح الياء وضمها * (عن سبيل الله) * طريق الاسلام * (بغير علم ويتخذها) * بالنصب عطفا على يضل، وبالرفع عطفا على يشتري * (هزؤا) * مهزوءا بها * (أولئك لهم عذاب مهين) * ذو إهانة (7) * (وإذا تتلى عليه آياتنا) * أي القرآن * (ولى مستكبرا) * متكبرا * (كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا) * صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولى أو الثانية بيان للاولى * (فبشره) * أعلمه * (بعذاب أليم) * مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الاعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن (8) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم) * (9) * (خالدين فيها) * حال مقدرة أي: مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها * (وعد الله حقا) * أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا * (وهو العزيز) * الذي لا يغلبه شئ فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده * (الحكيم) * الذي لا يضع شيئا إلا في محله (10) * (خلق السماوات بغير عمد ترونها) * أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلا * (وألقى في الارض رواسي) * جبالا مرتفعة * (أن) * لا * (تميد) * تتحرك * (بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا) * فيه التفات عن الغيبة * (من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) * صنف حسن أسباب نزول الآية 96 قوله تعالى (إن الذين آمنوا) أخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف، فأنزل الله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) قال محبة في قلوب المؤمنين. (سورة طه) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما أنزل عليه الوحي يقوم على صدور قدميه إذا صلى فأنزل الله (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) وأخرج عبد الله بن حميد في تفسيره عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه ليقوم على كل رجل حتى نزلت (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه فأنزل الله (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). أسباب نزول الآية 105 قوله تعالى (ويسألونك عن الجبال) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قالت قريش يا محمد = (*)
[ 541 ]
(11) * (هذا خلق الله) * أي مخلوقه * (فأروني) * أخبروني يا أهل مكة * (ماذا خلق الذين من دونه) * غيره: أي آلهتكم حتى أشركتموها به تعالى، وما إستفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين * (بل) * للانتقال * (الظالمون في ضلال مبين) * بين بإشراكهم وأنتم منهم (12) * (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * منها العلم والديانة والاصابة في القول، وحكمه كثيرة مأثورة، كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك: ألا أكتفي إذا كفيت، وقيل له أي الناس شر ؟ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئا * (أن) * أي وقلنا له أن * (أشكر الله) * على ما أعطاك من الحكمة * (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) * لان ثواب شكره له * (ومن كفر) * النعمة * (فإن الله غني) * عن خلقه * (حميد) * محمود في صنعه (13) * (و) * أذكر * (إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني) * تصغير إشفاق * (لا تشرك بالله إن الشرك) * بالله * (لظلم عظيم) * فرجع إليه وأسلم (14) * (ووصينا الانسان بوالديه) * أمرناه أن يبرهما * (حملته أمه) * فوهنت * (وهنا على وهن) * أي ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة * (وفصاله) * أي فطامه * (في عامين) * وقلنا له * (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) * أي المرجع (15) * (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) * موافقة للواقع * (فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) * أي بالمعروف: البر والصلة * (واتبع سبيل) * طريق * (من أناب) * رجع * (إلي) * بالطاعة * (ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) * فأجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض = كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة ؟ فنزلت (ويسألونك عن الجبال) الآية. أسباب نزول الآية 114 قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالقرآن أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه فيخاف أن يصعد جبريل ولم يحفظه فأنزل الله = (*)
[ 542 ]
(16) * (يا بني إنها) * أي الخصلة السيئة * (إن تك مثقال حبة من خردل لتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض) * أي في أخفى مكان من ذلك * (يأت بها الله) * فيحاسب عليها * (إن الله لطيف) * باستخراجها * (خبير) * بمكانها (17) * (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك) * بسبب الامر والنهي * (إن ذلك) * المذكور * (من عزم الامور) * أي معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها (18) * (ولا تصعر) * وفي قراءة تصاعر * (خدك للناس) * لا تمل وجهك عنهم تكبرا * (ولا تمش في الارض مرحا) * أي خيلاء * (إن الله لا يحب كل مختال) * متبختر في مشيه * (فخور) * على الناس (19) * (واقصد في مشيك) * توسط فيه بين الدبيب والاسراع، وعليك السكينة والوقار * (واغضض) * اخفض * (من صوتك إن أنكر الاصوات) * أقبحها * (لصوت الحمير) * أوله زفير وآخره شهيق (20) * (ألم تروا) * تعلموا يا مخاطبين * (أن الله سخر لكم ما في السماوات) * من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها * (وما في الارض) * من الثمار والانهار والدواب * (وأسبغ) * أوسع وأتم * (عليكم نعمه ظاهرة) * وهي حسن الصورة وتسوية الاعضاء وغير ذلك * (وباطنة) * هي المعرفة وغيرها * (ومن الناس) * أي أهل مكة * (من يجادل في الله بغير علم ولا هدى) * من رسول * (ولا كتاب منير) * أنزله الله، بل بالتقليد (21) * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) * قال تعالى: * (أ) * يتبعونه * (ولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) * أي موجباته ؟ لا = (ولا تعجل بالقرآن) الآية، وتقدم في سورة النساء سبب آخر وهذا أصح. أسباب نزول الآية 131 قوله تعالى (ولا تمدن عينيك) الآية أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه والبزار وأبو يعلى عن أبي رافع قال أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقا إلى هلال رجب فقال لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، = (*)
[ 543 ]
(22) * (ومن يسلم وجهه إلى الله) * أي يقبل على طاعته * (وهو محسن) * موحد * (فقد استمسك بالعروة الوثقى) * بالطرف الاوثق الذي لا يخاف انقطاعه * (وإلى الله عاقبة الامور) * مرجعها (23) * (ومن يكفر فلا يحزنك) * يا محمد * (كفره) * لا تهتم بكفره * (إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور) * أي بما فيها كغيره فمجاز عليه (24) * (نمتعهم) * في الدنيا * (قليلا) * أيام حياتهم * (ثم نضطرهم) * في الآخرة * (إلى عذاب غليظ) * وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصا (25) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله) * حذف منه نون الرفع لتوالي الامثال، وواو الضمير لالتقاء الساكنين * (قل الحمد لله) * على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد * (بل أكثرهم لا يعلمون) * وجوبه عليهم (26) * (لله ما في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا فلا يستحق العبادة فيهما غيره * (إن الله هو الغني) * عن خلقه * (الحميد) * المحمود في صنعه (27) * (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر) * عطف على اسم أن * (يمده من بعده سبعة أبحر) * مدادا * (ما نفدت كلمات الله) * المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الاقلام بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لان معلوماته تعالى غير متناهية * (إن الله عزيز) * لا يعجزه شئ * (حكيم) * لا يخرج شئ عن علمه وحكمته (28) * (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) * خلقا وبعثا، لانه بكلمة كن فيكون * (إن الله سميع) * يسمع كل مسموع * (بصير) * يبصر كل مبصر لا يشغله شئ عن شئ (29) * (ألم تر) * تعلم يا مخاطب * (أن الله يولج) * يدخل * (الليل في النهار ويولج النهار) * يدخله * (في الليل) * فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر * (وسخر الشمس والقمر كل) * منهما * (يجري) * في فلكه * (إلى أجل مسمى) * هو يوم القيامة * (وأن الله بما تعملون خبير) * = فقال أما والله إني لامين في السماء أمين في الارض فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم). (سورة الانبياء) أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن جرير عن قتادة قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم إن كان ما تقول حقا ويسرك أن نؤمن = (*)
[ 544 ]
(30) * (ذلك) * المذكور * (بأن الله هو الحق) * الثابت * (وأن ما يدعون) * بالياء والتاء يعبدون * (من دونه الباطل) * الزائل * (وأن الله هو العلي) * على خلقه بالقهر * (الكبير) * العظيم (31) * (ألم تر أن الفلك) * السفن * (تجري في البحر بنعمة الله ليريكم) * يا مخاطبين بذلك * (من آياته إن في ذلك لآيات) * عبرا * (لكل صبار) * عن معاصي الله * (شكور) * لنعمته (32) * (وإذا غشيهم) * أي علا الكفار * (موج كالظلل) * كالجبال التي تظل من تحتها * (دعوا الله مخلصين له الدين) * أي الدعاء بأن ينجيهم أي لا يدعون معه غيره * (فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد) * متوسط بين الكفر والايمان، ومنهم باق على كفره * (وما يجحد بآياتنا) * ومنها الانجاء من الموج * (إلا كل ختار) * غدار * (كفور) * لنعم الله تعالى (33) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي) * يغني * (والد عن ولده) * فيه شيئا * (ولا مولود هو جاز عن والده) * فيه * (شيئا إن وعد الله حق) * بالبعث * (فلا تغرنكم الحياة الدنيا) * عن الاسلام * (ولا يغرنكم بالله) * في حلمه وإمهاله * (الغرور) * الشيطان (34) * (إن الله عنده علم الساعة) * متى تقوم * (وينزل) * بالتخفيف والتشديد * (الغيث) * بوقت يعلمه * (ويعلم ما في الارحام) * أذكر أم أنثى، ولا يعلم واحدا من الثلاثة غير الله تعالى * (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) * من خير أو شر ويعلمه الله تعالى * (وما تدري نفس بأي أرض تموت) * ويعلمه الله تعالى * (إن الله عليم) * بكل شئ * (خبير) * بباطنه، كظاهره، روى البخاري عن ابن عمر حديث (مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة) * (سورة السجدة) * [ مكية وآياتها ثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلم) * الله أعلم بمراده به = فحول لنا الصفا ذهبا فأتاه جبريل عليه السلام، فقال إن شئت كان الذي سألك قومك ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وإن شئت استأتيت بقومك فأنزل الله (ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون). أسباب نزول الآية 34 وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال نعي إلى النبي صلى الله عليه ولم نفسه فقال يا رب فمن لامتي ؟ فنزلت (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) الآية. (*)
[ 545 ]
(2) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (لاريب) * شك * (فيه) * خبر أول * (من رب العالمين) * خبر ثان (3) * (أم) * بل * (يقولون افتراه) * محمد ؟ * (بل هو الحق من ربك لتنذر) * به * (قوما ما) * نافية * (أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون) * بإنذارك (4) * (الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام) * أولها الاحد وآخرها الجمعة * (ثم استوى على العرش) * هو في اللغة سرير الملك استواء يليق به * (مالكم) * يا كفار مكة * (من دونه) * أي: غيره * (من ولي) * اسم ما بزيادة من، أي: ناصر * (ولا شفيع) * يدفع عذابه عنكم * (أفلا تتذكرون) * هذا فتؤمنون. (5) * (يدبر الامر من السماء إلى الارض) * مدة الدنيا * (ثم يعرج) * يرجع الامر والتدبير * (إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) * في الدنيا، وفي سورة (سأل) خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث. (6) * (ذلك) * الخالق المدبر * (عالم الغيب والشهادة) * أي ما غاب عن الخلق وما حضر * (العزيز) * المنيع في ملكه * (الرحيم) * بأهل طاعته. (7) * (الذي أحسن كل شئ خلقه) * بفتح اللام فعلا ماضيا صفة، وبسكونها بدل اشتمال * (وبدأ خلق الانسان) * آدم * (من طين) *. (8) * (ثم جعل نسله) * ذريته * (من سلالة) * علقة * (من ماء مهين) * ضعيف هو النطفة. (9) * (ثم سواه) * أي خلق آدم * (ونفخ فيه من روحه) * أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا * (وجعل لكم) * أي لذريته * (السمع) * بمعنى الاسماع * (والابصار والافئدة) * القلوب * (قليلا ما تشكرون) * ما زائدة مؤكدة للقلة. أسباب نزول الآية 36 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي جهل وأبي سفيان وهما يتحدثان فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لابي سفيان: هذا نبي عبد مناف فغضب أبو سفيان وقال: أتنكرون أن يكون لبني عبد مناف نبي فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى أبي جهل فوقع به وخوفه وقال: ما أراك منتهيا حتى يصيبك ما أصاب من غير عهده فنزلت: (وإذا رآك = (*)
[ 546 ]
(10) * (وقالوا) * أي منكرو البعث * (أئذا ضللنا في الارض) * غبنا فيها، بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها * (أئنا لفي خلق جديد) * إستفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين، قال تعالى: * (بل هم بلقاء ربهم) * بالبعث * (كافرون) *. (11) * (قل) * لهم * (يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) * أي يقبض أرواحكم * (ثم إلى ربكم ترجعون) * أحياء فيجازيكم بأعمالكم. (12) * (ولو ترى إذ المجرمون) * الكافرون * (ناكسوا رؤوسهم عند ربهم) * مطأطئوها حياء يقولون * (ربنا أبصرنا) * ما أنكرنا من البعث * (وسمعنا) * منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه * (فارجعنا) * إلى الدنيا * (نعمل صالحا) * فيها * (إنا موقنون) * الآن فما ينفعهم ذلك ولا يرجعون، وجواب لو: لرأيت أمرا فظيعا قال تعالى: (13) * (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) * فتهتدي بالايمان والطاعة باختيار منها * (ولكن حق القول مني) * وهو * (لاملان جهنم من الجنة) * الجن * (والناس أجمعين) * وتقول لهم الخزانة إذا دخلوها: (14) * (فذوقوا) * العذاب * (بما نسيتم لقاء يومكم هذا) * أي بترككم الايمان به * (إنا نسيناكم) * تركناكم في العذاب * (وذوقوا عذاب الخلد) * الدائم * (بما كنتم تعملون) * من الكفر والتكذيب. (15) * (إنما يؤمن بآياتنا) * القرآن * (الذين إذا ذكروا) * وعظوا * (بها خروا سجدا وسبحوا) * متلبسين * (بحمد ربهم) * أي قالوا: سبحان الله وبحمده * (وهم لا يستكبرون) * عن الايمان والطاعة. (16) * (تتجافى جنوبهم) * ترتفع * (عن المضاجع) * = الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا). أسباب نزول الآية 101 وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لما نزلت (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) قال ابن الزبعري: عبد الشمس والقمر والملائكة وعزير فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا فنزلت (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) ونزلت (ولما ضرب ابن مريم مثلا) إلى (خصمون). (*)
[ 547 ]
مواضع الاضطجاع بفرشها لصلاتهم بالليل تهجدا * (يدعون ربهم خوفا) * من عقابه * (وطمعا) * في رحمته * (ومما رزقناهم ينفقون) * يتصدقون. (17) * (فلا تعلم نفس ما أخفي) * خبئ * (لهم من قرة أعين) * ما تقر به أعينهم، وفي قراءة بسكون الياء مضارع * (جزاء بما كانوا يعملون) * (18) * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) * أي المؤمنون والفاسقون. (19) * (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا) * هو ما يعد للضيف * (بما كانوا يعملون) *. (20) * (وأما الذين فسقوا) * بالكفر والتكذيب * (فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) *. (21) * (ولنذيقنهم من العذاب الادنى) * عذاب الدنيا بالقتل والاسر والجدب سنين والامراض * (دون) * قبل * (العذاب الاكبر) * عذاب الآخرة * (لعلهم) * أي من بقي منهم * (يرجعون) * إلى الايمان (22) * (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه) * القرآن * (ثم أعرض عنها) * أي لا أحد أظلم منه * (إنا من المجرمين) * المشركين * (منتقمون) *. (23) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (فلا تكن في مرية) * شك * (من لقائه) * وقد التقيا ليلة الاسراء * (وجعلناه) * أي موسى أو الكتاب * (هدى) * هاديا * (لبني إسرائيل) *. (24) * (وجعلنا منهم أئمة) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء: قادة * (يهدون) * الناس * (بأمرنا لما صبروا) * على دينهم وعلى البلاء (سورة الحج) أسباب نزول الآية 3 قوله تعالى: (ومن الناس من يجادل) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله (ومن الناس من يجادل في الله) قال: نزلت في النضر بن الحارث. أسباب نزول الآية 11 قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الآية. أخرج البخاري عن ابن عباس قال: كان الرجل يقدم المدينة فيسلم فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولدا ذكرا ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء فأنزل الله (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الآية. وأخرج ابن مردويه من طريق عطية عن ابن مسعود قال: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالاسلام فقال: لم أصب من ديني هذا خيرا ذهب بصري ومالي ومات ولدي فنزلت (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الآية. أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى (هذان خصمان) الآية. أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي ذر قال: نزلت هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) في حمزة وعبيدة وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة. وأخرج الحاكم عن علي قال: فينا نزلت = (*)
[ 548 ]
من عدوهم، وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف الميم * (وكانوا بآياتنا) * الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا * (يوقنون) *. (25) * (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين. (26) * (أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم) * أي يتبين لكفار مكة إهلاكنا كثيرا * (من القرون) * الامم بكفرهم * (يمشون) * حال من ضمير لهم * (في مساكنهم) * في أسفارهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على قدرتنا * (أفلا يسمعون) * سماع تدبر واتعاظ. (27) * (أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الارض الجرز) * اليابسة التي لا نبات فيها * (فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) * هذا فيعلمون أنا نقدر على إعادتهم. (28) * (ويقولون) * للمؤمنين * (متى هذا الفتح) * بيننا وبينكم * (إن كنتم صادقين) *. (29) * (قل يوم الفتح) * بإنزال العذاب بهم * (لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) * يمهلون لتوبة أو معذرة. (30) * (فأعرض عنهم وانتظر) * إنزال العذاب بهم * (إنهم منتظرون) * بك حادث موت أو قتل فيستريحون منك، وهذا قبل الامر بقتالهم { سورة الاحزاب } [ مدنية وآياتها 73 نزلت بعد آل عمران ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها النبي اتق الله) * دم على تقواه * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) * فيما يخالف شريعتك * (إن الله كان عليما) * بما يكون قبل كونه * (حكيما) * فيما يخلقه. = هذه الآية في مبارزتنا يوم بدر (هذان خصمان اختصموا في ربهم) إلى قوله (الحريق). وأخرج من وجه آخر عنه قال: نزلت في الذين بارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم كتابا ونبيا قبل نبيكم فقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله. (*)
[ 549 ]
(2) * (واتبع ما يوحى إليك من ربك) * أي القرآن * (إن الله كان بما تعملون خبيرا) * وفي قراءة بالتحتانية. (3) * (وتوكل على الله) * في أمرك * (وكفى بالله وكيلا) * حافظا لك، وأمته تبع له في ذلك كله. (4) * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * ردا على من قال من الكفار إن له قلبين يعقل بكل منهما أفضل من عقل محمد * (وما جعل أزواجكم اللائي) * بهمزة وياء وبلا ياء * (تظهرون) * بلا ألف قبل الهاء وبها والتاء الثانية في الاصل مدغمة في الظاء * (منهن) * يقول الواحد مثلا لزوجته أنت علي كظهر أمي * (أمهاتكم) * أي كالامهات في تحريمها بذلك المعد في الجاهلية طلاقا، وإنما تجب به الكفارة بشرطه كما ذكر في سورة المجادلة * (وما جعل أدعياءكم) * جمع دعي وهو من يدعي لغير أبيه ابنا له * (أبناءكم) * حقيقة * (ذلكم قولكم بأفواهكم) * أي اليهود والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك * (والله يقول الحق) * في ذلك * (وهو يهدي السبيل) * سبيل الحق. (5) لكن * (ادعوهم لآبائهم هو أقسط) * أعدل * (عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) * بنو عمكم * (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به) * في ذلك * (ولكن) * في * (ما تعمدت قلوبكم) * فيه أي بعد النهي * (وكان الله غفورا) * لما كان من قولكم قبل النهي * (رحيما) * بكم في ذلك. (6) * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خلافه * (وأزواجه أمهاتكم) * في حرمة نكاحهن عليهم * (وأولوا الارحام) * ذوو القرابات أسباب نزول الآية 25 قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الانصار فافتخروا في الانساب فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الانصاري ثم ارتد عن الاسلام وهرب إلى مكة فنزلت فيه (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) الآية (*)
[ 550 ]
* (بعضهم أولى ببعض) * في الارث * (في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) * أي من الارث بالايمان والهجرة الذي كان أول الاسلام فنسخ * (إلا) * لكن * (أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) * بوصية فجائز * (كان ذلك) * أي نسخ الارث بالايمان والهجرة بإرث ذوي الارحام * (في الكتاب مسطورا) * وأريد بالكتاب في الموضعين اللوح المحفوظ. (7) * (و) * أذكر * (إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) * حين أخرجوا من صلب آدم كالذر جمع ذرة وهي أصغر النمل * (ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) * بأن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادته وذكر الخمسة من عطف الخاص على العام * (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) * شديدا بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله تعالى ثم أخذ الميثاق. (8) * (ليسأل) * الله * (الصادقين عن صدقهم) * في تبليغ الرسالة تبكيتا للكافرين بهم * (وأعد) * تعالى * (للكافرين) * بهم * (عذابا أليما) * مؤلما هو عطف على أخذنا. (9) * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود) * من الكفار متحزبون أيام حفر الخندق * (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) * من الملائكة * (وكان الله بما تعملون) * بالتاء من حفر الخندق وبالياء من تحزيب المشركين * (بصيرا) *. (10) * (إذ جاؤوهم من فوقكم ومن أسفل منكم) * من أعلى الوادي وأسفله من المشرق والمغرب * (وإذ زاغت الابصار) * مالت عن كل شئ إلى عدوها من كل جانب * (وبلغت القلوب الحناجر) * جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم من شدة الخوف * (وتظنون بالله الظنونا) * المختلفة بالنصر واليأس. (11) * (هنالك ابتلي المؤمنون) * اختبروا ليتبين المخلص من غيره * (وزلزلوا) * حركوا * (زلزالا شديدا) * من شدة الفزع. أسباب نزول الآية 27 قوله تعالى: (وعلى كل ضامر) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كانوا لا يركبون فأنزل الله (يأتوك رجالا وعلى كل ضامر) فأمرهم بالزاد ورخص لهم الركوب والمتجر. أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: (لن ينال الله لحومها) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: كان أهل الجاهلية = (*)
[ 551 ]
(12) * (و) * اذكر * (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد * (ما وعدنا الله ورسوله) * بالنصر * (إلا غرورا) * باطلا. (13) * (وإذ قالت طائفة منهم) * أي المنافقون * (يا أهل يثرب) * هي أرض المدينة ولم تصرف للعلمية ووزن الفعل * (لا مقام لكم) * بضم الميم وفتحها: أي لا إقامة ولا مكانة * (فارجعوا) * إلى منازلكم من المدينة وكانوا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال * (ويستأذن فريق منهم النبي) * في الرجوع * (يقولون إن بيوتنا عورة) * غير حصينة يخشى عليها، قال تعالى: * (وما هي بعورة إن) * ما * (يريدون إلا فرارا) * من القتال. (14) * (ولو دخلت) * أي المدينة * (عليهم من أقطارها) * نواحيها * (ثم سئلوا) * أي سألهم الداخلون * (الفتنة) * الشرك * (لآتوها) * بالمد والقصر أي أعطوها وفعلوها * (وما تلبثوا بها إلا يسيرا) *. (15) * (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولا) * عن الوفاء به. (16) * (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا) * إن فررتهم * (لا تمتعون) * في الدنيا بعد فراركم * (إلا قليلا) * بقية آجالكم. (17) * (قل من ذا الذي يعصمكم) * يجيركم * (من الله إن أراد بكم سوءا) * هلاكا وهزيمة * (أو) * يصيبكم بسوء إن * (أراد) * الله * (بكم رحمة) * خيرا * (ولا يجدون لهم من دون الله) * أي غيره * (وليا) * ينفعهم * (ولا نصيرا) * يدفع الضر عنهم. = يضمخون البيت بلحوم الابل ودمائها فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق أن نضمخ فأنزل الله (لن ينال الله لحومها) الآية أسباب نزول الآية 39 قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون) الآية. أخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فقال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن فأنزل الله: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير). (*)
[ 552 ]
(18) * (قد يعلم الله المعوقين) * المثبطين * (منكم والقائلين لاخوانهم هلم) * تعالوا * (إلينا ولا يأتون البأس) * القتال * (إلا قليلا) * رياء وسمعة. (19) * (أشحة عليكم) * بالمعاونة، جمع شحيح وهو حال من ضمير يأتون * (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي) * كنظر أو كدوران الذي * (يغشى عليه من الموت) * أي سكراته * (فإذا ذهب الخوف) * وحيزت الغنائم * (سلقوكم) * آذوكم أو ضربوكم * (بألسنة حداد أشحة على الخير) * أي الغنيمة يطلبونها * (أولئك لم يؤمنوا) * حقيقة * (فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك) * الاحباط * (على الله يسيرا) * بإرادته. (20) * (يحسبون الاحزاب) * من الكفار * (لم يذهبوا) * إلى مكة لخوفهم منهم * (وإن يأت الاحزاب) * كرة أخرى * (يودوا) * يتمنوا * (لو أنهم بادون في الاعراب) * أي كائنون في البادية * (يسألون عن أنبائكم) * أخباركم مع الكفار * (ولو كانوا فيكم) * هذه الكرة * (ما قاتلوا إلا قليلا) * رياء وخوفا من التعيير. (21) * (لقد كان لكم في رسول الله إسوة) * بكسر الهمزة وضمها * (حسنة) * اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه * (لمن) * بدل من لكم * (كان يرجو الله) * يخافه * (واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) * بخلاف من ليس كذلك. (22) * (ولما رأى المؤمنون الاحزاب) * من الكفار * (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله) * من الابتلاء والنصر * (وصدق الله ورسوله) * في الوعد * (وما زادهم) * ذلك * (إلا إيمانا) * تصديقا بوعد الله * (وتسليما) * لامره. (23) * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم * (فمنهم من قضى نحبه) * مات أو قتل في سبيل الله أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى: (وما أرسلنا) الآية. أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طريق بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (والنجم) فلما بلغ (أفرأيتم اللات والغرى ومناة الثالثة الاخرى) ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجي، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فنزلت (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) = (*)
[ 553 ]
* (ومنهم من ينتظر) * ذلك * (وما بدلوا تبديلا) * في العهد، وهم بخلاف حال المنافقين. (24) * (ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء) * بأن يميتهم على نفاقهم * (أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا) * لمن تاب * (رحيما) * به. (25) * (ورد الله الذين كفروا) * أي الاحزاب * (بغيظهم لم ينالوا خيرا) * مرادهم من الظفر بالمؤمنين * (وكفى الله المؤمنين القتال) * بالريح والملائكة * (وكان الله قويا) * على إيجاد ما يريده * (عزيزا) * غالبا على أمره. (26) * (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب) * أي قريظة * (من صياصيهم) * حصونهم جمع صيصة وهو ما يتحصن به * (وقذف في قلوبهم الرعب) * الخوف * (فريقا تقتلون) * منهم وهم المقاتلة * (وتأسرون فريقا) * منهم أي الذراري. (27) * (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها) * بعد وهي خيبر أخذت بعد قريظة * (وكان الله على كل شئ قديرا) *. (28) * (يا أيها النبي قل لازواجك) * وهن تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده * (إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن) * أي متعة الطلاق * (وأسرحكن سراحا جميلا) * أطلقكن من غير ضرار. (29) * (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة) * أي الجنة * (فإن الله أعد للمحسنات منكن) * بإرادة الآخرة * (أجرا عظيما) * أي الجنة، فاخترن الآخرة على الدنيا. (30) * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة) * بفتح الياء وكسرها، أي بينت أو هي بينة * (يضاعف) * وفي قراءة يضعف بالتشديد = الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسبه وقال: لا يروى متصلا إلا بهذا الاسناد وتفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور. وأخرجه البخاري عن ابن عباس بسند فيه الواقدي وابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وأورده ابن إسحاق في السيرة عن محمد بن كعب وموسى بن عقبة عن ابن شهاب وابن جرير = (*)
[ 554 ]
وفي أخرى نضعف بالنون معه ونصب العذاب * (لها العذاب ضعفين) * ضعفي عذاب غيرهن، أي مثليه * (وكان ذلك على الله يسيرا) *. (31) * (ومن يقنت) * يطع * (منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) * أي مثلي ثواب غيرهن من النساء، وفي قراءة بالتحتانية في تعمل ونؤتها * (وأعتدنا لها رزقا كريما) * في الجنة زيادة. (32) * (يا نساء النبي لستن كأحد) * كجماعة * (من النساء إن اتقيتن) * الله فإنكن أعظم * (فلا تخضعن بالقول) * للرجال * (فيطمع الذي في قلبه مرض) * نفاق * (وقلن قولا معروفا) * من غير خضوع. (33) * (وقرن) * بكسر القاف وفتحها * (في بيوتكن) * من القرار وأصله: أقررن بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل * (ولا تبرجن) * بترك إحدى التاءين من أصله * (تبرج الجاهلية الاولى) * أي ما قبل الاسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال والاظهار بعد الاسلام مذكور في آية " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " * (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) * الاثم يا * (أهل البيت) * أي نساء النبي صلى الله عليه وسلم * (ويطهركم) * منه * (تطهيرا) *. (34) * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله) * القرآن * (والحكمة) * السنة * (إن الله كان لطيفا) * بأوليائه * (خبيرا) * بجميع خلقه. (35) * (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقنتات) * المطيعات * (والصادقين والصادقات) * في الايمان = عن محمد ابن قيس وابن أبي حاتم عن السدي كلهم بمعنى واحد وكلها إما ضعيفة أو منقطعة سوى طريق ابن جبير الاولى. أسباب نزول الآية 60 قوله تعالى: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم فلقوا المشركين لليلتين بقيتا من المحرم فقال المشركون بعضهم لبعض: قاتلوا أصحاب محمد فإنهم يحرمون القتال في الشهر = (*)
[ 555 ]
(36) * (والصابرين والصابرات) * على الطاعات * (والخاشعين) * المتواضعين * (والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات) * عن الحرام * (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة) * للمعاصي * (وأجرا عظيما) * على الطاعات. (36) * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون) * بالتاء والياء * (لهم الخيرة) * أي الاختيار * (من أمرهم) * خلاف أمر الله ورسوله، نزلت في عبد الله بن جحش وأخته زينب خطبها النبي لزيد بن حارثة فكرها ذلك حين علما لظنهما قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه ثم رضيا للآية * (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) * بينا فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فوقع في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها فقال: " أمسك عليك زوجك " كما قال تعالى: (37) * (وإذ) * منصوب باذكر * (تقول للذي أنعم الله عليه) * بالاسلام * (وأنعمت عليه) * بالاعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه * (أمسك عليك زوجك واتق الله) * في أمر طلاقها * (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) * مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها * (وتخشى الناس) * أن يقولوا تزوج زوجة ابنه * (والله أحق أن تخشاه) * في كل شئ وتزوجها ولا عليك من قول الناس، ثم طلقها زيد وانقضت عدتها قال تعالى: * (فلما قضى زيد منها وطرا) * حاجة * (زوجناكها) * فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزا ولحما * (لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله) * مقضيه * (مفعولا) *. الحرام فناشدهم الصحابة وذكروهم بالله أن لا يتعرضوا لقتالهم فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام فأبى المشركون ذلك وقاتلوهم وبغوا عليهم فقاتلوهم المسلمون ونصروا عليهم فنزلت هذه الآية. راجع نقاش وتصحيح ص (ش) رقم (16)
[ 556 ]
(38) * (ما كان على النبي من حرج فيما فرض) * أحل * (الله له سنة الله) * أي كسنة الله فنصب بنزع الخافض * (في الذين خلوا من قبل) * من الانبياء أن لا حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح * (وكان أمر الله) * فعله * (قدرا مقدورا) * مقضيا. (39) * (الذين) * نعت للذين قبله * (يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) * فلا يخشون مقالة الناس فيما أحل الله لهم * (وكفى بالله حسيبا) * حافظا لاعمال خلقه ومحاسبتهم. (40) * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) * فليس أبا زيد: أي والده فلا يحرم عليه التزوج بزوجته زينب * (ولكن) * كان * (رسول الله وخاتم النبيين) * فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا، وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم: أي به ختموا * (وكان الله بكل شئ عليما) * منه بأن لا نبي بعده وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته. (41) * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) *. (42) * (وسبحوه بكرة وأصيلا) * أول النهار وآخره. (43) * (هو الذي يصلي عليكم) * أي يرحمكم * (وملائكته) * يستغفرون لكم * (ليخرجكم) * ليديم إخراجه إياكم * (من الظلمات) * أي الكفر * (إلى النور) * أي الايمان * (وكان بالمؤمنين رحيما) *. (44) * (تحيتهم) * منه تعالى * (يوم يلقونه سلام) * بلسان الملائكة * (وأعد لهم أجرا كريما) * هو الجنة. (45) * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا) * على من أرسلت إليهم * (ومبشرا) * من صدقك بالجنة * (ونذيرا) * منذرا من كذلك ؟ ؟ بالنار. (سورة المؤمنون) أسباب نزول الآية 2 أخرج الحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت (الذين هم في صلاتهم خاشعون) فطاطا رأسه. وأخرجه ابن مردويه بلفظ: كان يلتفت في الصلاة. وأخرجه سعيد بن منصور عن ابن سيرين مرسلا بلفظ: كان يقلب بصره فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين مرسلا: كان الصحابة يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فنزلت. أسباب نزول الآية 14 أخرج ابن أبي حاتم عن عمر قال: وافقت ربي في أربع نزلت (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) الآية فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين.
[ 557 ]
(46) * (وداعيا إلى الله) * إلى طاعته * (بإذنه) * بأمره * (وسراجا منيرا) * أي مثله في الاهتداء به (47) * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) * هو الجنة. (48) * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) * فيما يخالف شريعتك * (ودع) * اترك * (أذاهم) * لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر * (وتوكل على الله) * فهو كافيك * (وكفى بالله وكيلا) * مفوضا إليه. (49) * (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) * وفي قراءة تماسوهن، أي تجامعوهن * (فما لكم عليهن من عدة تعتدونها) * تحصونها بالاقراء وغيرها * (فمتعوهن) * أعطوهن ما يستمتعن به، أي إن لم يسم لهن أصدقة وإلا فلهن نصف المسمى فقط، قاله ابن عباس وعليه الشافعي * (وسرحوهن سراحا جميلا) * خلوا سبيلهن من غير إضرار. (50) * (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن) * مهورهن * (وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك) * من الكفار بالسبي كصفية وجويرية * (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك) * بخلاف من لم يهاجرن * (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها) * يطلب نكاحها بغير صداق * (خالصة لك من دون المؤمنين) * النكاح بلفظ الهبة من غير صداق * (قد علمنا ما فرضنا عليهم) * أي المؤمنين * (في أزواجهم) * من الاحكام بأن لا يزيدوا على أربع نسوة ولا يتزوجوا إلا بولي وشهود ومهر * (و) * في * (ما ملكت أيمانهم) * من الاماء بشراء وغيره بأن تكون الامة ممن تحل لمالكها كالكتابية بخلاف المجوسية والوثنية وأن تستبرئ قبل الوطئ * (لكيلا) * متعلق بما قبل ذلك أسباب نزول الآية 67 أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش تسمر حول البيت ولاتطوف به ويفتخرون به فأنزل الله (مستكبرين به سامرا تهجرون). أسباب نزول الآية 76 وأخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس قال: أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أنشدك بالله والرحم قد أكلنا العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون). وأخرج البيهقي في الدلائل بلفظ: أن ابن إياز الحنفي لما أتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسير خلى سبيله وأسلم فلحق بمكة ثم رجع فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش = (*)
[ 558 ]
* (يكون عليك حرج) * ضيق في النكاح * (وكان الله غفورا) * فيما يعسر التحرز عنه * (رحيما) * بالتوسعة في ذلك. (51) * (ترجئ) * بالهمزة والياء بدله: تؤخر * (من تشاء منهن) * أي أزواجك عن نوبتها * (وتؤوي) * تضم * (إليك من تشاء) * منهن فتأتيها * (ومن ابتغيت) * طلبت * (ممن عزلت) * من القسمة * (فلا جناح عليك) * في طلبها وضمها إليك خير في ذلك بعد أن كان القسم واجبا عليه * (ذلك) * التخيير * (أدنى) * أقرب إلى * (أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن) * ما ذكر المخير فيه * (كلهن) * تأكيد للفاعل في يرضين * (والله يعلم ما في قلوبكم) * من أمر النساء والميل إلى بعضهن، وإنما خيرناك فيهن تيسيرا عليك في كل ما أردت * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حليما) * عن عقابهم. (52) * (لا تحل) * بالتاء وبالياء * (لك النساء من بعد) * بعد التسع التي اخترنك * (ولا أن تبدل) * بترك إحدى التاءين في الاصل * (بهن من أزواج) * بأن تطلقهن أو بعضهن وتنكح بدل من طلقت * (ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك) * من الاماء فتحل لك وقد ملك صلى الله عليه وسلم بعدهن مارية وولدت له إبراهيم ومات في حياته * (وكان الله على كل شئ رقيبا) * حفيظا. (53) * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) * في الدخول بالدعاء * (إلى طعام) * فتدخلوا * (غير ناظرين) * منتظرين * (إناه) * نضجه مصدر أني يأني * (ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا) * تمكثوا * (مستأنسين لحديث) * من بعضكم لبعض * (إن ذلكم) * المكث * (كان يؤذي النبي فيستحيي منكم) * أن يخرجكم * (والله لا يستحيي من الحق) * أن يخرجكم، = العلهز، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال: بلى قال: فقد قتلت الآباء والابناء بالجوع فنزلت. " سورة النور " أسباب نزول الآية 3 قوله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية) أخرج النسائي عن عبد الله بن عمرو قال: كانت امرأة يقال = (*)
[ 559 ]
أي لا يترك بيانه، وقرئ يستحي بياء واحدة * (وإذا سألتموهن) * أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * (متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * ستر * (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) * من الخواطر المريبة * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) * بشئ * (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله) * ذنبا * (عظيما) *. (54) * (إن تبدوا شيئا أو تخفوه) * من نكاحهن بعده * (فإن الله كان بكل شئ عليما) * فيجازيكم عليه. (55) * (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن) * أي المؤمنات * (ولا ما ملكت أيمانهن) * من الاماء والعبيد أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب * (واتقين الله) * فيما أمرتن به * (إن الله كان على كل شئ شهيدا) * لا يخفى عليه شئ. (56) * (إن الله وملائكته يصلون على النبي) * محمد صلى الله عليه وسلم * (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * أي قولوا: اللهم صل على سيدنا محمد وسلم. (57) * (إن الذين يؤذون الله ورسوله) * وهم الكفار يصفون الله بما هو منزه عنه من الولد والشريك ويكذبون رسوله * (لعنهم الله في الدنيا والآخرة) * أبعدهم * (وأعد لهم عذابا مهينا) * ذا إهانة وهو النار. (58) * (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) * يرمونهم بغير ما عملوا * (فقد احتملوا بهتانا) * تحملوا كذبا * (وإثما مبينا) * بينا. (59) * (يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) * جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، = لها أم مهزول وكانت تسافح فأراد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها فأنزل الله (والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له مزيد يحمل من الانبار إلى مكة حتى يأتيهم وكانت امرأة بمكة صديقة له يقال لها عناق فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحها فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت (الزاني = (*)
[ 560 ]
أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحد * (ذلك أدنى) * أقرب إلى * (أن يعرفن) * بأنهن حرائر * (فلا يؤذين) * بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن، فكان المنافقون يتعرضون لهن * (وكان الله غفورا) * لما سلف منهن من ترك الستر * (رحيما) * بهن إذ سترهن. (60) * (لئن) * لام قسم * (لم ينته المنافقون) * عن نفاقهم * (والذين في قلوبهم مرض) * بالزنا * (والمرجفون في المدينة) * المؤمنين بقولهم قد أتاكم العدو وسراياكم قتلوا أو هزموا * (لنغرينك بهم) * لنسلطنك عليهم * (ثم لا يجاورونك) * يساكنوك * (فيها إلا قليلا) * ثم يخرجون. (61) * (ملعونين) * مبعدين عن الرحمة * (أينما ثقفوا) * وجدوا * (أخذوا وقتلوا تقتيلا) * أي الحكم فيهم هذا على جهة الامر به. (62) * (سنة الله) * أي سن الله ذلك * (في الذين خلو من قبل) * من الامم الماضية في منافقيهم المرجفين المؤمنين * (ولن تجد لسنة الله تبديلا) * منه. (63) * (يسألك الناس) * أهل مكة * (عن الساعة) * متى تكون * (قل إنما علمها عند الله وما يدريك) * يعلمك بها: أي أنت لا تعلمها * (لعل الساعة تكون) * توجد * (قريبا) *. (64) * (إن الله لعن الكافرين) * أبعدهم * (وأعد لهم سعيرا) * نارا شديدة يدخلونها. (65) * (خالدين) * مقدرا خلودهم * (فيها أبدا لا يجدون وليا) * يحفظهم عنها * (ولا نصيرا) * يدفعها عنهم. (66) * (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا) * للتنبيه * (ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) *. (67) * (وقالوا) * أي الاتباع منهم * (ربنا إنا أطعنا سادتنا) * وفي قراءة ساداتنا، جمع الجمع = لا ينكح إلا زانية أو مشركة) الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مزيد (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) الآية فلا تنكحها وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال: لما حرم الله الزنا فكان زوان عندهن جمال فقال الناس: لينطلقن فليتزوجن فنزلت. أسباب نزول الآية 6 قوله تعالى: (والذين يرمون أزواجهم) الآية أخرج البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس أن = (*)
[ 561 ]
* (وكبراءنا فأضلونا السبيلا) * طريق الهدى (68) * (ربنا اتهم ضعفين من العذاب) * أي مثلي عذابنا * (والعنهم) * عذبهم * (لعنا كبيرا) * عدده، وفي قراءة بالموحدة، أي عظيما. (69) * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) * مع نبيكم * (كالذين آذوا موسى) * بقولهم مثلا: ما يمنعه أن يغتسل معنا إلا أنه آذر * (فبرأه الله مما قالوا) * بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين ملا من بني إسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه ولا أدرة به وهي نفخة في الخصية * (وكان عند الله وجيها) * ذا جاه: ومما أوذي به نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال: " يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر " رواه البخاري. (70) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) * صوابا. (71) * (يصلح لكم أعمالكم) * يتقبلها * (ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) * نال غاية مطلوبة. (72) * (إنا عرضنا الامانة) * الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب * (على السماوات والارض والجبال) * بأن خلق فيهما فهما ونطقا * (فأبين أن يحملنها وأشفقن) * خفن * (منها وحملها الانسان) * آدم بعد عرضها عليه * (إنه كان ظلوما) * لنفسه بما حمله * (جهولا) * به. (73) * (ليعذب الله) * اللام متعلقة بعرضنا المترتب عليه حمل آدم * (المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) * المضيعين الامانة * (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات) * المؤدين الامانة * (وكان الله غفورا) * للمؤمنين * (رحيما) * بهم. = هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: البينة أو حد في ظهرك فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: البينة أو حد في ظهرك فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل فأنزل الله عليه (والذين يرمون أزواجهم) فقرأ حتى بلغ (إن كان من = (*)
[ 562 ]
* (سورة سبأ) * [ مكية إلا آية 2 فمدنية وآياتها 54 أو 55 آية بعد لقمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحمد لله) * حمد تعالى نفسه بذلك، والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل لله تعالى * (الذي له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا * (وله الحمد في الآخرة) * كالدنيا يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة * (وهو الحكيم) * في فعله * (الخبير) * في خلقه. (2) * (يعلم ما يلج) * يدخل * (في الارض) * كماء وغيره * (وما يخرج منها) * كنبات وغيره * (وما ينزل من السماء) * من رزق وغيره * (وما يعرج) * يصعد * (فيها) * من عمل وغيره * (وهو الرحيم) * بأوليائه * (الغفور) * لهم. (3) * (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة) * القيامة * (قل) * لهم * (بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب) * بالجر صفة والرفع خبر مبتدأ وعلام بالجر * (لا يعزب) * يغيب * (عنه مثقال) * وزن * (ذرة) * أصغر نملة * (في السماوات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) * بين هو اللوح المحفوظ حسن في الجنة. (4) * (ليجزي) * فيها * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم) * حسن في الجنة. (5) * (والذين سعوا في) * إبطال * (آياتنا) * القرآن * (معجزين) * وفي قراءة هنا وفيما يأتي معاجزين، أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتونا لظنهم أن لا بعث ولا عقاب * (أولئك لهم عذاب من رجز) * سئ العذاب * (أليم) * مؤلم بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب. = الصادقين) وأخرجه أحمد بلفظ لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار: أهكذا نزلت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الانصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم ؟ قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته فقال = (*)
[ 563 ]
(6) * (ويرى) * يعلم * (الذين أوتوا العلم) * مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه * (الذي أنزل إليك من ربك) * أي القرآن * (هو) * فصل * (الحق ويهدي إلى صراط) * طريق * (العزيز الحميد) * أي الله ذي العزة المحمود. (7) * (وقال الذين كفروا) * أي قال بعضهم على جهة التعجيب لبعض * (هل ندلكم على رجل) * هو محمد * (ينبئكم) * يخبركم أنكم * (إذا مزقتم) * قطعتم * (كل ممزق) * بمعنى تمزيق * (إنكم لفي خلق جديد) *. (8) * (أفترى) * بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل * (على الله كذبا) * في ذلك * (أم به جنة) * جنون تخيل به ذلك قال تعالى: * (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة) * المشتملة على البعث والعذاب * (في العذاب) * فيها * (والضلال البعيد) * عن الحق في الدنيا. (9) * (أفلم يروا) * ينظروا * (إلى ما بين أيديهم وما خلفهم) * ما فوقهم وما تحتهم * (من السماء والارض إن نشأ نخسف بهم الارض أو نسقط عليهم كسفا) * بسكون السين وفتحها قطعا * (من السماء) * وفي قراءة في الافعال الثلاثة بالياء * (إن في ذلك) * المرئي * (لآية لكل عبد منيب) * راجع إلى ربه تدل على قدرة الله على البعث وما يشاء. (10) * (ولقد آتينا داود منا بفضلا) * نبوة وكتابا وقلنا * (يا جبال أوبي) * رجعي * (معه) * بالتسبيح * (والطير) * بالنصب عطفا على محل الجبال، أي ودعوناها تسبح معه * (وألنا له الحديد) * فكان في يده كالعجين. (11) وقلنا * (أن اعمل) * منه * (سابغات) * دروعا كوامل يجرها لابسها على الارض * (وقدر في السرد) * أي نسج الدروع قيل لصانعها سراد، سعد والله يا رسول الله إني أعلم أنها حق وأنها من الله ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أنحيه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بهن حتى يقضي حاجته قال: فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 564 ]
أي اجعله بحيث تتناسب حلقه * (واعملوا) * أي آل داود معه * (صالحا إني بما تعملون بصير) * فأجازيكم به. (12) * (و) * سخرنا * (لسليمان الريح) * وقراءة الرفع بتقدير تسخير * (غدوها) * مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال * (شهر ورواحها) * سيرها من الزوال إلى الغروب * (شهر) * أي مسيرته * (وأسلنا) * أذبنا * (له عين القطر) * أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان * (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن) * بأمر * (ربه ومن يزغ) * يعدل * (منهم عن أمرنا) * له بطاعته * (نذقه من عذاب السعير) * النار في الآخرة، وقيل في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه. (13) * (يعملون له ما يشاء من محاريب) * أبنية مرتفعة يصعد إليها بدرج * (وتماثيل) * جمع تمثال وهو كل شئ مثلته بشئ، أي صور من نحاس وزجاج ورخام، ولم يكن اتخاذ الصور حراما في شريعته * (وجفان) * جمع جفنة * (كالجواب) * - ي جمع جابية وهو حوض كبير، يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها * (وقدور راسيات) * ثابتات لها قوائم لا تتحرك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم وقلنا * (اعملوا) * يا * (آل داود) * بطاعة الله * (شكرا) * له على ما آتاكم * (وقليل من عبادي الشكور) * العامل بطاعتي شكرا لنعمتي. (14) * (فلما قضينا عليه) * على سليمان * (الموت) * أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الاعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الارضة عصاه فخر ميتا * (ما دلهم على موته الا دابة الارض) * مصدر أرضت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الارضة * (تأكل منسأته) * بالهمز وتركه بألف عصاه لانها ينسأ يطرد ويزجر بها * (فلما خر) * ميتا * (تبينت الجن) * انكشف لهم * (أن) * مخففة: = وقال له: إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الانصار فقالوا: قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في الناس فقال هلال: والله إني لارجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه أنزل الله عليه = (*)
[ 565 ]
أي أنهم * (لو كانوا يعلمون الغيب) * ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان * (ما لبثوا في العذاب المهين) * العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الارضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا. (15) * (لقد كان لسبأ) * بالصرف وعدمه قبيلة سميت باسم جد لهم من العرب * (في مساكنهم) * باليمن * (آية) * دالة على قدرة الله تعالى * (جنتان) * بدل * (عن يمين وشمال) * عن يمين واديهم وشماله وقيل لهم: * (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) * على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ * (بلدة طيبة) * ليس فيها سباخ ولا بعوضة ولا ذبابة ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها * (و) * الله * (رب غفور) *. (16) * (فأعرضوا) * عن شكره وكفروا * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) * جمع عرمة وهو ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته، أي سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق جنتيهم وأموالهم * (وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي) * تثنية ذوات مفرد على الاصل * (أكل خمط) * مر بشع بإضافة أكل بمعنى مأكول وتركها ويعطف عليه * (وأثل وشئ من سدر قليل) *. (17) * (ذلك) * التبديل * (جزيناهم بما كفروا) * بكفرهم * (وهل يجازى إلا الكفور) * بالياء والنون مع كسر الزاي ونصب الكفور، أي ما يناقش إلا هو. (18) * (وجعلنا بينهم) * بين سبأ، وهم باليمن * (وبين القرى التي باركنا فيها) * بالماء والشجر وهي قرى الشام التي يسيرون إليها للتجارة * (قرى ظاهرة) * متواصلة من اليمن إلى الشام * (وقدرنا فيها السير) * بحيث يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء أي وقلنا = الوحي فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت (والذين يرمون أزواجهم) الآية وأخرج أبو يعلى مثله من حديث أنس. وأخرج الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به ؟ أم كيف يصنع ؟ فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل فلقيه عويمر فقال: ما صنعت ؟ قال = (*)
[ 566 ]
* (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) * لا تخافون في ليل ولا في نهار. (19) * (فقالوا ربنا بعد) * وفي قراءة باعد * (بين أسفارنا) * إلى الشام اجعلها مفاوز ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة * (وظلموا أنفسهم) * بالكفر * (فجعلناهم أحاديث) * لمن بعدهم في ذلك * (ومزقناهم كل ممزق) * فرقناهم في البلاد كل التفريق * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات) * عبرا * (لكل صبار) * عن المعاصي * (شكور) * على النعم. (20) * (ولقد صدق) * بالتخفيف والتشديد * (عليهم) * أي الكفار منهم سبأ * (إبليس ظنه) * أنهم بإغوائه يتبعونه * (فاتبعوه) * فصدق بالتخفيف في ظنه أو صدق بالتشديد ظنه أي وجده صادقا * (إلا) * بمعني لكن * (فريقا من المؤمنين) * للبيان: أي هم المؤمنون لم يتبعوه. (21) * (وما كان له عليهم من سلطان) * تسليط * (إلا لنعلم) * علم ظهور * (من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك) * فنجازي كلا منهما * (وربك على كل شئ حفيظ) * رقيب. (22) * (قل) * يا محمد لكفار مكة * (ادعوا الذين زعمتم) * أي زعمتموهم آلهة * (من دون الله) * أي غيره لينفعوكم بزعمكم قال تعالى فيهم: * (لا يملكون مثقال) * وزن * (ذرة) * من خير أو شر * (في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك) * شركة * (وما له) * تعالى * (منهم) * من الآلهة * (من ظهير) * معين. (23) * (ولا تنفع الشفاعة عنده) * تعالى ردا لقولهم إن آلهتهم تشفع عنده * (إلا لمن أذن) * بفتح الهمزة وضمها * (له) * فيها * (حتى إذا فزع) * بالبناء للفاعل والمفعول * (عن قلوبهم) * كشف عنها الفزع بالاذن فيها * (قالوا) * = ما صنعت إنك لم تأتني بخير سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب السائل فقال عويمر: فو الله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاسألنه، فسأله فقال إنه أنزل فيك وفي صاحبتك الحديث قال الحافظ ابن حجر: اختلف الائمة في هذه المواضع فمنهم من رجح أنها نزلت في شأن عويمر، ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجئ عويمر أيضا فنزلت في شأنهما = (*)
[ 567 ]
قال بعضهم لبعض استبشارا * (ماذا قال ربكم) * فيها * (قالوا) * القول * (الحق) * أي قد أذن فيها * (وهو العلي) * فوق خلقه بالقهر * (الكبير) * العظيم. (24) * (قل من يرزقكم من السماوات) * المطر * (والارض) * النبات * (قل الله) * إن لم يقولاه لا جواب غيره * (وإنا أو إياكم) * أي أحد الفريقين * (لعلى هدى أو في ضلال مبين) * بين في الايهام تلطف بهم داع إلى الايمان إذا وفقوا له. (25) * (قل لا تسألون عما أجرمنا) * أذنبنا * (ولا نسأل عما تعملون) * لانا بريئون منكم. (26) * (قل يجمع بيننا ربنا) * يوم القيامة * (ثم يفتح) * يحكم * (بيننا بالحق) * فيدخل المحقين الجنة والمبطلين النار * (وهو الفتاح) * الحاكم * (العليم) * بما ؟ ؟ يحكم به. (27) * (قل أروني) * أعلموني * (الذين ألحقتم به شركاء) * في العبادة * (كلا) * ردع لهم عن اعتقاد شريك له * (بل هو الله العزيز) * الغالب على أمره * (الحكيم) * في تدبيره لخلقه فلا يكون له شريك في ملكه. (28) * (وما أرسلناك إلا كافة) * حال من الناس قدم للاهتمام * (للناس بشيرا) * مبشرا للمؤمنين بالجنة * (ونذيرا) * منذرا للكافرين بالعذاب * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * ذلك. (29) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالعذاب * (إن كنتم صادقين) * فيه. (30) * (قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون) * عليه وهو يوم القيامة. (31) * (وقال الذين كفروا) * من أهل مكة * (لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه) * أي تقدمه كالتوراة والانجيل الدالين على البعث لانكارهم له قال تعالى فيهم * (ولو ترى) * يا محمد * (إذ الظالمون) * الكافرون = معا والى هذا جنح النووي وتبعه الخطيب فقال لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد قال الحافظ ابن حجر ويحتمل أن النزول سبق بسبب هلال فلما جاء عويمر ولم يكن له علم بما وقع لهلال أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم ولهذا قال في قصة هلال فنزل جبريل وفي قصة عويمر قد أنزل الله فيك فيؤول قوله قد أنزل الله فيك أي فيمن وقع له مثل ما وقع لك وبهذا أجاب ابن الصباغ في الشامل وجنح = (*)
[ 568 ]
* (موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا) * الاتباع * (للذين استكبروا) * الرؤساء * (لولا أنتم) * صددتمونا عن الايمان * (لكنا مؤمنين) * بالنبي. (32) * (قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم) * لا * (بل كنتم مجرمين) * في أنفسكم. (33) * (وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار) * أي مكر فيهما منكم بنا * (إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) * شركاء * (وأسروا) * أي الفريقان * (الندامة) * على ترك الايمان به * (لما رأوا العذاب) * أي أخفاها كل عن رفيقه مخافة التعيير * (وجعلنا الاغلال في أعناق الذين كفروا) * في النار * (هل) * ما * (يجزون إلا) * جزاء * (ما كانوا يعملون) * في الدنيا. (34) * (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها) * رؤساؤها المتنعمون * (إنا بما أرسلتم به كافرون) *. (35) * (وقالوا نحن أكثر أمولا وأولادا) * ممن آمن * (وما نحن بمعذبين) *. (36) * (قل إن ربي يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * ذلك. (37) * (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى) * قربى، أي تقريبا * (إلا) * لكن * (من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا) * أي جزاء العمل: الحسنة مثلا بعشر فأكثر * (وهم في الغرفات) * من الجنة * (آمنون) * من الموت وغيره وفي قراءة الغرفة بمعنى الجمع. (38) * (والذين يسعون في آياتنا) * القرآن بالابطال * (معجزين) * لنا مقدرين عجزنا وأنهم يفوتوننا * (أولئك في العذاب محضرون) *. = القرطبي إلى تجويز نزول الآية مرتين وأخرج البزار من طريق زيد بن مطيع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به قال كنت فاعلا به شرا قال وأنت يا عمر ؟ قال كنت أقول لعن الله الاعجز وإنه لخبيث فنزلت. قال الحافظ ابن حجر لا مانع من تعدد الاسباب. (*)
[ 569 ]
(39) * (قل إن ربي يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء من عباده) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه * (له) * بعد البسط أو لمن يشاء ابتلاء * (وما أنفقتم من شئ) * في الخير * (فهو يخلفه وهو خير الرازقين) * فيقال: كل إنسان يرزق عائلته، أي من رزق الله (40) * (و) * اذكر * (يوم نحشرهم جميعا) * أي المشركين * (ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الاولى ياء وإسقاطها * (كانوا يعبدون) *. (41) * (قالوا سبحانك) * تنزيها لك عن الشريك * (أنت ولينا من دونهم) * أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا * (بل) * للانتقال * (كانوا يعبدون الجن) * الشياطين، أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا * (أكثرهم بهم مؤمنون) * مصدقون فيما يقولون لهم. (42) قال تعالى: * (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض) * أي بعض المعبودين لبعض العابدين * (نفعا) * شفاعة * (ولا ضرا) * تعذيبا * (ونقول للذين ظلموا) * كفروا * (ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) *. (43) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * القرآن * (بينات) * واضحات بلسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم * (قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم) * من الاصنام * (وقالوا ما هذا) * القرآن * (إلا إفك) * كذب * (مفترى) * على الله * (وقال الذين كفروا للحق) * القرآن * (لما جاءهم إن) * ما * (هذا إلا سحر مبين) * بين. (44) قال تعالى: * (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) * فمن أين كذبوك. (45) * (وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا) * أي هؤلاء * (معشار ما آتيناهم) * من القوة وطول العمر وكثرة المال * (فكذبوا رسلي) * إليهم * (فكيف كان نكير) * إنكاري عليهم العقوبة والاهلاك، أي هو واقع موقعه. أسباب نزول الآية 11 إلى 12 قوله تعالى (إن الذين جاؤوا بالافك) الآيات. أخرج الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي فخرجت وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وقفل ودنونا من المدينة آذن = (*)
[ 570 ]
(46) * (قل إنما أعظكم بواحدة) * هي * (أن تقوموا لله) * أي لاجله * (مثنى) * أي اثنين اثنين * (وفرادى) * واحدا واحدا * (ثم تتفكروا) * فتعلموا * (ما بصاحبكم) * محمد * (من جنة) * جنون * (إن) * ما * (هو إلا نذير لكم بين يدي) * أي قبل * (عذاب شديد) * في الآخرة إن عصيتموه (47) * (قل) * لهم * (ما سألتكم) * على الانذار والتبليغ * (من أجر فهو لكم) * أي لا أسألكم عليه أجرا * (إن أجري) * ما ثوابي * (إلا على الله وهو على كل شئ شهيد) * مطلع يعلم صدقي. (48) * (قل إن ربي يقذف بالحق) * يلقيه إلى أنبيائه * (علام الغيوب) * ما غاب عن خلقه في السماوات والارض. (49) * (قل جاء الحق) * الاسلام * (وما يبدئ الباطل) * الكفر * (وما يعيد) * أي لم يبق له أثر. (50) * (قل إن ضللت) * عن الحق * (فإنما أضل على نفسي) * أي إثم ضلالي عليها * (وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي) * من القرآن والحكمة * (إنه سميع) * للدعاء * (قريب) *. (51) * (ولو ترى) * يا محمد * (إذ فزعوا) * عند البعث لرأيت أمرا عظيما * (فلا فوت) * لهم منا، أي لا يفوتوننا * (وأخذوا من مكان قريب) * أي القبور. (52) * (وقالوا آمنا به) * بمحمد أو القرآن * (وأنى لهم التناوش) * بواو وبالهمزة بدلها، أي تناول الايمان * (من مكان بعيد) * عن محله إذ هم في الآخرة، ومحله الدنيا. (53) * (وقد كفروا به من قبل) * في الدنيا * (ويقذفون) * يرمون * (بالغيب من مكان بعيد) * أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي: ساحر، شاعر، كاهن، وفي القرآن: سحر، شعر، كهانة. (54) * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * من الايمان، أي قبوله * (كما فعل بأشياعهم) * أشباههم في الكفر * (من قبل) * أي قبلهم * (إنهم كانوا في شك مريب) * موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به الآن ولم يعتدوا بدلائله في الدنيا. = ليلة بالرحيل فقمت فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فحملوا هودجي على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغثهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل = (*)
[ 571 ]
* (سور فاطر) * [ مكية وآياتها 45 أو 46 نزلت بعد الفرقان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحمد لله) * حمد تعالى نفسه بذلك كما بين في أول سورة سبأ * (فاطر السماوات والارض) * خالقهما على غير مثال سبق * (جاعل الملائكة رسلا) * إلى الانبياء * (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق) * في الملائكة وغيرها * (ما يشاء إن الله على كل شئ قدير) *. (2) * (ما يفتح الله للناس من رحمة) * كرزق ومطر * (فلا ممسك لها وما يمسك) * من ذلك * (فلا مرسل له من بعده) * أي بعد إمساكه * (وهو العزيز) * الغالب على أمره * (الحكيم) * في فعله. (3) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (اذكروا نعمة الله عليكم) * بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم * (هل من خالق) * من زائدة وخالق مبتدأ * (غير الله) * بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحلا، وخبر المبتدأ * (يرزقكم من السماء) * المطر * (و) * من * (الارض) * النبات، والاستفهام للتقرير، أي لا خالق رازق غيره * (لا إله إلا هو فانى تؤفكون) * من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق. (4) * (وإن يكذبوك) * يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث، والحساب والعقاب * (فقد كذبت رسل من قبلك) * في ذلك فاصبر كما صبروا * (والى الله ترجع الامور) * في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المسلمين. (5) * (يا أيها الناس إن وعد الله) * بالبعث = الهودج حين رحلوه ورفعوه فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي عندما سار الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه فظننت أن القوم سيفقدونني الي فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان ابن المعطل قد عرس وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان يراني قبل أن يضرب علي الحجاب فاستيقظت = (*)
[ 572 ]
وغيره * (حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا) * عن الايمان بذلك * (ولا يغرنكم بالله) * في حلمه وإمهاله * (الغرور) * الشيطان. (6) * (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) * بطاعة الله ولا تطيعوه * (إنما يدعو حزبه) * أتباعه في الكفر * (ليكونوا من أصحاب السعير) * النار الشديدة. (7) * (الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير) * هذا بيان ما لموافقي الشيطان وما لمخالفيه. (8) ونزل في أبي جهل وغيره * (أفمن زين له سوء عمله) * بالتمويه * (فرآه حسنا) * من مبتدأ خبره: كمن هداه الله ؟ لا، دل عليه * (فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم) * على المزين لهم * (حسرات) * باغتمامك أن لا يؤمنوا * (إن الله عليم بما يصنعون) * فيجازيهم عليه. (9) * (والله الذي أرسل الرياح) * وفي قراءة: الريح * (فتثير سحابا) * المضارع لحكاية الحال الماضية، أي تزعجه * (فسقناه) * فيه التفات عن الغيبة * (إلى بلد ميت) * بالتشديد والتخفيف لا نبات بها * (فأحيينا به الارض) * من البلد * (بعد موتها) * يبسها، أي أنبتنا به الزرع والكلا * (كذلك النشور) * أي البعث والاحياء. (10) * (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) * أي في الدنيا والآخرة فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه * (إليه يصعد الكلم الطيب) * يعلمه وهو لا إله إلا الله ونحوها * (والعمل الصالح يرفعه) * يقبله * (والذين يمكرون) * المكرات * (السيئات) * بالنبي في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الانفال * (لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) * يهلك. (11) * (والله خلقكم من تراب) * بخلق أبيكم آدم منه * (ثم من نطفة) * أي مني بخلق ذريته منها = باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي فوالله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي سلول فقدمت المدينة فاشتكيت حين قدمنا شهرا والناس يفيضون في قول أهل الافك ولا أشعر بشئ من ذلك = (*)
[ 573 ]
* (ثم جعلكم أزواجا) * ذكورا وإناثا * (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) * حال، أي معلومة له * (وما يعمر من معمر) * أي ما يزاد في عمر طويل العمر * (ولا ينقص من عمره) * أي ذلك المعمر أو معمر آخر * (إلا في كتاب) * هو اللوح المحفوظ * (إن ذلك على الله يسير) * هين. (12) * (وما يستوي البحران هذا عذب فرات) * شديد العذوبة * (سائغ شرابه) * شربه * (وهذا ملح أجاج) * شديد الملوحة * (ومن كل) * منهما * (تأكلون لحما طريا) * هو السمك * (وتستخرجون) * من الملح، وقيل منهما * (حلية تلبسونها) * هي اللؤلؤ والمرجان * (وترى) * تبصر * (الفلك) * السفن * (فيه) * في كل منهما * (مواخر) * تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة * (لتبتغوا) * تطلبوا * (من فضله) * تعالى بالتجارة * (ولعلكم تشكرون) * الله على ذلك. (13) * (يولج) * يدخل الله * (الليل في النهار) * فيزيد * (ويولج النهار) * يدخله * (في الليل) * فيزيد * (وسخر الشمس والقمر كل) * منهما * (يجري) * في فلكه * (لاجل مسمى) * يوم القيامة * (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون) * تعبدون * (من دونه) * أي غيره وهم الاصنام * (ما يملكون من قطمير) * لفاقة النواة. (14) * (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا) * فرضا * (ما استجابوا لكم) * ما أجابوكم * (ويوم القيامة يكفرون بشرككم) * بإشراككم إياهم مع الله، أي يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياهم * (ولا ينبئك) * بأحوال الدارين * (مثل خبير) * عالم هو الله تعالى. (15) * (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله) * بكل حال * (والله هو الغني) * عن خلقه * (الحميد) * المحمود في صنعه بهم. = حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت مع ام مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت تسبين رجلا شهد بدرا ؟ قالت أي هنتاه ألم تسمعي ما قال، قلت: وماذا قال ؟ فأخبرتني بقول أهل الافك فازددت مرضا إلى مرضي فلما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أتأذن لي أن آتي أبوي وأنا أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي فجئت = (*)
[ 574 ]
(16) * (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) * بدلكم. (17) * (وما ذلك على الله بعزيز) * شديد. (18) * (ولا تزر) * نفس * (وازرة) * آثمة، أي لا تحمل * (وزر) * نفس * (أخرى وإن تدع) * نفس * (مثقلة) * بالوزر * (إلى حملها) * منه أحدا ليحمل بعضه * (لا يحمل منه شئ ولو كان) * المدعو * (ذا قربى) * قرابة كالاب والابن وعدم الحمل في الشقين حكم من الله * (إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب) * أي يخافونه وما رأوه لانهم المنتفعون بالانذار * (وأقاموا الصلاة) * أداموها * (ومن تزكى) * تطهر من الشرك وغيره * (فإنما يتزكى لنفسه) * فصلاحه مختص به * (والى الله المصير) * المرجع فيجزي بالعمل في الآخرة. (19) * (وما يستوي الاعمى والبصير) * الكافر والمؤمن. (20) * (ولا الظلمات) * الكفر * (ولا النور) * الايمان. (21) * (ولا الظل ولا الحرور) * الجنة والنار. (22) * (وما يستوي الاحياء ولا الاموات) * المؤمنون ولا الكفار، وزيادة لا في الثلاثة تأكيد * (إن الله يسمع من يشاء) * هدايته فيجيبه بالايمان * (وما أنت بمسمع من في القبور) * أي الكفار شبههم بالموتى فيجيبون. (23) * (إن) * ما * (أنت إلا نذير) * منذر لهم. (24) * (إنا أرسلناك بالحق) * بالهدى * (بشيرا) * من أجاب إليه * (ونذيرا) * من لم يجب إليه * (وإن) * ما * (من أمة إلا خلا) * سلف * (فيها نذيرا) * نبي ينذرها. (25) * (وإن يكذبوك) * أي أهل مكة * (فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات) * = لامي: يا أماه ما يتحدث الناس ؟ قالت أي بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قلت سبحان الله أوقد تحدث الناس بهذا ! فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار عليه = (*)
[ 575 ]
المعجزات * (وبالزبر) * كصحف إبراهيم * (وبالكتاب المنير) * هو التوراة والانجيل، فاصبر كما صبروا. (26) * (ثم أخذت الذين كفروا) * بتكذيبهم * (فكيف كان نكير) * إنكاري عليهم بالعقوبة والاهلاك، أي هو واقع موقعه. (27) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا) * فيه التفات عن الغيبة * (به ثمرات مختلفا ألوانها) * كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها * (ومن الجبال جدد) * جمع جدة، طريق في الجبل وغيره * (بيض وحمر) * وصفر * (مختلف ألوانها) * بالشدة والضعف * (وغرابيب سود) * عطف على جدد، أي صخور شديدة السواد، يقال كثيرا: أسود غربيب، وقليلا: غربيب أسود. (28) * (ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك) * كاختلاف الثمار والجبال * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * بخلاف الجهال ككفار مكة * (إن الله عزيز) * في ملكه * (غفور) * لذنوب عباده المؤمنين. (29) * (إن الذين يتلون) * يقرءون * (كتاب الله وأقاموا الصلاة) * أداموها * (وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) * زكاة وغيرها * (يرجون تجارة لن تبور) * تهلك. (30) * (ليوفيهم أجورهم) * ثواب أعمالهم المذكورة * (ويزيدهم من فضله إنه غفور) * لذنوبهم * (شكور) * لطاعتهم. (31) * (والذي أوحينا إليك من الكتاب) * القرآن * (هو الحق مصدقا لما بين يديه) * تقدمه من الكتب * (إن الله بعباده لخبير بصير) * عالم بالبواطن والظواهر. (32) * (ثم أورثنا) * أعطينا * (الكتاب) * القرآن * (الذين اصطفينا من عبادنا) * وهم أمتك * (فمنهم ظالم لنفسه) * بالتقصير في العمل به * (ومنهم مقتصد) * يعمل به أغلب الاوقات بالذي يعلم من براءة أهله فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي فقال لن يضيق عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك فدعا بريرة فقال: أي بريرة هل رأيت من شئ يريبك من عائشة ؟ قالت والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر = (*)
[ 576 ]
* (ومنهم سابق بالخيرات) * يضم إلى العلم التعليم والارشاد إلى العمل * (بإذن الله) * بإرادته * (ذلك) * أي إيراثهم الكتاب * (هو الفضل الكبير) *. (33) * (جنات عدن) * أي إقامة * (يدخلونها) * الثلاثة بالبناء للفاعل وللمفعول خبر جنات المبتدأ * (يحلون) * خبر ثان * (فيها من) * بعض * (أساور من ذهب ولؤلؤا) * مرصع بالذهب * (ولباسهم فيها حرير) *. (34) * (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) * جميعه * (إن ربنا لغفور) * للذنوب * (شكور) * للطاعة. (35) * (الذي أحلنا دار المقامة) * الاقامة * (من فضله لا يمسنا فيها نصب) * تعب * (ولا يمسنا فيها لغوب) * إعياء من التعب لعدم التكليف فيها، وذكر الثاني التابع للاول للتصريح بنفيه. (36) * (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم) * بالموت * (فيموتوا) * يستريحوا * (ولا يخفف عنهم من عذابها) * طرفة عين * (كذلك) * كما جزيناهم * (يجزى كل كفور) * كافر بالياء والنون المفتوحة مع كسر الزاي ونصب كل. (37) * (وهم يصطرخون فيها) * يستغيثون بشدة وعويل يقولون * (ربنا أخرجنا) * منها * (نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) * فيقال لهم * (أولم نعمركم ما) * وقتا * (يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) * الرسول فما أجبتم (فذوقوا فما للظالمين) * الكافرين * (من نصير) * يدفع العذاب عنهم. (38) * (إن الله عالم غيب السماوات والارض إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب، فعلمه بغيره أولى بالنظر إلى حال الناس. = فاستعذر من عبد الله بن أبي، فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلها إلا خيرا قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ثم بكيت تلك الليلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الانصار فأذنت لها فجلست تبكي معي ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس = (*)
[ 577 ]
(39) * (هو الذي جعلكم خلائف في الارض) * جمع خليفة، أي يخلف بعضكم بعضا * (فمن كفر) * منكم * (فعليه كفره) * أي وبال كفره * (ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا) * غضبا * (ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) * للآخرة. (40) * (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله) * أي غيره، وهم الاصنام الذين زعمتم أنهم شركاء الله تعالى * (أروني) * أخبروني * (ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك) * شركة مع الله * (في) * خلق * (السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة) * حجة * (منه) * بأن لهم معي شركة ؟ لا شئ من ذلك * (بل إن) * ما * (يعد الظالمون) * الكافرون * (بعضهم بعضا إلا غرورا) * باطلا بقولهم الاصنام تشفع لهم. (41) * (إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا) * أي يمنعهما من الزوال * (ولئن) * لام القسم * (زالتا إن) * ما * (أمسكهما) * يمسكهما * (من أحد من بعده) * أي سواه * (إنه كان حليما غفورا) * في تأخير عقاب الكفار. (42) * (وأقسموا) * أي كفار مكة * (بالله جهد أيمانهم) * غاية اجتهادهم فيها * (لئن جاءهم نذير) * رسول * (ليكونن أهدى من إحدى الامم) * اليهود والنصارى وغيرهم، أي أي واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم بعضا، إذ قالت اليهود: ليست النصارى على شئ، وقالت النصارى: ليست اليهود على شئ * (فلما جاءهم نذير) * محمد صلى الله عليه وسلم * (ما زادهم) * مجيئه * (إلا نفورا) * تباعدا عن الهدى. (43) * (استكبارا في الارض) * عن الايمان مفعول له * (ومكر) * العمل * (السئ) * من الشرك وغيره * (ولا يحيق) * يحيط * (المكر السئ إلا بأهله) * وهو الماكر، ووصف المكر بالسئ أصل، = وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شئ فتشهد ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت قد ألمت بذنب ؟ ؟ فاستغفر الله ثم توبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه فلما قضى مقالته قلت لابي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والله ما أدري ما أقول فقلت لامي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: والله ما أدري ما أقول فقلت وأنا جارية = (*)
[ 578 ]
وإضافته إليه قيل: استعمال آخر قدر فيه مضاف حذرا من الاضافة إلى الصفة * (فهل ينظرون) * ينتظرون * (إلا سنة الاولين) * سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم رسلهم * (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) * أي لا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه. (44) * (أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة) * فأهلكهم الله بتكذيبهم رسلهم * (وما كان الله ليعجزه من شئ) * يسبقه ويفوته * (في السماوات ولا في الارض إنه كان عليما) * أي بالاشياء كلها * (قديرا) * عليها. (45) * (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) * من المعاصي * (ما ترك على ظهرها) * أي الارض * (من دابة) * نسمة تدب عليها * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) * أي يوم القيامة * (فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) * فيجازيهم على أعمالهم، بإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين. { سورة يس } [ مكية إلا آية 45 فمدنية وآياتها 83 ] " نزلت بعد سورة الجن " بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يس) * الله أعلم بمراده به. (2) * (والقرآن الحكيم) * المحكم بعجيب النظم، وبديع المعاني. (3) * (إنك) * يا محمد * (لمن المرسلين) *. (4) * (على) * متعلق بما قبله * (صراط مستقيم) * أي طريق الانبياء قبلك التوحيد والهدى، والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار له " لست مرسلا " = حديثة السن: والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني وفي رواية: ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني وإني والله لا أجد مثلا إلا كما قال أبو يوسف " فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ". ثم تحولت فاضطجعت على فراشي فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء فلما سرى عنه كان أول كلمة تكلم بها أن قال: = (*)
[ 579 ]
(5) * (تنزيل العزيز) * في ملكه * (الرحيم) * بخلقه خبر مبتدأ مقدر، أي القرآن. (6) * (لتنذر) * به * (قوما) * متعلق بتنزيل * (ما أنذر آباؤهم) * أي لم ينذروا في زمن الفترة * (فهم) * أي القوم * (غافلون) * عن الايمان والرشد. (7) * (لقد حق القول) * وجب * (على أكثرهم) * بالعذاب * (فهم لا يؤمنون) * أي الاكثر. (8) * (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) * بأن تضم إليها الايدي لان الغل يجمع اليد إلى العنق * (فهي) * أي الايدي مجموعة * (إلى الاذقان) * جمع ذقن، وهي مجتمع اللحيين * (فهم مقمحون) * رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، وهذا تمثيل، والمراد أنهم لا يذعنون للايمان ولا يخفضون رؤوسهم له. (9) * (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) * بفتح السين وضمها في الموضعين * (فأغشيناهم فهم لا يبصرون) * تمثيل أيضا لسد طرق الايمان عليهم. (10) * (وسواء عليهم أأنذرتهم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه * (أم لم تنذرهم لا يؤمنون) *. (11) * (إنما تنذر) * ينفع إنذارك * (من اتبع الذكر) * القرآن * (وخشي الرحمن بالغيب) * خافه ولم يره * (فبشره بمغفرة وأجر كريم) * هو الجنة. (12) * (إنا نحن نحيي الموتى) * للبعث * (ونكتب) * في اللوح المحفوظ * (ما قدموا) * في حياتهم من خير وشر ليجازوا عليه * (وآثارهم) * ما استن به بعدهم * (وكل شئ) * نصبه بفعل يفسره * (أحصيناه) * ضبطناه * (في إمام مبين) * كتاب بين، هو اللوح المحفوظ. (13) * (واضرب) * اجعل * (لهم مثلا) * مفعول أول * (أصحاب) * مفعول ثان * (القرية) * أنطاكية * (إذ جاءها) * إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية * (المرسلون) * أي رسل عيسى. = أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت لي أمي: قومي إليه فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي، وأنزل الله (إن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم) عشر آيات فقال أبو بكر: وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة) إلى (ألا تحبون أن يغفر الله لكم ". (*)
[ 580 ]
(14) * (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما) * إلى آخره بدل من إذ الاولى * (فعززنا) * بالتخفيف والتشديد: قوينا الاثنين * (بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) *. (15) * (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ إن) * ما * (أنتم إلا تكذبون) *. (16) * (قالوا ربنا يعلم) * جار مجرى القسم، وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الانكار في * (إنا إليكم لمرسلون) *. (17) * (وما علينا إلا البلاغ المبين) * التبليغ المبين الظاهر بالادلة الواضحة وهي إبراء الاكمه والابرص والمريض وإحياء الميت. (18) * (قالوا إنا تطيرنا) * تشاءمنا * (بكم) * لانقطاع المطر عنا بسببكم * (لئن) * لام قسم * (لم تنتهوا لنرجمنكم) * بالحجارة * (وليمسنكم منا عذاب أليم) * مؤلم. (19) * (قالوا طائركم) * شؤمكم * (معكم) * بكفركم * (أئن) * همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الاخرى * (ذكرتم) * وعظتم وخوفتم، وجواب الشرط محذوف، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ * (بل أنتم قوم مسرفون) * متجاوزون الحد بشرككم. (20) * (وجاء من أقصا المدينة رجل) * هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد * (يسعى) * يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسل * (قال يا قوم اتبعوا المرسلين) *. (21) * (اتبعوا) * تأكيد للاول * (من لا يسألكم أجرا) * على رسالته * (وهم مهتدون) * فقيل له: أنت على دينهم. (22) فقال * (وما لي لا أعبد الذي فطرني) * خلقني، أي لا مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك * (وإليه ترجعون) * بعد الموت فيجازيكم بكفركم. أسباب نزول الآية 22 قال أبو بكر: والله إني لاحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح ما كان ينفق عليه وفي الباب عن ابن عباس وابن عمر عند الطبراني وابي هريرة عند البزار وأبي اليسر عند ابن مردويه. أسباب نزول الآية 23 وأخرج الطبراني عن خصيف قلت لسعيد بن جبير: إنما أشد الزنا أو القذف ؟ قال: الزنا قلت إن الله يقول = (*)
[ 581 ]
(23) * (أأتخذ) * في الهمزتين منه ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي * (من دونه) * أي غيره * (آلهة) * أصناما * (إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم) * التي زعمتموها * (شيئا ولا ينقذون) * صفة آلهة. (24) * (إني إذا) * أي إن عبدت غير الله * (لفي ضلال مبين) * بين. (25) * (إني آمنت بربكم فاسمعون) * أي اسمعوا قولي، فرجموه فمات. (26) * (قيل) * له عند موته * (ادخل الجنة) * وقيل دخلها حيا * (قال يا) * حرف تنبيه * (ليت قومي يعلمون) *. (27) * (بما غفر لي ربي) * بغفرانه * (وجعلني من المكرمين) *. (28) * (وما) * نافية * (انزلنا على قومه) * أي حبيب * (من بعده) * بعد موته * (من جند من السماء) * أي ملائكة لاهلاكهم * (وما كنا منزلين) * ملائكة لاهلاك أحد. (29) * (إن) * ما * (كانت) * عقوبتهم * (إلا صيحة واحدة) * صاح بهم جبريل * (فإذا هم خامدون) * ساكنون ميتون. (30) * (يا حسرة على العباد) * هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا، وهي شدة التألم ونداؤها مجاز، أي هذا أوانك فاحضري * (ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزءون) * مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدي إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة. (31) * (ألم يروا) * أي أهل مكة القائلون للنبي " لست مرسلا " والاستفهام للتقرير: أي علموا * (كم) * خبرية بمعنى كثيرا معمولة لها بعدها معلقة لما قبلها عن العمل، والمعنى إنا * (أهلكنا قبلهم) * كثيرا * (من القرون) * الامم * (أنهم) * أي المهلكين * (إليهم) * أي المكذبين * (لا يرجعون) * أفلا يعتبرون بهم، وأنه إلخ: بدل مما قبله برعاية المعنى المذكور. = (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) قال: إنما أنزل هذا في شأن عائشة خاصة في إسناده يحيي الحماني ضعيف. وأخرج أيضا عن الضحاك ابن مزاحم قال: نزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) حتى بلغ أولئك مبرؤن مما يقولون) أسباب نزول الآية 26 واخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: (الخبيثات للخبيثين) = (*)
[ 582 ]
(32) * (وإن) * نافية أو مخففة * (كل) * أي كل الخلائق مبتدأ * (لما) * بالتشديد بمعنى إلا، أو بالتخفيف، فاللام فارقة وما مزيدة * (جميع) * خبر المبتدأ، أي مجموعون * (لدينا) * عندنا في الموقف بعد بعثهم * (محضرون) * للحساب خبر ثان. (33) * (وآية لهم) * على البعث خبر مقدم * (الارض الميتة) * بالتخفيف والتشديد * (أحييناها) * بالماء مبتدأ * (وأخرجنا منها حبا) * كالحنطة * (فمنه يأكلون) *. (34) * (وجعلنا فيها جنات) * بساتين * (من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون) * أي بعضها. (35) * (ليأكلوا من ثمره) * بفتحتين وضمتين، أي ثمر المذكور من النخيل وغيره * (وما عملته أيديهم) * أي لم تعمل الثمر * (أفلا يشكرون) * أنعمه تعالى عليهم. (36) * (سبحان الذي خلق الازواج) * الاصناف * (كلها مما تنبت الارض) * من الحبوب وغيرها * (ومن أنفسهم) * من الذكور والاناث * (ومما لا يعلمون) * من المخلوقات العجيبة الغريبة. (37) * (وآية لهم) * على القدرة العظيمة * (الليل نسلخ) * نفصل * (منه النهار فإذا هم مظلمون) * داخلون في الظلام. (38) * (والشمس تجري) * إلى آخره من جملة الآية لهم: أو آية أخرى والقمر كذلك * (لمستقر لها) * أي إليه لا تتجاوزه * (ذلك) * أي جريها * (تقدير العزيز) * في ملكه * (العليم) * بخلقه. (39) * (والقمر) * بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده * (قدرناه) * من حيث سيره * (منازل) * ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما * (حتى عاد) * في آخر منازله في رأي العين * (كالعرجون القديم) * أي كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر. (40) * (لا الشمس ينبغي) * يسهل ويصح * (لها أن تدرك القمر) * فتجتمع معه في الليل = الآية قال: نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك. وأخرج الطبراني بسندين فيهما ضعف عن ابن عباس قال: نزلت (الخبيثات للخبيثين) الآية للذين قالوا في زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان. واخرج الطبراني عن الحاكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة فقال: يا عائشة ما يقول الناس ؟ فقالت: لا أعتذر بشئ حتى ينزل = (*)
[ 583 ]
* (ولا الليل سابق النهار) * فلا يأتي قبل انقضائه * (وكل) * تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم * (في فلك) * مستدير * (يسبحون) * يسيرون نزلوا منزلة العقلاء. (41) * (وآية لهم) * على قدرتنا * (أنا حملنا ذريتهم) * وفي قراءة: ذرياتهم، أي آباءهم الاصول * (في الفلك) * أي سفينة نوح * (المشحون) * المملوء. (42) * (وخلقنا لهم من مثله) * أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى * (ما يركبون) * فيه. (43) * (وإن نشأ نغرقهم) * مع إيجاد السفن * (فلا صريخ) * مغيث * (لهم ولا هم ينقذون) * ينجون. (44) * (إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين) * أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم. (45) * (وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم) * من عذاب الدنيا كغيرهم * (وما خلفكم) * من عذاب الآخرة * (لعلكم ترحمون) * أعرضوا. (46) * (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) *. (47) * (وإذا قيل) * أي قال فقراء الصحابة * (لهم أنفقوا) * علينا * (مما رزقكم الله) * من الاموال * (قال الذين كفروا للذين آمنوا) * استهزاء بهم * (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) * في معتقدكم هذا * (إن) * ما * (أنتم) * في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا * (إلا في ضلال مبين) * بين وللتصريح بكفرهم موقع عظيم. (48) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالبعث * (إن كنتم صادقين) * فيه. (49) قال تعالى * (ما ينظرون) * أي ينتظرون * (إلا صيحة واحدة) * وهي نفخة إسرافيل الاولى * (تأخذهم وهم يخصمون) * بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة يخصمون كيضربون، أي يخصم بعضهم بعضا. = عذري من السماء فأنزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور ثم قرأ حتى بلغ (الخبيثات للخبيثين) الآية مرسل صحيح الاسناد أسباب نزول الآية 27 قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا) الآية اخرج الفريابي وابن جرير عن عدي بن ثابت قال: جاءت امرأة من الانصار فقالت: يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي = (*)
[ 584 ]
(50) * (فلا يستطيعون توصية) * أي أن يوصوا * (ولا إلى أهلهم يرجعون) * من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها. (51) * (ونفخ في الصور) * هو قرن النفخة الثانية للبعث، وبين النفختين أربعون سنة * (فإذا هم) * أي المقبورون * (من الاجداث) * القبور * (إلى ربهم ينسلون) * يخرجون بسرعة. (52) * (قالوا) * أي الكفار منهم * (يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه * (من بعثنا من مرقدنا) * لانهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا * (هذا) * أي البعث * (ما) * أي الذي * (وعد) * به * (الرحمن وصدق) * فيه * (المرسلون) * أقروا حين لا ينفعهم الاقرار، وقيل: يقال لهم ذلك. (53) * (إن) * ما * (كانت الا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا) * عندنا * (محضرون) *. (54) * (فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا) * جزاء * (ما كنتم تعملون) *. (55) * (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل) * بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به كافتضاض الابكار، لا شغل يتعبون فيه، لان الجنة لا نصب فيها * (فاكهون) * ناعمون خبر ثان لان، والاول في شغل. (56) * (هم) * مبتدأ * (وأزواجهم في ظلال) * جمع ظلة أو ظل خبر: أي لا تصيبهم الشمس * (على الارائك) * جمع أريكة، وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها * (متكئون) * خبر ثان متعلق على. (57) * (لهم فيها فاكهة ولهم) * فيها * (ما يدعون) * يتمنون. (58) * (سلام) * مبتدأ * (قولا) * أي بالقول خبره * (من رب رحيم) * بهم، أي يقول لهم: سلام عليكم. (59) * (و) * يقول * (امتازوا اليوم أيها المجرمون) * أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم. (60) * (ألم أعهد إليكم) * آمركم * (يا بني آدم) * على لسان رسلي * (أن لا تعبدوا الشيطان) * لا تطيعوه * (إنه لكم عدو مبين) * بين العداوة. (61) * (وأن اعبدوني) * وحدوني وأطيعوني = وأنا على تلك الحال فكيف أصنع ؟ فنزلت (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: لما نزلت آية الاستئذان في البيوت قال أبو بكر: يا رسول الله فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام ولهم بيوت معلومة على الطريق فكيف يستأذنون يسلمون وليس فيها سكان ؟ فنزلت: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة). (*)
[ 585 ]
* (هذا صراط) * طريق * (مستقيم) *. (62) * (ولقد أضل منكم جبلا) * خلقا جمع جبيل كقديم، وفي قراءة بضم الباء * (كثيرا أفلم تكونوا تعقلون) * عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنون، ويقال لهم في الآخرة: (63) * (هذه جهنم التي كنتم توعدون) * بها. (64) * (اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون) *. (65) * (اليوم نختم على أفواههم) * أي الكفار لقولهم " والله ربنا ماكنا مشركين " * (وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم) * وغيرها * (بما كانوا يكسبون) * فكل عضو ينطق بما صدر منه. (66) * (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم) * لاعميناها طمسا * (فاستبقوا) * ابتدروا * (الصراط) * الطريق ذاهبين كعادتهم * (فانى) * فكيف * (يبصرون) * حينئذ ؟ أي لا يبصرون. (67) * (ولو نشاء لمسخناهم) * قردة وخنازير أو حجارة * (على مكانتهم) * وفي قراءة: مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان: أي في منازلهم * (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) * أي لم يقدروا على ذهاب ولا مجئ. (68) * (ومن نعمره) * بإطالة أجله * (ننكسه) * وفي قراءة بالتشديد من التنكيس * (في الخلق) * فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما * (أفلا يعقلون) * أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون، وفي قراءة بالتاء. (69) * (وما علمناه) * أي النبي * (الشعر) * رد لقولهم: إن ما أتى به من القرآن شعر * (وما ينبغي) * يسهل * (له) * الشعر * (إن هو) * ليس الذي أتى به * (إلا ذكر) * عظة * (وقرآن مبين) * مظهر للاحكام وغيرها. (70) * (لينذر) * بالياء والتاء، به * (من كان حيا) * يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون * (ويحق القول) * بالعذاب * (على الكافرين) * وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به. (71) * (أو لم يروا) * يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف * (انا خلقنا لهم) * في جملة الناس * (مما عملت أيدينا) * عملناه بلا شريك ولا معين * (أنعاما) * هي الابل والبقر والغنم * (فهم لها مالكون) * ضابطون. (72) * (وذللناها) * سخرناها * (لهم فمنها ركوبهم) * مركوبهم * (ومنها يأكلون) *. (73) * (ولهم فيها منافع) * كأصوافها وأوبارها أسباب نزول الآية 31 قوله تعالى: (وقل للمؤمنات) الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال: بلغنا أن جابر بن عبد الله حدث أن أسماء بنت مرثد كانت في نخل لها فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات فيبدوا ما في أرجلهن يعني: الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا ؟ فأنزل الله في ذلك (وقل للمؤمنات) الآية. وأخرج ابن جرير عن حضرمي أن امرأة اتخذت صرتين من = (*)
[ 586 ]
وأشعارها * (ومشارب) * من لبنها جمع مشرب بمعنى شرب أو موضعه * (أفلا يشكرون) * المنعم عليهم بها فيؤمنون. أي ما فعلوا ذلك. (74) * (واتخذوا من دون الله) * أي غيره * (آلهة) * أصناما يعبدونها * (لعلهم ينصرون) * يمنعون من عذاب الله تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم. (75) * (لا يستطيعون) * أي آلهتهم، نزلوا منزلة العقلاء * (نصرهم وهم) * أي آلهتهم من الاصنام * (لهم جند) * بزعمهم نصرهم * (محضرون) * في النار معهم. (76) * (فلا يحزنك قولهم) * لك: لست مرسلا وغير ذلك * (إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) * من ذلك وغيره فنجازيهم عليه. (77) * (أو لم ير الانسان) * يعلم، وهو العاصي بن وائل * (أنا خلقناه من نطفة) * مني إلى أن صيرناه شديدا قويا * (فإذا هو خصيم) * شديد الخصومة لنا * (مبين) * بينها في نفي البعث. (78) * (وضرب لنا مثلا) * في ذلك * (ونسي خلقه) * من المني وهو أغرب من مثله * (قال من يحيي العظام وهي رميم) * أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لانه اسم لا صفة، وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " نعم ويدخلك النار ". (79) * (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق) * مخلوق * (عليم) * مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه. (80) * (الذي جعل لكم) * في جملة الناس * (من الشجر الاخضر) * المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب * (نارا فإذا أنتم منه توقدون) * تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب، فلا الماء يطفئ النار، ولا النار تحرق الخشب. (81) * (أو ليس الذي خلق السماوات والارض) * مع عظمهما * (بقادر على أن يخلق مثلهم) * أي الاناسي في الصغر * (بلى) * أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه * (وهو الخلاق) * الكثير الخلق * (العليم) * بكل شئ. (82) * (إنما أمره) * شأنه * (إذا أراد شيئا) * أي خلق شئ * (أن يقول له كن فيكون) * أي فهو يكون، وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول. (83) * (فسبحان الذي بيده ملكوت) * ملك، زيدت الواو والتاء للمبالغة، أي القدرة على * (كل شئ وإليه ترجعون) * تردون في الآخرة. = فضة واتخذت جزعا فمرت على قوم فضربت برجلها فوقع الخلخال على الجزع فصوت فانزل الله (ولا يضربن بأرجلهن) الآية أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: (والذين يبتغون الكتاب) الآية، أخرج ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح عن أبيه قال: كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتاب فنزلت (والذين يبتغون الكتاب) الآية. (*)
[ 587 ]
{ سورة الصافات } [ مكية وآياتها 182 نزلت بعد الانعام ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والصافات صفا) * الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به (2) * (فالزاجرات زجرا) * الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه (3) * (فالتاليات) * أي قراء القرآن يتلونه * (ذكرا) * مصدر من معنى التاليات. (4) * (إن إلهكم) * يا أهل مكة * (لواحد) *. (5) * (رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق) * أي والمغارب للشمس، لها كل يوم مشرق ومغرب. (6) * (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) * أي بضوئها أو بها، والاضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب. (7) * (وحفظا) * منصوب بفعل مقدر: أي حفظناها بالشهب * (من كل) * متعلق بالمقدر * (شيطان مارد) * عات خارج عن الطاعة. (8) * (لا يسمعون) * أي الشياطين مستأنف، وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه * (إلى الملا الاعلى) * الملائكة في السماء، وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الاصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون أدغمت التاء في السين * (ويقذفون) * أي الشياطين بالشهب * (من كل جانب) * من آفاق السماء. (9) * (دحورا) * مصدر دحره: أي طرده وأبعده وهو مفعول له * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب واصب) * دائم. (10) * (إلا من خطف الخطفة) * مصدر: أي المرة، والاستثناء من ضمير يسمعون: أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة * (فأتبعه شهاب) * كوكب مضئ * (ثاقب) * يثقبه أو يحرقه أو يخبله. أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم) الآية. أخرج مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا فأنزل الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج أيضا من هذا الطريق أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل = (*)
[ 588 ]
(11) * (فاستفتهم) * استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا * (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) * من الملائكة والسماوات والارضين وما فيهما وفي الاتيان بمن تغليب العقلاء * (إنا خلقناهم) * أي أصلهم آدم * (من طين لازب) * لازم يلصق باليد: المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير. (12) * (بل) * للانتقال من غرض إلى آخر وهو الاخبار بحاله وحالهم * (عجبت) * بفتح التاء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم، أي من تكذيبهم إياك * (و) * هم * (يسخرون) * من تعجبك. (13) * (وإذا ذكروا) * وعظوا بالقرآن * (لا يذكرون) * لا يتعظون. (14) * (وإذا رأوا آية) * كانشقاق القمر * (يستسخرون) * يستهزءون بها. (15) * (وقالوا) * فيها * (إن) * ما * (هذا إلا سحر مبين) * بزينر، وقالوا منكرين للبعث: * (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين. (17) * (أو آباؤنا الاولون) * بسكون الواو عطفا بأو، وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة الاستفهام. (18) * (قل نعم) * تبعثون * (وأنتم داخرون) * أي صاغرون. (19) * (فإنما هي) * ضمير مبهم يفسره: " زجرة " أي صيحة * (واحدة فإذا هم) * أي الخلائق أحياء * (ينظرون) * ما يفعل بهم. (20) * (وقالوا) * أي الكفار * (يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا، وهو مصدر لا فعل له من لفظه، وتقول لهم الملائكة: * (هذا يوم الدين) * يوم الحساب والجزاء. (21) * (هذا يوم الفصل) * بين الخلائق * (الذي كنتم به تكذبون) * ويقال للملائكة: (22) * (احشروا الذين ظلموا) * أنفسهم بالشرك * (وأزواجهم) * قرناءهم من الشياطين * (وما كانوا يعبدون) *. = الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج الحاكم من طريق أبي الزبير عن جابر قال: كانت مسيكة لبعض الانصار فقالت: إن سيدي يكرهني على البغاء فنزلت (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج البزار والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في الجاهلية فلما حرم الزنا قالت: لا والله لا أزني أبدا فنزلت (ولا تكرهوا فتياتكم على = (*)
[ 589 ]
(23) * (من دون الله) * أي غيره من الاوثان * (فاهدوهم) * دلوهم وسوقوهم * (إلى صراط الجحيم) * طريق النار. (24) * (وقفوهم) * احبسوهم عند الصراط * (إنهم مسؤولون) * عن جميع أقوالهم وأفعالهم، ويقال لهم توبيخا: (25) * (مالكم لا تناصرون) * لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم: (26) * (بل هم اليوم مستسلمون) * منقادون أذلاء (27) * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) * يتلاومون ويتخاصمون. (28) * (قالوا) * أي الاتباع منهم للمتبوعين * (إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) * عن الجهة التي كنا نأمنكم منها لحلفكم أنكم على الحق فصدقناكم واتبعناكم، المعنى أنكم أضللتمونا. (29) * (قالوا) * أي المتبعون لهم * (بل لم تكونوا مؤمنين) * وإنما يصدق الاضلال منا أن لو كنتم مؤمنين فرجعتم عن الايمان إلينا. (30) * (وما كان لنا عليكم من سلطان) * قوة وقدرة تقهركم على متابعتنا * (بل كنتم قوم طاغين) * ضالين مثلنا. (31) * (فحق) * وجب * (علينا) * جميعا * (قول ربنا) * بالعذاب: أي قوله " لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين " * (إنا) * جميعا * (لذائقون) * العذاب بذلك القول ونشأ عنه قولهم. (32) * (فأغويناكم) * المعلل بقولهم * (إنا كنا غاوين) *. (33) قال تعالى * (فإنهم يومئذ) * يوم القيامة * (في العذاب مشتركون) * أي لاشتراكهم في الغواية. (34) * (إنا كذلك) * كما نفعل بهؤلاء * (نفعل بالمجرمين) * غير هؤلاء: أي نعذبهم التابع منهم والمتبوع. (35) * (إنهم) * أي هؤلاء بقرينة ما بعده * (كانوا إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون) *. (36) * (ويقولون أئنا) * في همزتيه ما تقدم * (لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) * أي لاجل محمد. (27) قال تعالى: * (بل جاء بالحق وصدق المرسلين) * الجائين به، وهو أن لا إله إلا الله. (28) * (إنكم) * فيه التفات * (لذائقوا العذاب الاليم) *. = البغاء). وأخرج البزار بسند ضعيف عن أنس نحوه وسمى الجارية معاذة. وأخرج سعيد بن منصور عن شعبان عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن عبد الله بن أبي كانت له أمتان: مسيكة ومعاذة فكان يكرههما على الزنا فقالت إحداهما: إن كان خيرا فقد استكثرت منه وإن كان غير ذلك فإنه ينبغي أن أدعه فأنزل الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. (*)
[ 590 ]
(39) * (وما تجزون إلا) * جزاء * (ما كنتم تعملون) *. (40) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين استثناء منقطع، أي ذكر جزاؤهم في قوله: (41) * (أولئك لهم) * في الجنة * (رزق معلوم) * بكرة وعشيا. (42) * (فواكه) * بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة لان أهل الجنة مستغنون عن حفظها بخلق أجسامهم للابد * (وهم مكرمون) * بثواب الله سبحانه وتعالى. (43) * (في جنات النعيم) *. (44) * (على سرر متقابلين) * لا يرى بعضهم قفا بعض. (45) * (يطاف عليهم) * على كل منهم * (بكأس) * هو الاناء بشرابه * (من معين) * من خمر يجري على وجه الارض كأنهار الماء. (46) * (بيضاء) * أشد بياضا من اللبن * (لذة) * لذيذة * (للشاربين) * بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب. (47) * (لا فيها غول) * ما يغتال عقولهم * (ولا هم عنها ينزفون) * بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف: أي يسكرون بخلاف خمر الدنيا. (48) * (وعندهم قاصرات الطرف) * حابسات الاعين على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن * (عين) * ضخام الاعين حسانها. (49) * (كأنهن) * في اللون * (بيض) * للنعام * (مكنون) * مستور بريشه لا يصل إليه غبار، ولونه وهو البياض في صفرة، أحسن ألوان النساء. (50) * (فأقبل بعضهم) * بعض أهل الجنة * (على بعض يتساءلون) * عما مر بهم في الدنيا. (51) * (قال قائل منهم إني كان لي قرين) * صاحب ينكر البعث. (52) * (يقول) * لي تبكيتا * (أئنك لمن المصدقين) * بالبعث. (53) * (أئذا متنا ومنا ترابا وعظاما أئنا) * في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم * (لمدينون) * مجزيون ومحاسبون ؟ أنكر ذلك أيضا. (54) * (قال) * ذلك القائل لاخوانه: * (هل أنتم مطلعون) * معي إلى النار لننظر حاله ؟ فيقولون: لا. أسباب نزول الآية 48 قوله تعالى: (وإذا دعوا) الآية. أخرج ابن أبي حاتم من مرسل الحسن قال: كان الرجل إذا كان بينه وبين الرجل منازعة فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقضى له بالحق وإذا أراد أن يظلم فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض فقال: انطلق إلى فلان فأنزل الله (وإذا دعوا إلى الله ورسوله) الآية. (*)
[ 591 ]
(55) * (فاطلع) * ذلك القائل من بعض كوى الجنة * (فرآه) * أي رأى قرينه * (في سواء الجحيم) * في وسط النار. (56) * (قال) * له تشميتا * (تالله إن) * مخففة من الثقيلة * (كدت) * قاربت * (لتردين) * لتهلكني بإغوائك (57) * (ولولا نعمة ربي) * علي بالايمان * (لكنت من المحضرين) * معك في النار وتقول أهل الجنة: (58) * (أفما نحن بميتين) *. (59) * (إلا موتتنا الاولى) * أي التي في الدنيا * (وما نحن بمعذبين) * هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب. (60) * (إن هذا) * الذي ذكرت لاهل الجنة * (لهو الفوز العظيم) *. (61) * (لمثل هذا فليعمل العاملون) * قيل يقال لهم ذلك، وقيل هم يقولونه. (62) * (أذلك) * المذكور لهم * (خير نزلا) * وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره * (أم شجرة الزقوم) * المعدة لاهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي. (63) * (إنا جعلناها) * بذلك * (فتنة للظالمين) * أي الكافرين من أهل مكة، إذ قالوا: النار تحرق الشجر فكيف تنبته. (64) * (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) * أي قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها. (65) * (طلعها) * المشبه بطلع النخل * (كأنه رؤوس الشياطين) * الحيات القبيحة المنظر. (66) * (فإنهم) * أي الكفار * (لآكلون منها) * مع قبحها لشدة جوعهم * (فمالئون منها البطون) *. (67) * (ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) * أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له. (68) * (ثم إن مرجعهم لالى الجحيم) * يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها. (69) * (إنهم ألفوا) * وجدوا * (آباءهم ضالين) *. (70) * (فهم على آثارهم يهرعون) * يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه. (71) * (ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين) * من الامم الماضية. (72) * (ولقد أرسلنا فيهم منذرين) * من الرسل مخوفين. (73) * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * الكافرين: أي عاقبتهم العذاب. أسباب نزول الآية 55 قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا) الآية. أخرج الحاكم وصححه والطبراني عن أبي بن كعب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الانصار رمتهم العرب عن قوس واحدة وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا: ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت (وعد الله الذين آمنوا منكم) وأخرج ابن أبي حاتم عن = (*)
[ 592 ]
(74) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة، أو لان الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام. (75) * (ولقد نادانا نوح) * بقوله " رب إني مغلوب فانتصر " * (فلنعم المجيبون) * له نحن: أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق. (76) * (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) * أي الغرق. (77) * (وجعلنا ذريته هم الباقين) * فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد: سام وهو أبو العرب والفرس والروم، وحام وهو أبو السودان، ويافث وهو أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك. (78) * (وتركنا) * أبقينا * (عليه) * ثناء حسنا * (في الآخرين) * من الانبياء والامم إلى يوم القيامة. (79) * (سلام) * منا * (على نوح في العالمين) *. (80) * (إنا كذلك) * كما جزيناهم * (نجزي المحسنين) *. (81) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (82) * (ثم أغرقنا الآخرين) * كفار قومه. (83) * (وإن من شيعته) * أي ممن تابعه في أصل الدين * (لابراهيم) * وإن طال الزمان بينهما وهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح. (84) * (إذ جاء ربه) * أي تابعه وقت مجيئه * (بقلب سليم) * من الشك وغيره. (85) * (إذ قال) * في هذه الحالة المستمرة له * (لابيه وقومه) * موبخا * (ماذا) * ما الذي * (تعبدون) *. (86) * (أئفكا) * في همزتيه ما تقدم * (آلهة دون الله تريدون) * وإفكا مفعول له، وآلهة مفعول به لتريدون والافك: أسوأ الكذب، أي أتعبدون غير الله ؟. (87) * (فما ظنكم برب العالمين) * إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب ؟ لا، وكانوا نجامين، فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فإذا رجعوا أكلوه، وقالوا للسيد إبراهيم: أخرج معنا. (88) * (فنظر نظرة في النجوم) * إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه. = البراء قال: فينا نزلت هذه الآية ونحن في خوف شديد. أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى: (ليس على الاعمى) الآية. قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كان الرجل يذهب بالاعمى والاعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه أو بيت أخته أو بيت عمته أو بيت خالته فكانت = (*)
[ 593 ]
(89) * (فقال إني سقيم) * عليل أي سأسقم (90) * (فتولوا عنه) * إلى عيدهم * (مدبرين) * (91) * (فراغ) * مال في خفية * (إلى آلهتهم) * وهي الاصنام وعندها الطعام * (فقال) * استهزاء * (ألا تأكلون) * فلم ينطقوا. (92) فقال * (مالكم لا تنطقون) * فلم يجب. (93) * (فراغ عليهم ضربا باليمين) * بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه. (94) * (فأقبلوا إليه يزفون) * أي يسرعون المشي فقالوا له: نحن نعبدها وأنت تكسرها. (95) * (قال) * لهم موبخا * (أتعبدون ما تنحتون) * من الحجارة وغيرها أصناما (96) * (والله خلقكم وما تعملون) * من نحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده، وما مصدرية وقيل موصولة وقيل موصوفة. (97) * (قالوا) * بينهم * (ابنوا له بنيانا) * فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب * (فألقوه في الجحيم) * النار الشديدة. (98) * (فأرادوا به كيدا) * بإلقائه في النار لتهلكه * (فجعلناهم الاسفلين) * المقهورين فخرج من النار سالما. (99) * (وقال إني ذاهب إلى ربي) * مهاجر إليه من دار الكفر * (سيهدين) * إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الارض المقدسة قال: (100) * (رب هب لي) * ولدا * (من الصالحين) *. (101) * (فبشرناه بغلام حليم) * أي ذي حلم كثير. (102) * (فلما بلغ معه السعي) * أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة * (قال يا بني إني أرى) * أي رأيت * (في المنام أني أذبحك) * ورؤيا الانبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى * (فانظر ماذا ترى) * من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للامر به * (قال يا أبت) * التاء عوض عن ياء الاضافة * (افعل ما تؤمر) * به * (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * على ذلك. (103) * (فلما أسلما) * خضعا وانقادا لامر الله تعالى * (وتله للجبين) * صرعه عليه، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الالهية. = الزمني يتحرجون من ذلك يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم (ليس على الاعمى حرج) الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) تحرج المسلمون وقالوا الطعام من أفضل الاموال فلا يحل لاحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فنزل (ليس على الاعمى حرج) إلى قوله (أو = (*)
[ 594 ]
(104) * (وناديناه أن يا إبراهيم) *. (105) * (قد صدقت الرؤيا) * بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح: أي يكفيك ذلك فجملة ناديناه جواب لما بزيادة الواو * (إنا كذلك) * كما جزيناك * (نجزي المحسنين) * لانفسهم بامتثال الامر بإفراج الشدة عنهم. (106) * (إن هذا) * الذبح المأمور به * (لهو البلاء المبين) * أي الاختبار الظاهر. (107) * (وفديناه) * أي المأمور بذبحه، وهو إسماعيل أو إسحاق قولان * (بذبح) * بكبش * (عظيم) * من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا. (108) * (وتركنا) * أبقينا * (عليه في الاخرين) * ثناء حسنا. (109) * (سلام) * منا * (على إبراهيم) *. (110) * (كذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) * لانفسهم. (111) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (112) * (وبشرناه بإسحاق) * استدل بذلك على أن الذبيح غيره * (نبيا) * حال مقدرة: أي يوجد مقدرا نبوته * (من الصالحين) *. (113) * (وباركنا عليه) * بتكثير ذريته * (وعلى إسحاق) * ولده بجعلنا أكثر الانبياء من نسله * (ومن ذريتهما محسن) * مؤمن * (وظالم لنفسه) * كافر * (مبين) * بين الكفر. (114) * (ولقد مننا على موسى وهارون) * بالنبوة. (115) * (ونجيناهما وقومهما) * بني إسرائيل * (من الكرب العظيم) * أي استعباد فرعون إياهم. (116) * (ونصرناهم) * على القبط * (فكانوا هم الغالبون) *. (117) * (وآتيناهما الكتاب المستبين) * البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والاحكام وغيرها وهو التوراة. (118) * (وهديناهما الصراط) * الطريق * (المستقيم) *. (119) * (وتركنا) * أبقينا * (عليهما في الآخرين) * ثناء حسنا. (120) * (سلام) * منا * (على موسى وهارون) *. (121) * (إنا كذلك) * كما جزيناهما * (نجزي المحسنين) *. (122) * (إنهما من عبادنا المؤمنين) *. (123) * (وإن إلياس) * بالهمزة أوله وتركه * (لمن المرسلين) * قيل هو ابن أخي هارون أخي موسى، وقيل غيره أرسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها. (124) * (إذ) * منصوب باذكر مقدرا * (قال لقومه ألا تتقون) * الله. = مفاتحه) الآية. وأخرج الضحاك قال: كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لان الاعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح والاعرج لايستطيع المزاحمة على الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم وأخرج عن مقسم قال،: كانوا يتقون أن يأكلوا مع الاعمى والاعرج فنزلت. وأخرج الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس = (*)
[ 595 ]
(125) * (أتدعون بعلا) * اسم صنم لهم من ذهب، وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك: أي أتعبدونه * (وتذرون) * تتركون * (أحسن الخالقين) * فلا تعبدونه. (126) * (الله ربكم ورب آبائكم الاولين) * برفع الثلاثة على إضمار هو، وبنصبها على البدل من أحسن. (127) * (فكذبوه فإنهم لمحضرون) * في النار. (128) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين منهم فإنهم نجوا منها. (129) * (وتركنا عليه في الآخرين) * ثناء حسنا. (130) * (سلام) * منا * (على إل ياسين) * قيل هو إلياس المتقدم ذكره، وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد، أي أهله المراد به إلياس أيضا. (131) * (إنا كذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) *. (132) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (133) * (وإن لوطا لمن المرسلين) *. (134) اذكر * (إذ نجيناه وأهله أجمعين) *. (135) * (إلا عجوزا في الغابرين) * أي الباقين في العذاب. (136) * (ثم دمرنا) * أهلكنا * (الآخرين) * كفار قومه. (137) * (وإنكم لتمرون عليهم) * على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم * (مصبحين) * أي وقت الصباح يعني بالنهار. (138) * (وبالليل أفلا تعقلون) * يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبرون به. (139) * (وإن يونس لمن المرسلين) *. (140) * (إذ أبق) * هرب * (إلى الفلك المشحون) * السفينة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر، فقال الملاحون: هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة. (141) * (فساهم) * قارع أهل السفينة * (فكان من المدحضين) * المغلوبين بالقرعة فألقوه في البحر. (142) * (فالتقمه الحوت) * ابتلعه * (وهو مليم) * أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه. (143) * (فلولا إنه كان من المسبحين) * الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ". (144) * (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) * لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة. = قال: خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلف على أهله خالد بن زيد فحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت. قوله تعالى: (ليس عليكم جناح) الآية أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى زمناهم ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما أحببتم وكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا إنهم أذنوا عن غير طيب نفس فأنزل = (*)
[ 596 ]
(145) * (فنبذناه) * أي ألقيناه من بطن الحوت * (بالعراء) * بوجه الارض: أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما * (وهو سقيم) * عليل كالفرخ الممعط. (146) * (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) * وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له، وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي. (147) * (وأرسلناه) * بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل * (إلى مائة ألف أو) * بل * (يزيدون) * عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا. (148) * (فآمنوا) * عند معاينة العذاب الموعودين به * (فمتعناهم) * أبقيناهم ممتعين بمالهم * (إلى حين) * تنقضي آجالهم فيه. (149) * (فاستفتهم) * استخبر كفار مكة توبيخا لهم * (ألربك البنات) * بزعمهم أن الملائكة بنات الله * (ولهم البنون) * فيختصون بالاسنى. (150) * (أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) * خلقنا فيقولون ذلك. (151) * (ألا إنهم من إفكهم) * كذبهم * (ليقولون) *. (152) * (ولد الله) * بقولهم الملائكة بنات الله * (وإنهم لكاذبون) * فيه. (153) * (أصطفى) * بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت، أي أختار * (البنات على البنين) *. (154) * (ما لكم كيف تحكمون) * هذا الحكم الفاسد. (155) * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء في الذال، أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد. (156) * (أم لكم سلطان مبين) * حجة واضحة أن لله ولدا. (157) * (فأتوا بكتابكم) * التوراة فأروني ذلك فيه * (إن كنتم صادقين) * في قولكم ذلك. (158) * (وجعلوا) * أي المشركون * (بينه) * تعالى * (وبين الجنة) * أي الملائكة لاجتنانهم عن الابصار * (نسبا) * بقولهم إنها بنات الله * (ولقد علمت الجنة إنهم) * أي قائلي ذلك * (لمحضرون) * للنار يعذبون فيها. (159) * (سبحان الله) * تنزيها له * (عما يصفون) * بأن لله ولدا. (160) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء. (161) * (فإنكم وما تعبدون) * من الاصنام. = الله (ليس عليكم جناح) إلى قوله (أو ما ملكتم مفاتحه) وأخرج ابن جرير عن الزهري أنه سئل عن قوله (ليس على الاعمى حرج) ما بال الاعمى والاعرج والمريض ذكروا هنا فقال أخبرني عبد الله بن عبد الله قال: إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون لا ندخلها وهم غيب فأنزل = (*)
[ 597 ]
(162) * (ما أنتم عليه) * أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله * (بفاتنين) * أي أحدا. (163) * (إلا من هو صال الجحيم) * في علم الله تعالى. (164) قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم * (وما منا) * معشر الملائكة أحد * (إلا له مقام معلوم) * في السماوات يعبد الله فيه لا يتجاوزه. (165) * (وإنا لنحن الصافون) * أقدامنا في الصلاة. (166) * (وإنا لنحن المسبحون) * المنزهون الله عما لا يليق به. (167) * (وإن) * مخففة من الثقيلة * (كانوا) * أي كفار مكة * (ليقولون) *. (168) * (لو أن عندنا ذكرا) * كتابا * (من الاولين) * أي من كتب الامم الماضية. (169) * (لكنا عباد الله المخلصين) * العبادة له. (170) قال تعالى: * (فكفروا به) * بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الاشرف من تلك الكتب * (فسوف يعلمون) * عاقبة كفرهم. (171) * (ولقد سبقت كلمتنا) * بالنصر * (لعبادنا المرسلين) * وهي " لاغلبن أنا ورسلي ". (172) أو هي قوله * (إنهم لهم المنصورون) *. (173) * (وإن جندنا) * أي المؤمنين * (لهم الغالبون) * الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا، وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة. (174) * (فتول عنهم) * أي أعرض عن كفار مكة * (حتى حين) * تؤمر فيه بقتالهم. (175) * (وأبصرهم) * إذ نزل بهم العذاب * (فسوف يبصرون) * عاقبة كفرهم. (176) فقالوا استهزاء: متى نزول هذا العذاب ؟ قال تعالى تهديدا لهم: * (أفبعذابنا يستعجلون) *. (177) * (فإذا نزل بساحتهم) * بفنائهم قال الفراء: العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم * (فساء) * بئس صباحا * (صباح المنذرين) * فيه إقامة الظاهر مقام المضمر. (178) * (وتول عنهم حتى حين) *. (179) * (وأبصر فسوف يبصرون) * كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم. (180) * (سبحان ربك رب العزة) * الغلبة * (عما يصفون) * بأن له ولدا. (181) * (وسلام على المرسلين) * المبلغين عن الله التوحيد والشرائع. (182) * (والحمد لله رب العالمين) * على نصرهم وهلاك الكافرين. { سورة ص } [ مكية وآياتها 86 أو 88 آية نزلت بعد القمر ] = الله هذه الآية رخصة لهم. وأخرج عن قتادة قال نزلت (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا) في حي من العرب كان الرجل منهم لا يأكل طعامه وحده، وكان يحمله بعض يوم حتى يجد من يأكله معه. وأخرج عن عكرمة وأبي صالح قالا كانت الانصار إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون حتى يأكل الضيف معهم فنزلت رخصة لهم. (*)
[ 598 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ص) * الله أعلم بمراده به * (والقرآن ذي الذكر) * أي البيان أو الشرف، وجواب هذا القسم محذوف: أي ما الامر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة. (2) * (بل الذين كفروا) * من أهل مكة * (في عزة) * حمية وتكبر عن الايمان * (وشقاق) * خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم (3) * (كم) * أي كثيرا * (أهلكنا من قبلهم من قرن) * أي أمة من الامم الماضية * (فنادوا) * حين نزول العذاب بهم * (ولات حين مناص) * أي ليس الحين حين فرار والتاء زائدة، والجملة حال من فاعل نادوا، أي استغاثوا، والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة. (4) * (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) * رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم * (وقال الكافرون) * فيه وضع الظاهر موضع المضمر * (هذا ساحر كذاب) *. (5) * (أجعل الآلهة إلها واحدا) * حيث قال لهم قولوا: لا إله إلا الله، أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد * (إن هذا لشئ عجاب) * أي عجيب. (6) * (وانطلق الملا منهم) * من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: لا إله إلا الله * (أن امشوا) * يقول بعضهم لبعض امشوا * (واصبروا على آلهتكم) * اثبتوا على عبادتها * (إن هذا) * المذكور من التوحيد * (لشئ يراد) * منا. (7) * (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة) * أي ملة عيسى * (إن) * ما * (هذا الا اختلاق) * كذب. (8) * (أأنزل) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه * (عليه) * على محمد * (الذكر) * أي القرآن * (من بيننا) * وليس بأكبرنا ولا أشرفنا: أي لم ينزل عليه قال تعالى: * (بل هم في شك من ذكري) * وحيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به * (بل لما) * لم * (يذوقوا عذاب) * ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ. (9) * (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز) * الغالب * (الوهاب) * من النبوة وغيرها فيعطونها من شاؤوا. أسباب نزول الآية 62 قوله تعالى (إنما المؤمنون) الآية أخرج إبن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما قالوا لما أقبلت عام الاحزاب نزلوا بمجمع الاسيال من رومة بئر المدينة، قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان حتى نزلوا بنعمى إلى جانب أحد وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فضرب الخندق على المدينة وعمل فيه وعمل المسلمون فيه وأبطأ رجال = (*)
[ 599 ]
(10) * (أم لهم ملك السماوات والارض وما بينهما) * إن زعموا ذلك * (فليرتقوا في الاسباب) * الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا، وأم في الموضعين بمعنى همزة الانكار. (11) * (جند ما) * أي هم جند حقير * (هنالك) * في تكذيبهم لك * (مهزوم) * صفة جند * (من الاحزاب) * صفة جند أيضا: أي كالاجناد من جنس الاحزاب المتحزبين على الانبياء قبلك وأولئك قد قهروا وأهلكوا فكذا نهلك هؤلاء. (12) * (كذبت قبلهم قوم نوح) * تأنيث قوم باعتبار المعنى * (وعاد وفرعون ذو الاوتاد) * كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه. (13) * (وثمود وقوم لوط وأصحاب الايكة) * أي الغيضة، وهم قوم شعيب عليه السلام * (أولئك الاحزاب) *. (14) * (إن) * ما * (كل) * من الاحزاب * (إلا كذب الرسل) * لانهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لان دعوتهم واحدة، وهي دعوة التوحيد * (فحق) * وجب * (عقاب) *. (15) * (وما ينظر) * ينتظر * (هؤلاء) * أي كفار مكة * (إلا صيحة واحدة) * هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب * (ما لها من فواق) * بفتح الفاء وضمها: رجوع. (16) * (وقالوا) * لما نزل (فأما من أوتي كتابه بيمينه) إلخ * (ربنا عجل لنا قطنا) * أي كتاب أعمالنا * (قبل يوم الحساب) * قالوا ذلك استهزاء. (17) قال تعالى * (اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الايد) * أي القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه * (إنه أواب) * رجاع إلى مرضاة الله. (18) * (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن) * بتسبيحه * (بالعشي) * وقت صلاة العشاء * (والاشراق) * وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها. = من المنافقين وجعلوا يأتون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته فيأذن له، وإذا قضى حاجته رجع، فأنزل الله في أولئك المؤمنين (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع) إلى قوله تعال (والله بكل شئ عليم). (*)
[ 600 ]
(19) * (و) * سخرنا * (الطير محشورة) * مجموعة إليه تسبح معه * (كل) * من الجبال والطير * (له أواب) * رجاع إلى طاعته بالتسبيح (20) * (وشددنا ملكه) * قويناه بالحرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل * (وآتيناه الحكمة) * النبوة والاصابة في الامور * (وفصل الخطاب) * البيان الشافي في كل قصد (21) * (وهل) * معنى الاستفهام هنا التعجيب والتشويق إلى استماع ما بعده * (أتاك) * يا محمد * (نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) * محراب داود: أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة، أي خبرهم وقصتهم. (22) * (إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف) * نحن * (خصمان) * قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع، وقيل اثنان والضمير بمعناهما، والخصم يطلق على الواحد وأكثر، وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها * (بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط) * تجر * (واهدنا) * أرشدنا * (إلى سواء الصراط) * وسط الطريق الصواب (23) * (إن هذا أخي) * أي على ديني * (له تسع وتسعون نعجة) * يعبر بها عن المرأة * (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها) * أي اجعلني كافلها * (وعزني) * غلبني * (في الخطاب) * أي الجدال، وأقره الآخر على ذلك. (24) * (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك) * ليضمها * (إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء) * الشركاء * (ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم) * ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء: قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى: * (وظن) * أي أيقن * (داود أنما فتناه) * أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة * (فاستغفر ربه وخر راكعا) * أي ساجدا * (وأناب) *. أسباب نزول الآية 63 قوله تعالى (لا تجعلوا) الآية أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الضحاك عن ابن عباس قال كانوا يقولون: يا محمد يا أبا القاسم فأنزل الله (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) فقالوا يا نبي الله يا رسول الله. (*)
[ 601 ]
(25) * (فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى) * أي زيادة خير في الدنيا * (وحسن مآب) * مرجع في الآخرة (26) * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض) * تدبر أمر الناس * (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) * أي هوى النفس * (فيضلك عن سبيل الله) * أي عن الدلائل الدالة على توحيده * (إن الذين يضلون عن سبيل الله) * أي عن الايمان بالله * (لهم عذاب شديد بما نسوا) * بنسيانهم * (يوم الحساب) * المرتب عليه تركهم الايمان، ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا (27) * (وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا) * عبثا * (ذلك) * أي خلق ما ذكر لا لشئ * (ظن الذين كفروا) * من أهل مكة * (فويل) * واد * (للذين كفروا من النار) * (28) * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار) * نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطي في الآخرة مثل ما تعطون، وأم بمعنى همزة الانكار. (29) * (كتاب) * خبر مبتدأ محذوف أي هذا * (أنزلناه إليك مبارك ليدبروا) * أصله يتدبروا أدغمت التاء في الدال * (آياته) * ينظروا في معانيها فيؤمنوا * (وليتذكر) * يتعظ * (أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (30) * (ووهبنا لداود سليمان) * ابنه * (نعم العبد) * أي سليمان * (إنه أواب) * رجاع في التسبيح والذكر في جميع الاوقات. (31) * (إذ عرض عليه بالعشي) * هو ما بعد الزوال * (الصافنات) * الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الاخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا * (الجياد) * جمع جواد وهو السابق، المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر لارادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم. (32) * (فقال إني أحببت) * أي أردت * (حب الخير) * أي الخيل * (عن ذكر ربي) * أي صلاة العصر * (حتى توارت) * أي الشمس * (بالحجاب) * أي استترت بما يحجبها عن الابصار (سورة الفرقان) أسباب نزول الآية 10 أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن أبي حاتم عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أعطيناك مفاتيح الارض وخزائنها لا ينقصك ذلك عندنا شيئا في الآخرة وإن شئت جمعتهما لك في الآخرة قال بل اجمعهما لي في = (*)
[ 602 ]
(33) * (ردوها علي) * أي الخيل المعروضة فردوها * (فطفق مسحا) * بالسيف * (بالسوق) * جمع ساق * (والاعناق) * أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع، وهي الريح تجري بأمره كيف شاء. (34) * (ولقد فتنا سليمان) * ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالامينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها * (وألقينا على كرسيه جسدا) * هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكروه * (ثم أناب) * رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه. (35) * (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي) * لا يكون * (لاحد من بعدي) * أي سواي نحو (فمن يهديه من بعد الله) أي سوى الله * (إنك أنت الوهاب) * (36) * (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء) * لينة * (حيث أصاب) * أراد. (37) * (والشياطين كل بناء) * يبني الابنية العجيبة * (وغواص) * في البحر يستخرج اللؤلؤ. (38) * (وآخرين) * منهم * (مقرنين) * مشدودين * (في الاصفاد) * القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم. (39) وقلنا له * (هذا عطاؤنا فامنن) * أعط منه من شئت * (أو أمسك) * عن الاعطاء * (بغير حساب) * أي لا حساب عليك في ذلك. (40) * (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) * تقدم مثله. (41) * (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني) * أي بأني * (مسني الشيطان بنصب) * ضر * (وعذاب) * ألم، ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت الاشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى. (42) وقيل له * (اركض) * اضرب * (برجلك) * الارض، فضرب فنبعت عين ماء فقيل: * (هذا مغتسل) * ماء تغتسل به * (بارد وشراب) * تشرب منه، فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره = الآخرة فنزلت (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك) الآية. أسباب نزول الآية 20 وأخرج الواحدي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل (وما أرسلنا قبلك من المرسلين = (*)
[ 603 ]
(43) * (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) * أي أحيا الله له من مات من أولاده ورزقه مثلهم * (رحمة) * نعمة * (منا وذكرى) * عظة * (لاولي الالباب) * لاصحاب العقول. (44) * (وخذ بيدك ضغثا) * هو حزمة من حشيش أو قضبان * (فاضرب به) * زوجتك وكان قد حلف ليضربها مائة ضربة لابطائها عليه يوما * (ولا تحنث) * بترك ضربها فأخذ مائة عود من الاذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة * (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) * أيوب * (إنه أواب) * رجاع إلى الله تعالى. (45) * (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الايدي) * أصحاب القوى في العبادة * (والابصار) * البصائر في الدين، وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا (46) * (إنا أخلصناهم بخالصة) * هي * (ذكرى الدار) * الآخرة، أي ذكرها والعمل لها، وفي قراءة: بالاضافة وهي للبيان (47) * (وإنهم عندنا لمن المصطفين) * المختارين * (الاخيار) * جمع خير بالتشديد (48) * (واذكر إسماعيل واليسع) * وهو نبي، واللام زائدة * (وذا الكفل) * اختلف في نبوته، قيل كفل مئة نبي فروا إليه من القتل * (وكل) * أي كلهم * (من الاخيار) * جمع خير بالتثقيل (49) * (هذا ذكر) * لهم بالثناء الجميل هنا * (وإن للمتقين) * الشاملين لهم * (لحسن مآب) * مرجع في الآخرة. (50) * (جنات عدن) * بدل أو عطف بيان لحسن مآب * (مفتحة لهم الابواب) * منها. (51) * (متكئين فيها) * على الارائك * (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) *. (52) * (وعندهم قاصرات الطرف) * حابسات العين على أزواجهن * (أتراب) * أسنانهن واحدة وهن بنات ثلاث وثلاثين سنة جمع ترب. (53) * (هذا) * المذكور * (ما يوعدون) * بالغيبة وبالخطاب التفاتا * (ليوم الحساب) * أي لاجله. (54) * (إن هذا لرزقنا ماله من نفاذ) * أي انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لان، أي دائما أو دائم. (55) * (هذا) * المذكور للمؤمنين * (وإن للطاغين) * مستأنف * (لشر مآب) *. (56) * (جهنم يصلونها) * يدخلونها * (فبئس المهاد) * الفراش. (57) * (هذا) * أي العذاب المفهوم مما بعده * (فليذوقوه حميم) * أي ماء حار محرق * (وغساق) * بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صديد أهل النار = إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق) الآية. وأخرج ابن جرير نحوه من طريق سعيد وعكرمة عن ابن عباس أسباب نزول الآية 27 وأخرج عن ابن عباس قال كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم فيزجره عقبة بن أبي معيط فنزل (ويوم يعض الظالم على يديه) إلى قوله (خذولا) وأخرج مثله عن الشعبي ومقسم. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه = (*)
[ 604 ]
(58) * (واخر) * بالجمع والافراد * (من شكله) * أي مثل المذكور من الحميم والغساق * (أزواج) * أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة (59) ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم * (هذا فوج) * جمع * (مقتحم) * داخل * (معكم) * النار بشدة فيقول المتبعون * (لا مرحبا بهم) * أي لا سعة عليهم * (إنهم صالوا النار) * (60) * (قالوا) * أي الاتباع * (بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه) * أي الكفر * (لنا فبئس القرار) * لنا ولكم النار (61) * (قالوا) * أيضا * (ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا) * أي مثل عذابه على كفره * (في النار) * (62) * (وقالوا) * أي كفار مكة وهم في النار * (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم) * في الدنيا * (من الاشرار) *. (63) * (اتخذناهم سخريا) * بضم السين وكسرها: كنا نسخر بهم في الدنيا، والياء للنسب: أي أمفقودون هم * (أم زاغت) * مالت * (عنهم الابصار) * فلم ترهم، وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان (64) * (إن ذلك لحق) * واجب وقوعه وهو * (تخاصم أهل النار) * كما تقدم. (65) * (قل) * يا محمد لكفار مكة * (إنما أنا منذر) * مخوف بالنار * (وما من إله إلا الله الواحد القهار) * لخلقه. (66) * (رب السماوات والارض وما بينهما العزيز) * الغالب على أمره * (الغفار) * لاوليائه. (67) * (قل) * لهم * (هو نبأ عظيم) *. (68) * (أنتم عنه معرضون) * أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله (69) * (ما كان لي من علم بالملا الاعلى) * أي الملائكة * (إذ يختصمون) * في شأن آدم حين قال الله تعالى: (إني جاعل في الارض خليفة) الخ. (70) * (إن) * ما * (يوحى إلي إلا أنما أنا) * أي أني * (نذير مبين) * بين الانذار. (71) اذكر * (إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين) * هو آدم. (72) * (فإذا سويته) * أتممته * (ونفخت) * أجريت * (فيه من روحي) * فصار حيا، وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الانسان بنفوذه فيه. * (فقعوا له ساجدين) * سجود تحية بالانحناء (73) * (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) * فيه تأكيدان. (74) * (إلا إبليس) * هو أبو الجن كان بين الملائكة * (استكبر وكان من الكافرين) * في علم الله تعالى: = والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قال المشركون إن كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه ؟ ألا ينزل عليه القرآن جملة واحدة، فينزل عليه الآية والآيتين، فأنزل الله (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة). أسباب نزول الآية 68 وأخرج الشيخان عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا = (*)
[ 605 ]
(75) * (قال يا أبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) * أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه * (أستكبرت) * الآن عن السجود استفهام للتوبيخ * (أم كنت من العالمين) * المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم. (76) * (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) *. (77) * (قال فاخرج منها) * أي من الجنة، وقيل من السماوات * (فإنك رجيم) * مطرود. (78) * (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) * الجزاء. (79) * (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون) * أي الناس. (80) * (قال فإنك من المنظرين) *. (81) * (إلى يوم الوقت المعلوم) * وقت النفخة الاولى. (82) * (قال فبعزتك لاغوينهم أجمعين) *. (83) * (إلا عبادك منهم المخلصين) * أي المؤمنين. (84) * (قال فالحق والحق أقول) * بنصبهما ورفع الاول ونصب الثاني، فنصبه بالفعل بعده ونصب الاول، قيل بالفعل المذكور، وقيل على المصدر: أي أحق الحق، وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر: أي فالحق مني، وقيل فالحق قسمي، وجواب القسم (85) * (لاملان جهنم منك) * بذريتك * (وممن تبعك منهم) * أي الناس * (أجمعين) * (86) * (قل ما أسألكم عليه) * على تبليغ الرسالة * (من أجر) * جعل * (وما أنا من المتكلفين) * المتقولين القرآن من تلقاء نفسي (87) * (إن هو) * أي ما القرآن * (إلا ذكر) * عظة * (للعالمين) * للانس والجن والعقلاء دون الملائكة. (88) * (ولتعلمن) * يا كفار مكة * (نبأه) * خبر صدقه * (بعد حين) * أي يوم القيامة، وعلم بمعنى: عرف واللام قبلها لام قسم مقدر: أي والله. { سورة الزمر } [ مكية إلا الآيات 52 و 53 و 54 فمدنية وآياتها 75 نزلت بعد سبأ ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (2) * (إنا أنزلنا إليك) * يا محمد * (الكتاب بالحق) * متعلق بأنزل * (فا عبد الله مخلصا له الدين) * من الشرك: أي موحدا له. = وهو خلقك قلت: ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديقها (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) وأخرج الشيخان عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) إلى قوله (غفورا رحيما) ونزل (قل يا عبادي الذين أسرفوا) الآية = (*)
[ 606 ]
(3) * (ألا لله الدين الخالص) * لا يستحقه غيره * (والذين اتخذوا من دونه) * الاصنام * (أولياء) * وهم كفار مكة قالوا: * (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) * قربى مصدر بمعنى تقريبا * (إن الله يحكم بينهم) * وبين المسلمين * (في ما هم فيه يختلفون) * من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة، والكافرين النار * (إن الله لا يهدي من هو كاذب) * في نسبة الولد إليه * (كفار) * بعبادته غير الله. (4) * (لو أراد الله أن يتخذ ولدا) * كما قالوا: (اتخذ الرحمن ولدا) * (لاصطفى مما يخلق ما يشاء) * واتخذه ولدا غير من قالوا من الملائكة بنات الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله * (سبحانه) * تنزيها له عن اتخاذ الولد * (هو الله الواحد القهار) * لخلقه. (5) * (خلق السماوات والارض بالحق) * متعلق بخلق * (يكور) * يدخل * (الليل على النهار) * فيزيد * (ويكور النهار) * يدخله * (على الليل) * فيزيد * (وسخر الشمس والقمر كل يجري) * في فلكه * (لاجل مسمى) * ليوم القيامة * (ألا هو العزيز) * الغالب على أمره المنتقم من أعدائه * (الغفار) * لاوليائه. (6) * (خلقكم من نفس واحدة) * أي آدم * (ثم جعل منها زوجها) * حواء * (وأنزل لكم من الانعام) * الابل والبقر والغنم الضأن والمعز * (ثمانية أزواج) * من كل زوجان ذكر وأنثى كما بين في سورة الانعام * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) * أي نطفا ثم علقا ثم مضغا * (في ظلمات ثلاث) * هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة * (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) * عن عبادته إلى عبادة غيره. (7) * (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر) * وإن أراده من بعضهم * (وإن تشكروا) * الله فتؤمنوا * (يرضه) * = وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال لما أنزلت في الفرقان (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي) الآية. قال مشركو أهل مكة قد قتلنا النفس بغير حق ودعونا مع الله إلها آخر وأتينا الفواحش فنزلت (إلا من تاب) الآية. (سورة الشعراء) أسباب نزول الآية 205 أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال رؤي النبي صلى الله عليه وسلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال ولم ؟ ورأيت عدوي = (*)
[ 607 ]
بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه: أي الشكر * (لكم ولا تزر) * نفس * (وازرة وزر) * نفس * (أخرى) * أي لا تحمله * (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (8) * (وإذا مس الانسان) * أي الكافر * (ضر دعا ربه) * تضرع * (منيبا) * راجعا * (إليه ثم إذا خوله نعمة) * أعطاه إنعاما * (منه نسي) * ترك * (ما كان يدعو) * يتضرع * (إليه من قبل) * وهو الله فما في موضع من * (وجعل لله أندادا) * شركاء * (ليضل) * بفتح الياء وضمها * (عن سبيله) * دين الاسلام * (قل تمتع بكفرك قليلا) * بقية أجلك * (إنك من أصحاب النار) *. (9) * (أمن) * بتخفيف الميم * (هو قانت) * قائم بوظائف الطاعات * (آناء الليل) * ساعاته * (ساجدا وقائما) * في الصلاة يحذر الآخرة) * أي يخاف عذابها * (ويرجوا رحمة) * جنة * (ربه) * كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل * (إنما يتذكر) * يتعظ * (أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (10) * (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) * أي عذابه بأن تطيعوه * (للذين أحسنوا في هذه الدنيا) * بالطاعة * (حسنة) * هي الجنة * (وأرض الله واسعة) * فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات * (إنما يوفى الصابرون) * على الطاعة وما يبتلون به * (أجرهم بغير حساب) * بغير مكيال ولا ميزان. = يكون من أمتي بعدي فنزلت (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) فطابت نفسه. أسباب نزول الآية 214 وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) بدأ بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين). أسباب نزول الآية 224 وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال تهاجى رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الانصار والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله (والشعراء يتبعهم = (*)
[ 608 ]
(11) * (قل إني أمرت أن أ عبد الله مخلصا له الدين) * من الشرك. (12) * (وأمرت لان) * أي بأن * (أكون أول المسلمين) * من هذه الامة. (13) * (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) *. (14) * (قل الله أعبد مخلصا له ديني) * من الشرك. (15) * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) * غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى * (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * بتخليد الانفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا * (ألا ذلك هو الخسران المبين) * البين. (16) * (لهم من فوقهم ظلل) * طباق * (من نار ومن تحتهم ظلل) * من النار * (ذلك يخوف الله به عباده) * أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه * (يا عباد فاتقون) *. (17) * (والذين اجتنبوا الطاغوت) * الاوثان * (أن يعبدوها وأنابوا) * أقبلوا * (إلى الله لهم البشرى) * بالجنة * (فبشر عباد) *. (18) * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) * وهو ما فيه صلاحهم * (أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (19) * (أفمن حق عليه كلمة العذاب) * أي: (لاملان جهنم) الآية * (أفأنت تنقذ) * تخرج * (من في النار) * جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار. = الغاوون) الآيات وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه وأخرج عن عروة قال ما نزلت (والشعراء) إلى قوله تعالى (ما لا يفعلون) قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله (إلا الذين آمنوا) إلى آخر السورة. وأخرج ابن جرير والحاكم عن أبي حسن البراد قال لما نزلت (والشعراء) الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت فقالوا: يا رسول الله، والله لقد أنزل = (*)
[ 609 ]
(20) * (لكن الذين اتقوا ربهم) * بأن أطاعوه * (لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار) * أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية * (وعد الله) * منصوب بفعله المقدر * (لا يخلف الله الميعاد) * وعده. (21) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع) * أدخله أمكنة نبع * (في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج) * ييبس * (فتراه) * بعد الخضرة مثلا * (مصفرا ثم يجعله حطاما) * فتاتا * (إن في ذلك لذكرى) * تذكيرا * (لاولي الالباب) * يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته. (22) * (أفمن شرح الله صدره للاسلام) * فاهتدى * (فهو على نور من ربه) * كمن طبع على قلبه، دل على هذا * (فويل) * كلمة عذاب * (للقاسية قلوبهم من ذكر الله) * أي عن قبول القرآن * (أولئك في ضلال مبين) * بين. (23) * (الله نزل أحسن الحديث كتابا) * بدل من أحسن، أي قرآنا * (متشابها) * أي يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره * (مثاني) * ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما * (تقشعر منه) * ترتعد عند ذكره وعيده * (جلود الذين يخشون) * يخافون * (ربهم ثم تلين) * تطمئن * (جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) * أي عند ذكر وعده * (ذلك) * أي الكتاب * (هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فما لهم من هاد) *. (24) * (أفمن يتقي) * يلقى * (بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) * أي أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة * (وقيل للظالمين) * أي كفار مكة * (ذوقوا ما كنتم تكسبون) * أي جزاءه. = الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء هلكنا فأنزل الله (إلا الذين آمنوا) الآية، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتالاها عليهم. (سورة القصص) أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى أخرج ابن جرير والطبراني عن رفاعة القرظي قال نزلت (ولقد وصلنا لهم القول) في عشرة أنا أحدهم وأخرج ابن جرير عن علي بن رفاعة قال خرج عشرة رهط من أهل الكتاب منهم رفاعة، يعني أباه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا = (*)
[ 610 ]
(25) * (كذب الذين من قبلهم) * رسلهم في إتيان العذاب * (فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * من جهة لا تخطر ببالهم. (26) * (فأذاقهم الله الخزي) * الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره * (في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا) * أي المكذبون * (يعلمون) * عذابها ما كذبوا. (27) * (ولقد ضربنا) * جعلنا * (للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) * يتعظون. (28) * (قرآنا عربيا) * حال مؤكدة * (غير ذي عوج) * أي لبس واختلاف * (لعلهم يتقون) * الكفر. (29) * (ضرب الله) * للمشرك والموحد * (مثلا رجلا) * بدل من مثلا * (فيه شركاء متشاكسون) * متنازعون سيئة أخلاقهم * (ورجلا سالما) * خالصا * (لرجل هل يستويان مثلا) * تمييز: أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد، فإن الاول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد * (الحمد لله) * وحده * (بل أكثرهم) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون. (30) * (إنك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (ميت وإنهم ميتون) * ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت، نزلت لما استبطؤوا موته صلى الله عليه وسلم. (31) * (ثم إنكم) * أيها الناس فيما بينكم من المظالم * (يوم القيامة عند ربكم تختصمون) *. = فأوذوا فنزلت (الذين آتيناهم الكتاب) الآية. وأخرج عن قتادة قال كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على الحق حتى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فآمنوا، منهم عثمان وعبد الله بن سلام. أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب) الآية. سيأتي سبب نزولها في سورة الحديد. (*)
[ 611 ]
(32) * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن كذب على الله) * بنسبة الشريك والولد إليه * (وكذب بالصدق) * بالقرآن * (إذ جاءه أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للكافرين) * بلى. (33) * (والذي جاء بالصدق) * هو النبي صلى الله عليه وسلم * (وصدق به) * هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين * (أولئك هم المتقون) * الشرك. (34) * (لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) * لانفسهم بايمانهم. (35) * (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون) * أسوأ وأحسن بمعنى السيئ والحسن. (36) * (أليس الله بكاف عبده) * أي النبي، بلى * (ويخوفونك) * الخطاب له * (بالذين من دونه) * أي الاصنام، أن تقتله أو تخبله * (ومن يظلل الله فما له من هاد) *. (37) * (ومن يهد الله فما له من مظل أليس الله بعزيز) * غالب على أمره * (ذي انتقام) * من أعدائه ؟ بلى. (38) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون) * تعبدون * (من دون الله) * أي الاصنام * (إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره) * لا * (أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته) * لا، وفي قراءة بالاضافة فيهما * (قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) * يثق الواثقون. (39) * (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * حالتكم * (إني عامل) * على حالتي * (فسوف تعلمون) *. (40) * (من) * موصولة مفعول العلم * (يأتيه عذاب يخزيه ويحل) * ينزل * (عليه عذاب مقيم) * دائم هو عذاب النار، وقد أخزاهم الله ببدر. أسباب نزول الآية 56 قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت) الآية. أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه قل لا إله إلا الله أشهد لك يوم القيامة قال لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن إنه حمله على ذلك الجزع لاقررت بها عينك فأنزل الله (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وأخرج النسائي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند جيد = (*)
[ 612 ]
(41) * (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق) * متعلق بأنزل * (فمن اهتدى فلنفسه) * اهتداؤه * (ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل) * فتجبرهم على الهدى. (42) * (الله يتوفى الانفس حين موتها و) * يتوفى * (التي لم تمت في منامها) * أي يتوفاها وقت النوم * (فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى) * أي وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات) * دلالات. * (لقوم يتفكرون) * فيعلمون أن القادر على ذلك، قادر على البعث، وقريش لم يتفكروا في ذلك. (43) * (أم) * بل * (اتخذوا من دون الله) * أي الاصنام آلهة * (شفعاء) * عند الله بزعمهم * (قل) * لهم * (أ) * يشفعون * (ولو كانوا لا يملكون شيئا) * من الشفاعة وغيرها * (ولا يعقلون) * أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك ؟ لا. (44) * (قل لله الشفاعة جميعا) * أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه * (له ملك السماوات والارض ثم إليه ترجعون) *. (45) * (وإذا ذكر الله وحده) * أي دون آلهتهم * (اشمأزت) * نفرت وانقبضت * (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه) * أي الاصنام * (إذا هم يستبشرون) *. (46) * (قل اللهم) * بمعنى يا ألله * (فاطر السماوات والارض) * مبدعهما * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد * (أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) * = عن أبي سعيد بن رافع قال سألت ابن عمر عن هذه الآية (إنك لا تهدي من أحببت) أفي أبي جهل وأبي طالب ؟ قال: نعم. أسباب نزول الآية 57 قوله تعالى: (وقالوا إن نتبع الهدى معك) الآية. أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أن أناسا من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن نتبعك تخطفنا الناس فنزلت وأخرج النسائي عن ابن عباس أن الحارث بن عامر بن نوفل هو الذي قال ذلك. أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى (أفمن وعدناه) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (أفمن وعدناه) الآية قال: = (*)
[ 613 ]
من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق. (47) * (ولو أن للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا) * ظهر * (لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * يظنون. (48) * (وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (49) * (فإذا مس الانسان) * الجنس * (ضر دعانا ثم إذا خولناه) * أعطيناه * (نعمة) * إنعاما * (منا قال إنما أوتيته على علم) * من الله بأني له أهل * (بل هي) * أي القولة * (فتنة) * بلية يبتلى بها العبد * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن التخويل استدراج وامتحان. (50) * (قد قالها الذين من قبلهم) * من الامم كقارون وقومه الراضين بها * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) *. (51) * (فأصابهم سيئات ما كسبوا) * أي جزاؤها * (والذين ظلموا من هؤلاء) * أي قريش * (سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين) * بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم. (52) * (أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * به. = نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل ابن هشام وأخرج من وجه آخر عنه أنها نزلت في حمزة وأبي جهل. أسباب نزول الآية 85 قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد). (سورة العنكبوت) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله تعالى (الم أحسب الناس أن يتركوا) الآية، قال أنزلت في أناس = (*)
[ 614 ]
(53) * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا) * بكسر النون وفتحها، وقرئ بضمها تيأسوا * (من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) * لمن تاب من الشرك * (إنه هو الغفور الرحيم) *. (54) * (وأنيبوا) * ارجعوا * (إلى ربكم وأسلموا) * أخلصوا العمل * (له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) * بمنعه إن لم تتوبوا. (55) * (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) * هو القرآن * (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) * قبل إتيانه بوقته. (56) فبادروا قبل * (أن تقول نفس يا حسرتى) * أصله يا حسرتي، أي ندامتي * (على ما فرطت في جنب الله) * أي طاعته * (وإن) * مخففة من الثقيلة، أي وإني * (كنت لمن الساخرين) * بدينه وكتابه. (57) * (أو تقول لو أن الله هداني) * بالطاعة فاهتديت * (لكنت من المتقين) * عذابه. (58) * (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة) * رجعة إلى الدنيا * (فأكون من المحسنين) * المؤمنين، فيقال له من قبل الله: (59) * (بلى قد جاءتك آياتي) * القرآن وهو سبب الهداية * (فكذبت بها واستكبرت) * تكبرت عن الايمان بها * (وكنت من الكافرين) *. (60) * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله) * بنسبة الشريك والولد إليه * (وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للمتكبرين) * عن الايمان ؟ بلى. = كانوا بمكة قد أقروا بالاسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة أنه لا يقبل منكم حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فتبعهم المشركون فردوهم فنزلت هذه الآية فكتبوا إليهم أنه قد نزل فيكم كذا وكذا، فقالوا نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) الآية. وأخرج عن قتادة قال أنزلت (الم أحسب الناس) في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب = (*)
[ 615 ]
(61) * (وينجي الله) * من جهنم * (الذين اتقوا) * الشرك * (بمفازتهم) * أي بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه * (لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون) *. (62) * (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * متصرف فيه كيف يشاء. (63) * (له مقاليد السماوات والارض) * أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما * (والذين كفروا بآيات الله) * القرآن * (أولئك هم الخاسرين) * متصل بقوله: (وينجي الله الذين اتقوا).. الخ وما بينهما اعتراض. (64) * (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) * غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك. (65) * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك) * والله * (لئن أشركت) * يا محمد فرضا * (ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) *. (66) * (بل الله) * وحده * (فاعبد وكن من الشاكرين) * إنعامه عليك. (67) * (وما قدروا الله حق قدره) * ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره * (والارض جميعا) * حال: أي السبع * (قبضته) * أي مقبوضة له: أي في ملكه وتصرفه * (يوم القيامة والسماوات مطويات) * مجموعات * (بيمينه) * بقدرته * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * معه. (68) * (ونفخ في الصور) * النفخة الاولى * (فصعق) * مات * (من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله) * من الحور والولدان وغيرهما * (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم) * أي جميع الخلائق الموتى * (قيام ينظرون) * ينتظرون ما يفعل بهم. = إليهم أخوانهم بما نزل فيهم فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن (والذين هاجروا فينا لنهدينهم سبلنا) الآية. وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله (أحسب الناس) الآية. أسباب نزول الآية 8 قوله تعالى (وإن جاهداك) الآية أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال قالت = (*)
[ 616 ]
(69) * (وأشرقت الارض) * أضاءت * (بنور ربها) * حين يتجلى الله لفصل القضاء * (ووضع الكتاب) * كتاب الاعمال للحساب * (وجئ بالنبيين والشهداء) * أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ * (وقضي بينهم بالحق) * أي العدل * (وهم لا يظلمون) * شيئا. (70) * (ووفيت كل نفس ما عملت) * أي جزاءه * (وهو أعلم) * عالم * (بما يفعلون) * فلا يحتاج إلى شاهد. (71) * (وسيق الذين كفروا) * بعنف * (إلى جهنم زمرا) * جماعات متفرقة * (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) * جواب إذا * (وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم) * القرآن وغيره * (وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب) * أي: (لاملان جهنم) الآية * (على الكافرين) *. (72) * (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها) * مقدرين الخلود * (فبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) * جهنم. (73) * (وسيق الذين اتقوا ربهم) * بلطف * (إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) * الواو فيه للحال بتقدير قد * (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم) * حال * (فادخلوها خالدين) * مقدرين الخلود فيها، وجواب إذا مقدر، أي دخولها وسوقهم وفتح الابواب قبل مجيئهم تكرمة لهم، وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم. = أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر، فنزلت (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي) الآية. أسباب نزول الآية 10 قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآية. تقدم سبب نزولها في سورة النساء. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى (أولم يكفهم) الآية. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارمي في مسنده من طرق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوا فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بقوم ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم، فنزلت (أولم يكفههم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم). (*)
[ 617 ]
(74) * (وقالوا) * عطف على دخولها المقدر * (الحمد لله الذي صدقنا وعده) * بالجنة * (وأورثنا الارض) * أي أرض الجنة * (نتبوأ) * ننزل * (من الجنة حيث نشاء) * لانها كلها لا يختار فيها مكان على مكان * (فنعم أجر العاملين) * الجنة. (75) * (وترى الملائكة حافين) * حال * (من حول العرش) * من كل جانب منه * (يسبحون) * حال من ضمير حافين * (بحمد ربهم) * ملابسين للحمد: أي يقولون: سبحان الله وبحمده * (وقضي بينهم) * بين جميع الخلائق * (بالحق) * أي العدل فيدخل المؤمنون الجنة، والكافرون النار * (وقيل الحمد لله رب العالمين) * ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة. { سورة غافر أو المؤمن } [ مكية إلا آيتي 56 و 57 فمدنيتان وآياتها 85 ] " نزلت بعد الزمر " بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (العليم) * بخلقه. (3) * (غافر الذنب) * للمؤمنين * (وقابل التوب) * لهم مصدر * (شديد العقاب) * للكافرين أي مشدده * (ذي الطول) * الانعام الواسع، وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات، فإضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة * (لا إله إلا هو إليه المصير) * المرجع. أسباب نزول الآية 60 قوله تعالى (وكأين من دابة) الآية. أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر قال خرجت مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي يا ابن عم مالك لا تأكل ؟ قلت لا أشتهيه قال لكني أشتهيه وهذا صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا بن عمر إذا لقيت قوما يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين ؟ قال فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات = (*)
[ 618 ]
(4) * (ما يجادل في آيات الله) * القرآن * (إلا الذين كفروا) * من أهل مكة * (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) * للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار. (5) * (كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب) * كعاد وثمود وغيرهما * (من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) * يقتلوه * (وجادلوا بالباطل ليدحضوا) * يزيلوا * (به الحق فأخذتهم) * بالعقاب * (فكيف كان عقاب) * لهم، أي هو واقع موقعه. (6) * (وكذلك حقت كلمة ربك) * أي (لاملان جهنم) الآية * (على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) * بدل من كلمة. (7) * (الذين يحملون العرش) * مبتدأ * (ومن حوله) * عطف عليه * (يسبحون) * خبره * (بحمد ربهم) * ملابسين للحمد، أي يقولون: سبحان الله وبحمده * (ويؤمنون به) * تعالى ببصائرهم، أي يصدقون بوحدانيته * (ويستغفرون للذين آمنوا) * يقولون * (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما) * أي وسعت رحمتك كل شئ وعلمك كل شئ * (فاغفر للذين تابوا) * من الشرك * (واتبعوا سبيلك) * دين الاسلام * (وقهم عذاب الجحيم) * النار. (8) * (ربنا وأدخلهم جنات عدن) * إقامة * (التي وعدتهم ومن صلح) * عطف على هم في وأدخلهم أو في وعدتهم * (من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم) * في صنعه. (9) * (وقهم السيئات) * أي عذابها * (ومن يتق السيئات يومئذ) * يوم القيامة * (فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) *. (10) * (إن الذين كفروا ينادون) * من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار * (لمقت الله) * إياكم * (أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون) * في الدنيا * (إلى الايمان فتكفرون) *. = ألا وإني لا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبأ رزقا لغد. أسباب نزول الآية 67 قوله تعالى (أولم يروا) الآية. أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنهم قالوا يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لتقتلنا والاعراب أكثر منا فمتى ما يبلغهم أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة = (*)
[ 619 ]
(11) * (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) * إماتتين * (وأحييتنا اثنتين) * إحياءتين لانهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث * (فاعترفنا بذنوبنا) * بكفرنا بالبعث * (فهل إلى خروج) * من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا * (من سبيل) * طريق وجوابهم: لا. (12) * (ذلكم) * أي العذاب الذي أنتم فيه * (بأنه) * أي بسبب أنه في الدنيا * (إذا دعي الله وحده كفرتم) * بتوحيده * (وإن يشرك به) * يجعل له شريك * (تؤمنوا) * تصدقوا بالاشراك * (فالحكم) * في تعذيبكم * (لله العلي) * على خلقه * (الكبير) * العظيم. (13) * (هو الذي يريكم آياته) * دلائل توحيده * (وينزل لكم من السماء رزقا) * بالمطر * (وما يتذكر) * يتعظ * (إلا من ينيب) * يرجع عن الشرك. (14) * (فادعوا الله) * اعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (ولو كره الكافرون) * إخلاصكم منه. (15) * (رفيع الدرجات) * أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة * (ذو العرش) * خالقه * (يلقي الروح) * الوحي * (من أمره) * أي قوله * (على من يشاء من عباده لينذر) * يخوف الملقى عليه الناس * (يوم التلاق) * بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي أهل السماء والارض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه. (16) * (يوم هم بارزون) * خارجون من قبورهم * (لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم) * يقوله تعالى، ويجيب نفسه * (لله الواحد القهار) * أي لخلقه. رأس فأنزل الله (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا). أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي عن أبي سعيد قال لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت (الم غلبت الروم) إلى قوله تعالى (بنصر الله) يعني بفتح الغين. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن = (*)
[ 620 ]
(17) * (اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) * يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. (18) * (وأنذرهم يوم الآزفة) * يوم القيامة من أزف الرحيل: قرب * (إذ القلوب) * ترتفع خوفا * (لدى) * عند * (الحناجر كاظمين) * ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها * (ما للظالمين من حميم) * محب * (ولا شفيع يطاع) * لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا " فما لنا من شافعين " أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء، أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا. (19) * (يعلم) * أي الله * (خائنة الاعين) * بمسارقتها النظر إلى محرم * (وما تخفي الصدور) * القلوب. (20) * (والله يقضي بالحق والذين يدعون) * يعبدون، أي كفار مكة بالياء والتاء * (من دونه) * وهم الاصنام * (لا يقضون بشئ) * فكيف يكونون شركاء لله * (إن الله هو السميع) * لاقوالهم * (البصير) * بأفعالهم. (21) * (أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم) * وفي قراءة: منكم * (قوة وآثارا في الارض) * من مصانع وقصور * (فأخذهم الله) * أهلكهم * (بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) * عذابه. (22) * (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب) *. = ابن شهاب قال بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبتهم المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف غلب المجوس الروم وهم أهل كتاب ؟ فسنغلبكم كما غلب فارس الروم فأنزل الله (الم غلبت الروم) وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ويحيى بن يعمر وقتادة فالرواية = (*)
[ 621 ]
(23) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * برهان بين ظاهر. (24) * (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا) * هو * (ساحر كذاب) *. (25) * (فلما جاءهم بالحق) * بالصدق * (من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا) * استبقوا * (نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال) * هلاك. (26) * (وقال فرعون ذروني أقتل موسى) * لانهم كانوا يكفونه عن قتله * (وليدع ربه) * ليمنعه مني * (إني أخاف أن يبدل دينكم) * من عبادتكم إياي فتتبعوه * (وأن يظهر في الارض الفساد) * من قتل وغيره، وفي قراءة: أو، وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال. (27) * (وقال موسى) * لقومه وقد سمع ذلك * (إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) *. (28) * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون) * قيل: هو ابن عمه * (يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن) * أي لان * (يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه) * أي ضرر كذبه * (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) * به من العذاب عاجلا * (إن الله لا يهدي من هو مسرف) * مشرك * (كذاب) * مفتر. (29) * (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين) * غالبين حال * (في الارض) * أرض مصر * (فمن ينصرنا من بأس الله) * عذابه إن قتلتم أولياءه * (إن جاءنا) * أي لا ناصر لنا * (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى) * أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى * (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) * طريق الصواب. = الاولى على قراءة غلبت بالفتح لانها نزلت يوم غلبهم يوم بدر والثانية على قراءة الضم فيكون معناه وهم من بعد غلبهم فارس سيغلبهم المسلمون حتى يصح معنى الكلام وإلا لم يكن له كبير معنى. أسباب نزول الآية 27 وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت (وهو الذي يبدأ = (*)
[ 622 ]
(30) * (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب) * أي يوم حزب بعد حزب. (31) * (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) * مثل بدل من مثل قبله، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا * (وما الله يريد ظلما للعباد) *. (32) * (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) * بحذف الياء وإثباتها، أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس، والنداء بالسعادة لاهلها وبالشقاوة لاهلها وغير ذلك. (33) * (يوم تولون مدبرين) * عن موقف الحساب إلى النار * (ما لكم من الله) * أي من عذابه * (من عاصم) * مانع * (ومن يضلل الله فما له من هاد) *. (34) * (ولقد جاءكم يوسف من قبل) * أي قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول، عمر إلى زمن موسى، أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف ابن يعقوب في قول * (بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم) * من غير برهان (لن يبعث الله من بعده رسولا) * أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره * (كذلك) * أي مثل إضلالكم * (يضل الله من هو مسرف) * مشرك * (مرتاب) * شاك فيما شهدت به البينات. (35) * (الذين يجادلون في آيات الله) * معجزاته مبتدأ * (بغير سلطان) * برهان * (أتاهم كبر) * جدالهم خبر المبتدأ * (مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك) * مثل إضلالهم * (يطبع) * يختم * (الله) * بالضلال * (على كل قلب متكبر جبار) * بتنوين قلب ودونه، ومتى تكبر القلب، تكبر صاحبه وبالعكس، وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب. = الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه). أسباب نزول الآية 28 وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان يلبي أهل الشرك: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله (هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم) الآية وأخرج جويبر مثله عن داود = (*)
[ 623 ]
(36) * (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) * بناء عاليا * (لعلي أبلغ الاسباب) *. (37) * (أسباب السماوات) * طرقها الموصلة إليها * (فأطلع) * بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا لابن * (إلى إله موسى وإني لاظنه) * أي موسى * (كاذبا) * في أن له إلها غيري قال فرعون ذلك تمويها * (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) * طريق الهدى بفتح الصاد وضمها * (وما كيد فرعون إلا في تباب) * خسار. (38) * (وقال الذي آمن يا قوم اتبعوني) * بإثبات الياء وحذفها * (أهدكم سبيل الرشاد) * تقدم. (39) * (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) * تمتع يزول * (وإن الآخرة هي دار القرار) *. (40) * (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة) * بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس * (يرزقون فيها بغير حساب) * رزقا واسعا بلا تبعة. (41) * (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) *. (42) * (تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز) * الغالب على أمره * (الغفار) * لمن تاب. (43) * (لا جرم) * حقا * (أنما تدعونني إليه) * لاعبده * (ليس له دعوة) * أي استجابة دعوة * (في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا) * مرجعنا * (إلى الله وأن المسرفين) * الكافرين * (هم أصحاب النار) * (44) * (فستذكرون) * إذا عاينتم العذاب ابن هند عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه. (سورة لقمان) أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية. وأخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت في النضر بن الحارث اشترى قنية وكان لا يسمع بأحد يريد الاسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه فنزلت. (*)
[ 624 ]
* (ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) * قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينهم. (45) * (فوقاه الله سيئات ما مكروا) * به من القتل * (وحاق) * نزل * (بآل فرعون) * قومه معه * (سوء العذاب) * الغرق. (46) ثم * (النار يعرضون عليها) * يحرقون بها * (غدوا وعشيا) * صباحا ومساء * (ويوم تقوم الساعة) * يقال * (أدخلوا) * يا * (آل فرعون) * وفي قراءة: بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للملائكة * (أشد العذاب) * عذاب جهنم. (47) * (و) * اذكر * (إذ يتحاجون) * يتخاصم الكفار * (في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا) * جمع تابع * (فهل أنتم مغنون) * دافعون * (عنا نصيبا) * جزاء * (من النار) *. (48) * (قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد) * فأدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار. (49) * (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما) * أي قدر يوم * (من العذاب) *. (50) * (قالوا) * أي الخزنة تهكما * (أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (قالوا بلى) * أي فكفروا بهم * (قالوا فادعوا) * أنتم فإنا لا نشفع للكافرين، قال تعالى: * (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) * إنعدام. (51) * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) * جمع شاهد، وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب أسباب نزول الآية 27 وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فقالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، فنزلت (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام) الآية. وأخرج ابن إسحاق عن عطاء بن يسار قال نزلت بمكة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فلما هاجر إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا ألم يبلغنا عنك أنك تقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) إيانا تريد أم قومك ؟ فقال كلا عنيت قالوا فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في علم الله قليل = (*)
[ 625 ]
(52) * (يوم لا ينفع) * بالياء والتاء * (الظالمين معذرتهم) * عذرهم لو اعتذروا * (ولهم اللعنة) * أي البعد من الرحمة * (ولهم سوء الدار) * الآخرة، أي شدة عذابها. (53) * (ولقد آتينا موسى الهدى) * التوراة والمعجزات * (وأورثنا بني إسرائيل) * من بعد موسى * (الكتاب) * التوراة. (54) * (هدى) * هاديا * (وذكرى لاولي الالباب) * تذكرة لاصحاب العقول. (55) * (فاصبر) * يا محمد * (إن وعد الله) * بنصر أوليائه * (حق) * وأنت ومن تبعك منهم * (واستغفر لذنبك) * ليستن بك * (وسبح) * صل متلبسا * (بحمد ربك بالعشي) * وهو من بعد الزوال * (والابكار) * الصلوات الخمس. (56) * (إن الذين يجادلون في آيات الله) * القرآن * (بغير سلطان) * برهان * (أتاهم إن) * ما * (في صدورهم إلا كبر) * تكبر وطمع أن يعلوا عليك * (ما هم ببالغيه فاستعذ) * من شرهم * (بالله إنه هو السميع) * لاقوالهم * (البصير) * بأحوالهم، ونزل في منكري البعث: (57) * (لخلق السماوات والارض) * ابتداء * (أكبر من خلق الناس) * مرة ثانية، وهي الاعادة * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * ذلك فهم كالاعمى، ومن يعلمه كالبصير. (58) * (وما يستوي الاعمى والبصير و) * لا * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * وهو المحسن * (ولا المسئ) * فيه زيادة لا * (قليلا ما يتذكرون) * يتعظون بالياء والتاء، أي تذكرهم قليل جدا فأنزل الله (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام) وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة وابن جرير عن قتادة قال: قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزل (ولو أن ما في الارض) الآية. أسباب نزول الآية 34 وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني بما تلد ؟ وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت ؟ فأنزل الله (إن الله عنده علم الساعة) (سورة السجدة) أسباب نزول الآية 16 أخرج البزار عن بلال قال كنا نجلس في المسجد وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون بعد = (*)
[ 626 ]
(59) * (إن الساعة لآتية لا ريب) * شك * (فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) * بها. (60) * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * أي اعبدوني أثبكم بقرينة ما بعده * (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون) * بفتح الياء وضم الخاء وبالعكس * (جهنم داخرين) * صاغرين. (61) * (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) * إسناد الابصار إليه مجازي لانه يبصر فيه * (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * الله فلا يؤمنون. (62) * (ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) * فكيف تصرفون عن الايمان مع قيام البرهان. (63) * (كذلك يؤفك) * أي مثل إفك هؤلاء إفك * (الذين كانوا بآيات الله) * معجزاته * (يجحدون) *. (64) * (الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء) * سقفا * (وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين) *. (65) * (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه) * اعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (الحمد لله رب العالمين) *. (66) * (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله لما جاءني البينات) * دلائل التوحيد * (من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) * = المغرب إلى فنزلت هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) في إسناده عبد الله بن شبيب ضعيف. أسباب نزول الآية 18 وأخرج الترمذي وصححه عن أنس أن هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا وأملا للكتيبة منك، فقال له علي اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). = (*)
[ 627 ]
(67) * (هو الذي خلقكم من تراب) * بخلق أبيكم آدم منه * (ثم من نطفة) * مني * (ثم من علقة) * دم غليظ * (ثم يخرجكم طفلا) * بمعنى أطفالا * (ثم) * يبقيكم * (لتبتغوا أشدكم) * تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الاربعين * (ثم لتكونوا شيوخا) * بضم الشين وكسرها * (ومنكم من يتوفى من قبل) * أي قبل الاشد والشيخوخة، فعل ذلك بكم لتعيشوا * (ولتبلغوا أجلا مسمى) * وقتا محدودا * (ولعلكم تعقلون) * دلائل التوحيد فتؤمنون. (68) * (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا) * أراد إيجاد شئ * (فإنما يقول له كن فيكون) * بضم النون وفتحها بتقدير أن، أي يوجد عقب الارادة التي هي معنى القول المذكور. (69) * (ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله) * القرآن * (أنى) * كيف * (يصرفون) * عن الايمان. (70) * (الذين كذبوا بالكتاب) * القرآن * (وبما أرسلنا به رسلنا) * من التوحيد والبعث وهم كفار مكة * (فسوف يعلمون) * عقوبة تكذيبهم. (71) * (إذ الاغلال في أعناقهم) * إذ بمعنى إذا * (والسلاسل) * عطف على الاغلال فتكون في الاعناق، أو مبتدأ خبره محذوف، أي في أرجلهم أو خبره * (يسحبون) * أي يجرون بها. (72) * (في الحميم) * أي جهنم * (ثم في النار يسجرون) * يوقدون. (73) * (ثم قيل لهم) * تبكيتا * (أين ما كنتم تشكرون) *. (74) * (من دون الله) * معه وهي الاصنام * (قالوا ضلوا) * غابوا * (عنا) * فلا نراهم = وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار مثله وأخرج ابن عدي والخطيب في تاريخه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله وأخرج الخطيب وابن عساكر من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط وذلك في سباب كان بينهما كذا في هذه الرواية أنها نزلت في عقبة بن الوليد لا الوليد. أسباب نزول الآية 28 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الصحابة إن لنا يوما يوشك أن نستريح فيه وننعم فقال المشركون: = (*)
[ 628 ]
* (بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا) * أنكروا عبادتهم إياها ثم أحضرت قال تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) أي وقودها * (كذلك) * أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين * (يضل الله الكافرين) *. (75) ويقال لهم أيضا * (ذلكم) * العذاب * (بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق) * من الاشراك وإنكار البعث * (وبما كنتم تمرحون) * تتوسعون في الفرح. (76) * (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) *. (77) * (فاصبر إن وعد الله) * بعذابهم * (حق فإما نرينك) * فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره * (بعض الذي نعدهم) * به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك * (أو نتوفينك) * أي قبل تعذيبهم * (فإلينا يرجعون) * فنعذبهم أشد العذاب، فالجواب المذكور للمعطوف فقط. (78) * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) * روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس * (وما كان لرسول) * منهم * (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) * لانهم عبيد مربوبون * (فإذا جاء أمر الله) * بنزول العذاب على الكفار * (قضي) * بين الرسل ومكذبيها * (بالحق وخسر هنالك المبطلون) * أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك. (79) * (الله الذي جعل لكم الانعام) * قيل: الابل خاصة هنا والظاهر والبقر والغنم * (لتركبوا منها ومنها تأكلون) * = (متى هذا الفتح إن كنتم صادقين) فنزلت. (سورة الاحزاب) أسباب نزول الآية 1 أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال إن أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة = (*)
[ 629 ]
(80) * (ولكم فيها منافع) * من الدر والنسل والوبر والصوف * (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) * هي حمل الاثقال إلى البلاد * (وعليها) * في البر * (وعلى الفلك) * السفن في البحر * (تحملون) *. (81) * (ويريكم آياته فأي آيات الله) * أي الدالة على وحدانيته * (تنكرون) * استفهام توبيخ، وتذكير أي أشهر من تأنيثه. (82) * (أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الارض) * من مصانع وقصور * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) *. (83) * (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات) * المعجزات الظاهرات * (فرحوا) * أي الكفار، * (بما عندهم) * أي الرسل * (من العلم) * فرح استهزاء وضحك منكرين له * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (84) * (فلما رأوا بأسنا) * أي شدة عذابنا * (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) *. (85) * (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله) * نصبه على المصدر بفعل مقدر من لفظه * (التي قد خلت في عباده) * في الامم أن لا ينفعهم الايمان وقت نزول العذاب * (وخسر هنالك الكافرون) * تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك. * (سورة حم السجدة) * [ مكية وآياتها 53 أو 54 نزلت بعد غافر ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل من الرحمن الرحيم) * مبتدأ. (3) * (كتاب) * خبره * (فصلت آياته) * بينت بالاحكام والقصص والمواعظ * (قرآنا عربيا) * حال من كتاب بصفته * (لقوم) * متعلق بفصلت * (يعلمون) * يفهمون ذلك، وهم العرب = دعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطر أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة إن لم يرجع قتلوه فأنزل الله (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين). أسباب نزول الآية 4 قوله تعالى (ما جعل الله لرجل) الآية أخرج الترمذي وحسنه عن ابن عباس قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معه فأنزل الله (ما جعل الله لرجل من = (*)
[ 630 ]
(4) * (بشيرا) * صفة قرآنا * (ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون) * سماع قبول. (5) * (وقالوا) * للنبي * (قلوبنا في أكنة) * أغطية * (مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر) * ثقل * (ومن بيننا وبينك حجاب) * خلاف في الدين * (فاعمل) * على دينك * (إننا عاملون) * على ديننا. (6) * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه) * بالايمان والطاعة * (واستغفروه وويل) * كلمة عذاب * (للمشركين) *. (7) * (الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم) * تأكيد * (كافرون) *. (8) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) * مقطوع. (9) * (قل أئنكم) * بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الاولى * (لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين) * الاحد والاثنين * (وتجعلون له أندادا) * شركاء * (ذلك رب) * أي مالك * (العالمين) * جمع عالم، وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون، تغليبا للعقلاء. (10) * (وجعل) * مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الذي للفاصل الاجنبي * (فيها رواسي) * جبالا ثوابت * (من فوقها وبارك فيها) * بكثرة المياه والزروع والضروع * (وقدر) * قسم * (فيها أقواتها) * للناس والبهائم * (في) * تمام * (أربعة أيام) * أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثلاثاء والاربعاء * (سواء) * منصوب على المصدر، أي استوت الاربعة استواء لا تزيد ولا تنقص * (للسائلين) * عن خلق الارض بما فيها. = قلبين في جوفه). وأخرج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا: كان رجل يدعى ذا القلبين فنزلت وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن الحسن مثله وزاد وكان يقول لي نفس تأمرني ونفس تنهاني وأخرج من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نزلت في رجل من بني فهم قال إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أنها نزلت في رجل من قريش من بني جمع يقال له جميل بن معمر. (*)
[ 631 ]
(11) * (ثم استوى) * قصد * (إلى السماء وهي دخان) * بخار مرتفع فقال لها وللارض ائتيا) * إلى مرادي منكما * (طوعا أو كرها) * في موضع الحال، أي طائعتين أو مكرهتين * (قالتا أتينا) * بمن فينا * (طائعين) * فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته. (12) * (فقضاهن) * الضمير يرجع إلى السماء لانها في معنى الجمع الآيلة إليه، أي صيرها * (سبع سماوات في يومين) * الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه، وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء، ووافق ما هنا آيات خلق السماوات والارض في ستة أيام * (وأوحى في كل سماء أمرها) * الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة * (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) * بنجوم * (وحفظا) * منصوب بفعله المقدر، أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب * (ذلك تقدير العزيز) * في ملكه * (العليم) * بخلقه. (13) * (فإن أعرضوا) * أي كفار مكة عن الايمان بعد هذا البيان * (فقل أنذرتكم) * خوفتكم * (صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم. (14) * (إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) * أي مقبلين عليهم ومدبرين عنهم فكفروا كما سيأتي، والاهلاك في زمنه فقط * (أن) * أي بأن * (لا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لانزل) * علينا * (ملائكة فإنا بما أرسلتم به) * على زعمكم * (كافرون) *. (15) * (فأما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا) * لما خوفوا بالعذاب * (من أشد منا قوة) * أي لا أحد، كان واحدهم يقلع الصخرة العظيمة من الجبل يجعلها حيث يشاء أسباب نزول الآية 5 قوله تعالى: (ادعوهم لآبائهم) الآية أخرج البخاري عن ابن عمر قال ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله). أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) الآية. أخرج البيهقي في الدلائل عن خذيفة ؟ ؟ = (*)
[ 632 ]
* (أولم يروا) * يعلموا * (أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا) * المعجزات * (يجحدون) * (16) * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) * باردة شديدة الصوت بلا مطر * (في أيام نحسات) * بكسر الحاء وسكونها مشؤومات عليهم * (لنذيقهم عذاب الخزي) * الذل * (في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى) * أشد * (وهم لا ينصرون) * بمنعه عنهم. (17) * (وأما ثمود فهديناهم) * بينا لهم طريق الهدى * (فاستحبوا العمى) * اختاروا الكفر * (على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون) * المهين * (بما كانوا يكسبون) *. (18) * (ونجينا) * منها * (الذين آمنوا وكانوا يتقون) * الله. (19) * (و) * اذكر * (يوم يحشر) * بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح الهمزة * (أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) * يساقون. (20) * (حتى إذا ما) * زائدة * (جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) *. (21) * (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ) * أي أراد نطقه * (وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) * قيل: هو من كلام الجلود، وقيل: هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم. (22) * (وما كنتم تستترون) * عن ارتكابكم الفواحش من * (أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) * لانكم لم توقنوا بالبعث * (ولكن ظننتم) * عند استتاركم * (أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) * = قال لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعودا وأبو سفيان ومن معه من الاحزاب فوقنا وقريظة أسفل منا نخافهم على ذرارينا وما أتت قط علينا ليلة أشد ظلمة ولا أشد ريحا منها فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذن أحد منهم إلا أذن له فيتسللون إذا استقبلنا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى أتى علي فقال ائتني بخبر ؟ ؟ القوم فجئت فإذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا فوالله إني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم الريح تضربهم بها وهم يقولون الرحيل الرحيل فجئت فأخبرته خبر القوم وأنزل الله = (*)
[ 633 ]
(23) * (وذلكم) * مبتدأ * (ظنكم) * بدل منه * (الذي ظننتم بربكم) * نعت والخبر * (أرداكم) * أي أهلككم * (فأصبحتم من الخاسرين) *. (24) * (فإن يصبروا) * على العذاب * (فالنار مثوى) * مأوى * (لهم وإن يستعتبوا) * يطلبوا العتبى، أي الرضا * (فما هم من المعتبين) * المرضيين. (25) * (وقضينا) * سببنا * (لهم قرناء) * من الشياطين * (فزينوا لهم ما بين أيديهم) * من أمر الدنيا واتباع الشهوات * (وما خلفهم) * من أمر الآخرة بقولهم لا بعث ولا حساب * (وحق عليهم القول) * بالعذاب وهو (لاملان جهنم) الآية * (في) * جملة * (أمم قد خلت) * هلكت * (من قبلهم من الجن والانس إنهم كانوا خاسرين) *. (26) * (وقال الذين كفروا) * عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم * (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) * ائتوا باللغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته * (لعلكم تغلبون) * فيسكت عن القراءة. (27) قال الله تعالى فيهم: * (فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون) * أي أقبح جزاء عملهم. (28) * (ذلك) * العذاب الشديد وأسوأ الجزاء * (جزاء أعداء الله) * بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوا * (النار) * عطف بيان للجزاء المخبر به عن ذلك * (لهم فيها دار الخلد) * أي إقامة لا انتقال منها * (جزاء) * منصوب على المصدر بفعله المقدر * (بما كانوا بآياتنا) * القرآن * (يجحدون) *. = (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود) الآية. أسباب نزول الآية 12 وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الاحزاب. فأخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتي المدينة فكبر وكبر المسلمون ثم ضرب الثانية فصدعها وبرق منها ما بين لابتيها فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثالثة = (*)
[ 634 ]
(29) * (وقال الذين كفروا) * في النار * (ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والانس) * أي إبليس وقابيل سنا الكفر والقتل * (نجعلهما تحت أقدامنا) * في النار * (ليكونا من الاسفلين) * أي أشد عذابا منا. (30) * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * على التوحيد وغيره مما وجب عليهم * (تتنزل عليهم الملائكة) * عند الموت * (أن) * بأن * (لا تخافوا) * من الموت وما بعده * (ولا تحزنوا) * على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيه * (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) *. (31) * (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا) * أي نحفظكم فيها * (وفي الآخرة) * أي نكون معكم فيها حتى تدخلوا الجنة * (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون) * تطلبون. (32) * (نزلا) * رزقا مهيئا منصوب بجعل مقدرا * (من غفور رحيم) * أي الله. (33) * (ومن أحسن قولا) * أي لا أحد أحسن قولا * (ممن دعا إلى الله) * بالتوحيد * (وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) *. (34) * (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) * في جزئياتهما لان بعضهما فوق بعض * (ادفع) * السيئة * (بالتي) * أي بالخصلة التي * (هي أحسن) * كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والاساءة بالعفو * (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) * أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه. (35) * (وما يلقاها) * أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن * (إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ) * ثواب * (عظيم) *. (36) * (وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (ينزغنك من الشيطان نزغ) * = فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها فكبر وكبر المسلمون فسئل عن ذلك فقال ضربت الاولى فأضاءت لي قصور الحيرة ومدائن كسرى وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثانية فأضاءت لي قصور الحمر من أرض الروم وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثالثة فأضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فقال المنافقون ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن = (*)
[ 635 ]
أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف * (فاستعذ بالله) * جواب الشرط وجواب الامر محذوف، أي يدفعه عنك * (إنه هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل. (37) * (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) * أي الآيات الاربع * (إن كنتم إياه تعبدون) *. (38) * (فان استكبروا) * عن السجود لله وحده * (فالذين عند ربك) * أي فالملائكة * (يسبحون) * يصلون * (له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) * لا يملون. (39) * (ومن آياته أنك ترى الارض خاشعة) * يابسة لا نبات فيها * (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) * تحركت * (وربت) * انتفخت وعلت * (إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) *. (40) * (إن الذين يلحدون) * من ألحد ولحد * (في آياتنا) * القرآن بالتكذيب * (لا يخفون علينا) * فنجازيهم * (أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير) * تهديد لهم. (41) * (إن الذين كفروا بالذكر) * القرآن * (لما جاءهم) * نجازيهم * (وإنه لكتاب عزيز) * منيع. (42) * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * أي ليس قبله كتاب يكذبه ولابعده * (تنزيل من حكيم حميد) * أي الله المحمود في أمره. = كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحضرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا فنزل القرآن (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) قال وأخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في متعب بن قثير الانصاري وهو صاحب هذه المقالة وأخرج ابن إسحاق والبيهقي أيضا عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما قال متعب بن قثير كان محمد يرى أن يأكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط وقال أوس بن قيظي في ملا من قومه إن بيوتنا عورة وهي خارجة = (*)
[ 636 ]
(43) * (ما يقال لك) * من التكذيب * (إلا) * مثل * (ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة) * للمؤمنين * (وذو عقاب أليم) * للكافرين. (44) * (ولو جعلناه) * أي الذكر * (قرآنا أعجميا لقالوا لولا) * هلا * (فصلت) * بينت * (آياته) * حتى نفهمها * (أ) * قرآن * (أعجمي و) * نبي * (عربي) * استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة الثانية وقلبها ألف بإشباع ودونه * (قل هو للذين آمنوا هدى) * من الضلالة * (وشفاء) * من الجهل * (والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) * ثقل فلا يسمعونه * (وهو عليهم عمى) * فلا يفهمونه * (أولئك ينادون من مكان بعيد) * أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به. (45) * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (فاختلف فيه) * بالتصديق والتكذيب كالقرآن * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة * (لقضي بينهم) * في الدنيا فيما اختلفوا فيه * (وإنهم) * أي المكذبين به * (لفي شك منه مريب) * موقع في الريبة. (46) * (من عمل صالحا فلنفسه) * عمل * (ومن أساء فعليها) * أي فضرر إساءته على نفسه * (وما ربك بظلام للعبيد) * أي بذي ظلم لقوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة). (47) * (إليه يرد علم الساعة) * متى تكون لا يعلمها غيره * (وما تخرج من ثمرة) * وفي قراءة ثمرات * (من أكمامها) * أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه * (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك) * أعلمناك الآن * (ما منا من شهيد) * أي شاهد بأن لك شريكا. = من المدينة إئذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبنائنا فأنزل الله على رسوله حين فزع عنهم ما كانوا فيه من البلاء يذكرهم نعمته عليهم وكفايته إياهم بعد سوء الظن منهم ومقالة من قال من أهل النفاق (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود) الآية. أسباب نزول الآية 23 قوله تعالى (من المؤمنين رجال) الآية أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس قال غاب عمي = (*)
[ 637 ]
(48) * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يدعون) * يعبدون * (من قبل) * في الدنيا من الاصنام * (وظنوا) * أيقنوا * (ما لهم من محيص) * مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد المفعولين. (49) * (لا يسأم الانسان من دعاء الخير) * أي لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما * (وإن مسه الشر) * الفقر والشدة * (فيؤس قنوط) * من رحمة الله، وهذا وما بعده في الكافرين. (50) * (ولئن) * لام قسم * (أذقناه) * آتيناه * (رحمة) * غنى وصحة * (منا من بعد ضراء) * شدة وبلاء * (مسته ليقولن هذا لي) * أي بعملي * (وما أظن الساعة قائمة ولئن) * لام قسم * (رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) * أي الجنة * (فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ) * شديد واللام في الفعلين لام قسم. (51) * (وإذا أنعمنا على الانسان) * الجنس * (أعرض) * عن الشكر * (وناء بجانبه) * ثنى عطفه متبخترا، وفي قراءة بتقديم الهمزة * (وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض) * كثير. (52) * (قل أرأيتم إن كان) * أي القرآن * (من عند الله) * كما قال النبي * (ثم كفرتم به من) * أي لا أحد * (أضل ممن هو في شقاق) * خلاف * (بعيد) * عن الحق أوقع هذا موقع منكم بيانا لحالهم. (53) * (سنريهم آياتنا في الآفاق) * أقطار السماوات والارض من النيرات والنبات والاشجار * (وفي أنفسهم) * من لطيف الصنعة وبديع الحكمة * (حتى يتبين لهم أنه) * أي القرآن * (الحق) * المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب، فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به * (أو لم يكف بربك) * فاعل يكف * (أنه على كل شئ شهيد) * بدل منه، أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شئ ما. (54) * (ألا إنهم في مرية) * شك * (من لقاء ربهم) * لانكارهم البعث * (ألا إنه) * تعالى * (بكل شئ محيط) * علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم. = أنس بن النضر عن بدر فكبر عليه فقال أول مشهد قد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع فشهد يوم أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ضربة وطعنة ورمية ونزلت هذه الآية (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) إلى آخرها. أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى (يا أيها النبي قل لازواجك) الآية أخرج مسلم وأحمد والنسائي من طريق أبي الزبير عن = (*)
[ 638 ]
{ سورة الشورى } [ مكية إلا الآيات 23 و 24 و 25 و 26 فمدنية وآياتها 53 نزلت بعد فصلت ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * (2) * (عسق) * الله أعلم بمراده بذلك. (3) * (كذلك) * أي مثل ذلك الايحاء * (يوحي إليك و) * أوحى * (إلى الذين من قبلك الله) * فاعل الايحاء * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (4) * (له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وهو العلي) * على خلقه * (العظيم) * الكبير. (5) * (تكاد) * بالتاء والياء * (السماوات ينفطرن) * بالنون، وفي قراءة بالتاء والتشديد * (من فوقهن) * أي تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى * (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) * أي ملابسين للحمد * (ويستغفرون لمن في الارض) * من المؤمنين * (ألا إن الله هو الغفور) * لاوليائه * (الرحيم) * بهم. (6) * (والذين اتخذوا من دونه) * أي الاصنام * (أولياء الله حفيظ) * محص * (عليهم) * ليجازيهم * (وما أنت عليهم بوكيل) * تحصل المطلوب منهم، ما عليك إلا البلاغ. (7) * (وكذلك) * مثل ذلك الايحاء * (أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر) * تخوف * (أم القرى ومن حولها) * أي أهل مكة وسائر الناس = جابر قال أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤذن له ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له ثم أذن لهما فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر لاكلمن النبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك، فقال عمر يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه وقال هن حولي يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقول تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة فقال صلى الله عليه وسلم إني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تتعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت ما هو ؟ فتلا عليها (يا أيها النبي قل لازواجك) الآية قالت عائشة أفيك أستأمر أبوي بل أختار الله ورسوله. (*)
[ 639 ]
* (وتنذر) * الناس * (يوم الجمع) * يوم القيامة تجمع فيه الخلائق * (لا ريب) * شك * (فيه فريق) * منهم * (في الجنة وفريق في السعير) * النار (8) * (ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة) * أي على دين واحد، وهو الاسلام * (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون) * الكافرون * (ما لهم من ولي ولا نصير) * يدفع عنهم العذاب. (9) * (أم اتخذوا من دونه) * أي الاصنام * (أولياء) * أم منقطعة بمعنى: بل التي للانتقال، والهمزة للانكار أي ليس المتخذون أولياء * (فالله هو الولي) * أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف * (وهو يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) *. (10) * (وما اختلفتم) * مع الكفار * (فيه من شئ) * من الدين وغيره * (فحكمه) * مردود * (إلى الله) * يوم القيامة يفصل بينكم، قل لهم * (ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * أرجع. (11) * (فاطر السماوات والارض) * مبدعهما * (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) * حيث خلق حواء من ضلع آدم * (ومن الانعام أزواجا) * ذكورا وإناثا * (يذرؤكم) * بالمعجمة يخلقكم * (فيه) * في الجعل المذكور، أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للاناسي والانعام بالتغليب * (ليس كمثله شئ) * الكاف زائدة لانه تعالى لا مثل له * (وهو السميع) * لما يقال * (البصير) * لما يفعل. (12) * (له مقاليد السماوات والارض) * أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما * (يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إنه بكل شئ عليم) *. (13) * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * هو أول أنبياء الشريعة * (والذي أوحينا إليك وما وصينا به أسباب نزول الآية 35 قوله تعالى (إن المسلمين) الآية. وأخرج الترمذي وحسنه من طريق عكرمة عن أم عمارة الانصاري أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شئ إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ، فنزلت (إن المسلمين والمسلمات) الآية وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن ابن عباس قال قالت النساء يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات فنزلت (إن المسلمين والمسلمات) الآية وتقدم حديث أم سلمة = (*)
[ 640 ]
إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) * هذا هو المشروع الموصى به، والموحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوحيد * (كبر) * عظم * (على المشركين ما تدعوهم إليه) * من التوحيد * (الله يجتبي إليه) * إلى التوحيد * (من يشاء ويهدي إليه من ينيب) * يقبل إلى طاعته. (14) * (وما تفرقوا) * أي أهل الاديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * بالتوحيد * (بغيا) * من الكافرين * (بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الجزاء * (إلى أجل مسمى) * يوم القيامة * (لقضي بينهم) * بتعذيب الكافرين في الدنيا * (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) * وهم اليهود والنصارى * (لفي شك منه) * من محمد صلى الله عليه وسلم * (مريب) * موقع في الريبة. (15) * (فلذلك) * التوحيد * (فادع) * يا محمد الناس * (واستقم) * عليه * (كما أمرت ولا تتبع أهواءهم) في تركه * (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل) * أي بأن أعدل * (بينكم) * في الحكم * (الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) * فكل يجازى بعمله * (لا حجة) * خصومة * (بيننا وبينكم) * هذا قبل أن يؤمر بالجهاد * (الله يجمع بيننا) * في المعاد لفصل القضاء * (وإليه المصير) * المرجع. (16) * (والذين يحاجون في) * دين * (الله) * نبيه * (من بعد ما استجيب له) * بالايمان لظهور معجزته وهم اليهود * (حجتهم داحضة) * باطلة * (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد) * القرآن. = في آخر سورة آل عمران وأخرج ابن سعد عن قتادة قال لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء لو كان فينا خير لذكرنا، فأنزل الله (إن المسلمين والمسلمات) الآية. أسباب نزول الآية 36 قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية أخرج الطبراني بسند صحيح عن قتادة قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية، فرضيت وسلمت وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا، فأنزل الله (وما كان لمؤمن) الآية كلها وأخرج ابن جرير = (*)
[ 641 ]
(17) * (الله الذي أنزل الكتاب) * القرآن * (بالحق) * متعلق بأنزل * (والميزان) * العدل * (وما يدريك) * يعلمك * (لعل الساعة) * أي إتيانها * (قريب) * ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين. (18) * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية * (والذين آمنوا مشفقون) * خائفون * (منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون) * يجادلون * (في الساعة لفي ضلال بعيد) *. (19) * (الله لطيف بعباده) * برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم * (يرزق من يشاء) * من كل منهم ما يشاء * (وهو القوي) * على مراده * (العزيز) * الغالب على أمره. (20) * (من كان يريد) * بعمله * (حرث الآخرة) * أي كسبها وهو الثواب * (نزد له في حرثه) * بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشرة وأكثر * (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) * بلا تضعيف ما قسم له * (وما له في الآخرة من نصيب) *. (21) * (أم) * بل * (لهم) * لكفار مكة * (شركاء) * هم شياطينهم * (شرعوا) * أي الشركاء * (لهم) * للكفار * (من الدين) * الفاسد * (ما لم يأذن به الله) * كالشرك وإنكار البعث * (ولولا كلمة الفصل) * أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة * (لقضي بينهم) * وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا * (وإن الظالمين) * الكافرين * (لهم عذاب أليم) * مؤلم. (22) * (ترى الظالمين) * يوم القيامة * (مشفقين) * خائفين * (مما كسبوا) * في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها * (وهو) * أي الجزاء عليها * (واقع بهم) * = من طريق العوفي عن ابن عباس مثله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها قالا: إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجنا عبده فنزلت. أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: (وإذ تقول) الآيات. أخرج البخاري عن أنس أن هذه الآية (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) نزلت في بنت جحش وزيد بن حارثة. وأخرج الحاكم عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش = (*)
[ 642 ]
يوم القيامة لا محالة * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات) * أنزهها بالنسبة إلى من دونهم * (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) *. (23) * (ذلك الذي يبشر) * من البشارة مخففا ومثقلا به * (الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه) * على تبليغ الرسالة * (أجرا إلا المودة في القربى) * استثناء منقطع، أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة * (ومن يقترف) * يكتسب * (حسنة) * طاعة * (نزد له فيها حسنا) * بتضعيفها * (إن الله غفور) * للذنوب * (شكور) * للقليل فيضاعفه. (24) * (أم) * بل * (يقولون افترى على الله كذبا) * بنسبة القرآن إلى الله تعالى * (فإن يشأ الله يختم) * يربط * (على قلبك) * بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره، وقد فعل * (ويمح الله الباطل) * الذي قالوه * (ويحق الحق) * يثبته * (بكلماته) * المنزلة على نبيه * (إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (25) * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * منهم * (ويعفو عن السيئات) * المتاب عنها * (ويعلم ما يفعلون) * بالياء والتاء. (26) * (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يجيبهم إلى ما يسألون * (ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد) *. (27) * (ولو بسط الله الرزق لعباده) * جميعهم * (لبغوا) * جميعهم أي طغوا * (في الارض ولكن ينزل) * بالتخفيف وضده من الارزاق * (بقدر ما يشاء) *. = فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك أهلك فنزلت (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) وأخرج مسلم وأحمد والنسائي قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: اذهب فاذكرها علي فانطلق فأخبرها فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه ثم أخبرته أن القوم قد خرجوا فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل = (*)
[ 643 ]
فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط البغي * (إنه بعباده خبير بصير) *. (28) * (وهو الذي ينزل الغيث) * المطر * (من بعد ما قنطوا) * يئسوا من نزوله * (وينشر رحمته) * يبسط مطره * (وهو الولي) * المحسن للمؤمنين * (الحميد) * المحمود عندهم. (29) * (ومن آياته خلق السماوات والارض و) * خلق * (ما بث) * فرق ونشر * (فيهما من دابة) * هي ما يدب على الارض من الناس وغيرهم * (وهو على جمعهم) * للحشر * (إذا يشاء قدير) * في الضمير تغليب العاقل على غيره. (30) * (وما أصابكم) * خطاب للمؤمنين * (من مصيبة) * بلية وشدة * (فبما كسبت أيديكم) * أي كسبتم من الذنوب وعبر بالايدي لان أكثر الافعال تزاول بها * (ويعفو عن كثير) * منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة، وأما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة. (31) * (وما أنتم) * يا مشركون * (بمعجزين) * الله هربا * (في الارض) * فتفوتوه * (وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من ولي ولا نصير) * يدفع عذابه عنكم. (32) * (ومن آياته الجوار) * السفن * (في البحر كالاعلام) * كالجبال في العظم. (33) * (إن يشأ يسكن الريح فيظللن) * يصرن * (رواكد) * ثوابت لا تجري * (على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) * هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء. (34) * (أو يوبقهن) * عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن * (بما كسبوا) * أي أهلهن من الذنوب * (ويعف عن كثير) * منها فلا يغرق أهله. = معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) الآية. أسباب نزول الآية 40 وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب قالوا: تزوج حليلة ابنه فأنزل الله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) الآية (*)
[ 644 ]
(35) * (ويعلم) * بالرفع مستأنف وبالنصب معطوف على تعليل مقدر، أي يغرقهم لينتقم منهم، ويعلم * (الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) * مهرب من العذاب، وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم، والنفي معلق عن العمل. (36) * (فما أوتيتم) * خطاب للمؤمنين وغيرهم * (من شئ) * من أثاث الدنيا * (فمتاع الحياة الدنيا) * يتمتع به فيها ثم يزول * (وما عند الله) * من الثواب * (خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * ويعطف عليه. (37) * (والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش) * موجبات الحدود من عطف البعض على الكل * (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) * يتجاوزون. (38) * (والذين استجابوا لربهم) * أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة * (وأقاموا الصلاة) * أداموها * (وأمرهم) * الذي يبدو لهم * (شورى بينهم) * يتشاورون فيه ولا يعجلون * (ومما رزقناهم) * أعطيناهم * (ينفقون) * في طاعة الله، ومن ذكر صنف: (39) * (والذين إذا أصابهم البغي) * الظلم * (هم ينتصرون) * صنف، أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما قال تعالى: (40) * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * سميت الثانية سيئة لمشابهتها للاولى في الصورة، وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات، قال بعضهم: وإذا قال له أخزاك الله، فيجيبه: أخزاك الله * (فمن عفا) * عن ظالمه * (وأصلح) * الود بينه وبين المعفو عنه * (فأجره على الله) * أي إن الله يأجره لا محالة * (إنه لا يحب الظالمين) * أي البادئين بالظلم فيترتب عليهم عقابه. (41) * (ولمن انتصر بعد ظلمه) * أي ظلم الظالم إياه * (فأولئك ما عليهم من سبيل) * مؤاخذة. أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى: (هو الذي يصلي عليكم) الآية. أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما نزلت (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قال أبو بكر يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى: (وبشر المؤمنين) الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا لما نزلت = (*)
[ 645 ]
(42) * (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون) * يعملون * (في الارض بغير الحق) * بالمعاصي * (أولئك لهم عذاب أليم) * مؤلم. (43) * (ولمن صبر) * فلم ينتصر * (وغفر) * تجاوز * (إن ذلك) * الصبر والتجاوز * (لمن عزم الامور) * أي معزوماتها، بمعنى المطلوبات شرعا. (44) * (ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده) * أي أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه * (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد) * إلى الدنيا * (من سبيل) * طريق. (45) * (وتراهم يعرضون عليها) * أي النار * (خاشعين) * خائفين متواضعين * (من الذل ينظرون) * إليها * (من طرف خفي) * ضعيف النظر مسارقة، ومن ابتدائية، أو بمعنى الباء * (وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا، والموصول خبر إن * (ألا إن الظالمين) * الكافرين * (في عذاب مقيم) * دائم هو من مقول الله تعالى. (46) * (وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله) * أي غيره يدفع عذابه عنهم * (ومن يضلل الله فما له من سبيل) * طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة. (47) * (استجيبوا لربكم) * أجيبوه بالتوحيد والعبادة * (من قبل أن يأتي يوم) * هو يوم القيامة * (لا مرد له من الله) * أي أنه إذا أتى به لا يرده * (ما لكم من ملجأ) * تلجؤون إليه * (يومئذ وما لكم من نكير) * إنكار لذنوبكم. (48) * (فإن أعرضوا) * عن الاجابة * (فما أرسلناك عليهم حفيظا) * تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم * (إن) * ما * (عليك إلا البلاغ) * وهذا قبل الامر بالجهاد * (وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة) * نعمة كالغنى والصحة = (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال رجال من المؤمنين: هنيئا لك يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات) الآية وأنزل في سورة الاحزاب (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا). وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن الربيع بن أنس قال: لما نزلت (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) نزل بعدها (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) = (*)
[ 646 ]
* (فرح بها وإن تصبهم) * الضمير للانسان باعتبار الجنس * (سيئة) * بلاء * (بما قدمت أيديهم) * أي قدموه وعبر بالايدي لان أكثر الافعال تزاول بها * (فإن الانسان كفور) * للنعمة. (49) * (لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء) * من الاولاد * (إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) *. (50) * (أو يزوجهم) * أي يجعلهم * (ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * فلا يلد ولا يولد له * (إنه عليم) * بما يخلق * (قدير) * على ما يشاء. (51) * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا) * أن يوحي إليه * (وحيا) * في المنام أو بإلهام * (أو) * إلا * (من وراء حجاب) * بأن يسمعه كلامه ولا يراه كما وقع لموسى عليه السلام * (أو) * إلا أن * (يرسل رسولا) * ملكا كجبريل * (فيوحي) * الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه * (بإذنه) * أي الله * (ما يشاء) * الله * (إنه علي) * عن صفات المحدثين * (حكيم) * في صنعه. (52) * (وكذلك) * أي مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل * (أوحينا إليك) * يا محمد * (روحا) * هو القرآن به تحيا القلوب * (من أمرنا) * الذي نوحيه إليك * (ما كنت تدري) * تعرف قبل الوحي إليك * (ما الكتاب) * القرآن * (ولا الايمان) * أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين * (ولكن جعلناه) * أي الروح أو الكتاب * (نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي) * تدعو بالوحي إليك * (إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * دين الاسلام. (53) * (صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (ألا إلى الله تصير الامور) * ترجع. = فقالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فما يفعل بنا ؟ وبشر المؤمنين بأن لهم فضلا كبيرا) قال: الفضل الكبير: الجنة. أسباب نزول الآية 50 قوله تعالى: (يا أيها النبي إنا أحللنا لك) الآية. أخرج الترمذي وحسنه الحاكم وصححه من طريق السدي عن أبي صالح عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني فأنزل الله (إنا أحللنا لك) إلى قوله (اللاتي هاجرن معك) فلم أكن أحل له لاني لم أهاجر. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي = (*)
[ 647 ]
{ سورة الزخرف } [ مكية وقيل إلا آية 45 فمدنية وآياتها 89 ] " نزلت بعد الشورى " بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به (2) * (والكتاب) * القرآن * (المبين) * المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة. (3) * (إنا جعلناه) * أوجدنا الكتاب * (قرآنا عربيا) * بلغة العرب * (لعلكم) * يا أهل مكة * (تعقلون) * تفهمون معانيه. (4) * (وإنه) * مثبت * (في أم الكتاب) * أصل الكتب أي اللوح المحفوظ * (لدينا) * بدل: عندنا * (لعلي) * على الكتب قبله * (حكيم) * ذو حكمة بالغة. (5) * (أفنضرب) * نمسك * (عنكم الذكر) * القرآن * (صفحا) * إمساكا فلا تؤمرون ولا تنهون لاجل * (أن كنتم قوما مسرفين) * مشركين لا. (6) * (وكم أرسلنا من نبي في الاولين) *. (7) * (وما) * كان * (يأتيهم) * أتاهم * (من نبي إلا كانوا به يستهزءون) * كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم. (8) * (فأهلكنا أشد منهم) * من قومك * (بطشا) * قوة * (ومضى) * سبق في آيات * (مثل الاولين) * صفتهم في الاهلاك فعاقبة قومك كذلك. (9) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين * (خلقهن العزيز العليم) * آخر جوابهم أي الله ذو العزة والعلم زاد تعالى = خالد عن أبي صالح عن أم هانئ قالت: نزلت في هذه الآية (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك) أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني فنهى عني إذ لم أهاجر. قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة) الآية أخرج ابن سعد عن عكرمة في قوله (وامرأة مؤمنة) الآية قال: نزلت في أم شريك الدوسية وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة: ما في امرأة = (*)
[ 648 ]
(10) * (الذي جعل لكم الارض مهادا) * فراشا كالمهد للصبي * (وجعل لكم فيها سبلا) * طرقا * (لعلكم تهتدون) * إلى مقاصدكم في أسفاركم. (11) * (والذي نزل من السماء ماء يقدر) * أي بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا * (فأنشرنا) * أحيينا * (به بلدة ميتا كذلك) * أي مثل هذا الاحياء * (تخرجون) * من قبوركم أحياء. (12) * (والذي خلق الازواج) * الاصناف * (كلها وجعل لكم من الفلك) * السفن * (والانعام) * كالابل * (ما تركبون) * حذف العائد اختصارا، وهو مجرور في الاول، أي فيه منصوب في الثاني. (13) * (لتستووا) * لتستقروا * (على ظهوره) * ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها * (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) * مطيقين. (14) * (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) * لمنصرفون. (15) * (وجعلوا له من عباده جزءا) * حيث قالوا الملائكة بنات الله لان الولد جزء من الوالد والملائكة من عباده تعالى * (إن الانسان) * القائل ما تقدم * (لكفور مبين) * بين ظاهر الكفر. (16) * (أم) * بمعنى همزة الانكار والقول مقدر، أي أتقولون * (اتخذ مما يخلق بنات) * لنفسه * (وأصفاكم) * أخلصكم * (بالبنين) * اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر. (17) * (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) * جعل له شبها بنسبة البنات إليه لان الولد يشبه الوالد، المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له * (ظل) * صار * (وجهه مسودا) * متغيرا تغير مغتم * (وهو كظيم) * ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك. (18) * (أو) * همزة الانكار وواو العطف بجملة، أي يجعلون لله * (من ينشأ في الحلية) * = حين تهب نفسها لرجل خير قالت أم شريك: فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) فلما نزلت الآية قالت عائشة: إن الله يسرع لك في هواك. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى: (ترجي من تشاء) أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها ؟ فأنزل الله = (*)
[ 649 ]
الزينة * (وهو في الخصام غير مبين) * مظهر الحجة لضعفه عنها بالانوثة. (19) * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا) * حضروا * (خلقهم ستكتب شهادتهم) * بأنهم إناث * (ويسألون) * عنها في الآخرة فيترتب عليهم العقاب. (20) * (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) * أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى: * (ما لهم بذلك) * المقول من الرضا بعبادتها * (من علم إن) * ما * (هم إلا يخرصون) * يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به. (21) * (أم آتيناهم كتابا من قبله) * أي القرآن بعبادة غير الله * (فهم به مستمسكون) * أي لم يقع ذلك. (22) * (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) * ملة * (وإنا) * ماشون * (على آثارهم مهتدون) * بهم وكانوا يعبدون غير الله. (23) * (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها) * منعموها مثل قول قومك * (إنا وجدنا آباءنا على أمة) * ملة * (وإنا على آثارهم مقتدون) * متبعون. (24) * (قل) * لهم * (أ) * تتبعون ذلك * (ولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به) * أنت ومن قبلك * (كافرون) * قال تعالى تخويفا لهم: (25) * (فانتقمنا منهم) * أي من المكذبين للرسل قبلك * (فانظر كيف كان عاقبة المكذبين) *. (26) * (و) * اذكر * (إذ قال إبراهيم لابيه وقومه إنني براء) * أي برئ * (مما تعبدون) *. (27) * (إلا الذي فطرني) * خلقني * (فإنه سيهدين) * يرشدني لدينه. (28) * (وجعلها) * أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) * (كلمة باقية في عقبه) * ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله * (لعلهم) * أي أهل مكة * (يرجعون) * عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم = (ترجي من تشاء) الآية فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك. وأخرج ابن سعد عن أبي رزين قال: هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء فأنزل الله (إنا أحللنا لك أزواجك) إلى قوله (ترجي من تشاء منهن) الآية أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى: (لا يحل لك النساء من بعد). أخرج ابن سعد عن عكرمة قال: خير رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 650 ]
(29) * (بل متعت هؤلاء) * المشركين * (وآباءهم) * ولم أعاجلهم بالعقوبة * (حتى جاءهم الحق) * القرآن * (ورسول مبين) * مظهر لهم الاحكام الشرعية، وهو محمد صلى الله عليه وسلم (30) * (ولما جاءهم الحق) * القرآن * (قالوا هذا سحر وإنا به كافرون) *. (31) * (وقالوا لولا) * هلا * (نزل هذا القرآن على رجل من) * أهل * (القريتين) * من أية منهما * (عظيم) * أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف. (32) * (أهم يقسمون رحمة ربك) * النبوة * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) * فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا * (ورفعنا بعضهم) * بالغنى * (فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم) * الغني * (بعضا) * الفقير * (سخريا) * مسخرا في العمل له بالاجرة، والياء للنسب، وقرئ بكسر السين * (ورحمة ربك) * أي الجنة * (خير مما يجمعون) * في الدنيا. (33) * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) * على الكفر * (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم) * بدل من لمن * (سقفا) * بفتح السين وسكون القاف وبضمهما جمعا * (من فضة ومعارج) * كالدرج من فضة * (عليها يظهرون) * يعلون إلى السطح. (34) * (ولبيوتهم أبوابا) * من فضة * (و) * جعلنا لهم * (سررا) * من فضة جمع سرير * (عليها يتكئون) *. (35) * (وزخرفا) * ذهبا، المعنى لولا خوف الكفر على المؤمن من إعطاء الكافر ما ذكر لاعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم * (وإن) * مخففة من الثقيلة * (كل ذلك لما) * بالتخفيف فما زائدة، وبالتشديد بمعنى إلا فإن نافية * (متاع الحياة الدنيا) * يتمتع به فيها ثم يزول * (والآخرة) * الجنة * (عند ربك للمتقين) *. (36) * (ومن يعش) * يعرض * (عن ذكر الرحمن) * أي القرآن * (نقيض) * نسبب * (له شيطانا فهو له قرين) * لا يفارقه. = أزواجه فاخترن الله ورسوله فأنزل الله (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج). أسباب نزول الآية 53 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا) الآية تقدم حديث عمر في سورة البقرة. وأخرج الشيخان عن أنس قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم = (*)
[ 651 ]
(37) * (وإنهم) * أي الشياطين * (ليصدونهم) * أي العاشين * (عن السبيل) * أي طريق الهدى * (ويحسبون أنهم مهتدون) * في الجمع رعاية معنى من. (38) * (حتى إذا جاءنا) * العاشي بقرينه يوم القيامة * (قال) * له * (يا) * للتنبيه * (ليت بيني وبينك بعد المشرقين) * أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب * (فبئس القرين) * أنت لي قال تعالى: (39) * (ولن ينفعكم) * أي العاشين تمنيكم وندمكم * (اليوم إذ ظلمتم) * أي تبين لكم ظلمكم بالاشراك في الدنيا * (أنكم) * مع قرنائكم * (في العذاب مشتركون) * علة بتقدير اللام لعدم النفع وإذ بدل من اليوم. (40) * (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين) * بين، أي فهم لا يؤمنون. (41) * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (نذهبن بك) * بأن نميتك قبل تعذيبهم * (فإنا منهم منتقمون) * في الآخرة. (42) * (أو نرينك) * في حياتك * (الذي وعدناهم) * به من العذاب * (فإنا عليهم) * على عذابهم * (مقتدرين) * قادرون. (43) * (فاستمسك بالذي أوحي إليك) * أي القرآن * (إنك على صراط) * طريق * (مستقيم) *. (44) * (وإنه لذكر) * لشرف * (لك ولقومك) * لنزوله بلغتهم * (وسوف تسألون) * عن القيام بحقه. (45) * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن) * أي غيره * (آلهة يعبدون) * قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الاسراء، وقيل المراد أمم من أي أهل الكتابين، ولم يسأل على واحد من القولين لان المراد من الامر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله. (46) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه) * أي القبط * (فقال إني رسول رب العالمين) *. = يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام وقعد ثلاثة ثم انطلقوا فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا فجاء حتى دخل وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) إلى قوله (إن ذلكم كان عند الله عظيما) وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق ثم رجع = (*)
[ 652 ]
(47) * (فلما جاءهم بآياتنا) * الدالة على رسالته * (إذا هم منها يضحكون) *. (48) * (وما نريهم من آية) * من آيات العذاب كالطوفان، وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام، والجراد * (إلا هي أكبر من أختها) * قرينتها التي قبلها * (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون) * عن الكفر. (49) * (وقالوا) * لموسى لما رأوا العذاب * (يا أيها الساحر) * أي العالم الكامل لان السحر عندهم علم عظيم * (ادع لنا ربك بما عهد عندك) * من كشف العذاب عنا إن آمنا * (إننا لمهتدون) * أي مؤمنون. (50) * (فلما كشفنا) * بدعاء موسى * (عنهم العذاب إذا هم ينكثون) * ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم. (51) * (ونادى فرعون) * افتخارا * (في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الانهار) * من النيل * (تجري من تحتي) * أي تحت قصوري * (أفلا تبصرون) * عظمتي. (52) * (أم) * تبصرون وحينئذ * (أنا خير من هذا) * أي موسى * (الذي هو مهين) * ضعيف حقير * (ولا يكاد يبين) * يظهر كلامه للثغته بالجمرة التي تناولها في صغره. (53) * (فلولا) * هلا * (ألقى عليه) * إن كان صادقا * (أساورة من ذهب) * جمع أسورة كأغربة جمع سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب * (أو جاء معه الملائكة مقترنين) * متتابعين يشهدون بصدقه. (54) * (فاستخف) * استفز فرعون * (قومه فأطاعوه) * فيما يريد من تكذيب موسى * (إنهم كانوا قوما فاسقين) *. (55) * (فلما آسفونا) * أغضبونا * (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) * = وقد خرجوا فدخل فأرخى بيني وبينه سترا فذكرته لابي طلحة فقال: لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شئ فنزلت آية الحجاب. وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت أصبعه أصبعي فقال: أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل = (*)
[ 653 ]
(56) * (فجعلناهم سلفا) * جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة * (ومثلا للآخرين) * بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم (57) * (ولما ضرب) * جعل * (ابن مريم مثلا) * حين نزل قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) فقال المشركون: رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لانه عبد من دون الله * (إذا قومك) * أي المشركون * (منه) * من المثل * (يصدون) * يضحكون فرحا بما سمعوا. (58) * (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) * أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه * (ما ضربوه) * أي المثل * (لك إلا جدلا) * خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام * (بل هم قوم خصمون) * شديدو الخصومة. (59) * (إن) * ما * (هو) * عيسى * (إلا عبد أنعمنا عليه) * بالنبوة * (وجعلناه) * بوجوده من غير أب * (مثلا لبني إسرائيل) * أي كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة الله تعالى على ما يشاء. (60) * (ولو نشاء لجعلنا منكم) * بدلكم * (ملائكة في الارض يخلفون) * بأن نهلككم. (61) * (وإنه) * أي عيسى * (لعلم للساعة) * تعلم بنزوله * (فلا تمترون بها) * أي تشكن فيها، حذف منه نون الرفع للجزم، وواو الضمير لالتقاء الساكنين * (و) * قل لهم * (اتبعون) * على التوحيد * (هذا) * الذي آمركم به * (صراط) * طريق * (مستقيم) *. (62) * (ولا يصدنكم) * يصرفنكم عن دين الله * (الشيطان إنه لكم عدو مبين) * بين العداوة. (63) * (ولما جاء عيسى بالبينات) * بالمعجزات والشرائع * (قال قد جئتكم بالحكمة) * بالنبوة وشرائع الانجيل * (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) * من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين * (فاتقوا الله وأطيعون) * = عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل فقال له عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وذلك أطهر لقلوبهن فنزلت آية الحجاب قال الحافظ ابن حجر: يمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب ولا مانع من تعدد الاسباب وأخرج ابن سعد عن محمد بن = (*)
[ 654 ]
(64) * (إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط) * طريق * (مستقيم) * (65) * (فاختلف الاحزاب من بينهم) * في عيسى أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة * (فويل) * كلمة عذاب * (للذين ظلموا) * كفروا بما قالوه في عيسى * (من عذاب يوم أليم) * مؤلم. (66) * (هل ينظرون) * أي كفار مكة، أي ما ينتظرون * (إلا الساعة أن تأتيهم) * بدل من الساعة * (بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بوقت مجيئها قبله. (67) * (الاخلاء) * على المعصية في الدنيا * (يومئذ) * يوم القيامة متعلق بقوله * (بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * المتحابين في الله على طاعته فإنهم أصدقاء ويقال لهم: (68) * (يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) * (69) * (الذين آمنوا) * نعت لعبادي * (بآياتنا) * القرآن * (وكانوا مسلمين) *. (70) * (ادخلوا الجنة أنتم) * مبتدأ * (وأزواجكم) * زوجاتكم * (تحبرون) * تسرون وتكرمون، خبر المبتدأ. (71) * (يطاف عليهم بصحاف) * بقصاع * (من ذهب وأكواب) * جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء * (وفيها ما تشتهيه الانفس) * تلذذا * (وتلذ الاعين) * نظرا * (وأنتم فيها خالدون) *. (72) * (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) *. (73) * (لكم فيها فاكهة كثيرة منها) * أي بعضها * (تأكلون) * وكل ما يؤكل يخلف بدله. (74) * (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون) *. (75) * (لا يفتر) * يخفف * (عنهم وهم فيه مبلسون) * ساكتون سكوت يأس. (76) * (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) *. (77) * (ونادوا يا مالك) * هو خازن النار كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعوتبوا في ذلك فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) الآية. قوله تعالى: (وما كان لكم) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: لو قد توفي النبي صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 655 ]
* (ليقض علينا ربك) * ليمتنا * (قال) * بعد ألف سنة * (إنكم ماكثون) * مقيمون في العذاب دائما (78) قال تعالى: * (لقد جئناكم) * أي أهل مكة * (بالحق) * على لسان الرسول * (ولكن أكثركم للحق كارهون) *. (79) * (أم أبرموا) * أي كفار مكة: أحكموا * (أمرا) * في كيد محمد النبي * (فإنا مبرمون) * محكمون كيدنا في إهلاكهم. (80) * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) * ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم * (بلى) * نسمع ذلك * (ورسلنا) * الحفظة * (لديهم) * عندهم * (يكتبون) * ذلك (81) * (قل إن كان للرحمن ولد) * فرضا * (فأنا أول العابدين) * للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته. (82) * (سبحان رب السماوات والارض رب العرش) * الكرسي * (عما يصفون) * يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه. (83) * (فذرهم يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) * فيه العذاب وهو يوم القيامة. (84) * (وهو الذي) * هو * (في السماء إله) * بتحقيق الهمزتين وإسقاط الاولى وتسهيلها كالياء، أي معبود * (وفي الارض إله) * وكل من الظرفين متعلق بما بعده * (وهو الحكيم) * في تدبير خلقه * (العليم) * بمصالحهم. (85) * (وتبارك) * تعظم * (الذي له ملك السماوات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة) * متى تقوم * (وإليه يرجعون) * بالياء والتاء. (86) * (ولا يملك الذين يدعون) * يعبدون، أي الكفار * (من دونه) * أي من دون الله * (الشفاعة) * لاحد * (إلا من شهد بالحق) * أي قال: لا إله إلا الله * (وهم يعلمون) * بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم، وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين = تزوجت فلانة من بعده فنزلت (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) الآية وأخرج عن ابن عباس قال نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان ذكروا أنها عائشة وأخرج عن السدي قال بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده فأنزلت هذه الآية وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لانه قال إذا توفي = (*)
[ 656 ]
(87) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلقهم ليقولن الله) * حذف منه نون الرفع وواو الضمير * (فأنى يؤفكون) * يصرفون عن عبادة الله. (88) * (وقيله) * أي قول محمد النبي، ونصبه على المصدر بفعله المقدر، أي وقال * (يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) *. (89) قال تعالى: * (فاصفح) * أعرض * (عنهم وقل سلام) * منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم * (فسوف يعلمون) * بالياء والتاء تهديد لهم. * (سورة الدخان) * [ مكية إلا آية 15 وآياتها 56 أو 57 أو 59 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (والكتاب) * القرآن * (المبين) * المظهر الحلال من الحرام. (3) * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) * هي ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان، نزل فيها من أم الكتاب من السماء السابعة إلى سماء الدنيا * (إنا كنا منذرين) * مخوفين به. (4) * (فيها) * أي في ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان * (يفرق) * يفصل * (كل أمر حكيم) * محكم من الارزاق والآجال وغيرهما التي تكون في السنة إلى مثل تلك الليلة. (5) * (أمرا) * فرقا * (من عندنا إنا كنا مرسلين) * الرسل محمدا ومن قبله. = رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة. وأخرج جويبر عن ابن عباس أن رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكلمها وهو ابن عمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا، فقال: يا رسول الله إنها إبنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد عرف ذلك أنه ليس أحد أغير من الله وأنه ليس أحد أغير مني فمضى ثم قال يمنعني من كلام ابنة عمي لاتزوجنها من بعده فأنزل الله هذه الآية. قال ابن عباس فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله وحج ماشيا توبة من كلمته. أسباب نزول الآية 57 قوله تعالى (إن الذين يؤذون) الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله = (*)
[ 657 ]
(6) * (رحمة) * رأفة بالمرسل إليهم * (من ربك إنه هو السميع) * لاقوالهم * (العليم) * بأفعالهم. (7) * (رب السماوات والارض وما بينهما) * برفع رب خبر ثالث وبجره بدل من ربك * (إن كنتم) * يا أهل مكة * (موقنين) * بأنه تعالى رب السماوات والارض فأيقنوا بأن محمدا رسوله. (8) * (لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين) *. (9) * (بل هم في شك) * من البعث * (يلعبون) * استهزاء بك يا محمد، فقال: " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف " (10) قال تعالى: * (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) * فأجدبت الارض واشتد بهم الجوع إلى أن رأوا من شدته كهيئة الدخان بين السماء والارض. (11) * (يغشى الناس) * فقالوا * (هذا عذاب أليم) * (12) * (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) * مصدقون نبيك. (13) قال تعالى: * (أنى لهم الذكرى) * أي لا ينفعهم الايمان عند نزول العذاب * (وقد جاءهم رسول مبين) * بين الرسالة. (14) * (ثم تولوا عنه وقالوا معلم) * أي يعلمه القرآن بشر * (مجنون) *. (15) * (إنا كاشفوا العذاب) * أي الجوع عنكم زمنا * (قليلا) * فكشف عنهم * (إنكم عائدون) * إلى كفركم فعادوا إليه. (16) اذكر * (يوم نبطش البطشة الكبرى) * هو يوم بدر، * (إنا منتقمون) * منهم والبطش الاخذ بقوة. (17) * (ولقد فتنا) * بلونا * (قبلهم قوم فرعون) * معه * (وجاءهم رسول) * هو موسى عليه السلام * (كريم) * على الله تعالى. (18) * (أن) * أي بأن * (أدوا إلي) * ما أدعوكم إليه من الايمان، أي أظهروا إيمانكم لي يا * (عباد الله إني لكم رسول أمين) * على ما أرسلت به. = (إن الذين يؤذون الله ورسوله) الآية. قال نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين اتخذ صفية بني حيي وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة. فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من يعذرني من رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فنزلت. أسباب نزول الآية 59 قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك) الآية. أخرج البخاري عن عائشة قالت: خرجت = (*)
[ 658 ]
(19) * (وإن لا تعلوا) * تتجبروا * (على الله) * بترك طاعته * (إني آتيكم بسلطان) * برهان * (مبين) * بين على رسالتي فتوعدوه بالرجم. (20) فقال * (وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون) * بالحجارة. (21) * (وإن لم تؤمنوا لي) * تصدقوني * (فاعتزلون) * فاتركوا أذاي فلم يتركوه. (22) * (فدعا ربه أن) * أي بأن * (هؤلاء قوم مجرمون) * مشركون. (23) فقال تعالى: * (فأسر) * بقطع الهمزة ووصلها * (بعبادي) * بني إسرائيل * (ليلا إنكم متبعون) * يتبعكم فرعون وقومه (24) * (واترك البحر) * إذا قطعته أنت وأصحابك * (رهوا) * ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط * (إنهم جند مغرقون) * فاطمان بذلك فأغرقوا. (25) * (كم تركوا من جنات) * بساتين * (وعيون) * تجري. (26) * (وزروع ومقام كريم) * مجلس حسن. (27) * (ونعمة) * متعة * (كانوا فيها فاكهين) * ناعمين. (28) * (كذلك) * خبر مبتدأ، أي الامر * (وأورثناها) * أي أموالهم * (قوما آخرين) * أي بني إسرائيل. (29) * (فما بكت عليهم السماء والارض) * بخلاف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصلاهم من الارض ومصعد عملهم من السماء * (وما كانوا منظرين) * مؤخرين للتوبة. (30) * (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين) * قتل الابناء واستخدام النساء. (31) * (من فرعون) * قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف، أي عذاب، وقيل حال من العذاب * (إنه كان عاليا من المسرفين) *. (32) * (ولقد اخترناهم) * أي بني إسرائيل * (على علم) * منا بحالهم * (على العالمين) * أي عالمي زمانهم أي العقلاء. (33) * (وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين) * نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها. (34) * (إن هؤلاء) * أي كفار مكة * (ليقولون) *. (35) * (إن هي) * ما الموتة التي بعدها الحياة * (إلا موتتنا الاولى) * أي وهم نطف * (وما نحن بمنشرين) * بمبعوثين أحياء بعد الثانية. (36) * (فأتوا بآبائنا) * أحياء * (إن كنتم صادقين) * أنا نبعث بعد موتنا، أي نحيا. = سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لاتخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن = (*)
[ 659 ]
(37) قال تعالى: * (أهم خير أم قوم تبع) * هو نبي أو رجل صالح * (والذين من قبلهم) * من الامم * (أهلكناهم) * بكفرهم، والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا * (إنهم كانوا مجرمين) * (38) * (وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين) * بخلق ذلك، حال. (39) * (ما خلقناهما) * وما بينهما * (إلا بالحق) * أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك * (ولكن أكثرهم) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) *. (40) * (إن يوم الفصل) * يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد * (ميقاتهم أجمعين) * للعذاب الدائم (41) * (يوم لا يغني مولى عن مولى) * بقرابة أو صداقة، أي لا يدفع عنه * (شيئا) * من العذاب * (ولا هم ينصرون) * يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل. (42) * (إلا من رحم الله) * وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضهم لبعض بإذن الله * (إنه هو العزيز) * الغالب في انتقامه من الكفار * (الرحيم) * بالمؤمنين. (43) * (إن شجرة الزقوم) * هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم. (44) * (طعام الاثيم) * أبي جهل وأصحابه ذوي الاثم الكبير. (45) * (كالمهل) * أي كدردي الزيت الاسود خبر ثان * (تغلي في البطون) * بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية حال من المهل. (46) * (كغلي الحميم) * الماء الشديد الحرارة. (47) * (خذوه) * يقال للزبانية: خذوا الاثيم * (فاعتلوه) * بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة * (إلى سواء الجحيم) * وسط النار. (48) * (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم) * أي من الحميم الذي لا يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية " يصب من فوق رؤوسهم الحميم ". (49) ويقال له: * (ذق) * أي العذاب * (إنك أنت العزيز الكريم) * بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم مني. (50) ويقال لهم: * (إن هذا) * الذي ترون من العذاب * (ما كنتم به تمترون) * فيه تشكون. (51) * (إن المتقين في مقام) * مجلس * (أمين) * يؤمن فيه الخوف. (52) * (في جنات) * بساتين * (وعيون) *. = وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي مالك قال: كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فشكوا ذلك فقيل ذلك للمنافقين فقالوا: إنما نفعله بالاماء فنزلت هذه الآية (يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) ثم أخرج نحوه عن الحسن ومحمد بن كعب القرظي. (*)
[ 660 ]
(53) * (يلبسون من سندس وإستبرق) * أي ما رق من الديباج وما غلظ منه * (متقابلين) * حال، أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الاسرة بهم. (54) * (كذلك) * يقدر قبله الامر * (وزوجناهم) * من التزويج أو قرناهم * (بحور عين) * بنساء بيض واسعات الاعين حسانها. (55) * (يدعون) * يطلبون الخدم * (فيها) * أي الجنة أن يأتوا * (بكل فاكهة) * منها * (آمنين) * من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال. (56) * (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الاولى) * أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها، قال بعضهم إلا بمعنى بعد * (ووقاهم عذاب الجحيم) *. (57) * (فضلا) * مصدر بمعنى تفضلا منصوب بتفضل مقدرا * (من ربك ذلك هو الفوز العظيم) *. (58) * (فإنما يسرناه) * سهلنا القرآن * (بلسانك) * بلغتك لتفهمه العرب منك * (لعلهم يتذكرون) * يتعظون فيؤمنون لكنهم لا يؤمنون. (59) * (فارتقب) * انتظر هلاكهم * (إنهم مرتقبون) * هلاكك، وهذا قبل نزول الامر بجهادهم. * (سورة الجاثية) * [ مكية إلا آية 13 فمدنية وآياتها ست أو سبع وثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (3) * (إن في السماوات والارض) * أي في خلقهما * (لآيات) * دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى * (للمؤمنين) *. (4) * (وفي خلقكم) * أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا * (و) * خلق * (ما يبث) * يفرق في الارض * (من دابة) * هي ما يدب على الارض من الناس وغيرهم * (آيات لقوم يوقنون) * بالبعث. (سورة سبأ) أسباب نزول الآية 15 أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح قال: حدثني فلان أن فروة بن مسيك الغطفاني قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عز وإني أخشى أن يرتدوا عن الاسلام أفأقاتلهم ؟ فقال: ما أمرت فيهم = (*)
[ 661 ]
(5) * (و) * في * (اختلاف الليل والنهار) * ذهابهما ومجيئهما * (وما أنزل الله من السماء من رزق) * مطر لانه سبب الرزق * (فأحيا به الارض بعد موتها وتصريف الرياح) * تقليبها مرة جنوبا ومرة شمالا وباردة وحارة * (آيات لقوم يعقلون) * الدليل فيؤمنون. (6) * (تلك) * الآيات المذكورة * (آيات الله) * حججه الدالة على وحدانيته * (نتلوها) * نقصها * (عليك بالحق) * متعلق بنتلو * (فبأي حديث بعد الله) * أي حديثه وهو القرآن * (وآياته) * حججه * (يؤمنون) * أي كفار مكة، أي لا يؤمنون، وفي قراءة بالتاء. (7) * (ويل) * كلمة عذاب * (لكل أفاك) * كذاب * (أثيم) * كثير الاثم. (8) * (يسمع آيات الله) * القرآن * (تتلى عليه ثم يصر) * على كفره * (مستكبرا) * متكبرا عن الايمان * (كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم) * مؤلم. (9) * (وإذا علم من آياتنا) * أي القرآن * (شيئا اتخذها هزؤا) * أي مهزوءا بها * (أولئك) * أي الافاكون * (لهم عذاب مهين) * ذو إهانة. (10) * (من ورائهم) * أي أمامهم لانهم في الدنيا * (جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا) * من المال والفعال * (شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله) * أي الاصنام * (أولياء ولهم عذاب عظيم) *. (11) * (هذا) * أي القرآن * (هدى) * من الضلالة * (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب) * حظ * (من رجز) * أي عذاب * (أليم) * موجع. (12) * (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك) * السفن * (فيه بأمره) * بإذنه * (ولتبتغوا) * تطلبوا بالتجارة * (من فضله ولعلكم تشكرون) *. (13) * (وسخر لكم ما في السماوات) * من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره * (وما في الارض) * من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم * (جميعا) * = بشئ بعد فأنزلت هذه الآية (لقد كان لسبأ في مسكنهم) الآيات. أسباب نزول الآية 34 وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل ؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة = (*)
[ 662 ]
تأكيد * (منه) * حال، أي سخرها كائنة منه تعالى * (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) * فيها فيؤمنون. (14) * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون) * يخافون * (أيام الله) * وقائعه، أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الاذى لكم وهذا قبل الامر بجهادهم * (ليجزي) * أي الله وفي قراءة بالنون * (قوما بما كانوا يكسبون) * من الغفر للكفار أذاهم. (15) * (من عمل صالحا فلنفسه) * عمل * (ومن أساء فعليها) * أساء * (ثم إلى ربكم ترجعون) * تصيرون فيجازي المصلح والمسئ. (16) * (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب) * التوراة * (والحكم) * به بين الناس * (والنبوة) * لموسى وهارون منهم * (ورزقناهم من الطيبات) * الحلالات كالمن والسلوى * (وفضلناهم على العالمين) * عالمي زمانهم العقلاء. (17) * (وآتيناهم بينات من الامر) * أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام * (فما اختلفوا) * في بعثته * (إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) * أي لبغي حدث بينهم حسدا له * (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) *. (18) * (ثم جعلناك) * يا محمد * (على الشريعة) * طريقة * (من الامر) * أمر الدين * (فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) * في عبادة ؟ ؟ غير الله. (19) * (إنهم لن يغنوا) * يدفعوا * (عنك من الله) * من عذابه * (شيئا وإن الظالمين) * الكافرين * (بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) *. (20) * (هذا) * القرآن * (بصائر للناس) * معالم يتبصرون بها في الاحكام والحدود * (وهدى ورحمة لقوم يوقنون) * بالبعث. = الناس ومساكينهم فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال: دلني عليه وكان يقرأ بعض الكتب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعوا ؟ فقال: إلى كذا وكذا فقال: أشهد أنك رسول الله فقال: وما علمك بذلك ؟ قال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم فنزلت هذه الآية (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون) فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أنزل تصديق ما قلت. (*)
[ 663 ]
(21) * (أم) * بمعنى همزة الانكار * (حسب الذين اجترحوا) * اكتسبوا * (السيئات) * الكفر والمعاصي * (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء) * خبر * (محياهم ومماتهم) * مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار، المعنى: أحسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين: لئن بعثنا لنعطي من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة: * (ساء ما يحكمون) * أي ليس الامر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك وما مصدرية، أي بئس حكما حكمهم هذا. (22) * (وخلق الله السماوات و) * خلق * (الارض بالحق) * متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته * (ولتجزى كل نفس بما كسبت) * من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن * (وهم لا يظلمون) *. (23) * (أفرأيت) * أخبرني * (من اتخذ إلهه هواه) * ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن * (وأضله الله على علم) * منه تعالى: أي عالما بأنه من أهل الضلالة قبل خلقه * (وختم على سمعه وقلبه) * فلم يسمع الهدى ولم يعقله * (وجعل على بصره غشاوة) * ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي * (فمن يهديه من بعد الله) * أي بعد إضلاله، إياه، أي لا يهتدي * (أفلا تذكرون) * تتعظون، فيه إدغام إحدى التاءين في الذال. (24) * (وقالوا) * أي منكرو البعث * (ما هي) * أي الحياة * (إلا حياتنا) * التي في * (الدنيا نموت ونحيا) * أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا * (وما يهلكنا إلا الدهر) * أي مرور الزمان، قال تعالى: * (وما لهم بذلك) * المقول * (من علم إن) * ما * (هم إلا يظنون) *. (25) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث * (بينات) * (سورة فاطر أو الملائكة) أسباب نزول الآية 8 أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية (أفمن زين له سوء عمله) الآية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فهدى الله عمر وأضل أبا جهل ففيهما أنزلت. أسباب نزول الآية 29 وأخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس: أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب = (*)
[ 664 ]
واضحات حال * (ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآياتنا) * أحياء * (إن كنتم صادقين) * أنا نبعث. (26) * (قل الله يحييكم) * حين كنتم نطفا * (ثم يميتكم ثم يجمعكم) * أحياء * (إلى يوم القيامة لا ريب) * شك * (فيه ولكن أكثر الناس) * وهم القائلون ما ذكر * (لا يعلمون) *. (27) * (ولله ملك السماوات والارض ويوم تقوم الساعة) * يبدل منه * (يومئذ يخسر المبطلون) * الكافرون، أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار. (28) * (وترى كل أمة) * أي أهل دين * (جاثية) * على الركب أو مجتمعة * (كل أمة تدعى إلى كتابها) * كتاب أعمالها ويقال لهم: * (اليوم تجزون ما كنتم تعملون) * أي جزاءه. (29) * (هذا كتابنا) * ديوان الحفظة * (ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ) * نثبت ونحفظ * (ما كنتم تعملون) *. (30) * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) * جنته * (ذلك هو الفوز المبين) * البين الظاهر. (31) * (وأما الذين كفروا) * فيقال لهم: * (أفلم تكن آياتي) * القرآن * (تتلى عليكم فاستكبرتم) * تكبرتم * (وكنتم قوما مجرمين) * كافرين. (32) * (وإذا قيل) * لكم أيها الكفار * (إن وعد الله) * بالبعث * (حق والساعة) * بالرفع والنصب * (لا ريب) * شك * (فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن) * ما * (نظن إلا ظنا) * قال المبرد: أصله إن نحن إلا نظن ظنا * (وما نحن بمستيقنين) * أنها آتية. (33) * (وبدا) * ظهر * (لهم) * في الآخرة * (سيئات ما عملوا) * في الدنيا، أي جزاؤها * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. = ابن عبد مناف القرشي نزل فيه (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة) الآية. أسباب نزول الآية 35 وأخرج البيهقي في البعث وابن أبي حاتم من طريق نفيع بن الحارث عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم ؟ قال: لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت قال: فما راحتهم ؟ فأعظم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت (لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب). (*)
[ 665 ]
(34) * (وقيل اليوم ننساكم) * نترككم في النار * (كما نسيتم لقاء يومكم هذا) * أي تركتم العمل للقائه * (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) * مانعين منه (35) * (ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله) * القرآن * (هزؤا وغرتكم الحياة الدنيا) * حتى قلتم لا بعث ولا حساب * (فاليوم لا يخرجون) * بالبناء للفاعل وللمفعول * (منها) * من النار * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لانها لا تنفع يومئذ. (36) * (فلله الحمد) * الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين * (رب السماوات ورب الارض رب العالمين) * خالق ما ذكر، والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه، ورب بدل. (37) * (وله الكبرياء) * العظمة * (في السماوات والارض) * حال، أي كائنة فيهما * (وهو العزيز الحكيم) * تقدم. { سورة الاحقاف } [ مكية إلا الآيات 10 و 15 و 35 فمدنية وآياتها 34 أو 35 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل الكتاب) * الكتاب: القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (3) * (ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا) * خلقا * (بالحق) * ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا * (وأجل مسمى) * إلى فنائهما يوم القيامة أسباب نزول الآية 42 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي هلال: أنه بلغه أن قريشا كانت تقول: لو أن الله بعث منا نبيا ما كانت أمة من الامم أطوع لخالقها ولا أسمع لنبيها ولا أشد تمسكا بكتابها منا فأنزل الله (وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الاولين) و (لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم) (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الامم) وكانت اليهود تستفتح به على النصارى فيقولون: إنا نجد نبيا يخرج. (*)
[ 666 ]
* (والذين كفروا عما أنذروا) * خوفوا به من العذاب * (معرضون) *. (4) * (قل أرأيتم) * أخبروني * (ما تدعون) * تعبدون * (من دون الله) * أي الاصنام مفعول أول * (أروني) * أخبروني ما تأكيد * (ماذا خلقوا) * مفعول ثان * (من الارض) * بيان ما * (أم لهم شرك) * مشاركة * (في) * خلق * (السماوات) * مع الله وأم بمعنى همزة الانكار * (ائتوني بكتاب) * منزل * (من قبل هذا) * القرآن * (أو أثارة) * بقية * (من علم) * يؤثر عن الاولين بصحة دعواكم في عبادة الاصنام أنها تقربكم إلى الله * (إن كنتم صادقين) * في دعواكم. (5) * (ومن) * استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد * (أضل ممن يدعو) * يعبد * (من دون الله) * أي غيره * (من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) * وهم الاصنام لا يجيبون عابديهم إلى شئ يسألونه أبدا * (وهم عن دعائهم) * عبادتهم * (غافلون) * لانهم جماد لا يعقلون. (6) * (وإذا حشر الناس كانوا) * أي الاصنام * (لهم) * لعابديهم * (أعداء وكانوا بعبادتهم) * بعبادة عابديهم * (كافرين) * جاحدين. (7) * (وإذا تتلى عليهم) * أي أهل مكة * (آياتنا) * القرآن * (بينات) * ظاهرات حال * (قال الذين كفروا) * منهم * (للحق) * أي القرآن * (لما جاءهم هذا سحر مبين) * بين ظاهر. (8) * (أم) * بمعنى بل وهمزة الانكار * (يقولون افتراه) * أي القرآن * (قل إن افتريته) * فرضا * (فلا تملكون لي من الله) * أي من عذابه * (شيئا) * أي لا تقدرون على دفعه عني إذا عذبني الله * (هو أعلم بما تفيضون فيه) * يقولون في القرآن * (كفى به) * تعالى * (شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور) * لمن تاب * (الرحيم) * به فلم يعاجلكم بالعقوبة. (*) (سورة يس) أسباب نزول الآية 1 أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في السجدة فيجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا بهم عمي لا يبصرون فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد فدعا حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت (يس والقرآن الحكيم) إلى قوله (أم لم تنذرهم لا يؤمنون) قال: فلم يؤمن من ذلك النفر أحد. (*)
[ 667 ]
(9) * (قل ما كنت بدعا) * بديعا * (من الرسل) * أي أول مرسل، قد سبق قبلي كثيرون منهم، فكيف تكذبوني * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالانبياء قبلي، أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين قبلكم * (إن) * ما * (أتبع إلا ما يوحى الي) * أي القرآن ولا أبتدع من عندي شيئا * (وما أنا إلا نذير مبين) * بين الانذار. (10) * (قل أرأيتم) * أخبروني ماذا حالكم * (إن كان) * أي القرآن * (من عند الله وكفرتم به) * جملة حالية * (وشهد شاهد من بني إسرائيل) * هو عبد الله بن سلام * (على مثله) * أي عليه أنه من عند الله * (فآمن) * الشاهد * (واستكبرتم) * تكبرتم عن الايمان وجواب الشرط بما عطف عليه: ألستم ظالمين دل عليه * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) *. (11) * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا) * أي في حقهم * (لو كان) * الايمان * (خيرا ما سبقونا إليه وإذا لم يهتدوا) * أي القائلون * (به) * أي القرآن * (فسيقولون هذا) * أي القرآن * (إفك) * كذب * (قديم) *. (12) * (ومن قبله) * أي القرآن * (كتاب موسى) * أي التوراة * (إماما ورحمة) * للمؤمنين به حالان * (وهذا) * أي القرآن * (كتاب مصدق) * للكتب قبله * (لسانا عربيا) * حال من الضمير في مصدق * (لينذر الذين ظلموا) * مشركي مكة * (و) * هو * (بشرى للمحسنين) * المؤمنين. (13) * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * على الطاعة * (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *. (14) * (أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها) * حال * (جزاء) * منصوب على المصدر بفعله المقدر، أي يجزون * (بما كانوا يعملون) *. أسباب نزول الآية 8 وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا لافعلن ولافعلن فأنزل الله: (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) إلى قوله (لا يبصرون) فكانوا يقولون: هذا محمد فيقول: أين هو ؟ أين هو ؟ أين هو ؟ ولا يبصر أسباب نزول الآية 12 وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة = (*)
[ 668 ]
(15) * (ووصينا الانسان بوالديه حسنا) * وفي قراءة إحسانا، أي أمرناه أن يحسن إليهما فنصب إحسانا على المصدر بفعله المقدر ومثله حسنا * (حملته أمه كرها ووضعته كرها) * أي على مشقة * (وحمله وفصاله) * من الرضاع * (ثلاثون شهرا) * ستة أشهر أقل مدة الحمل والباقي أكثر مدة الرضاع، وقيل إن حملت به ستة أو تسعة أرضعته الباقي * (حتى) * غاية لجملة مقدرة، أي وعاش حتى * (إذا بلغ أشده) * هو كمال قوته وعقله ورأيه أقله ثلاث وثلاثون سنة أو ثلاثون * (وبلغ أربعين سنة) * أي تمامها وهو أكثر الاشد * (قال رب) * إلخ، نزل في أبي بكر الصديق لما بلغ أربعين سنة بعد سنتين من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم آمن به ثم آمن أبواه ثم ابنه عبد الرحمن وابن عبد الرحمن أبو عتيق * (أوزعني) * ألهمني * (أن أشكر نعمتك التي أنعمت) * بها * (علي وعلى والدي) * وهي التوحيد * (وأن أعمل صالحا ترضاه) * فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله * (وأصلح لي في ذريتي) * فكلهم مؤمنون * (إني تبت إليك وإني من المسلمين) *. (16) * (أولئك) * أي قائلو هذا القول أبو بكر وغيره * (الذين نتقبل عنهم أحسن) * بمعنى حسن * (ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة) * حال، أي كائنين في جملتهم * (وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) * في قوله تعالى (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات). (17) * (والذي قال لوالديه) * وفي قراءة بالادغام أريد به الجنس * (أف) * بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر، أي نتنا وقبحا * (لكما) * أتضجر منكما * (أتعدانني) * وفي قراءة بالادغام * (أن أخرج) * من القبر * (وقد خلت القرون) * الامم * (من قبلي) * ولم تخرج من القبور * (وهما يستغيثان الله) * يسألانه الغوث برجوعه ويقولان إن لم ترجع * (ويلك) * أي هلاكك بمعنى هلكت * (آمن) * بالبعث * (إن وعد الله حق فيقول ما هذا) * أي القول بالبعث * (إلا أساطير الاولين) * أكاذيبهم. (18) * (أولئك الذين حق) * وجب * (عليهم القول) * بالعذاب * (في أمم قد خلت من قبلهم = فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا وأخرج الطبراني عن ابن عباس مثله. أسباب نزول الآية 77 وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: جاء العاصى بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل = (*)
[ 669 ]
من الجن والانس إنهم كانوا خاسرين) *. (19) * (ولكل) * من جنس المؤمن والكافر * (درجات) * فدرجات المؤمنين في الجنة عالية ودرجات الكافرين في النار سافلة * (مما عملوا) * أي المؤمنون من الطاعات والكافرون من المعاصي * (وليوفيهم) * أي الله، وفي قراءة بالنون * (أعمالهم) * أي جزاءها * (وهم لا يظلمون) * شيئا ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار. (20) * (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) * بأن تكشف لهم يقال لهم * (أذهبتم) * بهمزة وبهمزتين وبهمزة ومدة وبهما وتسهيل الثانية * (طيباتكم) * باشتغالكم بلذاتكم * (في حياتكم الدنيا واستمتعتم) * تمتعتم * (بها فاليوم تجزون عذاب الهون) * أي الهوان * (بما كنتم تستكبرون) * تتكبرون * (في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) * به وتعذبون بها. (21) * (واذكر أخا عاد) * هو هود عليه السلام * (إذا) * إلخ بدل اشتمال * (أندر قومه) * خوفهم * (بالاحقاف) * واد باليمن به منازلهم * (وقد خلت النذر) * مضت الرسل * (من بين يديه ومن خلفه) * أي من قبل هود ومن بعده إلى أقوامهم * (أن) * أي بأن قال * (لا تعبدوا إلا الله) * وجملة وقد خلت معترضة * (إني أخاف عليكم) * إن عبدتم غير الله * (عذاب يوم عظيم) *. (22) * (قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا) * لتصرفنا عن عبادتها * (فأتنا بما تعدنا) * من العذاب على عبادتها * (إن كنت من الصادقين) * في أنه يأتينا. (23) * (قال) * هود * (إنما العلم عند الله) * هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب * (وأبلغكم ما أرسلت به) * اليكم * (ولكني أراكم قوما تجهلون) * باستعجالكم العذاب. = ففته فقال يا محمد: أيبعث هذا ما أرم ؟ قال: نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات (أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة) إلى آخر السورة وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي نحوه وسموا الانسان: أبي بن خلف. (سورة الصافات) أسباب نزول الآية 64 أخرج ابن جرير عن قتادة قال: قال أبو جهل: زعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل = (*)
[ 670 ]
(24) * (فلما رأوه) * أي ما هو العذاب * (عارضا) * سحابا عرض في أفق السماء * (مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) * أي ممطر إيانا، قال تعالى: * (بل هو ما استعجلتم به) * من العذاب * (ريح) * بدل من ما * (فيها عذاب أليم) * مؤلم. (25) * (تدمر) * تهلك * (كل شئ) * مرت عليه * (بأمر ربها) * بإرادته، أي كل شئ أراد إهلاكه بها، فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء والارض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه * (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك) * كما جزيناهم * (نجزي القوم المجرمين) * غيرهم. (26) * (ولقد مكناهم فيما) * في الذي * (إن) * نافية أو زائدة * (مكناكم) * يا أهل مكة * (فيه) * من القوة والمال * (وجعلنا لهم سمعا) * بمعنى أسماعا * (وأبصارا وأفئدة) * قلوبا * (فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ) * أي شيئا من الاغناء ومن زائدة * (إذ) * معمولة لاغنى وأشربت معنى التعليل * (كانوا يجحدون بآيات الله) * بحججه البينة * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (27) * (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى) * أي من أهلها كثمود وعاد وقوم لوط * (وصرفنا الآيات) * كررنا الحجج البينات * (لعلهم يرجعون) *. (28) * (فلولا) * هلا * (نصرهم) * بدفع العذاب عنهم * (الذين اتخذوا من دون الله) * أي غيره * (قربانا) * متقربا بهم إلى الله * (آلهة) * معه وهم الاصنام ومفعول اتخذ الاول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم، وقربانا الثاني وآلهة بدل منه * (بل ضلوا) * غابوا * (عنهم) * عند نزول العذاب * (وذلك) * أي اتخاذهم الاصنام آلهة قربانا * (إفكهم) * كذبهم * (وما كانوا يفترون) * يكذبون، وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه. = الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجرة (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) الآية. وأخرج نحوه عن السدي أسباب نزول الآية 158 وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش: سليم = (*)
[ 671 ]
(29) * (و) * اذكر * (إذ صرفنا) * أملنا * (اليك نفرا من الجن) * جن نصيبين باليمن أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة " وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نخل يصلي بأصحابه الفجر " رواه الشيخان * (يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا) * أي قال بعضهم لبعض * (أنصتوا) * أصغوا لاستماعه * (فلما قضي) * فرغ من قراءته * (ولوا) * رجعوا * (إلى قومهم منذرين) * مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا وقد أسلموا. (30) * (قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا) * هو القرآن * (أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه) * أي تقدمه كالتوراة * (يهدي إلى الحق) * الاسلام * (وإلى طريق مستقيم) * أي طريقه. (31) * (يا قومنا أجيبوا داعي الله) * محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الايمان * (وآمنوا به يغفر) * الله * (لكم من ذنوبكم) * أي بعضها لان منها المظالم ولا تغفر إلا برضا أصحابها * (ويجركم من عذاب أليم) * مؤلم. (32) * (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض) * أي لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته * (وليس له) * لمن لا يجب * (من دونه) * أي الله * (أولياء) * أنصار يدفعون عنه العذاب * (أولئك) * الذين لم يجيبوا * (في ضلال مبين) * بين ظاهر. (33) * (أو لم يروا) * يعلموا، أي منكرو البعث * (أن الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن) * لم يعجز عنه * (بقادر) * خبر أن وزيدت الباء فيه لان الكلام في قوة أليس الله بقادر * (على أن يحيي الموتى بلى) * هو قادر على إحياء الموتى * (إنه على كل شئ قدير) *. (34) * (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) * بأن يعذبوا بها يقال لهم * (أليس هذا) * التعذيب * (بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) *. = وخزاعة وجهينة (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) الآية. وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مجاهد قال: قال كبار قريش: الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم ؟ قالوا: بنات سراة الجن فأنزل الله (ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) الآية أسباب نزول الآية 165 وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال: كان الناس يصلون متبددين فأنزل الله (وإنا = (*)
[ 672 ]
(35) * (فاصبر) * على أذى قومك * (كما صبر أولوا العزم) * ذوو الثبات والصبر على الشدائد * (من الرسل) * قبلك فتكون ذا عزم، ومن للبيان فكلهم ذوو عزم وقيل للتبعيض فليس منهم آدم لقوله تعالى " ولم نجد له عزما " ولا يونس لقوله تعالى " ولا تكن كصاحب الحوت " * (ولا تستعجل لهم) * لقومك نزول العذاب بهم، قيل كأنه ضجر منهم فأحب نزول العذاب بهم، فأمر بالصبر وترك الاستعجال للعذاب فإنه نازل لا محالة * (كأنهم يوم يرون ما يوعدون) * من العذاب في الآخرة لطوله * (لم يلبثوا) * في الدنيا في ظنهم * (إلا ساعة من نهار) * هذا القرآن * (بلاغ) * تبليغ من الله اليكم * (فهل) * أي لا * (يهلك) * عند رؤية العذاب * (إلا القوم الفاسقون) * أي الكافرون. { سورة القتال أو محمد } [ مدنية إلا الآية 13 أو مكية وآياتها ثمان أو تسع وثلاثون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الذين كفروا) * من أهل مكة * (وصدوا) * غيرهم * (عن سبيل الله) * أي الايمان * (أضل) * أحبط * (أعمالهم) * كإطعام الطعام وصلة الارحام، فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى. (2) * (والذين آمنوا) * أي الانصار وغيرهم * (وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) * أي القرآن * (وهو الحق من ربهم كفر عنهم) * غفر لهم * (سيئاتهم وأصلح بالهم) * حالهم فلا يعصونه. (3) * (ذلك) * أي إضلال الاعمال وتكفير السيئات * (بأن) * بسبب أن * (الذين كفروا اتبعوا الباطل) * = لنحن الصافون) الآية. فأمرهم أن يصفوا وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: حدثت فذكر نحوه. أسباب نزول الآية 176 وأخرج جويبر عن ابن عباس قال قالوا يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به عجله لنا فنزلت (أفبعذابنا يستعجلون) الآية صحيح على شرط الشيخين. (سورة ص) أسباب نزول الآية 5 أخرج أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مرض أبو طالب فجاءته قريش = (*)
[ 673 ]
الشيطان * (وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق) * القرآن * (من ربهم كذلك) * أي مثل ذلك البيان * (يضرب الله للناس أمثالهم) * يبين أحوالهم، أي فالكافر يحبط عمله، والمؤمن يغفر له (4) * (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) * مصدر بدل من اللفظ بفعله، أي فاضربوا رقابهم، أي اقتلوهم وعبر بضرب الرقاب لان الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة * (حتى إذا أثخنتموهم) * أكثرتم فيهم القتل * (فشدوا) * فأمسكوا عنهم وأسروهم وشدوا * (الوثاق) * ما يوثق به الاسرى * (فإما منا بعد) * مصدر بدل من اللفظ بفعله، أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شئ * (وإما فداء) * تفادونهم بمال أو أسرى مسلمين * (حتى تضع الحرب) * أي أهلها * (أوزارها) * أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والاسر * (ذلك) * خبر مبتدأ مقدر، أي الامر فيهم ما ذكر * (ولو يشاء الله لانتصر منهم) * بغير قتال * (ولكن) * أمركم به * (ليبلو بعضكم ببعض) * منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار * (والذين قتلوا) * وفي قراءة قاتلوا، الآية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات * (في سبيل الله فلن يضل) * يحبط * (أعمالهم) * (5) * (سيهديهم) * في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم * (ويصلح بالهم) * حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل وأدرجوا في قتلوا تغليبا. (6) * (ويدخلهم الجنة عرفها) * بينها * (لهم) * فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدلال. (7) * (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله) * أي دينه ورسوله * (ينصركم) * على عدوكم * (ويثبت أقدامكم) * يثبتكم في المعترك. (8) * (والذين كفروا) * من أهل مكة مبتدأ خبره تعسوا يدل عليه * (فتعسا لهم) * أي هلاكا وخيبة من الله * (وأضل أعمالهم) * عطف على تعسوا. (9) * (ذلك) * التعس والاضلال * (بأنهم كرهوا ما أنزل الله) * من القرآن المشتمل على التكاليف * (فأحبط أعمالهم) *. = وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم فشكوه إلى أبي طالب فقال يا ابن أخي ما تريد من قومك ؟ قال أريد منهم كلمة تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم العجم الجزية كلمة واحدة قال ما هي ؟ قال: لا إله إلا الله فقالوا إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب، فنزل فيهم (ص والقرآن) إلى قوله (بل لما يذوقوا عذاب) الآية. (*)
[ 674 ]
(10) * (أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم) * أهلك أنفسهم وأولادهم وأموالهم * (وللكافرين أمثالها) * أي أمثال عاقبة ما قبلهم. (11) * (ذلك) * نصر المؤمنين وقهر الكافرين * (بأن الله مولى) * ولي وناصر * (الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) *. (12) * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار والذين كفروا يتمتعون) * في الدنيا * (ويأكلون كما تأكل الانعام) * أي ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة * (والنار مثوى لهم) * منزل ومقام ومصير (13) * (وكأين) * وكم * (من قرية) * أريد بها أهلها * (هي أشد قوة من قريتك) * مكة أي أهلها * (التي أخرجتك) * روعي لفظ قرية * (أهلكناهم) * روعي معنى قرية الاولى * (فلا ناصر لهم) * من إهلاكنا. (14) * (أفمن كان على بينة) * حجة وبرهان * (من ربه) * وهم المؤمنون * (كمن زين له سوء عمله) * فرآه حسنا وهم كفار مكة * (واتبعوا أهواءهم) * في عبادة الاوثان، أي لا مماثلة بينهما. (15) * (مثل) * أي صفة * (الجنة التي وعد المتقون) * المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره. * (فيها أنهار من ماء غير آسن) * بالمد والقصر كضارب وحذر، أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض * (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) * بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع * (وأنهار من خمر لذة) * لذيذة * (للشاربين) * بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب * (وأنهار من عسل مصفى) * بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطون النحل يخالط الشمع وغيره * (ولهم فيها) * أصناف * (من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) * فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم * (كمن هو خالد في النار) * خبر مبتدأ مقدر، أي أمن هو في هذا النعيم * (وسقوا ماء حميما) * أي شديد الحرارة * (فقطع أمعاءهم) * أي مصارينهم فخرجت من أدبارهم، وهو جمع معي بالقصر، وألفه عن ياء لقولهم ميعان. (16) * (ومنهم) * أي الكفار * (من يستمع إليك) * في خطبة الجمعة وهم المنافقون (سورة الزمر) أسباب نزول الآية 3 قوله تعالى (والذين اتخذوا) الآية أخرج جويبر عن ابن عباس في هذه الآية قال أنزلت في ثلاثة أحياء عامر وكنانة وبني سلمة كانوا يعبدون الاوثان ويقولون الملائكة بناته، فقالوا (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى). (*)
[ 675 ]
* (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم) * لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية * (ماذا قال آنفا) * بالمد والقصر، أي الساعة، أي لا نرجع إليه * (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) * بالكفر * (واتبعوا أهواءهم) * في النفاق. (17) * (والذين اهتدوا) * وهم المؤمنون * (زادهم) * الله * (هدى وآتاهم تقواهم) * ألهمهم ما يتقون به النار (18) * (فهل ينظرون) * ما ينتظرون، أي كفار مكة * (إلا الساعة أن تأتيهم) * بدل اشتمال من الساعة، أي ليس الامر إلا أن تأتيهم * (بغتة) * فجأة * (فقد جاء أشراطها) * علاماتها: منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان * (فأنى لهم إذا جاءتهم) * الساعة * (ذكراهم) * تذكرهم، أي لا ينفعهم. (19) * (فاعلم إنه لا إله إلا الله) * أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة * (واستغفر لذنبك) * لاجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته، وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم: (إني لاستغفر الله في كل يوم مئة مرة) * (وللمؤمنين والمؤمنات) * فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم * (والله يعلم متقلبكم) * متصرفكم لاشغالكم في النهار * (ومثواكم) * مأواكم إلى مضاجعكم بالليل، أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شئ منها فاحذروه، والخطاب للمؤمنين وغيرهم. (20) * (ويقول الذين آمنوا) * طلبا للجهاد. * (لولا) * هلا * (نزلت سورة) * فيها ذكر الجهاد * (فإذا أنزلت سورة محكمة) * أي لم ينسخ منها شئ * (وذكر فيها القتال) * أي طلبه * (رأيت الذين في قلوبهم مرض) * أي شك وهم المنافقون * (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) * خوفا منه وكراهة له، أي فهم يخافون من القتال ويكرهونه * (فأولى لهم) * مبتدأ خبره: (21) * (طاعة وقول معروف) * أي حسن لك * (فإذا عزم الامر) * أي فرض القتال * (فلو صدقوا الله) * في الايمان والطاعة * (لكان خيرا لهم) * وجملة لو جواب إذا. (22) * (فهل عسيتم) * بكسر السين وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب، أي لعلكم أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله تعالى (أمن هو قانت) الآية نزلت في عثمان بن عفان وأخرج ابن سعد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت في عمار بن ياسر وأخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت في ابن مسعود وعمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وأخرج جويبر عن عكرمة قال نزلت في عمار بن ياسر ! = (*)
[ 676 ]
* (إن توليتم) * أعرضتم عن الايمان * (أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم) * أي تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي والقتال. (23) * (أولئك) * أي المفسدون * (الذين لعنهم الله فأصمهم) * عن استماع الحق * (وأعمى أبصارهم) * عن طريق الهدى. (24) * (أفلا يتدبرون القرآ ن) * فيعرفون الحق * (أم) * بل * (على قلوب) * لهم * (أقفالها) * فلا يفهمونه. (25) * (إن الذين ارتدوا) * بالنفاق * (على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول) * أي زين * (لهم وأملي لهم) * بضم أوله وبفتحه واللام والمملي الشيطان بإرادته تعالى فهو المضل لهم. (26) * (ذلك) * أي إضلالهم * (بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * أي للمشركين * (سنطيعكم في بعض الامر) * أي المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه، قالوا ذلك سرا فأظهره الله تعالى * (والله يعلم أسرارهم) * بفتح الهمزة جمع سر وبكسرها مصدر. (27) * (فكيف) * حالهم * (إذا توفتهم الملائكة يضربون) * حال من الملائكة * (وجوههم وأدبارهم) * ظهورهم بمقامع من حديد. (28) * (ذلك) * التوفي على الحالة المذكورة * (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه) * أي العمل بما يرضيه * (فأحبط أعمالهم) *. (29) * (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) * يظهر أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. (30) * (ولو نشاء لاريناكهم) * عرفناكهم، وكررت اللام في * (فلعرفتهم بسيماهم) * علامتهم * (ولتعرفنهم) * الواو لقسم محذوف وما بعدها جوابه * (في لحن القول) * أي معناه إذا تكلموا عندك بأن يعرضوا بما فيه تهجين أمر المسلمين * (والله يعلم أعمالكم) *. (31) * (ولنبلونكم) * نختبرنكم بالجهاد وغيره * (حتى نعلم) * علم ظهور * (المجاهدين منكم والصابرين) * في الجهاد وغيره * (ونبلو) * نظهر * (أخباركم) * من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في الافعال الثلاثة. أسباب نزول الآية 17 قوله تعالى (فبشر عباد) الآية أخرج جويبر بسنده عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت (لها سبعة أبواب) الآية، أتى رجل من الانصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي سبعة مماليك وإني قد أعتقت لكل باب منها مملوكا: فنزلت فيه هذه الآية (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) قوله تعالى (والذين اجتنبوا الطاغوت) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن هذه الآية نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله، = (*)
[ 677 ]
(32) * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * طريق الحق * (وشاقوا الرسول) * خالفوه * (من بعد ما تبين لهم الهدى) * هو معنى سبيل الله * (لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم) * يبطلها من صدقة ونحوها فلا يرون لها في الآخرة ثوابا، نزلت في المطعمين من أصحاب بدر أو في قريظة والنضير. (33) * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) * بالمعاصي مثلا. (34) * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * طريقه وهو الهدى * (ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) * نزلت في أصحاب القليب. (35) * (فلا تهنوا) * تضعفوا * (وتدعوا إلى السلم) * بفتح السين وكسرها، أي الصلح مع الكفار إذا لقيتموهم * (وأنتم الاعلون) * حذف منه واو لام الفعل: الاغلبون القاهرون * (والله معكم) * بالعون والنصر * (ولن يتركم) * ينقصكم * (أعمالكم) * أي ثوابها. (36) * (إنما الحياة الدنيا) * أي الاشتغال فيها * (لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا) * الله وذلك من أمور الآخرة * (يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم) * جميعها بل الزكاة المفروضة فيها. (37) * (إن يسألكموها فيحفكم) * يبالغ في طلبها * (تبخلوا ويخرج) * البخل * (أضغانكم) * لدين الاسلام. = زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي. أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى (الله نزل) الآية تقدم سببها في سورة يوسف. أسباب نزول الآية 36 قوله تعالى (ويخوفونك) الآية، أخرج عبد الرزاق عن معمر قال لي رجل قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك فنزلت (ويخوفونك بالذين من دونه) الآية. أسباب نزول الآية 45 قوله تعالى (وإذا ذكر الله) الآية، أخرج ابن المنذر عن مجاهد أنها نزلت في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم النجم عند الكعبة وفرحهم عند ذكر الآلهة. أسباب نزول الآية 53 قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا) الآية تقدم حديث الشيخين في سورة الفرقان وأخرج = (*)
[ 678 ]
(38) * (ها أنتم) * يا * (هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله) * ما فرض عليكم * (فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه) * يقال بخل عليه وعنه * (والله الغني) * عن نفقتكم * (وأنتم الفقراء) * إليه * (وإن تتولوا) * عن طاعته * (يستبدل قوما غيركم) * أي يجعلهم بدلكم * (ثم لا يكونوا أمثالكم) * في التولي عن طاعته بل مطيعين له عز وجل. { سورة الفتح } [ مدنية نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية وآياتها 29 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إنا فتحنا لك) * قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك * (فتحا مبينا) * بينا ظاهرا. (2) * (ليغفر لك الله) * بجهادك * (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * منه لترغب أمتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الانبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب * (ويتم) * بالفتح المذكور * (نعمته) * إنعامه * (عليك ويهديك) * به * (صراطا) * طريقا * (مستقيما) * يثبتك عليه وهو دين الاسلام. = ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال أنزلت هذه الآية في مشركي أهل مكة وأخرج الحاكم والطبراني عن ابن عمر قال كنا نقول ما لمفتتن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم (قل يا عبادي الذين أسرفوا) الآية، وأخرج الطبراني بسند فيه ضعف عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الاسلام فأرسل إليه كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو زنى أو أشرك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟ فأنزل الله (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) الآية فقال وحشي هذا شرط شديد (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله (إن الله لا يغفر إن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقال وحشي هذا أرى بعده مشيئة فلا أدري أيغفر لي أم لا ؟ فهل غير هذا ؟ فأنزل الله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية قال وحشي هذا نعم فأسلم. أسباب نزول الآية 64 قوله تعالى (قل أفغير الله تأمروني أعبد) الآية سيأتي سبب نزولها في سورة الكافرون. وأخرج = (*)
[ 679 ]
(3) * (وينصرك الله) * به * (نصرا عزيزا) * ذا عز لا ذل له (4) * (هو الذي أنزل السكينة) * الطمأنينة * (في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) * بشرائع الدين كلما نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد * (ولله جنود السماوات والارض) * فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حكيما) * في صنعه، أي لم يزل متصفا بذلك. (5) * (ليدخل) * متعلق بمحذوف، أي أمر بالجهاد * (المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما) *. (6) * (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) * بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة، ظنوا أنه لا ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (عليهم دائرة السوء) * بالذل والعذاب * (وغضب الله عليهم ولعنهم) * أبعدهم * (وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) * مرجعا. (7) * (ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا) * في ملكه * (حكيما) * في صنعه، أي لم يزل متصفا بذلك. (8) * (إنا أرسلناك شاهدا) * على أمتك في القيامة * (ومبشرا) * لهم في الدنيا * (ونذيرا) * منذرا مخوفا فيها من عمل سوءا بالنار. (9) * (ليؤمنوا بالله ورسوله) * بالياء والتاء فيه وفي الثلاثة بعده * (ويعزروه) * ينصروه وقرئ بزايين مع الفوقانية * (ويوقروه) * يعظموه وضميرها لله أو لرسوله * (ويسبحوه) * أي الله * (بكرة وأصيلا) * بالغداة والعشي. (10) * (إن الذين يبايعونك) * بيعة الرضوان بالحديبية * (إنما يبايعون الله) * هو نحو (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * (يد الله فوق أيديهم) * التي بايعوا بها النبي، أي هو تعالى مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها * (فمن نكث) * نقض البيعة * (فإنما ينكث) * يرجع وبال نقضه * (على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه) * بالياء والنون * (أجرا عظيما) *. البيهقي في الدلائل عن الحسن البصري قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: أتضلل آباءك وأجدادك يا محمد ؟ فأنزل الله (قل أفغير الله تأمروني أعبد) إلى قوله (من الشاكرين). أسباب نزول الآية 67 وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تقول يا أبا القاسم = (*)
[ 680 ]
(11) * (سيقول لك المخلفون من الاعراب) * حول المدينة، أي الذين خلفهم الله عن صحبتك لما طلبتهم ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرض قريش لك عام الحديبية إذا رجعت منها * (شغلتنا أموالنا وأهلونا) * عن الخروج معك * (فاستغفر لنا) * الله من ترك الخروج معك قال تعالى مكذبا لهم: * (يقولون بألسنتهم) * أي من طلب الاستغفار وما قبله * (ما ليس في قلوبهم) * فهم كاذبون في اعتذارهم * (قل فمن) * استفهام بمعنى النفي أي لا أحد * (يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا) * بفتح الضاد وضمها * (أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا) * أي لم يزل متصفا بذلك. (12) * (بل) * في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر * (ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم) * أي أنهم يستأصلون بالقتل فلا يرجعون * (وظننتم ظن السوء) * هذا وغيره * (وكنتم قوما بورا) * جمع بائر، أي هالكين عند الله بهذا الظن. (13) * (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا) * نارا شديدة. (14) * (ولله ملك السماوات والارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما) * أي لم يزل متصفا بما ذكر. (15) * (سيقول المخلفون) * المذكورون * (إذا انطلقتم إلى مغانم) * هي مغانم خيبر. * (لتأخذوها ذرونا) * أتركونا * (نتبعكم) * لنأخذ منها * (يريدون) * بذلك * (أن يبدلوا كلام الله) * وفي قراءة: كلم الله بكسر اللام أي مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة * (قل لن تتبعونا كذالكم قال الله من قبل) * أي قبل عودنا * (فسيقولون بل تحسدوننا) * أن نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك * (بل كانوا لا يفقهون) * من الدين * (إلا قليلا) * منهم. = إذا وضع الله السماوات على ذه والارضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه فأنزل الله (وما قدروا الله حق قدره) الآية، والحديث في الصحيح بلفظ فتلا دون فأنزل وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال غدت اليهود فنظروا في خلق السماوات والارض والملائكة فلما فرغوا أخذوا يقدرونه فأنزل الله (وما قدروا الله حق قدره) وأخرج عن سعيد ابن جويبر قال تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا بما لم يعلموا ولم يروا فأنزل الله الآية وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس قال لما نزلت = (*)
[ 681 ]
(16) * (قل للمخلفين من الاعراب) * المذكورين اختبارا * (ستدعون إلى قوم أولي) * أصحاب * (بأس شديد) * قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة، وقيل فارس والروم * (تقاتلونهم) * حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى * (أو) * هم * (يسلمون) * فلا تقاتلون * (فإن تطيعوا) * إلى قتالهم * (يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما) * مؤلما. (17) * (ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج) * في ترك الجهاد * (ومن يطع الله ورسوله يدخله) * بالياء والنون * (جنات تجري من تحتها الانهار ومن يتول يعذبه) * بالياء والنون * (عذابا أليما) *. (18) * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) * بالحديبية * (تحت الشجرة) * هي سمرة، وهم ألف وثلثمائة أو أكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن لا يفروا من الموت * (فعلم) * الله * (ما في قلوبهم) * من الصدق والوفاء * (فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) * هو فتح خيبر بعد انصرفهم من الحديبية. (19) * (ومغانم كثيرة يأخذونها) * من خيبر * (وكان الله عزيزا حكيما) * أي لم يزل متصفا بذلك. (20) * (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها) * من الفتوحات * (فعجل لكم هذه) * غنيمة خيبر * (وكف أيدي الناس عنكم) * في عيالكم لما خرجتم وهمت بهم اليهود فقذف الله في قلوبهم الرعب * (ولتكون) * أي المعجلة عطف على مقدر، أي لتشكروه * (آية للمؤمنين) * في نصرهم * (ويهديكم صراطا مستقيما) * أي طريق التوكل عليه وتفويض الامر إليه تعالى. = (وسع كرسيه السماوات والارض) قالوا يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف العرش ؟ فأنزل الله (وما قدروا الله) الآية. (سورة غافر أو المؤمن) (نزلت بعد الزمر) أسباب نزول الآية 4 أخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك في قوله (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) قال نزلت في الحارث بن قيس السهمي. أسباب نزول الآية 56 وأخرج عن أبي العالية قال جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الدجال فقالوا يكون منا في آخر الزمان فعظموا أمره وقالوا يصنع كذا، فأنزل الله (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم = (*)
[ 682 ]
(21) * (وأخرى) * صفة مغانم مقدرا مبتدأ * (لم تقدروا عليها) * هي من فارس والروم * (قد أحاط الله بها) * علم أنها ستكون لكم * (وكان الله على كل شئ قديرا) * أي لم يزل متصفا بذلك. (22) * (ولو قاتلكم الذين كفروا) * بالحديبية * (لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا) * يحرسهم * (ولا نصيرا) *. (23) * (سنة الله) * مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله من هزيمة الكافرين ونصر المؤمنين، أي سن الله ذلك سنة * (التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) * منه. (24) * (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة) * بالحديبية * (من بعد أن أظفركم عليهم) * فإن ثمانين منهم طافوا بعسكركم ليصيبوا منكم فأخذوا وأتي بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم وخلى سبيلهم فكان ذلك سبب الصلح * (وكان الله بما يعملون بصيرا) * بالياء والتاء، أي لم يزل متصفا بذلك. (25) * (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام) * أي عن الوصول إليه * (والهدي) * معطوف على كم * (معكوفا) * محبوسا حال * (أن يبلغ محله) * أي مكانه الذي ينحر فيه عادة وهو الحرم بدل اشتمال * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) * موجودون بمكة مع الكفار * (لم تعلموهم) * بصفة الايمان * (أن تطؤوهم) * أي تقتلوهم مع الكفار لو أذن لكم في الفتح بدل اشتمال من هم * (فتصيبكم منهم معرة) * أي إثم * (بغير علم) * منكم به وضمائر الغيبة للصنفين بتغليب الذكور، وجواب لولا محذوف، أي لاذن لكم في الفتح لكن لم يؤذن فيه حينئذ * (ليدخل الله في رحمته من يشاء) * كالمؤمنين المذكورين * (لو تزيلوا) * تميزوا عن الكفار * (لعذبنا الذين كفروا منهم) * من أهل مكة حينئذ بأن نأذن لكم في فتحها * (عذابا أليما) * مؤلما. = إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله) فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال. أسباب نزول الآية 57 (لخلق السماوات والارض أكبر من خلق الناس) قال من خلق الدجال، وأخرج عن كعب الاحبار في قوله (الذين يجادلون في آيات الله) قال هم اليهود نزلت فيما ينتظرونه من أمر الدجال. (*)
[ 683 ]
(26) * (إذ جعل) * متعلق بعذبنا * (الذين كفروا) * فاعل * (في قلوبهم الحمية) * الانفة من الشئ * (حمية الجاهلية) * بدل من الحمية وهي صدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام * (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) * فصالحوهم على أن يعودوا من قابل ولم يلحقهم من الحمية ما لحق الكفار حتى يقاتلوهم * (وألزمهم) * أي المؤمنين * (كلمة التقوى) * لا إله إلا الله محمد رسول الله وأضيفت إلى التقوى لانها سببها * (وكانوا أحق بها) * بالكلمة من الكفار * (وأهلها) * عطف تفسيري * (وكان الله بكل شئ عليما) * أي لم يزل متصفا بذلك ومن معلومه تعالى أنهم أهلها. (27) * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) * رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت، وقوله (بالحق) متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها * (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله) * للتبرك * (آمنين محلقين رؤوسكم) * أي جميع شعورها * (ومقصرين) * بعض شعورها وهما حالان مقدرتان * (لا تخافون) * أبدا * (فعلم) * في الصلح * (ما لم تعلموا) * من الصلاح * (فجعل من دون ذلك) * الدخول * (فتحا قريبا) * هو فتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل. (28) * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره) * أي دين الحق * (على الدين كله) * على جميع باقي الاديان * (وكفى بالله شهيدا) * أنك مرسل بما ذكر كما قال الله تعالى (29) * (محمد) * مبتدأ * (رسول الله) * خبره * (والذين معه) * أي أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره * (أشداء) * غلاظ * (على الكفار) * لا يرحمونهم * (رحماء بينهم) * خبر ثان، أي أسباب نزول الآية 66 وأخرج جويبر عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك فأنزل الله (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) الآية. (*)
[ 684 ]
متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد * (تراهم) * تبصرهم * (ركعا سجدا) * حالان * (يبتغون) * مستأنف يطلبون * (فضلا من الله ورضوانا سيماهم) * علامتهم مبتدأ * (في وجوههم) * خبره وهو نور وبياض يعرفون به في الآخرة أنهم سجدوا في الدنيا. * (من أثر السجود) * متعلق بما تعلق به الخبر، أي كائنة وأعرب حالا من ضميره المنتقل إلى الخبر * (ذلك) * الوصف المذكور * (مثلهم) * صفتهم مبتدأ * (في التوراة) * خبره * (ومثلهم في الانجيل) * مبتدأ خبره * (كزرع أخرج شطأه) * بسكون الطاء وفتحها: فراخه * (فآزره) * بالمد والقصر قواه وأعانه * (فاستغلظ) * غلظ * (فاستوى) * قوي واستقام * (على سوقه) * أصوله جمع ساق * (يعجب الزراع) * أي زراعه لحسنه، مثل الصحابة رضي الله عنهم بذلك لانهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه * (ليغيظ بهم الكفار) * متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله، أي شبهوا بذلك * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم) * الصحابة ومن لبيان الجنس لا للتبعيض لانهم كلهم بالصفة المذكورة * (مغفرة وأجرا عظيما) * الجنة وهما لمن بعدهم أيضا في آيات. * (سورة الحجرات) * [ مدنية وآياتها ثماني عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) * من قدم بمعنى تقدم، أي لا تقدموا بقول ولا فعل * (بين يدى الله ورسوله) * المبلغ عنه، أي بغير إذنهما * (واتقوا الله إن الله سميع) * لقولكم * (عليم) * بفعلكم، نزلت في مجادلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الاقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل فيمن رفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم (2) * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) * إذا نطقتم * (فوق صوت النبي) * إذا نطق * (ولا تجهروا له بالقول) * إذا ناجيتموه * (كجهر بعضكم لبعض) * بل دون ذلك إجلالا له (سورة السجدة أو فصلت) أسباب نزول الآية 22 أخرج الشيخان والترمذي وأحمد وغيرهم عن ابن مسعود قال اختصم عن البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال أحدهم أترون الله يسمع ما نقول فقال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا فأنزل الله (وما كنتم تستترون) الآية أسباب نزول الآية 40 وأخرج ابن المنذر عن بشير بن فتح قال نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر (أفمن يلقى في النار = (*)
[ 685 ]
* (أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) * أي خشية ذلك بالرفع والجهر المذكورين، ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم (3) * (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن) * اختبر * (الله قلوبهم للتقوى) * أي لتظهر منهم * (لهم مغفرة وأجر عظيم) * الجنة، ونزل في قوم جاءوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فنادوه (4) * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) * حجرات نسائه صلى الله عليه وسلم جمع حجرة وهي ما يحجر عليه من الارض بحائط ونحوه، وكان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لانهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الاعراب بغلظة وجفاء * (أكثرهم لا يعقلون) * فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم. (5) * (ولو أنهم صبروا) * أنهم في محل رفع بالابتداء، وقيل فاعل لفعل مقدر، أي ثبت * (حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم) * لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله، فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم (6) * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) * خبر * (فتبينوا) * صدقه من كذبه، وفي قراءة فتثبتوا من الثبات * (أن تصيبوا قوما) * مفعول له، أي خشية ذلك * (بجهالة) * حال من الفاعل، أي جاهلين * (فتصبحوا) * تصيروا * (على ما فعلتم) * من الخطأ بالقوم * (نادمين) * وأرسل صلى الله عليه وسلم إليهم بعد عودهم إلى بلادهم خالدا فلم ير فيهم إلا الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك. (7) * (واعلموا أن فيكم رسول الله) * فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال * (لو يطيعكم في كثير من الامر) * الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه * (لعنتم) * لاثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب * (ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه) * حسنه * (في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) * = خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة). أسباب نزول الآية 44 وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فأنزل الله (لقالوا لولا فصلت آياته) الآية وأنزل الله بعد هذه الآية فيه بكل لسان قال ابن جرير والقراءة على هذا أعجمي بلا استفهام. (*)
[ 686 ]
إستدراك من حيث المعنى دون اللفظ لان من حبب إليه الايمان إلخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره * (أولئك هم) * فيه التفات عن الخطاب * (الراشدون) * الثابتون على دينهم. (8) * (فضلا من الله) * مصدر منصوب بفعله المقدر، أي أفضل * (ونعمة) * منه * (والله عليم) * بهم * (حكيم) * في إنعامه عليهم. (9) * (وإن طائفتان من المؤمنين) * الآية، نزلت في قضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا ومر على ابن أبي فبال الحمار فسد ابن أبي أنفه فقال ابن رواحة: والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالايدي والنعال والسعف * (اقتتلوا) * جمع نظرا إلى المعنى لان كل طائفة جماعة، وقرئ اقتتلتا * (فأصلحوا بينهما) * ثني نظرا إلى اللفظ * (فإن بغت) * تعدت * (إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ) * ترجع * (إلى أمر الله) * الحق * (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) * بالانصاف * (وأقسطوا) * أعدلوا * (إن الله يحب المقسطين) *. (10) * (إنما المؤمنون إخوة) * في الدين * (فأصلحوا بين أخويكم) * إذا تنازعا، وقرئ إخوتكم بالفوقانية * (واتقوا الله لعلكم ترحمون) *. (11) * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر) * الآية، نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب، والسخرية: الازدراء والاحتقار * (قوم) * أي رجال منكم * (من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) * عند الله * (ولا نساء) * منكم * (من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم) * لا تعيبوا فتعابوا، أي لا يعب بعضكم بعضا * (ولا تنابزوا بالالقاب) * لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه، ومنه يا فاسق يا كافر * (بئس الاسم) * أي المذكور من السخرية واللمز والتنابز * (الفسوق بعد الايمان) * بدل من الاسم أنه فسق لتكرره عادة * (ومن لم يتب) * من ذلك * (فأولئك هم الظالمون) *. (سورة الشورى) أسباب نزول الآية 16 أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له) الآية. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله (والذين يحاجون) الآية، قال هم اليهود والنصارى قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم. (*)
[ 687 ]
(12) * (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) * أي مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين، وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو ما يظهر منهم * (ولا تجسسوا) * حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها * (ولا يغتب بعضكم بعضا) * لا يذكره بشئ يكرهه وإن كان فيه * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) * بالتخفيف والتشديد، أي لا يحسن به * (فكرهتموه) * أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا الاول * (واتقوا الله) * أي عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه * (إن الله تواب) * قابل توبة التائبين * (رحيم) * بهم. (13) * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * آدم وحواء * (وجعلناكم شعوبا) * جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب * (وقبائل) * هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الافخاذ ثم الفصائل آخرها، مثاله خزيمة: شعب، كنانة: قبيلة، قريش: عمارة بكسر العين، قصي: بطن، هاشم: فخذ، العباس: فصيلة * (لتعارفوا) * حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم) * بكم * (خبير) * ببواطنكم. (14) * (قالت الاعراب) * نفر من بني أسد * (آمنا) * صدقنا بقلوبنا * (قل) * لهم * (لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) * إنقدنا ظاهرا * (ولما) * أي: لم * (يدخل الايمان في قلوبكم) * إلى الآن لكنه يتوقع منكم * (وإن تطيعوا الله ورسوله) * بالايمان وغيره * (لا يألتكم) * بالهمز وتركه وبإبداله ألفا: لا ينقصكم * (من أعمالكم) * أي من ثوابها * (شيئا إن الله غفور) * للمؤمنين * (رحيم) * بهم. أسباب نزول الآية 23 وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال قالت الانصار لو جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا فأنزل الله (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فقال بعضهم إنما قال هذا ليقاتل عن أهل بيته وينصرهم فأنزل الله (أم يقولون افترى على الله كذبا) إلى قوله (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) فعرض لهم التوبة إلى قوله (ويزيدهم من فضله). (*)
[ 688 ]
(15) * (إنما المؤمنون) * أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد * (الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * لم يشكوا في الايمان * (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم * (أولئك هم الصادقون) * في إيمانهم، لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الاسلام. (16) * (قل) * لهم * (أتعلمون الله بدينكم) * مضعف علم بمعنى شعر، أي أتشعرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا * (والله يعلم ما في السماوات وما في الارض والله بكل شئ عليم) *. (17) * (يمنون عليك أن أسلموا) * من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم * (قل لا تمنوا علي إسلامكم) * منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين * (بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين) * في قولكم آمنا (18) * (إن الله يعلم غيب السماوات والارض) * أي ما غاب فيهما * (والله بصير بما يعملون) * بالياء والتاء لا يخفى عليه شئ منه. * (سورة ق) * [ مكية إلا آية 38 فمدنية وآياتها 45 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ق) * الله أعلم بمراده به * (والقرآن المجيد) * الكريم، ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم. (2) * (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم) * رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث * (فقال الكافرون هذا) * الانذار * (شئ عجيب) * (3) * (أئذا) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين * (متنا وكنا ترابا) * نرجع * (ذلك رجع بعيد) * في غاية البعد. (4) * (قد علمنا ما تنقص الارض) * تأكل * (منهم وعندنا كتاب حفيظ) * هو اللوح المحفوظ فيه جميع الاشياء المقدرة. (5) * (بل كذبوا بالحق) * بالقرآن * (لما جاءهم فهم) * في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن * (في أمر مريج) * مضطرب قالوا مرة: ساحر وسحر، ومرة: شاعر وشعر، ومرة: كاهن وكهانة. أسباب نزول الآية 27 وأخرج الحاكم وصححه عن علي قال نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض) وذلك أنهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا وأخرج الطبراني عن عمرو بن حريث مثله. (*)
[ 689 ]
(6) * (أفلم ينظروا) * بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكروا البعث * (إلى السماء) * كائنة * (فوقهم كيف بنيناها) * بلا عمد * (وزيناها) * بالكواكب * (وما لها من فروج) * شقوق تعيبها. (7) * (والارض) * معطوف على موضع إلى السماء، كيف * (مددناها) * دحوناها على وجه الماء * (وألقينا فيها رواسي) * جبالا تثبتها * (وأنبتنا فيها من كل زوج) * صنف * (بهيج) * يبهج به لحسنه. (8) * (تبصرة) * مفعول له، أي فعلنا ذلك تبصيرا منا * (وذكرى) * تذكيرا * (لكل عبد منيب) * رجاع إلى طاعتنا. (9) * (ونزلنا من السماء ماء مباركا) * كثير البركة * (فأنبتنا به جنات) * بساتين * (وحب) * الزرع * (الحصيد) * المحصود. (10) * (والنخل باسقات) * طوالا حال مقدرة * (لها طلع نضيد) * متراكب بعضه فوق بعض (11) * (رزقا للعباد) * مفعول له * (وأحيينا به بلدة ميتا) * يستوي فيه المذكر والمؤنث * (كذلك) * أي مثل هذا الاحياء * (الخروج) * من القبور فكيف تنكرونه والاستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ما ذكر. (12) * (كذبت قبلهم قوم نوح) * تأنيث الفعل بمعنى قوم * (وأصحاب الرس) * هي بئر كانوا مقيمين عليها بمواشيهم يعبدون الاصنام، ونبيهم: قيل حنظلة بن صفوان وقيل غيره * (وثمود) * قوم صالح. (13) * (وعاد) * قوم هود * (وفرعون وإخوان لوط) *. (14) * (وأصحاب الايكة) * الغيضة قوم شعيب * (وقوم تبع) * هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الاسلام فكذبوه * (كل) * من المذكورين * (كذب الرسل) * كقريش * (فحق وعيد) * وجب نزول العذاب على الجميع فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك. (15) * (أفعيينا بالخلق الاول) * أي لم نعي به فلا نعيا بالاعادة * (بل هم في لبس) * شك * (من خلق جديد) * وهو البعث. (16) * (ولقد خلقنا الانسان ونعلم) * حال بتقدير نحن * (ما) * مصدرية * (توسوس) * تحدث * (به) * الباء زائدة أو للتعدية والضمير للانسان * (نفسه ونحن أقرب إليه) * بالعلم * (من حبل الوريد) * الاضافة للبيان والوريدان عرقان بصفحتي العنق. (سورة الزخرف) أسباب نزول الآية 19 أخرج ابن المنذر عن قتادة قال قال ناس من المنافقين إن الله صاهر الجن فخرجت من بينهم الملائكة فنزل فيهم (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا). (*)
[ 690 ]
(17) * (إذ) * منصوبة باذكر مقدرا * (يتلقى) * يأخذ ويثبت * (المتلقيان) * الملكان الموكلان بالانسان ما يعمله * (عن اليمين وعن الشمال) * منه (قعيد) * أي قاعدان وهو مبتدأ خبره ما قبله (18) * (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب) * حافظ * (عتيد) * حاضر وكل منهما بمعنى المثنى (19) * (وجاءت سكرة الموت) * غمرته وشدته * (بالحق) * من أمر الآخرة حتى المنكر لها عيانا وهو نفس الشدة * (ذلك) * أي الموت * (ما كنت منه تحيد) * تهرب وتفزع. (20) * (ونفخ في الصور) * للبعث * (ذلك) * أي يوم النفخ * (يوم الوعيد) * للكفار بالعذاب. (21) * (وجاءت) * فيه * (كل نفس) * إلى المحشر * (معها سائق) * ملك يسوقها إليه * (وشهيد) * يشهد عليها بعملها وهو الايدي والارجل وغيرها ويقال للكافر (22) * (لقد كنت) * في الدنيا * (في غفلة من هذا) * النازل بك اليوم * (فكشفنا عنك غطاءك) * أزلنا غفلتك بما تشاهده اليوم * (فبصرك اليوم حديد) * حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا. (23) * (وقال قرينه) * الملك الموكل به * (هذا ما) * أي الذي * (لدي عتيد) * حاضر فيقال لمالك (24) * (ألقيا في جهنم) * أي: ألق ألق أو ألقين وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفا * (كل كفار عنيد) * معاند للحق. (25) * (مناع للخير) * كالزكاة * (معتد) * ظالم * (مريب) * شاك في دينه. (26) * (الذي جعل مع الله إلها آخر) * مبتدأ ضمن معنى الشرط خبره * (فألقياه في العذاب الشديد) * تفسيره مثل ما تقدم. (27) * (قال قرينه) * الشيطان * (ربنا ما أطغيته) * أضللته * (ولكن كان في ضلال بعيد) * فدعوته فاستجاب لي، وقال هو أطغاني بدعائه له. (28) * (قال) * تعالى * (لا تختصموا لدي) * أي ما ينفع الخصام هنا * (وقد قدمت اليكم) * في الدنيا * (بالوعيد) * بالعذاب في الآخرة لو لم تؤمنوا ولا بد منه. (29) * (ما يبدل) * يغير * (القول لدي) * في ذلك * (وما أنا بظلام للعبيد) * فأعذبهم بغير جرم، وظلام بمعنى ذي ظلم لقوله (لا ظلم اليوم). أسباب نزول الآية 31 وتقدم في سورة يونس سبب قوله تعالى (وقالوا لولا نزل) الآيتين. أسباب نزول الآية 36 وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: قال الوليد بن المغيرة لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا القرآن أو على ابن مسعود الثقفي فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أن قريشا قالت قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد رجلا يأخذه = (*)
[ 691 ]
(30) * (يوم) * ناصبه ظلام * (نقول) * بالنون والياء * (لجهنم هل امتلات) * استفهام تحقيق لوعده بملئها * (وتقول) * بصورة الاستفهام كالسؤال * (هل من مزيد) * أي لا أسع غير ما امتلات به، أي قد امتلات. (31) * (وأزلفت الجنة) * قربت * (للمتقين) * مكانا * (غير بعيد) * منهم فيرونها ويقال لهم (32) * (هذا) * المرئي * (ما توعدون) * بالتاء والياء في الدنيا ويبدل من للمتقين قوله * (لكل أواب) * رجاع إلى طاعة الله * (حفيظ) * حافظ لحدوده. (33) * (من خشى الرحمن بالغيب) * خافه ولم يره * (وجاء بقلب منيب) * مقبل على طاعته، ويقال للمتقين أيضا (34) * (ادخلوها بسلام) * سالمين من كل مخوف أو مع سلام، أي سلموا وادخلوا * (ذلك) * اليوم الذي حصل فيه الدخول * (يوم الخلود) * الدوام في الجنة. (35) * (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) * زيادة على ما عملوا وطلبوا. (36) * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) * أي أهلكنا قبل كفار قريش قرونا كثيرة من الكفار * (هم أشد منهم بطشا) * قوة * (فنقبوا) * فتشوا * (في البلاد هل من محيص) * لهم أو لغيرهم من الموت فلم يجدوا (37) * (إن في ذلك) * المذكور * (لذكرى) * لعظة * (لمن كان له قلب) * عقل * (أو ألقى السمع) * استمع الوعظ * (وهو شهيد) * حاضر بالقلب (38) * (ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام) * أولها الاحد وآخرها الجمعة * (وما مسنا من لغوب) * تعب، نزل ردا على اليهود في قولهم: إن الله استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه لتنزهه تعالى عن صفات المخلوقين ولعدم المماسة بينه وبين غيره (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). (39) * (فاصبر) * خطاب النبي صلى الله عليه وسلم * (على ما يقولون) * أي اليهود وغيرهم من التشبيه والتكذيب * (وسبح بحمد ربك) * صل حامدا * (قبل طلوع الشمس) * أي صلاة الصبح * (وقبل الغروب) * أي صلاة الظهر والعصر. (40) * (ومن الليل فسبحه) * أي صل العشاءين * (وأدبار السجود) * بفتح الهمزة جمع دبر وكسرها مصدر أدبر، أي صل النوافل المسنونة عقب الفرائض وقيل المراد حقيقة التسبيح في هذه الاوقات ملابسا للحمد = فقيضوا لابي بكر طلحة فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر إلام تدعوني ؟ قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر وما اللات ؟ قال ربنا قال وما العزى ؟ قال بنات الله قال فمن أمهم ؟ فسكت طلحة فلم يجبه فقال طلحة لاصحابه أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة قم يا أبا بكر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فأنزل الله (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) الآية. (*)
[ 692 ]
(41) * (واستمع) * يا مخاطب مقولي * (يوم يناد المناد) * هو إسرافيل * (من مكان قريب) * من السماء وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الارض إلى السماء يقول: أيتها العظام البالية والاوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء (42) * (يوم) * بدل من يوم قبله * (يسمعون) * أي الخلق كلهم * (الصيحة بالحق) * بالبعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده * (ذلك) * أي يوم النداء والسماع * (يوم الخروج) * من القبور وناصب يوم ينادي مقدرا، أي يعلمون عاقبة تكذيبهم. (43) * (إنا نحن نحيي ونميت والينا المصير) *. (44) * (يوم) * بدل من يوم قبله وما بينهما اعتراض * (تشقق) * بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية في الاصل فيها * (الارض عنهم سراعا) * جمع سريع حال من مقدر، أي فيخرجون مسرعين * (ذلك حشر علينا يسير) * فيه فصل بين الموصوف والصفة بمتعلقها للاختصاص وهو لا يضر وذلك إشارة إلى معنى الحشر المخبر به عنه، وهو الاحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب. (45) * (نحن أعلم بما يقولون) * أي كفار قريش * (وما أنت عليهم بجبار) * تجبرهم على الايمان وهذا قبل الامر بالجهاد * (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) * وهم المؤمنون. * (سورة الذاريات) * [ مكية وآياتها ستون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والذاريات) * الرياح تذرو التراب وغيره * (ذروا) * مصدر، ويقال تذريه ذريا: تهب به (2) * (فالحاملات) * السحب تحمل الماء * (وقرا) * ثقلا مفعول الحاملات. (3) * (فالجاريات) * السفن تجري على وجه الماء * (يسرا) * بسهولة مصدر في موضع الحال، أي ميسرة (4) * (فالمقسمات أمرا) * الملائكة تقسم الارزاق والامطار وغيرها بين البلاد والعباد. (5) * (إنما توعدون) * ما مصدرية، أي وعدهم بالبعث وغيره * (لصادق) * لوعد صادق. أسباب نزول الآية 57 وأخرج أحمد بسند صحيح والطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير فقالوا ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا صالحا وقد عبد من دون الله فأنزل الله (ولما ضرب ابن مريم مثلا) الآية. أسباب نزول الآية 80 وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي = (*)
[ 693 ]
* (وإن الدين) * الجزاء بعد الحساب * (لواقع) * لا محالة (7) * (والسماء ذات الحبك) * جمع حبيكة كطريقة وطريق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل (8) * (إنكم) * يا أهل مكة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن * (لفي قول مختلف) * قيل شاعر ساحر كاهن شعر سحر كهانة (9) * (يؤفك) * يصرف * (عنه) * عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن، أي عن الايمان به * (من أفك) * صرف عن الهداية في علم الله تعالى (10) * (قتل الخراصون) * لعن الكذابون أصحاب القول المختلف (11) * (الذين هم في غمرة) * جهل يغمرهم * (ساهون) * غافلون عن أمر الآخرة (12) * (يسألون) * النبي استفهام استهزاء * (أيان يوم الدين) * أي متى مجيئه وجوابهم: يجئ (13) * (يوم هم على النار يفتنون) * أي يعذبون فيها ويقال لهم حين التعذيب (14) * (ذوقوا فتنتكم) * تعذيبكم * (هذا) * التعذيب * (الذي كنتم به تستعجلون) * في الدنيا استهزاء (15) * (إن المتقين في جنات) * بساتين * (وعيون) * تجري فيها (16) * (آخذين) * حال من الضمير في خبر إن * (ما آتاهم) * أعطاهم * (ربهم) * من الثواب * (إنهم كانوا قبل ذلك) * أي دخولهم الجنة * (محسنين) * في الدنيا (17) * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) * ينامون، وما زائدة ويهجعون خبر كان وقليلا ظرف، أي ينامون في زمن يسير من الليل ويصلون أكثره (18) * (وبالاسحار هم يستغفرون) * يقولون: اللهم اغفر لنا (19) * (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) * الذي لا يسأل لتعففه (20) * (وفي الارض) * من الجبال والبحار والاشجار والثمار والنبات وغيرها * (آيات) * دلالات على قدرة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته (21) * (وفي أنفسكم) * آيات أيضا من مبدأ خلقكم إلى منتهاه، وما في تركيب خلقكم من العجائب * (أفلا تبصرون) * ذلك فتستدلون به على صانعه وقدرته (22) * (وفي السماء رزقكم) * أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق * (وما توعدون) * من المآب والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء (23) * (فورب السماء والارض إنه) * أي ما توعدون * (لحق مثل ما أنكم تنطقون) * = فقال واحد منهم: ترون الله يسمع كلامنا فقال آخر: إذا جهر تم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فأنزلت (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) الآية (سورة الدخان) أسباب نزول الآية 10 أخرج البخاري عن ابن مسعود قال: إن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني = (*)
[ 694 ]
برفع مثل صفة، وما مزيدة وبفتح اللام مركبة مع ما، المعنى: مثل نطقكم في حقيقته أي معلوميته عندكم ضرورة صدوره عنكم (24) * (هل أتاك) * خطاب النبي صلى الله عليه وسلم * (حديث ضيف إبراهيم المكرمين) * وهم ملائكة اثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة، منهم جبريل (25) * (إذ) * ظرف لحديث ضيف * (دخلوا عليه فقالوا سلاما) * أي هذا اللفظ * (قال سلام) * أي هذا اللفظ * (قوم منكرون) * لا نعرفهم قال ذلك في نفسه وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤلاء (26) * (فراغ) * مال * (إلى أهله) * سرا * (فجاء بعجل سمين) * وفي سورة هود بعجل حنيذ أي مشوي (27) * (فقربه إليهم قال ألا تأكلون) * عرض عليهم الاكل فلم يجيبوا (28) * (فأوجس) * أضمر في نفسه * (منهم خيفة قالوا لا تخف) * إنا رسل ربك * (وبشروه بغلام عليم) * ذي علم كثير وهو إسحاق كما ذكر في هود (29) * (فأقبلت امرأته) * سارة * (في صرة) * صيحة حال، أي جاءت صائحة * (فصكت وجهها) * لطمته * (وقالت عجوز عقيم) * لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة، أو عمره مائة وعشرون سنة وعمرها تسعون سنة (30) * (قالوا كذلك) * أي مثل قولنا في البشارة * (قال ربك إنه هو الحكيم) * في صنعه * (العليم) * بخلقه (31) * (قال فما خطبكم) * شأنكم * (أيها المرسلون) * (32) * (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) * كافرين هم قوم لوط (33) * (لنرسل عليهم حجارة من طين) * مطبوخ بالنار (34) * (مسومة) * معلمة عليها اسم من يرمى بها * (عند ربك) * ظرف لها * (للمسرفين) * بإتيانهم الذكور مع كفرهم (35) * (فأخرجنا من كان فيها) * أي قرى قوم لوط * (من المؤمنين) * لاهلاك الكافرين (36) * (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) * وهم لوط وابنتاه وصفوا بالايمان والاسلام، أي هم مصدقون بقلوبهم عاملون بجوارحهم الطاعات (37) * (وتركنا فيها) * بعد إهلاك الكافرين * (آية) * علامة على إهلاكهم * (للذين يخافون العذاب الاليم) * فلا يفعلون مثل فعلهم = يوسف فأصابهم قحط حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت فاستسقى فسقوا فنزلت أسباب نزول الآية 15 و 16 قوله تعالى: (إنكم عائدون) فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله (يوم نبطش =
[ 695 ]
(38) * (وفي موسى) * معطوف على فيها، المعنى: وجعلنا في قصة موسى آية * (إذ أرسلناه إلى فرعون) * ملتبسا * (بسلطان مبين) * بحجة واضحة (39) * (فتولى) * أعرض عن الايمان * (بركنه) * مع جنوده لانهم له كالركن * (وقال) * لموسى هو * (ساحر أو مجنون) * (40) * (فأخذناه وجنوده فنبذناهم) * طرحناهم * (في اليم) * البحر فغرقوا * (وهو) * أي فرعون * (مليم) * آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية (41) * (وفي) * إهلاك * (عاد) * آية * (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) * هي التي لا خير فيها لانها لا تحمل المطر ولا تلقح الشجر وهي الدبور * (42) (ما تذر من شئ) * نفس أو مال * (أتت عليه إلا جعلته كالرميم) * كالبالي المتفتت (43) * (وفي) * إهلاك * (ثمود) * آية * (إذ قيل لهم) * بعد عقر الناقة * (تمتعوا حتى حين) * إلى انقضاء آجالكم كما في آية (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) (44) * (فعتوا) * تكبروا * (عن أمر ربهم) * أي عن امتثاله * (فأخذتهم الصاعقة) * بعد مضي الثلاثة أيام أي الصيحة المهلكة * (وهم ينظرون) * أي بالنهار (45) * (فما استطاعوا من قيام) * أي ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب * (وما كانوا منتصرين) * على من أهلكهم (46) * (وقوم نوح) * بالجر عطف على ثمود، أي وفي إهلاكهم بما في السماء والارض آية، وبالنصب أي وأهلكنا قوم نوح * (من قبل) * أي قبل إهلاك هؤلاء المذكورين * (إنهم كانوا قوما فاسقين) * (47) * (والسماء بنيناها بأيد) * بقوة * (وإنا لموسعون) * قادرون يقال: آد الرجل يئيد قوي، وأوسع الرجل: صار ذا سعة وقوة (48) * (والارض فرشناها) * مهدناها * (فنعم الماهدون) * نحن (49) * (ومن كل شئ) * متعلق بقوله: خلقنا * (خلقنا زوجين) * صنفين كالذكر والانثى والسماء والارض، والشمس والقمر، والسهل والجبل، والصيف والشتاء، والحلو والحامض والنور والظلمة * (لعلكم تذكرون) * بحذف إحدى التاءين من الاصل فتعلمون أن خالق الازواج فرد فتعبدوه (50) * (ففروا إلى الله) * أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه * (إني لكم منه نذير مبين) * بين الانذار = البطشة الكبرى إنا منتقمون) يعني يوم بدر. أسباب نزول الآية 43 وأخرج سعيد بن منصور عن ابي مالك قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول: تزقموا فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت (إن شجرة الزقوم طعام الاثيم). (*)
[ 696 ]
(51) * (ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين) * يقدر قبل ففروا قل لهم (52) * (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا) * هو * (ساحر أو مجنون) * أي مثل تكذيبهم لك بقولهم إنك ساحر أو مجنون تكذيب الامم قبلهم رسلهم بقولهم ذلك (53) * (أتواصوا) * كلهم * (به) * استفهام بمعنى النفي * (بل هم قوم طاغون) * جمعهم على هذا القول طغيانهم (54) * (فتول) * أعرض * (عنهم فما أنت بملوم) * لانك بلغتهم الرسالة (55) * (وذكر) * عظ بالقرآن * (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * من علم الله تعالى أنه يؤمن (56) * (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) * ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين لان الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك: بريت هذا القلم لاكتب به، فإنك قد لا تكتب به (57) * (ما أريد منهم من رزق) * لي ولانفسهم وغيرهم * (وما أريد أن يطعمون) * ولا أنفسهم ولا غيرهم (58) * (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) * الشديد (59) * (فإن للذين ظلموا) * أنفسهم بالكفر من أهل مكة وغيرهم * (ذنوبا) * نصيبا من العذاب * (مثل ذنوب) * نصيب * (أصحابهم) * الهالكين قبلهم * (فلا يستعجلون) * بالعذاب إن أخرتهم إلى يوم القيامة (60) * (فويل) * شدة عذاب * (للذين كفروا من) * في * (يومهم الذي يوعدون) * أي يوم القيامة * (سورة الطور) * [ مكية وآياتها تسع وأربعون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والطور) * أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى (2) * (وكتاب مسطور) * (3) * (في رق منشور) * أي التوراة أو القرآن أسباب نزول الآية 49 وأخرج الاموي في مغازيه عن عكرمة قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال: إن الله أمرني أن أقول لك (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولي) قال فنزع ثمبه من يده فقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شئ لقد علمت إني أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ونزل فيه (ذق إنك أنت العزيز الكريم) وأخرج ابن جرير عن قتادة نحوه. (سورة الجاثية) أسباب نزول الآية 23 أخرج ابن المنذر وابن جرير عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش تعبد الحجر جينا من الدهر =
[ 697 ]
(4) * (والبيت المعمور) * هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا (5) * (والسقف المرفوع) * أي السماء (6) * (والبحر المسجور) * أي المملوء (7) * (إن عذاب ربك لواقع) * لنازل بمستحقه (8) * (ماله من دافع) * عنه (9) * (يوم) * معمول لواقع * (تمور السماء مورا) * تتحرك وتدور (10) * (وتسير الجبال سيرا) * تصير هباء منثورا وذلك في يوم القيامة (11) * (فويل) * شدة عذاب * (يومئذ للمكذبين) * للرسل (12) * (الذين هم في خوض) * باطل * (يلعبون) * أي يتشاغلون بكفرهم (13) * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) * يدفعون بعنف بدل من يوم تمور، ويقال لهم تبكيتا (14) * (هذه النار التي كنتم بها تكذبون) * (15) * (أفسحر هذا) * العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر * (أم أنتم لا تبصرون) * (16) * (اصلوها فاصبروا) * عليها * (أو لا تصبروا) * صبركم وجزعكم * (سواء عليكم) * لان صبركم لا ينفعكم * (إنما تجزون ما كنتم تعملون) * أي جزاءه (17) * (إن المتقين في جنات ونعيم) * (18) * (فاكهين) * متلذذين * (بما) * مصدرية * (آتاهم) * أعطاهم * (ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) * عطفا على آتاهم، أي بإتيانهم ووقايتهم ويقال لهم (19) * (كلوا واشربوا هنيئا) * حال أي: مهنئين * (بما) * الباء سببية * (كنتم تعملون) * (20) * (متكئين) * حال من الضمير المستكن في قوله (في جنات) * (على سرر مصفوفة) * بعضها إلى جنب بعض * (وزوجناهم) * عطف على جنات، أي قرناهم * (بحور عين) * عظام الاعين حسانها (21) * (والذين آمنوا) * مبتدأ * (وأتبعناهم) * وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا * (ذرياتهم) * وفي قراءة ذريتهم الصغار والكبار * (بإيمان) * من الكبار ومن أولادهم الصغار والخبر * (ألحقنا بهم ذرياتهم) * المذكورين في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا تكرمة للآباء باجتماع الاولاد إليهم = فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الاول وعبدوا الآخر فنزل الله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) الآية أسباب نزول الآية 24 وأخرج عن ابي هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما يهلكنا الليل والنهار فأنزل الله (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر).
[ 698 ]
* (وما ألتناهم) * بفتح اللام وكسرها نقصناهم * (من عملهم من) * زائدة * (شئ) * يزاد في عمل الاولاد * (كل امرئ بما كسب) * من عمل خير أو شر * (رهين) * مرهون يؤاخذ بالشر ويجازى بالخير (22) * (وأمددناهم) * زدناهم في وقت بعد وقت * (بفاكهة ولحم مما يشتهون) * وإن لم يصرحوا بطلبه (23) * (يتنازعون) * يتعاطون بينهم * (فيها) * أي الجنة * (كأسا) * خمرا * (لا لغو فيها) * أي بسبب شربها يقع بينهم * (ولا تأثيم) * به يلحقهم بخلاف خمر الدنيا (24) * (ويطوف عليهم) * للخدمة * (غلمان) * أرقاء * (لهم كأنهم) * حسنا ولطافة * (لؤلؤ مكنون) * مصون في الصدف لانه فيها أحسن منه في غيرها (25) * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) * يسأل بعضهم بعضا عما كانوا عليه وما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة (26) * (قالوا) * إيماء إلى علة الوصول * (إنا كنا قبل في أهلنا) * في الدنيا * (مشفقين) * خائفين من عذاب الله (27) * (فمن الله علينا) * بالمغفرة * (ووقانا عذاب السموم) * النار لدخولها في المسام وقالوا إيماء أيضا: (28) * (إنا كنا من قبل) * أي في الدنيا * (ندعوه) * نعبده موحدين * (إنه) * بالكسر استئنافا وإن كان تعليلا معنى وبالفتح تعليلا لفظا * (هو البر) * المحسن الصادق في وعده * (الرحيم) * العظيم الرحمة. (29) * (فذكر) * دم على تذكير المشركين ولا ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون * (فما أنت بنعمة ربك) * بإنعامه عليك * (بكاهن) * خبر ما * (ولا مجنون) * معطوف عليه. (30) * (أم) * بل * (يقولون) * هو * (شاعر نتربص به ريب المنون) * حوادث الدهر فيهلك كغيره من الشعراء. (31) * (قل تربصوا) * هلاكي * (فإني معكم من المتربصين) * هلاككم فعذبوا بالسيف يوم بدر، والتربص الانتظار (32) * (أم تأمرهم أحلامهم) * عقولهم * (بهذا) * قولهم له: ساحر كاهن مجنون، أي لا تأمرهم بذلك * (أم) * بل * (هم قوم طاغون) * بعنادهم. (سورة الحقاف) أسباب نزول الآية 10 أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عوف بن مالك الاشجعي قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله =
[ 699 ]
(33) * (أم يقولون تقوله) * اختلق القرآن، لم يختلقه * (بل لا يؤمنون) * استكبارا، فإن قالوا اختلقه (34) * (فليأتوا بحديث) * مختلق * (مثله إن كانوا صادقين) * في قولهم (35) * (أم خلقوا من غير شئ) * من غير خالق * (أم هم الخالقون) * أنفسهم ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلا بد لهم من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه. (36) * (أم خلقوا السماوات والارض) * ولا يقدر على خلقهما إلا الله الخالق فلم لا يعبدونه * (بل لا يوقنون) * به وإلا لآمنوا بنبيه. (37) * (أم عندهم خزائن ربك) * من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاءوا بما شاءوا * (أم هم المسيطرون) * المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر. (38) * (أم لهم سلم) * مرقى إلى السماء * (يستمعون فيه) * أي عليه كلام الملائكة حتى يمكنهم منازعة النبي بزعمهم إن ادعوا ذلك * (فيأت مستمعهم) * مدعي الاستماع عليه * (بسلطان مبين) * بحجة بينة واضحة ولشبه هذا الزعم بزعمهم أن الملائكة بنات الله تعالى: (39) * (أم له البنات) * بزعمكم * (ولكم البنون) * تعالى الله عما زعمتموه. (40) * (أم تسألهم أجرا) * على ما جئتم به من الدين * (فهم من مغرم) * غرم ذلك * (مثقلون) * فلا يسلمون. (41) * (أم عندهم الغيب) * أي علمه * (فهم يكتبون) * ذلك حتى يمكنهم منازعة النبي صلى الله عليه وسلم في البعث وأمور الآخرة بزعمهم. (42) * (أم يريدون كيدا) * بك ليهلكوك في دار الندوة * (فالذين كفروا هم المكيدون) * المغلوبون المهلكون فحفظه الله منهم ثم أهلكهم ببدر. (43) * (أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون) * به من الآلهة والاستفهام بأم في مواضعها للتقبيح والتوبيخ. (44) * (وإن يروا كسفا) * بعضا * (من السماء ساقطا) * عليهم كما قالوا: (فأسقط علينا كسفا من السماء) أي تعذيبا لهم * (يقولوا) * هذا * (سحاب مركوم) * متراكب نروى به ولا يؤمنون. = وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه فسكتوا فما أجابه منهم أحد ثم انصرف فإذا رجل من خلفه فقال: كما أنت يا محمد فأقبل فقال: أي رجل تعلموني منكم يا معشر اليهود ؟ قالوا: والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك قبل أبيك قال: فإني أشهد أنه النبي الذي تجدون في التوراة قالوا: كذبت ثم ردوا عليه وقالوا فيه شرا =
[ 700 ]
(45) * (فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) * يموتون. (46) * (يوم لا يغني) * بدل من يومهم * (عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون) * يمنعون من العذاب في الآخرة. (47) * (وإن للذين ظلموا) * بكفرهم * (عذابا دون ذلك) * في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين وبالقتل يوم بدر * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن العذاب ينزل بهم. (48) * (واصبر لحكم ربك) * بإمهالهم ولا يضق صدرك * (فإنك بأعيننا) * بمرأى منا نراك ونحفظك * (وسبح) * متلبسا * (بحمد ربك) * أي قل: سبحان الله وبحمده * (حين تقوم) * من منامك أو من مجلسك. (49) * (ومن الليل فسبحه) * حقيقة أيضا * (وإدبار النجوم) * مصدر، أي عقب غروبها سبحه أيضا، أو صل في الاول العشاءين، وفي الثاني الفجر وقيل الصبح. { سورة النجم } [ مكية وآياتها اثنان وستون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والنجم) * الثريا * (إذا هوى) * غاب. (2) * (ما ضل صاحبكم) * محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الهداية * (وما غوى) * ما لابس الغي وهو جهل من اعتقاد فاسد. (3) * (وما ينطق) * بما يأتيكم به * (عن الهوى) * هوى نفسه (4) * (إن) * ما * (هو إلا وحي يوحى) * إليه. (5) * (علمه) * إياه ملك * (شديد القوى) *. (6) * (ذو مرة) * قوة وشدة أو منظر حسن، أي جبريل عليه السلام * (فاستوى) * استقر. (7) * (وهو بالافق الاعلى) * أفق الشمس، أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وكان بحراء قد سد الافق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها = فأنزل الله (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به) الآية وأخرج الشيخان عن سعد بن ابي وقاص قال: في عبد الله بن سلام نزلت (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن سلام قال: في نزلت أسباب نزول الآية 11 وأخرج ايضا عن قتادة قال: قال ناس من المشركين: نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل (وقال الذين كفروا) وأخرج ابن المنذر عن عون بن ابي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله يقال =
[ 701 ]
فواعده بحراء فنزل جبريل له في صورة الآدميين. (8) * (ثم دنا) * قرب منه * (فتدلى) * زاد في القرب (9) * (فكان) * منه * (قاب) * قدر * (قوسين أو أدنى) * من ذلك حتى أفاق وسكن روعه. (10) * (فأوحى) * تعالى * (إلى عبده) * جبريل * (ما أوحى) * جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الموحي تفخيما لشأنه. (11) * (ما كذب) * بالتخفيف والتشديد أنكر * (الفؤاد) * فؤاد النبي * (ما رأى) * ببصره من صورة جبريل. (12) * (أفتمارونه) * تجادلونه وتغلبونه * (على ما يرى) * خطاب للمشركين المنكرين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل. (13) * (ولقد رآه) * على صورته * (نزلة) * مرة * (أخرى) *. (14) * (عند سدرة المنتهى) * لما أسري به في السماوات، وهي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة وغيرهم. (15) * (عندها جنة المأوى) * تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء المتقين. (16) * (إذ) * حين، * (يغشى السدرة ما يغشى) * من طير وغيره، وإذ معمولة لرآه. (17) * (ما زاغ البصر) * من النبي صلى الله عليه وسلم * (وما طغى) * أي ما مال بصره عن مرئيه المقصود له ولا جاوزه تلك الليلة. (18) * (لقد رأى) * فيها * (من آيات ربه الكبرى) * العظام، أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت رفرفا أخضر سد أفق السماء وجبريل له ستمائة جناح. (19) * (أفرأيتم اللات والعزى) *. (20) * (ومناة الثالثة) * للتين قبلها * (الاخرى) * صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله، ومفعول أفرأيتم الاول اللات وما عطف عليه والثاني محذوف والمعنى أخبروني ألهذه الاصنام قدرة على شئ ما فتعبدونها دون الله القادر على ما تقدم ذكره، ولما زعموا أيضا أن الملائكة بنات الله مع كراهتهم البنات نزلت: (21) * (ألكم الذكر وله الانثى) *. (22) * (تلك إذا قسمة ضيزى) * جائرة من ضازه يضيزه إذا ظلمه وجار عليه. (23) * (إن هي) * أي ما المذكورات * (إلا أسماء سميتموها) * أي سميتم بها * (أنتم وآباؤكم) * أصناما تعبدونها * (ما أنزل الله بها) * أي بعبادتها * (من سلطان) * حجة وبرهان * (إن) * ما * (يتبعون) * = لها - زنين - فكان عمر يضربها على إسلامها حتى يفتر وكان كفار قريش يقولون: لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنين فأنزل الله في شأنها (وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا) الآية. وأخرج ابن سعد نحوه عن الضحاك والحسن. أسباب نزول الآية 17 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: نزلت هذه الآية (والذي قال لوالديه أف لكما) في = (*)
[ 702 ]
في عبادتها * (إلا الظن وما تهوى الانفس) * مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند الله تعالى * (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) * على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه. (24) * (أم للانسان) * أي لكل إنسان منهم * (ما تمنى) * من أن الاصنام تشفع لهم ؟ ليس الامر كذلك. (25) * (فلله الآخرة والاولى) * أي الدنيا فلا يقع فيهما إلا ما يريده تعالى (26) * (وكم من ملك) * أي وكثير من الملائكة * (في السماوات) * وما أكرمهم عند الله * (لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله) * لهم فيها * (لمن يشاء) * من عباده * (ويرضى) * عنه لقوله (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) ومعلوم أنها لا توجد منهم إلا بعد الاذن فيها (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه). (27) * (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى) * حيث قالوا هم بنات الله. (28) * (وما لهم به) * بهذا القول * (من علم إن) * ما * (يتبعون) * فيه * (إلا الظن) * الذي تخيلوه * (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) * أي عن العلم فيما المطلوب فيه العلم. (29) * (فأعرض عن من تولى عن ذكرنا) * أي القرآن * (ولم يرد إلا الحياة الدنيا) * وهذا قبل الامر بالجهاد. (30) * (ذلك) * أي طلب الدنيا * (مبلغهم من العلم) * أي نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) * عالم بهما فيجازيهما (31) * (ولله ما في السماوات وما في الارض) * هو مالك لذلك، ومنه الضال والمهتدي يضل من يشاء ويهدي من يشاء * (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا) * من الشرك وغيره * (ويجزي الذين أحسنوا) * بالتوحيد وغيره من الطاعات * (بالحسنى) * الجنة وبين المحسنين بقوله: (32) * (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) * هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر * (إن ربك واسع المغفرة) * بذلك وبقبول التوبة، ونزل فيمن كان يقول: صلاتنا صيامنا حجنا: * (هو أعلم) * أي عالم * (بكم إذ أنشأكم من الارض) * أي خلق أباكم آدم من التراب * (وإذ أنتم أجنة) * جمع جنين = عبد الرحمن ابن ابي بكر قال لابويه وكانا قد أسلما وابي هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالاسلام فيرد عليهما ويكذبهما ويقول: فأين فلان وأين فلان يعني مشايخ قريش ممن قد مات ثم أسلم بعد فحسن إسلامه فنزلت توبته في هذه الآية (ولكل درجات مما عملوا) الآية. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس مثله. لكن أخرج البخاري من طريق يوسف بن ماهان قال: قال مروان في = (*)
[ 703 ]
* (في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم) * لا تمدحوها على سبيل الاعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن * (هو أعلم) * أي عالم * (بمن اتقى) *. (33) * (أفرأيت الذي تولى) * عن الايمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له المعير له أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع. (34) * (وأعطى قليلا) * من المال المسمى * (وأكدى) * منع الباقي مأخوذ من الكدية وهي أرض صلبة كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر. (35) * (أعنده علم الغيب فهو يرى) * يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ؟ لا، وهو الوليد بن المغيرة أو غيره، وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى أخبرني. (36) * (أم) * بل * (لم ينبأ بما في صحف موسى) * أسفار التوراة أو صحف قبلها. (37) * (و) * صحف * (إبراهيم الذي وفى) * تمم ما أمر به نحو (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن) وبيان ما: (38) * (أ) * ن * (لاتزر وازرة وزر أخرى) * الخ وأن مخففة من الثقيلة أي لا تحمل نفس ذنب غيرها (39) * (وأن) * أي أنه * (ليس للانسان إلا ما سعى) * من خير فليس له من سعي غيره الخير شئ. (40) * (وأن سعيه سوف يرى) * يبصر في الآخرة (41) * (ثم يجزاه الجزاء الاوفى) * الاكمل يقال: جزيته سعيه وبسعيه. (42) * (وأن) * بالفتح عطفا وقرئ بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على الثاني * (إلى ربك المنتهى) * المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم. (43) * (وأنه هو أضحك) * من شاء أفرحه * (وأبكى) * من شاء أحزنه. (44) * (وأنه هو أمات) * في الدنيا * (وأحيا) * للبعث. (45) * (وأنه خلق الزوجين) * الصنفين * (الذكر والانثى) *. (46) * (من نطفة) * مني * (إذا تمنى) * تصب في الرحم. (47) * (وأن عليه النشآءة) * بالمد والقصر * (الاخرى) * الخلقة الاخرى للبعث بعد الخلقة الاولى (48) * (وأنه هو أغنى) * الناس بالكفاية بالاموال * (وأقنى) * أعطى المال المتخذ قنية. (49) * (وأنه هو رب الشعرى) * هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية = عبد الرحمن بن أبي بكر: أن هذا الذي أنزل الله فيه (والذي قال لوالديه أف لكما) فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري. وأخرج عبد الرزاق من طريق مكي أنه سمع عائشة تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر وقالت: إنما نزلت في فلان وسمت رجلا قال الحافظ ابن حجر: ونفي عائشة أصح اسنادا وأولى بالقبول. (*)
[ 704 ]
(50) * (وأنه أهلك عادا الاولى) * وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والاخرى قوم صالح. (51) * (وثمودا) * بالصرف اسم للاب وبلا صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا * (فما أبقى) * منهم أحدا. (52) * (وقوم نوح من قبل) * أي قبل عاد وثمود أهلكناهم * (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) * من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه. (53) * (والمؤتفكة) * وهي قرى قوم لوط * (أهوى) * أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الارض بأمره جبريل بذلك (54) * (فغشاها) * من الحجارة بعد ذلك * (ما غشى) * أبهم تهويلا، وفي هود: (جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل). (55) * (فبأي آلاء ربك) * أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته * (تتمارى) * تتشكك أيها الانسان أو تكذب. (56) * (هذا) * محمد * (نذير من النذر الاولى) * من جنسهم، أي رسول كالرسل قبله أرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم. (57) * (أزفت الآزفة) * قربت القيامة. (58) * (ليس لها من دون الله) * نفس * (كاشفة) * أي لا يكشفها ويظهرها إلا هو كقوله (لا يجليها لوقتها إلا هو). (59) * (أفمن هذا الحديث) * أي القرآن * (تعجبون) * تكذيبا. (60) * (وتضحكون) * استهزاء * (ولا تبكون) * لسماع وعده ووعيده. (61) * (وأنتم سامدون) * لاهون غافلون عما يطلب منكم (62) * (فاسجدوا لله) * الذي خلقكم * (واعبدوا) * ولا تسجدوا للاصنام ولا تعبدوها. { سورة القمر } [ مكية إلا الآية 45 فمدنية وآياتها خمس وخمسون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (اقتربت الساعة) * قربت القيامة * (وانشق القمر) * انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله عليه وسلم وقد سئلها فقال (اشهدوا) رواه الشيخان. (2) * (وإن يروا) * أي كفار قريش * (آية) * معجزة له صلى الله عليه وسلم * (يعرضوا ويقولوا) * هذا * (سحر مستمر) * قوي من المرة: القوة أو دائم. (3) * (وكذبوا) * النبي صلى الله عليه وسلم * (واتبعوا أهواءهم) * أسباب نزول الآية 29 وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن الجن هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: أنصتوا وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) إلى قوله (ضلال مبين).
[ 705 ]
في الباطل * (وكل أمر) * من الخير والشر * (مستقر) * بأهله في الجنة أو النار (4) * (ولقد جاءهم من الانباء) * أخبار إهلاك الامم المكذبة رسلهم * (ما فيه مزدجر) * لهم اسم مصدر أو اسم مكان والدال بدل من تاء الافتعال وازدجرته وزجرته: نهيته بغلظة وما موصولة أو موصوفة (5) * (حكمة) * خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر * (بالغة) * تامة * (فما تغن) * تنفع فيهم * (النذر) * جمع نذير بمعنى منذر، أي الامور المنذرة لهم وما للنفي أو للاستفهام الانكاري وهي على الثاني مفعول مقدم. (6) * (فتول عنهم) * هو فائدة ما قبله وتم به الكلام * (يوم يدع الداع) * هو إسرافيل وناصب يوم يخرجون بعد * (إلى شئ نكر) * بضم الكاف وسكونها، أي منكر تنكره النفوس وهو الحساب. (7) * (خاشعا) * أي ذليلا، وفي قراءة خشعا بضم الخاء وفتح الشين مشددة * (أبصارهم) * حال من الفاعل * (يخرجون) * أي الناس * (من الاجداث) * القبور * (كأنهم جراد منتشر) * لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة، والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله. (8) * (مهطعين) * مسرعين ما دين أعناقهم * (إلى الداع يقول الكافرون) * منهم * (هذا يوم عسر) * صعب على الكافرين كما في المدثر (يوم عسير على الكافرين) (9) * (كذبت قبلهم) * قبل قريش * (قوم نوح) * تأنيث الفعل كذبت لمعنى قوم * (فكذبوا عبدنا) * نوحا * (وقالوا مجنون وازدجر) * انتهروه بالسب وغيره. (10) * (فدعا ربه أني) * بالفتح، أي بأني * (مغلوب فانتصر) *. (11) * (ففتحنا) * بالتخفيف والتشديد * (أبواب السماء بماء منهمر) * منصب انصبابا شديدا. (12) * (وفجرنا الارض عيونا) * تنبع * (فالتقى الماء) * ماء السماء والارض * (على أمر) * حال * (قد قدر) * قضي به في الازل وهو هلاكهم غرقا. (13) * (وحملناه) * أي نوحا * (على) * سفينة * (ذات ألواح ودسر) * وهو ما تشد به الالواح من المسامير وغيرها وأحدها دسار ككتاب (14) * (تجري بأعيننا) * بمرأى منا، أي محفوظة * (جزاء) * منصوب بفعل مقدر، أي أغرقوا انتصارا * (لمن كان كفر) * وهو نوح عليه السلام، وقرئ كفر بالبناء للفاعل، أي أغرقوا عقابا لهم. (15) * (ولقد تركناها) * أبقينا هذه الفعلة * (آية) * لمن يعتبر بها، أي شاع خبرها واستمر * (فهل من مدكر) * معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر أبدلت التاء دالا مهملة وكذا المعجمة وأدغمت فيها. (16) * (فكيف كان عذابي ونذر) * أي إنذاري استفهام تقرير،
[ 706 ]
وكيف خبر كان وهي للسؤال عن الحال والمعنى حمل المخاطبين على الاقرار بوقوع عذابه تعالى بالمكذبين لنوح موقعه (17) * (ولقد يسرنا القرآن للذكر) * سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر * (فهل من مدكر) * متعظ به وحافظ له والاستفهام بمعنى الامر، أي احفظوه واتعظوا به وليس يحفظ من كتب الله عن ظهر القلب غيره. (18) * (كذبت عاد) * نبيهم هودا فعذبوا * (فكيف كان عذابي ونذر) * إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وقد بينه بقوله: (19) * (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا) * أي شديدة الصوت * (في يوم نحس) * شؤم * (مستمر) * دائم الشؤم أو قويه وكان يوم الاربعاء آخر الشهر (20) * (تنزع الناس) * تقلعهم من حفر الارض المندسين فيها وتصرعهم على رؤوسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد * (كأنهم) * وحالهم ما ذكر * (أعجاز) * أصول * (نخل منقعر) * منقطع ساقط على الارض وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وأنث في الحاقة (نخل خاوية) مراعاة للفواصل في الموضعين. (21) * (فكيف كان عذابي ونذر) *. (22) * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * (23) * (كذبت ثمود بالنذر) * جمع نذير بمعنى منذر، أي بالامور التي أنذرهم بها نبيهم صالح إن لم يؤمنوا به ويتبعوه. (24) * (فقالوا أبشرا) * منصوب على الاشتغال * (منا واحدا) * صفتان لبشرا * (نتبعه) * مفسر للفعل الناصب له والاستفهام بمعنى النفي المعني كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو واحد منا وليس بملك، أي لا نتبعه * (إنا إذا) * إن اتبعناه * (لفي ضلال) * ذهاب عن الصواب * (وسعر) * جنون. (25) * (أألقي) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه * (الذكر) * الوحي * (عليه من بيننا) * أي لم يوح إليه * (بل هو كذاب) * في قوله إنه أوحي إليه ما ذكر * (أشر) * متكبر بطر قال تعالى (26) * (سيعلمون غدا) * في الآخرة * (من الكذاب الاشر) * وهو هم بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا. (27) * (إنا مرسلو الناقة) * مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا * (فتنة) * محنة * (لهم) * لنختبرهم * (فارتقبهم) * يا صالح أي انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم * (واصطبر) * الطاء بدل من تاء الافتعال أي اصبر على أذاهم. (28) * (ونبئهم أن الماء قسمة) * مقسوم * (بينهم) * وبين الناقة يوم لهم ويوم لها * (كل شرب) * نصيب من الماء * (محتضر) * يحضره القوم يومهم والناقة يومها فتمادوا على ذلك ثم ملوه فهموا بقتل الناقة. (29) * (فنادوا صاحبهم) * قدارا ليقتلها * (فتعاطى) *
[ 707 ]
تناول السيف * (فعقر) * به الناقة، أي قتلها موافقة لهم. (30) * (فكيف كان عذابي ونذر) * إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله، أي وقع موقعه وبينه بقوله: (31) * (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة كهشيم المحتظر) * هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم (32) * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * (33) * (كذبت قوم لوط بالنذر) * بالامور المنذرة لهم على لسانه. (34) * (إنا أرسلنا عليهم حاصبا) * ريحا ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون مل ء الكف فهلكوا * (إلا آل لوط) * وهم ابنتاه معه * (نجيناه بسحر) * من الاسحار وقت الصبح من يوم غير معين ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف لانه معرفة معدول عن السحر لان حقه أن يستعمل في المعرفة بأل، وهل أرسل الحاصب على آل لوط أولا ؟ قولان وعبر عن الاستثناء على الاول بأنه متصل وعلى الثاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحا. (35) * (نعمة) * مصدر، أي إنعاما * (من عندنا كذلك) * أي مثل ذلك الجزاء * (نجزي من شكر) * أنعمنا وهو مؤمن أو من آمن بالله ورسوله وأطاعهما. (36) * (ولقد أنذرهم) * خوفهم لوط * (بطشتنا) * أخذتنا إياهم بالعذاب * (فتماروا) * تجادلوا وكذبوا * (بالنذر) * بإنذاره. (37) * (ولقد راودوه عن ضيفه) * أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الاضياف ليخبثوا بهم وكانوا ملائكة * (فطمسنا أعينهم) * أعميناها وجعلناها بلا شق كباقي الوجه بأن صفقها جبريل بجناحه * (فذوقوا) * فقلنا لهم ذوقوا * (عذابي ونذر) * إنذاري وتخويفي، أي ثمرته وفائدته. (38) * (ولقد صبحهم بكرة) * وقت الصبح من يوم غير معين * (عذاب مستقر) * دائم متصل بعذاب الآخرة (39) * (فذوقوا عذابي ونذر) *. (40) * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * (41) * (ولقد جاء آل فرعون) * قومه معه * (النذر) * الانذار على لسان موسى وهارون فلم يؤمنوا بل (42) * (كذبوا بآياتنا كلها) * التسع التي أوتيها موسى * (فأخذناهم) * بالعذاب * (أخذ عزيز) * قوي * (مقتدر) * قادر لا يعجزه شئ. (43) * (أكفاركم) * يا قريش * (خير من أولئكم) * المذكورين من قوم نوح إلى فرعون فلم يعذروا * (أم لكم) * يا كفار قريش * (براءة) * من العذاب * (في الزبر) * الكتب والاستفهام في الموضعين بمعنى النفي أي ليس الامر كذلك (44) * (أم يقولون) * أي كفار قريش * (نحن جميع) * جمع * (منتصر) * على محمد، ولما قال أبو جهل يوم بدر إنا جمع منتصر نزل
[ 708 ]
(45) * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * فهزموا ببدر ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم (46) * (بل الساعة موعدهم) * بالعذاب * (والساعة) * أي عذابها * (أدهى) * أعظم بلية * (وأمر) * أشد مرارة من عذاب الدنيا (47) * (إن المجرمين في ضلال) * هلاك بالقتل في الدنيا * (وسعر) * نار مسعرة بالتشديد أي مهيجة في الآخرة (48) * (يوم يسحبون في النار على وجوههم) * في الآخرة ويقال لهم * (ذوقوا مس سقر) * إصابة جهنم لكم (49) * (إنا كل شئ) * منصوب بفعل يفسره * (خلقناه بقدر) * بتقدير حال من كل أي مقدرا وقرئ كل بالرفع مبتدأ خبره خلقناه (50) * (وما أمرنا) * لشئ نريد وجوده * (إلا) * مرة * (واحدة كلمح بالبصر) * في السرعة وهي قول: كن فيوجد (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). (51) * (ولقد أهلكنا أشياعكم) * أشباهكم في الكفر من الامم الماضية * (فهل من مدكر) * استفهام بمعنى الامر، أي اذكروا واتعظوا. (52) * (وكل شئ فعلوه) * أي العباد مكتوب * (في الزبر) * كتب الحفظة. (53) * (وكل صغير وكبير) * من الذنب أو العمل * (مستطر) * مكتوب في اللوح المحفوظ. (54) * (إن المتقين في جنات) * بساتين * (ونهر) * أريد به الجنس، وقرئ بضم النون والهاء جمعا كأسد وأسد، والمعنى أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر. (55) * (في مقعد صدق) * مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم أريد به الجنس، وقرئ مقاعد، المعنى أنهم في مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخلاف مجالس الدنيا فقل أن تسلم من ذلك وأعرب هذا خبرا ثانيا وبدلا وهو صادق ببدل البعض وغيره * (عند مليك) * مثال مبالغة، أي عزيز الملك واسعه * (مقتدر) * قادر لا يعجزه شئ وهو الله تعالى وعنده إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى. { سورة الرحمن } [ مكية إلا آية 29 فمدنية وآياتها ست أو ثمان وسبعون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الرحمن) * الله تعالى. (2) * (علم) * من شاء * (القرآن) *. (3) * (خلق الانسان) * أي الجنس. (4) * (علمه البيان) * النطق. (سورة القتال أو محمد) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) قال: هم أهل مكة نزلت فيهم (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال: هم الانصار.
[ 709 ]
(5) * (الشمس والقمر بحسبان) * يجريان. (6) * (والنجم) * ما لا ساق له من النبات * (والشجر) * ما له ساق * (يسجدان) * يخضعان لما يراد منهما. (7) * (والسماء رفعها ووضع الميزان) * أثبت العدل. (8) * (ألا تطغوا) * أي لاجل أن لا تجوروا * (في الميزان) * ما يوزن به. (9) * (وأقيموا الوزن بالقسط) * بالعدل * (ولا تخسروا الميزان) * تنقصوا الموزون. (10) * (والارض وضعها) * أثبتها * (للانام) * للخلق الانس والجن وغيرهم. (11) * (فيها فاكهة والنخل) * المعهود * (ذات الاكمام) * أوعية طلعها. (12) * (والحب) * كالحنطة والشعير * (ذو العصف) * التين * (والريحان) * الورق المشموم. (13) * (فبأي آلاء) * نعم * (ربكما) * أيها الانس والجن * (تكذبان) * ذكرت إحدى وثلاثين مرة، والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال: " قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها، ثم قال: مالي أراكم سكوتا، للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: ولا بشئ من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ". (14) * (خلق الانسان) * آدم * (من صلصال) * طين يابس يسمع له صلصلة، أي صوت إذا نقر * (كالفخار) * وهو ما طبخ من طين. (15) * (وخلق الجان) * أبا الجن وهو إبليس * (من مارج من نار) * هو لهبها الخالص من الدخان. (16) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (17) * (رب المشرقين) * مشرق الشتاء ومشرق الصيف * (ورب المغربين) * كذلك. (18) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (19) * (مرج) * أرسل * (البحرين) * العذب والملح * (يلتقيان) * في رأي العين. (20) * (بينهما برزخ) * حاجز من قدرته تعالى * (لا يبغيان) * لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به. (21) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (22) * (يخرج) * بالبناء للمفعول والفاعل * (منهما) * من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح * (اللؤلؤ والمرجان) * خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ. أسباب نزول الآية 4 وأخرج عن قتادة في قوله تعالى (والذين قتلوا في سبيل الله) قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد نشبت فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون يومئذ أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل، فقال المشركون ان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم. (*)
[ 710 ]
(23) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (24) * (وله الجوار) * السفن * (المنشآت) * المحدثات * (في البحر كالاعلام) * كالجبال عظما وارتفاعا. (25) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (26) * (كل من عليها) * أي الارض من الحيوان * (فان) * هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء. (27) * (ويبقى وجه ربك) * ذاته * (ذو الجلال) * العظمة * (والاكرام) * للمؤمنين بأنعمه عليهم. (28) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (29) * (يسأله من في السماوات والارض) * بنطق أو حال: ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغير ذلك * (كل يوم) * وقت * (هو في شأن) * أمر يظهره على وفق ما قدره في الازل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء وإعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك. (30) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (31) * (سنفرغ لكم) * سنقصد لحسابكم * (أيها الثقلان) * الانس والجن. (32) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (33) * (يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا) * تخرجوا * (من أقطار) * نواحي * (السماوات والارض فانفذوا) * أمر تعجيز. * (لا تنفذوا إلا بسلطان) * بقوة ولا قوة لكم على ذلك. (34) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. (35) * (يرسل عليكما شواظ من نار) * هو لهبها الخالص من الدخان أو معه * (ونحاس) * أي دخان لا لهب فيه * (فلا تنتصران) * تمتنعان من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر. (36) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *. أسباب نزول الآية 13 وأخرج أبو يعلى عن ابن عباس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاء الغار نظر إلى مكة فقال أنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فأنزل الله (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك) الآية. أسباب نزول الآية 16 وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع المؤمنون منهم ما يقول ويعونه ويسمعه المنافقون فلا يعونه فإذا خرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفا فنزلت " ومنهم من يستمع إليك " الآية أسباب نزول الآية 33 وأخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي العالية قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 711 ]
(37) * (فإذا انشقت السماء) * انفرجت أبوابا لنزول الملائكة * (فكانت وردة) * أي مثلها محمرة * (كالدهان) * كالاديم الاحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول. (38) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (39) * (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولاجان) * عن ذنبه ويسألون في وقت آخر (فوربك لنسألنهم أجمعين) والجان هنا وفيما سيأتي بمعنى الجن والانس فيهما بمعنى الانسي (40) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (41) * (يعرف المجرمون بسيماهم) * سواد الوجوه وزرقة العيون * (فيؤخذ بالنواصي والاقدام) * (42) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * تضم ناصية كل منهم إلى قدميه من خلف أو قدام ويلقى في النار ويقال لهم (43) * (هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون) * (44) * (يطوفون) * يسعون * (بينها وبين حميم) * ماء حار * (آن) * شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حر النار، وهو منقوص كقاض (45) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (46) * (ولمن خاف) * أي لكل منهم أو لمجموعهم * (مقام ربه) * قيامه بين يديه للحساب فترك معصيته * (جنتان) * (47) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (48) * (ذواتا) * تثنية ذوات على الاصل ولامها ياء * (أفنان) * أغصان جمع فنن كطلل (49) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (50) * (فيهما عينان تجريان) * (51) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (52) * (فيهما من كل فاكهة) * في الدنيا أو كل ما يتفكه به * (زوجان) * نوعان رطب ويابس والمر منهما في الدنيا كالحنظل حلو (53) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (54) * (متكئين) * حال عامله محذوف، أي = يرونه أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل (أطيعوا الله أطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) فخافوا أن يبطل الذنب العمل. (سورة الفتح) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قال نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن = (*)
[ 712 ]
يتنعمون * (على فرش بطائنها من إستبرق) * ما غلظ من الديباج وخشن والظهائر من السندس * (وجنى الجنتين) * ثمرهما * (دان) * قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع. (55) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (56) * (فيهن) * في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور * (قاصرات الطرف) * العين على أزواجهن المتكئين من الانس والجن * (لم يطمثهن) * يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشآت * (إنس قبلهم ولا جان) * (57) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (58) * (كأنهن الياقوت) * صفاء * (والمرجان) * اللؤلؤ بياضا (59) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (60) * (هل) * ما * (جزاء الاحسان) * بالطاعة * (إلا الاحسان) * بالنعيم (61) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (62) * (ومن دونهما) * الجنتين المذكورتين * (جنتان) * أيضا لمن خاف مقام ربه (63) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (64) * (مدهامتان) * سوداوان من شدة خضرتهما (65) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (66) * (فيهما عينان نضاختان) * فوارتان بالماء (67) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (68) * (فيهما فاكهة ونخل ورمان) * هما منها وقيل من غيرها (69) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (70) * (فيهن) * أي الجنتين وما فيهما * (خيرات) * أخلاقا * (حسان) * وحوها (71) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (72) * (حور) * شديدات سواد العيون وبياضها * (مقصورات) * مستورات * (في الخيام) * من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور = الحديبية من أولها إلى آخرها. أسباب نزول الآية 2 وأخرج الشيخان والترمذي والحاكم عن أنس قال أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مرجعه من الحديبية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد نزلت علي آية أحب إلي مما على الارض ثم قرأها عليهم فقالوا هنيئا مريئا لك يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) حتى بلغ " فوزا عظيما ". أسباب نزول الآية 18 وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن الاكوع قال بينما نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: = (*)
[ 713 ]
(73) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (74) * (لم يطمثهن إنس قبلهم) * قبل أزواجهن * (ولا جان) * (75) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (76) * (متكئين) * أي أزواجهم وإعرابه كما تقدم * (على رفرف خضر) * جمع رفرفة، أي بسط أو وسائد * (وعبقري حسان) * جمع عبقرية، أي طنافس (77) * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (78) * (تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام) * تقدم ولفظ اسم زائد، * (سورة الواقعة) * [ مكية إلا آيتي 81 و 82 فمدنيتان ] (وآياتها 96 أو 97 أو 99) بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا وقعت الواقعة) * قامت القيامة (2) * (ليس لوقعتها كاذبة) * نفس تكذب بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا (3) * (خافضة رافعة) * أي هي مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة (4) * (إذا رجت الارض رجا) * حركت حركة شديدة، (5) * (وبست الجبال بسا) * فتتت (6) * (فكانت هباء) * غبارا * (منبثا) * منتشرا وإذا الثانية بدل من الاولى (7) * (وكنتم) * في القيامة * (أزواجا) * أصنافا * (ثلاثة) * (8) * (فأصحاب الميمنة) * وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم مبتدأ خبره * (ما أصحاب الميمنة) * تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة (9) * (وأصحاب المشأمة) * أي الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله * (ما أصحاب المشأمة) * تحقير لشأنهم بدخولهم النار. = يا أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه فأنزل الله (لقد رضي الله عن المؤمنين) الآية. أسباب نزول الآية 24 وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن أنس قال: لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا في السلاح من جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا فأعتقهم فأنزل الله (وهو الذي كف أيديهم عنكم = (*)
[ 714 ]
(10) * (والسابقون) * إلى الخير وهم الانبياء مبتدأ * (السابقون) * تأكيد لتعظيم شأنهم (11) * (أولئك المقربون) * (12) * (في جنات النعيم) * (13) * (ثلة من الاولين) * مبتدأ أي جماعة من الامم الماضية (14) * (وقليل من الآخرين) * من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الامم الماضية وهذه الامة والخبر * (على سرر موضونة) * منسوجة بقضبان الذهب والجواهر (16) * (متكئين عليها متقابلين) * حالان من الضمير في الخبر (17) * (يطوف عليهم) * للخدمة * (ولدان مخلدون) * على شكل الاولاد لا يهرمون (18) * (بأكواب) * أقداح لا عرا لها * (وأباريق) * لها عرا وخراطيم * (وكأس) * إناء شرب الخمر * (من معين) * أي خمر جارية من منبع لا ينقطع أبدا (19) * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) * بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف، أي لا يحصل لهم منها صداع ولاذهاب عقل بخلاف خمر الدنيا (20) * (وفاكهة مما يتخيرون) * (21) * (ولحم طير مما يشتهون) * لهم للاستمتاع (22) * (حور) * نساء شديدات سواد العيون وبياضها * (عين) * ضخام العيون كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء وفي قراءة بجر حور عين (23) * (كأمثال اللؤلؤ المكنون) * المصون (24) * (جزاء) * مفعول له أو مصدر والعامل المقدر أي جعلنا لهم ما ذكر للجزاء أو جزيناهم * (بما كانوا يعملون) * (25) * (لا يسمعون فيها) * في الجنة * (لغوا) * فاحشا من الكلام * (ولا تأثيما) * ما يؤثم (26) * (إلا) * لكن * (قيلا) * قولا * (سلاما سلاما) * بدل من قيلا فإنهم يسمعونه (27) * (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) * (28) * (في سدر) * شجر النبق * (مخضود) * لا شوك فيه (29) * (وطلح) * شجر الموز * (منضود) * بالحمل من أسفله إلى أعلاه (30) * (وظل ممدود) * دائم (31) * (وماء مسكوب) * جار دائما = وأيديكم عنهم) الآية، وأخرج مسلم نحوه من حديث سلمة بن الاكوع وأحمد والنسائي نحوه من حديث عبد الله بن مغفل المزني وابن إسحاق نحوه من حديث ابن عباس. أسباب نزول الآية 25 وأخرج الطبراني وأبو يعلى عن أبي جمعة جنيد بن سبع قال قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا = (*)
[ 715 ]
(32) * (وفاكهة كثيرة) * (33) * (لا مقطوعة) * في زمن * (ولا ممنوعة) * بثمن (34) * (وفرش مرفوعة) * على السرر (35) * (إنا أنشأناهن إنشاء) * أي الحور العين من غير ولادة (36) * (فجعلناهن أبكارا) * عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع (37) * (عربا) * بضم الراء وسكونها جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها عشقا له * (أترابا) * جمع ترب، أي مستويات في السن (38) * (لاصحاب اليمين) * صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم: (39) * (ثلة من الاولين) * (40) * (وثلة من الآخرين) * (41) * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) * (42) * (في سموم) * ريح حارة من النار تنفذ في المسام * (وحميم) * ماء شديد الحرارة (43) * (وظل من يحموم) * دخان شديد السواد (44) * (لا بارد) * كغيره من الظلال * (ولا كريم) * حسن المنظر (45) * (إنهم كانوا قبل ذلك) * في الدنيا * (مترفين) * منعمين لا يتعبون في الطاعة (46) * (وكانوا يصرون على الحنث) * الذنب * (العظيم) * أي الشرك (47) * (وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين (48) * (أو آباؤنا الاولون) * بفتح الواو للعطف والهمزة للاستفهام وهو في ذلك وفيما قبله للاستبعاد وفي قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل إن واسمها (49) * (قل إن الاولين والآخرين) * (50) * (لمجموعون إلى ميقات) * لوقت * (يوم معلوم) * أي يوم القيامة (51) * (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون) * (52) * (لآكلون من شجر من زقوم) * بيان للشجر (53) * (فمالئون منها) * من الشجر * (البطون) * (54) * (فشاربون عليه) * أي الزقوم المأكول * (من الحميم) * = وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة وفينا نزلت (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات). أسباب نزول الآية 27 وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال أري النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه أين رؤياك يا رسول الله ؟ فنزلت = (*)
[ 716 ]
(55) * (فشاربون شرب) * بفتح الشين وضمها مصدر * (الهيم) * الابل العطاش جمع هيمان للذكر وهيمى للانثى، كعطشان وعطشى (56) * (هذا نزلهم) * ما أعدلهم * (يوم الدين) * يوم القيامة (57) * (نحن خلقناكم) * أوجدناكم من عدم * (فلولا) * هلا * (تصدقون) * بالبعث إذ القادر على الانشاء قادر على الاعادة (58) * (أفرأيتم ما تمنون) * تريقون من المني في أرحام النساء (59) * (أأنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه في المواضع الاخرى * (تخلقونه) * أي المني بشرا * (أم نحن الخالقون) * (60) * (نحن قدرنا) * بالتشديد والتخفيف * (بينكم الموت وما نحن بمسبوقين) * بعاجزين (61) * (على) * عن * (أن نبدل) * نجعل * (أمثالكم) * مكانكم * (وننشئكم) * نخلقكم * (في مالا تعلمون) * من الصور كالقردة والخنازير (62) * (ولقد علمتم النشآءة الاولى) * وفي قراءة بسكون الشين * (فلولا تذكرون) * فيه إدغام التاء الثانية في الاصل في الذال (63) * (أفرأيتم ما تحرثون) * تثيرون في الارض وتلقون البذر فيها (64) * (أأنتم تزرعونه) * تنبتونه * (أم نحن الزارعون) * (65) * (لو نشاء لجعلناه حطاما) * نباتا يابسا لا حب فيه * (فظلتم) * أصله ظللتم بكسر اللام حذفت تخفيفا أي أقمتم نهارا * (تفكهون) * حذفت منه إحدى التاءين في الاصل تعجبون من ذلك وتقولون: * (إنا لمغرمون) * نفقة زرعنا (67) * (بل نحن محرومون) * ممنوعون رزقنا (68) * (أفرأيتم الماء الذي تشربون) * (69) * (أأنتم أنزلتموه من المزن) * السحاب جمع مزنة * (أم نحن المنزلون) * (70) * (لو نشاء جعلناه أجاجا) * ملحا لا يمكن شربه * (فلولا) * هلا * (تشكرون) * (71) * (أفرأيتم النار التي تورون) * تخرجون من الشجر الاخضر (72) * (أأنتم أنشأتم شجرتها) * كالمرخ والعفار والكلخ * (أم نحن المنشئون) * = (لقد صدق الله رسوله الرؤيا) الآية. (سورة الحجرات) أسباب نزول الآية 1 قوله تعاليل (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) الآيتين، أخرج البخاري وغيره من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال = (*)
[ 717 ]
(73) * (نحن جعلناها تذكرة) * لنار جهنم * (ومتاعا) * بلغة * (للمقوين) * للمسافرين من أقوى القوم: أي صاروا بالقوا بالقصر والمد أي القفر وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء (74) * (فسبح) * نزه * (باسم) * زائدة * (ربك العظيم) * الله (75) * (فلا أقسم) * لا زائدة * (بمواقع النجوم) * بمساقطها لغروبها (76) * (وإنه) * أي القسم بها * (لقسم لو تعلمون عظيم) * لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم (77) * (إنه) * أي المتلو عليكم * (لقرآن كريم) * (78) * (في كتاب) * مكتوب * (مكنون) * مصون وهو المصحف (79) * (لا يمسه) * خبر بمعنى النهي * (إلا المطهرون) * الذين طهروا أنفسهم من الاحداث (80) * (تنزيل) * منزل * (من رب العالمين) * (81) * (أفبهذا الحديث) * القرآن * (أنتم مدهنون) * متهاونون مكذبون (82) * (وتجعلون رزقكم) * من المطر، أي شكره * (أنكم تكذبون) * بسقيا الله حيث قلتم مطرنا بنوء كذا (83) * (فلولا) * فهلا * (إذا بلغت) * الروح وقت النزع * (الحلقوم) * هو مجرى الطعام (84) * (وأنتم) * يا حاضري الميت * (حينئذ تنظرون) * إليه (85) * (ونحن أقرب إليه منكم) * بالعلم * (ولكن لا تبصرون) * من البصيرة، أي لا تعلمون ذلك (86) * (فلولا) * فهلا * (إن كنتم غير مدينين) * مجزيين بأن تبعثوا، أي غير مبعوثين بزعمكم (87) * (ترجعونها) * تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم * (إن كنتم صادقين) * فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للاولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به الشرطان والمعنى: هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه، أي لينتفي عن محلها الموت كالبعث (88) * (فأما إن كان) * الميت * (من المقربين) * = عمر بل أمر الاقرع بن حابس فقال أبو بكر كما أردت إلا خلافي وقال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) إلى قوله (ولو أنهم صبروا) وأخرج ابن المنذر عن الحسن أن أناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحا، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) = (*)
[ 718 ]
(89) * (فروح) * أي فله استراحة * (وريحان) * أي رزق حسن، * (وجنة نعيم) * وهل الجواب لاما أو لان أو لهما ؟ أقوال. (90) * (وأما إن كان من أصحاب اليمين) * (91) * (فسلام لك) * أي له السلامة من العذاب * (من أصحاب اليمين) * من جهة أنه منهم (92) * (وأما إن كان من المكذبين الضالين) * (93) * (فنزل من حميم) * (94) * (وتصلية جحيم) * (95) * (إن هذا لهو حق اليقين) * من إضافة الموصوف إلى صفته (96) * (فسبح باسم ربك العظيم) * تقدم * (سورة الحديد) * [ مكية أو مدنية وآياتها تسع وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سبح لله ما في السماوات والارض) * أي نزهه كل شئ فاللام مزيدة وجئ بما دون من تغليبا للاكثر * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه (2) * (له ملك السماوات والارض يحيي) * بالانشاء * (ويميت) * بعده * (وهو على كل شئ قدير) * (3) * (هو الاول) * قبل كل شئ بلا بداية * (والآخر) * بعد كل شئ بلا نهاية * (والظاهر) * بالادلة عليه * (والباطن) * عن إدراك الحواس * (وهو بكل شئ عليم) * (4) * (هو الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام) * من أيام الدنيا أولها الاحد وآخرها الجمعة * (ثم استوى على العرش) * = وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاضاحي بلفظ: ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت، وأخرج الطبراني في الاوسط عن عائشة أن ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا، فأنزل الله (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله). (*)
[ 719 ]
الكرسي استواء يليق به * (يعلم ما يلج) * يدخل * (في الارض) * كالمطر والاموات * (وما يخرج منها) * كالنبات والمعادن * (وما ينزل من السماء) * كالرحمة والعذاب * (وما يعرج) * يصعد * (فيها) * كالاعمال الصالحة والسيئة * (وهو معكم) * بعلمه * (أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) * (5) * (له ملك السماوات والارض وإلى الله ترجع الامور) * الموجودات جميعها (6) * (يولج الليل) * يدخله * (في النهار) * فيزيد وينقص الليل * (ويولج النهار في الليل) * فيزيد وينقص النهار * (وهو عليم بذات الصدور) * بما فيها من الاسرار والمعتقدات (7) * (آمنوا) * داوموا على الايمان * (بالله ورسوله وأنفقوا) * في سبيل الله * (مما جعلكم مستخلفين) * من مال من تقدمكم وسيخلفكم فيه من بعدكم، نزل في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك * (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا) * إشارة إلى عثمان رضي الله عنه * (لهم أجر كبير) * (8) * (وما لكم لا تؤمنون) * خطاب للكفار، أي لا مانع لكم من الايمان * (بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ) * بضم الهمزة وكسر الخاء وبفتحها ونصب ما بعده * (ميثاقكم) * عليه، أي أخذه الله في عالم الذر حين أشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) * (إن كنتم مؤمنين) * أي مريدين الايمان به فبادروا إليه (9) * (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات) * أسباب نزول الآية 2 وأخرج عنه قال كانوا يجهرون له بالكلام ويرفعون أصواتهم فأنزل الله (لا ترفعوا أصواتكم) الآية. أسباب نزول الآية 3 وأخرج أيضا عن محمد ابن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت هذه الآية (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) قعد ثابت ابن قيس في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي ابن العجلان فقال ما يبكيك ؟ قال هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في وأنا صيت رفيع الصوت فرفع عاصم ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا به فقال: أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة، قال رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (إن الذين يغضون أصواتهم) الآية. (*)
[ 720 ]
آيات القرآن * (ليخرجكم من الظلمات) * الكفر * (إلى النور) * الايمان * (وإن الله ربكم) * أي في إخراجكم من الكفر إلى الايمان * (لرؤوف رحيم) * (10) * (وما لكم) * بعد إيمانكم * (ألا) * فيه إدغام نون أن في لام لا * (تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض) * بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غير أجر الانفاق بخلاف ما لو أنفقتم فتؤجرون * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) * لمكة * (وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا) * من الفريقين، وفي قراءة بالرفع مبتدأ * (وعد الله الحسنى) * الجنة * (والله بما تعملون خبير) * فيجازيكم به (11) * (من ذا الذي يقرض الله) * بإنفاق ماله في سبيل الله * (قرضا حسنا) * بأن ينفقه لله * (فيضاعفه) * وفي قراءة فيضعفه بالتشديد * (له) * من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما ذكر في البقرة * (وله) * مع المضاعفة * (أجر كريم) * مقترن به رضا وإقبال (12) اذكر * (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم) * أمامهم * (و) * يكون * (بأيمانهم) * ويقال لهم * (بشراكم اليوم جنات) * أي ادخلوها * (تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) * (13) * (يوم يقول المنافقون والمنافقات الذين آمنوا انظرونا) * أبصرونا وفي قراءة بفتح الهمزة وكسر الظاء: أمهلونا * (نقتبس) * نأخذ القبس والاضاءة * (من نوركم قيل) * لهم استهزاء بهم * (ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) * فرجعوا * (فضرب بينهم) * وبين المؤمنين * (بسور) * قيل هو سور الاعراف * (له باب باطنه فيه الرحمة) * من جهة المؤمنين * (وظاهره) * من جهة المنافقين * (من قبله العذاب) * أسباب نزول الآية 4 قوله تعالى (إن الذين ينادونك) الآيتين، أخرج الطبراني وأبو يعلى بسند حسن عن زيد بن أرقم قال جاء ناس من العرب إلى حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينادون يا محمد يا محمد فأنزل الله (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) الآية، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين فقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ 721 ]
(14) * (ينادونهم ألم نكن معكم) * على الطاعة * (قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم) * بالنفاق * (وتربصتم) * بالمؤمنين الدوائر * (وارتبتم) * شككتم في دين الاسلام * (وغرتكم الاماني) * الاطماع * (حتى جاء أمر الله) * الموت * (وغركم بالله الغرور) * الشيطان (15) * (فاليوم لا يؤخذ) * بالياء والتاء * (منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) * أولى بكم * (وبئس المصير) * هي (16) * (ألم يأن) * يحن * (للذين آمنوا) * نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح * (أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل) * بالتشديد والتخفيف * (من الحق) * القرآن * (ولا يكونوا) * معطوف على تخشع * (كالذين أوتوا الكتاب من قبل) * هم اليهود والنصارى * (فطال عليهم الامد) * الزمن بينهم وبين أنبيائهم * (فقست قلوبهم) * لم تلن لذكر الله * (وكثير منهم فاسقون) * (17) * (اعلموا) * خطاب للمؤمنين المذكورين * (أن الله يحيي الارض بعد موتها) * بالنبات فكذلك يفعل بقلوبكم يردها إلى الخشوع * (قد بينا لكم الآيات) * الدالة على قدرتنا بهذا وغيره * (لعلكم تعقلون) * (18) * (إن المصدقين) * من التصدق أدغمت التاء في الصاد، أي الذين تصدقوا * (والمصدقات) * اللاتي تصدقن وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق والايمان * (وأقرضوا الله قرضا حسنا) * راجع إلى الذكور والاناث بالتغليب وعطف الفعل على الاسم في صلة أل لانه فيها حل محل الفعل، وذكر القرض بوصفه بعد التصدق تقييد له * (يضاعف) * وفي قراءة يضعف بالتشديد، أي قرضهم * (لهم ولهم أجر كريم) * = ذاك هو الله فنزلت (إن الذين ينادوك) الآية مرسل له شواهد مرفوعة من حديث البراء وغيره عند الترمذي بدون نزول الآية، وأخرج ابن جرير نحوه عن الحسن وأخرج أحمد بسند صحيح عن الاقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات فلم يجبه فقال يا محمد إن حمدي لزين وإن ذمي لشين فقال ذلك الله. (*)
[ 722 ]
(19) * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) * المبالغون في التصديق * (والشهداء عند ربهم) * أي والشهداء على المكذبين من الامم * (لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * الدالة على وحدانيتنا * (أولئك أصحاب الجحيم) * النار. (20) * (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة) * تزيين * (وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد) * أي الاشتغال فيها، وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور الآخرة * (كمثل) * أي هي في إعجابها لكم واضمحلالها كمثل * (غيث) * مطر * (أعجب الكفار) * الزراع * (نباته) * الناشئ عنه * (ثم يهيج) * ييبس * (فتراه مصفرا ثم يكون حطاما) * فتاتا يضمحل بالرياح * (وفي الآخرة عذاب شديد) * لمن آثر عليها الدنيا * (ومغفرة من الله ورضوان) * لمن لم يؤثر عليها الدنيا * (وما الحياة الدنيا) * ما التمتع فيها * (إلا متاع الغرور) *. (21) * (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض) * لو وصلت إحداهما بالاخرى والعرض: السعة * (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *. (22) * (ما أصاب من مصيبة في الارض) * بالجدب * (ولا في أنفسكم) * كالمرض وفقد الولد * (إلا في كتاب) * يعني اللوح المحفوظ * (من قبل أن نبرأها) * نخلقها، ويقال في النعمة كذلك * (إن ذلك على الله يسير) *. (23) * (لكيلا) * كي ناصبة للفعل بمعنى أن، أي أخبر تعالى بذلك لئلا * (تأسوا) * تحزنوا * (على ما فاتكم ولا تفرحوا) * فرح بطر بل فرح شكر على النعمة * (بما آتاكم) * بالمد أعطاكم وبالقصر جاءكم منه * (والله لا يحب كل مختال) * متكبر بما أوتي * (فخور) * فخور به على الناس. أسباب نزول الآية 6 وأخرج ابن جرير وغيره عن الاقرع أيضا أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أخرج إلينا فنزلت قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق) أخرج أحمد وغيره بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعي قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فأقررت به ودخلت فيه ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها وقلت يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته فترسل إلي الا بان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة وبلغ = (*)
[ 723 ]
(24) * (الذين يبخلون) * بما يجب عليهم * (ويأمرون الناس بالبخل) * به لهم وعيد شديد * (ومن يتول) * عما يجب عليه * (فإن الله هو) * ضمير فصل وفي قراءة بسقوطه * (الغني) * عن غيره * (الحميد) * لاوليائه. (25) * (لقد أرسلنا رسلنا) * الملائكة إلى الانبياء * (بالبينات) * بالحجج القواطع * (وأنزلنا معهم الكتاب) * بمعنى الكتب * (والميزان) * العدل * (ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد) * أخرجناه من المعادن * (فيه بأس شديد) * يقاتل به * (ومنافع للناس وليعلم الله) * علم مشاهدة، معطوف على ليقوم الناس * (من ينصره) * بأن ينصر دينه بآلات الحرب من الحديد وغيره * (ورسله بالغيب) * حال من هاء ينصره، أي غائبا عنهم في الدنيا، قال ابن عباس: ينصرونه ولا يبصرونه * (إن الله قوي عزيز) * لا حاجة له إلى النصرة لكنها تنفع من يأتي بها. (26) * (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب) * يعني الكتب الاربعة: التوراة والانجيل والزبور والفرقان فإنها في ذرية إبراهيم * (فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) *. (27) * (ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية) * هي رفض النساء واتخاذ الصوامع * (ابتدعوها) * من قبل أنفسهم * (ما كتبناها عليهم) * ما أمرناهم بها * (إلا) * لكن فعلوها * (ابتغاء رضوان) * مرضاة * (الله فما رعوها حق رعايتها) * إذ تركها كثير منهم وكفروا بدين عيسى ودخلوا في دين ملكهم وبقي على دين عيسى كثير منهم فآمنوا بنبينا * (فآتينا الذين آمنوا) * به * (منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون) *. = الا بان احتبس الرسول فلم يأته فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة فدعا سروات قومه فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وقت وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف ولا أدري حبس رسوله إلا من سخطه فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة ما كان عنده فلما أن سار الوليد فرق فرجع فقال إن الحارث منعني الزكاة وأراد = (*)
[ 724 ]
(28) * (يا أيها الذين آمنوا) * بعيسى * (اتقوا الله وآمنوا برسوله) * محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى * (يؤتكم كفلين) * نصيبين * (من رحمته) * لايمانكم بالنبيين * (ويجعل لكم نورا تمشون به) * على الصراط * (ويغفر لكم والله غفور رحيم) *. (29) * (لئلا يعلم) * أي أعلمكم بذلك ليعلم * (أهل الكتاب) * التوراة الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم * (أن) * مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن والمعنى أنهم * (لا يقدرون على شئ من فضل الله) * خلاف ما في زعمهم أنهم أحباء الله وأهل رضوانه * (وأن الفضل بيد الله يؤتيه) * يعطيه * (من يشاء) * فأتي المؤمنين منهم أجرهم مرتين كما تقدم * (والله ذو الفضل العظيم) *. { سورة المجادلة } [ مدنية وآياتها اثنتان وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قد سمع الله قول التي تجادلك) * تراجعك أيها النبي * (في زوجها) * المظاهر منها وكان قال لها: أنت علي كظهر أمي، وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبه فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة، وهو أوس بن الصامت * (وتشتكي إلى الله) * وحدتها وفاقتها وصبية صغارا إن ضمتهم إليه ضاعوا أو إليها جاعوا * (والله يسمع تحاوركما) * تراجعكما * (إن الله سميع بصير) * عالم. (2) * (الذين يظهرون) * أصله يتظهرون أدغمت التاء في الظاء، وفي قراءة بألف بين الظاء والهاء الخفيفة وفي أخرى كيقاتلون والموضع الثاني كذلك. = قتلي فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث فقال لهم إلى أين بعثتم ؟ قالوا إليك قال ولم ؟ قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله قال لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق فنزلت (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى قوله (والله عليم حكيم) رجال إسناده ثقات وروى الطبراني نحوه حديث جابر بن عبد الله وعلقمة بن ناجية وأم سلمة وابن جرير نحوه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طرق أخرى مرسلة. (*)
[ 725 ]
* (منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي) * بهمزة وياء وبلا ياء * (ولدنهم وإنهم) * بالظهار * (ليقولون منكرا من القول وزورا) * كذبا * (وإن الله لعفو غفور) * للمظاهر بالكفارة. (3) * (والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا) * أي فيه بأن يخالفوه بإمساك المظاهر منها الذي هو خلاف مقصود الظهار من وصف المرأة بالتحريم * (فتحرير رقبة) * أي إعتاقها عليه * (من قبل أن يتماسا) * بالوطئ * (ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير) *. (4) * (فمن لم يجد) * رقبة * (فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع) * أي الصيام * (فإطعام ستين مسكينا) * عليه: أي من قبل أن يتماسا حملا للمطلق على المقيد لكل مسكين مد من غالب قوت البلد * (ذلك) * أي التخفيف في الكفارة * (لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك) * أي الاحكام المذكورة * (حدود الله وللكافرين) * بها * (عذاب أليم) * مؤلم. (5) * (إن الذين يحادون) * يخالفون * (الله ورسوله كبتوا) * أذلوا * (كما كبت الذين من قبلهم) * في مخالفتهم رسلهم * (وقد أنزلنا آيات بينات) * دالة على صدق الرسول * (وللكافرين) * بالآيات * (عذاب مهين) * ذو إهانة. (6) * (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد) *. أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (وإن طائفتان). أخرج الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا وانطلق إلى عبد الله بن أبي فقال: إليك عني فقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الانصار: والله لحماره أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والايدي والنعال فنزلت فيهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي مالك قال تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا، وهذا لهذا فاقتتلوا بالايدي والنعال وأنزل الله (وإن طائفتان) الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال كان رجل من الانصار يقال له عمران تحبه امرأة يقال لها أم زيد وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له وإن المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان بأهله فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم = (*)
[ 726 ]
(7) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) * بعلمه * (ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم) *. (8) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون والاثم والعدوان ومعصية الرسول) * هم اليهود نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عما كانوا يفعلون من تناجيهم، أي تحدثهم سرا ناظرين إلى المؤمنين ليوقعوا في قلوبهم الريبة * (وإذا جاءوك حيوك) * أيها النبي * (بما لم يحيك به الله) * وهو قولهم: السام عليك، أي الموت * (ويقولون في أنفسهم لولا) * هلا * (يعذبنا الله بما نقول) * أي بما نقول من التحية وأنه ليس بنبي إن كان نبيا * (حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) * هي. (9) * (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون) *. (10) * (إنما النجوى) * بالاثم ونحوه * (من الشيطان) * بغروره * (ليحزن الذين آمنوا وليس) *. = هذه الآية (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم وفاؤوا إلى أمر الله وأخرج ابن جرير عن الحسن قال كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعون إلى الحكم فيأبون أن يجيبوا فأنزل الله (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية وأخرج عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجلين من الانصار كانت بينهم مداراة في الحق بينهما فقال أحدهما للآخر لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان الآخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى فلم يزل الامر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضا بالايدي والنعال ولم يكن قتال بالسيوف. أسباب نزول الآية 11 قوله تعالى (ولا تنابزوا بالالقاب). أخرج أصحاب السنن الاربعة عن أبي جبير بن الضحاك قال: كان الرجل منا يكون له الاسمان والثلاثة فيدعى ببعضها فعسى أن يكرهه فنزلت (ولا تنابزوا بالالقاب) قال الترمذي حسن وأخرج الحاكم وغيره من حديثه أيضا قال كانت الالقاب في الجاهلية فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا منهم بلقبه فقيل له يا رسول الله إنه يكرهه = (*)
[ 727 ]
هو * (بضارهم شيئا إلا بإذن الله) * أي إرادته * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (11) * (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا) * توسعوا * (في المجلس) * مجلس النبي صلى الله عليه وسلم والذكر حتى يجلس من جاءكم وفي قراءة المجالس * (فافسحوا يفسح الله لكم) * في الجنة * (وإذا قيل انشزوا) * قوموا إلى الصلاة وغيرها من الخيرات * (فانشزوا) * وفي قراءة بضم الشين فيهما * (يرفع الله الذين آمنوا منكم) * بالطاعة في ذلك * (و) * يرفع * (الذين أوتوا العلم درجات) * في الجنة * (والله بما تعملون خبير) * (12) * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) * أردتم مناجاته * (فقدموا بين يدي نجواكم) * قبلها * (صدقة ذلك خير لكم وأطهر) * لذنوبكم * (فإن لم تجدوا) * ما تتصدقون به * (فإن الله غفور) * لمناجاتكم * (رحيم) * بكم، يعني فلا عليكم في المناجاة من غير صدقة، ثم نسخ ذلك بقوله: (13) * (أأشفقتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه، أي خفتم من * (أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * لفقر * (فإذ لم تفعلوا) * الصدقة * (وتاب الله عليكم) * رجع بكم عنها * (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله) * أي داوموا على ذلك * (والله خبير بما تعملون) * (14) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين تولوا) * هم المنافقون * (قوما) * هم اليهود * (غضب الله عليهم ما هم) * أي المنافقون * (منكم) * من المؤمنين * (ولا منهم) * من اليهود بل هم مذبذبون = فأنزل الله (ولا تنابزوا بالالقاب) ولفظ أحمد عنه قال فينا نزلت في بني سلمة (ولا تنابزوا بالالقاب) قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الاسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت. أسباب نزول الآية 12 قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال زعموا أنها نزلت = (*)
[ 728 ]
* (ويحلفون على الكذب) * أي قولهم إنهم مؤمنون * (وهم يعلمون) * أنهم كاذبون فيه. (15) * (أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون) * من المعاصي (16) * (اتخذوا أيمانهم جنة) * سترا على أنفسهم وأموالهم * (فصدوا) * بها المؤمنين * (عن سبيل الله) * أي الجهاد فيهم بقتلهم وأخذ أموالهم * (فلهم عذاب مهين) * ذو إهانة (17) * (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله) * من عذابه * (شيئا) * من الاغناء * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * (18) اذكر * (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) * أنهم مؤمنون * (كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ) * من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا * (ألا إنهم هم الكاذبون) * (19) * (استحوذ) * استولى * (عليهم الشيطان) * بطاعتهم له * (فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان) * أتباعه * (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) * (20) * (إن الذين يحادون) * يخالفون * (الله ورسوله أولئك في الاذلين) * المغلوبين (21) * (كتب الله) * في اللوح المحفوظ أو قضى * (لاغلبن أنا ورسلي) * بالحجة أو السيف * (إن الله قوي عزيز) * = في سلمان الفارسي أكل ثم رقد فنفخ فذكر رجل أكله ورقاده فنزلت. أسباب نزول الآية 13 قوله تعالى (يا أيها الناس) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة قال لما كان يوم الفتح رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن فقال بعض الناس أهذا العبد الاسود يؤذن على ظهر الكعبة فقال بعضهم إن يسخط الله هذا يغيره فأنزل الله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية. وقال ابن عساكر في مبهماته وجدت بخط ابن بشكوال أن أبا بكر بن أبي داود أخرج في تفسير له أنها نزلت في أبي هند، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوه امرأة منهم فقالوا يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فنزلت الآية. أسباب نزول الآية 17 قوله تعالى (يمنون) الآية أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن أبي أوفى أن ناسا من العرب = (*)
[ 729 ]
(22) * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون) * يصادقون * (من حاد الله ورسوله ولو كانوا) * أي المحادون * (آباءهم) * أي المؤمنين * (أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) * بل يقصدونهم بالسوء ويقاتلونهم على الايمان كما وقع لجماعة من الصحابة رضي الله عنهم * (أولئك) * الذين لا يوادونهم * (كتب) * أثبت * (في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح) * بنور * (منه) * تعالى * (ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم) * بطاعته * (ورضوا عنه) * بثوابه * (أولئك حزب الله) * يتبعون أمره ويجتنبون نهيه * (ألا إن حزب الله هم المفلحون) * الفائزون { سورة الحشر } [ مكية وآياتها أربع وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سبح لله ما في السماوات وما في الارض) * أي نزهه فاللام مزيدة وفي الاتيان بما تغليب للاكثر * (وهو العزيز الحكيم) * في ملكه وصنعه (2) * (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) * هم بنو النضير من اليهود * (من ديارهم) * مساكنهم بالمدينة * (لاول الحشر) * هو حشرهم إلى الشام وآخره أن أجلاهم عمر في خلافته إلى خيبر * (ما ظننتم) * أيها المؤمنون * (أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم) * خبر أن * (حصونهم) * فاعله تم به الخبر * (من الله) * من عذابه * (فأتاهم الله) * أمره وعذابه = قالوا يا رسول الله، أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلك بنو فلان فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية، وأخرج البزار من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله. وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن الحسن وأن ذلك لما فتحت مكة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال قدم عشرة نفر من بني أسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وفيهم طلحة بن خويلد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم يا رسول الله إنا شهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثا ونحن لمن وراءنا سلم فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية. وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الاعراب من بني أسد النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناك ولم نقاتلك فأنزل الله (يمنون عليك أن أسلموا) الآية. (*)
[ 730 ]
* (من حيث لم يحتسبوا) * لم يخطر ببالهم من جهة المؤمنين * (وقذف) * ألقى * (في قلوبهم الرعب) * بسكون العين وضمها، الخوف بقتل سيدهم كعب بن الاشرف * (يخربون) * بالتشديد والتخفيف من أخرب * (بيوتهم) * لينقلوا ما استحسنوه منها من خشب وغيره * (بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار) * (3) * (ولولا أن كتب الله) * قضى * (عليهم الجلاء) * الخروج من الوطن * (لعذبهم في الدنيا) * بالقتل والسبي كما فعل بقريظة من اليهود * (ولهم في الآخرة عذاب النار) * (4) * (ذلك بأنهم شاقوا) * خالفوا * (الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب) * له (5) * (ما قطعتم) * يا مسلمون * (من لينة) * نخلة * (أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) * أي خيركم في ذلك * (وليخزي) * بالاذن في القطع * (الفاسقين) * اليهود في اعتراضهم أن قطع الشجر المثمر فساد (6) * (وما أفاء) * رد * (الله على رسوله منهم فما أوجفتم) * أسرعتم يا مسلمون * (عليه من) * زائدة * (خيل ولا ركاب) * إبل، أي لم تقاسوا فيه مشقة * (ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير) * فلا حق لكم فيه ويختص به النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذكر معه في الآية الثانية من الاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل منهم خمس الخمس وله صلى الله عليه وسلم الباقي يفعل فيه ما يشاء فأعطى منه المهاجرين وثلاثة من الانصار لفقرهم (7) * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * كالصفراء ووادي القرى وينبع * (فلله) * يأمر فيه بما يشاء * (وللرسول ولذي) * (سورة ق) أسباب نزول الآية 38 أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن اليهود أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والارض فقال خلق الله الارض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه فخلق في أول ساعة الآجال حتى يموت من مات وفي الثانية ألقى الآفة = (*)
[ 731 ]
صاحب * (القربى) * قرابة النبي من بني هاشم وبني المطلب * (واليتامى) * أطفال المسلمين الذين هلكت آباؤهم وهم فقراء * (والمساكين) * ذوي الحاجة من المسلمين * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل من الاربعة خمس الخمس وله الباقي * (كي لا) * كي بمعنى اللام وأن مقدرة بعدها * (يكون) * الفئ علة لقسمه كذلك * (دولة) * متداولا * (بين الاغنياء منكم وما آتاكم) * أعطاكم * (الرسول) * من الفئ وغيره * (فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) * (8) * (للفقراء) * متعلق بمحذوف، أي اعجبوا * (المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) * في إيمانهم (9) * (والذين تبوؤا الدار) * أي المدينة * (والايمان) * أي ألفوه وهم الانصار * (من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة) * حسدا * (مما أوتوا) * أي آتى النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من أموال بني النضير المختصة بهم * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * حاجة إلى ما يؤثرون به * (يوق شح نفسه) * حرصها على المال * (فأولئك المفلحون) * (10) * (والذين جاءوا من بعدهم) * من بعد المهاجرين والانصار إلى يوم القيامة * (يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا) * حقدا * (للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) * = على كل شئ مما ينتفع به الناس وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود ثم ماذا يا محمد ؟ قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو أتممت، قالوا ثم استراح فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فنزل (ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون). وأخرج ابن جرير من طريق عمرو بن قيس الملائي عن ابن عباس قال قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت = (*)
[ 732 ]
(11) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب) * وهم بنو النضير وإخوانهم في الكفر * (لئن) * لام قسم في الاربعة * (أخرجتم) * من المدينة * (لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم) * في خذلانكم * (أحدا أبدا وإن قوتلتم) * حذفت منه اللام الموطئة * (لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون) * (12) * (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم) * أي جاؤوا لنصرهم * (ليولن الادبار) * واستغني بجواب القسم المقدر عن جواب الشرط في المواضع الخمسة * (ثم لا ينصرون) * أي اليهود (13) * (لانتم أشد رهبة) * خوفا * (في صدورهم) * أي المنافقين * (من الله) * لتأخير عذابه * (ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) * (14) * (لا يقاتلونكم) * أي اليهود * (جميعا) * مجتمعين * (إلا في قرى محصنة أو من وراء جدار) * سور، وفي قراءة جدر * (بأسهم) * حربهم * (بينهم شديد تحسبهم جميعا) * مجتمعين * (وقلوبهم شتى) * متفرقة خلاف الحسبان * (ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (15) مثلهم في ترك الايمان * (كمثل الذين من قبلهم قريبا) * بزمن قريب وهم أهل بدر من المشركين * (ذاقوا وبال أمرهم) * عقوبته في الدنيا من القتل وغيره * (ولهم عذاب أليم) * مؤلم في الآخرة (16) مثلهم أيضا في سماعهم من المنافقين وتخلفهم عنهم * (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين) * كذبا منه ورياء. = (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ثم أخرج عن عمر مرسلا مثله. (سورة الذاريات) أسباب نزول الآية 19 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم بعدما فرغوا فنزلت (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم). أسباب نزول الآية 54 و 55 وأخرج أيضا ابن منيع وابن راهويه والهيثم بن كليب في مسانيدهم من طريق مجاهد عن علي قال = (*)
[ 733 ]
(17) * (فكان عاقبتهما) * أي الغاوي والمغوي وقرئ بالرفع اسم كان * (أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) * أي الكافرين. (18) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) * ليوم القيامة * (واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) *. (19) * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * تركوا طاعته * (فأنساهم أنفسهم) * أن يقدموا لها خيرا * (أولئك هم الفاسقون) *. (20) * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) *. (21) * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) * وجعل فيه تمييز كالانسان * (لرأيته خاشعا متصدعا) * متشققا * (من خشية الله وتلك الامثال) * المذكورة * (نضربها للناس لعلهم يتفكرون) * فيؤمنون. (22) * (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) * السر والعلانية * (هو الرحمن الرحيم) * (23) * (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) * الطاهر عما لا يليق به * (السلام) * ذو السلامة من النقائص * (المؤمن) * المصدق رسله بخلق المعجزة لهم * (المهيمن) * من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشئ أي الشهيد على عباده بأعمالهم * (العزيز) * القوي * (الجبار) * جبر خلقه على ما أراد * (المتكبر) * عما لا يليق به * (سبحان الله) * نزه نفسه * (عما يشركون) * به. = لما نزلت (فتول عنهم فما أنت بملوم) لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا فنزلت (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فطابت أنفسنا وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أنه لما نزلت (فتول عنهم) الآية اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). (سورة الطور) أسباب نزول الآية 30 أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك = (*)
[ 734 ]
(24) * (هو الله الخالق البارئ) * المنشئ من العدم * (المصور له الاسماء الحسنى) * التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى مؤنث الاحسن * (يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) * تقدم أولها { سورة الممتحنة } [ مدنية وآياتها ثلاث عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم) * أي كفار مكة * (أولياء تلقون) * توصلون * (إليهم) * قصد النبي صلى الله عليه وسلم غزوهم الذي أسره إليكم وورى بحنين * (بالمودة) * بينكم وبينهم كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما له عندهم من الاولاد والاهل المشركين فاسترده النبي صلى الله عليه وسلم ممن أرسله معه بإعلام الله تعالى له بذلك وقبل عذر حاطب فيه * (وقد كفروا بما جاءكم من الحق) * أي دين الاسلام والقرآن * (يخرجون الرسول وإياكم) * من مكة بتضييقهم عليكم * (أن تؤمنوا) * أي لاجل أن آمنتم * (بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا) * للجهاد * (في سبيلي وابتغاء مرضاتي) * وجواب الشرط دل عليه ما قبله، أي فلا تتخذوهم أولياء * (تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم) * أي إسرار خبر النبي إليهم * (فقد ضل سواء السبيل) * أخطأ طريق الهدى، والسواء في الاصل الوسط. = أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون). (سورة النجم) أسباب نزول الآية 32 أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت بن الحارث الانصاري قال كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير هو صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود ما من نسمة يخلقه الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد فأنزل الله عند ذلك هذه الآية (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض) الآية. (*)
[ 735 ]
(2) * (إن يثقفوكم) * يظفروا بكم * (يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم) * بالقتل والضرب * (وألسنتهم بالسوء) * بالسب والشتم * (وودوا) * تمنوا * (لو تكفرون) *. (3) * (لن تنفعكم أرحامكم) * قراباتكم * (ولا أولادكم) * المشركون الذين لاجلهم أسررتم الخبر من العذاب في الآخرة * (يوم القيامة يفصل) * بالبناء للمفعول والفاعل * (بينكم) * وبينهم فتكونون في الجنة وهم في جملة الكفار في النار * (والله بما تعملون بصير) *. (4) * (قد كانت لكم إسوة) * بكسر الهمزة وضمها في الموضعين، قدوة * (حسنة في إبراهيم) * أي به قولا وفعلا * (والذين معه) * من المؤمنين * (إذ قالوا لقومهم إنا براء) * جمع برئ كظريف * (منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) * أنكرناكم * (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية واوا * (حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك) * مستثنى من أسوة، فليس لكم التأسي به في ذلك بأن تستغفروا للكفار وقوله * (وما أملك لك من الله) * أي من عذابه وثوابه * (من شئ) * كنى به عن أنه لا يملك له غير الاستغفار فهو مبني عليه مستثنى من حيث المراد منه وإن كان من حيث ظاهره مما يتأسى فيه (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) واستغفاره له قبل أن يتبين له أنه عدو لله كما ذكره في " براءة " * (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) * من مقول الخليل ومن معه أي قالوا: (5) * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) * أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتنوا، أي تذهب عقولهم بنا * (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) * في ملكك وصنعك. أسباب نزول الآيات 33 - 41 وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة فجاء رجل يريد أن يحمل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال أعطني شيئا فقال أعطيك بكري هذا على أن تتحمل ذنوبي فقال له نعم فأنزل (أفرأيت الذي تولى) الآيات وأخرج عن دراج أبي السمح قال خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال لا أجد = (*)
[ 736 ]
(6) * (لقد كان لكم) * يا أمة محمد جواب قسم مقدر * (فيهم إسوة حسنة لمن كان) * بدل اشتمال من كم بإعادة الجار * (يرجو الله واليوم الآخر) * أي يخافهما أو يظن الثواب والعقاب * (ومن يتول) * بأن يوالي الكفار * (فإن الله هو الغني) * عن خلقه * (الحميد) * لاهل طاعته. (7) * (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم) * من كفار مكة طاعة لله تعالى * (مودة) * بأن يهديهم للايمان فيصيروا لكم أولياء * (والله قدير) * على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة * (والله غفور) * لهم ما سلف * (رحيم) * بهم. (8) * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم) * من الكفار * (في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) * بدل اشتمال من الذين * (وتقسطوا) * تقضوا * (إليهم) * بالقسط، أي بالعدل وهذا قبل الامر بجهادهم * (إن الله يحب المقسطين) * العادلين. (9) * (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا) * عاونوا * (على إخراجكم أن تولوهم) * بدل اشتمال من الذين، أي تتخذوهم أولياء * (ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) *. (10) * (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) * بألسنتهن * (مهاجرات) * من الكفار بعد الصلح معهم في الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يرد * (فامتحنوهن) * بالحلف على أنهن ما خرجن إلا رغبة في الاسلام لا بغضا لازواجهن الكفار ولا عشقا لرجال من المسلمين كذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلفهن * (الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن) * ظننتموهن بالحلف * (مؤمنات فلا ترجعوهن) * تردوهن * (إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم) * = ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه فقال الرجل هل لك أن أحملك فتلحق الجيش بحسناتك فقال نعم فركب فنزلت (أفرأيت الذي تولى) إلى قوله (ثم يجزاه الجزاء الاوفى) وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال أتركت دين الاشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله قال أعطني شيئا وأنا = (*)
[ 737 ]
أي أعطوا الكفار أزواجهن * (ما أنفقوا) * عليهن من المهور * (ولا جناح عليكم أن تنكحوهن) * بشرطه * (إذا آتيتموهن أجورهن) * مهورهن * (ولا تمسكوا) * بالتشديد والتخفيف * (بعصم الكوافر) * زوجاتكم لقطع إسلامكم لها بشرطه، أو اللاحقات بالمشركين مرتدات لقطع ارتدادهن نكاحكم بشرطه * (واسألوا) * اطلبوا * (ما أنفقتم) * عليهن من المهور في صورة الارتداد ممن تزوجهن من الكفار * (وليسألوا ما أنفقوا) * على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه * (ذلكم حكم الله يحكم بينكم) * به * (والله عليم حكيم) *. (11) * (وإن فاتكم شئ من أزواجكم) * أي واحدة فأكثر منهن أو شئ من مهورهن بالذهاب * (إلى الكفار) * مرتدات * (فعاقبتم) * فغزوتم وغنمتم * (فآتوا الذين ذهبت أزواجهم) * من الغنيمة * (مثل ما أنفقوا) * لفواته عليهم من جهة الكفار * (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) * وقد فعل المؤمنون ما أمروا به من الايتاء للكفار والمؤمنين ثم ارتفع هذا الحكم. (12) * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن) * كما كان يفعل في الجاهلية من وأد البنات، أي دفنهن أحياء خوف العار والفقر * (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) * أي بولد ملقوط ينسبنه إلى الزوج ووصف بصفة الولد الحقيقي، فإن الام إذا وضعته سقط بين يديها ورجليها * (ولا يعصينك في) * فعل * (معروف) * هو ما وافق طاعة الله كترك النياحة وتمزيق الثياب وجز الشعور وشق الجيب وخمش الوجه * (فبايعهن) * فعل ذلك صلى الله عليه وسلم بالقول ولم يصافح واحدة منهن * (واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) *. (13) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) * هم اليهود * (قد يئسوا من الآخرة) * من ثوابها مع إيقانهم بها لعنادهم النبي مع علمهم بصدقه * (كما يئس الكفار) * الكائنون * (من أصحاب القبور) * أي المقبورين من خير الآخرة، إذ تعرض عليهم مقاعدهم من الجنة لو كانوا آمنوا وما يصيرون إليه من النار. = أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال زدني فتعاسرا حتى أعطاه وكتب كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى). أسباب نزول الآية 61 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي شامخين فنزلت (وأنتم سامدون). (*)
[ 738 ]
{ سورة الصف } [ مكية أو مدنية وآياتها 14 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سبح لله ما في السماوات وما في الارض) * أي نزهه فاللام مزيدة وجئ بما دون من تغليبا للاكثر * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (2) * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون) * في طلب الجهاد * (ما لا تفعلون) * إذ انهزمتم بأحد. (3) * (كبر) * عظم * (مقتا) * تمييز * (عند الله أن تقولوا) * فاعل كبر * (ما لا تفعلون) *. (4) * (إن الله يحب) * ينصر ويكرم * (الذين يقاتلون في سبيله صفا) * حال، أي صافين * (كأنهم بنيان مرصوص) * ملزق بعضه إلى بعض ثابت. (5) * (و) * اذكر * (إذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني) * قالوا: إنه آدر، أي منتفخ الخصية وليس كذلك، وكذبوه * (وقد) * للتحقيق * (تعلمون إني رسول الله إليكم) * الجملة حال، والرسول يحترم * (فلما زاغوا) * عدلوا عن الحق بإيذائه * (أزاغ الله قلوبهم) * أمالها عن الهدى على وفق ما قدره في الازل * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) * الكافرين في علمه. (سورة القمر) أسباب نزول الآية 1 أخرج الشيخان والحاكم واللفظ له عن ابن مسعود قال رأيت القمر منشقا شقين بمكة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سحر القمر، فنزلت (اقتربت الساعة وانشق القمر) وأخرج الترمذي عن أنس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية، فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت (اقتربت الساعة وانشق القمر) إلى قوله (سحر مستمر). أسباب نزول الآية 45 وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا يوم بدر: نحن جميع منتصر فنزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر). أسباب نزول الآية 47 وأخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر = (*)
[ 739 ]
(6) * (و) * اذكر * (إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل) * لم يقل: يا قوم لانه لم يكن له فيهم قرابة * (إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي) * قبلي * (من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) * قال تعالى * (فلما جاءهم) * جاء أحمد ؟ ؟ الكفار * (بالبينات) * الآيات والعلامات * (قالوا هذا) * أي المجئ به * (سحر) * وفي قراءة ساحر، أي الجائي به * (مبين) * بين. (7) * (ومن) * أي لا أحد * (أظلم) * أشد ظلما * (ممن افترى على الله الكذب) * بنسبة الشريك والولد إليه ووصف آياته بالسحر * (وهو يدعى إلى الاسلام والله لا يهدي القوم الظالمين) * الكافرين. (8) * (يريدون ليطفئوا) * منصوب بأن مقدرة واللام مزيدة * (نور الله) * شرعه وبراهينه * (بأفواههم) * بأقوالهم إنه سحر وشعر وكهانة * (والله متم) * مظهر * (نوره) * وفي قراءة بالاضافة * (ولو كره الكافرين) * ذلك. (9) * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره) * يعليه * (على الدين كله) * جميع الاديان المخالفة له * (ولو كره المشركين) * ذلك. (10) * (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم) * بالتخفيف والتشديد * (من عذاب أليم) * مؤلم، فكأنهم قالوا نعم فقال: (11) * (تؤمنون) * تدومون على الايمان * (بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) * أنه خير لكم فافعلوه. = فنزلت (إن المجرمين في ضلال وسعر) إلى قوله (إن كل شئ خلقناه بقدر). (سورة الرحمن) أسباب نزول الآية 46 أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن عطاء أن أبا بكر الصديق ذكر ذات يوم القيامة والموازين والجنة والنار فقال وددت أني كنت خضراء من هذه الخضر تأتي علي بهيمة تأكلني وأني لم أخلق فنزلت (ولمن خاف مقام ربه جنتان). وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق. (*)
[ 740 ]
(12) * (يغفر) * جواب شرط مقدر، أي إن تفعلوه يغفر * (لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن) * إقامة * (ذلك الفوز العظيم) *. (13) * (و) * يؤتكم نعمة * (أخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) * بالنصر والفتح. (14) * (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله) * لدينه وفي قراءة بالاضافة * (كما قال) * الخ المعنى: كما كان الحواريون كذلك الدال عليه قال * (عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله) * أي من الانصار الذين يكونون معي متوجها إلى نصرة الله * (قال الحواريون نحن أنصار الله) * والحواريون أصفياء عيسى وهم أول من آمن به وكانوا اثني عشر رجلا من الحور وهو البياض الخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب، أي يبيضونها * (فآمنت طائفة من بني إسرائيل) * بعيسى وقالوا إنه عبد الله رفع إلى السماء * (وكفرت طائفة) * لقولهم إنه ابن الله رفعه إليه فاقتتلت الطائفتان * (فأيدنا) * قوينا * (الذين آمنوا) * من الطائفتين * (على عدوهم) * الطائفة الكافرة * (فأصبحوا ظاهرين) * غالبين. { سورة الجمعة } [ مدنية وآياتها إحدى عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يسبح لله) * ينزهه فاللام زائدة * (ما في السماوات وما في الارض) * في ذكر ما تغليب للاكثر * (الملك القدوس) * المنزه عما لا يليق به * (العزيز الحكيم) * في ملكه وصنعه. (سورة الواقعة) أسباب نزول الآية 13 و 39 أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند فيه من لا يعرف عن أبي هريرة قال لما نزلت (ثلة من الاولين وقليل من الآخرين) شق ذلك على المسلمين فنزلت (ثلة من الاولين وثلة من الآخرين) وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه نظر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت (إذا وقعت الواقعة) وذكر فيها (ثلة من الاولين وقليل من الآخرين) قال عمر يا رسول الله ثلة من الاولين وقليل منا ؟ فأمسك آخر السورة سنة ثم نزلت = (*)
[ 741 ]
(2) * (هو الذي بعث في الاميين) * العرب، والامي: من لا يكتب ولا يقرأ كتابا * (رسولا منهم) * هو محمد صلى الله عليه وسلم * (يتلوا عليهم آياته) * القرآن * (ويزكيهم) * يطهرهم من الشرك * (ويعلمهم الكتاب) * القرآن * (والحكمة) * ما فيه من الاحكام * (وإن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي وإنهم * (كانوا من قبل) * قبل مجيئه * (لفي ضلال مبين) * بين. (3) * (وآخرين) * عطف على الاميين، أي الموجودين * (منهم) * والآتين منهم بعدهم * (لما) * لم * (يلحقوا بهم) * في السابقة والفضل * (وهو العزيز الحكيم) * في ملكه وصنعه وهم التابعون والاقتصار عليهم كاف في بيان فضل الصحابة المبعوث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم على من عداهم ممن بعث إليهم وآمنوا به من جميع الانس والجن إلى يوم القيامة لان كل قرن خير ممن يليه. (4) * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) * النبي ومن ذكر معه * (والله ذو الفضل العظيم) *. (5) * (مثل الذين حملوا التوراة) * كلفوا العمل بها * (ثم لم يحملوها) * لم يعملوا بما فيها من نعته صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا به * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) * أي كتبا في عدم انتفاعه بها * (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) * المصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم والمخصوص بالذم محذوف تقديره هذا المثل * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * الكافرين. (6) * (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) * تعلق بتمنوا الشرطان على أن الاول قيد في الثاني، أي إن صدقتم في زعمكم أنكم أولياء لله، والولي يؤثر الآخرة ومبدؤها الموت فتمنوه. (7) * (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) * من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم * (والله عليم بالظالمين) * الكافرين. = (ثلة من الاولين وثلة من الآخرين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله (ثلة من الاولين وثلة من الآخرين) وأخرجه ابن أبي حاتم عن عروة بن رويم مرسلا. أسباب نزول الآية 27 وأخرج سعيد بن منصور في سننه والبيهقي في البعث عن عطاء ومجاهد قالا لما سأل أهل الطائف = (*)
[ 742 ]
(8) * (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه) * الفاء زائدة * (ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) * السر والعلانية * (فينبئكم بما كنتم تعملون) * فيجازيكم به. (9) * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من) * بمعنى في * (يوم الجمعة فاسعوا) * فامضوا * (إلى ذكر الله) * للصلاة * (وذروا البيع) * اتركوا عقده * (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) * أنه خير فافعلوه. (10) * (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض) * أمر إباحة * (وابتغوا) * اطلبوا الرزق * (من فضل الله واذكروا الله) * ذكرا * (كثيرا لعلكم تفلحون) * تفوزون، كان صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقدمت عير وضرب لقدومها الطبل على العادة فخرج لها الناس من المسجد غير اثني عشر رجلا فنزلت. (11) * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) * أي التجارة لانها مطلوبهم دون اللهو * (وتركوك) * في الخطبة * (قائما قل ما عند الله) * من الثواب * (خير) * للذين آمنوا * (من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) * يقال: كل إنسان يرزق عائلته، أي من رزق الله تعالى. { سورة المنافقون } [ مدنية وآياتها إحدى عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا جاءك المنافقون قالوا) * بألسنتهم على خلاف ما في قلوبهم * (نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد) * يعلم * (إن المنافقين لكاذبون) * فيما أضمروه مخالفا لما قالوه. = الوادي يحمي لهم وفيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون إن في الجنة كذا وكذا قالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود) الآيات. أسباب نزول الآية 29 وأخرج البيهقي من وجه آخر عن مجاهد قال كانوا يعجبون بوج - واد في الطائف - وظلاله وطلحه وسدره فأنزل الله (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود). (*)
[ 743 ]
(2) * (اتخذوا أيمانهم جنة) * سترة على أموالهم ودمائهم * (فصدوا) * بها * (عن سبيل الله) * أي عن الجهاد فيهم * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) *. (3) * (ذلك) * أي سوء عملهم * (بأنهم آمنوا) * باللسان * (ثم كفروا) * بالقلب، أي استمروا على كفرهم به * (فطبع) * ختم * (على قلوبهم) * بالكفر * (فهم لا يفقهون) * الايمان. (4) * (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) * لجمالها * (وإن يقولوا تسمع لقولهم) * لفصاحته * (كأنهم) * من عظم أجسامهم في ترك التفهم * (خشب) * بسكون الشين وضمها * (مسندة) * ممالة إلى الجدار * (يحسبون كل صيحة) * تصاح كنداء في العسكر وإنشاد ضالة * (عليهم) * لما في قلوبهم من الرعب أن ينزل فيهم ما يبيح دماءهم * (هم العدو فاحذرهم) * فإنهم يفشون سرك للكفار * (قاتلهم الله) * أهلكهم * (أنى يؤفكون) * كيف يصرفون عن الايمان بعد قيام البرهان. (5) * (وإذا قيل لهم تعالوا) * معتذرين * (يستغفر لكم رسول الله لووا) * بالتشديد والتخفيف عطفوا * (رؤوسهم ورأيتهم يصدون) * يعرضون عن ذلك * (وهم مستكبرون) * (6) * (سواء عليهم أستغفرت لهم) * استغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل * (أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) * (7) * (هم الذين يقولون) * لاصحابهم من الانصار * (لا تنفقوا على من عند رسول الله) * من المهاجرين * (حتى ينفضوا) * يتفرقوا عنه أسباب نزول الآية 75 وأخرج مسلم عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا هذه رحمة وضعها الله، وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآيات (فلا أقسم بمواقع النجوم) حتى بلغ (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال نزلت هذه الآيات في رجل من الانصار في غزوة تبوك نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئا، ثم ارتحل ونزل منزلا آخر وليس معهم ماء = (*)
[ 744 ]
* (ولله خزائن السماوات والارض) * بالرزق فهو الرازق للمهاجرين وغيرهم * (ولكن المنافقين لا يفقهون) * (8) * (يقولون لئن رجعنا) * أي من غزوة بني المصطلق * (إلى المدينة ليخرجن الاعز) * عنوا به أنفسهم * (منها الاذل) * عنوا به المؤمنين * (ولله العزة) * الغلبة * (ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) * ذلك (9) * (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم) * تشغلكم * (أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) * الصلوات الخمس * (ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) * (10) * (وأنفقوا) * في الزكاة * (مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا) * بمعنى هلا، أو لا زائدة ولو للتمني * (أخرتني إلى أجل قريب فأصدق) * بإدغام التاء في الاصل في الصاد أتصدق بالزكاة * (وأكن من الصالحين) * بأن أحج، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما قصر أحد في الزكاة والحج إلا سأل الرجعة عند الموت (11) * (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) * بالتاء والياء = فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام فصلى ركعتين ثم دعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الانصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك أما ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فأمطر الله علينا السماء فقال إنما مطرنا بنوء كذا وكذا. (سورة الحديد) أسباب نزول الآية 16 أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبي رواد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ظهر فيهم المزاح والضحك فنزلت (ألم يأن للذين آمنوا) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا في شئ من المزاح فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) الآية. وأخرج عن السدي عن القاسم قال مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله (نحن نقص عليك أحسن القصص) ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) الآية. وأخرج ابن المبارك في الزهد أنبأنا سفيان عن الاعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فنزلت (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) الآية. (*)
[ 745 ]
* (سورة التغابن) * (مكية أو مدنية وآياتها ثماني عشرة آية) بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يسبح لله ما في السماوات وما في الارض) * ينزهه فاللام زائدة، وأتى بما دون من تغليبا للاكثر * (له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) * (2) * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * في أصل الخلقة ثم يميتكم ويعيدكم على ذلك * (والله بما تعملون بصير) * (3) * (خلق السماوات والارض بالحق وصوركم فأحسن صوركم) * إذ جعل شكل الآدمي أحسن الاشكال * (وإليه المصير) * (4) * (يعلم ما في السماوات والارض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور) * بما فيها من الاسرار والمعتقدات (5) * (ألم يأتكم) * يا كفار مكة * (نبأ) * خبر * (الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم) * عقوبة الكفر في الدنيا * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب أليم) * مؤلم. أسباب نزول الآية 28 وأخرج الطبراني في الاوسط بسند فيه من لا يعرف عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحدا فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله إنا أهل ميسرة فأذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله فيهم (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) الآيات فلما نزلت قالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال لما نزلت (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) الآية. فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) الآية فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب. (*)
[ 746 ]
(6) * (ذلك) * أي عذاب الدنيا * (بأنه) * ضمير الشأن * (كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) * الحجج الظاهرات على الايمان * (فقالوا أبشر) * أريد به الجنس * (يهدوننا فكفروا وتولوا) * عن الايمان * (واستغنى الله) * عن إيمانهم * (والله غني) * عن خلقه * (حميد) * محمود في أفعاله (7) * (زعم الذين كفروا أن) * مخففة واسمها محذوف، أي أنهم * (لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) * (8) * (فآمنوا بالله ورسوله والنور) * القرآن * (الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) * (9) اذكر * (يوم يجمعكم ليوم الجمع) * يوم القيامة * (ذلك يوم التغابن) * يغبن المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم وأهليهم في الجنة لو آمنوا * (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله) * وفي قراءة بالنون في الفعلين * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) *. (10) * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * القرآن * (أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير) * هي (11) * (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) * بقضائه * (ومن يؤمن بالله) * في قوله إن المصيبة بقضائه * (يهد قلبه) * للصبر عليها * (والله بكل شئ عليم) * أسباب نزول الآية 29 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال بلغنا أنه لما نزلت (يؤتكم كفلين من رحمته) حسد أهل الكتاب المسلمين عليها فأنزل الله (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال قالت اليهود يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع الايدي والارجل فلما خرج من العرب كفروا فأنزل الله (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية يعني بالفضل النبوة. (سورة المجادلة) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت تبارك الذي وسع سمعه كل شئ إني لاسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وهو أوس بن الصامت. (*)
[ 747 ]
(12) * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) * البين (13) * (الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (14) * (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) * أن تطيعوهم في التخلف عن الخير كالجهاد والهجرة فإن سبب نزول الآية الاطاعة في ذلك * (وإن تعفوا) * عنهم في تثبيطهم إياكم عن ذلك الخير معتلين بمشقة فراقكم عليهم * (وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) * (15) * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * لكم شاغلة عن أمور الآخرة * (والله عنده أجر عظيم) * فلا تفوتوه باشتغالكم بالاموال والاولاد (16) * (فاتقوا الله ما استطعتم) * ناسخة لقوله (اتقوا الله حق تقاته) * (واسمعوا) * ما أمرتم به سماع قبول * (وأطيعوا الله وأنفقوا) * في الطاعة * (خيرا لانفسكم) * خبر يكن مقدرة جواب الامر * (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) * الفائزون (17) * (إن تقرضوا الله قرضا حسنا) * بأن تتصدقوا عن طيب قلب * (يضاعفه لكم) * وفي قراءة يضعفه بالتشديد بالواحدة عشرا إلى سبعمائة وأكثر * (ويغفر لكم) * ما يشاء * (والله شكور) * مجاز على الطاعة * (حليم) * في العقاب على المعصية (18) * (عالم الغيب) * السر * (والشهادة) * العلانية * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه أسباب نزول الآية 8 وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من الصحابة جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكرهه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) الآية وأخرج أحمد والبزار والطبراني بسند جيد عن عبد الله بن عمرو أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سام عليكم ثم يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله) وفي الباب عن أنس وعائشة. (*)
[ 748 ]
* (سورة الطلاق) * [ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها النبي) * المراد أمته بقرينة ما بعده أو قل لهم * (إذا طلقتم النساء) * أي أردتم الطلاق * (فطلقوهن لعدتهن) * لاولها بأن يكون الطلاق في طهر لم تمس فيه لتفسيره صلى الله عليه وسلم بذلك، رواه الشيخان * (وأحصوا العدة) * احفظوها لتراجعوا قبل فراغها * (واتقوا الله ربكم) * أطيعوه في أمره ونهيه * (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن) * منها حتى تنقضي عدتهن * (إلا أن يأتين بفاحشة) * زنا * (مبينة) * بفتح الياء وكسرها، بينت أو بينة فيخرجن لاقامة الحد عليهن * (وتلك) * المذكورات * (حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك) * الطلاق * (أمرا) * مراجعة فيما إذا كان واحدة أو اثنتين (2) * (فإذا بلغن أجلهن) * قاربن انقضاء عدتهن * (فأمسكوهن) * بأن تراجعوهن * (بمعروف) * من غير ضرار * (أو فارقوهن بمعروف) * أتركوهن حتى تنقضي عدتهن ولا تضاروهن بالمراجعة * (وأشهدوا ذوي عدل منكم) * على المراجعة أو الفراق * (وأقيموا الشهادة لله) * لا للمشهود عليه أو له * (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * من كرب الدنيا والآخرة أسباب نزول الآية 10 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال كان المنافقون يتناجون بينهم وكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فأنزل الله (إنما النجوى من الشيطان) الآية. أسباب نزول الآية 11 وأخرج أيضا عنه قال كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت = (*)
[ 749 ]
(3) * (ويرزقه من حيث لا يحتسب) يخطر بباله * (ومن يتوكل على الله) * في أموره * (فهو حسبه) * كافيه * (إن الله بالغ أمره) * مراده وفي قراءة بالاضافة * (قد جعل الله لكم شئ) * كرخاء وشدة * (قدرا) * ميقاتا (4) * (واللائي) * بهمزة وياء وبلا ياء في الموضعين * (يئسن من المحيض) * بمعنى الحيض * (من نسائكم إن ارتبتم) * شككتم في عدتهن * (فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) * لصغرهن فعدتهن ثلاثة أشهر والمسألتان في غير المتوفى عنهن أزواجهن أما هن فعدتهن ما في آية (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا * (وأولات الاحمال أجلهن) * انقضاء عدتهن مطلقات أو متوفى عنهن أزواجهن * (أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) * في الدنيا والآخرة (5) * (ذلك) * المذكور في العدة * (أمر الله) * حكمه * (أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) * (6) * (أسكنوهن) * أي المطلقات * (من حيث سكنتم) * أي بعض مساكنكم * (من وجدكم) * أي سعتكم عطف بيان أو بدل مما قبله بإعادة الجار وتقدير مضاف، أي أمكنة سعتكم لا ما دونها * (ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن) * المساكن فيحتجن إلى الخروج أو النفقة فيفتدين منكم * (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم) * أولادكم منهن * (فآتوهن أجورهن) * على الارضاع * (وأتمروا بينكم) * وبينهن * (بمعروف) * بجميل في حق الاولاد بالتوافق على أجر معلوم على الارضاع * (وإن تعاسرتم) * تضايقتم في الارضاع فامتنع الاب من الاجرة والام من فعله * (فترضع له) * للاب * (أخرى) * ولا تكره الام على إرضاعه = (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت يوم الجمعة وقد جاء ناس من أهل بدر وفي المكان ضيق فلم يفسح لهم فقاموا على أرجلهم فأقام صلى الله عليه وسلم نفرا بعدتهم وأجلسهم مكانهم فكره أولئك النفر ذلك فنزلت. أسباب نزول الآية 12 و 13 وأخرج من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال إن المسلمين أكثروا المسائل على = (*)
[ 750 ]
(7) * (لينفق) * على المطلقات والمرضعات * (ذو سعة من سعته ومن قدر) * ضيق * (عليه رزقه فلينفق مما آتاه) * أعطاه * (الله) * على قدره * (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) * وقد جعله بالفتوح (8) * (وكأين) * هي كاف الجر دخلت على أي بمعنى كم * (من قرية) * أي وكثير من القرى * (عتت) * عصت يعني أهلها * (عن أمر ربها ورسله فحاسبناها) * في الآخرة وإن لم تجئ لتحقق وقوعها * (حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا) * بسكون الكاف وضمها فظيعا وهو عذاب النار. (9) * (فذاقت وبال أمرها) * عقوبته * (وكان عاقبة أمرها خسرا) * خسارا وهلاكا. (10) * (أعد الله لهم عذابا شديدا) * تكرير الوعيد توكيد * (فاتقوا الله يا أولي الالباب) * أصحاب العقول * (الذين آمنوا) * نعت للمنادى أو بيان له * (قد أنزل الله إليكم ذكرا) * هو القرآن. (11) * (رسولا) * أي محمدا صلى الله عليه وسلم منصوب بفعل مقدر، أي وأرسل * (يتلو عليكم آيات الله مبينات) * بفتح الياء وكسرها كما تقدم * (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * بعد مجئ الذكر والرسول * (من الظلمات) * الكفر الذي كانوا عليه * (إلى النور) * الايمان الذي قام بهم بعد الكفر * (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله) * وفي قراءة بالنون * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) * هو رزق الجنة التي لا ينقطع نعيمها. = رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم) الآية، فلما نزلت صبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد ذلك (أأشفقتم) الآية، وأخرج الترمذي وحسنه وغيره عن علي قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين ندي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى ؟ دينار قلت لا يطيقونه، قال نصف دينار قلت لا يطيقونه قال ؟ فكم ؟ قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية فبي خفف الله عن هذه الامة قال الترمذي حسن. (*)
[ 751 ]
(12) * (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن) * يعني سبع أرضين * (يتنزل الامر) * الوحي * (بينهن) * بين السماوات والارض ينزل به جبريل من السماء السابعة إلى الارض السابعة * (لتعلموا) * متعلق بمحذوف، أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزيل * (أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما) *. { سورة التحريم } [ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * من أمتك مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قلت: هي حرام علي * (تبتغي) * بتحريمها * (مرضات أزواجك) * أي رضاهن * (والله غفور رحيم) * غفر لك هذا التحريم. (2) * (قد فرض الله) * شرع * (لكم تحلة أيمانكم) * تحليلها بالكفارة المذكورة في سورة " المائدة " ومن الايمان تحريم الامة وهل كفر صلى الله عليه وسلم ؟ قال مقاتل: أعتق رقبة في تحريم مارية، وقال الحسن: لم يكفر لانه صلى الله عليه وسلم مغفور له * (والله مولاكم) * ناصركم * (وهو العليم الحكيم) *. (3) * (و) * اذكر * (إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) * هي حفصة * (حديثا) * هو تحريم مارية وقال لها لا تفشيه * (فلما نبأت به) * عائشة ظنا منها أن لا حرج في ذلك * (وأظهره الله) * أطلعه * (عليه) * على المنبأ به * (عرف بعضه) * لحفصة * (وأعرض عن بعض) * تكرما منه * (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) * أي الله. أسباب نزول الآية 14 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين تولوا قوما) الآية قال بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن نبتل. أسباب نزول الآية 18 وأخرج والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل حجره وقد كاد الظل = (*)
[ 752 ]
(4) * (إن تتوبا) * أي حفصة وعائشة * (إلى الله فقد صغت قلوبكما) * مالت إلى تحريم مارية، أي سركما ذلك مع كراهة النبي صلى الله عليه وسلم له وذلك ذنب، وجواب الشرط محذوف أي تقبلا، وأطلق قلوب على قلبين ولم يعبر به لاستثقال الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة * (وإن تظاهرا) * بإدغام التاء الثانية في الاصل في الظاء، وفي قراءة بدونها تتعاونا * (عليه) * أي النبي فيما يكرهه * (فإن الله هو) * فصل * (مولاه) * ناصره * (وجبريل وصالح المؤمنين) * أبو بكر وعمر رضي الله عنهما معطوف على محل اسم إن فيكونون ناصريه * (والملائكة بعد ذلك) * بعد نصر الله والمذكورين * (ظهير) * ظهراء أعوان له في نصره عليكما (5) * (عسى ربه إن طلقكن) * أي طلق النبي أزواجه * (أن يبدله) * بالتشديد والتخفيف * (أزواجا خيرا منكن) * خبر عسى والجملة جواب الشرط ولم يقع التبديل لعدم وقوع الشرط * (مسلمات) * مقرات بالاسلام * (مؤمنات) * مخلصات * (قانتات) * مطيعات * (تائبات عابدات سائحات) * صائمات أو مهاجرات * (ثيبات وأبكارا) *. (6) * (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم) * بالحمل على طاعة الله * (نارا وقودها الناس) * الكفار * (والحجارة) * كأصنامهم منها، يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه * (عليها ملائكة) * خزنتها عدتهم تسعة عشر كما سيأتي في " المدثر " * (غلاظ) * من غلظ القلب * (شداد) * في البطش * (لا يعصون الله ما أمرهم) * بدل من الجلالة، أي لا يعصون أمر الله * (ويفعلون ما يؤمرون) * تأكيد والآية تخويف للمؤمنين عن الارتداد وللمنافقين المؤمنين بألسنتهم دون قلوبهم. (7) * (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) * يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، أي لانه لا ينفعكم * (إنما تجزون ما كنتم تعملون) * أي جزاءه. (8) * (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) * بفتح النون وضمها: صادقة، بأن لا يعاد إلى الذنب ولا يراد العود إليه * (عسى ربكم) * ترجية تقع * (أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات) * بساتين * (تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله) * = أن يتقلص فقال إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليه رجل أزرق أعور فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حين رآه علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فقال ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا له ما قالوا وما فعلوا فأنزل الله (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) الآية. (*)
[ 753 ]
بإدخال النار * (النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) * أمامهم * (و) * يكون * (بأيمانهم يقولون) * مستأنف * (ربنا أتمم لنا نورنا) * إلى الجنة والمنافقون يطفأ نورهم * (واغفر لنا) * ربنا * (إنك على كل شئ قدير) *. (9) * (يا أيها النبي جاهد الكفار) * بالسيف * (والمنافقين) * باللسان والحجة * (واغلظ عليهم) * بالانتهار والمقت * (ومأواهم جهنم وبئس المصير) * هي. (10) * (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) * في الدين إذ كفرتا وكانت امرأة نوح واسمها واهلة تقول لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط واسمها واعلة تدل قومه على أضيافه إذا نزلوا به ليلا بإيقاد النار ونهارا بالتدخين * (فلم يغنيا) * أي نوح ولوط * (عنهما من الله) * من عذابه * (شيئا وقيل) * لهما * (ادخلا النار مع الداخلين) * من كفار قوم نوح وقوم لوط. (11) * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) * آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة * (إذ قالت) * في حال التعذيب * (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) * فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب * (ونجني من فرعون وعمله) * وتعذيبه * (ونجني من القوم الظالمين) * أهل دينه فقبض الله روحها، وقال ابن كيسان: رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب. (12) * (ومريم) * عطف على امرأة فرعون * (ابنة عمران التي أحصنت فرجها) * حفظته * (فنفخنا فيه من روحنا) * أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها بخلق الله تعالى فعله الواصل إلى فرجها فحملت بعيسى * (وصدقت بكلمات ربها) * شرائعه * (وكتبه) * المنزلة * (وكانت من القانتين) * من القوم المطيعين. أسباب نزول الآية 22 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله) الآية وأخرج الطبراني والحاكم في المستدرك بلفظ جعل والد أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت وأخرج = (*)
[ 754 ]
{ سورة الملك } [ مكية وآياتها ثلاثون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (تبارك) * تنزه عن صفات المحدثين * (الذي بيده) * في تصرفه * (الملك) * السلطان والقدرة * (وهو على كل شئ قدير) *. (2) * (الذي خلق الموت) * في الدنيا * (والحياة) * في الآخرة أو هما في الدنيا فالنطفة تعرض لها الحياة وهي ما به الاحساس، والموت ضدها أو عدمها قولان، والخلق على الثاني بمعنى التقدير * (ليبلوكم) * ليختبركم في الحياة * (أيكم أحسن عملا) * أطوع لله * (وهو العزيز) * في انتقامه ممن عصاه * (الغفور) * لمن تاب إليه. (3) * (الذي خلق سبع سماوات طباقا) * بعضها فوق بعض من غير مماسة * (ما ترى في خلق الرحمن) * لهن أو لغيرهن * (من تفاوت) * تباين وعدم تناسب * (فارجع البصر) * أعده إلى السماء * (هل ترى) * فيها * (من فطور) * صدوع وشقوق (4) * (ثم ارجع البصر كرتين) * كرة بعد كرة * (ينقلب) * يرجع * (إليك البصر خاسئا) * ذليلا لعدم إدراك خلل * (وهو حسير) * منقطع عن رؤية خلل. (5) * (ولقد زينا السماء الدنيا) * القربى إلى الارض * (بمصابيح) * بنجوم * (وجعلناها رجوما) * مراجم * (للشياطين) * إذا استرقوا السمع بأن ينفصل شهاب عن الكوكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله لا أن الكوكب يزول عن مكانه * (وأعتدنا لهم عذاب السعير) * النار الموقدة. (6) * (وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير) * هي. = ابن المنذر عن ابن جريج قال حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفعلت يا أبا بكر ؟ فقال والله لو كان السيف قريبا مني لضربته به فنزلت (لا تجد قوما) الآية. (*)
[ 755 ]
(7) * (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) * صوتا منكرا كصوت الحمار * (وهي تفور) * تغلي. (8) * (تكاد تميز) * وقرئ تتميز على الاصل تتقطع * (من الغيظ) * غضبا على الكافر * (كلما ألقي فيها فوج) * جماعة منهم * (سألهم خزنتها) * سؤال توبيخ * (ألم يأتكم نذير) * رسول ينذركم عذاب الله تعالى. (9) * (قالوا بلى قد جاءنا نذير وقلنا ما نزل الله من شئ إن) * ما * (أنتم إلا في ضلال كبير) * يحتمل أن يكون من كلام الملائكة للكفار حين أخبروا بالتكذيب وأن يكون من كلام الكفار للنذر. (10) * (وقالوا لو كنا نسمع) * أي سماع تفهم * (أو نعقل) * أي عقل تفكر * (ما كنا في أصحاب السعير) *. (11) * (فاعترفوا) * حيث لا ينفع الاعتراف * (بذنبهم) * وهو تكذيب النذر * (فسحقا) * بسكون الحاء وضمها * (لاصحاب السعير) * فبعدا لهم عن رحمة الله. (12) * (إن الذين يخشون ربهم) * يخافونه * (بالغيب) * في غيبتهم عن أعين الناس فيطيعونه سرا فيكون علانية أولى * (لهم مغفرة وأجر كبير) * أي الجنة (13) * (وأسروا) * أيها الناس * (قولكم أو اجهروا به إنه) * تعالى * (عليم بذات الصدور) * بما فيها فكيف بما نطقتم به، وسبب نزول ذلك أن المشركين قال بعضهم لبعض: أسروا قولكم لا يسمعكم إله محمد. (14) * (ألا يعلم من خلق) * ما تسرون أي، أينتفي علمه بذلك * (وهو اللطيف) * في علمه * (الخبير) * فيه. (15) * (هو الذي جعل لكم الارض ذلولا) * سهلة للمشي فيها * (فامشوا في مناكبها) * جوانبها * (وكلوا من رزقه) * المخلوق لاجلكم * (وإليه النشور) * من القبور للجزاء. (16) * (أأمنتم) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وبين الاخرى وتركه وإبدالها ألفا * (من في السماء) * سلطانه وقدرته (سورة الحشر) أسباب نزول الآية 1 أخرج البخاري عن ابن عباس قال سورة الانفال نزلت في بدر وسورة الحشر نزلت في بني النضير وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكان منزلهم ونخلهم = (*)
[ 756 ]
* (أن يخسف) * بدل من من * (بكم الارض فإذا هي تمور) * تتحرك بكم وترتفع فوقكم. (17) * (أم أمنتم من في السماء أن يرسل) * بدل من من * (عليكم حاصبا) * ريحا ترميكم بالحصباء * (فستعلمون) * عند معاينة العذاب * (كيف نذير) * إنذاري بالعذاب، أي أنه حق. (18) * (ولقد كذب الذين من قبلهم) * من الامم * (فكيف كان نكير) * إنكاري عليهم بالتكذيب عند إهلاكهم، أي أنه حق. (19) * (أو لم يروا) * ينظروا * (إلى الطير فوقهم) * في الهواء * (صافات) * باسطات أجنحتهن * (ويقبضن) * أجنحتهن بعد البسط، أي وقابضات * (ما يمسكهن) * عن الوقوع في حال البسط والقبض * (إلا الرحمن) * بقدرته * (إنه بكل شئ بصير) * المعنى: ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم وغيره من العذاب (20) * (أمن) * مبتدأ * (هذا) * خبره * (الذي) * بدل من هذا * (هو جند) * أعوان * (لكم) * صلة الذي * (ينصركم) * صفة الجند * (من دون الرحمن) * أي غيره يدفع عنكم عذابه، أي لا ناصر لكم * (إن) * ما * (الكافرون إلا في غرور) * غرهم الشيطان بأن العذاب لا ينزل بهم. (21) * (أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك) * الرحمن * (رزقه) * أي المطر عنكم وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي فمن يرزقكم، أي لا رازق لكم غيره * (بل لجوا) * تمادوا * (في عتو) * تكبر * (ونفور) * تباعد في الحق. (22) * (أفمن يمشي مكبا) * واقعا * (على وجهه أهدى أمن يمشي سويا) * معتدلا * (على صراط) * طريق * (مستقيم) * وخبر من الثانية محذوف دل عليه خبر الاولى، أي أهدى، والمثل في المؤمن والكافر أيهما على هدى. (23) * (قل هو الذي أنشأكم) * خلقكم * (وجعل لكم السمع والابصار والافئدة) * القلوب * (قليلا ما تشكرون) * ما مزيدة والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جدا على هذه النعم. (24) * (قل هو الذي ذرأكم) * خلقكم * (في الارض وإليه تحشرون) * للحساب. (25) * (ويقولون) * للمؤمنين * (متى هذا الوعد) * وعد الحشر * (إن كنتم صادقين) * فيه. = في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الابل من الامتعة والاموال إلا الحلقة وهي السلاح فأنزل الله فيهم (سبح لله ما في السماوات وما في الارض). أسباب نزول الآية 5 وأخرج البخاري وغيره عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع ودي البويرة فأنزل الله = (*)
[ 757 ]
(26) * (قل إنما العلم) * بمجيئه * (عند الله وإنما أنا نذير مبين) * بين الانذار. (27) * (فلما رأوه) * أي العذاب بعد الحشر * (زلفة) * قريبا * (سيئت) * اسودت * (وجوه الذين كفروا وقيل) * أي قال الخزنة لهم * (هذا) * أي العذاب * (الذي كنتم به) * بإنذاره * (تدعون) * أنكم لا تبعثون وهذه حكاية حال تأتي عبر عنها بطريق المضي لتحقق وقوعها. (28) * (قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) * من المؤمنين بعذابه كما تقصدون * (أو رحمنا) * فلم يعذبنا * (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) * أي لا مجير لهم منه. (29) * (قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون) * بالتاء والياء عند معاينة العذاب * (من هو في ضلال مبين) * بين أنحن أم أنتم أم هم. (30) * (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) * غائرا في الارض * (فمن يأتيكم بماء معين) * جار تناله الايدي والدلاء كمائكم، أي لا يأتي به إلا الله تعالى فكيف تنكرون أن يبعثكم ؟ ويستحب أن يقول القارئ عقب " معين ": الله رب العالمين، كما ورد في الحديث، وتليت هذه الآية عند بعض المتجبرين فقال: تأتي به الفؤوس والمعاول فذهب ماء عينه وعمي نعوذ بالله من الجراءة على الله وعلى آياته. { سورة القلم } [ مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ن) * أحد حروف الهجاء الله أعلم بمراده به * (والقلم) * الذي كتب به الكائنات في اللوح المحفوظ * (وما يسطرون) * أي الملائكة من الخير والصلاح. (2) * (ما أنت) * يا محمد * (بنعمة ربك بمجنون) * أي انتفى الجنون عنك بسبب إنعام ربك عليك بالنبوة وغيرها وهذا رد لقولهم إنه مجنون. = (ما قطعتم من لينة أو تركتموها) الآية وأخرج أبو يعلى بسند ضعيف عن جابر قال رخص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هل علينا إثم فيما قطعناه أو تركناه ؟ فأنزل الله (ما قطعتم من لينة أو تركتموها) الآية وأخرج ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني النضير تحصنوا منه في الحصون فأمر بقطع النخل والتحريق فيها فنادوه: يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد = (*)
[ 758 ]
(3) * (وإن لك لاجرا غير ممنون) * مقطوع. (4) * (وإنك لعلى خلق) * دين * (عظيم) *. (5) * (فستبصر ويبصرون) *. (6) * (بأيكم المفتون) * مصدر كالمعقول، أي الفتون بمعنى الجنون، أي أبك أم بهم. (7) * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * له وأعلم بمعنى عالم. (8) * (فلا تطع المكذبين) *. (9) * (ودوا) * تمنوا * (لو) * مصدرية * (تدهن) * تلين لهم * (فيدهنون) * يلينون لك وهو معطوف على تدهن، وإن جعل جواب التمني المفهوم من ودوا قدر قبله بعد الفاء هم. (10) * (ولا تطع كل حلاف) * كثير الحلف بالباطل * (مهين) * حقير. (11) * (هماز) * عياب أي مغتاب * (مشاء بنميم) * ساع بالكلام بين الناس على وجه الافساد بينهم. (12) * (مناع للخير) * بخيل بالمال عن الحقوق * (معتد) * ظالم * (أثيم) * آثم. (13) * (عتل) * غليظ جاف * (بعد ذلك زنيم) * دعي في قريش، وهو الوليد بن المغيرة ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة، قال ابن عباس: لا نعلم أن الله وصف أحدا بما وصفه به من العيوب فألحق به عارا لا يفارقه أبدا، وتعلق بزنيم الظرف قبله. (14) * (أن كان ذا مال وبنين) * أي لان وهو متعلق بما دل عليه. (15) * (إذا تتلى عليه آياتنا) * القرآن * (قال) * هي * (أساطير الاولين) * أي كذب بها لانعامنا عليه بما ذكر وفي قراءة أأن بهمزتين مفتوحتين. (16) * (سنسمه على الخرطوم) * سنجعل على أنفه علامة يعير بها ما عاش فخطم أنفه بالسيف يوم بدر. (17) * (إنا بلوناهم) * امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع * (كما بلونا أصحاب الجنة) * البستان * (إذ أقسموا ليصرمنها) * يقطعون ثمرتها * (مصبحين) * وقت الصباح كي لا يشعر بهم المساكين فلا يعطونهم منها ما كان أبوهم يتصدق به عليهم منها. (18) * (ولا يستثنون) * في يمينهم بمشيئة الله تعالى والجملة مستأنفة، أي وشأنهم ذلك. (19) * (فطاف عليها طائف من ربك) * نار أحرقتها ليلا * (وهم نائمون) *. (20) * (فأصبحت كالصريم) * كالليل الشديد الظلمة، أي سوداء. (21) * (فتنادوا مصبحين) *. = وتعيبه فما بال قطع النخل وتحريقها ؟ فنزلت وأخرج ابن جرير عن قتادة ومجاهد مثله. أسباب نزول الآية 9 وأخرج ابن المنذر عن يزيد الاصم أن الانصار قالوا يا رسول الله أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الارض نصفين قال لا ولكن تكفونهم المؤنة وتقاسمونهم الثمرة والارض أرضكم قالوا رضينا فأنزل الله (والذين تبوؤا الدار) = (*)
[ 759 ]
(22) * (أن اغدوا على حرثكم) * غلتكم تفسير لتنادوا، أو أن مصدرية أي بأن * (إن كنتم صارمين) * مريدين القطع وجواب الشرط دل عليه ما قبله. (23) * (فانطلقوا وهم يتخافتون) * يتسارون. (24) * (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) * تفسير لما قبله، أو أن مصدرية أي بأن. (25) * (وغدوا على حرد) * منع للفقراء * (قادرين) * عليه في ظنهم. (26) * (فلما رأوها) * سوداء محترقة * (قالوا إنا لضالون) * عنها، أي ليست هذه ثم قالوا لما علموها. (27) * (بل نحن محرومون) * ثمرتها بمنعنا الفقراء منها. (28) * (قال أوسطهم) * خيرهم * (ألم أقل لكم لولا) * هلا * (تسبحون) * الله تائبين. (29) * (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين) * بمنع الفقراء حقهم. (30) * (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) * (31) * (قالوا يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلا كنا * (إنا كنا طاغين) *. (32) * (عسى ربنا أن يبدلنا) * بالتشديد والتخفيف * (خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون) * ليقبل توبتنا ويرد علينا خيرا من جنتنا، روي أنهم أبدلوا خيرا منها. (33) * (كذلك) * أي مثل العذاب لهؤلاء * (العذاب) * لمن خالف أمرنا من كفار مكة وغيرهم * (ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) * عذابها ما خالفوا أمرنا، ونزل لما قالوا إن بعثنا نعطى أفضل منكم: (34) * (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) *. (35) * (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) * أي تابعين لهم في العطاء. (36) * (ما لكم كيف تحكمون) * هذا الحكم الفاسد. (37) * (أم) * أي بل أ * (لكم كتاب) * منزل * (فيه تدرسون) * أي تقرؤون. = الآية وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله فقام رجل من الانصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئا قالت والله ما عندي إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فاطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله أو ضحك من فلان وفلانة فأنزل الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر عن أبي المتوكل الناجي أن رجلا من المسلمين = (*)
[ 760 ]
(38) * (إن لكم فيه لما تخيرون) * تختارون. (39) * (أم لكم أيمان) * عهود * (علينا بالغة) * واثقة * (إلى يوم القيامة) * متعلق معنى بعلينا، وفي هذا الكلام معنى القسم، أي أقسمنا لكم وجوابه * (إن لكم لما تحكمون) * به لانفسكم. (40) * (سلهم أيهم بذلك) * الحكم الذي يحكمون به لانفسهم من أنهم يعطون في الآخرة أفضل من المؤمنين * (زعيم) * كفيل لهم. (41) * (أم لهم) * أي عندهم * (شركاء) * موافقون لهم في هذا القول يكفلون به لهم فإن كان كذلك * (فليأتوا بشركائهم) * الكافلين لهم به * (إن كانوا صادقين) * (42) اذكر * (يوم يكشف عن ساق) * هو عبارة عن شدة الامر يوم القيامة للحساب والجزاء يقال: كشفت الحرب عن ساق: إذا اشتد الامر فيها * (ويدعون إلى السجود) * امتحانا لايمانهم * (فلا يستطيعون) * تصير ظهورهم طبقا واحدا (43) * (خاشعة) * حال من ضمير يدعون، أي ذليلة * (أبصارهم) * لا يرفعونها * (ترهقهم) * تغشاهم * (ذلة وقد كانوا يدعون) * في الدنيا * (إلى السجود وهم سالمون) * فلا يأتون به بأن لا يصلوا (44) * (فذرني) * دعني * (ومن يكذب بهذا الحديث) * القرآن * (سنستدرجهم) * نأخذهم قليلا قليلا * (من حيث لا يعلمون) * (45) * (وأملي لهم) * أمهلهم * (إن كيدي متين) * شديد لا يطاق (46) * (أم) * بل * (أتسألهم) * على تبليغ الرسالة * (أجرا فهم من مغرم) * مما يعطونكه * (مثقلون) * فلا يؤمنون لذلك (47) * (أم عندهم الغيب) * أي اللوح المحفوظ الذي فيه الغيب * (فهم يكتبون) * منه ما يقولون (48) * (فاصبر لحكم ربك) * فيهم بما يشاء * (ولا تكن كصاحب الحوت) * في الضجر والعجلة وهو يونس عليه السلام * (إذ نادى) * دعا ربه * (وهو مكظوم) * مملوء غما في بطن الحوت (49) * (لولا أن تداركه) * أدركه * (نعمة) * = فذكر نحوه وفيه أن الرجل الذي أضاف ثابت بن قيس بن شماس فنزلت فيه الآية وأخرج الواحدي من طريق محارب بن دثار عن ابن عمر قال أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى أولئك فنزلت (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم = (*)
[ 761 ]
رحمة * (من ربه لنبذ) * من بطن الحوت * (بالعراء) * بالارض الفضاء * (وهو مذموم) * لكنه رحم فنبذ غير مذموم (50) * (فاجتباه ربه) * بالنبوة * (فجعله من الصالحين) * الانبياء (51) * (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك) * بضم الياء وفتحها * (بأبصارهم) * ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن يصرعك ويسقطك من مكانك * (لما سمعوا الذكر) * القرآن * (ويقولون) * حسدا * (إنه لمجنون) * بسبب القرآن الذي جاء به (52) * (وما هو) * أي القرآن * (إلا ذكر) * موعظة * (للعالمين) * الجن والانس لا يحدث بسبب جنون * (سورة الحاقة) * [ مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحاقة) * القيامة التي يحق فيها ما أنكر من البعث والحساب والجزاء، أو المظهرة لذلك (2) * (ما الحاقة) * تعظيم لشأنها وهو مبتدأ وخبر الحاقة (3) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما الحاقة) * زيادة تعظيم لشأنها، فما الاولى مبتدأ وما بعدها خبره، وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لادرى (4) * (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) * القيامة لانها تقرع القلوب بأهوالها (5) * (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) * بالصيحة المجاوزة للحد في الشدة (6) * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر) * شديدة الصوت * (عاتية) * قوية شديدة على عاد مع قوتهم وشدتهم = خصاصة) الآية. أسباب نزول الآية 11 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال أسلم ناس من أهل قريظة وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لاهل النضير لئن أخرجتم لنخرجن منكم فنزلت هذه الآية فيهم (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم). (*)
[ 762 ]
(7) * (سخرها) * أرسلها بالقهر * (عليهم سبع ليال وثمانية أيام) * أولها من صبح يوم الاربعاء لثمان بقين من شوال، وكانت في عجز الشتاء * (حسوما) * متتابعات شبهت بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء كرة بعد أخرى حتى ينحسم * (فترى القوم فيها صرعى) * مطروحين هالكين * (كأنهم أعجاز) * أصول * (نخل خاوية) * ساقطة فارغة (8) * (فهل ترى لهم من باقية) * صفة نفس مقدرة أو التاء للمبالغة أي باق ؟ لا (9) * (وجاء فرعون ومن قبله) * أتباعه، وفي قراءة بفتح القاف وسكون الباء، أي من تقدمه من الامم الكافرة * (والمؤتفكات) * أي أهلها وهي قرى قوم لوط * (بالخاطئة) * بالفعلات ذات الخطأ (10) * (فعصوا رسول ربهم) * أي لوطا وغيره * (فأخذهم أخذة رابية) * زائدة في الشدة على غيرها (11) * (إنا لما طغا الماء) * علا فوق كل شئ من الجبال وغيرها زمن الطوفان * (حملناكم) * يعني آباءكم إذ أنتم في أصلابهم * (في الجارية) * السفينة التي عملها نوح ونجا هو ومن كان معه فيها وغرق الآخرون (12) * (لنجعلها) * أي هذه الفعلة وهي إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين * (لكم تذكرة) * عظة * (وتعيها) * ولتحفظها * (أذن واعية) * حافظة لما تسمع (13) * (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) * للفصل بين الخلائق وهي الثانية (14) * (وحملت) * رفعت * (الارض والجبال فدكتا) * دقتا * (دكة واحدة) * (15) * (فيومئذ وقعت الواقعة) * قامت القيامة (16) * (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) * ضعيفة (17) * (والملك) * يعني: الملائكة * (على أرجائها) * جوانب السماء * (ويحمل عرش ربك فوقهم) * أي الملائكة المذكورين * (يومئذ ثمانية) * من الملائكة أو من صفوفهم (18) * (يومئذ تعرضون) * للحساب * (لاتخفى) * بالتاء والياء * (منكم خافية) * من السرائر (19) * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول) * خطابا لجماعته لما سر به * (هاؤم) * خذوا * (اقرؤوا كتابيه) * تنازع فيه هاؤم واقرءوا (20) * (إني ظننت) * تيقنت * (إني ملاق حسابيه) * (21) * (فهو في عيشة راضية) * مرضية (سورة الممتحنة) أسباب نزول الآية 1 أخرج الشيخان عن علي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الاسود فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي = (*)
[ 763 ]
(22) * (في جنة عالية) * (23) * (قطوفها) * ثمارها * (دانية) * قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع (24) فيقال لهم * (كلوا واشربوا هنيئا) * حال، أي متهنئين * (بما أسلفتم في الايام الخالية) * الماضية في الدنيا (25) * (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا) * للتنبيه * (ليتني لم أوت كتابيه) * (26) * (ولم أدر ما حسابيه) * (27) * (يا ليتها) * أي الموتة في الدنيا * (كانت القاضية) * القاطعة لحياتي بأن لا أبعث (28) * (ما أغنى عني ماليه) * (29) * (هلك عني سلطانيه) * قوتي وحجتي وهاء كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه للسكت تثبت وقفا ووصلا اتباعا للمصحف الامام والنقل، ومنهم من حذفها وصلا (30) * (خذوه) * خطاب لخزنة جهنم * (فغلوه) * اجمعوا يديه إلى عنقه في الغل (31) * (ثم الجحيم) * النار المحرقة * (صلوه) * ادخلوه (32) * (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) *) * بذراع الملك * (فاسلكوه) * أدخلوه فيها بعد إدخاله النار ولم تمنع الفاء من تعلق الفعل بالظرف المتقدم (33) * (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) * (34) * (ولا يحض على طعام المسكين) * (35) * (فليس له اليوم ههنا حميم) * قريب ينتفع به (36) * (ولاطعام إلا من غسلين) * صديد أهل النار أو شجر فيها (37) * (لا يأكله إلا الخاطئون) * الكافرون (38) * (فلا) * زائدة * (أقسم بما تبصرون) * من المخلوقات (39) * (وما لا تبصرون) * منها، أي بكل مخلوق (40) * (إنه) * أي القرآن * (لقول رسول كريم) * أي قاله رسالة عن الله تعالى (41) * (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) * = الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب ولنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا حاطب ؟ قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون به أهليهم فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن اتخذ يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق وفيه أنزلت هذه السورة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). (*)
[ 764 ]
(42) * (ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون) * بالتاء والياء في الفعلين وما مزيدة مؤكدة والمعنى أنهم آمنوا بأشياء يسيرة وتذكروها مما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من الخير والصلة والعفاف فلم تغن عنهم شيئا (43) بل هو * (تنزيل من رب العالمين) *. (44) * (ولو تقول) * أي النبي * (علينا بعض الاقاويل) * بأن قال عنا ما لم نقله (45) * (لاخذنا) * لنلنا * (منه) * عقابا * (باليمين) * بالقوة والقدرة (46) * (ثم لقطعنا منه الوتين) * نياط القلب وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه (47) * (فما منكم من أحد) * هو اسم ما ومن زائدة لتأكيد النفي ومنكم حال من أحد * (عنه حاجزين) * مانعين خبر ما وجمع لان أحدا في سياق النفي بمعنى الجمع وضمير عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، أي لا مانع لنا عنه من حيث العقاب (48) * (وإنه) * أي القرآن * (لتذكرة للمتقين) * (49) * (وإنا لنعلم أن منكم) * أيها الناس * (مكذبين) * بالقرآن ومصدقين (50) * (وإنه) * أي القرآن * (لحسرة على الكافرين) * إذا رأوا ثواب المصدقين وعقاب المكذبين به (51) * (وإنه) * أي القرآن * (لحق اليقين) * أي اليقين الحق (52) * (فسبح) * نزه * (باسم) * الباء زائدة * (ربك العظيم) * سبحانه * (سورة المعراج) * [ مكية وآياتها أربع وأربعون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سأل سائل) * دعا داع * (بعذاب واقع) * (2) * (للكافرين ليس له دافع) * وهو النضر بن الحارث قال " اللهم إن كان هذا هو الحق " الآية. أسباب نزول الآية 8 وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قالت أتتني أمي راغبة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها ؟ قال نعم فأنزل الله فيها (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) وأخرج أحمد والبزار والحاكم وصححه عن عبد الله ابن الزبير قال قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية فقدمت على بنتها بهدايها فأبيت أسماء أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله (لا ينهاكم الله عن الذين لن يقاتلوكم في الدين) الآية. أسباب نزول الآية 10 وأخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية = (*)
[ 765 ]
(3) * (من الله) * متصل بواقع * (ذي المعارج) * مصاعد الملائكة وهي السماوات. (4) * (تعرج) * بالتاء والياء * (الملائكة والروح) * جبريل * (إليه) * إلى مهبط أمره من السماء * (في يوم) * متعلق بمحذوف، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة * (كان مقداره خمسين ألف سنة) * بالنسبة إلى الكافر لما يلقى فيه من الشدائد، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث (5) * (فاصبر) * وهذا قبل أن يؤمر بالقتال * (صبرا جميلا) * أي لا جزع فيه. (6) * (إنهم يرونه) * أي العذاب * (بعيدا) * غير واقع. (7) * (ونراه قريبا) * واقعا لا محالة. (8) * (يوم تكون السماء) * متعلق بمحذوف تقديره يقع * (كالمهل) * كذائب الفضة. (9) * (وتكون الجبال كالعهن) * كالصوف في الخفة والطيران بالريح. (10) * (ولا يسأل حميم حميما) * قريب قريبه لاشتغال كل بحاله (11) * (يبصرونهم) * أي يبصر الاحماء بعضهم بعضا ويتعارفون ولا يتكلمون والجملة مستأنفة. * (يود المجرم) * يتمنى الكافر * (لو) * بمعنى أن * (يفتدى من عذاب يومئذ) * بكسر الميم وفتحها * (ببنيه) *. (12) * (وصاحبته) * زوجته * (وأخيه) *. (13) * (وفصيلته) * عشيرته لفصله منها * (التي تؤويه) * تضمه. (14) * (ومن في الارض جميعا ثم ينجيه) * ذلك الافتداء عطف على يفتدي. (15) * (كلا) * رد لما يوده * (إنها) * أي النار * (لظى) * اسم لجهنم لانها تتلظى، أي تتلهب على الكفار. (16) * (نزاعة للشوى) * جمع شواة وهي جلدة الرأس. (17) * (تدعو من أدبر وتولى) * عن الايمان بأن تقول: إلي إلي. (18) * (وجمع) * المال * (فأوعى) * أمسكه في وعائه ولم يؤد حق الله منه. (19) * (إن الانسان خلق هلوعا) * حال مقدرة وتفسيره. (20) * (إذا مسه الشر جزوعا) * وقت مس الشر. (21) * (وإذا مسه الخير منوعا) * وقت مس الخير أي المال لحق الله منه. (22) * (إلا المصلين) * أي المؤمنين. (23) * (الذين هم على صلاتهم دائمون) * مواظبون. = جاءه نساء من المؤمنات فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) إلى قوله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر). وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أحمد قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهم فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء = (*)
[ 766 ]
(24) * (والذين في أموالهم حق معلوم) * هو الزكاة. (25) * (للسائل والمحروم) * المتعفف عن السؤال فيحرم. (26) * (والذين يصدقون بيوم الدين) * الجزاء (27) * (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) * خائفون. (28) * (إن عذاب ربهم غير مأمون) * نزوله. (29) * (والذين هم لفروجهم حافظون) *. (30) * (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) * من الاماء * (فإنهم غير ملومين) *. (31) * (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) * المتجاوزون الحلال إلى الحرام (32) * (والذين هم لاماناتهم) * وفي قراءة بالافراد: ما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا * (وعهدهم) * المأخوذ عليهم في ذلك * (راعون) * حافظون. (33) * (والذين هم بشهادتهم) * وفي قراءة بالجمع * (قائمون) * يقيمونها ولا يكتمونها. (34) * (والذين هم على صلاتهم يحافظون) * بأدائها في أوقاتها. (35) * (أولئك في جنات مكرمون) *. (36) * (فمال الذين كفروا قبلك) * نحوك * (مهطعين) * حال أي مديمي النظر. (37) * (عن اليمين وعن الشمال) * منك * (عزين) * حال أيضا أي جماعات حلقا حلقا، يقولون استهزاء بالمؤمنين: لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم قال تعالى: (38) * (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم) *. (39) * (كلا) * ردع لهم عن طمعهم في الجنة * (إنا خلقناهم) * كغيرهم * (مما يعلمون) * من نطف فلا يطمع بذلك في الجنة وإنما يطمع فيها بالتقوى. = ومنع أن يرددن إلى المشركين فأنزل الله آية الامتحان وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه أنها نزلت في أميمة بنت بشر امرأة أبي حسان الدحداحة وأخرج عن مقاتل أن امرأة تسمى سعيدة كانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكة جاءت زمن الهدنة فقالوا ردها علينا فنزلت وأخرج ابن جرير عن الزهري أنها نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية وكان صالحهم أنه من أتاه رد إليهم فلما جاءه النساء نزلت هذه الآية وأخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أسلم عمر بن الخطاب فتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر). (*)
[ 767 ]
(40) * (فلا) * لا زائدة * (أقسم برب المشارق والمغارب) * للشمس والقمر وسائر الكواكب * (إنا لقادرون) *. (41) * (على أن نبدل) * نأتي بدلهم * (خيرا منهم وما نحن بمسبوقين) * بعاجزين عن ذلك. (42) * (فذرهم) * اتركهم * (يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا) * يلقوا * (يومهم الذي يوعدون) * فيه العذاب. (43) * (يوم يخرجون من الاجداث) * القبور * (سراعا) * إلى المحشر * (كأنهم إلى نصب) * وفي قراءة بضم الحرفين شئ منصوب كعلم أو راية * (يوفضون) * يسرعون. (44) * (خاشعة) * ذليلة * (أبصارهم ترهقهم) * تغشاهم * (ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) * ذلك مبتدأ وما بعده خبر ومعناه يوم القيامة. { سورة نوح } [ مكية وآياتها 28 أو 29 آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر) * أي بإنذار * (قومك من قبل أن يأتيهم) * إن لم يؤمنوا * (عذاب أليم) * مؤلم في الدنيا والآخرة. (2) * (قال يا قوم إني لكم نذير مبين) * بين الانذار. (3) * (أن) * أي بأن أقول لكم * (اعبدوا الله واتقوه وأطيعون) *. (4) * (يغفر لكم من ذنوبكم) * من زائدة فإن أسباب نزول الآية 11 وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله (وإن فاتكم شئ من أزواجكم) الآية قال نزلت في أم الحكم بنتا أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي ولم ترتد امرأة من قريش غيرها أسباب نزول الآية 13 وأخرج ابن المنذر من طريق ابن إسحاق عن محمد عن عكرمة وأبو سعيد عن ابن عباس قال كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحارث يوادان رجالا من يهود فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) الآية (سورة الصف) أسباب نزول الآية 1 و 2 أخرج الترمذي والحاكم وصححه عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 768 ]
الاسلام يغفر به ما قبله أو تبعيضية لاخراج حقوق العباد * (ويؤخركم) * بلا عذاب * (إلى أجل مسمى) * أجل الموت * (إن أجل الله) * بعذابكم إن لم تؤمنوا * (إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) * ذلك لآمنتم (5) * (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا) * أي دائما متصلا. (6) * (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) * عن الايمان. (7) * (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم) * لئلا يسمعوا كلامي * (واستغشوا ثيابهم) * غطوا رؤوسهم بها لئلا ينظروني * (وأصروا) * على كفرهم * (واستكبروا) * تكبروا عن الايمان * (استكبارا) *. (8) * (ثم إني دعوتهم جهارا) * أي بأعلى صوتي. (9) * (ثم إني أعلنت لهم) * صوتي * (وأسررت) * الكلام * (لهم أسرارا) *. (10) * (فقلت استغفروا ربكم) * من الشرك * (إنه كان غفارا) *. (11) * (يرسل السماء) * المطر وكانوا قد منعوه * (عليكم مدرارا) * كثير الدرور. (12) * (ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات) * بساتين * (ويجعل لكم أنهارا) * جارية. (13) * (ما لكم لا ترجون لله وقارا) * أي تأملون وقار الله إياكم بأن تؤمنوا. (14) * (وقد خلقكم أطوارا) * جمع طور وهو الحال فطورا نطفة وطورا علقة إلى تمام خلق الانسان، والنظر في خلقه يوجب الايمان بخالقه. (15) * (ألم تروا) * تنظروا * (كيف خلق الله سبع سماوات طباقا) * بعضها فوق بعض. (16) * (وجعل القمر فيهن) * أي في مجموعهن الصادق بالسماء الدنيا * (نورا وجعل الشمس سراجا) * مصباحا مضيئا وهو أقوى من نور القمر. = فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الاعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله (سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه أسباب نزول الآية 10 وأخرج عن أبي صالح قال: قالوا: لو كنا نعلم أي الاعمال أحب إلى الله وأفضل فنزلت (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة) الآية فكرهوا الجهاد فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس نحوه وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس وابن جرير عن الضحاك قال: أنزلت (لم تقولون ما لا تفعلون) في الرجل يقول في القتال ما لم يفعله من الضرب والطعن والقتل وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في توليهم يوم أحد. (*)
[ 769 ]
(17) * (والله أنبتكم) * خلقكم * (من الارض) * إذ خلق أباكم آدم منها * (نباتا) *. (18) * (ثم يعيدكم فيها) * مقبورين * (ويخرجكم) * للبعث * (إخراجا) *. (19) * (والله جعل لكم الارض بساطا) * مبسوطة. (20) * (لتسلكوا منها سبلا) * طرقا * (فجاجا) * واسعة. (21) * (قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا) * أي السفلة والفقراء * (من لم يزده ماله وولده) * وهم الرؤساء المنعم عليهم بذلك، وولد بضم الواو وسكون اللام وبفتحهما، والاول قيل جمع ولد بفتحهما كخشب وخشب وقيل بمعناه كبخل وبخل * (إلا خسارا) * طغيانا وكفرا. (22) * (ومكروا) * أي الرؤساء * (مكرا كبارا) * عظيما جدا بأن كذبوا نوحا وآذوه ومن اتبعه. (23) * (وقالوا) * للسفلة * (لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا) * بفتح الواو وضمها * (ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) * وهي أسماء أصنامهم. (24) * (وقد أضلوا) * بها * (كثيرا) * من الناس بأن أمروهم بعبادتهم * (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) * عطفا على قد أضلوا دعا عليهم لما أوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. (25) * (مما) * ما صلة * (خطاياهم) * وفي قراءة خطيئاتهم بالهمز * (أغرقوا) * بالطوفان * (فأدخلوا نارا) * عوقبوا بها عقب الاغراق تحت الماء * (فلم يجدوا لهم من دون) * أي غير * (الله أنصارا) * يمنعون عنهم العذاب. (26) * (وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) * أي نازل دار والمعنى أحدا. (27) * (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) * من يفجر ويكفر، قال ذلك لما تقدم من الايحاء إليه. (28) * (رب اغفر لي ولوالدي) * وكانا مؤمنين * (ولمن دخل بيتي) * منزلي أو مسجدي * (مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) * إلى يوم القيامة * (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) * هلاكا فأهلكوا. أسباب نزول الآية 11 وأخرج عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) قال المسلمون: لو علمنا ما هذه التجارة لاعطينا فيها الاموال والاهلين فنزلت (تؤمنون بالله ورسوله) (سورة الجمعة) أسباب نزول الآية 11 أخرج الشيخان عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها = (*)
[ 770 ]
{ سورة الجن } [ مكية وآياتها ثمان وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قل) * يا محمد للناس * (أوحي إلي) * أي أخبرت بالوحي من الله تعالى * (أنه) * الضمير للشأن * (استمع) * لقراءتي * (نفر من الجن) * جن نصيبين وذلك في صلاة الصبح ببطن نخل، موضع بين مكة والطائف، وهم الذين ذكروا في قوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) الآية * (فقالوا) * لقومهم لما رجعوا إليهم * (إنا سمعنا قرآنا عجبا) * يتعجب منه في فصاحته وغزارة معانيه وغير ذلك. (2) * (يهدي إلى الرشد) * الايمان والصواب * (فآمنا به ولن نشرك) * بعد اليوم * (بربنا أحدا) *. (3) * (وأنه) * الضمير للشأن فيه وفي الموضعين بعده * (تعالى جد ربنا) * تنزه جلاله وعظمته عما نسب إليه * (ما اتخذ صاحبة) * زوجة * (ولا ولدا) *. (4) * (وأنه كان يقول سفيهنا) * جاهلنا * (على الله شططا) * غلوا في الكذب بوصفه بالصاحبة والولد. (5) * (وأنا ظننا أن) * مخففة أي أنه * (لن تقول الانس والجن على الله كذبا) * بوصفه بذلك حتى تبينا كذبهم بذلك قال تعالى: (6) * (وأنه كان رجال من الانس يعوذون) * يستعيذون * (برجال من الجن) * حين ينزلون في = حتى لم يبق معه إلا أثنا عشر رجلا فأنزل الله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) وأخرج ابن جرير عن جابر أيضا قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكير والمزامير ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر وينفضون إليها فنزلت وكأنها نزلت في الامرين معا ثم رأيت ابن المنذر أخرجه عن جابر لقصة النكاح وقدوم العير معا من طريق واحد وأنها نزلت في الامرين فلله الحمد. (*)
[ 771 ]
سفرهم بمخوف فيقول كل رجل أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه * (فزادوهم) * بعوذهم بهم * (رهقا) * فقالوا سدنا الجن والانس. (7) * (وأنهم) * أي الجن * (ظنوا كما ظننتم) * يا إنس * (أن) * مخففة من الثقيلة، أي أنه * (لن يبعث الله أحدا) * بعد موته. (8) قال الجن * (وأنا لمسنا السماء) * رمنا استراق السمع * (فوجدناها ملئت حرسا) * من الملائكة * (شديدا وشهبا) * نجوما محرقة وذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم. (9) * (وأنا كنا) * أي قبل مبعثه * (نقعد منها مقاعد للسمع) * أي نستمع * (فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) * أرصد له ليرمى به. (10) * (وأنا لا ندري أشر أريد) * بعد استراق السمع * (بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا) * خيرا. (11) * (وأنا منا الصالحون) * بعد استماع القرآن * (ومنا دون ذلك) * أي قوم غير صالحين * (كنا طرائق قددا) * فرقا مختلفين مسلمين وكافرين. (12) * (وأنا ظننا أن) * مخففة من الثقيلة أي أنه * (لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا) * لا نفوته كائنين في الارض أو هاربين منها في السماء. (13) * (وأنا لما سمعنا الهدى) * القرآن * (آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف) * بتقدير هو * (بخسا) * نقصا من حسناته * (ولا رهقا) * ظلما بالزيادة في سيئاته. (14) * (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون) * الجائرون بكفرهم * (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) * قصدوا هداية. (15) * (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) * وقودا وأنا وأنهم وأنه في اثني عشر موضعا هي وأنه تعالى وأنا منا المسلمون وما بينهما بكسر الهمزة استئنافا وبفتحها بما يوجه به. (16) قال تعالى في كفار مكة * (وأن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي وأنهم وهو معطوف على أنه استمع * (لو استقاموا على الطريقة) * أي طريقة الاسلام * (لاسقيناهم ماء غدقا) * كثيرا من السماء وذلك بعدما رفع المطر عنهم سبع سنين. (سورة المنافقون) أسباب نزول الآية 5 أخرج ابن جرير عن قتادة قال: قيل لعبد الله بن أبي: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك فجعل يلوي رأسه فنزلت فيه (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله) الآية وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثله. (*)
[ 772 ]
(17) * (لنفتنهم) * لنختبرهم * (فيه) * فنعلم كيف شكرهم علم ظهور * (ومن يعرض عن ذكر ربه) * القرآن * (نسلكه) * بالنون والياء ندخله * (عذابا صعدا) * شاقا. (18) * (وأن المساجد) * مواضع الصلاة * (لله فلا تدعوا) * فيها * (مع الله أحدا) * بأن تشركوا كما كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا. (19) * (وأنه) * بالفتح والكسر استئنافا والضمير للشأن * (لما قام عبد الله) * محمد النبي صلى الله عليه وسلم * (يدعوه) * يعبده ببطن نخل * (كادوا) * أي الجن المستمعون لقراءته * (يكونون عليه لبدا) * بكسر اللام وضمها جمع لبدة كاللبد في ركوب بعضهم بعضا ازدحاما حرصا على سماع القرآن. (20) * (قال) * مجيبا للكفار في قولهم ارجع عما أنت فيه وفي قراءة قل * (إنما أدعو ربي) * إلها * (ولا أشرك به أحدا) *. (21) * (قل إني لا أملك لكم ضرا) * غيا * (ولا رشدا) * خيرا. (22) * (قل إني لن يجيرني من الله) * من عذابه إن عصيته * (أحد ولن أجد من دونه) * أي غيره * (ملتحدا) * ملتجأ. (23) * (إلا بلاغا) * استثناء من مفعول أملك، أي لا أملك لكم إلا البلاغ إليكم * (من الله) * أي عنه * (ورسالاته) * عطف على بلاغا وما بين المستثنى منه والاستثناء اعتراض لتأكيد نفي الاستطاعة * (ومن يعص الله ورسوله) * في التوحيد فلم يؤمن * (فإن له نار جهنم خالدين) * حال من ضمير من في له رعاية لها في معناها وهي حال مقدرة والمعنى يدخلونها مقدار خلودهم * (فيها أبدا) *. (24) * (حتى إذا رأوا) * ابتدائية فيها معنى الغاية لمقدر قبلها أي لا يزالون على كفرهم إلى أن يروا * (ما يوعدون) * به من العذاب * (فسيعلمون) * عند حلوله بهم يوم بدر أو يوم القيامة * (من أضعف ناصرا وأقل عددا) * أعوانا أهم أم المؤمنون على القول الاول أو أنا أم هم على الثاني فقال بعضهم متى هذا الوعد ؟ فنزل: (25) * (قل إن) * أي ما * (أدري أقريب ما توعدون) * من العذاب * (أم يجعل له ربي أمدا) * غاية وأجلا لا يعلمه إلا هو. (26) * (عالم الغيب) * ما غاب عن العباد * (فلا يظهر) * يطلع * (على غيبه أحدا) * من الناس. (27) * (إلا من ارتضى من رسول فإنه) * مع أسباب نزول الآية 6 وأخرج عن عروة قال: لما نزلت (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) قال النبي صلى الله عليه وسلم: لازيدن على السبعين فأنزل الله (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) الآية وأخرج عن مجاهد وقتادة مثله. وأخرجه من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لما نزلت آية براءة قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا أسمع أني قد رخص لي فيهم = (*)
[ 773 ]
إطلاعه على ما شاء منه معجزة له * (يسلك) * يجعل ويسير * (من بين يديه) * أي الرسول * (ومن خلفه رصدا) * ملائكة يحفظونه حتى يبلغه في جملة الوحي. (28) * (ليعلم) * الله علم ظهور * (أن) * مخففة من الثقيلة أي أنه * (قد أبلغوا) * أي الرسل * (رسالات ربهم) * روعي بجمع الضمير معنى من * (وأحاط بما لديهم) * عطف على مقدر، أي فعلم ذلك * (وأحصى كل شئ عددا) * تمييز وهو محول من المفعول والاصل أحصى عدد كل شئ. * (سورة المزمل) * [ مكية إلا آية 20 فمدنية وآياتها عشرون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها المزمل) * النبي وأصله المتزمل أدغمت التاء في الزاي أي المتلفف بثيابه حين مجئ الوحي له خوفا منه لهيبته. (2) * (قم الليل) * صل * (إلا قليلا) *. (3) * (نصفه) * بدل من قليلا وقلته بالنظر إلى الكل * (أو انقص منه) * من النصف * (قليلا) * إلى الثلث. (4) * (أو زد عليه) * إلى الثلثين وأو للتخيير * (ورتل القرآن) * تثبت في تلاوته * (ترتيلا) *. (5) * (إنا سنلقي عليك قولا) * قرآنا * (ثقيلا) * مهيبا أو شديدا لما فيه من التكاليف (6) * (إن ناشئة الليل) * القيام بعد النوم * (هي أشد وطئا) * موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن * (وأقوم قيلا) * أبين قولا. (7) * (إن لك في النهار سبحا طويلا) * تصرفا في إشغالك لا تفرغ فيه لتلاوة القرآن. (8) * (واذكر اسم ربك) * أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك * (وتبتل) * انقطع * (إليه تبتيلا) * مصدر بتل جئ به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل. (9) هو * (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) * موكلا له أمورك. (10) * (واصبر على ما يقولون) * أي كفار مكة من أذاهم * (واهجرهم هجرا جميلا) * لا جزع فيه وهذا قبل الامر بقتالهم. = فوالله لاستغفرن أكثر من سبعين مرة لعل الله أن يغفر لهم فنزلت. أسباب نزول الآية 7 و 8 أخرج البخاري عن زيد بن أرقم قال: سمعت عبد الله بن أبي يقول لاصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا فلئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فذكرت ذلك لعمي فذكر ذلك عمي للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني = (*)
[ 774 ]
(11) * (وذرني) * اتركني * (والمكذبين) * عطف على المفعول أو مفعول معه والمعنى أنا كافيكهم وهم صناديد قريش * (أولي النعمة) * التنعم * (ومهلهم قليلا) * من الزمن فقتلوا بعد يسير منه ببدر. (12) * (إن لدينا أنكالا) * قيودا ثقالا جمع نكل بكسر النون * (وجحيما) * نارا محرقة. (13) * (وطعاما ذا غصة) * يغص به في الحلق وهو الزقوم أو الضريع أو الغسلين أو شوك من نار لا يخرج ولا ينزل * (وعذابا أليما) * مؤلما زيادة على ما ذكر لمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم. (14) * (يوم ترجف) * تزلزل * (الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا) * رملا مجتمعا * (مهيلا) * سائلا بعد اجتماعه وهو من هال يهيل وأصله مهيول استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الهاء وحذفت الواو ثاني الساكنين لزيادتها وقلبت الضمة كسرة لمجانسة الياء. (15) * (إنا أرسلنا إليكم) * يا أهل مكة * (رسولا) * هو محمد صلى الله عليه وسلم * (شاهدا عليكم) * يوم القيامة بما يصدر منكم من العصيان * (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) * هو موسى عليه الصلاة والسلام. (16) * (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا) * شديدا. (17) * (فكيف تتقون إن كفرتم) * في الدنيا * (يوما) * مفعول تتقون، أي عذابه بأي حصن تتحصنون من عذاب يوم * (يجعل الولدان شيبا) * جمع أشيب لشدة هوله وهو يوم القيامة والاصل في شين شيبا الضم وكسرت لمجانسة الياء ويقال في اليوم الشديد يوم يشيب نواصي الاطفال وهو مجاز ويجوز أن يكون المراد في الآية الحقيقة. (18) * (السماء منفطر) * ذات انفطار، أي انشقاق * (به) * بذلك اليوم لشدته * (كان وعده) * تعالى بمجئ ذلك * (مفعولا) * أي هو كائن لا محالة. (19) * (إن هذه) * الآيات المخوفة * (تذكرة) * عظة للخلق * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) * طريقا بالايمان والطاعة. (20) * (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى) * أقل * (من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) * بالجر عطف = النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن ابي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني وصدقه فأصابني شئ لم يضبني قط مثله فجلست في البيت فقال عمي: ما أردت إلا كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك فأنزل الله (إذا جاءك المنافقون) فبعث الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها ثم قال: إن الله قد صدقك له طرق كثيرة عن زيد وفي بعضها أن ذلك في غزوة تبوك وأن نزول السورة ليلا. (*)
[ 775 ]
على ثلثي وبالنصب على أدنى وقيامه كذلك نحو ما أمر به أول السورة * (وطائفة من الذين معك) * عطف على ضمير تقوم وجاز من غير تأكيد للفصل وقيام طائفة من أصحابه كذلك للتأسي به ومنهم من كان لا يدري كم صلى من الليل وكم بقي منه فكان يقوم الليل كله احتياطا فقاموا حتى انتفخت أقدامهم سنة أو أكثر فخفف عنهم قال تعالى: * (والله يقدر) * يحصي * (الليل والنهار علم أن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي أنه * (لن تحصوه) * أي الليل لتقوموا فيما يجب القيام فيه إلا بقيام جميعه وذلك يشق عليكم * (فتاب عليكم) * رجع بكم إلى التخفيف * (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن) * في الصلاة بأن تصلوا ما تيسر * (علم أن) * مخففة من الثقيلة، أي أنه * (سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الارض) * يسافرون * (يبتغون من فضل الله) * يطلبون من رزقه بالتجارة وغيرها * (وآخرون يقاتلون في سبيل الله) * وكل من الفرق الثلاثة يشق عليهم ما ذكر في قيام الليل فخفف عنهم بقيام ما تيسر منه ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس * (فاقرؤوا ما تيسر منه) * كما تقدم * (وأقيموا الصلاة) * المفروضة * (وآتوا الزكاة وأقرضوا الله) * بأن تنفقوا ما سوى المفروض من المال في سبيل الخير * (قرضا حسنا) * عن طيب قلب * (وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا) * مما خلفتم وهو فصل وما بعده وإن لم يكن معرفة يشبهها لامتناعه من التعريف * (وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) * للمؤمنين. * (سورة المدثر) * [ مكية وآياتها ست وخمسون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها المدثر) * النبي صلى الله عليه وسلم وأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال، أي المتلفف بثيابه عند نزول الوحي عليه. (2) * (قم فأنذر) * خوف أهل مكة النار إن لم يؤمنوا. (3) * (وربك فكبر) * عظم عن إشراك المشركين. (سورة التغابن) أسباب نزول الآية 14 أخرج الترمذي والحاكم وصححاه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) في قوم من أهل مكة أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتوا المدينة فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا فهموا أن يعاقبوهم فأنزل الله (وإن تعفوا وتصفحوا) الآية وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم) نزلت في عوف بن مالك الاشجعي كان ذا أهل = (*)
[ 776 ]
(4) * (وثيابك فطهر) * عن النجاسة أو قصرها خلاف جر العرب ثيابهم خيلاء فربما أصابتها نجاسة. (5) * (والرجز) * فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالاوثان * (فاهجر) * أي دم على هجره. (6) * (ولا تمنن تستكثر) * بالرفع حال، أي لا تعط شيئا لتطلب أكثر منه وهذا خاص به صلى الله عليه وسلم لانه مأمور بأجمل الاخلاق وأشرف الآداب. (7) * (ولربك فاصبر) * على الاوامر والنواهي. (8) * (فإذا نقر في الناقور) * نفخ في الصور وهو القرن النفخة الثانية. (9) * (فذلك) * أي وقت النقر * (يومئذ) * بدل مما قبله المبتدأ وبني لاضافته إلى غير متمكن وخبر المبتدأ * (يوم عسير) * والعامل في إذا ما دلت عليه الجملة اشتد الامر. (10) * (على الكافرين غير يسير) * فيه دلالة على أنه يسير على المؤمنين في عسره. (11) * (ذرني) * اتركني * (ومن خلقت) * عطف على المفعول أو مفعول معه * (وحيدا) * حال من من أو من ضميره المحذوف من خلقت منفردا بلا أهل ولا مال هو الوليد بن المغيرة المخزومي. (12) * (وجعلت له ما لا ممدودا) * واسعا متصلا من الزروع والضروع والتجارة. (13) * (وبنين) * عشرة أو أكثر * (شهودا) * يشهدون المحافل وتسمع شهاداتهم. (14) * (ومهدت) * بسطت * (له) * في العيش والعمر والولد * (تمهيدا) *. (15) * (ثم يطمع أن أزيد) *. (16) * (كلا) * لا أزيده على ذلك * (إنه كان لآياتنا) * القرآن * (عنيدا) * معاندا. (17) * (سأرهقه) * أكلفه * (صعودا) * مشقة من العذاب أو جبلا من نار يصعد فيه ثم يهوي أبدا. (18) * (إنه فكر) * فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم * (وقدر) * في نفسه ذلك. (19) * (فقتل) * لعن وعذب * (كيف قدر) * على أي حال كان تقديره. (20) * (ثم قتل كيف قدر) *. (21) * (ثم نظر) * في وجوه قومه أو فيما يقدح به فيه. (22) * (ثم عبس) * قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول * (وبسر) * زاد في القبض والكلوح. (23) * (ثم أدبر) * عن الايمان * (واستكبر) * تكبر عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. (24) * (فقال) * فيما جاء به * (إن) * ما * (هذا إلا سحر يؤثر) * ينقل عن السحرة. (25) * (إن) * ما * (هذا إلا قول البشر) * كما قالوا إنما يعلمه بشر. = وولد فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ووقفوه فقالوا: إلى من تدعنا ؟ فيرق ويقيم فنزلت هذه الآية وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة. أسباب نزول الآية 16 وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت (اتقوا الله حق تقاته) اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين (فاتقوا الله ما استطعتم). (*)
[ 777 ]
(26) * (سأصليه) * أدخله * (سقر) * جهنم. (27) * (وما أدراك ما سقر) * تعظيم لشأنها. (28) * (لا تبقي ولا تذر) * شيئا من لحم ولا عصب إلا أهلكته ثم يعود كما كان. (29) * (لواحة للبشر) * محرقة لظاهر الجلد. (30) * (عليها تسعة عشر) * ملكا خزنتها قال بعض الكفار وكان قويا شديد البأس أنا أكفيكم سبعة عشر واكفوني أنتم اثنين قال تعالى: (31) * (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) * أي فلا يطاقون كما يتوهمون * (وما جعلنا عدتهم) * ذلك * (إلا فتنة) * ضلالا * (للذين كفروا) * بأن يقولوا لم كانوا تسعة عشر * (ليستيقن) * ليستبين * (الذين أوتوا الكتاب) * أي اليهود صدق النبي صلى الله عليه وسلم في كونهم تسعة عشر الموافق لما في كتابهم * (ويزداد الذين آمنوا) * من أهل الكتاب * (إيمانا) * تصديقا لموافقته ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما في كتابهم * (ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) * من غيرهم في عدد الملائكة * (وليقول الذين في قلوبهم مرض) * شك بالمدينة * (والكافرين) * بمكة * (ماذا أراد الله بهذا) * العدد * (مثلا) * سموه لغرابته بذلك وأعرب حالا * (كذلك) * أي مثل إضلال منكر هذا العدد وهدى مصدقه * (يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك) * أي الملائكة في قوتهم وأعوانهم * (إلا هو وما هي) * أي سقر * (إلا ذكرى للبشر) *. (32) * (كلا) * استفتاح بمعنى ألا * (والقمر) *. (33) * (والليل إذا) * بفتح الذال * (دبر) * جاء بعد النهار وفي قراءة إذ أدبر بسكون الذال بعدها همزة، أي مضى. (34) * (والصبح إذا أسفر) * ظهر. (35) * (إنها) * أي سقر * (لاحدى الكبر) * البلايا العظام. (36) * (نذيرا) * حال من إحدى وذكر لانها بمعنى العذاب * (للبشر) *. (37) * (لمن شاء منكم) * بدل من البشر * (أن يتقدم) * إلى الخير أو الجنة بالايمان * (أو يتأخر) * إلى الشر أو النار بالكفر. (38) * (كل نفس بما كسبت رهينة) * مرهونة مأخوذة بعملها في النار. (39) * (إلا أصحاب اليمين) * وهم المؤمنون فناجون منها كائنون. (40) * (في جنات يتساءلون) * بينهم. (41) * (عن المجرمين) * وحالهم ويقولون لهم بعد إخراج الموحدين من النار. (42) * (ما سلككم) * أدخلكم * (في سقر) *. (43) * (قالوا لم نك من المصلين) *. (سورة الطلاق) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة ثم نكح أمرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما عني ما عني إلا عن هذه الشقرة فنزلت (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) = (*)
[ 778 ]
(44) * (ولم نك نطعم المسكين) *. (45) * (وكنا نخوض) * في الباطل * (مع الخائضين) *. (46) * (وكنا نكذب بيوم الدين) * البعث والجزاء. (47) * (حتى أتانا اليقين) * الموت. (48) * (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) * من الملائكة والانبياء والصالحين والمعنى لا شفاعة لهم. (49) * (فما) * مبتدأ * (لهم) * خبره متعلق بمحذوف انتقل ضميره إليه * (عن التذكرة معرضين) * حال من الضمير والمعنى أي شئ حصل لهم في إعراضهم عن الاتعاظ. (50) * (كأنهم حمر مستنفرة) * وحشية. (51) * (فرت من قورة) * أسد أي هربت منه أشد الهرب. (52) * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) * أي من الله تعالى باتباع النبي كما قالوا: لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه. (53) * (كلا) * ردع عما أرادوه * (بل لا يخافون الآخرة) * أي عذابها. (54) * (كلا) * استفتاح * (إنه) * أي القرآن * (تذكرة) * عظة. (55) * (فمن شاء ذكره) * قرأه فاتعظ به. (56) * (وما يذكرون) * بالياء والتاء * (إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى) * بأن يتقى * (وأهل المغفرة) * بأن يغفر لمن اتقاه. { سورة القيامة } [ مكية وآياتها أربعون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (لا) * زائدة في الموضعين * (أقسم بيوم القيامة) *. (2) * (ولا أقسم بالنفس اللوامة) * التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في الاحسان وجواب القسم محذوف، أي لتبعثن دل عليه: = وقال الذهبي: الاسناد واه والخبر خطأ فإن عبد يزيد لم يدرك الاسلام وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأتت أهلها فأنزل الله (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) فقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة وأخرجه ابن جرير عن قتادة مرسلا وابن منذر عن ابن سيرين مرسلا. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله (يا أيها النبي إذا طلقتم = (*)
[ 779 ]
(3) * (أيحسب الانسان) * أي الكافر * (ألن نجمع عظامه) * للبعث والاحياء. (4) * (بلى) * نجمعها * (قادرين) * مع جمعها * (على أن نسوي بنانه) * وهو الاصابع، أي نعيد عظامها كما كانت مع صغرها فكيف بالكبيرة. (5) * (بل يريد الانسان ليفجر) * اللام زائدة ونصبه بأن مقدرة، أي أن يكذب * (أمامه) * أي يوم القيامة، دل عليه: (6) * (يسأل أيان) * متى * (يوم القيامة) * سؤال استهزاء وتكذيب (7) * (فإذا برق البصر) * بكسر الراء وفتحها دهش وتحير لما رأى مما كان يكذبه. (8) * (وخسف القمر) * أظلم وذهب ضوؤه. (9) * (وجمع الشمس والقمر) * فطلعا من المغرب أو ذهب ضوؤهما وذلك في يوم القيامة. (10) * (يقول الانسان يومئذ أين المفر) * الفرار. (11) * (كلا) * ردع عن طلب الفرار * (لا وزر) * لا ملجأ يتحصن به. (12) * (إلى ربك يومئذ المستقر) * مستقر الخلائق فيحاسبون ويجازون. (13) * (ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر) * بأول عمله وآخره. (14) * (بل الانسان على نفسه بصيرة) * شاهد تنطق جوارحه بعمله والهاء للمبالغة فلا بد من جزائه. (15) * (ولو ألقى معاذيره) * جمع معذرة على غير قياس، أي لو جاء بكل معذرة ما قبلت منه. (16) قال تعالى لنبيه: * (لا تحرك به) * بالقرآن قبل فراغ جبريل منه * (لسانك لتعجل به) * خوف أن ينفلت منك. (17) * (إن علينا جمعه) * في صدرك * (وقرآنه) * قراءتك إياه، أي جريانه على لسانك. (18) * (فإذا قرأناه) * عليك بقراءة جبريل * (فاتبع قرآنه) * استمع قراءته فكان صلى الله عليه وسلم يستمع ثم يقرؤه. (19) * (ثم إن علينا بيانه) * بالتفهيم لك، والمناسبة بين هذه الآية وما قبلها أن تلك تضمنت الاعراض عن آيات الله وهذه تضمنت المبادرة إليها بحفظها. (20) * (كلا) * استفتاح بمعنى ألا * (بل يحبون العاجلة) * الدنيا بالياء والتاء في الفعلين. (21) * (ويذرون الآخرة) * فلا يعملون لها. (22) * (وجوه يومئذ) * أي في يوم القيامة * (ناضرة) * حسنة مضيئة. (23) * (إلى ربها ناظرة) * أي يرون الله سبحانه وتعالى في الآخرة. = النساء) الآية قال: بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاص. أسباب نزول الآية 2 وأخرج الحاكم عن جابر قال: نزلت هذه الآية (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له: اتق الله واصبر فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم وكان = (*)
[ 780 ]
(24) * (ووجوه يومئذ باسرة) * كالحة شديدة العبوس. (25) * (تظن) * توقن * (أن يفعل بها فاقرة) * داهية عظيمة تكسر فقار الظهر. (26) * (كلا) * بمعنى ألا * (إذا بلغت) * النفس * (التراقي) * عظام الحلق. (27) * (وقيل) * قال من حوله * (من راق) * يرقيه ليشفى. (28) * (وظن) * أيقن من بلغت نفسه ذلك * (أنه الفراق) * فراق الدنيا. (29) * (والتفت الساق بالساق) * أي إحدى ساقيه بالاخرى عند الموت، أو التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة. (30) * (إلى ربك يومئذ المساق) * أي السوق وهذا يدل على العامل في إذا، والمعنى إذا بلغت النفس الحلقوم تساق إلى حكم ربها. (31) * (فلا صدق) * الانسان * (ولا صلى) * أي لم يصدق ولم يصل. (32) * (ولكن كذب) * بالقرآن * (وتولى) * عن الايمان. (33) * (ثم ذهب إلى أهله يتمطى) * يتبختر في مشيته إعجابا. (34) * (أولى لك) * فيه التفات عن الغيبة والكلمة اسم فعل واللام للتبيين، أي وليك ما تكره * (فأولى) * أي فهو أولى بك من غيرك. (35) * (ثم أولى لك فأولى) * تأكيد. (36) * (أيحسب) * يظن * (الانسان أن يترك سدى) * هملا لا يكلف بالشرائع لا يحسب ذلك. (37) * (ألم يك) * أي كان * (نطفة من مني يمنى) * بالياء والتاء تصب في الرحم. (38) * (ثم كان) * المني * (علقة فخلق) * الله منها الانسان * (فسوى) * عدل أعضاءه. (39) * (فجعل منه) * من المني الذي صار علقة قطعة دم ثم مضغة أي قطعة لحم * (الزوجين) * النوعين * (الذكر والانثى) * يجتمعان تارة وينفرد كل منهما عن الآخر تارة. (40) * (أليس ذلك) * الفعال لهذه الاشياء * (بقادر على أن يحيي الموتى) * قال صلى الله عليه وسلم: بلى. = العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرها فقال كلها فنزلت قال الذهبي حديث منكر له شاهد وأخرج ابن جرير مثله عن سالم بن أبي الجعد والسدي وسمى الرجل عوفا الاشجعي وأخرج الحاكم أيضا من حديث ابن مسعود وسماه كذلك وأخرج ابن مردوية من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال جاء عوف بن مالك الاشجعي فقال يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت = (*)
[ 781 ]
{ سورة الانسان } [ مكية أو مدنية وآياتها إحدى وثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (هل) * قد * (أتى على الانسان) * آدم * (حين من الدهر) * أربعون سنة * (لم يكن) * فيه * (شيئا مذكورا) * كان فيه مصورا من طين لا يذكر أو المراد بالانسان الجنس وبالحين مدة الحمل. (2) * (إنا خلقنا الانسان) * الجنس * (من نطفة أمشاج) * أخلاط، أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين * (نبتليه) * نختبره بالتكليف والجملة مستأنفة أو حال مقدرة، أي مريدين ابتلاءه حين تأهله * (فجعلناه) * بسبب ذلك * (سميعا بصيرا) *. (3) * (إنا هديناه السبيل) * بينا له طريق الهدى ببعث الرسل * (إما شاكرا) * أي مؤمنا * (وإما كفورا) * حالان من المفعول، أي بينا له في حال شكره أو كفره المقدرة وإما لتفصيل الاحوال. (4) * (إنا أعتدنا) * هيأنا * (للكافرين سلاسل) * يسحبون بها في النار * (وأغلالا) * في أعناقهم تشد فيها السلاسل * (وسعيرا) * نارا مسعرة، أي مهيجة يعذبون بها. (5) * (إن الابرار) * جمع بر أو بار وهم المطيعون * (يشربون من كأس) * هو إناء شرب الخمر وهي فيه والمراد من خمر تسمية للحال باسم المحل ومن للتبعيض * (كان مزاجها) * ما تمزج به * (كافورا) *. (6) * (عينا) * بدل من كافورا فيها رائحته * (يشرب بها) * منها * (عباد الله) * أولياؤه * (يفجرونها تفجيرا) * يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم. (7) * (يوفون بالنذر) * في طاعة الله * (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) * منتشرا. = أمه فما تأمرني ؟ قال آمرك وإياها أن تستكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها، فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الآية وأخرجه الخطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ضعيف وابن أبي حاتم من وجه آخر مرسلا. (*)
[ 782 ]
(8) * (ويطعمون الطعام على حبه) * أي الطعام وشهوتهم له * (مسكينا) * فقيرا * (ويتيما) * لا أب له * (وأسيرا) * يعني المحبوس بحق. (9) * (إنما نطعمكم لوجه الله) * لطلب ثوابه * (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) * شكرا فيه علة الاطعام وهل تكلموا بذلك أو علمه الله منهم فأثنى عليهم به، قولان (10) * (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا) * تكلح الوجوه فيه أي كريه المنظر لشدته * (قمطريرا) * شديدا في ذلك. (11) * (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم) * أعطاهم * (نضرة) * حسنا وإضاءة في وجوههم * (وسرورا) *. (12) * (وجزاهم بما صبروا) * بصبرهم عن المعصية * (جنة) * أدخلوها * (وحريرا) * البسوه. (13) * (متكئين) * حال من مرفوع أدخلوها المقدر * (فيها على الارائك) * السرر في الحجال * (لا يرون) * لا يجدون حال ثانية * (فيها شمسا ولا زمهريرا) * لا حرا ولا بردا وقيل الزمهرير القمر فهي مضيئة من غير شمس ولا قمر. (14) * (ودانية) * قريبة عطف على محل لا يرون، أي غير رائين * (عليهم) * منهم * (ظلالها) * شجرها * (وذللت قطوفها تذليلا) * أدنيت ثمارها فينالها القائم والقاعد والمضطجع. (15) * (ويطاف عليهم) * فيها * (بآنية من فضة وأكواب) * أقداح بلا عرى * (كانت قوارير) *. (16) * (قوارير من فضة) * أي أنها من فضة يرى باطنها من ظاهرها كالزجاج * (قدروها) * أي الطائفون * (تقديرا) * على قدر ري الشاربين من غير زيادة ولا نقص وذلك ألذ الشراب. (17) * (ويسقون فيها كأسا) * خمرا * (كان مزاجها) * ما تمزج به * (زنجبيلا) *. (18) * (عينا) * بدل من زنجبيلا * (فيها تسمى سلسبيلا) * يعنى أن ماءها كالزنجبيل الذي تستلذ به العرب سهل المساغ في الحلق. (19) * (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) * بصفة الولدان لا يشيبون * (إذا رأيتهم حسبتهم) * لحسنهم وانتشارهم في الخدمة * (لؤلؤا منثورا) * من سلكه أو من صدفه وهو أحسن منه في غير ذلك. (20) * (وإذا رأيت ثم) * أي وجدت الرؤية منك في الجنة * (رأيت) * جواب إذا * (نعيما) * لا يوصف * (وملكا كبيرا) * واسعا لا غاية له. أسباب نزول الآية 4 وأخرج ابن جرير واسحاق بن راهويه والحاكم وغيرهم عن أبي بن كعب قال لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد من عدد النساء قالوا قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار وأولات الاحمال فأنزلت (واللائي يئسن من المحيض) الآية صحيح الاسناد وأخرج مقاتل في تفسيره أن خلاد بن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة التي لا تحيض فنزلت. (*)
[ 783 ]
(21) * (عاليهم) * فوقهم فنصبه على الظرفية وهو خبر لمبتدأ بعده وفي قراءة بسكون الياء مبتدأ وما بعده خبر والضمير المتصل به للمعطوف عليهم. * (ثياب سندس) * حرير * (خضر) * بالرفع * (وإستبرق) * بالجر ما غلظ من الديباج فهو البطائن والسندس الظهائر وفي قراءة عكس ما ذكر فيهما وفي أخرى، برفعهما وفي أخرى بجرهما * (وحلوا أساور من فضة) * وفي موضع من ذهب للايذان بأنهم يحلون من النوعين معا ومفرقا * (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) * مبالغة في طهارته ونظافته بخلاف خمر الدنيا. (22) * (إن هذا) * النعيم * (كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) *. (23) * (إنا نحن) * تأكيد لاسم إن أو فصل * (نزلنا عليك القرآن تنزيلا) * خبر إن أي فصلناه ولم ننزله جملة واحدة. (24) * (فاصبر لحكم ربك) * عليك بتبليغ رسالته * (ولا تطع منهم) * أي الكفار * (آثما أو كفورا) * أي عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة قالا للنبي صلى الله عليه وسلم ارجع عن هذا الامر ويجوز أن يراد كل آثم وكافر أي لا تطع أحدهما أيا كان فيما دعاك إليه من إثم أو كفر. (25) * (واذكر اسم ربك) * في الصلاة * (بكرة وأصيلا) * يعني الفجر والظهر والعصر. (26) * (ومن الليل فاسجد له) * يعني المغرب والعشاء * (وسبحه ليلا طويلا) * صل التطوع فيه كما تقدم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه. (27) * (إن هؤلاء يحبون العاجلة) * الدنيا * (ويذرون وراءهم يوما ثقيلا) * شديدا أي يوم القيامة لا يعملون له. (28) * (نحن خلقناهم وشددنا) * قوينا * (أسرهم) * أعضاءهم ومفاصلهم * (وإذا شئنا بدلنا) * جعلنا * (أمثالهم) * في الخلقة بدلا منهم بأن نهلكهم * (تبديلا) * تأكيد ووقعت إذا موقع إن نحو إن يشأ يذهبكم لانه تعالى لم يشأ ذلك وإذا لما يقع. (29) * (إن هذه) * السورة * (تذكرة) * عظة للخلق * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) * طريقا بالطاعة (30) * (وما تشاؤون) * بالتاء والياء اتخاذ السبيل بالطاعة * (إلا أن يشاء الله) * ذلك * (إن الله كان عليما) * بخلقه * (حكيما) * في فعله. (31) * (يدخل من يشاء في رحمته) * جنته وهم المؤمنون * (والظالمين) * ناصبه فعل مقدر، أي أعد يفسره * (أعد لهم عذابا أليما) * مؤلما وهم الكافرون. (سورة التحريم) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم والنسائي بسند صحيح عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) الآية. (*)
[ 784 ]
{ سورة المرسلات } [ مكية وآياتها خمسون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والمرسلات عرفا) * أي الرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا ونصبه على الحال. (2) * (فالعاصفات عصفا) * الرياح الشديدة. (3) * (والناشرات نشرا) * الرياح تنشر المطر. (4) * (فالفارقات فرقا) * أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام. (5) * (فالملقيات ذكرا) * أي الملائكة تنزل بالوحي إلى الانبياء والرسل يلقون الوحي إلى الامم. (6) * (عذرا أو نذرا) * أي للاعذار والانذار من الله تعالى وفي قراءة بضم ذال نذرا وقرئ بضم ذال عذرا. (7) * (إنما توعدون) * أي يا كفار مكة من البعث والعذاب * (لواقع) * كائن لا محالة. (8) * (فإذا النجوم طمست) * محي نورها. (9) * (وإذا السماء فرجت) * شقت (10) * (وإذا الرسل نسفت) * فتتت وسيرت. (11) * (وإذا الرسل أقتت) * بالواو وبالهمزة بدلا منها، أي جمعت لوقت. (12) * (لاي يوم) * ليوم عظيم * (أجلت) * للشهادة على أممهم بالتبليغ. (13) * (ليوم الفصل) * بين الخلق ويؤخذ منه جواب إذا، أي وقع الفصل بين الخلائق. (14) * (وما أدراك ما يوم الفصل) * تهويل لشأنه. (15) * (ويل يومئذ للمكذبين) * هذا وعيد لهم. (16) * (ألم نهلك الاولين) * بتكذيبهم، أي أهلكناهم. (17) * (ثم نتبعهم الآخرين) * ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم. (18) * (كذلك) * مثل ما فعلنا بالمكذبين * (نفعل بالمجرمين) * بكل من أجرم فيما يستقبل فنهلكهم. أسباب نزول الآية 2 وأخرج الضياء في المختارة من حديث ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا تخبري أحدا ان أم إبراهيم علي حرام، فلم يقربها حتى أخبرت عائشة فأنزل الله (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) وأخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية سريته بيت حفصة فجاءت فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتي دون بيوت نسائك قال فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة واكتمي هذا علي فخرجت حتى أتت عائشة فأخبرتها فأنزل الله (يا أيها النبي لم تحرم) الآيات وأخرج البزار = (*)
[ 785 ]
(19) * (ويل يومئذ للمكذبين) * تأكيد. (20) * (ألم نخلقك من ماء مهين) * ضعيف وهو المني. (21) * (فجعلناه في قرار مكين) * حريز وهو الرحم. (22) * (إلى قدر معلوم) * وهو وقت الولادة. (23) * (فقدرنا) * على ذلك * (فنعم القادرون) * نحن. (24) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (25) * (ألم نجعل الارض كفاتا) * مصدر كفت بمعنى ضم، أي ضامة. (26) * (أحياء) * على ظهرها * (وأمواتا) * في بطنها. (27) * (وجعلنا فيها رواسي شامخات) * جبالا مرتفعات * (وأسقيناكم ماء فراتا) * عذبا. (28) * (ويل يومئذ للمكذبين) * ويقال للمكذبين يوم القيامة: (29) * (انطلقوا إلى ما كنتم به) * من العذاب * (تكذبون) *. (30) * (إنطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) * هو دخان جهنم إذا ارتفع افترق ثلاث فرق لعظمه. (31) * (لا ظليل) * كنين يظلهم من حر ذلك اليوم * (ولا يغني) * يرد عنهم شيئا * (من اللهب) * النار. (32) * (إنها) * أي النار * (ترمي بشرر) * هو ما تطاير منها * (كالقصر) * من البناء في عظمه وارتفاعه. (33) * (كأنه جمالات) * جمع جمالت جمع جمل وفي قراءة جمالت * (صفر) * في هيئتها ولونها وفي الحديث " شرار الناس أسود كالقير " والعرب تسمي سود الابل صفرا لشوب سوادها بصفرة فقيل صفر في الآية بمعنى سود لما ذكر وقيل لا، والشرر: جمع شرارة، والقير: القار. (34) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (35) * (هذا) * أي يوم القيامة * (يوم لا ينطقون) * فيه بشئ. (36) * (ولا يؤذن لهم) * في العذر * (فيعتذرون) * عطف على يؤذن من غير تسبب عنه فهو داخل في حيز النفي، أي لا إذن فلا اعتذار. (37) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (38) * (هذا يوم الفصل جمعناكم) * أيها المكذبون من هذه الامة * (والاولون) * من المكذبين قبلكم فتحاسبون وتعذبون جميعا. (39) * (فإن كان لكم كيد) * حيلة في دفع العذاب عنكم * (فكيدون) * فافعلوها. = بسند صحيح عن ابن عباس قال نزلت (يا أيها النبي لم تحرم) الآية في سريته وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة العسل فدخل على عائشة فقالت إني أجد منك ريحا ثم دخل على حفصة فقالت مثل ذلك فقال أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فنزلت (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) وله شاهد في الصحيحين قال الحافظ ابن حجر يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال = (*)
[ 786 ]
(40) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (41) * (إن المتقين في ظلال) * أي تكاثف أشجار إذ لا شمس يظل من حرها * (وعيون) * نابعة من الماء. (42) * (وفواكه مما يشتهون) * فيه إعلام بأن المأكل والمشرب في الجنة بحسب شهواتهم بخلاف الدنيا فبحسب ما يجد الناس في الاغلب ويقال لهم. (43) * (كلوا واشربوا هنيئا) * حال، أي متهنئين * (بما كنتم تعملون) * من الطاعة. (44) * (إنا كذلك) * كما جزينا المتقين * (نجزي المحسنين) *. (45) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (46) * (كلوا وتمتعوا) * خطاب للكفار في الدنيا * (قليلا) * من الزمان وغايته إلى الموت، وفي هذا تهديد لهم * (إنكم مجرمون) *. (47) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (48) * (وإذا قيل لهم اركعوا) * صلوا * (لا يركعون) * لا يصلون. (49) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (50) * (فبأي حديث بعده) * أي القرآن * (يؤمنون) * أي لا يمكن إيمانهم بغيره من كتب الله بعد تكذيبهم به لاشتماله على الاعجاز الذي لم يشتمل عليه غيره. { سورة النبأ } [ مكية وآياتها 40 أو 41 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (عم) * عن أي شئ * (يتساءلون) * يسأل بعض قريش بعضا. (2) * (عن النبأ العظيم) * بيان لذلك الشئ والاستفهام لتفخيمه وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن المشتمل على البعث وغيره. (3) * (الذي هم فيه مختلفون) * فالمؤمنون يثبتونه والكافرون ينكرونه. (4) * (كلا) * ردع * (سيعلمون) * ما يحل بهم على إنكارهم له. (5) * (ثم كلا سيعلمون) * تأكيد وجئ فيه بثم للايذان بأن الوعيد الثاني أشد من الاول، ثم أومأ تعالى إلى القدرة على البعث فقال: (6) * (ألم نجعل الارض مهادا) * فراشا كالمهد. = سألت أم سلمة عن هذه الآية (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) قالت كان عندي عكة من عسل أبيض فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان يحبه فقالت له عائشة نحلها يجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية وأخرج الحارث بن أسامة في مسنده عن عائشة قالت لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح أنزل الله (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) فأنفق عليه غريب جدا في سبب نزولها وأخرج = (*)
[ 787 ]
(7) * (والجبال أوتادا) * تثبت بها الارض كما تثبت الخيام بالاوتاد، والاستفهام للتقرير. (8) * (وخلقناكم أزواجا) * ذكورا وإناثا. (9) * (وجعلنا نومكم سباتا) * راحة لابدانكم. (10) * (وجعلنا الليل لباسا) * ساترا بسواده. (11) * (وجعلنا النهار معاشا) * وقتا للمعايش. (12) * (وبنينا فوقكم سبعا) * سبع سماوات * (شدادا) * جمع شديدة، أي قوية محكمة لا يؤثر فيها مرور الزمان. (13) * (وجعلنا سراجا) * منيرا * (وهاجا) * وقادا: يعني الشمس. (14) * (وأنزلنا من المعصرات) * السحابات التي حان لها أن تمطر، كالمعصر الجارية التي دنت من الحيض * (ماء ثجاجا) * صبابا. (15) * (لنخرج به حبا) * كالحنطة * (ونباتا) * كالتين. (16) * (وجنات) * بساتين * (ألفافا) * ملتفة، جمع لفيف كشريف وأشراف (17) * (إن يوم الفصل) * بين الخلائق * (كان ميقاتا) * وقتا للثواب والعقاب. (18) * (يوم ينفخ في الصور) * القرن بدل من يوم الفصل أو بيان له والنافخ إسرافيل * (فتأتون) * من قبوركم إلى الموقف * (أفواجا) * جماعات مختلفة. (19) * (وفتحت السماء) * بالتشديد والتخفيف شققت لنزول الملائكة * (فكانت أبوابا) * ذات أبواب. (20) * (وسيرت الجبال) * ذهب بها عن أماكنها * (فكانت سرابا) * هباء، أي مثله في خفة سيرها. (21) * (إن جهنم كانت مرصادا) * راصدة أو مرصدة. (22) * (للطاغين) * الكافرين فلا يتجاوزونها * (مآبا) * مرجعا لهم فيدخلونها. (23) * (لابثين) * حال مقدرة، أي مقدرا لبثهم * (فيها أحقابا) * دهورا لا نهاية لها جمع حقب بضم أوله. (24) * (لا يذوقون فيها بردا) * نوما فإنهم لا يذوقونه * (ولا شرابا) * ما يشرب تلذذا. (25) * (إلا) * لكن * (حميما) * ماء حارا غاية الحرارة * (وغساقا) * بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار فإنهم يذوقونه جوزوا بذلك. (26) * (جزاء وفاقا) * موافقا لعملهم فلا ذنب أعظم من الكفر ولا عذاب أعظم من النار. (27) * (إنهم كانوا لا يرجون) * يخافون * (حسابا) * لانكارهم البعث. (28) * (وكذبوا بآياتنا) * القرآن * (كذابا) * تكذيبا. = ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم غريب أيضا وسنده ضعيف. أسباب نزول الآية 5 قوله تعالى (عسى ربه إن طلقكن) الآية تقدم نزولها وهو قول عمر في سورة البقرة. (*)
[ 788 ]
(29) * (وكل شئ) * من الاعمال * (أحصيناه) * ضبطناه * (كتابا) * كتبا في اللوح المحفوظ لنجازي عليه ومن ذلك تكذيبهم بالقرآن. (30) * (فذوقوا) * أي فيقال لهم في الآخرة عند وقوع العذاب ذوقوا جزاءكم * (فلن نزيدكم إلا عذابا) * فوق عذابكم. (31) * (إن للمتقين مفازا) * مكان فوز في الجنة. (32) * (حدائق) * بساتين بدل من مفازا أو بيان له * (وأعنابا) * عطف على مفازا. (33) * (وكواعب) * جواري تكعبت ثديهن جمع كاعب * (أترابا) * على سن واحد، جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء. (34) * (وكأسا دهاقا) * خمرا مالئة محالها، وفي سورة القتال: " وأنهار من خمر ". (35) * (لا يسمعون فيها) * أي الجنة عند شرب الخمر وغيرها من الاحوال * (لغوا) * باطلا من القول * (ولا كذابا) * بالتخفيف، أي: كذبا، وبالتشديد أي تكذيبا من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر. (36) * (جزاء من ربك) * أي جزاهم الله بذلك جزاء * (عطاء) * بدل من جزاء * (حسابا) * أي كثيرا، من قولهم: أعطاني فأحسبني، أي أكثر علي حتى قلت حسبي. (37) * (رب السماوات والارض) * بالجر والرفع * (وما بينهما الرحمن) * كذلك وبرفعه مع جر رب * (لا يملكون) * أي الخلق * (منه) * تعالى * (خطابا) * أي لا يقدر أحد أن يخاطبه خوفا منه. (38) * (يوم) * ظرف ل " لا يملكون " * (يقوم الروح) * جبريل أو جند الله * (والملائكة صفا) * حال، أي مصطفين * (لا يتكلمون) * أي الخلق * (إلا من أذن له الرحمن) * في الكلام * (وقال) * قولا * (صوابا) * من المؤمنين والملائكة كأن يشفعوا لمن ارتضى. (39) * (ذلك اليوم الحق) * الثابت وقوعه وهو يوم القيامة * (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) * مرجعا، أي رجع إلى الله بطاعته ليسلم من العذاب فيه. (40) * (إنا أنذرناكم) * يا كفار مكة * (عذابا قريبا) * عذاب يوم القيامة الآتي، وكل آت قريب * (يوم) * ظرف لعذابا بصفته * (ينظر المرء) * كل امرئ * (ما قدمت يداه) * من خير وشر * (ويقول الكافر يا) * حرف تنبيه * (ليتني كنت ترابا) * يعني فلا أعذب يقول ذلك عندما يقول الله تعالى للبهائم بعد الاقتصاص من بعضها لبعض: كوني ترابا. (سورة ن) أسباب نزول الآية 2 أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إنه مجنون ثم شيطان فنزلت (ما أنت بنعمة ربك بمجنون). أسباب نزول الآية 4 وأخرج أبو نعيم في الدلائل والواحدي بسند واه عن عائشة قالت ما كان أحد أحسن خلقا من = (*)
[ 789 ]
{ سورة النازعات } [ مكية وآياتها ست وأربعون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والنازعات) * الملائكة تنزع أرواح الكفار * (غرقا) * نزعا بشدة. (2) * (والناشطات نشطا) * الملائكة تنشط أرواح المؤمنين، أي تسلها برفق. (3) * (والسابحات سبحا) * الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى، أي تنزل. (4) * (فالسابقات سبقا) * الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة. (5) * (فالمدبرات أمرا) * الملائكة تدبر أمر الدنيا، أي تنزل بتدبيره، وجواب هذه الاقسام محذوف، أي لتبعثن يا كفار مكة وهو عامل في. (6) * (يوم ترجف الراجفة) * النفخة الاولى بها يرجف كل شئ، أي يتزلزل فوصفت بما يحدث منها. (7) * (تتبعها الرادفة) * النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة، والجملة حال من الراجفة، فاليوم واسع للنفختين وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية. (8) * (قلوب يومئذ واجفة) * خائفة قلقة. (9) * (أبصارهم خاشعة) * ذليلة لهول ما ترى (10) * (يقولون) * أي أرباب القلوب والابصار استهزاء وإنكارا للبعث * (أئنا) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين * (لمردودون في الحافرة) * أي أنرد بعد الموت إلى الحياة، والحافرة: اسم لاول الامر، ومنه رجع فلان في حافرته: إذا رجع من حيث جاء. (11) * (أئذا كنا عظاما نخرة) * وفي قراءة ناخرة بالية متفتتة نحيا. (12) * (قالوا تلك) * أي رجعتنا إلى الحياة * (إذا) * إن صحت * (كرة) * رجعة * (خاسرة) * ذات خسران قال تعالى: (13) * (فإنما هي) * أي الرادفة التي يعقبها البعث * (زجرة) * نفخة * (واحدة) * فإذا نفخت. (14) * (فإذا هم) * أي كل الخلائق * (بالساهرة) * = رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك فلذلك أنزل الله (وإنك لعلى خلق عظيم). أسباب نزول الآية 10 و 11 و 13 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله (ولا تطع كل حلاف مهين) قال نزلت في الاخنس بن شريق وأخرج ابن المنذر عن الكلبي مثله، وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نزلت في الاسود بن عبد يغوث وأخرج = (*)
[ 790 ]
بوجه الارض أحياء بعدما كانوا بطنها أمواتا (15) * (هل أتاك) * يا محمد * (حديث موسى) * عامل في. (16) * (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) * اسم الوادي بالتنوين وتركه فقال: (17) * (اذهب إلى فرعون إنه طغى) * تجاوز الحد في الكفر. (18) * (فقل هل لك) * أدعوك * (إلى أن تزكى) * وفي قراءة بتشديد الزاي بإدغام التاء الثانية في الاصل فيها: تتطهر من الشرك بأن تشهد أن لا إله إلا الله. (19) * (وأهديك إلى ربك) * أدلك على معرفته ببرهان * (فتخشى) * فتخافه. (20) * (فأراه الآية الكبرى) * من آياته السبع وهي اليد أو العصا. (21) * (فكذب) * فرعون موسى * (وعصى) * الله تعالى (22) * (ثم أدبر) * عن الايمان * (يسعى) * في الارض بالفساد. (23) * (فحشر) * جمع السحرة وجنده * (فنادى) *. (24) * (فقال أنا ربكم الاعلى) * لا رب فوقي. (25) * (فأخذه الله) * أهلكه بالغرق * (نكال) * عقوبة * (الآخرة) * أي هذه الكلمة * (والاولى) * أي قوله قبلها: " ما علمت لكم من إله غيري " وكان بينهما أربعون سنة. (26) * (إن في ذلك) * المذكور * (لعبرة لمن يخشى) * الله تعالى. (27) * (أأنتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه، أي منكرو البعث * (أشد خلقا أم السماء) * أشد خلقا * (بناها) * بيان لكيفية خلقها. (28) * (رفع سمكها) * تفسير لكيفية البناء، أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعا، وقيل سمكها سقفها * (فسواها) * جعلها مستوية بلا عيب. (29) * (وأغطش ليلها) * أظلمه * (وأخرج ضحاها) * أبرز نور شمسها وأضيف إليها الليل لانه ظلها والشمس لانها سراجها. (30) * (والارض بعد ذلك دحاها) * بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو (31) * (أخرج) * حال بإضمار قد أي مخرجا * (منها ماءها) * بتفجير عيونها * (ومرعاها) * ما ترعاه النعم من الشجر والعشب وما يأكله الناس من الاقوات والثمار، وإطلاق المرعى عليه استعارة. (32) * (والجبال أرساها) * أثبتها على وجه الارض لتسكن. (33) * (متاعا) * مفعول له لمقدر، أي فعل ذلك متعة أو مصدر أي تمتيعا = ابن جرير عن ابن عباس قال نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم) فلم نعرفه حتى نزل بعد ذلك (عتل بعد ذلك زنيم) فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة. أسباب نزول الآية 17 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج أن أبا جهل قال يوم بدر خذوهم أخذا فاربطوهم في الجبال = (*)
[ 791 ]
* (لكم ولانعامكم) * جمع نعم وهي الابل والبقر والغنم. (34) * (فإذا جاءت الطامة الكبرى) * النفخة الثانية. (35) * (يوم يتذكر الانسان) * بدل من إذا * (ما سعى) * في الدنيا من خير وشر. (36) * (وبرزت) * أظهرت * (الجحيم) * النار المحرقة * (لمن يرى) * لكل راء وجواب إذا: (37) * (فأما من طغى) * كفر. (38) * (وآثر الحياة الدنيا) * باتباع الشهوات. (39) * (فإن الجحيم هي المأوى) * مأواه (40) * (وأما من خاف مقام ربه) * قيامه بين يديه * (ونهى النفس) * الامارة * (عن الهوى) * المردي باتباع الشهوات. (41) * (فإن الجنة هي المأوى) * وحاصل الجواب: فالعاصي في النار والمطيع في الجنة. (42) * (يسألونك) * أي كفار مكة * (عن الساعة أيان مرساها) * متى وقوعها وقيامها. (43) * (فيم) في أي شئ * (أنت من ذكراها) * أي ليس عندك علمها حتى تذكرها. (44) * (إلى ربك منتهاها) * منتهى علمها لا يعلمه غيره. (45) * (إنما أنت منذر) * إنما ينفع إنذارك * (من يخشاها) * يخافها. (46) * (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا) * في قبورهم * (إلا عشية أو ضحاها) * عشية يوم أو بكرته وصح إضافة الضحى إلى العشية لما بينهما من الملابسة إذ هما طرفا النهار، وحسن الاضافة وقوع الكلمة فاصلة. * (سورة عبس) * [ مكية وآياتها 42 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (عبس) * النبي: كلح وجهه * (وتولى) * أعرض لاجل. (2) * (أن جاءه الاعمى) * عبد الله بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به ممن يرجو إسلامه من أشراف قريش الذين هو حريص على إسلامهم، ولم يدر الاعمى أنه مشغول بذلك فناداه علمني مما علمك الله، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته فعوتب في ذلك بما نزل في هذه السورة، فكان بعد ذلك يقول له إذا جاء: " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي " ويبسط له رداءه. = ولا تقتلوا منهم أحدا فنزلت (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) يقول في قدرتهم عليه كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة. (سورة الحاقة) أسباب نزول الآية 12 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي عن بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب إني أمرت = (*)
[ 792 ]
(3) * (وما يدريك) * يعلمك * (لعله يزكى) * فيه إدغام التاء في الاصل في الزاي، أي يتطهر من الذنوب ما يسمع منك. (4) * (أو يذكر) * فيه إدغام التاء في الاصل في الذال أي يتعظ * (فتنفعه الذكرى) * العظة المسموعة منك وفي قراءة بنصب تنفعه جواب الترجي. (5) * (أما من استغنى) * بالمال. (6) * (فأنت له تصدى) * وفي قراءة بتشديد الصاد بإدغام التاء الثانية في الاصل فيها: تقبل وتتعرض. (7) * (وما عليك ألا يزكى) * يؤمن. (8) * (وأما من جاءك يسعى) * حال من فاعل جاء. (9) * (وهو يخشى) * الله حال من فاعل يسعى وهو الاعمى. (10) * (فأنت عنه تلهى) * فيه حذف التاء الاخرى في الاصل أي تتشاغل. (11) * (كلا) * لا تفعل مثل ذلك * (إنها) * أي السورة أو الآيات * (تذكرة) * عظة للخلق. (12) * (فمن شاء ذكره) * حفظ ذلك فاتعظ به. (13) * (في صحف) * خبر ثان لانها وما قبله اعتراض * (مكرمة) * عند الله. (14) * (مرفوعة) * في السماء * (مطهرة) * منزهة عن مس الشياطين. (15) * (بأيدي سفرة) * كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ. (16) * (كرام برزة) * مطيعين لله تعالى وهم الملائكة (17) * (قتل الانسان) * لعن الكافر * (ما أكفره) * استفهام توبيخ، أي ما حمله على الكفر. (18) * (من أي شئ خلقه) * استفهام تقرير، ثم بينه فقال: (19) * (من نطفة خلقه فقدره) * علقة ثم مضغة إلى آخر خلقه. (20) * (ثم السبيل) * أي طريق خروجه من بطن أمه * (يسره) *. (21) * (ثم أماته فأقبره) * جعله في قبر يستره. (22) * (ثم إذا شاء أنشره) * للبعث. (23) * (كلا) * حقا * (لما يقض) * لم يفعل * (ما أمره) * به ربه. (24) * (فلينظر الانسان) * نظر اعتبار * (إلى طعامه) * كيف قدر ودبر له. (25) * (أنا صببنا الماء) * من السحاب * (صبا) *. (26) * (ثم شققنا الارض) * بالنبات * (شقا) *. (27) * (فأنبتنا فيها حبا) * كالحنطة والشعير. (28) * (وعنبا وقضبا) * هو القت الرطب. (29) * (وزيتونا ونخلا) *. (30) * (وحدائق غلبا) * بساتين كثيرة الاشجار. (31) * (وفاكهة وأبا) * ما ترعاه البهائم وقيل التبن. = أن أدنيك وأقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي وقال فنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) لا يصح. (سورة المعارج) أسباب نزول الآية 1 أخرج النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى (سأل سائل) قال هو النضر بن الحارث قال = (*)
[ 793 ]
(32) * (متاعا) * متعة أو تمتيعا كما تقدم في السورة قبلها * (لكم ولانعامكم) * تقدم فيها أيضا. (33) * (فإذا جاءت الصاخة) * النفخة الثانية. (34) * (يوم يفر المرء من أخيه) * زوجته. (35) * (وأمه وأبيه) *. (36) * (وصاحبته) * زوجته * (وبنيه) * يوم بدل من إذا، وجوابها دل عليه. (37) * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * حال يشغله عن شأن غيره، أي اشتغل كل واحد بنفسه. (38) * (وجوه يومئذ مسفرة) * مضيئة. (39) * (ضاحكة مستبشرة) * فرحة وهم المؤمنون. (40) * (ووجوه يومئذ عليها غبرة) * غبار. (41) * (ترهقها) * تغشاها * (قترة) * ظلمة وسواد. (42) * (أولئك) * أهل هذه الحالة * (هم الكفرة الفجرة) * أي الجامعون بين الكفر والفجور. { سورة التكوير } [ مكية وآياتها تسع وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا الشمس كورت) * لففت وذهب بنورها. (2) * (وإذا النجوم انكدرت) * انقضت وتساقطت على الارض. (3) * (وإذا الجبال سيرت) * ذهب بها عن وجه الارض فصارت هباء منبثا. (4) * (وإذا العشار) * النوق الحوامل * (عطلت) * تركت بلا راع أو بلا حلب لما دهاهم من الامر، وإن لم يكن مال أعجب إليهم منها. (5) * (وإذا الوحوش حشرت) * جمعت بعد البعث ليقتص لبعض من بعض ثم تصير ترابا. (6) * (وإذا البحار سجرت) * بالتخفيف والتشديد: أوقدت فصارت نارا. (7) * (وإذا النفوس زوجت) * قرنت بأجسادها. (8) * (وإذا الموؤودة) * الجارية تدفن حية خوف العار والحاجة * (سئلت) * تبكيتا لقاتلها. = اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالى (سأل سائل) قال: نزلت بمكة في النضر بن الحارث وقد قال (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) الآية وكان عذابه يوم بدر. أسباب نزول الآية 2 وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال نزلت (سأل سائل بعذاب واقع) فقال الناس على من يقع = (*)
[ 794 ]
(9) * (بأي ذنب قتلت) * وقرئ بكسر التاء حكاية لما تخاطب به وجوابها أن تقول: قتلت بلا ذنب. (10) * (وإذا الصحف) * صحف الاعمال * (نشرت) * بالتخفيف والتشديد فتحت وبسطت. (11) * (وإذا السماء كشطت) * نزعت عن أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة. (12) * (وإذا الجحيم) * النار * (سعرت) * بالتخفيف والتشديد أججت. (13) * (وإذا الجنة أزلفت) * قربت لاهلها ليدخلوها وجواب إذا أول السورة وما عطف عليها. (14) * (علمت نفس) * كل نفس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة * (ما أحضرت) * من خير وشر. (15) * (فلا أقسم) * لا زائدة * (بالخنس) *. (16) * (الجوار الكنس) * هي النجوم الخمسة: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، تخنس بضم النون، أي ترجع في مجراها وراءها، بينما نرى النجم في آخر البرج إذ كر راجعا إلى أوله، وتكنس بكسر النون: تدخل في كناسها، أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها. (17) * (والليل إذا عسعس) * أقبل بظلامه أو أدبر. (18) * (والصبح إذا تنفس) * امتد حتى يصير نهارا بينا. (19) * (إنه) * أي القرآن * (لقول رسول كريم) * على الله تعالى وهو جبريل أضيف إليه لنزوله به. (20) * (ذي قوة) * أي شديد القوى * (عند ذي العرش) * أي الله تعالى * (مكين) * ذي مكانة متعلق به عند. (21) * (مطاع ثم) * تطيعه الملائكة في السماوات * (أمين) * على الوحي. (22) * (وما صاحبكم) * محمد صلى الله عليه وسلم عطف على إنه إلى آخر المقسم عليه * (بمجنون) * كما زعمتم. (23) * (ولقد رآه) * رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خلق عليها * (بالافق المبين) * البين وهو الاعلى بناحية المشرق. (24) * (وما هو) * محمد صلى الله عليه وسلم * (على الغيب) * ما غاب من الوحي وخبر السماء * (بظنين) * أي بمتهم، وفي قراءة بالضاد، أي ببخيل فينتقص شيئا منه. (25) * (وما هو) * أي القرآن * (بقول شيطان) * مسترق السمع * (رجيم) * مرجوم. (26) * (فأين تذهبون) * فبأي طريق تسلكون في إنكاركم القرآن وإعراضكم عنه. = العذاب ؟ فأنزل الله (الكافرين ليس له دافع). (سورة الجن) أسباب نزول الآية 1 أخرج البخاري والترمذي وغيرهما عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم = (*)
[ 795 ]
(27) * (إن) * ما * (ما هو إلا ذكر) * عظة * (للعالمين) * الانس والجن. (28) * (لمن شاء منكم) * بدل من العالمين بإعادة الجار * (أن يستقيم) * باتباع الحق. (29) * (وما تشاؤون) * الاستقامة على الحق * (إلا أن يشاء الله رب العالمين) * الخلائق استقامتكم عليه. { سورة الانفطار } [ مكية وآياتها تسع عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا السماء انفطرت) * انشقت. (2) * (وإذا الكواكب انتثرت) * انقضت وتساقطت. (3) * (وإذا البحار فجرت) * فتح بعضها في بعض فصارت بحرا واحدا واختلط العذب بالملح. (4) * (وإذا القبور بعثرت) * قلب ترابها وبعث موتاها وجواب إذا وما عطف عليها. (5) * (علمت نفس) * أي كل نفس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة * (ما قدمت) * من الاعمال * (و) * ما * (أخرت) * منها فلم تعمله. (6) * (يا أيها الانسان) * الكافر * (ما غرك بربك الكريم) * حتى عصيته. (7) * (الذي خلقك) * بعد أن لم تكن * (فسواك) * جعلك مستوي الخلقة، سالم الاعضاء * (فعدلك) * بالتخفيف والتشديد: جعلك معتدل الخلق متناسب الاعضاء ليست يد أو رجل أطول من الاخرى. (8) * (في أي صورة ما) * صلة * (شاء ركبك) *. (9) * (كلا) * ردع عن الاغترار بكرم الله تعالى * (بل تكذبون) * أي كفار مكة * (بالدين) * بالجزاء على الاعمال. (10) * (وإن عليكم لحافظين) * من الملائكة لاعمالكم (11) * (كراما) * على الله * (كاتبين) * لها. = ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعوا إلى قومهم فقالوا ما هذا إلا لشئ قد حدث فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فانظروا هذا الذي حدث فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي = (*)
[ 796 ]
(12) * (يعلمون ما تفعلون) * جميعه. (13) * (إن الابرار) * المؤمنين الصادقين في إيمانهم * (لفي نعيم) * جنة. (14) * (وإن الفجار) * الكفار * (لفي جحيم) * نار محرقة. (15) * (يصلونها) * يدخلونها ويقاسون حرها * (يوم الدين) * الجزاء. (16) * (وما هم عنها بغائبين) * بمخرجين. (17) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما يوم الدين) *. (18) * (ثم ما أدراك ما يوم الدين) * تعظيم لشأنه. (19) * (يوم) * بالرفع، أي هو يوم * (لا تملك نفس لنفس شيئا) * من المنفعة * (والامر يومئذ لله) * لا أمر لغيره فيه أي لم يمكن أحدا من التوسط فيه بخلاف الدنيا. { سورة المطففين } [ مكية أو مدنية آياتها ست وثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ويل) * كلمة عذاب، أو واد في جهنم * (للمطففين) *. (2) * (الذين إذا اكتالوا على) * أي من * (الناس يستوفون) * الكيل. (3) * (وإذا كالوهم) * أي كالوا لهم * (أو وزنوهم) * أي وزنوا لهم * (يخسرون) * ينقصون الكيل أو الوزن. (4) * (ألا) * استفهام توبيخ * (يظن) * يتيقن * (أولئك أنهم مبعوثون) *. (5) * (ليوم عظيم) * أي فيه وهو يوم القيامة. (6) * (يوم) * بدل من محل ليوم فناصبه مبعوثون * (يقوم الناس) * من قبورهم * (لرب العالمين) * الخلائق لاجل أمره وحسابه وجزائه. = حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا فأنزل الله على نبيه (قل أوحي إلي) وإنما أوحي إليه قول الجن، وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل عن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال يا سهل إن الابدان لا تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت فيها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له ومن أنت ؟ قال من الذين نزلت فيهم (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن). (*)
[ 797 ]
(7) * (كلا) * حقا * (إن كتاب الفجار) * أي كتاب أعمال الكفار * (لفي سجين) * قيل هو كتاب جامع لاعمال الشياطين والكفرة، وقيل هو مكان أسفل الارض السابعة وهو محل إبليس وجنوده (8) * (وما أدراك ما سجين) * ما كتاب سجين. (9) * (كتاب مرقوم) * مختوم. (10) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (11) * (الذين يكذبون بيوم الدين) * الجزاء بدل أو بيان للمكذبين. (12) * (وما يكذب به إلا كل معتد) * متجاوز الحد * (أثيم) * صيغة مبالغة. (13) * (إذا تتلى عليه آياتنا) * القرآن * (قال أساطير الاولين) * الحكايات التي سطرت قديما جمع أسطورة بالضم أو إسطارة بالكسر. (14) * (كلا) * ردع وزجر لقولهم ذلك * (بل ران) * غلب * (على قلوبهم) * فغشيها * (ما كانوا يكسبون) * من المعاصي فهو كالصدأ. (15) * (كلا) * حقا * (إنهم عن ربهم يومئذ) * يوم القيامة * (لمحجوبون) * فلا يرونه. (16) * (ثم إنهم لصالوا الجحيم) * لداخلو النار المحرقة. (17) * (ثم يقال) * لهم * (هذا) * أي العذاب * (الذي كنتم به تكذبون) *. (18) * (كلا) * حقا * (إن كتاب الابرار) * أي كتاب أعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم * (لفي عليين) * قيل هو كتاب جامع لاعمال الخير من الملائكة ومؤمني الثقلين، وقيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش. (19) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما عليون) * ما كتاب عليين. (20) هو * (كتاب مرقوم) * مختوم. (21) * (يشهده المقربون) * من الملائكة. (22) * (إن الابرار لفي نعيم) * جنة. (23) * (على الارائك) * السرر في الحجال * (ينظرون) * ما أعطوا من النعيم. أسباب نزول الآية 6 وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كردم بن أبي السائب الانصاري قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه يا سرحان فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم = (*)
[ 798 ]
(24) * (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) * بهجة التنعم وحسنه. (25) * (يسقون من رحيق) * خمر خالصة من الدنس * (مختوم) * على إنائها لا يفك ختمه غيرهم. (26) * (ختامه مسك) * أي آخر شربه تفوح منه رائحة المسك * (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) * فليرغبوا بالمبادرة إلى طاعة الله. (27) * (ومزاجه) * أي ما يمزج به * (من تنسيم) * فسر بقوله: (28) * (عينا) * فنصبه بأمدح مقدرا * (يشرب بها المقربون) * منها، أو ضمن يشرب معنى يلتذ. (29) * (إن الذين أجرموا) * كأبي جهل ونحوه * (كانوا من الذين آمنوا) * كعمار وبلال ونحوهما * (يضحكون) * استهزاء بهم. (30) * (وإذا مروا) * أي المؤمنون * (بهم يتغامزون) * يشير المجرمون إلى المؤمنين بالجفن والحاجب استهزاء. (31) * (وإذا انقلبوا) * رجعوا * (إلى أهلهم انقلبوا فاكهين) * وفي قراءة فكهين معجبين بذكرهم المؤمنين. (32) * (وإذا رأوهم) * أي المؤمنين * (قالوا إن هؤلاء لضالون) * لايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. (33) قال تعالى: * (وما أرسلوا) * أي الكفار * (عليهم) * على المؤمنين * (حافظين) * لهم أو لاعمالهم حتى يدروهم إلى مصالحهم. (34) * (فاليوم) * أي يوم القيامة * (الذين آمنوا من الكفار يضحكون) *. (35) * (على الارائك) * في الجنة * (ينظرون) * من منازلهم إلى الكفار وهم يعذبون فيضحكون منهم كما ضحك الكفار منهم في الدنيا. (36) * (هل ثوب) * جوزي * (الكفار ما كانوا يفعلون) * نعم. = وأنزل الله على رسوله بمكة (وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن) الآية، وأخرج ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي من بني تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا إنما سبيل هذا الرجل شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من أقر بها أمن على دمه وما له فرجعنا فدخلنا في الاسلام قال أبو رجاء إني لارى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي (وأنه كان رجال من الانس يعوذون = (*)
[ 799 ]
{ سورة الانشقاق } [ مكية وآياتها ثلاث أو خمس وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا السماء انشقت) *. (2) * (وأذنت) * سمعت وأطاعت في الانشقاق * (لربها وحقت) * أي وحق لها أن تسمع وتطيع. (3) * (وإذا الارض مدت) * زيد في سعتها كما يمد الاديم ولم يبق عليها بناء ولا جبل. (4) * (وألقت ما فيها) * من الموتى إلى ظاهرها * (وتخلت) * عنه. (5) * (وأذنت) * سمعت وأطاعت في ذلك * (لربها وحقت) * وذلك كله يكون يوم القيامة، وجواب إذا وما عطف عليها محذوف دل عليه ما بعده تقديره لقي الانسان عمله. (6) * (يا أيها الانسان إنك كادح) * جاهد في عملك * (إلى) * لقاء * (ربك) * وهو الموت * (كدحا فملاقيه) * أي ملاق عملك المذكور من خير أو شر يوم القيامة. (7) * (فاما من أوتي كتابه) * كتاب عمله * (بيمينه) * هو المؤمن. (8) * (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * هو عرض عمله عليه كما في حديث الصحيحين وفيه " من نوقش الحساب هلك " وبعد العرض يتجاوز عنه. (9) * (وينقلب إلى أهله) * في الجنة * (مسرورا) * بذلك. (10) * (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) * هو الكافر تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره فيأخذ بها كتابه. (11) * (فسوف يدعو) * عند رؤيته ما فيه * (ثبورا) * ينادي هلاكه بقوله: يا ثبوراه. (12) * (ويصلى سعيرا) * يدخل النار الشديدة وفي قراءة بضم الياء وفتح الصاد واللام المشددة. = برجال من الجن فزادهم رهقا) الآية وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا عبد الله بن محمد البلوي حدثنا عمارة بن زيد حدثني عبد الله بن العلاء حدثنا محمد بن عكبر عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه إني لاسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت في منامي = (*)
[ 800 ]
(13) * (إنه كان في أهله) * عشيرته في الدنيا * (مسرورا) * بطرا باتباعه لهواه. (14) * (إنه ظن أن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي أنه * (لن يحور) * يرجع إلى ربه. (15) * (بلى) * يرجع إليه * (إن ربه كان به بصيرا) * عالما برجوعه إليه. (16) * (فلا أقسم) * لا زائدة * (بالشفق) * هو الحمرة في الافق بعد غروب الشمس. (17) * (والليل وما وسق) * جمع ما دخل عليه من الدواب وغيرها. (18) * (والقمر إذا اتسق) * اجتمع وتم نوره وذلك في الليالي البيض. (19) * (لتركبن) * أيها الناس أصله تركبونن حذفت نون الرفع لتوالي الامثال والواو لالتقاء الساكنين * (طبقا عن طبق) * حالا بعد حال، وهو الموت ثم الحياة وما بعدها من أحوال القيامة. (20) * (فما لهم) * أي الكفار * (لا يؤمنون) * أي أي مانع من الايمان أو أي حجة لهم في تركه مع وجود براهينه. (21) * (و) * مالهم * (إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) * يخضعون بأن يؤمنوا به لاعجازه. (22) * (بل الذين كفروا يكذبون) * بالبعث وغيره. (23) * (والله أعلم بما يوعون) * يجمعون في صحفهم من الكفر والتكذيب وأعمال السوء. (24) * (فبشرهم) * أخبرهم * (بعذاب أليم) * مؤلم. (25) * (إلا) * لكن * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) * غير مقطوع ولا منقوص ولا يمن به عليه. { سورة البروج } [ مكية وآياتها 22 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والسماء ذات البروج) * الكواكب اثني عشر برجا تقدمت في الفرقان. (2) * (واليوم الموعود) * يوم القيامة. (3) * (وشاهد) * يوم الجمعة * (ومشهود) * يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالاول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه، والثالث تشهده الناس والملائكة، وجواب القسم محذوف صدره، تقديره لقد. = رجلا بيده حربه يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفع عنها فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيتها شئت فداء لناقة جاري الانسي فقام الفتى فأخذ منها = (*)
[ 801 ]
(4) * (قتل) * لعن * (أصحاب الاخدود) * الشق في الارض. (5) * (النار) * بدل اشتمال منه * (ذات الوقود) * ما توقد به. (6) * (إذ هم عليها) * حولها على جانب الاخدود على الكراسي * (قعود) *. (7) * (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين) * بالله من تعذيبهم بالالقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم * (شهود) * حضور، روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم. (8) * (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز) * في ملكه * (الحميد) * المحمود. (9) * (الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شئ شهيد) * أي ما أنكر الكفار على المؤمنين إلا إيمانهم. (10) * (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) * بالاحراق * (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) * بكفرهم * (ولهم عذاب الحريق) * أي عذاب إحراقهم المؤمنين في الآخرة، وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم. (11) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير) *. (12) * (إن بطش ربك) * بالكفار * (لشديد) * بحسب إرادته. (13) * (إنه هو يبدئ) * الخلق * (ويعيد) * فلا يعجزه ما يريد. (14) * (وهو الغفور) * للمذنبين المؤمنين * (الودود) * المتودد إلى أوليائه بالكرامة. (15) * (ذو العرش) * خالقه ومالكه * (المجيد) * بالرفع: المستحق لكمال صفات العلو. (16) * (فعال لما يريد) * لا يعجزه شئ. (17) * (هل أتاك) * يا محمد * (حديث الجنود) *. = ثورا وانصرف ثم التفت إلى الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الاودية فخفت هوله فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت له ومن محمد هذا قال نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين فقلت فأين مسكنه ؟ قال بيثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين ترقى لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني قبل أن أذكر منه شيئا ودعاني إلى الاسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه (وإنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهطا). (*)
[ 802 ]
(18) * (فرعون وثمود) * بدل من الجنود واستغني بذكر فرعون عن أتباعه، وحديثهم أنهم أهلكوا بكفرهم وهذا تنبيه لمن كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ليتعظوا. (19) * (بل الذين كفروا في تكذيب) * بما ذكر. (20) * (والله من ورائهم محيط) * لا عاصم لهم منه. (21) * (بل هو قرآن مجيد) * عظيم. (22) * (في لوح) * هو في الهواء فوق السماء السابعة * (محفوظ) * بالجر من الشياطين ومن تغيير شئ منه طوله ما بين السماء والارض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وهو من درة بيضاء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما. { سورة الطارق } [ مكية وآياتها سبع عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والسماء والطارق) * أصله كل آت ليلا ومنه النجوم لطلوعها ليلا. (2) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما الطارق) * مبتدأ وخبر في محل المفعول الثاني لادرى وما بعد ما الاولى خبرها وفيه تعظيم لشأن الطارق المفسر بما بعده هو. (3) * (النجم) * أي الثريا أو كل نجم * (الثاقب) * المضئ لثقبه الظلام بضوئه وجواب القسم. (4) * (إن كل نفس لما عليها حافظ) * بتخفيف ما فهي مزيدة وإن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي إنه واللام فارقة وبتشديدها فإن نافية ولما بمعنى إلا والحافظ من الملائكة يحفظ عملها من خير وشر. (5) * (فلينظر الانسان) * نظر اعتبار * (مم خلق) * من أي شئ. (6) * جوابه (خلق من ماء دافق) * ذي اندفاق من الرجل والمرأة في رحمها. (7) * (يخرج من بين الصلب) * للرجل * (والترائب) * للمرأة وهي عظام الصدر. (8) * (إنه) * تعالى * (على رجعه) * بعث الانسان بعد موته * (لقادر) * فإذا اعتبر أصله علم أن القادر على ذلك قادر على بعثه. (9) * (يوم تبلى) * تختبر وتكشف * (السرائر) * ضمائر القلوب في العقائد والنيات. (10) * (فما له) * لمنكر البعث * (من قوة) * يمتنع بها من العذاب * (ولا ناصر) * يدفعه عنه. أسباب نزول الآية 16 وأخرج عن مقاتل في قوله (وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) قال نزلت في كفار قريش حين منع المطر سبع سنين. أسباب نزول الآية 18 وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي صالح عن ابن عباس قال قالت الجن يا رسول الله إئذن لنا = (*)
[ 803 ]
(11) * (والسماء ذات الرجع) * المطر لعوده كل حين (12) * (والارض ذات الصدع) * الشق عن النبات (13) * (إنه) * أي القرآن * (لقول فصل) * يفصل بين الحق والباطل (14) * (وما هو بالهزل) * باللعب والباطل (15) * (إنهم) * أي الكفار * (يكيدون كيدا) * يعملون المكايد للنبي صلى الله عليه وسلم (16) * (وأكيد كيدا) * أستدرجهم من حيث لا يعلمون (17) * (فمهل) * يا محمد * (الكافرين أمهلهم) * تأكيد حسنه مخالفة اللفظ، أي أنظرهم * (رويدا) * قليلا وهو مصدر مؤكد لمعنى العامل مصغر رود أو أرواد على الترخيم وقد أخذهم الله تعالى ببدر ونسخ الامهال بآية السيف، أي الامر بالقتال والجهاد. { سورة الاعلى } [ مكية وآياتها تسع عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سبح اسم ربك) * أي نزه ربك عما لا يليق به واسم زائد * (الاعلى) * صفة لربك. (2) * (الذي خلق فسوى) * مخلوقه، جعله متناسب الاجزاء غير متفاوت (3) * (والذي قدر) * ما شاء * (فهدى) * إلى ما قدره من خير وشر (4) * (والذي أخرج المرعى) * أنبت العشب (5) * (فجعله) * بعد الخضرة * (غثاء) * جافا هشيما * (أحوى) * أسود يابسا. (6) * (سنقرئك) * القرآن * (فلا تنسى) * ما تقرؤه (7) * (إلا ما شاء الله) * أن تنساه بنسخ تلاوته وحكمه، وكان صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة مع قراءة جبريل خوف النسيان فكأنه قيل له: لا تعجل بها إنك لا تنسى فلا تتعب نفسك بالجهر بها * (إنه) * تعالى * (يعلم الجهر) * من القول والفعل * (وما يخفى) * منهما. = فنشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناؤون عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناؤون عنك فنزلت (وأن المساجد لله) الآية. أسباب نزول الآية 22 وأخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر له أن جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال إنما يريد محمد أن يجيره الله وأنا أجيره فأنزل الله (قل إني لن يجيرني من الله أحدا) الآية. (*)
[ 804 ]
(8) * (ونيسرك لليسرى) * للشريعة السهلة وهي الاسلام (9) * (فذكر) * عظ بالقرآن * (إن نفعت الذكرى) * من تذكرة المذكور في سيذكر، يعني وإن لم تنفع ونفعها لبعض وعدم النفع لبعض آخر. (10) * (سيذكر) * بها * (من يخشى) * يخاف الله تعالى كآية " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ". (11) * (ويتجنبها) * أي الذكرى، أي يتركها جانبا لا يلتفت إليها * (الاشقى) * بمعنى الشقي أي الكافر (12) * (الذي يصلى النار الكبرى) * هي نار الآخرة والصغرى نار الدنيا (13) * (ثم لا يموت فيها) * فيستريح * (ولا يحيى) * حياة هنيئة (14) * (قد أفلح) * فاز * (من تزكى) * تطهر بالايمان. (15) * (وذكر اسم ربه) * مكبرا * (فصلى) * الصلوات الخمس وذلك من أمور الآخرة وكفار مكة معرضون عنها. (16) * (بل تؤثرون) * بالفوقانية والتحتانية * (الحياة الدنيا) * على الآخرة. (17) * (والآخرة) * المشتملة على الجنة * (خير وأبقى) *. (18) * (إن هذا) * إفلاح من تزكى وكون الآخرة خيرا * (لفي الصحف الاولى) * أي المنزلة قبل القرآن. (19) * (صحف إبراهيم وموسى) * وهي عشر صحف لابراهيم والتوراة لموسى. { سورة الغاشية } [ مكية وآياتها 26 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (هل) * قد * (أتاك حديث الغاشية) * القيامة لانها تغشى الخلائق بأهوالها. (2) * (وجوه يومئذ) * عبر بها عن الذوات في الموضعين * (خاشعة) * ذليلة (3) * (عاملة ناصبة) * ذات نصب وتعب بالسلاسل والاغلال. (سورة المزمل) أسباب نزول الآية 1 أخرج البزار والطبراني بسند واه عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالت سموا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس قالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه فتدثر فيها فأتاه جبريل فقال (يا أيها المزمل) (يا أيها المدثر) وأخرج ابن أبي حاتم عن ابراهيم النخعي في قوله (يا أيها المزمل) قال نزلت وهو في قطيفة. أسباب نزول الآية 20 وأخرج الحاكم عن عائشة قالت (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) فاموا سنة حتى ورمت أقدامهم فأنزلت (فاقرؤوا ما تيسر منه). وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره. (*)
[ 805 ]
(4) * (تصلى) * بفتح التاء وضمها * (نارا حامية) *. (5) * (تسقى من عين آنية) * شديدة الحرارة. (6) * (ليس لهم طعام إلا من ضريع) * هو نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه (7) * (لا يسمن ولا يغني من جوع) *. (8) * (وجوه يومئذ ناعمة) * حسنة. (9) * (لسعيها) * في الدنيا بالطاعة * (راضية) * في الآخرة لما رأت ثوابه (10) * (في جنة عالية) * حسا ومعنى (11) * (لا يسمع) * بالياء والتاء * (فيها لاغية) * أي نفس ذات لغو: هذيان من الكلام (12) * (فيها عين جارية) * بالماء بمعنى عيون (13) * (فيها سرر مرفوعة) * ذاتا وقدرا ومحلا (14) * (وأكواب) * أقداح لا عرا لها * (موضوعة) * على حافات العيون معدة لشربهم (15) * (ونمارق) * وسائد * (مصفوفة) * بعضها بجنب بعض يستند إليها (16) * (وزرابي) * بسط طنافس لها خمل * (مبثوثة) * مبسوطة. (17) * (أفلا ينظرون) * أي كفار مكة نظر اعتبار * (إلى الابل كيف خلقت) *. (18) * (وإلى السماء كيف رفعت) *. (19) * (وإلى الجبال كيف نصبت) *. (20) * (وإلى الارض كيف سطحت) * أي بسطت، فيستدلون بها على قدرة الله تعالى ووحدانيته، وصدرت بالابل لانهم أشد ملابسة لها من غيرها، وقوله: سطحت ظاهر في أن الارض سطح، وعليه علماء الشرع، لا كرة كما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقض ركنا من أركان الشرع. (21) * (فذكر) * هم نعم الله ودلائل توحيده * (إنما أنت مذكر) *. (22) * (لست عليهم بمصيطر) * وفي قراءة بالسين بدل الصاد، أي بمسلط وهذا قبل الامر بالجهاد. (23) * (إلا) * لكن * (من تولى) * أعرض عن الايمان * (وكفر) * بالقرآن. (24) * (فيعذبه الله العذاب الاكبر) * عذاب الآخرة والاصغر عذاب الدنيا بالقتل والاسر. (25) * (إن إلينا إيابهم) * رجوعهم بعد الموت. (26) * (ثم إن علينا حسابهم) * جزاءهم لا نتركه أبدا. (سورة المدثر) أسباب نزول الآية 1 أخرج الشيخان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فلم أر أحدا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت فقلت فأنزل الله (يا أيها المدثر قم فأنذر). أسباب نزول الآية 1 - 7 وأخرج الي براني بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قال ما تقولون في هذا الرجل ؟ فقال بعضهم ساحر وقال بعضهم: ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ليس بكاهن وقال = (*)
[ 806 ]
{ سورة الفجر } [ مكية وآياتها ثلاثون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والفجر) * أي فجر كل يوم (2) * (وليال عشر) * أي عشر ذي الحجة (3) * (والشفع) * الزوج * (والوتر) * بفتح الواو وكسرها لغتان: الفرد (4) * (والليل إذا يسر) * مقبلا ومدبرا (5) * (هل في ذلك) * القسم * (قسم لذي حجر) * عقل، وجواب القسم محذوف أي: لتعذبن يا كفار مكة (6) * (ألم تر) * تعلم يا محمد * (كيف فعل ربك بعاد) * (7) * (إرم) * هي عاد الاولى، فإرم عطف بيان أو بدل، ومنع الصرف للعلمية والتأنيث. * (ذات العماد) * أي الطول كان طول الطويل منهم أربعمائة ذراع. (8) * (التي لم يخلق مثلها في البلاد) * في بطشهم وقوتهم (9) * (وثمود الذين جابوا) * قطعوا * (الصخر) * جمع صخرة واتخذوها بيوتا * (بالواد) * وادي القرى. (10) * (وفرعون ذي الاوتاد) * كان يتد أربعة أوتاد يشد إليها يدي ورجلي من يعذبه (11) * (الذين طغوا) * تجبروا * (في البلاد) *. (12) * (فأكثروا فيها الفساد) * القتل وغيره (13) * (فصب عليهم ربك سوط) * نوع * (عذاب) *. (14) * (إن ربك لبالمرصاد) * يرصد أعمال العباد فلا يفوته منها شئ ليجازيهم عليها. (15) * (فأما الانسان) * الكافر * (إذا ما ابتلاه) * اختبره * (ربه فأكرمه) * بالمال وغيره * (ونعمه فيقول ربي أكرمن) *. = بعضهم شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم سحر يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحزن وقنع رأسه وتدثر فأنزل الله (يا أيها المدثر قم فأنذر) إلى قوله تعالى (ولربك فاصبر). أسباب نزول الآية 11 وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى أبا جهل فأتاه فقال يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتتعرض لما قبله، قال لقد علمت قريش أني من أكثرها مالا قال فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وأنك كاره له فقال وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمنير أعلاه مشرق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى عليه وأنه ليحطم ما تحته قال لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال = (*)
[ 807 ]
(16) * (وأما إذا ما ابتلاه فقدر) * ضيق * (عليه رزقه فيقول ربي أهانن) *. (17) * (كلا) * ردع، أي ليس الاكرام بالغنى والاهانة بالفقر وإنما هو بالطاعة والمعصية، وكفار مكة لا ينتبهون لذلك * (بل لا يكرمون اليتيم) * لا يحسنون إليه مع غناهم أو لا يعطونه حقه من الميراث (18) * (ولا يحضون) * أنفسهم أو غيرهم * (على طعام) * أي إطعام * (المسكين) *. (19) * (ويأكلون التراث) * الميراث * (أكلا لما) * أي شديدا، للمهم نصيب النساء والصبيان من الميراث مع نصيبهم منه أو مع مالهم. (20) * (ويحبون المال حبا جما) * أي: كثيرا فلا ينفقونه، وفي قراءة بالفوقانية في الافعال الاربعة. (21) * (كلا) * ردع لهم عن ذلك * (إذا دكت الارض دكا دكا) * زلزلت حتى ينهدم كل بناء عليها وينعدم. (22) * (وجاء ربك) * أي أمره * (والملك) * أي الملائكة * (صفا صفا) * حال، أي مصطفين أو ذوي صفوف كثيرة. (23) * (وجئ يومئذ بجهنم) * تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها زفير وتغيظ. * (يومئذ) * بدل من إذا وجوابها * (يتذكر الانسان) * أي الكافر ما فرط فيه * (وأنى له الذكرى) * إستفهام بمعنى النفي، أي لا ينفعه تذكره ذلك. (24) * (يقول) * مع تذكره * (يا) * للتنبيه * (ليتني قدمت) * الخير والايمان * (لحياتي) * الطيبة في الآخرة أو وقت حياتي في الدنيا. (25) * (فيومئذ لا يعذب) * بكسر الذال * (عذابه) * أي الله * (أحد) * أي لا يكله إلى غيره. (26) * (و) * كذا * (لا يوثق) * بكسر الثاء * (وثاقه أحد) * وفي قراءة بفتح الذال والثاء فضمير عذابه ووثاقه للكافر والمعنى لا يعذب أحد مثل تعذيبه ولا يوثق مثل إيثاقه. (27) * (يا أيتها النفس المطمئنة) * الآمنة وهي المؤمنة. (28) * (إرجعي إلى ربك) * يقال لها ذلك عند الموت، أي إرجعي إلى أمره وإرادته * (راضية) * بالثواب * (مرضية) * عند الله بعملك، أي جامعة بين الوصفين وهما حالان ويقال لها في القيامة: (29) * (فادخلي في) * جملة * (عبادي) * الصالحين. (30) * (وادخلي جنتي) * معهم. = فدعني حتى أفكر فلما فكر قال هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت (ذرني ومن خلقت وحيدا) إسناده صحيح على شرط البخاري وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق أخرى نحوه. أسباب نزول الآية 30 وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن البراء أن رهقا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ (عليها تسعة عشر). (*)
[ 808 ]
{ سورة البلد } [ مكية وآياتها عشرون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (لا) * زائدة * (أقسم بهذا البلد) * مكة (2) * (وأنت) * يا محمد * (حل) * حلال * (بهذا البلد) * بأن يحل لك فتقاتل فيه، وقد أنجز الله له هذا الوعد يوم الفتح، فالجملة اعتراض بين المقسم به وما عطف عليه. (3) * (ووالد) * أي آدم * (وما ولد) * أي ذريته وما بمعنى من. (4) * (لقد خلقنا الانسان) * أي الجنس * (في كبد) * نصب وشدة يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة. (5) * (أيحسب) * أيظن الانسان قوي قريش وهو أبو الاشد بن كلدة بقوته * (أن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي أنه * (لن يقدر عليه أحد) * والله قادر عليه. (6) * (يقول أهلكت) * على عداوة محمد * (مالا لبدا) * كثيرا بعضه على بعض. (7) * (أيحسب أن) * أي أنه * (لم يره أحد) * فيما أنفقه فيعلم قدره، والله عالم بقدره وأنه ليس مما يتكثر به ومجازيه على فعله السئ. (8) * (ألم نجعل) * إستفهام تقرير، أي جعلنا * (له عينين) *. (9) * (ولسانا وشفتين) *. (10) * (وهديناه النجدين) * بينا له طريق الخير والشر. (11) * (فلا) * فهلا * (اقتحم العقبة) * جاوزها. (12) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما العقبة) * التي يقتحمها تعظيما لشأنها، والجملة اعتراض وبين سبب جوازها بقوله: (13) * (فك رقبة) * من الرق بأن أعتقها. (14) * (أو أطعم في يوم ذي مسغبة) * مجاعة. (15) * (يتيما ذا مقربة) * قرابة. أسباب نزول الآية 31 وأخرج عن ابن اسحاق قال قال أبو جهل يوما يا معشر قريش يزعم محمد أن جنود الله الذين يعذبونكم في النار تسعة عشر وأنتم أكثر الناس عددا أفيعجز مائة رجل منكم عن رجل منهم فأنزل الله (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) الآية. وأخرج نحوه عن قتادة قال ذكر لنا فذكره. وأخرج عن السدي قال: لما نزلت (عليها تسعة عشر) قال رجل من قريش (*)
[ 809 ]
(16) * (أو مسكينا ذا متربة) * لصوق بالتراب لفقره، وفي قراءة بدل الفعلين مصدران مرفوعان مضاف الاول لرقبة وينون الثاني فيقدر قبل العقبة إقتحام، والقراءة المذكورة بيانه. (17) * (ثم كان) * عطف على اقتحم وثم للترتيب الذكري، والمعنى كان وقت الاقتحام * (من الذين آمنوا وتواصوا) * أوصى بعضهم بعضا * (بالصبر) * على الطاعة وعن المعصية * (وتواصوا بالمرحمة) * الرحمة على الخلق. (18) * (أولئك) * الموصوفون بهذه الصفات * (أصحاب الميمنة) * اليمين. (19) * (والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة) * الشمال. (20) * (عليهم نار مؤصدة) * بالهمزة والواو بدله، مطبقة. { سورة الشمس } [ مكية وآياتها خمس عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والشمس وضحاها) * ضوئها. (2) * (والقمر إذا تلاها) * تبعها طالعا عند غروبها (3) * (والنهار إذا جلاها) * بارتفاعه. (4) * (والليل إذا يغشاها) * يغطيها بظلمته وإذا في الثلاثة لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم. (5) * (والسماء وما بناها) *. (6) * (والارض وما طحاها) * بسطها. (7) * (ونفس) * بمعنى نفوس * (وما سواها) * في الخلقة وما في الثلاثة مصدرية أو بمعنى من. (8) * (فألهمها فجورها وتقواها) * بين لها طريق الخير والشر وأخر التقوى رعاية لرؤوس الآي وجواب القسم: (9) * (قد أفلح) * حذفت منه اللام لطول الكلام * (من زكاها) * طهرها من الذنوب. (10) * (وقد خاب) * خسر * (من دساها) * أخفاها بالمعصية وأصله دسسها أبدلت السين الثانية ألفا تخفيفا = يدعى أبا الاشد يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الايمن عشرة وبمنكبي الايسر التسعة فأنزل الله (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة). أسباب نزول الآية 52 وأخرج ابن المنذر عن السدي قال قالوا لئن كان محمد صادقا فيلصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة وأمنة من النار فنزلت (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة). (سورة القيامة) أسباب نزول الآية 16 وأخرج البخاري عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرك به لسانه يريد أن = (*)
[ 810 ]
(11) * (كذبت ثمود) * رسولها صالحا * (بطغواها) * بسبب طغيانها. (12) * (إذ انبعث) * أسرع * (أشقاها) * واسمه قدار إلى عقر الناقة برضاهم. (13) * (فقال لهم رسول الله) * صالح * (ناقة الله) * أي ذروها * (وسقياها) * شربها في يومها وكان لها يوم ولهم يوم. (14) * (فكذبوه) * في قوله ذلك عن الله المرتب عليه نزول العذاب بهم إن خالفوه. * (فعقروها) * قتلوها ليسلم لهم ماء شربها. * (فدمدم) * أطبق * (عليهم ربهم) * العذاب * (بذنبهم فسواها) * أي الدمدمة عليهم، أي عمهم بها فلم يفلت منهم أحد. (15) * (ولا) * بالواو والفاء * (يخاف عقباها) * تبعتها. { سورة الليل } [ مكية وآياتها إحدى وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والليل إذا يغشى) * بظلمته كل ما بين السماء والارض. (2) * (والنهار إذا تجلى) * تكشف وظهر وإذا في الموضعين لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم. (3) * (وما) * بمعنى من أو مصدرية * (خلق الذكر والانثى) * آدم وحواء وكل ذكر وكل أنثى، والخنثى المشكل عندنا ذكر أو أنثى عند الله تعالى فيحنث بتكليمه من حلف لا يكلم ذكرا ولا أنثى. (4) * (إن سعيكم) * عملكم * (لشتى) * مختلف فعامل للجنة بالطاعة وعامل للنار بالمعصية. (5) * (فأما من أعطى) * حق الله * (واتقى) * الله. (6) * (وصدق بالحسنى) * أي بلا إله إلا الله في الموضعين. (7) * (فسنيسره لليسرى) * للجنة. (8) * (وأما من بخل) * بحق الله * (واستغنى) * عن ثوابه. (9) * (وكذب بالحسنى) *. = يحفظه فأنزل الله (لا تحرك به لسانك لتعجل به) الآية أسباب نزول الآية 34 و 35 وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال لما نزلت (عليها تسعة عشر) قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى رسوله أن يأتي أبا جهل فيقول له (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى). وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير أنه سأل ابن عباس عن قوله (أولى لك فأولى) أشئ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل نفسه أم أمره الله به قال بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله. (*)
[ 811 ]
(10) * (فسنيسره) * نهيئه * (للعسرى) * للنار. (11) * (وما) * نافية * (يغني عنه ماله إذا تردى) * في النار. (12) * (إن علينا للهدى) * لتبيين طريق الهدى من طريق الضلال ليمتثل أمرنا بسلوك الاول ونهينا عن ارتكاب الثاني. (13) * (وإن لنا للآخرة والاولى) * أي الدنيا فمن طلبهما من غيرنا فقد أخطأ. (14) * (فأنذرتكم) * خوفتكم يا أهل مكة * (نارا تلظى) * بحذف إحدى التاءين من الاصل وقرئ بثبوتها، أي تتوقد. (15) * (لا يصلاها) * يدخلها * (إلا الاشقى) * بمعنى الشقي. (16) * (الذي كذب) * النبي * (وتولى) * عن الايمان وهذا الحصر مؤول لقوله تعالى: " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فيكون المراد الصلي المؤبد. (17) * (وسيجنبها) * يبعد عنها * (الاتقى) * بمعنى التقي. (18) * (الذي يؤتي ماله يتزكى) * متزكيا به عند الله تعالى بأن يخرجه لله تعالى لا رياء ولا سمعة، فيكون زاكيا عند الله، وهذا نزل في الصديق رضي الله عنه لما اشترى بلالا المعذب على إيمانه وأعتقه، فقال الكفار: إنما فعل ذلك ليد كانت له عنده فنزلت. (19) * (وما لاحد عنده من نعمة تجزى) *. (20) * (إلا) * لكن فعل ذلك * (ابتغاء وجه ربه الاعلى) * أي طلب ثواب الله. (21) * (ولسوف يرضى) * بما يعطاه من الثواب في الجنة والآية تشمل من فعل مثل فعله رضي الله تعالى عنه فيبعد عن النار ويثاب. { سورة الضحى } [ مكية وآياتها إحدى عشرة ] ولما نزلت كبر صلى الله عليه وسلم آخرها فسن التكبير آخرها وروي الامر به خاتمتها وخاتمة كل سورة بعدها وهو الله أكبر أو لا إله إلا الله والله أكبر. بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والضحى) * أي أول النهار أو كله. (2) * (والليل إذا سجى) * غطى بظلامه أو سكن. (3) * (ما ودعك) * تركك يا محمد * (ربك وما قلى) * أبغضك نزل هذا لما قال الكفار عند تأخر الوحي عنه خمسة عشر يوما: إن ربه ودعه وقلاه. (سورة الانسان أو الدهر) أسباب نزول الآية 8 أخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله " وأسيرا " قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأسر أهل الاسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في العذاب فنزلت فيهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالاصلاح إليهم. أسباب نزول الآية 20 وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من = (*)
[ 812 ]
(4) * (وللآخرة خير لك) * لما فيها من الكرامات لك * (من الاولى) * الدنيا. (5) * (ولسوف يعطيك ربك) * في الآخرة من الخيرات عطاء جزيلا * (فترضى) * به فقال صلى الله عليه وسلم: " إذن لا أرضى وواحد من أمتي في النار " إلى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين. (6) * (ألم يجدك) * إستفهام تقرير أي وجدك * (يتيما) * بفقد أبيك قبل ولادتك أو بعدها * (فآوى) * بأن ضمك إلى عمك أبي طالب. (7) * (ووجدك ضالا) * عما أنت عليه من الشريعة * (فهدى) * أي هداك إليها. (8) * (ووجدك عائلا) * فقيرا * (فأغنى) * أغناك بما قنعك به من الغنيمة وغيرها وفي الحديث: " ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ". (9) * (فأما اليتيم فلا تقهر) * بأخذ ماله أو غير ذلك. (10) * (وأما السائل فلا تنهر) * تزجره لفقره. (11) * (وأما بنعمة ربك) * عليك بالنبوة وغيرها * (فحدث) * أخبر، وحذف ضميره صلى الله عليه وسلم في بعض الافعال رعاية للفواصل. { سورة الشرح } [ مكية وآياتها ثمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ألم نشرح) * استفهام تقرير أي شرحنا * (لك) * يا محمد * (صدرك) * بالنبوة وغيرها. (2) * (ووضعنا) * حططنا * (عنك وزرك) *. (3) * (الذي أنقض) * أثقل * (ظهرك) * وهذا كقوله تعالى: { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك }. (4) * (ورفعنا لك ذكرك) * بأن تذكر مع ذكري في الآذان والاقامة والتشهد والخطبة وغيرها. (5) * (فإن مع العسر) * الشدة * (يسرا) * سهولة. (6) * (إن مع العسر يسرا) * والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى من الكفار شدة ثم حصل له اليسر بنصره عليهم. = جريد وقد أثر في جنبه فبكى عمر فقال صلى الله عليه وسلم له: ما يبكيك ؟ قال عمر: ذكرت كسرى وملكه وهرمز وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير من جريد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن لهم الدنيا ولنا الآخرة فأنزل الله (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا). أسباب نزول الآية 24 وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة: أنه بلغه أن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدا يصلي لاطأن عنقه فأنزل الله (ولا تطع منهم آثما أو كفورا). (*)
[ 813 ]
(7) * (فإذا فرغت) * من الصلاة * (فانصب) * إتعب في الدعاء. (8) * (وإلى ربك فارغب) * تضرع. { سورة التين } [ مكية أو مدنية وآياتها ثمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والتين والزيتون) * أي المأكولين أو جبلين بالشام ينبتان المأكولين. (2) * (وطور سينين) * الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى ومعنى سينين المبارك أو الحسن بالاشجار المثمرة. (3) * (وهذا البلد الامين) * مكة لامن الناس فيها جاهلية وإسلاما. (4) * (لقد خلقنا الانسان) * الجنس * (في أحسن تقويم) * تعديل لصورته. (5) * (ثم رددناه) * في بعض أفراده * (أسفل سافلين) * كناية عن الهرم والضعف فينقص عمل المؤمن عن زمن الشباب ويكون له أجره بقوله تعالى: (6) * (إلا) * لكن * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) * مقطوع وفي الحديث: " إذا بلغ المؤمن من الكبر ما يعجزه عن العمل كتب له ما كان يعمل ". (7) * (فما يكذبك) * أيها الكافر * (بعد) * بعد ما ذكر من خلق الانسان في أحسن صورة ثم رده إلى أرذل العمر الدال على القدرة على البعث * (بالدين) * بالجزاء المسبوق بالبعث والحساب، أي ما يجعلك مكذبا بذلك ولا جاعل له. (8) * (أليس الله بأحكم الحاكمين) * هو أقضى القاضين وحكمه بالجزاء من ذلك وفي الحديث: " من قرأ والتين إلى آخرها فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ". (سورة المرسلات) أسباب نزول الآية 48 أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) قال: نزلت في ثقيف. (سورة النبأ) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت (عم يتساءلون عن النبأ العظيم). (*)
[ 814 ]
{ سورة العلق } [ مكية وآياتها تسع عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إقرأ) * أوجد القراءة مبتدئا * (باسم ربك الذي خلق) * الخلائق. (2) * (خلق الانسان) * الجنس * (من علق) * جمع علقة وهي القطعة اليسيرة من الدم الغليظ. (3) * (إقرأ) * تأكيد للاول * (وربك الاكرم) * الذي لا يوازيه كريم، حال من الضمير في إقرأ. (4) * (الذي علم) * الخط * (بالقلم) * وأول من خط به إدريس عليه السلام. (5) * (علم الانسان) * الجنس * (ما لم يعلم) * قبل تعليمه من الهدى والكتابة والصناعة وغيرها (6) * (كلا) * حقا * (إن الانسان ليطغى) *. (7) * (أن رآه) * أي نفسه * (استغنى) * بالمال، نزل في أبي جهل، ورأى علمية واستغنى مفعول ثان وأن رآه مفعول له. (8) * (إن إلى ربك) * يا إنسان * (الرجعى) * أي الرجوع تخويف له فيجازي الطاغي بما يستحقه. (9) * (أرأيت) * في الثلاثة مواضع للتعجب * (الذي ينهى) * هو أبو جهل. (10) * (عبدا) * هو النبي صلى الله عليه وسلم * (إذا صلى) *. (11) * (أرأيت إن كان) * المنهي * (على الهدى) *. (12) * (أو) * للتقسيم * (أمر بالتقوى) *. (13) * (أرأيت إن كذب) * أي الناهي النبي * (وتولى) * عن الايمان. (14) * (ألم يعلم بأن الله يرى) * ما صدر منه، أي يعلمه فيجازيه عليه، أي اعجب منه يا مخاطب من حيث نهيه عن الصلاة ومن حيث أن المنهي على الهدى آمر بالتقوى ومن حيث أن الناهي مكذب متول عن الايمان. (سورة النازعات) أسباب نزول الآية 10 و 12 أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال: لما نزل قوله (أئنا لمردودون في الحافرة) قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنخسرن فنزلت (قالوا تلك إذا كرة خاسرة). أسباب نزول الآية 42 أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه (يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) فانتهى. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: متى تقوم الساعة ؟ استهزاء منهم فأنزل الله (يسألونك عن =
[ 815 ]
(15) * (كلا) * ردع له * (لئن) * لام قسم * (لم ينته) * عما هو عليه من الكفر * (لنسفعا بالناصية) * لنجرن بناصيته إلى النار. (16) * (ناصية) * بدل نكرة من معرفة * (كاذبة خاطئة) * وصفها بذلك مجاز والمراد صاحبها. (17) * (فليدع ناديه) * أي أهل ناديه وهو المجلس ينتدى يتحدث فيه القوم وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما انتهره حيث نهاه عن الصلاة: لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني لاملان عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا. (18) * (سندع الزبانية) * الملائكة الغلاظ الشداد لاهلاكه كما في الحديث " لو دعا ناديه لاخذته الزبانية عيانا ". (19) * (كلا) * ردع له * (لا تطعه) * يا محمد في ترك الصلاة * (واسجد) * صل لله * (واقترب) * منه بطاعته. { سورة القدر } [ مكية أو مدنية وآياتها خمس أو ست ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إنا أنزلناه) * أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا * (في ليلة القدر) * أي الشرف العظيم. (2) * (وما أدراك) * أعلمك يا محمد * (ما ليلة القدر) * تعظيم لشأنها وتعجيب منه. (3) * (ليلة القدر خير من ألف شهر) * ليس فيها ليلة القدر فالعمل الصالح فيها خير منه في ألف شهر ليست فيها. (4) * (تنزل الملائكة) * بحذف إحدى التاءين من الاصل * (والروح) * أي جبريل * (فيها) * في الليلة * (يإذن ربهم) * بأمره * (من كل أمر) * قضاه الله فيها لتلك السنة إلى قابل ومن سببية بمعنى الباء. (5) * (سلام هي) * خبر مقدم ومبتدأ * (حتى مطلع الفجر) * بفتح اللام وكسرها إلى وقت طلوعه، جعلت سلاما لكثرة السلام فيها من الملائكة لا تمر بمؤمن ولا بمؤمنة إلا سلمت عليه. = الساعة أيان مرساها) إلى آخر السورة وأخرج الطبراني وابن جرير عن الطارق بن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت (فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن عروة. (سورة عبس) أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: أنزل (عبس وتولى) في ابن أم مكتوم الاعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض = (*)
[ 816 ]
{ سورة البينة } [ مكية أو مدنية وآياتها ثمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (لم يكن الذين كفروا من) * للبيان * (أهل الكتاب والمشركين) * أي عبدة الاصنام عطف على أهل * (منفكين) * خبر يكن، أي زائلين عما هم عليه * (حتى تأتيهم) * أي أتتهم * (البينة) * أي الحجة الواضحة وهي محمد صلى الله عليه وسلم. (2) * (رسول من الله) * بدل من البينة وهو النبي صلى الله عليه وسلم * (يتلو صحفا مطهرة) * من الباطل. (3) * (فيها كتب) * أحكام مكتوبة * (قيمة) * مستقيمة، أي يتلو مضمون ذلك وهو القرآن، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر. (4) * (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) * في الايمان به صلى الله عليه وسلم * (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) * أي هو صلى الله عليه وسلم أو القرآن الجائي به معجزة له وقبل مجيئه صلى الله عليه وسلم كانوا مجتمعين على الايمان به إذا جاءه فحسده من كفر به منهم. (5) * (وما أمروا) * في كتابهم التوراة والانجيل * (إلا ليعبدوا الله) * أي أن يعبدوه فحذفت أن وزيدت اللام * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (حنفاء) * مستقيمين على دين إبراهيم ودين محمد إذا جاء فكيف كفروا به * (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين) * الملة * (القيمة) * المستقيمة. (6) * (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها) * حال مقدرة، أي مقدرا خلودهم فيها من الله تعالى * (أولئك هم شر البرية) *. = عنه ويقبل على الآخر فيقول له: أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول: لا فنزلت (عبس وتولى أن جاءه الاعمى) وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس. أسباب نزول الآية 17 وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله (قتل الانسان ما أكفره) قال: نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال: كفرت برب النجم. (سورة التكوير) أسباب نزول الآية 29 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان بن موسى قال: لما أنزلت (لمن شاء منكم أن يستقيم) قال أبو جهل: ذاك إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وأخرج ابن أبي حاتم = (*)
[ 817 ]
(7) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * الخليقة. (8) * (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن) * إقامة * (تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم) * بطاعته * (ورضوا عنه) * بثوابه * (ذلك لمن خشي ربه) * خاف عقابه فانتهى عن معصيته تعالى. { سورة الزلزلة } [ مكية أو مدنية وآياتها ثمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا زلزلت الارض) * حركت لقيام الساعة * (زلزالها) * تحريكها الشديد المناسب لعظمتها. (2) * (وأخرجت الارض أثقالها) * كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها. (3) * (وقال الانسان) * الكافر بالبعث * (ما لها) * إنكارا لتلك الحالة. (4) * (يومئذ) * بدل من إذا وجوابها * (تحدث أخبارها) * تخبر بما عمل عليها من خير وشر. (5) * (بأن) * بسبب أن * (ربك أوحى لها) * أي أمرها بذلك، وفي الحديث " تشهد على كل عبد أو أمة بكل ما عمل على ظهرها ". = من طريق بقية عن عمرو بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة مثله وأخرج ابن المنذر من طريق سليمان عن القاسم بن مخيمرة مثله (سورة الانفطار) أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله (يا أيها الانسان ما غرك) الآية قال: نزلت في أبي بن خلف. (سورة المطففين) أسباب نزول الآية 1 أخرج النسائي وابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا فأنزل الله (ويل للمطففين) فأحسنوا الكيل بعد ذلك (سورة الطارق) أسباب نزول الآية 5 أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله (فلينظر الانسان مم خلق) قال: نزلت في أبي الاشد كان يقوم على الاديم فيقول: يا معشر قريش من أزالني عنه فله كذا ويقول: إن محمدا يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر فأنا أكفيكم وحدي عشرة واكفوني أنتم تسعة. (*)
[ 818 ]
(6) * (يومئذ يصدر الناس) * ينصرفون من موقف الحساب * (أشتاتا) * متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار * (ليروا أعمالهم) * أي جزاءها من الجنة أو النار. (7) * (فمن يعمل مثقال ذرة) * زنة نملة صغيرة * (خيرا يره) * ير ثوابه. (8) * (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * ير جزاءه. { سورة العاديات } [ مكية أو مدنية وآياتها إحدى عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والعاديات) * الخيل تعدو في الغزو وتضبح * (ضبحا) * هو صوت أجوافها إذا عدت. (2) * (فالموريات) * الخيل توري النار * (قدحا) * بحوافرها إذا سارت في الارض ذات الحجارة بالليل. (3) * (فالمغيرات صبحا) * الخيل تغير على العدو وقت الصبح بإغارة أصحابها. (4) * (فأثرن) * هيجن * (به) * بمكان عدوهن أو بذلك الوقت * (نقعا) * غبارا بشدة حركتهن. (5) * (فوسطن به) * بالنقع * (جمعا) * من العدو أي صرن وسطه وعطف الفعل على الاسم لانه في تأويل الفعل أي واللاتي عدون فأورين فأغرن. (6) * (إن الانسان) * الكافر * (لربه لكنود) * لكفور يجحد نعمته تعالى. (7) * (وإنه على ذلك) * أي كنوده * (لشهيد) * يشهد على نفسه بصنعه. (8) * (وإنه لحب الخير) * أي المال * (لشديد) * الحب له فيبخل به. (9) * (أفلا يعلم إذا بعثر) * أثير وأخرج * (ما في القبور) * من الموتى، أي بعثوا. (سورة الاعلى) أسباب نزول الآية 6 أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأوله مخافة أن ينساه فأنزل الله (سنقرئك فلا تنسى) في إسناده جويبر ضعيف جدا. (سورة الغاشية) أسباب نزول الآية 17 أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة فأنزل الله (أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت). (*)
[ 819 ]
(10) * (وحصل) * بين وأفرز * (ما في الصدور) * القلوب من الكفر والايمان. (11) * (إن ربهم بهم يومئذ لخبير) * لعالم فيجازيهم على كفرهم، أعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى الانسان وهذه الجملة دلت على مفعول يعلم، أي إنا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ وهو تعالى خبير دائما لانه يوم المجازاة. { سورة القارعة } [ مكية وآياتها إحدى عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (القارعة) * القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها. (2) * (ما القارعة) * تهويل لشأنها وهما مبتدأ وخبر خبر القارعة. (3) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما القارعة) * زيادة تهويل لها وما الاولى مبتدأ وما بعدها خبره وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لادرى. (4) * (يوم) * ناصبه دل عليه القارعة، أي تقرع * (يكون الناس كالفراش المبثوث) * كغوغاء الجراد المنتشر يموج بعضهم في بعض للحيرة إلى أن يدعوا للحساب. (5) * (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) * كالصوف المندوف في خفة سيرها حتى تستوي مع الارض. (6) * (فأما من ثقلت موازينه) * بأن رجحت حسناته على سيئاته. (7) * (فهو في عيشة راضية) * في الجنة، أي ذات رضى بأن يرضاها، أي مرضية له. (8) * (وأما من خفت موازينه) * بأن رجحت سيئاته على حسناته. (9) * (فأمه) * فمسكنه * (هاوية) *. (10) * (وما أدراك ماهيه) * أي ما هاوية. (11) هي * (نار حامية) * شديدة الحرارة وهاء هيه للسكت تثبت وصلا ووقفا وفي قراءة تحذف وصلا. (سورة الفجر) أسباب نزول الآية 27 أخرج ابن أبي حاتم عن بريدة في قوله (يا أيتها النفس المطمئنة) قال: نزلت في حمزة وأخرج من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يشتري بئر رومة يستعذب بها غفر الله له فاشتراها عثمان فقال: هل لك أن تجعلها سقاية للناس قال: نعم فأنزل الله في عثمان (يا أيتها النفس المطمئنة). (*)
[ 820 ]
{ سورة التكاثر } [ مكية وآياتها ثمان ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ألهاكم) * شغلكم عن طاعة الله * (التكاثر) * التفاخر بالاموال والاولاد والرجال. (2) * (حتى زرتم المقابر) * بأن متم فدفنتم فيها، أو عددتم الموتى تكاثرا. (3) * (كلا) * ردع * (سوف تعلمون) *. * (ثم كلا فسوف تعلمون) * سوء عاقبة تفاخركم عند النزع ثم في القبر. (5) * (كلا) * حقا * (لو تعلمون علم اليقين) * علما يقينا عاقبة التفاخر ما اشتغلتم به. (6) * (لترون الجحيم) * النار جواب قسم محذوف وحذف منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء. (7) * (ثم لترونها) * تأكيد * (عين اليقين) * مصدر لان رأى وعاين بمعنى واحد. (8) * (ثم لتسألن) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين * (يومئذ) * يوم رؤيتها * (عن النعيم) * ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والامن والمطعم والمشرب وغير ذلك. { سورة العصر } [ مكية أو مدنية وآياتها ثلاث ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والعصر) * الدهر أو ما بعد الزوال إلى الغروب أو صلاة العصر. (2) * (إن الانسان) * الجنس * (لفي خسر) * في تجارته. (سورة الليل) أسباب نزول الآية 1 - 21 أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته فيأخذ الثمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فمه فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب ولقي النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة فقال له: أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولاك بها نخلة في الجنة، فقال الرجل: لقد أعطيت وإن لي لنخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها ثم ذهب الرجل ولقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحب النخلة = (*)
[ 821 ]
(3) * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * فليسوا في خسران * (وتواصوا) * أوصى بعضهم بعضا * (بالحق) * الايمان * (وتواصوا بالصبر) * على الطاعة وعن المعصية. { سورة الهمزة } [ مكية أو مدنية وآياتها تسع ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ويل) * كلمة عذاب أو واد في جهنم * (لكل همزة لمزة) * أي كثير الهمز واللمز، أي الغيبة نزلت فيمن كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وغيرهما. (2) * (الذي جمع) * بالتخفيف والتشديد * (مالا وعدده) * أحصاه وجعله عدة لحوادث الدهر. (3) * (يحسب) * لجهله * (أن ماله أخلده) * جعله خالدا لا يموت. (4) * (كلا) * ردع * (لينبذن) * جواب قسم محذوف، أي ليطرحن * (في الحطمة) * التي تحطم كل ما ألقي فيها. (5) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما الحطمة) *. (6) * (نار الله الموقدة) * المسعرة. (7) * (التي تطلع) * تشرف * (على الافئدة) * القلوب فتحرقها وألمها أشد من ألم غيرها للطفها. (8) * (إنها عليهم) * جمع الضمير رعاية لمعنى كل * (مؤصدة) * بالهمز وبالواو بدله، مطبقة. (9) * (في عمد) * بضم الحرفين وبفتحهما * (ممدة) * صفة لما قبله فتكون النار داخل العمد. = فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعطيني يا رسول الله ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها قال نعم فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة أشعرت أن محمدا صلى الله عليه وسلم أعطاني بنخلتي المائلة في دار فلان نخلة في الجنة فقلت له لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها فقال له الآخر أتريد بيعها فقال لا إلا أن أعطى بها ما أريد ولا أظن أن أعطى فقال فكم مناك فيها قال أربعون نخلة قال: لقد جئت بأمر عظيم ثم سكت عنه فقال له أنا أعطيك أربعين نخلة فاشهد لي إن كنت صادقا فدعا قومه فأشهد له ثم ذهب إلى رسول الله صلى عليه وسلم فقال له يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي وهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال له النخلة لك ولعيالك فأنزل الله (والليل إذا يغشى) إلى آخر السورة قال ابن كثير حديث غريب جدا. (*)
[ 822 ]
{ سورة الفيل } [ مكية وآياتها خمس ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ألم تر) * استفهام تعجب، أي اعجب * (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) * هو محمود وأصحابه أبرهة ملك اليمن وجيشه، بنى بصنعاء كنيسة ليصرف إليها الحاج عن مكة فأحدث رجل من كنانة فيها ولطخ قبلتها بالعذرة احتقارا بها، فحلف أبرهة ليهدمن الكعبة، فجاء مكة بجيشه على أفيال اليمن مقدمها محمود، فحين توجهوا لهدم الكعبة أرسل الله عليهم ما قصه في قوله: (2) * (ألم يجعل) * أي جعل * (كيدهم) * في هدم الكعبة * (في تضليل) * خسارة وهلاك. (3) * (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) * جماعات جماعات، قيل لا واحد له كأساطير، وقيل واحده: أبول أو إبال أو إبيل كعجول ومفتاح وسكين. (4) * (ترميهم بحجارة من سجيل) * طين مطبوخ. (5) * (فجعلهم كعصف مأكول) * كورق زرع أكلته الدواب وداسته وأفنته، أي أهلكهم الله تعالى كل واحد بحجره المكتوب عليه اسمه، وهو أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة يخرق البيضة والرجل والفيل ويصل إلى الارض، وكان هذا عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم. { سورة قريش } [ مكية أو مدنية وآياتها أربع ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (لايلاف قريش) *. (2) * (إيلافهم) * تأكيد وهو مصدر آلف بالمد * (رحلة الشتاء) * إلى اليمن * (و) * رحلة * (الصيف) * إلى الشام في كل عام يستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت الذي هو فخرهم، وهم ولد النضر بن كنانة. أسباب نزول الآية 5 وأخرج الحاكم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قال أبو قحافة لابي بكر أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك يا بني فقال يا أبت إني إنما أريد ما عند الله فنزلت هذه الآيات فيه (فأما من أعطى واتقى) إلى آخر السورة. (*)
[ 823 ]
(3) * (فليعبدوا) * تعلق به لايلاف والفاء زائدة * (رب هذا البيت) *. (4) * (الذي أطعمهم من جوع) * أي من أجله * (وآمنهم من خوف) * أي من أجله وكان يصيبهم الجوع لعدم الزرع بمكة وخافوا جيش الفيل. { سورة الماعون ] [ مكية أو مدنية أو نصفها ونصفها وآياتها ست أو سبع ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (أرأيت الذي يكذب بالدين) * بالجزاء والحساب، أي هل عرفته وإن لم تعرفه: (2) * (فذلك) * بتقدير هو بعد الفاء * (الذي يدع اليتيم) * أي يدفعه بعنف عن حقه. (3) * (ولا يحض) * نفسه ولا غيره * (على طعام المسكين) * أي إطعامه، نزلت في العاصي بن وائل أو الوليد بن المغيرة. (4) * (فويل للمصلين) *. (5) * (الذين هم عن صلاتهم ساهون) * غافلون يؤخرونها عن وقتها. (6) * (الذين هم يراؤون) * في الصلاة وغيرها. (7) * (ويمنعون الماعون) * كالابرة والفأس والقدر والقصعة. أسباب نزول الآية 17 وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله وفيه نزلت (وسيجنبها الاتقى) إلى آخر السورة. أسباب نزول الآية 19 وأخرج البزار عن ابن الزبير قال نزلت هذه الآية (وما لاحد عنده من نعمة تجزى) إلى آخرها في أبي بكر الصديق. (سورة الضحى) أسباب نزول الآية 1 أخرج الشيخان وغيرهما عن جندب قال اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل فأنزل الله (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى) وأخرج سعيد بن منصور والفريابي عن جندب قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فنزلت وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه جبريل فقالت أم جميل امرأة أبي لهب ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك فأنزل الله (والضحى) وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة في مسنده والواحدي وغيرهم = (*)
[ 824 ]
{ سورة الكوثر } [ مكية أو مدنية وآياتها ثلاث ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إنا أعطيناك) * يا محمد * (الكوثر) * هو نهر في الجنة هو حوضه ترد عليه أمته، والكوثر: الخير الكثير من النبوة والقرآن والشفاعة ونحوها. (2) * (فصل لربك) * صلاة عيد النحر * (وانحر) * نسكك. (3) * (إن شانئك) * أي مبغضك * (هو الابتر) * المنقطع عن كل خير، أو المنقطع العقب، نزلت في العاصي بن وائل سمى النبي صلى الله عليه وسلم أبتر عند موت ابنه القاسم. { سورة الكافرون } [ مكية أو مدنية وآياتها ست ] نزلت لما قال رهط من المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قل يا أيها الكافرون) *. (2) * (لا أعبد) * في الحال * (ما تعبدون) * من الاصنام. (3) * (ولا أنتم عابدون) * في الحال * (ما أعبد) * وهو الله تعالى وحده. (4) * (ولا أنا عابد) * في الاستقبال * (ما عبدتم) *. (5) * (ولا أنتم عابدون) * في الاستقبال * (ما أعبد) * علم الله منهم أنهم لا يؤمنون، وإطلاق ما على الله على وجه المقابلة. (6) * (لكم دينكم) * الشرك * (ولي دين) * الاسلام وهذا قبل أن يؤمر بالحرب وحذف ياء الاضافة القراء السبعة وقفا ووصلا وأثبتها يعقوب في الحالين. = بسند فيه من لا يعرف عن حفص بن مسيرة القرشي عن أمه عن أمها خولة وقد كانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني فقلت في نفسي: لو هيأت البيت فكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يرعد بجبته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله (والضحى) إلى قوله (فترضى) قال الحافظ ابن حجر: = (*)
[ 825 ]
{ سورة النصر } [ نزلت بمنى في حجة الوداع، فتعد مدنية وهي آخر ما نزل من السور وآياتها ثلاث ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا جاء نصر الله) * نبيه صلى الله عليه وسلم على أعدائه * (والفتح) * فتح مكة. (2) * (ورأيت الناس يدخلون في دين الله) * أي الاسلام * (أفواجا) * جماعات بعدما كان يدخل فيه واحد واحد، وذلك بعد فتح مكة جاءه العرب من أقطار الارض طائعين. (3) * (فسبح بحمد ربك) * أي متلبسا بحمده * (واستغفره إنه كان توابا) * وكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، وعلم بها أنه قد اقترب أجله وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الاول سنة عشر. { سورة المسد } [ مكية وآياتها خمس ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه وقال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا نزل * (تبت) * خسرت * (يدا أبي لهب) * أي جملته وعبر عنها باليدين مجازا لان أكثر الافعال تزاول بهما، وهذه الجملة دعاء * (وتب) * خسر هو وهذه خبر كقولهم: أهلكه الله وقد هلك، ولما خوفه النبي بالعذاب، فقال: إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل: (2) * (ما أغنى عنه ماله وما كسب) * أي وكسبه، أي ولده ما أغنى بمعنى يغني. = قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب بل شاذ مردود بما في الصحيح. وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد أن خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أرى ربك إلا قد قلاك فنزلت وأخرج أيضا عن عروة قال: أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة: إني أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك فنزلت وكلاهما مرسل ورواتهما ثقات. قال الحافظ ابن حجر: فالذي يظهر أن كلا من أم جميل وخديجة قالت ذلك لكن أم جميل قالته شماتة وخديجة قالته توجعا. (*)
[ 826 ]
(3) * (سيصلى نارا ذات لهب) * أي تلهب وتوقد فهي مآل تكنيته لتلهب وجهه إشراقا وحمرة. (4) * (وامرأته) * عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل بالمفعول وصفته وهي أم جميل * (حمالة) * بالرفع والنصب * (الحطب) * الشوك والسعدان تلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم. (5) * (في جيدها) * عنقها * (حبل من مسد) * أي ليف وهذه الجملة حال من حمالة الحطب الذي هو نعت لامرأته أو خبر مبتدأ مقدر. { سورة الاخلاص } [ مكية أو مدنية وآياتها أربع ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه فنزل: * (قل هو الله أحد) * فالله خبر هو وأحد بدل منه أو خبر ثان. (2) * (الله الصمد) * مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام. (3) * (لم يلد) * لانتفاء مجانسته. * (ولم يولد) * لانتفاء الحدوث عنه. (4) * (ولم يكن له كفوا أحد) * أي مكافئا ومماثلا، وله متعلق بكفوا، وقدم عليه لانه محط القصد بالنفي وأخر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة. { سورة الفلق } [ مكية أو مدنية وآياتها خمس ] نزلت هذه السورة والتي بعدها لما سحر لبيد اليهودي النبي صلى الله عليه وسلم في وتر به إحدى عشرة عقدة فأعلمه الله بذلك وبمحله فأحضر بين يديه صلى الله عليه وسلم وأمر بالتعوذ بالسورتين، فكان كلما قرأ آية منها انحلت عقدة ووجد خفة، حتى انحلت العقد كلها، وقام كأنما نشط من عقال. بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قل أعوذ برب الفلق) * الصبح. (2) * (من شر ما خلق) * من حيوان مكلف وغير مكلف وجماد كالسم وغير ذلك. أسباب نزول الآية 4 وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرض علي ما هو مفتوح لامتي بعدي فسرني فأنزل الله (وللآخرة خير لك من الاولى) إسناده حسن. أسباب نزول الآية 5 وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال: عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)
[ 827 ]
(3) * (ومن شر غاسق إذا وقب) * أي الليل إذا أظلم والقمر إذا غاب. (4) * (ومن شر النفاثات) * السواحر تنفث * (في العقد) * التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشئ تقوله من غير ريق، وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور. (5) * (ومن شر حاسد إذا حسد) * أظهر حسده وعمل بمقتضاه، كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الثلاثة الشامل لها ما خلق بعده لشدة شرها. { سورة الناس } [ مكية وآياتها ست ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قل أعوذ برب الناس) * خالقهم ومالكهم خصوا بالذكر تشريفا لهم ومناسبة للاستفادة من شر الموسوس في صدورهم. (2) * (ملك الناس) *. (3) * (إله الناس) * بدلان أو صفتان أو عطفا بيان وأظهر المضاف إليه فيهما زيادة للبيان. (4) * (من شر الوسواس) * الشيطان سمي بالحدث لكثرة ملابسته له * (الخناس) * لانه يخنس ويتأخر عن القلب كما ذكر الله. (5) * (الذي يوسوس في صدور الناس) * قلوبهم إذا غفلوا عن ذكر الله. (6) * (من الجنة والناس) * بيان للشيطان الموسوس أنه جني وإنسي، كقوله تعالى: " شياطين الانس والجن " أو من الجنة بيان له والناس عطف على الوسواس وعلى كل يشتمل شر لبيد وبناته المذكورين، واعترض الاول بأن الناس لا يوسوس في صدورهم الناس إنما يوسوس في صدورهم الجن، وأجيب بأن الناس يوسوسون أيضا بمعنى يليق بهم في الظاهر ثم تصل وسوستهم إلى القلب وتثبت فيه بالطريق المؤدي إلى ذلك والله تعالى أعلم. = ما هو مفتوح على أمته كفرا كفرا أي قرية قرية فسر به فأنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى). (سورة ألم نشرح) أسباب نزول الآية 6 قال: نزلت لما عير المشركون المسلمين بالفقر وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية إن مع العسر يسرا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين. (*)
[ 828 ]
(سورة التين) أسباب نزول الآية 5 أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله (ثم رددناه أسفل سافلين) قال: هم نفر ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عنهم حين سفهت عقولهم فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم. (سورة العلق) أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن النذر عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل: نعم فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل لاطأن على رقبته ولاعفرن وجهه في التراب فأنزل الله (كلا إن الانسان ليطغى) الآيات أسباب نزول الآية 9 وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه فأنزل الله (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) إلى قوله (كاذبة خاطئة). أسباب نزول الآية 17 وأخرج الترمذي وغيره عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فجاءه أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا ؟ فزجره النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل: إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله (فليدع ناديه سندع الزبانية) قال الترمذي: حسن صحيح. (سورة القدر) أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي والحاكم وابن جرير عن الحسن بن علي قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) فنزلت (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) تملكها بعدك بنو أمية قال القاسم الحراني: فعددنا وإذا هي ألف شهر لا تزيد ولا تنقص قال الترمذي: غريب وقال المزني وابن كثير: منكر جدا وأخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله أسباب نزول الآية 3 وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي فعمل ذلك ألف شهر فأنزل الله (ليلة القدر خير من ألف شهر) عملها ذلك الرجل (سورة الزلزلة) أسباب نزول الآية 7 أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت (ويطعمون الطعام على حبه) الآية كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشئ القليل إذا أعطوه وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير: الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ويقولون إنما وعد الله النار على الكبائر فأنزل الله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). (سورة العاديات) أسباب نزول الآية 1 أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا ولبث شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت (والعاديات ضبحا). (*)
[ 829 ]
(سورة التكاثر) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال: نزلت في قبيلتين من الانصار بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان وفلان وقال الآخرون مثل ذلك تفاخروا بالاحياء ثم قالوا: انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان ومثل فلان يشيرون إلى القبر وتقول الاخرى مثل ذلك: فأنزل الله * (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) * وأخرج ابن جرير عن علي قال: كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت (ألهاكم التكاثر) إلى (ثم كلا سوف تعلمون) في عذاب القبر. (سورة الهمزة) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان وابن عمر قالا: ما زلنا نسمع أن (ويل لكل همزة) نزلت في أبي بن خلف وأخرج عن السدي قال: نزلت في الاخنس بن شريق وأخرج ابن جرير عن رجل من أهل الرقة قال: نزلت في جميل بن عامر الجمحي وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه فأنزل الله (ويل لكل همزة لمزة) السورة كلها. (سورة قريش) أسباب نزول الآية 1 أخرج الحاكم وغيره عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل الله قريشا بسبع خصال الحديث وفيه: نزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم (لايلاف قريش). (سورة الماعون) أسباب نزول الآية 4 أخرج ابن المنذر عن طريف بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (فويل للمصلين) الآية: قال نزلت في المنافقين كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا ويمنعونهم العارية. (سورة الكوثر) أسباب نزول الآية 3 أخرج البزار وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الاشرف مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه يزعم إنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة قال: أنتم خير منه فنزلت (إن شانئك هو الابتر) وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن عكرمة قال لما أوحي النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش بتر محمد منا فنزلت (إن شانئك هو الابتر) وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان فلما مات ولد النبي صلى الله عليه وسلم قال العاصي بن وائل: بتر محمد فنزلت. وأخرج البيهقي في الدلائل مثله عن محمد بن علي وسمى الولد القاسم وأخرج عن مجاهد قال: نزلت في العاصي بن وائل وذلك أنه قال: أنا شانئ محمد وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي أيوب قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله (إنا أعطيناك الكوثر) إلى آخر السورة وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله (فصل لربك وانحر) قال: نزلت يوم الحديبية أتاه جبريل فقال: انحر واركع فقام فخطب خطبة الفطر والنحر ثم ركع ركعتين ثم انصرف إلى البدن فنحرها قلت فيه غرابة شديدة وأخرج عن شمر بن عطية قال: كان عقبة بن أبي معيط يقول أنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد وهو أبتر فأنزل الله فيه (إن شانئك هو الابتر) وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: بلغني أن إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم لما مات قالت قريش: أصبح محمد أبتر فغاظه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) تعزية له. (*)
[ 830 ]
(سورة الكافرون) أسباب نزول الآية 1 أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي فأنزل الله (قل يا أيها الكافرون) إلى آخر السورة وأنزل (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) وأخرج عبد الرزاق عن وهب قال: قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم. إن سرك أن تتبعنا عاما ونرجع إلى دينك عاما فأنزل الله (قل يا أيها الكافرون) إلى آخر السورة وأخرج ابن المنذر نحوه عن ابن جريج. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن ميناء قال: لقي الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل والاسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فأنزل الله (قل يا أيها الكافرون) (سورة النصر) أسباب نزول الآية 1 أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح بعث خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر بالسلاح فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله (إذا جاء نصر الله والفتح) حتى ختمها. (سورة المسد) أسباب نزول الآية 1 أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فنادى: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا: بلى قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله (تبت يدا أبي لهب وتب) إلى آخرها. وأخرج ابن جرير من طريق اسرائيل عن ابن اسحاق عن رجل من همدان يقال له يزيد بن زيد: أن امرأة أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشوك فنزلت (تبت يدا أبي لهب) إلى (وامرأته حمالة الحطب) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثله. (سورة الاخلاص) أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي والحاكم وابن خزيمة من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد) إلى آخرها وأخرج الطبراني وابن جرير مثله من حديث جابر بن عبد الله فاستدل بها على أن السورة مكية. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن الاشرف وحيي بن أخطب فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل (قل هو الله أحد) إلى آخرها. وأخرج ابن جرير عن قتادة وابن المنذر عن سعيد بن جبير مثله فاستدل بهذا على أنها مدنية. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: قال قتادة: قالت الاحزاب: انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة وهذا المراد بالمشركين في حديث أبي فتكون السورة مدنية كما دل عليه حديث ابن عباس وينتفي التعارض بين الحديثين لكن أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق ابان عن أنس قال: أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والارض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه السورة (قل هو الله أحد). (أسباب نزول المعوذتين) أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند أسباب نزول الآية 1 أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فنادى: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا: بلى قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله (تبت يدا أبي لهب وتب) إلى آخرها. وأخرج ابن جرير من طريق اسرائيل عن ابن اسحاق عن رجل من همدان يقال له يزيد بن زيد: أن امرأة أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشوك فنزلت (تبت يدا أبي لهب) إلى (وامرأته حمالة الحطب) وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثله. (سورة الاخلاص) أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي والحاكم وابن خزيمة من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد) إلى آخرها وأخرج الطبراني وابن جرير مثله من حديث جابر بن عبد الله فاستدل بها على أن السورة مكية. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن الاشرف وحيي بن أخطب فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل (قل هو الله أحد) إلى آخرها. وأخرج ابن جرير عن قتادة وابن المنذر عن سعيد بن جبير مثله فاستدل بهذا على أنها مدنية. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: قال قتادة: قالت الاحزاب: انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة وهذا المراد بالمشركين في حديث أبي فتكون السورة مدنية كما دل عليه حديث ابن عباس وينتفي التعارض بين الحديثين لكن أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق ابان عن أنس قال: أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والارض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم فأتاه جبريل بهذه السورة (قل هو الله أحد). (أسباب نزول المعوذتين) أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا فأتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى ؟ قال: طب قال: وما طب ؟ قال: سحر قال: ومن سحره ؟ قال: لبيد بن الاعصم اليهودي قال: أين هو ؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشر عقدة وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة (قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس) لاصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما. وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال: صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا. وهذا آخر الكتاب والحمد لله على التمام وصلى الله على سيدنا مح مد رسول الله عليه التحية والسلام.