الدر المنثور
جلال الدين السيوطي ج 6
[ 1 ]
* (الجزء السادس) * من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق ورئيس ذوى التدقيق عمدة الائمة المتقدمين والمتأخرين وخاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير العلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن ابن أبى بكر السيوطي رحمه الله تعالى آمين * (ولتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب تنوير المقباس تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس وقد جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة وتفسير ابن عباس رضى الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع) * الناشر دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة شورى مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت حم عسق بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنهما قال أنزلت بمكة حم عسق * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة حمعسق فرددها مرارا حم عسق في بيت ميمونة فقال يا ميمونة أمعك حمعسق قالت نعم قال فاقرئيها فلقد نسيت ما بين أولها وآخرها * وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمعسق فقال يا ميمونة أتعرفين حمعسق لقد نسيت ما بين أولها وآخرها قالت فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم ونعيم بن حماد والخطيب عن ابن 7 قال جاء رجل إلى ابن عباس رضى الله عنهما وعنده حديفة بن اليمان رضى الله عنه فقال أخبرني عن تفسير حمسق فاعرض عنه ثم كرر مقالته فاعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة رضى الله عنه أنا انبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبداله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبنى عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم بعث الله على احداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو الا بياض يومها وذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك عدل منه سين يعنى سيكون ق يعنى واقع بهاتين المدينتين * وأخرج أبو يعلى وابن عساكر بسند ضعيف عن أبى معاوية رضى الله عنه قال صعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه المنبر فقال يا أيها الناس هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ حمعسق فوثب ابن عباس رضى الله عنهما فقال ان حم اسم من أسماء الله تعالى قال فعين قال عاين المذكور عذاب يوم بدر قال فسين قال سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال فقاف فسكت فقام أبو ذر رضى الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضى الله عنه وقال قاف قارعة من السماء تصيب الناس * قوله تعالى (تكاد السموات يتفطرن من فوقهن) الآية * أخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما
[ 3 ]
قال كنا نقرأ هذه الآية تكاد السموات ينفطرن من فوقهن * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما تكاد السموات ينفطرن من فوقهن قال ممن فوقهن وقرأها خصيف بالتاء المشددة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه تكاد السموات يتفطرن من فوقهن قال من عظمة الله تعالى وجلاله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما تكاد السموات يتفطرن من فوقهن قال من الثقل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويستغفرون لمن في الارض قال الملائكة عليهم السلام يستغفرون للذين آمنوا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابراهيم قال كان أصحاب عبد الله يقولون الملائكة خير من ابن الكواء يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه وتنذر يوم الجمع قال يوم القيامة * قوله تعالى (فريق في الجنة وفريق في السعير) * أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان قلنا لا الا ان تخبرنا يا رسول الله قال للذى في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين باسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم قال للذى في شماله هذا كتاب من رب العالمين باسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله ان كان قد فرغ منه فقال سددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وان عمل أي عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده كتاب ينظر فيه قال انظروا إليه كيف وهو أمي لا يقرأ قال فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا كتاب من رب العالمين باسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وقال فريق في الجنة وفريق في السعير فرغ ربكم من أعمال العباد * قوله تعالى (وما اختلفتم فيه من شئ) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله قال فهو يحكم فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الانعام أزواجا يذرؤكم فيه قال عيش من الله يعيشكم الله فيه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه يدرؤكم فيه قال نسلا من بعد نسل من الناس والانعام * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يذرؤكم قال يخلقكم * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى وائل رضى الله عنه قال بينما عبد الله رضى الله عنه يمدح ربه إذ قال مصعد نعم الرب يذكر فقال عبد الله انى لاجله عن ذلك ليس كمثله شئ وهو السميع البصير * قوله تعالى (يبسط الرزق لمن يشاء) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ان ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه وان مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة فيعرض عليه أعمالكم بالامس أول النهار واليوم فينظر فيه ثلاث ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك وأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش و ؟ رادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة وينفخ جبريل في القرن فلا يبقى شئ الا سمعه الا الثقلين الجن والانس فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بما في الارحام فينظر فيها ثلاث ساعات فيصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور حتى بلغ عليم فتلك تسع ساعات ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه بكل شئ عليم فتلك ثنتا عشرة ساعة ثم قال كل يوم هو في شان فهذا شأن ربكم كل يوم * قوله تعالى (شرع لكم من الدين) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال وصاك يا محمد وانبياءه كلهم دينا واحدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد
[ 4 ]
ابن حميد وابن جرير عن قتادة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال الحلال والحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال بعث نوح عليه السلام حين بعث بالشريعة بتحليل الحلال وتحريم الحرام * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن رفيع بقية أهل الجزيرة قال بعث الله نوحا عليه السلام وشرع له الدين فكان الناس في شريعة نوح عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله موسى عليه السلام وشرع له الدين فكان الناس في شريعة من بعد موسى ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله عيسى عليه السلام وشرع له الدين فكان الناس في شريعة عيسى عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة قال ولا يخاف على هلاك هذا الدين الا الزندقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحكم قال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال جاء نوح عليه السلام بالشريعة بتحريم الامهات والاخوات والبنات * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه ان أقيموا الدين قال اعملوا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه قال تعلموا ان الفرقة هلكة وان الجماعة ثقة كبر على المشركين ما تدعوهم إليه قال استكبر المشركون ان قيل لهم لا اله الا الله ضائها ابليس وجنوده ليردوها فابى الله الا ان يمضيها وينصرها ويظهرها على ما ناواها وهى كلمة من خاصم بها فلج ومن انتصر بها نصر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه الله يجتبى إليه من يشاء قال يخلص لنفسه من يشاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه بغيا بينهم قال كثرت أموالهم فبغى بعضهم على بعض * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ويهدى إليه من ينيب قال من يقبل إلى طاعة الله وفي قوله وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم قال اليهود والنصارى * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضى الله عنه وما تفرقوا الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم قال في الدنيا * قوله تعالى (وأمرت لاعدل بينكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأمرت لاعدل بينكم قال أمر نبى الله صلى الله عليه وسلم ان يعدل فعدل حتى مات والعدل ميزان الله في الارض به ياخذ للمظلوم من الظالم وللضعيف من الشديد وبالعدل يصدق الله الصادق ويكذب الكاذب وبالعدل يرد المعتدى ويوبخه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا حجة بيننا وبينكم قال لا خصومة بيننا وبينكم * قوله تعالى (والذين يحاجون في الله) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له قال هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين ويصدونهم عن الهدى من بعدما استجابوا لله وقال هم قوم من أهل الضلالة وكان استجيب على ضلالتهم وهم يتربصون بان تأتيهم الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له قال طمع رجال بان تعود الجاهلية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله والذين يحاجون في الله الآية قال هم اليهود والنصارى حاجوا المسلمين في ربهم فقالوا أنزل كتابنا قبل كتابتكم ونبينا قبل نبيكم فنحن أولى بالله منكم فانزل الله من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه وما كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب وأما قوله من بعد ما استجيب له قال من بعدما استجاب المسلمون لله وصلوا لله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له الآية قال قال أهل الكتاب لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نحن أولى بالله منكم فانزل الله والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم يعنى أهل الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له الآية * قوله تعالى (الله الذى أنزل الكتاب) * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان قال العدل وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنه انه كان واقفا بعرفة فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى واشتد بكاؤه وتلا قول الله تعالى الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان إلى العزير فقيل له فقال
[ 5 ]
ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بمكانى هذا فقال أيها الناس لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى الا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قد كان الرجل منا يدخل الخلاء فيحمل الاداوة من الماء فإذا خرج توضأ خشية من ان تقوم الساعة وان يكون عنده الفضلة من الطعام فيقول لا آكلها حتى تقوم الساعة * وأخرج أحمد وهناد بن السرى والطبراني وابن مردويه والضياء عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين * قوله تعالى (يستعجل بها) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يتمناها المتمنون فقيل له يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها قال انما يتمنونها خشية على ايمانهم * قوله تعالى (من كان يريد حرث الآخرة) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من كان يريد حرث الآخرة قال عيش الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها الآية قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل له نصيبا في الآخرة الا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيا الا رزقا قد فرغ منه وقسم له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة من كان يريد حرث الآخرة قال من كان يريد عيش الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة الا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيا الا رزقا قد فرغ منه وقسم له * وأخرج ابن مردويه من طريق قتادة عن أنس رضى الله عنه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب قال نزلت في اليهود * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه وابن حبان عن أبى بن كعب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الامة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الارض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية ثم قال يقول الله ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملات صدرك شغلا ولم أسد فقرك * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعا من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن عساكر عن على رضى الله عنه قال الحرث حرثان فحرث الدنيا المال والبنون وحرث الآخرة الباقيات الصالحات * وأخرج ابن المبارك عن مرة رضى الله عنه قال ذكر عند عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قوم قتلوا في سبيل الله فقال انه ليس على ما تذهبون وترون انه إذا التقى الزحفان نزلت الملائكة فكتبت الناس على منازلهم فلان يقاتل للدنيا وفلان يقاتل للملك وفلان يقاتل للذكر ونحو هذا وفلان يقاتل يريد وجه الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن رزين بن حصين رضى الله عنه قال قرأت القرآن من أوله إلى آخره على على ابن أبى طالب رضى الله عنه فلما بلغت الحواميم قال لى قد بلغت عرائس القرآن فلما بلغت اثنتين وعشرين آية من حم عسق بكى ثم قال اللهم انى أسألك اخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الابرار واستحقاق حقائق الايمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم ورجوت رحمتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم قال يا رزين إذا ختمت فادع بهذه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنى ان أدعو بهن عند ختم القرآن * قوله تعالى (أم لهم شركاء) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولو لا كامة الفصل قال يوم القيامة أخروا إليه وفي قوله روضات الجنة قال المكان الموفق * قوله تعالى (لهم ما يشاؤن) * أخرج ابن جرير عن أبى ظبية رضى الله عنه قال ان السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم قال فما يدعو داع من القوم بشئ الا أمطرتهم حتى ان القائل منهم ليقول امطرينا كواعب أترابا * قوله تعالى (قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طريق طاوس عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن قوله الا المودة في القربى فقال سعيد بن جبير رضى الله عنه قربى آل محمد فقال ابن عباس رضى الله عنه عجلت ان النبي صلى الله عليه وسلم لم
[ 6 ]
يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال الا ان تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أسألكم عليه أجرا الا ان تودوني في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التى بينى وبينكم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن الشعبى رضى الله عنه قال أكثر الناس علينا في هذه الآية قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى فكتبنا إلى ابن عباس رضى الله عنه نسأله فكتب ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم الا وقد ولدوه فقال الله قل لا أسالكم عليه أجرا على ما أدعوكم إليه الا المودة في القربى تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا المودة في القربى قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة من جميع قريش فلما كذبوه وأبوا ان يبايعوه قال يا قوم إذ أبيتم ان تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية بمكة وكان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى قل لهم يا محمد لا أسالكم عليه يعنى على ما أدعوكم إليه أجرا عوضا من الدنيا الا المودة في القربى الا الحفظ لى في قرابتي فيكم قال المودة انما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قرابته فلما هاجر إلى المدينة أحب ان يلحقه باخوته من الانبياء عليهم السلام فقال قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ان أجرى الا على الله يعنى ثوابه وكرامته في الآخرة كما قال نوح عليه السلام وما أسالكم عليه من أجر ان أجرى الا على رب العالمين وكما قال هود وصالح وشعيب لم يستثنوا أجرا كما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم فرده عليهم وهى منسوخة * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طريق مجاهد رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قل لا أسالكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجرا الا ان تودوا الله وان تتقربوا إليه بطاعته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمى * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال ان محمدا قال لقريش لا أسالكم من أموالكم شيأ ولكن أسالكم ان تودوني لقرابة ما بينى وبينكم فانكم قومي وأحق من أطاعنى وأجابني * وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله الا المودة في القربى قال تحفظوني في قرابتي وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في قريش بطن الا وله فيهم أم حتى كانت له من هذيل أم فقال الله قل لا أسالكم عليه أجرا الا ان تحفظوني في قرابتي ان كذبتموني فلا تؤذوني * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت الانصار فعلنا وفعلنا وكانهم فخروا فقال ابن عباس رضى الله عنهما لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الانصار ألم تكونوا أذلة فاعزكم الله قالوا بلئ يا رسول الله قال أفلا تجيبوني قالوا ما تقول يا رسول الله قال ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك أولم يكذبوك فصدقناك أولم يخذلوك فنصرناك فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله فنزلت قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد من جبير قال قالت الانصار فيما بينهم لولا جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا يبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد فقالوا يا رسول الله انا أردنا أن نجمع لك من أموالنا فانزل الله قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى فخرجوا مختلفين فقالوا لمن ترون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم انما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم فانزل الله أم يقولون افترى على الله كذبا إلى قوله وهو الذى يقبل التوبة عن عباده فعرض لهم بالتوبة إلى قوله ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله هم الذين
[ 7 ]
قالوا هذا ان يتوبوا إلى الله ويستغفرونه * وأخرج ابو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى ان تحفظوني في أهل بيتى وتودوهم بى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال على وفاطمة وولداها * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير الا المودة في القربى قال قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن أبى الديلم قال لما جئ بعلى بن الحسين رضى الله عنه أسيرا فاقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذى قتلكم واستاصلكم فقال له على ابن الحسين رضى الله عنه اقرأت القرآن قال نعم قال أقرأت آل حم قال لا قال اما قرأت قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال فانكم لانتم هم قال نعم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ومن يقترف حسنة قال المودة لآل محمد * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم عن المطلب بن ربيعة رضى الله عنه قال دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال والله لا يدخل قلب امرئ مسلم ايمان حتى يحبكم لله ولقرابتي * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله في أهل بيتى * وأخرج الترمذي وحسنه وابن الانباري في المصاحف عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتى ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما * وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه واحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبي * وأخرج البخاري عن ابى بكر الصديق رضى الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته * وأخرج ابن عدى عن ابى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابغضنا اهل البيت فهو منافق * وأخرج الطبراني عن الحسن بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد الا ذيد يوم القيامة بسياط من نار * واخرج احمد وابن حبان والحاكم عن ابى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل الا أدخله الله النار * واخرج الطبراني والخطيب من طريق ابى الضحى عن ابن عباس قال جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذى صنعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغوا الخير أو الايمان حتى يحبوكم * وأخرج الخطيب من طريق أبى الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله عنها قالت أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع أوقعناها فقال أما والله انهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ترجو سليم شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن الحسن بن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ أساس وأساس الاسلام حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أهل بيته * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم على هذا القرآن أجرا ولكنه أمرهم ان يتقربوا إلى الله بطاعته وحب كتابه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال كل من تقرب إلى الله بطاعته وجبت عليه محبته * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله الا المودة في القربى قال الا التقرب إلى الله بالعمل الصالح * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال كن له عشر أمهات في المشركات وكان إذا مر بهم أذوه في تنقيصهن وشتمهن فهو قوله الا المودة في القربى يقول لا تؤذوني في قرابتي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الله غفور شكور قال غفور للذنوب شكور للحسنات يضاعفها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فان يشا الله يختم على قلبك قال ان يشا
[ 8 ]
الله أنساك ما قد آتاك والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذى يقبل التوبة) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ان أبا هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذى يخاف ان يقتله فيه العطش * وأخرج مسلم والترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرج بتوبة العبد من رجل نزلا منزلا مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه العطش والحر قال ارجع إلى مكاني الذى كنت فيه فانام حتى أموت فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته زاده * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه انه سئل عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها قال لا باس به ثم قرأ وهو الذى يقبل التوبة عن عباده * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عتبة ابن الوليد حدثنى بعض الرهاويين قال سمع جبريل عليه السلام خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام وهو يقول يا كريم العفو فقال له جبريل عليه السلام وتدرى ما كريم العفو قال لا يا جبريل قال ان يعفو عن السيئة ويكتبها حسنة * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن الاخنس قال امترينا في قراءة هذا الحرف ويعلم ما يفعلون أو تفعلون فاتينا ابن مسعود فقال تفعلون * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة رضى الله عنه انه قرأ في حم عسق ويعلم ما تفعلون بالتاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن سلمة بن سبرة رضى الله عنه قال خطبنا معاذ رضى الله عنه فقال أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة والله انى لاطمع أن يكون عامة من تنصبون بفارس والروم في الجنة فان أحدهم يعمل الخير فيقول أحسنت بارك الله فيك أحسنت رحمك الله والله يقول ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله * وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن أبى ابراهيم اللخمى في قوله ويزيدهم من فضله قال يشفعون في اخوان اخوانهم * قوله تعالى (ولو بسط الله الرزق) الآية * أخرج ابن المنذر وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبرائى وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن أبى هانئ الخولانى قال سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون انما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض وذلك انهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن على رضى الله عنه قال انما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض وذلك انهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال يقال خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف على أمتى زهرة الدنيا وزخرفها فقال له قائل يا نبى الله هل ياتي الخير بالشر فانزل الله عليه عند ذلك ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض وكان إذا نزل عليه كرب لذلك وتربد وجهه حتى إذا سرى عنه قال هل ياتي الخير بالشر يقولها ثلاثا ان الخير لا ياتي الا بالخير ولكنه والله ما كان ربيع قط الا أحبط أو ألم فاما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في سبيل الله التى افترض وارتضى فذلك عبد أريد به خير وعزم له على الخير واما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في شهواته ولذاته وعدل عن حق الله عليه فذلك عبد أريد به شر وعزم له على شر * وأخرج أحمد والطيالسي والبخاري ومسلم والنسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال له رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا أنه ينزل عليه فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل فرأينا أنه حمده فقال ان الخير لا ياتي بالشر وان مما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم الا آكلة الخضر فانها أكللت حتى امتلات خاصرتاها فاستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وان
[ 9 ]
المال حلوة خضرة ونعم صاحبها المسلم هو ان وصل الرحم وأنفق في سبيل الله ومثل الذى ياخذه بغير حقه كمثل الذى ياكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض قال كان يقال خير العيش ما لا يغيك ولا يلهيك * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الاولياء والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عزوجل قال يقول الله عزوجل من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وانى لا غضب لاوليائي كما يغضب الليث الحر ودوما تقرب إلى عبدى المؤمن بمتل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدى المؤمن يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا ان دعاني أجبته وان سألني أعطيته وما ترددت في شئ أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدى المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه وان من عبادي المؤمنين لمن يسألنى الباب من العبادة فاكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا الصحة ولو أسقمته لافسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا السقم ولو أصححته لافسده ذلك انى أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم انى عليم خبير * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا قال المطر * قوله تعالى (وهو الذى ينزل الغيث) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا قال لعمر رضى الله عنه يا أمير المؤمنين فحط المطر وقنط الناس فقال عمر مطرتم إذا ثم قرأ وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من بعد ما قنطوا قال يئسوا * وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضى الله عنه قال بلغنا أنه يستجاب الدعاء عند المطر ثم تلا هذه الآية وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا * وأخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف في سبيل الله وعند نزول الغيث وعند اقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما بث فيهما من دابة قال الناس والملائكة والله أعلم * قوله تعالى (وما أصابكم) الآية * أخرج أحمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ألا اخبركم بافضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وسأفسرها لك يا على ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فيما كسبت أيديكم والله أكرم من أن يثنى عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه * وأخرج سعيد ابن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن البصري رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج عبد بن حميد والترمذي عن أبى موسى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصيب عبد انكبة فما فوقها أو دونها الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر وقرأ وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في الكفارات وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عمران ابن حصين رضى الله عنه أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلى في جسده فقال انا لنبأس لك لما ترى فيك قال فلا تبتئس لما ترى هو بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ثم تلا وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن الضحاك قال ما تعلم أحد القرآن ثم نسيه الا بذنب يحدثه ثم قرأ هذه الآية وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم وقال وأى مصيبة أعظم من نسيان القرآن * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن العلاء بن بدر رضى الله عنه ان رجلا
[ 10 ]
ساله عن هذه الآية وقال قد ذهب بصرى وأنا غلام صغير قال ذلك بذنوب والديك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضى الله عنه وما أصابكم من مصيبة الآية قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يصبب ابن آدم خدش عود ولا اختلاج عرق الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج ابن مردويه عن البراء رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود الا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى مليكة رضى الله عنه ان أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبى وما يغفره الله أكثر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم قال الحدود * قوله تعالى (ومن آياته الجوارى) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن آياته الجوارى في البحر قال السفن كالاعلام قال كالجبال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال سفن هذا البحر تجرى بالريح فإذا أمسكت عنها لريح ركدت * وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيظللن رواكد على ظهره قال لا يتحركن ولا يجربن في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما رواكد قال وقوفا أو يوبقهن قال يهلكهن * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك أو يوبقهن قال يغرقهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه أو يوبقهن قال يهلكهن * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه ما لهم من محيص من ملجا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أو يوبقهن بما كسبوا قال بذنوب أهلها * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ظبيان قال كنا نعرض المصاحف عند علقمة رضى الله عنه فقرأ هذه الآية ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور فقال قال عبد الله الصبر نصف الايمان * وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبى رضى الله عنه قال الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله وقرأ ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور وآية للموقنين * قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم) * أخرج عبد بن حميد ولبخارى في الادب وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال ما تشاور قوم قط الا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا وأمرهم شورى بينهم * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن على رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله الامر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شئ قال اجمعوا له العابد من أمتى واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأى واحد * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا * وأخرج البهقى في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أراد أمرا فشاور فيه وقضى هدى لارشد الامور * وأخرج البيهقى عن يحيى بن أبى كثير رضى الله عنه قال قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه يا بنى عليك بخشية الله فانها اغانه كل شئ يا بنى لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فانك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بنى عليك بالحبيب الاول فان الاخير لا يعدله قوله تعالى (والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون) أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون قال كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا وكانوا إذا قدروا عفوا * وأخرج عبد بن حميد عن منصور قال سالت ابراهيم عن قوله والذين إذا أصابهم هم ينتصرون قال كانوا يكرهون للمؤمنين ان يذلوا أنفهسم فيجترئ الفساق عليهم * وأخرج النسائي وابن ماجه وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت دخلت على زينب وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبلت على تسبنى فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فلم تنته فقال لى سبيها فسببتها حتى جف ريقها في فمها ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متهلل سرورا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن على بن زيد بن جدعان رضى الله عنه قال لم أسمع في الانصار مثل حديث حدثنى به أم ولد أبى محمد عن عائشة رضى الله عنها قالت كنت في البيت وعندنا زينب بنت جحش فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فاقبلت عليه زينب فقالت ما كل واحدة منا عندك الا على خلابة ثم أقبلت على تسبنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولى لها كما تقول لك فاقبلت
[ 11 ]
عليها وكنت أطول وأجود لسانا منها فقامت * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون قال ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضى الله عنه في قوله والذين إذا أصابهم البغى قال هذا محمد صلى الله عليه وسلم ظلم وبغى عليه وكذب هم ينتصرون قال ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف * قوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريح في قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها قال ما يكون من الناس في الدنيا مما يصيب بعضهم بعضا والقصاص * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستبان ما قالا من شئ فعلى البادئ حتى يعتدى المظلوم ثم قرأ وجزاء سيئة سيئة مثلها * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله وجزاء سيئة مثلها قال إذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير ان تعتدى * وأخرج ابن جرير عن ابن أبى نجيح في قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها قال يقول أخزاه الله فيقول أخزاه الله * قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فاحره على الله) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادى الا ليقم من كان له على الله أجرة لا يقوم الا من عفا في الدنيا وذلك قوله فمن عفا وأصلح فاجره على الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان له على الله أجر فليقم فيقوم عنق كثيرة فيقال لهم ما أجركم على الله فيقولون نحن الذين عفونا عمن ظلمنا وذلك قول الله فمن عفا وأصلح فاجره على الله فيقال لهم ادخلوا الجنة باذن الله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقف العباد للحساب ينادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله قالوا ومن ذا الذى أجره على الله قال العافون عن الناس فقام كذا وكذا ألفا فدخلوا الجنة بغير حساب * وأخرج البيهقى عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين فيقوم من عفا عن أخيه قال الله فمن عفا وأصلح فاجره على الله * وأخرج ابن مردويه عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول مناد من عند الله يقول أين الذين أجرهم على الله فيقوم من عفا في الدنيا فيقول الله أنتم الذين عفوتم لى ثوابكم الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عند محمد بن المنكدر رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ الارض ألا من كان له على الله حق فليقم فيقوم من عفا وأصلح * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى مناد يوم القيامة لا يقوم اليوم أحد الا من له عند الله يد فتقول الخلائق سبحانك بل لك اليد فيقول بلى من عفا في الدنيا بعد قدرة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موسى بن عمران عليه السلام يا رب من أعز عبارك عندك قال من إذا قدر عفا * وأخرج أحمد وأبو داود عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رجلا شتم أبا بكر رضى الله عنه والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر رضى الله عنه فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال انه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلما أكن لاقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر نلت من حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضى عنها لله الا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة الا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة الا زاده الله بها قلة * قوله تعالى (ولمن انتصر بعد ظلمه) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضى الله عنه ولمن انتصر بعد ظلمه فاؤلئك ما عليهم من سبيل قال هذا في الخماشة تكون بين الناس فاما ان ظلمك رجل فلا تظلمه وان فجر بك فلا تفجر به وان خانك فلا تخنه فان المؤمن هو الموفى المؤدى وان الفاجر هو الخاثن الغادر * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي والبزار وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا على من ظلمه فقد انتصر * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة رضى الله عنها ان سارقا سرق لها فدعت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه
[ 12 ]
وسلم لا تسجني عليه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ولمن انتصر بعد ظلمه قال لمحمد صلى الله عليه وسلم أيضا انتصاره بالسيف وفى قوله انما السبيل على الذين يظلمون الناس الآية قال من أهل الشرك * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله هل إلى مرد من سبيل يقول إلى الدنيا * قوله تعالى (وتراهم يعرضون عليها) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ينظرون من طرف خفى قال ذليل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله ينظرون من طرف خفى قال يسارقون النظر إلى النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن خلف بن حوشب رضى الله عنه قال قرأ زيد بن صوحات رضى الله عنه استجيبوا لربكم من قبل ان ياتي يوم لا مرد له من الله فقال لبيك من زيد لبيك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من ملجأ يومئذ قال تحرز ومالكم من نكير ناصر ينصركم * قوله تعالى (يهب لمن يشاء اناثا) * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولادكم هبة الله يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور فهم وأموالكم لكم إذا احتجتم إليها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بركة المرأة ابتكارها بالانثى لان الله قال يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور قال لا اناث معهم أو يزوجهم ذكرانا واناثا قال يولد له جارية وغلام ويجعل من يشاء عقيما لا يولد له * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه يهب لمن يشاء اناثا قال يكون الرجل لا يولد له الا الاناث ويهب لمن يشاء الذكور قال يكون الرجل لا يولد له الا الذكور أو يزوجهم ذكرانا واناثا قال يكون الرجل يولد له الذكور والاناث ويجعل من يشاء عقيما قال يكون الرجل لا يولد له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن الحنفية أو يزوجهم ذكرانا واناثا قال التوأم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويجعل من يشاء عقيما قال الذى لا يولد له ولد * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس ويجعل من يشاء عقيما قال لا يلقح * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن الحرث بن عميران ابا بكر رضى الله عنه أصاب وليدة له سوداء فعزلها ثم باعها فانطلق بها سيدها حتى إذا كان في بعض الطريق أرادها فامتنعت منه فإذا هو براعى غنم فدعاء فراطنها فاخبرها انه سيدها قالت انى قد حملت من سيدى الذى كان قبل هذا وأنا في دينى ان لا يصيبني رجل في حمل من آخر فكتب سيدها إلى أبى بكر أو عمر فاخبره الخبر فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فمكث النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد وكان مجلسهم الحجر قال النبي صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل في مجلسي هذا عن الله ان أحدكم ليس بالخيار على الله إذا شجع ذلك المشجع ولكنه يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور فاعترف بولدك فكتب بذلك فيها * وأخرج عبد الرزاق عن غيلان عن أنس رضى الله عنه قال ابتاع ابو بكر رضى الله عنه جارية أعجمية من رجل قد كان أصابها فحملت له فاراد أبو بكر رضى الله عنه ان يطاها فابت عليه وأخبرت انها حامل فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها حفظت فحفظ الله لها ان أحدكم إذا شجع ذلك المشجع فليس بالخيار على الله فردها إلى صاحبها الذى باعها * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن يونس بن يزيد رضى الله عنه قال سمعت الزهري رضى الله عنه سئل عن قول الله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا الآية قال نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين فالكلام كلام الله الذى كلم به موسى من وراء حجاب والوحى ما يوحى الله به إلى نبى من أنبيائه فيثبت الله ما أراد من وحيه في قلت النبي فيتكلم به النبي ويعيه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحدا من الانبياء ولكنه سرغيب بين الله ورسله ومنه ما يتكلم به الانبياء عليهم السلام ولا يكتبونه لاحد ولا يامرون بكتابته ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ويبينون لهم ان الله أمرهم ان يبينوه للناس ويبلغوهم ومن الوحى ما يرسل الله به من يشاء من اصطفى من ملائكة فيكلمون أنبياءه ومن الوحى ما يرسل به إلى من يشاء فيوحون به وحيا في قلوب من
[ 13 ]
يشاء من رسله وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن عائشة ان الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ياتيك الوحى قال أحيانا ياتيني الملك في مثل صلصلة الجرص فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال وهو أشده على وأحيانا يتمثل في الملك رجلا فيكلمني فاعى ما يقول قالت عائشة رضى الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحى في اليوم الشديد البرد فيفصم وان جبينه ليتفصد عرقا * وأخرج أبو يعلى والعقيلي والطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات وضعفه عن سهل بن سعد وعبد الله بن عمرو بن العاصى رضى الله عنه قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما يسمع من نفس من حس تلك الحجب الا زهقت نفسه * قوله تعالى (وكذلك أوحينا اليك روحا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا قال القرآن * وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن على رضى الله عنه قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم هل عبدت وثنا قط قال لا قالوا فهل شربت خمرا قط قال لا وما زلت أعرف الذى هم عليه كفر وما كنت أدرى ما الكتاب ولا الايمان وبذلك نزل القرآن ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وانك لتهدى قال لتدعو * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وانك لتهدى إلى صراط مستقيم قال قال الله ولكل قوم هاد قال داع يدعو إلى الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وانك لتهدى إلى صراط مستقييم قال تدعو * (سورة حم الزخرف مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت بمكة سورة حم الزخرف * قوله تعالى (انا جعلناه قرآنا عربيا) * أخرج ابن مردويه عن طاوس رضى الله عنه قال جاء رجل إلى ابن عباس من حضر موت فقال له يا ابن عباس اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله قال بل كلام من كلام الله أو ما سمعت الله يقول وان أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله فقال له الرجل أفرأيت قوله انا جعلناه قرآنا عربيا قال كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية أما سمعت الله يقول بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ المجيد هو العزيز أي كتبه الله في اللوح المحفوظ * وأخرج ابن أبى شيبة عن مقاتل بن حيان رضى الله عنه قال كلام أهل السماء العربية ثم قرأ حم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا الآيتين * قوله تعالى (وانه في أم الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان أول ما خلق الله من شئ القلم فأمره ان يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتاب عنده ثم قرأ وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب قال في أصل الكتاب وجملته * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه وانه في أم الكتاب قال القرآن عند الله في أم الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب لدينا قال الذكر الحكيم فيه كل شئ كان وكل شئ يكون وما نزل من كتاب فمنه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن سابط رضى الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب ما هو كائن إلى يوم القيامة وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون فوكل جبريل عليه السلام بالوحى ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام وبالهلاك إذا أراد ان يهلك قوما كان صاحب ذلك وكل أيضا بالنصر في الحروب إذا أراد الله ان ينصر ووكل ميكائيل عليه السلام بالقطران يحفظه ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الانفس فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ 7 أهل الكتاب فوجده سواء * قوله تعالى (أفنضرب عنكم الذكر) الآيتين * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أفنضرب عنكم الذكر صفحا قال أحسبتم ان نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه أفنضرب عنكم الذكر صفحا قال تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى صالح رضى الله عنه أفنضرب عنكم الذكر صفحا قال والله لو ان هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الامة لهلكوا ولكن الله تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن
[ 14 ]
الحسن رضى الله عنه قال لم يبعث الله رسولا الا ان أنزل عليه كتابا فان قبله قومه والا رفع فذلك قوله أفنضرب عنكم الذكر صفحا ان كنتم قوما مسرفين لا تقبلونه فيلقنه قلب نبيه قالوا قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا لرفع ولم يترك منه شئ على ظهر الارض * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومضى مثل الاولين قال عقوبة الاولين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ صفحا ان كنتم بنصب الالف جعل لكم الارض مهدا بنصب الميم بغير ألف * قوله تعالى (وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون) * أخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكر وانعمة ربكم إذا استويتم عليه ان تقولوا الحمد لله الذى من علينا بمحمد عبده ورسوله ثم تقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ركب راحلته ثم كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن ابى شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمدى وصححه وابن جرير والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن على رضى الله عنه انه أتى بدابة فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون سبحانك لا اله الا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لى ذنوبي انه لا يغفر الذنوب الا أنت ثم ضحك فقلت مم ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله مم ضحكت فقال يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لى ويقول علم عبدى انه لا يغفر الذنوب غيرى * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر ثلاثا وهلل الله وحده ثم ضحك ثم قال ما من امرئ مسلم يركب دابته فيصنع كما صنعت الا أقبل الله يضحك إليه كما ضحكت اليك * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن محمد بن حمزة بن عمر الاسلمي عن أبيه رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فانما يحمل الله * وأخرج ابن سعد وأحمد والبغوى والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبى لاس الخزاعى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من بعير الا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم ثم امتهنوها لانفسكم فانما يحمل الله * وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضى الله عنه في قوله ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه قال نعمة الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى مجلز رضى الله عنه قال رأى حسين بن على رضى الله عنه رجلا يركب دابة فقال سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون قال أو بذلك أمرت قال فكيف أقول قال الحمد لله الذى هدانا للاسلام الحمد لله الذى من علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذى جعلني في خير أمة أخرجت للناس ثم تقول سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن طاوس رضى الله عنه انه كان إذا ركب دابة قال بسم الله اللهم هذا من منك وفضلك علينا فلك الحمد ربنا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما كنا له مقرنين قال الابل والخيل والبغال والحمير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما كنا له مقرنين قال مطيقين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وما كنا له مقرنين قال لا في الايدى ولا في القوة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سليمان بن يسار رضى الله عنه ان قوما كانوا في سفر فكانوا إذا ركبوا قالوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال اما أنا فانا لهذه
[ 15 ]
مقرن فقمصت به فصرعته فاندقت عنقه والله أعلم * قوله تعالى (وجعلوا له من عباده جزأ) الآيات * أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وجعلوا له من عباده جزأ قال عدلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجعلوا له من عباده جزأ قال ولدا وبنات من الملائكة وفى قوله وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا قال ولدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم قال حزين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ بما ضرب للرحمن مثلا بنصب الضاد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه أو من ينشأ في الحلية قال الجوارى جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما أو من ينشا في الحلية قال هن النساء فرق بين زيهن وزى الرجال ونقصهن من الميراث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن الخوالف * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله أو من ينشا في الحلية قال جعلوا لله البنات وإذا بشر أحدهم بهن ظل وجهه مسودا وهو كظيم حزين وأما قوله وهو في الخصام غير مبين قال قلما تكلمت امرأة تريد ان تتكلم بحجتها الا تكلمت بالحجة عليها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ أو من ينشا في الحيلة مخففة الياء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ ينشأ في الحلية مخففة منصوبة الياء مهموزة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية رضى الله عنه انه سئل عن الذهب للنساء فقال لا باس به يقول الله أو من ينشأ في الحلية * قوله تعالى (وجعلوا الملائكة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا قال قد قال ذلك اناس من الناس ولا نعلمهم الا اليهودات الله عزوجل صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كنت أقرأ هذا الحرف الذين هم عباد الرحمن اناثا فسألت ابن عباس فقال عباد الرحمن قلت فانها في مصحفي عند الرحمن قال فامحها واكتبها عباد الرحمن بالالف والباء وقال أتانى رجل اليوم وددت انه لم ياتنى فقال كيف تقرأ هذا الحرف وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا قال ان ناسا يقرؤن الذين هم عند الرحمن فسكت عنه فقلت اذهب إلى أهلك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه انه قرأها الذين هم عند الرحمن بالنون * وأخرج ابو عبيد وابن المنذر عن مروان وجعلوا الملائكة عند الرحمن اناثا ليس فيه الذين هم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ عباد الرحمن بالالف والباء أشهدوا خلقهم بنصب الالف والشين ستكتب بالتاء ورفع التاء * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم قال يعنون الاوثان لانهم عبدوا الاوثان يقول الله ما لهم بذلك من علم يعنى الاوثان انهم لا يعلمون ان هم الا يخرصون قال يعلمون قدرة الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم قال عبدوا الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أم آتيناهم كتابا من قبله قال قبل هذا الكتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل قالوا انا وجدنا آباءنا على أمة قال على دين * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل انا وجدنا آباءنا على أمة قال على ملة غير الملة التى تدعونا إليها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيات وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر ويقول حلفت فلم اترك لنفسك ريبة * وهل ياثمن ذوأمة وهو طا ؟ ع وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة بل قالوا انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون قال قد قال ذلك مشركو قريش انا وجدنا آباءنا على دين وانا متبعوهم على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون قال بفعلهم * وأخرج
[ 16 ]
عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه قال الامة في القرآن على وجوه وادكر بعد أمة قال بعد حين ووجد عليه أمة من الناس يسقون قال جماعة من الناس وانا وجدنا آباءنا على أمة قال على دين ورفع الالف في كلها وقرأ قل أو لو جئتكم بغير ألف بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين قال شر والله كان عاقبتهم أخذهم بخسف وغرق فاهلكهم الله ثم أدخلهم النار * قوله تعالى (واذ قال ابراهيم) الآيات * أخرج الفضل بن شاذان في كتاب القرا آت بسنده عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ اننى برئ مما تعبدون بالياء * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه اننى برئ مما تعبدون الا الذى فطرني فانه سيهدين قال انهم يقولون ان الله ربنا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فلم يبرأ من ربه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة وجعلها كلمة باقية في عقبه قال في الاسلام اوصى بها ولده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد وجعلها كلمة باقية في عقبه قال الاخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده لعلهم يرجعون قال يتوبون أو يذكرون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وجعلها كلمة باقية في عقبه قال لا اله الا الله في عقبه قال عقب ابراهيم ولده * وأخرج عبد بن حميد عن الزهري قال عقب الرجل ولده الذكور والاناث وأولاد الذكور واخرج عبد بن حميد عن عبيدة قال قلت لابراهيم ما العقب قال ولده الذكر * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في رجل اسكنه رجل له ولعقبه من بعده اتكون امرأته من عقبه قال لا ولكن ولده عقبه * قوله تعالى (بل متعت هؤلاء) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ بل متعت هؤلاء برفع التاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين قال هذا قول اهل الكتاب لهذه الامة وكان قتادة رضى الله عنه يقرؤها بل متعت هؤلاء بنصب التاء * وأخرج ابن جرير عن السدى ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر قال هؤلاء قريش قالوا للقرآن الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هذا سحر * قوله تعالى (وقالوا لو لا نزل هذا القرآن) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن قول الله لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ما القريتان قال الطائف ومكة قيل فمن الرجلان قال عروة بن مسعود وخيار قريش * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن قول الله لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنى بالقريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشى وحبيب بن عمير الثقفى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنى من القريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشى وحبيب بن عمير الثقفى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنون أشرف من محمد الوليد بن المغيرة من أهل مكة ومسعود بن عمرو الثقفى من أهل الطائف * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال قال الوليد بن المغيرة لو كان ما يقول محمد حقا أنزل على هذا القرآن أو على عروة بن مسعود الثقفى فنزلت وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال القريتان مكة والطائف قال ذلك مشركو قريش قال بلغنا انه ليس فخذ من قريش الاقداد عنه فقالوا هو منا وكنا نحدث انه الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفى قال يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين ليس على محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله على رجل من القريتين عظيم قال عتبة بن ربيعة من مكة وابن عبد ياليل بن كنانة الثقفى من الطائف وعمير بن مسعود الثقفى وفى لفظ وأبو مسعود الثقفى * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال هو عتبة بن ربيعة وكان ريحانة قريش يومئذ * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه في قوله على رجل من القريتين عظيم قال هو الوليد ببن المغيرة المخزومى أو كنانة بن عمر بن عمير عظيم أهل الطائف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله نحن قسمنا بينهم معيشتهم
[ 17 ]
في الحياة الدنيا قال قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بيتهم صورهم واخلاقهم فتعالى ربنا وتبارك ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات قال فتلقاه ضعيف الحيلة عيى اللسان وهو مبسوط له في الرزق وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه ليتخذ بعضهم سخريا قال ملكة يسخر بعضهم بعضا يبتلى الله به عباده فالله الله فيما ملكت يمينك ورحمة ربك خير مما يجمعون قال الجنة * قوله تعالى (ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله لو لا ان يجزع عبدى المؤمن لعصيت الكافر عصابة من حديد فلا يشتكى شيأ ولصببت عليه الدنيا صبا قال ابن عباس رضى الله عنهما قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة الآية يقول لو لا ان اجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من فضة وهى درج عليها يظهرون يصعدون إلى الغرف وسرر فضة وزخرفا وهو الذهب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ولو لا ان يكون الناس أمة واحدة قال لو لا أن يكون الناس كفارا لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة قال السقف أعالي البيوت ومعارج عليها يظهرون قال درج عليها يصعدون وزخرفا قال الذهب والآخرة عند ركب للمتقين قال خصوصا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة قال لو لا أن يكفروا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه في قوله سقفا قال الجزوع ومعارج قال الدرج وزخرفا قال الذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة قال لو لا أن يكون الناس أجمعون كفارا فيميلوا إلى الدنيا لجعل الله لهم الذى قال قال وقد مالت الدنيا باكبر همها وما فعل ذلك فكيف لو فعله * وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله أهم يقسمون رحمة ربك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين الا من يحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجه عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء * قوله تعالى (ومن يعش) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن عثمان المخرمى ان قريشا قالت قيضوا لكل رجل رجلا من أصحاب محمد ياخذه فقيضوا لابي بكر رضى الله عنه طلحة بن عبيد الله فاتاه وهو في القوم فقال أبو بكر رضى الله عنه الام تدعوني قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر رضى الله عنه وما اللات قال ربنا قال وما العزى قال بنات الله قال أبو بكر رضى الله عنه فمن أمهم فسكت طلحة فلم يجبه فقال طلحة لاصحابه أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة قم يا أبا بكر اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فانزل الله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ومن يعش عن ذكر الرحمن قال يعمى قال ابن جرير هذا على قراءة فتح الشين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ومن يعش قال يعرض وانهم ليصدونهم عن السبيل قال عن الدين حتى إذا جاآنا جميعا هو وقرينه * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ حتى إذا جاآنا على معنى اثنين هو وقرينه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن يعش الآية قال من جانب الحق وأنكره وهو يعلم ان الحلال حلال وأن الحرم حرام فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه وقضى حاجته ثم أراد من الحرام قيض له شيطان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد الجزرى في قوله نقيض له شيطانا قال بلغنا ان الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين قال وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضى بين الناس أو يصير إلى الجنة * وأخرج ابن حبان والبغوى وابن قانع والطبراني وابن مردويه عن شريك بن طارق رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منكم أحد الا ومعه شيطان قالوا ومعك يا رسول الله قال ومعى الا أن الله أعانني عليه فاسلم * وأخرج
[ 18 ]
مسلم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما اصنع فقال ما لك يا عائشة اغرت فقلت وما لى لا يغار مثلى على مثلك فقال أقد جاء شيطانك قلت يا رسول الله أمعى شيطان قال نعم ومع كل انسان قلت ومعك قال نعم ولكن ربى أعانني عليه حتى أسلم * وأخرج مسلم وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل الله به قرينه من الجن قالوا واياك يا رسول الله قال واياى الا ان الله أعانني عليه فاسلم فلا يامرني الا بخبر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل الله به قرينه من الجن قالوا واياك يا رسول الله قال واياى الا ان الله أعانني عليه فاسلم * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال ليس من الآدميين أحد الا ومعه شيطان موكل به أما الكافر فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه وأما للمؤمن فهو يجانب له ينتظره حتى يصيب منه غفلة أو غرة فيثب عليه وأحب الآدميين إلى الشيطان الاكول النؤم * قوله تعالى (فاما تذهبن بك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال قال أنس رضى الله عنه ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيا يكرهه حتى قبض ولم يكن نبى قط الا وقد رأى العقوبة في أمته الا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده فما رؤى ضاحكا منبسطا حتى قبض * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق حميد عن أنس بن مالك رضى الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون الآية قال أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدى قال قرأ على بن أبى طالب رضى الله عنه هذه الآية فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده * وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون نزلت في على بن أبى طالب انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو نرينك الذى وعدناهم الآية قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انك على صراط مستقيم قال على الاسلام * قوله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما وانه لذكر لك ولقومك قال القرآن شرف لك ولقومك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وانه لذكر لك يعنى القرآن ولقومك يعنى من اتبعك من أمتك * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله وانه لذكر لك ولقومك قال يقال ممن هذا الرجل فيقال من العرب فيقال من أي العرب فيقال من قريش فيقال من أي قريش فيقال من بنى هاشم * وأخرج ابن عدى وابن مردويه عن على وابن عباس قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجيهم بشئ لانه لم يؤمر في ذلك بشئ حتى نزلت وانه لذكر لك ولقومك فكان بعد إذا سئل قال لقريش فلا يجيبوه حتى قبلته الانصار على ذلك * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا ان الله علم ما في قلبى من حبى لقومي فشرفني فيهم فقال وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون فجعل الذكر والشرف لقومي من كتابه ثم قال وأنذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعنى قومي فالحمد لله الذى جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي ان الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهى الشجرة المباركة التى قال الله في كتابه ومثل كلمة طيبة كشجرة
[ 19 ]
طيبة يعنى بها قريشا أصلها ثابت يقول أصلها كرم وفرعها في السماء يقول الشرف الذى شرفهم الله بالاسلام الذى هداهم وجعلهم أهله ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكه لئلاف قريش إلى آخرها قال عدى بن حاتم ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط الا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه وكان كثيرا ما يتلو هذه الآية وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون * قوله تعالى (واسأل من أرسلنا) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال ليلة اسرى به لقى الرسل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال بلغنا أنه ليلة اسرى به أرى الانبياء فارى آدم فسلم عليه وأرى مالكا خازن النار وأرى الكذاب الدجال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون قال سل أهل التوراة والانجيل هل جاءت الرسل الا بالتوحيد وقال في بعض القراءة واسال من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك * وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس واسال من أرسلنا قبلك من رسلنا قال سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال كان عبد الله يقرأ واسال الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا قال في قراءة ابن مسعود واسال الذين يقرؤن الكتاب من قبل مؤمنى أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله واسال من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال جمعوا له ليلة اسرى به ببيت المقدس * قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وما نريهم من آية الا هي أكبر من أختها قال الطوفان وما معه من الآيات * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأخذنا بالعذاب قال هو عام السنة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وأخذنا هم بالعذاب لعلهم يرجعون قال يتوبون أو يذكرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله إذا هم ينكثون قال يغدرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ونادى فرعون في قومه قال ليس هو نفسه ولكن أمر ان ينادى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاسود بن يزيد قال قلت لعائشة ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت وما تعجب من ذلك هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتي قال قد كان لهم جنان وأنهار أم أنا خير من هذا الذى هو مهين قال ضعيف ولا يكاد يبين قال عيى اللسان فلو لا القى عليه أساورة من ذهب قال أحلية من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين أي متتابعين فلما آسفونا قال أغضبونا فجعلناهم سلفا قال إلى النار ومثلا قال عظة للآخرين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ولا يكاد يبين قال كانت لموسى لثغة في لسانه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله أو جاء معه الملائكة مقترنين قال يمشون معا * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عكرمة قال لم يخرج فرعون من زاد على الاربعين سنة ومن دون العشرين فذلك قوله فاستخف قومه فاطاعوه يعنى استخف قومه في طلب موسى عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة فلما آسفونا قال أغضبونا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلما آسفونا قال أغضبونا وفى قوله سلفا قال أهواء مختلفة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فلما آسفونا قال أغضبونا فجعلناهم سلفا قال هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمد ومثلا للآخرين قال عبرة لمن بعدهم * وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب وابن أبى حاتم عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيت الله يعطى العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه فانما ذلك استدراج منه له ثم تلا فلما آسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم أجمعين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن طارق بن شهاب قال كنت عند عبد الله فذكر عنده موت الفجأة فقال تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر فلما آسفونا انتقمنا منهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه كان يقرأ فجعلناهم سلفا بنصف السين واللام * قوله تعالى (ولما ضرب) الآيات * أخرج أحمد وابن
[ 20 ]
أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش انه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير فقالوا ألست تزعم ان عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا وقد عبدته النصارى فان كنت صادقا فانه كآلهتهم فانزل الله ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون قال يضجون وانه لعلم للساعة قال هو خروج عيسى بن مريم قبيل يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال لما ذكر عيسى بن مريم جزعت قريش وقالوا ما ذكر محمد عيسى بن مريم ما يريد محمد الا نصنع به كما صنعت النصارى بعيسى بن مريم فقال الله ما ضربوه لك الا جدلا * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرؤها يصدون يعنى بكسر الصاد يقول يضحجون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبى عبد الرحمن السلمى رضى الله عنه انه قرأ يصدون بضم الصاد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم يصدون قال يعرضون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن معبد بن أخى عبيد بن عمير الليثى رضى الله عنه قال قال لى ابن عباس ما لعمك يقرأ هذه الآية إذا قومك منه يصدون انها ليست كذا انما هي إذا قومك منه يصدون إذا هم يهجون إذا هم يضجون * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه إذا قومك منك يصدون قال يضجون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والحسن وقتادة رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يصدون بالكسر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا أوتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك الا جدلا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة رضى الله عنه قال ما ضلت أمة بعد نبيها الا أعطوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك الا جدلا * وأخرج سعيد بن منصور عن أبى ادريس الخولانى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ثار قوم فتنة الا أوتوا بها جدلا وما نار قوم في فتنة الا كانوا الهاجرزا * وأخرج ابن عدى والخرائطي في مساوى الاخلاق عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكذب باب من أبواب النفاق وان آية النفاق ان يكون الرجل جدلا خصما * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال لما ذكر الله عيسى عليه السلام في القرآن قال مشركو مكة انما أراد محمد ان تحبه كما أحب النصارى عيسى قال ما ضربوه لك الا جدلا قال ما قالوا هذا القول الا ليجادلوا ان هو الا عبد أنعمنا عليه قال ذلك نبى الله عيسى ان كان عبدا صالحا أنعم الله عليه وجعلناه مثلا قال آية لبنى اسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون قال يخلف بعضهم بعضا مكان بنى آدم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان المشركين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له أرأيت ما يعبد من دون الله أين هم قال في النار قالوا والشمس والقمر قال والشمس والقمر قالوا فعيسى بن مريم فانزل الله ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون قال يعمرون الارض بدلا منكم * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور ومسدد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وانه لعلم للساعة قال خروج عيسى قبل يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة رضى الله عنه وانه لعلم للساعة قال خروج عيسى يمكث في الارض أربعين سنة تكون تلك الاربعون أربع سنين يحج ويعتمر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وانه لعلم للساعة قال آية للساعة خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه وانه لعلم للساعة قال نزول عيسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وانه لعلم للساعة قال نزول عيسى علم للساعة وناس يقولون القرآن علم للساعة * وأخرج عبد بن حميد عن شيبان رضى الله عنه قال كان الحسن يقول وانه لعلم للساعة قال هذا القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ وانه لعلم للساعة قال هذا القرآن بخفض العين * وأخرج
[ 21 ]
عبد بن حميد عن حماد بن سلمة رضى الله عنه قال قرأتها في مصحف أبى وانه لذكر للساعة * وأخرج ابن جرير من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما وانه لعلم لساعة قال نزول عيسى * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه قال من تبديل التوراة * قوله تعالى (هل ينظرون الا الساعة) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم الساعة والرجلان يحلبان اللقحة والرجلان يطويان الثوب ثم قرأ هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * قوله تعالى (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) * أخرج ابن مردويه عن سعد بن معاذ رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة انقطعت الارحام وقلت الانساب وذهبت الاخوة الا الاخوة في الله وذلك قوله الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال معصية الله في الدنيا متعادين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الاخلاء أربعة مؤمنان وكافران فمات أحد المؤمنين فسئل عن خليله فقال اللهم لم أر خليلا آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر منه اللهم اهذه كما هديتني وأمته على ما امتنى عليه ومات أحد الكافرين فسئل عن خليله فقال اللهم لم أر خليلا آمر بمنكر منه ولا أنهى عن معروف منه اللهم أضله كما أضللتني وأمته على ما امتنى عليه قال ثم يبعثون يوم القيامة فقال ليثن بعضهكم على بعض فاما المؤمنان فاثنى كل واحد منهما على صاحبه كاحسن الثناء وأما الكافران فاثنى كل واحد منهما على صاحبه كاقبح الثناء * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب رضى الله عنه قال يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فلا يحجب عنه فيؤمر به إلى الجنة فيرى منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله في الجنة من الكرامة ويرى منزلته أفضل من منازلهم ويكسى من ثياب الجنة ويوضع على رأسه تاج ويعلقه من ريح الجنة ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ليلة البدر فيخرج فلا يراه أهل ملا الا قالوا اللهم اجعله منهم حتى ياتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول ابشر يا فلان فان الله أعد لك في الجنة كذا وأعد لك في الجنة كذا وكذا فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه فيعرفهم الناس ببياض وجوههم فيقولون هؤلاء أهل الجنة ويؤتى بالرئيس في الشر فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار فيرى منزله ومنازل أصحابه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله فيها من الهوان ويرى منزلته شرا من منازلهم فيسود وجهه وتزرق عيناه ويوضع على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملا الا تعوذوا بالله منه فيقول ما أعاذكم الله منى أما تذكر يا فلان كذا وكذا فيذكرهم الشر الذى كانوا يجامعونه ويعينونه عليه فما يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل الذى علا وجهه فيعرفهم الناس بسواد وجوههم فيقولون هؤلاء أهل النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وحميد بن زنجويه في ترغيبه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال خليلان مؤمنان وخليلان كافران توفى احد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال اللهم ان خليلي فلانا كان يامرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني انى ملاقيك اللهم فلا تضله بعدى حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت عنى فيقال له اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الاخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا مات احد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم ان خليلي فلانا كان يامرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني انى غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدى حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت على فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد
[ 22 ]
منهما لصاحبه بئس الاخ وبئس الصاحب وبئس الخليل * وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمى قال سمعت ان الناس حين يبعثون ليس فيهم الا فرع فينادى مناديا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون فيرجوها الناس كلهم فيتبعها الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تحبرون قال تكرمون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب) * أخرج ابن المبارك وابن أبى الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الاوسط بسند رجاله ثقات عن أنس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والاخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في الاخرى مثله يا كل من آخرها مثل ما ياكل من أولها يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذى يجد لاولها ثم يكون ذلك ريح المسك الاذفر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون اخوانا على سرر متقابلين * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه بصحاف قال القصاع * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب رضى الله عنه قال ان ادنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين الف صحفة في كل صحفة لون ليس كالآخر فيجد للاخر لذته أوله ليس منه أول * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاكواب الجرار من الفضة * وأخرج هناد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال الاكواب التى ليس لها آذان * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله وأكواب قال القلال التى لاعرا لها قال وهل تعرف العرب ذلك قال اما نعم سمعت قول الهذلى فلم ينطق الديك حتى ملا * ت كوب الذباب له فاستدارا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله باكواب قال جرار ليس لها عرى وهى بالنبطية كوى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهون اهل النار عذابا رجل يطا على جمرة يغلى منها دماغه قال أبو بكر الصديق وما كان جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله رمية بحجر فلا تستحبوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة وقال ان أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لا يدخل بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر الا معمور يغدى عليه كل يوم ويراح بسبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس في الآخر مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الارض لوسع عليهم مما أعطى لا ينقص ذلك مما أوتى شيأ * وأخرج ابن جرير عن أبى امامة قال ان الرجل من أهل الجنة يشتهى الطائر وهو يطير فيقع منفلقا نضيجا في كفه فيأكل منه حتى ينتهى ثم يطير ويشتهي الشراب فيقع الابريق في يده فيشرب منه ما يريد ثم يرجع إلى مكانه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأكواب قال هي دون الاباريق بلغنا انها مدورة الرأس * قوله تعالى (وفيها ما تشتهيه الانفس) * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم وذكر الجنة فقال والذى نفسي بيده ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه ثم يخطر على باله طعام آخر فيتحول الطعام الذى في فيه على الذى اشتهى ثم قرأ وفيها ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين وأنتم فيها خالدون * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال الرمانة من رمان الجنة يجتمع عليها بشر كثير ياكلون منها فان جرى على ذكر أحدهم شئ وجده في موضع يده حيث ياكل * وأخرج ابن أبى الدنيا والبزار وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا * واخرج ابن أبى الدنيا عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجئ مثل البختى حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال أخس أهل الجنة منزلا له سبعون ألف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب لو نزل به أهل الارض جميعا لا وصلهم لا يستعين عليهم بشئ من عند غيره وذلك في قول الله وفيها ما تشتهى الانفس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل في الجنة ولد قال ان شاؤا
[ 23 ]
* وأخرج أحمد وهناد والدارمى وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى قال قلنا يا رسول الله ان الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لاهل الجنة فقال ان المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن سابط قال قال رجل يا رسول الله أفى الجنة خيل فانى أحب الخيل قال ان يدخلك الله الجنة ما من شئ شئت الا فعلت فقال الاعرابي أفى الجنة خيل فانى أحب الابل فقال يا اعرابي ان أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما تشتهى نفسك ولذت عينك * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن مردويه عن بريدة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل في الجنة خيل فانها تعجبني قال ان أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك في الجنة حيث شئت فقال له رجل ان الابل تعجبني فهل في الجنة من ابل فقال يا عبد الله ان أدخلت الجنة فلك فيها ما تشتهى نفسك ولذت عينك * وأخرج عبد بن حميد عن كثير بن مرة الحضرمي قال ان السحابة لتمر باهل الجنة فتقول ما أمطركم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سابط قال ان الرسول يجئ إلى الشجرة من شجر الجنة فيقول ان ربى يامرك أن تفتقي لهذا ما شاء فان الرسول ليجئ إلى الرجل من أهل الجنة فينشر عليه الحلة فيقول قد رأيت الحلل فما رأيت مثل هذه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر بن قيس قال ان الرجل من أهل الجنة لتشتهي الثمرة فتجئ حتى تسيل في فيه وانها في أصلها في الشجرة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبد الرحمن بن سابط قال ان الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعمائة بكر وثمانية آلاف ثيب ما منهن واحدة الا يعانقها عمر الدنيا كلها لا يوجد واحد منهما من صاحبه وانه لتوضع مائدته فما تنقضي منها نهمته عمر الدنيا كلها وانه لياتيه الملك بتحية من ربه وبين أصبعيه مائة أو سبعون حلة فيقول ما أتانى من ربى شئ أعجب إلى من هذه فيقول أيعجبك هذا فيقول نعم فيقول الملك لادنى شجرة بالجنة تلوني لفلان من هذا ما اشتهت نفسه * وأخرج ابن جرير عن أبى ظبية السلمى قال ان السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم فما يدعو داع من القوم بشئ الا أمطرتهم حتى ان القائل منهم ليقول أمطرينا كواعب أترابا * قوله تعالى (وتلك الجنة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد الا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد في الزهد عن عبد الله بن مسعود قال تجوزون الصراط بعفو الله وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل باعمالكم * قوله تعالى (ان المجرمين) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وهم فيه ؟ بلسون قال مستسلمون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن الانباري في الصاحف وابن مردويه والبيهقي في سننه عن يعلى بن أمية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك * وأخرج ابن مردويه عن على انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن الانباري عن مجاهد قال في قراءة عبد الله ابن مسعود ونادوا يا مالك * وأخرج الطبراني عن يعلى بن أمية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصحمعه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس ونادوا يا مالك قال مكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم انكم ماكثون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أم أبرموا أمرا فانا مبرمون قال أم أجمعوا أمرا فانا مجمعون ان كادوا شرا كدناهم مثله * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال بينا ثلاثة بين الكعبة واستارها قرشيان وثقفى أو ثقفيان وقرشى فقال واحد منهم ترون الله يسمع كلامنا فقال واحد إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قل ان كان للرحمن ولد يقول لم يكن للرحمن ولد فانا أول العابدين قال الشاهدين * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل فانا أول العابدين قال أنا أول منبرئ
[ 24 ]
من أن يكون لله ولد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت تبعا وهو يقول وقد عملت فهرباني ربهم * طرا ولم تعبد 7 * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة قل ان كان للرحمن ولد قالا ما كان للرحمن ولد فانا أول العابدين قال يقول محمد فانا أول من عبد الله من هذه الامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قل ان كان للرحمن ولد في زعمكم فانا أول العابدين فانا أول من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قل ان كان للرحمن ولد فانا أول العابدين قال المؤمنين بالله فقولوا ما شئتم * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال هذه كلمة من كلام العرب ان كان للرحمن ولد أي ان ذلك لم يكن * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم قال هذا مقول من قول العرب ان كان هذا الامر قط أي ما كان * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه كان يقرأ كل شئ بعد السجدة في مريم ولد والتى في الزخرف ونوح وسائر ولد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن قتادة في قوله عما يصفون قال عما يكذبون وفى قوله وهو الذى في السماء اله وفى الارض اله قال هو الذى يعبد في السماء ويعبد في الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة قال عيسى وعزير والملائكة الا من شهد بالحق قال كلمة الاخلاص وهم يعلمون ان الله حق وعيسى وعزير والملائكة يقول لا يشفع عيسى وعزير والملائكة الا من شهد بالحق وهو يعلم الحق * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله الا من شهد بألحق وهم يعلمون قال الملائكة وعيسى وعزير فان لهم عند الله شفاعة * وأخرج البيهقى في الشعب عن جاهد في الآية قال شهد بالحق وهو يعلم ان الله ربه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عوف قال سألت ابراهيم عن الرجل يجد شهادته في الكتاب ويعرف الخط والخاتم ولا يحفظ الدراهم قتلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وقيله يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون قال هذا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم يشكو قومه إلى ربه وعن ابن مسعود انه قرأ وقال الرسول يا رب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وقيله يا رب بخفض اللام والهاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فاصفح عنهم قال نسخ الصفح * وأخرج ابن أبى شيبة عن شعيب بن الحجاب قال كنت مع على بن عبد الله البارقى فمر علينا يهودى أو نصراني فسلم عليه فقال شعيب قلت انه يهودى أو نصراني فقرأ على آخر سورة الزخرف وقيله يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون * وأخرج ابن أبى شيبة عن عون بن عبد الله قال سئل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال ترد عليهم ولا تبتدئهم قلت فكيف تقول أنت قال ما أرى باسا أن نبدأهم قلت لم قال لقول الله تعالى فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون * (سورة حم الدخان مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة حم الدخان * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال نزلت بمكه سورة الدخان * وأخرج الترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك * وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك * وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفورا له * وأخرج ابن الضريس والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ليلة الجمعة حم الدخان ويس أصبح مغفورا له * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة * وأخرج ابن الضريس عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الدخان في ليله غفر له ما تقدم من ذنبه * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر عن أبى رافع قال من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له وزوج من الحور العين * وأخرج الدارمي عن عبد الله 7 هنا بياض بالاصل (*)
[ 25 ]
ابن عيسى قال أخبرت انه من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة ايمانا وتصديقا بها أصبح مغفورا له * وأخرج اليزار عن زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صيادانى خبات لك خبيا فما هو وخبا له رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الدخان فقال هو الدح فقال اخسه ما شاء الله كان ثم انصرف * وأخرج الطبراني عن الاسود ابن يزيد وعنبسة أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود فقال قرأت المفصل في ركعة فقال عبد الله بل هذذت كهذ الشعر وكنثر الدقل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر في ركعة فذكر عشر ركعات بعشرين سورة عن تأليف عبد الله آخرهن إذا الشمس كورت والدخان * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال لقد علمت النظائر التى كان يصلى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاريات والطور والنجم واقتربت والرحمن والواقعة ونون والحاقة والمزمل ولا أقسم بيوم القيامة وهل أتى على الانسان والمرسلات وعم يتساءلون والنازعات وعبس وويل للمطففين وإذا الشمس كورت والدخان * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال لانى لاحفظ القرائن التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن ثمان عشرة من المفصل وسورتين من آل حم * وأخرج ابن أبى عمر في مسنده عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب حم التى يذكر فيها الدخان * قوله تعالى (حم) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله انا أنزلناه في ليلة مباركة قال أنزل القرآن في ليلة القدر ثم نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما بجواب كلام الناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة انا أنزلناه في ليلة مباركة قال هي ليلة القدر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجلد قال نزلت صحف ابراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزل الانجيل لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل الفرقان لاربع وعشرين * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي في قوله انا أنزلناه في ليلة مباركة قال نزل القرآن جملة على جبريل وكان جبريل يجئ به بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد ابن جبير قال نزل القرآن من السماء العليا إلى السماء الدنيا جميعا في ليلة القدر ثم فصل بعد ذلك في تلك السنين * وأخرج محمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال أمر السنة إلى السنة الا الشقاء والسعادة فانه في كتاب الله لا يبدل ولا يغير * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة فيها يفرق كل أمر حكيم قال يقضى في ليلة القدر كل أمر محكم * وأخرج ابن أبى شيبة ومحمد بن نصر وابن المنذر من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة قال يؤذن للحاج ببيت الله في ليلة القدر فيكتبون باسمائهم وأسماء آبائهم فلا يغادر تلك الليلة أحد ممن كتب ثم قرأ فيها يفرق كل أمر حكيم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم * وأخرج سعيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انه سئل عن قوله حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم قال يفرق في ليلة القدر ما يكون من السنة إلى السنة الا الحياة والموت يفرق فيها المعايش والمصائب كلها * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن جرير عن ربيعة بن كلثوم قال كنت عند الحسن فقال له رجل يا أبا سعيد ليلة القدر في كل رمضان هي قال أي والله انها لفى كل رمضان وانها لليلة يفرق فيها كل أمر حكيم فيها يقضى الله كل أجل وعمل ورزق إلى مثلها * وأخرج ابن جرير عن عمر مولى غفرة قال يقال ينسخ لملك الموت من يموت من ليلة القدر إلى مثلها وذلك لان الله يقول انا أنزلناه في ليلة مباركة إلى قوله فيها يفرق كل أمر حكيم فتجد الرجل ينكح النساء ويفرش الفرش واسمه في الاموات * وأخرج ابن جرير عن هلال بن يساف قال كان يقال انتظروا القضاء في شهر رمضان * وأخرج ابن جرير عن قتادة انا أنزلناه في ليلة مباركة قال ليلة القدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال انك لترى الرجل يمشى في الاسواق وقد وقع اسمه في الموتى ثم قرأ انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم يعنى ليلة القدر قال ففى تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل موت أو حياة أو رزق كل أمر الدنيا يفرق تلك الليلة إلى مثلها من قابل * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر
[ 26 ]
وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن أبى مالك في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال عمل السنة إلى السنة * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن جرير والبيهقي عن أبى عبد الرحمن السلمى في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر * وأخرج البيهقى عن أبى الجوزاء فيها يفرق كل أمر حكيم قال هي ليلة القدر يجاء بالديوان الاعظم السنة إلى السنة فيغفر الله عزوجل لمن يشاء ألا ترى انه قال رحمة من ربك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير والبيهقي عن قتادة في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال فيها يفرق أمر السنة إلى السنة وفى لفظ قال فيها يقضى ما يكون من السنة إلى السنة * وأخرج عبد بن حميد وابن نضر والبيهقي عن أبى نضرة فيها يفرق كل أمر حكيم قال يفرق أمر السنة في كل ليلة قدر خيرها وشرها ورزقها وأجلها وبلاؤها ورخاؤها ومعاشها إلى مثلها من السنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة فيها يفرق كل أمر حكيم قال في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة وينسخ الاحياء من الاموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد * وأخرج ابن زنجويه والديلمي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى ان الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن يسار قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان وذلك انه ينسخ فيه آجال من ينسخ في النسة * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عائشة قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان لانه ينسخ فيه أرواح الاحياء في الاموات حتى ان الرجل يتزوج وقد رفع اسمه فيمن يموت وان الرجل ليحج وقد رفع اسمه فيمن يموت * وأخرج أبو يعلى عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله فسألته قال ان الله يكتب فيه كل نفس ميتة تلك السنة فاحب ان ياتيني أجلى وأنا صائم * وأخرج الدينورى في المجالسة عن راشد بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة النصف من شعبان يوحى الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الاخنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى ان الرجل ينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى قال الزهري وحدثني أيضا عثمان بن محمد بن المغيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم طلعت شمسه الا يقول من استطاع ان يعمل في خيرا فليعمله فانى غير مكر عليكم أبدا وما من يوم الا ينادى مناديان من السماء يقول أحدهما يا طالب الخير ابشر ويقول الآخر يا طالب الشر اقصر ويقول أحدهما اللهم اعط منفقا ما لا خالها ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا ما لا تلفا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عطاء بن يسار قال إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال اقبض من في هذه الصحيفة فان العبد ليفرش العراش وينكح الازواج ويبنى البنيان وان اسمه قد نسخ في الموتى * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن عائشة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يفتح الله الخير في أربع ليال ليلة الاضحى والفطر وليلة النصف من شعبان ينسخ فيها الآجال والارزاق ويكتب فيها الحاج وفى ليلة عرفة إلى الاذان * وأخرج الخطيب وابن النجار عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ولم يكن يصوم شهرا تاما الا شعبان فقلت يا رسول الله ان شعبان لمن أحب الشهور اليك ان تصومه فقال نعم يا عائشة انه ليس نفس تموت في سنة الا كتب أجلها في شعبان فاحب ان يكتب أجلى وأنا في عبادة ربى وعمل صالح ولفظ ابن النجار يا عائشة انه يكتب فيه ملك الموت من يقبض فاحب ان لا ينسخ اسمى الا وأنا صائم وأخرج ابن ماجه والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا مستغفر فاغفر له ألا مسترزق فارزقه ألا مبتلى فاعافيه ألا سائل فاعطيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن ماجه والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين ان يحيف الله عليك ورسوله قلت ما بى من ذلك
[ 27 ]
ولكني ظننت انك أتيت بعض نسائك فقال ان الله عزوجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لاكثر من عدد شعر غنم كلب * وأخرج البيهقى عن القاسم بن محمد بن أبى بكر عن أبيه أو عن عمه أو جده أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل شئ الا لرجل مشرك أو في قلبه شحناء * وأخرج البيهقى عن أبى ثعلبة الخشنى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله تعالى إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملى للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه * وأخرج البيهقى عن معاذ بن جمل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن وأخرج البيهقى عن أبى موسى الاشعري مرفوعا نحوه * وأخرج البيهقى عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلى فاطال السجود حتى ظننت انه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت ابهامه فتحرك فرجعت فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته فقال يا عائشة أو يا حميراء ظننت ان النبي قد خاس بك قلت لا والله يا نبى الله ولكني ظننت انك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه قلت الله ورسوله أعلم قال هذه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم * وأخرج البيهقى وضعفه عن عائشة رضى الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عنه ثوبيه ثم لم يستتم ان قام فلبسهما فاخذتنى غيرة شديدة ظننت انه ياتي بعض صويحباتي فخرجت أتبعه فادركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بابى أنت وأمى أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا فانصرفت فدخلت في حجرتي ولى نفس عال ولحقني النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا النفس يا عائشة فقلت بابى أنت وأمى أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لم تستتم ان قمت فلبستهما فاخذتنى غيرة شديدة ظننت انك تأتى بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع قال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله بل أتانى جبريل عليه السلام فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر قالت ثم وضع عنه ثوبيه فقال لى يا عائشة أتأذنين لى في القيام هذه الليلة فقلت نعم بابى وأمى فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت انه قد قبض فقمت ألتمسه ووضعت يدى على باطن قدميه فتحرك وسمعته يقول في سجوده أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة تعلمتيهن فقلت نعم فقال تعلميهن وعلميهن فان جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود * وأخرج البيهقى عن عائشة قالت كانت ليلة النصف من شعبان ليلتى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فلما كان في جوف الليل فقدته فاخذني ما ياخذ النساء من الغيرة فتلفعت بمرطى فطلبته في حجر نسائه فلم أجده فانصرفت إلى حجرتي فإذا أنا به كالثوب الساقط وهو يقول في سجوده سجد لك خيالي وسوادى وآمن بك فؤادى فهذه يدى وما جنيت بها على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عظيم اغفر الذنب العظيم سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فقال أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك أنت كما أثنيت على نفسك أقول كما قال أخى داود أعفر وجهى في التراب لسيدي وحق له أن يسجد ثم رفع رأسه فقال اللهم ارزقني قلبا تقيا من الشر نقيا لا جافيا ولا شقيا ثم انصرف فدخل معى في الخميلة ولى نفس عال فقال ما هذا النفس يا حميراء فاخبرته فطفق يمسح بيديه على ركبتي ويقول ويح هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة هذه ليلة النصف من شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده الا المشرك والمشاحن * وأخرج البيهقى عن عثمان بن أبى العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا نادى مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فاعطيه فلا يسال أحد الا أعطى الا زانية بفرجها أو مشرك * وأخرج البيهقى عن على قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بام القرآن أربع عشرة مرة وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق أربع عشرة
[ 28 ]
مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآية فلما فرغ من صلاته سألته عما رأيت من صنيعه قال من صنع مثل الذى رأيت كان له ثواب عشرين حجة مرورة وصيام عشرين سنة مقبولة فإذا أصبح في ذلك اليوم صائما كان له كصيام سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة قال البيهقى يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعا وهو منكر وفي رواته مجهولون * قوله تعالى (رحمة من ربك) الآيات * أخرج عبد ابن حميد عن عاصم انه قرأ انه هو السميع العليم رب السموات والارض بالحفض * قوله تعالى (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين) الآيات * أخرج ابن جرير عن قتادة فارتقب أي فانتظر * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عبيدة عن ابن مسعود قال آية الدخان قد مضت * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عبيدة وأبى الاحوص عن عبد الله قال الدخان جوع أصاب قريشا حتى كان أحدهم لا يبصر السماء من الجوع * وأخرج ابن مردويه من طريق عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود قال الدخان قد مضى كان أناس أصابهم مخمصة وجوع شديد حتى كانوا يرون الدخان فيما بينهم وبين السماء * وأخرج اببن مردويه من طريق أبى وائل عن عبد الله فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين قال جوع أصاب الناس بمكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية قال مضى الدخان والبطشة الكبرى يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين قال قال ابن مسعود كل ما وعدنا الله ورسوله فقد رأيناه غير أربع طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارض وياجوج وماجوج فاما الدخان فقد مضى وكان سنى كسنى يوسف وأما القمر فقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما البطشة الكبرى فيوم بدر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن مسروق قال جاء رجل إلى عبد الله فقال انى تركت رجلا في المسجد يقول في هذه الآية يوم تأتى السماء بدخان يغشى الناس يوم القيامة دخان فيأخذ باسماع المنافقين وأبصارهم وياخذ المؤمن منه كهيئة الزكام فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال من علم منكم علما فليقل به ومن لم يكن يعلم فليقل الله أعلم فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله أعلم وساحدثكم عن الدخان ان قريشا لما استصعبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطوا عن الاسلام قال اللهم أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجوع فانزل الله فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله استسق الله لمضر فاستسقى لهم فسقوا فانزل الله انا كاشفوا لعذاب قليلا انكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فانزل الله يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون فانتقم الله منهم يوم بدر فقد مضى البطشة والدخان واللزام * وأخرج البيهقى في الدلائل عن ابن مسعود قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس ادبار قال اللهم سبع كسبع يوسف فاخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة فقالوا يا محمد انك تزعم انك قد بعثت رحمة وان قومك قد هلكوا فادع الله لهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغبث فاطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر فقال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة على رأسه فسقى الناس حولهم قال فقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذى أصابهم وهو قوله انا كاشفو العذاب قليلا انكم عائدون وآية الروم والبطشة الكبرى وانشقاق القمر وذلك كله يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يام تأتى السماء بدخان مبين قال الجدب وامساك المطر عن كفار قريش * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يغشى الناس هذا عذاب أليم قال الاليم الموجع ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون قال الدخان أنى لهم الذكرى قال أنى لهم التوبة انا كاشفوا لعذاب قليلا يعنى الدخان انكم عائدون إلى عذاب الله يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أنى لهم الذكرى قال بعد وقوع البلاء بهم وقد تولوا عن محمد وقالوا معلم مجنون ثم كشف عنهم العذاب * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن لهيعة عن عبد الرحمن الاعرج يوم تأتى السماء بدخان مبين قال كان يوم فتح مكة * وأخرج ابن سعد من طريق ابن لهيعة عن الاعرج عن أبى هريرة
[ 29 ]
قال كان يوم فتح مكة دخان وهو قول الله فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن على قال ان الدخان لم يمض بعد ياخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينفذ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم بسند صحيح عن ابن أبى مليكة قال دخلت على ابن عباس رضى الله عنهما فقال لم انم هذه الليلة فقلت لم قال طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت ان يطرق الدخان * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ان الدخان إذا جاء نفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه وياخذ المؤمن منه كالزكمة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال الدخان قد بقى وهو أول الآيات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق الحسن عن أبى سعيد الخدرى قال يهيج الدخان بالناس فاما المؤمن فيأخذه كهيئة الزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان مرفوعا أول الآيات الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال حذيفة يا رسول الله وما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقب يوم تأتى السماء يدخان مبين يملا ما بين المشرق والمغرب يمكث اربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة وأما الكافر بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره * وأخرج ابن جرير والطبراني بسند جيد عن أبى مالك الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربكم أنذركم ثلاثا الدخان ياخذ المؤمن منه كالزكمة وياخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهيج الدخان بالناس فا ؟ ا المؤمن فيأخذه كالزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون قال يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى بن كعب ومجاهد والحسن وأبى العالية وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين وقتادة وعطية مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال ان يوم البطشة الكبرى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية قال كنا نتحدث ان قوله يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر والدخان قد مضى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير بسند صحيح عن عكرمة قال قال ابن عباس قال ابن مسعود البطشة الكبرى يوم بدر وأنا أقول هي يوم القيامة * قوله تعالى (ولقد فتنا) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد فتنا قال بلونا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولقد فتنا قال ابتلينا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم قال هو موسى أن أدوا إلى عباد الله قال يعنى أرسلوا بنى اسرائيل وأن لا نعلوا على الله قال لا تعثوا انى آتيكم بسلطان مبين قال بعذر مبين وانى عذت بربي وربكم أن ترجمون قال بالحجارة وان لم تؤمنوا لى فاعتزلون أي خلوا سبيلى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان أدوا إلى عباد الله قال يقول اتبعونى إلى ما ادعوكم إليه من الحق وفى قوله وان لا تعلوا قال لا تفتروا وفى قوله أن ترجمون قال تشتمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عبد الحكم في فتوح مصر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله رهوا قال سمتا * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما وترك البحر رهوا قال كهيئته وامضه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الحارث الهاشمي أن ابن عباس سال كعبا عن قوله واترك البحر رهوا قال طريقا * وأخرج ابن الانباري في كتاب الاضداد عن الحسن رضى الله عنه في قوله واترك البحر رهوا قال طريقا يبسا * وأخرج ابن الانباري عن قتادة رضى الله عنه في قوله واترك البحر رهوا قال ساكنا * وأخرج ابن جرير عن الربيع واترك البحر رهوا قال سهلا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما واترك البحر رهوا قال الرهو أن يترك كما كان فانهم ان يخلصوا من ورائه * وأخرج ابن
[ 30 ]
جرير عن ابن عباس واترك البحر رهوا قال دمثا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه واترك البحر رهوا قال جددا * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واترك البحر رهوا قال طريقا يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع بل اتركه حتى يدخل آخرهم * وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن رضى الله عنه رهوا قال سهلا دمثا * وأخرج محمد بن كعب القرظى رهوا قال طريقا مفتوحا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله رهوا قال طريقا منفرجا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتثم وخاف أن يتبعه فرعون وجنود فقيل له اترك البحر رهوا يقول كما هو طريقا يابسا انهم جند مغرقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومقام كريم قال المنابر * وأخرج ابن مردويه عن جابر مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ومقام كريم قال مقام حسن ونعمة كانوا فيها فاكهين قال ناعمين أخرجه الله من جناته وعيونه وزروعه حتى أورطه في البحر كذلك وأورثناها قوما آخرين يعنى بنى اسرائيل والله أعلم * قوله تعالى (فما بكت عليهم) الآية * أخرج الترمذي وابن أبى الدنيا في ذكر الموت وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والخطيب عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد الا وله في السماء بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل عليه منه رزقه فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية فما بكت عليهم السماء والارض وذكر انهم لم يكونوا يعملوا على وجه الارض عملا صالحا يبكى عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكى عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن قوله فما بكت عليهم السماء والارض هل تبكى السماء والارض على أحد قال نعم انه ليس أحد من الخلائق الا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فاغلق بابه من السماء فقده فبكى عليه وإذا فقده مصلاه من الارض التى كان يصلى فيها ويذكر الله فيها بكت عليه وان قوم فرعون لم يكن لهم في الارض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فما بكت عليهم السماء والارض قال هم كانوا أهون على الله من ذلك قال وكنا نحدث ان المؤمن تبكى عليه بقاعه التى كان يصلى فيها من الارض ومصعد عمله من السماء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه فما بكت عليهم السماء والارض قال ما مات مؤمن الا بكت عليه السماء والارض صياحا قال فقيل له تبكى ما تعجب وما للارض لا تبكى على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكى على عبد كان لتسبيحه وتكبيره دوى كدوى النحل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال ان العالم إذا مات بكت عليه السماء والارض أربعين صباحا * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضى الله عنه قال ان البقعة التى يصلى عليها المؤمن تبكى عليه إذا مات وبحذائها من السماء ثم قرأ فما بكت عليهم السماء والارض * وأخرج عبد ابن حميد عن وهب رضى الله عنه قال ان الارض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه فما بكث عليهم السماء والارض قال لم تبك عليهم السماء لانهم لم يكونوا يرفع لهم فيها عمل صالح ولم تبك عليهم الارض لانهم لم يكونوا يعملون فيها بعمل صالح * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه قال كان يقال الارض تبكى على المؤمن أربعين صباحا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يقال الارض تبكى على المؤمن أربعين صباحا * وأخرج ابن المبارك وأبو الشيخ عن ثور بن يزيد عن مولى لهذيل قال ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الارض ساجد الله عزوجل الا شهدت له بها يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن جرير عن شريح بن عبيد الحضرمي مرسلا رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا الا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه الا بكت عليه السماء والارض ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بكت عليهم السماء والارض ثم قال انهما لا يبكيان على كافر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عباد بن عبد الله رضى الله عنه قال سال رجل
[ 31 ]
عليا هل تبكى السماء والارض على أحد فقال انه ليس من عبد الا له مصلى في الارض ومصعد عمله في السماء وان آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الارض ولا مصعد في السماء * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن المنذر من طريق المسيب بن رافع عن على رضى الله عنه قال ان المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الارض ومصعد عمله من السماء ثم تلا فما بكت عليهم السماء والارض * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه قال ما من ميت يموت الا تبكى عليه الارض أربعين صباحا * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الارض لتبكى على المؤمن أربعين صباحا ثم قرأ فما بكت عليهم السماء والارض * وأخرج ابن المبارك وابن أبى الدنيا عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الارض الا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد المكتب عن ابراهيم رضى الله عنه قال ما بكت السماء منذ كانت الدنيا الا على اثنين قيل لعبيد أليس السماء والارض تبكى على المؤمن قال ذاك مقامه وحيث يصعد عمله قال وتدرى ما بكاء السماء قال لا قال تحمر وتصير وردة كالدهان ان يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وان حسين بن على يوم قتل احمرت السماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن زياد رضى الله عنه قال لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء رضى الله عنه قال بكاء السماء حمرة أطرافها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن رضى الله عنه قال بكاء السماء حمرتها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن سفيان الثوري رضى الله عنه قال كان يقال هذه الحمرة التى تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن * قوله تعالى (ولقد اخترناهم) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولقد اخترناهم على علم على العالمين قال فضلناهم على من بين أظهرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال اخترناهم على خير علمه الله فيهم على العالمين قال العالم الذى كانوا فيه ولكل زمان عالم وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين قال أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الاولى قال قد قال مشركوا لعرب وما نحن بمنشرين قال بمبعوثين * قوله تعالى (أم قوم تبع) * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فانه قد أسلم * وأخرج أحمد والطبراني وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فانه كان قد أسلم * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا يشتهن عليكم أمر تبع فانه كان مسلما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا تقولوا التبع الاخير فانه قد حج البيت وآمن بما جاء به عيسى بن مريم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن كعب رضى الله عنه قال ان تبعا نعت نعت الرجل الصالح ذم الله قومه ولم يذمه قال وكانت عائشة رضى الله عنها تقول لا تسبوا تبعا فانه كان رجلا صالحا * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان تبع رجلا صالحا ألا ترى ان الله ذم قومه ولم يذمه * وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبى رباح رضى الله عنه قال لا تسبوا تبعا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد وهو تبع قيل وما كان أسعد قال كان على دين ابراهيم وكان ابراهيم يصلى كل يوم صلاة ولم تكن شريعة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أسعد الحميرى وقال هو أول من كسى الكعبة * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير قال ان تبعا كسا البيت * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس قال سألت كعبا عن تبع فانى أسمع الله يذكر في القرآن قوم تبع ولا يذكر تبعا فقال ان تبعا كان رجلا من أهل اليمن ملكا منصور افسار بالجيوش حتى انتهى إلى سمرقند رجع فاخذ طريق الشام فاسر بها أحبارا فانطلق بهم نحو اليمن حتى إذا دنا من ملكه طار في الناس أنه
[ 32 ]
هادم الكعبة فقال له الاحبار ما هذا الذى تحدث به نفسك فان هذا البيت لله وانك لن تسلط عليه فقال ان هذا لله وأنا أحق من حرمه فاسلم من مكانه واحرم فدخلها محرما فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن راجعا حتى قدم على قومه فدخل عليه أشرافهم فقالوا يا تبع أنت سيدنا وابن سيدنا خرجت من عندنا على دين وجئت على غيره فاختر منا أحد أمرين اما أن تخلينا وملكنا وتعبد ما شئت واما أن تذر دينك الذى أحدثت وبينهم يومئذ نار تنزل من السماء فقال الاحبار عند ذلك اجعل بينك وبينهم النار فتواعد القوم عند ذلك جميعا على ان يجعلوا بينهم النار فجئ بالاحبار وكتبهم وجئ بالاصنام وعمارها وقدموا جميعا إلى النار وقامت الرجال خلفهم بالسيوف فهدرت النار هدير الرعد ورمت شعاعا لها فنكص أصحاب الاصنام وأقبلت النار فاحرقت الاصنام وعمالها وسلم الآخرون فاسلم قوم واستسلم قوم فلبثوا بعد ذلك عمر تيع حتى إذا نزل بتبع الموت استخلف أخاه وهلك فقتلوا أخاه وكفروا صفقة واحدة * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبى بن كعب قال لما قدم تبع المدينة ونزل بفناه بعث إلى أحبار يهود فقال انى مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الامر إلى دين العرب فقال له شابور اليهودي وهو يومئذ اعلمهم ايها الملك ان هذا بلد يكون إليه مهاجر نبى من بنى اسمعيل مولده بمكة اسمه أحمد وهذه دار هجرته ان منزلك هذا الذى نزلت به يكون من القتال والجراح أمر كثير في أصحابه وفى عدوهم قال تبع ومن يقاتله يومئذ وهو نبى كما تزعم قال يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا قال فاين قبره قال بهذا البلد قال فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال تكون عليه مرة وله مرة وبهذا المكان الذى أنت به يكون عليه ويقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم تقتل في موطن ثم تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الامر أحد قال وما صفته قال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يركب البعير ويلبس الشملة سيفه على عاتقه ولا يبالى من لاقى حتى يظهر أمره فقال تبع ما لى هذا البلد من سبيل وما كان ليكون خرابها على يدى فرجع تبع منصرفا إلى اليمن * وأخرج ابن عساكر عن عباد بن زياد المرى عمن أدرك 7 قال أقبل تبع يفتتح المدائن ويعمل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها وجمع أحبار اليهود فاخبروه أنه سيخرج نبى بمكة يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد وأخبروه انه لا يدركه فقال تبع للاوس والخزرج أقيموا بهذا البلد فان خرج فيكم فوازروه وصدقوه وان لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم وقال في شعره حدثت ان رسول المليك * يخرج حقا بارض الحرم ولو مد دهري إلى دهره * لكنت وزيرا له وابن عم * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن سلام قال لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه * وأخرج ابن عساكر عن ابن اسحق قال أرى تبع في منامه أن يكسوا البيت فكساه الخصف ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه العافر ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل وصائل اليمن فكان تبع فيما ذكر لى أول من كساه وأوصى بها ولاته من جرهم وأمر بتطهيره وجعل له بابا ومفتاحا * قوله تعالى (ان يوم الفصل) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان يوم الفصل ميقاتهم أجمعين قال يوم يفصل بين الناس باعمالهم يوفى فيه للاولين والآخرين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيأ قال انقطعت الاسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقى به * وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله يوم لا يغنى مولى عن مولى شيا قال ولى عن ولى * قوله تعالى (ان شجرة الزقوم) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن أبى مالك قال ان أبا جهل كان ياتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا الزقوم الذى يعدكم به محمد فنزلت ان شجرة الزقوم طعام الاثيم * وأخرج ابن أبى حاتم والخطيب في تاريخه عن سعيد بن جبير في الآية قال الاثيم أبو جهل * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الانباري وابن المنذر عن عون ابن عبد الله ان ابن مسعود أقرأ رجلا ان شجرة الزقوم طعام الاثيم فقال الرجل طعام اليتيم فرددها عليه فلم يسنقم بها لسانه فقال أتستطيع ان تقول طعام الفاجر قال نعم قال فافعل * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال كان أبو الدرداء يقرئ رجلا ان شجرة الزقوم طعام الاثيم فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فلما رأى أبو الدرداء انه لا يفهم قال ان شجرة الزقوم طعام
[ 33 ]
الفاجر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله خذوه فاعتلوه قال ادفعوه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذق انك أنت العزيز الكريم يقول لست بعزيز ولا كريم * وأخرج الاموى في مغازيه عن عكرمة قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال ان الله أمرنى ان أقول لك أولى لك فاولى ثم أولى لك فاولى قال فنزع يده من يده وقال ما تستطيع لى أنت ولا صاحبك من شئ لقد علمت انى أمنع أهل بطمحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ذق انك أنت العزيز الكريم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال أبو جهل أيوعدنى محمد وأنا أعز من مشى بين جبليها فنزلت ذق انك أنت العزيز الكريم * وأخرج ابن المنذر عن 7 قال أخبرت ان أبا جهل قال يا معشر قريش اخبروني ما اسمى فذكرت له ثلاثة أسماء عمر والجلاس وأبو الحكم قال ما أصبتم اسمى ألا أخبركم قالوا بل قال اسمى العزيز الكريم فنزلت ان شجرة الزقوم الآيات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال لما نزلت خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال أبو جهل ما بين جبليها رجل أعز ولا أكرم منى فقال الله ذق انك أنت العزيز الكريم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان شجرة الزقوم طعام الاثيم قال أبو جهل * وأخرج ابن مردويه عن أبى بن كعب انه كان يقرئ رجلا فارسيا فكان إذا قرأ عليه ان شجرة الزقوم طعام الاثيم قال طعام اليتيم فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال قل له طعام الظالم فقالها ففصحت بها لسانه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعمرو بن ميمون انهما قرآ كالمهل تغلى في البطون بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد خذوه فاعتلوه فاقصفوه كما يقصف الحطب * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن الضحاك خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال خذوه فادفعوه في وسط الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير إلى سواء الجحيم قال وسط الجحيم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذق انك أنت العزيز الكريم قال هو يومئذ ذليل ولكنه يستهزأ به كما كنت تعزز في الدنيا وتكرم بغير كرم الله وعزه * قوله تعالى (ان المتقين في مقام أمين) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان المتقين في مقام أمين قال أمنوا الموت والعذاب * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في قوله في مقام أمين قال أمنوا الموت ان يموتوا وأمنوا الهرم أن يهرموا ولا يجوعوا ولا يعروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان المتقين في مقام أمين قال أمين من الشيطان والاوصاب والاحزان وفى قوله وزوجناهم بحور عين قال بيض عين قال وفي قراءة ابن مسعود بعيس عين وفى قوله يدعون فيها بكل فاكهة آمنين قال أمنوا من الموت والاوصاب والشيطان * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وزوجناهم بحور عين قال أنكحناهم حورا والحور التى يحار فيها الطرف باديا يرى منح سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد احداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله حور عين قال الحوراء البيضاء الممتعة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشنى الشاعر وهو يقول وحور كامثال الدما ومناصف * وماء وريحان وراح يصفق * وأخرج البيهقى في البعث عن عطاء في قوله بحور عين قال سود الحدقة عظيمة العين * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد عن الضحاك في قوله بحور عين قال الحور البيض والعين العظام الاعين * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الحور العين من الزعفران * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحور العين خلقن من زعفران * وأخرج ابن جرير عن ليث بن أبى سليم قال بلغني ان الحور العين خلقن من الزعفران * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال خلق الحور العين من الزعفران * وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم قال ان الله لم يخلق الحور العين من تراب انما خلقهن من مسك وكافور وزعفران * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن أبى حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن حوراء بزقت في بحر لجى لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عمر وقال لشفر المرأة أطول من جناح النسر * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عباس قال لو
[ 34 ]
أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والارض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لاضاء حسنها ما بين السماء والارض * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حور العين خلقن من تسبيح الملائكة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه أنه قال ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وزوجناهم بحور عين قال هي لغة يمانية وذلك أن أهل اليمن يقولون زوجنا فلانا بفلانة * قوله تعالى (لا يذوقون فيها الموت) * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال في قراءة ابن مسعود لا يذوقون فيها طعم الموت * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيوقعب بين الجنة والنار فيعرفه هؤلاء ويعرفه هؤلاء فيقول أهل النار اللهم سلطه علينا ويقول أهل الجنة اللهم انك قضيت ان لا نذوق فيها الموت الا الموتة الاولى فيذبح بينهما فيياس أهل النار من الموت ويامن أهل الجنة من الموت * واخرج البزر والطبراني في الاوسط وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن جابر رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله أينام أهل الجنة قال لا النوم أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فانما يسرناه بلسانك يعنى القرآن وفى قوله فارتقب انهم مرتقبون فانتظر انهم منتظرون * (سورة الجاثية مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت بمكة سورة حم الجاثية * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنهما قال أنزلت سورة الشريعة بمكة * قوله تعالى (حم) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وما أنزل الله من السماء من رزق قال المطر وفى قوله وتصريف الرياح إذا شاء جعلها رحمة وإذا شاء جعلها عذابا وفى قوله لكل أفاك أثيم قال كذاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لكل أفاك أثيم قال المغيرة بن مخزوم * قوله تعالى (وسخر لكم) الآية * أخرج ابن المنذر من طريق عكرمة رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه لم يكن يفسر أربع آيات قوله وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه والرقيم والغسلين * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال لم يفسر ابن عباس رضى الله عنهما هذه الآية الا لندبة القارى وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه نور الشمس والقمر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه قال كل شئ هو من الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن طاوس رضى الله عنه قال جاء رجل إلى عبد الله ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء قال لا أدرى ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضى الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبد الله بن عمر ورضى الله عنه فاتى ابن عباس رضى الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء فقرأ ابن عباس رضى الله عنهما وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه فقال الرجل ما كان لياتى بهذا الا رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قل للذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قل للذين آمنوا يغفروا الآية قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يامر بالعفو ويحث عليه ويرغب فيه حتى أمر ان يعفو عمن لا يرجو أيام الله وذكر انها منسوخة نسختها الآية التى في الانفال فاما تثقفنهم في الحرب الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قل للذين آمنوا يغفروا الآية قال كان نبى الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا آذوه وكانوا يستهزؤن به ويكذبونه فأمره الله ان يقاتل المشركين كافة فكان هذا من المنسوخ * وأخرج ابو داود في تاريخه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم قال
[ 35 ]
سفيان رضى الله عنه بلغني انها نسختها آية القتال * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن قتادة رضى الله عنه في قوله قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال هي منسوخة يقول الله فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن عساكر عن أبى مسلم الخولانى رضى الله عنه أنه قال لجارية له لو لا ان الله تعالى يقول قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله لاوجعتك فقالت والله انى لممن يرجو أيامه فمالك لا توجعني فقال ان الله تعالى يامرني ان أغفر للذين لا يرجون أيامه فعمن يرجو أيامه أحرى انطلقي فانت حرة * قوله تعالى (ولقد آتينا بنى اسرائيل) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ولقد آتينا بنى اسرائيل الكتاب والحكم قال اللب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ثم جعلناك على شريعة قال على طريقة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ثم جعلناك على شريعة من الامر يقول على هدى من الامر وبينة * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ثم جعناك على شريعة من الامر قال الشريعة الفرائض والحدود والامر والنهى * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن أبى الضحى رضى الله عنه قال قرأ تميم الدارى رضى الله عنه سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيآت الآية فلم يزل يكررها ويبكى حتى أصبح وهو عند المقام * وأخرج ابن أبى شيبة عن بشير مولى الربيع بن خيثم رضى الله عنه قال قام تميم الدارى يصلى فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيآت فلم يزل يرددها حتى أصبح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سواء محياهم ومماتهم قال المؤمن في الدنيا والآخرة مؤمن والكافر في الدنيا والآخرة كافر * قوله تعالى (أفرأيت من اتخذ) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والملالكائى في السنة والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية أفرأيت من اتخذ الهه هواه قال ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان وأضله الله على علم يقول أضله الله في سابق علمه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفرأيت من اتخذ الهه هواه قال لا يهوى شيا الا ركبه لا يخاف الله عزوجل * وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان الرجل من العرب يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه أخذه وألقى الآخر فانزل الله أفرأيت من اتخذ الهه هواه * قوله تعالى (وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان أهل الجاهلية يقولون انما يهلكنا الليل والنهار فقال الله في كتابه وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وقال الله يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الامر أقلب الليل والنهار * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عزوجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الامر أقلب الليل والنهار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما يهلكنا الا الدهر قال الزمان * وأخرج ابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى لا يقل ابن آدم يسب الدهر باخيبة الدهر فانى أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما * وأخرج ابن جرير والحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى استقرضت عبدى فلم يعطنى وسبنى عبدى يقول وادهراه وأنا الدهر * قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون) * أخرج البيهقى في شعب الايمان عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه انه مر على قوم وعليه بردة حمراء حسناء فقال رجل من القوم ان أنا سلبته بردته فما لى عندكم فجعلوا له شيأ فأتاه فقال يا أبا عبد الرحمن بردتك هذه لى فقال ان اشتريتها أمس قال قد أعلمتك وأنت في حرج من لبسها فخلعها ليدفعها إليه فضحك القوم فقال ما لكم فقالوا هذا رجل بطال فالتفت إليه فقال يا أخى أما علمت ان الموت امامك لا تدرى متى ياتيك صباحا أو مساء أو نهار اثم القبر ومنكر ونكير وبعد ذلك القيامة يوم يخسر فيه المبطلون فأبكاهم ومضى * قوله
[ 36 ]
تعالى (وترى كل أمة جاثية) * أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه وترى كل أمة جاثية قال متميزة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وترى كل أمة جاثية قال تستفز على الركب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه وترى كل أمة جاثية يقول على الركب عند الحساب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنى أراكم بالكوم دون جهنم جاثين ثم قرأ سفيان وترى كل أمة جاثية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله وترى كل أمة جاثية كل أمة مع نبيها حتى يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم على كوم قد علا الخلائق فذلك مقام المحمود * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله كل أمة تدعى إلى كتابها قال يعملون انه يدعى أمة قبل أمة وقوم قبل قوم ورجل قبل رجل ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يمثل لكل أمة يوم القيامة ما كانت تعبد من حجر أو وثن أو خشبة أو دابة ثم يقال من كان يعبد شيا فليتبعه فيكون أول ذلك الاوثان قادة إلى النار حتى تقذفهم فيها فيبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الكتاب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وعزيرا الا قليلا منهم ثم يقال لهم أما عزير فليس منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا ثم يدعى بالنصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله والمسيح بن مريم الا قليلا منهم فقال أما المسيح فليس منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فيتطلقون ولا يستطيعون مكوثا وتبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وحده وانما فارقنا في الدنيا مخافة يومنا هذا فيؤذن للمؤمنين في السجود فيسجد المؤمنون ويمنع كل منافق فيقصم ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليه توبيخا وصغارا وحسرة وندامة * قوله تعالى (هذا كتابنا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال هو أم الكتاب فيه أعمال بنى آدم انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال هم الملائكة عليهم الصلاة والسلام يستنسخون أعمال بنى آدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن هذه الآية انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فقال ان أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهى الدواة ثم خلق الالواح فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من خلق مخلوق وعمل معمول من برأ وفاجر وما كان من رزق حلال أو حرام وما كان من رطب ويابس ثم الزم كل شئ من ذلك شانه دخوله في الدنيا حى وبقاؤه فيها كم والى كم تفنى ثم وكل بذلك الكتاب الملائكة ووكل بالخلق ملائكة فتاتي ملائكة الخلق إلى ملائكة ذلك الكتاب فيستنسخون ما يكون في كل يوم وليلة مقسوم على ما وكلوا به ثم ياتون إلى الناس فيحفظونهم بامر الله ويسوقونهم إلى ما في أيديهم من تلك النسخ فقام رجل فقال يا ابن عباس ألستم قوما عربا انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون هل يستنسخ الشئ الا من كتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الله خلق النون وهو الدواة وخلق القلم فقال اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول بر أو فاجر أو رزق مقسوم حلال أو حرام ثم الزم كل شئ من ذلك شانه دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم وخروجه منها كيف ثم جعل على العباد حفظة وعلى الكتاب خزانا تحفظه ينسخون كل يوم من الخزان عمل ذلك اليوم فإذا فنى ذلك الرزق انقطع الامر وانقضى الاجل أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم فتقول لهم الخزنة ما نجد لصاحبكم عندنا شيا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا قال ابن عباس رضى الله عنهما ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وهل يكون الاستنساخ الا من أصل * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ان لله ملائكة يتولون في كل يوم بشئ يكتبون فيه أعمال بنى آدم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أول شئ خلق الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فاجر رطب أو يابس فاحصاه عنده في الذكر وقال اقرؤا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فهل تكون النسخة الا من شئ قد فرغ منه * وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضى
[ 37 ]
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال هي أعمال أهل الدنيا الحسنات والسيئات تنزل من السماء كل غداة أو عشية ما يصيب الانسان في ذلك اليوم أو الليلة الذى يقتل والذى يفرق والذى يقع من فوق بيت والذى يتردى من فوق جبل والذى يقع في بئر والذى يحرق بالنار فيحفظون عليه ذلك كله فإذا كان العشى صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا في الذكر الحكيم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال تستنسخ الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فانما يعمل الانسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كتب في الذكر عنده كل شئ هو كائن ثم بعث الحفظة على آدم عليه السلام وذريته فالحفظة ينسخون من الذكر ما يعمل العباد ثم قرأ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس في قوله انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال ان الله وكل ملائكة ينسخون من ذلك العام في رمضان ليلة القدر ما يكون في الارض من حدث إلى مثلها من السنة المستقبلة فيعارضون به حفظة الله على العباد عشية كل خميس فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ليس فيه زيادة ولا نقصان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا قال تركتم ذكرى وطاعتي فكذا أترككم كما نسيتم لقاء يومكم هذا قال تركتم ذكرى وطاعتي فكذا تركتكم في النار * قوله تعالى (وله الكبرياء في السموات والارض وهو العزيز الحكيم) * أخرج ابن عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قعد قوم يذكرون الله الا قعد معهم عددهم من الملائكة فإذا حمدوا الله حمدوه وان سبحوا الله سبحوه وان كبروا الله كبروه وان استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا إلى ربهم فيسألهم فقالوا ربنا عبيد لك في الارض ذكروك فذكرناك قال ماذا قالوا قالوا ربنا حمدوك فقال أول من عبد وآخر من حمد قالوا وسبحوك قال مدحى لا ينبغى لاحد غيرى قالوا ربنا كبروك قال لى الكبر ياء في السموات والارض وأنا العزيز الحكيم قالوا ربنا استغفروك قال أشهدكم انى قد غفرت لهم * وأخرج ابن مردويه والبيقهى في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه رفعه ان لله ثلاثة أثواب اتزر بالعزة وتسربل الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزر بغير ما أعز الله فذلك الذى يقال له ذق انك أنت العزيز الكريم ومن رحم الله رحمه الله ومن تكبر فقد نازع الله الذى ينبغى له فانه تبارك وتعالى يقول لا ينبغى لمن نازعنى ان أدخله الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزوجل الكبرياء ردائي والعظمة ازارى فمن نازعنى في واحد منهما ألقيته في النار والله أعلم * (سورة الاحقاف مكية) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة حم الاحقاف * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال أقر أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من آل حم وهى الاحقاف قال وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين * وأخرج ابن الضريس والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الاحقاف وأقرأها آخر فخالف قراءته فقلت من أقرأكها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لقد أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ذا فاتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألم تقرئنى كذا وكذا قال بلى فقال الآخر ألم تقرئنى كذا وكذا قال بلى فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليقرأ كل واحد منكما ما سمع فانما هلك من كان قبلكم بالاختلاف * قوله تعالى (أو أثارة من علم) * أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أثارة من علم قال الخط * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب من طريق أبى سلمة عن ابن عباس أو أثارة من علم قال هذا الخط * وأخرج سعيد بن منصور من طريق صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال سئل رسول
[ 38 ]
الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال علمه نبى ومن كان وافقه علم قال صفوان فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال سالت ابن عباس فقال أو أثارة من علم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نبى من الانبياء يخط فمن صادف مثل خطه علم * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أو أثارة من علم قال حسن خط * وأخرج الطبراني في الاوسط والحاكم من طريق الشعبى عن ابن عباس أو أثارة من علم قال جودة الخط * وأخرج ابن جرير من طريق أبى سلمة عن ابن عباس في قوله أو أثارة من علم قال خط كان تخطه العرب في الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أو أثارة من علم قال أو خاصة من علم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس أو أثارة من علم يقول بينة من الامر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو أثارة من علم قال أحد ياثر علما وفى قوله هو أعلم بما نفيضون فيه قال تقولون * قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قل ما كنت بدعا من الرسل يقول لست باول الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم فانزل الله بعد هذا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقوله ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات الآية فاعلم الله سبحانه نبيه ما يفعل به وبالمؤمنين جميعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قل ما كنت يدعا من الرسل قال ما كنت باولهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قل ما كنت بدعا من الرسل قال يقول قد كانت الرسل قبله * وأخرج ابن المنذر عن عطية رضى الله عنه في قوله وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم قال هل يترك بمكة أو يخرج منها * وأخرج أبو داود في ناسخه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم قال نسختها هذه الآية التى في الفتح فخرج إلى الناس فبشرهم بالذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال رجل من المؤمنين هنيئا لك يا نبى الله قد علمنا الآن ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فانزل الله في سورة الاحزاب وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا وقال ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيأتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما فبين الله ما به يفعل وبهم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن مثله * وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن مردويه عن أم العلاء رضى الله عنها وكانت بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم انها قالت لما مات عثمان بن مظعون رضى الله عنه قلت رحمة الله عليك أبا السائب شهادتى عليك لقد أكرمك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك ان الله أكرمه اما هو فقد جاءه اليقين من ربه وانى لارجو له الخير والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بى ولا بكم قالت أم العلاء فوالله ما أزكى بعده أحدا * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما مات عثمان بن مظعون رضى الله عنه قالت امرأته أو امرأة هنيئا لك ابن مظعون الجنة فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر مغضب وقال وما يدريك والله انى لرسول الله وما أدرى ما يفعل الله بى قال وذلك قبل أن ينزل ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقالت يا رسول الله صاحبك وفارسك وأنت أعلم فقال ارجو له رحمة ربه وأخاف عليه ذنبه * وأخرج ابن حبان والطبراني عن زيد بن ثابت رضى الله عنه ان عثمان بن مظعون رضى الله عنه لما قبض قالت أم العلاء طبت أبا السائب نفسا انك في الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك قالت يا رسول الله عثمان بن مظعون قال أجل ما رأينا الا خيرا والله ما أدرى ما يصنع بى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف زمانا فلما نزلت انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر اجتهد فقيل له تجهد نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم قال ثم درى نبى الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ما يفعل به بقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم قال أما في الآخرة فمعاذ الله قد علم انه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ولكن ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم في الدنيا أخرج كما أخرجت الانبياء من قبلى أم أقتل كما قتلت الانبياء من قبلى ولا بكم أمتى المكذبة أم أمتى المصدقة
[ 39 ]
أم أمتى المرمية بالحجارة من السماء قذفا أم يخسف بها خسفا ثم أوحى إليه واذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس يقول احطت لك بالعرب ان لا يقتلوك فعرف انه لا يقتل ثم أنزل الله هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا يقول أشهد لك على نفسه انه يسظهر دينك على الاديان ثم قال له في أمته وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فاخبر الله ما صنع وما يصنع بامته * قوله تعالى (قل أرأيتم) الآية * أخرج أبو يعلى وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه بسند صحيح عن عوف بن مالك الاشجعى رضى الله عنه قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرونى اثنى عشر رجلا منكم يشهدون أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله يحبط الله عن كل يهودى تحت أديم السماء الغضب الذى عليه فسكتوا فما أجابه منهم أحد ثم رد عليهم فلم يجبه أحد فثلث فلم يجبه أحد فقال أبيتم فوالله لانا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفى آمنتم أو كذبتم ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من خلفه فقال كما أنت يا محمد فاقبل فقال ذلك الرجل أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود فقالوا والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك ولا من جدك قال فانى أشهد بالله انه النبي الذى تجدونه في التوراة والانجيل قالوا كذبت ثم ردوا عليه وقالوا شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم لن يقبل منكم قولكم فخرجنا ونحن ثلاث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنار ابن سلام فانزل الله قل أرأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ان الله لا يهدى القوم الظالمين * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاحد يمشى على وجه الارض انه من أهل الجنة الا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال نزلت في آيات من كتاب الله نزلت في وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فآمن واستكبر ثم ان الله لا يهدى القوم الظالمين ونزل في قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وشهد شاهد من بنى اسرائيل قال عبد الله بن سلام * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والضحاك مثله * وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم وقتادة مثله * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن مجاهد وعطاء وعكرمة وشهد شاهد من بنى اسرائيل قال عبد الله بن سلام * وأخرج الحسن بن مسلم رضى الله عنه نزلت هذه الآية بمكة وعبد الله بن سلام بالمدينة * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه قال نزلت حم وعبد الله بالمدينة مسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال كانوا يرون ان هذه الآية نزلت في عبد الله ابن سلام وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله قال والسورة مكية والآية مدنية قال وكانت الآية تنزل فيؤمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يضعها بين آيتى كذا وكذا في سورة كذا يرون ان هذه منهن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله قال ليس بعبد الله بن سلام هذه الآية مكية فيقول من آمن من بنى اسرائيل فهو كمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه قال ما نزل في عبد الله بن سلام رضى الله عنه شئ من القرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مسروق رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله قال والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ما نزلت الا بمكة وانما كان اسلام ابن سلام بالمدينة وانما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه قال لما أراد عبد الله بن سلام الاسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أشهد انك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق وان اليهود تجد ذلك عندهم في التوراة منعوتا ثم قال له أرسل له نفر من اليهود فسلهم عنى وعن والدى فانهم سيخبرونك وانى سأخرج عليهم فاشهد انك رسول الله لعلهم يسلمون فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخباه في بيته فقال لهم ما عبد الله بن سلام فيكم وما كان والده قالوا سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا قال أرأيتم ان أسلم أتسلمون قالوا انه لا يسلم
[ 40 ]
فخرج عليهم فقال أشهد انك رسول الله وانهم ليعلمون منك مثل ما أعلم فخرجوا من عنده وأنزل الله في ذلك قل أرأيتم ان كان من عند الله الآية * وأخرج ابن مردويه عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتى الباب ثم قال أنشدكم بالله أي قوم أتعملون انى الذى أنزلت فيه وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله الآية قالوا اللهم نعم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم وقال يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فانهم سيرضوني فبعث إليهم وأدخله الداخل فاتوه فحاطبوه مليا فقال لهم اختاروا رجلا من أنفسكم يكون حكما بينى وبينكم قالوا فانا قد رضينا بميمون بن يامين فاخرجه إليهم فقال لهم ميمون اشهد انه رسول الله وانه على الحق فابوا ان يصدقوه فانزل الله فيه قل أرأيتم ان كان من عند الله الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله قال موسى مثل محمد والتوراة مثل القرآن فآمن هذا بكتابه ونبيه وكفرتم أنتم يا أهل مكة * قوله تعالى (وقال الذين كفروا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال قال ناس من المشركين نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه * وأخرج ابن المنذر عن عون بن ابى شداد قال كانت لعمر بن الخطاب رضى الله عنه أمة أسلمت قبله يقال لها زنيرة فكان عمر رضى الله عنه يضربها على اسلامها وكان كفار قريش يقولون لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة فانزل الله في شانها وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا الآية * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بنو غفار وأسلم كانوا الكثير من الناس فتنة يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول الناس فيه * قوله تعالى (ووصينا الانسان) الآية * أخرج ابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت في ابى بكر الصديق رضى الله عنه ووصينا الانسان بوالديه حسنا إلى قوله وعد الصدق الذى كانوا يوعدون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله حملته أمه كرها قال مشقة عليها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه قال وحمله وفصله بغير ألف وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهنى قال تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت لما تماما لستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فامر برجمها فبلغ ذلك عليا رضى الله عنه فاتاه فقال ما تصنع قال ولدت تماما لستة أشهر وهل يكون ذلك قال على رضى الله عنه أما سمعت الله تعالى يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال حولين كاملين فكم تجده بقى الا ستة أشهر فقال عثمان رضى الله عنه والله ما فطنت لهذا على بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها وكان من قولها لاختها يا أخية لا تحزني فوالله ما كشف فرجى أحد قط غيره قال فشب الغلام بعد فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به قال فرأيت الرجل بعد يتساقط عضوا عضوا على فراشه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق قتادة عن ابى حرب بن أبى الاسود الدؤلى قال رفع إلى عمر رضى الله عنه امرأة ولدت لستة أشهر فسال عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال على رضى الله عنه لا رجم عليها ألا ترى انه يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال وفصاله في عامين وكان الحمل ههنا ستة أشهر فتركها عمر رضى الله عنه قال ثم بلغنا انها ولدت آخر لستة أشهر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن نافع بن جبيران ابن عباس أخبره قال انى لصاحب المرأة التى أتى بها عمر وضعت لستة أشهر فانكر الناس ذلك فقلت لعمر لا تظلم قال كيف قلت اقرأ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين كم الحول قال سنة قلت كم السنة قال اثنا عشر شهرا قلت فأربعة وعشرون شهرا حولان كاملان ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم قال فاستراح عمر رضى الله عنه إلى قولى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبى عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف قال رفعت امرأة إلى عثمان رضى الله عنه ولدت لستة أشهر فقال عثمان انها قد رفعت إلى امرأة ما أراها الا جاءت بشر فقال ابن عباس إذا كملت الرضاعة كان الحمل ستة أشهر وقرأ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فدرأ عثمان عنها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقول إذا ولدت المرأة لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرون شهر أو إذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة
[ 41 ]
وعشرون شهرا وإذا وضعت لستة أشهر فحولين كاملين لان الله تعالى يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا * قوله تعالى (وبلغ أربعين سنة) * أخرج ابن أبى حاتم عن القاسم بن عبد الرحمن قال قلت لمسروق رضى الله عنه متى يؤخذ الرجل بذنوبه قال إذا بلغت الاربعين فخذ حذرك * وأخرج ابن الجوزى في كتاب الحدائق بسند ضعيف عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله أمر الحافظين فقال لهما ارفقا بعبدي في حداثته فإذا بلغ الاربعين فاحفظا وحققا * وأخرج أبو الفتح الازدي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا من أتى عليه الاربعون سنة فلم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار * قوله تعالى (قال رب أوزعني) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مالك بن مغول قال شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف فقال طلحة رضى الله عنه استعن عليه بهذه الآية رب أوزعني أن أشكر نعمتك الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت هذه الآية في أبى بكر الصديق رضى الله عنه حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني الآية فاستجاب الله له فاسلم والداه جميعا واخوانه وولده كلهم ونزلت فيه أيضا فاما من أعطى واتقى الآية إلى آخر السورة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وا ؟ لج لى في ذريتي قال اجعلهم لى صالحين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الامين قال يؤتى بحسنات العبد وسيآته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت له حسنة وسع الله له بها إلى الجنة قال فدخلت على يزدان فحدثت مثل هذا الحديث قلت فان ذهبت الحسنة قال أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال دعا أبو بكر عمر رضى الله عنهما فقال له انى موصيك بوصية أن تحفظها ان الله في الليل حقا لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل انه ليس لاحد نافلة حتى يؤدى الفريضة انه انما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه الا الحق ان يثقل وخفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة لاتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه الا الباطل ان يخف ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة باحسن أعمالهم فيقول أين يبلغ عملك من عمل هؤلاء وذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم حتى يقول القائل انا خير من عمل هؤلاء وذلك بان الله تعالى رد عليهم أحسن أعمالهم ألم تر أن الله أنزل آية الشدة عند آية الرخاء وآية الرخاء عند آية الشدة ليكون المؤمن راغبا راهبا لئلا يلقى بيده إلى التهلكة ولا يتمنى على الله أمنية يتمنى على الله فيها غير الحق * قوله تعالى (والذى قال لوالديه) الآية * أخرج البخاري عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية بن أبى سفيان فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكى يبايع له بعد أبيه فقال عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنه شيأ فقال خذوه فدخل بيت عائشة رضى الله عنها فلم يقدروا عليه فقال مروان ان هذا أنزل فيه والذى قال لوالديه أف لكما فقالت عائشة رضى الله عنها من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا شيا من القرآن الا ان الله أنزل عذرى * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن محمد بن زياد قال لما بايع معاوية لابنه قال مروان سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر فقال مروان هذا الذى أنزل الله فيه والذى قال لوالديه أف لكما الآية فبلغ ذلك عائشة رضى الله عنها فقالت كذب مروان كذب مروان والله ما هو به ولو شئت ان اسمى الذى أنزلت فيه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضفض من لعنة الله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عبد الله قال انى لفى المسجد حين خطب مروان فقال ان الله قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا وان يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنه اهرقلية ان أبا بكر رضى الله عنه والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية الا رحمة وكرامة لولده فقال مروان ألست الذى قال لوالديه أف لكما فقال عبد الرحمن ألست ابن اللعين الذى لعن أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وسمعتها عائشة فقالت يا مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا كذبت والله ما فيه نزلت نزلت في فلان بن فلان * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في الذى قال لوالديه أف لكما لآية قال هذا ابن لابي بكر
[ 42 ]
* وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال نزلت هذه الآية والذى قال لوالديه أف لكما في عبد الرحمن بن أبى بكر قال لوالديه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالاسلام ويرد عليهما ويكذبهما فيقول فاين فلان وأين فلان يعنى مشايخ قريش ممن قد مات ثم أسلم بعد فحسن اسلامه فنزلت توبته في هذه الآية ولكل درجات مما عملوا * وأخرج عبد الرزاق وابن مروديه من طريق ميناء أنه سمع عائشة رضى الله عنها تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنه وقالت انما نزلت في فلان بن فلان سمت رجلا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه أتعد اننى ان أخرج قال يعنى البعث بعد الموت * قوله تعالى (ويوم يعرض الذين كفروا) الآية * أخرج ابن مردويه عن حفص بن أبى العاصى قال كنا نتغدى مع عمر رضى الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله في كتابه ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم الآية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر رضى الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهما فقال ما هذا الدرهم قال أريد أن أشترى به لحما لاهلي قرموا إليه فقال أفكلما اشتهيتم شيأ اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها * وأخرج احمد في الزهد عن الاعمش قال مر جابر ابن عبد الله وهو متعلق لحما على عمر رضى الله عنه فقال ما هذا يا جابر قال هذا لحم اشتهيته اشتريته قال وكلما اشتهيت شيا اشتريته أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سالم بن عبد الله بن عمران عمر كان يقول والله ما يعنى بلذات العيش ان نامر بصغار المعزى فتسلط لنا ونامر بلباب الحنطة فتخبز لنا ونامر بالزبيب فينبذ لنا في الاسعان حتى إذا صار مثل عين اليعقوب اكلنا هذا وشربنا هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لانا سمعنا الله يقول أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية * وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى رضى الله عنه قال قدم على عمر رضى الله عنه ناس من العراق فرأى كأنهم ياكلون هديرا فقال يا أهل العراق لو شئت ان يدهمق لى كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من ربنا ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها قال تعلموا ان أقواما يسترطون حسناتهم في الدنيا استبقى رجل طيباته ان استطاع ولا قوة الا بالله قال وذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يقول لو شئت لكنت اطيبكم طعاما والينكم لباسا ولكني استبقى طيباتي وذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله قال هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير فقال خالد بن الوليد رضى الله عنه لهم الجنة فاغرورقت عينا عمر رضى الله عنه فقال لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مجلز رضى الله عنه قال ليطلبن ناس حسنات عملوها فيقال لهم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال أتى عمر رضى الله عنه بشربة عسل فقال والله لا أتحمل فضلها اسقوها فلانا * وأخرج عبد بن حميد عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال رأني عمر رضى الله عنه وأنا متعلق لحما فقال يا جابر ما هذا قلت لحم اشتريته بدرهم لنسوة عندي قرمن إليه فقال أما يشتهى أحدكم شيا الا صنعه أما يجد أحدكم أن يطوى بطنه لجاره وابن عمه أين تذهب هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا قال فما انفلت منه حتى كدت ان لا أنفلت * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن حميد بن هلال قال كان حفص رضى الله عنه يكثر غشيان أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه وكان إذا قرب طعامه اتقاه فقال له عمر رضى الله عنه مالك ولطعامنا فقال يا أمير المؤمنين ان أهلى يصنعون لى طعاما هو ألين من طعامك فاختار طعامهم على طعامك فقال ثكلتك أمك أما تراني لو شئت أمرت بشاة فتية سمينة فالقى عنها شعرها ثم أمرت بدقيق فنخل في خرقة فجعل خبزا مرققا وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سمن حتى يكون كدم الغزال فقال حفص انى أراك تعرف لين الطعام فقال عمر رضى الله عنه ثكلتك أمك والذى نفسي بيده لو لا كراهية ان ينقص من حسناتي يوم القيامة لاشركتكم
[ 43 ]
في لين طعامكم * وأخرج ابن المبارك وابن سعد وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية عن الحسن قال قدم وفد أهل البصرة على عمر مع أبى موسى الاشعري فكان له في كل يوم خبز يلت فربما وافقناها مادومة بزيت وربما وافقناها مادومة بسمن وربما وافقناها مادومة بلبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلى لها وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل قال وقال لنا عمر رضى الله عنه انى والله لقد أرى تقذيركم وكراهيتكم طعامي أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل عن كراكر واسنمة وعن صلى وصناب وسلائق ولكني وجدت الله عير قوما بامر فعلوه فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن ثوبان رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة فقدم من غزاة له فأتاها فإذا بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال يا ثوبان اذهب بهذا إلى بنى فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فان هؤلاء أهل بيتى ولا أحب أن ياكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (واذكر أخا عاد) * أخرج ابن ماجه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمنا الله وأخا عاد * وأخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه قال خير واديين في الناس وادى مكة ووادية ارم بارض الهند وشر واديين في الناس وادى الاحقاف وواد بحضر موت يدعى برهوت يلقى فيه أرواح الكفار وخير بئر في الناس زمزم وشر بئر في الناس برهوت وهى في ذاك الوادي الذى بحضر موت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاحقاف جبل بالشام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الاحقاف جيل بالشام يسمى الاحقاف * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال الاحقاف الارض * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال الاحقاف جساق من جسمي * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بارض يقال لها الشحر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بالاحقاف قال تلال من أرض اليمن * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا الا الله قال لم يبعث الله رسولا الا بان يعبد الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله لتافكنا قال لتزيلنا وقرأ ان كاد ليضلنا عن آلهتنا قال يضلنا ويزيلنا ويافكنا واحد * قوله تعالى (فلما رأوه عارضا الآية) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هذا عارض ممطرنا قال هو السحاب * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته انما كان يتبسم وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه قلت يا رسول الله ان الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء ان يكون فيه المطر وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية قال يا عائشة وما يؤمننى ان يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا * وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم انى أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به فإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سرى عنه فسألته فقال لا أدرى لعله كما قال قوم عاد هذا عارض ممطرنا * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قال غيم فيه مطر فاول ما عرفوا انه عذاب رأوا ما كان خارجا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء والارض مثل الريش دخلوا بيوتهم واغلقوا أبوابهم فجاءت الريح
[ 44 ]
ففتحت أبوابهم ومالت عليهم بالرمل فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسو ما لهم أنين ثم أمر الريح فكشف عنهم الرمل وطرحتهم في البحر فهو قوله فاصبحوا الا ترى الا مساكنهم * وأخرج ابن أبى الدنيا وأبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فتح الله على عاد من الريح التى هلكوا فيها الا مثل الخاتم فمرت باهل البادية فحملتهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والارض فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد الريح وما فيها قالوا هذا عارض ممطرنا فالقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فتح الله على عاد من الريح الا موضع الخاتم أرسلت عليهم فحملت البد والى الحضر فلما رأوها أهل الحضر قالوا هذا عارض ممطرنا مستقبل أو ديتنا وكان أهل البوادى فيها فالقى أهل البادية على أهل الحاضرة حتى هلكوا قال عتت على خزانها حتى خرجت من خلال الابواب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عمرو بن ميمون رضى الله عنه قال كان هود قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا هذا عارض ممطرنا فقال هود بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم فجعلت تلقى الفسطاط وتجئ بالرجل الغائب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما أرسل الله على عاد من الريح الا قدر خاتمي هذا * وأخرج عبد بن حميد عن ميمون رضى الله عنه انه قرأ لا ترى الا مساكنهم بالتاء والنصب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ لا يرى الا مساكنهم بالياء ورفع النون * قوله تعالى (ولقد مكناهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه يقول لم نمكنكم فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد مكناهم الآية قال عاد مكنوا في الارض أفضل مما مكنت فيه هذه الامة وكانوا أشد قوة وأكثر أولادا وأطول اعمارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضى الله عنه في قوله ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ههنا وههنا شيا باليمن واليمامة والشام * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن الزبير رضى الله عنه انه قرأ وتلك افكهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه كان يقرؤها وذلك أفكهم يعنى بفتح الالف والكاف وقال أصلهم * قوله تعالى (واذ صرفنا اليك) الآية * أخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن الزبير واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن قال بنخلة قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العشاء الآخرة كادوا يكونون عليه لبدا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن منيع والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قال هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا أنصتوا قالوا صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فانزل الله واذ صرفنا اليك نفرا من الجن إلى قوله ضلال مبين * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن الآية قال كانوا تسعة عشر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال صرفت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين وكان اشراف الجن بنصيبين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما واذ صرفنا اليك نفرا من الجن قال كانوا من أهل نصيبين أتوه ببطن نخلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بت الليلة أقرأ على الجن 7 رفقا بالحجون * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن مسروق قال سالت ابن مسعود من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن قال آذنته بهم شجرة * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه انه سئل أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن فقال قرأ عليهم بشعب يقال له الحجون * وأخرج عبد بن حميد وأحمد ومسلم والترمذي عن علقمة قال قلت لابن مسعود رضى الله عنه هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد قال ما صحبه منا أحد ولكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا اغتيل استطير ما فعل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما كان في وجه الصبح إذا نحن به يجئ من قبل
[ 45 ]
خراء فاخبرناه فقال انه اتانى داعى الجن فاتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فارانا آثارهم وآثار نبرانهم * واخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله واذ صرفنا اليك نفرا من الجن قال هم اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واذ صرفنا اليك نفرا من الجن قال كانوا سبعة ثلاثة من أهل حران وأربعة من نصيبين وكانت أسماؤهم حسى ومسى وشاصر وماصر والاردواينان والاحقم وسرق * وأخرج الطبراني والحاكم وابن مردويه عن صفوان بن المعطل قال خرجنا حجاجا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فما لبث ان ماتت فلفها رجل في خرقة ودفنها ثم قدمنا مكة فانا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال أيكم صاحب عمر وقلنا ما نعرف عمرا قال أيكم صاحب الجان قالوا هذا قال اما انه آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن * وأخرج أبو نعيم في الدلائل والواقدى عن أبى جعفر رضى الله عنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن في ربيع الاول سنة احدى عشرة من النبوة * وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن كعب الاحبار رضى الله عنه قال لما انصرف النفر التسعة من أهل نصيبين من بطن نخلة وهم فلان وفلان وفلان والاردواينان والاحقب جاؤا قومهم منذرين فخرجوا بعد وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلثمائة فانتهوا إلى الحجون فجاء الاحقب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان قومنا قد حضروا الحجون يلقونك فواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لساعة من الليل بالحجون والله أعلم * قوله تعالى (فاصبر كما صبر أولو العزم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والديلمي عن عائشة رضى الله عنها قالت ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ثم طوى ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال يا عائشة ان الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد يا عائشة ان الله لم يرض من أولى العزم من الرسل الا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض منى الا أن يكلفني ما كلفهم فقال فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وانى والله لاصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال أولو العزم من الرسل النبي صلى الله عليه وسلم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبى العالية قاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال نوح وهود وابراهيم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله إلى آخرها فاظهر لهم المفارقة وقال هود حين قالوا ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال انى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه فاظهر لهم المفارقة وقال لابراهيم لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم إلى آخر الآية فاظهر لهم المفارقة وقال يا محمد قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فاظهر لهم المفارقة * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله أولو العزم قال هم نوح وهود وابراهيم وشعيب وموسى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال أولو العزم اسمعيل ويعقوب وأيوب وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال أولو العزم نوح وابراهيم وموسى وعيسى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال بلغني ان أولى العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر * قوله تعالى (فهل يهلك الا القوم الفاسقون) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فهل يهلك الا القوم الفاسقون قال تعلموا والله ما يهلك على الله الا هالك مشرك ولى الاسلام ظهره أو منافق صدق بلسانه وخالف بقلبه * وأخرج الطبراني في الدعاء عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طلبت وأحببت ان تنجح فقل لا اله الا الله وحده لا شريك له العلى العظيم لا اله الا الله وحده لا شريك له رب السموات والارض ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون اللهم انى أسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لى ذنبا الا
[ 46 ]
غفرته ولا هما الا فرجته ولا حاجة هي لك رضا الا قضيتها يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين * (سورة لقتال مدنية) * * أخرج ابن الضريس عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت سورة القتال بالمدينة * وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة محمد بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة الذين كفروا * وأخرج ابن مردويه عن على قال سورة محمد آية فينا وآية في بنى أمية * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله * قوله تعالى (الذين كفروا) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم قال هم أهل مكة قريش نزلت فيهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات قال هم أهل المدينة الانصار وأصلح بالهم قال أمرهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أضل أعمالهم قال كانت لهم أعمال فاضلة لا يقبل الله مع الكفر عملا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأصلح بالهم قال أصلح حالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأصلح بالهم قال شانهم وفى قوله ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل قال الشيطان * قوله تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب قال مشركي العرب يقول فضرب الرقاب قال حتى يقولوا لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق قال لا تأسروهم ولا تفادوهم حتى تثخنوهم بالسيف * وأخرج النحاس عن ابن عباس في قوله فاما منا بعد واما فداء قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالخيار في الاسرى ان شاؤا قتلوهم وان شاؤا استعبدوهم وان شاؤا فادوهم * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاما منا بعد واما فداء قال هذا منسوخ نسختها فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاما منا بعد واما فداء قال فرخص لهم أن يمنوا على من شاؤا منهم نسخ الله ذلك بعد في براءة فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاما منا بعد واما فداء قال كان المسلمون إذا لقوا المشركين قاتلوهم فإذا أسروا منهم أسيرا فليس لهم الا أن يفادوه أو يمنوا عليه تم نسخ ذلك بعد فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد ابن حميد وابن جرير عن الضحاك ومجاهد في قوله فاما منا بعد واما فداء قالا نسختها اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمران بن حصين رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم فادى رجلين من أصحابه برجلين من المشركين أسروا * وأخرج عبد بن حميد عن أشعث قال سالت الحسن وعطاء عن قوله فاما منا بعد واما فداء قال أحدهما يمن عليه أو لا يفادى وقال الآخر يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن عليه أو لا يفادى * وأخرج ابن جرير ابن مردويه عن الحسن رضى الله عنه قال أتى الحجاج باسارى فدفع إلى ابن عمر رضى الله عنهما رجلا يتمثله فقال ابن عمر ليس بهذا أمرنا انما قال الله حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن نافع ان ابن عمر رضى الله عنهما أعتق ولد زنية وقال قد أمرنا الله ورسوله ان نمن على من هو شر منه قال الله فاما منا بعد واما فداء * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر وابن مردويه عن ليث رضى الله عنه قال قلت لمجاهد بلغني ان ابن عباس رضى الله عنهما قال لا يحل قتل الاسارى لان الله تعالى قال فاما منا بعد واما فداء فقال مجاهد لا تعبأ بهذا شيأ أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم ينكر هذا ويقول هذه منسوخة انما كانت في الهدنة التى كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فاما اليوم فلا يقول الله اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ويقول فإذا القيتم الذين كفر وافضرب الرقاب فان كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم شئ الا الاسلام فان لم يسلموا فالقتل وأما من سواهم فانهم إذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار
[ 47 ]
ان شاؤا قتلوهم وان شاؤا استحيوهم وان شاؤا فادوهم إذا لم يتحولوا عن دينهم فان أظهروا الاسلام لم يفادوا ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصغير والمرأة والشيخ الفاني * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه قال نسخت فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ما كان قبل ذلك من فداء أو من * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عطاء رضى الله عنه انه كان يكره قتل أهل الشرك صبرا ويتلو فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء ثم نسختها فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبى معيط يوم بدر صبرا * وأخرج عبد الرزاق عن أيوب رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الوصفاء والعسفاء * وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك بن مزاحم رضى الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان الا من عدا منهم بالسيف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن رضى الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فاحرقوها بالنار فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال انى لم أبعث أعذب بعذاب الله انما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق * قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) * اخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى لا يكون شرك * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى يعبد الله ولا يشرك به * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى يخرج عيسى بن مريم عليه السلام فيسلم كل يهودى ونصراني وصاحب ملة وتأمن الشاة من الذئب ولا تقرض فارة جرابا وتذهب العداوة من الناس كلها ذلك ظهور الاسلام على الدين كله وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله دما إذا وضعها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك من عاش منكم ان يلقى عيسى بن مريم اماما مهديا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتوضع الجزية وتضع الحرب أوزارها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه حتى تضع الحرب أوزارها قال خروج عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي والبغوى والطبراني وابن مردويه عن سلمة بن نفيل رضى الله عنه قال بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله ان الخيل قد سببت ووضع السلاح وزعم أقوام ان لا قتال وان قد وضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا فالآن جاء القتال ولا تزال طائفة من أمتى يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خالفهم يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم ويقاتلون حتى تقوم الساعة ولا تزال الخيل معقودا في نواصيها الخير حتى تقوم الساعة ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج ياجوج وماجوج * وأخرج ابن أبى حاتم عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فقلت يا رسول الله اليوم ألقى الاسلام بجرانه ووضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دون ان تضع الحرب أوزارها خلالا ستا أولهن موتى ثم فتح بيت المقدس ثم فئتان من أمتى دعواهم واحدة يقتل بعضهم ببعضا ويفيض المال حتى يعطى الرجل المائة دينار فيتسخط وموت يكون كقعاص الغنم وغلام من بنى الاصفر ينبت في اليوم كنبات الشهر وفى الشهر كنبات السنة فيرغب فيه قومه فيملكونه يقولون نرجو ان ير بك علينا ملكنا فبجمع جمعا عظيما ثم يسير حتى يكون فيما بين العريش وانطاكية وأميركم يومئذ نعم الامير فيقول لاصحابه ما ترون فيقولون نقاتلهم حتى يحكم الله بيننا وبينهم فيقول لا أرى ذلك نحرز ذرارينا وعيالنا ونخلى بينهم وبين الارض ثم نغزوهم وقد أحرزنا ذرارينا فيسيرون فيخلون بينهم وبين أرضهم حتى ياتوا مدينتي هذه فيستهدون أهل الاسلام فيهدونهم ثم يقول لا ينتد بن معى الا من يهب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بينى وبينهم فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون على ذلك فيقول حسبى سبعون ألفا لا تحملهم الارض وفيهم عين لعدوهم فيأتيهم فيخبرهم بالذى كان فيسيرون إليهم حتى إذا التقوا سألوا ان يخلى بينهم وبين من كان بينهم وبينه نسب فيدعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون فيقول ما أنتم باحق بقتالهم ولا أبعد منهم فيقول فعندكم فاكسروا أغمادكم فيسل الله سيفه عليهم فيقتل منهم
[ 48 ]
الثلثان ويقر في السفن الثلث وصاحبهم فيهم حتى إذا ترءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى مراسيهم من الشام فاخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل فيومئذ تضع الحرب أوزارها * قوله تعالى (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ذلك ولو يشاء لانتصر منهم قال أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم قال لارسل عليهم ملكا فدمر عليهم وفى قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم قال نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ والذين قاتلوا بالالف * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم الآية قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات والقل وقد نادى المشركون يومئذ أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل فنادى المشركون يوم بيوم بدر وان الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ان القتلى مختلفة أما قتلانا فاحياء يرزقون وأما قتلاكم ففى النار يعذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال يهدى أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطؤن كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه عرفها لهم قال عرفهم منازلهم فيها * وأخرج ابن ابى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال بلغنا ان الملك الذى كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشى بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى ياتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شئ أعطاه الله في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وازواجه وانصرف الملك عنه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم قال على نصره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ان تنصروا الله ينصركم قال حق على الله ان يعطى من سأله وان ينصر من نصره والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بانهم كرهوا ما أنزل الله فاحبط أعمالهم قال أما الاولى ففى الكفار الذى قتل الله يوم بدر وأما الاخوى ففى الكفار عامة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضى الله عنه ذلك بانهم كرهوا ما أنزل الله قال كرهوا الفرائض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم قال أهلكهم الله بالوان العذاب بان يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الامثال وبعث الرسل ليعفلوا عن الله أمره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وللكافرين أمثالها قال لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فاهلكوا بالسيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وللكافرين أمثالها قال مثل ما دمرت به القرون الاولى وعيد من الله تعالى لهم وفى وقوله ذلك بان الله مولى الذين آمنوا قال وليهم الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ذلك بان الله مولى الذين آمنوا قال ليس لهم مولى غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله والذين كفروا يتمتعون وياكلون كما تأكل الانعام قال لا يلتفت إلى آخرته * قوله تعالى (وكائن من قرية) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال انت أحب بلاد الله إلى الله وانت أحب بلاد الله إلى ولو لا ان أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فاعثى الاعداء من عدا على الله في حرمه أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول أهل الجاهلية فانزل الله تعالى وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وكأين
[ 49 ]
من قرية هي أشد قوة من قريتك قال قريته مكة وفى قوله أفمن كان على بينة من ربه قال هو محمد صلى الله عليه وسلم كمن زين له سوء عمله قال هم المشركون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال كل هوى ضلالة * وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال ما ذكر الله هوى في القرآن الا ذمه * قوله تعالى (مثل الجنة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أنهار من ماء غير آس قال غير متغير وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله من ماء غير آسن قال غير منتن وأخر عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه وأنهار من لبن لم يتغير طعمه قال قال ابن عباس رضى الله عنهما لم يحلب * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وأنهار من لبن لم يتغير طعمه قال لم يخرج من بين فرث ودم وأنهار من خمر لذة للشاربين قال لم تدنسه الرجال بارجلهم وأنهار من عسل مصفى قال لم يخرج من بطون النحل * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن معاوية بن حيدة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الانهار منها بعد * وأخرج الحرث بن أبى اسامة في مسنده والبيهقي عن كعب رضى الله عنه قال نهر النيل نهر العسل في الجنة ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة ونهر سيحان نهر الماء في الجنة * وأخرج ابن مردويه عن الكلبى رضى الله عنه في قوله مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن الآية قال حدثنى أبو صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى فانطلق بى الملك فانتهى بى إلى نهر الخمر فإذا عليه ابراهيم عليه الصلاة والسلام فقلت للملك أي نهر هذا فقال هذا نهر دجلة فقلت له انه ماء قال هو ماء في الدنيا يسقى الله به من يشاء وهو في الآخرة خمر لاهل الجنة قال ثم انطلقت مع الملك إلى نهر الرب فقلت للملك أي نهر هذا قال هو جيحون وهو الماء غير آسن وهو في الدنيا ماء يسقى الله به من يشاء وهو في الآخرة ماء غير آسن ثم انطلق بى فأبلغني نهر اللبن الذى يلى القبلة فقلت للملك أي نهر هذا قال هذا نهر الفرات فقلت هو ماء قال هو ماء يسقى الله به من يشاء في الدنيا وهو لبن في الآخرة لذرية المؤمنين الذين رضى الله عنهم وعن آبائهم ثم انطلق بى فأبلغني نهر العسل الذى يخرج من جانب المدينة فقلت للملك الذى أرسل معى أي نهر هذا قال هذا نهر مصر قلت هو ماء قال هو ماء يسقى الله به من يشاء وهو في الآخرة عسل لاهل الجنة ولهم فيها من كل الثمرات يقول في الجنة ومغفرة من ربهم يقول لذنوبهم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبى وائل رضى الله عنه قال جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى ابن مسعود رضى الله عنه فقال يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف أياء تجده أم الفا من ماء غير ياسن أو من ماء غير آسن فقال له عبد الله رضى الله عنه وكل القرآن أحصيت غير هذا فقال انى لاقرأ المفصل في ركعة قال هذا كهذا الشعر ان قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ نفع انى لاعرف النظائر التى كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن سعد بن طريف رضى الله عنه قال سالت أبا اسحق رضى الله عنه عن ماء غير آسن قال سالت عنها الحارث فحدثني ان الماء الذى غير آسن تسنيم قال بلغني انه لا تمسه يد وانه يجئ الماء هكذا حتى يدخل فمه والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ومنهم من يستمع اليك) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيستمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه ويسمعه المنافقون فلا يعونه فإذا خرجوا سالوا المؤمنين ماذا قال آنفا فنزلت ومنهم من يستمع اليك * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا خرجوا من عنده قالوا لابن عباس رضى الله عنهما ماذا قال آنفا فيقول كذا وكذا وكان ابن عباس رضى الله عنه من الذين أوتوا العلم * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا قال انا منهم ولقد سئلت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومنهم من يستمع اليك قال هؤلاء المنافقون
[ 50 ]
دخل رجلان فرجل عقل عن الله وانتفع بما يسمع ورجل لم يعقل عن الله ولم يعه ولم ينتفع به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن عساكر عن ابن بريدة رضى الله عنه قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا قال هو عبد الله بن مسعود رضى الله عنه * وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال هو عبد الله بن مسعود رضى الله عنه * قوله تعالى (والذين اهتدوا) الآية * أخرج ابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عكرمة رضى الله عنه ان ناسا من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وصدقوهم وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث فلما بعث كفروا به فذلك قوله فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم وكان قوم من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث فلما بعث آمنوا به فذلك قوله والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم قال لما أنزل القرآن آمنوا به فكان هدى فلما تبين الناسخ من المنسوخ زادهم هدى * قوله تعالى (فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فقد جاء اشراطها قال دنت الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فقد جاء اشراطها قال أول الساعات * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فقد جاء أشراطها قال محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها * وأخرج البخاري عن سهل بن مسعود رضى الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال باصبعيه هكذا الوسطى والتى تليها بعثت أنا والساعة كهاتين * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى * وأخرج ابن مردويه عن سعيد ابن أبى عروبة رضى الله عنه في قوله فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها قال كان قتادة رضى الله عنه يقول قد دنت الساعة ودنا منكم فداء ودنا من الله فراغ للعباد قال قتادة رضى الله عنه وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد العصر حتى كادت الشمس تغرب ولم يبق منها الا أسف أي شئ قال والذى نفس محمد بيده ما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقى منها الا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقى منه وما بقى منه الا اليسير * وأخرج أحمد عن بريدة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعثت أنا والساعة جميعا ان كادت تسبقني * وأخرج البخاري وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى جبيرة بن الضحاك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت في سم الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من أشراط الساعة ان يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم واحد * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فاتاه رجل فقال يا رسول الله متى الساعة فقال ما المسؤل عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها وإذا ولدت الامة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رعاء الشاء رؤس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها * وأخرج البخاري عن أبى هريرة رضى الله عنه ان اعرابيا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال متى الساعة فقال إذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة قال يا رسول الله وكيف اضاعتها قال إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أتى رجل فقال يا رسول الله متى الساعة قال ما السائل باعلم من المسؤل قال فلو علمتنا أشراطها قال تقارب الاسواق قلت وما تقارب الاسواق قال ان يشكو الناس بعضهم إلى بعض قلة اصابتهم ويكثر ولد البغى وتفشو الغيبة ويعظم رب المال وترتفع أصوات الفساق في المساجد ويظهر أهل المنكر ويظهر البناء * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الارحام وان يعطل السيف من الجهاد
[ 51 ]
وان ينتحل الدنيا بالدين * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من أشراط الساعة ان يكون أسعد الناس بلدنيا لكع بن لكع * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع * واخرج أحمد والبخاري وابن ماجه عن عمرو بن تغلب رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من أشراط الساعة ان تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وان من أشراط الساعة ان تقاتلوا قوما عراض الوجوه كان وجوههم المجان المطرقة * وأخرج النسائي عن عمرو بن تغلب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة ان يقبض العلم ويفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم قال عمرو فان كان هذا الرجل ليبيع البيع فيقول حتى استامر تاجر بنى فلان ويلتمس في الحواء العظيم الكاتب فلا يوجد * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه عن ابن مسعود رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بين يدى الساعة أيام فيرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن ربيب الجندي رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وغلت واستؤجر في الغزو وعمر الخراب وخرب العامر والرجل يتمرس بامانته كما يتمرس البعير بالشجرة فانك والساعة كهاتين وأشار باصبعه السبابة والتى تليها * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد * وأخرج أحمد والترمذي عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فيكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرمة بالنار * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذى يعرضه عليه لا أرب لى به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتنى مكانه وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبا بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى به ولتقومن الساعة وقد رفعت أكلته إلى فيه فلا يطعمها * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يحب الفاحش والا المتفحش والذى نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسواء الجوار وقطيعة الارحام وحتى يخون الامين ويؤتمن الخائن ثم قال انما مثل المؤمن مثل النخلة وقعت فاكلت طيبا ولم تفسد ولم تكسر ومثل المؤمن كمثل القطعة الذهب الاحمر أدخلت النار فنفخ عليها ولم تتغير ووزنت فلم تنقص * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الارض شيا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن جابر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدى الساعة كذابون منهم صاحب اليمامهء وصاحب صنعاء العنسى ومنهم صاجب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدى الساعة قريب من ثلاثين دجالين كلهم يقول أنا نبى أنا نبى * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتى دجالون كذابون ياتونكم ببدع من الحديث
[ 52 ]
بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فاياكهم واياهم لا يفتنونكم * وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر * وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان في أمتى لنيفا وسبعين داعيا كلهم داع إلى النار لو أشاء لانباتكم باسمائهم وقبائلهم * وأخرج أبو يعلى عن ابى الجلاس قال سمعت عليا رضى الله عنه يقول لعبد الله السبائى لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان بين يدى الساعة ثلاثين كذابا وانك لاحدهم * وأخرج أبو يعلى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قبل خروج الدجال ينيف على سبعين دجالا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس رضى الله عنه ان بين يدى الساعة لستا وسبعين دجالا * وأخرج أحمد والبزار عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطر الا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه الا بيوت الشعر * وأخرج البيهقى في البعث والنشور عن الحسن قال قال 7 على خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود رضى الله عنه فقلت يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم تعرف به قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ان من أشرط الساعة ان يكون الولد غيظا والمطر قيظا وتفيض الاشرار فيضا ويصدق الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون الامين ويسود كل قبيلة وكل سوق فجارهم وتزخرف المحاريب وتخرب القلوب ويكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويخرب عمران الدنيا ويعمر خرابها وتظهر الفتنة وأكل الربا وتظهر المعازف والكنوز وشرب الخمر ويكثر الشرط والغمازون والهمازون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاه وأضاعوا الامانة وأكلوا الربا واستحلوا الكذب واستخفوا بالدماء واستعلوا البناء وباعوا الدين بالدنيا وتقطت الارحام ويكون الحكم ضعفا والكذب صدقا والحرير لباسا وظهر الجور وكثرة الطلاق وموت الفجاة وائتمن الخائن وخون الامين وصدق الكاذب وكذب الصادق وكثر القذف وكان المطر قيظا والولد غيظا وفاض اللئام فيضا وغاض الكرام غيضا وكان الامراء والوزراء كذبة والامناء خونة والعرفاء ظلمة والقراء فسقة إذا لبسوا مسوك الضأن قلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر يغشيهم الله تعالى فتنة يتهاركون فيها تهارك اليهود الظلمة وتظهر الصفراء يعنى الدنانير وتطلب البيضاء وتكثر الخطايا ويقل الا من وحليت المصاحف وصورت المساجد وطوات المنائر وخربت القلوب وشربت الخمور وعطلت الحدود وولدت الامة ربتها وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكا وشاركت المرأة زوجها في التجارة وتشبة الرجال بالنساء والنساء بالرجال وحلف بغير الله وشهد المؤمن من غير ان يستشهد وسلم للمعرفة وتفقه لغير دين الله وطلب الدنيا بعمل الآخرة واتخذ المغنم دولا والامانة مغنما والزكاة مغرما وكان زعيم القوم أرذلهم وعق الرجل اباه وجفا أمه وضر صديقه وأطاع امرأته وعلت أصوات الفسقة في المساجد واتخذ القينات والمعازف وشربت الخمور في الطرق واتخذ الظلم فخرا وبيع الحكم وكثرت الشرط واتخذ القرآن مزامير وجلود السباع خفافا ولعن آخر هذه الامة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات * وأخرج ابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه انهم سالوا متى الساعة فقال لقد سالتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل ولكن ان شئتم أنباتكم باشياء إذا كانت لم يكن للساعة كثير لبث إذا كانت الالسن لينة والقلوب جنادل ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الارض واختلف الاخوان فصار هوا هما شئ وبيع حكم الله بيعا * وأخرج ابن أبى شيبة عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال ان من اقتراب الساعة ان يظهر البناء على وجه الارض وان تقطع الارحام وان يؤذى الجار جاره * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان من اشراط الساعة ان يظهر الفحش والتفحش وسوء الخلق وسوء الجوار * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو ابن العاصى قال ان من اشراط الساعة ان يظهر القول ويخزن العمل ويرتفع الاشرار ويوضع الاخيار ويقرأ المثانى عليهم فلا يعيها أحد منهم قلت ما المثانى قال كل كتاب سوى كتاب الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن رجاء بن حيوة قال لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة الا تمرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن قيس قال لا تقوم الساعة حتى
[ 53 ]
تقوم رأس البقرة بالاوقية * وأخرج ابن أبى شيبة عن الوداك قال من اقتراب الساعة انتفاخ الاهلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة ان يرى الهلال قبلا فيقال ابن ليلتين * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى قال ان بين يدى الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيكر بها بالسيف من الجهل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمر قال ياتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس رضى الله عنه قال لياتين على الناس زمان يجد النسوة نعلا ماقى على الطريق فيقول بعضهم لبعض قد كانت هذه النعلة مرة لرجل * وأخرج ابن أبى الدنيا والبزار عن على رضى الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطى السجل للكتاب ثم تطلع إلى الارض فقال تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطى السحل للكتاب ثم قال اين السائل عن الساعة فجثا رجل من آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حيف الائمة وتكذيب بالقدر وايمان بالنجوم وقوم يتخذون الامانة مغنما والزكاة مغرما والفاحشة زيارة فسألته عن الفاحشة زيارة فقال الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاما وشرابا ويأتيه بالمرأة فيقول اصنعي لى كما صنعت فيتزاورون على ذلك قال فعند ذلك هلكت أمتى يا ابن الخطاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة وحتى تتخذ المساجد طرقا لا يسجد لله فيها حتى يجاوز وحتى يبعث الغلام بالشيخ بريدا بين الافقين وحتى ينطلق الفاجر إلى الارض النامية فلا يجد فضلا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال أيها الناس ألا أخبركم باشراط الساعة فقام إليه سلمان رضى الله عنه فقال أخبرنا فداك أبى وأمى يا رسول الله قال ان من اشراط الساعة اضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال فقال سلمان ويكون هذا يا رسول الله قال نعم والذى نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفئ مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الامين ويتكلم الرويبضة قال وما الرويبضة قال يتكلم في الناس من لم يتكلم وينكر الحق تسعة أعشارهم ويذهب الاسلام فلا يبقى الا اسمه ويذهب القرآن فلا يبقى الا رسمه وتحلى المصاحف بالذهب وتتسمن ذكور امتى وتكون المشورة للاماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع وتطول المنائر وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة واهواء جمة قال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذى نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الامة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيره ويكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات فان أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها عند ذلك يا سلمان يجئ سبى من المشرق وسبى من المغرب جثاؤهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذى نفسي بيده عند ذلك يا سلمان يفشو الكذب ويظهر الكوكب له الذنب وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الاسواق قال وما تقاربها قال كسادها وقلة أرباحها عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذى بعث محمدا بالحق * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن حذيفة رضى الله عنه قال والله لا تقوم الساعة حتى يلى عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة * وأخرج أحمد وابن ماجه والطبراني عن سلامة بنت الحر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ياتي على الناس زمان يقومون
[ 54 ]
ساعة لا يجدون اماما يصلى بهم * وأخرج أحمد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أيام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما لرويبضة قال الفاسق يتكلم في أمر العامة * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن وينطق بها الرويبضة * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في البعث والضياء عن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان أمتى يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الاعين كان وجوههم الحجف ثلاث مرار حتى يلحقوهم بجزيرة العرب أما السابقة الاولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقى منهم قالوا يا رسول الله من هم قال هم الترك * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمر وفى لفظ حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمر فيأتيهم ابليس فيصرفهم إلى عبادة الاوثان * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الاعين ذلف الانف كان وجوههم المجان المطرقة * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن حذيفة رضى الله عنه قال ان الناس كانوا يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر كيما أعرفه فاتقيه قلت با رسول الله أرأيت هذا الخير الذى أعطانا الله يكون بعده شر قال نعم قلت فما لعصمة من ؟ لك قال السيف قلت وهل للسيف من بقية قال نعم قلت ثم ماذا قال ثم على دخن جماعة على فرية فان كان يومئذ لله خليفة ضرب طهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع والا فمت عاضا بجذل شجرة قلت ثم ماذا قال يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره وقع وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قلت ثم ماذا قال ثم انما هي قيام الساعة * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله * وأخرج أحمد وابو يعلى والحاكم وصححه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله وحتى تمر الرأة بقطعة النعل فتقول قد كان لهذه رجل مرة وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة وحتى تمطر السماء ولا تنبت الارض * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضى الله عنه مرفوعا والذى نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول لا اله الا الله ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الارض أحد لله فيه حاجة وحتى تؤخذ المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم الذى يقول لو نحيتها عن الطريق قليلا فذاك فيهم مثل أبى بكر وعمر فيكم * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن علباء السلمى مرفوعا لا تقوم الساعة الا على حثالة الناس * وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا يدركنى زمان لا تقوم الساعة الا على شرار الناس * وأخرج أحمد عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا يدركنى زمان ولا تدركون زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا من الحليم قلوبهم قلوب الاعاجم وألسنتهم ألسنة العرب * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذى الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التى كانوا يعبدون في الجاهلية * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمر وقال لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء حول الاصنام * وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة أن تعزب العقول وتنقص الاحلام * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال كان يقال من اقتراب الساعة موت الفجأة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال من اشراط الساعة موت البدار * وأخرج ابن أبى شيبة
[ 55 ]
عن أبى العالية قال كنا نتحدث انه سيأتي على الناس زمان خير أهله الذى يرى الخير فيجانبه قريبا * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في البعث عن طلحة بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة هلاك العرب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري في الادب المفرد والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدى الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الارحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من أشراط الساعة ان يمر الرجل في المسجد لا يصلى فيه ركعتين وأن لا يسلم الرجل الا على من يعرفه وان يبرد الصبى الشيخ لفقره وان تتطاول الحفاة العراة رعاء الشاء في البنيان * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى ياخذ الله شريطته من أهل الارض فيبقى منها عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا * وأخرج أحمد ومسلم والحاكم وصححه عن ابى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان طالت بك مدة يوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعا يكون في آخر هذه الامة رجال يركبون على المياثر حتى ياتوا أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤسهن كاسنمة البخت العجاف العنوهن فانهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الامم لخدمتم كما خدمكم نساء الامم قبلكم فقلت لابي وما المياثر قال سروج عظام * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى أمامة مرفوعا يخرج في هذه الامة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته * وأخرج البزار والحاكم بسند ضعيف عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذى بعثنى ابالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف قالوا ومتى ذاك يا نبى الله قال إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستبدروا واستعدوا * وأخرج الطبراني وصححه عن أبى أمامة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزداد الامر الا شدة ولا المال الا افاضة ولا تقوم الساعة الا على شرار خلقه * واخرج ابن أبى شيبة وأحمد والحاكم وصححه عن أبى ذر رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما رجعنا تعجل ناس فدخلوا المدينة فسال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر انهم تعجلوا المدينة فقال يوشك ان يدعوها أحسن ما كانت ليت شعرى متى تخرج نار من جبل الوراق يضئ لها اعناق البخت ببصرى يروها كضوء النهار * وأخرج أحمد والحاكم عن رافع بن بشر السلمى عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تخرج نار من حبس سيل تسير بطيبة نكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح يقال غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت النار فروحوا من أدركته أكلته * وأخرج الحاكم عن أبى البداح بن عاصم الانصاري رضى الله عنه بسند ضعيف قال سالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم فقال أين حبس سيل قلنا لا ندرى فمر بى رجل من بنى سليم فقلت من أين جئت قال من حبس سيل فاتيت فقلت يا رسول الله ان هذا الرجل يخبر ان أهله بحبس سيل فسأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال أخر أهلك فانه يوشك ان تخرج منه نار تضئ اعتاق الابل ببصرى * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار بارض الحجاز تضئ منها أعناق الابل ببصرى * وأخرج أحمد وصححه وضعفه الذهبي عن معاذ بن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال الامة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث ما لم يقبض منهم العلم ويكثر فيهم ولدا الخبث ويظهر فيهم السقارون قالوا وما السقارون قال بشر يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن ابى سعيد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة
[ 56 ]
فيصبح القوم فيقولون من صعق البارحة فيقولون صعق فلان وفلان * وأخرج البزار وابو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه عن ابى سعيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى خليفة يحثى المال حثيا لا يعده عدا ثم قال والذى نفسي بيده ليعودن الامر كما بدا ليعودن كل ايمان إلى المدينة كما بدا بها حتى يكون كل ايمان بالمدينة ثم قال لا يخرج رجل من المدينة رغبة عنها الا أبدلها الله خيرا منه وليسمعن ناس برخص من أسعار وزيف فيتبعونه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتى زمان يكثر فيه القراء وتقل الفقهاء ويقل العلم ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل بينكم ثم ياتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ثم ياتي بعد ذلك زمان يحاول المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والحاكم وصحححه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الانسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال يكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم يكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون الخامسة وهى مجللة تنشق في الارض كما ينشق الماء * وأخرج مسلم عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال والله انى لاعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بينى وبين الساعة وما بى أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى في ذلك شيأ لم يحدثه غيرى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيأ ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار قال حذيفة رضى الله عنه فذهب أولئك الرهط غيرى * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في هذه الامة أربع فتن آخرها الغناء * وأخرج أحمد وابو داود والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فاكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الاحلاس قال هي فتنة حرب وهرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمى رجل من أهل بيتى يزعم انه نبى وليس منى انما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الامة الا لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا ايمان فيه فادا كان ذاكم فانظروا الدجال من يومه أو من غده * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من ينتضل إذا نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول أيها الناس انه لم يكن نبى قبلى الا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم الاوان عافية هذه الامة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرفق بعضها بعضا تجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه تهلكني ثم تنكشف ثم تجئ فيقول هذه وهذه ثم تجئ فيقول هذه وهذه ثم تتكشف فمن أحب أن يزحزخ عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وياتى إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ومن بايع اما ما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع * وأخرج ابن خزيمة والحاكم عن العداء بن خالد رضى الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام قومة له كانه مفزع ثم رجع فقال أحذركم الدجالين الثلاث فقال ابن مسعود رضى الله عنه بابى أنت وأمى يا رسول الله
[ 57 ]
أخبرتنا عن الدجال الاعور وعن أكذب الكذابين فمن الثالث قال رجل يخرج في قوم أولهم مثبور وآخرهم مثبور عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة وهو الدجال الاكيس ياكل عباد الله قال محمد وهو أبعد الناس من سنته قال الذهبي الحديث منكر بمرة * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر بن سمرة مرفوعا ليفتحن لكم كنوز كسرى الابيض أو الذى في الابيض عصابة من المسلمين * وأخرج الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا تكون هدة في شهر رمضان توفظ النائم وتفزع اليقظان ثم تظهر عصابة في شوال ثم مقمعة في ذى الحجة ثم تنتهك المحارم ثم يكون موت في صفر ثم تتنازع القبائل في ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب ثم في المحرم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف قال الحاكم غريب المتن وقال الذهبي موضوع * وأخرج أحمد وابو يعلى والحاكم وصححه عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له الاشهب أو ابن لاشهب راعى الخيل غلامه في القوم الظلمة قال الذهبي ما أبعده من الصحة وأنكره * وأخرج ابن أبى شيبة عن أرقم بن يعقوب قال سمعت عبد الله رضى الله عنه يقول كيف أنتم إذا أخرجتم من أرضكم هذه إلى جزيرة العرب ومنابت الشيح قلت من يخرجنا قال عدو الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة رضى الله عنه قال كانى أراهم 7 مسر آذان خيلهم وابطيها بحافتى الفرات * وأخرج الحاكم وصححه عن معيقيب ونعيم بن حماد عن حذيفة رضى الله عنه مرفوعا لن تفنى أمتى حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمقامع قلت يا رسول الله ما التمايز قال عصبية يظهرها الناس بعدى في الاسلام قلت فما التمايل قال تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها قلت فما المقامع قال تسير الاحبار بعضها إلى بعض تختلف أعناقها في الحرب * وأخرج ابن ماجه والحاكم وصححه وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالى من دمشق هم أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم هذا الدين * وأخرج الحاكم وصححه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه ستكون فتنة تحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فان فيهم الابدال وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول عليه الصلاة والسلام في اثنى عشر ألفا ان قلوا أو خمسة عشر ألفا ان كثروا أمارتهم ان علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية الا وهو يطمع في الملك فيقتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمي فيرد الله على الناس الفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال * وأخرج ابن أبى الدنيا ذم الملاهي عن جبير بن نفير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستصعبن الارض باهلها حتى لا يكون على ظهرها أهل بيت مدر ولا وبر وليبتاين آخر هذه الامة بالرجف فان تابوا تاب الله عليهم وان عادوا عاد الله عليهم بالرجف والقذف والمسخ والصواعق * وأخرج أحمد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشركم بالمهدي يبعثه الله في أمتى على اختلاف من الزمان وزلازل فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويرضى عنه ساكنوا السماء وساكنو الارض يقسم الارض ضحاحا فقال له رجل ما ضحاحا قال بالسوية بين الناس ويملا قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يامر مناد ينادى يقول من كانت له في مال حاجة فما يقوم من المسلمين الا رجل واحد فيقول ائت السادن يعنى الخازن فقل له ان المهدى يامرك ان تعطيني مالا فيقول له احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت اجشع أمة محمد نفسا إذ ععجز عنى ما وسعهم قال فيرد فلا يقبل منه فيقال له انا لا ناخذ شيأ أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده قال ثم لا خير في الحياة بعده * وأخرج أحمد وأبو داود عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك الارض رجل من أهل بيتى أجلى أقنى ولفظ أبى داود المهدى منى أجلى الجبهة أقنى الانف يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج المهدى في أمتى خمسا أو سبعا شك أبوالجورى قلنا أي شئ قال سنين ثم ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر
[ 58 ]
الارض من نباتها شيأ ويكون المال كرد سايجئ الرجل إليه فيقول يا مهدى اعطني اعطى فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمل * وأخرج أحمد ومسلم يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج في آخر الزمان خليفة يعطى الحق بغير عدد * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أهل بيتى عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجه عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدى منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة * وأخرج أبو داود عن أبى اسحق قال قال على ونظر إلى ابنه الحسن فقال ان ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملا الارض عدلا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل منى أو من أهل بيتى وفى لفظ لا تذهب الايام ولليالي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا * وأخرج الترمذي وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى * وأخرج أبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم عن أم سلمة رضى الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهدى من عترتي من ولد فاطمة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني عن أم سلمة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل المدينة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشا رجل من قريس اخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم فذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس سنة نبيهم ويلقى الاسلام يجرانه لى الارض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال بينما نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبل فتية من بنى هشم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه فقلت ما نزال نرى في وجهك شيا نكرهه فقال انا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا وان أهل بيتى سيلقون بعدى بلاء وتشر بدار وتطريدا حتى ياتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سالوا فلا يقبلوه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج * وأخرج ابن ماجه والحاكم وصححه عن ثوبا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيا لا أحفظه قال فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدى * وأخرج الترمذي ونعيم بن حماد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق عليهم الارض فيبعث الله رجلا من عترتي فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض لا تدخر الارض من بذرها شيا الا أخرجته ولا السماء شيا من قطرها الا صبته يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه قال حدثنى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان المهدى لا يخرج حتى يقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الارض فاتى الناس المهدى فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها وهو يملا الارض قسطا وعدلا وتخرج الارض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتى في ولايته نعمة
[ 59 ]
لا تنعمها قط * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الجلد قال تكون فتنة بعدها فتنة ألا وفى الآخرة كثمرة السوط ؟ يتبعها ذباب السيف ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها لمحارم كلها ثم ياتي الخلافة خير أهل الارض وهو قاعد في ميته هبها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عاصم بن عمرو البجيلى رضى الله عنه قال لبينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الذليل ولا يمتنع منه الدليل * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق ثابت بن عطية عن عبد الله قال الزموا هذه الطاعة والجماعة فانه حبل الله الذى أمر به وان ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ان الله لم يخلق شيا الا جعل له منتهى وان هذا الدين قد تم وانه صائر إلى نقصان وان أمارة ذلك أن تقطع الارحام ويؤخذ المال بغير حقه ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه شئ ويطوف السائل لا يوضع في يده شئ فبينما هم كذلك إذ خارت الارض خور البقرة يحسب كل انسان انها خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك إذ قذفت الارض بافلاذ كبدها من الذهب والفضة لا ينفع بعد شئ منه ذهب ولا فضة * وأخرج أحمد عن عبد الله ابن عمرو قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فرفع رأسه فنظر إلى فقال ست فيكم أيتها لامة موت نبيكم فكانما انتزع قلبى من مكانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة قال ويفيض المال فيكم حتى ان الرجل ليعطى عشرة آلاف فيظل يسخطها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين قال وفتنة تدخل بيت كل رجل منم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قال وموت كقعاص الغنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع وهدنة تكون بينكم وبين بنى الاصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر بقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس وفتح مدينة قلت يا رسول الله أي مدينة قال قسطنطينية * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري وأبو داود وابن ماجه عن عوف بن مالك الاشجعى قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة ادم فقال أعدد ستا بين يدى الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان ياخذكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بنى الاصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا زد أحمد فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست من أشراط الساعة موتى وفتح بيت المقدس وموت ياخذ في الناس كقعاص الغنم وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها وان يقدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبى الدرداء رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن دمشق * وأخرج الحاكم عن أبى ثعلبة الخشنى رضى الله عنه قال إذا رأيت 7 بيدة بيد رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية * وأخرج مسلم والحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر فقالوا نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بنى اسحق حتى إذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم فيقولون الثالثة لا اله الا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها ثم يقولون الثانية لا اله الا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة لا اله الا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ ان الدجال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون قال الحاكم يقال ان هذه المدينة هي القسطنطينية صح ان فتحها مع قيام الساعة * وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه وأبو يعلى ونعيم بن حماد في الفتن والطبراني والبيهقي في البعث والضياء لمقدسي في المختارة عن عبد الله بن بسر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنين ويخرج الدجال في السابعة * وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال فتح القسطنطينية مع قيام الساعة * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالاعماق فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الارض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقاتل
[ 60 ]
المسلمون لا والله فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويصبح ثلث لا يفتنون أبدا فيبلغون القسطنطينية فيفتتحون فبينما هم يقتسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان ان المسيح قد خلفكم في أهليكم وذاك باطل فإذا جاؤا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذا أقيمت الصلاة صلاة الصبح فينزل عيسى بن مريم فامهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح فلو تركه لذاب حتى يهلك ولكن الله يقتله بيده فيريهم دمه في حربته * وأخرج ابن ماجه والحاكم عن كثير ابن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تذهب الدنيا حتى تقاتلوا بنى الاصفر يخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فينهدم حضنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى انهم يقتسمون بالترس ثم يصرخ صارخ باهل الاسلام قد خرج الدجال في بلادكم وذراريكم فينفض الناس حتى عن المال منهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والحاكم وصححه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب حضور الملحمة وحضور الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب وقال والله ان ذلك لحق كما انك جالس * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر * وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن ذى مخمر بن أخى النجاشي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحكم الروم صلحا آمنا حتى تغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون تنزلوا بمرج ذى تلال فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيتدا ولانها بينهم فيثور المسلم إلى صليبهم وهم منهم غير بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك حد العرب فيندرون فيجمعون الملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا * وأخرج أحمد والبخاري والبزار وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله ابن بشر الغنوى حدثنى أبى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتفتحن القسطنطينية ولنعم الامير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى قبيل قال تذاكر فتح القسطنطينية والرومية ايهما تفتح أولا فدعا عبد الله بن عمر بصندوق ففتحه فاخرج منه كتابا قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب فقيل أي المدينتين تفتح أولا يا رسول الله قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يريد القسطنطينية * وأخرج الحاكم وصححه عن عوف بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وافناء معلقة وقنو منها حشف ومعه عصا فطعن بالعصا في القنو وقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق باطيب منها ان صاحب هذه الصدقة ياكل الحشف يوم القيامة أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافى قلنا الله ورسوله أعلم قال أتدرون ما العوافي قالوا لا قال الطير والسباع * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا لتتركن المدينة على خير ما كانت تأكلها الطير والسباع * وأخرج الحاكم وصححه عن محجن بن الادرع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وصعدت معه فاقبل بوجهه نحو المدينة فقال لها قولا ثم قال ويل أمك أو ويح أمها قرية يدعها أهلها أينع ما تكون ياكلها عافية الطير والسباع ولا يدخلها الدجال ان شاء الله كلما أراد دخولها يلقاه بكل نقب من أنقابها ملك مصلت يمنعه عنها * وأخرج الحاكم وصححه عن واثلة بن الاسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدجال ونزول ياجوج وماجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل * وأخرج أبو يعلى والرويانى وابن قانع والحاكم وصححه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ريحا يبعثها على رأس
[ 61 ]
مائة سنة تقبض روح كل مؤمن * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن عياش بن أبى ربيعة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تجئ ريح بين يدى الساعة تقبض فيها روح كل مؤمن * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من ايمان الا قبضته * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عائشة رضى الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا بذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ويبعث الله ريحا طيبة فتتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم * وأخرج الحاكم وصححه عن عقبة بن عامر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتى يقاتلون على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله بن عمرو أجل ويبعث الله ريحا ريحها المسك ومسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الايمان الا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة * وأخرج الحاكم عن ابن عمر وقال لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى الا قبضته ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية ويبقى عجاج من الناس لا يامرون بمعروف ولا ينهون عن منكر يتناكحون في الطرق فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل الارض فاقام الساعة * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلى أكون الذى أنجو * وأخرج مسلم عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوشك القرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس ياخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال تخرج معادن مختلفة معدن فيها قريب من الحجاز ياتيه شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذا حسر عن الذهب فاعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم * وأخرج أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى خسف وقذف ومسخ * وأخرج أحمد والبغوى وابن قانع والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن صحار العبدى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من العرب فيقال من بنى فلان * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال ليخسفن بالدار إلى جنب الدار وبالدار إلى جنب الدار حيث تكون المظالم * وأخرج ابن سعد عن أبى عاصم الغطفانى قال كان حذيفة رضى الله عنه لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه فقيل له يوشك ان تحدثنا انه سيكون فينا مسخ قال نعم ليكونن فيكم مسنخ قردة وخنازير * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي عن فرقد السبخى قال قرأت في التوراة التى جاء بها جبريل إلى موسى عليه السلام ليكونن مسخ وقذف وخسف في أمة محمد في أهل القبلة قيل يا ابا يعقوب ما أعمالهم قال باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف ولباسهم الحرير والذهب ولن تغيب حتى ترى اعمال ازلية فاستيقن واستعدوا حذر قيل ما هي قال تكافا الرجال بالرجال والنساء بالنساء ورغبت العرب في آنية العجم فعند ذلك ثم قال والله ليقذفن رجال من السماء بالحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببنى اسرائيل وليخسفن بقوم كما خسف بقارون * وأخرج ابن أبى الدنيا عن سالم بن أبى الجعد رضى الله عنه قال لياتين على الناس زمان يجتمعون فيه على باب رجل منهم ينتظرون أن يخرج إليهم فيطلبون إليه الحاجة فيخرج إليهم وقد مسخ قردا أو خنزيرا وليمرن الرجل على الرجل في حانوته يبيع فيرجع عليه وقد مسخ قردا أو خنزيرا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى الزاهرية رضى الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يمشى الرجلان إلى الامر يعملانه فيمسخ أحدهما قردا أو خنزيرا فلا يمنع الذى نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمشى إلى شانه ذلك حتى يقضى شهوته وحتى يمشى الرجلان إلى الامر يعملانه فيخسف باحدهما فلا يمنع الذى نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضى إلى شانه ذلك حتى يقضى شهوته منه * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عبد الرحمن بن غنم قال يوشك أن تقعد أمتان
[ 62 ]
على رحى فتطحنان فتمسخ احداهما والاخرى تنظر * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن غنم قال سيكون خباآن متجاوران فينشق بينهما نهر فيسقيان منه بسهم واحد يقبس بعضهم من بعض فيصبحان يوما من الايام قد خسف باحدهما والآخر حى * وأخرج ابن أبى الدنيا عن مالك بن دينار قال بلغني ان ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا * وأخرج الترمذي في نوادر الاصول عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى فزغة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنزير * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة أنه قال لتعملن عمل بنى اسرائيل فلا يكون فيهم شئ الا كان فيكم مثله فقال رجل يكون منا قردة وخنازير قال وما يبرئك من ذلك لا أم لك * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال كيف أنتم إذا أتاكم زمان يخرج أحدهم من حجلته إلى حشه فيرجع وقد مسخ قردا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن مردويه عن أنس ان عبد الله بن سلام قال يا رسول الله ما أول أشراط الساعة قال نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب * وأخرج الدار قطني في الافراد والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم حيث ياتوا وتقبل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وقال حسن صحيح عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم باشام * قوله تعالى (فانى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فانى لهم إذا جاءتهم ذكراهم يقول إذا جاءت الساعة أنى لهم الذكرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فانى لهم إذا جاءتهم ذكراهم قال إذا جاءتهم الساعة فانى لهم أن يذكروا ويتوبوا ويعملوا والله أعلم * قوله تعالى (فاعلم أنه لا اله الا الله) * أخرج الطبراني وابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الذكر لا اله الا الله وأفضل الدعاء الاستغفار ثم قرأ فاعلم أنه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات * وأخرج أبو يعلى عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا اله الا الله والاستغفار فاكثروا منهما فان ابليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا اله الا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالاهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون * وأخرج أحمد والنسائي والطبراني والحاكم والترمذي في نوادر الاصول وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت عبد يشهد أن لا اله الا الله وانى رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن الا دخل الجنة وفى لفظ الا غفر الله له * وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والبيهقي عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الجنة شهادة أن لا اله الا الله * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ الا بينه وبين الله حجاب الا قول لا اله الا الله ودعاء الوالد * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا اله الا الله مخلصا الا فتحت له أبواب السماء حتى تفضى إلى العرش * وأخرج أحمد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل اعلم أنه من مات يشهد أن لا اله الا الله دخل الجنة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن عتبان بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا اله الا الله يبتغى بذلك وجه الله الا حرم على النار * وأخرج أحمد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا اله الا الله وانى رسول الله فلن تطعمه النار * وأخرج أحمد والطبراني عن سهيل بن البيضاء رضى الله عنه قال بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رديفه فقال يا سهيل بن بيضاء ورفع صوته فاجتمع الناس فقال انه من شهد أن لا اله الا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه قال رؤى طلحة حزينا فقيل له ما لك قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى لاعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته الا نفس الله عنه كربته وأشرق لونه ورأى
[ 63 ]
ما يسره وما منعنى أن أساله عنها لا القدرة عليه حتى مات فقال عمراني لاعلمها فقال فما هي قال لا نعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه لا اله الا الله قال فهى والله هي * وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن حبان والبيهقي عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة * وأخرج البيهقى عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر بشر الناس انه من قال لا اله الا الله دخل الجنة * وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله أنجته يوما من الدهر اصابه قبلها ما أصابه * وأخرج البيهقى عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله طلست ما في صحيفته من السيآت حتى يعود إلى مثلها * وأخرج البيهقى عن حذيفة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ختم له بشهادة أن لا اله الا الله صادقا دخل الجنة ومن ختم له بصوم يوم يبتغى به وجه الله دخل الجنة ومن ختم له عند الموت باطعام مسكين يبتغى به وجه الله دخل الجنة * قوله تعالى (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه في قوله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لاستغفر الله في اليوم سبعين مرة * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن سرجس رضى الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاكلت معه من طعام فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال ولك فقيل أستغفر لك يا رسول الله قال نعم ولكم وقرأ واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن المغيرة رضى الله عنه قال سمعت حذيفة رضى الله عنه تلا قوله تعالى فاعلم أنه لا اله الا الله واستغفر لذنبك قال كنت ذرب اللسان على أهلى فقلت يا رسول الله انى أخشى أن يدخلنى لساني النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاين أنت عن الاستغفار انى لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والطبراني عن أبى موسى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصبحت غداة قط الا استغفرت الله فيها مائة مرة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني وابن مردويه عن رجل من المهاجرين يقال له الاغر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس استغفروا لله وتوبوا إليه فانى أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن الاغر المزني رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر الله كل يوم مائة مرة * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر رضى الله عنهما قال انا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول رب اغفر لى وتب على انك أنت التواب الرحيم مائة مرة وفى لفظ التواب الغفور * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة * قوله تعالى (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما والله يعلم متقلبكم في الدنيا ومثواكم في الآخرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه والله يعلم متقلبكم ومثواكم قال متقلب كل دابة بالليل والنهار * قوله تعالى (ويقول الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ويقول الذين آمنوا لو لا نزلت سورة فإذا انزلت سورة محكمة الآية قال كل سورة أنزل فيها الجهاد فهى محكمة وهى أشد القرآن على المنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ويقول الذين آمنوا الآية قال كان المؤمنون يشتاقرن إلى كتاب الله تعالى والى بيان ما ينزل عليهم فيه فإذا أنزلت السورة بذكر فيها القتال رأيت يا محمد المنافقين ينظرون اليك نظر المغشى عليه من الموت فاولى لهم قال وعيد من الله لهم
[ 64 ]
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فاولى لهم قال هذه وعيد ثم انقطع الكلام فقال طاعة وقول معروف يقول طاعة الله ورسوله وقول بالمعروف عند حقائق الا هو وخير لهم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه طاعة وقول معروف قال أمر الله عزوجل بذلك المنافقين فإذا عزم الامر قال جد الامر * قوله تعالى (فهل عسيتم ان توليتم) الآية * أخرج الحاكم عن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فهل عسيتم ان توليتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فهل عسيتم ان توليتم الآية قال كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الارحام وعصوا الرحمن * وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني في قوله فهل عسيتم ان توليتم الآية قال ما أراها نزلت الا في الحرورية * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن بريدة رضى الله عنه قال كنت جالسا عند عمر رضى الله عنه إذ سمع صائحا فقال يا يرفا أنظر ما هذا الصوت فنظر ثم جاء فقال جارية من قريش تباع أمها فقال عمر رضى الله عنه ادع لى المهاجرين والانصار فلم يمكث الا ساعة حتى امتلات الدار والحجرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فهل تعلمونه كان فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم القطيعة قالوا لا قال فانها قد أصبحت فيكم فاشية ثم قرأ فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم ثم قال رأى قطيعة أقطع من ان تباع أم امرئ فيكم وقد أوسع الله لكم قالوا فاصنع ما بدا لك فكتب في الآفاق أن لا تباع أم حرفانها قطيعة رحم وانه لا يحل * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي وابن جرير وابن حبان والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فاخذت بحقو الرحمن فقال معه فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضى ان أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا ان شئتم فهل عسيتم أن توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى ابصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلنى وصله الله ومن قطعني قطعه الله * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش فتقول يا رب قطعت يا رب ظلمت يا رب أسئ إلى فيجيبها ربها الا ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للرحم لسانا ذلقا يوم القيامة رب صل من وصلنى واقطع من قطعني * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للرحم شعبة من الرحمن تجئ يوم القيامة لها جلبة تحت العرش تكلم بلسان ذلق فمن أشارت إليه بوصل وصله الله ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله * وأخرج البيهقى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرحم معلقة بالعرش لها لسان ذلق تقول اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعني * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ومن بتها بتته * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن أبى أوفي قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في حلقة فقال انا لا نحل لرجل أمسى قاطع رحم الا قام عنا فلم يقم الا فتى كان في أقصى الحلقة فاتى خالة له فقالت ما جاء بك فاخبرها بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فجلس في مجلسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لى لا أرى أحدا قام من الحلقة غيرك فاخبره بما قال لخالته وما قالت له فقال اجلس فقد أحسنت ألا انها لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أعمال بنى آدم تعرض عشية كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم * وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بعث وهو بمكة فقلت ما أنت قال نبى قلت يم ارسلت قال
[ 65 ]
بان تعبد الله وتكسر الاصنام وتصل الارحام بالبر والصلة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله أنا الرحمن وهى الرحم فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته * وأخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن زيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرحم شجنة من الله فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الله بن عمر ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الارض يرحمكم أهل السماء الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من ادم حمراء في نحو من أربعين رجلا فقال انه مفتوح لكم وانكم منصورون ومصيبون فمن أدرك منكم ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه ومثل الذى يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يتردى بذنبه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قلت يا رسول الله أوصني قال أقم الصلاة وأد الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك واقر الضيف وامر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن سلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام * وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات وابن نصر في الصلاة وابن حبان عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عينى فانبئنى عن كل شئ قال كل شئ خلق من ماء قلت انبئى عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة قال افش السلام واطعم الطعام وصل الارحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعمر بالقوم ويكثر لهم الاموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال بصلتهم أرحامهم * وأخرج الطيالسي والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فانه لاقرب لرحم إذا قطعت وان كانت قريبة ولا بعد لها إذا وصلت وان كانت بعيدة * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجئ الرحم يوم القيامة كحجنة المغزل فتتكلم بلسان ذلق طلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها * وأخرج البزار والبيهقي في الاسماء والصفات عن ثوبان رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث معلقات بالعرش الرحم تقول اللهم انى بك فلا أقطع والامانة تقول اللهم انى بك فلا أخان والنعمة تقول اللهم انى بك فلا أكفر * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث تحت العرش القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد والرحم تنادى صل من وصلنى واقطع من قطعني والامانة * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الحرم معلقة بالعرش فإذا أتاها الواصل بشرت به وكلمته وإذا أتاها القاطع احتجبت منه * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد وابن حبان والطبراني والبيهقي والحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة معلقة بالعرش * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن أم سلمة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها فيقول الا ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك من وصلك فقد وصلنى ومن قطعك فقد قطعني وأخرج الطبراني والخرائطي في مساوى الاخلاق عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة مد من الخمر ولا العاق ولا المنان قال ابن عباس شق ذلك على المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى وجدت ذلك في كتاب الله في العاق فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم وقال لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وقال انما الخمر والميسر الآية * قوله تعالى (أولئك الذين لعنهم الله) الآية * أخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سلمان موقوفا والحسن بن سفيان
[ 66 ]
والطبراني وابن عساكر عن سلمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الالسن واختلفت القلوب وقطع كل ذى رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم وأخرج ابن ابى الدنيا في كتاب العلم عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالالسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الارحام لعنهم الله عند ذلك فاصمهم وأعمى أبصارهم * قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * أخرج اسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عروة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت فما زال الشاب في نفس عمر رضى الله عنه حتى ولى فاستعان به * وأخرج الدار قطني في الافراد وابن مردويه عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذى يفكها فلما ولى عمر سال عن ذلك الشاب ليستعمله فقيل قد مات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أفلا يتدبرون القرآن قال إذا والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا عند ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضى الله عنه قال ما من عبد الا له اربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فابصر بهما ما وعد بالغيب وإذا أراد الله بعبد سوأ ترك القلب على ما فيه وقرأ أم على قلوب أقفالها وما من عبد الا وله شيطان متبطن فقار ظهره لا وعنقه على عنقه فاغرفاه على قلبه وأخرجه الديلمى في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضى الله عنه مرفوعا إلى قوله وقرأ أم على قلوب أقفالها * وأخرج الديلمى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا قيل يا رسول الله وما تهافتهم قال يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وانما معه آخرها فان عملوا قالوا ربنا اغفر لنا وان تركوا الفرائض قالوا لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيأ أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * قوله تعالى (ان الذين ارتدوا على أدبارهم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى قال هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوبا في التوراة والانجيل ثم يكفرون به الشيطان سول لهم قال زين لهم ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال هم المنافقون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى قال اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمد صلى الله عليه وسلم نبى الشيطان سول لهم وأملى لهم قال أملى الله لهم ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يسرون إليهم انا سنطيعكم في بعض الامر وكان بعض الامر أنهم يعلمون أن محمدا نبى وقالوا اليهودية الدين فكان المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم والله يعلم اسرارهم قال ذلك سر القول فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم قال عند الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الذين ارتدوا على أدبارهم إلى اسرارهم هم أهل النفاق * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يضربون وجوههم وأدبارهم قال يضربون وجوههم واستاهم ولكن الله كريم يكنى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم قال أعمالهم خبثهم والحسد الذى في قلوبهم ثم دل الله النبي صلى الله عليه وسلم بعد على المنافقين فكان يدعو باسم الرجل من أهل النفاق * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه في قوله ولتعرفنهم في لحن القول قال ببغضهم على بن أبى طالب * واخرج ابن مرويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين
[ 67 ]
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ببغضهم على بن أبى طالب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه أنه تلا هذه الآية ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين الآية فقال اللهم عافنا واسترنا ولا تبلو أخبارنا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه أنه قرأ وليبلونكم بالياء حتى يعلم بالياء ويبلو بالياء ونصب الواو والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) * الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة الا بالله فان الخير ينسخ الشر فانما ملاك الاعمال خواتيمها * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزى في كتاب الصلاة وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا اله الا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فخافوا أن يبطل الذنب العمل ولفظ عبد بن حميد فخافوا الكبائر ان تحبط أعمالكم * وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ترى أنه ليس شئ من الحسنات الا مقبولا حتى نزلت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فلما نزلت هذه الآية قلنا ما هذا الذى يبطل أعمالنا فقال الكبائر الموجبات والفواحش فكنا إذا رأينا من أصاب شيا منها قلنا هلك حتى نزلت هذه الآية ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيا خفنا عليه وان لم يصب منها شيأ رجونا له * قوله تعالى (فلا تهنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الاعلون يقول ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها إلى الموادعة وأنتم أولى بالله منهم ولن يتركم أعمالكم يقول لن يظلمكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه فلا تهنوا قال لا تضعفوا وأنتم الاعلون قال الغالبون ولن يتركم قال لن ينقصكم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يتركم قال يظلمكم * وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم قال محمد بن المنتشر منتصبة لسين * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة عن عبد الرحمن بن أبزى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الاحرف ادخلوا في السلم وان جنحوا للسلم وتدعو إلى السلم بنصب السين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان يسألكموها قال علم الله في مسألة الاموال خروج الاضغان * قوله تعالى (وان تتولوا) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما نزلت وان تتولوا يستبدل قوما غيركم قيل من هؤلاء وسلمان رضى الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الفرس وهذا وقومه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ان تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال هذا وقومه والذى نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم الآية فسئل من هم قال فارس لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من فارس * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يستبدل قوما غيركم قال من شاء * (سورة الفتح تسع وعشرون آية مدنية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الفتح بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن اسحق والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ومروان قالا نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي والبيهقي في سننه عن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيره سورة الفتح
[ 68 ]
على راحلته فرجع فيها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبى بردة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح انا فتحنا لك فتحا مبينا * قوله تعالى (انا فتحنا لك فتحا مبينا) * أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسألته عن شئ ثلاث مرات فلم يرد على فقلت في نفسي ثكلتك أمك يا ابن الخطاب نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك فحركت بعيرى ثم تقدمت امام الناس وخشيت أن ينزل في القرآن فما نشبت ان سمعت صارخا يصرخ بى فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أنزلت على الليلة سورة أحب إلى من الدنيا وما فيها انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجمع ابن جارية الانصاري قال شهدنا الحديبية فلما انصرفنا عنها إلى كراع الغميم إذا الناس يوجفون الاباعر فقال الناس بعضهم لبعض ما للناس قالوا أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا مع الناس نوجف فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته على كراع الغميم فاجتمع الناس عليه فقرأ عليهم انا فتحنا لك فتحا مبينا فقال رجل يا رسول الله أو فتح هو قال والذى نفس محمد بيده انه لفتح فسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد الا من شهد الحديبية فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة منهم ثلثمائة فارس فاعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أقبلنا مع الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن نسير إذا أتاه الوحى وكان إذا أتاه اشتد عليه فسرى عنه وبه من السرور ما شاء الله فاخبرنا أنه أنزل عليه انا فتحنا لك فتحا مبينا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضى الله عنه في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال الحديبية * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح خيبر * وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن البراء رضى الله عنه قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا باناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم انها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا * وأخرج البيهقى عن عروة رضى الله عنه قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية راجعا فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا وعكف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورد رجلين من المسلمين خرجا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول رجال من أصحابه ان هذا ليس بفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الكلام هذا أعظم الفتح لقد رضى المشركون ان يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألوكم القضية ويرغبون اليكم في الاياب وقد كرهوا منكم ما كرهوا وقد أظفركم الله عليهم وردكم سالمين غانمين ماجورين فهذا أعظم الفتح أنسيتم يوم احد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم أنسيتم يوم الاحزاب إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا قال المسلمون صدق الله ورسوله هو أعظم الفتوح والله يا نبى الله ما فكرنا فيما فكرت فيه ولانت أعلم بالله وبالامور منا فانزل الله سورة الفتح * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال نزلت في الحديبية وأصاب في تلك الغزوة ما لم يصب في غزوة أصاب أن بويع بيعة الرضوان فتح الحديبية وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبايعوا بيعة الرضوان وأطعموا نخيل خيبر وبلغ الهدى محله وظهرت الروم على فارس وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل الكتاب على المجوس * وأخرج البيهقى على المسور ومروان في قصة الحديبية فالاثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا فلما كان بين مكة والمدينة نزلت سورة الفتح من أولها إلى آخرها فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم
[ 69 ]
أحدا بالاسلام الا دخل فيه فلقد دخل في تلك السنين في الاسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك فكان صلح الحديبية فتحا عظيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال انا قضينا لك قضاء بينا نزلت عام الحديبية للنحر الذى بالحديبية وحلقه رأسه * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال قضينا لك قضاء بينا * وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبى رضى الله عنه ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أفتح هذا قال وأنزلت عليه انا فتحنا لك فتحا مبينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم عظيم قال وكان فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية قال لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح مكة * وأخرج ابن عساكر من طريق أبى خالد الواسطي عن زيد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على رضى الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ذات يوم بغلس وكان يغلس ويسفر ويقول ما بين هذين وقت لكيلا يختلف المؤمنون فصلى بنا ذات يوم بغلس فلما قضى الصلاة التفت الينا كان وجهه ورقة مصحف فقال أفيكم من رأى الليلة شيا قلنا لا يا رسول الله قال لكنى رأيت ملكين أتياني الليلة فاخذا بضبعى فانطلقا بى إلى السماء الدنيا فمررت بملك وامامه آدمى وبيده صخرة فيضرب بهامة الآدمى فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا قلت ما هذا قالا لى امضه فمضيت فإذا أنا بملك وأمامه آدمى وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الايمن فيشقه حتى ينتهى إلى اذنة ثم ياخذ في الايسر فيلتثم الايمن قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل على فيه قوم عراة على حافة النهر ملائكة بايديهم مدرتان كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فيقع في فيه ويسيل إلى أسفل ذلك النهر قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار أمسكت على أنفى من نتن ما أجد من ريحهم قلت من هؤلاء قالا امضه فمضيت فإذا أنا بتل اسود عليه قوم مخبلون تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك لا يخرج منها شئ الا اتبعه حتى يعيده فيها قلت ما هذا قالا لى امضه فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنهر عليه جسران من ذهب وفضة على حافتى النهر منازل لا منازل أحسن منها من درة جوفاء وياقوتة حمراء وفيه قدحان وأباريق تطرد قلت ما هذا قالا لى انزل فنزلت فضربت بيدى إلى اناء منها فغرفت ثم شربت فإذا أحلى من عسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد فقالا لى أما صاحب الصخرة التى رأيت يضرب بها هامته فيقع دماغه جانيا وتقع الصخرة جانبا فاولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلاة لغير مواقيتها يضربون بها حتى يصيروا إلى النار وأما صاحب الكلوب الذى رأيت ملكا موكلا بيده كلوب من حديد يشق شدقه الايمن حتى ينتهى إلى اذنه ثم ياخذ في الايسر فيلتئم الايمن فاولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة فيفسدون بينهم فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار وأما ملائكة بايديهم مدرتان من النار كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينفتل إلى أسفل ذلك النهر قاؤلئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما البيت الذى رأيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة تتوقد من تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما وجدت من ريحهم فاولئك الزناة وذلك نتن فروجهم بعذبون حتى بصبروا إلى النار وأما النل الاسود الذى رأيت عليه قوما مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم فاولئك الذين يعملون عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما النار المطبقة التى رأيت ملكا موكلا بها كلما خرج منها شئ اتبعه حتى يعيده فيها فتلك جهنم تفرق بين أهل الجنة وأهل النار وأما الروضة التى رأيت فتلك جنة المأوى وأما الشيخ الذى رأيت ومن حوله من الولدان فهو ابراهيم وهم بنوه وأما الشجرة التى رأيت فطلعت إليها فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فتلك منازل أهل عليين
[ 70 ]
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأما النهر فهو نهرك الذى أعطاك الله الكوثر وهذه منازلك وأهل بيتك قال فنوديت من فوقى يا محمد سل تعطه فارتعدت فرائضي ورجف فؤادى واضطرب كل عضو منى ولم أستطع ان أجيب شيأ فاخذ أحد الملكين بيده اليمنى فوضعها في يدى والآخر يده اليمنى فوضعها بين كتفي فسكن ذلك منى ثم نوديت من فوقى يا محمد سل تعط قال قلت اللهم انى أسألك ان تثبت شفاعتي وان تلحق بى أهل بيتى وان ألقاك ولا ذنب لى قال ثم ولى بى ونزلت عليه هذه الآية انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما أعطيت هذه كذلك أعطانيها ان شاء الله تعالى * وأخرج السلفي في الطيور يات من طريق يزيد بن هارون رضى الله عنه قال سمعت السعودي رضى الله عنه يقول بلغني ان من قرأ أول ليلة من رمضان انا فتحنا لك فتحا مبينا في التطوع حفظ ذلك العام * قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم) الآية * أخرج ابن المنذر عن عامر وأبى جعفر رضى الله عنه في قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك قال في الجاهلية وما تأخر قال في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان رضى الله عنه قال بلغنا في قول الله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال ما تقدم ما كان في الجاهلية وما تأخر ما كان في الاسلام ما لم يفعله بعد * وأخرج ابن سعد عن مجمع بن جارية رضى الله عنه قال لما كنا بضجنان رأيت الناس يركضون وإذا هم يقولون أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فركضت مع الناس حتى توافينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا فلما نزل بها جبريل عليه السلام قال ليهنك يا رسول الله فلما هناه جبريل عليه السلام هناه المسلمون * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها قالت لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا الآية اجتهد في العبادة فقيل يا رسول الله ما هذا الاجتهاد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر صام وصلى حتى انتفخت قدماه وتعبد حتى صار كالشن البالى فقيل له أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن الحسن رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم تأخذه العبادة حتى يخرج على الناس كالشن البالى فقيل له يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عساكر عن أبى حجيفة رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تفطر قدماه فقيل له أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج أبو يعلى وابن عساكر عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلى حتى تورمت قدماه فقيل له أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عساكر عن النعمان بن بشير رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى حتى ترم قدماه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حتى ترم قدماه فقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج الحسن بن سفيان وابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى حتى ترم قدماه قلت يا رسول الله أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عساكر عن أحمد بن اسحق بن ابراهيم بن نبيط بن شريط الاشجعى رضى الله عنه قال حدثنى أبى عن أبيه عن جده رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه فقيل له يا رسول الله أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن أنس رضى الله عنه قال تعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار كالشن البالى فقالوا يا رسول الله ما يحملك على هذا الاجتهاد كله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك أو ما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا
[ 71 ]
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الليل أربع ركعات ثم يتروح فطال حتى رحمته فقلت بابى أنت وأمى يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * قوله تعالى (وينصرك الله نصرا عزيزا) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وينصرك الله نصرا عزيزا قال يريد بذلك فتح مكة وخيبر والطائف * قوله تعالى (هو الذي أنزل السكينة) * أخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هو الذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين قال السكينة هي الرحمة وفى قوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال ان الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بشهادة ان لا اله الا الله فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة فلما صدقوا بها زادهم الزكاة فلما صدقوا بها زادهم الصيام فلما صدقوا به زادهم الحج فلما صدقوا به زادهم الجهاد ثم أكمل لهم دينهم فقال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال ابن عباس رضى الله عنهما فاوثق ايمان أهل السماء وأهل الارض وأصدقه وأكمله شهادة ان لا اله الا الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم قال تصديقا مع تصديقهم * قوله تعالى (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضى الله عنه قال أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر مرجعه من الحديبية فقال لقد أنزلت على آية هي أحب إلى مما على الارض ثم قرأها عليهم فقالوا هنيأ مريئا يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت عليه ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار حتى بلغ فوزا عظيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال لما رجعنا من الحديبية وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد خالطوا الحزن والكا ؟ ية حيث ذبحوا هديهم في أمكنتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت على ضحى آية هي أحب إلى من الدنيا جميعا ثلاثا قلنا ما هي يا رسول الله فقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا لآيتين قلنا هنيأ لك يا رسول الله فما لنا فقرأ ليدخل المؤمنين والمؤمنات الآية فلما أتينا خيبر فابصر واخميس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى جيشه أدبرواها بين إلى الحصن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميدو ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية انا فتحنا لك فتحا مبينا الآية قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك ما اعطاك ربك هذا لك فما لنا فانزل الله ليدخل المؤمنين والمؤمنات إلى آخر الآية * قوله تعالى (انا أرسلناك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه انا أرسلناك شاهدا قال شاهدا على أمته وشاهدا على الانبياء عليهم الصلاة والسلام انهم قد بلغواو مبشرا يبشر بالجنة من أطاع الله ونذيرا ينذر الناس من عصاه ليؤمنوا بالله ورسوله قال بوعده وبالحساب والبعث بعد الموت ويعزروه قال ينصروه ويوقروه قال أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه قال وكان في بعض القراءة ويسبحو الله بكرة وأصيلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ويعزروه قال لينصروه ويوقروه أي ليعظموه * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويعزروه يعنى الاجلال ويوقروه يعنى التعظيم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم * واخرج ابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويعزروه قال يضربوا بين يديه بالسيف * واخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ويعزروه قال يقاتلوا معه بالسيف * واخرج ابن عدى وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ويعزروه قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ما ذاك قالوا الله ورسوله أعلم قال لتنصروه * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه قال كان ابن عباس يقرأ هذه الآية تؤمنون بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا قال فكان يقول إذا أشكل
[ 72 ]
ياء أوتاه فاجعلوها على ياء فان القرآن كله على ياء * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ويسبحوه قال يسبحوا الله رجع إلى نفسه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون رضى الله عنه قال في قراءة ابن مسعود ويسبحوا الله بكرة وأصيلا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه كان يقرأ ويسبحوا الله بكرة وأصيلا * قوله تعالى (ان الذين يبايعونك) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان الذين يبايعونك قال يوم الحديبية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ان الذين يبايعونك قال هم الذين بايعوه زمن الحديبية * وأخرج ابن مردويه عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله الآية فكانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التى بايع عليها الناس البيعة لله والطاعة للمعق وكانت بيعة أبى بكر رضى الله عنه بايعوني ما أطعت الله فإذا عصيته فلا طاعة لى عليكم وكانت بيعة عمر بن الخطاب رضى الله عنه البيعة لله والطاعة للحق وكانت بيعة عثمان بن عفان رضى الله عنه البيعة لله والطاعة للحق * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الاعرج رضى الله عنه يد الله فوق أيديهم قال ان لا يفروا * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى ان نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم وعلى ان ننصره إذ قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فمن وفى وفى الله له ومن نكث فانما ينكث على نفسه * قوله تعالى (سيقول لك المخلفون من الاعراب) الآية * أخرج عبد بن حميد عن جويبر رضى الله عنه في قوله سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من الحديبية وسار إلى خيبر تخلف عنه اناس من الاعراب فلحقوا باهاليهم فلما بلغهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر ساروا إليه وقد كان الله أمره ان لا يعطى أحدا تخلف عنه من مغنم خيبر ويقسم مغنمها من شهد الفتح وذلك قوله يريدون ان يبدلوا كلام الله يعنى ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان لا يعطى أحدا تخلف عنه من مغنم خيبر شيأ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سيقول لك المخلفون من الاعراب قال اعراب المدينة جهينة ومزينة استنفرهم لخروجه إلى مكة فقالوا نذهب معه إلى قوم جاؤه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم فاعتلوا له بالشغل فاقبل معتمرا فاخذ أصحابه اناسا من أهل الحرم غافلين فارسلهم النبي صلى الله عليه وسلم فذلك الاظفار ببطن مكة ورجع محمد صلى الله عليه وسلم فوعد مغانم كثيرة فجعلت له خيبر فقال المخلفون ذرونا نتبعكم وهى المغانم التى قال الله إذا انطلقتم إلى مغانم لتاخذوها وعرض عليهم قتال قوم أولى باس شديد فهم فارس والمغانم الكثيرة التى وعدوا ما ياخذون حتى اليوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه بل ظننتم ان لم ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء قال ظنوا بنبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه انهم لن يرجعوا من وجههم ذلك وانهم سيهلكون فذلك الذى خلفهم عن نبى الله صلى الله عليه وسلم وهم كاذبون بما يقولون سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتاخذوها قال هم الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية كذلكم قال الله من قبل قال انما جعلت الغنيمة لاجل الجهاد انما كانت غنيمة خيبر لمن شهدا الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال فدعوا يوم حنين إلى هوازن وثقيف فمنهم من أحسن الاجابة ورغب في الجهاد ثم عذر الله أهل العذر من الناس فقال ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول قال نافق القوم وظننتم ظن السوء أن لن ينقلب الرسول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه يريدون ان يبدلوا كلام الله قال كتاب الله كانوا يبطؤن المسلمين عن الجهاد ويامرونهم ان يفروا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولى باس شديد يقول فارس
[ 73 ]
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال هم فارس والروم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه في قوله أولى باس شديد قال هم البارز يعنى الاكراد * وأخرج ابن المنذر والطبراني في الكبير عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال اعراب فارس واكراد العجم * وأخرج ابن المنذر والطبراني عن الزهري رضى الله عنه قال هم بنو حنيفة * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال لم يات أولئك بعد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه دعا اعراب المدينة جهينة ومزينة الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى خروجه إلى مكة دعاهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى قتال فارس قال فان تطيعوا إذا دعاكم عمر تكن توبة لتخلفكم عن النبي صلى الله عليه وسلم ويؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا إذا دعاكم عمر كما توليتم من قبل إذ دعاكم النبي صلى الله عليه وسلم يعذبكم عذابا أليما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال فارس والروم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال أهل الاوثان * وأخرج الفريابى وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال هوازن وبنى حنيفة * وأخرج سعيد ابن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة وسعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال هوازن يوم حنين * قوله تعالى (ليس على الاعمى حرج) * أخرج الطبراني بسند حسن عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانى لواضع القلم على أذنى إذا أمر بالقتال إذ جاء أعمى فقال كيف بى وأنا ذاهب البصر فنزلت ليس على الاعمى حرج الآية قال هذا في الجهاد ليس عليهم من جهاد إذا لم يطيقوا * قوله تعالى (لقد رضى الله عن المؤمنين) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سلمة بن الاكوع رضى الله عنه قال بينا نحن قائلون إذ نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه فذلك قول الله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فبايع لعثمان رضى الله عنه احدى يديه على الاخرى فقال الناس هنيأ لابن عفان رضى الله عنه يطوف بالبيت ونحن ههنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف * وأخرج البخاري وابن مردويه عن طارق بن عبد الرحمن رضى الله عنه قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا المسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فاتيت سعيد بن المسيب رضى الله عنه فاخبرته فقال سعيد حدثنى أبى انه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها فقال سعيد رضى الله عنه ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم فانتم أعلم * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن نافع رضى الله عنه قال بلغ عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان ناسا ياتون الشجرة التى بويع تحتها فامر بها فقطعت * وأخرج البخاري وابن مردويه عن قتادة رضى الله عنه قال قلت لسعيد بن المسيب كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان قال خمس عشرة مائة قلت فان جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال كانوا أربع عشرة مائة قال يرحمه الله وهم هو حدثنى انهم كانوا خمس عشرة مائة * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنه قال كان أصحاب الشجرة ألفا وثلثمائة * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل الارض * وأخرج البيهقى عن سعيد بن المسيب والبخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر ابن عبد الله رضى الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل الارض * وأخرج البيهقى عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضى الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفا وأربعمائة * وأخرج البخاري عن سلمه بن الاكوع رضى الله عنه قال بايعت
[ 74 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قيل على أي شئ كنتم تبايعون قال على الموت * وأخرج البيهقى عن عروة رضى الله عنه قال لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية فزعت قريش لنزوله عليهم فاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليهم رجلا من أصحابه فدعا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليبعثه إليهم فقال يا رسول الله انى لا آمن وليس بمكة أحد من بنى كعب يغضب لى ان أوذيت فارسل عثمان بن عفان فان عشيرته بها وانه يبلغ لك ما أردت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضى الله عنه فارسله لى قريش وقال اخبرهم انا لم نأت لقتال وانما جئنا عمارا وادعهم إلى الاسلام وأمر دان ياتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم ان الله وشيك ان يظهر دينه بمكه حتى لا يستخفى فيها بالايمان فانطلق عثمان رضى الله عنه إلى قريش فاخبرهم فارتهنه المشركون ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة ونادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان روح القدس قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبيعة فاخرجوا على اسم الله فبايعوه فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه على ان لا يفروا أبدا فرعبهم الله فارسلوا من كانوا ارتهنوا من المسلمين ودعوا إلى الموادعة والصلح * وأخرج مسلم وان جرير وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه وعمر رضى الله عنه آخذ بيده تحت الشجرة وهى سمرة وقال بايعناه على ان لا نفر ولم نبايعه على الموت * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه عن معقل بن يسار رضى الله عنه قال لقد رأيتنى يوم الشجرة والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ان لا نفر * وأخرج البيهقى في الدلائل عن الشعبى قال لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة كان أول من انتهى إليه أبو سنان الاسدي فقال ابسط يدك أبايعك فقال النبي صلى الله عليه وسلم علام تبايعني قال على ما في نفسك * وأخرج البيهقى عن أنس قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة فبايع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله فضرب باحدى يديه على الاخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم ولانفسهم * وأخرج أحمد عن جابر ومسلم عن أم بشر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم قال انما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عبد الرحمن بن أبى أوفى في قوله وأثابهم فتحا قريبا قال خيبر * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في مراسيله عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لغائب في مقسم لم يشهده الا يوم خيبر قسم لغيب أهل الحديبية من أجل ان الله كان أعطى أهل خيبر المسلمين من أهل الحديبية فقال وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكانت لاهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم قال الوقار والصبر وهم الذين بايعوا زمان الحديبية وكانت الشجرة فيما ذكر لنا سمرة بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحتها وكانوا يومئذ خمس عشرة مائة فبايعوه وعلى ان لا يفروا ولم يبايعوه على الموت وأنابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة قال هي مغانم خيبر وكانت عناوا ومالا فقسمها نبى الله بين أصحابه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية لى المدينة حتى إذا كان بين المدينة ومكة نزلت عليه سورة الفتح فقال انا فتحنا لك فتحا مبينا لى قوله عزيز اثم ذكر الله الاعراب ومخالفتهم للنبى صلى الله عليه وسلم فقال سيقول لك المخلفون من الاعراب إلى قوله خبيرا ثم قال للاعراب بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون لى قوله سعيرا ثم ذكر البيعة فقال لقد رضى الله عن المؤمنين إلى قوله وأنابهم فتحا قريبا لفتح الحديبية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لقد رضى الله عن المؤمنين قال كان أهل البيعة تحت الشجرة ألفا وخمسمائة وخمسا وعشرين * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى امامة الباهلى قال لما نزلت لقد رضى الله
[ 75 ]
عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره قال يا أبا امامه أنت منى وأنا منك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وأثابهم فتحا قريبا قال خيبر حيث رجعوا من صلح الحديبية * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى وأنابهم فتحا قريبا فتح خيبر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها قال المغانم الكثيرة التى وعد واما ياخذون حتى اليوم فعجل لكم هذه قال عجلت لهم خيبر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه يعنى الفتح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه يعنى خيبر وكف أيدى الناس عنكم يعنى أهل مكة ان يستحلوا ما حرم الله أو يستحل بكم وأنتم حرم ولتكون آية للمؤمنين قال سنة لمن بعدكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مروان والمسور بن مخرمة قالا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فاعطاه الله فيها خيبر وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه خيبر فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ذى الحجة فقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجيع واد بين غطفان وخيبر فتخوف ان تمدهم غطفان فبات به حتى أصبح فغدا عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فعجل لكم هذه قال خيبر وكيف أيدى الناس عنكم قال عن بيضتهم وعن عيالهم بالمدينة حين ساروا عن المدينة إلى خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية فعجل لكم هذه قال فتح خيبر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وكف أيدى الناس عنكم قال الحليفان أسد وغطفان عليهم عيينة ابن حصن معه مالك بن عوف النصرى أبو النضر وأهل خيبر على بئر معونة فالقى الله في قلوبهم الرعب فانهزموا ولم يلقوا النبي صلى الله عليه وسلم وفي قوله ولو قاتلكم الذين كفرواهم أسد وغطفان لولوا الادبار حتى لا تجد لسنة الله تبديلا يقول سنة الله في الذين خلوا من قبل انه لن يقاتل أحد نبيه الا خذله الله فقتله أو رعبه فانهزم ولن يسمع به عدو الا انهزموا واستسلموا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس وأخرى لم تقدروا عليها قال هذه الفتوح التى تفتح إلى اليوم * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قد أحاط الله بها انها ستكون لكم بمنزلة قوله أحاط الله بها علما انها لكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الاسود الديلى ان الزبير بن العوام لما قدم البصرة دخل بيت المال فإذا هو بصفراء وبيضاء فقال يقول الله وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها فقال هذا لنا * وأخرج ابن عساكر عن على وابن عباس قالا في قوله تعالى وعدكم الله مغانم كثيرة فتوح من لدن خيبر تأخذونها تلونها وتغنمون ما فيها فعجل لكم من ذلك خيبر وكف أيدى الناس قريشا عنكم بالصلح يوم الحديبية ولتكون آية للمؤمنين شاهدا على ما بعدها ودليلا على انجازها وأخرى لم تقدروا عليها 7 على علم وفيها أقسمها بينكم فارس والروم قد أحاط الله بها قضى الله بها أنها لكم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عبد الرحمن بن أبى ليلى وأخرى لم تقدروا عليها قال فارس والروم * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وأخرى لم تقدروا عليها قال فتح فارس * وأخرج عبد بن حميد عن جوبير وأخرى لم تقدروا عليها قال يزعمون انها قرى عربية ويزعم آخرون انها فارس والروم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأخرى لم تقدروا عليها قال بلغنا انها مكة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأخرى لم تقدروا عليها قال يوم حنين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وأخرى لم تقدروا عليها قال هي خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار يعنى أهل مكة والله أعلم * قوله تعالى (وهو الذى كف أيديهم) الآية * اخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليهم فاخذوا فعفا عنهم فنزلت هذه الآية وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنكم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وهو الذى كف أيديهم عنكم
[ 76 ]
وأيديكم عنهم ببطن مكة قال بطن مكة الحديبية ذكر لنا أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له زنيم اطلع الثنية زمان الحديبية فرماه المشركون فقتلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فاتوا باثنى عشر فارسا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لكم عهد أو ذمة قالوا لا فارسلهم فانزل الله في ذلك وهو الذى كف أيديهم عنكم الآية * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذى الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بغدير الاشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعى فقال انى قد تركت كعب بن لؤى وعامر بن لؤى قد جمعوا لك الاحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا على أترون ان نميل إلى ذرارى هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا موتورين محزونين وان لحواتكن عنقا قطعها الله أم ترون ان نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر ورسوله أعلم يا رسول الله انما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فروحوا اذن فزاحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش فانطلق يركض نذير القريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التى يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال النبي صلى الله عليه وسلم حل حل فالحت فقالوا خلات القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذى نفس محمد بيده لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم اياها ثم زجرها فوثبت فعدل بهم حتى نزل باقصى الحديبية على ثمد قليل الماء انما يتربضه الناس تربضا فلم يلبث الناس ان نزحوه فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ان يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالرى حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعى في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال انى قد تركت كعب بن لؤى وعامر بن لؤى نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وان قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فان شاؤا ماددتهم مدة ويخلوا بينى وبين الناس فان أظهر فان شاؤا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا والا فقد جموا وان هم أبوا فوالذي نفسي بيده لاقاتلنهم على أمرى هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره فقال بديل سابلغهم ما تقول فانطلق حتى اتي قريشا فقال انا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فان شئتم نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشئ وقال ذو الرأى منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عروة ابن مسعود الثقفى فقال أي قوم ألستم بالولد قالوا بلى قال ألست بالوالد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون انى استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا على جئتكم باهلي وولدى ومن أطاعنى قالوا بلى قال فان هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته قالوا ائته فاتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت ان استاصلت قومك هل سمعت أحدا من العرب اجتاح أهله قبلك وان تكن الاخرى فوالله انى لارى وجوها وأرى أوباشا من الناس خليقا ان يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر أمصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا قال أبو بكر قال أما والذى نفسي بيده لو لا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لاجبتك قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المغيرة يده بنعل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي
[ 77 ]
غدر ألست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فاسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الاسلام فاقبل وأما المال فلست منه في شئ ثم ان عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة الا وقعت في كف واحد منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر وكسرى والنجاشى والله ان رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا والله ان يتخنم نخامة الا وقعت في كف واحد منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وانه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بنى كنانة دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغى لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى ان يصدوا عن البيت فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما اشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سهل لكم من أمركم فجاء سهيل فقال هات اكتب بيننا وبينك كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدرى ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله ما نكتبها الا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسالونى خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم اياها فقال النبي صلى الله عليه وسلم على ان تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به قال سهيل والله لا تتحدث العرب انا أخذنا ضفطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل وعلى انه لا ياتيك منا رجل وان كان على دينك الا رددته الينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه ان ترد إلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله لا أصالحك على شئ أبدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فاجزه لى قال ما أنا بمجيزه قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل فقال أبو جندل أي معشر المسلمين ارد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما لقيت في الله وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ اسلمت الا يومئذ فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبى الله قال بلى فقلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا اذن قال انى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصرى قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفاخبرتك انك تأتيه العام قلت لا قال فانك آتيه ومطوف به فاتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبى الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا اذن قال أيها الرجل انه رسول الله وليس يعصى ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه تفز حتى تموت فوالله انه لعلى الحق قلت أو ليس كان يحدثنا انا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفاخبرك انك تأتيه العام قلت لا قال فانك آتيه ومطوف به قال عمر فعملت لذلك اعمالا فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا فوالله ما قام رجل منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة يا نبى الله أتحب ذلك قال نعم قالت فاخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا
[ 78 ]
بحالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر رضى الله عنه يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج احداهما معاوية بن أبى سفيان والاخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فارسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذى جعلته لنا فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا ياكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لاحد الرجلين والله انى لارى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر وقال أجل والله انه لجيد لقد جربت به وجربت فقال له أبو بصير أرنى أنظر إليه فامكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد بعدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قد قتل والله صاحبي وانى لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبى الله قد أوفى لله بذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجانى الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل امه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف انه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل فلحق بابى بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق بابى بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام الا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فارسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرجم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فارسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم حتى بلغ حمية الجاهلية وكانت حميتهم انهم لم يقروا انه نبى ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال كاتب الكتاب يوم الحديبية على بن أبى طالب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سلمة بن الاكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة ثم ان المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح فلما اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فامعضتهم وتحولت إلى شجرة أخرى فعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم فاخترطت سيفى فاشتددت على أولئك الاربعة وهم رقود فاخذت سلاحهم وجعلته في يدى ثم قلت والذى أكرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه الا ضربت الذى فيه عيناه ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عمى عامر برجل من العبلات يقال له مكرز من المشركين يقوده حتى وقفنا بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال دعوهم يكون لهم بدء الفجور ومنتهاه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهن ببطن مكه من بعد ان أظفركم عليهم * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل الشجرة التى قال الله في القرآن وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بن أبى طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فاخذ سهيل بيده قال ما نعرف الرحمن ولا الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب باسمك اللهم وكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة فامسك سهيل بيده وقال لقد ظلمناك ان كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب هذا ما صالح محمد بن عبد الله فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ الله باسماعهم ولفظ الحاكم بابصارهم فقمنا إليهم فاخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا فقالوا لا فخلى سبيلهم فانزل الله وهو الذى كف أيديهم عنكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن ايزى قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهدى وانتهى إلى ذى الحليفة قال له عمر يا نبى الله تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها سلاحا ولا كراعا الا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بمنى فاتاه
[ 79 ]
عيينة بن عكرمة بن أبى جهل قد خرج عليه في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل فقال خالد أنا سيف الله وسيف رسوله فيومنذ سمى سيف الله يا رسول الله ارم بى أين شئت فبعثه على خيل فلقيه عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثانية حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة فانزل الله وهو الذى كف أيديهم عنكم الآية قال فكف الله النبي عنهم من بعد ان أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية ان تطأهم الخيل * قوله تعالى (والهدى معكوفا) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك وسعيد بن جبير والهدى معكوفا قال محبوسا * وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها * وأخرج الطبراني عن مالك بن ربيعة السلولى رضى الله عنه انه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الشجرة ويوم رد الهدى معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال يا محمد ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون فقال هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذى نفسي بيده لقد رضى الله عنهم * قوله تعالى (ولو لا رجال مؤمنون) الآية * أخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن قانع والباوردي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم بسند جيد عن أبى جمعة حنيبذ بن سبيع قال قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما فينا نزلت ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم قال حين ردوا النبي صلى الله عليه وسلم ان تطؤهم بقتلهم اياهم لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما يقول لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذابا اليما بقتلهم اياهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولو لا رجال مؤمنون قال دفع الله عن المشركين يوم الحديبية باناس من المؤمنين كانوا بين أظهرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال هم أناس كانوا بمكة تكلموا بالاسلام كره الله أن يؤذوا وأن يوطؤا حين رد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الحديبية فتصيب المسلمين منهم معرة يقول ذنب بغير علم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فتصيبكم منهم معرة بغير علم قال اثم لو تزيلوا قال لو تفرقوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال هو القتل والسبي * وأخرج ابن جرير عن قتادة الله عنه لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا عذابا أليما قال ان الله عزوجل يدفع بالمؤمنين عن الكفار * قوله تعالى (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سهل بن حنيف انه قال يوم صفين ابتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية نرجئ الصلح الذى كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ولو ترى قتالا لقاتلنا فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب انى رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فلم نعطى الدنية في ديننا قال يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر رضى الله عنه فاقرأه اياها قال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم * وأخرج النسائي والحاكم وصححه من طريق أبى ادريس عن أبى بن كعب رضى الله عنه انه كان يقرأ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فانزل الله سكينته على رسوله فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه فدخل عليه فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال من يقرأ منكم سورة الفتح فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر فقال ابى أأتكلم قال تكلم فقال لقد علمت أنى كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنت بالباب فان أحببت ان أقرئ الناس على ما اقرأني أقرات والا لم أقرئ حرفا ما حييت قال بل أقرئ الناس * وأخرج ابن
[ 80 ]
المنذر عن ابن جريج في قوله حمية الجاهلية قال حميت قريش أن يدخل عليهم محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لا يدخلها علينا أبدا فوضع الله الحمية عن محمد وأصحابه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاجلح قال كان حمزة بن عبد المطلب رجلا حسن الشعر حسن الهيئة صاحب صيد وان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على أبى جهل فولع به وأذاه فرجع حمزة من الصيد وأمرأتان تمشيان خلفه فقالت احداهما لو علم ذا ما صنع بابن أخيه اقصر عن مشيته فالتفت اليهما فقال وما ذاك قالت أبو جهل فعل بمحمد كذا وكذا فدخلته الحمية فجاء حتى دخل المسجد وفيه أبو جهل فعلا رأسه بقوسه ثم قال دينى دين محمد ان كنتم صادقين فامنعوني فقامت إليه قريش فقالوا يا أبا يعلى فانزل الله إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية إلى قوله وألزمهم كلمة التقوى قال حمزة بن عبد المطلب * قوله تعالى (وألزمهم كلمة التقوى) * أخرج الترمذي وعبد الله بن احمد في زوائد المسند وابن جرير والدارقطني في الافراد وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم وألزمهم كلمة التقوى قال لا له الا الله * وأخرج ابن مردويه عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله * وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الاكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن على بن أبى طالب رضى الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وابو الحسين بن مروان في فوائده عن على رضى الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله والله أكبر * وأخرج أحمد عن حمران مولى عثمان عن عثمان رضى الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انى لاعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه الا حرمه الله على النار فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنا أحدثكم ما هي كلمة الاخلاص التى ألزمها الله محمدا وأصحابه وهى كلمة التقوى التى حض عليها نبى الله عمه أبا طالب عند الموت شهادة ان لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما وألزمهم كلمة التقوى قال شهادة ان لا اله الا الله وهى رأس كل تقوى * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عن على الازدي قال كنت مع ابن عمر رضى الله عنه بين مكة ومنى فسمع الناس يقولون لا اله الا الله والله أكبر فقال هي هي فقلت ما هي هي قال وألزمهم كلمة التقوى * وأخرج ابن ابى حاتم والدارقطني في الافراد عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله وحده لا شريك له * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن مجاهد وعطاه في قوله وألزمهم كلمة التقوى قال أحدهما الاخلاص وقال الآخر كلمة التقوى لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وألزمهم كلمة التقوى قال كلمة الاخلاص * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والحسن وقتادة وابراهيم التيمى وسعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء الخراساني رضى الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الزهري رضى الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن جرير عن قتادة وكانوا أحق بها وأهلها وكان المسلمون أحق بها وكانوا أهلها والله أعلم * قوله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية انه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين مخلقين رؤسهم ومقصرين فلما نحر الهدى بالحديبية قال له أصحابه أين رؤياك يا رسول الله فانزل الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله فجعل من دون ذلك فتحا قريبا فرجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال كان تأويل رؤياه في عمرة القضاء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال هو
[ 81 ]
دخول محمد صلى الله عليه وسلم البيت والمؤمنين محلقين رؤسهم ومقصرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يطوف بالبيت وأصحابه فصدق الله رؤياه بالحق * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال أرى في المنام انهم يدخلون المسجد الحرام وانهم آمنون محلقين رؤسهم ومقصرين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى آخر الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم انى قد رأيت انكم سندخلون المسجد الحرام محلقين رؤسكم ومقصرين فلما نزلت بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك فقال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله ولا تخافون أي لم أره انه يدخله هذا العام وليكونن ذلك فعلم ما لم تعلموا قال رده لكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات وأخره ليدخل الله في رحمته من يشاء ممن يريد الله ان يهديه فجعل من دون ذلك فتحا قريبا قال خيبر حين رجعوا من الحديبية فتحها الله عليهم فقسمها على أهل الحديبية كلهم الا رجلا واحدا من الانصار يقال له أبوجانة سماك بن خرشة كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذى القعدة معه المهاجرون والانصار حتى أتى الحديبية فخرجت إليه قريش فردوه عن البيت حتى كان بينهم كلام وتنازع حتى كاد يكون بينهم قتال فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عدتهم ألف وخمسمائة تحت الشجرة وذلك يو ؟ بيعة الرضوان فقاضاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش نقاضيك على ان تنحر الهدى مكانه وتحلق وترجع حتى إذا كان العام المقبل نخلى لك مكة ثلاثة أيام ففعل فخرجوا إلى عكاظ فاقاموا فيها ثلاثة أيام واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح الا بالسيف ولا يخرج باحد من أهل مكة ان خرج معه فنحر الهدى مكانه وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل من تلك الايام دخل مكة وجاء بالبدن معه وجاء الناس معه فدخل المسجد الحرام فانزل الله عليه لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين وأنزل عليه الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص الآية * قوله تعالى (محلقين رؤسكم ومقصرين) * أخرج مالك والطيالسي وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال والمقصرين * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين * وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو يعلى عن أبى سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حلقوا رؤسهم يوم الحديبية الا عثمان بن عفان وأبا قتادة فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمقصرين * وأخرج ابن أبى شيبة عن يزيد بن أبى مريم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين وكنت يومئذ محلوق الرأس فما يسرنى بحلق رأسي حمر النعم * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم عن يحيى بن أبى الحصين عن جدته انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة في حجة الوداع * وأخرج أحمد عن مالك ابن ربيعة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قال رجل والمقصرين فقال في الثالثة أو الرابعة وللمقصرين * واخرج البيهقى في الدلائل عن ابن عباس انه قيل له لم ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة فقال انهم لم يشكوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالها ثلاثا فقالوا يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم قال انهم لم يشكوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال كانوا يستحبون للرجل أول ما يحج أن يحلق وأول ما يعتمر أن يحلق * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر انه كان يقول للحلاق إذا حلق في الحج والعمرة ابلغ
[ 82 ]
للعظمين * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال السنة ان يبلغ بالحلق إلى العظمين * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال للحلاق هكذا وأشار بيده إلى الجانب الايمن * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على النساء حلق انما على النساء التقصير * قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه) الآية * أخرج الخطيب في رواة مالك بسند ضعيف عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذين معه مثلهم في التوارة إلى قوله كزرع أخرج شطأه قال مالك نزل في الانجيل نعت النبي وأصحابه * وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن أبى شيبة عن عائشة قالت لما مات سعد بن معاذ حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فوالذي نفس محمد بيده انى لاعرف بكاء أبى بكر من بكاء عمر وانا في حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قيل فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضنع فقالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فانما هو آخذ بلحيته * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود عن عبد الله بن عمرو يرويه قال من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة الا من شقى * وأخرج ابن أبى شيبة عن اسامة ان زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يرحم الله من عباده الرحماء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله سيماهم في وجوههم قال أما انه ليس بالذين ترون ولكنه سيما الاسلام وسحنته وسمته وخشوعه * وأخرج محمد ابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله سيماهم في وجوههم قال السمت الحسن * وأخرج الطبراني في الاوسط والصغير وابن مردويه بسند حسن عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال النور يوم القيامة * وأخرج البخاري في تاريخه وابن نصر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال بياض يغشى وجوههم يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن عطية العوفى رضى الله عنه قال موضع السجود أشد وجوههم بياضا يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الانبياء عليهم السلام يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فارجو ان أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة وان كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن حميد بن عبد الرحمن قال كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال لقد أفسد هذا وجهه أما والله ما هي السيما التى سمى الله ولقد صليت على وجهى منذ ثمانين سنة ما أثر السجود بين عينى * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن مجاهد سيماهم في وجوههم قال ليس الاثر في الوجه ولكن الخشوع * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن مجاهد سيماهم في وجوههم قال الخشوع والتواضع * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن سعيد بن جبير في الآية قال ندى الطهور وثرى الارض * وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن نصر عن عكرمة رضى الله عنه سيماهم في وجوههم قال السهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سيماهم في وجوههم قال ان جبريل قال إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت انه من أهل الصلاة بأثر الوضوء وإذا أصبحت عرفت انه قد صلى من الليل وهو يا محمد العفاف في الدين والحياء وحسن السمت * وأخرج ابن اسحق وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدق لما جاء به موسى ألا ان الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة وانكم تجدون ذلك في كتابكم محمد رسول الله والذين معه أشداء
[ 83 ]
على الكفار رحماء بينهم إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما ذلك مثلهم في التوراة يعنى نعتهم مكتوب في التوراة والانجيل قبل ان يخلق السموات والارض * وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر عن عمار مولى بنى هاشم قال سألت أبا هريرة رضى الله عنه عن القدر قال اكتف منه بآخر سورة الفتح محمد رسول الله والذين معه إلى آخر السورة يعنى ان الله نعتهم قبل ان يخلقهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله رحماء بينهم قال جعل الله في قلوبهم الرحمة بعضهم لبعض سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال علامتهم الصلاة ذلك مثلهم في التوارة قال هذا المثل في التوراة ومثلهم في الانجيل قال هذا مثل آخر كزرع أخرج شطاه قال هذا نعت أصحاب محمد في الانجيل قيل له انه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يخرجع منهم قوم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطاه قال سنبله حين يبلغ نباته عن حباته فآزره يقول نباته مع التفافه حين يسنبل فهذا مثل ضربه الله لاهل الكتاب إذا خرج قوم ينبتون كما ينبت الزرع فيهم رجال يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم يغلظ فيهم الذين كانوا معهم وهو مثل ضربه الله لمحمد يقول يبعث الله النبي وحده ثم يجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم يكون القليل كثيرا وسيغلظون ويغيظ الله بهم الكفار يعجب الزراع من كثرته وحسن نباته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه كزرع أخرج شطاه قال يقول حب بر متفرقا فانبتت كل حبة واحدة ثم أنبتت من حولها مثلها حتى استغلظ واستوى على سوقه يقول كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قليلا ثم كثروا واستغلظوا * وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كزرع قال أصل الزرع عبد المطلب أخرج شطاه محمدا صلى الله عليه وسلم فآزره بابى بكر فاستلغلظ بعمر فاستوى بعثمان على سوقه بعلى ليغيظ بهم الكفار * وأخرج ابن مردويه والقلظى وأحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الاربعة والشيرازي في الالقاب عن ابن عباس رضى الله عنهما محمد رسول الله والذين معه أبو بكر أشداء على الكفار عمر رحماء بينهم عثمان تراهم ركعا سجدا على يبتغون فضلا من الله ورضوانا طلحة والزبير سيماهم في وجوههم من أثر السجود عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطاه فآزره بابى بكر فاستغلظ بعمر فاستوى على سوقه بعثمان يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار بعلى وعد الله الذى آمنوا وعملوا الصالحات جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه كزرع أخرج شطاه قال نباته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أنس رضى الله عنه كزرع أخرج شطاه قال نباته فروخه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه كزرع أخرج شطاه قال حين تخرج منه الطاقة فآزره قواه فاستغلظ فاستوى على سوقه قال على مثل المسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله كزرع أخرج شطاه قال ما يخرج بجنب كتابه الجعله فيتم وينمو فآزره قال فشده وأعانه على سوقه قال على أصوله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن خيثمة قال قرأ رجل على عبد الله سورة الفتح فلما بلغ كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار قال ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه الكفار ثم قال أنتم الزرع وقددنا حصاده * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة في قوله ليغيظ بهم الكفار قالت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم * (سورة الحجرات) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحجرات بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) * الآية * أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال قد ؟ ركب من بنى تميم على النبي صلى الله عليه وسلم
[ 84 ]
فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمر الاقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت الا خلافى فقال عمز ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله حتى انقضت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله لا تقدموا بين يدى الله ورسوله قال لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال ذكر لنا ان ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا وكذا الوضع كذا وكذا فكره الله ذلك وقدم فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا تقدموا بين يدى الله ورسوله قال نهوا ان يتكلموا بين يدى كلامه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه ان ناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فامرهم ان يعيدوا ذبحا فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاضاحي عن الحسن رضى الله عنه قال ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله لا تقدموا بين يدى الله ورسوله قال لا تصوموا قبل ان يصوم نبيكم * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان اناس يتقدمون بين يدى رمضان بصيام يعنى يوما أو يومين فانزل الله تعالى يا أيها الدين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله * وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك انه قرأ لا تقدموا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله لا تقدموا بين يدى الله ورسوله قال لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ حتى يقضى الله على لسانه قال الحفاظ هذا التفسير على قراءة تقدموا بفتح التاء والدال * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) الآيتين * أخرج البخاري وابن المنذر والطبراني عن ابن أبى مليكة قال كاد الخيران ان يهلكا أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بنى تميم فاشار أحدهما بالاقرع بن حابس وأشار الآخر برجل آخر فقال أبو بكر لعمر ما أردت الا خلافى قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه وأخرجه الترمذي من طريق ابن أبى مليكة قال حدثنى عبد الله بن الزبير به * وأخرج ابن جرير والطبراني من طريق ابن أبى مليكة عن عبد الله بن الزبير ان الافرع بن حابس قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله استعمله على قومه فقال عمر لا تستعمله يا رسول الله فتكلما عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر ما أردت الا خلافى قال ما أردت خلافك فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه * وأخرج البزار وابن عدى والحاكم وابن مردويه عن أبى بكر الصديق قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قلت يا رسول الله والله لا أكملك الا كأخي السرار * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى سلمة عن أبى هريرة قال لما نزلت ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قال أبو بكر والذى أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك الا كأخي السرار حتى ألقى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كانوا يجهرون له بالكلام ويرفعون أصواتهم فانزل الله لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله ولا تجهروا له بالقول الآية قال لا تنادوه نداء ولكن قولوا قولا لينا يا رسول الله * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو يعلى والبغوى في معجم الصحابة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله وأنتم لا تشعرون وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فقال أنا الذى كنت أرفع صوتي على رسول الله
[ 85 ]
صلى الله عليه وسلم سبط عملي أنا من أهل النار وجلس في بيته حزينا ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له فقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك قال أنا الذى أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول حبط عملي أنا من أهل النار فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه بذلك فقال لا بل هو من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة قتل * وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت هذه الآية لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول قعد ثابت رضى الله عنه في الطريق يبكى فمر به عاصم بن عدى بن العجلان فقال ما يبكيك يا ثابت قال هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في وأناصيت رفيع الصوت فمضى عاصم بن عدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره خبره فقال اذهب فادعه لى فجاء فقال ما يبكيك يا ثابت فقال أناصيت وأتخوف أن تكون هذه الآية نزلت في فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنزل الله تعالى ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله الآية * وأخرج ابن حبان والطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن اسمعيل بن محمد بن ثابت ابن قيس بن شماس الانصاري ان ثابت بن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال لم قال يمنع الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد وينهى عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال وينهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال الحافظ بن حجر في الاطراف هكذا أخرجه ابن حبان بهذا السياق وليس فيه ما يدل على ان اسمعيل سمعه من ثابت فهو منقطع ورواه مالك رضى الله عنه في الموطا عن ابن شهاب عن اسمعيل عن ثابت انه قال فذكره ولم يذكره من رواة الموطا أحد الا سعيد بن عفير وحده وقال قال مالك قتل ثابت بن قيس يوم اليمامة قال ابن حجر رضى الله عنه فلم يدركه اسمعيل فهو منقطع قطعا انتهى * وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية رضى الله عنه قال جاء ثابت بن قيس بن شماس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال يا ثابت ما الذى أرى بك قال آية قرأتها الليلة فاخشى أن يكون قد حبط عملي يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي وكان في أذنه صمم فقال أخشى أن أكون قد رفعت صوتي وجهرت لك بالقول وأن أكون قد حبط عملي وأنا لا أشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امش على الارض نشيطا فانك من أهل الجنة * وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قعدت في بيتى فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعيش حميدا وتقتل شهيدا فقتل يوم اليمامة * وأخرج البغوي وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن عطاء الخراساني قال قدمت المدينة فلقيت رجلا من الانصار قلت حدثنى حديث ثابت بن قيس بن شماس قال قم معى فانطلقت معه حتى دخلت على امرأة فقال الرجل هذه ابنة ثابت بن قيس بن شماس فاسألها عما بدا لك فقلت حدثينى قالت سمعت أبى يقول لما أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية دخل بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكى ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شان ثابت فقالوا يا رسول الله ما ندرى ما شانه غير انه قد أغلق باب بيته فهو يبكى فيه فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ما شأنك قال يا رسول الله أنزل الله عليك هذه الآية وأنا شديد الصوت فاخاف أن أكون قد حبط عملي فقال لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير قالت ثم أنزل الله على نبيه ان الله لا يحب كل مختال فخور فاغلق عليه بابه وطفق يبكى فيه فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ثابت ما شانه قالوا يا رسول الله والله ما ندرى ما شانه غير ان قد أغلق عليه بابه وطفق يبكى فارسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك قال يا رسول الله أنزل الله عليك ان الله لا يحب كل مختال فخور والله انى لاحب الجمال وأحب أن أسود قومي قال لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة بسلام قالت فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب فلما لقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انكشفوا فقال ثابت لسالم مولى أبى حذيفة
[ 86 ]
ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حفر كل منهما لنفسه حفرة وحمل عليهم القوم فثبتا حتى قتلا وكانت على ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فاخذها فبينا رجل من المسلمين نائم إذا أتاه ثابت بن قيس في منامه فقال له أنى أوصيك بوصية اياك أن تقول هذا حلم فتضيعه انى لما قتلت أمس مر بى رجل من المسلمين فاخذ درعى ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعى فيأخذها وإذا قدمت على خليفة رسول الله فاخبره ان على من الدين كذا وكذا ولى من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعه فاتى الرجل خالد بن الوليد فاخبره فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها فاتوا به خالد بن الوليد فلما قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر برؤياه فاجاز وصيته بعد موته ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية قال نزلت في قيس بن شماس * وأخرج الترمذي وابن حبان وابن مردويه عن صفوان ابن عسال رضى الله عنه ان رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يناديه بصوت له جهورى يا محمد يا محمد فقلنا ويحك اخفض من صوتك فانك قد نهيت عن هذا قال لا والله حتى أسمعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هأؤم قال أرأيت رجلا يجب قوما ولم يلحق بهم قال المرء مع من أحب * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما أنزل الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثابت ابن قيس بن شماس * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله امتحن قال أخلص * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال أخلص الله قلوبهم فيما أحب * وأخرج أحمد في الزهد عن مجاهد قال كتب إلى عمر رضى الله عنه يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهى المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهى المعصية ولا يعمل بها فكتب عمر رضى الله عنه ان الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * وأخرج الحكيم الترمذي عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس ابن آدم شابة ولو التقت ترقوتاه من الكبر الا من امتحن الله قلبه للقتوى وقليل ما هم * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن ابى الدرداء قال لا تزال نفس أحدكم شابة من حب الشئ ولو التقت ترقوتاه من الكبر الا الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وقليل ما هم * قوله تعالى (ان الذين ينادونك) الآيتين * أخرج أحمد وابن جرير وابو القاسم البغوي وابن مردويه والطبراني بسند صحيح من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن الاقرع بن حابس انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اخرج الينا فلم يجبه فقال يا محمد ان حمدى زين وان ذمى شين فقال ذاك الله فانزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات قال ابن منيع لا أعلم روى للاقرع سند غير هذا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن البراء بن عازب في قوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون قال جاء رجل فقال يا محمد ان حمدى زين وان ذمى شين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الله * وأخرج ابن راهويه ومسدد وأبو يعلى والطبراني وابن جرير وابن أبى حاتم بسند حسن عن زيد بن أرقم قال اجتمع ناس من العرب فقالوا انطلقوا إلى هذا الرجل فان يك نبيا فتحن أسعد الناس به وان يك ملكا نعش بجناحه فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته بما قالوا فجاؤا إلى حجرته فجعلوا ينادونه يا محمد يا محمد فانزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم باذنى وجعل يقول لقد صدق الله قولك يا زيد لقد صدق الله قولك * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان مدحى زين وان شتمى شين فقال صلى الله عليه وسلم ذاك هو الله فنزلت ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ان تميما ورجلا من بنى أسد بن خزيمة استبا فقال الاسدي ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اعراب بنى تميم فقال سعيد رضى الله عنه لو كان
[ 87 ]
التميمي فقيها ان أولها في بنى تميم وآخرها في بنى أسد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن حبيب بن أبى عمرة قال كان بينى وبين رجل من بنى أسد كلام فقال الاسدي ان الذين ينادونك من وراء الحجرات بنى تميم أكثرهم لا يعقلون فذكرت ذلك لسعيد بن جبير قال أفلا تقول لبنى أسد قال الله يمنون عليك ان أسلموا فان العرب لم تسلم حتى قوتلت ونحن أسلمنا بغير قتال فانزل الله هذا فيهم * وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال قال رجل من بنى أسد لرجل من بنى تميم وتلا هذه الآية ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم بنى تميم لا يعقلون فلما قام التميمي وذهب قال سعيد بن جبير اما ان التميمي لو يعلم ما أنزل في بنى أسد لتكلم قلنا ما أنزل فيهم قال جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انا قد أسلمنا طائعين وان لنا حقا فانزل الله يمنون عليك ان أسلموا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ان الذين ينادونك من وراء الحجرات قال اعراب من بنى تميم * وأخرج ابن منده وابن مردويه من طريق يعلى بن الاشدق عن سعد ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون قال هم الجفاة من بنى تميم لو لا انهم من أشد الناس قتالا للاعور الدجال لدعوت الله عليهم ان يهلكهم * وأخرج ابن اسحق وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم وفد بنى تميم وهم سبعون رجلا أو ثمانون رجلا منهم الزبرقان بن بدر وعطارد بن معبد وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث وعمرو بن أهتم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معهم عيينة بن حصن بن بدر الفزارى وكان يكون في كل سدة حتى أتوا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادوه من وراء الحجرات بصوت جاف يا محمد اخرج الينا يا محمد اخرج الينا يا محمد اخرج الينا فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ان مدحنا زين وان شتمنا شين نحن أكرم العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم فقالوا انا أتيناك لنفاخرك فذكره بطوله وقال في آخره فقام التميميون فقالوا والله ان هذا الرجل لمصنوع له لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا قال فنيهم أنزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات من بنى تميم أكثرهم لا يعقلون قال هذا كان في القراءة الاولى ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * وأخرج ابن سعد والبخاري في الادب وابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه قال كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه فاتناول سقفها بيدى * وأخرج البخاري في الادب وابن أبى الدنيا والبيهقي عن داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة اذرع واحزر البيت الداخل عشرة أذرع واظن سمكه بين الثمان والسبع * وأخرج ابن سعد عن عطاء الخراساني قال ادركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يامر بادخال حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم فسمعت سعيد بن المسيب رضى الله عنه يقول يومئذ والله لوددت انهم تركوها على حالها ينشا ناس من أهل المدينة ويقدم القادم من أهل الافق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها وقال يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويرون ما رضى الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق) الآيات * أخرج أحمد وابن أبى حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فدخلت فيه وأقررت به ودعانى إلى الزكاة فاقررت بها قلت يا رسول الله ارجع إلى قومي فادعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لى جمعت زكاته وترسل إلى يا رسول الله رسولا يبات كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت فظن الحارث انه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله فدعا
[ 88 ]
بسر وآت قومه فقال لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقت لى وقتا يرسل إلى رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف ولا أرى حبس رسوله الا من سخطه فانطلقوا فناتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما ان سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الحارث منعنى الزكاة وأراد قتلى فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث فاقبل الحارث باصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم إلى من بعثتم قالوا اليك قال ولم قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث اليك الوليد بن عقبة فزعم انك منعته الزكاة وأردت قتله قال لا والذى بعث محمدا بالحق ما رأيته ولا أتانى فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذى بعثك بالحق ما رأيته ولا رأني وما أقبلت الا حين احتبس على رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت أن تكون كانت سخطة من الله ورسوله فنزل يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا إلى قوله حكيم * وأخرج الطبراني وابن منده وابن مردويه عن علقمة بن ناجية قال بعث الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبى معيط يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا وذلك بعد وقعة المريسيع رجع فركبت في أثره فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيت قوما في جاهليتهم أخذوا اللباس ومنعوا الصدقة فلم يغير ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزلت الآية يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فاتى المصطلقون إلى النبي صلى الله عليه وسلم أثر الوليد بطائفة من صدقاتهم * وأخرج الطبراني في الاوسط عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى وكيعة وكانت بينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بنى وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشى القوم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان بنى وكيعة ارادوا قتلى ومنعوني الصدقة فلما بلغ بنى وكيعة الذى قال الوليد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد قال وأنزل الله في الوليد يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق الاية * وأخرج ابن راهويه وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ام سلمة رضى لله عنها قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى المصطلق يصدق أموالهم فسمع بذلك القوم فتلقوه يعظمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الشيطان انهم يريدون قتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان بنى المصطلق منعوا صدقاتهم فبلغ القوم رجوعه فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله بعثت الينا رجلا مصدقا فسررنا لذلك وقرت أعيننا ثم انه رجع من بعض الطريق فخشينا ان يكون ذلك غضبا من الله ورسوله ونزلت يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في سننه وابن عساكر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبى معيط إلى بنى المصطلق ليأخذ منهم الصدقات وانه لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لما حدث الوليد انهم خرجوا يتلقونه رجع فقال يا رسول ان بنى المصطلق قد منعوني الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه ان يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا يا رسول الله انا حدثنا ان رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا أن يكون انما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا فانزل الله يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا الآية * وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبى معيط إلى بنى المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان بنى المصطلق جمعوا لك ليقاتلوك فانزل الله ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى وكيعة وكانت ؟ ينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بنى وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشى القوم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان بنى وكيعة أرادوا قتلى ومنعوني الصدقة فلما بلغ بنى وكيعة الذى قال لهم الوليد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا رسول الله صلى الله
[ 89 ]
عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد ولكن كانت بينه وبيننا شحناء فخشينا ان يكافئنا بالذى كان بيننا فانزل الله في الوليد يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله ان بنى فلان حيا من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شئ وكانوا حديثى عهد بالاسلام قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله قال فلم يعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا خالد بن الوليد فبعثه إليهم ثم قال ارمقهم عند الصلاة فان كان القوم قد تركوا الصلاة فشانك بهم والا فلا تعجل عليهم قال فدنا منهم عند غروب الشمس فكمن حيث يسمع الصلاة فرمقهم فإذا هو بالمؤذن قد قام حين غربت الشمس فاذن ثم أقام الصلاة فصلوا المغرب فقال خالد بن الوليد ما أراهم الا يصلون فلعلهم تركوا غير هذه الصلاة ثم كمن حتى إذا جنح الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا قال فلعلهم تركوا صلاة أخرى فكمن حتى إذا كان في جوف الليل فتقدم حتى أطل الخيل بدورهم فإذا القوم تعلموا شيأ من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرؤنه ثم أتاهم عند الصبح فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن ثم أقام فقاموا فصلوا فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار اذاهم بنواصي الخيل في ديارهم فقالوا ما هذا قالوا هنا خالد بن الوليد وكان رجلا مشنعا فقالوا يا خالد ما شأنك قال أنتم والله شانى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له انكم كفرتم بالله وتركتم الصلاة فجعلوا يبكون فقالوا نعوذ بالله ان نكفر بالله أبدا قال فصرف الخيل وردها عنهم حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما قال الحسن فوالله لئن كانت نزلت في هؤلاء القوم خاصة انها المرسلة إلى يوم القيامة ما نسخها شئ * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة إلى بنى المصطلق يصدقهم فلم يبلغهم ورجع فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انهم عصوا فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجهز إليهم إذ جاء رجل من بنى المصطلق فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا انك أرسلت الينا ففرحنا به واستبشرنا به وانه لم يبلغنا رسولك وكذب فانزل الله فيه وسماه فاسقا يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا قال هو ابن أبى معيط الوليد بن عقبة بعثه نبى الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى المصطلق مصدقا فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره انهم قد ارتدوا عن الاسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره بان تثبت ولا تعجل فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه فلما جاءهم أخبروه انهم متمسكون بالاسلام وسمع أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى ما يعجبه فرجع إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر فانزل الله في ذلك القرآن فكان نبى الله صلى الله عليه وسلم يقول التأني من الله والعجلة من الشيطان * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ان جاءكم فاسق بنبا الآية قال إذا جاءك فحدثك ان فلانا ان فلانة يعملون كذا وكذا من مساوى الاعمال فلا تصدقه * قوله تعالى (واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم) * أخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبى نضرة قال قرأ أبو سعيد الخدرى واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هذا نبيكم يوحى إليه وخيار أمتكم لو أطاعهم في كثير من الامر لعنتوا فكيف بكم اليوم * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكرنا أنفسنا وكيف لا ننكر أنفسنا والله يقول واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هؤلاء أصحاب نبى الله صلى الله عليه وسلم لو أطاعهم نبى الله في كثير من الامر لعنتوا فانتم والله أسخف قلبا وأطيش عقولا فاتهم رجل رأيه وانتصح كتاب الله فان كتاب الله ثقة لمن أخذ به وانتهى إليه وان ما سوى كتاب الله تغرير * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم يقول لاعنت بعضكم بعضا * قوله تعالى (ولكن الله حبب اليكم الايمان) * أخرج أحمد والبخاري في الادب والنسائي والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقى قال لما كان يوم أحد وانكفا المشركون قال النبي صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثنى على ربى فصاروا خلفه صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادى لما أضللت ولا مضل لما
[ 90 ]
هديت ولا معطيا لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك اللهم انى أسالك النعيم المقيم الذى لا يحول ولا يزول اللهم انى أسالك النعيم يوم العيلة والامن يوم الخوف اللهم انى عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين واحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب يا اله الحق * قوله تعالى (وان طائفتان) الآية * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبى فانطلق وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون وهى أرض سبخة فلما انطلق إليهم قال اليك عنى فوالله لقد اذانى ريح حمارك فقال رجل من الانصار والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجال من قومه فغضب لكل منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والايدى والنعال فانزل فيهم وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابى مالك قال تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا وهذا لهذا فاقتتلوا بالايدي والنعال فانزل الله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال ان الاوس والخزرج كان بينهما قتال بالسيف والنعال فانزل الله وان طائفتان الآية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعوهم إلى الحكم فيابون ان يجيؤا فانزل الله وان طائفتان الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في رجلين من الانصار وكانت بينهما مماراة في حق بينهما فقال أحدهما للآخر لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان الآخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فابى فلم يزل الامر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضا بالايدي والنعال ولم يكن قتال بالسيوف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال كان رجل من الانصار يقال له عمران تحته امرأة يقال لها أم زيد وانها أرادت ان تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد من أهلها وان المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها فانزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان أهل الرجل فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصلح بينهم وفاؤا إلى أمر الله * وأخرج الحاكم والبيهقي وصححه عن ابن عمر قال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت من هذه الآية انى لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حبان السلمى قال سالت ابن عمر عن قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وذلك حين دخل الحجاج الحرم فقال لى عرفت الباغية من المبغى عليها فوالذي نفسي بيده لو عرفت المبغية ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى نصرها أفرأيت ان كانت كلتاهما ياغيتين فدع القوم يقتتلون على دنياهم وارجع إلى أهلك فإذا استمرت الجماعة فادخل فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال ان الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفة من المؤمنين ان يدعوهم إلى حكم الله وينصف بعضهم من بعض فان أجابوا حكم فيهم بكتاب الله حتى ينصف المظلوم من الظالم فمن أبى منهم ان يجيب فهو باغ وحق على امام المؤمنين والمؤمنين ان يقاتلوهم حتى يفيؤا إلى أمر الله ويقروا بحكم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال الاوس والخزرج اقتتلوا بينهم بالعصى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال الطائفة من الواحد إلى الالف وقال انما كانا رجلين اقتتلا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما قال كان قتالهم بالنعال والعصى فامرهم ان يصلحوا بينهما * قوله تعالى (ان الله يحب المقسطين) أخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر
[ 91 ]
من نور على يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا * وأخرج ابن ابى شيبة من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدى الرحمن بما أقسطوا في الدنيا * قوله تعالى (انما المؤمنون اخوة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضى الله عنه انه كان يقرأ انما للمؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم بالياء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ فاصلحوا بين أخويكم بالياء * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه في هذه الآية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما الآية * وأخرج أحمد عن فهيد بن مطرف الغفاري رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله سائل ان عدا على عاد فأمره ان ينهاه ثلاث مرات قال فان لم ينته فأمره بقتاله قال فكيف بنا قال ان قتلك فانت في الجنة وان قتلته فهو في النار * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى قوله فقاتلوا التى تبغى قال بالسيف قيل فما قتلاهم قال شهداء مرزوقين قيل فما حال الاخرى أهل البغى قال من قتل منهم إلى النار * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن عمار بن ياسر رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدى أمراء يقتتلون على الملك يقتل بعضهم بعضا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم قال نزلت في قوم من بنى تميم استهزؤا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبى حذيفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا يسخر قوم من قوم قال لا يستهزئ قوم بقوم ان يكن رجلا غنيا أو فقيرا 7 أو يعقل رجل عليه فلا يستهزئ به * قوله تعالى (ولا تلمزوا أنفسكم) * أخرج عبد بن حميد والبخاري في الادب وابن أبى الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تلمزوا أنفسكم قال لا يطعن بعضكم على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ولا تلمزوا أنفسكم قال لا يطعن بعضكم على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ولا تلمزوا أنفسكم قال لا تطعنوا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ ولا تلمزوا أنفسكم بنصب التاء وكسر الميم * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ولا تلمزوا أنفسكم قال اللمز الغيبة * قوله تعالى (ولا تنابزوا بالالقاب) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الادب وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوى في معجمه وابن حبان والشيرازي في الالقاب والطبراني وابن السنى في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابى جبيرة بن الضحاك رضى الله عنه قال فينا نزلت في بنى سلمة ولا تنابزوا بالالقاب قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل الا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعى أحدهم باسم من تلك الاسماء قالوا يا رسول الله انه يكره هذا الاسم فانزل الله ولا تنابزوا بالالقاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تنابزوا بالالقاب قال كان هذا الحى من الانصار قل رجل منهم الا وله اسمان أو ثلاثة فربما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل منهم ببعض تلك الاسماء فيقال يا رسول الله انه يكره هذا الاسم فانزل الله ولا تنابزوا بالالقاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء ولا تنابزوا بالالقاب قال ان يسميه بغير اسم الاسلام يا خنزير يا كلب يا حمار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولا تنابزوا بالالقاب قال التنابز بالالقاب ان يكون الرجل عمل السيآت ثم تاب منها وراجع الحق فنهى الله ان يعير بما سلف من عمله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن مسعود ولا تنابزوا بالالقاب قال ان يقول إذا كان الرجل يهوديا فاسلم يا يهودى يا نصراني يا مجوسي ويقول للرجل المسلم يا فاسق * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في الآية قال كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودى فنهوا عن ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا تنابزوا بالالقاب قال لا تقل لاخيك المسلم يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة
[ 92 ]
ولا تنابزوا بالالقاب قال هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى العالية في الآية قال هو قول الرجل لصاحبه يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ولا تنابزوا بالالقاب قال يدعى الرجل بالكفر وهو مسلم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بئس الاسم الفسوق بعد الايمان قال أن يقول الرجل لاخيه يا فاسق * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى بئس الاسم الفسوق بعد الايمان قال الرجل يكون على دين من هذه الاديان فيسلم فيدعوه بدينه الاول يا يهودى يا نصراني * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال لاخيه كافر فقد باء بها أحدهما ان كان كما قال والا رجعت عليه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن قال نهى الله المؤمن ان يظن بالمؤمن سوأ * وأخرج مالك وأحمد والميخارى ومسلم وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أساء باخيه الظن فقد أساء بربه ان الله يقول اجتنبوا كثيرا من الظن * وأخرج ابن مردويه عن طلحة ابن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الظن يخطئ ويصيب * وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذى نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وان يظن به الا خيرا * وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوأ وأنت تجد لها في الخير محملا * وأخرج البيهقى في الشعب عن سعيد بن المسيب قال كتب إلى بعض اخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن الا نفسه ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وما كافات من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه وعليك باخوان الصدق فكن في اكتسابهم فانهم زينة في الرخاء وعدة عند عظيم البلاء ولا تهاون بالحق فيهينك الله ولا تسالن عما لم يكن حتى يكون ولا تضع حديثك الا عند من يشتهيه وعليك بالصدق وان قتلك الصدق واعتزل عدوك واحذ وصديقك الا الامين ولا أمين الا من يخشى الله وشاور في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن الخطاب قال من تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن ومن كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوأ وأنت تجد لها في الخير محملا وكن في اكتساب الاخوان فانهم جنة عند الرخاء وعدة عند البلاء وآخ الاخوان على قدر التقوى وشاور في أمرك الذين يخافون الله * وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبخاري في الادب عن سلمان قال انى لاعد العراق على خادمي مخافة الظن * وأخرج البخاري في الادب عن أبى العالية قال كنا نؤمر أن نحتم على الخادم ونكيل ونعدها كراهية أن يتعودوا خلق سوء ويظن أحدنا ظن سوء * وأخرج الطبراني عن حارثة بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لازمات لامتي الطيرة والحسد وسوء الظن فقال رجل ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه قال إذا حسدت فاستغفر الله وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أسا * باخيه الظن فقد أساء بربه عزوجل ان الله تعالى يقول اجتنبوا كثيرا من الظن * قوله تعالى (ولا تجسسوا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولا تجسسوا قال نهى الله المؤمن ان يتبع عورات أخيه المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ولا تجسسوا قال خذوا ما ظهر لكمم ودعوا ما ستر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال هل تدرون ما التجسس هو أن تتبع عيب أخيك فتطلع على سره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي
[ 93 ]
في مكارم الاخلاق عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمه عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرص مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف أتدرى بيت من هذا قال هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال أرى ان قد أتينا ما نهى الله عنه قال الله ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم وتركهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبى ان عمر بن الخطاب فقد رجلا من أصحابه فقال لابن عوف انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فاتيا منزله فوجدوا بابه مفتوحا وهو جالس وامرأته تصب له في اناء فتناوله اياه فقال عمر لابن عوف هذا الذى شغله عنا فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الاناء فقال عمر انا نخاف أن يكون هذا التجسس قال بل هو التجسس قال وما التوبة من هذا قال لا تعلمه بما اطلعت عليه من أمره ولا يكونن في نفسك الا خير ثم انصرفا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال أتى عمر بن الخطاب رجل فقال ان فلانا لا يصحو فدخل عليه عمر رضى الله عنه فقال انى لاجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا فقال الرجل يا ابن الخطاب وأنت بهذا ألم ينهك الله أن تتجسس فعرفها عمر فانطلق وتركه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن زيد بن وهب قال أتى ابن مسعود رضى الله عنه فقيل هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله انا قد نهينا عن التجسس ولكن ان يظهر لنا شئ ناخذ به * وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن مردويه عن أبى برزة الاسلمي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فانه من اتبع عورات المسلمين فضحه الله في قعر بيته * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ثور الكندى ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر فقال يا عدو الله أظننت ان الله يسترك وأنت على معصيته فقال وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث قال الله ولا تجسسوا وقد تجسست وقال وائتوا البيوت من أبوابها وقد تسورت على ودخلت على بغير اذن وقال الله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها قال عمر رضى الله عنه فهل عندك من خير ان عفوت عنك قال نعم فعفا عنه وخرج وتركه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في الخدر ينادى باعلى صوته يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته * وأخرج ابن مردويه عن بريدة رضى الله عنه قال صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انفتل أقبل علينا غضبان متنفرا ينادى بصوت يسمع العواتق في جوف الخدور يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم فانه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يخرقها عليه في بطن بيته * وأخرج البيهقى عن أبى ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أشاد على مسلم عورته يشينه بها بغير حق شانه الله بها في الخلق يوم القيامة * وأخرج الحاكم والترمذي عن جبير بن نفير قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بالناس صلاة الصبح فلما فرغ أقبل بوجهه على الناس رافعا صوته حتى كاد يسمع من في الخدور وهو يقول يا معشر الذين أسلموا بالسنتهم ولم يدخل الايمان في قلوبهم لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عثراتهم فانه من يتبع عثرة أخيه المسلم يتبع الله عثرته ومن يتبع الله عثرته يفضحه وهو في قعر بيته فقال قائل يا رسول الله وهل على المسلمين من ستر فقال صلى الله عليه وسلم ستور الله على المؤمن أكثر من أن تحصى ان المؤمن ليعمل الذنوب فتهتك عنه ستوره سترا سترا حتى لا يبقى عليه منها شئ فيقول الله للملائكة استروا على عبدى من الناس فان
[ 94 ]
الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة باجنحتها يسثرونه من الناس فان تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا واعذرنا فتقول الله استروا عبدى من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة باجنحتها يسترونه من الناس فان تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة يا ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فيقول الله استروا عبدى من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة باجنحتها يسترونه من الناس فان تاب قبل الله منه وان عاد قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فيقول الله للملائكة تخلوا عنه فلو عمل ذنبا في بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر أبدى الله عنه وعن عورته * واخرج الحكيم الترمذي عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال المؤمن في سبعين حجابا من نور فإذا عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب فلا يزال كلما عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب فإذا عمل كبيرة من الكبائر هتك عنه تلك الحجب كلها الا حجاب الحياء وهو أعظمها حجابا فان تاب تاب الله عليه ورد تلك الحجب كلها فان عمل خطيئة بعد الكبائر ثم تناساها حتى يعمل الاخرى قبل أن يتوب هتك حجاب الحياء فلم تلقه الا مقيتا ممقتا فإذا كان مقيتا ممقتا نزعت منه الامانة فإذا نزعت منه الامانة لم تلقه الا خائنا مخونا فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الاسلام فإذا نزعت منه ربقة الاسلام لم تلقه الا لعينا ملعنا شيطانا رجيما * قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال حرم الله ان يغتاب المؤمن بشئ كما حرم الميتة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال زعموا انها نزلت في سلمان الفارسى أكل ثم رقد فنفخ فذكر رجلان أكله ورقاده فنزلت * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ان سلمان الفارسى كان مع رجلين في سفر يخدمهما وينال من طعامهما وان سلمان نام يوما فطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا ما يريد سلمان شيا غير هذا ان يجئ إلى طعام معدود وخباء مضروب فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهما اداما فانطلق فاتاه فقال يا رسول الله بعثنى أصحابي لتؤدمهم ان كان عندك قال ما يصنع أصحابك بالادم قد ائتدموا فرجع سلمان فخبرهما فانطلقا فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا والذى بعتك بالحق ما أصبنا طعاما منذ نزلنا قال انكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما فنزلت أيحب أحدكم ان ياكل لحم أخيه ميتا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه اداما فمنع فقالوا له انه لبخيل وخيم فنزلت في ذلك * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا قال ان يقول للرجل من خلفه هو كذا يسئ الثناء عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولا يغتب بعضكم بعضا قال ذكر لنا ان الغيبة ان تذكر أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه فان أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة ان تأكل منها فكذلك فاكره لحمها وهو حى * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة قال قيل يا رسول الله ما الغيبة قال ذكرك أخاك بما يكره قال يا رسول الله أرأيت ان كان في أخى ما أقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد والخرائطي في مساوى الاخلاق عن المطلب بن حنطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغيبة ان تذكر المرء بما فيه فقال انما كنا نرى ان نذكره بما ليس فيه قال ذاك البهتان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجت فقالت عائشة يا رسول الله ما أجملها وأحسنها لو لا ان بها قصرا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اغتبتيها يا عائشة فقالت يا رسول الله انما قلت شيا هو بها قال يا عائشة إذا قلت شيا بها فهى غيبة وإذا قلت ما ليس بها فقد بهتها * وأخرج عبد بن حميد عن عون ابن عبد الله قال إذا قلت للرجل بما فيه فقد اغتبته وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد عن
[ 95 ]
معاوية بن قرة قال لو مر بك اقطع فقلت هذا الاقطع كانت غيبة * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين انه ذكر عنده رجل فقال ذاك الاسود قال أستغفر الله أرانى قد اغتبته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد أيحب أحدكم ان ياكل لحم أخيه ميتا قالوا نكره ذلك قال فاتقوا الله * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الغيبة والخرائطي في مساوى الاخلاق وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت لا يغتب بعضكم بعضا فانى كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت امرأة طويلة الذيل فقلت يا رسول الله انها الطويلة الذيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم الفظى فلفظت بضعة لحم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لحق قوما فقال لهم تخللوا فقال القوم والله يا نبى الله ما طعمنا اليوم طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله انى لارى لحم فلان بين ثناياكم وكانوا قد اغتابوه * وأخرج الضياء المقدسي في المختارة عن أنس قال كانت العرب يخدم بعضها بعضا في الاسفار وكان مع أبى بكر وعمر رجل يخدمهما فناما فاستيقظا ولم يهيئ لهما طعاما فقالا ان هذا النؤم فايقظاه فقالا أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له ان أبا بكر وعمر يقرئانك السلام ويستاذنك فقال انهما ائندما فجاآه فقالا يا رسول الله باى شئ ائتدمنا قال بلحم أخيكما والذى نفسي بيده انى لارى لحمه بين ثناياكما فقالا استغفر لنا يا رسول الله قال مراه فليستغفر لكما * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن يحيى بن أبى كثير ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أبو بكر وعمر فارسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسالوه لحما فقال أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعا قالوا من أين فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام فقال من لحم صاحبكم الذى ذكرتم قالوا يا نبى الله انما قلنا انه لضعيف ما يعيننا على شئ قال ذلك فلا تقولوا 7 فرجع إليهم الرجل فاخبرهم بالذى قال فجاء أبو بكر فقال يا نبى الله طا على صماخي واستغفر لى ففعل وجاء عمر فقال يا نبى الله طا على صماخي واستغفر لى ففعل * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له لحمه في الآخرة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا فانه ليأكله ويكلح ويصيح * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا وابن مردويه عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أحداهما إلى الاخرى فجعلتا ياكلان لحوم الناس فجاء منهما رسول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان ههنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتونى بهما فجاءتا فدعا بعس أو قدح فقال لاحداهما قيئى فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح وقال للاخرى قيئى فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملات القدح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتونى ان هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرنا على ما حرم الله عليهما جلست احداهما إلى الاخرى فجعلتا ياكلان لحوم الناس * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة انها سئلت عن الغيبة فاخبرت انها أصبحت يوم الجمعة وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وأتتها جارة لها من نساء الانصار فاغتابتا وضحكتا برجال ونساء فلم يبرحا على حديثهما من الغيبة حتى أقبل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفا من الصلاة فلما سمعتا صوته سكتتا فلما قام بباب البيت ألقى طرف ردائه على أنفسه ثم قال اف اخرجا فاستقيا ثم طهرا بالماء فخرجت أم سلمة فقاءت لحما كثيرا قد أحيل فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين مضتا فسألها عما قاءت فاخبرته فقال ذاك لحم ظللت تأكلينه فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما ظللتما فيه من الغيبة وأخبرتها صاحبتها انها قاءت مثل الذى قاءت من اللحم * وأخرج ابن مردويه عن أبى مالك الاشعري عن كعب بن عاصم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن حرام على المؤمن لحمه عليه حرام ان ياكله ويغتابه بالغيب وعرضه عليه حرام ان يخرقه ووجهه عليه حرام ان يلطمه * وأخرج عبد الرزاق والبخاري في الادب وأبو يعلى وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن أبى هريرة ان ماعزا لما رجم سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه ألم تر إلى هذا الذى ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر يجيفة حمار فقال أين فلان وفلان أنزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا وهل يؤكل هذا قال فانا لتكما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه والذى نفسي بيده انه الآن
[ 96 ]
لفى أنهار الجنة ينغمس فيها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الادب والخرائطي عن عمرو بن العاصى انه مر على بغل ميت وهو في نفر من أصحابه فقال والله لان ياكل أحدكم من هذا حتى يملا بطنه خير له من أن ياكل من لحم رجل مسلم * وأخرج البخاري في الادب وابن أبى الدنيا عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال انهما لا يعذبان في كبير وبكى اما أحدهما فكان يغتاب الناس واما الآخر فكان لا 7 يتاذى من البول فدعا بجريدة رطبة فكسرها ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر فقال اما انه سيهون من عذابهما ما كانا رطبتين * وأخرج البخاري في الادب عن ابن مسعود قال من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيرا في الدنيا والآخرة ومن اغتيب عنده فلم ينصره جزاه الله بها في الدنيا والآخرة شرا وما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن ان قال فيه ما يعلم فقد اغتابه ومن قال فيه ما لا يعلم فقد بهته * وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذه الريح هذه ريح الذين يغتابون الناس * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقع في الرجل وأنت في ملا فكن للرجل ناصرا وللقوم زاجرا وقم عنهم ثم تلا هذه الآية أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الربانيف وسبعون بابا أهونهن بابا مثل من تكح أمه في الاسلام ودرهم الربا أشد من خمس وثلاثين زنية وأشر الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته * وأخرج أحمد وأبو داود والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى مررت بقوم لهم أظفار من تحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم * وأخرج أحمد وأبو داود والبيهقي أبو يعلى والطبراني والحاكم عن المستور دان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل برجل مسلم أكلة فان الله يطعمه مثلها من جهنم ومن كسى برجل مسلم ثوبا فان الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مقام سمعة أو رياء فان الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصوموا يوما ولا يفطرن أحد حتى آذن له فصام الناس فلما أمسوا جعل الرجل يجئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ظللت منذ اليوم صائما فاذن لى فلافطرن فياذن له حتى جاء رجل فقال يا رسول الله ان فتاتين من أهلك ظلتا منذ اليوم صائمتين فاذن لهما فليفطر افاعرض عنه ثم أعاد عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صامتا وكيف صام من ظل ياكل لحوم الناس اذهب فمرهما ان كانتا صائمتين أن يستقيآ ففعلتا فقاءت كل واحدة منهما علقة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو صامتا وبقى فيهما لا كلتهما النار * وأخرج البيهقى عن عائشة رضى الله عنها قالت لا يتوضا أحدكم من الكلمة الخبيثة يقولها لاخيه ويتوضا من الطعام الحلال * وأخرج البيهقى عن ابن عباس وعائشة رضى الله عنهما قالا الحدث حدثان حدث من فيك وحدث من نومك وحدث الفم أشد الكذب والغيبة * وأخرج البيهقى عن ابراهيم قال الوضوء من الحدث وأذى المسلم * وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاف والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر وكانا صائمين فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال أعيدا وضوء كما وصلاتكما وامضيا في صومكا واقضيا يوما آخر مكانه قالا لم يا رسول الله قال قد اغتبتما فلانا * وأخرج الخرائطي وابن مردويه والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها قالت أقبلت امرأة قصيرة والنبى صلى الله عليه وسلم جالس قالت فاشرت بابهامى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اغتبتها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رجلا قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم فرؤى في مقامه عجز فقال بعضهم ما أعجز فلانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكلتم الرجل واغتيتموه * وأخرج البيهقى عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ما أعجزه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتم الرجل قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه قال لو قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه * وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القوم
[ 97 ]
رجلا فقالوا ما ياكل الا ما أطعم ولا يرحل الا ما رحل له وما أضعفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتم أخاكم قالوا يا رسول الله وغيبة بما يحدث فيه فقال بحسبكم أن تحدثوا عن أخيكم بما فيه * وأخرج أبو داود والدارقطني في الافراد والخرائطي والطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله فان العبد إذا قال سبحان الله وبحمده كتب الله لها بها عشرا ومن عشر إلى مائة ومن مائة إلى ألف ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن أعان على خصومة بغير علم فقد باء بسخط من الله ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى ياتي بالمخرج ومن مات وعليه دين اقتص من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يرمى رجلا بكلمة تشينه الا حبسه الله يوم القيامة في طينة الخبال حتى ياتي منها بالمخرج * وأخرج البيهقى عن الاوزاعي قال بلغني انه يقال للعبد يوم القيامة قم فخذ حقك من فلان فيقول ما لى قبله حى فيقال بلى ذكرك يوم كذا وكذا بكذا وكذا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبى سعيد وجابر بن عبد الله رضى الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا قالوا يا رسول الله وكيف الغيبة أشد من الزنا قال ان الرجل ليزني فيتوب فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفرها له صاحبه * وأخرج البيهقى عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغيبة أشد من الزنا فان صاحب الزنا يتوب وصاحب الغيبة ليس له توبة * وأخرج البيهقى من طريق غياث بن كلوب الكوفى عن مطرف عن سمرة بن جندب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض البيت اللحم فسالت مطر فاما يعنى باللحم قال الذى يغتاب فيه الناس وباسناده عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل بين يدى حجام وذلك في رمضان وهما يغتابان رجلا فقال أفطر الحاجم والمحجوم قال البيهقى غياث هذا مجهول * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن المبارك قال إذا اغتاب رجل رجلا فلا يخبره به ولكن يستغفر الله * وأخرج البيهقى بسند ضعيف عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته * وأخرج البيهقى في الشعب عن شعبة قال الشكاية والتحذير ليسا من الغيبة * وأخرج البيهقى عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه قال ثلاثة ليست لهم غيبة الامام الجائر والفاسق المعلن بفسقه والمبتدع الذى يدعو الناس إلى بدعته * وأخرج البيهقى عن الحسن رضى الله عنه قال ليس لاهل البدع غيبة * وأخرج البيهقى عن زيد بن أسلم رضى الله عنه قال انما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصى * وأخرج البيهقى وضعفه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له * وأخرج البيهقى وضعفه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كى يعرفه الناس ويحذره الناس * وأخرج البيهقى عن الحسن البصري قال ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة فاسق معلن الفسق والامير الجائر وصاحب البدعه المعلن البدعة * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيآته في كفة فترجح السيآت فتجئ بطاقة فتوضع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فما من عمل عملته في ليلى ونهارى الا وقد استقبلت به فقيل هذا ما قيل وأنت منه برئ فينجو بذلك * وأخرج الحكيم الترمذي عن على بن أبى طالب قال البهتان على البرئ أثقل من السموات * قوله تعالى (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن أبى مليكة قال لما كان يوم الفتح رقى بلال فأذن على الكعبة فقال بعض الناس هذا العبد الاسود يؤذن على ظهر الكعبة وقال
[ 98 ]
بعضهم ان يسخط الله هذا يغيره فنزلت يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وابن مردويه والبيهقي في سننه عن الزهري قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم فقالوا يا رسول الله أتزوج بنا تنامو الينا فانزل الله يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية قال الزهري نزلت في أبى هند خاصة قال وكان أبو هند حجام النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحموا أبا هند وانكحوا إليه قالت ونزلت يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال ما خلق الله الولد الا من نطفة الرجل والمرأة جميعا وذلك ان الله يقول انا خلقناكم من ذكر وأنثى * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب ان هذه الآية في الحجرات انا خلقناكم من ذكر وأنثى هي مكية وهى للعرب خاصة الموالى أي قبيلة لهم وأى شعاب وقوله ان أكرمكم عند الله أتقاكم قال أتقاكم للشرك * وأخرج البخاري وابن جرير عن ابن عباس وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الشعوب الجماع والقبائل الافخاذ التى يتعارفون بها * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس وجعلناكم شعوبا وقبائل قال القبائل الافخاذ والشعوب الجمهور مثل مضر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعب هو النسب البعيد والقبائل كما سمعته يقول فلان من بنى فلان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وجعلناكم شعوبا قال النسب البعيد والقبائل قال دون ذلك جعلنا هذا لتعرفوا فلان بن فلان من كذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال القبائل رؤس القبائل والشعوب الفضائل والافخاذ * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الاركان بمعجمة ينه فلما خرج لما يجد منا ؟ خا فنزل على أيدى الرجال فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذى أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها بآبائها الناس رجلان بر تقى كريم على الله وفاجر شقى هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى إلى قوله خبير ثم قال أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال يا أيها الناس الا ان ربكم واحد ألا أن أباكم واحد ألا لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمي على عربي ولا لاسود على أحمر ولا ؟ حمر على أسود الا بالتقوى ان أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت قالوا بلى يا رسول الله قال فليبلغ الشاهد الغائب * وأخرج البيهقى عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها بآبائها كلكم لآدم وحواء كطف الصاع بالصاع وان أكرمكم عند الله أتقاكم فمن أتاكم ترضون دينه وأمانته فزوجوه * وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أنسابكم هذه ليست بمسيئة على أحد كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملؤه ليس لاحد على أحد فضل الا بدين وتقوى ان الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت اليكم ورفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون أين المتقون ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج الطيرانى وابن مردويه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يوم القيامة أيها الناس انى جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم عند الله أتقاكم قابيتم الا أن تقولوا فلان أكرم من فلان وفلان أكرم من فلان وانى اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم الا ان أوليائي المتقون * وأخرج الخطيب عن على بن أبى طالب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة أوقف العباد بين يدى الله تعالى غر لا بهما فيقول الله عبادي أمرتكم فضيعتم أمرى ورفعتم أنسابكم فتفاخرتم بها اليوم أضع أنسابكم أنا الملك الديات أين المتقون أين المتقون ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج ابن مردويه عن سعيد رضى الله عنه قال قال
[ 99 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من التراب ولا فضل لعربى على عجمى ولا عجمى على عربي ولا أحمر على أبيض ولا أبيض على أحمر الا بالتقوى * وأخرج الطبراني عن حبيب بن خراش القصرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلمون اخوة لا فضل لاحد على أحد الا بالتقوى * وأخرج أحمد عن رجل من بنى سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا وقال بيده إلى صدره وما تواد رجلان في الله فيفرق بينهما الا حدث يحدث أحدهما والمحدث شر والمحدث شر والمحدث شر * وأخرج البخاري والنسائي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم قال أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فاكرم الناس يوسف نبى الله ابن نبى الله ابن نبى الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسالك قال فعن معادن العرب تسألوني قالوا نعم قال خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا * وأخرج أحمد عن أبى ذر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له انظر فانك لست بخير من أحمر ولا اسود الا ان تفضله بتقوى * وأخرج البخاري في الادب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى حتى بلغ ان أكرمكم عند الله أتقاكم فيقول الرجل للرجل أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من أحد الا بتقوى الله * وأخرج البخاري في الادب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما تعدون الكرم وقد بين الله الكرم وأكرمكم عند الله اتقاكم وما تعدون الحسب أفضلكم حسبا أحسنكم خلقا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن درة بنت أبى لهب قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير فقال خير الناس اقرؤهم وأتقاهم لله عزوجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والطبراني والدارقطني والحاكم وصححه عن سمرة بن جندب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسب المال والكرم التقوى * وأخرج أحمد عن عائشة رضى الله عنها قالت ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ من الدنيا ولا أعجبه أحد قط الا ذو تقوى * وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله أهاب الله منه كل شئ ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شئ * وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحياء زينة والتقى كرم وخير المركب الصبر وانتظار الفرج من الله عبادة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبده شرا جعل فقره بين عينيه * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أوصني فقال عليك بتقوى الله فانها جماع كل خير وعليك بالجهاد فانها رهبانية المسلمين وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله فانه نور لك في الارض وذكر لك في السماء واخزن لسانك الا من خير فانك بذلك تغلب الشيطان * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى نضرة رضى الله عنه ان رجلا رأى انه دخل الجنه فرأى مملوكه فوقه مثل الكوكب فقال والله يا رب ان هذا المملوكى في الدنيا فما أنزله هذه المنزلة قال هذا كان أحسن عملا منك * وأخرج الترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فان صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منساة في الاثر * وأخرج البزار عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بابائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان * وأخرج أحمد عن أبى ريحانة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتسب لى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا وكبرا فهو عاشرهم في النار * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم عن أبى مالك الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من الجاهلية لا تتركهن أمتى الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهما تفر النياحة والطعن في الانساب * قوله تعالى (قالت الاعراب آمنا) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى
[ 100 ]
الله عنه في قوله قالت الاعراب آمنا قال أعراب بنى أسد بن خزيمة وفي قوله ولكن قولوا أسلمنا قال استسلمنا مخافة القتل والسبي * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله قالت الاعراب آمنا قال نزلت في بنى أسد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قالت الاعراب آمنا الآية قال لم تعلم هذه الآية الاعراب ولكنها الطوائف من الاعراب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا قال لعمري ما عمت هذه الآية الاعراب ان من الاعراب لمن يؤمن بالله واليوم الآخر ولكن انما أنزلت في حى من أحياء العرب منوا بالاسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فقال الله لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن داود بن أبى هند انه سئل عن الايمان فتلا هذه الآية قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا قال الاسلام الاقرار والايمان التصديق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري في الآية قال ترى ان الاسلام الكلمة والايمان العمل * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص ان نفرا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم الا رجلا منهم فقلت يا رسول الله أعطيتهم وتركت فلانا والله انى لاراه مؤمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلم قال ذلك ثلاثا * وأخرج ابن قانع وابن مردويه من طريق الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم قسما فاعطى أناسا ومنع آخرين فقلت يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن فقال لا تقل مؤمن ولكن قل مسلم وقال الزهري قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام علانية والايمان في القلب ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات ويقول التقوى ههنا التقوى ههنا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا الآية قال وذلك انهم أرادوا ان يتسموا باسم الهجرة ولا يتسموا باسمائهم التى سماهم الله وكان هذا أول الهجرة قبل ان تترك المواريث لهم * قوله تعالى (وان تطيعوا الله ورسوله) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا يلتكم بغير ألف ولا همزة مكسورة اللام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شهر رمضان فرض عليكم صيامه والصلاة بالليل بعد الفريضة نافلة لكم والله لا يلتكم من أعمالكم شيا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لا يلتكم قال لا يظلمكم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد لا يلتكم لا ينقصكم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله لا يالتكم قال لا ينقصكم بلغة بنى عبس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الحطيئة العبسى أبلغ سراة بنى سعد مغلغلة * جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة لا يالتكم لا يظلمكم من أعمالكم شيا ان الله غفور رحيم قال غفور للذنب الكبير رحيم بعباده * قوله تعالى (انما المؤمنون) الآية * أخرج أحمد والحكيم والترمذي عن أبى سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذى أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذى إذا أشرف على طمع تركه لله * قوله تعالى (يمنون عليك) الآية * أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن عبد الله بن أبى أوفى ان أناسا من العرب قالوا يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فانزل الله يمنون عليك ان أسلموا الآية * وأخرج النسائي والبزار وابن مردويه عن ابن عباس قال جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أسلمنا وقاتلك العرب ولم نقاتلك فنزلت هذه الآية يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وابن جرير عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الاعراب من بنى أسد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا جئناك ولم نقاتلك فانزل الله يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج ابن أبى
[ 101 ]
حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لما فتحت مكة جاء ناس فقالوا يا رسول الله انا قد أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فانزل الله يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظى قال قدم عشرة رهط من بنى أسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع وفيهم حضرمى بن عامر وضرار بن الازور ووابصة بن معبد وقتادة بن القائف وسلمة بن حبيش ونقادة بن عبد الله بن خلف وطليحة بن خويلد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم يا رسول الله انا شهدنا ان الله وحده لا شريك له وانك عبده ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث الينا بعثا ونحن لمن وراءنا سلم فانزل الله يمنون عليك ان أسلموا الآية * وأخرج الطبراني عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطاني ربى السبع الطوال مكان التوراة والمئين مكان الانجيل وفضلت بالمفصل * وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن أبى قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السبع مكان التوراة وأعطيت المثانى مكان الانجيل وأعطيت كذا وكذا مكان الزبور وفضلت بالمفصل * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال الطول مكان التوراة والمئين كالانجيل والمثاني كالزبور وسائر القرآن بعد فضل على الكتب * (سورة ق مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة ق بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال نزلت المفصل بمكة فمكثنا حججا نقرؤه لا ينزل غيره * وأخرج ابن أبى داود وابن عساكر عن عثمان بن عفان انها لما ضربت يده قال والله انها لاول يد خطت المفصل * وأخرج أحمد والطبراني وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الانجيل المثانى وفضلت بالمفصل * وأخرج الدارمي والطبراني ومحمد بن نصر والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال ان لكل شئ لبابا وان لباب القرآن المفصل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود وابن ماجه عن أوس بن حذيفة قال قدمنا في وفد ثقيف فسالت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجزؤن القرآن قالوا ثلث وخمس وسبع وتسع واحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده * وأخرج البيهقى في السنن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة الا وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف ومسلم عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ق والقرآن المجيد * وأخرج سعيد بن منصور واللفظ له ومسلم وابن ماجه عن قطبة بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الاولى ق والقرآن المجيد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبى واقد الليثى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد بقاف واقتربت * وأخرج أحمد ومسلم وابن أبى شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن أم هشام ابنة حارثة قالت ما أخذت ق والقرآن المجيد الا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس * وأخرج ابن سعد عن أم صبية خوله بنت قيس الجهنية قالت كنت أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وأنا في مؤخر النساء فاسمع قراءته ق والقرآن المجيد على المنبر وأنا في مؤخر المسجد * وأخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمو عم يتساءلون وتعلموا ق والقرآن المجيد وتعلموا والنجم إذا هوى والسماء ذات البروج والسماء والطارق * قوله تعالى (ق) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ق قال هو اسم من أسماء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال خلق الله تعالى من وراء هذه الارض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الارض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات قال وذلك قوله والبحر يمده من بعده سبعة أبحر * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله ق قال جبل من
[ 102 ]
زمرد محيط بالدنيا عليه كنفا السماء * وأخرج ابن أبى الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال خلق الله جبلا يقال له ق محيط بالعالم وعروة إلى الصخرة التى عليها الارض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذى يلى تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تخرك القرية دون القرية * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال ق جبل محيط بالارض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ق اسم من أسماء القرآن * قوله تعالى (والقرآن المجيد) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس والقرآن المجيد قال الكريم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال القرآن المجيد ليس شئ أحسن منه ولا أفضل منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جزيج في قوله ذلك رجع بعيد قال أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قد علمنا ما تنقص الارض بينهم قال من أجسادهم وما يذهب منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قد علمنا ما تنقص الارض منهم قال ما تأكل الارض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال يعنى الموتى تأكلهم الارض إذا ماتوا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وعندنا كتاب حفيظ قال لعدتهم وأسمائهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في أمر مريج يقول مختلف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق أبى جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله في أمر مريج يقول الشئ المريج الشئ المنكر المتغير أما سمعت قول الشاعر فجالت والتمست به حشاها * فخر كانه خوط مريج * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في أمر مريج يقول في أمر ضلالة * وأخرج ابن الانباري في كتاب الوقف والخطيب في تالى التخليص والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله في أمر مريج قال مختلط قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر فراغت ؟ انتقذت به حشاها * فخر كانه خوط مريج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله في أمر مريج قال ملتبس وفى قوله ما لها من فروج قال شقوق * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله تعالى من كل زوج بهيج قال لزوج الواحد والبهيج الحسن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول وكل زوج من الديباج يلبسه * أبو قدامة محبوك يداه معا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله كل زوج بهيج قال حسن تبصرة قال نعم تبصرة للعباد وذكرى لكل عبد منيب قال المنيب المقبل ؟ قلبه إلى الله وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله تبصرة قال بصيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله لكل عبد * وأخرج البخاري في الادب عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان إذا أمطرت السماء يقول يا جارية اخرجي سرجى اخرجي ثيابي ويقول ونز ؟ ا من السماء غباركا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله وأنزلنا من السماء ماء مباركا قال المطر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وحب الحصيد قال الحنطة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وحب الحصيد قال هو البر والشعير * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن قطبة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح ق فلما أتى على هذه الآية والنخل باسقات لها طلع نضيد قال قطبة فجعلت أقول ما أطولها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والنخل باسقات قال الطول * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال سألت عكرمة عن النخل باسقات فقلت ما بسوقها قال بسوقها طلعها لم ثر انه قال للشاة إذا حان ولادها بسقت قال فرجعت إلى سعيد ابن جبير فقلت له فقال كذب بسوفها طولها في كلام العرب ألم تر ان الله قال والنخل باسقات ثم قال طلع نضيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد في قوله والنخل باسقات قال استقامتها * وأخرج ابن
[ 103 ]
المنذر عن عكرمة قال بسوقها التفافها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لها اطلع نضيد قال متراكم بعضه على بعض * قوله تعالى (كذبت قبلهم قوم نوح) الآية * أخرج ابن المنذر وابن جرير عن مجاهد في قوله فحق وعيد قال ما أهلكوا به تخويفا لهم وفى قوله أفعيينا بالخلق الاول قال أفعيى علينا حين أنشاناكم بل أنتم في ليس من خلق جديد قال يمترون بالبعث * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أفعيينا بالخلق الاول يقول لم يعينا الخلق الاول وفى قوله بل هم في ليس من خلق جديد يقول في شك من البعث * قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل الله من ابن آدم أرفع المنازل هو أقرب إليه من حبل الوريد وهو يحول بين المرء وقلبه وهو آخذ بناصية كل دابة وهو معهم أينما كانوا * وأخرج ابن المنذر عن جويبر رضى الله عنه قال سألت الضحاك عن قوله ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال ليس شئ أقرب إلى ابن آدم من حبل الوريد والله أقرب إليه منه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من حبل الوريد قال عرق العنق * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من حبل الوريد قال نياط القلب وما حمل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من حبل الوريد قال الذى في الحلق * قوله تعالى (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله إذ يتلقى المتلقيان قال مع كل انسان ملكان ملك عن يمينه وآخر عن شماله فاما الذى عن يمينه فيكتب الخير وأما الذى عن شماله فيكتب الشر * وأخرج ابو نعيم والديلمي عن معاذ بن جبل مرفوعا ان الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما عن الناجذين وجعل لسانه قلمهما وريقه مدادهما * وأخرج ابو نعيم في الحلية عن مجاهد قال اسم صاحب السيآت قعيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال عن اليمين كاتب الحسنات وعن الشمال كاتب السيآت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يلفظ من قول الآية قال يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى انه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فاقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال انما يكتب الخير والشر لا يكتب يا غلام اسرج الفرس ويا غلام اسقنى الماء * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لا يكتب الا ما يؤجر عليه ويؤزر فيه لو قال رجل لامرأته تعالى حتى نفعل كذا وكذا كان يكتب عليه شئ * وأخرج ابن أبى الدنيا في الفدية من طريق الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يلفظ من قول الآية قال كاتب الحسنات عن يمينه يكتب حسناته وكاتب السيات عن يساره فإذا عمل حسنة كتب صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه حتى يسبح أو يستغفر فإذا كان يوم الخميس كتب ما يجزى به من الخير والشر ويلقى ما سوى ذلك ثم يعرض على أم الكتاب فيجده بحملنه فيه * وأخرج ابن أبى الدنيا في الصمت عن على قال لسان الانسان قلم الملك وريقه مداده * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن المنذر عن الاحنف بن قيس في قوله عن اليمين وعن الشمال قعيد قال صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمير على صاحب الشمال فان أصاب العبد خطيئة قال امسك فان استغفر اللله نهاه أن يكتبها وان أبى الا ان يصر كتبها * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة من طريق ابن المبارك عن ابن جريج قال ملكان أحدهما على يمينه يكتب الحسنات وملك عن يساره يكتب السيئات فالذي عن يمينه يكتب بغير شهادة من صاحبه ان قعد فاحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وان مشى فاحدهما امامه والآخر خلفه وان رقد فاحدهما عند رأسه والآخر عند رجلية قال ابن المبارك وكل به خمسة املاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيآن ويذهبان وملك خامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله رقيب عتيد قال رصيد * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حجاج بن دينار قال قلت لابي معشر الرجل يذكر الله في نفسه كيف تكتبه الملائكة قال يجدون الريح * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى عمران الجونى قال
[ 104 ]
بلغنا ان الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا كل عشية بعد العصر فينادى الملك الق تلك الصحيفة وينادى الملك الآخر ألق تلك الصحيفة فيقولون ربنا قالوا خيرا وحفظنا عليهم فيقول انهم لم يريدوا به وجهى وانه لا أقبل الا ما أريد به وجهى وينادى الملك الآخر اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا فيقول يا رب انه لم يعمله فيقول انه نواه وأخرج ابن المبارك وابن أبى الدنيا في الاخلاص وأبو الشيخ في العظمة عن ضمرة ابن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة يصعدون بعمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدى وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدى هذا لم يخلص لى عمله فاجعلوه في سجين قال ويصعدون بعمل العبد من عباد الله فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدى وأنا رقيب على ما في نفسه فضا عفوه له واجعلوه في عليين * وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فاراد صاحب الشمال ان يكتبها قال صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فان استغفر الله منها لم يكتب عليه شيأ وان لم يستغفر الله كتب عليه سيئة واحدة * وأخرج أبو الشيخ في التفسير عن حسان بن عطية قال تذاكروا مجلسا فيه مكحول وابن أبى زكريا ان العبد إذا عمل خطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات فان استغفر الله والا تكتب عليه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن أبى رباح انه قال ان من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله ان يقرأه أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر وان تنطق بحاجتك في معيشتك التى لابد لك منها أتنكرون ان عليكم حافظين كراما كاتبين وان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو نشر صحيفته التى ملا صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في شعب الايمان من طريق الاوزاعي عن حسان بن عطية قال بينما رجل راكب على حمار إذ عثر به فقال تعست فقال صاحب اليمين ما هي بحسنة فاكتبها وقال صاحب الشمال ما هي بسيئة فاكتبها فنودى صاحب الشمال ان ما ترك صاحب اليمين فاكتبه * واخرج ابن أبى شيبة عن بكر بن ماعز قال جاءت بنت الربيع بن خيثم وعنده أصحاب له فقالت يا أبتاه اذهب العب قال لا قال له أصحابه يا أبا يزيد اتركها قال لا يوجد في صحيفتي انى قلت لها اذهبي فالعبى لكن اذهبي فقولي خيرا وافعلى خيرا * وأخرج البيهقى في الشعب عن حذيفة بن اليمان ان الكلام بسبعة أغلاق إذا خرج منها كتب وإذا لم يخرج لم يكتب القلب واللهاة واللسان والحنكين والشفتين * وأخرج الخطيب في رواة مالك وابن عساكر عن مالك انه بلغه ان كل شئ يكتب حتى أنين المريض * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال يكتب على ابن آدم كل شئ يتكلم به حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن عساكر عن الفضيل بن عيسى قال إذا احتضر الرجل قيل للملك الذى كان يكتب له كف قال لا وما يدرينى لعله يقول لا اله الا الله فاكتبها له * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال يكتب من المريض كل شئ حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن يسار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين اكتبوا لعبدي مثل الذى كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه * وأخرج ابن أبى شيبة عن سلمان قال إذا مرض العبد قال الملك يا رب ابتليت عبدك بكذا فيقول ما دام في وثاقي فاكتبوا له مثل عمله الذى كان يعمل * وأخرج ابن أبى شية والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ قال إذا ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال ارفع وقال لصاحب اليمين اكتب لعبدي ما كان يعمل * وأخرج ابن أبى شيبة عن النضر بن أنس قال كنا نتحدث منذ خمسين سنة انه ما من عبد يمرض الا قال الله لكاتبيه اكتبا لعبدي ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى قلابة قال إذا مرض الرجل على عمل صالح اجرى له ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمة قال إذا مرض الرجل رفع له كل يوم ما كان يعمل * وأخرج ابن أبى شيبة عن ثابت بن مسلم بن يسار قال إذا مرض العبد كتب له أحسن ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبى شيبة والدار قطني في الافراد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمر ورضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده
[ 105 ]
الا أمر الله الحفظة فقال اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما دام مشدود في وثاقي * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرض أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبيهقي عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتلى الله المؤمن ببلاء في جسده قال للملك اكتب له صالح عمله الذى كان يعمل فان شفاه غسله وطهره وان قبضه غفر له ورحمه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضى الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به قد مات فائذن لنا ان نصعد إلى السماء فيقول الله سمائي مملوأة من ملائكتي يسبحونى فيقولان أنقيم في الارض فيقول الله أرضى مملوأة من خلقي يسبحونى فيقولان فاين فيقول قوما على قبر عبدى فسبحاني واحمدانى وكبرانى واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن عمر ابن ذر عن أبيه رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد ولينظر ما يقول * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا مثله * قوله تعالى (وجاءت سكرة الموت بالحق) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج وجاءت سكرة الموت قال غمرة الموت * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول لا اله الا الله ان للموت سكرات * وأخرج الحاكم وصححه عن القاسم بن محمد رضى الله عنه انه تلا وجاءت سكرة الموت بالحق فقال حدثتني أم المؤمنين رضى الله عنها قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم أعنى على سكرات الموت * وأخرج ابن سعد عن عروة رضى الله عنه قال لما مات الوليد بن الوليد بكته أم سلمة فقالت يا عين فابكى للوليد * بن الوليد بن المغيره كان الوليد بن الوليد * أبا لوليد فتى العشيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا يا أم سلمة ولكن قولى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن عائشة قالت لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل قال أبو بكر رضى الله عنه بل جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد قدم الحق وأخر الموت * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن ابن أبى مليكة رضى الله عنه قال صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل منزلا قام شطر الليل فسئل كيف كانت قراءته قال قرأ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فجعل يرثل ويكثر في ذلك التسبيح * وأخرج أحمد وابن جرير عن عبد الله بن اليمنى مولى الزبير بن العوام قال لما حضر أبو بكر تمثلت عائشة بهذا البيت أعاذل ما يغنى الحذار عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال أبو بكر رضى الله عنه ليس كذلك يا بنية ولكن قولى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * قوله تعالى (ما كنت منه تحيد) * أخرج الطبراني عن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذى يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الارض بدين فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل حجره فقالت له الارض يا ثعلب دينى فخرج 7 خصاص فلم يزل كذلك حتى انقطعت عنقه فمات * قوله تعالى (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور وابن عساكر عن عثمان ابن عفان رضى الله عنه انه قرأ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة
[ 106 ]
رضى الله عنه في قوله وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال السائق الملك والشهيد العمل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سائق وشهيد قال السائق من الملائكة والشهيد شاهد عليه من نفسه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله سائق وشهيد قال السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الايدى والارجل والملائكة أيضا شهداء عليهم * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سائق وشهيد قال الملكان كاتب وشهيد * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ان آدم لقى غفلة عما خلق له ان الله إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه اكتب أثره اكتب أجله اكتب شقيا أم سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا فيحفظه حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك ثم يوكل الله به ملكبن يكتبان حسناته وسيآته فإذا حضره الموت ارتفع ذلك الملكان وجاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا أدخل قبره رد الروح في جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيآت فبسطا كنا با معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق وآخر شهيد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قدامكم لامرا عظيما لا تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم * قوله تعالى (لقد كنت في غفلة) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لقد كنت في غفلة من هذا قال هو الكافر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فكشفنا عنك غطاءك قال الحياة بعد الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد قال عاين الآخرة فنظر إلى ما وعده الله فوجده كذلك * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله فبصرك اليوم قال إلى لسان الميزان حديد قال حديد النظر شديد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قال قرينه قال الشيطان * وأخرج الفريابى عن مجاهد في قوله وقال قرينه قال الشيطان الذى قيض له * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال قرينه قال ملكه هذا ما لدى عتيد قال الذى عندي عتيد للانسان حفظته حتى جئت به وفى قوله قال قرينه ربنا ما أطغيته قال هذا شيطانه * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم في قوله كل كفار عنيد قال مناكب عن الحق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله القيا في جهنم كل كفار عنيد قال كفار بنعم الله عنيد عن طاعة الله وحقه متاع للخير قال الزكاة المفروضة معتد مريب قال معتد في قوله وكلامه آثم بربه فقال هذا المنافق الذى جعل مع الله الها آخر قال هذا المشرك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن منصور قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا ولا أنت قاولا انا الا ان الله أعانني عليه فاسلم فلا يامرني الا بخير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تختصموا لدى قال انهم اعتذروا بغير عذر فابطل الله عليهم حجتهم ورد عليهم قولهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قال لا تختصموا لدى قال عندي وقد قدمت اليكم بالوعيد قال على لسان الرسل ان من عصاني عذبته * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال قلت لابي العالية قال الله لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد وقال ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فكيف هذا قال نعم أما قوله لا تختصموا لدى فهؤلاء أهل الشرك وقوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فهؤلاء أهل القبلة يختصمون في مظالمهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ما يبدل القول لدى قال قد قضبت ما أنا فاض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ما يبدل القول لدى قال ههنا القسم * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به الصلاة خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسا ثم نودى يا محمد انه لا يبدل القول لدى وان لك بهذه الخمس خمسين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وما أنا بظلام للعبيد قال ما أنا بمعذب من لم يجترم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد قال وهل في من مكان يزاد في * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
[ 107 ]
عن مجاهد في الآية قال حتى تقول فهل من مزيد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال وعدها الله ليملانها فقال أو فينك فقالت وهل من مسلك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في قصور الجنة * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابى هريرة رفعه يقال لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد فيضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لى لا يدخلنى الا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتى أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار انما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فان الله ينشى لها خلقا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلنى الجبابرة والمتكبرون والملوك والاشراف وقالت الجنة أي رب يدخلنى الضعفاء والفقراء والمساكين فيقول الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتى وسعت كل شئ ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقى فيها أهلها فتقول هل من مزيد ويلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى ياتيها عزوجل فيضع قدمه عليها فتزوى وتقول قدنى قدنى وأما الجنة فيلقى فيها ما شاء الله ان يلقى فينشئ لها خلقا ما يشاء * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبى بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرفني الله نفسه يوم القيامة فاسجد سجدة يرضى بها عنى ثم أمدحه مدحة يرضى بها عنى ثم يؤذن لى في الكلام ثم تمر أمتى على الصراط مضروب بين ظهرانى جهنم فيمرون أسرع من الطرف والسهم وأسرع من أجود الخيل حتى يخرج الرجل منها يحبو وهى الاعمال وجهنم تسال المزيد حتى يضع فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدعى يوم القيامة أنا فاقوم فالبى ثم يؤذن لى في السجود فاسجد له سجدة يرضى بها عنى ثم يؤذن لى فارفع رأسي فادعو بدعاء يرضى به عنى فقلنا يا رسول الله كيف تعرف أمنك يوم القيامة قال يعرفون غرا محجلين من أثر الطهور فيردون على الحوض ما بين عدن إلى عمان بصرى أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك فيه من الآنية عدد نجوم السماء من ورده فشرب منه لم يظما بعده أبدا ومن صرف عنه لم يرو بعده أبدا ثم يعرض الناس على الصراط فيمر أوائلهم كالبرق ثم يمرون كالريح ثم يمرون كالطرف ثم يمرون كاجاويد الخيل والركاب وعلى كل حال وهى الاعمال والملائكة جانبى الصراط يقولون رب سلم سلم فسالم ناج ومخدوش ناج ومرتبك في النار وجهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين ما شاء الله ان يضع فتقبض وتغرغر كما تغرغر المزادة الجديدة إذا ملئت وتقول قط قط * قوله تعالى (وأزلفت الجنة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أزلفت الجنة قال زينت الجنة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن التميمي قال سالت ابن عباس عن الاواب الحفيظ قال حفظ ذنوبه حتى رجع عنها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن سعيد بن سنان في قوله لكل أواب حفيظ قال حفظ ذنوبه فتاب منها ذنبا ذنبا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن سعيد ابن المسيب قال الاواب الذى يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب حتى يختم الله له بالتوبة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن انس بن خباب قال قال لى مجاهد ألا أنبئك بالاواب الحفيظ هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا فبستغفر له * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن عمير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير قال كنا نعد الاواب الحفيظ
[ 108 ]
الذى يكون في المجلس فإذا أراد أن يقوم قال اللهم اغفر لى ما أصبت في مجلسي هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لكل أواب قال مطيع لله حفيظ قال لما استودعه الله من حقه ونعمه وفى قوله وجاء بقلب منيب قال منيب إلى الله مقبل إليه وفى قوله ادخلوها بسلام قال سلموا من عذاب الله وسلم الله عليهم ذلك يوم الخلود قال خلدوا والله فلا يموتون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله من خشى الرحمن بالغيب قال يخشى ولا يرى * قوله تعالى (لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد) * أخرج البزار وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه واللالكائى في السنة والبيهقي في البعث والنشور عن أنس في قوله ولدينا مزيد قال يتجلى لهم الرب عزوجل * وأخرج الشافعي في الام وابن أبى شيبة والبزار وأبو يعلى وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الاوسط وابن مردويه والآجري في الشريعة والبيهقي في الرؤية وأبو نصر السجزى في الابانة من طرق جيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل وفى يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير الا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل وما يوم المزيد قال ان ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب من مسك فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء من الملائكة وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وتحف تلك المنابر بكراسي من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون ثم جاء أهل الجنة فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه ويقول الله أنا ربكم قد صدقتكم وعدى فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسالك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فسلوني فيسألوه حتى تنتهى رغبتهم فيقول لكم ما تمنيتم ولدى مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير وهو اليوم الذى استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوى الساعة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير بسند حسن عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل ان يتحول ثم تأتيه امرأته فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وان أدنى لؤلؤة عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد عليها السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد وانه ليكون عليها سبعون حلة أدناها مثل 7 الغمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وان عليها التيجان ان أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب * وأخرج ابن جرير عن أنس رضى الله عنه قال ان الله إذا أسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار هبط إلى مرج من الجنة أفيح فمد بينه وبين خلقه حجبا من لؤلؤ وحجبا من نور ثم وضعت منابر النور وسرر النور وكراسى النور ثم أذن لرجل على الله بين يديه أمثال الجبال من النور فيسمع دوى تسبيح الملائكة معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذى قد أذن له على الله فقيل هذا المجبول بيده والمعلم الاسماء أمرت الملائكة فسجدت له والذى أبيحت له الجنة آدم قد أذن له على الله ثم يؤذن لرجل آخر بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوى تسبيح الملائكة معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذى قد أذن له على الله فقيل هذا الذى قد اتخذه الله خليلا وجعلت النار عليه بردا وسلاما ابراهيم قد أذن له على الله ثم أذن لرجل آخر على الله بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع معه دوى تسبيح الملائكة وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذى قد أذن له على الله فقيل هذا الذى اصطفاه الله برسالته وقربه نجيا وكلمه كلاما موسى قد أذن له على الله ثم يؤذن لرجل آخر معه مثل جميع مواكب النبيين قبله من بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوى تسبيح الملائكة معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذى قد أذن له على الله فقيل هذا أول شافع وأول مشفع وأكثر الناس واردة وسيد ولد آدم وأول من تنشق عن ذؤابته الارض وصاحب لواء الحمد وقد أذن له على الله فجلس النبيون على منابر النور والصديقون على سرر النور والشهداء على كراسي النور وجلس سائر الناس على كثبان المسك الاذفر الابيض ثم ناداهم الرب تعالى من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني
[ 109 ]
ووفدي يا ملائكتي انهضوا إلى عبادي فاطعموهم فقربت إليهم من لحوم الطير كأنها البخت لا ريش لها ولا عظم فاكلوا ثم ناداهم الرب عزوجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني ووفدي أكلوا اسقوهم فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون باباريق الذهب والفضة باشربة مختلفة لذيذة آخرها كلذه أولها لا يصدعون عنها ولا ينزفون ثم ناذاهم الرب عزوجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا فكهوهم فيقرب إليهم على اطباق مكالة بالياقوت والمرجان من الرطب الذى سمى الله أشد بياضا من اللبن وأشد عذوبة من العسل فاكلوا ثم ناداهم الرب من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا وفكهوا أكسوهم ففتحت لهم ثمار الجنة بحلل مصقولة بنور الرحمن فاكسوها ثم ناداهم الرب عزوجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فهاجت عليهم ريح يقال لها المثيرة باباريق المسك الابيض الاذفر فنفخت على وجوههم من غير غبار ولا قتام ثم ناداهم الرب عزوجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزوارى وجيراني ووفدي أكلوا واشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وعزتي لاتجلين لهم حتى ينظروا إلى فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد فتجلى لهم الرب ثم قال السلام عليكم عبادي انظروا إلى فقد رضيت عنكم فتداعت قصور الجنة وشجرها سبحانك أربع مرات وخر القوم سجدا فناداهم الرب عبادي ارفعوا رؤسكم فانها ليست بدار عمل ولا دار نصب انما هي دار جزاء وثواب وعزتي ما خلقتها الا من أجلكم وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا الا ذكرتكم فوق عرشى * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال حدثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنى جبريل قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة ؟ باى بنات تعاطيه لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوءه ضوء الشمس والقمر ولو ان طاقة من شعرها بدت لما رأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينما هو متكئ معها على أريكته إذا شرق عليه نور من فوقه فيظن ان الله تعالى قد أشرف على خلقه فإذا حوراء تناديه يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن انت يا هذه فتقول أنا من اللواتى قال الله ولدينا مزيد فيتحول إليها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الاولى فبينما هو متكئ على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه يا ولى الله اما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول انا من اللواتى قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد قال لو ان أدنى أهل الجنة نزل به أهل الجنة كلهم لا وسعهم طعاما وشرابا ومجالس وخدما * وأخرج ابن أبى حاتم عن كثير بن مرة قال من المزيد ان تمر السحابة باهل الجنة فتقول ماذا تريدون فامطره لكم فلا يدعون بشئ الا أمطرتهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وكم أهلكنا قبلهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فنقبوا في البلاد قال أثروا * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله فنقبوا في البلاد قال هربوا بلغة اليمن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد نقبوا في البلاد من حذر المو * ت وجالوا في الارض أي مجال * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله فنقبوا في البلاد قال ضربوا في الارض * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله هل من محيص قال هل من مهرب يهربون من الموت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فنقبوا في البلاد هل من محيص قال حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا * قوله تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال انفا ليس معهم قلوب * وأخرج البخاري في الآدب والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب قال ان العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة * وأخرج البيهقى عن على ابن أبى طالب قال التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين والعقل خير صاحب والادب خير ميزان ولا وحشة
[ 110 ]
أشد من العجب * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله أو ألقى السمع قال لا يحدث نفسه بغيره وهو شهيد قال شاهد بالقلب * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله أو ألقى السمع وهو شهيد قال يستمع وقلبه شاهد لا يكون قلبه مكانا آخر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله أو ألقى السمع وهو شهيد قال هو رجل من أهل الكتاب القى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله انه يجد النبي محمدا مكتوبا * قوله تعالى (ولقد خلقنا السموات) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت فانزل الله ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال قالت اليهود ان الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فاكذبهم الله في ذلك فقال وما مسنا من لغوب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وما مسنا من لغوب قال من نصب * وأخرج آدم بن أبى اياس والفريابي وابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله وما مسنا من لغوب قال اللغوب النصب تقول اليهود انه أعيا بعد ما خلقهما * وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوام بن حوشب قال سالت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع احدى رجليه على الاخرى فقال لا باس به انما كره ذلك اليهود زعموا ان الله خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فانزل الله ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * قوله تعالى (فاصبر على ما يقولون) الآية * أخرج الطبراني في الاوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل الغروب صلاة العصر * قوله تعالى (ومن الليل فسبحه وادبار السجود) * أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ومن الليل فسبحه قال العتمة وادبار السجود النوافل * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ومن الليل فسبحه قال الليل كله * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر ادبار النجوم وركعتان بعد المغرب ادبار السجود * وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن على بن أبى طالب قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ادبار النجوم والسجود فقال ادبار السجود الركعتان بعد المغرب وادبار النجوم الركعتان قبل الغداة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطؤعا منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وادبار السجود قال الركعتين بعد المغرب * وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله وادبار السجود قال ركعتان بعد المغرب وادبار النجوم قال ركعتان قبل الفجر * وأخرج ابن المنذر وابن نصر عن أبى تميم الجيشانى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وادبار السجود هما الركعتان بعد المغرب * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم قال كان يقال ادبار السجود الركعتان بعد المغرب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال ادبار السجود الركعتان بعد المغرب * وأخرج عن قتادة والشعبى والحسن مثله * وأخرج ابن جرير عن الاوزاعي أنه سئل عن الركعتين بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى فسبحه وادبار السجود * وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبى حاتم وابن نصر وابن مردويه من طريق مجاهد قال قال ابن عباس رضى الله عنهما ادبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولظ البخاري أمره ان يسبح في ادبار الصلوات كلها * قوله تعالى (واستمع يوم ينادى المنادى) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واستمع يوم ينادى المنادى قال هي الصيحة * وأخرج ابن عساكر والواسطى في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله واستمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال يقف اسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والاشعار المتقطعة ان الله يامرك ان تجتمعي لفصل الحساب * وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله واستمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال ملك قائم على صخرة بيت المقدس ينادى يا أيتها العظام البالية والاوصال المتقطعة ان الله
[ 111 ]
يامركن أن تجتمعن لفصل القضاء * وأخرج ابن جرير عن بريدة قال ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع أصبعيه في أذنيه ينادى يقول يا أيها الناس هلموا إلى الحساب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والواسطى عن قتادة في قوله يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال كنا نحدث انه ينادى من بيت المقدس من الصخرة وهى أوسط الارض وحدثنا ان كعبا قال هي أقرب الارض إلى السماء بثمانية عشر ميلا * وأخرج الواسطي عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال من صخرة بيت المقدس * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يوم يسمعون الصيحة بالحق قال يسمع النفخة القريب والبعيد * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ذلك يوم الخروج قال يوم يخرجون إلى البعث من القبور * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يوم تشقق الارض عنهم سراعا قال تمطر السماء عليهم حتى تشقق الارض عنهم * وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الارض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتى أهل البقيع فيحشرون معى ثم انتظر أهل مكة وتلا ابن عمر يوم تشقق الارض عنهم سراعا الآية * قوله تعالى (وما أنت عليهم بجبار) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما أنت عليهم بجبار قال لا تتجبر عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما أنت عليهم بجبار قال ان الله كره لنبيه الجبرية ونهى عنها وقدم فيها فقال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد * وأخرج الحاكم عن جرير قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه فقال هون عليك فانما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء ثم تلا جرير وما أنت عليهم بجبار * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت فذكر بالقرآن من يخاف وعيد * (سورة الذاريات مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الذاريات بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن أبى المتوكل الناجى عن ابن عمر انه قرأ في الظهر بقاف والذاريات * قوله تعالى (والذاريات ذروا) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد ابن منصور والحارث بن ابى أسامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله والذاريات ذروا قال الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا * قال السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة * وأخرج البزار والدار قطني في الافراد وابن مردويه وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال اخبرني عن الذاريات ذروا قال هي الرياح ولو لا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلته قال فاخبرني عن الحاملات وقرا قال هي السحاب ولو لا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فاخبرني عن الجاريات يسرا قال هي السفن ولو لا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فاخبرني عن المقسمات أمرا قال هن الملائكة ولو لا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبى موسى الاشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى ابا موسى فحلف له بالايمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيأ فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر ما اخا له الا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس * وأخرج الفريابى عن الحسن قال سال صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن الذاريات ذروا وعن المرسلات عرفا وعن النازعات غرقا فقال عمر رضى الله عنه اكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال والله لو وجدتك مخلوقا لضربت عنقك ثم كتب إلى ابى موسى الاشعري ان لا يجالسه مسلم ولا يكلمه * وأخرج الفريابى وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال سالت ابن عباس عن الذاريات ذروا فقال الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا قال السفن
[ 112 ]
فالمقسمات أمرا قال الملائكة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد والذاريات ذروا قال الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب تحمل المطر فالجاريات يسرا قال السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة ينزلها الله بامره على من يشاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انما توعدون لصادق قال ان يوم القيامة لكائن وان الدين لواقع قال الحساب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وان الدين لواقع قال ذلك يوم القيامة يوم يدين الله العباد باعمالهم * قوله تعالى (والسماء ذات الحبك) الآية * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الحبك قال حسنها واستواؤها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الحبك قال ذات البهاء والجمال وان بنيانها كالبرد المسلسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الحبك يقول ذات الخلق الحسن * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله والسماء ذات الحبك قال ذات الطرائق والخلق الحسن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبى سلمى يقول هم يضربون حبيك البيض إذا لحقوا * لا ينكصون إذا ما استلحموا وخموا * وأخرج ابن منيع عن على بن أبى طالب أنه سئل عن قوله والسماء ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر وفي قوله والسماء ذات الحبك قال هي السماء السابعة * وأخرج أبو الشيخ عن أبى صالح والسماء ذات الحبك قال ذات الخلق الشديد * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن الحسن ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن محبكة بالنجوم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة والسماء ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن ألم تر الحائك إذا نسج الثواب فاجاد نسجه قيل والله أجاد ما حبكه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والسماء ذات الحبك قال المتقن البنيات * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انكم لفى قول مختلف قال أهل الشرك يختلف عليهم الباطل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله انكم لفى قول مختلف قال مصدق لهذا القرآن ومكذب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله يؤفك عنه من أفك قال يصرف عنه من صرف * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يؤفك عنه من أفك قال يضل عنه من ضل * قوله تعالى (قتل الخراصون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قتل الخراصون قال لعن المرتابون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال ما كان في القرآن قتل بالتشديد فهو عذاب وما كان قتل بالتخفيف فهو رحمة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قتل الخراصون قال الكهنة الذين هم في غمرة ساهون قال في غفلة لاهون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قتل الخراصون قال الكذابون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله قتل الخراصون قال الذين يخرصون الكذب الذين هم في غمرة ساهون قال قلبه في كآبة يسالون أيان يوم الدين يقول متى يوم الدين يوم هم على النار يفتنون قال يعذبون عليها ويحرقون كما يفتن الذهب في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله قتل الخراصون قال أهل الغرة والظنون الذين هم في غمرة ساهون قال في عمى وشبهة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الذين هم في غمرة قال الكفر والشك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله الذين هم في غمرة ساهون قال في ضلالتهم يتمادون وفي قوله يوم هم على النار يفتنون قال يعذبون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم قال يوم يعذبون فيقول ذوقوا عذابكم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذوقوا فتنتكم قال حريقكم * قوله تعالى (ان المتقين في جنات وعيون) الآيات * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله آخذين ما آتاهم ربهم قال الفرائض انهم كانوا قبل ذلك محسنين قال قبل ان تنزل الفرائض يعملون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن نصر في كتاب الصلاة وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال ما ياتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا لا يصلون فيها
[ 113 ]
* وأخرج ابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون يقول قليلا ما كانوا ينامون * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وكذلك تتجافى جنوبهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى العالية في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال لا ينامون عن العشاء الآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة وابى نصر وابن المنذر عن عطاء في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال ذلك إذا مروا بقيام الليل وكان أبو ذر يعتمد على العصا فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال كانوا قليلا من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في الآية قال المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلا * وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر عن الضحاك في قوله كانوا قليلا يقول المحسنون كانوا قليلا هذه مفصولة ثم استأنف فقال من الليل ما يهجعون الهجوع النوم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن نصر عن مجاهد في الآية قال كانوا لا ينامون الليل كله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن قتادة في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال كان الحسن يقول كانوا قليلا من الليل ما ينامون وكان مطرف بن عبد الله يقول كانوا قل ليلة لا يصيبون منها وكان محمد بن على يقول لا ينامون حتى يصلوا العثمة * وأخرج ابى أبى شيبة وابن المنذر وابن مردويه من طريق الحسن عن عبد الله بن رواحة في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال هجعوا قليلا ثم مدوها إلى السحر * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان آخر الليل في التهجد أحب إلى من أوله لان الله يقول وبالاسحار هم يستغفرون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وبالاسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وبالاسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وبالاسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال صلوا فلما كان السحر استغفروا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وفى أموالهم حق قال سوى الزكاة يصل بها رحما أو يقرى بها ضيفا أو يعبن بها محروما * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وفي أموالهم حق قال سوى الزكاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال كانوا يرون في أموالهم حقا سوى الزكاة * وأخرج سعيد ابن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن السائل والمحروم قال السائل الذى يسأل الناس والمحروم الذى ليس له سهم في المسلمين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم بعد ما فرغوا فنزلت وفى أموالهم حق للسائل والمحروم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال المحروم هو المحارف الذى يطلب الدنيا وتدبر عنه ولا يسال الناس فامر الله المؤمنين برفده * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة قال سالت عائشة عن المحروم في هذه الآية فقالت هو المحارف الذى لا يكاد يتيسر له مكسبه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال المحروم المحارف الذى ليس له في الاسلام سهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال المحروم الذى ليس له في الغنيمة شئ * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبى قلابة قال كان رجل باليمامة فجاء السيل فذهبت بماله فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المحروم فاعطوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال السائل الذى يسال بكفه والمحروم المتعفف * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية قال المحروم المحارف * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال المحروم المحارف الذى لا يثبت له مال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال المحروم الذى لا ينمو له مال في قضاء الله * وأخرج عبد بن حميد عن عامر قال هو المحارف وتلا هذه الآية انا لمغرمون بل نحن محرومون قال هلكت ثمارهم وحرموا بركة أرضهم * وأخرج عبد بن حميد عن قزعة ان رجلا سال ابن عمر عن قوله وفى أموالهم حق معلوم قال هي الزكاة وفى سوى
[ 114 ]
ذلك حقوق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله للسائل والمحروم قال السائل الذى يسال بكفه والمحروم المحارف * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى قال أعيانى أعلم ما المحروم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى بشر قال سالت سعيد بن جبير عن المحروم فلم يقل فيه شيا وسالت عطاء فقال هو المحدود وزعم ان المحدود المحارف * وأخرج ابن جرير وابن حبان وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذى ترده التمرة والتمرتان ولا الاكلة والاكلتان قالوا فمن المسكين قال الذى ليس له ما يغنيه ولا يعلم مكانه فيتصدق عليه فذلك المحروم * وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس ويل للاغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التى فرضت لنا عليهم فيقول وعزتي وجلالى لاقربنكم ولا باعدنهم قال وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم * وأخرج البيهقى في سننه عن فاطمة بنت قيس انها سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية وفى أموالهم حق معلوم قال ان في المال حقا سوى الزكاة وتلا هذه الآية ليس البر ان تولوا وجوهكم إلى قوله وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى (وفي الارض آيات للمؤقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضى الله عنه في قوله وفي الارض آيات للموقنين قال يقول معتبر لمن اعتبر وفي أنفسكم قال يقول في خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال من تفكر في خلقه علم انما لينت مفاصله للعبادة * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن الزبير رضى الله عنه في قوله وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول * وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال فيما يددخل من طعامكم وما يخرج والله أعلم * قوله تعالى (وفي السماء رزقكم) الآيتين * أخرج ابن النقور والديلمي عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفي السماء رزقكم وما توعدون قال المطر * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انى لاعرف الثلج وما رأيته في قول الله وفي السماء رزقكم وما توعدون قال الثلج * وأخرج أبو الشيخ وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وفى السماء رزقكم قال المطر وما توعدون قال الجنة والنار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال الجنة في السماء وما توعدون من خير وشر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فورب السماء والارض الآية قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فورب السماء والارض انه لحق قال لكل شئ ذكره في هذه السورة * قوله تعالى (هل أتاك حديث ضيف ابراهيم) الآيات * أخرج ابن أبى الدنيا وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ضيف ابراهيم المكرمين قال حدمته اياهم بنفسه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال أكرمهم ابراهيم بالعجل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين قال كان عامة مال ابراهيم البقر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وبشروه بغلام عليم قال هو اسمعيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاقبلت امرأته في صرة قال في صيحة فصكت قال لطمت * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله في صرة قال صيحة فصكت وجهها قال ضربت بيدها على جبهتها وقالت يا ويلتاه * وأخرج سعيد بن المنصور وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه انه سئل عن عجوز عقيم وعن الريح العقيم وعن عذاب يوم عقيم فقال العجوز العقيم التى لا ولد لها وأما الريح العقيم فالتى لا بركة فيها
[ 115 ]
ولا منفعة ولا تلقح وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة له * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال لوط وابنتيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كانوا ثلاثة عشر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال لو كان فيها أكثر من ذلك لتجاهم الله ليعلموا ان الايمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وتركنا فيها آية قال ترك فيها صخرا منضودا * قوله تعالى (فتولى بركنه) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتولى بركنه قال بقومه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه فتولى بركنه قال بعضده وأصحابه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وهو مليم قال مليم في عباد الله تعالى * قوله تعالى (وفي عاد) الآيتين * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الريح العقيم قال الشديدة التى لا تلقح شيأ * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفي عاذ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم قال الريح العقيم التى لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب وفي قوله الا جعلته كالرميم قال كالشئ الهالك * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الريح العقيم قال ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح مسجنة في الارض الثانية فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح ان يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور قال له الجبار لا إذا تكفأ الارض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهى التى قال الله ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم * وأخرج الفريابى وابن المنذر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال الريح العقيم النكباء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال الريح العقيم الجنوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال الريح العقيم الصبا التى لا تلقح شيأ وفي قوله كالرميم قال الشئ الهالك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال الريح العقيم التى لا تنبت وفي قوله الا جعلته كالرميم قال كرميم الشجر * وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن رجل من ربيعة قال قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد فقلت أعوذ بالله ان أكون مثل وافد عاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما وافد عاد فقلت على الخبير سقطت ان عادا لما أقحطت بعثت قيلا فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان ثم خرج يريد جبال مهرة فقال اللهم انى لم آتك لمريض فاداويه ولا لاسير فافاديه فاسق عبدك ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذى سقاه فرفع له سحابات فقيل له اختر احداهن فاختار السوداء منهن فقيل له خذها رمادا ومددا لا تذرمن عاد أحدا وذكر انه لم يرسل عليهم من الريح الا قدر هذه الحلقة يعنى حلقة الخاتم ثم قرأ وفى عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم * قوله تعالى (وفي ثمود) الآيات * أخرج البيهقى في سننه عن قتادة في قوله وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين قال ثلاثة أيام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فعتوا قال علوا وفى قوله فاخذتهم الصاعقة وهم ينظرون قال فجأة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فما استطاعوا من قيام قال من نهوض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فما استطاعوا من قيام قال لم يستطيعوا ان ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم وفي قوله وما كانوا منتصرين قال لم يستطيعوا امتناعا من أمر الله * قوله تعالى (والسماء بنيناها بايد) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والسماء بنيناها بايد قول بقوة * وأخرج آدم بن أبى اياس والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه في قوله والسماء بنيناها بايد قال يعنى بقوة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وانا لموسعون قال لنخلق سماء مثلها وفي قوله والارض فرشناها فنعم الماهدون قال الفارشون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن كل شئ خلقنا زوجين قال
[ 116 ]
لكفر والايمان والشقاء والسعادة والضلالة والليل والنهار والسماء والارض والجن والانس والبر ولبحر والشمس والقمر وبكرة وعشية ونحو هذا كله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن فتادة رضى الله عنه في قوله أتواصوا به قال هل أوصى الاول الآخر منهم بالتكذيب * قوله تعالى (فتول عنهم) * أخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وسلم ثم قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فنسختها * وأخرج اسحق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد عن على قال لما نزلت فتول عنهم فما أنت بملوم لم يبق منا أحدا الا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا فنزلت وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فطابت أنفسنا * وأخرج ابن راهويه وابن مردويه عن على رضى الله عنه في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال ما نزلت علينا آية كانت أشد عليناه نها ولا أعظم علينا منها فقلنا ما هذا الا من سخطة أو مقت حتى نزلت وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين قال ذكر بالقرآن * وأخرج ابن جرير عن فتادة رضى الله عنه في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا ان الوحى قد انقطع وان العذاب قد حضر فانزل الله بعد ذلك وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال فاعرض عنهم فقيل له ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فوعظهم * وأخرج ابن المنمذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال من وجد للذكرى في قلبه موقعا فليعلم انه مؤمن قال الله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين * قوله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتى وسعادتي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الجوزاء في الآية قال أنا ارزقهم وأنا أطعمهم ما خلقتهم الا ليعبدون * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله ابن آدم تفرغ لعبادتي املا صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملات صدرك شغلا ولم أسد فقرك * وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الايمان والديلمي في مسند الفردوس عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله انى والجن والانس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيرى وارزق ويشكر غيرى * وأخرج أحمد وابو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن الانباري في المصاحف وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم انى انا الرزاق ذو القوة المتين * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله المتين يقول الشديد * قوله تعالى (فان للذين ظلموا ذنوبا) الآية * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ذنوبا قال دلوا * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم قال سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم * وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله ذنوبا مثل ذوب أصحابهم قال عذابا مثل عذاب أصحابهم والله تعالى أعلم * (سورة الطور مكية) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الطور بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطيور * وأخرج البخاري وأبو داود عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله
[ 117 ]
صلى الله عليه وسلم انى اشتكى فقال طوفى من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إلى جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مسطور * قوله تعالى (والطور وكتاب مسطور في رق منشور) * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله والطور قال جبل * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطور من جبال الجنة * وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطور جبل من جبال الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه والطور قال هو الجبل بالسريانية وكتاب مسطور قال صحف في رق منشور قال الصحيفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وكتاب قال الذكر مسطور قال مكتوب * وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير وابن المنذر والبييهقي في الاسماء والصفات عن قتادة رضى الله عنه في قوله والطور وكتاب مسطور قال مكتوب في رق منشور قال هو الكتاب * وأخرج آدم بن ابى اياس والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وكتاب مسطور قال صحف مكتوبة في رق منشور قال في صحف * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في رق منشور قال في الكتاب * قوله تعالى (والبيت المعمور) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعيب الايمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضه يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون ان ياتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولى عليهم أحدهم يؤمر ان يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى ان تقوم الساعة * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط وان له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس مرسلا * وأخرج اسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلى رضى الله عنه ما البيت المعمور قال بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الارض يصلى فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن ابى الطفيل ان ابن الكواسال عليا رضى الله عنه عن البيت المعمور ما هو قال ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله والبيت المعمور قال هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلى فيه كل يوم سبعون ألف من الملائكة ثم لا يعودون إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله والبيت المعمور قال أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة ابليس ثم لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه قال ان البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شئ منه لسقط عليها يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من السماء موضع اهاب الا وعليه ملك ساجد أو قائم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس قال ان في السماء بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت العتيق من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الارض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فارادت عائشة ان تدخل البيت فقال لها بنو شيبة ان احدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها ان تدخل البيت فقال انه ليس لاحد أن
[ 118 ]
يدخل البيت ليلا ان هذه الكعبة يحيال البيت المعمور الذى في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله والبيت المعمور قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه هل تدرون ما البيت المعمور قالوا الله ورسوله أعلم قال فانه مسجد السماء بحيال الكعبة لو خرخر عليها يصلى كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم * وأخرج ابن جرير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا قال هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه * قوله تعالى (والسقف المرفوع والبحر المسجور) * أخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب في قوله والسقف المرفوع قال السماء * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله والسقف المرفوع قال العرش والبحر المسجور قال هو الماء الاعلى الذى تحت العرش * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد والسقف قال السماء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب في قوله والبحر المسجور قال بحر في السماء تحت العرش * وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور قال المحبوس * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله البحر المسجور قال المرسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال قال على بن أبى طالب لرجل من اليهود أين جهنم قال هي البحر فقال على ما أراه الا صادقا وقرأ والبحر المسجور وإذا البحار سجرت * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن على بن أبى طالب قال ما رأيت يهوديا أصدق من فلان زعم ان نار الله الكبرى هي البحر فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله والبحر المسجور قال الموقد * وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله والبحر المسجور قال البحر يسجر فيصير جهنم * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله والبحر المسجور قال المملوء * وأخرج الشيرازي في الالقاب من طريق الاصمعي عن أبى عمرو بن العلاء عن ذى الرمة عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور قال الفارغ خرجت أمة تستقى فرأت الحوض فارغا فقالت الحوض مسجور * قوله تعالى (ان عذاب ربك لواقع) * أخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد عن جبير بن مطعم قال قدمت المدينة في أسارى بدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إليه وهو يصلى باصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ ان عذاب ربك لواقع فكانما صدع قلبى * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن ان عمر بن الخطاب قرأ ان عذاب ربك لواقع فربا لها ربوة عيد لها عشرين يوما * وأخرج أحمد في الزهد عن مالك ابن مغول قال قرأ عمر والطور وكتاب مسطور في رق منشور قال قسم إلى قوله ان عذاب ربك لواقع فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان عذاب ربك لواقع قال وقع القسم هنا وذاك يوم القيامة * قوله تعالى (يوم تمور السماء مورا) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يوم تمور السماء مورا قال تحرك وفى قوله يوم يدعون قال يدفعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يوم تمور السماء مورا قال تدور دورا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يوم يدعون إلى نار جهنم قال يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار * وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال يدفعون إليها دفعا * قوله تعالى (كلوا واشربوا هنيأ بما كنتم تعملون) * أخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة قال قال ابن عباس في قول الله لاهل الجنة كلوا واشربوا هنيأ بما كنتم تعملون قوله هنيأ أي لا تموتون فيها فعندها قالوا فما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين * قوله تعالى (متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين) * أخرج ابن مردويه عن أبى أمامة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل تزاور أهل الجنة قال أي والذى بعثنى بالحق انهم ليتزاورون على النوق الدمك عليها حشايا الديباج يزور الاعلون الاسفلين ولا يزور الاسفلون الاعلين قال هم درجات قال وانهم ليضعون مرافقهم
[ 119 ]
فيتكئون وياكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم لا يصدعون عنها ولا ينزفون مقدار سبعين خريفا ما يرفع أحدهم مرفعة من اتكائه قال يا رسول الله هل ينكحون قال أي والذى بعثنى بالحق دحاما دحاما وأشار بيده ولكن لا منى ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون رجيعهم رشح كحبوب المسك مجامرهم الا لوة وأمشاطهم الذهب والفضة آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشيا قلوبهم على قلب رجل واحد لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا * قوله تعالى (والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم) الآية * أخرج الحاكم وصححه عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ان الله ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم الآية * وأخرج البزار وابن مردويه عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ قال وما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل الرجل الجنة سال عن أبويه وذريته وولده فيقال انهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول يا رب قد عملت لى ولهم فيؤمر بالحاقهم به وقرأ بن عباس والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم الآية قال هم ذرية المؤمن يموتون على الاسلام فان كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم لحقوا بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التى عملوا شيا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين وأولادهم في الجنة وان المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم الآية * وأخرج هناد وابن المنذر عن ابراهيم في الآية قال أعطى الآباء مثل ما أعطى الابناء وأعطى الابناء مثل ما أعطى الآباء * وأخرج ابن المنذر عن أبى مجلز في الآية قال يجمع الله له ذريته كما يحب ان يجمعوا له في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن عباس في قوله وما ألتناهم قال ما نقصناهم * وأخرج الفريابى عن ابن عباس في قوله وما ألتناهم قال لم ننقصهم من عملهم شيا وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله وما ألتناهم يقول وما ظلمناهم * قوله تعالى (يتنازعون فيها كاسا) الايآت * أخرج عبد الرزاق عن ابن جريج في قوله يتنازعون فيها كأسا قال الرجل وأزواجه وخدمه يتنازعون أخذه من خدمه الكأس ومن زوجته وأخذ خدمه الكأس منه ومن زوجته * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا لغو فيها يقول لا باطل فيها ولا تاثيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا لغو فيها قال لا يستبون ولا تاثيم قال لا يغوون * قوله تعالى (ويطوف عليهم غلمان لهم) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله كأنهم لؤلؤ مكنون قال الذى لم تمر عليه الايدى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله كأنهم لؤلؤ مكنون قال بلغني أنه قيل يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ فكيف بالمخدوم قال والذى نفسي بيده ان فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على النجوم وفى لفظ لابن جرير ان فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكرم ولد آدم على ربى ولا فخر يطوف على ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون * قوله تعالى (فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون) الآيات * أخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الاخوان فيجئ سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكئ ذا ويتكئ ذا فيتحدثان بما كانا في الدنيا فيقول أحدهما لصاحبه يا فلان تدرى أي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله انا كنا قبل في أهلنا مشفقين قال في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ووقانا عذاب السموم قال وهج النار * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو فتح الله من عذاب السموم على أهل الارض مثل الانملة أحرقت الارض ومن عليها
[ 120 ]
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة أنها قرأت هذه الآية فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم فقالت اللهم من علينا وقنا عذاب السموم انك أنت البر الرحيم وذلك في الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن أسماء أنها قرأت هذه الآية فوقعت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انه هو البر قال اللطيف * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انه هو البر قال الصادق * قوله تعالى (أم يقولون شاعر) الآيات * أخرج ابن اسحق وابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في الدار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احبسوه في وثاق وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة انما هو كاحدهم فانزل الله في ذلك من قولهم أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ريب المنون قال الموت * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال ريب شك الا مكانا واحدا في الطور ريب المنون يعنى حوادث الامور قال الشاعر تربص بها ريب المنون لعلها * تطلق يوما أو يموت حليلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ريب المنون قال حوادث الدهر وفى قوله أم هم قوم طاغون قال بل هم قوم طاغون * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله أم تأمرهم أحلامهم قال العقول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فليأتوا بحديث مثله قال مثل القرآن وفي قوله فليات مستمعهم إقال صاحبهم وفي قوله أم تسألهم أجرافهم من مغرم مثقلون يقول أسالت هؤلاء القوم على الاسلام أجرا فمنعهم من أن يسلموا الجعل وفي قوله أم عندهم الغيب قال القرآن * وأخرج البخاري والبيهقي في الاسماء والصفات عن جبير بن مطعم رضى الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون الآيات كاد قلبى أن يطير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله أم هم المسيطرون قال المسلطون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أم هم المسيطرون قال أم هم المنزلون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال عذاب القبر قبل يوم القيامة * وأخرج هناد عن زاذان مثله * وأخرج ابن جرير عن قتادة ان ابن عباس قال ان عذاب القبر في القرآن ثم تلا وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال الجوع لقريش في الدنيا * قوله تعالى (وسبح بحمد ربك حين تقوم) * أخرج الفريابى وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال من كل مجلس * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الاحوص رضى الله عنه في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال إذا قمت فقل سبحان الله وبحمده * وأخرج عبد الرزاق في جامعه عن ابى عثمان الفقير رضى الله عنه ان جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك * واخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبى برزة الاسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك فقال رجل يا رسول الله انك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى قال كفارة لما يكون في المجلس * واخرج ابن أبى شيبة عن زياد بن الحصين قال دخلت على أبى العالية فلما اردت أن أخرج من عنده قال ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال فانه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك فقيل يا رسول الله ما هؤلاء الكلمات التى تقولهن قال هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات لما يكون في المجلس * وأخرج ابن أبى شيبة عن يحيى بن جعدة قال كفارة المجلس سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب اليك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله وسبح بحمد ربك
[ 121 ]
حين تقوم قال حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال حق على كل مسلم حين يقوم إلى الصلاة ان يقول سبحان الله وبحمده لان الله يقول لنبيه وسبح بحمد ربك حين تقوم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة والله أعلم * قوله تعالى (ومن الليل فسبحه وادبار النجوم) * أخرج ابن مردويه عن ابى هريرة رضى الله عنه في قوله ومن الليل فسبحه وادبار النجوم قال الركعتان قبل صلاة الصبح * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وادبار النجوم قال ركعتي الفجر * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وادبار النجوم قال صلاة الغداة * (سورة النجم مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة النجم بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود قال اول سورة نزلت فيها سجدة والنجم فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم الا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال اول سورة اعلن بها النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها والنجم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في سورة والنجم وسجد من حضر من الجن والانس والشجر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في النجم والمسلمون * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في النجم الا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة * وأخرج ابن مردويه عن الشعبى رضى الله عنه قال ذكر عند جابر بن عبد الله والنجم فقال جابر سجد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون والانس والجن * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ والنجم فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والانس * وأخرج ابن مردويه في سننه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ النجم فسجد بنا فاطال السجود * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد فيها * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن الحسن رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس ركعتين قرأ في احداهما النجم * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال قرأت النجم عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في النجم بمكة فلما هاجر إلى المدينة لم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شئ من المفصل منذ تحول إلى المدينة * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء رضى الله عنه انه سجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى عشره سجده منهن النجم * قوله تعالى (والنجم إذا هوى) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قوله والنجم إذا هوى قال الثريا إذا غابت وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر وفي لفظ قال الثريا إذا وقعت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما والنجم إذا هوى قال الثريا إذا تدلت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما والنجم إذا هوى قال إذا انصب * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضى الله عنه والنجم إذا هوى قال إذا غاب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه والنجم إذا هوى قال القرآن إذا نزل * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير عن معمر عن قتادة رضى الله عنه والنجم إذا هوى قال قال ابن أبى لهب عتبة انى كفرت برب النجم قال معمر فاخبرني ابن طاوس عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له أما تخاف أن يسلط الله عليك كلبه فخرج ابن أبى لهب مع الناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الاسد فقال ما هو الا يريدنى فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الاسد فاخذ هامته * وأخرج ابو الفرج الاصبهاني
[ 122 ]
في كتاب الاغانى عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت والنجم إذا هوى قال عتبة بن أبى لهب للنبى صلى الله عليه وسلم انى كفرت برب النجم إذا هوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم للهم ارسل عليه كلبا من كلابك قال فقال ابن عباس رضى الله عنهما فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الاسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة وهى مسبعة نزلوا ليلا فافترشوا صفا واحد فقال عتبة أتريدون أن تجعلونى حجزة لا والله لا أبيت الا وسطكم فما انبهنى الا السبع يشم رؤسهم رجلا رجلا حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه * وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق عروة عن هبار بن الاسود قال كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابن أبى لهب والله لانطلقن إلى محمد فلاوذينه في ربه فانطلق حتى أتاه فقال يا محمد هو يكفر بالذى دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك * وأخرج أبو نعيم عن طاوس قال لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم إذا هوى قال عتبة بن أبى لهب كفرت برب النجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلط الله عليه كلبا من كلابه * وأخرج أبو نعيم عن أبى الضحى رضى الله عنه قال قال ابن أبى لهب هو يكفر بالذى قال والنجم إذا هوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن يرسل عليه كلبا من كلابه فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلا فاجعلوه وسطكم ففعلوا حتى إذا كان ليلة بعث الله عليه سبعا فقتله * قوله تعالى (ما ضل) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والنجم إذا هوى قال أقسم الله انه ما ضل محمد وما غوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله والنجم إذا هوى قال أقسم الله لك بنجوم القرآن ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما غوى قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما ينطق عن الهوى قال ما ينطق عن هواه ان هو الا وحى يوحى قال يوحى الله إلى جبريل ويحى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أبى الحمراء وحبة العرنى قالا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسد الابواب التى في المسجد فشق عليهم قال حبة انى لانظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ ما يالوا برفع ابن عمه قال فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى * وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبى مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر فقال رجل يا رسول الله وما ربيعة من مضر قال انما أقول ما أقول * وأخرج البزار عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أخبرتكم انه من عند الله فهو الذى لا شك فيه * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا أقول لا حقا قال بعض أصحابه فانك تداعبنا يا رسول الله قال انى لا أقول الا حقا * وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبى كثير قال كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن * قوله تعالى (علمه شديد القوى) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع رضى الله عنه في قوله علمه شديد القوى قال جبريل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله علمه شديد القوى يعنى جبريل ذو مرة قال ذو خلق طويل حسن * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله علمه شديد القوى ذو مرة قال ذو قوة جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله ذو مرة ذو خلق حسن * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن ذو مرة قال ذو شدة في أمر الله قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان فدى أقر به إذ ضافني * وهنا قرى ذى مرة حازم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله
[ 123 ]
عليه وسلم لم ير جبريل في صورته الا مرتين اما واحدة فانه ساله ان يراه في صورته فاراه صورته فسد الافق وأما الثانية فانه كان معه حيث صعد فذلك قوله وهو بالافق الاعلى لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال خلق جبريل * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الافق يسقط من جناحه من التهاويل والدار والياقوت ما الله به عليم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهو بالافق الاعلى قال مطلع الشمس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتاده رضى الله عنه وهو بالافق الاعلى قال قال الحسن الافق الاعلى أفق المشرق ثم دنا فتدلى يعنى جبريل فكان قاب قوسين قال قيد قوسين أو أدنى قال حيث الوتر من القوس الله من جبريل * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فكان قاب قوسين أو أدنى قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلنا رفرف أخضر قد ملا ما بين السماء والارض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضى الله عنها قالت كان أول شان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى في منامه جبريل باجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثان احدى رجليه على الاخرى على أفق السماء فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله ثم دنا فتدلى يعنى جبريل إلى محمد فكان قاب قوسين أو أدنى يقول القاب نصف الاصبع فأوحى إلى عبده ما أوحى جبريل إلى عبد ربه * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم دنا فتدلى قال هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه عزوجل * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم دنا قال دنا ربه فتدلى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فكان قاب قوسين قال كان دنوه قدر قوسين ولفظ عبد بن حميد قال كان بينه وبينه مقدار قوسين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فكان قاب قوسين قال دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين * وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله فكان قاب قوسين أو أدنى قال القاب القيد والقوسين الذراعين * وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس في قوله قاب قوسين قال ذراعين القاب المقدار والقوس الذراع * وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله فكان قاب قوسين قال ذراعين والقوس الذراع يقاس به كل شئ * وأخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال الذراع يقاس به * وأخرج آدم ابن أبى اياس والفريابي والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله قاب قوسين قال حيث الوتر من القوس يعنى ربه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر * وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد قاب قوسين قال قدر قوسين * وأخرج عن الحسن في قوله قاب قوسين قال من قسيكم هذه * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه فكان قاب قوسين أو أدنى قال ألم إلى القوس ما أقربها من الوتر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا ان القاب فضل طرف القوس على الوتر وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فأوحى إلى عبده ما أوحى قال عبده محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت النور الاعظم ولط دوني بحجاب
[ 124 ]
رفرفه الدر والياقوت فأوحى الله إلى ما شاء أن يوحى * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذى خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إلى ان ما بين عينيه فدسد الافقين وكنت لا أراه قبل ذلك الا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبى وكنت أحيانا لا أراه قبل ذلك الا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربالى * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمران جبريل كان ياتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبى * وأخرج مسلم وأحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى محمد ربه بقلبه مرتين * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه بقلبه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم النخعي انه كان يقرأ أفتمرونه وفسرها أفتجعدونه وقال من قرأ أفتمارونه قال أفتجادلونه * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ أفتمرونه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقرأ أفتمرونه * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى ان شريحا كان يقرأ أفتمارونه بالالف وكان مسروق يقرأ أفتمرونه * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال رأى محمد ربه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال ان محمدا رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده * وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قول الله ولقد رآه نزلة أخرى قال ابن عباس قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عزوجل * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبى قال لقى ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شئ فكبر حتى جاوبته الجبال فقال ابن عباس انا بنو هاشم نزعم أو نقول ان محمدا قد رأى ربه مرتين فقال كعب ان الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين قال مسروق فدخلت على عائشة فقلت هل رأى محمد ربه فقالت لقد تكلمت بشئ قف له شعرى قلت رويدا ثم قرأت لقد رأى من آيات ربه الكبرى قالت أين يذهب بك انما هو جبريل من أخبرك ان محمدا رأى ربه أو كتم شيا مما أمر به أو يعلم الخمس التى قال الله ان الله عنده علم الساعة الآية فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته الا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة عند جياد له ستمائة جناح قد سد الافق * وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال أتعجبون ان تكون الخلة لابراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن عكرمه قال رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال قال صلى الله عليه وسلم رأيت ربى في أحسن صورة فقال لى يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى فقلت لا يا رب فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديى فعلمت ما في السماء والارض فقلت يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة فقلت يا رب انك اتخذت ابراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما وفعلت وفعلت فقال ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم أفعل بك ألم أفعل فافضى إلى باشياء لم يؤذن لى ان أحدثكموها فذلك قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فجعل نور بصرى في فؤادى فنظرت إليه بفؤادي * وأخرج ابن اسحق والبيهقي في الاسماء والصفات وضعفه عن عبد الله بن أبى سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يساله هل رأى محمد ربه فارسل إليه عبد الله بن عباس ان نعم فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله ان كيف رآه فارسل انه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسى من ذهب يحمله أربعة من الملائكة ملك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان سئل هل رأى محمد ربه قال نعم رآه كان قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الابصار قال لا أم لك ذاك نوره الذى هو نوره إذا
[ 125 ]
تجلى بنوره لا يدركه شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك قال لم أره بعينى ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا ثم دنا فتدلى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ورأيت وراء الحجاب نورا لم أره غير ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال محمد رآه بفؤاد ولم يره بعينيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى صالح في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه مرتين بفؤاده * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال ما أزعم أنه رآه وما أزعم انه لم يره * وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبى ذر قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال نور انى أراه * وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبى ذر أنه سال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال رأيت نورا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى ذر قال رآه بقلبه ولم يره بعينيه * وأخرج النسائي عن أبى ذر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره * وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة في قوله ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى جبريل عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم قال رأى جبريل في صورته * وأخرج عبد بن حميد عن مرة الهمداني قال لم ياته جبريل في صورته الا مرتين فرآه في خضر يتعلق به الدر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى نورا عظيما عند سدرة المنتهى * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى جبريل معلقا رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح جناح منها سد الافق يتناثر من أجنحته التهاويل الدر والياقوت ما لا يعلمه الا الله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال لما أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهى في السماء السادسة إليها ينتهى ما يعرج من الارواح فيقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها فيقبض منها إذ يغشى السدرة ما يغشى قال فراش من ذهب قال وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيا من أمته المقحمات * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن سدرة المنتهى قال إليها ينتهى علم كل عالم وما وراءها الا يعلمه الا الله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك انه قيل له لم تسمى سدرة المنتهى قال لانه ينتهى إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها * وأخرج ابن جرير عن شمر قال جاء ابن عباس إلى كعب فقال حدثنى عن سدرة المنتهى قال انها سدرة في أصل العرش إليها ينتهى علم كل عالم ملك مقرب أو نبى مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه الا الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن كعب قال انها سدرة على رؤس حملة العرش إليها ينتهى علم الخلائق ثم ليس لاحد وراءها علم فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال سالت كعبا ما سدرة المنتهى قال سدرة ينتهى إليها علم الملائكة وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم وسالته عن جنة المأوى فقال جنة فيها طير خضر ترتقى فيها أرواح الشهداء * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في قوله عند سدرة المنتهى قال صبو الجنة يعنى وسطها جعل عليها فضول السندس والاستبرق * وأخرج أحمد وابن جرير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتا وزمردا ونحو ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد في قوله سدرة المنتهى قال أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهى * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسماء بنت أبى بكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى قال يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة يستظل بالفنن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كان ثمرها القلال * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى عن ابن عباس إذ يغشى السدرة ما يغشى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتها حين استبنتها ثم حال دونها فراش
[ 126 ]
الذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ عندها جنة المأوى وعاب على من قرأ جنة المأوى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الزبير قال من قرأ جنة المأوى فاجنه الله انما هي جنة الماوى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس عندها جنة المأوى قال هي عن يمين العرش وهى منزل الشهداء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الارض السابعة السفلى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب انه قرأ جنة الماوى قال جنة المبيت * وأخرج آدم بن أبى اياس والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد إذ يغشى السدرة ما يغشى قال كان اغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس إذ يغشى السدرة ما يغشى قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن وهرام إذ يغشى السدرة ما يغشى قال استاذنت الملائكة الرب تبارك وتعالى ان ينظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاذن لهم فغشيت الملائكة السدرة لينظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يعقوب بن زيد قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت بفناء السدرة قال فراشا من ذهب * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله إذ يغشى السدرة ما يغشى قال رآها ليلة اسرى به يلوذ بها جراد من ذهب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ما زاغ البصر قال ما ذهب يمينا ولا شمالا وما طغى قال ما جاوز ما أمر به * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود في قوله لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى رفرفا أخضر من الجنة قد سد الافق * وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى مضى جبريل حتى جاء الجنة فدخلت فاعطيت الكوثر ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى فدنا ربك فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تحولت فذكر الياقوت * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال سدرة المنتهى منتهى إليها أمر كل نبى وملك * قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى) أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان اللات رجلا يلت سوبق الحاج ولفظ عبد بن حميد يلت السويق يسقيه الحاج * وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبى الطفيل قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذى كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال ارجع فانك لم تصنع شيأ فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجتها امعنوا في الجبل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن الثراب على رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال تلك العزى * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان العزى كانت ببطن نخلة وان اللات كانت بالطائف وان منات كانت بقديد * وأخرج سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال كانت اللات رجلا في الجاهلية على صخرة بالطائف وكان له غنم فكان ياخذ من رسلها وياخذ من زبيب الطائف والاقط فيجعل منه حيسا ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وقالوا هو اللات وكان يقرأ للات مشددة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه أحد الا سمن فعبدوه * وأخرج الفاكهى عن ابن عباس ان اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحى انه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أفرأيتم اللات قال كان رجل من ثقيف ؟ لت السويق بالزيت فلما توفى جعلوا قبره وثنا وزعم الناس انه عامر بن الظزب أخذ عدونا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفرأيتم اللات والعزى قال اللات كان يلت السويق بالطائف فاعتكفوا على قبره والعزى شجرات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
[ 127 ]
عن قتادة في قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة قال آلهة كانوا يعبدونها فكان اللات لاهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة وكانت مناة للانصار بقديد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى صالح قال اللات الذى كان يقوم على آلهتهم وكان يلت لهم السويق والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السيور والعهن ومناة حجر بقديد * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجوزاء قال اللات حجر كان يلت السويق عليه فسمى اللات * قوله تعالى (تلك إذا قسمة ضيزى) * أخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله ضيزى قال جائرة فال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس ضازت بنو أسد بحكمهم * إذ يعدلون الرأس بالذنب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ضيزى قال منقوصة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ضيزى قال جائرة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ضيزى قال جائرة لا حق فيها * قوله تعالى (أم للانسان ما تمنى) * أخرج أحمد والبخاري والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمنى أحدكم فلينظر ما تمنى فانه لا يدرى ما يكتب له من أمنيته * قوله تعالى (وكم من ملك في السموات) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وكم من ملك في السموات لا تغنى شفاعتهم شيا قال لقولهم ان لغرانقة ليشفعون * قوله تعالى (وان الظن لا يغنى من الحق شيا) * أخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن الخطاب قال احذروا هذ الرأى على الدين فانما كان الرأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لان الله كان يريه وانما هو ههنا تكلف وظن وان الظن لا يغنى من الحق شيا * قوله تعالى (ذلك مبلغهم من العلم) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ذلك مبلغهم من العلم قال رأيهم * وأخرج الترمذي وحسنه عن ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لاصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ومتعنا باسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا * قوله تعالى (ولله ما في السموات) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ليجزى الذين أساؤا بما عملوا قال أهل الشرك ويجزى الذين أحسنوا قال المؤمنين * قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش قال لكبائر ما سمى الله فيه النار والفواحش ما كان فيه حد في الدنيا * قوله تعالى (الا اللمم) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن لمنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ما رأيت شيأ أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جريرو ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود في قوله الا اللمم قال زنا لعينين النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين المشى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه فان تقدم بفرجه كان زانيا والا فهو اللمم * وأخرج مسدد وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة انه سئل عن قوله الا اللمم قال هي النظرة والغمزة والقبلة والمباشرة فإذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل وهو الزنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير قال اللمم ما بين الحدين * وأخرج سعيد بن منصور والترمذي وصححه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله الا اللمم قال هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تغفر اللهم تغفر جما وأى عبد لك لاألما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الا اللمم يقول الا ما قد سلف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قال المشركون انما كانوا بالامس يعملون معنا فانزل الله الا اللمم ما كان
[ 128 ]
منهم في الجاهلية قبل الاسلام وغفرها لهم حين أسلموا * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله الذين يجتنبون كبائر الاثم قال الشرك والفواحش قال الزنا تركوا ذلك حين دخلوا في الاسلام وغفر الله لهم ما كانوا ألموا به وأصابوا من ذلك قبل الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة أراه رفعه في قوله الا اللمم قال اللمة من الزنا ثم يتوب ولا يعودوا للمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود قال فتلك الالمام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله الا اللمم قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون هو الرجل يصيب اللمة من الزنا واللمة من شرب الخمر فيجتنبها أو يتوب منها * وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما اللمم قالوا الله ورسوله أعلم قال هو الذى يلم بالخطرة من الزنا ثم لا يعود ويلم بالخطرة من شرب الخمر ثم لا يعود ويلم بالسرقة ثم لا يعود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله الا اللمم قال يلم بها في الحين ثم يتوب * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح قال سئلت عن اللمم فقلت هو الرجل يصيب الذنب ثم يتوب وأخبرت بذلك ابن عباس فقال لقد أعانك عليها ملك كريم * وأخرج البخاري في تاريخه عن الحسن في قوله الا اللمم قال الزنية في الحين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى صالح في قوله الا اللمم قال الوقعة من الزنا لا يعود لها * وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله الا اللمم قال هو ما دون الجماع * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة انه ذكر له قول الحسن في اللمم هي الخطرة من الزنا قال لا ولكنها الضمة والقبلة والشمة * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر وقال اللمم ما دون الشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال اللمم كل شئ بين الحدين حد الدنيا وحد الآخرة يكفره الصلاة وهو دون كل موجب فاما حد الدنيا فكل حد فرض الله عقوبة في الدنيا وأما حد الآخرة فكل شئ ختمه الله بالنار وأخر عقوبته إلى الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الا اللمم قال اللمم ما بين الحدين ما لم يبلغ حد الدنيا ولا حد الآخرة موجبة قد أوجب الله لاهلها النار أو فاحشة يقام عليه الحد في الدنيا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن سيرين قال سال رجل زيد بن ثابت عن هذه الآية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم فقال حرم الله عليك الفواحش ما ظهر منها وما بطن * قوله تعالى (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والواحدي عن ثابت بن الحارث الانصاري قال كانت اليهود إذا هلك لهم صبى صغير قالوا هذا صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمها الا أنه شقى أو سعيد فانزل الله عند ذلك هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله هو أعلم بكم إذ أنشاكم من الارض قال هو كنحو قوله وهو أعلم بالمهتدين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله إذ أنشاكم من الارض واذ أنتم أجنة قال حين خلق الله آدم من الارض ثم خلقكم من آدم * واخرج ابن أبى شيبة عن الحسن في قوله هو أعلم بكم إذ أنشاكم من الارض واذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم قال علم الله من كل نفس ما هي عاملة وما هي صانعة وما هي إليه صائرة * قوله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم في قوله فلا تزكوا أنفسكم قال لا تبرؤا أنفسكم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله فلا تزكوا أنفسكم قال لا تعملوا بالمعاصى وتقولون نعمل بالطاعة * وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن زينب بنت أبى سلمة أنها سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم باهل البر منكم سموها زينب * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن جده عبد الله بن مصعب قال قال أبو بكر الصديق لقيس بن عاصم صف لنا نفسك فقال ان الله يقول فلا تزكوا أنفسكم فلست ما أنا بمزك نفسي وقد نهانى الله عنه فاعجب أبا بكر ذلك منه * قوله تعالى (أفرأيت الذى تولى) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مغزاة فجاء رجل فلم يجد ما يخرج عليه فلقى صديقا له فقال اعطني شيأ قال أعطيك بكرى هذا على أن تتحمل بذنوبى فقال له نعم فانزل الله أفرأيت الذى تولى وأعطى قليلا وأكدى * وأخرج ابن ابى حاتم عن دراج أبى السمح قال خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال لا أجد ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحاله
[ 129 ]
منيحة بين يديه فشكا إليه فقال له الرجل هل لك أن أحملك فتلحق الجيش فقال نعم فنزلت أفرأيت الذى تولى إلى قوله ثم يجزاه الجزاء الاوفى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال ان رجلا أسلم فلقيه بعض ما يعيره فقال أتركت دين الاشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال انى خشيت عذاب الله قال اعطني شيا وأنا أحمل كل عذاب كان عليك فاعطاه شيا فقال زدنى فتعاسرا حتى أعطاه شيا وكتب له كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية أفرأيت الذى تولى وأعطى قليلا وأكدى أعنده عنده علم الغيب فهو يرى * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أفرأيت الذى تولى قال الوليد بن المغيرة كان ياتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فسمع ما يقولان وذلك ما أعطى من نفسه أعطى الاستماع وأكدى قال انقطع عطاؤه نزل في ذلك أعنده علم الغيب قال الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذا كان يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأعطى قليلا وأكدى قال قطع نزلت في العاص بن وائل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأعطى قليلا وأكدى قال أطاع قليلا ثم انقطع * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله أعطى قليلا وأكدى قال أعطى قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدره بمنه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر أعطى قليلا ثم أكدى بمنه * ومن ينشر المعروف في الناس يحمد * قوله تعالى (وابراهيم الذى وفى) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والشيرازي في الالقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما قوله وابراهيم الذى وفي قالوا الله ورسوله أعلم قال وفي عمل يومه باربع ركعات كان يصليهن من أول النهار وزعم أنها صلاة الضحى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وابراهيم الذى وفى قال وفى الله بالبلاغ * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وابراهيم الذى وفى قال وفى ما فرض عليه * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال سهام الاسلام ثلاثون سهما لم يسمها أحد قبل ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله وابراهيم الذى وفى * وأخرج ابن جرير عن قتادة وابراهيم الذى وفى قال وفى طاعة الله وبلغ رسالة ربه إلى خلقه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة وابراهيم الذى وفى قال بلغ هذه الآية أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وابراهيم الذى وفى قال بلغ ما أمر به * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وابراهيم الذى وفى يقول الذى استكمل الطاعة فيما فعل بابنه حين رأى الرؤيا والذى في صحف موسى أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن القرظى وابراهيم الذى وفى قال وفى بذبح ابنه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وابراهيم الذى وفى قال وفى سهام الاسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهى ثلاثون سهما منها عشرة في براءة ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآيات كلها وعشرة في الاحزاب ان المسلمين والمسلمات الآيات كلها وستة في قد أفلح المؤمنون من أولها الايات كلها وأربع في سال سائل والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون الايات كلها فذلك ثلاثون سهما فمن وافى الله بسهم منها فقد وافاه بسهم من سهام الاسلام ولم يوافه بسهام الاسلام كلها لا ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله وابراهيم الذى وفى * قوله تعالى (ان لا تزر وازرة وزر أخرى) أخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت والنجم فبلغ وابراهيم الذى وفى قال وفى أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله من النذر الاولى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية في قوله وابراهيم الذى وفى قال أدى عن ربه أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن عمرو بن أوس قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء ابراهيم فقال الله وابراهيم الذى وفى قال بلغ وأدى أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وابراهيم الذى وفى قال كانوا قبل ابراهيم ياخذون الولى بالولي حتى كان ابراهيم فبلغ أن لا تزر وازرة وزر أخرى لا يؤخذ أحد بذنب غيره * وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره فيما بين نوح
[ 130 ]
إلى ابراهيم حتى جاء ابراهيم فلا تزر وازرة وزر أخرى * قوله تعالى (وأن ليس للانسان الا ما سعى) * أخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال وأن ليس للانسان الا ما سعى فانزل الله بعد ذلك والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم فادخل الله الابناء الجنة بصلاح الآباء * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ وأن ليس للانسان الا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى استرجع واستكان * قوله تعالى (وأن إلى ربك المنتهى) * أخرج الدار قطني في الافراد والبغوى في تفسيره عن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وأن إلى ربك المنتهى قال لا فكرة في الرب وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله وأن إلى ربك المنتهى قال لا فكرة في الرب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فانكم لن تقدرونه * وأخرج أبو الشيخ عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا * وأخرج أبو الشيخ عن يونس ابن مسيرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى فقال ما كنتم تذكرون قالوا كنا نتفكر في عظمة الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا في الله فلا تفكروا ثلاثا الا فتفكروا في عظم ما خلق ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ عن أبى أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال قام ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا فقال ما كنتم تقولون قالوا نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجئ ومن أين تذهب وتفكرنا في خلق الله فقال كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فان لله تعالى وراء المغرب أرضا بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قيل يا رسول الله من ولد آدم هم قال ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق قيل يا نبى الله فاين ابليس عنهم قال لا يدرون خلق ابليس أم لم يخلق * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق فقال لنا فيم أنتم قلنا نتفكر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت قال أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فان الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك من وراء ق سبع بحار كل بحر خمسمائة عام ومن وراء ذلك سبع أرضين يضئ نورها لاهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم ريح وشرابهم ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم من ريح ودوابهم من ريح لا تستقر حوافر دوابهم إلى الارض إلى قيام الساعة أعينهم في صدورهم ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه وعند رأسه رزقه ومن وراء ذلك ظل العرش وفى ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون ان الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا ابليس ولا ولد ابليس وهو قوله تعالى ويخلق ما لا تعلمون * قوله تعالى (وانه هو أضحك وأبكى) * أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه جبريل فقال ان الله هو أضحك وأبكى فرجع إليهم فقال ما خطوت أربعين خطوة حتى أتانى جبريل فقال ائت هؤلاء فقل لهم ان الله أضحك وأبكى * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء يمسح بها دموعه قال وبكى آدم على الجنة أربعين عاما فقال له جبريل يا آدم ما يبكيك ان الله بعثنى اليك معزيا فضحك آدم فذلك قول الله هو أضحك وأبكى فضحك آدم وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته * وأخرج ابن أبى شيبة عن جبار الطائى قال شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس فسمعنا أصوات نوائح فقلت يا أبا عباس يصنع هذا وأنت ههنا فقال دعنا عنك يا جبار فان الله أضحك وأبكى * قوله تعالى (وانه هو أغنى وأقنى) * أخرج ابن جريرو ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانه هو أغنى وأقنى قال أعطى وأرضى * وأخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أغنى قال أكثر وأقنى قال قنع * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله أغنى وأقنى قال أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به قال وهل تعرف العرب ذلك قال
[ 131 ]
نعم أما سمعت قول عنترة العبسى فاقنى حياءك لا أبالك واعلمي * انى امرؤ ساموت ان لم أقتل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال أغنى أرضى وأقنى مون * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح في قوله أغنى وأقنى قال أغنى بالمال وأقنى من القنية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله وانه هو أغنى وأقنى قال أغنى نفسة وأفقر الخلائق إليه * قوله تعالى (وانه هو رب الشعرى) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وانه هو رب الشعرى قال هو الكوكب الذى يدعى الشعرى * وأخرج الفاكهى عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذى يتبع الجوزاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال الشعرى الكوكب الذى خلف الجوزاء كانوا يعبدونه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذى يقال له الشعرى فنزلت * قوله تعالى (وأنه أهلك عاد الاولى) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأنه أهلك عادا الاولى قال كانت الآخرة بحضرموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقوم نوح من قبل انهم كانوا هم أظلم وأطغى قال لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح دعاهم نوح ألف سنة الا خمسين عاما كلما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم حتى لقد ذكر لنا ان الرجل كان ياخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول يا بنى ان أبى قد مشى بى إلى هذا وأنا مثلك يومئذ تتابعا في الضلالة وتكذيبا بامر الله عزوجل * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن جرير عن مجاهد في قوله والمؤتفكة أهوى قال أهوى بها جبريل بعد ان رفعها إلى السماء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله والمؤتفكة أهوى قال قوم لوط ائنفكت بهم الارض بعد ان رفعها الله إلى السماء فالارض تجلجل بها إلى يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله والمؤتفكة أهوى قال قرى قوم لوط فغشاها ما غشى قال الحجارة فبأى آلاء ربك قال فباى نعم ربك * وأخرج ابن جرير عن أبى مالك الغفاري في قوله أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله هذا نذير من النذر الاولى قال محمد صلى الله عليه وسلم انذر ما أنذر الاولون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله هذا نذير من النذر الاولى قال انما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفى قوله أزفت الآزفة قال الساعة ليس لها من دون الله كاشفة أي رادة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الآزفة من أسماء يوم القيامة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله أزفت الآزفة قال اقتربت الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أزفت الآزفة قال قتربت الساعة ليس لها من دون الله كاشفة قال لا يكشف عنها الا هو * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة * قوله تعالى (أفمن هذا الحديث) الآيات * أخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفمن هذا الحديث قال القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن صالح أبى الخليل قال لما نزلت هذه الآية أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون لو لا تبكون فما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤى النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون فما رؤى النبي صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة قال لما نزلت أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار من بكى من خشية الله ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سامدون قال لا هون معرضون عنه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وأنتم
[ 132 ]
سامدون قال غافلون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في دم الملاهي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وأنتم سامدون قال الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة في قوله سامدون قال هو الغناء بالحميرية * واخرج الفريابى وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سامدون قال كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى شامخين ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخا * وأخرج الطستى في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله سامدون قال السمود اللهو والباطل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهى تبكى قوم عاد ليت عادا قبلوا ال * معق ولم يبدوا جحودا قيل قم فانظر ال * يهم ثم دع عنك السمودا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله سامدون قال غضاب مبرطمون * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير من طريق منصور عن ابراهيم قال كانوا يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الامام وكان يقال ذاك من السمود أو هو السمود وقال منصور حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق سعيد بن ابى عروبة عن أبى معشر عن النخعي انه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجئ الامام ويقرأ هذه الآية وأنتم سامدون قال سعيد وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجئ الامام ولا يفسر هذه الآية على ذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أبى خالد الوالبى قال خرج على بن أبى طالب علينا وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال ما لكم سامدون لا أنتم في صلاة ولا أنتم جلوس منتظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فاسجدوا لله واعبدوا قال أعنتوا هذه الوجوه لله وعفروها في طاعة الله * وأخرج البخاري والترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال سجد النبي صلى الله عليه وسلم في النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن المطلب ابن أبى وداعة قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فسجد وسجد من معه * وأخرج سعيد بن منصور عن سبرة قال صلى بنا عمر بن الخطاب الفجر فقرأ في الركعة الاولى سورة يوسف ثم قرأ في الثانية النجم فسجد ثم قام فقرأ إذا زلزلت ثم ركع * (سورة القمر مكية) * أخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة القمر بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة اقتربت الساعة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس قال قارئ اقتربت تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تبيض الوجوه قال البيهقى منكر * وأخرج الديلمى عن عائشة مرفوعا من قرأ بالم تنزيل ويس واقتربت الساعة وتبارك الذى بيده الملك كمن له نورا وحرزا من الشيطان والشرك ورفع له في الدرجات يوم القيامة * وأخرج ابن الضريس عن اسحق بن عبد الله بن أبى فروة رفعه من قرأ اقتربت الساعة وانشق القمر في كل ليلتين بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج ابن الضريس عن ليث عن معن عن شيخ من همدان رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ اقتربت الساعة غبا ليلة وليلة حتى يموت لقى الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج أحمد عن بريدة أن معاذ بن جبل صلى باصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها اقتربت الساعة فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب فقال له معاذ قولا شديدا فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه فقال انى كنت أعمل في نخل وخفت على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور * قوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال سال أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة فرقتين فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر الي قوله سحر مستمر أي ذاهب * وأخرج البخاري
[ 133 ]
ومسلم وابن جرير عن أنس ان أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم آية فاراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق مجاهد عن أبى معمر عن ابن مسعود قال رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم شقة على أبى قبيس وشقة على السويداء فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر قال مجاهد يقول كما رأيتم القمر منشقا فان الذى أخبركم عن اقتربت الساعة حق * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طريق أبى معمر عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق الاسود عن عبد الله قال رأيت القمر على الجبل وقد انشق فابصرت الجبل من بين فرجتى القمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش هذا سجر ابن أبى كبشة فقالوا انتظروا ما ياتيكم به السفار فان محمدا لا يستطيع ان يسحر الناس كلهم فجاء السفار فسألوهم فقالوا نعم قد رأيناه فانزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق علقمة عن ابن مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر حتى صار فرقتين فتوارت فرقة خلف الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشهدوا * وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عمر في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق فزقنين فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم في قوله وانشق القمر قال انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقال الناس سحرنا محمد فقال رجل ان كان سحركم فانه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال قد مضى ذلك قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله مستمر * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والاسود بن عبد يغوث والاسود بن المطلب وزمعة بن الاسود والنضر بن الحرث فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبى قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان فعلت تؤمنوا قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فامسى القمر قد مثل نصفا على أبى قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى يا أبا سلمة بن عبد الاسد والارقم بن أبى الارقم اشهدوا * وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال انتهى أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هل من آية نعرف بها انك رسول الله فهبط جبريل فقال يا محمد قل يا أهل مكة ان تختلفوا هذه الليلة فسترون آية فاخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم قالوا بابصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا فقالوا يا محمد ما هذا الا سحر ذاهب فانزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر * وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن فسال النبي
[ 134 ]
صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فاراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب القمر فقالوا هذه سحر مستمر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن أبى عبد الرحمن السلمى قال خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وا ؟ نى عليه ثم قال اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وان الساعة قد اقتربت ألاوان القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاوان الدنيا قد آذنت بفراق الاوان اليوم الضمار وغد السباق * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة انه قرأ اقتربت الساعة وقد انشق القمر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر فقالوا هذا سحر أسحر السحرة فاقلعوا كما فعل المشركون إذا كشف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم وقالوا هذا فعل السحر وذلك قوله وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ثلاث ذكرهن الله في القرآن قد مضين اقتربت الساعة وانشق القمر قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى رآه الناس وسيهزم الجمع ويولون الدبر وقد فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال رأوه منشقا فقالوا هذا سحر ذاهب * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد وكل أمر مستقر قال يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وكل أمر مستقر قال باهله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن قتادة وكل أمر مستقر قال مستقر باهل الخير الخير وباهل الشر الشر * قوله تعالى (ولقد جاءهم من الانباء ما فيه دجر) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر قال هذا القرآن مزدجر قال منتهى * وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن عبد العزيز انه خطب بالمدينة فتلا هذه الآية ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر قال أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام وأنباكم فيه ما تأتون وما تدعون لم يدعكم في ليس من دينكم كرامة أكرمكم بها ونعمة أتم بهها عليكم * قوله تعالى (خشعا أبصارهم) * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس انه كان يقرأ خاشعا أبصارهم بالالف * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ خشعا أبصارهم برفع الخاء * وأخرج ابن جرير عن قتادة خاشعا أبصارهم أي ذليلة أبصارهم والله أعلم * قوله تعالى (مهطعين إلى الداع) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مهطعين قال ناظرين * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله مهطعين قال مذعنين خاضعين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول تبع تعبدنى نمر بن سعد وقد درى * ونمر بن سعد لى مدين ومهطع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله مهطعين إلى الداع قال عامدين إلى الداعي * وأخرج عبد ابن حميد عن الحسن في قوله مهطعين إلى الداع قال منطلقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن تميم بن حذلم في قوله مهطعين قال الاهطاع التجميح * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مهطعين إلى الداع قال هو النسلان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مهطعين إلى الداع قال صائخي أذانهم إلى الصوت * قوله تعالى (كذبت قبلهم قوم نوح) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وقالوا مجنون وازدجر قال استطير جنونا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله وازدجر قال تهددوه بالقتل * وأخرج البخاري في الادب وابن أبى حاتم عن أبى الطفيل ان ابن الكواء سال عليا عن المجرة فقال هي شرج السماء ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر ثم قرأ ففتحنا أبواب السماء الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر قال كثير لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده الا من السحاب وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماآن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله فالتقى الماء قال ماء السماء وماء الارض على أمر قد قدر قال كانت الاقوات قبل الاجساد وكان القدر قبل البلاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قد قدر قال صاع بصاع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وحملناه على ذات ألواح ودسر قال الالواح ألواح
[ 135 ]
السفينة والدسر معاريضها التى تشد بها السفينة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الالواح الصفائح والدسر العوارض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وحملناه على ذات ألواح قال معاريض السفينة ودسر قال دسرت بمسامير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى ودسر قال المسامير * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال حدثنا ان دسرها مساميرها التى شدت بها * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قول الله ودسر قال الدسر التى تحرز بها السفينة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول سفينة نوتى قد احكم صنعها * مثخنة الالواح منسوجة الدسر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الدسر كلكل السفينة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الدسر صدرها الذى يضرب به الموج * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن نحوه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى جزاء لمن كان كفر قال جزاء الله هو الذى كفر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولقد تركناها آية قال أبقى الله سفينة نوح على الجودى حتى أدركها أوائل هذه الامة * قوله تعالى (ولقد بسرنا القرآن) الآية * أخرج آدم بن أبى اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد ولقد يسرنا القرآن للذكر قال هونا قراءته * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ولقد يسرنا القرآن للذكر قال لو لا ان الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله * وأخرج الديلمى عن أنس مرفوعا مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين انه مر برجل يقول سورة خفيفة قال لا تقل سورة خفيفة ولكن قل سورة ميسرة لان الله يقول ولقد يسرنا القرآن للذكر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فهل من مدكر قال هل من متذكر * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله فهل من مدكر قال هل من منزجر عن المعاصي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله هل من مدكر قال هل من طالب خير يعان عليه * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر عن مطر الوراق في قوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال هل من طالب علم فيعان عليه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فهل من مذكر بالذال فقال فهل من مدكر بالدال * قوله تعالى (كذبت عاد) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قال باردة في يوم نحس قال أيام شداد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله صرصرا قال شديدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ريحا صرصرا قال الباردة في يوم نحس قال في يوم مشؤم على القوم مستمر استمر عليهم شره * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع ابن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل في يوم نحس قال النحس البلاء والشدة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهير بن أبى سلمى وهو يقول سواء عليه أي يوم أتيته * أساعة نحس تتقى أم باسعد وأخرج ابن أبى حاتم عن زربن حبيش في يوم نحس مستمر قال يوم الاربعاء * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى جبريل اقض باليمين مع الشاهد وقال يوم الاربعاء يوم نحس مستمر * وأخرج ابن مردويه عن على قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة ويوم الاربعاء يون نحس مستمر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم نحس يوم الاربعاء * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايام وسئل عن يوم الاربعاء قال يوم نحس قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال اغرق فيه الله فرعون وقومه وأهلك عادا وثمود * وأخرج وكيع في الغرر وابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر * وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن
[ 136 ]
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال لما أقبلت الريح قام إليها عاد فاخذ بعضهم بايدى بعض وغمزوا أقدامهم في الارض وقالوا من يزيل أقدامنا عن الارض ان كان صادقا فارسل الله عليهم الريح تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى هريرة فال ان كان الرجل من عاد ليتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الامة لم يستطيعوا أن يحملوه فكان الرجل يغمز قدمه في الارض فتدخل فيه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كأنهم أعجاز نخل قال أصول نخل منقعر قال منقطع * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أعجاز نخل منقعر قال أعجاز سود النخل * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله كأنهم أعجاز نخل منقعر قال وقعت رؤسهم كأمثال الاخشبة وتقورت أعناقهم فشبهها باعجاز نخل منقعر * قوله تعالى (كذبت ثمود) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله انا إذا لفى ضلال وسعر قال شقاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة انا إذا لفى ضلال وسعر قال في ضلال وعناء * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وسعر قال ضلال وفي قوله كل شرب محتضر قال يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله فتعاطى قال تناول وفى قوله كهشيم المحتظر قال الرجل هشم الحنتمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله فتعاطى فعقر قال تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها وفي قوله كهشيم المحتظر قال كرماد محترق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فتعاطى قال تناول * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كهشيم المحتظر قال كالعظام المحترقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس كهشيم المحتظر قال كالحشيش تأكله الغنم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس كهشيم المحتظر قال هو الحشيش قد حظرته فاكلته يابسا فذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير كهشيم المحتظر قال التراب الذى يسقط من الحائط * قوله تعالى (كذبت قوم لوط) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فتماروا بالنذر قال لم يصدقوا بها وفي قوله فطمسنا أعينهم قال ذكر لنا أن جبريل استاذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون وفي قوله ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر قال استقر بهم في نار جهنم وفي قوله فاخذناهم أخذ عزيز مقتدر قال عزيز في نقمته إذا انتقم لا يخاف ان يسبق وفي قوله أكفاركم خير من أولئكم يقول أكفاركم خير ممن قد مضى * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر قال عذاب في الدنيا استقر بهم في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما أكفاركم خير من أولئكم يقول ليس كفاركم خيرا من قوم نوح وقوم لوط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضى الله عنه أكفاركم خير من أولئكم قال أكفاركم أيتها الامة خير مما ذكر من القرون الاولى الذين أهلكتهم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه أكفاركم خير من أولئكم يقول أكفاركم خير من أولئكم الذين مضوا أم لكم براءة في الزبر يعنى في الكتب * قوله تعالى (أم يقولون نحن جميع منتصر) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سيهزم الجمع ويولون الدبر قال كان ذلك يوم بدر قالوا نحن جميع منتصر فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري والنسائي وابن المنذر والطبراني وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر أنشدك عهدك ووعدك اللهم ان شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا فاخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يثب في الدرع يوم بدر ويقول هزم الجمع وولوا الدبر * وأخرج البخاري عن عائشة رضى الله عنها قالت نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأنا بمكة وانى لجارية العب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن أبى هريرة رضى
[ 137 ]
الله عنه قال أنزل الله على نبيه بمكة قبل يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه قلت يا رسول الله أي جمع سيهزم فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في في آثارهم مصلتا بالسيف وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر وكانت ليوم بدر فانزل الله فيهم حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب الآية وأنزل الله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسعتهم الرمية وملات أعينهم وأفواههم حتى ان الرجل ليقتل وهو يقذى عينيه فانزل الله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر رضى الله عنه جعلت أقول أي جمع سيهزم حتى كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر فعرفت تأويلها يومئذ وأخرجه ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما موصولا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية رضى الله عنه سيهزم الجمع ويولون الدبر قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر هزموا وولوا الدبر * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله والساعة أدهى وأمر قال ذكر الله قوم نوح وما أصابهم من العذاب وذكر عادا وما أصابهم من الريح وذكر ثمود وما أصابهم من الصيحة وذكر قوم لوط وما أصابهم من الحجارة وذكر آل فرعون وما أصابهم من الغرق فقال أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر إلى قوله والساعة أدهى وأمر يعنى أدهى مما أصاب أولئك وأمر * وأخرج ابن المبارك في الزهد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال سبعا ما ينتظر أحدكم الا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال والدجال شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر * واخرج ابن مردويه عن معقل رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله جعل عقوبة هذه الامة السيف وجعل موعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر * قوله تعالى (ان المجرمين) لآيات * أخرج أحمد ومسلم وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج البزار وابن المنذر بسند جيد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ما أنزلت هذه الآية ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر الا في أهل القدر * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وابن شاهين وابن منده والباوردي في الصحابة والخطيب في تالى التلخيص وابن عساكر عن زرارة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا هذه الآية ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر قال في اناس من أمتى في آخر الزمان يكذبون بقدر الله * وأخرج ابن عدى وابن مردويه والديلمي وابن عساكر بسند ضعيف عن أبى امامة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذه الآية نزلت في القدرية ان المجرمين في ضلال وسعر * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر عن ابراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر رضى الله عنه وكانت أمه لبابة بنت عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قالت كنت أزور جدى ابن عباس رضى الله عنهما في كل يوم جمعة قبل ان يكف بصره فسمعته يقرأ في المصحف فلما أتى على هذه الآية ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم قال يا بنية ما أعرف أصحاب هذه الآية ما كانوا بعد وليكونن * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قيل له قد تكلم في القدر فقال أو فعلوها والله ما نزلت هذه الآية الا فيهم ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر أولئك شرار هذه الامة لا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم ان أريتني واحدا منهم فقأت عينيه باصبعي هاتين * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية في القدرية يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقرانا
[ 138 ]
كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انا كل شئ خلقناه بقدر قال خلق الله الخلق كلهم بقدر وخلق لهم الخير والشر بقدر * وأخرج مسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ بقضاء وقدر حتى العجز والكيس * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال كل شئ بقضاء وقدر حتى وضعك يدك على خدك * وأخرج أحمد عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة مجوس ومجوس أمتى الذين يقولون لا قدر ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم * وأخرج ابن شاهين في السنة عن محمد بن كعب القرظى قال طلبت هذا القدر فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فوجدته في اقتربت الساعة وكل شئ فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر * وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن محمد بن كعب القرظى قال انما نزلت هذه يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر تعيير الاهل القدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وكل شئ فعلوه في الزبر قال في الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى وكل صغير وكبير مستطر قال مسطور في الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وكل صغير وكبير مستطر قال محفوظ مكتوب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وكل صغير وكبير مستطر قال مكتوب * وأخرج ابن جرير عن عكرمة مستطر مكتوب في سطر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ولقد أهلكنا أشياعكم قال أشياعهم من أهل الكفر من الامم السالفة فهل من مدكر يقول هل من أحد يتذكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ما طن ذباب الا بقدر ثم قرأ وما أمرنا الا واحدة كلمح بالبصر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال المكذبون بالقدر مجرمو هذه الامة وفيهم أنزلت هذه لآية ان المجرمين في ضلال وسعر إلى قوله انا كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله انا كل شئ خلقناه بقدر قال يقول خلق كل شئ فقدره فقدر الدرع للمرأة والقميص للرجل والقتب للبعير والسرج للفرس ونحو هذا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم بكلام شديد في القدر والنبى صلى الله عليه وسلم ساكت ما يجيبهما بشئ حتى انصرفا فانزل الله أكفاركم خير من أولئكم الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم أم لكم براءة في الزبر الاول في الكتاب الاول إلى قوله ولقد أهلكنا أشياعكم الدين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم وكل شئ فعلوه في الزبر الاول في أم الكتاب وكل صغير وكبير مستطر يعنى مكتوب إلى آخر السورة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن محمد بن كعب قال كنت اقرأ هذه الآية فما أدرى من عنى بها حتى سقطت عليها ان المجرمين في ضلال وسعر إلى قوله كلمح بالبصر فإذا هم المكذبون بالقدر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في أهل التكذيب إلى آخر الآية قال مجاهد قلت لابن عباس ما تقول فيمن يكذب بالقدر قال اجمع بينى وبينه قلت ما تصنع به قال اخنقه حتى أقتله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتى لبس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية أنزلت فيهم آية من كتاب الله ان المجرمين في ضلال وسعر إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال انى لاجد في كتاب الله قوما يسحبون في النار على وجوههم يقال لهم ذوقوا مس سقر لانهم كانوا يكذبون بالقدر رانى لا أراهم فلا أدرى أشئ كان قبلنا أم شئ فيما بقى * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال ما نزلت هذه الآية الا تعبير الاهل القدر ذوقوا مس سقرانا كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل أمة مجو ساوان مجوس هذه الامة الذين يقولون لا قدر فمن مرض فلا تعودوه وان مات فلا تشهدوه وهم من شيعة الدجال حق على الله ان يلحقهم به * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال سمعت باذنى هاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم قيل اكتب لا بد قال وما لا بد قال القدر قال وما القدر قال تعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك ان مت على غير ذلك دخلت النار * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادى أين خصماء الله فيقومون مسودة وجوههم مزرقة عيونهم مائلا شفاههم يسيل لغابهم يقذرهم من رآهم فيقولون والله يا ربنا
[ 139 ]
ما عبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا قال ابن عباس رضى الله عنهما لقد أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون ثم تلا ابن عباس يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شئ الا انهم هم الكاذبون هم والله القدريون ثلاث مرات * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال ذكر لابن عباس ان قوما يقولون في القدر فقال ابن عباس رضى الله عنهما انهم يكذبون بكتاب الله فلآخذن بشعر أحدهم فلا نصينه ان الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيا وأول شئ خلق القلم وأمره أن يكتب ما هو كائن فانما يجرى الناس على أمر قد فرغ منه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى يحيى الاعرج قال سمعت ابن عباس رضى الله عنهما وذكر القدرية فقال لو أدركت بعضهم لفعلت به كذا وكذا ثم قال الزنا بقدر والسرقة بقدر وشرب الخمر بقدر * وأخرج ابن جرير عن أبى عبد الرحمن السلمى رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية انا كل شئ خلقناه بقدر قال رجل يا رسول الله ففيم العمل أفى شئ نستأنفه أم في شئ قد فرغ منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسير سنيسره لليسرى وسنيسره للعسرى * قوله تعالى (ان المتقين في جنات ونهر) * أخرج ابن مردويه بسندواه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النهر الفضاء والسعة ليس بنهر جار * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله في جنات ونهر قال النهر السعة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول ملكت بها فانهرت فتقها * يرى قائم من دونها ما وراءها * وأخرج عبد بن حميد عن شريك في قوله في جنات ونهر قال جنات وعيون * وأخرج عبد بن حميد عن أبى بكر ابن عياش رضى الله عنه ان عاصما قرأ في جنات ونهر مثلثة منتصبة النون قال أبو بكر رضى الله عنه وكان زهير القرشى يقرأ ونهر يريد جماعة النهر * وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر قال ان أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذى هو مجلسه على منابر الدر والياقوت والزبرجد والذهب والفضة بالاعمال فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك ولم يسمعوا شيأ أعظم منه ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم قريرة أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله ان المتقين في جنات ونهر قال في نور وضياء * وأخرج الحكيم الترمذي عن ثور بن يزيد رضى الله عنه قال بلغنا ان الملائكة ياتون المؤمنين يوم القيامة فيقولون يا أولياء الله انطلقوا فيقولون إلى أين فيقولون إلى الجنة فيقولون انكم تذهبون بنا إلى غير بغيننا فيقال لهم وما بغيتكم فيقولون المقعد مع الحبيب وهو قوله ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال دخلت المسجد وأنا أرى انى قد أصبحت فإذا على ليل طويل وإذا ليس فيه أحد غيرى فقمت فسمعت حركة خلفي ففزعت فقال أيها الممتلئ قلبه فرقا لا تفرق أو لا تفزع وقل اللهم انك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون ثم سل ما بدا لك قال سعيد فما سألت الله شيا الا استجاب لى * وأخرج أبو نعيم عن جابر قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابه الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا دجانة أما علمت ان من أحبنا وابتلى بمحبتنا أسكنه الله تعالى معنا ثم تلا في مقعد صدق عند مليك مقتدر * (سورة الرحمن مكية) * * أخرج النحاس عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الرحمن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال أنزل بمكة سورة الرحمن * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت نزلت سورة الرحمن بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الرحمن بالمدينة * وأخرج أحمد وابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلى نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون فبأى آلاء ربكما تكذبان * وأخرج الترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه
[ 140 ]
والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فكستوا فقال ما لى أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأى آلاء ربكما تكذبان قالوا ولا بشئ من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والدار قطني في الافراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال ما لى أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ما أتيت على قول الله فباى آلاء ربكما تكذبان الا قالوا لا بشئ من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن على سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لكل شئ عروس وعروس القرآن الرحمن * وأخرج البيهقى وضعفه عن فاطمة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئ الحديد وإذا وقعت الواقعة والرحمن يدعى في ملكوت السموات والارض ساكن الفردوس * وأخرج أحمد عن ابن زيد رضى الله عنه قال كان أول مفصل ابن مسعود الرحمن * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضى الله عنه ان رجلا قال له انى قد قرأت المفصل في ركعة فقال أهذا كهذا الشعر لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر سورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة والطور والذاريات في ركعة وإذا وقعت ون في ركعة وعم والمرسلات في ركعة والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة وسال سائل والنازعات في ركعة وويل للمطففين وعبس في ركعة * وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي عن أنس رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر بسبع فصلى ركعتين وهو جالس فقرأ فيهما الرحمن والواقعة * وأخرج ابن حبان عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلى رهط فقلت رجل اقرأ على فإذا هو يقرأ حروفا لا اقرؤها فقلت من أقرأك قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا حتى وقفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغيير ووجد في نفسه حين ذكر الاختلاف فقال انما هلك من قبلكم بالاختلاف فامر عليا فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامركم ان يقرأ كل رجل منكم كما علم فانما هلك من قبلكم بالاختلاف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرؤه صاحبه * قوله تعالى (الرحمن علم القرآن) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله خلق الانسان علمه البيان قال آدم علمه البيان قال بين له سبيل الهدى وسبيل الضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله الرحمن علم القرآن قال نعمة الله عظيمة خلق الانسان قال آدم علمه البيان قال علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله الحجة على عباده وفى قوله الشمس والقمر بحسبان قال بحساب إلى أجل * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله الشمس والقمر بحسبان قال بحساب ومنازل يرسلان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك رضى الله عنه الشمس والقمر بحسبان قال عليهما حساب وأجل كاجل الناس فإذا جاء أجلهما هلكا * واخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضى الله عنه الشمس والقمر بحسبان قال يجريان بحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه الشمس والقمر بحسبان قال بقدر يجريان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد الشمس والقمر بحسبان قال يدوران في مثل قطب الرحى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبى رزين والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم ما انبسط على الارض والشجر ما كان على ساق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبى رزين في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم ما ذهب فرشا على الارض ليس له ساق والشجر ما كان له ساق يسجدان قال ظلهما سجودهما * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله والنجم والشجر يسجدان ما النجم قال ما أنجمت الارض مما لا يقوم على
[ 141 ]
ساق فإذا قام على ساق فهى شجرة قال صفوان ابن اسد التميمي لقد أنجم القاع الكبير عضاته * وتم به حيا تميم ووائل وقال زهير بن أبى سلمى مكلل باصول النجم تنسجه * ريح الجنوب كضاحى ما به حبك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن من مجاهد رضى الله عنه في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم نجم السماء والشجر الشجرة يسجد بكرة وعشية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ووضع الميزان قال العدل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان لا تطغوا في الميزان قال اعدل يا ابن آدم كما تحب ان يعدل عليك وأوف كما تحب ان يوفى لك فان العدل يصلح الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه رأى رجلا يزن قد أرجح فقال أقم اللسان كما قال الله وأقيموا الوزن بالقسط * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وأقيموا الوزن بالقسط قال اللسان * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والارض وضعها للانام قال للناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما والارض وضعها للانام قال للخلق * وأخرج الطستى والطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نأفع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وضعها للانام قال الانام الخلق وهم ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيدا وهو يقول فان تسالينا مم نحن فاننا * عصافير من هذا الانام المسخر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وضعها للانام كل شئ فيه روح * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه والارض وضعها للانام قال كل شئ يدب على الارض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله والارض وضعها للانام قال للخلق الجن والانس * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والنخل ذات الاكمام قال أوعية الطلع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله والحب ذو العصف قال ورق الحنطة * وأخرج ابن جرى وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال الحب الحنطة والشعير والعصف القشر الذى يكون على الحب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والحب ذوالعصف قال التبن والريحان قال خضرة الزرع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال العصف ورق الزرع إذا يبس والريحان ما أنبتت الارض من الريحان الذى يشم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال العصف الزرع أول ما يخرج بقلا والريحان حين يستوى على سوقه ولم يسنبل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كل ريحان في القرآن فهو الرزق * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى صالح في قوله والحب ذوالعصف قال العصف أول ما ينبت * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والريحان قال الرزق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والريحان قال الرزق والطعام * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله والريحان قال الرياحين التى يوجد ريحها * وأخرج ابن جرير عن الحسن والريحان قال ريحانكم هذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فباى آلاء ربكما تكذبان قال باى نعمة الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فبأى آلاء ربكما تكذبان يعنى الجن والانس والله أعلم * قوله تعالى (خلق الانسان من صلصال) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وخلق الجان من مارج من نار قال من لهب النار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس من مارج من نار قال من لهبها من وسطها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس من مارج قال خالص النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس من مارج قال من شهب النار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من مارج قال اللهب الاصفر والاخضر الذى يعلوا النار إذا أوقدت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير من مارج قال
[ 142 ]
الخضرة التى تقطع من النار السواد الذى يكون بين النار وبين الدخان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجن من مارج من نار وخلق آدم كما وصف لكم * قوله تعالى (رب المشرقين) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله رب المشرقين ورب المغربين قال للشمس مطلع في الشتاء ومغرب في الشتاء ومطلع في الصيف ومغرب في الصيف غير مطلعها في الشتاء وغير مغربها في الشتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رب المشرقين ورب المغربين قال مشرق الشتاء ومغربه ومشرق الصيف ومغربه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وعكرمة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله رب المشرقين قال مشرق النجم ومشرق الشفق ورب المغربين قال مغرب الشمس ومغرب الشفق * قوله تعالى (مرج البحرين) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مرج البحرين قال أرسل البحرين بينهما برزخ قال حاجز لا يبغيان قال لا يختلطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد مرج البحرين يلتقيان قال مرجهما استواؤهما بينهما برزخ قال حاجز من الله لا يبغيان قال لا يختلطان وفى لفظ لا يغى أحدهما على الآخر لا العذب على المالح ولا المالح على العذب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة مرج البحرين يلتقيان قال حسنهما بينهما برزخ لا يبغيان قال البرزخ عزمة من الله لا يبغى أحدهما على الآخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن مرج البحرين قال بحر فارس وبحر الروم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مرج البحرين يلتقيان قال بحر فارسي وبحر الروم وبحر المشرق وبحر المغرب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مرج البحرين قال بحر السماء وبحر الارض يلتقيان كل عام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير مرج البحرين يلتقيان قال بحر السماء وبحر الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس بينهما برزخ لا يبغيان قال بينهما من البعد ما لا يبغى كل واحد منهما على صاحبه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن بينهما برزخ قال أنتم البرزخ لا يبغيان عليكم فيغرقانكم وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة بينهما برزج لا يبغيان قال برزخ الجزيرة واليبس لا يبغيان على اليبس ولا يبغى أحدهما على صاحبه وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغى يحجز أحدهما عن صاحبه بلطفه وقدرته وجلاله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن وقتادة لا يبغيان قال لا يطغيان على الناس * وأخرج عبد حميد وابن جرير عن ابن أبزى بينهما برزخ قال البعد * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد ابن جبير بينهما برزخ قال بئر ههنا عذب وبئر ههنا مالح * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يخرج منهما اللؤلؤ قال إذا أمطرت السماء فتحت الاصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال إذا قطر القطر من السماء فتحت له الاصداف فكان للؤلؤ * وأخرج الفريابى وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس قال المرجان عظام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن على بن أبى طالب قال المرجان عظام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال المرجان ما عظم من اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مرة قال المرجان جيد اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال اللؤلؤ ما عظم منه والمرجان اللؤلؤ الصغار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان صغار اللؤلؤ * وأخرج ابن أبى الدنيا في الوقف والابتداء عن مجاهد في قوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان اللؤلؤ الصغار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن والضحاك قال اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال المرجان الخرز الاحمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن
[ 143 ]
والحسين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين * قوله تعالى (وله الجوار المنشآت) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وله الجوار المنشآت قال المنشآت ما رفع قلعه من السفن فاما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشآت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وله الجوار المنشآت قال السفن المنشآت قال بالشراع كالاعلام قال كالجبال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وله الجوار المنشآت يعنى السفن كالاعلام قال كالجبال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وله الجوار المنشآت قال هي السفاتن * وأخرج عبد ابن حميد ابن المنذر والمحاملى في أماليه عن عمير بن سعد قال كنا مع على على شط الفرات فمرت به سفينة فقرأ هذه الآية وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي والضحاك انهما كانا يقرآن وله الجوار المنشآت في البحر قال أي الفاعلات * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه كان يقرؤها وله الجوار المنشآت يعنى الباديات * واخرج عبد بن حميد عن عاصم انه كان يقرؤها على الوجهين بكسر الشين وفتحها * قوله تعالى (كل من عليها فان) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى قال إذا قرأت كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ذو الجلال والاكرام قال ذو الكبرياء والعظمة * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن حميد بن هلال قال قال رجل يرحم الله رجلا أتى على هذه الآية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فسال الله تعالى بذلك الوجه الكافي الكريم ولفظ البيهقى بذلك الوجه الباقي الجميل * قوله تعالى (يساله من في السموات والارض) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يساله من في السموات والارض يعنى يسال عباده اياه الرزق والموت والحياة كل يوم هو في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح يساله من في السموات والارض قال يسأله من في السموات الرحمة ويساله من في الارض المغفرة والرزق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال الملائكة يسالونه الرزق لاهل الارض والارض يساله أهلها الرزق لهم * وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والبزار وابن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله كل يوم هو في شان قال من شانه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين زاد البزر وهو يجيب داعيا * وأخرج البزار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم هو في شان قال يغفر ذنبا ويفرج كربا * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء في قوله كل يوم هو في شان قال يكشف كربا ويجيب داعيا ويرفع قوما ويضح آخرين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في الظعمة والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله كل يوم هو في شان قال ان مما خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والارض ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة ويرزق ويحيى ويميت ويعز ويذل ويغل ويفك ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى كل يوم هو في شان * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عبيد بن عمير كل يوم هو في شان قال من شانه ان يجيب داعيا ويعطى سائلا ويفك عانيا ويشفى سقيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه كل يوم هو في شان قال لا يستغنى عنه أهل السماء والارض يحيى حيا ويميت ميتا ويربى صغيرا ويفك أسيرا ويغنى فقيرا وهو مرد حاجات الصالحين ومنتهى شكرهم وصريخ الاخبار * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبى ميسرة كل يوم هو في شان قال يحيى ويميت ويصور في الارحام ما يشاء ويعز من شاء ويذل من شاء ويفك الاسير * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع رضى الله عنه كل يوم هو في شأن قال يخلق خلقا ويميت آخرين ويرزقهم ويكلؤهم * وأخرج عبد بن حميد عن سويد بن جبلة الفزارى وكان من التابعين قال ان ربكم كل يوم هو في شان يعتق رقابا ويفحم عتابا ويعطى رغابا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجوزاء رضى الله عنه كل يوم هو في شان
[ 144 ]
قال لا يشغله شان عن شان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه كل يوم هو في شان قال من أيام الدنيا كل يوم يجيب داعيا وكيشف كربا ويجيب مضطرا ويغفر ذنبا * قوله تعالى (سنفرغ لكم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه سنفرغ لكم أيها الثقلان قال قد دنا من الله فراغ لخلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه سنفرغ لكم أيها الثقلان قال وعيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سنفرغ لكم أيها الثقلان قال هذا وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل وفى قوله لا تنفذون الا بسلطان يقول لا تخرجوا من سلطاني * وأخرج البزار والبيهقي عن طلحة بن منصور ويحيى بن وثاب رضى الله عنه انهما قرأ سيفرغ لكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه لا تنفذون الا بسلطان قال الا بملكة من الله * وأخرج ابن أبى الدنيا في هواتف الجان عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال كان سبب اسلام الحجاج بن علاط انه خرج في ركب من قومه إلى مكة فلما جن عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول أعيذ نفسي وأعيذ أصحابي من كل جنى بهذا النقب حتى ان أعود سالما وركبي فسمع قائلا يقول يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنقذون الا بسلطان فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا فقالوا له ان هذا فيما يزعم محمد انه أنزل عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال لهب النار ونحاس قال دخان النار * وأخرج ابن الانباري في كتاب الوقف والابتداء والطستي والطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال الشواظ اللهب الذى لا دخان له قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبى الصلت الثقفى وهو يقول يظل يشب كيرا بعد كير * وينفخ دائما لهب الشواظ قال فاخبرني عن قوله ونحاس قال هو الدخان الذى لا لهب فيه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول يضئ كضوء سراج السليط * لم يجعل الله فيه نحاسا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار قال لهب من نار * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار قال هو اللهب الاحمر المنقطع منها وفى لفظ قال قطعة من نار حمرة ونحاس قال يذاب الصفر فيصب على رؤسهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس قال واديان فالشواظ واد من نتن والنحاس واد من صفر والنتن نار * وأخرج ابن ابى شيبة عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى انها لتحشر القردة والخنازير تبيت حيث باتوا وتقيل حيث قالوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ونحاس قال هو الصفر يعذبون به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فلا تنتصران يعنى الجن والانس * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فإذا انشقت السماء فكانت وردة يقول حمراء كالدهان قال هو الاديم الاحمر * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فكانت وردة كالدهان قال مثل لون الفرس الورد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه فكانت وردة كالدهان قال حمراء كالدابة الوردة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجوزاء رضى الله عنه فكانت وردة كالدهان قال وردة الجل كالدهان قال كصفاء الدهن ألم تر العربي يقول الجل الورد * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء فكانت وردة كالدهان قال لون السماء كلون دهن الورد في الصفرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان قال هي اليوم خضراء كما ترون وان لها يوم القيامة لونا آخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
[ 145 ]
المنذر عن مجاهد في قوله فكانت وردة كالدهان قال كالدهن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فكانت وردة كالدهان قال صافية كصفاء الدهن * وأخرج محمد بن نصر عن لقمان بن عامر الحنفي ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاب يقرأ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فوقف فاقشعر وخنقته العبرة فجعل يبكى ويقول ويلى من يوم تنشق فيه السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم 7 مثل يا فتى فولذى نفسي بيده لقد بكيت الملائكة من بكائك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان قال لا يسالهم هل عملتم كذا وكذا لانه أعلم بذلك منهم ولكن يقول لم عملتم كذا وكذا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فيؤمئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان يقول لا أسالهم عن أعمالهم ولا أسال بعضهم عن بعض وهو مثل قوله ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ومثل قوله ولا تسال عن أصحاب الجحيم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له ويرى المسلم عمله في قبره يقول الله فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان * وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان قال لا تسال الملائكة عن المجرم يعرفونهم بسيماهم * وأخرج هناد وعبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يعرف المجرمون بسيماهم قال بسواد وجوههم وزرقة عيونهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه يعرف المجرمون بسيماهم قال بسواد الوجوه وزرقة العيون * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيؤخذ بالنواصى والاقدام قال تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فيؤخذ بالنواصى والاقدام قال ياخذ الملك بناصية أحدهم فيقرنها لى قدميه ثم يكسر ظهره ثم يلقيه في النار * وأخرج هناد في الزهد عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن رجل من كدة قال قلت لعائشة رضى الله عنها أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه ياتي عليه ساعة لا يملك لاحد شفاعة قالت نعم لقد سألته فقال نعم حين يوضع الصراط وحبن تبيض وجوه وتسود وجوه وعند الجسر حتى يشحذ حتى يكون مثل شفرة السيف ويسجر حتى يكون مثل الجمرة فاما المؤمن فيجيزه ولا يضره وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه خز في قدميه يهوى بيديه إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فيؤخذ بشوكة حتى تكاد تنفذ قدميه فانه كذلك يهوى بيديه إلى قدميه فيضربه الزبانى بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوى فيها خمسين عاما فقلت أيثقل قال يثقل خمس خلفات فيومئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام * وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذى نفسي بيده لقد خلقت زبانية جهنم قبل أن تخلق جهنم بالف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا من قبضوا عليه بالنواصى والاقدام * وأخرج ابن جريرو ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وبين حميم آن قال الذى انتهى حره * وأخرج الطستى والطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله حميم آن قال الآنى الذى انتهى طبخه وحره قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول ويخضب لحية غدرت وخانت * يا حمى من نجيع الجوف آنى وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله وبين حميم آن قال قد آنى طبخه منذ خلق الله السموات والارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وبين حميم آن قال قد بلغ اناه * وأخرج عبد ابن حميد عن عكرمة رضى الله عنه وبين حميم آن قال نار قد اشتد حرها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير وبين حميم آن قال النحاس انتهى حره * قوله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شوذب في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال نزلت في أبى بكر الصديق رضى الله عنه * وأخرج
[ 146 ]
ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء ان أبا بكر الصديق رضى الله عنه ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة وطى السموات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار الكواكب فقال وددت انى كنت خضراء من هذه الخضر تأتى على بهيمة فتأكلني وانى لم أخلق فنزلت هذه الآية ولمن خاف مقام ربه جنتان * وأخرج ابن جرير عن ابن عبسا ولمن خاف مقام ربه جنتان قال وعد الله المؤمنين الذين خافوا مقامه فادوا فرائضه الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولمن خاف مقام ربه جنتان يقول خاف ثم اتقى والخائف من ركب طاعة الله وترك معصيته * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد وابن أبى الدنيا في التوبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه فينزع عنها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ولمن خاف مقام ربه جنتان قال من خاف مقام الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن ابى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال الرجل يريد الذنب فيذكر الله فيدع الذنب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ولمن خاف مقام ربه جنتان قال ان المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا له بالليل والنهار * واخرج ابن جرير عن ابراهيم ولمن خاف مقام ربه جنتان قال إذا أراد ان يذنب أمسك مخافة الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود لمن خاف مقام ربه جنتان قال لمن خافه في الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية بن قيس في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال نزلت في الذى قال احرقونى بالنار لعلى أضل الله قال لنا بيوم وليلة بعد ان تكلم بهذا فقبل الله منه ذلك وأدخله الجنة * واخرج ابن ابى شيبة واحمد وابن منيع والحكيم في نوادر الاصول والنسائي والبزار وابو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابى الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثانية ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق فقال الثالثة ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق قال نعم وان رغم أنف أبى الدرداء * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن خاف مقام ربه جنتان فقال أبو الدرداء وان زنى وان سرق يا رسول الله قال وان زنى وان سرق وان رغم أنف أبى الدرداء فكان أبو الدرداء يقص ويقول ولمن خاف مقام ربه جنتان وان رغم أنف ابى الدرداء * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق الحريري عن أخيه قال سمعت محمد بن سعد يقرأ هذه الآية ولمن خاف مقام ربه جنتان وان زنى وان سرق فقلت ليس فيه وان زنى وان سرق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كذلك فانا أقرؤها كذلك حتى أموت * وأخرج ابن مردويه عن ابى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وأنى رسول الله دخل الجنة ثم قرأ ولمن خاف مقام ربه جنتان * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال كنت عند هشام بن عبد الملك فقال قال أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن خاف مقام ربه جنتان فقال ابو هريرة رضى الله عنه وان زنى وان سرق فقلت انما كان ذلك قبل ان تنزل الفرائض فلما نزلت الفرائض ذهب هذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبى الدرداء رضى الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال قيل يا أبا الدرداء وان زنى وان سرق قال من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابى موسى الاشعري رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جنان الفردوس أربع جنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن مردويه عن ابى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان وقوله ومن دونهما جنتان قال جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لاصحاب اليمين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابى موسى
[ 147 ]
الاشعري رضى الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين * وأخرج ابن مرذويه عن عياض بن تميم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا ولن خاف مقام ربه جنتان قال بستانان عرض كل واحد منهما مسيرة مائة عام فيهما أشجار وفرعهما ثابت وشجرهما ثابت وعرصتهما عظيمة ونعيمهما عظيم وخيرهما دائم ولذتهما قاتمة وأنهارهما جارية وريحهما طيب وبركتهما كثيرة وحياتهما طويلة وفاكتهما كثيرة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن قال كان شاب على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ملازم المسجد والعبادة فعشقته جارية فاتته في خلوة فكلمته فحدث نفسه بذلك فشهق شهقة فغشى عليه فجاء عم له إلى بيته فلما أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فاقرئه منى السلام وقل له ما جزاء من خاف مقام ربه فانطلق عمه فاخبر عمر وقد شهق الفتى شهقة أخرى فمات منها فوقف عليه عمر فقال لك جنتان لك جنتان * قوله تعالى (ذواتا أفنان) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذواتا أفنان قال ذواتا ألوان * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج هناد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ذواتا أفنان يقول ألوان من الفواكه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ذواتا أفنان قال ذواتا أغصان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ذواتا أفنان قال غصونهما يمس بعضها بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس ذواتا أفنان قال الفنن الغصن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو بكر بن حبان في الفنون وابن الانباري في الوقف والابتداء عن عكرمة انه سئل عن قول الله ذواتا أفنان قال ظل الاغصان على الحيطان أما سمعت قول الشاعر ما هاج شوقك من هدير حمامة * تدعو على فتن الغصون حماما تدعو باشرخين صادف طاويا * ذا مخلبين من الصقور قطاما * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ذواتا أفنان قال ذواتا فضل على ما سواهما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله فيهما من كل فاكهة زوجان قال فيهما من كل الثمرات قال قال ابن عباس فما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة الا وهى في الجنة حتى الحنظل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمر وقال العنقود أبعد من صنفاء * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله متكئين على فرش بطائنها من استبرق قال أخبرتم بالبطائن فكيف بالظهائر * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال في قراءة عبد الله متكئين على سرر وفرش بطائنها من رفرف من استبرق والاستبرق لغة فارس يسمون الديباج الغليظ الاستبرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه قيل له بطائنها من استبرق فما الظواهر قال ذاك مما قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله بطائنها من استبرق قال ظواهرها من نور جامد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجنا الجنتين دان قال جناها ثمرها والدانى القريب منك يناله القائم والقاعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجنا الجنتين دان قال ثمارها دانية لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفس محمد بيده لا يقطف رجل ثمرة من الجنة فتصل إلى فيه حتى يبدل الله مكانها خيرا منها * قوله تعالى (فيهن قاصرات الطرف) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله فيهن قاصرات الطرف قال قاصرات الطرف على أزواجهن لا يرون غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فيهن قاصرات الطرف قال قصرت طرفهن عن الرجال فلا ينظرن الا إلى أزواجهن * وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قاصرات الطرف قال لا ينظرن الا إلى أزواجهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله لم يطمثهن قال لم يمسسهن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد
[ 148 ]
ابن جبير لم يطمثهن قال لم يطأهن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عكرمة لم يطمثهن قال لم يجامعهن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لا تقل للمرأة طميثت فانما الطمث الجماع * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله لم يطمثهن قال كذلك نساء الجنة لم يدن منهن غير أزواجهن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول مشين إلى لم يطمثن قبلى * وهن أصبح من بيض النعام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ارطاة بن المنذر قال تذاكرنا عند ضمرة بن حبيب أيدخل الجن الجنة قال نعم وتصديق ذلك في كتاب الله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان للجن الجنيات وللانس الانسيات * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبى في قوله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان قال هن من نساء أهل الدنيا خلقهن الله في الخلق الآخر كما قال انا أنشاناهن انشاء فجعلناهن أبكارا لم يطمثهن حين عدن في الخلق الآخر انس قبلهم ولا جان * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير عن مجاهد قال إذا جامع الرجل أهله ولم يسم انطوى الجان على احليله فجامع معه فذلك قوله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان * وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان قال لم يصبهن شمس ولا دخان لم يعذبن في البلايا ولم يكلمن في الرزايا ولم تغيرهن الاحزان ناعمات لا يباسن وخالدات فلا يمتن ومقيمات فلا يظعن لهن أخيار يعجز عن نعتهن الاوهام والجنة أخضرها كالاصفر وأصفرها كالاخضر ليس فيها حجر ولا مدر ولا كدر ولا عود يابس أكلها دائم وظلها قائم * قوله تعالى (كأنهن الياقوت والمرجان) الآية * أخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كانهن الياقوت والمرجان قال ينظر إلى وجهها في خدها أصفى من المرآة وان أدنى لؤلؤة عليها لتضئ ما بين المشرق والمغرب وانه يكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله كانهن الياقوت والمرجان قال في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن كانهن الياقوت والمرجان قال صفاء الياقوت في بياض المرجان * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن المنذر عن الضحاك كانهن الياقوت والمرجان قال ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفائه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن الحارث كانهن الياقوت والمرجان قال كانهن اللؤلؤ في الخيط * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد كانهن الياقوت والمرجان قال يرى مخ سوقهن من وراء الثياب كما يرى الخيط في الياقوتة * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد بن السرى والترمذي وابن ابى الدنيا في وصف الجنة وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها وذلك ان الله يقول كانهن الياقوت والمرجان فاما الياقوت فانه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود كانهن الياقوت والمرجان قال على كل واحدة سبعون حلة من حرير يرى مخ ساقها من وراء الثياب قال أرأيت لو ان أحدكم أخذ سلكا فادخله في ياقوتة ألم يكن يرى السلك من وراء الياقوتة قالوا بلى قال فذلك هن وكان إذا حدث حديثا نزع له آية من الكتاب * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث القيسي قال انه يكون على زوجة الرجل من أهل الجنة سبعون حلة حمراء يرى مخ ساقها من خلفهن * وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال ان المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة لهى أرق من شفكم هذا الذى تسمونه شفا وان مخ ساقها ليرى من وراء اللحم * وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال ان المرأة من أزواج المقربين لتكسى مائة حلة من استبرق وسقالة النور وان مخ ساقها ليرى من وراء ذلك كله وان المرأة من أزواج أصحاب اليمين لتكسى سبعين حلة من استبرق وسقالة النور وان مخ ذلك ليرى من وراء ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم * وأخرج عبد بن حميد والطبراني
[ 149 ]
والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال ان المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الاحمر الزجاجة البيضاء * واخرج هناد وابن جرير عن عمرو بن ميمون مثله * قوله تعالى (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) * أخرج ابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال ما جزاء من انعمت عليه بالتوحيد الا الجنة * واخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال هل جزاء من أنعمت عليه بالاسلام الا أن أدخله الجنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبغوى في تفسيره والديلمي في مسند الفروس وابن النجار في تاريخه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال هل تدرون ما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن على بن أبى طالب في قوله تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عزوجل هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال رسول الله هل جزاء من أنعمت عليه ممن قال لا اله الا الله في الدنيا الا الجنة في الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال هل جزاء من قال لا اله الا الله الا الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج ابن عدى وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وضعفه والديلمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على هذه الآية سجلة في سورة الرحمن للكافر والمسلم هل جزاء الاحسان الا الاحسان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في المسلم والكافر هل جزاء الاحسان الا الاحسان * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري في الادب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن الحنفية في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال هي مسجلة للبر والفاجر قال البيهقى يعنى مرسلة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال ان لله عمودا أحمر رأسه ملوى على قائمة من قوائم العرش وأسفله تحت الارض السابعة على ظهر الحوت فإذا قال العبد لا اله الا الله تحرك الحوت تحرك العمود تحت العرش فيقول الله للعرش اسكن فيقول لا وعزتك لا أسكن حتى تغفر لقائلها ما أصاب قبلها من ذنب فيغفر الله له * وأخرج ابن جرير عن قتادة هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال عملوا خيرا فجزوا خيرا * قوله تعالى (ومن دونهما جنتك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله ومن دونهما جنتان قال هما دون تجريان * وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مدهامتان قال قد اسودتا من الخضرة التى من الرى من الماء * واخرج الفريابى وابن أبى شيبة هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن الزبير في قوله مدهامتان قال خضراوان من الرمى * واخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى أيوب قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله مدهامتان قال خضراوان * واخرج هناد وعبد بن حميد عن أبى أيوب الانصاري في قوله مدهامتان قال هما جنتان خضراوان * واخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد عن عطاء بن أبى رباح في قوله مدهامتان قال هما جنتان خضراوان * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد ابن جبير في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن عكرمة في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى صالح مدهامتان قال خضراوان من الرمى ناعمتان إذا اشتدت الخضرة ضربت إلى السواد * وأخرج عبد بن حميد وابن جبير عن مجاهد مدهمتان قال مسودتان * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة مدهمتان قالا سوداوان من الرى * وأخرج هناد عن الضحاك مدهامتان قال سوداوان من الرمى * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر بن زيد أنه قرأ مدهامتان ثم ركع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن البراء بن عازب قال العينان اللتان تجريان خير من النضاختين
[ 150 ]
ولفظ عبد قال النضاختان بافضل من اللتين تجريان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله نضاحتان قال فائضتان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله نضاختان قال تنضخان بالماء من شدة الرى * وأخرج هناد وابن جرير عن عكرمة في قوله نضاختك قال تنضخان بالماء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن أنس في قوله عينان نضاختان قال بالمسك والعنبر تنضخان على دور الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير في قوله نضاختان قال تنضخان بالوان الفاكهة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله نضاختان قال بالخير ولفظ ابن أبى شيبة بكل خير * قوله تعالى (فيهما فاكهة ونخل ورمان) * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فيهما فاكهة ونخل ورمان قال هي ثم من كل فاكهة زوجان * وأخرج عبد بن حميد والحارث بن أبى اسامة وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أفى الجنة فاكهة قال نعم فيها فاكهة ونخل ورمان قال أفيأكلون كما ياكلون في الدنيا قال نعم واضعافه قال أفيقضون الحوائج قال لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وهناد بن السرى وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال نخل الجنة جذوعها زمرد اخضر وكرانيفها ذهب أحمر وسعفها كسوة لاهل الجنة منها مقطعانهم وحللهم وثمرها أمثال القلال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألبن من الزبد وليس لها عجم * واخرج ابن أبى شيبة وهناد بن السرى والبيهقي عن سلمان انه أخذ عودا صغيرا ثم قال لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تبصره قيل فاين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاه الثمر * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نخل الجنة فقال أصوله فضة وجذوعها ذهب وسعفه حلل وحمله الرطب أشد بياضا من اللبن وألين من الزبد وأحلى من الشهد * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال ان الثمرة من ثمر الجنة طولها اثنا عشر ذراعا ليس لها عجم * وأخرج الطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس انه كان ياخذ الحبة من الرمان فيأكلها فقيل له لم تفعل هذا قال بلغني انه ليس في الارض رمانة تلقح الا بحبة من الجنة فلعلها هذه * وأخرج ابن السنى في الطب النبوى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رمانة من رمانكم هذه الا وهى تلقح بحبة من رمان الجنة والله أعلم * قوله تعالى (فيهن خيرات حسان) * أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى فيهن خيرات حسان قال النساء * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى صالح فيهن خيرات حسان قال عذارى الجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فيهن خيرات حسان قال خيرات الاخلاق حسان الوجوه * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الاوزاعي فيهن خيرات حسان قال لسن بذيات اللسان ولا يغرن ولا يؤذين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها كل يوم من الله تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك لا مراحات ولا طماحات ولا بخرات ولا ذفرات حور عين كانهن بيض مكنون وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحور العين يتغنين في الجنة يقلن نحن الخيرات الحسان جئنا لازواج كرام * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله حور عين قال حور بيض عين ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر وفي لفظ لابن مردويه شفر الجفون بمنزلة جناح النسر قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله كانهن لؤلؤ مكنون قال صفاؤهم كصفاء الدر الذى في الاصداف الذى لم تمسه الايدى قلت فاخبرني عن قول الله كانهن بيض مكنون قال رقتهن كرقة الجلدة التى في داخل البيضة مما يلى القشر قلت فاخبرني عن
[ 151 ]
قول الله كانهن الياقوت والمرجان قال صفاؤهن كصفاء الدر الذى في الاصداف الذى لم تمسه الايدى قلت فاخبرني عن قول الله فيهن خيرات حسان قال خيرات الاخلاق حسان الوجوه قلت فاخبرني عن قول الله عربا أترابا قال هن اللواتى قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات اترابا قال على ميلاد واحد قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل ام الحور العين قال نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله ولم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ألبس الله وجوههن من النور وأجسادهم الحرير بيض الالوان خضر الثياب صفة الحلى مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن الا نحن الخالدات فلا نموت أبدا الا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا الا ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له قلت يا رسول الله المرأة تتزوج الزوجين والثلاثة والاربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال انها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول يا رب ان هذا كان أحسنهم معى خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة * قوله تعالى (حور مقصورات في الخيام) * أخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى دخلت الجنة فاتيت على نهر يسمى البيذخ عليه خيام اللؤلؤ والزبرجد الاخضر والياقوت الاحمر فنوديت السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبريل ما هذا النداء قال هؤلاء المقصورات في الخيام استاذن ربهن في السلام عليك فاذن لهن فطفقن يقلن نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن المقيمات وفي لفظ الخالدات فلا نظعن أبدا وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم حور مقصورات في الخيام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حور مقصورات حور بيض مقصورات محبوسات في الخيام قال في بيوت اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الحور سود الحدق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حور مقصورات في الخيام قال لا يخرجن من بيوتهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه حور مقصورات في الخيام قال محبوسات لسن بطوافات في الطرق والخيام الدر المجوف * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد بن السرى وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حور مقصورات في الخيام قال مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يرون غيرهن * وأخرج هناد عن الضحاك رضى الله عنه حور مقصورات في الخيام قال محبوسات في خيام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى الاحوص قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتدرون ما حور مقصورات في الخيام در مجوف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيام در مجوف * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما حور مقصورات في الخيام قال خيام اللؤلؤ والخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب * وأخرج عبد الرزاق و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا من در * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى مجلزان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله حور مقصورات في الخيام قال در مجوف * وأخرج مسدد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله مقصورات في الخيام قال الدر المجوف * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون يطوف عليهم المؤمن * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها * وأخرج هناد بن السرى عن ثابت البنانى قال كنت عند أنس بن مالك فقدم عليه ابن له من غزاة يقال له أبو بكر فسأله ثم قال ألا أخبرك عن صاحبنا فلان
[ 152 ]
بينما نحن في غزاتنا إذ ثار وهو يقول وا أهلاه وا أهلاه فنزلنا إليه وظننا ان عارضا عرض له فقلنا له فقال انى كنت أحدث نفسي أن لا أتزوج حتى أستشهد فيزوجني الله من الحور العين فلما طالت على الشهادة حدثت نفسي في سرى ان أنا رجعت تزوجت فأتاني آت في منامي فقال أنت القائل ان أنا رجعت تزوجت قم فان الله قد زوجك العيناء فانطلق بى إلى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار في يد كل واحدة صنعة تصنعها لم أر مثلهن في الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن لا نحن من خدمها وهى امامك فانطلقت فإذا بروضة أعشب من الاولى وأحسن فيها عشرون جارية في يد كل واحدة صنعه تصنعها ليس العشر اليهن في شئ من الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن لا نحن من خدمها وهى امامك فمضيت فإذا أنا بروضة أخرى أعشب من الاولى والثانية وأحسن فيها أربعون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون اليهن بشئ من الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن لا نحن من خدمها وهى امامك فانطلقت فإذا أنا بياقوتة مجوفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنبها عن السرير فقلت أنت العيناء قالت نعم مرحبا وذهبت لاضع يدى عليها قالت مه ان فيك شيأ من الروح بعد ولكن فطرك عندنا الليلة فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى مناد يا خيل الله اركبي فجعلت انظر إلى الرجل وانظر إلى الشمس ونحن مصافوا لعدو واذكر حديثه فما أدرى أيهما بدر رأسه أو الشمس سقطت أولا فقال أنس رحمه الله * وأخرج ابن أبى شيبة وهنا وابن جرير عن عكرمة حور مقصورات في الخيام قال در مجوف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن جرير عن مجاهد قال الخيمة درة مجوفة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيأتيها فيأخذ باصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن محمد بن كعب القرظى في قوله حور مقصورات في الخيام قال في الحجال * قوله تعالى (لم يطمثهن) الآية * أخرج هناد عن الشعبى لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان قال منذ أنشئن * وأخرج هناد عن حيان بن أبى جبلة قال ان نساء أهل الدنيا إذا دخلن الجنه فضلن على الحور العين باعمالهن في الدنيا * قوله تعالى (متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان) * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله متكئين على رفرف خضر قال فضول المحابس والفرش والبسط * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن جرير عن الضحاك قال الرفرف فضول المحابس والعبقري الزرابى وهى البسط * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد على رفرف خضر قال فضول الفرش وعبقرى حسان قال الديباج الغليظ * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله على رفرف خضر قال البسط وعبقرى حسان قال الطنافس * وأخرج عبد بن حميد عن على بن أبى طالب متكئين على رفرف خضر قال فضول المحابس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث والنشور من طرق عن ابن عباس في قوله رفرف خضر قال المحابس وعبقرى حسان قال الزرابى وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاد متكئين على رفرف خضر قال محابس خضر وعبقرى حسان قال الزرابى * وأخرج ابن المنذر عن عاصم الجحدرى متكئين على رفارف قال وسائد * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال الرفرف الرياض والعبقري الزرابى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى بكر بن عياش قال كان زهير القرشى وكان نحويا بصريا يقرأ رفارف خضر وعباقرى حسان * وأخرج ابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه عن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ولمن خاف مقام ربه جنتان فذكر فضل ما بينهما ثم ذكر ومن دونهما جنتان مدهامتان قال خضراوان فيهما عينان نضاختان وفى تلك تجريان وفيهما فاكهة ونخل ورمان وفى تلك من كل فاكهة زوجان فيهن خيرات حسان وفى تلك قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان وفى تلك متكئين على فرش بطائنها من استبرق قال الديباج والعبقري الزرابى * قوله تعالى (تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام) * أخرج البخاري في الادب والترمذي وابن مردويه والبيهقي
[ 153 ]
في الاسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول يا ذا الجلال والاكرام قال قد استجيب لك فسل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلى فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه اللهم انى أسالك بان لك الحمد لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حى يا قيوم انى أسالك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام فانهما اسمان من أسماء الله العظام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن ربيعة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام * (سورة الواقعة مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الواقعة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس والحرث بن أبى أسامة وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سورة الواقعة سورة الغنى فاقرؤها وعلموها أولادكم * وأخرج الديلمى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا نساءكم سورة الواقعة فانها سورة الغنى * وأخرج أبو عبيد عن سليمان التيمى قال قالت عائشة للنساء لا تعجز احداكن ان تقرأ سورة الواقعة * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والطبراني في الاوسط عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال ألظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الواقعة والحاقة وعم يتساءلون والنازعات وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت فاستطار فيه 7 الفقر فقال له أبو بكر قد أسرع فيك الفقر قال شيبتني هود وصواحباتها هذه * قوله تعالى (إذا وقعت الواقعة) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا وقعت الواقعة قال يوم القيامة ليس لوقعتها كاذبه قال ليس لها مرد يرد خافضة رافعة قال تخفض ناسا وترفع آخرين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله خافضة رافعة قال أسمعت القريب والبعيد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عثمان بن سراقة عن خاله عمر بن الخطاب في قوله خافضة رافعة قال الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله خافضة رافعة قال تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع رجالا كانوا في الدنيا منخفضين * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله خافضة رافعة قال خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله إذا وقعت الواقعة قال نزلت ليس لوقعتها كاذبه قال ؟ مثنوية خافضة رافعة قال خفضت قوما في عذاب الله ورفعت قوما في كرامة الله إذا رجت الارض رجا قال زلزلت زلزلة وبست الجبال بسا قال حتت حتا فكانت هباء منيثا كيابس الشجر تذروه الرياح يمينا وشمالا * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم في قوله خافضة رافعة قال من انخفض يومئذ لم يرتفع أبدا ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض أبدا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله إذا رجت الارض رجا قال زلزلت وبست الجبال بسا قال فتتت فكانت هباء منبثا قال كشعاع الشمس * وأخرج ابن
[ 154 ]
أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إذا رجت الارض رجا يقول ترجف الارض تزلزل وبست الجبال بسا يقول فتتت فتا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله إذا رجت الارض رجا قال زلزلت وبست الجبال بسا قال فتتت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فكانت هباء منبثا قال الهباء الذى يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فكانت هباء منبثا قال الهباء مع يثور مع شعاع الشمس وانبثاثه تفرقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن على بن أبى طالب قال الهباء المنبث رهج الذوات والهباء المنثور غبار الشمس الذى تراه في شعاع الكوة * وأخرج عبد ابن حميد عن أبى مالك في قوله هباء منبثا قال الغبار الذى يخرج من الكوة مع شعاع الشمس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله هباء منبثا قال الشعاع الذى يكون في الكوة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله هباء منبثا قال هو الذى تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت * قوله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة) الايات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال أصنافا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال هي التى في سورة الملائكة ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال هذا حين تزايلت بهم المنازل هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والسابقون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة وكنتم أزواجا ثلاثة قال منازل الناس يوم القيامة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة قال ماذا لهم وماذا أعد لهم وأصحاب والمشأمة ما أصحاب المشأمة قال ماذا لهم ومادا أعد لهم والسابقون السابقون قال السابقون من كل أمة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن الحسن في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة إلى قوله وثلة من الآخرين قال سوى بين أصحاب اليمين من الامم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الامة وكان السابقون من الاولين أكثر من سابقى هذه الامة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسابقون السابقون قال يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعلى بن أبى طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السابقون يوم القيامة أربعة فانا سابق العرب وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم * وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السابقون السابقون أولئك المقربون أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن أبى سودة مولى عبادة بن الصامت قال بلغنا في هذه الآية والسابقون السابقون انهم السابقون إلى المساجد والخروج في سبيل الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس والسابقون السابقون قال من كل أمة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسابقون السابقون قال نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذى ذكرني يس وعلى ابن أبى طالب وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم سبقا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن النعمان ابن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا النفوس زوجت قال الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون بعمله وذلك بان الله تعالى يقول وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون قال هم الضرباء * قوله تعالى (ثلة) الآية * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثلة قال أمة * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة قال لما نزلت ثلة من الاولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ثلة من الاولين وثلة من الآخرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لارجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت إذا وقعت الواقعة ذكر فيها ثلة من الاولين وقليل من الآخرين قال عمر يا رسول الله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر تعال
[ 155 ]
فاستمع ما قد أنزل الله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين الاوان من آدم إلى ثلة وأمتى ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسود ان من رعاه الابل ممن يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأخرجه ابن أبى حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلا * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال لما نزلت ثلة من الاولين وقيل من الآخرين حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا إذا لا يكون من أمة محمد الا قليل فنزلت نصف انهار ثلة من الاولين وثلة من الآخرين وتقابلون الناس فنسخت الآية وقليل من الآخرين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ثلة من الاولين قال ممن سبق وقليل من الآخرين قال من هذه الامة * قوله تعالى (على سرر موضونة) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله على سرر موضونة قال مصفوفة * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله على سرر موضونة قال مرمولة بالذهب * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد موضونة قال مرمولة بالذهب * وأخرج هناد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال الموضونة قال المرملة وهى أوثق الاسرة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل على سرر موضونة قال الموضونة ما توضن بقضان الفضة عليها سبعون فراشا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول أعددت للهيجاء موضونة * فضفاضة بالنهي بالباقع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد متكئين عليها متقابلين قال لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه * وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق قال في قراءة عبد الله متكئين عليها ناعمين * واخرج عبد بن حميد عن الحسن يطوف عليهم ولدان مخلدون قال لم يكن لهم حسنات يجزون بها ولا سيئات يعاقبون عليها فوضعوا في هذه المواضع * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يطوف عليهم ولدان مخلدون قال لا يموتون وفي قوله باكواب وأباريق قال الاكواب ليس لها آذان والاباريق التى لها آذان وفي قوله وكأس من معين قال خمر بيضاء لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا يقيؤنها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى رجاء قال سالت الحسن عن الاكواب فقال هي الاباريق التى يصب منها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الاكواب الاقداح * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وكأس من معين قال يعنى الخمر وهى هناك جارية المعين الجارى لا يصدعون عنها ولا ينزفون ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا تذهب عقولهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا تنزف عقولهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال أهل الجنة ياكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا إذا أكثروا الطعام والشراب يقول لا يملوا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا يصدعون عنها ولا ينزفون برفع الياء وكسر الزاى * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ان الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم يلتفت إلى زوجته فيقول قد ازددت في عينى سبعين ضعفا * قوله تعالى (ولحم طير مما يشتهون) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله ولحم طير مما يشتهون قال لا يشتهى منها شيأ الا صار بين يديه فيصيب منه حاجته ثم يطيرى فيذهب * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا الجنة فقال أبو بكر انها لنا عمة قال ومن ياكل منها أنعم منها وانى لارجو أن تأكل منها * وأخرج الخطيب عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية وفرش مرفوعة قال غلظ كل فراش منها كما بين السماء والارض * وأخرج أحمد والترمذي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما طير الجنة كامثال البخت
[ 156 ]
ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله ان هذه الطيور لناعمة فقال آكلها أنعم منها وانى لارجو أن تكون ممن ياكلها * وأخرج البيهقى في البعث عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة طيرا أمثال النجاتى قال أبو بكر انها لناعمة يا رسول الله قال أنعم منها من ياكلها وأنت ممن ياكل منها * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة طيرا كامثال اليخت تأتى الرجل فيصيب منها ثم تذهب كان لم ينقص منها شئ * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة عن أبى امامة قال ان الرجل ليشتهي الطير في الجنة من طيور الجنة فيقع في يده مقليا نضيجا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجئ مثل البختى حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان في الجنة طيرا له سبعون ألف ريشة فإذا وضع الخوان قدام ولى الله جاء الطير فسقط عليه فانتفض فخرج من كل ريشة لون ألذ من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل ثم يطير * وأخرج هاد عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيجئ فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم ينتفض فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه ثم يطير فيذهب * قوله تعالى (وحور عين) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عاصم بن بهدلة قال أقرأنى أبو عبد الرحمن السلمى وحور عين يعنى بالجر * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وحور عين بالرفع فيهما وينون * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد في قوله وحور عين قال يحار فيهن البصر * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كامثال اللؤلؤ المكنون قال الذى في الصدف لم يحور عليه الايدى * وأخرج هناد بن السرى عن الضحاك في قوله كأمثال اللؤلؤ المكنون قال اللؤلؤ العظام الذى قد أكن من أن يمسه شئ * قوله تعالى (لا يسمعون فيها لغولا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال باطلا ولا تاثيما قال كذبا * وأخرج هناد عن الضحاك لا يسمعون فيها لغوا قال الهدر من القول والتاثيم الكذب * قوله تعالى (وأصحاب اليمين) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق حصين عن عطاء ومجاهد قال لما سال أهل الطائف الوادي يحمى وفيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا قال يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فانزل الله وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد قال كانوا يعجبون من وج وظلاله من طلحه وسدره فانزل الله وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فقبض يديه قبضتين فقال هذه في الجنة ولا أبالى وهذه في النار ولا أبالى * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبى امامة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ان الله ينفعنا بالاعراب ومسائلهم أقبل اعرابي يوما فقال يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى ان في الجنة شجرة تؤذى صاحبها فقال رسول الله صلى عليه وسلم وما هي قال السدر فان لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يقول الله في سدر مخضود يخضده الله من شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة انها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر * وأخرج ابن أبى داود في البعث والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عقبة بن عبد الله السلمى قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء اعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعنى الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود يعنى المخصى فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في سدر مخضود قال خضده وقره من الحمل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في سدر مخضود الذى لا شوك فيه * وأخرج عبد بن حميد
[ 157 ]
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال المخضود الموقر الذى لا شوك فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد الرقاشى رضى الله عنه وسدر مخضود قال نبقها أعظم من القلال * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله تعالى في سدر مخضود قال الذى ليس له شوك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت ان الحدائق في الجنان ظليلة * فيها الكواعب سدرها مخضود * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله وطلح منضود قال هو الموز * وأخرج الفريابى وهناد سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما وطلح منضود قال الموز * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وطلح منضود قال الموز * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه قرأ وطلع منضود * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال قرأت على على وطلح منضود فقال على ما بال الطلح أما تقرأ وطلع ثم قال وطلع نضيد فقيل له يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف فقال لا يهاج القرآن اليوم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله منضود قال بعضه على بعض * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد رضى الله عنه في قوله في سدر مخضود قال الموقر حملا وطلح منضود يعنى الموز المتراكم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها قرؤ ان شئتم وظل ممدود * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وان شئتم فاقرؤا وظل ممدود وماء مسكوب * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وذاك الظل الممدود * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيها مائة عام فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهى بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عباس قال في الجنة شجر لا يحمل يستظل به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن ميمون وظل ممدود قال مسيرة سبعين ألف سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وماء مسكوب قال جار * وأخرج هناد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سعف نخل الجنة منها مقطعاتهم وكسوتهم * وأخرج هناد وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال عنا قيد الجنة ما بينك وبين صنعاء وهو بالشام * قوله تعالى (وفرش مرفوعة) * أخرج أحمد والترمذي وحسنة والنسائي وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن حبان وابن جرير وابن أبى حاتم والرويانى وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاعها كما بين السماء والارض مسيرة ما بينهما خمسمائة عام * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى امامة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرش المرفوعة قال لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن أبى الدنيا في صفة الجنة عن أبى امامة في قوله وفرش مرفوعة قال لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رفعه في الفرش المرفوعة لو طرح من أعلاها شئ ما بلغ قرارها مائة خريف * وأخرج هناد عن الحسن في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاع فراش أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة والله أعلم
[ 158 ]
* قوله تعالى (انا أنشأناهن انشاء) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وهناد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انا أنشأناهن انشاء قال ان من المنشآت اللاتى كن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا * وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن أبى الدنيا والطبراني وابن مردويه وابن قانع والبيهقي في البعث عن سلمة بن زيد الجعفي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله انا انشأناهن انشاء قال الثيب والابكار اللاتى كن في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد والترمذي في الشمائل وابن المنذر والبيهقي في البعث عن الحسن قال أتت عجوز فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال يا أم فلان ان الجنة لا يدخلها عجوز فولت تبكى قال اخبروها انها لا تدخلها وهى عجوز ان الله يقول انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا * وأخرج البيهقى في الشعب عن عائشة قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم على وعندي عجوز فقال من هذه قلت احدى خالاتي قال اما انه لا يدخل الجنة العجوز فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا انشأناهن خلقا آخر * وأخرج الطبراني في الاوسط عن عائشة ان النبي صلى عليه وسلم أتته عجوز زمن الانصار فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال ان الجنة لا يدخلها عجوز فذهب يصلى ثم رجع فقالت عائشة لقد لقيت من كلمتك مشقة فقال ان ذلك كذلك ان الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انا أنشأناهن انشاء نخلقهن غير خلقهن الاول * وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أنشأناهن انشاء قال أنبتناهن * وأخرج الطبراني عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة إذا جامعوا النساء عدن أبكارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس في قوله فجعلناهن أبكارا قال عذارى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق على عن ابن عباس في قوله عربا قال عواشق اترابا يقول مستويات * وأخرج ابن ابى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس عربا قال عوامش لازواجهن وأزواجهن لهن عاشقون اترابا قال في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال العرب الملقة لزوجها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال العرب المتحببات المتوددات إلى أزواجهن * وأخرج هناد من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال العرب الغنجة وفي قول أهل المدينة الشكلة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله عربا قال هي الغنجة * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير في قوله عربا قال هن المتغنجات * واخرج سفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عربا قال الناقة التى تشتهى الفحل يقال لها عربة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن بريد في قوله عربا قال هي الشكلة بلغة مكة المغنوجة بلغة المدينة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال العربة التى تشتهى زوجها * وأخرج الطستى عن ابن عباس بن نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عز وجل عربا أترابا قال هن العاشقات لازواجهن اللاتى خلقن من الزعفران والاتراب المستوبات قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول عهدت بها سعدى وسعدى عزيزة * عروب نهادى في جوار خرائد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فجعلناهن أبكارا قال عذارى عربا قال عشقا لازواجهن اترابا قال مستويات سنا واحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله عربا قال المغنوجات والعربة هي الغنجة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير انه سئل عن قوله تعالى عربا قال أما سمعت ان المحرم يقال له لا تعربها بكلام تلذذها به وهى محرمة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن تميم بن جدلم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العربة الحسنة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل انها العربة * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله عربا قال يشتهين ازواجهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير
[ 159 ]
في قوله عربا قال العرب المتعشقات * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله عربا قال عواشق لازواجهن اترابا قال مستويات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله عربا قال المتعشقات لبعولتهن والاتراب المستويات في سن واحد * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال العرب المتعشقات والاتراب المستويات في سن واحد * وأخرج هناد ابن السرى وعبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله عربا قال المتحببات إلى الازواج والاتراب المستويات * وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله عربا قال متحببات إلى أزواجهن اترابا قال امثالا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال لعرب المتحببات إلى أزواجهن والاتراب الاشباه المستويات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال العربة هي الحسنة الكلام * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه عربا قال عواشق اترابا قال اقرانا * وأخرج وكيع في الغرر وابن عساكر في تاريخه عن هلال ابن أبى بردة رضى الله عنه انه قال لجلسائه ما العروب من النساء فماجوا وأقبل اسحق بن عبد الله بن الحرث النوفلي رضى الله عنه فقال قد جاءكم من يخبركم عنها فسألوه فقال الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد يعربن عند بعولهن إذا خلوا * وإذا هم خرجوا فهن خفار * وأخرج ابن عدى بسند ضعيف عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نسائكم العفيفة الغلمة * وأخرج ابن عساكر عن معاوية ابن أبي سفيان انه راود زوجته فاختة بنت قرطة فنخرت نخرة شهوة ثم وضعت يدها على وجهها فقال لا سوأة عليك فوالله لخيركن النخارات والشخارات * وأخرج ابن أبى حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه رضى عنه الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عربا قال كلامهن عربي * قوله تعالى (ثلة من الاولين وثلة من الآخرين) * أخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضى الله عنه في قوله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين قال كثير من الاولين وكثير من الآخرين * وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن أبى بكرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين قال هما جميعا من هذه الامة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عدى وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما جميعا من أمتى * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثلة من الاولين وثلة من الآخرين قال الثلتان جميعا من هذه الامة * وأخرج الحسن بن سفيان وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لارجو أن يكون من اتبعنى من أمتى ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال انى لارجو أن يكون من أمتى الشطر ثم قرأ ثلة من الاولين وثلة من الآخرين * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى 7 ألرنا الحديث فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عرضت على الانبياء باتباعها من أممها فإذا النبي معه الثلة من أمته وإذا النبي ليس معه أحد وقد أنباكم الله عن قوم لوط فقال أليس منكم رشيد حتى مر موسى عليه السلام ومن معه من بنى اسرائيل قلت يا رب فاين أمتى قال انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال انظر عن يسارك فإذا الافق قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت رب قال فان مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فاتى عكاشة بن محصن الاسدي رضى الله عنه فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان استطعتم بأبى أنتم وأمى أن تكونوا من السبعين فكونوا فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الافق فانى قد رأيت أناسا يتهارشون كثيرا ثم قال انى لارجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية
[ 160 ]
ثلة من الاولين وثلة من الآخرين فتذكروا من هؤلاء السبعون ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون * قوله تعالى (وأصحاب الشمال) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال قال ماذا لهم وماذا أعد لهم * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وظل من يحموم قال من دخان أسود وفي لفظ من دخان جهنم * وأخرج هناد وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وظل من يحموم قال من دخان جهنم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وظل من يحموم قال من دخان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى مالك رضى الله عنه وظل من يحموم قال الدخان * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه قال النار سوداء وأهلها سود وكل شئ فيها اسود * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا بارد ولا كريم قال لا بارد المنزل ولا كريم المنظر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انهم كانوا قبل ذلك مترفين قال منعمين وكانوا يصرون على الحنث العظيم قال على الذنب العظيم * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى رضى الله عنه وكانوا يصرون على الحنث العظيم قال هي الكبائر * وأخرج ابن عدى والشيرازي في الالقاب والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب في تالى التلخيص وابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الواقعة فشاربون شرب الهيم بفتح الشين من شرب * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ شرب الهيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله شرب الهيم قال الابل العطاش * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق رضى الله عنه قال له أخبرني عن قوله عزوجل فشاربون شرب الهيم قال الابل يأخذها داء يقال له الهيم فلا تروى من الماء فشبه الله تعالى شرب أهل النار من الحميم بمنزلة الابل الهيم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول أجزت إلى معارفها بشعب * واطلاح من العبدى هيم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى مجلز رضى الله عنه فشاربون شرب الهيم قال كان المراض تمص الماء مصا ولا تروى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه فشاربون شرب الهيم قال الابل المراض تمص الماء مصا ولا تروى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فشاربون شرب الهيم قال ضراب الابل دواب لا تروى * وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فشاربون شرب الهيم قال هيام الارض يعنى الرمال * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال الهيم الابل العطاش * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه شرب الهيم قال الابل الهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه شرب الهيم قال داء ياخذ الابل فإذا أخذها لم ترو * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ شرب الهيم برفع الشين * قوله تعالى (أفرأيتم ما تمنون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن حجر المرادى رضى الله عنه قال كنت عند على رضى الله عنه فسمعته وهو يصلى بالليل يقرأ فمر بهذه الآية أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ أانتم تزرعونه قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ أانتم أنزلتموه من المزن قال بل انت يا رب ثلاثا ثم قرأ أانتم أنشأتم شجرتها قال بل أنت يا رب ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك رضى الله عنه في قوله نحن قدرنا بينكم الموت قال تقدير ان جعل أهل الارض واهل السماء فيه سواء شريفهم وضعيفهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله نحن قدرنا بينكم الموت قال المتأخر والمعجل وأى في قوله وننشئكم فيما لا تعلمون قال في خلق شئنا وفي قوله ولقد علمتم النشاة الاولى إذ لم تكونوا شيئا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولقد علمتم النشأة الاولى قال خلق آدم عليه السلام * وأخرج البزار وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 161 ]
لا يقولن أحدكم زرعت ولكن ليقل حرثت قال ابو هريرة رضى الله عنه الم تسمعوا الله يقول افرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * وأخرج عبد بن حميد عن ابى عبد الرحمن رضى الله عنه انه كره ان يقول زرعت ويقول حرثت * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أأنتم تزرعونه قال تنبتونه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فظلتم تفكهون وقال تعجبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه فظلتم تفكهون قال تندمون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انا لمغرمون قال ملقون للشر نحن محرومون قال محدودون وفي قوله أانتم انزلتموه من المزن قال السحاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أانتم أنزلتموه من المزن قال السحاب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابى جعفر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذى سقانا عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبنا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله نحن جعلناها تذكرة قال هذه النار تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين قال للمستمتعين الناس اجمعين وفي لفظ للحاضر والبادى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين قال للمسافرين وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين قال للمسافرين كم من قوم قد سافروا ثم ارملوا فاحجبوا نارا فاستدفؤا بها وانتفعوا بها * وأخرج عبد ابن حميد عن الحسن رضى الله عنه ومتاعا للمقوين قال للمسافرين * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا عباد الله فضل الماء ولا كلا ولا نارا فان الله تعالى جعلها متاعا للمقوين وقوة للمستضعفين ولفظ ابن عساكر وقواما للمستمتعين * قوله تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم) * أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ فلا أقسم ممدودة مرفوعة الالف بمواقع النجوم على الجماع * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال نجوم السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمساقطها قال وقال الحسن رضى الله عنه مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمغايبها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمنازل النجوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال القرآن وانه لقسم لو تعلمون عظيم قال القرآن * وأخرج النسائي وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ ثم نزل من السماء الدنيا إلى الارض نجوما ثم قرأ فلا أقسم بمواقع النجوم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا أقسم بمواقع النجوم بالف قال نجوم القرآن حين ينزل * وأخرج ابن المنذر وابن الانباري في كتاب المصاحف وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الارض نجوما ثلاث آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال فلا أقسم بمواقع النجوم * وأخرج الفريابى بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضى الله عنه قال قرأ عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمحكم القرآن فكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما * وأخرج ابن نصر وابن الضريس عن مجاهد رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمحكم القرآن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا أقسم بمواقع النجوم قال مستقر الكتاب أوله وآخره * قوله تعالى (انه لقرآن كريم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال
[ 162 ]
القرآن الكريم والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب * وأخرج آدم ابن أبى اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال القرآن في كتابه والمكنون الذى لا يمسه شئ من تراب ولا غبار لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج عبد حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في كتاب مكنون قال التوراة والانجيل لا يمسه الا المطهرون قال حملة التوراة والانجيل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال في قراءة ابن مسعود رضى الله عنه ما يمسه الا المطهرون * وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما لا يمسه الا المطهرون قال الكتاب المنزل في السماء لا يمسه الا الملائكة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أنس رضى الله عنه لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه لا يمسه الا المطهرون قال ذاكم عند رب العالمين لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة فاما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق الرجس * وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال عند الله في صحف مطهرة لا يمسه الا المطهرون قال المقربون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن علقمة رضى الله عنه قال أتينا سلمان الفارسى رضى الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال انما قال الله في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون وهو الذى في السماء لا يمسه الا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى داود في المصاحف وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله في كتاب مكنون قال في السماء لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام ليس أنتم باصحابالذنوب * وأخرج ابن المنذر عن النعيمي رضى الله عنه قال قال مالك رضى الله عنه أحسن ما سمعت في هذه الآية لا يمسه الا المطهرون انها بمنزلة الآية التى في عبس في صحف مكرمة إلى قوله كرام بررة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنهما انه كان لا يمس المصحف الا متوضئا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى داود وابن المنذر عن عبد الله بن أبى بكر عن أبيه قال في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وبن حزم ولا تمس القرآن الا على طهور * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن زيد قال كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا فخرج الينا فقلنا لو توضان فسألناك عن أشياء من القرآن فقال سلونى فانى لست أمسه انما يمسه المطهرون ثم تلا لا يمسه الا المطهرون * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن الا طاهر * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده ان لا يمس القرآن الا طاهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن حزم الانصاري عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه لا يمس القرآن الا طاهر * قوله تعالى (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أفبهذا الحديث أنتم مدهنون قال مكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه أفبهذا الحديث أنتم مدهنون قال تريدون ان تمالؤا فيه وتركنوا إليهم * قوله تعالى (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) * أخرج مسلم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ وتجعلون شكركم انكم تكذبون قال يعنى الانواء وما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا وكانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا فانزل الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج ابن مردويه
[ 163 ]
عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في حر شديد فنزل الناس على غير ماء فعطشوا فاستسقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم فلعلي لو فعلت فسقيتم قلتم هذا بنوء كذا وكذا قالوا يا نبى الله ما هذا بحين أنواء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ثم قام فصلى فدعا الله تعالى فهاجت ريح وثاب سحاب فمطروا حتى سال كل واد فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يغرف بقدحه ويقول هذا نوء فلان فنزل وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى خررة رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية في رجل من الانصار في غزوة تبوك ونزلوا بالحجر فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلى ركعتين ثم دعا فارسل سحابة فامطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الانصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك قد ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فامطر الله علينا السماء فقال انما مطرنا بنوء كذا وكذا فانزل الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج أحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخرائطي في مساوى الاخلاق وابن مردويه والضياء في المختارة عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبتجم كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن أبى أمامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مطر قوم من ليلة الا أصبح قوم بها كافرين ثم قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون يقول قائل مطرنا بنجم كذا وكذا * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج ابو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال يعنى الانواء وما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا وكانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا فانزل الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج ابن مردويه قال ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الا آيات يسيرة قوله وتجعلون رزقكم قال شكركم * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وتجعلون شكركم * وأخرج ابن مردويه عن أبى عبد الرحمن السلمى رضى الله عنه قال قرأ على رضى الله عنه الواقعات في الفجر فقال وتجعلون شكركم انكم تكذبون فلما انصرف قال انى قد عرفت انه سيقول قائل لم قرأها هكذا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كذلك كانوا إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فانزل الله وتجعلون شكركم انكم إذا مطرتم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى عبد الرحمن رضى الله عنه قال كان على رضى الله عنه يقرأ وتجعلون شكركم انكم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وتجعلون رزقكم انكم تكذبون فقال اما الحسن فقال بئس ما أخذ القوم لانفسهم لم يرزقوا من كتاب الله الا التكذيب قال وذكر لنا ان الناس أمحلوا على عهد نبى الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبى الله لو استسقيت لنا فقال عسى قوم ان سقوا ان يقولوا سقينا بنوء كذا وكذا فاستسقى نبى الله صلى الله عليه وسلم فمطروا فقال رجل انه قد كان بقى من الانواء كذا وكذا فانزل الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال قولهم في الانواء مطرنا بنوء كذا وكذا فيقول قولوا هو من عند الله تعالى هو رزقه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال الاستسقاء بالانواء * وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن رضى الله عنه في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال تجعلون حظكم منه انكم تكذبون قال عوف رضى الله عنه وبلغني ان مشركي العرب كانوا إذا مطروا في الجاهلية قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارمى والنسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أمسك الله
[ 164 ]
المطر عن الناس ثم أرسله لاصبحت طائفة كافرين قالوا هذا بنوء الذبح يعنى الدبران * وأخرج مالك وعبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن زيد بن خالد الجهنى قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح زمن الحديبية في أثر سماء فلما سلم أقبل علينا فقال ألم تسمعوا ما قال ربكم في هذه الآية ما أنعمت على عبادي نعمة الا أصبح فريق منهم بها كافرين فاما من آمن بى وحمدنى على سقياى فذلك الذى آمن بى وكفر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك الذى آمن بالكوكب وكفر بى * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال انه يقول ان الذين يقولون نسقى بنجم كذا وكذا فقد كفر بالله وآمن بذلك النجم والذين يقولون سقانا الله فقد آمن بالله وكفر بذلك النجم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن محير يزان سليمان بن عبد الملك دعاه فقال لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أخوف ما أخاف على أمتى ثلاث حيف الائمة وتكذيب بالقدر وايمان بالنجوم * وأخرج عبد بن حميد عن رجاء ابن حيوة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مما أخاف على أمتى التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وظلم الائمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن 7 جابر السوائى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخاف على أمتى ثلاثا استسقاء بالانواء وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر * وأخرج أحمد عن معاوية الليثى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين قيل له كيف ذاك يا رسول الله قال يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتجعلون شكركم يقول على ما أنزلت عليكم من الغيث والرحمة يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وكان ذلك منهم كفرا بما أنعم الله عليهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما وتجعلون شكركم انكم تكذبون * وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال كان ناس يمطرون فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا * قوله تعالى (فلو لا إذا بلغت الحلقوم) الآيات * أخرج ابن ماجه عن أبى موسى رضى الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال إذا عاين * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المحتضرين عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال احضروا موتاكم وذكروهم فانهم يرون ما لا ترون * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأبو بكر المروزى في كتاب الجنائز عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال احضروا موتاكم ولقنوهم لا اله الا الله فانهم يرون ويقال لهم * واخرج سعيد بن منصور والمروزي عن عمر رضى الله عنه قال لقنوا موتاكم لا اله الا الله واعقلوا ما تسمعون من المطيعين منكم فانه يجلى لهم أمور صادقة * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت وأبو يعلى من طريق أبى يزيد الرقاشى عن تميم الدارمي رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله لملك الموت انطلق إلى وليى فائتني به فانى قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب فائتني به لاريحه من هموم الدنيا وغمومها فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد وفي رأسها عسرون لونا لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ومعهم الحرير الابيض فيه المسك الاذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الابيض والمسك الاذفر تحت دقنه ويفتح له باب إلى الجنة فان نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بازواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبى أهله إذا بكى وان أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشا وتنزو الروح نزوا ويقول ملك الموت اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ولملك الموت أشد تلطفا به من الوالدة بولدها يعرف ان ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه تلك الروح رضا الله عنه فسل روحه كما
[ 165 ]
تسل الشعرة من العجين وان روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وذلك قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم قال فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال روح من جهد الموت وروح يؤتى به عند خروج نفسه وجنة نعم امامه فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد لقد كنت بى سريعا إلى طاعه الله بطيئا عن معصيته فهنيا لك اليوم فقد نجوت وأبحيت ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتبكى عليه بقاع الارض التى كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق الا قلبته الملائكة عليهم السلام قبلهم وعلته باكفان قبل اكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ويصيح ابليس عند ذلك صيحة يتصرع منها بعض اعظام جسده ويقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون ان هذا كان معصوما فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كلهم ياتيه من ربه فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت انطلق بروح عبدى فضعه في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه وجاء الصيام فكان عن يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه وجاء الصبر فكان ناحية القبر ويبعث الله عنقا من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة وراءك والله ما زال دائبا عمره كله وانما استراح الآن حين وضع في قبره فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك فيأتيه من قبل رأسه فيقول له مثل ذلك فلا ياتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد لها مساغا الا وجد ولى الله قد أحرزته الطاعة فيخرج عنه العذاب عندما يرى ويقول الصبر لسائر الاعمال اما انه لم يمنعنى ان أباشره بنفسى الا انى نظرت ما عندكم فلو عجزتم كنت أنا صاحبه فاما إذا أجزأتم عنه فانا ذخر له عند الصراط وذخر له عند الميزان ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وانيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة الا بالمؤمنين يقال لهما منكر ونكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له اجلس فيستوى جالسا في قبره فتسقط اكفانه في حقويه فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربى الله وحده لا شريك له والاسلام دينى ومحمد نبيى وهو خاتم النبيين فيقولان له صدقت فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ثم يقولان له انظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولى الله لما أطعت الله فو الذى نفس محمد بيده انه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبدا فيقال له انظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار فيقولان يا ولى الله نجوت من هذا فو الذى نفسي بيده انه لتصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة ياتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله تعالى من قبره إلى الجنة وأما الكافر فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عبدى فائتني به فانى قد بسطت له رزقي وسربلته نعمتي فابى الا معصيتى فائتني به لا تنقم منه اليوم فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنتا عشرة عينا ومعه سفود من النار كثيرا الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعهم سياط من النار تاجج فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من عروقه ثم يلويه ليا شديدا فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت اخرجي أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد جزاك الله عنى شرا فقد كنت بى سريعا إلى معصية الله بطيئا بى عن طاعة الله فقد هلكت وأهلكت ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتلعنه بقاع الارض التى كان يعصى الله تعالى عليها وتنطلق جنود ابليس إليه يبشرونه بانهم قد أوردوا عبدا من
[ 166 ]
بنى آدم النار فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ويبعث الله إليه حيات دهماء تأخذ بارنيته وابهام قدميه فتغوصه حتى تلتقي في وسطه ويبعث الله إليه الملكين فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى فيقال له لا دريت ولا تليت فيضربانه ضربة يتطاير الشرار في قبره ثم يعود فيقولان له انظر فوقك فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله تعالى هذا منزلك فوا الذى نفسي بيده انه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترتد أبدا ويفتح له باب إلى النار فيقال عدو الله هذا منزلك لما عصيت الله ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار ياتيه حرها وسمومها حتى يبعثه من قبره يوم القيامة إلى النار * قوله تعالى (غير مدينين) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله غير مدينين قال غير محاسبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله تعالى عنه فلو لا ان كنتم غير مدينين قال غير محاسبين ترجعونها قال النفس * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه والحسن وقتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله غير مدينين قال غير موقنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه فلو لا ان كنتم غير مدينين قال غير مبعوثين يوم القيامة * قوله تعالى (فاما ان كان من المقربين) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن خيثم في قوله فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال هذا له عند الموت جنة نعيم قال تخبا له الجنة إلى يوم يبعث واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال هذا عند الموت وتصلية جحيم قال تخبا له الحجيم إلى يوم يبعث * وأخرج ابو عبيد في فضائله واحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الاصول والحاكم وصححه وابو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فروح وريحان برفع الراء * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما بلغت فروح وريحان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فروح وريحان * وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن انه كان يقرؤها فروح وريحان برفع الراء * وأخرج ابو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة انه كان يقرأ فروح قال رحمة قال وكان الحسن يقرأ فروح يقول راحة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فروح قال راحة وريحان قال استراحة وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال يعنى بالريحان المستريح من الدنيا وجنة نعيم يقول مغفرة ورحمة * وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد في مسنده والبخاري ومسلم والنسائي عن ابى قتادة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت جنازة فقال مستريح ومستراح منه فقلنا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله سبحانه وتعالى والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب * وأخرج القاسم بن منده في كتاب الاحوال والايمان بالسؤال عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنة نعيم وان اول ما يبشر به المؤمن في قبره ان يقال ابشر برضا الله تعالى والجنة قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك وصدق من شهد لك وستجاب لمن استغفر لك * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فروح وريحان قال الروح الفرح والريحان الرزق * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى في قوله فروح وريحان قال فرج من الغم الذى كانوا فيه واستراحة من العمل لا يصلون ولا يصومون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال الروح الاستراحة والريحان الرزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو القاسم بن منده في كتاب السؤال عن الحسن في قوله فروح وريحان قال ذاك في الآخرة فاستفهمه بعض القوم فقال أما والله انهم ليسرون بذلك عند الموت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فروح وريحان قال الريحان الرزق * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال الروح الرحمة والريحان هو هذا الريحان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فروح وريحان قال الروح الرحمة والريحان يتلقى به عند الموت * وأخرج المروزى في الجنائز وابن جرير عن الحسن قال تخرج روح المؤمن من جسده في ريحانة ثم قرأ فاما ان كان من المقربين
[ 167 ]
فروح وريحان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في ذكر الموت وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى عمران الجوفى في قوله فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال بلغني ان المؤمن إذا نزل به الموت تلقى بضبائر الريحان من الجنة فيجعل روحه فيها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال لم يكن أحد من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت عن بكر بن عبد الله قال إذا أمر ملك الموت بقبض روح المؤمن أتى بريحان من الجنة فقيل له اقبض روحه فيه وإذا أمر بقبض روح الكافر أتى ببجاد من النار فقيل له اقبضه فيه * وأخرج البزار وابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن إذا حضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وكرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب به إلى عليين وان الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمر فتنزع روحه انتزاعا شديدا ويقال أيتها النفس الحبيثة أخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله وعذابه فإذا خرجت روحه وضعت على تلك الجمرة فان لها نشيشا ويطوى عليها المسح ويذهب به إلى سجين * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت عن ابراهيم النخعي قال بلغنا ان المؤمن يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة وريحان من ريحان الجنة فتقبض روحه فتجعل في حرير الجنة ثم ينضح بذلك الطيب ويلف في الريحان ثم ترتقى به ملائكة الحرمة حتى يجعل في عليين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال تأتيه الملائكة بالسلام من قبل الله تسلم عليه وتخبره أنه من أصحاب اليمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال سلام من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال لا يخرج الكافر من دار الدنيا حتى يشرب كاسا من حميم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال من مات وهو يشرب الخمر شج في وجهه من جمر جهنم * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال هذا في الدنيا وأما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم قال هذا في الدنيا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال حدثنى فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فاكب القوم يبكون فقالوا انا نكره الموت قال ليس ذاك ولكنه إذا حضر فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب وأمان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم فإذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره * وأخرج آدم ابن أبى اياس عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فلو لا إذا بلغت الحلقوم إلى قوله فروح وريحان وجنة نعيم إلى قوله فنزل من حميم وتصلية جحيم ثم قال إذا كان عند الموت قيل له هذا فان كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وان كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقالت عائشة رضى الله عنها انا لنكره الموت فقال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شئ أحب إليه مما امامه وأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وان الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شئ أكره إليه مما أمامه وكره لقاء الله وكره الله لقاءه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ميت يموت الا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله ان كان بخير فروح وريحان وجنة نعيم ان يعجله وان كان بشر فنزل من حميم وتصلية جحيم ان يحبسه * قوله تعالى (ان هذا لهو حق اليقين) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال ما قصصنا عليك في هذه السورة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال ان الله عزوجل ليس تاركا أحدا من خلفه حتى
[ 168 ]
يقفه على اليقين من هذا القرآن فاما المؤمن فايقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة وأما الكافر فايقن يوم القيامة حين لا ينفعه اليقين * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ان هذا لهو حق اليقين قال الخبر اليقين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق رضى الله عنه قال من أراد ان يعلم نبأ الاولين والآخرين ونبأ الدنيا والآخرة ونبأ الجنة والنار فليقرأ إذا وقعت الواقعة * قوله تعالى (فسبح باسم ربك العظيم) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فسبح باسم ربك العظيم قال فصل لربك * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قالوا يا رسول الله كيف نقول في ركوعنا فانزل الله الآية التى في آخر سورة الواقعة فسبح باسم ربك العظيم فأمرنا ان نقول سبحان ربى العظيم وترا قال ابن مردويه حدثنا محمد ابن عبد الله بن ابراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبانا الحكم ابن ظهير عن السدى عن أبى مالك أو عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا وقعت الواقعة قال الساعة ليس لوقعتها كاذبة يقول من كذب بها في الدنيا فانه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت خافضة رافعة قال القيامة خافضة يقول خفضت فاسمعت الاذنين ورفعت فاسمعت الاقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين إذا رجت الارض رجا قال هي الزلزلة وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا قال الحكم والسدى قال على هذا الهرج هرج الدواب الذى يحرك الغبار وكنتم أزواجا ثلاثة قال العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة هم الجمهور جماعة أهل الجنة وأصحاب المشامة ما أصحاب المشامة هم أصحاب الشمال يقول ما لهم وما أعد لهم والسابقون السابقون هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالاعمال من الاولين والآخرين أولئك المقربون قال هم اقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم ثلة من الاولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة قال الموضونة الموصولة بالذهب المكالة بالجوهر والياقوت متكئين عليها متقابلين قال ابن عباس ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول حلقا حلقا يطوف عليهم ولدان مخلدون قال خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون ولا يشيبون ولا يهرمون باكواب وأباريق والاكواب التى ليس لها آذان مثل الصواع والاباريق التى لها الخراطم والاعناق وكأس من معين قال الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فانما هو اناء والمعين يقول من خمر جار لا يصدعون عنها عن الخمر ولا ينزفون لا تذهب بعقولهم وفاكهة مما يتخيرون يقول مما يشتهون يقول يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان وحور عين قال الحور البيض والعين العظام الاعين حسان كامثال اللؤلؤ قال كبياض اللؤلؤ التى لم تمسه الايدى ولا الدهر المكنون الذى في الاصداف ثم قال جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا قال اللغو الحلف لا والله وبلى والله ولا تاثيما قال لا يموتون الا قيلا سلاما سلاما يقول التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال هؤلاء المقربون ثم قال وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وما أعد لهم في سدر مخضود والمخضود الموقر الذى لا شوك فيه وطلح منضود وظل ممدود يقول ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا وماء مسكوب يقول مضبوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة قال لا تنقطع حينا وتجئ حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا الا بثمن وفرش مرفوعة يقول بعضها فوق بعض ثم قال انا أنشاناهن انشاء قال هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول خلقهم خلقا فجعلنا من أبكارا يقول عذارى عربا اترابا والعرب المتحببات إلى أزواجهن والاتراب المصطحبات اللاتى لا تغرن لاصحاب اليمين ثلة من الاولين وثلة من الآخرين يقول طائفة من الاولين وطائفة من الآخرين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ما لهم وما أعد لهم في سموم قال فيح نار جهنم وحميم الماء الحار الذى قد انتهى حره فليس فوقه
[ 169 ]
حر وظل من يحموم قال من دخان جهنم لا بارد ولا كريم انهم كانوا قبل ذلك مترفين قال مشركين جبارين وكانوا يصرون يقيمون على الحنث العظيم قال على الاثم العظيم قال هو الشرك وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا عظاما إلى قوله أو آباؤنا الاولون قال قل يا محمد ان الاولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم قال يوم القيامة ثم انكم أيها الضالون قال المشركون المذكبون لآكلون من شجر من زقوم قال والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة فمالؤن منها البطون قال يملؤن من الزقوم بطونهم فشاربون عليه من الحميم يقول على الزقوم الحميم فشاربون شرب الهيم هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع هذا نزلهم يوم الدين كرامة يوم الحساب نحن خلقناكم فلو لا تصدقون يقول أفلا تصدقون أفرأيتم ما تمنون يقول هذا ماء الرجل أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت في المتعجل والمتاخر وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم فيقول نذهب بكم ونجئ بغيركم وننشئكم فيما لا تعلمون يقول نخلقكم فيها لا تعلمون ان نشا خلقناكم قردة وان نشا خلقناكم خنازير ولقد علمتم النشاة الاولى فلو لا تذكرون يقول فهلا تذكرون ثم قال أفرأيتم ما تحرثون يقول ما تزرعون أم نحن الزارعون يقول أليس نحن الذى ننبته أم أنتم المنبتون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون يقول تندمون انا لمغرمون يقول انا 7 لمواريه بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن يقول من السحاب أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا يقول مرا فلو لا تشكرون يقول فهلا تشكرون أفرأيتم النار التى تورون يقول تقدحون أأنتم أنشاتم يقول خلقتم شجرتها أم نحن المنشئون قال وهى من كل شجرة الا في العناب وتكون في الحجارة نحن جعلناها تذكرة يقول يتذكر بها نار الآخرة العليا ومتاعا للمقوين قال والمقوى هو الذى لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهى متاع له فسبح باسم ربك العظيم يقول فصل لربك العظيم فلا أقسم بمواقع النجوم قال أتى ابن عباس علبة بن الاسود أو نافع بن الحكم فقال له يا ابن عباس انى أقرأ آيات من كتاب الله أخشى ان يكون قد دخلنى منها شئ قال ابن عباس ولم ذلك قال لانى أسمع الله يقول انا أنزلناه في ليلة القدر ويقول انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين ويقول في آية أخرى شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره قال ابن عباس ويلك ان جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهى ليلة القدر المباركة وفى رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والاكثر فذلك قوله لا أقسم يقول أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم والقسم قسم وقوله لا يمسه الا المطهرون وهم السفرة والسفرة هم الكتبة ثم قال تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون يقول تولون أهل الشرك وتجعلون رزقكم قال ابن عباس رضى الله عنهما سافر النبي صلى الله عليه وسلم في حر فعطش الناس عطشا شديدا حتى كادت أعناقهم ان تنقطع من العطش فذكر ذلك له قالوا يا رسول الله لو دعوت الله فسقانا قال لعلى ان دعوت الله فسقاكم لقلتم هذا بنوء كذا وكذا قالوا يا رسول الله ما هذا بحين انواء ذهبت حين الانواء فدعا بماء في مطهرة فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم دعا الله فهبت رياح وهاج سحاب ثم أرسلت فمطروا حتى سال الوادي فشربوا وسقوا دوابهم ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يغترف بقعب معه من الوادي وهو يقول نوء كذا وكذا سقطت الغداة قال ونزلت هذه الآية وتجعلون رزقكم انكم تكذبون فلو لا إذا بلغت الحلقوم يقول النفس وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم يقول الملائكة ولكن لا تبصرون يقول لا تبصرون الملائكة فلو لا يقول هلا ان كنتم غير مدينين غير محاسبين ترجعونها يقول ان ترجعوا النفس ان كنتم صادقين فاما ان كان من المقربين مثل النبيين والصديقين والشهداء بالاعمال فروح الفرح مثل قوله ولا تياسوا من روح الله وريحان الرزق قال ابن عباس لا تخرج روح المؤمن من بدنه حتى ياكل من ثمار الجنة قبل موته وجنة نعيم يقول حققت له الجنة والآخرة واما ان كان من أصحاب اليمين يقول جمهور أهل الجنة فسلام لك من أصحاب اليمين وأما ان كان من المكذبين الضالين وهم المشركون فنزل من حميم قال ابن عباس رضى الله عنهما لا يخرج الكافر من بيته في الدنيا حتى يسقى كاسا من حميم وتصلية جحيم يقول في الآخرة ان هذا لهو حق اليقين يقول هذا القول الذى قصصنا عليك لهو حق اليقين
[ 170 ]
يقول القرآن الصادق والله أعلم * (سورة الحديد مدنية) * * اخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحديد بالمدينة * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن ابن الزبير قال أنزلت سورة الحديد بالمدينة * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء وخلق الله الحديد يوم الثلاثاء وقتل بن آدم أخاه يوم الثلاثاء ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة يوم الثلاثاء * وأخرج الديلمى عن جابر مرفوعا لا تحتجموا يوم الثلاثاء فان سورة الحديد أنزلت على يوم الثلاثاء * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل ان يرقد وقال ان فيهن آية أفضل من ألف آية * وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبى كثير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول ان فيهن آية هي أفضل من ألف آية قال يحيى فنراها الآية التى في آخر الحشر * وأخرج البزار وابن عساكر وابن مردويه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن عمر قال كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حاربا لهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال عجبا لك يا ابن الخطاب انك تزعم انك وانك وقد دخل عليك الامر في بيتك قلت وما ذاك قال هذه أختك قد أسلمت فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب فقيل من هذا قلت عمر فتبادروا فاختفوا منى وقد كانوا يقرؤن صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها فدخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة فقلت ما هذه ناولينيها قالت انك لست من أهلها انك لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر وهذا كتاب لا يمسه الا المطهرون فما زلت با حتى ناولتنيها ففتحتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم فلما قرأت الرحمن الرحيم ذعرت فالقيت الصحيفة من يدى ثم رجعت إلى نفسي فاخذتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم فكلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فقلت أشهد أن لا اله الا اله وأن محمدا رسول الله فخرج القوم مستبشرين فكبروا * قوله تعالى (سبح لله ما في السموات والارض) * أخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى الاسود قال قال رأس الجالوت انما التوراة الحلال والحرام الا ان في كتابكم جامعا سبح لله ما في السموات والارض وفى التوراة يسبح لله الطير والسباع * قوله تعالى (هو الاول والآخر) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي وأبو الشيخ في العظمة عن أبى هريرة قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذا أتى عليهم سحاب فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا لعنان هذه روايا الارض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فانها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بينكم وبينها خمسمائة سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فان فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدد سبع سموات ما بين كل سماءين كما بين السماء والارض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال قال فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذى تحتكم قالوا الله ورسوله اعلم قال فانها الارض ثم قال هل تدرون ما تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فان تحتها لارض الاخرى بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال والذى نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الارض السابعة السفلى لهبط على الله ثم قرأ هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم قال الترمذي فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا انما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذى نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الارض السابعة لقدم على ربه ثم تلا هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل
[ 171 ]
شئ عليم * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان بدعو بهؤلاء الكلمات اللهم أنت الاول فلا شئ قبلك وأنت الآخرة فلا شئ بعدك أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ بك من الاثم والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر وأعوذ بك من الماثم والمغرم * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وحسنه والبيهقي عن أبى هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسال خادما فقال لها قولى اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شئ منزل التوراة والانجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته أنت الاول فليس قبلك شئ وأنت الا آخر فليس بعدك شئ وأنت المظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر * وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد ومسلم وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شئ منزل التوراة والانجيل والفرقان فالق الحب والنوى لا اله الا أنت أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته أنت الاول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان يقول يا كائن قبل ان يكون شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد ما لا يكون شى أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الوافرات الراجيات المنجيات * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن محمد بن على رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم علم عليا دعوة يدعو بها عندما أهمه فكان على رضى الله عنه يعلمها لولده يا كائن قبل كل شئ ويا مكون كل شئ ويا كائن بعد كل شئ افعل بى كذا وكذا * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن مقاتل بن حيان رضى الله عنه قال بلغنا في قوله عزوجل هو الاول قبل كل شئ والآخر بعد كل شئ والظاهر فوق كل شئ والباطن أقرب من كل شئ وانما يعنى بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شئ عليم هو الذى خلق السموات والارض في ستة أيام مقدار كل يوم ألف عام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض من القطر وما يخرج منها من النبات وما ينزل من السماء من القطر وما يعرج فيها يعنى ما يصعد إلى السماء من الملائكة وهو معكم أينما كنتم يعنى قدرته وسلطانه وعلمه معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير * وأخرج ابو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وأبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يسألون عن كل شئ حتى يقولوا هذا الله كان قبل كل شئ فماذا كان قبل الله فان قالوا لكم ذلك فقولوا هو الاول قبل كل شئ وهو الآخر فليس بعده شئ وهو الظاهر فوق كل شئ وهو الباطن دون كل شئ وهو بكل شئ عليم * وأخرج ابو داود عن ابى زميل قال سألت ابن عباس رضى الله عنهما فقلت ما شئ أجده في صدري قال ما هو قلت والله لا أتكلم به فقال لى أشئ من شك وضحك قال ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله تعالى فان كنت في شك مما أنزلنا اليك الآية وقال لى إذا وجدت في نفسك شيا فقل هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم * قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وهو معكم أينما كنتم قال عالم بكم أينما كنتم * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن سفيان الثوري رضى الله عنه انه سئل عن قوله وهو معكم قال علمه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أفضل ايمان المرء ان يعلم ان الله تعالى معه حيث كان * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف عن البراء بن عازب قال قلت لعلى رضى الله عنه يا امير المؤمنين اسالك بالله ورسوله الا خصصتى باعظم ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصه به جبريل وأرسله به الرحمن فقال إذا أردت أن تدعو الله باسمه الاعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر ست آيات منها عليم بذات الصدور وآخر سورة الحشر يعنى أربع آيات ثم ارفع يديك فقل يا من هو هكذا أسالك بحق هذه الاسماء ان تصلى على محمد وأن تفعل بى كذا وكذا مما تريد فوالله الذى لا اله غيره لتنقلبن بحاجتك ان شاء الله * قوله تعالى (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه قال معمرين فيه بالرزق وفي قوله وقد أخذ ميثاقكم قال في ظهر آدم وفي
[ 172 ]
قوله ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى * قوله تعالى (لا يستوى منكم من أنفق) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح يقول من أسلم وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا يعنى أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر وكلا وعد الله الحسنى قال الجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح الآية قال كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر وكانت نفقتان احداهما أفضل من الاخرى قال كانت النفقة والقتال قبل الفتح فتح مكة أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك وكلا وعد الله الحسنى قال الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل قال أبوالدحداح والله لانفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلى ولا يسبقني بها أحد بعدى فقال اللهم كل شئ يملكه أبوالدحداح فان نصفه لله حتى بلغ فرد نعله ثم قال وهذا * وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتيكم قوم من ههنا وأشار بيده إلى اليمن تحقرون أعمالكم عند أعمالهم قالوا فنحن خير أم هم قال بل أنتم فلو ان أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه فصلت هذه الآية بيننا وبين الناس لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وابو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حتى إذا كان بعسفان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان ياتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم قلنا من هم يا رسول الله أقريش قال لا ولكنهم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا فقلنا اهم خير منا يا رسول الله قال لو كان لاحدهم جبل من ذهب فانفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه الا ان هذا فصل ما بيننا وبين الناس لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية * وأخرج أحمد عن أنس قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف تستطيلون علينا بايام سبقتمونا بها فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعو إلى أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم * وأخرج أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنحن خير ام من بعدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابو داود والترمذي عن ابى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد احدهم ولا نصيفه وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره * قوله تعالى (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الحسن في قوله يسعى نورهم بين أيديهم قال على الصراط حتى يدخلوا الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود يسعى نورهم بين أيديهم قال على الصراط * واخرج ابن المنذر عن يريد بن شجرة قال انكم مكتوبون عند الله باسمائكم وسيماكم وحلاكم ونجواكم ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان بن فلان هلم نورك ويا فلان بن فلان لا نور لك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ان من المؤمنين يوم القيامة من يضئ له نوره كما بين المدينة إلى عدن ابين إلى صنعاء فدون ذلك حتى ان من المؤمنين من من لا يضئ له نوره الا موضع قدميه والناس منازل باعمالهم * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله يسعى نورهم بين أيديهم قال يؤتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة وادناهم نورا من نوره على ابهامه يطفأ مرة ويقد أخرى * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الرحمن بن جبير انه سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اول من يؤذن له في السجود يوم القيامة واول من يؤذن له ان يرفع رأسه فارفع رأسي فانظر بين يدى وعن خلفي وعن يمينى وعن شمالى فاعرف أمتى من بين الامم
[ 173 ]
فقيل يا رسول الله وكيف تعرفهم من بين الامم ما بين نوح إلى أمتك قال غر محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لاحد غيرهم واعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم واعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود واعرفهم بنورهم الذى يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم * وأخرج ابن المبارك وابن ابى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابى امامة الباهلى انه قال ايها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيآت وتوشكون ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فانكم لقى بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيأ وهو المثل الذى ضرب الله في كتابه أو كظلمات في بحر لجى إلى قوله فما له من نور ولا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الاعمى ببصر البصير ويقول المنافق للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وهى خدعة الله التى خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله وهو خادعهم فيرجعون إلى المكان الذى قسم فيه النور فلا يجدون شيأ فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم نصلى صلاتكم ونغزو مغازيكم قالوا بلى إلى قوله وبئس المصير * وأخرج ابن ابى حاتم من وجه آخر عن ابى امامة قال تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم * واخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا لهم من الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم فاظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يدعو الناس يوم القيامة بامهاتهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فان الله يعطى كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون انظرونا نقتبس من نوركم وقال المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الاولين والآخرين دعا اليهود فقيل لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقال لهم كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون عزيرا فيوجهون وجها ثم يدعو النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقول لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون المسيح فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون وهم على رابة من الارض فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وحده فيقال لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيغضبون فيقولون ما عبدنا غيره فيعطى كل انسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط ثم قرأ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم الآية وقرأ يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم إلى آخر الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فاظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتيس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى فاختة قال يجمع الله الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتى الله كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتى المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك إذ طفا الله نور المنافقين فيترددون في الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم انظرونا نقتبس من نوركم فضرب بينهم بسور له باب باطنه حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن قبله الجنة ويناديهم
[ 174 ]
المنافقون ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض وهم يتسكعون في الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم لبعض ان هذا ينفق بكم إلى المؤمنين فيتهافتون فيها فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قعر جهنم فهنالك خدع المنافقون كما قال الله وهو خادعهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انظرونا موصولة برفع الالف * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ انظرونا مقطوعة بنصب الالف وكسر الظاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الدرداء قال اين أنت من يوم جئ بجهنم قد سدت ما بين الخافقين وقيل لن تدخل الجنة حتى تخوض النار فان كان معك نور استقام بك الصراط فقد والله نجوت وهديت وان لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها فقد والله رديت وهويت * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن مقاتل في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا وهم على الصراط انظرونا يقول ارقبونا نقتبس من نوركم يعنى نصيب من نوركم فنمضى معكم قيل يعنى قالت الملائكة لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم هذا من الاستهزاء بهم استهزؤا بالمؤمنين في الدنيا حين قالوا آمنا وليسوا بمؤمنين فذلك قوله الله يستهزئ بهم حين يقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب يعنى بالسور حائط بين أهل الجنة والنار باب باطنه يعنى باطن السور فيه الرحمة مما يلى الجنة وظاهره من قبله العذاب يعنى جهنم وهو الحجاب الذى ضرب بين أهل الجنة وأهل النار * وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن الصامت انه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى جهنم يحدث عن أبيه انه قال فضرب بينهم بسور قال هذا موضع السور عند وادى جهنم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سنان قال كنت مع على بن عبد الله بن عباس عند وادى جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال ان السور الذى ذكره الله في القرآن فضرب بينهم يسور هو السور الذى ببيت المقدس الشرقي باطنه فيه الرحمة المسجد وظاهره من قبله العذاب يعنى وادى جهنم وما يليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة فضرب بينهم بسور قال حائط بين الجنة والنار * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن في قوله باطنه فيه الرحمة قال الجنة وظاهره من قبله العذاب قال النار * وأخرج آدم بن أبى اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال ان المنافقين كانوا مع المؤمنين أحياء في الدنيا يناكحونهم ويعاشرونهم وكانوا معهم أمواتا ويعطون النور جميعا يوم القيامة فيطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور يماز بينهم يومئذ والسور كالحجاب في الاعراف فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولكنكم فتنتم أنفسكم قال بالشهوات واللذات وتربصتم بالتوبة وارتبتم أي شككتم في الله وغرتكم الامانى حتى جاء أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سفيان ولكنكم فتنتم أنفسكم قال بالعاصي وتربصتم بالتوبة وارتبتم شككتم وغرتكم الامانى قلتم سيغفر لنا حتى جاء أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن محبوب الليثى ولكنكم فتنتم أنفسكم أي بالشهوات وتربصتم بالتوبة وارتيتم أي شككتم في الله وغرتكم الامانى قال طول الامل حتى جاء أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وتربصتم قال تربصوا بالحق وأهله وارتيتم قال كانوا في شك من أمر الله وغرتكم الامانى قال كانوا على خدعة من الشيطان والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار وغركم بالله الغرور قال الشيطان فاليوم لا يؤخذ منكم فدية يعنى من المنافقين ولا من الذين كفروا * قوله تعالى (أمل يان للذين امنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ ألما يان للذين آمنوا * وأخرج ابن مردويه عن أنس لا أعلمه الا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال استبطا الله قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة من نزول القرآن فانزل الله ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الآية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من أصحابه
[ 175 ]
في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه فقال أتضحكون ولم ياتكم أمان من ربكم بانه قد غفر لكم ولقد أنزل على في ضحككم آية ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك قال تبكون قدر ما ضحكتم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله قال ذكر لنا ان شداد بن أوس كان يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول أول ما يرفع من الناس الخشوع * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم يقول ألم يحن للذين آمنوا * وأخرج ابن المبارك عن ابن عباس اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها قال تلين القلوب بعد قسوتها * وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتينا الله بهذه ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الا أربع سنين * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير ان ابن مسعود أخبره انه لم يكن بين اسلامهم وبين ان نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها الا أربع سنين ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الآية أقبل بعضنا على بعض أي شئ أحدثنا أي شئ صنعنا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال ان الله استبطا قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال ألم يان للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبى رواد ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ظهر منهم المزاح والضحك فنزلت ألم يان الذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيات قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا في شئ من المزاح فانزل الله ألم يان للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن المنذر عن الاعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا فنزلت ألم يان للذين آمنوا لآية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق السدى عن القاسم قال مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله نحن نقص عليك أحسن القصص ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله ألم يان للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم الا ان كل ما هو آت قريب الا انما البعيد ما ليس بآت وأخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ان بنى اسرائيل لما طال عليهم الامد قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فقالوا أعرضوا هذا الكتاب على بنى اسرائيل فان تابعوكم فاتركوهم وان خالفوكم فاقتلوهم قالوا لا بل ارسلوا إلى فلان رجل من علمائهم فاعرضوا عليه هذا الكتاب فان تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وان خالفكم فاقتلوه فلن يختلف عليكم أحد بعده فارسلوا إليه فاخذ ورقة وكتب فيها كتاب الله ثم علقها في عنقه ثم لبس عليه الثياب فعرضوا عليه الكتاب فقالوا أتؤمن بهذا فاوما إلى صدره فقال آمنت بهذا وما لى لا أو من بهذا يعنى الكتاب الذى فيه القرآن فخلو سبيله وكان له أصحاب يغشونه فلما مات وجدوا الكتاب الذى فيه القرآن معلق عليه فقالوا ألا ترون إلى قوله آمنت بهذا وما لى لا أو من بهذا انما عنى هذا الكتاب فاختلف بنو اسرائيل على بضع وسبعين ملة وخير مللهم أصحاب ذى القرآن قال عبد الله وان من بقى منكم سيرى منكرا وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع ان يغيره أن يعلم الله من قلبه انه كاره له * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنه انه كان إذا تلا هذه الآية ألم يان للذين آمنوا ان تخضع قلوبهم لذكر الله ثم قال بلى يا رب بلى يا رب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال شداد بن أوس أول ما يرفع من الناس الخشوع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الامد قال الدهر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى حرب بن أبى الاسود عن أبيه قال جمع أبو موسى الاشعري القراء فقال لا يدخلن عليكم الا من جمع القرآن فدخلنا ثلاثمائة
[ 176 ]
رجل فوعظنا وقال أنتم قراء هذه البلد والله ليطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب * قوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فر بدينه من أرض إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه كتب عند الله صديقا فإذا مات قبضه الله شهيدا وتلا هذه الآية والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ثم قال والفارون يدينهم من أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى بن مريم في درجته في الجنة * وأخرج ابن جرير عن البراء بن عازب رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمنو أمتى شهداء ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان الرجل ليموت على فراشه وهو شهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه انه قال يوما وهم عنده كلكم صديق وشهيد قيل له ما تقول يا أبا هريرة قال أقرؤا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة رضى الله عنه قال انما الشهيد الذى لو مات على فراشه دخل الجنة يعنى الذى يموت على فراشه ولا ذنب له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال كل مؤمن صديق وشهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال كل مؤمن صديق ثم قرأ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة سماهم صديقين ثم قال والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج عبد الرزاق عبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق قال هي للشهداء خاصة * وأخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهنى قال جاء رجل للنبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ان شهدت ان لا اله الا الله وانك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء * قوله تعالى (وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان قال صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة * قوله تعالى (ما أصاب من مصيبة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم يقول في الدنيا ولا في الدين الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال نخلقها لكى لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا ولا تفرحوا بما آتاكم منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة الآية قال هو شئ قد فرغ منه من قبل ان تبرأ الانفس * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى حسان رجلين دخلا على عائشة فقالا ان أبا هريرة يحدث ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انما الطيرة في الدابة والمرأة والدار فقالت والذى أنزل القرآن على أبى القاسم ما هكذا كان يقول ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان أهل الجاهلية يقولون انما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء والارض ففى كتاب من قبل ان تبرأ النسمة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لكى لا تأسوا على ما فاتكم الآية قال ليس أحد الا وهو يحزن ويفرح ولكن ان أصابته مصيبة جعلها صبرا وان أصابه خير جعله شكرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها يريد مصائب المعاش ولا يريد مصائب الدين انه قال لكى لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم وليس عن مصائب الدين أمرهم ان ياسوا على السيئة ويفرحوا بالحسنة * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال انه ليقضى بالسيئة في السماء وهو كل يوم في شان ثم يضرب لها أجل فيحبسها
[ 177 ]
إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود انه كائن في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا في بلد كذا من المصيبة من القحط والرزق والمصيبة في الخاصة والعامة حتى ان الرجل ياخذ العصا يتوكأ بها وقد كان لها كارها ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أبى صالح قال دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال ما يبكيك فقال أبكى لما أرى بك ولما يذهب بك إليه قال فلا تبك فانه كان في علم الله أن يكون ألا تسمع إلى قوله ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض ولا أنفسكم الا في كتاب قال الاوجاع والامراض من قبل أن نبرأها قال من قبل أن نخلقها * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أنزل الله المصيبة ثم حبسها عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه * وأخرج الديلمى عن سليم بن جابر النجيمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفتح على أمتى باب من القدر في آخر الزمان لا يسده شئ يكفيكم منه ان تلقوهم بهذه الآية ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب الآية * قوله تعالى (والله لا يحب كل مختال فخور) * أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت يا أبا عبد الرحمن انى قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عينى ان أراه عليك فان عليك ثيابا خشنة قال انى أخاف ان ألبسه فاكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور * قوله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وأنزلنا معهم الكتاب والميزان قال العدل * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس قال جنة وسلاح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وأنزلنا الحديد الآية قال ان أول ما أنزل الله من الحديد الكلبتين والذى يضرب عليه الحديد * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن الايام فقال السبت عدد والاحد عدد والاثنين يوم تعرض فيه الاعمال والثلاثاء يوم الدم والاربعاء يوم الحديد وأنزلنا الحديد فيه باس شديد والخميس يوم تعرض فيه الاعمال والجمعة يوم بدأ الله الخلق وفيه تقوم الساعة * قوله تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه) الآية * أخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر من طرق عن ابن مسعود قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله قلت لبيك يا رسول الله ثلاث مرات قال هل تدرى أي عرا الايمان أوثق قلت الله ورسوله أعلم قال أوثق عرا الايمان الولاية في الله بالحب فيه والبغض فيه قال هل تدرى أي الناس أفضل قلت الله ورسوله أعلم قال أفضل الناس أفضلهم عملا إذا تفقهوا في الدين يا عبد الله هل تدرى أي الناس أعلم قلت الله ورسوله أعلم قال فان أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وان كان مقصرا بالعمل وان كان يزحف على استه واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله وعيسى بن مريم حتى قتلوا وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بالمقام معهم فساحوا في الجبال وترهبوا فيها وهم الذين قال الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم الذين آمنوا بى وصدقوني وكثير منهم فاسقون الذين كفروا بى وجحدوني * وأخرج النسائي والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كانت ملوك بعد عيسى بدلت التوراة والانجيل فكان منهم مؤمنون يقرؤن التوراة والانجيل فقيل لملوكهم ما نجد شيا أشد من شتم يشتمنا هؤلاء انهم يقرؤن ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم فادعهم فليقرؤا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والانجيل الا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا اسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيا ترفع به طعامنا وشرابنا ولا ترد عليكم وقالت طائفة دعونا نسيح في الارض ونهيم وناكل مما تأكل منه الوحوش ونشرب مما تشرب فان قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا وقالت طائفه ابنوا لنا
[ 178 ]
ديورا في الفيافي ونحتفر الآبار ونحرث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل الا له حميم فيهم ففعلوا ذلك فانزل الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها قال والآخرون ممن تعبد من أهل الشرك وفنى من قد فنى منهم قالوا نتعبد كما تعبد فلان وتسبح كما ساح فلان وتتخذ ديورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم يبق منهم الا القليل انحط صاحب الصومعة من صومعته وجاء السائح من سياحته وصاحب الدير من ديره فآمنوا به وصدقوه فقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أجرين بايمانهم بعيسى ونصب أنفسهم والتوراة والانجيل وبايمانهم بمحمد وتصديقهم ويجعل لكم نورا تمشون به القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو يعلى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم * واخرج البيهقى في الشعب عن سهل بن أبى أمامة بن سهل بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فانما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وابن نصر عن أبى أمامة قال ان الله كتب عليكم صيام شهر رمضان ولم يكتب عليكم قيامه وانما القيام شئ ابتدعتموه فدوموا عليه ولا تتركوه فان ناسا من بنى اسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها وتلا هذه الآية ورهبانية ابتدعوها الآية * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وأبو يعلى والبيهقي في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل أمه رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ورهبانية ابتدعوها قال ذكر لنا أنهم رفضوا النساء واتخذوا الصوامع * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * أخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس ان أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحد فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله انا أهل ميسرة فائذن لنا نجئ باموالنا نواسى بها المسلمين فانزل الله فيهم الذين آتيناهم الكتاب من قبلهم هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين قال ويدرؤن بالحسنة السيئة قال أي النفقة التى وأسوا أبها المسلمين فلما نزلت هذه الآية قالوا يا معاشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كاجوركم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا تقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فزادهم النور والمغفرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال لما نزلت أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على لصحابة فانزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمنى أهل الكتاب وسوى بينهم في الاجر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس يؤتكم كفلين من رحمته قال أجرين ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يؤتكم كفلين من رحمته قال ضعفين ويجعل لكم نورا تمشون به قال هدى * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله كفلين قال أجرين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كفلين قال حظين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كفلين قال ضعفين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى موسى في قوله كفلين قال ضعفين وهى بلسان الحبشة * وأخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزأ من رحمة الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى قلابة في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * قوله تعالى (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن حازم قال سمعت عكرمة وعبد الله بن أبى سلمة رضى الله عنهما قرأ أحدهما لئلا يعلم أهل الكتاب وقرأ
[ 179 ]
الآخر ليعلم اهل الكتاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم العمل وقسم الاجر وفي لفظ وقسم الاجل فقيل لليهود عملوا فعملوا إلى نصف النهار فقيل لكم قيراط وقيل للنصارى اعملوا فعملوا من نصف النهار إلى العصر فقيل لكم قيراط وقيل للمسلمين اعملوا فعملوا من العصر إلى غروب الشمس فقيل لكم قيراطان فتكلمت اليهود والنصارى في ذلك فقالت اليهود أنعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط وقالت النصارى نعمل من نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط ويعمل هؤلاء من العصر إلى غروب الشمس فيكون لهم قيراطان فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب ان لا يقدرون على شئ من فضل الله إلى آخر الآية ثم قال ان مثلكم فيما قبلكم من الامم كما بين العصر إلى غروب الشمس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية حسدهم أهل الكتاب عليها فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال قالت اليهود يوشك ان يخرج منا نبى فيقطع الايدى والارجل فلما خرج من العرب كفروا فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية يعنى بالفضل النبوة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه قرأ كى لا يعلم أهل الكتاب والله أعلم * (سورة المجادلة) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة المجادلة بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله والله أعلم * قوله تعالى (قد سمع الله قول التى تجادلك) الآية * أخرج سعيد بن منصور والبخاري تعليقا وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت الحمد لله الذى وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت لا أسمع ما تقول فانزل الله قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها إلى آخر الآية * وأخرج ابن ماجه وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت تبارك الذى وسع سمعه كل شئ انى لاسمع كلام خوله بنت ثعلبة ويخفى على بعضه وهى تشتكى زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تقول يا رسول الله أكل شبابى ونثرت له بطني حتى إذا كبر سنى وانقطع ولدى ظاهر منى اللهم انى أشكو اليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وهو أوس بن الصامت * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن زيد قال لقى عمر بن الخطاب أمرأة يقال لها خولة وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست رجال قريش على هذه العجوز قال ويحك وتدرى من هذه قال لا قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما انصرفت حتى تقضى حاجتها * وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه عن ثمامة بن حزن قال بينما عمر بن الخطاب يسير على حماره لقيته امرأة فقالت قف يا عمر فوقف فاغلظت له القول فقال رجل يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم فقال وما يمنعنى ان أستمع إليها وهى التى استمع الله لها أنزل فيها ما انزل قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها * وأخرج أحمد وأبو داود وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام قال حدثتني خولة بنت ثعلبة قالت في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت كنت عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه فدخل على يوما فراجعته بشئ فغضب فقال أنت على كظهر أمي ثم رجع فجلس في نادى قومه ساعة ثم دخل على فإذا هو يريدنى عن نفسي قلت كلا والذى نفس خويلة بيده لا تصل إلى وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فما برحت حتى نزل القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاء ثم سرى عنه فقال لى يا خوله قد أنزل الله فيك وفي صاحبك ثم قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة قلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قلت والله انه لشيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر قلت والله ما ذاك عنده قال رسول الله
[ 180 ]
صلى الله عليه وسلم فانا سنعينه بعرق من تمر قلت وأنا يا رسول الله ساعينه بعرق آخر قال فقد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصى بابن عمك خيرا قالت ففعلت * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي عن عطاء بن يسار ان أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خوله بنت ثعلبة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته وكان أوس بن لمم فنزل القرآن والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فقال لامرأته مريه فليعتق رقبة فقالت يا رسول الله والذى أعطاك ما أعطاك ماجئت الا رحمة له ان له في منافع والله ما عنده رقبة ولا يملكها قالت فنزل القرآن وهى عنده في البيت قال مريه فليصم شهرين متتابعين فقالت والذى أعطاك ما أعطاك ما قدر عليه فقال مريه فليتصدق على ستين مسكينا فقالت يا رسول الله ما عنده ما يتصدق به فقال يذهب إلى فلان الانصاري فان عنده شطر وسق تمر أخبرني انه يريد أن يتصدق به فليأخذ منه ثم ليتصدق على ستين مسكينا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في السنن عن عائشة ان خولة كانت امرأة أوس بن الصامت وكان امرأ به لمم فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته فانزل الله فيه كفارة الظهار * وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كان الرجل في الجاهلية لو قال لامرأته أنت على كظهر أمي حرمت عليه وكان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خوله فظاهر منها فاسقط في يده وقال ما أراك الا قد حرمت على قانطلقى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاسأليه فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده ما شطة تمشط رأسه فاخبرته فقال يا خولة ما أمرنا في أمرك بشئ فانزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا خولة ابشرى قالت خيرا قال خيرا فانزل الله على النبي فقرأ عليها قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها الآيات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان خولة أو خويلة أنت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما أراك الا قد حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي فانزل الله قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال في القرآن 7 ما أنزل الله جملة واحدة قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله كان هذا قبل أن تخلق خولة لو أن خولة أرادت أن لا تجادل لم يكن ذلك لان الله كان قد قدر ذلك عليها قبل ان يخلقها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وذلك ان خولة امرأة من الانصار ظاهر منها زوجها فقال أنت على كظهر أمي فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ان زوجي كان تزوجني وأنا أحب الناس إليه حتى إذا كبرت ودخلت في السن قال أنت على كظهر أمي وتركني إلى غير أحد فان كنت تجد لى رخصة يا رسول الله تنعشني واياه بها فحدثني بها قال والله ما أمرت في شأنك بشئ حتى الآن ولكن ارجعي إلى بيتك فان أومر بشئ لا أعميه عليك ان شاء الله فرجعت إلى بيتها فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها فقال قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فارسل إلى زوجها فقال هل تستطيع أن تعتق رقبة قال اذن يذهب مالى كله الرقبة غالية وأنا قليل المال قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال والله لو لا انى آكل كل يوم ثلاث مرات لكل بصرى قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا والله الا أن تعينني قال انى معينك بخمسة عشر صاعا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ظاهر منى زوجي حين كبر سنى ودق عظمي فانزل الله آية الظهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة قال ما لى بذلك يدان قال فصم شهرين متتابعين قال انى إذا أخطأني ان آكل في اليوم ثلاث مرات يكل بصرى قال فاطعم ستين مسكينا قال ما أجد الا ان تعينني فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر صاعا حتى جمع الله له أهله * وأخرج ابن مردويه عن الشعبى قال المرأة التى جادلت في زوجها خولة بنت صامت وأمها معاذة التى أنزل الله فيها ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء وكانت أمة لعبد الله بن أبى * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن محمد بن سيرين قال ان أول من ظاهر في الاسلام زوج خويلة فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ان زوجي ظاهر منى وجعلت تشكو إلى الله فقال
[ 181 ]
لها النبي صلى الله عليه وسلم ما جاءني في هذا شئ قالت فالى من يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فبينما هي كذلك إذ نزل الوحى قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها حتى بلغ فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ثم حبس الوحى فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها فقالت لا يجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو ذاك فبينما هي كذلك إذ نزل الوحى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ثم حبس الوحى فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها فقالت لا يستطيع أن يصوم يوما واحدا قال هو ذاك فبينما هي كذلك إذ نزل الوحى فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها فقالت لا يجد يا رسول الله قال انا سنعينه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء الخراساني قال أعانه النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى زيد المدنى رضى الله عنه ان امرأة جاءت بشطر وسق من شعير قاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أي مدين من شعير مكان مدن بر * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ان النبي صلى الله عليه وسلم أعانه بخمسة عشر صاعا من شعير * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ان رجلا ظاهر من امرأته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الظهار أشد من الطلاق وأحرم الحرام إذا ظاهر من امرأته لم ترجع إليه أبدا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبى الله ان زوجي وأبا ولدى ظاهر منى وما يطلع الا الله على ما يدخل على من فراقه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ما قال قالت فكيف أصنع ودعت الله واشتكت إليه فانزل الله قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله إلى آخر الآيات فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها فقال تعتق رقبة قال ما في الارض رقبة أملكها قال تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال يا رسول الله انى بلغت سنا وبى دوران فإذا لم آكل في اليوم مرارا أدير على حتى أقع قال تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال والله ما أجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنعينك * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ان امرأة أخى عبادة بن الصامت جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها تظاهر عنها وامرأة تفلى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال تدهنه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم نظره إلى السماء فقالت التى تفلى لامرأة أخى عبادة بن الصامت واسمها خولة بنت ثعلبة يا خولة ألا تسكتي فقد ترينه ينظر إلى السماء فانزل الله فيها قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عتق رقبة فقال لا أجد فعرض عليه صيام شهرين متتابعين فقال لا أطيق ان لم آكل كل يوم ثلاث مرات شق بى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فاطعم ستين مسكينا قال لا أجد فاتى النبي صلى الله عليه وسلم بشئ من تمر فقال له خذ هذا فاقسمه فقال الرجل ما بين لابتيها أفقر منى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كله أنت وأهلك * وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن زيد الهمداني في قوله قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها قال هي خولة بنت الصامت وكان زوجها مريضا فدعاها فلم تجبه وأبطأت عليه فقال أنت على كظهر أمي فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية فتحرير رقبة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة قال لا أجد قال فصم شهرين متتابعين قال لا استطيع قال فاطعم ستين مسكينا قال لا والله ما عندي الا أن تعينني فاعانه النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا فقال والله ما في المدينة أحوج إليها منى فقال النبي صلى الله عليه وسلم فكلها أنت وأهلك * وأخرج ابن سعد عن عمران بن أنس قال كان أول من ظاهر في الاسلام أوص بن الصامت وكان به لمم وكان يفيق أحيانا فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة في بعض صحواته فقال أنت على كظهر أمي ثم ندم فقال ما أراك الا قد حرمت على قالت ما ذكرت طلاقا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته بما قال قال وجادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ثم قالت اللهم انى أشكو اليك شدة وحدتي وما يشق على من فراقه قالت عائشة فلقد بكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقة عليها ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى فسرى عنه وهو يتبسم فقال يا خولة قد أنزل الله فيك وفيه قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها ثم قال مريه أن يعتق رقبه قالت لا يجد قال فمريه أن يصوم شهرين متتابعين قالت لا يطيق ذلك قال فمريه فليطعم ستين مسيكنا قالت وانى له قال فمريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق به على ستين مسكينا
[ 182 ]
فرجعت إلى أوس فقال ما وراءك قالت خير وأنت ذميم ثم أخبرته فاتى أم المنذر فاخذ ذلك منها فجعل يطعم مدين من تمر كل مسكين * وأخرج عبد بن حميد عن أبى قلابة قال انما كان طلاقهم في الجاهلية الظهار والايلاء حتى قال ما سمعت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا قال الزور الكذب * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا قال هو الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمي فإذا قال ذلك فليس له ان يقربها بنكاح ولا غيره حتى يكفر بعتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا والمس النكاح فان لم يستطع فاطعام ستين مسكينا وان هو قال لها أنت على كظهر أمي فإذا قال ان فعلت كذا فليس يقع في ذلك ظهار حتى يحنث فإذا حنث فلا يقربها حتى يكفر ولا يقع في الظهار طلاق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة ثم يعودون لما قالوا قال يعود لمسها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس ثم يعودون لما قالوا قال الوطئ * واخرج ابن المنذر عن طاوس قال إذا تكلم الرجل بالظهار المنكر والزور فقد وجبت عليه الكفارة حنت أو لم يحنث * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس قال كان طلاق أهل الجاهلية الظهار فظاهر رجل في الاسلام وهو يريد الطلاق فانزل الله فيه الكفارة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن هذه الآية من قبل أن يتماسا قال هو الجماع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فاطعام ستين مسكينا قال كهيئة الطعام في اليمين مدين لكل مسكين * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال ثلاث فيهن مد كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة الصيام * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذى أتى أهله في رمضان بكفارة الظهار * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء والزهرى وقتادة فالوا العتق في الظهار والصيام والطعام كل ذلك من قبل أن يتماسا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت وكانت امرأته خولة بنت خويلد وكان الرجل ضعيفا وكانت المرأه جلدة فلما تكلم بالظهار قال لا أراك الا قد حرمت على فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تبتغى شيأ يردك على فانطلقت وجلس ينتظرها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم وما شطة تمشط رأسه فقالت يا رسول الله ان أوس بن الصامت من قد علمت من ضعف رأيه وعجز مقدرته وقد ظاهر منى فابتغى لى يا رسول الله شيأ تردني إليه قال يا خويلة ما أمرنا بشئ في أمرك وان نؤمر فسأخبرك فبينما شطته قد فرغت من شق رأسه وأخذت في الشق الآخر أنزل الله عز وجل وكان إذا أنزل عليه الوحى تربد لذلك وجهه حتى يجد برده فإذا سرى عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ثم تكلم بما أمر به فقالت ما شطته يا خويلة انى لاظته الآن في شأنك فاخذها افكل ثم قالت اللهم بك اعوذ أن تنزل في الا خيرا فانى لم أبغ من رسولك الا خيرا فلما سرى عنه قال يا خويلة قد أنزل الله فيك وفى صاحبك فقرأ قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله إلى قوله فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فقالت والله يا رسول الله ما له خادم غيرى ولا لى خا ؟ م غيره قال فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قلت والله انه ادالم ياكل في اليوم مرتين يسدر بصره قال فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قالت والله ما لنا في اليوم الا وقية قال فمريه فلينطلق إلى فلان فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن صخر الانصاري انه جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضى رمضان فسمنت وتربصت فوقع عليها في النصف من رمضان فاتى النبي صلى الله عليه وسلم كانه يعظم ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتستطيع أن تعتق رقبة فقال لا قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا فروة بن عمرو أعطه ذلك العرق وهو مكتل ياخذ خمسة عشر أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين مسكينا فقال أعلى أفقر منى فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اذهب به إلى أهلك * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في السنن عن أبى العالية قال كانت خولة بنت ودبيج تحت رجل من الانصار وكان سيئ الخلق ضرير البصر فقيرا وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال أنت على كظهر أمي فادارعته
[ 183 ]
في بعض الشئ فقال أنت على كظهر أمي وكان له عيل أو عيلان فلما سمعته يقول ما قال أحتملت صبيانها فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته عند عائشة وإذا عائشة تغسل شق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت عليه ثم قالت يا رسول الله ان زوجي فقير ضرير البصر سيئ الخلق وانى نازعته في شئ فقال أنت على كظهر أمي ولم يرد الطلاق فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال ما أعلم الا قد حرمت عليه فاستكانت وقالت أشتكى إلى الله ما نزل بى ومصيبتي وتحولت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فتحولت معها فقالت مثل ذلك قالت ولى منه عيل أو عيلان فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إليها فقال ما أعلم الا قد حرمت عليه فبكت وقالت أشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتي وتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة وراءك فتنحت ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم انقطع الوحى فقال يا عائشة أين المرأة قالت ها هي قال ادعيها فدعتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبي فجينى بزوجك فانطلقت تسعى فلم تلبث ان جاءت فادخلته على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو كما قالت ضرير فقير سيئ الخلق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى آخر الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتجد رقبة قال لا قال أفتستطيع صوم شهرين متتابعين قال والذى بعثك بالحق انى إذا لم آكل المرة والمرتين والثلاثة يكاد يغشى على قال فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا الا ان تعينني فيها فاعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفر يمينه * وأخرج البزار والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى ظاهرت من امرأتي فرأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فاعجبتني فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله من قبل أن يتماسا قال قد فعلت يا رسول الله قال أمسك حتى تكفر * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس ان رجلا قال يا رسول الله انى ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل ان أكفر قال وما حملك على ذلك قال ضوء خلخالها في ضوء للقمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه والطبراني والبغوى في معجمه والحاكم وصححه والبيهقي عن سلمة بن صخر الانصاري قال كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيرى فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن أصيب منها في ليلى فاتنابع في ذلك ولا أستطيع أن أنزع حتى يدركنى لصبح فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف لى منها شئ فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي فاخبرتهم خبرى فقلت انطلقوا معى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بامرى فقالوا لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك فخرجت فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته خبرى فقال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك وها أنا ذا فامض في حكم الله فانى صابر لذلك قال أعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدى قلت لا والذى بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها قال فصم شهرين متتابعين قلت وهل أصابني ما أصابني الا في الصيام قال فاطعم ستين مسكينا قلت والذى بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وبنى ما لنا عشاء قال اذهب إلى صاحب صدقة بنى زريق فقل له فليدفعها اليك فاطعم عنك منها وسقاستين مسكينا ثم استعن بسائرها عليك وعلى عيالك فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأى ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة أمر لى بصدقتكم فدفعوها إليه * قوله تعالى (ان الذين يحادون الله ورسوله) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد يحادون قال يشاقون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الذين يحادون الله ورسوله قال يجادلون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم قال خزوا كما خزى الذين من قبلهم * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن الضحاك ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم قال هو الله على العرش وعلمه معهم * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) الآية
[ 184 ]
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى قال اليهود * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان بين يهود وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن انهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فانزل الله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند جيد عن ابن عمرو ان اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سام عليك يريدون بذلك شتمه ثم يقولون في أنفسهم لو لا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وصححه عن أنس ان يهوديا أتى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال السام عليكم فرد عليه القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما قال هذا قال والله ورسوله أعلم سلم يا نبى الله قال لا ولكنه قال كذا وكذا ردوه على فردوه قال قلت السام عليكم قال نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك ما قلت قال وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة وعليكم السام واللعنة فقال يا عائشة ان الله لا يحب الفحش ولا التفحش قلت ألا تسمعهم يقولون السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما سمعت ما أقول وعليكم فانزل الله وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في هذه الآية قال كان المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حيوه سام عليك فنزلت * وأخرج عبد بن حميد عن مجهد وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله يقولون سام عليك هم أيضا يهود * قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا إذا تناجيتم) الآيتين * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية وأغزاها التقى المنافقون فانغضوا رؤسهم إلى المسلمين ويقولون قتل القوم وإذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجوا وأظهروا الحزن فيلغ ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال كان المنافقون يتناجون بينهم فكان لك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فانزل الله في ذلك انما النجوى من الشيطان الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث فان ذلك يحزنه * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرقه أمر أو يامر بشئ فكثر أهل النوب والمحتسبون ليلة حتى إذا كنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن انه كان يقرؤها تفسحوا في المجالس بالالف فافسحوا يفسح الله لكم وقال في القتال وإذا قيل انشزوا فانشزوا قال إذا قيل انهدوا إلى الصدر فانهدوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قبل لكم تفسحوا في المجالس قال مجلس النبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال كان الناس يتناجون في المجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذا قيل لكم تفسحوا الآية قال نزلت هذه الآية في مجالس الذكر وذلك انهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فامرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال كانوا يجيئون فيجلسون ركاما بعضهم خلف بعض فامروا أن يتفسحوا في المجلس فانفسح بعضهم لبعض * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال أنزلت هذه الآية يوم جمعة وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في الصفة وفي المكان ضيق وكان يكرم أهل
[ 185 ]
بدر من المهاجرين والانصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسع لهم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم على القيام فلم يفسح لهم فشق ذلك عليه فقال لمن حوله من المهاجرين والانصار من غير أهل بدر قم يا فلان وأنت يا فلان فلم نزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس قال ذلك في مجلس القتال وإذا قيل انشزوا قال إلى الخير والصلاة وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا قيل انشزوا قال إلى كل خير قتال عدو وأمر بمعروف أو حق ما كان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذا قيل انشزوا فانشزوا يقول إذا دعيتم إلى خير فاجيبوا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن ابن عباس في قوله يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات قال يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه قال تفسير هذه الآية يرفع الله الذين آمنوا منكم واوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود قال ما خص الله العلماء في شئ من القرآن ما خصهم في هذه الآية فضل الله الذين آمنوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا ناجيتم الرسول الآية قال ان المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فاراد الله ان يخفف عن نبيه فلما قال ذلك امتنع كثير من الناس وكفوا عن المسألة فانزل الله بعد هذا أأشفقتم الآية فوسع الله عليهم ولم يضيق * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والنحاس عن على بن أبى طالب قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة الآية قال لى النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فنصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال انك لزهيد قال فنزلت أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات قال فبى خفف الله عن هذه الامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن على قال ما عمل بها أحد غيرى حتى نسخت وما كانت الا ساعة يعنى آية النجوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن على قال ان في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلى ولا يعمل بها أحد بعدى آية النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدى درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقدموا صدقة فلم يناجه الا على بن أبى طالب فانه قد قدم دينارا فتصدق به ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال كان من ناجى النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بدينار وكان أول من صنع ذلك على بن أبى طالب ثم نزلت الرخصة فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال ان الاغنياء كانوا ياتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبونه الفقراء على المجالس حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول جلوسهم ومناجاتهم فامر الله بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيأ وكان ذلك عشر ليال وأما اهل الميسرة فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه الا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدى النجوى ويزعمون انه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدره فانزل الله أأشفقتم الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند فيه ضعف عن سعد بن أبى وقاص قال نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة
[ 186 ]
فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لزهيد فنزلت الآية الاخرى أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في المجادلة إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة قال نسختها الآية التى بعدها أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الآية قال أول من عمل بها على رضى الله عنه ثم نسخت والله أعلم * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين تولوا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله تعالى ألم تر إلى الذين تولوا قوما الآية قال بلغنا انها نزلت في عبد الله بن نبتل وكان رجلا من المنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال هم اليهود والمنافقون ويحلفون على الكذب وهم يعلمون حلفهم انهم لمنكم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ألم تر إلى الذين تولوا قوما الآية قال هم المنافقون تولوا اليهود يوم يبعثهم الله الآية قال يحالف المنافقون ربهم يوم القيامة كما حالفوا أولياءه في الدنيا * وأخرج أحمد والبزار والطبراني وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة من حجره وعنده نففر من المسلمين فقال انه سيأتيكم انسان فينظر اليكم بعين شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا ان طلع عليهم رجلا أزرق أعور فقال حين رآه علام تشتمني أنت وأصحابك فقال ؟ رنى آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا واعتذروا فانزل الله يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم الآية والتى بعدها * قوله تعالى (استحوذ عليهم الشيطان) الآية * أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بد ولا تقام فيهم الصلاة الا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فانما ياكل الذئب القاصية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله كتب الله لاغلبن أنا ورسلي قال كتب الله كتابا فامضاه * قوله تعالى (لا تجد قوما) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه وابن عساكر عن عبد الله بن شوذب قال جعل والدابى عبيدة بن الجراح يتصدى لابي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال حدثت ان ابا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة فسقط فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال أفعلت يا أبا بكر فقال والله لو كان السيف منى قريبا لضربته فنزلت لا تجد قوما الآية * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ثابت بن قيس بن الشماس انه استاذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يزور خاله من المشركين فاذن له فلما قدم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس حوله لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية * وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عطية عن رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي يدا ولا نعمة فانى وجدت فيما أوحيته إلى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله قال سفيان يرون انها أنزلت فيمن يخالط السلطان * وأخرج ابن أبى شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أحب في الله وابغض في الله وعاد في الله ووال في الله فانما تنال ولاية الله بذلك ثم قرأ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون الآية * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى نبى من الانبياء ان قل لفلان العابد أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك وأما انقطاعك إلى فتعززت بى فماذا عملت في ما لى عليك قال يا رب وما لك على قال هل واليت لى وليا أو عاديت لى عدوا * وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله يوم القيامة عبد الا ذنب له فيقول له باى الامرين أحب اليك أن أجزيك بعملك أم بنعمتي عليك قال رب أنت تعلم انى لم أعصك قال خذوا عبدى بنعمة من نعمى فما يبقى له حسنة الا استغرقتها تلك النعمة فيقول رب بنعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي وبرحمتي ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى ان له سيئة فيقال له هل كنت توالى أوليائي قال يا رب كنت من الناس سلما قال هل كنت تعادى أعدائي
[ 187 ]
قال يا رب لم أكن أحب أن يكون ينى وبين أحد شئ فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي لا ينال رحمتى من لم يوال أوليائي وبعاد أعدائي * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله * وأخرج الديلمى من طريق الحسن عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا نعمة فيوده قلبى فانى وجدت فيما أوحيت إلى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية * (سورة الحشر مدنية) * * أخرج ابن الضريس والنجاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الحشر بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة الحشر قال نزلت في بنى النضير * قوله تعالى (سبح لله) الآيات * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت كانت غزوة بنى النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكان منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى ان لهم ما أقلت الابل من الامتعة والاموال الا الحلقة يعنى السلاح فانزل الله فيهم سبح لله ما في السموات وما في الارض إلى قوله لاول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى صالحهم على الجلاء وأجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاه فيما خلا وكان الله قد كتب ذلك عليهم ولو لا ذلك لعذبهم الله في الدنيا بالقتل والسبي وأما قوله لاول الحشر فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام * وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي عن عروة مرسلا قال البيهقى وهو المحفوظ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير قال هذا أول الحشر وأنا على الاثر * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال من شك ان المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ اخرجوا قالوا إلى اين قال إلى أرض المحشر * وأخرج أحمد في الزهد عن قيس قال قال جرير لقومه فيما يعظهم والله انى لوددت انى لم أكن بنيت فيها لبنة ما أنتم الا كالنعامة استترت وان أرضكم هذه خراب يسراها ثم يتبعها يمناها وان المحشر ههنا وأشار إلى الشام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لاول الحشر قال فتح الله على نبيه في أول حشر حشر عليه في أول ما قاتلهم وفي وقوله ما ظننتم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يخرجوا من حصونهم أبدا * وأخرج البيهقى في الدلائل عن عروة قال أمر الله رسوله باجلاء بنى النضير واخراجهم من ديارهم وقد كان النفاق كثيرا بالمدينة فقالوا أين تخرجنا قال أخرجكم إلى المحشر فلما سمع المنافقون ما يراد باخوانهم وأوليائهم من أهل الكتاب ارسلوا إليهم فقالوا انا معكم محيانا ومماتنا ان قوتلتم فلكم علينا النصر وان أخرجتم لا نتخلف عنكم ومناهم الشيطان الظهور فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم انا والله لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك فمضى النبي صلى الله عليه وسلم فيهم لامر الله وأمر أصحابه فاخذوا السلاح ثم مضى إليهم وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ازقتهم أمر بالادنى فالادنى من دورهم أن يهدم وبالنخل ان يحرق ويقطع وكف الله أيديهم وأيدي المنافقين فلم ينصروهم والقى الله في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله صلى الله عليه وسلم من هدم ما يلى مدينتهم القى الله في قلوبهم الرعب فهدموا الدور التى هم فيها من أدبارها ولم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما كادوا أن يبلغوا آخر دورهم وهم ينتظرون المنافقين وما كانوا منوهم فلما يئسوا مما عندهم سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان عرض عليهم قبل ذلك فقاضاهم على أن يجليهم ولهم أن يتحملوا بما استقلت به الابل من الذى كان لهم الا ما كان من حلقة السلاح فذهبوا كل مذهب وكانوا قد عيروا المسلمين حين هدموا الدور وقطعوا النخل فقالوا ما ذنب شجرة وأنتم تزعمون
[ 188 ]
انكم مصلحون فانزل الله سبح الله ما في السموات وما في الارض إلى قوله وليخزى الفاسقين ثم جعلها نفلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجعل منها سهما لاحد غيره فقال وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن أراه الله من المهاجرين الاولين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق العوفى عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فاعطوه ما أراد منهم فصالحهم على ان يحقن لهم دماءهم وان يخرجهم من أرضهم وأوطانهم وان يسيرهم إلى أذرعات الشام وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء * وأخرج البغوي في معجمه عن محمد بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بنى النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بنى النضير والجلاء اخراجهم من أرضهم إلى أرض أخرى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جرق نخل بنى النضير وقطع وهى البويرة ولها يقال حسان بن ثابت فهان على سراة بنى لؤى * حريق بالبويرة مستطير فانزل الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله وليخزى الفاسقين * وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قول الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها قال اللينة النخلة وليخزى الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم وأمروا بقطع النخل فحاك في صدورهم فقال المسلمون قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل علينا فيما تركنا من وزر فانزل الله ما قطعتم من لينة الآية * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر قال رخص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم فقالوا يا رسول الله علينا اثم فيما قطعنا أو فيما تركنا فانزل الله ما قطععتم من لينة لآية وأخرج ابن اسحق عن يزيد بن رومان قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببنى النضير تحصنوا منه في الحصون فامر بقطع النخل والتحريق فيها فنادوه يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه فما بال قطع النخل وتحريقها فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا انما هي من مغانم المسلمين وقال الذين قطعوا بل هي غيظ للعدو فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الاثم فقال انما قطعه وتركه باذن الله * وأخرج ابن اسحق وابن مردويه عن ابن عباس ان سورة الحشر نزلت في النضير وذكر الله فيها الذى أصابهم من النعمة وتسليط رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم حتى عمل بهم الذى عمل باذنه وذكر المنافقين الذين كانوا يراسلونهم ويعدونهم النصر فقال هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر إلى قوله وأيدي المؤمنين من هدمهم بيوتهم من تحت الابواب ثم ذكر قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل وقول اليهود له يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد فما بال قطع النخل فقال ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله وليخزى الفاسقين يخبرهم أنها نعمة منه ثم ذكر مغانم بنى النضير فقال وما افاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فاعلمهم أنها خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث يشاء ثم ذكر مغانم المسلمين مما يوجف عليه الخيل والركاب ويفتح بالحرب فقال ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فذا مما يوجف عليه الخيل والركاب ثم ذكر المنافقين عبد الله بن أبى ابن سلول ومالكا وداعسا ومن كان على مثل رأيهم فقال ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لتخرجن معكم إلى كمثل الذين من قبلهم قريبا يعنى بنى قينقاع الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر قبل الشام وهم بنو النضير حى من اليهود أجلاهم نبى الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر مرجعه من احد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم قال النضير إلى قوله وليخزى الفاسقين قال ذلك ما بين
[ 189 ]
ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال من شك ان المحشر إلى بيت المقدس فليقرأ هذه الآية هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر فقد حشر الناس مرة وذلك حين ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أجلى اليهود * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عبد الرحمن بن كعب بن ملك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبى ابن سلول ومن كان يعبد الاوثان معه من الاوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون انكم قد آويتم صاحبنا وانكم أكثر أهل المدينة عددا وانا نقسم بالله لنقاتلنه أو لنخرجنه أو لنستعدين عليكم العرب ثم لنسيرن اليكم باجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم وأبناءكم فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبى ومن معه من عبدة الاوثان تراسلوا واجتمعوا وأجمعوا القتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم في جماعة من أصحابه فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيدكم باكثر مما تريدون ان تكيدوا به أنفسكم فانتم هؤلاء تريدون ان تقاتلوا أبناءكم واخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش وكانت وقعة بدر بعد ذلك فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود انكم أهل الحلقة والحصون وانكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شئ وهى الخلاخيل فلما بلغ كتابهم اليهود اجتمعت بنو النضير بالغد وارسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرج الينا في ثلاثين من أصحابك وليخرج اليك منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان نصف بيننا وبينك ويسمعوا منك فان صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه ثلاثون حبرا من اليهود حتى إذا برزوا في براز من الارض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من اصحابه كلهم يحب ان يموت قبله فارسلوا كيف نفهم ونحن ستون رجلا أخرج في ثلاثة من اصحابك ونخرج اليك في ثلاثة من علمائنا فيسمعوا منك فان آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة من أصحابه وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فارسلت امرأة ناصحة من بنى النضير إلى أخيها وهو رجل مسلم من الانصار فاخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فساره بخبرهم قبل ان يصل إليهم فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم انكم والله لا تأمنون عندي الا بعهد تعاهدوني عليه فابوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومه ذلك هو والمسلمون ثم غدا الغد على بنى قريظة بالكتائب وترك بنى النضير ودعاهم إلى ان يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم إلى بنى النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى ان لهم ما أفلت الابل الا الحلقة والحلقة السلاح فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الابل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها وكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحتملون ما وافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام وكان بنو النضير من سبط من أسباط بنى اسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله الجلاء على بنى اسرائيل فلذلك أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو لا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فانزل الله سبح لله ما في السموات وما في الارض حتى بلغ والله على كل شئ قدير فكان نخيل بنى النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة فاعطاه الله اياها وخصه بها فقال ما أفاه الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال فاعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها المهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الانصار كانا ذوى حاجة لم يقسم لاحد من الانصار غيرهما وبقى منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى في أيدى بنى فاطمة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك ان قريظة والنضير قبيلتين من اليهود كانوا حلفا القبيلتين من الانصار الاوس والخزرج في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأسلمت الانصار وأبت اليهود أن يسلموا سار المسلمون إلى بنى النضير وهم في حصونهم فجعل المسلمون يهدمون ما يليهم من حصونهم ويدهم الآخرون ما يليهم 7 سقط ان يقع عليهم حتى افضوا إليهم فنزلت هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم إلى قوله شديدا العقاب فلما أفضوا
[ 190 ]
إليهم نزلوا على عهد بينهم وبين نبى الله صلى الله عليه وسلم على ان يجلوهم وأهليهم ويأخذوا أموالهم وأرضيهم فاجلوا ونزلوا خيبر وكان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة انها نخل صفر كهيئة الدفل تدعى اللينة فاستنكر ذلك المشركون فانزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فياذن الله وليخزى الفاسقين فاما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال لم يسيروا إليهم على خيل ولا ركاب انما كانوا في ناحية المدينة وبقيت قريظة بعدهم عاما أو عامين على عهد بينهم وبين نبى الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء المشركون يوم الاحزاب أرسل المشركون إليهم أن اخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسلت إليهم اليهود أن ارسلوا الينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الاشجعى إلى المسلمين فحدثهم وكان نعيم يامن في المسلمين والمشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قد أرسلوا إلى المشركين يسالونهم خمسين من رهنهم ليخرجوا جوامعهم فابوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين والمشركين فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وخوات بن جبير فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الاشرف انه قد كان لى جناحان فقطعتم أحدهما فاما ان تردوا على جناحى واما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير انى لاهم ان أطعنه بحربتي فقال له سعد اذن يسبق القوم ويأخذوني فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثاه بالذى كان من أمرهما واذن الله فيهم ورجع الاحزاب ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه فاتاه جبريل فقال والذى أنزل عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فان الله قد أذن لك في قريظة فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فقال لهم يا اخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتقسم عنائمهم وأموالهم ويذكرون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حكم يحكم الله فضرب أعناقهم وقسم غنائمهم وأموالهم * وأخرج عبد ابن حميد عن يحيى بن سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير في حاجة فهموا به قاطلعه الله على ذلك فندب الناس إليهم فصالحهم على ان لهم الصفراء والبيضاء وما أقلت الابل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النخل والارض والحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الانصار منها شيا الا سهل بن حنيف وأبا دجانة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا يوما لى النضير ليسالهم كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير أحد أبرموا بينهم على ان يقتلوه ويأخذوا أصحابه أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة ويبعوهم من قريش فبينما هم على ذلك إذ جاء جاء من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه ياتمرون بامر النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ما تريدون قالوا نريد أن نقتل محمدا وناخذ أصحابه فقال لهم وأين محمد قالوا هذا محمد قريب فقال لهم صاحبهم والله لقد تركت محمدا داخل المدينة فاسقط بايديهم وقالوا قد أخبر أنه انقطع ما بيننا وبينه من العهد فانطلق منهم ستون حبرا ومنهم حيى بن أخطب والعاصي بن واثل حتى دخلوا على كعب وقالوا يا كعب أنت سيد قومك ومدحهم احكم بيننا وبين محمد فقال لهم كعب أخبروني ما عندكم قالوا نعتق الرقاب ونذبح الكوماء وان محمدا انبتر من الاهل والمال فشرفهم كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقلبوا فانزل اله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى فلن تجد له نصيرا ونزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكفيني كعباد فقال ناس من أصحابه فيهم محمد بن مسلمة نحن نكفيك يا رسول الله ونستحل منك شيأ فجاؤه فقالوا يا كعب ان محمدا كلفنا الصدقة فبعنا شيا قال عكرمة فهذا الذى استحلوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم كعب ارهنوني أولادكم فقالوا ان ذاك عارفينا غدا تبيح أن يقولوا عبد وسق ووسقين وثلاثة قال كعب فاللامة قال عكرمة وهى السلاح فاصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا موعد ما بيننا وبينك القابلة حتى إذا كانت القابلة راحوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المصلى يدعو لهم بالظفر فلما جاؤا نادوء يا كعب وكان عروسا فأجابهم فقالت امرأته وهى بنت عمير أين تنزل قد أشم الساعة ريح الدم فهبط وعليه محلفة مورسة وله ناصية فلما نزل إليهم قال القوم ما أطيب ريحك ففرح بذلك فقام إليه محمد
[ 191 ]
ابن مسلمة فقال قائل المسلمين أشمونا من ريحه فوضع يده على ثوب كعب وقال شموا فشموا وهو يظن أنهم يعجبون بريحه ففرح بذلك فقال محمد بن مسلمة بقيت أنا أيضا فمضى إليه فاخذ بناصيته ثم قال اجلدوا عنقه فجلدوا عنقه ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى النضير فقالوا ذرنا نبكى سيدنا قال لا قالوا فحزة على حزة قال نعم حزة فلما رأوا ذلك جعلوا ياخذون من بطون بيوتهم الشئ لينجوا به والمؤمنون يخربون بيوتهم من خارج ليدخلوا عليهم فلو لا أن كتب الله عليهم الجلاء قال عكرمة والجلاء يجلون منهم ليقتلهم بايديهم وقال عكرمة ان ناسا من المسلمين لما دخلوا على بنى النضير أخذوا يقطعون النخل فقال بعضهم لبعض وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها وقال قائل من المسلمين لا يقطعون واديا ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح فانزل الله ما قطعتم من لينة وهى النخلة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله قال ما قطعتم فباذنى وما تركتم فباذنى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يخربون بيوتهم بايديهم وأيدي لنؤمنين قال كان المسلمون يخربون ما يليهم من ظاهرها ليدخلوا عليهم ويخربها اليهود من داخلها * وأخرج البيهقى في الدلائل عن مقاتل بن حيان في قول الله عزوجل يخربون بيوتهم بايديهم وأيدي المؤمنين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم فإذا اظهر على درب أو دار هدم حيطانها ليتسع المكان للقتال وكانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار نقبوها من أدبارها ثم حصنوها ودربوها فيقول الله عزوجل فاعتبروا يا أولى الابصار وقوله ما قطعتم من لينة إلى قوله وليخزى الفاسقين يعنى باللينة النخل وهى أعجب إلى اليهود من الوصف يقال لثمرها اللون فقالت اليهود عند قطع النبي صلى الله عليه وسلم نخلهم وعقر شجرهم يا محمد زعمت أنك تريد الاصلاح أفمن الاصلاح عقر الشجر وقطع النخل والفساد فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ووجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل خشية أن يكون فسادا فقال بعضهم لبعض لا تقطعوا فانه مما أفاء الله علينا فقال الذين يقطعونها نغيظهم بقطعها فانزل الله ما قظعتم من لينة يعنى النخل فبا اذن الله وما تركتم قائمة على أصولها فباذن الله فطابت نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأنفس المؤمنين وليخزى الفاسقين يعنى يهود أهل النضير وكان قطع النخل وعقر الشجر خزيا لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله يخربون بيوتهم بايديهم قال ما صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعجبهم خشبة الا أخذوها فكان ذلك تخريبها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يخربون بيوتهم من داخل الدار لا يقدرون على قليل ولا كثير ينفعهم الا خربوه وأفسدوه لئلا يدعوا شيأ ينفعهم إذا رحلوا وفي قوله وأيدي المؤمنين ويخرب المؤمنون ديارهم من خارجها كيما يخلصوا إليهم وفي قوله ولو لا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا قال لسلط عليهم فضربت أعناقهم وسبيت ذراريهم ولكن سبق في كتابه الجلاء لهم ثم أجلوا إلى أذرعات وأريحاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله يخربون بيوتهم بايديهم وأيدي المؤمنين قال كانت بيوتهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها وكانوا يخربونها من داخل والمسلمون من خارج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال الجلاء خروج الناس من البلد إلى البلد * وأخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى شيبة وعبد بن حميد ععن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال هي النخلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وعكرمة ومجاهد وعمرو بن ميمون مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله من لينة قال نوع من النخل * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال اللبنة ما دون العجوة من النخل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال اللينة ألوان النخل كلها الا العجوة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال نخلة أو شجرة * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قواما على أصولها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرق بعض أموال بنى النضير فقال قائل فهان على سراة بنى لؤى * حريق بالبويرة مستطير * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال قطع المسلمون يومئذ النخل وامسك أناس كراهية ان يكون فسادا فقالت اليهود الله أذن لكم في الفساد فقال الله ما قطعتم من لينة قال واللينة ما خلا العجوة من النخل إلى قوله وليخزى
[ 192 ]
الفاسقين قال لتغيظوهم وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال ما قطعتم إليها واديا ولا سيرتم إليها دابة ولا بعيرا انما كانت حوائط لبنى النضير أطعمها الله رسوله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم بين قريش والمهاجرين النضير فانزل الله ما قطعتم من لينة قال هي العجوة والفنيق والنخيل وكانا مع نوح في السفينة وهما أصل التمر ولم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار أحدا الا رجلين ابا دجانة وسهل بن حنيف * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن الاوزاعي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم يهودى فسأله عن المشيئة قال المشيئة لله قال فانى أشاء ان أقوم قال قد شاء الله ان تقوم قال فانى اشاء ان أقعد قال فقد شاء الله ان تقعد قال فانى اشاء ان أقطع هذه النخلة قال فقد شاء الله ان تقطعها قال فانى أشاء ان اتركها قال فقد شاء الله ان تتركها قال فاتاه جبريل عليه السلام فقال قد لقنت حجتك كما لقنها ابراهيم عليه السلام قال ونزل القرآن ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله وليخزى الفاسقين * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي وابن المنذر عن الزهري في قوله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل فدك وقرى سماها وهو محاصر قوما آخرين فارسلوا بالصلح فافاءها الله عليهم من غير قتال ولم يوجفوا عليه خيلا ولا ركابا فقال الله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال وقد كانت أموال بنى النضير للنبى صلى الله عليه وسلم خالصا لم يفتتحوها عنوة انما فتحوها على صلح فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط الانصار منها شيأ الا رجلين كانت بهما حاجة ابو دجانة وسهل بن حنيف * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال كانت أموال بنى النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة فكان ينفق على أهله منها نفقة سنتهم ثم يجعل ما بقى في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال يذكرهم ربهم انه نصرهم وكفاهم بغير كراع ولا عدة في قريظة وخيبر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال أمر الله رسول بالسير إلى قريظة والنضير وليس للمؤمنين يومئذ كثير خيل ولا ركاب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم فيه ما أراد ولم يكن يومئذ خيل ولا ركاب يوجف بها قال والايجاف ان يوضعوا السير وهى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من ذلك خيبر وفدك وقرى عربية وأمر الله رسوله ان يعد ليتبع فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتواها كلها فقال اناس هلا قسمها فانزل الله عذره فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول إلى قوله شديد العقاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ما افاء الله على رسوله من اهل القرى قال من قريظة جعله الله لمهاجرة قريش خصوا به * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى قال بلغني انها الجزية والخراج * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان ما أفاء الله على رسوله من خيبر نصف لله ورسوله والنصف الآخر للمسلمين فكان الذى لله ورسوله من ذلك الكتيبة والوطيخ وسلالة ووجدة وكان الذى للمسلمين الشق والشق ثلاثة عشر سهما ونطاه خمسة أسهم ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر لاحد من المسلمين الا لمن شهدا الحديبية ولم ياذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد تخلف عنه عند مخرجه الحديبية ان يشهد معه خيبر الا جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الانصاري * وأخرج ابو داود وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفا يا بنى النضير وخيبر وفدك فاما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه واما فدك فكانت لابن السبيل واما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء فقسم منها جزأين بين المسلمين وحبس جزأ لنفسه لنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن الاعمش قال ليس بين مصحف عبد الله وزيد بن ثابت خلاف في حلال وحرام الا في حرفين في سورة الانفال واغلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والمهاجرين في سبيل الله وفي سورة الحشر ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والمهاجرين في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد عن
[ 193 ]
قتادة ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول وذلى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل قال كان الفئ بين هؤلاء فنسختها الآية التى في الانفال فقال واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فنسخت هذه الآية ما كان قبلها في سورة الحشر فجعل الخمس لمن كان له الفئ وصار ما بقى من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها * وأخرج أبو عبيد في كتاب الاموال وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن مردويه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال بعث إلى عمر بن الخطاب في الهاجرة فجئته فدخلت عليه فإذا هو جالس على سرير ليس بينه وبين رمل السرير فراش متكئ على وسادة من ادم فقال يا مالك انه قدم علينا أهل أبيات من قومك وانى قد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين انهم قومي وأنا أكره ان أدخل بهذا عليهم فمر به غيرى فانى لاراجعه في ذلك إذ جاءه يرفا غلامه فقال هذا عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف فاذن لهم فدخلوا ثم جاءه يرفا فقال هذا على وعباس قال ائذن لهما في الدخول فدخلا فقال عباس ألا تعديني على هذا فقال القوم يا أمير المؤمنين اقض بين هذين وارح كل واحد منهما من صاحبه فان في ذلك راحة لك ولهما فجلس عمر ثم قال اتئدوا وحسر عن ذراعيه ثم قال أنشدكم بالله أيها الرهط هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا لا نورث ما تركنا صدقة ان الانبياء لا تورث فقال القوم نعم قد سمعنا ذاك ثم أقبل على على وعباس فقال أتشد كما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاك قالا نعم فقال عمر ألا أحدثكم عن هذا الامر ان الله خص نبيه من هذا الفئ بشئ لم يعطه غيره يريد أموال بنى النضر كانت نفلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لاحد فيها حق معه فوالله ما احتواها دونكم ولا استاثر بها عليكم لقد قسمها فيكم حتى كان منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخر منه قوت أهله لسنتهم ويجعل ما بقى في سبيل المال حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمل بما كان يعمل وأسير بسيرته في حياته فكان يدخر من هذا المال قنية أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم لسنتهم ويجعل ما بقى في سبل المال كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر حياته حتى توفى أبو بكر قلت أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر أعمل بما كان يعملان به في هذا المال فقبضتها فلما أقبلتما على وأدبرتما وبد إلى ان أدفعها اليكما أخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به فيها وأبو بكر وأنا حتى دفعتها اليكما أنشدكم لله أيها الرهط هل دفعتها اليهما بذلك قالوا اللهم نعم ثم أقبل عليهما فقال أنشدكما بالله هل دفعتها اليكما بذلك قالا نعم قال فقضاء غير ذلك تلتمسان منى فلا والله لا أقضى فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان كنتما عجزتما عنها فادياها إلى ثم قال عمر ان الله قال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى إلى آخر الآية واتقوا الله ان الله شديد العقاب ثم قال والله ما أعطاها هؤلاء وحدهم حتى قال للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ثم والله ما جعلها الهؤلاء وحدهم حتى قال والذين تبؤوا الدار والايمان إلى المفلحون ثم والله ما أعطاها لهؤلاء وحدهم حتى قال والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم فقسمها هذا القسم على هؤلاء الذين ذكر قال عمر لئن بقيت لياتين الرويعى بصنعاء حقه ودمه في وجهه * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وابن زنجويه معا في الاموال وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قرأ عمر بن الخطاب انما الصدقات للفقراء والمساكين حتى بلغ عليم حكيم ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى حتى بلغ للفقراء المهاجرين إلى آخر الآية فقال هذه للمهاجرين ثم تلا والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم إلى آخر الآية فقال هذه للانصار ثم قرأ والذين جاؤا من بعدهم إلى آخر الآية ثم قال استوعبت هذه المسلمين عامة وليس أحد الا له في هذا المال حق الا ما تملكون من وصيتكم ثم قال لئن عشت لياتين الراعى وهو يسير حمره نصيبه منها
[ 194 ]
لم يعرق فيه جبينه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول اجتمعوا لهذا المال فانظروا لمن ترونه ثم قال لهم انى أمرتكم ان تجتمعوا لهذا المال فتنظروا لمن ترونه وانى قرأت آيات من كتاب الله فكفتني سمعت الله يقول ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول إلى قوله أولئك هم الصادقون والله ما هو لهؤلاء وحدهم والذين تبوؤا الدار والايمان إلى قوله المفلحون والله ما هو لهؤلاء وحدهم والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم والله ما أحد من المسلمين الا له حق في هذا المال أعطى منه أو منع منه حتى راع بعدن * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبى شيبة وابن زنجويه في لاموال وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال ما على وجه الارض مسلم الا وله في هذا المال حق الا ما ملكت ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال قسم عمر ذات يوم قسما من المال فجعلوا يثنون عليه فقال ما حمقكم لو كان لى ما أعطيتكم منه درهما * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن أبى نجيح رضى الله عنه قال المال ثلاثة مغنم أو فئ أو صدقة فليس منه درهم الا بين الله موضعه * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يملا الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم وياكلون فياكم * وأخرج ابن سعد عن السائب بن يزيد سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول ولذي لا اله الا هو ثلاثا ما من الناس أحد الا له حق في هذا المال أعطيه أو منعه وما أحد الحق به من أحد الا عبد مملوك وما أنا فيه الا كاحدكم ولكنا على منازلنا من كتاب الله وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وبلاؤه في الاسلام والرجل وقدمه في الاسلام والرجل وغناه في الاسلام والرجل وحاجته في الاسلام والله لئن بقيت لياتين الراعى بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو مكانه * وأخرج ابن سعد عن الحسن رضى الله عنه قال كتب عمر إلى حذيفة أن اعط الناس أعطيتهم وارزاقهم فكتب إليه انا قد فعلنا وبقى شئ كثير فكتب إليه عمران فيأهم الذى أفاء الله عليهم ليس هو لعمر ولا لآل عمر اقسمه بينهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال وجدت المال قسم بين هذه الثلاثة لاصناف المهاجرين والانصار والذين جاؤا من بعدهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه مثل ذلك * قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فال كان يؤتيهم الغنائم وينهاهم عن الغلول * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما آتاكم الرسول فخذوه قال من الفئ وما نهاكم عنه فانتهوا قال من الفئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه وما آتاكم الرسول من طاعتي وأمري فخذوه وما نهاكم عنه من معصيتى فانتهوا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ألم يقل الله وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالوا بلى قال ألم يقل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية قال فانى أشهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والنير والمز ؟ ت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه سمع ابن عمر وابن عباس يشهد ان على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه عن علقمة رضى الله عنه قال قال عبد الله بن مسعود لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت إليه فقالت انه بلغني انك لعنت كيت وكيت قال وما لى لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله قالت لقد قرأت ما بين الدفتين فما وجدت فيه شيا من هذا قال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه اما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال فانه قد نهى عنه والله أعلم * قوله تعالى (للفقراء المهاجرين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا الآية قال هؤلاء
[ 195 ]
المهاجرون تركوا الديار والاموال والاهلين والعشائر وخرجوا حبا لله ولرسوله واختاروا الاسلام على ما كان فيه من شدة حتى لقد ذكر لنا ان الرجل كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع وان كان الرجل ليتخذ الحفرة في الشتاء ماله دثار غيرها * قوله تعالى (والذين تبوؤا الدار والايمان) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله والذين تبوؤا الدار والايمان إلى آخر الآية قال هم هذا الحى من الانصار اسلموا في ديارهم وابتنوا المساجد قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأحسن الله عليهم الثناء في ذلك وهاتك الطائفتان الاولتان من هذه الآية أخذتا بفضلهما ومضفا على مهلهما وأثبت الله حظهما في هذا الفئ ثم ذكر الطائفة الثالثة فقال والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا إلى آخر الآية قال انما أمروا ان يستغفر والاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمروا بسبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد والذين تبوؤا لدار والايمان من قبلهم قال الانصار نعت سخاوة أنفسهم عند ما رأى من ذلك وايثارهم اياهم ولم يصب الانصار من ذلك الفئ شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد بن الاصم ان الانصار قالوا يا رسول الله اقسم بيننا وبين اخواننا المهاجرين الارض نصفين قال لا ولكن يكفونكم المؤنة وتقاسمونهم الثمرة والارض أرضكم قالوا رضينا فانزل الله والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم إلى آخر الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال فضل المهاجرين على الانصار فلم يجدوا في صدورهم حاجة قال الحسد * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن مردويه عن عمر انه قال أوصى الخليفة بعدى بالمهاجرين الاولين ان يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالانصار الذين تبوؤا الدار والايمان من قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة عشرة أسماء هي المدينة وهى طيبة وطا ؟ ة ومسكينة وجابرة ومجبورة وتبدد ويثرب والدار * قوله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فارسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيأ فقال ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله تعالى فقال رجل من الانصار وفي رواية فقال أبو طلحة الانصاري أنا يا رسول الله فذهب به إلى أهله فقال لامرأته اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخرين شيأ قالت والله ما عندي الا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فاطفئ السراج ونطوى بطوننا الليلة لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت ثم غدا الضيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله من فلان وفلانة وأنزل الله فيهما ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة * وأخرج مسدد في مسنده وابن أبى الدنيا في كتاب قرى الضيف وابن المنذر عن أبو المتوكل الناجى رضى الله عنه ان رجلا من المسلمين مكث صائما ثلاثة أيام يمسى فلا يجد ما يفطر عليه فيصبح صائما حتى فطن له رجل من الانصار يقال له ثابت بن قيس رضى الله عنه فقال لاهله انى ساجئ الليلة بضيف لى فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كانه يصلحه فليطفئه ثم اضربوا بايديكم إلى الطعام كانكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فاطفاته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم ياكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهم وانما كان طعامهم ذلك خبزة هي قوتهم فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم فنزلت فيه هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنه قال أهدى لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال ان أخى فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الاول فنزلت ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله ولو كان بهم خصاصة قال فاقة * قوله تعالى
[ 196 ]
(ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه رجلا قال له انى أخاف ان أكون قد هلكت قال وما ذاك قال انى سمعت الله يقول ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج منى شئ فقال له ابن مسعود رضى الله عنه ليس ذاك بالشح ولكنه البخل ولا خير في البخل وان الشح الذى ذكره الله في القرآن ان تأكل مال أخيك ظلما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله ومن يوق شح نفسه قال ليس الشحيح ان يمنع الرجل ماله ولكنه البخل وانه لشر انما الشح ان تطمح عين الرجل إلى ما ليس له * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال النظر إلى المرأة لا يملكها من الشح * وأخرج ابن المنذر عن طاوس رضى الله عنه قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه والشح ان يشح على ما في أيدى الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف انه كان يطوف بالبيت يقول اللهم قنى شح نفسي لا يزيد على ذلك فقيل له فقال إذا وقيت شح نفسي لا أسرق ولا أزنى ولم أفعل شيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ومن يوق شح نفسه قال ادخال الحرام ومنع الزكاة * وأخرج ابن المنذر عن على بن أبى طالب قال من أدى زكاة ماله فقد وقى شح نفسه وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق عن ابن عمر وقال الشح أشد من البخل لان الشحيح يشح على ما في يديه فيحبسه ويشح على ما في أيدى الناس حتى ياخذه وان البخيل انما يبخل على ما في يديه * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب ذم البخل عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله جنة عدن ثم قال لها انطقي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال الله وعزتي وجلالى لا يجاورني فيك بخيل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من كن فيه فقد برئ من الشح من أدى زكاة ماله وقرى الضيف وأعطى في النوائب * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما محق الاسلام محق الشح شئ قط وأخرج ابن مردويه عن أبى زرعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وانما يضر نفسه شحها * وأخرج عبد بن حميد عن مجمع بن يحيى بن جارية قال حدثنى عمى خالد بن يزيد بن جارية رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأدى في النائبة * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا * وأخرج الترمذي والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يجتمعان في جوف مسلم البخل وسوء الظن * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع * وأخرج أحمد والبخاري في الادب ومسلم والبيهقي عن جابر ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والشح والبخل فانه دعا من قبلكم إلى ان يقطعوا أرحامهم فقطعوها ودعاهم إلى ان يستحلوا محارمهم فاستلحوها ودعاهم إلى ان يسفكوا دماءهم فسفكوها * وأخرج الترمذي والبيهقي عن أنس رضى الله عنه ان رجلا توفى فقالوا ابشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لا تدرون فلعله قد تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينفعه * وأخرج البيهقى من وجه آخر عن أنس رضى الله عنه قال أصيب رجل يوم أحد فجاءت امرأة فقالت يا بنى لتهنك الشهادة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه * وأخرج البيهقى عن ابى عمرو رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقان يحبهما الله وخلقان يبغضهما الله فاما اللذان يحبهما الله فالسخاء والسماحة
[ 197 ]
وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائح الناس * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأدى في النائبة * وأخرج البيهقى وضعفه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب السخاء على الله السخى قريب من الله فإذا لقيه يوم القيامة أخذ بيده فاقله عثرته * وأخرج البيهقى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاح أول هذه الامة بالزهد والتقوى وهلاك آخرها بالبخل والفجور * وأخرج البيهقى وضعفه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخى قريب من الله قريب من الجنة بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار والجاهل السخى أحب إلى الله من العابد البخيل * وأخرج البيهقى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخى قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخى أحب إلى الله من عابد بخيل * وأخرج ابن عدى في الكامل والبيهقي وضعفه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخى قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولفاجر سخى أحب إلى الله من عابد بخيل وأى داء أدوأ من البخل * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة من سيدكم اليوم قالوا الجد بن قيس ولكنا نبخله قال وأى داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الحموح * وأخرج البيهقى عن جابر رضى الله عنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بنى سلمة من سيدكم قالوا الجد بن قيس وانا لنبخله قال وأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم الخير الابيض عمرو بن الجموح قال وكان على أضيافهم في الجاهلية قال وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج * وأخرج البيهقى من طريق الزهري عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بنى سلمة قالوا الجد بن قيس قال وبم تسودونه قالوا بانه أكثرنا مالا وانا على ذلك لنزنه بالبخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأى داء أدوأ من البخل ليس ذاك سيدكم قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال سيدكم البراء بن معرور قال البيهقى مرسل * وأخرج الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بنى عبيد قالوا الجد بن قيس على ان فيه بخلا قال وأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم وابن سيدكم بشر بن البراء بن معرور * وأخرج البيهقى عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله وبين مواليهم * واخرج البيهقى عن أبى سهل الواسطي رفع الحديث قال ان الله اصطنع هذا الدين لنفسه وانما صلاح هذا الدين بالسخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما * وأخرج البيهقى من طرق وضعفه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى جبريل قال الله تعالى ان هذا الدين ارتضيته لنفسي ولا يصلحه الا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه * وأخرج البيهقى وضعفه عن عبد الله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه فوالله لا يلج النار الا بخيل ولا يلج الجنة شحيح ان السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء وان الشح شجرة في النار تسمى الشح * وأخرج البيهقى وضعفه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدليات في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة من شجر النار أغصانها متدليات في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء شجرة في الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار * وأخرج البيهقى وضعفه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ثلاثة عشر رجلا عليهم
[ 198 ]
ثياب السفر فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا من السيد من الرجال يا رسول الله قال ذاك يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم قالوا ما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة فادنى الفقير فقلت شكايته في الناس * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبى هريرة قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وترا فيهما فجعل كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلماهم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قدم خالد بن الوليد من ناحية أرض الروم على النبي صلى الله عليه وسلم باسرى فعرض عليهم الاسلام فابوا فامر ان تضرب أعناقهم حتى إذا جاء إلى آخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد كف عن الرجل قال يا رسول الله ما كان في القوم أشد على منه قال هذا جبريل يخبرني عن الله انه كان سخيا في قومه فكف عنه وأسلم الرومي * قوله تعالى (والذين جاؤا من بعدهم) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه والذين جاؤا من بعدهم قال الذين أسلموا فعنوا أيضا عبد الله بن نبتل وأوس بن قيظى * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص قال الناس على ثلاثة منازل قد مضت منزلتان وبقيت منزلة فاحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التى بقيت ثم قرأ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم الآية ثم قال هؤلاء الانصار وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فقد مضت هانان المنزلتان وبقيت هذه المنزلة فاحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه والذين جاؤا من بعدهم الآية قال أمروا بالاستغفار لهم وقد علم ما أحدثوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أمروا ان يستغفر والاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت قال لاثم قرأ عليه والذين تبوؤا الدار والايمان الآية ثم قال هؤلاء الانصار أفانت منهم قال لاثم قرأ عليه والذين جاؤا من بعدهم الآية ثم قال أفمن هؤلاء أنت قال أرجو قال لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عمر انه بلغه ان رجلا نال من عثمان فدعاه فاقعده بين يديه فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية قال من هؤلاء أنت قال لاثم قرأ والذين جاؤا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ والذين جاؤا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال أرجو ان أكون منهم قال لا والله ما يكون منهم من يتناولهم وكان في قلبه الغل عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ربنا لا تجعل في قلوبنا غمر اللذين آمنوا * وأخرج الحكيم الترمذي والنسائي عن أنس رضى الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع الآن رجل من أهل الجنة فاطلع رجل من الانصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الاولى فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فاطلع ذلك الرجل فلما قام الرجل اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصى فقال انى لاحيت أبى فاقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت ان تؤوينى اليك حتى تحل يمينى فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو يحدث انه بات معه ليلة فلم يره يقم من الليل شيأ غير انه كان إذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء غير انى لا أسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الليالى الثلاث وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بينى وبين والدى غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع عليكم لآن رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت تلك المرات الثلاث فاردت ان آوى اليك فانظر ما عملك فإذا ما هو
[ 199 ]
الا ما رأيت فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو الا ما قد رأيت غير انى لا أجد في نفسي غلا لاحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه الله اياه فقال له عبد الله بن عمر وهذه التى بلغت بك وهى التى لا نطيق * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد العزيز بن أبى رواد قال بلغنا ان رجلا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل من أهل الجنة قال عبد الله بن عمرو فاتيته فقلت يا عماه الضيافة قال نعم فإذا له خيمة وشاة ونخل فلما أمسى خرج من خيمته فاحتلب العنز واجتنى لى رطبا ثم وضعه فاكلت معه فبات نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما ففعل ذلك ثلاث ليال فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك انك من أهل الجنة فاخبرني ما عملك قال فائت الذى أخبرك حتى يخبرك بعملي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائته فمره ان يخبرك فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرك ان تخبرني قال أما الآن فنعم فقال لو كانت الدنيا لى فاخذت منى لم أحزن عليها ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت وليس في قلبى غل على أحد قال عبد الله لكنى والله أقوم الليل وأصوم النهار ولو وهبت لى شاة لفرحت بها ولو ذهبت لحزنت عليها والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين نافقوا) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبى ابن سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظى واخوانهم بنو النضير * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس ان رهطا من بنى عوف بن الحارث منهم عبد الله بن أبى ابن سلول ووديعة بن مالك وسويد وداعس بعثوا إلى بنى النضير ان اثبتوا وتمنعوا فانا لا نسلمكم وان قوتلتم قاتلنا معكم وان خرجتم خرجنا معكم فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا وقذف الله الرعب في قلوبهم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجليهم ويكف عن دمائهم على ان لهم ما حملت الابل من أموالهم الا الحلقة ففعل فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال قد أسلم ناس من أهل قريظة والنضير وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لاهل النضير لئن أخرجتم لتخرجن معكم فنزلت فيهم هذه الآية ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبى ابن سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظى يقولون لاخوانهم قال النضير باسهم بينهم شديد قال بالكلام تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال المنافقون يخالف دينهم دين النضير كمثل الذين من قبلهم قريبا قال كفار قريش يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال كذلك أهل الباطل مختلفة شهادتهم مختلفة أهواؤهم مختلفة أعمالهم وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال هم المشركون * وأخرج الديلمى عن على قال المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء وادون وان افترقت منازلهم والفجرة بعضهم لبعض غششة خونة وان اجتمعت أبدانهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم كفار قريش يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير * قوله تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن راهويه وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والبخاوى في تاريخه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن على بن أبى طالب ان رجلا كان يتعبد في صومعة وان امرأة كان لها اخوة فعرض لها شئ فاتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فجاءه الشيطان فقال اقتلها فانهم ان ظهروا عليك افتضحت فقتلها ودفنها فجاؤه فاخذوه فذهبوا به فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال انى أنا الذى زينت لك فاسجد لى سجدة أنجيك فسجد له فذلك قوله كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله كمثل الشيطان الآية قال كان راهب من بنى اسرائيل يعبد الله فيحسن عبادته وكان يؤتى من كل أرض فيسأل عن الفقه وكان عالما وان ثلاثة اخوة لهم أخت حسناء من أحسن الناس وانهم أرادوا ان يسافروا وكبر عليهم ان يدعوها ضائعة فعمدوا إلى الراهب فقالوا انا نريد السفر
[ 200 ]
وانا لا نجد أحدا أوثق في أنفسنا ولا آمن عندنا منك فان رأيت جعلنا أختنا عندك فانها شديدة الوجع فان ماتت فقم عليها وان عاشت فاصلح إليها حتى ترجع فقال اكفيكم ان شاء الله فقام عليها فداواها حتى برئت وعاد إليها حسنها وانه اطلع إليها فوجدها متصنعة ولم يزل به الشيطان حتى وقع عليها فحملت ثم ندمه الشيطان فزين له قتلها وقال ان لم تفعل افتضحت وعرف أمرك فلم يكن لك معذرة فلم يزل به حتى قتلها فلما قدم اخوتها سألوه ما فعلت قال ماتت فدفنتها قالوا احسنت فجعلوا يرون في المنام ويخبرون ان الراهب قتلها وانها تحت شجرة كذا وكذا وانهم عمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت فعمدوا إليه فاخذوه فقال الشيطان انا الذى زينت لك الزنا وزينت لك قتلها فهل لك ان تطيعني وأنجيك قال نعم قال فاسجد لى سجدة واحدة فسجد له ثم قتل فذلك قول الله كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في هذه الآية قال كانت امرأة ترعى الغنم وكان لها أربعة اخوة وكانت تاوى بالليل إلى صومعة راهب فنزل الراهب ففجر بها فاتاه الشيطان فقال اقتلها ثم ادفنها فانك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم دفنها فاتى الشيطان اخوتها في المنام فقال لهم ان الراهب فجر باختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا فلما أصبحوا قال رجل منهم لقد رأيت البارحة كذا وكذا فقال الآخر وأنا والله لقد رأيت كذلك فقال الآخر وانا والله لقد رأيت كذلك قالوا فو الله ما هذا الا لشئ فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فاتوه فانزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال انى أنا الذى أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غير فاسجد لى سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه فسجد له فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل * وأخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن رفاعة الدارمي يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال كان راهب في بنى اسرائيل فاخذ الشيطان جارية فخنقها فالقى في قلوب أهلها ان دواءها عند الراهب فاتى بها الراهب فابى ان يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فكانت عنده فاتاه الشيطان فوسوس له وزين له فلم يزل به حتى وقع عليها فلما حملت وسوس له الشيطان فقال الا آن تفتضح ياتيك أهلها فاقتلها فان اترك فقل ماتت فقتلها ودفنها فاتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم والقى في قلوبهم انه أحبلها ثم قتلها فاتاه أهلها فسألوه فقال ماتت فاخذوه فاتاه الشيطان فقال انا الذى ألقيت في قلوب أهلها وأنا الذى أوقعتك في هذا فاطعني تنج واسجد لى سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذى قال الله كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر الآية * وأخرج ابن المنذر والخرائطي في اعتلال القلوب من طريق عدى بن ثابت عن ابن عباس في الآية قال كان راهب في بنى اسرائيل متعبدا زمانا حتى كان يؤتى بالمجانين فيقرأ عليهم ويعودهم حتى يبرؤا فاتى بامرأة في شرف قد عرض لها الجنون فجاء اخوتها إليه ليعوذها فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت فلما عظم بطنها لم يزل الشيطان يزين له حتى قتلها ودفنها في مكان فجاء الشيطان في صورة رجل إلى بعض اخوتها فاخبره فجعل الرجل يقول لاخيه والله لقد أتانى آت فاخبرني بكذا وكذا حتى أفضى به بعضهم إلى بعض حتى رفعوه إلى ملكهم فسار الملك والناس حتى استنزله فاقر واعترف فامر به الملك فصلب فاتاه الشيطان وهو على خشيته فقال أنا الذى زينت لك هذا وألقيتك فيه فهل أنت مطيعى فيما آمرك به وأخلصك قال نعم قال فاسجد لى سجدة واحدة فسجد له وكفر فقتل في تلك الحال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن طاوس قال كان رجل من بنى اسرائيل عابدا وكان ربما داوى المجانين وكانت امرأة جميلة أخذها الجنون فجئ بها إليه فتركت عنده فاعجبته فوقع عليها فحملت فجاءه الشيطان فقال ان علم بهذا افتضحت فاقتلها وادفنها في بيتك فقتلها فجاء أهلها بعد زمان يسالونه عنها فقال ماتت فلم يتهموه لصلاحه فيهم ورضاه فجاءهم الشيطان فقال انها لم تمت ولكنه وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها في بيته في مكان كذا وكذا فجاء أهلها فقالوا ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها ومن كان معك ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فاخذ فسجن فجاءه الشيطان فقال ان كنت تريد ان أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله فاطاع الشيطان وكفر فاخذ وقتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ قال طاوس فما أعلم الا أن هذه الآية أنزلت فيه كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في الآية قال ضرب الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر
[ 201 ]
* وأخرج عبد حميد عن مجاهد كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر قال عامة الناس * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش أنه كان يقرأ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدان فيها والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) الآية * أخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن جرير قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه قوم مجتابى النمار متقلدى السيوف ليس عليهم أزر ولا شئ غيرها عامتهم من مصر فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الذى بهم من الجهد والعرى والجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ذلكم فان الله أنزل في كتابه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون تصدقوا قبل ان لا تصدقوا تصدقوا قبل ان يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شئ من الصدقة ولو بشق التمرة فقام رجل من الانصار بصرة في كفه فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منيره فعرف السرور في وجهه فقال من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيا فقام الناس فتفرقوا فمن ذى دينار ومن ذى درهم ومن ذى طعام ومن ذى ومن ذى فاجتمع فقسمه بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ما قدمت لغد قال يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن نعيم بن محمد الرحبى قال كان من خطبة أبى بكر الصديق وعلموا انكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم ان ينقضى الاجل وأنتم على حدر فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك الا باذن الله وان قوما جعلوا اجلهم لغيرهم فنهاكم الله ان تكونوا أمثالهم فقال ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون اين من كنتم تعرفون من اخوانكم قد انتهت عنهم أعمالهم ووردوا على ما قدموا أين الجبارون الاولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر والآكام هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ولا يطفا نوره استضيؤا منه اليوم ليوم الظلمة واستنصحوا كتابه وتبيانه فان الله قد أثنى على قوم فقال كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبار ورهبا وكانوا لنا خاشعين لا خير في قول لا يبتغى به وجه الله ولا خير في مال لا ينفق في سييل الله ولا خير فيمن يغلب غضبه حلمه ولا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم * قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية قال لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته بالذى أمرتكم وخوفته بالذى خوفتكم به إذا يصدع ويخشع من خشية الله فانتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله * وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن الا صدع قلبه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لو أنزلنا هذا القرآن الآية قال يقول لو أنى أنزلت هذا القرآن على جبل حملته اياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله فامر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن ياخذوه بالخشية الشديدة والتخشع قال كذلك يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتفكرون * وأخرج الديلمى عن ابن مسعود وعلى مرفوعا في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخر السورة قال هي رقية الصداع * وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال أنبانا أبو نعيم الحافظ أنبانا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقرى البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبانا ادريس بن عبد الكريم الحداد قال قرأت على خلف فلما بغلت هذه الآية لو أنزلنا هذا القرآن على جبل قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على الاعمش فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على يحيى ابن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على علتمة والاسود فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال صعا أيديكما على رؤسكما فانى قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لى ضع يدك على رأسك فان جبريل لما نزل بها إلى قال لى ضع يدك على
[ 202 ]
رأسك فانها شفاء من كل داء الا السام والسام الموت * قوله تعالى (هو الله الذى لا اله الا هو) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اسم الله الاعطم هو الله * وأخرج ابن مردويه عن أبى أيوب الانصاري أنه كان له مربد للتمر في بيته فوجد المربد قد نقص فلما كان الليل أبصره فإذا بحس رجل فقال له من أنت قال رجل من الجن أردنا هذا البيت فارملنا من الزاد فاصبنا من تمركم ولا ينقصكم الله منه شيا فقال له أبو أيوب الانصاري ان كنت صادقا فناولني يدك فناوله يده فإذا بشعر كذراع الكلب فقال له أبو أيوب ما أصبت من تمرنا فانت في حل أفلا تخبرني بافضل ما تتعوذ به الانس من الجن قال هذه الآية آخر سورة الحشر * وأخرج ابن مردويه عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آخر سورة الحشر ثم مات من يومه وليلته كفر عنه كل خطيئة عملها * وأخرج ابن السنى في عمل يوم وليلة وابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا ذا أوى إلى فراشه ان يقرأ آخر سورة الحشر وقال ان مت مت شهيدا * وأخرج ابو على عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية ان البراء بن عازب قال لعلى بن أبى طالب سألتك بالله الا ما خصصتني بافضل ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما خصه به جبريل مما بعث به إليه الرحمن قال يا براء إذا أردت ان تدعو الله باسمه الاعظم فاقرأ من اول الحديد عشر آيات وآخر سورة الحشر ثم قل يا من هو هكذا وليس شئ هكذا غيره أسألك ان تفعل بى كذا وكذا فوالله يا براء لو دعوت على لخسف بى * وأخرج ابن مردويه عن ابى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات ثم قرأ آخر سورة الحشر بعث الله إليه سبعين ألف ملك يطردون عنه شياطين الانس والجن ان كان ليلا حتى يصبح وان كان نهارا حتى يمسى * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله الا انه قال يتعوذ من الشيطان عشر مرات * وأخرج أحمد والدارمى والترمذي وحسنه وابن الضريس والبيهقي في شعب الايمان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح عشر مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين الف ملك يصلون عليه حتى يمسى وان مات ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسى كان بتلك المنزلة * وأخرج ابن عدى وابن مردويه والخطيب والبيهقي في شعب الايمان عن ابى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ خوتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في يومه أو ليلته فقد اوجب له الجنة * وأخرج ابن الضريس عن عتيبة قال حدثنا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من قرأ خواتيم الحشر حين يصبح ادرك ما فاته من ليلته وكان محفوظا إلى ان يمسى ومن قراها حين يمسى ادرك ما فاته من يومه وكان محفوظا إلى ان يصبح وان مات اوجب * وأخرج الدارمي وابن الضريس عن الحسن قال من قرا ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا اصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء وان قرا إذا امسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء * وأخرج الديلمى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الله الاعظم في ستة آيات من آخر سورة الحشر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله عالم الغيب والشهادة قال السر والعلانية وفي قوله المؤمن قال المؤمن خلقه من ان يظلمهم وفي قوله المهيمن قال الشاهد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله عالم الغيب قال ما يكون وما هو كائن وفي قوله القدوس قال تقدسه الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة في قوله القدوس قال المبارك السلام المؤمن قال المؤمن من آمن به المهيمن الشهيد عليه العزيز في نقمته إذا انتقم الجبار جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن على قال انما سمى نفسه المؤمن لانه آمنهم من العذاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن محمد بن كعب قال انما تسمى الجبار لانه يجبر الخلق على ما أراده * (سورة الممتحنة مدنية) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الممتحنة بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى) الآية * أخرج أحمد والحميدي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابو عوانة وابن حبان وابن جرير
[ 203 ]
وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن على قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تاتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجي الكتاب قالت ما معى كتاب قلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فاخرجته من عقاصها فاتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن ابى بلتعة إلى اناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض امر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على يا رسول الله انى كنت امرأ ملصقا من قريش ولم اكن من انفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها اهليهم واموالهم بمكة فاحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اصطنع إليهم بدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن دينى فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق فقال عمر دعني يا رسول الله فاضرب عنقه فقال انه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت فيه يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة * وأخرج ابو يعلى وابن المنذر من طريق الحارث عن على قال لما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ياتي مكة أسر إلى ناس من اصحابه انه يريد الدخول إلى مكة منهم حاطب بن ابى بلتعة وافشى في الناس انه يريد خيبر فكتب حاطب إلى اهل مكة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني انا ومن معى فقال ائتوا روضة خاخ فذكر له ما تقدم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق قتادة وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه في الآية قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم السيرورة من الحديبية إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبى بلتعة يحذرهم فاطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له ما حملك على الذى صنعت قال أما والله ما اتيت في أمر الله ولا شككت فيه ولكنه كان لى بها أهل ومال فاردت مصانعة قريش وكان حليفا لهم ولم يكن منهم فانزل الله فيه القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها لذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية قال نزلت في رجل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر إليهم فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحيفته فبعث على بن أبى طالب رضى الله عنه فاتاه بها * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كتب حاطب بن أبى بلتعة إلى المشركين بكتاب فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت قال يا رسول الله كان أهلى فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم فقلت اكتب كتابا لا يضر الله ورسوله فقلت اضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر فقال وما يدريك يا ابن الخطاب ان يكون الله اطلع على أهل هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم * وأخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وكان بنوه واخوته بمكة فكتب حاطب وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فخذا الكتاب فائتياني به فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بنى أحمد وهى من المدينة على قريب من اثنى عشر ميلا فقالا لها أعطينا الكتاب الذى معك قالت ليس معى كتاب قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان معك كتابا والله لتعطين الكتاب الذى معك أو لانترك عليك ثوبا الا التمسنا فيه قالت أو لستم بناس مسلمين قالا بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا ان معك كتابا حتى إذ ظنت انهما ملتمسان كل ثوب معها حلت عقاصها فاخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها كانت قد اعتقصت عليه فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا قال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على أن تكتب به قال حاطب أما والله ما ارتبت منذ أسلمت في الله عزوجل ولكني كنت امر أغريبا فيكم أيها الحى من قريش
[ 204 ]
وكان لى بنون واخوة بمكه فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكى أدفع عنهم فقال عمر ائذن لى يا رسول الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فانه قد شهد بدرا وانك لا تدرى لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فانى غافر لكم ما عملتم فانزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة حتى بلغ لقد كان لكم في رضى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عروة مرسلا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح الا أربعة عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبى سرح وأم سارة فذكر الحديث قال وأما ام سارة فانها كانت مولاة لقريش فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فاعطاها شيا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله وكان له بها عيال فاخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما فلقياها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شئ معها فاقبلا راجعين ثم قال أحدهما لصاحبه والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا والله لنذيقنك الموت أو لتعدفعن الينا الكتاب فانكرت ثم قالت أدفعه اليكما على أن لا ترد انى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص أرسها فاخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته اليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال ما هذا الكتاب فقال أخبرك يا رسول الله انه ليس من رجل ممن معك الا وله بمكة من يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لى في عيالي فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء الاية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كتب حاطب بن أبى بلتعة إلى المشركين كتابا يذكر فيه مسير النبي صلى الله عليه وسلم فبعث به مع امرأة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبها فاخذ الكتاب منها فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا فقال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم يا رسول الله أما والله انى لمؤمن بالله وبرسوله وما كفرت منذ أسلمت ولا شككت منذ استيقنت ولكني كنت أمرأ لا نسب لى في القوم انما كنت حليفهم وفي أيديهم من أهلى ما قد علمت فكتبت إليهم بشئ قد علمت أن لن يغنى عنهم من الله شيأ أراده أن أدرأ به عن أهلى وما لى فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله خل عنى وعن عدو الله هذا المنافق فاضرب عنقه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا عرف عمر انه قد غضب ثم قال ويحك يا عمر بن الخطاب وما يدريك لعل الله قد اظلع على أهل موطن من مواطن الخير فقال للملائكة اشهدوا انى قد غفرت لاعبدي هؤلاء فليعملوا ما شاؤا قال عمر الله ورسوله أعلم قال انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن جابر ان حاطب بن أبى بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم فدل النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة التى معها الكتاب فارسل إليها فاخذ كتابها من رأسها فقال يا حاطب أفعلت قال نعم أما انى لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا قد علمت ان الله مظهر رسوله ومتم له غير انى كنت غريبا بين ظهرانيهم وكانت والدنى معهم فاردت ان أخدمها عندهم فقال له عمر الا أضرب رأس هذا قال أتقتل رجلا من أهل بدر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال اعملوا ما شئتم * واخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي عن جابر ان عبد الحاطب بن ابى بلعتة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكى حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فانه قد شهد بدرا والحديبية * وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال اسم الذى أنزلت فيه يا أيها آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء حاطب ابن ابى بلتعة * واخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان حاطب بن ابى بلتعة كتب إلى أهل مكة يحذرهم سيرورة رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فاطلع الله نبيه على ذلك فقال له نبى الله ما حملك على الذى صنعت قال اما والله ما شككت في أمرى ولا ارتبت فيه ولكن كان لى هناك مال وأهل فاردت مصائعة قريش على أهلى وما لى وذكر لنا انه كان حليفا لقريش ولم يكن من أنفسهم فانزل الله القرآن وقال ان يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا اليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء إلى قوله قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه الا قول
[ 205 ]
ابراهيم لابيه لاستغفرن لك قال يقول فلانا سوا في ذلك فانها كانت موعدة وعدها اياه ربنا لا تجعلنا فتنة للدين كفروا يقول لا تظهرهم علينا ففتنوا بذلك يرون انهم انما ظهروا لانهم اولى بالحق منا * واخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء إلى قوله بما تعملون بصير قال في مكاتبة حاطب بن ابى بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم وفى قوله الا قول ابراهيم لابيه قال نهوا ان ياتسوا باستغفار ابراهيم لابيه فيستغفروا للمشركين وفي قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا قال لا تعذبنا بايديهم ولا تعذب من عبدك فيقولوا لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء إلى قوله بصير في مكاتبة حاطب بن ابى بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم وقوله الاقوال ابراهيم لابيه لاستغفرن لك نهوا ان يتأسوا باستغفار ابراهيم لابيه وقوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تعذبنا بايديهم ولا بعذاب من عندك فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لقد كان لكم اسوة حسنة قال في صنع ابراهيم كله الا في الاستغفار لابيه لا يستغفر له وهو مشرك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تجعلنا فتنة للذين كفروا يقول لا تسلطهم علينا فيفتنونا * قوله تعالى (عسى الله ان يجعل) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابا سفيان بن حرب على بعض اليمن فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل فلقى ذا الخمار مرتدا فقاتله فكان اول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين قال ابن شهاب وهو فيمن أنزل الله فيه عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب عن ابى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة قال اول من قاتل اهل الردة على اقامة دين الله ابو سفيان بن حرب وفيه نزلت هذه الآية عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عدى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس في قوله عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال كانت المودة التى جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ام حبيبة بنت ابى سفيان فصارت ام المؤمنين وصار معاوية خال المؤمنين * واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال نزلت في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته ام حبيبة فكانت هذه مودة بينه وبينه * قوله تعالى (لا ينهاكم الله) الآية * أخرج الطيالسي وأحمد والبزار وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في تاريخه والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال ؟ دمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبى بكر بهذا يا ضباب واقط وسمن وهى مشركة فابت أسماء ان تقبل هديتها أو تدخلها بيتها حتى أرسلت إلى عائشة ان سلى عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فانزل الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين إلى آخر الآية فأمرها ان تقبل هديتها وتدخلها بيتها * وأخرج البخاري وابن المنذر والنحاس والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت أبى بكر قالت أتتنى أمي راغبة وهى مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها فانزل الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين فقال نعم صلى أمك * وأخرج أبو داود في تاريخه وابن المنذر عن قتادة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين نسختها اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين قال ان تستغفروا لهم وتبروهم وتقسطوا إليهم هم الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين قال كفار أهل مكة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) الآية * أخرج البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان ابن الحكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء مؤمنات فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ ولا تمسكوا بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك * وأخرج البخاري وأبو داود في ناسخه والبيهقي في السنن عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا لما
[ 206 ]
كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمر وعلى قضية المدة يوم الحديبية كان مما اشترط سهيل ان لا ياتيك منا أحد وان كان على دينك الا رددته الينا فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل بن سهيل ولم يات رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الرجال الا رده في تلك المدة وان كان مسلما ثم جاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى عاتق فجاء أهلها يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن أبى أحمد رضى الله عنه قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماء في أم كلثوم ان يردها اليهما فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء ومنعهن ان يرددن إلى المشركين وأنزل الله آية الامتحان * وأخرج ابن دريد في أماليه حدثنا أبو الفضل الرياشى عن ابن أبى رجاء عن الواقدي قال فخرجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط بآيات نزلت فيها قالت فكنت أول من هاجر إلى المدينة فلما قدمت قدم أخى الوليد على فنسخ الله العقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في شأني ونزلت فلا ترجعوهن إلى الكفار ثم انكحني النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فقلت أتزوجني بمولاك فانزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ثم قتل زيد فارسل إلى الزبير احبسني على نفسك قلت نعم فنزلت ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب رضى الله عنه قال كان المشركون قد شرطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ان من جاء من قبلنا وان كان على دينك رددته الينا ومن جاءنا من قبلك لم تردده اليك فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن ابى معيط مهاجرة جاء أخواها يريد ان يخرجاها ويرداها إليهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية إلى قوله وليسألوا ما أنفقوا قال هو الصداق وانفاتكم شئ من أزواجكم الآية قال هي المرأة تسلم فيرد المسلمون صداقها إلى الكفار وما طلق المسلمون من نساء الكفار عندهم فعليهم ان يردوا صداقهن إلى المسلمين فان أمسكوا صداقا من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتى جئن من قبلهم * وأخرج ابن اسحق وابن سعد وابن المنذر عن عروة بن الزبير رضى الله عنه انه سئل عن هذه الآية فكتب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالح قريشا يوم الحديبية على ان يرد على قريش من جاء فلما هاجر النساء أبى الله ان يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن بممعنة الاسلام فعرفوا انهن انما جئن رغبة فيهن وأمر يرد صداقهن إليهم إذا حبس عنهم وانهم يرودا على المسلمين صدقات من حبسوا عنهم من نسائهم ثم قال ذلك حكم الله يحكم بينكم فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال ولو لا الذى حكم الله به من هذا الحكم رد النساء كما رد الرجال ولو لا الهدنة والعهد أمسك النساء ولم يرد لهن صداقا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال سلوهن ما جاء بهن فان كان جاء بهن غضب على أزواجهن أو غيرة أو سخط ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن وان كن مؤمنات بالله فامسكوهن وآتوهن أجورهن من صدقتهن وانكحوهن ان شئتم وأصدقوهن وفي قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بطلاق نساءهن كوافر بمكة قعدن مع الكفار واسألوا ما أنفقتم وليسالوا ما أنفقوا قال ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن وليمسكوهن وما ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كمثل ذلك هذا في صلح كان بين قريش وبين محمد صلى الله عليه وسلم وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار الذين ليس بينكم وبينهم عهد فعاقبتم أصبتم مغنما من قريش أو غيرهم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا صدقاتهن عوضا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال خرجت امرأة مهاجرة إلى المدينة فقيل لها ما أخرجك بغضك لزوجك أم أردت الله ورسوله قالت بل الله ورسوله فانزل الله فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فان تزوجها رجل من المسلمين فليرد إلى زوجها الاول ما أنفق عليها * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير
[ 207 ]
وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات قال هذا حكم حكمه الله بين أهل الهدى وأهل الضلالة فامتحنوهن قال كانت محنتهن ان يحلفن بالله ما خرجن لنشوز ولا خرجن الا حبا للاسلام وحرصا عليه فإذا فعلن ذلك قبل منهن وفي قوله واسالوا ما أنفقتم وليسالوا ما أنفقوا قال كن إذا فررن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكفار الذين بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فتزوجن بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين وإذا فررن من المشركين الذين بينهم وبين النبي عهد فنكحوهن بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المشركين فكان هذا بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب العهد من الكفار وفي قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم يقول إلى كفار قريش ليس بينهم وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عهد ياخذونهم به فعاقبتم وهى الغنيمة إذا غنموا بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد في براءة فنبذا إلى كل ذى عهد عهده * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن إلى قوله عليم حكيم قال كان امتحانهن ان يشهدن ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فإذا علموا ان ذلك حق منهن لم يرجعوهن إلى الكفار وأعطى بعلها في الكفار الذين عقد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صداقه الذى أصدقها وأحلهن للمؤمنين إذا آتوهن أجوهن ونهى المؤمنين ان يدعوا المهاجرات من أجل نسائهم في الكفار وكانت محنة النساء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال قل لهن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعكن على ان لا تشركن بالله شيأ وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التى شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت انى ان أتكلم يعرفني وان عرفني قتلني وانما تنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت النسوة التى مع هند وأبين ان يتكلمن فقالت هند وهى متنكرة كيف يقبل من النساء شيأ لم يقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعمر رضى الله عنه قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله انى لاصيب من أبى سفيان الهنة ما أدرى أيحلهن أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شئ مضى أو ققد بقى فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها فدعاها فاتته فاخذت بيده فعاذت به فقال انت هند فقالت عفا الله عما سلف فصرف عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم الآية يعنى ان لحقت امرأة من المهاجرين بالكفار أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب رضى الله عنه قال بلغنا ان الممتحنة أنزلت في المدة التى ماد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش من أجل العهد الذى كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش في المدة فكان يرد على كفار قريش ما أنفقوا على نسائهم اللاتى يسلمن ويهاجرن وبعواتهن كفار ولو كانوا حربا ليست بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم مدة عهد لم يردوا إليهم شيأ مما أنفقوا وقد حكم الله للمؤمنين على أهل المدة من الكفار بمثل ذلك الحكم قال الله ولا تمسكوا بعصم الكوافر وسالوا ما أنفقتم وليسالوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم فطلق عمر بن الخطاب رضى الله عنه امرأته بنت أبى أمية بن المغيرة من بنى مخزوم فتزوجها معاوية بن أبى سفيان وبنت جرول من خزاعة فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي جهم بن حذيفة العدوى وجعل ذلك حكما حكم به بين المؤمنين وبين المشركين في مدة العهد التى كانت بينهم فاقر المؤمنون بحكم الله فادوا ما أمروا به من نفقات المشركين التى أنفقوا على نسائهم وأبى المشركون ان يقروا بحكم الله فيما فرض عليهم من أداه نفقات المسلمين فقال الله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذى أنتم به مؤمنون فإذا ذهبت بعد هذه الآية امرأة من أزواج المؤمنين إلى المشركين رد المؤمنون إلى أزواجها النفقة التى أنفق عليها من العقب الذى بايديهم الذى أمروا ان يردوه إلى المشركين من نفقاتهم التى أنفقوا على أزواجهن اللاتى آمن وهاجرن ثم ردوا إلى المشركين فضلا ان كان لهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال الرجل تلحق امرأته بدار الحرب فلا يعتد بها من نسائه * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن
[ 208 ]
عامر الشعبى رضى الله عنه قال كانت زينب امرأة ابن مسعود من الذين قالوا له واسالوا ما أنفقتم وليسالوا ما أنفقوا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم ان امرأة من أهل مكه أتت المسلمين فعوضوا زوجها وان امرأة من المسلمين أتت المشركين فعوضوا زوجها وان امرأة من المسلمين ذهبت إلى من ليس له عهد من المشركين فعاقبتم فاصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا يقول آتوا زوجها من الغنيمة مثل مهرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خرج سهيل بن عمر وفقال رجل من أصحابه يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال فما بال من أسلم منهم رد إليهم ومن اتبعهم منا نرده إليهم قال أما من أسلم منهم فعرف الله منه الصدق أنجاه ومن رجع منا سلم الله منه قال ونزلت سورة الممتحنة بعد ذلك الصلح وكانت من أسلم من نسائهم فسئلت ما أخرجك فان كانت خرجت فرارا من زوجها ورغبة عنه ردت وان كانت خرجت رغبة في الاسلام أمسكت ورد على زوجها مثل ما أنفق * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى حبيب رضى الله عنه انه بلغه انه نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية في امرأة أبى حسان بن الدحداحة وهى أميمة بنت بسر امرأة من بنى عمرو بن عوف وان سهل بن حنيف تزوجها حين فرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له عبد الله بن سهل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة عهد شرط في ان يرد النساء فجاءت امرأة تسمى سعيدة وكانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكه وطلبوا ردها فانزل الله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن الزهري رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية وهم بالحديبية لما جاء النساء أمره ان يرد الصداق إلى أزواجهن وحكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين ان يردوا الصدق إلى زوجها فاما المؤمنون فاقروا بحكم الله وأما المشركون فابوا ان يقروا فانزل الله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار إلى قوله مثل ما أنفقوا فامر المؤمنون إذا ذهبت امرأة من المسلمين ولها زوج من المسلمين ان يرد إليه المسلمون صداق امرأته مما أمروا ان يردوا على المشركين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله إذا جاءكم المؤمنات الآية قال كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وكانت المرأة إذا جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم امتحنوها ثم يردون على زوجها ما أنفق عليها فان لحقت امرأة من المسلمين بالمشركين فغنم المسلمون ردوا على صاحبها ما أنفق عليها قال الشعبى ما رضى المشركون بشئ ما رضوا بهذه الآية وقالوا هذا النصف * وأخرج ابن أبى اسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ولفظ ابن المنذر انه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء قال كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضى الله عنه بالله ما خرجت رغبة بارض عن أرض وبالله ما خرجت من بغض زوج وبالله ما خرجت التماس دنيا وبالله ما خرجت الا حبا لله ورسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال يقال لها ما جاء بك عشق رجل منا ولا فرار من زوجك ما خرجت الا حبا لله ورسوله * وأخرج ابن منيع من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أسلم عمر بن الخطاب وتاخرت امرأته في المشركين فانزل الله ولا تمسكوا بعصم الكوافر * وأخرج الطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد بن الاخنس رضى الله عنه انه لما أسلم أسلم معه جميع أهله الا امرأة واحدة أبت ان تسلم فانزل الله ولا تمسكوا بعصم الكوافر فقيل له قد أنزل الله انه فرق بينها وبين زوجها لا ان تسلم فضرب لها أجل سنة فلما مضت السنة الا يوما جلست تنظر الشمس حتى إذا دنت للغروب أسلمت * وأخرج ابن أبى حاتم عن طلحة رضى الله عنه قال لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر طلقت امرأتي اروى بنت ربيعة وطلق عمر قريبة بنت أبى أمية وأم كلثوم بنت جرول الخزاعية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال نزلت في المرأة من المسلمين تلحق بالمشركين فتكفر فلا يمسك زوجها بعصمتها قد برئ منها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن
[ 209 ]
في قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار قال نزلت في امرأة الحكم بنت أبى سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي ولم ترتد امرأة من قريش غيرها فاسلمت مع ثقيف حين أسلموا * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن جريج فامتحنوهن الآية قال سالت عطاء عن هذه الآية تعلمها قال لا * قوله تعالى (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك إلى قوله غفور رحيم فمن أقرت بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك كلاما ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن الا بقوله قد بايعتك على ذلك * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أميمة بنت رقيقة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه فاخذ علينا ما في القرآن ان لا نشرك بالله شيأ حتى بلغ ولا يعصينك في معروف فقال فيما استطعتن وأطقتن قلنا الله ورسوله ارحم بنا من أنفسنا يا رسول الله الا تصافحنا قال انى لا أصافح النساء انما قولى لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الاسلام فقال أبايعك على أن لا تشركي بالله شيأ ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتى ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الاولى * وأخرج ابن سعد وأحمد وابن مردويه عن سليمى بنت قيس رضى الله عنها قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه على الاسلام في نسوة من الانصار فلما شرط علينا ان لا نشرك بالله شيا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا ناتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف ولا تغششن أزواجكن فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأه ارجعي فاساليه ما غش أزواجنا فسألته فقال تأخذ ماله فتحابى غيره به * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبخاري ومسلم والنسائي وابن المنذر عن عبادة بن الصامت قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيا ولا تسرقوا ولا تزنوا وقرأ آية النساء فمن وفي منكم فاجره على الله ومن أصاب من ذلك شيا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيا فستره الله فهو إلى الله ان شاء عد به وان شاء غفر له * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال شهدت الصلاة يوم الفطر مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل فاقبل حتى أتى النساء فقال يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيا ولا يسرقن ولا يزنين حتى فرغ من الآية كلها ثم قال حين فرغ أنتن على ذلك قالت امرأة نعم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه قال أنزلت هذه الآية يوم الفتح فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال على الصفار عمر يبايع النساء تحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد وابن سعد وأبو داود وأبو يعلى وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن اسمعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية رضى الله عنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الانصار في بيت فارسل اليهن عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقام على الباب فسلم فقال أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكن تبايعن على ان لا تشركن بالله شيا ولا تسرقن ولا تزنين لآية قلنا نعم فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت قال اسمعيل فسالت جدتى عن قوله تعالى ولا يعصينك في معروف قالت نهانا عن النياحة * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال انى لا أصافحكن ولكن آخذ عليكن ما أخذ الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد عن الشعبى رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء ووضع على يده ثوبا فلما كان بعد كان يخبر النساء فيقرأ عليهن هذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن فإذا أقررن قال قد بايعتكن حتى جاءت هند امرأة أبى سفيان فلما قال ولا يزنين قالت أو تزني الحرة لقد كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالاسلام فقال ولا يقتلن أولادهن قالت أنت قتلت آباءهم وتوصينا
[ 210 ]
بابنائهم فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولا يسرقن فقالت يا رسول الله انى أصبت من مال أبى سفيان فرخص لها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال قل لهن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعكن على ان لا تشركن بالله شيا وكانت هند متنكرة في النساء فقال لعمر قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله انى لاصيب من مال أبى سفيان الهنة فقال ولا يزنين فقالت وهل تزني الحرة فقال ولا يقتلن أولادهن قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر قال ولا ياتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف قال منعهن ان ينحن وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور * وأخرج الحاكم وصححه عن فاطمة بنت عتبة ان أخاها أبا حذيفة أتى بها وبهند بنت عتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت أخذ علينا بشرط فقلت له يا ابن عم وهل علمت في قومك من هذه الصفات شيا قال أبو حذيفة ايها فبايعيه فان بهذا يبايع وهكذا يشترط فقالت هند لا أبايعك على السرقة فانى أسرق من مال زوجي فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده وكفت يدها حتى أرسل إلى أبى سفيان فتحلل لها منه فقال أبو سفيان اما الرطب فنعم وأما اليابس فلا ولا نعمة قالت فبايعناه * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ولا ياتين ببهتان يفترينه قال كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما ولا ياتين ببهتان يفترينه قال لا يلحقن بازواجهن غير أولادهن ولا يعصينك في معروف قال انما هو شرط شرطه الله للنساء * واخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أم سلمة الانصارية قالت قالت امرأة من النسوة ما هذا المعروف الذى لا ينبغى لنا ان نعصيك فيه قال لا تنحن قلت يا رسول الله ان بنى فلان اسعدوني على عمى ولا بد لى من قضائهن فابى على فعاودته مرارا فاذن لى في قضائهن فلم أنح بعد ولم يبق منا امرأة الا وقد ناحت غيرى * وأخرج سعيد بن منصور وابن منيع وابن سعد وابن مردويه عن ابى المليح قال جاءت امرأة من الانصار تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فلما شرط عليها أن لا تشركن بالله شيأ ولا تسرقن ولا تزنين أقرت فلما فال ولا يعصينك في معروف قال أن لا تنوحى فقالت يا رسول الله ان فلانة أسعدتني أفاسعدها ثم لا أعود فلم يرخص لها مرسل حسن الاسناد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن سعد وابن مردويه بسند جيد عن مصعب بن نوح الانصاري قال أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم قالت أخذ علينا فيما أخذ أن لا تنحن وقال هو المعروف الذى قال الله ولا يعصينك في معروف فقلت يا نبى الله ان أنا ساقد كانوا أسعدوني على مصائب أصابتني وانهم قد أصابتهم مصيبة وأنا أريد ان أسعدهم قال انطلقي فكافئيهم ثم انها أتت فبايعته * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أسيد بن ابى أسيد البراد عن امرأة من المبايعات قال كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا نعصيه فيه من المعروف وان لا نخمش وجها ولا نشق جيبا ولا ندعو ويلا * وأخرج ابن أبى حاتم في قوله ولا يعصينك في معروف قال لا يشققن جيوبهن ولا يصككن خدودهن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن سالم بن ابى الجعد في قوله ولا يعصينك في معروف قال النوح * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى العالية ولا يعصينك في معروف قال النوح قال فكل شئ وافق لله طاعة فلم يرض لنبيه أن يطاع في معصية الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هاشم الواسطي ولا يعصينك في معروف قال لا يدعون ويلا ولا يشققن جيبا ولا يحلقن رأسا * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء في البيعة ان لا يشققن جيبا ولا يخمشن وجها ولا يدعون ويلا ولا يقلن هجرا * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت كنت مع أمي رائطة ببنت سفيان والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع النسوة ويقول أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيأ ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف فاطرقن قالت وانا أسمع أمي وامى تلقنني تقول امى بنية قولى نعم فيما استطعت فكنت أقول كما يقلن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأحمد وابن مردويه عن أنس
[ 211 ]
قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعهن ان لا ينحن فقلن يا رسول الله ان نساء أسعدتنا في الجاهلية أفنسعدهن في الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اسعاد في الاسلام ولا شطار ولا عقر في الاسلام ولا خبب ولا جنب ومن انتهب فليس منها * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال كيف يمتحن فانزل الله يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنان يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيا الآية * وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه ثم يغمسن أيدهن فكانت هذه بيعته * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أم عطية قالت لما نزلت إذا جاءك المؤمنات يبايعنك إلى قوله ولا يعصينك في معروف فبايعهن قالت كان منه النياحة يا رسول الله الا آل فلان فانهم كانوا قد اسعدوني في الجاهلية فلا بد لى من ان أسعدهم قال لا آل فلان * واخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه عن ام عطية قالت أخذ علينا في البيعة ان لا ننوح فما وفي منا لا خمسة ام سليم وام العلاء وابنة أبى سبرة امرأة ابى معاذ أو قال بنت أبى سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن ام عطية قالت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا ان لا تشركن بالله شيا ونهانا عن النياحة فقبضت منا امرأة يدها فقالت يا رسول الله ان فلانة اسعدتني وانا اريد ان أجزيها فلم يقل لها شيأ فذهبت ثم رجعت قالت فما وفت منا امرأة ام سليم وام العلاء وبنت أبى سبرة امرأة معاذ أو بنت ابى سبرة وامرأة معاذ * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله ولا يعصينك في معروف قال اشترط عليهن ان لا ينحن * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال كان فيما أخذ على النساء من المعروف ان لا ينحن فقالت امرأة لا بد من النوح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنتن لا بد فاعلات فلا تخمشن وجها ولا تخرقن ثوبا ولا تحلقن شعرا ولا تدعون بالويل ولا تقلن هجرا ولا تقلن الا حقا * وأخرج ابن سعد عن عاصم بن عمرو بن قتادة رضى الله عنه قال أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع وأم عامر بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد بن السكن * وأخرج ابن أبى شيبة عن يزيد بن أسلم رضى الله عنه ولا يعصينك في معروف قال لاشققن جيبا ولا يخمشن وجها ولا ينشرن شعرا ولا يدعون ويلا * وأخرج ابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النوح * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما نهيت عن النوح * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى رضى الله عنه قال لعنت النائحة والممسكة * وأخرج ابن مردويه عن أم عفيف قالت أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء ان لا نحدث الرجال الا محرما * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال كان فيما أخذ عليهن ان لا يخلون بالرجال الا أن يكون محرما وان الرجل قد تلاطفه المرأة فيمذى في فخذيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا يعصينك في معروف قال أخذ عليهن ان لا ينحن ولا يحدثن الرجال فقال عبد الرحمن بن عوف ان لنا أضيافا وانا نغيب عن نسائنا فقال ليس أولئك عنيت * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أم عطية رضى الله عنها قالت كان فيما أخذ عليهن ان لا يخلون بالرجال الا أن يكون محرما فان الرجل قد يلاطف المرأة فيمذى في فخذيه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية إذا جاءك المؤمنات يبايعنك قال فان المعروف الذى لا يعصى فيه أن لا يخلو الرجل والمرأة وحدانا وان لا ينحن نوح الجاهلية قال فقالت خولة بنت حكيم الانصارية يا رسول الله ان فلانة أسعدتني وقد مات أخوها فانا أريد ان أجزيها قال فاذهبي فاجزيها ثم تعالى فبايعي وأخرجه ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما موصولا والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا) الآية * أخرج ابن اسحق وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحارث يوادون رجالا من يهود فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم الآية * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة فلا يؤمنون بها ولا يرجونها كما
[ 212 ]
يئس هذا الكافر إذا مات وعاين مكانه واطلع عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قال هم الكفار أصحاب القبور الذين يئسوا من الآخرة * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال الذين ماتوا فعاينوا الآخرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن مجاهد وعكرمة رضى الله عنهما في قوله كما يئس الكفار من أصحاب القبور قالا الكفار حين أدخلوا القبور عاينوا ما أعد الله لهم من الخزى آيسوا من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال يعنى من مات من الذين كفروا فقد يئس الاحياء من الذين كفروا ان يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كما يئس الكفار الاحياء من الذين ماتوا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قال اليهود قد يئسوا من الآخرة أن يبعثوا كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين قد ماتوا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قد يئسوا من الآخرة قال بكفرهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال من ثواب الآخرة حين تبين لهم أعمالهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال ان الكافر إذا مات له ميت لم يرج لقاءه ولم يحتسب أجره والله أعلم * (سورة الصف مدنية) * أخرج النحاس عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الصف بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الصف بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحواريين بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال نزلت سورة الصف بالمدينة * وأخرج النحاس وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال نزلت سورة الصف بالمدينة * قوله تعالى (سبح لله ما في السموات) الآيات أخبرنا أبو عبد الله الحاكم بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو إسحق التنوخى أنبانا أحمد ابن أبى طالب أنبانا أبوالمنجابن اللتى أنبانا أبو الوقت ا لسجزى أنبانا أبو الحسن الداودى أنبانا أبو محمد السرخسى أخبرنا أبوعمران السمرقندى أنبانا أبو محمد الدارمي في مسنده أنبانا محمد بن كثير عن الاوزاعي عن يحيى عن أبى سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الاعمال أقرب إلى الله لعملناه فانزل الله سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال عبد الله بن سلام رضى الله عنه قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا قال أبو سلمة قرأها علينا ابن سلام رضى الله عنه هكذا قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة قال الاوزاعي فقرأها علينا يحيى قال محمد ابن كثير رضى الله عنه فقرأها علينا الاوزاعي قال الدارمي فقرأها علينا محمد بن كثير قال السمرقندى فقرأها علينا الدارمي قال السرخسى فقرأها علينا السمرقندى قال الداودى فقرأها علينا السرخسى قال أبو الوقت فقرأها علينا الداودى قال أبوالمنجا فقرأها علينا أبو الوقت قال أحمد بن أبى طالب فقرأها علينا أبوالمنجا قال التنوخى فقرأها علينا أحمد بن ابى طالب قال أبو عبد الله الحاكم فقرأها علينا التنوخى قلت فقرأها علينا أبو عبد الله الحكم هكذا حديث أخرجه الترمذي عن الدارمي فوافقنا بعلو درجتين وأخرجه أحمد وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وابن مردويه وأخرجه ابن المنذر مسلسلا أيضا والبيهقي في الشعب والسنن مسلسلا قال الحافظ بن حجر هو من اصح مسلسل يروى في الدنيا قل ان وقع في المسلسلات مثله في مزيد علوه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس من المؤمنين قبل ان يفرض الجهاد يقولون لوددنا ان الله دلنا على أحب الاعمال فنعمل به فاخبر الله نبيه ان أحب الاعمال ايمان بالله لا شك فيه وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الايمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك اناس من المؤمنين وشق عليهم امره فقال الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون قال هذه الآية في القتال وحده هم قوم كانوا ياتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الرجل قاتلت وضربت بسيفي ولم يفعلوا فنزلت * وأخرج ابن ابى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن
[ 213 ]
عبد الرحمن بن سابط قال كان عبد الله بن رواحة ياخذ بيد النفر من أصحابه فيقول تعالوا نذكر الله فنزداد ايمانا تعالوا نذكر الله بطاعته لعله يذكرنا بمعرفته فهش القوم للذكر واشتاقوا فقالوا اللهم لو نعلم الذى هو أحب اليك فعلناه فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله كأنهم بنيان مرصوص فلما كان يوم مؤتة وكان ابن رواحة أحد الامراء نادى في القوم يا اهل المجلس الذين وعدتم ربكم قولكم لو نعلم الذى هو أحب اليك فعلنا ثم تقدم فقاتل حتى قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال ناس لو نعلم أحب الاعمال إلى الله لفعلناه فاخبرهم الله فقال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فكرهوا ذلك فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانوا يقولون والله لو نعلم ما احب الاعمال إلى الله فنزلت يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله بنيان مرصوص فدلهم على أحب الاعمال إليه * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قالوا لو كنا نعلم أي الاعمال أحب إلى الله فنزلت يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله بنيان مرصوص * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله بنيان مرصوص قال نزلت في نفر من الانصار منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لهم لو نعلم أي عمل احب إلى الله لعملناه حتى نموت فانزل الله هذا فيهم فقال ابن رواحه لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت فقتل شهيدا * وأخرج مالك في تفسيره عن زيد بن أسلم قال نزلت هذه الآية في نفر من الانصار فيهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لو نعلم أي الاعمال احب إلى الله لعملنا به حتى نموت فانزل الله هذه فيهم فقال ابن رواحة لا ابرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت شهيدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال قال المؤمنون لو نعلم احب الاعمال إلى الله لعملناه فدلهم على احب الاعمال إليه فقال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا فبين لهم فابتلوا يوم احد بذلك فولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم مدبرين فانزل الله في ذلك يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابى صالح قال قال المسلمون لو امرنا بشئ نفعله فنزلت يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال بلغني انها نزلت في الجهاد كان الرجل يقول قاتلت وفعلت ولم يكن فعل فوعظهم الله في ذلك اشد الموعظة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث السرية فإذا رجعوا كانوا يزيدون في الفعل ويقولون قاتلنا كذا وفعلنا كذا فانزل الله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال ان القاص ينتظر المقت فقيل له ارأيت قول الله يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون أهو الرجل يقرظ نفسه فيقول فعلت كذا وكذا من الخير ام هو الرجل يامر بالمعروف وينهى عن المنكر وان كان فيه تقصير فقال كلاهما ممقوت * وأخرج عبد بن حميد عن ابى خالد الوالبى قال جلسنا لى خباب فسكت فقلنا الا تحدثنا فانما جلسنا اليك لذلك فقال اتامرونى ان اقول ما لا افعل * قوله تعالى (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كأنهم بنيان مرصوص قال مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا الآية قال الم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب ان يختلف بنيانه فكذلك الله لا يحب ان يختلف امره وان الله صف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بامر الله فانه عصمة لمن اخذ به * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقيمت الصلاة يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ان الله وملائكته يصلون على الصفوف الاول وصلوا المناكب بالمناكب والاقدام بالاقدام فان الله يحب في الصلاة ما يحب في القتال صفا كأنهم بنيان مرصوص * وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يضحك الله إليهم القوم إذا اصطفوا للصلاة والقوم إذا اصطفوا لقتال المشركين ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل * قوله تعالى (واذ قال عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن مردويه عن العرياض بن سارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى عبد الله في أم الكتاب وخاتم النبيين وان آدم
[ 214 ]
لمنجدل في طينته وسوف انبئكم بتأويل ذلك أنا دعوة ابراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا امى التى رأت انه خرج منها نور أضاء له قصور الشام * وأخرج ابن مردويه عن أبى موسى قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبى طالب إلى أرض النجاشي قال ما منعك أن تسجد لى قلت لا نسجد الا الله قال وما ذاك قلت ان الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذى بشر به عيسى بن مريم برسول ياتي من بعدى اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيا * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والدارمى والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لى خمسة أسماء أنا محمد وأنا احمد وأنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر وانا العاقب والعاقب الذى ليس بعده نبى * وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن جبير بن مطعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا محمد وانا احمد والحاشر ونبى التوبة ونبى الملحمة * وأخرج ابن مردويه عن ابى بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت ما لم يعط احد من انبياء الله قلنا يا رسول الله ما هو قال نصرت بالرعب واعطيت مفاتيج الارض وسميت احمد وجعل لى تراب الارض طهورا وجعلت امتى خير الامم * قوله تعالى (فلما جاءهم بالبينات) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما جاءهم بالبينات قال محمد وفي قوله يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم قال بالسنتهم * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق أنه كان يقرأ التى في المائدة وفي الصف وفي يونس ساحر * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ هذا سحر مبين بغير ألف وقرأ والله متم نوره متم وبنصب نوره * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة الآية قال لما نزلت قال المسلمون لو علمنا ما هذه التجارة لاعطينا فيها الاموال والاهلين فبين لهم التجارة فقال تؤمنون بالله وبرسوله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة الآية قال فلو لا أن الله بينها ودل عليها للهف الرجال ان يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها ثم دلهم الله عليها فقال تؤمنون بالله ورسوله الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ على تجارة تنجيكم خفيفة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ كونوا أنصار الله مضاف * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله يايها الذين آمنوا كونوا أنصار الله قال قد كان ذلك بحمد الله جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة فنصروه وآووه حتى أظهر الله دينه ولم يسم حى من السماء قط باسم لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم وذكر لنا أن بعضهم قال هل تدرون ما تبايعون هذا الرجل انكم تبايعونه على محاربة العرب كلها أو يسلموا وذكر لنا أن رجلا قال يا نبى الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال أشترط لربى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبى الله قال لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ففعلوا ففعل الله قال والحواريون كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعلى وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام * وأخرج ابن اسحق وابن سعد عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لاقوه بالعقبة اخرجوا إلى اثنى عشر رجلا منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى بن مريم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل قومي قالوا نعم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله من أنصارى إلى الله قال من يتبعني إلى الله وفي قوله فاصبحوا ظاهرين قال من آمن مع عيسى من قومه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فايدنا الذين آمنوا قال فقوينا الذين آمنوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي فاصبحوا ظاهرين قال أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد ان عيسى كلمة الله وروحه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فايدنا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فاصبحوا اليوم ظاهرين والله أعلم * (سورة الجمعة مدنية) *
[ 215 ]
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الجمعة بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة الجمعة بالمدينة * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون * وأخرج ابن ابى شيبة وابو داد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون * وأخرج البغوي في معجمه عن أبى عنبة الخولانى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في يوم الجمعة بالسورة التى يذكر فيها الجمعة وإذا جاءك المنافقون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله وأبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم يوما لجمعة فقرأ بسورة الجمعة يحرض بها المؤمنين وإذا جاءك المنافقون يوبخ بها المنافقين * وأخرج ابن حبان والبيهقي في سننه عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وكان يقرأ في صلاة العشاء الاخيرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين * قوله تعالى (يسبح لله ما في السموات) الآية * أخرج ابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن عطاء بن السائب عن ميسرة ان هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية يسبح لله ما في السموات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم أول سورة الجمعة * قوله تعالى (هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم الآية قال كان هذا الحى من العرب أمة أمية ليس فيها كتاب يقرؤنه فبعث الله فيهم محمدا رحمة وهدى يهديهم به * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا امة أمية لا نكتب ولا نحسب * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم قال هو محمد صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم آياته قال القرآن وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين قال هو الشرك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم قال العرب وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال العجم * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبى هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزلت سورة الجمعة فتلاها فلما بلغ وآخرين منهم لما يحلقوا بهم قال له رجل يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا فوضع يده على رأس سلمان الفارسى وقال والذى نفسي بيده لو كان الايمان بالثريا لنا له رجال من هؤلاء * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن قيس بن سعد بن عبادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان الايمان بالثريا لنا له رجال من أهل فارس * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في أصلاب اصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب ثم قرأ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وآخرين منهم لما يحلقوا بهم قال من ردف الاسلام من الناس كلهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال هم التابعون * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم يعنى من اسلم من الناس وعمل صالحا من عربي وعجمي إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال الدين * قوله تعالى (مثل الذين حملوا التوراة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها قال اليهود * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها قال أمرهم أن ياخذوا بما فيها فلم يعملوا به * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله مثل الذين حملوا التوراة لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا قال كتبا لا يدرى ما فيها ولا يدرى ما هي يضرب الله لهذه الامة أي وانتم ان لم تعملوا بهذا الكتاب كان مثلكم كمثلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يحمل أسفارا قال كتبا لا يعلم ما فيها ولا يعقلها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كمثل الحمار يحمل أسفارا قال يحمل كتبا على ظهره لا يدرى ماذا عليه * وأخرج
[ 216 ]
ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أسفارا قال كتبا * وأخرج الخطيب عن عطاء بن أبى رباح مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله اسفارا قال كتبا والكتاب بالنبطية يسمى سفرا * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا والذى يقول له انصت ليست له جمعة * قوله تعالى (قل يا أيها الذين هادوا) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان زعمتم انكم أولياء لله قالوا نحن ابناء الله واحباؤه وفي قوله ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم قال عرفوا ان محمدا نبى الله فكتموه وقالوا نحن ابناء الله واحباؤه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم قال ان سوء العمل يكره الموت شديدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن معمر قال تلا قتادة ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة قال ان الله أذل ابن آدم بالموت لا أعلمه الا رفعه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أبى هريرة قال قلت يا نبى الله لاى شئ سمى يوم الجمعة قال لان فيها جمعت طينة أبيكم آدم وفيها الصعقة والبعثة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا فيها بدعوة استجاب له * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرى ما يوم الجمعة قال الله ورسوله أعلم قالها ثلاث مرات ثم قال في الثالثة هو اليوم الذى جمع فيه أبوكم آدم أفلا أحدثكم عن يوم الجمعة لا يتطهر رجل فيحسن طهوره ويلبس أحسن ثيابه ويصيب من طيب أهله ان كان لهم طيب والا فالماء ثم يأتي المسجد فيجلس وينصت حتى يقضى الامام صلاته الا كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة ما اجتنبت الكبائر وذلك الدهر كله * وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة الا يوم الجمعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجه وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبى لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة سيد الايام وأعظمها عند الله وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الاضحى وفيه خمس خصال خلق الله فيه آدم وأهبطه فيه إلى الارض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها شيأ الا أعطاه الله ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك ولا أرض ولا سماء ولا رياح ولا جبال ولا بحر الا وهن يشفقن من يوم الجمعة ان تقوم فيه الساعة * وأخرج أحمد وابن مردويه عن سعد بن عبادة ان رجلا من الانصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير قال فيه خمس خصال فيه خلق آدم وفيه أهبط آدم وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسال الله شيا الا آتاه اياه ما لم يسال ماثما أو قطيعة رحم وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا ريح الا يشفقن من يوم الجمعة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول في سبعة أيام يوم اختاره الله على الايام كلها يوم الجمعة فيه خلق الله السموات والارض وفيه قضى الله خلقهن وفيه خلق الله الجنة والنار وفيه خلق آدم وفيه أهبطه من الجنة وتاب عليه وفيه تقوم الساعة ليس شئ من خلق الا وهو يفزع من ذلك اليوم شفقة أن تقوم الساعة الا الجن والانس * واخرج ابن مردويه عن كعب الاحبار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث الايام يوم القيامة على هيآتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة لاهلها يحفون بها كالعروس يهدى إلى كريمها تضئ لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضهم رياحهم تسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحدا لا المؤذنون المحتسبون * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الايام يوم الجمعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال لم تطلع الشمس في يوم هو أعظم من يوم الجمعة انها إذا طلعت فزع لها كل شئ الا الثقلان اللذان عليهما الحساب والعذاب * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال ان يوم الجمعة لتفزع له الخلائق الا الجن
[ 217 ]
والانس وانه ليضاعف فيه الحسنة والسيئة وانه ليوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال الحسنة تضاعف يوم الجمعة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عمر قال نزل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده شبه مرآة فيها نكتة سوداء فقال يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة قلت وما الجمعة قال لكم فيها خير قلت وما لنا فيها قال تكون عيدا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود والنصارى تبعا لك قلت وما لنا فيها قال لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسال الله فيها شيا من الدنيا والآخرة هو لكم قسم الا أعطاه اياه أو ليس له بقسم الا ادخر له عنده ما هو افضل منه أو يتعوذ به من شر هو عليه مكتوب الاصرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت له وما هذه النكتة فيها قال هي الساعة وهى تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الايام ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت مم ذاك قال لان ربك اتخذ في الجنة واديا من مسك أبيض فإذا كان يوم القيامة هبط من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر ثم يجئ النبيون حتى يجلسوا عليها وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ثم يقول سلونى أعطكم فيسألونه الرضا فيقول رضاى أحلكم دارمي وأنا لكم كريم متى تسألوني أعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم انى قد رضيت عنهم فيفتح لهم ما لم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهى درة بيضاء ليس فيها وصم ولا فصم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطروزة وفيها انهارها وثمارها متدلية قال فليسوا إلى شئ أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرا وليزدادوا منه كرامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة لساعة ما دعا الله فيها عبد مسلم بشئ الا استجاب له * وأخرج ابن أبى شيبة عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجمعة ساعة من النهار لا يسال العبد فيها شيا الا أعطى سؤله قيل أي ساعة هي قال هي ان تقام الصلاة إلى الانصراف فيها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة رضى الله عنها قالت ان يوم الجمعة مثل يوم عرفة تفتح فيه أبواب الرحمة وفيه ساعة لا يسال الله العبد شيا الا أعطاه قيل وأى ساعة قال إذا أذن المؤذن لصلاة الغداة * وأخرج ابن أبى شيبة من وجه آخر عن عائشة رضى الله عنها قالت ان يوم الجمعة مثل يوم عرفة وان فيه لساعة تفتح أبواب الرحمة فقيل أي ساعة قالت حين ينادى بالصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق عطاء عن ابن عباس وأبى هريرة قالا الساعة التى تذكر في الجمعة قال فقلت هي الساعة اختار الله لها أو في فيها الصلاة قال فمسح رأسي وبرك على وأعجبه ما قلت * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى امامة قال انى لارجو أن تكون الساعة التى في الجمعة احدى هذه الساعات إذا أذن المؤذن أو جلس الامام على المنبر أو عند الافامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال هي عند زوال الشمس * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال هي ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى بردة قال ان الساعة التى يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة حين يقوم الامام في الصلاة حتى ينصرف منها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عوف بن حصيرة في الساعة التى ترجى في الجمعة ما بين خروج الامام إلى ان تقضى الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال ان الساعة التى ترجى في الجمعة بعد العصر * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال هي بعد العصر * وأخرج ابن أبى شيبة عن هلال بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسال الله فيها خيرا الا أعطاه فقال رجل يا رسول الله ماذا أساله قال سل الله العافية في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سلمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهوره وادهن من دهنه أو مس طيبا من بيته ثم راح فلم يفرق بين اثنين ثم صلى ما كتب الله له ثم انصت إذا تكلم الامام الا غفر له ما بينه إلى الجمعة الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن السائب بن يزيد قال كان النداء الذى ذكر الله في القرآن يوم الجمعة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعامة خلافة عثمان
[ 218 ]
ان ينادى المنادى إذا جلس الامام على المنبر فلما تباعدت المساكن وكثر الناس أحدث النداء الاول فلم يعب الناس ذلك عليه وقد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى قال فكنا في زمان عمر نصلى فإذا خرج عمر وجلس على المنبر قطعنا الصلاة وتحدثنا فربما أقبل عمر على بعض من يليه فسألهم عن سوقهم وقدامهم والمؤذن يؤذن فإذا سكت المؤذن قام عمر فتكلم ولم يتكلم حتى يفرغ من خطبته * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال هو الوقت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال النداء عند الذكر عزمة * وأخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن ابن عباس قال الاذان نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فرض الصلاة يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة قالت الانصار لليهود يوم تجمعون فيه كل سبعة أيام والنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله ونشكره فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الاحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة وكانوا يسمون الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم شاة فتغدوا وتعشوا منها وذلك لقلنهم فانزل الله في ذلك بعد يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله الآية * وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال أذن النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة قبل أن يهاجر ولم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذى تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا تساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فهو أول من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجمع بعد الزوال من الظهر وأظهر ذلك * وأخرج أبو داود وابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم على أسعد بن زرارة فقلت له يا أبتاه أرأيت استغفارك لاسعد بن زرارة كلما سمعت الاذان للجمعة ما هو قال انه أول من جمع بنا في نقيع يقال له نقيع الخضمات من حرة بنى بياضة قلت كم كنتم يومئذ قال أربعون رجلا * وأخرج الطبراني عن أبى مسعود الانصاري قال أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير وهو أول من جمع بها يوم الجمعة جمع بهم قبل ان يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا * وأخرج الزبير بن بكار في اخبار المدينة عن ابن شهاب قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من قباء فمر على بنى سالم فصلى فيهم الجمعة ببنى سالم وهو المسجد الذى في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن ماجه عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال ان الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومى هذا في شهرى هذا في عامى هذا إلى يوم القيامة فمن تركها استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بركة له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر وابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على اعواد المنبر لينتهين أقوام عن ترك الجمعة والجماعات أو ليطمسن الله على قلوبهم وليكتبن من الغافلين * وأخرج ابن أبى شيبة عن سمرة بن جندب مرفوعا من ترك الجمعة من غير عذر طمس على قلبه * وأخرج أحمد والحاكم عن أبى قتادة مرفوعا من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه * واخرج النسائي وابن ماجه وابن خزيمة من حديث جابر مثله * وأخرج أحمد وابن حبان عن أبى الجعد الضمرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق * وأخرج أبو يعلى والمروزي في الجمعة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الايام عند الله يوم الجمعة أعظم من يوم النحر والفطر وفيه خمس خلال خلق آدم فيه وفيه أهبط من الجنة إلى الارض وتوفى فيه آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها ربه الا أعطاه ما لم يسال حراما وفيه تقوم الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ميمون بن أبى شعيب قال أردت الجمعة في زمن الحجاج فتهيات للذهاب ثم قلت أين أذهب أصلى خلف هذا فقلت مرة أذهب ومرة لا أذهب فاجمع رأيى على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
[ 219 ]
* قوله تعالى (فاسعوا إلى ذكر الله) الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال رأى معى عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال من أملى عليك هذا قلت أبى بن كعب قال ان أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم قال قيل لعمر ان أبيا يقرأ فاسعوا إلى ذكر الله قال عمر أبى أعلمنا بالمنسوخ وكان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والبيهقي في سننة عن ابن عمر قال ما سمعت عمر يقرؤها قظ الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال ما سمعت عمر يقرؤها قط الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عمر قال لقد توفى عمر وما يقول هذه الآية التى في سورة الجمعة الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الانباري والطبراني من طرق عن ابن مسعود انه كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله قال ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن قتادة قال في حرف ابن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وهو كقوله ان سعيكم لشتى * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى العالية عن أبى بن كعب وابن مسعود انهما كانا يقرآن فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير انه كان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال فامضوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال ما هو بالسعي على الاقدام ولقد نهوا ان ياتوا الصلاة الا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال السعي ان تسعى بقلبك وعملك وهو المضى إليها قال الله فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه * وأخرج عبد بن حميد عن ثابت قال كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة فسمع النداء بالصلاة فقال قم لنسعى إليها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال الذهاب والمشى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال انما السعي العمل وليس السعي على الاقدام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن محمد بن كعب قال السعي العمل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وعكرمة مثله * وأخرج البيهقى في سننه عن عبد الله بن الصامت قال خرجت إلى المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر فبينا أنا أمشى إذ سمعت النداء فرفعت في المشى لقول الله إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا لى ذكر الله فجذبني جذبه فقال أو لسنا في سعى * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال موعظة الامام * قوله تعالى (وذروا البيع) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت التجارة يوم الجمعة ما بين الاذان الاول إلى الاقامة إلى انصراف الامام لان الله يقول يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر إلى وذروا البيع * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب ان رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام فربما قدما يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فيدعونه ويقومون فيما هم الا بيعا حتى تقام الصلاة فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع قال فحرم عليهم ما كان قبل ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال الاذان الذى يحرم فيه البيع هو الاذان الذى عند خروج الامام قال وارى ان يترك البيع الآن عند الاذان الاول * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة حرم الشراء والبيع * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك قال إذا زالت الشمس من يوم الجمعة حرم البيع والتجارة حتى تقضى الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء والحسن انهما قالا ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن أيوب قال لاهل المدينة ساعة
[ 220 ]
يوم الجمعة ينادون حرم البيع وذلك عند خروج الامام * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال كان بالمدينة إذا أذن المؤذن من يوم الجمعة ينادون في الاسواق حرم البيع حرم البيع * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن القاسم ان القاسم دخل على أهله في يوم الجمعة وعندهم عطار يبايعونه فاشتروا منه وخرج القاسم إلى الجمعة فوجد الامام قد خرج فامرهم ان يناقضوه البيع * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال من باع شيأ بعد الزوال يوم الجمعة فان بيعه مردود لان الله تعالى نهى عن البيع إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء هل تعلم من شئ يحرم إذا أدن بالاولى سوى البيع قال عطاء إذا نودى بالاولى حرم اللهو والبيع والصناعات كلها هي بمنزلة البيع والرقاذ وان ياتي الرجل أهله وان يكتب كتابا قلت إذا نودى بالاولى وجب الرواح حينئذ قال نعم قلت من أجل قوله إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال نعم فليدع حينئذ كل شئ وليرح * قوله تعالى (فإذا قضيت الصلاة) الآية * أخرج أبو عبيد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن بسر الحرانى قال رأيت عبد الله بن بشر المازنى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ثم رجع إلى المسجد فصلى ما شاء الله ان يصلى فقيل له لاى شئ تصنع هذا قال لانى رأيت سيد المرسلين هكذا يصنع وتلا هذه الاآية فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد فساوم بالشئ وان لم تشتره * وأخرج ابن المنذر عن الوليد بن رباح ان أبا هريرة كان يصلى بالناس الجمعة فإذا سلم صاح فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله فيبتدر الناس الابواب * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد وعطاء فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض قالا ان شاء فعل وان شاء لم يفعل * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض قال هو اذن من الله فإذا فرغ فان شاء خرج وان شاء قعد في المسجد * وأخرج ابن جرير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله قال ليس لطلب دنيا ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله قال لم يؤمروا بشئ من طلب الدنيا انما هو عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله * وأخرج الطبراني عن أبى امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الجمعة فصام يومه وعاد ميرضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له الجنة * قوله تعالى (وإذا رأوا تجارة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن جابر بن عبد الله قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما إذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم الا اثنا عشر رجلا أنا فيهم وأبو بكر وعمر فانزل الله وإذا تجاره أو لهو انفضوا إليها إلى آخر السورة * وأخرج البزار عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخظب يوم الجمعة كقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له فما بقى في المسجد أحد الا نفر والنبى صلى الله عليه وسلم قائم فانزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قال قدم دحية الكلبى بتجارة فخرجوا ينظرون الا سبعة نفر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قال جاءت عير عبد الرحمن بن عوف تحمل الطعام فخرجوا من الجمعة بعضهم يريد أن يشترى وبعضهم يريد أن ينظر إلى دحية وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر وبقى في المسجد اثنا عشر رجلا وسبع نسوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم نارا * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قدمت عير المدينة يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فانفض أكثر من كان في المسجد فانزل الله فيهم هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها * وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل بن حيان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الجمعة قبل
[ 221 ]
الخطبة مثل العيدين حتى كان يوم الجمعة والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال ان دحية بن خليفة قد قدم بتجارة وكان دحية إذا قدم تلقاه أهله بالدفاف افخرج الناس ولم يظنوا الا انه ليس في ترك الخطبة شئ فانزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة يوم الجمعة وأخر الصلاة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ويقوم قائما وان دحية الكلبى كان رجلا تاجرا وكان قبل أن يسلم قدم بتجارته إلى المدينة خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به ويشترون منه فقدم ذات يوم ووافق الجمعة والناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو قائم يخطب فاستقبل أهل دحية العير حين دخل المدينة بالطبل واللهو فذلك اللهو الذى ذكر الله فسمع الناس في المسجدان دحية قد نزل بتجارة عند احجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة وسمعوا أصواتا فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته والى اللهو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ليس معه كبير أحد فبلغني والله أعلم انهم فعلوا ذلك ثلاث مرات وبلغنا ان العدة التى بقيت في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم عدة قليلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك لو لا هؤلاء يعنى الذين بقوا في المسجد عن النبي صلى الله عليه وسلم لقصدت إليهم الحجارة من السماء ونزل قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد وإذا نزل بالبطحاء جلب قال وكانت البطحاء مجلسا بفناء المسجد الذى يلى بقيع الغرقد وكانت الاعراب إذا جلبوا الخيل والابل والغنم وبضائع الاعراب نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو والتجارة وتركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها قال رجال يقومون إلى نواضحهم والى السفر يقدمون يبتغون التجارة واللهو * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عير المدينة فانفضوا إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق معه الا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى معى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الجمعة فخطبهم ووعظهم وذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة ثم قام الجمعة الثانية فخطبهم ووعظهم وذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة فقال والذى نفس محمد بيده لو اتبع آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم نارا وأنزل الله فيها وإذا رأوا تجارة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو لهوا قال هو الضرب بالطبل * وأخرج البيهقى في شعب الايمان قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاء وشئ من سمن فجعل الناس يقومون إليه حتى لم يبق الا قليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تتابعتم لتاجج الوادي نارا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود انه سئل أكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما أو قاعدا قال اما تقرأ وتركوك قائما * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن كعب بن عجرة انه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هدا الخبيث يخطب قاعدا وقد قال الله وتركوك قائما * وأخرج أحمد وابن ماجه وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن جابر بن سمرة قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد ثم يقوم
[ 222 ]
فيخطب * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ وتركوك قائما * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن مرة قال سالت أبا عبيدة رضى الله عنه عن الخطبة يوم الجمعة فقرأ و تركوك قائما * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وأبو بكر وعمر وعثمان وان أول من جلس على المنبر معاوية بن أبى سفيان * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال الجلوس على المنبر يوم الجمعة بدعة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال انما خطب معاوية قاعدا حين كثير شحم بطنه ولحمه * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه الكريم فقال السلام عليكم ويحمد الله ويثنى عليه ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل وكان أبو بكر وعمر يفعلانه * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر بن سمرة قال كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قصرا وصلاته قصرا * وأخرج ابن أبى شيبة عن مكحول قال انما قصرت صلاة الجمعة من أجل الخطبة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين أنه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ وتركوك قائما * وأخرج ابن أبى الدنيا في شعب الايمان والديلمي عن الحسن البصري قال طلبت خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة فاعيننى فلزمت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال كان يخطب فيقول في خطبته يوم الجمعة يا أيها الناس ان لكم علما فانتهوا إلى عملكم وان لكم نهاية فانتهوا لى نهايتكم فان المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدرى كيف صنع الله فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى كيف الله بصانع فيه فليتزود المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم فانكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم والذى نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دارا لا الجنة والنار وأستغفر الله لى ولكم * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن شهاب قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا خطب كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يخف لامر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا وما شاء الله كان ولو كره الناس لا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله ولا يكون شئ الا باذن الله * (سورة المنافقين مدنية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة المنافقين بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني في الاوسط بسند حسن عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة الجمعة فيحرض بها المؤمنين وفي الثانية سورة المنافقين فيقرع بها المنافقين * وأخرج البزار والطبراني عن أبى عيينة الخولانى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والسورة التى يذكر فيها المنافقون والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى (إذا جاءك المنافقون) الآية * أخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فاصاب الناس شدة فقال عبد الله بن أبى لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته بذلك فارسل إلى عبد الله بن أبى فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تصديقي في إذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤسهم وهو قوله خشب مسندة قال كانوا رجالا أجمل شئ * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن زيد بن أرقم قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الاعراب فكنا نبتدر الماء وكان الاعراب يسبقونا إليه فيسبق الاعرابي أصحابه فيملا الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجئ أصحابه فاتى رجل من الانصار أعرابيا فارخى زمام ناقته لنشرب فابى أن يدعه فانتزع حجرا فغاض الماء فرفع الاعرابي خشبة فضرب بها رأس الانصاري فشنجه فاتى
[ 223 ]
عبد الله بن أبى رأس المنافقين فاخبره وكان من أصحابه فغضب وقال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفض من حوله يعنى الاعراب وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام وقال عبد الله لاصحابه إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده ثم قال لاصحابه إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الاعز منها الاذل قال زيد وأنا ردف عمى فسمعت وكنا أخواله عبد الله فاخبرت عمى فانطلق فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف وجحد فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني فجاء إلى عمى فقال ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك وكذبك المسلمون فوقع على من الهم ما لم يقع على أحد قط فبينما أنا أسير وقد خفقت برأسي من الهم إذا آتانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذنى وضحك في وجهى فما كان يسرنى ان لى بها الخلد أو الدنيا ثم ان أبا بكر لحقني فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ما قال لى شيا الا أنه عرك أذنى وضحك في وجهى فقال ابشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولى لابي بكر فلما اصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله حتى بلغ ليخرجن الاعز منها الاذل * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال لما قال عبد الله بن أبى ما قال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقال لئن رجعنا إلى المدينة لخيرجن الاعز منها الاذل سمعته فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلامني ناس من الانصار وجاءهم يحلف ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله صدقك وعذرك فانزلت هذه الآية هم الذين يقولون لا تنفقوا على عند رسول الله الآيتين * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال لما قال ابن أبى ما قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فجاء فحلف ما قال فجعل ناس يقولون جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا هذا الذى يكذب حتى أنزل الله هم الذين يقولون الآية * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال كنت جالسا مع عبد الله بن أبى فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فقال عبد الله بن أبى لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فاتيت سعد بن عبادة فاخبرته فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبى فحلف له عبد الله بن أبى بالله ما تكلم بهذا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فقال سعد يا رسول الله انما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم فجاء سعد فاخذ بيدى فانطلق بى فقال هذا حدثنى فانتهرني عبد الله بن أبى فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكيت وقلت أي والذى أنزل النور عليك لقد قاله وانصرف عنه النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله إذا جاءك المنافقون إلى آخر السورة * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال انما سماهم الله منافقين لانهم كتموا الشرك واظهروا الايمان * قوله تعالى (اتخذوا ايمانهم جنة) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال حلفهم بالله انهم لمنكم اجنوا بايمانهم من القتل والحرب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال اتخذوا حلفهم جنة ليعصموا بها دماءهم وأموالهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده وماءه فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا الاصحابهم فسبقهم أصحاب عبد الله بن أبى فابوا ان يخلوا عن المؤمنين فحصرهم المؤمنون فلما جاء عبد الله ابن أبى نظر إلى أصحابه فقال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وقال امسكوا عنهم البيع لا تبايعوهم فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبى لئن رجعنا إلى المدينة وقوله لا تنفقوا على من عند رسول الله فاخبر عمه فاخبر عمه النبي صلى الله عليه وسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبى وأصحابه فعجب من صورته وجماله وهو يمشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك قوله وإذا رايتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبره حلف ما قاله فذلك قوله اتخذوا ايمانهم جنة وقالوا نشهد انك لرسول الله وذلك قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله وكل شئ أنزله في المنافقين فانما أراد عبد الله ابن أبى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم قال اقروا
[ 224 ]
بلا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقلوبهم تابى ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كأنهم خشب مسندة قال نخل قيام * قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا في السفر لم يرتحل منه حتى يصلى فيه فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا فقال عبد الله بن أبى لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتحل ولم يصل فذكروا ذلك له فذكر قصة ابن أبى ونزل القرآن إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله وجاء عبد الله بن أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يعتذر ويحلف ما قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له تب فجعل يلوى رأسه فانزل الله عزوجل وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم قال عبد الله بن أبى ابن سلول قيل له تعالى يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلوى رأسه وقال ماذا قلت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم قال حركوها استهزاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال نزلت في عبد الله بن أبى وذلك ان غلاما من قرابته انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحديث وتكذيب شديد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يحلف ويتبرأ من ذلك وأقبلت الانصار على ذلك الغلام فلاموه وعذلوه وقيل لعبد الله رضى الله عنه لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك فجعل يلوى رأسه ويقول لست فاعلا وكذب على فانزل الله ما تسمعون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة ان عبد الله بن أبى ابن سلول كان له ابن يقال له حباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله فقال يا رسول الله ان والدى يؤذى الله ورسوله فذرني حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك ثم جاءه أيضا فقال له يا رسول الله ان والدى يؤذى الله ورسوله فذرني حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك ثم جاءه أيضا فقال يا رسول الله ان والدى يؤذى الله ورسوله فذرني أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك فقال يا رسول الله فذرني حتى أسقيه من وضوئك لعل قلبه يلين فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه فذهب به إلى أبيه فسقاه ثم قال له هل تدرى ما سقيتك قال له والده سقيتني بول أمك فقال له ابنه لا والله ولكن سقيتك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عكرمة وكان عبد الله بن أبى عظيم الشان وفيه أنزلت هذه الآية في المنافقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وهو الذى قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال الحكم ثم حدثنى بشر بن مسلم انه قيل له يا أبا حباب انه قد نزل فيك آى شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتموني ان أو من فقد آمنت وأمرتموني ان أعطى زكاة مالى فقد أعطيت فما بقى الا ان اسجد لمحمد * وأخرج البيهقى في الدلائل عن الزهري قال كان لعبد الله بن أبى مقام يقومه كل جمعة لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يخطب قام فقال أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه واسمعوا له وأطيعوا ثم يجلس فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وصنع المنافق ما صنع في أحد فقام يفعل كما كان يفعل فاخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا اجلس يا عدو الله لست لهذا المقام باهل قد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول والله لكانى قلت هجرا أن قمت اسدد امره فقال له رجل ويحك ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المنافق والله لا أبغى ان يستغفر لى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما نزلت آية براءة استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم اسمع ربى قد رخص لى فيهم فوالله لاستغفرن أكثر من سبعين مرة لعل الله ان يغفر لهم فنزلت سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم * وأخرج ابن مردويه عن عروة قال لما نزلت استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم لازيدن على السبعين فانزل الله سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم الآية * قوله تعالى (هم الذين يقولون لا تنفقوا) الآية * أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن
[ 225 ]
ابن عباس قال نزلت هذه الآية هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا في عسيف لعمر ابن الخطاب * وأخرج ابن مردويه عن زيد بن ارقم وعبد الله بن مسعود انهما كان يقرآن لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله قال ان عبد الله بن أبى قال لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله فانكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا وفي قوله يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا احدهما غفاري والآخر جهنى فظهر الغفاري على الجهنى وكان بين جهينة وبين الانصار حلف فقال رجل من المنافقين وهو عبد الله بن ابى يا بنى الاوس والخزرج عليكم صاحبكم وحليفكم ثم قال والله ما مثلنا ومثل محمد الا كما قال القائل سمن كلبك ياكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فسعى بها بعضهم إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا نبى الله مر معاذ ان يضرب عنق هذا المنافق فقال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه وذكر لنا انه كثر على رجلين من المنافقين عنده فقال عمر هل يصلى قالوا نعم ولا خير في صلاته قال نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا يقول لا تطعموا محمدا وأصحابه حتى تصيبهم مجاعة فيتركوا نبيهم وفي قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال قال ذلك عبد الله بن أبى رأس المنافقين وأناس معه من المنافقين * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة قال سفيان يرون انها غزوة بنى المصطلق فكسع رجل من المنافقين رجلا من الانصار 7 فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الانصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فانها امنتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبى فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه زاد الترمذي فقال له ابنه عبد الله والله لا تنقلب حتى تقر انك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ففعل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال كان بين غلام من الانصار وغلام من بنى غفار في الطريق كلام فقال عبد الله بن أبى هنيئا لكم باس هنيئا جمعتم سواق الحجيج من مزينة وجهينة ففلبوكم على ثماركم ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال لما حضر عبد الله بن أبى الموت قال ابن عباس رضى الله عنهما فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرى بينهما كلام فقال له عبد الله بن أبى قد أفقه ما تقول ولكن من على اليوم وكفني بقميصك هذا وصل على قال ابن عباس رضى الله عنهما فكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقميصه وصلى عليه والله أعلم أي صلاة كانت وأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يخدع انسانا قط غير انه قال يوم الحديبية كلمة حسنة فسئل عكرمة رضى الله عنه ما هذه الكلمة قال قالت له قريش يا أبا حباب انا قد منعنا محمدا طواف هذا البيت ولكنا ناذن لك فقال لالى في رسول الله اسوة حسنة قال فلما بلغوا المدينة أخذ ابنه السيف ثم قال لوالده أنت تزعم لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل والله لا تدخلها حتى ياذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الحميدى في مسنده عن أبى هرون المدنى قال قال عبد الله بن عبد الله بن أبى لابيه والله لا تدخل المدينة أبدا حتى تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعز وأنا الاذل * وأخرج الطبراني عن اسامة بن زيد رضى الله عنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى المصطلق قام عبد الله بن عبد الله بن أبى فسل على أبيه السيف وقال لله على أن لا اغمده حتى تقول محمد الاعز وأنا الاذل فقال ويلك محمد الاعز وأنا الاذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعجبته وشكرها له * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما قدموا المدينة سل عبد الله بن عبد الله بن أبى على أبيه السيف وقال لاضربنك أو تقول أنا الاذل ومحمد الاعز فلم يبرح حتى قال ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة عن عروة بن الزبير رضى الله عنه ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق لما أتوا المنزل كان بين غلمان من المهاجرين وغلمان
[ 226 ]
من الانصار فقال غلمان من المهاجرين يا للمهاجرين وقال غلمان من الانصار يا للانصار فبلغ ذلك عبد الله بن أبى ابن سلول فقال أما والله لو انهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فامر بالرحيل فادرك ركبا من بنى عبد الاشهل في المسير فقال لهم ألم تعلموا ما قال المنافق عبد الله بن ابى قالوا وماذا قال يا رسول الله قال قال أما والله لو لم تنفقوا عليهم لانفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قالوا صدق يا رسول الله فانت والله الاعز العزيز وهو الذليل * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معسكرا وان رجلا من قريش كان بينه وبين رجل من الانصار كلام حتى اشتد الامر بينهما فبلغ ذلك عبد الله بن أبى فخرج فنادى غلبنى على قومي من لا قوم له بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه فاخذ سيفه ثم خرج عامدا ليضربه فذكر هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله فرجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لك يا عمر قال العجب من ذلك المنافق يقول غلبنى على قومي من لا قوم له والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال النبي صلى الله عليه وسلم قم فناد في الناس يرتحلون فارتحلوا فساروا حتى إذا كان بينهم وبين المدينة مسيرة ليلة فعجل عبد الله بن عبد الله بن أبى حتى اناخ بجامع طرق المدينة ودخل الناس حتى جاء أبوه عبد الله بن أبى فقال وراءك فقال ما لك ويلك قال والله لا تدخلها أبدا الا ان ياذن رسول الله وليعلمن اليوم من الاعز من الاذل فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ما صنع ابنه فارسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ان خل عنه حتى يدخل ففعل فلم يلبثوا الا أياما قلائل حتى اشتكى عبد الله فاشتد وجعه فقال لابنه عبد الله يا بنى ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه فانك إذا أنت طلبت ذلك إليه فعل ففعل ابنه فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله ان عبد الله بن أبى شديد الوجع وقد طلب إلى أن آتيك فتاتيه فانه قد اشتاق إلى لقائك فاخذ نعليه فقام وقام معه نفر من أصحابه حتى دخلوا عليه فقال لاهله حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم أجلسوني فاجلسوه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجزعا يا عدو الله الآن فقال يا رسول الله انى لم أدعك لتؤنبني ولكن دعوتك لترحمني فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجتك قال حاجتى إذا أنا مت ان تشهد غسلى وتكفني في ثلاثة أثواب من ثيابك وتمشى مع جنازتي وتصلى على ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية بعد ولا تصل على احد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره * قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلكهم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال هم عباد من امتى الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة المفروضة الخمس * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سال الرجعة عند الموت فقال له رجل يا ابن عباس اتق الله فانما يسال الرجعة الكفار فقال ساتلو عليكم بذلك قرآنا يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله الآية قال هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه ولم يحج منه ولم يعط حق الله منه يسال الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكى قال الله ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك في قوله لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله قال عن الصلوات الخمس وفي قوله وانفقوا مما رزقناكم قال يعنى الزكاة والنفقة في الحج * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن عطاء في قوله لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله قال الصلاة المفروضة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاصدق قال أزكى واكون من الصالحين قال احج * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق واكون من الصالحين قال احج * وأخرج عبد بن حميد وعن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق واكون من الصالحين بالواو * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال القراءة
[ 227 ]
سنة من السنن فاقرؤا القرآن كما اقرئتموه ان هذان لساحران فاصدق وأكن من الصالحين * (سورة التغابن) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة التغابن بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة التغابن بالمدينة * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة التغابن بمكة الا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الاشجعى شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده فانزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم إلى آخر السورة * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة التغابن كلها بمكه الا هؤلاء الآيات يا ايها الذين آمنوا ان من أزواجكم واولادكم نزلت في عوف بن مالك الاشجعى كان ذا أهل وولد فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا إلى من تدعنا فيرق ويقيم فنزلت هذه الآيات فيه بالمدينة * قوله تعالى (يسبح لله) الآيات * أخرج ابن حبان في الضعفاء والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد الا وانه مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مكث المنى في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس فعرج به إلى الرب فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيقضى الله ما هو قاض فيقول اشقى ام سعيد فيكتب ما هو لاق وقرأ أبو ذر من فاتحة التغابن خمس آيات إلى قوله وصوركم فاحسن صوركم واليه المصير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد يولد مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا والعبد يولد كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا وان العبد يعمل برهة من الزمان بالشقاوة ثم يدركه الموت بما كتب له فيموت شقيا وان العبد يعمل برهة من دهره بالشقاوة ثم يدركه ما كتب له فيموت سعيدا * قوله تعالى (زعم الذين كفروا) * أخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن ابن مسعود انه قيل له ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا قال سمعته يقول بئس مطية الرجل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود انه كره زعموا * واخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد أنه كره زعموا لقول الله زعم الذين كفروا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن هانئ بن عروة انه قال لابنه هب لى اثنتين زعموا وسوف لا يكونان في حديثك * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال زعم كنية الكذب * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن شريح قال زعم كنية الكذب * وأخرج ابن أبى شيبة قال زعموا زاملة الكذب * قوله تعالى (يوم يجمعكم ليوم الجمع) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يوم يجمعكم ليوم الجمع قال هو يوم القيامة وذلك يوم التغابن غبن أهل الجنة أهل النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس يوم التغابن من أسماء يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ذلك يوم التغابن قال غبن أهل الجنة اهل النار * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ذلك يوم التغابن قال غابن اهل الجنة اهل النار والله أعلم * قوله تعالى (ما أصاب من مصيبة الا باذن الله) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن علقمة في قوله ما أصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال قال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيسلم الامر لله ويرضى بذلك * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضى الله عنه في الآية قال هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم انها من عند الله فيسلم لها ويرضى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن يؤمن بالله يهد قلبه يعنى يهد قلبه لليقين فيعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال من أصاب من الايمان ما يعرف به الله فهو مهتدى القلب * قوله تعالى (الله لا اله الا هو) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المؤمنين يوم ييعثون من قبورهم لا اله الا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد والترمذي وابن
[ 228 ]
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم في قوم من أهل مكة اسلموا وأرادوا ان ياتوا النبي صلى الله عليه وسلم فابى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأ والناس قد فقهوا في الدين هموا ان يعاقبوهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده فيقول أنا والله لئن جمع الله بينى وبينكم في دار الهجرة لافعلن ولافعلن فجمع الله بينهم في دار الهجرة فانزل الله وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم قال منهم من لا يامر بطاعة ولا ينهى عن معصية وكفى بذلك عداوة للمرء ان يكون صاحبه لا يامر بطاعة ولا ينهى عن معصية وكانوا يثبطون عن الجهاد والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (انما أموالكم وأولادكم فتنة) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انما أموالكم وأولادكم فتنة قال بلاء والله عنده أجر عظيم قال الجنه وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا يقولن أحدكم اللهم انى أعوذ بك من الفتنة فانه ليس أحد منكم الا وهو مشتمل على فتنة فان الله يقول انما أموالكم وأولادكم فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الضحى قال قال رجل أو هو عند عمر اللهم انى أعوذ بك من الفتنة أو الفتن عمر اتحب ان لا يرزقك الله مالا ولا ولدا أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عياض رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل أمة فتنة وان فتنة أمتى المال * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال لكل أمة فتنة وفتنة أمتى المال * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة فتنة وفتنة أمتى المال * وأخرج وكيع في الغرر عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال قال ابن عمر لرجل انك تحب الفتنة قال أنا قال نعم فلما رأى ابن عمر ما داخل الرجل من ذاك قال تحب المال والولد * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فاقبل الحسن والحسين رضى الله عنهما عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال صدق الله قال انما أموالكم وأولادكم فتنة انى لما نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران لم أصبر ان قطعت كلامي ونزلت اليهما * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين ابن على رضى الله عنه فوطئ في ثوب كان عليه فسقط فبكى فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فلما رأى الناس اسرعوا إلى الحسين رضى الله عنه يتعاطونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قاتل الله الشيطان ان الولد لفتنة والذى نفسي بيده ما دريت انى نزلت عن منبرى * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير رضى الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم الولد فتنة لقد قمت إليه وما أعقل والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فانزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الاولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس فاتقوا الله ما استطعتم قال جهدكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فاتقوا الله ما استطعتم قال هي رخصة من الله كان الله قد أنزل في سورة آل عمران اتقوا الله حق تقاته وحق تقاته ان يطاع فلا يعصى ثم خفف عن عباده فانزل الرخصة فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا قال والسمع والطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع
[ 229 ]
والطاعة فيما استطاعوا * وأخرج ابن سعد وأحمد وأبو داود عن الحكم بن حزن الكافي قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثنا أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على قوس فحمد الله واثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات ثم قال أيها الناس انكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به فسدد وابشروا * قوله تعالى (ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) * أخرج عبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه ومن يوق شح نفسه قال في النفقة * وأخرج عبد بن حميد عن حبيب بن شهاب العنبري انه سمع أخاه يقول لقيت ابن عمر يوم عرفة فاردت أن أقتدى من سيرته واسمع من قوله فسمعته أكثر ما يقول اللهم انى أعوذ بك من الشح الفاحش حتى افاض ثم بات بجمع فسمعته أيضا يقول ذلك فلما أردت أن افارقه قلت يا عبد الله انى أردت أن اقتدى بسيرتك فسمعتك أكثر ما تقول ان تعوذ من الشح الفاحش قال وما أبغى أفضل من أن اكون من المفلحين قال الله ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * قوله تعالى (ان تقرضوا الله) الآية * أخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله استقرضت عبدى فابى أن يقرضنى وشتمني عبدى وهو لا يدرى يقول وادهراه وادهراه وأنا الدهر ثم تلا أبو هريرة ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى حيان عن ابيه عن شيخ لهم انه كان يقول إذا سمع السائل يقول من يقرض الله قرضا حسنا قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر هذا القرض الحسن * (سورة الطلاق مدنية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الطلاق بالمدينة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور عن طاوس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الجمعة بسورة الجمعة ويا أيها النبي إذا طلقتم النساء * قوله تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أنس قال طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فاتت أهلها فانزل الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن فقيل له راجعها فانها صوامة قوامة وانها من أزواجك في الجنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين في قوله لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قال في حفصة بنت عمر طلقها النبي صلى الله عليه وسلم واحدة فنزلت يا أيها النبي إذا طلقتم النساء إلى قوله يحدث بعد ذلك أمرا قال فراجعها * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال طلق عبد بن يزيد أبو ركانة أم ركانة ثم نكح امرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما يغنى غنى الا ما تغنى هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها فاخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم حمية عند ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركانة واخوته ثم قال لجلسائه أترون كذا من كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد طلقها ففعل فقال لابي ركانة ارتجعها فقال يا رسول الله انى طلقتها قال قد علمت ذلك فارتجعها فنزلت يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن قال الذهبي اسناده واه والخبر خطأ فان عبد يزيد لم يدرك الاسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال بلغنا في قوله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن انها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاصى * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الزبير عن ابن عمر انه طلق امرأته وهى حائض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق عمر فذكر ذلك له فقال مره فلميراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم يطلقها ان بدا له فانزل الله عند ذلك يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن قال أبو الزبير هكذا سمعت ابن عمر يقرؤها * وأخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق في المصنف واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر انه طلق امرأته وهى حائض فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فان بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة التى أمر الله أن يطلق لها النساء وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
[ 230 ]
فطلقوهن في قبل عدتهن * وأخرج ابن الانباري عن ابن عمر أنه قرأ فطلقوهن لقبل عدتهن * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن مجاهد انه كان يقرأ فطلقوهن لقبل عدتهن * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فطلقوهن لعدتهن قال طاهرا من غير جماع * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر فطلقوهن لعدتهن قال في الطهر في غير جماع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود فطلقوهن لعدتهن قال الطهر في غير جماع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي وابن مردويه عن ابن مسعود قال من أراد أن يطلق للسنة كما أمره الله فليطلقها طاهرا في غير جماع * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فطلقوهن لعدتهن قال طاهرا من غير جماع * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبى موسى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل أحدكم لامرأته قد طلقتك قد راجعتك ليس هذا بطلاق المسلمين طلقوا المرأة في قبل طهرها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال طهرهن وفي لفظ قال طاهرا في غير جماع * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال العدة ان يطلقها طاهرا من غير جماع فاما الرجل يخالط امرأته حتى إذا أقلع عنها طلقها عند ذلك فلا يدرى أحاملا هي أم غير حامل فان ذلك لا يصلح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني وابن مردويه عن مجاهد رضى الله عنه قال سأل ابن عباس يوما رجل فقال يا أبا عباس انى طلقت امرأتي ثلاثا فقال ابن عباس عصيت ربك وحرمت عليك امرأتك ولم تتق الله ليجعل لك مخرجا يطلق أحدكم ثم يقول يا أبا عباس قال الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن وهكذا كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما فطلقوهن لعدتهن قال لا يطلقها وهى حائض ولا في طهر قد جامعها فيه ولكن يتركها حتى إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة فان كانت تحيض فعدتها ثلاث حيض وان كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر وان كانت حاملا فعدتها ان تضع حملها وإذا أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها أشهد على ذلك رجلين كما قال الله وأشهدوا ذوى عدل منكم عند الطلاق وعند المراجعة فان راجعها فهى عنده على تطليقتين وان لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت منه واحدة وهى أملك بنفسها ثم تتزوج من شاءت هو أو غيره * وأخرج عبد ابن حميد والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن قال طلاق العدة ان يطلق الرجل امرأته وهى طاهر ثم يدعها حتى تنقضي عدتها أو يراجعها ان شاء * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي وابن مردويه عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن رجل طلق امرأته مائة قال عصيت ربك من يتق الله يجعل له مخرجا ثم تلا يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن * قوله تعالى (واحصوا العدة) * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه واحصوا العدة قال الطلاق طاهرا في غير جماع * قوله تعالى (لا تخرجوهن من بيوتهن) * أخرج عبد بن حميد عن الشعبى رضى الله عنه ان شريحا طلق امرأته واحدة ثم سكت عنها حتى انقضت العدة ثم أتاها فاستاذن ففزعت فدخل فقال انى أردت ان يطاع الله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن * واخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه ان شريحا طلق امرأته واشهدوا قال للشاهدين اكتما على فكتما عليه حتى انقضت العدة ثم أخبرها فنقلت متاعها فقال شريح انى كرهت ان تاثم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنه قال المطلقة والمتوفى عنها زوجها يخرجان بالنهار ولا يبيتان ليلة تامة عن بيوتهما * وأخرج عبد بن حميد عن عامر رضى الله عنه قال حدثتني فاطمة بنت قيس ان زوجها طلقها ثلاثا فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها فاعتدت عند عمها عمرو بن أم مكتوم * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ان فاطمة بنت قيس أخبرته انها كانت تحت أبى عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فزعمت انها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجها من بيتها فأمرها ان تنتقل إلى ابن أم مكتوم
[ 231 ]
الاعمى فابى مروان ان يصدق فاطمة في خروج المطلقة من بيتها وقال عروة ان عائشة انكرت ذلك على فاطمة بنت قيس * وأخرج ابن مردويه عن أبى اسحق قال كنت جالسا مع الاسود بن يزيد في المسجد الاعظم ومعنا الشعبى فحدث بحديث فاطمة بنت قيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة فاخذ الاسود كفا من حصى فحصبه ثم قال ويلك تحدث بمثل هذا قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا لقول امرأة لا ندرى حفظت أم نسيت لها السكنى والنفقة قال الله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة * وأخرج عبد الرزاق عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع على إلى اليمن فارسل إلى امرأته فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها وأمر لها الحارث بن هشام وعياش بن أبى ربيعة بنفقة فاستقلتها فقالا لها والله ما لك نفقة الا ان تكوني حاملا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أمرها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا نفقة لك فاستاذنيه في الانتقال فاذن لها فارسل إليها مروان يسالها عن ذلك فحدثته فقال مروان لم أسمع بهذا الحديث الا من امرأة سنأخذ بالعصمة التى وجدنا الناس عليها فقالت فاطمة بينى وبينكم كتاب الله قال الله عزوجل ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة حتى بلغ لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قالت هذا لمن كانت له مراجعة فاى أمر يحدث بعد الثلاث فكيف يقولون لا نفقة لها إذا لم تكن حاملا فعلام تحبسونها ولكن يتركها حتى إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة فان كانت تحيض فعدتها ثلاث حيض وان كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر وان كانت حاملا فعدتها ان تضع حملها وان أراد مراجعتها قبل ان تنقضي عدتها أشهد على ذلك رجلين كما قال الله واشهدوا ذوى عدل منكم عند الطلاق وعند المراجعة فان راجعها فهى عنده على طلقتين وان لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت عدتها منه بواحدة وهى أملك لنفسها ثم تتزوج من شاءت هو أو غيره * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الطلاق على أربعة منازل منزلان حلال ومنزلان حرام فاما الحرام فان يطلقها حين يجامعها ولا يدرى اشتمل الرحم على شئ أو لا وان يطلقها وهى حائض وأما الحلال فان يطلقها لاقرائها طاهرا عن غير جماع وان يطلقها مستبينا حملها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال خروجها قبل انقضاء العدة من بيتها الفاحشة المبينة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال الزنا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشعبى مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال الا ان يزنين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مينة قال كان ذلك قبل ان تنزل الحدود وكانت المرأة إذا أتت بفاحشة أخرجت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال الا ان تصيب حدا فتخرج فيقام عليها * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال الفاحشة البينة ان تبذوا المرأة على أهل الرجل فإذا بذت عليهم بلسانها فقد حل لهم اخراجها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد رضى الله عنه الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال لو كان الزنا كما تقولون أخرجت فرجمت كان ابن عباس يقول الا ان يفحشن قال وهو النشوز * وأخرج عببد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال الفاحشة المبينة السوء في الخلق * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال بفحش لو زنت رجت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه بفاحشة مبينة قال هو النشوز وفي حرف ابن مسعود الا ان يفحشن * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه بفاحشة مبينة قال هو النشوز * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لا ندرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قال ان بدا له ان يراجعها راجعها في بيتا هو أبعد من قذر الاخلاق وأطوع لله ان تلزم بيتها * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابراهيم النخعي قال كانوا يستحبون ان يطلقها واحدة ثم يدعها حتى يحل أجلها وكانوا يقولون لعل الله يحدث
[ 232 ]
بعد ذلك أمرا لعله ان يرغب فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن فاطمة بنت قيس رضى الله عنها في قوله لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قالت هي الرجعة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي قال كانوا يستحبون ان يطلقها واحدة ثم يدعها حتى تنقضي عدتها لانه لا يدرى لعله ينكحها قال وكانوا يتاولون هذه الآية لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا لعله يرغب فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن فاطمة بنت قيس في قوله لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا لعله يرغب في رجعتها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك والشعبى رضى الله عنه مثله * قوله تعالى (واشهدوا ذوى عدل منكم) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء قال النكاح بالشهود والطلاق بالشهود والمراجعة بالشهود * وأخرج عبد الرزاق عن ابن سيرين رضى الله عنه ان رجلا سال عمران ابن حصين عن رجل طلق ولم يشهد وراجع ولم يشهد قال بئسما صنع طلق في بدعة وارتجع في غير سنة فليشهد على طلاقه وعلى مراجعته وليستغفر الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابراهيم النخعي قال العدل في المسلمين من لم تظهر منه ريبة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وأقيموا الشهادة لله قال إذا أشهدتم على شئ فاقيموه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال لا تشهد الا على مثل الشمس أو دع * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشهد على شهادة حتى تكون عندك أضوء من الشمس * وأخرج ابن مردويه عن أبى قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيركم من كانت عنده شهادة لا يعلمها فتعجلها قبل ان يسالها * قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال مخرجه ان يعلم انه قبل أمر الله وان الله هو الذى يعطيه وهو يمنعه وهو يبتليه وهو يعافيه وهو يدفع عنه وفي قوله ويرزقه من حيث لا يحتسب قال يقول من حيث لا يدرى * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن مسروق مثله * وأخرج عبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية عن قتادة ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من شبهات الدنيا والكرب عند الموت وافزاع يوم القيامة فالزموا تقوى الله فان منها الرزق من الله في الدنيا والثواب في الآخرة قال الله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وقال ههنا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال من حيث لا يؤمل ولا يرجو * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم والديلمي من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عبادة بن الصامت قال طلق بعض آبائى امرأته الفا فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان أبانا طلق أمنا ألفا فهل له من مخرج فقال ان أباكم لم يتق الله فيجعل له من أمره مخرجا بانت منه بثلاث على غير السنة والباقى اثم في عنقه * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي من طريق سالم بن أبى الجعد عن جابر قال نزلت هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال اتق الله واصبر فلم يلبث الا يسيرا حتى جاء ابن له يقال له أبو نعيم كان العدو أصابوه فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عيره وأخبره خبرها فنزلت ومن يتق الله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سالم بن أبى الجعد قال نزلت هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا في رجل من أشجع أصابه جهد وبلاء وكان العد وأسروا ابنه فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتق الله واصبر فرجع ابن له كان أسيرا قد فكه الله فأتاهم وقد اصاب اعنزا فجاء فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فنزلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي لك * وأخرج الخطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله ومن يتق الله يجعل له الآية قال نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الاشجعى وكان المشركون أسروه وأوثقوه وأجاعوه فكتب إلى أبيه أن انت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ما أنا فيه من الضيق والشدة
[ 233 ]
فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب إليه واخبره ومره بالتقوى والتوكل على الله وأن يقول عند صباحه ومسائه لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فان تولوا فقل حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فلما ورد عليه الكتاب قرأه فاطلق الله وثاقه فمر بواديهم التى ترعى فيه ابلهم وغنمهم فاستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى اغتلتهم بعدما أطلق الله وثاقي فحلال هي أم حرام قال بل هي حلال إذا شئنا خمسنا فانزل الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ من الشدة والرخاء قدرا يعنى أجلا وقال ابن عباس من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه أو عند موج يخاف الغرق أو عند سبع لم يضره شئ من ذلك * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال جاء عوف بن مالك الاشجعى فقال يا رسول الله ان ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال آمرك واياها أن تستكثرا من لا حول ولا قوة الا بالله فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن اسحق مولى أبى قيس بن مخرمة قال جاء مالك الاشجعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أسر ابن عوف فقال له ارسل إليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرك أن تستكثر من لا حول ولا قوة الا بالله وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فاقبل فإذا بسرح للقوم الذين كانوا أسروه فصاح بها فاتبع آخرها أولها فلم يفجا أبويه الا وهو ينادى بالباب فاتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وابن مردويه عن أبى عيينة والبيهقي في الدلائل عنه عن ابن مسعود قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه عوف بن مالك فقال يا رسول الله ان بنى فلان أغاروا على فذهبوا بابنى وبكى فقال اسال الله فرجع إلى امرأته فقالت له ما رد عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرها فلم يلبث الرجل ان رد الله ابله وابنه أوفر ما كان فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقام على المنبر فحمد الله واثنى عليه وأمرهم بمسألة الله والرغبة له وقرأ عليهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال يكفيه غم الدنيا وهمها * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبى ذر قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فجعل يرددها حتى نعست ثم قال يا أبا ذر لو ان الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاذ بن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة ياتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة ثم قرأ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر الا لدعاء ولا يزيد في العمر الا البر * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني والخطيب عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها * وأخرج البخاري في تاريخه عن اسمعيل الجبلى رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لئن انتهيتم عندما تؤمرون لتاكلن غير زارعين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع ابن خيثم رضى الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من كل شئ ضاق على الناس * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال نجاة * وأخرج أحمد عن أبى ذر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسات فاحسن ولا تسالن أحدا شيأ ولا تقبض امانة ولا تقض بين اثنين * وأخرج أحمد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصيك بتقوى الله فانه رأس كل شئ وعليك بالجهاد فانه رهبانية الاسلام وعليك بذكر
[ 234 ]
الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الارض * وأخرج ابن سعد وأحمد عن ضرغام بن عليبة بن حرملة العنبري عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله وإذا كنت في مجلس فقمت منه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فائته فإذا سمعتهم يقولون ما تكره فاتركه * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال وجدت في كتاب من كتب الله المنزلة ان الله عزوجل يقول انى مع عبدى المؤمن حين يطيعني أعطيه قبل ان يسالنى واستجيب له قبل ان يدعوني وما ترددت في شئ ترددي عن قبض عبدى المؤمن انه يكره ذلك ويسوءه وأنا أكره ان أسوأه وليس له منه بد وما عندي خير له ان عبدى إذا أطاعنى واتبع أمرى فلو أجلبت عليه السموات السبع ومن فيهن والارضون السبع بمن فيهن جعلت له من بين ذلك المخرج وانه إذا عصاني ولم يتبع أمرى قطعت يديه من أسباب السماء وخسفت به الارض من تحت قدميه وتركته في الاهواء لا ينتصر من شئ ان سلطان الارض موضوع خامد عندي كما يضع أحدكم سلاحه عنه لا يقطع سيف الا بيد ولا يضرب سوط الا بيد لا يصل من ذلك إلى شئ الا باذنى * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال كتب زياد إلى الحكم بن عمرو الغفاري وهو على خراسان ان أمير المؤمنين كتب إلى ان يصطفى له الصفراء والبيضاء فلا يقسم بين الناس ذهب ولا فضة فكتب إليه بلغني كتابك وانى وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وانه والله لو ان السموات والارض كانتا رتقا على عبده ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا والسلام عليك ثم قال أيها الناس اغدوا على مالكم فغدوا فقسمه بينهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن عروة ان عائشة رضى الله عنها كتبت إلى معاوية أوصيك بتقوى الله فانك ان اتقيت الله كفاك الناس وان اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيا * وأخرج ابن حبان في الضعفاء والبيهقي في شعب الايمان والعسكري في الامثال عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما تكون الصنيعة إلى ذى دين أو حسب وجهاد الضعفاء الحج وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها والتودد نصف الايمان وما عال امرؤ على اقتصاد واستنزلوا الرزق بالصدقة وأبى الله ان يجعل ارزاق عباده المؤمنين الا من حيث لا يحتسبون * قوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال ليس المتوكل الذى يقول تقضى حاجتى وليس كل من توكل على الله كفاه ما أهمه ودفع عنه ما يكره وقضى حاجته ولكن الله جعل فضل من توكل على من لم يتوكل ان يكفر عنه سيأته ويعظم له أجرا وفي قوله قد جعل الله لكل شئ قدرا قال يعنى اجلا ومنتهى ينتهى إليه * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغد وخماصا وتروح بطانا * وأخرج ابن مردويه عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رضى وقنع وتوكل كفى الطلب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن أحب ان يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده ومن أحب ان يكون أكرم الناس فليتق الله * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزلت به فاقة فانزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فانزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله كان حقا على الله ان يفتح له قوت سنة من حلال * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضى الله عنه قال يقول الله تبارك وتعالى إذا توكل على عبدى لو كادته السموات والارض جعلت له من بين ذلك المخرج * وأخرج عبد الله ابنه في زوائد الزهد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أوحى الله إلى عيسى اجعلني من نفسك لهمك واجعلني ذخرا لمعادك وتوكل على أكفك ولا تول غيرى فاخذلك * وأخرج أحمد في الزهد عن عمار بن ياسر قال كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا * قوله تعالى (واللائى يئسن من المحيض) * أخرج اسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى بن كعب ان ناسا من أهل المدينة لما أنزلت هذه الآية
[ 235 ]
التى في البقرة في عدة النساء قالوا لقد بقى من عدة النساء عدة لم تذكر في القرآن الصغار والكبار اللاتى قد انقطع عنهن الحيض وذوات الحمل فانزل الله التى في سورة النساء القصرى واللائى يئسن من المحيض الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه من وجه آخر عن أبى بن كعب قال لما نزلت عدة المتوفى والمطلقة قلت يا رسول الله بقى نساء الصغيرة والكبيرة والحامل فنزلت واللائى يئسن من المحيض الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق الثوري عن اسمعيل قال لما نزلت هذه الآية والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء سالوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أرأيت التى لم تحض والتى قد يئست من المحيض فاختلفوا فيهما فانزل الله ان ارتبتم يعنى ان شككتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن بمنزلتهن واولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة واللائى ئى يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال هن اللاتى قعدن عن المحيض واللائى لم يحضن فهن الابكار الجوارى اللاتى لم يبلغن المحيض فعدتهن ثلاثة أشهر واولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن فإذا نفضت الرحم ما فيها فقد انقضت عدتها قال وذكر لنا ان صبيعة بنت الحارث الاسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بخمس عشرة ليلة فأمرها نبى الله صلى الله عليه وسلم ان تزوج قال وكان عمر يقول لو وضعت ما في بطنها وهو موضوع على سريره من قبل ان يقبر لحلت * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك واللائى يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال العجوز الكبيرة التى قد يئست من المحيض فعدتها ثلاثة أشهر وأولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن مجاهد ان ارتبتم قال ان لم تعلموا أتحيض أم لا فالتى قعدت عن المحيض والتى لم تحض بعد فعدتهن ثلاثة أشهر * وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبى ان ارتبتم قال في المحيض أتحيض أم لا * وأخرج عبد بن حميد عن حماد بن زيد قال فسر أيوب هذه الآية ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال تعتد تسعة أشهر فان لم تر حملا فتلك الريبة قال اعتدت الآن بثلاثة أشهر * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم قال تعتد المرأة بالحيض وان كان كل سنة مرة فان كانت لا تحيض اعتدت بالاشهر وان حاضت قبل ان توفى الاشهر اعتدت بالحيض من ذى قبل * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى قال تعتد بالحيض وان لم تحض الا في كل سنة مرة * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة أنه سئل عن المرأة تحيض فكثر دمها حتى لا تدرى كيف حيضتها قال تعتد ثلاثة أشهر قال وهى الريبة التى قال الله ان ارتبتم قضى بذلك ابن عباس وزيد بن ثابت * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد في المرأة الشابة تطلق فيرتفع حيضها فما تدرى ما رفعها قال تعتد بالحيض وقال طاوس تعتد بثلاثة أشهر * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال قضى عمر في المرأة التى يطلقها زوجها تطليقة ثم تحيض حيضة أو حيضتين ثم ترتفع حيضتها لا تدرى ما الذى رفعها انها تربص بنفسها ما بينها وبين تسعة أشهر فان استبان حمل فهى حامل وان مر تسعة أشهر ولا حمل بها اعتدت ثلاثة أشهر بعد ذلك ثم قد حلت * وأخرج عبد الله في زوائد المسند وابن مردويه عن أبى بن كعب قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن أهى المطلقة ثلاثا والمتوفى عنها زوجها قال هي المطلقة ثلاثا والمتوفى عنها زوجها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والدارقطني من وجه آخر عن أبى بن كعب قال لما نزلت هذه الآية قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هذه الآية مشتركة أم مبهمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أية آية قلت وأولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال نعم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وابو داود والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود انه بلغه ان عليا يقول تعتد آخر الاجلين فقال من شاء لاعنته ان الآية التى نزلت في سورة النساء القصرى نزلت بعد سورة البقرة وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن بكذا وكذا شهرا فكل مطلقة أو متوفى عنها زوجها فاجلها أن تضع حملها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود قال من شاء حالفته ان سورة النساء الصغرى أنزلت بعد الاربعة أشهر وعشرا وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن * وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال من شاء لاعنته ان الآية التى في سورة النساء القصرى
[ 236 ]
وأولات الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن نسخت ما في البقرة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال نسخت سورة النساء القصرى كل عدة وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن أجل كل حامل مطلقة أو متوفى عنها زوجها أن تضع حملها وأخرجه الحاكم في التاريخ والديلمي عن ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعا * واخرج عبد بن حميد والبخاري والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال اتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة أنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن إذا وضعت فقد انقضت العدة * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال نزلت سورة النساء القصرى بعد التى في البقرة بسبع سنين * وأخرج عبد الرزاق عن أبى بن كعب قال قلت يا رسول الله انى أسمع الله يذكر وأولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن فالحامل المتوفى عنها زوجها أن تضع حملها فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم نعم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال كنت أنا وابن عباس وأبو هريرة فجاء رجل فقال افتنى في امرأة ولدت بعد زوجها باربعين ليلة أحلت فقال ابن عباس رضى الله عنهما تعتد آخر الاجلين قلت أنا واولات الاحمال اجلهن أن يضعن حملهن قال ابن عباس رضى الله عنهما ذلك في الطلاق قال أبو سلمة رأيت لو ان امرأة أخر حملها سنة فما عدتها قال ابن عباس آخر الاجلين قال ابو هريرة رضى الله عنه أنا مع ابن أخى يعنى أبا سلمة فارسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمه يسالها هل مضت في ذلك سنة فقالت قتل زوج سبيعة الاسلمية وهى حبلى فوضعت بعد موته باربعين ليلة فخطبت فانكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه عن أبى السنابل بن بعكك ان سبيعة بنت الحارث وضعت بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين يوما فتشوفت للنكاح فانكر ذلك عليها أو عيب فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان تفعل فقد خلا اجلها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت مكثت امرأة ثلاثا وعشرين ليلة ثم وضعت فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال استفلحى لامرك يقول تزوجي * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن سبيعة الاسلمية انها توفى زوجها فوضعت بعد وفاته بخمس وعشرين ليلة فتهيات فقال لها أبو السنابل بن بعكك قد أسرعت اعتدى آخر الاجلين اربعة اشهر وعشرا قالت فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال ان وجدت زوجا صالحا فتزوجي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن المسور بن مخرمة ان زوج سبيعة الاسلمية توفى وهى حامل فلم تمكث الا ليالى يسيرة حتى نفست فلما نعلت من نفاسها ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذن لها فنكحت * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ان امرأة توفى عنها زوجها فولدت بعد أيام فاختضبت وتزينت فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال كذبت انما هو آخر الاجلين فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته بذلك فقال كذب أبو السنابل تزوجي * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سلمة بن عبد الرحمن انه تمارى هو وابن عباس في المتوفى عنها زوجها وهى حبلى فقال ابن عباس آخر الاجلين وقال أبو سلمة إذا ولدت فقد حلت فجاء أبو هريرة فقال أنا مع ابن أخى لابي سلمة ثم أرسلوا إلى عائشة فسألوها فقالت ولدت سبيعة بعد موت زوجها بليال فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها فنكحت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عبيدالله بن عبد الله قال أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث ليسالها عما أفتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته انها كانت عند سعد بن خولة فتوفى عنها في حجة الوداع وكان بدريا فوضعت حملها قبل ان تمضى أربعة أشهر وعشر من وفاته فتلقاها أبو السنابل بن بعكك حين تعلت من نفاسها وقد اكتحلت وتزينت فقال لعلك تريدين النكاح انها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك قالت فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له وذكرت له ما قال أبو السنابل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعى بنفسك فقد حل أجلك إذا وضعت حملك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى شيبة عن على في الحامل إذا وضعت بعد وفاة زوجها قال تعتد أربعة أشهر وعشرا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقول في الحامل المتوفى عنها زوجها تنتظر آخر الاجلين * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب ان عمر استشار على بن أبى طالب وزيد
[ 237 ]
ابن ثابت قال زيد قد حلت وقال على أربعة اشهر وعشرا قال زيد أرأيت ان كانت آيسا قال على فآخر الاجلين قال عمر لو وضعت ذا بطنها وزوجها على نعشه لم يدخل حفرته لكانت قد حلت * وأخرج ابن المنذر عن مغيرة قالت قلت للشعبى ما أصدق ان على بن أبى طالب كان يقول عدة المتوفى عنها زوجها آخر الاجلين قال بلى فصدق به كاشد ما صدقت بشئ كان على يقول انما قوله وأولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن في المطلقة * وأخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عمر انه سئل عن المرأة يتوفى عنها زوجها وهى حامل فقال إذا وضعت حملها فقد حلت فاخبره رجل من الانصار ان عمر بن الخطاب قال لو ولدت وزوجها على سريره لم يدفن لحلت * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال إذا ألقت المرأة شيا يعلم انه من حمل فقد انقضت به العدة وأعتقت أم الولد * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ومحمد قالا إذا أسقطت المرأة فقد انقضت عدتها * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى قال إذا نكس في الخلق الرابع وكان مخلقا اعتقت به الامة وانقضت به العدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس انه سئل عن رجل اشترى جارية وهى حامل أيطؤها قال لا وقرأ وأولات الاحمال أجلهن ان يضعن حملهن * قوله تعالى (أسكنوهن من حيث سكنتم) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم قال ان لم تجد لها الا ناحية بيتك فاسكنها فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله من حيث سكنتم من وجدكم قال من سعتكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله من حيث سكنتم من وجدكم قال من سعتكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن قال في المسكن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ من وجدكم مرفوعة الواو * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان كن أولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن قال فهذه المرأة يطلقها زوجها وهى حامل فامر الله ان يسكنها وينفق عليها حتى تضع وان أرضعته فحتى تفطم فان أبان طلاقها وليس بها حمل فلها السكنى حتى تنقضي عدتها ولا نفقة لها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فان أرضعن لكم الآية قال هي أحق بولدها ان تأخذه بما كنت مسترضعا به غيرها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وان تعاسرتم فسترضع له أخرى قال إذا قام الرضاع على شئ خيرت الام * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم والضحاك وقتادة مثله * قوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه) الآية * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لينفق ذو سعة من سعته قال على المطلقة إذا أرضعت له * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ومن قدر عليه رزقه قال قتر فلينفق مما آتاه الله قال أعطاه لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها قال أعطاها * واخرج ابن جرير عن أبى سنان قال سال عمر بن الخطاب عن أبى عبيدة فقيل له انه يلبس الغليظ من الثياب وياكل أخشن الطعام فبعث إليه بالف دينار وقال للرسول انظر ما يصنع بها إذا هو أخذها فما لبث أن لبس الين الثياب واكل اطيب الطعام فجاء الرسول فاخبره فقال رحمه الله تأول هذه الاية لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله * واخرج البيهقى في شعب الايمان وضعفه عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن أخذ من الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع على نفسه وإذا أمسك عليه امسك * وأخرج ابن مردويه عن على قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان له مائة اوقية بعشر اواق وجاءه رجل كان له مائة دينار بعشر دنانير وجاءه رجل له عشرة دنانير بدينار فقال النبي صلى الله عليه وسلم انتم في الاجر سواء كل واحد منكم جاء بعشر ماله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لينفق ذو سعة من سعته * وأخرج الطبراني عن ابى مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر كان لاحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشر اواق فتصدق منها باوقية وكان لآخر مائة اوقية فتصدق منها بعشرة اواق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الاجر سواء كل تصدق بعشر ماله قال الله لينفق ذو سعة من سعته * وأخرج عبد الرزاق عن معمر قال سالت الزهري عن الرجل لا يجد ما ينفق على امرأته يفرق بينهما قال يستانى له ولا يفرق بينهما وتلا لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا قال معمر وبلغني ان عمر بن عبد العزيز قال مثل قال الزهري * قوله تعالى (وكأين من قرية) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فحاسبناها حسابا شديدا يقول لم ترحم وعذبناها عذابا نكرا يقول عظيما منكرا * واخرج
[ 238 ]
عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ عذابا نكرا مثقلة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فذاقت ويال امرها قال جزاء امرها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فذاقت وبال امرها قال عقوبة امرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قد أنزل الله اليكم ذكرا رسولا قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ آيات مبينات بنصب الياء والله تعالى اعلم * قوله تعالى (الله الذى خلق سبع سموات) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق ابى رزين قال سالت ابن عباس هل تحت الارض خلق قال نعم الم تر إلى قوله خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال له رجل الله الذى خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن إلى آخر السورة فقال ابن عباس للرجل ما يؤمنك ان أخبرك بها فتكفر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن قال في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه وأمر من امره وقضاء من قضائه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يتنزل الامر بينهن قال من السماء السابعة إلى الارض السابعة * واخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله يتنزل الامر بينهن قال السماء مكفوفة والارض مكفوفة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال بين كل سماء وأرض خلق وأمر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن قال بلغني ان عرض كل أرض مسيرة خمسمائة سنة وان بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة وأخبرت ان الريح بين الارض الثانية والثالثة والارض السابعة فوق الثرى واسمها تخوم وان أرواح الكفار فيها ولها فيها اليوم حنين فإذا كان يوم القيامة القتهم إلى برهوت فاجتمع أنفس ؟ لمسلمين بالجابية والثرى فوق الصخرة التى قال الله في صخرة والصخرة خضراء مكالة والصخرة على الثور والثور له قرنان وله ثلاث قوائم يبتلع ماء الارض كلها يوم القيامة والثور على الحوت وذنب الحوت عند رأسه مستدير تحت الارض السفلى وطرفا منعقدان تحت العرش ويقال الارض السفلى على عمد من قرنى الثور ويقال بل على ظهره واسمه به موت ياثرون أنهما نزل أهل الجنة فيشبعون من زائد كبد الحوت ورأس الثور وأخبرت ان عبد الله بن سلام سال النبي صلى الله عليه وسلم علام الحوت قال على ماء اسود وما أخذ منه الحوت الا كما أخذ حوت من حيتانكم من بحر من هذه البحار وحدثت ان ابليس تغلغل إلى الحوت فعظم له نفسه وقال ليس خلق باعظم منك غنى ولا أقوى فوجد الحوت في نفسه فتحرك فمنه تكون الزلزلة إذا تحرك فبعث الله حوتا صغيرا فاسكنه في اذنه فإذا ذهب يتحرك تحرك الذى في اذنه فسكن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الضريس من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ومن الارض مثلهن قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم بتكذيبكم بها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب وفي الاسماء والصفات عن أبى الضحى عن ابن عباس في قوله ومن الارض مثلهن قال سبع أرضين في كل أرض نبى كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وابراهيم كابراهيم وعيسى كعيسى قال البيهقى اسناده صحيح ولكنه شاد لا أعلم لابي الضحى عليه متابعا * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي فقال منكر عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الارضين بين كل أرض والتى تليها مسيرة خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد الملك والثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا فقال يا رب ارسل عليهم من الريح بقدر منخر الثور فقال له الجبار اذن تكفا الارض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهى التى قال الله في كتابه ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أللنار كبريت قال نعم والذى نفسي بيده ان فيها لاودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسى لماعت والخامسة فيها حيات جهنم ان أفواهما كالاودية تلسع الكفار اللسعة فلا تبقى منه لحما على وضم والسادسة فيها عقارب جهنم ان أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم والسابعة فيها سقر وفيها ابليس مصفد بالحديد يد امامه ويد خلفه فإذا أراد الله ان يطلقه لما شاء أطلقه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى الدرداء
[ 239 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كثف الارض مسيرة خمسمائة عام وكثف الثانية مثل ذلك وما بين كل أرضين مثل ذلك * وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية عن ابن عباس قال سيد السموات السماء التى فيها العرش وسيد الارضين التى نحن عليها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب قال الارضون السبع على صخرة والصخرة في كف ملك والملك على جناح الحوت والحوت في الماء والماء على الريح والريح على الهواء ريح عقيم لا تلقح وان قرونها معلقة بالعرش * وأخرج أبو الشيخ عن أبى مالك قال الصخرة التى تحت الارض منتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك ورؤسهم تحت العرش * وأخرج أبو الشيخ عن أبى مالك قال ان الارضين على حوت والسلسلة في أذن الحوت * (سورة التحريم مدنية) * * أخرج ابن الضريس والتحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة التحريم بالمدينة ولفظ ابن مردويه سورة التحرم * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت بالمدينة سورة النساء يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك * قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم) الآية * أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن مرويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحصفة ان أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل انى أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على احداهما فقالت ذلك له فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى ان تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت انى أجد منك ريحا فدخل على حفصة فقالت انى أجد منك ريحا فقال أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية * وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال سألت أم سلمة عن هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قالت كانت عندي عكة من عسل أبيض فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان يحبه فقالت له عائشة نحلها تجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عبد الله بن عتيبة أنه سئل أي شئ حرم النبي صلى الله عليه وسلم قال عكة من عسل * وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى آخر الآية وأخرج الترمذي والطبراني بسند حسن صحيح عن ابن عباس قال نزلت يا أيها النبي لم تحرم الآية في سريته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قلت لعمر بن الخطاب رضى الله عنه من المرأتان اللتان تظاهرتا قال عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن مارية ام ابراهيم القبطية أصابها النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها فوجدت حفصة فقالت يا نبى الله لقد جئت إلى شيا ما جئته إلى احد من أزواجك في يومى وفي دارى وعلى فراشي فقال ألا ترضين أن احرمها فلا أقربها قالت بلى فحرمها وقال لا تذكري ذلك لاحد فذكرته لعائشة رضى الله عنها فاظهره الله عليه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر عن يمينه وأصاب جاريته * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك قال حرم سريته * وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت عائشة وحفصة متحابتين فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدث عنده فارسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذى ياتي فيه عائشة فوجدتهما في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فاخرج النبي صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لارضينك وانى مسر اليك سرا فاحفظيه قالت ما هو قال انى أشهدك ان سريتي هذه على حرام رضا لك فانطلقت حفصة لى عائشة
[ 240 ]
فاسرت إليها ان ابشرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذكر عند عمر بن الخطاب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك قال انما كان ذلك في حفصة * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أنزل أم ابراهيم منزل أبى أيوب قالت عائشة رضى الله عنها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بابراهيم قالت عائشة فلما استبان حملها فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولدت فلم يكن لامه لبن فاشترى له ضائنة يغذى منها الصبى فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة كيف ترى الشبه فقلت أنا غيرى ما أدرى شبها فقال ولا باللحم فقلت لعمري لمن تغذى بالبان الضان ليحسن لحمه قال فجزعت عائشة رضى الله عنها وحفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها واسر إليها سرا فافشته إلى عائشة رضى الله عنها فنزلت آية التحريم فاعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال وجدت حفصة رضى الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم أم ولد مارية أم ابراهيم فحرم أم ولده لحفصة رضى الله عنها وأمرها ان تكتم ذلك فاسرته إلى عائشة رضى الله عنها فذلك قوله تعالى واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فأمره الله بكفارة يمينه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية قال كان حرم فتاته القبطية أم ابراهيم عليه السلام في يوم حفصة وأسر ذلك إليها فاطلعت عليه عائشة رضى الله عنها وكانتا تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فاحل الله له ما حرم على نفسه وأمره ان يكفر عن يمينه فقال قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الشعبى وقتادة رضى الله عنهما يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال حرم جاريته قال الشعبى وحلف يمينا مع التحريم فعاتبه الله في التحريم وجعل له كفارة اليمين وقال قتادة حرمها فكانت يمينا * وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم ابراهيم فقال هي على حرام فقال والله لا أقربها فنزلت قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج ابن سعد عن مسروق والشعبى قال آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته وحرمها فانزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وأنزل لم تحرم ما أحل الله لك * وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا تحدثي أحدا وان أم ابراهيم على حرام فقالت أتحرم ما أحل الله لك قال فو الله لا أقربها فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فانزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج سعيد بن منضرر وعبد بن حميد عن مسروق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة ان لا يقرب أمته وقال هي على حرام فنزلت الكفارة ليمينه وأمر ان لا يحرم ما أحل الله له * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك ان حفصة زارت أباها ذات يوم وكان يومها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل فارسل إلى أمته مارية فاصاب منها في بيت حفصة وجاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتى وفي يومى قال فانها على حرام ولا تخبرى بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فاخبرتها بذلك فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله وصالح المؤمنين فامر أن يكفر عن يمينه ويراجع امته * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتى من بين بيوت نسائك قال فانها على حرام ان أمسها واكتمي هذا على فخرجت حتى أتت عائشة فقالت ألا أبشرك فقالت بماذا قالت وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى فقلت يا رسول الله في بيتى من بين بيوت نسائك فكان أول السرر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لى يا حفصة ألا أبشرك فاعلمي عائشة ان أباك يلى الامر من بعده وان أبى يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم إلى قوله غفور رحيم أي لما كان منك إلى قوله واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه يعنى حفصة حديثا فلما نبات به يعنى عائشة وأظهره الله عليه أي بالقرآن عرف بعضه عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية وأعرض عن
[ 241 ]
بعض عما أخبرت به من أمر أبى بكر وعمر فلم يبده فلما نباها به إلى قوله الخبير ثم أقبل عليهما يعاتبهما فقال ان تتوبا إلى الله إلى قوله ثيبات وأبكارا فوعد من الثيبات آسية بنت مزاحم وأخت نوح عليه السلام ومن الابكار مريم بنت عمران وأخت موسى * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك في المرأة التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قد فرض الله لكم) الآية * أخرج عبد الرزاق والبخاري وابن مردويه عن ابن عباس رسول الله قال في الحرام يكفر وقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه جاءه رجل فقال جعلت امرأتي على حراما فقال كذبت ليست عليك بحرام ثم تلا لم تحرم ما أحل الله لك قال عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة * وأخرج الحارث بن أبى أسامة عن عائشة قالت لما حلف أبو بكر ان لا ينفق على مسطح فانزلل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم فاحل يمينه وأنفق عليه * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم قال أمر الله النبي والمؤمنين إذا حرموا شيا مما أحل الله لهم ان يكفروا أيمانهم باطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة وليس يدخل في ذلك الطلاق * وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضى الله عنه في قوله تحلة أيمانكم قال يقول قد أحللت لك ما ملكت يمينك فلم تحرم ذلك وقد فرضت لك تحلة اليمين تكفر بها يمينك كل ذلك في هذا * قوله تعالى (واذ أسر النبي) الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطا مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخبرى عائشة حتى أبشرك بشارة فان أباك يلى الامر بعد أبى بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فاخبرت عائشة فقالت عائشة للنبى صلى الله عليه وسلم من أنباك هذا قال نبانى العليم الخبير فقالت عائشة لا أنظر اليك حتى تحرم مارية فحرمها فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم * وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن عائشة في قوله واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتي من بعدى * وأخرج ابن عدى وأبو نعيم في فضائل الصحابة والعشارى في فضائل الصديق وابن مردويه وابن عساكر من طرق عن على وابن عباس قالا والله ان امارة أبى بكر وعمر لفى الكتاب واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال لحفصة أبوك وأبو عائشة واليان الناس بعدى فاياك ان تخبرى أحدا * وأخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران في قوله واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتي من بعدى * وأخرج ابن عساكر عن حبيب بن أبى ثابت واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال اخبر عائشة ان أباها الخليفة من بعده وان أبا حفصة الخليفة من بعد أبيها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم جارية له في يوم عائشة وكانت حفصة وعائشة متحابتين فاطلعت حفصة على ذلك فقال لها لا تخبرى عائشة بما كان منى وقد حرمتها على فافشت حفصة سر النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى يا أيها النبي لم تحرم الآيات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده فحدثت به حفصة * وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن الضحاك واذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إلى حفصة بنت عمر ان الخليفة من بعده أبو بكر ومن بعد أبى بكر عمر * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله عرف بعضه وأعرض عن بعض قال الذى عرف أمر مارية وأعرض عن بعض قوله ان أباك وأباها يليان الناس بعدى مخافة ان يفشو * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب قال ما استقصى كريم قط لان الله تعالى يقول عرف بعضه وأعرض عن بعض * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عطاء الخراساني قال ما استقصى حليم قط ألم تسمع إلى قوله عرف بعضه وأعرض عن بعض * قوله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت وأثمت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس صغت قال مالت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله صغت قال مالت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كنا نرى ان صغت قلوبكما شئ هين حتى سمعناه بقراءة عبد الله ان تتوبا إلى الله فقد 7 صغت قلوبكما
[ 242 ]
* وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وأحمد والعدنى وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن حبان وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم أزل حريصا ان أسال عمر رضى الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج عمر وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالاداوه فتبرز ثم أتى فصببت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة ثم أنشا يحدثنى الحديث فقال كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فانكرت ان تراجعني فقالت ما تنكر من ذلك فو الله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره احداهن اليوم إلى الليل قلت قد خابت من فعلت ذلك منهن وخسرت قال وكان منزلي بالعوالى وكان لى جار من الانصار كنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما فيأتيني بخبر الوحى وغيره وأنزل يوما فآتيه بمثل ذلك قال وكنا نحدث ان غسان تنعل الخيل لتغزونا فجاء يوما فضرب على الباب فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم فقلت أجاءت غسان قال أعظم من ذلك طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت في نفسي قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أرى ذلك كائنا فلما صلينا الصبح شددت على ثيابي ثم انطلقت حتى دخلت على حفصة فإذا هي تبكى فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدرى هو ذا معتزل في المشربة فانطلقت فاتيت غلاما اسود فقلت استاذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيا فانطلقت إلى المسجد فإذا حول المسجد نفر يبكون فجلست إليهم ثم غلبنى ما أجد فانطلقت فاتيت الغلام فقلت استاذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيا فوليت منطلقا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم متكئ على حصير قد رأيت أثره في جنبه فقلت يا رسول الله أطلقت نساءك قال لا قلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فانكرت ذلك فقالت ما تنكر فو الله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اليراجعنه وتهجره احداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خابت من فعل ذلك منهن فدخلت على حفصة فقلت أتراجع احداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهجره اليوم إلى الليل قالت نعم فقلت قد خابت من فعلت ذلك منكن وخسرت أتأمن احداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لحفصة لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسالبه شيا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت جارتك أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم أخرى فقلت يا رسول استانس قال نعم فرفعت رأسي فما رأيت في البيت الا أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادع الله ان يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا وقال أوفى شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا وكان قد أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا فعاتبه الله في ذلك وجعل له كفارة اليمين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه وحرم فجعل الحرام حلالا وجعل في اليمين كفارة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال آلى النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه وحرم فاما الحرام فاحله الله له وأما الايلاء فأمره بكفارة اليمين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وان تظاهرا عليه خفيفة عسى ربه ان طلقكن ان يبدله خفيفة مرفوعة الياء سائحات خفيفة الالف * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه عن ابن عباس قال حدثنى عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل ان يؤمر بالحجاب فقلت لاعلمن ذلك اليوم فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبى بكر أقد بلغ من شأنك ان تؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت مالى ولك يا ابن الخطاب فدخلت على حفصة فقلت لها يا حفصة أقد بلغ ما شأنك ان تؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه
[ 243 ]
وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذ أنا برباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدليا رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استاذن لى عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيا فقلت يا رباح استاذن لى عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استاذن لى عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لاضربن عنقها ورفعت صوتي فاومأ إلى بيده أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فإذا عليه ازار ليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه ونظرت في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها من قرظ في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق فابتدرت عيناى فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت يا نبى الله ومالى لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها الا ما أرى وذاك كسرى وقيصر في الثمار والانهار وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك قال يا ابن الخطاب ألا ترضى ان تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شان النساء فان كنت طلقتهن فان الله تعالى معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام الا رجوت ان يكون الله يصدق قولى الذى أقوله ونزلت هذه الآية عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير وكانت عائشة رضى الله عنها بنت أبى بكر وحفصة تظاهر ان على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله انى دخلت المسجد والمؤمنون ينكتون الحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفانزل فاخبرهم انك لم تطلقهن قال نعم ان شئت ثم لم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر وضحك وكان من أحسن الناس ثغرا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت اتشبث بالجذع ونزل نبى الله صلى الله عليه وسلم كانما يمشى على الارض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله انما كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشهر قد يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت باعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال ونزلت هذه الآية وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الامر وأنزل الله آية التخيير * قوله تعالى (وصالح المؤمنين) * أخرج ابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان أبى يقرؤها وصالح المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله عنه في قوله وصالح المؤمنين قال أبو بكر وعمر رضى الله عنهما * وأخرج ابن عساكر عن عكرمة وميمون بن مهران مثله * وأخرج ابن عساكر عن الحسن البصري رضى الله عنه في قوله وصالح المؤمنين قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه * وأخرج ابن عساكر عن مقاتل بن سليمان رضى الله عنه في قوله وصالح المؤمنين قال أبو بكر وعمر وعلى رضى الله عنهم * وأخرج ابن عساكر من طريق مالك بن أنس رضى الله عنه عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت وفي قوله وصالح المؤمين قال الانبياء عليهم السلام * وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح المؤمنين قال صلى الله عليه وسلم من صالح المؤمنين أبو بكر وعمر رضى الله عنهما * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الله وصالح المؤمنين قال صالح المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهما في قوله وصالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر وعمر رضى الله عنهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر
[ 244 ]
وابن أبى حاتم وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله وصالح المؤمنين قال نزلت في عمر بن الخطاب خاصة * وأخرج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله وصالح المؤمنين قال صالح المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عمر وابن عباس في قوله وصالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر وعمر * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله وصالح المؤمنين قال نزلت في عمر خاصة * وأخرج الحاكم عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح المؤمنين قال أبو بكر وعمر * وأخرج ابن أبى حاتم بسند ضعيف عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح المؤمنين قال هو على بن أبى طالب * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وصالح المؤمنين قال على بن أبى طالب * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله وصالح المؤمنين قال هو على بن أبى طالب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن العلاء بن زياد في قوله وصالح المؤمنين قال الانبياء عليهم السلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وصالح المؤمنين قال الانبياء عليهم الصلاة والسلام * قوله تعالى (عسى ربه ان طلقكن) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وأبى مالك وقتادة في قوله قانتات قال مطيعات وفي قوله سائحات قالوا صائمات * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ سيحات مثقلة بغير ألف * واخرج الطبراني وابن مردويه عن بريدة في قوله ثيبات وأبكارا قال وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسية امرأة فرعون وبالبكر مريم ابنت عمران * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدخل عن على ابن أبى طالب في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال وأهليكم فليقوا أنفسهم * وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قوا أنفسكم وأهليكم نارا فقالوا يا رسول الله كيف نقى أهلنا نارا قال تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم عما يكره الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال أدبوا أهليكم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال أوصوا أهليكم بتقوى الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد عن قتادة في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال مروهم بطاعة الله وأنهوهم عن معصية الله * وأخرج ابن المنذر عن عبد العزيز بن أبى رواد قال مر عيسى عليه السلام بجبل معلق بين السماء والارض فدخل فيه وبكى وتعجب منه ثم خرج منه إلى من حوله فسال ما قصة هذا الجبل فقالوا ما لنا به علم كذلك أدركنا آباءنا فقال يا رب ائذن لهذا الجبل يخبرني ما قصته فاذن له فقال لما قال الله نارا وقودها الناس والحجارة اضطربت خفت ان أكون من وقودها فادع الله ان يؤمننى فدعا الله تعالى فامنه فقال الآن قررت فقر على الارض * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن قدامة في كتاب البكاء والرقة عن محمد بن هاشم قال لما نزلت هذه الآية وقودها الناس والحجارة قرأها النبي صلى الله عليه وسلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجره رحمة له فمكث ما شاء الله ان يمكث ثم فتح عينيه فإذا رأسه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بابى أنت وأمى مثل أي شئ الحجر فقال أما يكفيك ما أصابك على ان الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت منه وان مع كل انسان منهم حجرا أو شيطانا والله أعلم * قوله تعالى (عليها ملائكة غلاظ شداد) الآية * أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابى عمران الجونى قال بلغنا ان خزنة النار تسعة عشر ما بين منكب أحدهم مسيرة مائتي خريف ليس في قلوبهم رحمة انما خلقوا للعذاب ويضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحنا من لدن قرنه إلى قدمه * وأخرج ابن جرير عن كعب قال ما بين منكب الخازن من خزنتها مسيرة ما بين سنة مع كل واحد منهم عمود وشعبتان يدفع به الدفعة يصدع في الناس سبعمائة ألف * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة
[ 245 ]
نصوحا) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن النعمان بن بشير ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه سئل عن التوبة النصوح قال ان يتوب الرجل من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدا * وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التوبة من الذنب لا تعود إليه أبدا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند ضعيف عن أبى بن كعب قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال معاذ بن جبل يا رسول الله ما التوبه النصوح قال ان يندم العبد على الذنب الذى أصاب فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله توبة نصوحا قال التوبة النصوح ان يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه أبدا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله توبة نصوحا قال يتوب ثم لا يعود * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله توبة نصوحا قال هو ان يتوب ثم لا يعود * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله توبة نصوحا قال النصوح الصادقة الناصحة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال التوبة النصوح تكفر كل سيئة وهو في القرآن ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيأتكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ توبة نصوحا برفع النون * قوله تعالى (يوم لا يخزى الله النبي) الآية * أخرج الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى قال ليس أحد من الموحدين الا يعطى نورا يوم القيامة فاما المنافق فيفطأ نوره والمؤمن يشفق مما يرى من اطفاء نور المنافق فهو يقول ربنا أتمم لنا نورنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ربنا اتمم لنا نورنا قال قول المؤمنين حين طفئ نور المنافقين * قوله تعالى (ضرب الله مثلا) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فخانتاهما قال ما زنتا اما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس انه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتها * وأخرج ابن عساكر عن أشرس الخراساني رضى الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما بغت امرأة نبى قط * وأخرج ابن عدى والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن الضحاك رضى الله عنه قال انما كانت خيانة امرأة نوح وامرأة لوط النميمة * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فخانتاهما قال كانتا كافرتين مخالفتين ولا ينبغى لامرأة تحت نبى ان تفجر * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما بغت امرأة نبى قط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه فخانتاهما قال في الدين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال امرأة النبي إذا زنت لم يغفر لها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ضرب الله مثلا الآية قال يقول لن يغنى صلاح هذين عن هاتين شيأ وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان رضى الله عنه قال كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة باجنحتها وكانت ترى بينها في الجنة * وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبى هريرة ان فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكانوا إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة عليهم السلام فقالت رب ابن لى عندك بيتا في الجنة فكشف لها عن بيتها في الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة رضى الله عنه ان فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد وأضجعها على صدرها وجعل على صدرها رحى واستقبل بهما
[ 246 ]
عين الشمس فرفعت رأسها إلى السماء فقالت رب ابن لى عندك بيتا في الجنة إلى الظالمين ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن قالت رب ابن لى عندك بيتا في الجنة * وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ونجنى من فرعون وعمله قال من جاعه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فنفخنا فيه من روحنا قال في جيبها وفي قوله وكانت من القانتين قال من المطيعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وصدقت بكلمات ربها بالالف وكتابه واحد * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله زوجنى في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى * (سورة الملك مكية) * أخرج ابن الضريس والبخاري وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت بمكة تبارك الملك * وأخرج ابن جرير في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت تبارك الملك في أهل مكة الا ثلاث آيات * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الضريس والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سورة من كتاب الله ما هي الا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له تبارك الذى بيده الملك * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه والضياء في المختارة عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة تبارك الذى بيده الملك * وأخرج الترمذي والحاكم وابن مردويه وابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتاة على قبر وهو لا يحسب انه قبر فإذا هو بانسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن رافع بن خديج وأبى هريرة انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزلت على سورة تبارك وهى ثلاثون آية جملة واحدة وقال هي المانعة في القبور وان قراءة قل هو الله أحد في صلاة تعدل قراءة ثلث القرآن وان قراءة قل يا أيها الكافرون في صلاة تعدل ربع القرآن وان قراءة إذا زلزلت في صلاة تعدل نصف القرآن * وأخرج عبد بن حميد في مسنده واللفظ له والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس انه قال لرجل الا أتحفك بحديث تفرح به قال بلى قال اقرأ تبارك الذى بيده الملك وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فانها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن تنجيه من عذاب النار وينجو بها صاحبها من عذاب القبر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوددت انها في قلب كل انسان من أمتى * وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن الزهري عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا ممن كان قبلكم مات وليس معه شئ من كتاب الله الا تبارك الذى بيده الملك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها انك من كتاب الله وأنا أكره شقاقك وانى لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولا نفعا فان أردت هذا به فانطلقي إلى الرب فاشفعي له فانطلقت إلى الرب فتقول يا رب ان فلانا عمد إلى من بين كتابك فتعلمني وتلاني افمحرقه أنت بالنار ومعذبه وأنا في جوفه فان كنت فاعلا به ذلك فامحنى من كتابك فيقول الا أراك غضيت فتقول وحق لى ان أغضب فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه فتجئ سورة الملك فيخرج كاسف البال لم يحل منه شئ فتجئ فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الغم فربما تلاني وتقول مرحبا بهذا الصدر فربما وعانى ومرحبا بهاتين القدمين فربما فامتا بى وتؤنسه في قبره محافة الوحشة عليه فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد الا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 247 ]
المنجية * وأخرج ابن الضريس والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال يؤتى الرجل في قبره فيؤتى من قبل رجليه فتقول رجلاه ليس لكم على ما قبلى سبيل قد كان يقوم علينا بسورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره فيقول ليس لكم على ما قبلى سبيل قد كان وعانى سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلى سبيل قد كان يقرأ بى سورة الملك فهى المانعة تمنع من عذاب القبر وهى في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر واطيب * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند جيد عن ابن مسعود قال كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة وانها لفى كتاب الله سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب * وأخرج أبو عبيد والبيهقي في الدلائل من طريق مرة عن ابن مسعود قال ان الميت إذا مات أوقدت حوله نيران فتأكل كل نار ما يليها ان لم يكن له عمل يحول بينه وبينها وان رجلا مات ولم يكن يقرأ من القرآن الا سورة ثلاثين آية فاتته من قبل رأسه فقالت انه كان يقرؤني فاتته من قبل رجليه فقالت انه كان يقوم بى فاتته من قبل جوفه فقالت انه كان وعانى فانجته قال فنظرت انا ومسروق في المصحف فلم نحد سورة ثلاثين آية الا تبارك وأخرجه الدارمي وابن الضريس عن مرة مرسلا * وأخرج سعيد بن منصور عن عمرو بن مرة قال كان يقال ان في القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر تكون ثلاثين آية فنظروا فوجدوها تبارك * وأخرج الديلمى عن أنس مرفوعا قال يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيأ من المعاصي الا ركبها الا انه كان يوحد الله ولم يكن يقرأ من القرآن الا سورة واحدة فيؤمر به إلى النار فطار من جوفه شئ كالشهاب فقالت اللهم انى مما أنزلت على نبيك صلى الله عليه وسلم وكان عبدك هذا يقرؤني فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة وهى المنجية تبارك الذى بيده الملك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وسبح اسم ربك الاعلى وفي صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل وتبارك الذى بيده الملك * وأخرج الديلمى بسندواه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لاجد في كتاب الله سورة هي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له بها ثلاثون حسنة ومحى عنه ثلاثون سيئة ورفع له ثلاثون درجة وبعث الله إليه ملكا من الملائكة ليبسط عليه جناحه ويحفظه من كل شئ حتى يستيقظ وهى المجادلة تجادل عن صاحبها في القبر وهى تبارك الذى بيده الملك * وأخرج الديلمى بسندواه عن أنس رضى الله عنه رفعه لقد رأيت عجبا رأيت رجلا مات كان كثير الذنوب مسرفا على نفسه فكلما توجه إليه العذاب في قبره من قبل رجليه أو من قبل رأسه أقبلت السورة التى فيها الطير تجادل عنه العذاب انه كان يحافظ على وقد وعدني ربى انه من واظب على ان لا يعذبه فانصرف عنه العذاب بها وكان المهاجرون والانصار يتعلمونها ويقولون المغبون من لم يتعلمها وهى سورة الملك * وأخرج ابن الضريس عن مرة الهمداني قال أتى رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر فنظرت أنا ومسروق فلم نجدها الا تبارك * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الصباح عن عبد العزيز عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رجل الجنة بشفاعة سورة من القرآن وما هي الا ثلاثون آية تنجيه من عذاب القبر تبارك الذى بيده الملك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك كل ليلة لا يدعها في سفر ولا حضر * قوله تعالى (تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير الذى خلق الموت والحياة) الآيتين * أخرج ابن عساكر عن على رضى الله عنه مرفوعا كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة لا اله الا الله الحليم الكريم ثلاث مرات الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن السدى في قوله الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال أيكم أحسن للموت ذكراو له استعدادا ومنه خوفا وحذرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذى خلق الموت والحياة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله أذل بنى آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذى خلق الموت والحياة قال الحياة فرس جبريل عليه السلام والموت كبش أملح * وأخرج وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله الموت كبشا أملح مستترا بسواد
[ 248 ]
وبياض له أربعة أجنحة جناح تحت العرش وجناح في الثرى وجناح في المشرق وجناح في المغرب * قوله تعالى (الذى خلق سبع سموات طباقا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله سبع سموات طباقا قال بعضها فوق بعض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال ما يفوت بعضه بعضا مفاوت مفرق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال من اختلاف فارجع البصر هل ترى من فطور قال من خلل ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا قال صاغرا وهو حسير قال يعنى لا ترى في خلق الرحمن تفاوتا ولا خللا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه قرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت * وأخرج سعيد ابن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله من تفاوت قال تشقق وفي قوله هل ترى من فطور قال شقوق وفي قوله خاسئا قال ذليلا وهو حسير قال كليل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الفطور الوهى * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله من فطور قال من خلل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من فطور قال تشقق أو خلل وفي قوله ينقلب اليك البصر خاسئا قال يرجع اليك خاسئا قال صاغرا قال وهو حسير قال يعى ولا يرى شيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس خاسئا قال ذليلا وهو حسير قال مترجع * قوله تعالى (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله سمعوا لها شهيقا قال صياحا * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى قال ان الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن مالك قالت انه كان يستحى منى فيقول ارسلوا عبدى قال وان العبد ليجر إلى النار فيقول يا رب ما كان هذا الظن بك قال فما كان ظنك قال كان ظنى ان تسعني رحمتك فيقول ارسلوا عبدى قال وان الرجل ليخر إلى النار فتشهق إليه النار شهيق البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد الا خاف * وأخرج هناد وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وهى تفور قال تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر في قوله تكاد تميز قال تتفرق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله تكاد تميز قال يفارق بعضها بعضا * وأخرج ابن جرير ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فسحقا قال بعدا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله فسحقا قال بعدا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان ألا من مبلغ عنى أبيا * فقد ألقيت في سحق السعير * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فسحقا لاصحاب السعير قال سحق واد في جهنم * قوله تعالى (ان الذين يخشون ربهم بالغيب) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الذين يخشون ربهم بالغيب قال أبو بكر وعمر وعلى وأبو عبيدة بن الجراح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لهم مغفرة وأجر كبير قال الجنة * قوله تعالى (هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها) * أخرج بان جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مناكبها قال جبالها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله مناكبها قال أطرافها * وأخرج ابن المنذر عن قتادة ان بشير بن كعب قرأ هذه الآية فامشوا في مناكبها فقال لجاريته ان دريت ما مناكبها فانت حرة لوجه الله قالت فان مناكبها جبالها فسال أبا الدراء رضى الله عنه فقال دع ما يريبك إلى مالا يريبك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مناكبها قال أطرافها وفجاجها * وأخرج الخطيب في تاريخه وابن النجار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية قل هو الذى أنشاكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون * وأخرج الدار قطني في الافراد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات وهو الذى أنشاكم من نفس واحدة فمستقر إلى قوله يفقهون هو الذى أنشاكم وجعل لكم السمع إلى تشكرون فانه ييرأ باذن الله تعالى * وأخرج الطبراني وابن عدى والبيهقي في شعب الايمان والحكيم الترمذي
[ 249 ]
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد المؤمن المحترف * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد محترفا * وأخرج الحكيم الترمذي عن معاوية بن قرة قال مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بقوم فقال من أنتم قالوا المتوكلون فقال أنتم المتاكلون انما المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الارض وتوكل على ربه * قوله تعالى (أأمنتم من في السماء) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أأمنتم من في السماء قال الله تعالى وفي قوله فإذا هي تمور قال يمور بعضها فوق بعض واستدارتها وفي قوله أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات قال يبسطن أجنحتهن ويقبضن قال يضربن باجنحتهن * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله الا في غرور قال في باطل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان تمنتك الامانى من بعيد * وقول الكفر يرجع في غرور * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل لجوا في عتو ونفور قال في ضلال * واخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بل لجوا في عتو ونفور قال كفور وفي قوله أفمن يمشى مكبا على وجهه قال في الضلالة أمن يمشى سويا على صراط مستقيم قال على الحق المستقيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أفمن يمشى مكبا قال في الضلال أم من يمشى سويا قال مهتديا * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفمن يمشى مكبا على وجهه قال هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله يوم القيامة على وجهه أم من يمشى سويا على صراط مستقيم يعنى المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته وفي قوله فلما رأوه قال لما رأوا عذاب الله زلفة سيئت وجوه الذين كفروا قال ساءت بما رأت من عذاب الله وهو انه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله فلما رأوه زلفة قال قد اقترب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه قرأ وقبل هذا الذى كنتم به تدعون مخففة * وأخرج عبد بن حميد عن ابى بكر بن عياش عن عاصم انه قرأ تدعون مثقلة قال أبو بكر تفسير تدعون تستعجلون * قوله تعالى (قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا) الآية * أخرج ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبى رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر وكانت جاهلية قال الفاكهى وكانت آبار مكة تغور سراعا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان أصبح ماؤكم غورا قال داخلا في الارض فمن ياتيكم بماء معين قال الجارى * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضى الله عنهما ان أصبح ماؤكم غورا قال يرجع في الارض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله غورا قال ذاهبا وفي قوله بماء معين قال الجارى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما بماء معين قال ظاهر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد ابن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما بماء معين قال عذب * (سورة ن والقلم مكية) * * أخرج ابن الضريس عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء وكان أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك ثم ن ثم المزمل ثم المدثر * وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة ن والقلم بمكة * قوله تعالى (ن والقلم) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات والخطيب في تاريخه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال ان أول شئ خلق الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر فجرى من ذلك اليوم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم طوى الكتاب وارتفع القلم وكان عرشه على الماء فارتفع بخار الماء ففتقت منه السموات ثم خلق النور فبسطت الارض عليه والارض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت
[ 250 ]
الارض فاثبتت بالجبال فان الجبال لتفخر على الارض إلى يوم القيامة ثم قرأ ابن عباس ن والقلم وما يسطرون * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما خلق الله القلم والحوت قال اكتب قال ما أكتب قال كل شئ كائن إلى يوم القيامة ثم قرأ ن والقلم وما يسطرون فالنون الحوت والقلم القلم * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد والترمذي وصححه وابن مردويه عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى لابد * وأخرج ابن جرير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ن والقلم وما يسطرون قال لوح من نور وقلم من نور يجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال ان الله خلق النون وهى الدواة وخلق القلم فقال اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج الرافعى في تاريخ قزوين من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النون اللوح المحفوظ والقلم من نور ساطع * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أول شئ خلق الله القلم ثم خلق النون وهى الدواة ثم قال له اكتب قال وما أكتب قال ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل أو أثر أو رزق فكتب ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وذلك قوله ن والقلم وما يسطرون ثم ختم على في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ثم خلق الله العقل فقال وعزتي لاكملنك فيمن أحببت ولانقصنك فيمن أبغضت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما ن والقلم قال ن الدواة والقلم القلم * وأخرج عن ابن عباس قوله ن اشباه هذا قسم الله وهى من أسماء الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله ن قالا الدواة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ن قال هو الحوت الذى عليه الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الحوت الذى تحت الارض السابعة والقلم الذى كتب به الذكر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال أول ما خلق الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين وخلق النون وهى الدواة وخلق اللوح فكتب فيه ثم خلق السموات فكتب ما يكون من حينئذ في الدنيا إلى أن تكون الساعة من خلق مخلوق أو عمل معمول بر أو فجور وكل رزق حلال أو حرام رطب أو يابس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال القلم نعمة من الله عظيمة لولا القلم ما قام دين ولم يصلح عيش والله أعلم بما يصلح خلقه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ن والقلم وما يسطرون قال خلق الله القلم فقال اجره فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم خلق الحوت وهو النون فكبس عليها الارض ثم قال ن والقلم وما يسطرون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ن والقلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النون السمكة التى عليها قرار الارضين والقلم الذى خط به ربنا عزوجل القدر خيره وشره ونفعه وضره وما يسطرون قال الكرام الكاتبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله وما يسطرون قال وما يكتبون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وقتاده مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وما يسطرون قال وما يعملون * قوله تعالى (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كانوا يقولون للنبى صلى الله عليه وسلم انه لمجنون به شيطان فنزلت ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان لك لاجرا غير ممنون قال غير محسوب * قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) * أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والواحدي عن عائشة قالت ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته الا قال لبيك فلذلك أنزل الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد ومسلم وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين اخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن انك لعلى خلق عظيم * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى الدرداء قال سالت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن شقيق العقيلى قال
[ 251 ]
أتيت عائشة فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان أحسن الناس خلقا كان خلقه القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبى عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لم يكن فاحشا ولا متفاحشا ولا سخابا في الاسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح * واخرج ابن مردويه عن زينب بنت يزيد بن وسق قالت كنت عند عائشة إذ جاءها نساء أهل الشام فقلن يا أم المؤمنين أخبرينا عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن اقرؤه فقد كان خلقه القرآن وكان أشد الناس حياء من العواتق في خدرها * واخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عطية العوفى في قوله وانك لعلى خلق عظيم قال على أدب القرآن * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وانك لعلى خلق عظيم قال القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وانك لعلى خلق عظيم قال الدين * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك وانك لعلى خلق عظيم قال الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن ابن ابزى وسعيد بن جبير قالا على دين عظيم * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ثابت عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى عشرة سنة ما قال لى قط ألا فعلت هذا أو لم فعلت هذا قال ثابت فقلت يا أبا حمزة انه كما قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم * وأخرج الخرائطي عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين فما لامنى على شئ يوما من الايام فان لامنى لائم قال دعوه فانه لو قضى شئ لكان * وأخرج ابن سعد عن ميمونة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فاغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فابيت ان افتح له فقال أقسمت عليك الا فتحت لى فقلت له تذهب إلى أزواجك في ليلتى قال ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي * قوله تعالى (فستبصرو يبصرون) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فستبصرو يبصرون قال تعلم ويعلمون يوم القيامة بايكم المفتون قال الشيطان كانوا يقولون انه شيطان انه مجنون * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله فستبصرو يبصرون بايكم المفتون يقول يتبين لكم المفتون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فستبصرو يبصرون بايكم المفتون يقول بايكم المجنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير وابن ابزى بايكم المفتون بايكم المجنون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد بايكم المفتون قال بايكم المجنون * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بايكم المفتون قال المجنون * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجوزاء بايكم المفتون قال الشيطان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة بايكم المفتون قال أيكم أولى بالشيطان * وأخرج ابن المنذر عن الحسن فستبصرو يبصرون بايكم المفتون قال أيكم أولى بالشيطان فكانوا أولى بالشيطان منه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ودوا لو تدهن فيدهنون قال لو ترخص لهم فيرخصون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ودوا لو تدهن فيدهنون يقول لو تركن إليهم وتترك ما أنت عليه من الحق فيمالؤك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ودوا لو تدهن فيدهنون قال ودوا لو يدهن نبى الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الامر فيدهنوا عنه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ودوا لو تدهن فيدهنون قال لو تكفر فيكفرون * قوله تعالى (ولا تطع كل حلاف مهين) الآيات * أخرج ابن مردويه عن أبى عثمان النهدي قال قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر انها ليست بسنة أبى بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان هذا الذى أنزلت فيه والذى قال لوالديه أف لكما قال فسمعت ذلك عائشة فقالت انها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزلت في أبيك ولا تطع كل حلاف مهين هما زمشاء بنميم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ولا تطع كل حلاف الآية قال يعنى الاسود بن عبد يغوث * وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبى ولا تطع كل حلاف الآية قال هو رجل من ثقيف يقال له الاخنس بن شريق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله ولا تطع كل حلاف مهين يقول مكثار في الحلف مهين يقول ضعيف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ولا تطع كل حلاف مهين قال ضعيف القلب عتل قال شديد الاسر زنيم قال ملحق في النسب زعم ابن عباس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ولا تطع كلا حلاف
[ 252 ]
مهين قال المهين المكثار في الشرهماز قال ياكل لحوم الناس مناع للخير قال فلا يعطى خيرا معتد قال معتد في قوله متعمد في عمله أثيم ير به عتل هو الفاجر اللئيم الضريبة وذكر لنا ان النبي صلى اعليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى امامة في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال هو الفاحش اللئيم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن وأبى العالية مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله زنيم قال هو الدعى أما سمعت قول الشاعر زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض الاديم أكارعه * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن عكرمة انه سئل عن الزنيم قال هو ولد الزنا وتمثل يقول الشاعر زنيم ليس يعرف من أبوه * بغى الام ذو حسب لئيم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده وكانت علامته * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال العتل الصحيح الاكول الشروب والزنيم الفاجر * وأخرج عبد ابن حميد عن عكرمة في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء والزنماء التى في حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة * وأخرج عبد حميد عن مجاهد قال الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة الزنماء من التى لا زنمة لها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال هو الملزق في القوم ليس منهم * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال ستة لا يدخلون الجنة أبدا العاق والمدمن والجعشل والجواظ والقتات والعتل الزنيم فقلت يا ابن عباس أما اثنتان فقد علمت فاخبرني بالاربع قال أما الجعشل فالفظ الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع وأما القتات فمن ياكل لحوم الناس وأما العتل الزنيم فمن يمشى بين الناس بالنميمة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن شهر بن حوشب قال حدثنى عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظرى ولا العتل الزنيم فقال له رجل من المسلمين ما الجواظ والجعظرى والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه لظى نزاعة للشوى وأما الجعظرى فالفظ الغليظ قال الله فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح شروب واجد للطعام والشراب ظلوم للناس * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عامر انه سئل عن الزنيم قال هو الرجل تكون له الزنمة من الشر يعرف بها وهو رجل من ثقيف يقال له الاخنس بن شريق * وأخرج ابن أبى شيبة وابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال الزنيم الدعى الفاحش اللئيم الملزق ثم أنشد قول الشاعر زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض اللئيم الاكارع * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولا تطع كل حلاف مهين قال نزلت في الاخنس بن شريق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولا تطع كل حلاف مهين قال هو الاسود بن عبد يغوث * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك زنيم فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن حارثة بن وهب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم باهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لابره الا أخبركم باهل النار كل عتل جواظ جعظرى متكبر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكى السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا فكان الناس ظلوما فذلك العتل الزنيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال هو الفاحش اللئيم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن ابى الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله بعد ذلك زنيم قال العتل كل رحيب الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع للمال منوع له * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الله بن عمر وانه تلا مناع للخير إلى زنيم فقال سمعت
[ 253 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل النار كل جعظرى جواظ متسكبر متاع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال العتل هو الدعى والزنيم هو المريب الذى يعرف بالشر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوى الاخلاق والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الزنيم هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء * وأخرج البخاري والنسائي وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل زنمة الشاة يعرف بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال نعت فلم يعرف حتى قيل زنيم وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الزنيم الملحق النسب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله زنيم قال ظلوم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله زنيم قال ولد الزنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر زنيم تداعته الرجال زيادة * كما زيد في عرض الاديم الاكارع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن على بن أبى طالب قال الزنيم هو الهجين الكافر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله مهين قال الكذاب هماز يعنى الاغتياب عتل قال الشديد الفاتك زنيم الدعى وفي قوله سنسمه على الخرطوم فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله سنسمه على الخرطوم قال سيما على أنفه لا تفارقه * وأخرج عبد حميد عن قتادة في قوله سنسمه على الخرطوم قال سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ أءن كان ذا مال وبنين بهمزتين يستفهم * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات هماز المازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة ان يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين * قوله تعالى (انا بلوناهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قال هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم وبين لكم أمرهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جريج ان أبا جهل قال يوم بدر خذوهم أخذا فاربطوهم في الحبال ولا تقتلوا منهم أحدا فنزل انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة يقول في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كما بلونا أصحاب الجنة قال كانوا من أهل الكتاب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كما بلونا أصحاب الجنة قال هم ناس من الحبشة كانت لابيهم جنة وكان يطعم منها السائلين فمات أبوهم فقال بنوه ان كان أبونا لاحمق يطعم المساكين فاقسموا ليصر منها مصبحين وان لا يطعموا مسكينا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال كانت الجنة لشيخ من بنى اسرائيل وكان يمسك قوت سنته ويتصدق بالفضل وكان بنوه ينهونه عن الصدقة فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حر دقادرين يقول على جد من أمرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله كما بلونا أصحاب الجنة قال هي أرض باليمن يقال لها ضروان بينها وبين صنعاء ستة أميال * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح في قوله ولا يستثنون قال كان استثناؤهم سبحان الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فطاف عليها طائف من ربك قال هو أمر من الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فطاف عليها طائف من ربك قال عذاب عنق من النار خرجت من وادى جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون قال أتاها أمر الله ليلا فاصبحت كالصريم قال كالليل المظلم * وأخرج عبد بن حميد عن قطر بن ميمون مثله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والمعاصي ان العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم وان العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وان العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فاصبحت كالصريم قد حرموا خير جنتهم بذنبهم * وأخرج عبد الرزاق
[ 254 ]
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كالصريم قال مثل الليل الاسود * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق عن قوله كالصريم قال الذهب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر غدوت عليه غدوة فوجدته * قعود الديه بالصريم عواذله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أن اغدوا على حرثكم قال كان عنبا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وهم يتخافتون قال الاسرار والكلام الخفى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وهم يتخافتون قال يسرون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين قال غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله على حرد قادرين يقول ذو قدرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال غدوا على حرد قادرين قال غدوا على أمر قد قدروا عليه وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وغدوا على حرد قال غيظ * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وغدوا على حرد يعنى المساكين بجد * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قالوا انا لضالون قال أضللنا مكان جنتنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله انا لضالون قال أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا وفي قوله بل نحن محرومون قال بل حورفنا فحرمناها وفي قوله قال أوسطهم قال أعدل القوم وأحسن القوم فزعا وأحسنهم رجعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بل نحن محرومون قال لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا بل نحن محرومون محارفون * وأخرج ابن المنذر عن معمر قال قلنا القتادة أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار قال لقد كلفتني تعبا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قال أوسطهم قال أعدلهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله قال أوسطهم يعنى أعدلهم وكل شئ في كتاب الله أوسط فهو أعدل * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قال أوسطهم قال أعدلهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السرى في قوله ألم أقل لكم لولا تسبحون قال كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لولا تسبحون قال لولا تستثنون عند قولهم ليصر منها مصبحين ولا يستثنون عند ذلك وكان التسبيح استثناءهم كما نقول نحن ان شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله كذلك العذاب قال عقوبة الدنيا ولعذاب الآخرة قال عقوبة الآخرة وفي قوله سلهم أيهم بذلك زعيم قال أيهم كفيل بهذا الامر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله تدرسون قال تقرؤن وفي قوله أيمان علينا بالغة قال عهد علينا * قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) الآية * أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبى سعيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا * وأخرج ابن منده في الرد على الجهمية عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عزوجل عن ساقه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده عن ابن مسعود في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن ساقيه تبارك وتعالى قال ابن منده لعله في قراءة ابن مسعود يكشف بفتح الياء وكسر الشين * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات وضعفه وابن عساكر عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن نور عظيم فيخرون له سجدا * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن منده والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق ابراهيم النخعي في قوله يوم يكشف عن ساق قال قال ابن عباس يكشف عن أمر عظيم ثم قال قد قامت الحرب على ساق قال وقال ابن مسعود يكشف عن ساقه فيسجد كل مؤمن ويعصو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس انه سئل عن قوله يوم يكشف عن ساق قال إذا خفى عليكم شئ من القرآن فابتغوه في الشعر فانه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر
[ 255 ]
اصبر عناق انه شرباق * قد سن لى قومك ضرب الاعناق * وقامت الحرب بنا على ساق قال ابن عباس هذا يوم كرب وشدة * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر قد قامت الحرب بنا على ساق * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس يوم يكشف عن ساق قال هو الامر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة * وأخرج ابن منده عن ابن عباس في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده عن مجاهد في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الامر وجده قال وكان ابن عباس يقول هي أشد ساعة تكون يوم القيامة * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن عباس انه قرأ يوم يكشف عن ساق قال يريد القيامة والساعة لشدتها * وأخرج البيهقى عن ابن عباس في قوله يوم يكشف عن ساق قال حين يكشف الامر وتبدو الاعمال وكشفه دخول الآخرة وكشف الامر عنه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن منده من طريق عمرو ابن دينار قال كان ابن عباس يقرأ يوم تكشف عن ساق بفتح التاء قال أبو حاتم السجستاني أي تكشف الآخرة عن ساقها يستبين منها ما كان غائبا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يوم يكشف عن ساق بالياء ورفع الياء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن عكرمة انه سئل عن قوله يوم يكشف عن ساق قال ان العرب كانوا إذا اشتد القتال فيهم والحرب وعظم الامر فيهم قالوا لشدة ذلك قد كشفت الحرب عن ساق فذكر الله شدة ذلك اليوم بما يعرفون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير انه سئل عن قوله يوم يكشف عن ساق فغضب غضبا شديدا وقال ان أقواما يزعمون ان الله يكشف عن ساقه وانما يكشف عن الامر الشديد * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال هم الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون ثم أخبر الله سبحانه انه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة فاما في الدنيا فانه قال ما كانوا يستطيعون السمع وهى طاعته وما كانوا يبصرون وأما في الآخرة فانه قال لا يستطيعون خاشعة أبصارهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال أخبرنا ان بين كل مؤمنين منافقا يوم القيامة فيسجد المؤمنان وتقسو ظهور المنافقين فلا يستطيعون السجود ويزدادون لسجود المؤمنين توبيخا وحسرة وندامة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوم يكشف عن ساق قال عن بلاء عظيم * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم النخعي يوم يكشف عن ساق قال عن أمر عظيم الشدة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس يوم يكشف عن ساق قال عن الغطاء فيقع من كان آمن به في الدنيا فيسجدون له ويدعى الآخرون إلى السجود فلا يستطيعون لانهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا ولا يبصرونه ولا يستطيعون السجود وهم سالمون في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن أمر فظيع جليل ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون قال ذلكم يوم القيامة ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون وبين كل مؤمنين منافق فيتعسر ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخا وصغارا وذلا وندامة وحسرة وفي قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال في الصلوات وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال والذى أنزل التوراة على موسى والانجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن يوم يكشف عن ساق إلى قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون الصلوات الخمس إذا نودى بها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن سعيد بن جبير في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود قال الصلوات في الجماعات * وأخرج البيهقى عن ابن عباس في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود قال الرجل يسمع الاذان فلا يجيب الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الخلائق يوم القيامة ثم ينادى مناد من كان يعبد شيأ فليتبعه فيتبع كل قوم ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون وأهل الكتاب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون فيقولون الله وموسى فيقال لهم لستم من موسى وليس موسى منكم فيصرف بهم ذات
[ 256 ]
الشمال ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون الله وعيسى فيقال لهم لستم من عيسى وليس عيسى منكم ثم يصرف بهم ذات الشمال ويبقى المسلمون فيقال لهم ما كنتم تعبدون فيقولون الله فيقال لهم هل تعرفونه فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يؤذن لهم في السجود بين كل مؤمنين منافق فتقصم ظهورهم عن السجود ثم قرأ هذه الآية ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * وأخرج اسحق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قا يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام فينادى مناد يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذى خلقكم وصوركم ورزقكم ان يولى كل انسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويتولى أليس ذلك من ربكم عدلا قالوا بلى قال فينطلق كل انسان منكم إلى ما كان يعبد في الدنيا ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويتمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر ويبقى أهل الاسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عزوجل فيقول لهم مالكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس فيقولون ان لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول فبم تعرفون ربكم ان رأيتموه قالوا بيننا وبينه علامة ان رأيناه عرفناه قال وما هي قال يكشف عن ساق فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا ساجدا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ثم يؤمرون فيرفعوا رؤسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على ابهام قدميه يضئ مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام فيمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال لهم انجوا على قدر نوركم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا يمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذى نوره على ابهام قدمه يجر يدا ويعلق يدا ويجر رجلا ويعلق رجلا وتصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا الحمد لله الذى نجانا منك بعدى الذى أراناك لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا فينطلقون إلى ضحصاح عند باب الجنة فيغتسلون فيعود إليهم ريح أهل الجنه وألوانهم ويرون من خلل باب الجنة وهو يصفق منزلا في أدنى الجنة فيقولون ربنا اعطنا ذلك المنزل فيقول لهم أتسألون الجنة وقد نجيتكم من النار فيقولون ربنا اعطنا حل بيننا وبين النار هذا الباب لا نسمع حسيسها فيقول لهم لعلكم ان أعطيتموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسال غيره وأى منزل يكون أحسن منه قال فيدخلون الجنة ويرفع لهم منزل امام ذلك كان الذى رأوا قبل ذلك حلم عنده فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان اعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسال غيره رأى منزل أحسن منه فيعطونه ثم يرفع لهم امام ذلك منزل آخر كان الذى رأوا قبل ذلك حلم عند هذا الذى رأوا فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان أعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسال غيره وأى منزل أحسن منه ثم يسكتون فيقول لهم مالكم لا تسألون فيقولون ربنا قد سالناك حتى استحينا فيقال لهم ألم ترضوا ان أعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها فيقولون أتستهزئ بنا وأنت رب العالمين قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث الا ضحك وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من الحديث الا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس من اضراسه يقول الاسنان قال فيقول لا ولكني على ذلك قادر فسلوني قالوا ربنا ألحقنا بالناس فيقال لهم الحقوا الناس فينطلقون يرملون في الجنة حتى يبدو لرجل منهم في الجنة قصر درة مجوف فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك فيرفع رأسه فيقول رأيت ربى فيقال له انما ذلك منزل من منازلك فينطلق ويستقبله رجل فيتهيأ للسجود فيقال له مالك فيقول رأيت ملكا فيقال له انما ذلك قهرمان من قهارمتك عبد من عبيدك فيأتيه فيقول انما أنا قهرمان من قهارمتك على هذا القصر تحت يدى ألف قهرمان كلهم على ما أنا على فينطلق به عند ذلك حتى يفتح له القصر وهى درة مجوفة سقائفها واغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها قال فيفتح له القصر فتستقبله جوهرة
[ 257 ]
خضراء مبطنة بحمراء سبعون ذراعا فيها ستون بابا كل باب يفضى إلى جوهرة على غير لون صاحبتها في كل جوهرة سرر وادراج ونصائف أو قال وصائف فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقهما من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها اعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك وإذا أعرضت عنه اعراضة ازداد في عينها سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك فتقول لقد ازددت في عينى سبعين ضعفا ويقول لها مثل ذلك قال فيشرف على ملكه مد بصره مسيرة مائة عام قال فقال عمر بن الخطاب عند ذلك الا تسمع يا كعب ما يحدثنا به ابن أم عبد عن أدنى أهل الجنة ماله فكيف باعلاهم قال يا أمير المؤمنين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ان الله كان فوق العرش والماء فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما شاء وجعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل فيهما ما ذكر من الحرير والسندس والاستبرق وأراهما من شاء من خلقه من الملائكة فمن كان كتابه في عليين نزل تلك الدار فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم يبق خيمة من خيام الجنة الا دخلها من ضوء وجهه حتى انهم ليستنشقون ريحه ويقولون واها وهذه الريح الطيبة ويقولون لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين فقال عمر ويحك يا كعب ان هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب يا أمير المؤمنين ان لجهنم زفرة ما من ملك ولا نبى الا يخر لركبته حتى يقول ابراهيم خليل الله رب نفسي نفسي وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لن تنجو منها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود انه ذكر عنده الدجال فقال يفترق ثلاث فرق فرقة تتبعه وفرقة تلحق بارض آبائها منابت الشيح وفرقة تأخذ شط الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون لا يرجع إليهم شئ ثم ان المسيح ينزل فيقتله ثم يخرج ياجوج وماجوج فيموجون في الارض فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله وهم من كل حدب ينسلون ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغفة فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنتن الارض منهم فيجأر أهل الارض إلى الله فيرسل الله ماء فيطهرها منهم ثم يبعث ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع على وجه الارض 7 الا كفئت بتلك الريح ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك الصور بين السماء والارض فينفخ فيه فلا يبقى خلق لله في السموات والارض الا مات الا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس من ابن آدم خلق الا وفي الارض منه شئ ثم يرسل الله ماء منت تحت العرش منيا كمنى الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الارض من الثرى ثم قرأ عبد الله الله الذى يرسل الرباح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فاحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والارض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله للخلق ويلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيا الا هو متبع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول ما تعبدون فيقولون نعبد عزيرا فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب ثم قرأ عبد الله وعرضنا جهنم للكافرين عرضا ثم يلقى النصارى فيقولون ما كنتم تعبدون قالوا المسيح فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب وكذلك كل من كان يعبد من دون الله شيأ ثم قرأ عبد الله وقفوهم انهم مسؤلون حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيا فينتهرهم مرة أو مرتين من تعبدون فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئا فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون سبحان الله إذا تعرف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن الا خر لله ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كانما فيها السفافيد فيقولون ربنا فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم فتمر الناس باعمالهم يمر أوائلهم كلمح البصر أو كلمح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كاسرع البهائم ثم كذلك حتى يجئ الرجل سعيا حتى يجئ الرجل مشيا حتى يجئ آخرهم رجل يتكفا على بطنه فيقول يا رب أبطات بى فيقول انما أبطا بك عملك
[ 258 ]
ثم ياذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع جبريل ثم ابراهيم خليل الله ثم موسى أو قال عيسى ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذى وعده الله عسى أن يبعك ربك مقاما محمودا فليس من نفس الا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة فيرى أهل النار البيت الذى في الجنة فيقال لو عملتم ويرى أهل الجنه البيت الذى في النار فيقال لولا ان من الله عليكم ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ثم قرأ عبد الله يا أيها الكفار ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين إلى قوله وكنا نكذب بيوم الدين قال ترون في هؤلاء أحدا فيه خير لا وما يترك فيها أحدا فيه خير فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم والوانهم فيجئ الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له من عرف أحدا فيخرجه فيجئ الرجل فينظر فلا يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل يا فلان أنا فلان فيقول ما أعرفك فيقولون ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيقول اخسؤا فيها ولا تكلمون فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر * قوله تعالى (ولا تكن كصاحب الحوت) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا تكن كصاحب الحوت قال تغاضب كما غاضب يونس * وأخرج عبد الرزاق واحمد في الزهد وابن المنذر عن قتادة ولا تكن كصاحب الحوت قال لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب * وأخرج الحاكم عن وهب قال كان في خلق يونس ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة تفسخ منها تفسخ الربع فقذفها من يديه وهرب قال تعالى لنبيه ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى هو مكظوم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وهو مكظوم قال مغموم وفي قوله وهو مذموم قال مليم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وهو مكظوم قال مغموم * قوله تعالى (وان يكاد الذين كفروا) الاآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ليزلقونك بابصارهم قال ينفذونك بابصارهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليزلقونك بابصارهم لينفذونك بابصارهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ليزلقونك بابصارهم قال لينفذونك بابصارهم معاداة لكتاب الله ولذكر الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن عطاء قال كان ابن عباس يقرأ وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم قال يقول ينفذونك بابصارهم من شدة النظر اليك قال ابن عباس فكيف يقولون أزلق السهم أو زهق السهم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن جرير عن مسعود أنه قرأ ليزهقونك بابصارهم * وأخرج البخاري عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العين حق * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر * وأخرج البزار عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالعين * (سورة الحاقة) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الحاقة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطبراني عن أبى برزة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة ونحوها * وأخرج أحمد عن عمر بن الخطاب قال خرجت اتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش فقرأ انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قلت كاهن قال ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل إلى آخر السورة فوقع الاسلام في قلبى كل موقع * قوله تعالى (الحاقة ما الحاقة) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الحاقة قال من أسماء يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الحاقة يعنى الساعة أحقت لكل عامل عمله وما أدراك ما الحاقة قال تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون وفي قوله كذبت ثمود وعاد بالقارعة قال بالساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله الحاقة قال حققت لكل عامل عمله للمؤمن ايمانه وللمنافق نفاقه وفي قوله بالقارعة قال يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
[ 259 ]
رضى الله عنه في قوله فاهلكوا بالطاغية قال بالذنوب وكان ابن عباس يقول الصيحة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاهلكوا بالطاغية قال أرسل الله عليهم صيحة واحدة فاهمدتهم فاهلكوا وفي قوله بريح صرصر عاتية قال عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما أرسل الله شيا من ريح الا بمكيال ولا قطرة من مطر الا بمكيال الا يوم نوح ويوم عاد فاما يوم نوح فان الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ انا لما طغى الماء وأما يوم عاد فان الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ بريح صرصر عاتية * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لم تنزل قطرة من ماء الا بمكيال على يدى ملك الا يوم نوح فانه أذن للماء دون الخزان فطغى الماء على الخزان فخرج فذلك قوله انا لما طغى الماء ولم ينزل شئ من الريح الا بكيل على يدى ملك الا يوم عاد فانه أذن لها دون الخزان فخرجت فذلك قوله بريح صرصر عاتية عتت على الخزان * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور قال ما أمر الخزان ان يرسلوا على عاد الا مثل موضع الخاتم من الريح فعتت على الخزان فخرجت من نواحى الابواب فذلك قوله ريح صرصر عاتية قال عتوها عتت على الخزان فبدأت باهل البادية منهم فحملتهم بمواشيهم وبيوتهم فاقبلت بهم إلى الحاضرة فلما رأوها قالوا هذا عارض ممطرنا فلما دنت الريح وأظلتهم استبق الناس والمواشى فيها فالقت البادية على أهل الحاضرة تقصفهم فهلكوا جميعا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والدارقطني في الافراد وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل من السماء كفا من ماء الا بمكيال ولا كفا من ريح الا بمكيال الا يوم نوح فان الماء طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سلطان قال الله تعالى انما لما طغى الماء حملناكم في الجارية ويوم عاد فان الريح عتت على الخزان قال الله بريح صرصر عاتية قال الغالبة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال الصرصر الباردة عاتية قال حيث عتت على خزانها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله عاتية قال شديدة وفي قوله حسوما قال متتابعة * وأخرج ابن عساكر من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال ما يخرج من الريح شئ الا عليها خزان يعلمون قدرها وعددها وزنها وكيلها حتى كانت الريح التى أرسلت على عاد فاندفق منها شئ لا يعلمون وزنه ولا قدره ولا كيله غضبا لله ولذلك سميت عاتية والماء كذلك حين كان أمر نوح فلذلك سمى طاغيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام قال كان أولها الجمعة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله حسوما قال متتابعات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله حسوما قال تبعا وفي لفظ متتابعات * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله حسوما قال دائمة شديدة يعنى محسومة بالبلاء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبى الصلت وهو يقول وكم كنا بها من فرط عام * وهذا الدهر مقتبل حسوم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما قال كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله من الريح فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فالقتهم في البحر فذلك قوله فهل ترى لهم من باقية وقوله فاصبحوا لا ترى الا مساكنهم قال وأخبرت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عذبهم بكرة وكشف عنهم في اليوم الثاني حتى كان الليل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضى الله عنهما في قوله حسوما قال متتابعة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله حسوما قال دائمات وفي قوله كأنهم أعجاز نخل خاوية قال هي أصول النخل قد بقيت أصولها وذهبت أعاليها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كأنهم أعجاز نخل قال أصولها وفي قوله خاوية قال خربة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ وجاء فرعون ومن قبله بنصب القاف * وأخرج ابن المنذر عن ابن
[ 260 ]
جريج وجاء فرعون ومن قبله قال ومن معه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله والمؤتفكات قال هم قوم لوط ائتفكت بهم أرضهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله بالخاطئة قال بالخطايا وفي قوله أخذة رابية قال شديدة وفي قوله انا لما طغى الماء قال كثر وفي قوله حملناكم في الجارية قال السفينة وفي قوله وتعيها أذن واعية قال حافظة وفي لفظ سامعة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انا لما طغى الماء قال طغى على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء ماء الا بمكيال أو ميزان الا زمن نوح فانه طغى على خزانه فنزل من غير كيل ولا وزن * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لم ينزل من السماء قطرة قط الا بعلم الخزان الا حيث طغى الماء فانه غضب لغضب الله فطغى على الخزان فخرج مالا يعلمون ما هو * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله طغى الماء قال بلغني انه طغى فوق كل شئ خمسة عشر ذراعا وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن السدى في قوله حملناكم في الجارية قال السفينة وفي قوله لنجعلها لكم تذكرة أي تذكرون ما صنع بهم حيت عصوا نوحا وتعيها يقول تحصيها أذن واعية يقول أذن حافظة يعنى حديث السفينة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن مكحول قال لما نزلت وتعيها أذن واعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت ربى أن يجعلها أذن على قال مكحول فكان على يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيا فنسيته * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجارى عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى ان الله أمرنى ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وان تعى وحق لك ان تعى فنزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا على ان الله أمرنى ان أدنيك وأعلمك لتعى فانزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية فانت أذن واعية لعلمي * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لنجعلها لكم تذكرة قال لامة محمد صلى الله عليه وسلم ولكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب يعنى ما بقى من السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لنجعلها لكم تذكرة قال عبرة وآية أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الامة وكم من سفينة غير سفينة نوح صارت رمما * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن ابن عمر ان في قوله أذن واعية قال أذن عقلت عن الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وتعيها أذن واعية قال سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت * قوله تعالى (وحملت الارض) الآيات * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبى بن كعب في قوله وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة قال يصير ان غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين وذلك قوله ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله فدكتا دكة واحدة قال زلزلة شديدة عند النفخة الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول ملك ينفق الخزائن والذم * - ة قد دكها وكادت تبور * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله فدكتا دكة واحدة قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض الله الارض ويطوى السماء بيمينه ثم يقول لمن الملك أين ملوك الارض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وانشقت السماء قال ذلك قوله وفتحت السماء فكانت أبوابا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فهى يومئذ واهية قال متخرقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله والملك على أرجائها قال الملائكة على أطرافها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله والملك على أرجائها قال الملائكة على شقها ينظرون إلى اهل الارض وما أتاهم من الفزع * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير والضحاك في قوله والملك على أرجائها قال على ما لم ينشق منها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير في قوله والملك على أرجائها قالوا على حافات السماء * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والملك على أرجائها قال على حافاتها على ما لم به منها * قوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * أخرج عبد بن حميد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية
[ 261 ]
وأبو يعلى وابن المنذر وابن خزيمة وابن مردويه والحاكم وصححه والخطيب في تالى التلخيص عن العباس بن عبد المطلب في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية املاك على صورة الاوعال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم الا الله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال يقال ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم الا الله ويقال ثمانية املاك رؤسهم عند العرش في السماء السابعة واقدامهم في الارض السفلى ولهم قرون كقرون الوعلة ما بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه مسيرة خمسمائة عام * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية من الملائكة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال لم يسم من حملة العرش الا اسرافيل قال وميكائيل ليس من حملة العرش * وأخرج ابن أبى حاتم وتمام الرازي في فوائده وابن عساكر عن أبى الزاهرية قال أنبئت ان لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن كعب قال لبنان أحد الثمانية تحمل العرش يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ميسرة في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال أرجلهم في التخوم ورؤسهم عند العرش لا يستطيعون ان يرفعوا أبصارهم من شعاع النور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال أربعة املاك يحملون العرش على اكتافهم لكل واحد منهم اربعة وجوه وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه انسان لكل واحد منهم اربعة أجنحة أما جناحان فعلى وجهه من ان ينظر إلى العرش فيصعق وأما جناحان فيصفق بهما وفي لفظ فيطير بهما أقدامهم في الثرى والعرش على اكتافهم ليس لهم كلام لا ان يقولوا قدسوا الله القوى ملات عظمته السموات والارض * قوله تعالى (يومئذ تعرضون) الاآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله يومئذ تعرضون قال تعرضون ثلاث عرضات فاما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الايدى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة فاما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الايدى اللهم اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه قال وكان بعض أهل العلم يقول انى وجدت أكيس الناس من قال هاؤم اقرؤا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه قال ظن ظنا يقينا فنفعه الله بظنه قال وذكر ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من استطاع ان يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فاما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الايدى فآخذ بيمينه وآخذ بشماله * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبى موسى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية قال عرضتان فيهما الخصومة والجدال والعرضه الثالثة تطير الصحف في أيدى الرجال * وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فاما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب بالايمان والشمائل * وأخرج ابن المبارك عن عمر قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فانه أيسر لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهز والعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * قوله تعالى (فاما من أوتى كتابه بيمينه) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال ان الله يقف عبده يوم القيامة فيبدى سيأته في ظهر صحيفته فيقول له أنت عملت هذا فيقول نعم أي رب فيقول له انى لم أفضحك به وانى قد غفرت لك فيقول عند ذلك هاؤم اقرؤا كتابيه انى ظننت أنى ملاق حسابيه حين نجا من فضيحته يوم القيامة * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب عن أبى عثمان النهدي قال ان المؤمن ليعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيأته فيتغير لونه ثم يقرأ حسناته فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيأته قد بدلت حسنات فعند ذلك يقول هاؤم اقرؤا كتابيه * وأخرج
[ 262 ]
أحمد عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه فانظر إلى بين يدى فاعرف أمتى من بين الامم ومن خلفي مثل ذلك وعن يمينى مثل ذلك وعن شمالى مثل ذلك فقال رجل يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الامم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم وأعرفهم يسعى نورهم بين أيديهم ذريتهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انى ظننت قال أيقنت * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن البراء بن عازب في قوله وقطوفها دانية قال قريبة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قطوفها دانية قال دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن البراء في قوله قطوفها دانية قال يتناول الرجل منها من فواكهها وهو قائم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله قطوفها قال ثمرها وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن سلمان الفارسى لا يدخل الجنة أحد الا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كلوا واشربوا هنيأ بما أسلفتم في الايام الخالية قال أيامكم هذه أيام خالية فانية تؤدى إلى أيام باقية فاعملوا في هذه الايام وقدموا خيرا ان استطعتم ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر عن يوسف بن يعقوب الحنفي قال بلغني أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى يا أوليائي طال ما نظرت اليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الاشربة وغارت أعينكم وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وكلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الايام الخالية * وأخرج ابن المنذر وابن عدى في الكامل والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن رفيع في قوله بما أسلفتم في الايام الخالية قال الصوم * وأخرج البيهقى عن نافع قال خرج ابن عمر في بعض نواحى المدينة ومعه أصحاب له ووضعوا سفرة لهم فمر بهم راعى غنم فسلم فقال ابن عمر هلم يا راعى هلم فاصب من هذه السفرة فقال له انى صائم فقال ابن عمر أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم فقال له انى والله أبادر أيامى الخالية فقال له ابن عمر وهو يريد ان يختبر ورعه فهل لك ان تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها فتفطر عليه فقال انها ليست لى بغنم انها غنم سيدى فقال له ابن عمر فما عسى سيدك فاعلا إذا فقدها فقلت أكلها الذئب فولى الراعى عنه وهو رافع أصبعه إلى السماء وهو يقول فاين الله قال فجعل ابن عمر يردد قول الراعى وهو يقول قال الراعى فاين الله فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم والراعي فاعتق الراعى ووهب منه الغنم * قوله تعالى (يا ليتها كانت القاضية) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يا ليتها كانت القاضية قال تمنوا الموت ولم يكن شئ في الدنيا أكره عندهم من الموت وفي قوله هلك عنى سلطانيه قال أما والله ما كل من دخل النار كان أمير قرية ولكن الله خلقهم وسلطهم على أبدانهم وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته * وأخرج هناد عن الضحاك في قوله يا ليتها كانت القاضية قال يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد هلك عنى سلطانيه قال حجتى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة هلك عنى سلطانيه قال يعنى حجته * وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله يا ليتها كانت القاضية قال الموت وفي قوله هلك عنى سلطانيه قال حجتى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله هلك عنى سلطانيه قال ضلت عنى كل بينة فلم تغن عنى شيا * قوله تعالى (خذوه فغلوه) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله خذوه فغلوه قال أخبرت أنه أبو جهل * وأخرج ابن المبارك وهناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن نوف الشامي في قوله ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا قال الذراع سبعون باعا والباع ما بينك وبين مكة وهو يومئذ بالكوفة * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن كعب قال ان حلقة من السلسلة التى ذكر الله في كتابه مثل جميع حديد الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله فاسلكوه قال تسلك في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقوم على رجليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله فاسلكوه قال قال ابن عباس السلسلة تدخل في أسته ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود ثم يشوى * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد قال بلغني ان السلسلة تدخل من مقعده حتى تخرج من فيه ثم يوثق بها بعد أو من فيه حتى تخرج
[ 263 ]
من مقعدته * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى الدرداء قال ان الله سلسلة لم تزل تغلى فيها مراجل النار منذ خلق الله جهنم إلى يوم القيامة تلقى في أعناق الناس وقد نجانا الله من نصفها بايماننا بالله العظيم فحضى على طعام المسكين يا أم الدرداء * قوله تعالى (فليس له اليوم ههنا حميم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو القاسم الزجاجي النحوي في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما أدرى ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين الدم والماء الذى يسيل من لحومهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس قال الغسلين صديد أهل النار * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لانتن باهل الدنيا * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال الغسلين اسم طعام من أطعمة النار * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال غسلين شجرة في النار * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن صعصعة بن صوحان قال جاء أعرابي إلى على بن أبى طالب فقال كيف هذا الحرف لا ياكله الا الخاطون كل والله يخطو فتبسم على وقال يا أعرابي لا ياكله الا الخاطؤن قال صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده ثم التفت على إلى أبى الاسود فقال ان الاعاجم قد دخلت في الدين كافة فضع للناس شيا يستدلون به على صلاح ألسنتهم فرسم لهم الرفع والنصب والخفض * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه من طريق أبى الدهقان عن عبد الله انه قرأ لا ياكله الا الخاطؤن مهموزة * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ لا ياكله الا الخاطون لا يهمز * وأخرج الحاكم وصححه من طريق أبى الاسود الدؤلى ويحيى بن يعمر عن ابن عباس قال ما لخاطون انما هو الخاطؤن ما الصابون انما هو الصابئون * قوله تعالى (فلا أقسم بما تبصرون) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون يقول بما ترون ومالا ترون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتاده في قوله وما هو بقول شاعر قال طهره الله وعصمه ولا بقول كاهن قال طهره من الكهانة وعصمه منها * وأخرج الطبراني في الاوسط عن يزيد بن عامر السوائى انهم بينما هم يطوفون بالطاغية إذ سمعوا متكلما وهو يقول ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ففزعنا لذلك وقلنا ما هذا الكلام الذى لا نعرفه فنظرنا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم منطلق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لاخذنا منه باليمين قال بقدرة * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله لاخذنا منه باليمين قال بالحق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الوتين عرق القلب * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ثم لقطعنا منه الوتين قال هو حبل القلب الذى في الظهر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ثم لقطعنا منه الوتين قال كنا نحدث انه حبل القلب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الوتين الحبل الذى في الظهر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الوتين نياط القلب * وأخرج ابن أبى حاتم عن حصين بن عبد الرحمن قال قال ابن عباس إذا احتضر الانسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص بصره ويتبعه روحه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال إذا انقطع الوتين لا ان جاع عرق ولا ان شبع عرق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وانه لتذكرة لك وانه لحسرة وانه لحق اليقين قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وانه لتذكرة للمتقين قال يعنى هذا القرآن وفي قوله وانه لحسرة على الكافرين قال ذاكم يوم القيامة * (سورة سال سائل مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة سال بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (سأل سائل) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد والنسائي وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سال سائل قال هو النضر بن الحارث قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء وفي قوله بعذاب واقع قال كائن للكافرين ليس له
[ 264 ]
دافع من الله ذى المعارج قال ذى الدرجات * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله سال سائل قال نزلت بمكة في النضر بن الحارث وقد قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك الآية وكان عذابه يوم بدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بعذاب واقع قال يقع في الآخرة قولهم في الدنيا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك هو النضر بن الحارث * وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال سال سائل بعذاب واقع فقال الناس على من يقع العذاب فانزل الله على الكافرين ليس له دافع * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله سال سائل قال دعا داع وفي قوله بعذاب واقع قال يقع في الآخرة وهو قولهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج عبد ابن حميد عن عطاء قال قال رجل من عبد الدار يقال له الحارث بن علقمة اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فقال الله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقال الله ولقد جئتمونا فرادى وقال الله سال سائل بعذاب واقع هو الذى قال ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر وهو الذى قال ربنا عجل لنا قطنا وهو الذى سال عذابا هو واقع به * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله سال سائل قال سال واد في جهنم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذى المعارج قال ذى العلو والفواضل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله ذى المعارج قال معارج السماء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ذى المعارج قال ذى الفضائل والنعم * وأخرج أحمد وابن خزيمة عن سعد بن أبى وقاص انه سمع رجلا يقول لبيك ذى المعارج فقال انه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك * قوله تعالى (تعرج الملائكة) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ تعرج الملائكة بالتاء * وأخرج عبد بن حميد عن أبى اسحق رضى الله عنه قال كان عبد الله يقرأ يعرج الملائكة بالياء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال منتهى أمره من أسفل الارضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سموات مقداره خمسين ألف سنة ويوم كان مقداره ألف سنة يعنى بذلك نزول الامر من السماء إلى الارض ومن الارض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة لان ما بين السماء ولارض مسيرة خمسمائة عام * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال غلظ كل أرض خمسمائة عام فذلك أربعة عشر ألف عام وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام فذلك قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم كان مقداره ألف سنة وفي قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم قال يعنى يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه قال سال رجل ابن عباس رضى الله عنهما ما هؤلاء الآيات في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه ويدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون قال يوم القيامة حساب خمسين ألف سنة وخلق السموات والارض في ستة أيام كل يوم ألف سنة ويدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال ذلك مقدار المسير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضى الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قالا هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال هو ما بين أسفل الارض إلى العرش * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال ذلك يوم القيامة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سئل
[ 265 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم فقال والذى نفسي بيده انه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابراهيم التميمي رضى الله عنه قال قدر يوم القيامة على المؤمن قدر ما بين الظهر إلى العصر * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال يشتد كرب يوم القيامة حتى يلجم الكافر العرق قيل فاين المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم كراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام ويقصر ذلك اليوم عليهم ويهون حتى يكون كيوم من أيامكم هذه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال يكون عليهم كصلاة المكتوبة * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في البعث عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا قال ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين الا كقدر ما بين الظهر إلى العصر * قوله تعالى (فاصبر صبرا جميلا) الآية * أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله صبرا جميلا قال لا تشكو إلى أحد غيرى * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الاعلى بن الحجاج في قوله فاصبر صبرا جميلا يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو * قوله تعالى (انهم يرونه بعيدا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الاعمش رضى الله عنه انهم يرونه بعيدا قال الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله انهم يرونه بعيدا قال بتكذيبهم ونراه قريبا قال صدقا كائنا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم تكون السماء كالمهل قال انها الآن خضراء وانها تحول يوم القيامة لونا آخر إلى الحمرة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله يوم تكون السماء كالمهل قال كدردى الزيت وسواد العرق من خوف يوم القيامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر تنادى به القسم السموم كأنها * تبطنت الاقراب من عرق مهلا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يوم تكون السماء كالمهل قال عكر الزيت وتكون الجبال كالعهن قال كالصوف وفي قوله يبصرونهم قال المؤمنون يبصرون الكافرين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا يسال حميم حميما قال شغل كل انسان بنفسه عن الناس يبصرونهم قال تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس اناس يود المجرم لو يفتدى الآية قال يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالاحب فالاحب والاقرب فالاقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يبصرونهم قال يعرف بعضهم بعضا ويتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه وفصيلته قال عشيرته * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه وفصيلته التى تؤويه قال قبيلته التى ينتسب إليها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وفصيلته قال قبيلته وفي قوله نزاعة للشوى قال لجلود الرأس وتدعو من أدبر وتولى قال عن الحق وجمع فاوعى قال جمع المال * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله نزاعة للشوى قال تنزع أم الرأس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه نزاعة للشوى قال لهامته ومكارم وجهه تدعو من أدبر قال عن طاعة الله تعالى وتولى قال عن كتاب الله وعن حقه وجمع فاوعى قال كان جموعا للخبيث * وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد رضى الله عنه نزاعة للشوى قال نزاعة للهام تحرق كل شئ منه ويبقى فؤاده نضيجا * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه نزاعة للشوى الشوى الاطراف * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه نزاعة للشوى قال فروة الرأس * وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضى الله عنه نزاعة للشوى قال لمكارم وجه ابن آدم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه نزاعة للشوى قال للحم الساقين * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه نزاعة للشوى قال الاطراف * وأخرج ابن سعد عن الحكم رضى الله عنه قال كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال سمعت الله يقول جمع فاوعى * قوله تعالى (ان الانسان خلق هلوعا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال سئل ابن عباس رضى الله عنهما عن الهلوع
[ 266 ]
فقال هو كما قال الله إذا مسه الشر كان جزوعا وإذا مسه الخير كان منوعا فهو الهلوع * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل ان الانسان خلق هلوعا قال ضجورا جزوعا نزلت في أبى جهل بن هشام قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبى حازم وهو يقول لا مانعا لليتيم بخلقه * ولا مكبا بخلقه هلعا * وأخرج ابن المنذر عن الحسن انه سئل عن قوله ان الانسان خلق هلوعا قال اقرأ ما بعدها فقرأ إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا قال هو هكذا خلق * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله هلوعا قال شحيحا جزوعا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه هلوعا قال الضجر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه هلوعا قال جزوعا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما هلوعا قال الشره * وأخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن هلوعا قال الحريص * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك هلوعا قال الذى لا يشبع من جمال المال * وأخرج الديلمى عن على مرفوعا يكتب أنين المريض فان كان صابرا كان أنينه حسنات وان كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له * قوله تعالى (الا المصلين) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون قال ذكر لنا ان دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة قال قتادة فعليكم بالصلاة فانها خلق من خلق المؤمنين حسن * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم التميمي رضى الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضى الله عنه الذين هم على صلاتهم دائمون قال على مواقيتها * واخرج عبد بن حميد عن مسروق رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عمران بن حصين رضى الله عنه الذين هم على صلاتهم دائمون قال الذى لا يلتفت في صلاته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضى الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا * وأخرج ابن المنذر عن أبى الخير ان عقبة بن عامر رضى الله عنه قال لهم من الذين هم على صلاتهم دائمون قال قلنا الذين لا يزالون يصلون فقال لا ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال * وأخرج ابن حبان عن أبى سلمة رضى الله عنه قال حدثتني عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا قالت وكان أحب الاعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وان قل وكان إذا صلى صلاة دام عليها قال أبو سلمة رضى الله عنه قال الله والذين هم على صلاتهم دائمون * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم رضى الله عنه في قوله والذين في أموالهم حق معلوم قال كانوا إذا خرجت الاعطية اعطوا منها * قوله تعالى (فمال الذين كفروا) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال ينظرون عن اليمين وعن الشمال عزين قال الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزؤن به * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال عامدين عن اليمين وعن الشمال عزين قال فرقا حول نبى الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال منطلقين عن اليمين وعن الشمال عزين قال متفرقين ياخذون يمينا وشمالا يقولون ما يقول هذا الرجل * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل عن اليمين وعن الشمال عزين قال الحلق الرفاق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الاحوص وهو يقول فجاؤا مهر عين إليه حتى * يكونوا حول منبره عزين وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله عن يمين وشمال قال عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله عزين قال مجالس محتبين نفر قليل قليل * وأخرج عبد لرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله عزين قال الحلق المجالس * وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد
[ 267 ]
فقال مالى أراكم عزين حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق متفرقون فقال مالى أراكم عزين * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حلقا حلقا فقال مالى أراكم عزين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة برفع الياء * وأخرج عبد بن حميد عن أبى معمر انه قرأ أن يدخل بنصب الياء ورفع الخاء * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم قال كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال انا خلقناهم مما يعلمون يعنى النطفة التى خلق منها البشر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كلا انا خلقناهم مما يعلمون قال انما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن بشير قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فما للذين كفروا قبلك مهطمين إلى قوله كلا انا خلقناهم مما يعلمون ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ووضع عليها أصبعه وقال يقول الله ابن آدم أ ؟ ى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللارض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وانى أوان الصدقة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قول فلا أقسم برب المشارق والمغارب قال للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالامس وغير مغربها بالامس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله برب المشارق والمغارب قال المنازل التى تجرى فيها الشمس والقمر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كأنهم إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد إلى نصب قال غاية يوفضون قال يستبقون * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العاليه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن كأنهم إلى نصب يوفضون قال يبتدرون نصيبهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة يوم يخرجون من الاجداث قال القبور كأنهم إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون قال ذلك يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية انه قرأ إلى نصب يوفضون على معنى الواحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إلى نصب خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الاشهب عن الحسن انه كان يقرؤها خاشعا أبصارهم قال وكان أبو رجاء يقرؤها خاشعة أبصارهم والله أعلم * (سورة نوح عليه السلام) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة نوح بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة انا أرسلنا نوحا بمكة * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يدعو نوحا وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول ماذا اجبتم نوحا فيقولون ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا فيقول نوح دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الاولين والآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى خاتم النبين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه فيقول للملائكة ادعوا أحمد وأمته فيأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم فيقول نوح لمحمد وأمته هل تعلمون انى بلغت قومي الرسالة واجتهدت لهم بالنصيحة وجهدت ان أستنقذهم من النار سرا وجهرا فلم يزدهم دعائي الا فرارا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته فانا نشهد بما نشدتنا انك في جميع ما قلت من الصادقين فيقول قوم نوح وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الامم وأنتم آخر الامم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم انا أرسلنا نوحا إلى قومه حتى ختم السورة فإذا ختمها قالت أمته نشهد ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم فيقول الله عند ذلك وامتازوا اليوم أيها المجرمون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون قال بها أرسل الله المرسلين أن يعبد الله وحده وان تتقى محارمه وان يطاع أمره * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن جريج في قوله يغفر لكم من ذنوبكم قال الشرك ويؤخركم إلى أجل مسمى قال بغير عقوبة ان أجل الله إذا جاء لا يؤخر قال الموت
[ 268 ]
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ويؤخركم إلى أجل مسمى قال ما قد خط من الاجل فإذا جاء أجل الله لم يؤخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فلم يزدهم دعائي الا فرارا قال بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه احذر هذا لا يغرنك فان أبى قد ذهب بى وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله جعلوا أصابعهم في آذانهم قال لئلا يسمعوا ما يقول واستغشوا ثيابهم قال لان يتنكروا له فلا يعرفهم واستكبروا استكبارا قال تركوا التوبة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله واستغشوا ثيابهم قال غطوا بها وجوههم لكى لا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله واستغشوا ثيابهم قال تسبحوا بها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ثم انى دعوتهم جهارا قال الكلام المعلن به وفي قوله ثم انى اعلنت لهم قال صحت وأسررت لهم اسرارا قال النجاء نجاء الرجل * قوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم) الآية أخرج ابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الاستغفار فان الله لم يعلمكم الاستغفار الا وهو يريد ان يغفر لكم * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا قال رأى نوح عليه السلام قوما تجزعت أعناقهم حرصا على الدنيا فقال هلموا إلى طاعة الله فان فيها درك الدنيا والآخرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ما لكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعلمون لله عظمة * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال عظمة وفي قوله وقد خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حق عظمته * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخافون لله عظمة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون له عقابا ولا ترجون له ثوابا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون لله عظمة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب إذا لسعته النحل لم يرج 7 لسعها * وخالفها في بيت نوب عوامل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن على بن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ناسا يغتسلون عراة ليس عليهم أزر فوقف فنادى باعلى صوته مالكم لا ترجون لله وقارا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن الحسن في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة * وأخرج ابن المنذر عن مطر في قوله وقد خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما طورا بعد طور وخلقا بعد خلق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تبالون لله عظمة وقد خلقكم أطوارا قال من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم ما ذكر حتى يتم خلقه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن يحيى بن رافع في قوله خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة * قوله تعالى (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) الآية * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله خلق سبع سموات طباقا قال بعضهن فوق بعض بين كل أرض وسماء خلق وأمرو في قوله وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا قال وجوههما في السماء وظهورهما اليكم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله وجعل القمر فيهن نورا قال انه يضئ نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السموات كلهن لصفائهن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال ان الشمس والقمر وجوههما قبل السماء واقفيتهما قبل الارض وأنا أقرأ بذلك عليكم آية من كتاب الله وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء في قوله وجعل القمر فيهن نورا قال يضئ لاهل السموات كما يضئ لاهل الارض * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وجعل
[ 269 ]
القمر فيهن نورا قال وجهه يضئ السموات وظهره يضئ الارض * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاصى وكعب الاحبار وكان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن عمرو لكعب سلنى عما شئت ولا تسألني عن شئ الا أخبرتك بتصديق قولى من القرآن فقال له أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السموات السبع كما هو في الارض قال نعم ألم تروا إلى قول الله خلق سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس وجعل القمر فيهن نورا قال وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الارض * وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس وجعل القمر فيهن نورا قال خلق فيهن حين خلقهن ضياء كاهل الارض وليس في السماء من ضوئه شئ * قوله تعالى (والله أنبتكم من الارض نباتا) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله والله أنبتكم من الارض نباتا قال خلق آدم من أديم الارض كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله سبلا فجاجا قال طرقا مختلفة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله سبلا فجاجا قال طرقا مختلفة واعلاما * قوله تعالى (قال نوح رب) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي انه كان يتمرأ ماله وولده * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبى رجاء انهما كانا يقرآن ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه كان يقرؤها في نوح والزخرف وما بعد السجدة من مريم ولد وقال الولد الكبير والولد الواحد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومكروا مكرا كبارا قال عظيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ولا تذرن وداولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال هذه أصنام كانت تعبد في زمن نوح * وأخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال صارت الاصنام والاوثان التى كانت في قوم نوح في العرب بعد أماود فكانت لكلب بدومة الجندل واما سواع فكانت لهذيل واما يغوث فكانت لمراد ثم لبنى غطيف عند سبا واما يعوق فكانت لهمدان واما نسر فكانت لحمير لآل ذى الكلاع وكانوا أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التى كانوا يجلسون انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى أذ هلك أولئك ونسخ العلم عبدت * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة قال اشتكى آدم عليه السلام وعنده بنوه ودويغوث ويعوق وسراع ونسر وكان ود اكبرهم وابرهم به * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبى عثمان قال رأيت يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد فإذا برك قالوا قد رضى ربكم هذا المنزل * وأخرج الفاكهى عن عبيدالله بن عبيد بن عمير قال أول ما حدثت الاصنام على عهد نوح وكانت الابناء تبر الآباء فمات رجل منهم فجزع عليه فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالا على صورته فكلما اشتاق إليه نظره ثم مات ففعل به كما فعل ثم تتابعوا على ذلك فمات الآباء فقال الابناء ما اتخذ هذه آباؤنا الا انها كانت آلهتهم فعبدوها * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا قال كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح فنشا قوم بعدهم ياخذون كاخذهم في العبادة فقال لهم ابليس لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم فصوروا ثم ماتوا فنشا قوم بعدهم فقال لهم ابليس ان الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونها فعبدوها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظى قال كان لآدم خمسة بنين ودو سواع ويغوث ويعوق ونسر فكانوا عبادا فمات رجل منهم فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان فقال حزنتم على صاحبكم هذا قالوا نعم قال هل لكم ان أصور لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم إليه ذكرتموه قالوا لا نكره ان تجعل لنا في قبلتنا شيا نصلى إليه قال فاجعله في مؤخر المسجد قالوا نعم فصوره لهم حتى مات خمستهم فصور صورهم في مؤخر المسجد 7 وأخرج الاشياء حتى تركوا عبادة الله وعبدوا هؤلاء فبعث الله نوحا فقالوا لا تذرن ودا إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مطهر قال ذكروا عند أبى جعفر يزيد بن المهلب فقال اما انه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله ثم ذكر ودا قال وكان ود رجلا مسلما وكان محببا في قومه فلما مات عسكر واحول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه فلما رأى ابليس جزعهم عليه تشبه في صورة انسان ثم قال أرى جزعكم على هذا فهل لكم ان أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به قالوا نعم فصور لهم مثله فوضعوه في ناديهم وجعلوا يذكرونه فلما رأى ما بهم من ذكره قال هل لكم
[ 270 ]
أن أجعل لكم في منزل كار رجل منكم تمثالا مثله فيكون في بيته فتذكرونه قالوا نعم فصور لكل أهل بيت تمثالا مثله فاقبلوا فجعلوا يذكرونه به قال وادرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا ودرس أمر ذكرهم اياه حتى اتخذوه الها يعبدونه من دون الله قال وكان أول ما عبد غير الله في الارض ود الصنم الذى سموه بود * وأخرج عبد بن حميد عن السدى سمع مرة يقول في قول الله ولا يغوث ويعوق ونسرا قال أسماء آلهتهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وولده بنصب الواو ولا تذرن ودا بنصب الواو ولا سواعا برفع السين * وأخرج ابن عساكر عن أبى امامة قال لم يتحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم ونوح فاما حسرة آدم فحين أخرج من الجنة وأما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شئ الا غرق الا ما كان معه في السفينة فلما رأى الله حزنه أوحى إليه يا نوح لا تتحسر فان دعوتك وافقت قدري * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا قال واحدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا قال أما والله ما دعا عليهم نوح حتى أوحى الله إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فعند ذلك دعا عليهم ثم دعا دعوة عامة فقال رب اغفر لى ولوالدي ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا تبارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله رب اغفر لى ولوالدي قال يعنى أباه وجده * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولمن دخل بيتى مؤمنا قال مسجدي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزد الظالمين الا تبارا قال خسارا * (سورة الجن مكية) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الجن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة قل أوحى بمكة * قوله تعالى (قل أوحى إلى) الآيات * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر والحاكم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم فقالوا أحيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء الا شئ حدث فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فانظروا ما الذى حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى باصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذى حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآن عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فانزل الله على نبيه قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن وانما أوحى إليه قول الجن * وأخرج ابن المنذر عن عبد الملك قال لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا ورميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى ابليس فقال لقد حدث في الارض حدث فتعرفوا فاخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى يعنى بذلك انه فرغ من صلاة لصبح ولوا إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن يقال سبعة من أهل نصيبين * وأخرج ابن الجوزى في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تاويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظم الخلق يصلى نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد على السلام وقال يا سهل ان الابدان لا تخلق الثياب وانما يخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وان هذه الجبة على منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له ومن أنت قال أنا من الذين نزلت فيهم قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن قال كانوا من جن نصيبين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى جد ربنا
[ 271 ]
قال ألاؤه وعظمته * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى وأنه تعالى جد ربنا قال أمره وقدرته * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله تعالى جد ربنا قال عظمته قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت الشاعر وهو يقول لك الحمد والنعماء والملك ربنا * ولا شئ أعلى منك جدا وأمجدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال لو علمت الجن أية يكون في الانس ما قالوا تعالى جد ربنا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله تعالى جد ربنا قال غنى ربنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى جد ربنا قال تعالت عظمته * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله تعالى جد ربنا قال جلال ربنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله تعالى وأنه تعالى جد ربنا قال ذكره وفي قوله وانه كان يقول سفيهنا قال ابليس * وأخرج ابن مردويه والديلمي بسندواه عن أبى موسى الاشعري مرفوعا وانه كان يقول سفيهنا قال ابليس * وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر مثله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا قال عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الانس * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة أنه كان يقرأ التى في الجن والتى في النجم وان وانه بالنصب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والعقيلي في الضعفاء والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن كردم بن أبى السائب الانصاري رضى الله عنه قال خرجت مع أبى إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فاوانا المبيت إلى راعى غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فاخذ حملا من الغنم فوثب الراعى فقال يا عامر الوادي أنا جار دارك فنادى مناد لا تراه يا سرحان ارسله فاتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم وأنزل الله على رسوله بمكة وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الآية * وأخرج ابن سعد عن أبى رجاء العطاردي من بنى تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلى وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا فاتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا انا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا انما سبيل هذا الرجل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فمن أقربها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الاسلام قال أبو رجاء انى لارى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة من طريق مجاهد عن ابن عباس ان رجلا من بنى تميم كان جريئا على الليل والرجال وانه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل راحلته ثم توسد ذراعيها وقال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر أهله فاجاره شيخ منهم وكان منهم شاب وكان سيدا في الجن فغضب الشاب لما اجاره الشيخ فاخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة الرجل بها فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال * 7 يا مالك بن مهلهل * مهلا فذلك محجرى وازارى عن ناقة الانسان لا تعرض لها * واختر إذا ورد المها أثوارى انى ضمنت له سلامة رحله * فاكفف يمينك راشدا عن جارى ولقد أتيت إلى ما لم احتسب * الا رعيت قرابتي وجواري تسعى إليه بحربة مسمومة * أف لقربك يا أبا اليقطارى لولا الحياء وان أهلك جيرة * لنمزقتك بقوة أظفاري فقال له الفتى أتريد ان تعلو وتخفض ذكرنا * في غير مرزية أبا العيزار متنحلا أمرا لغيرك فضله * فارحل فان المجد للمرار من كان منكم سيدا فيما مضى * ان الخيار هم بنو الاخيار فاقصد لقصدك يا معيكر انما * كان المجير مهلهل بن وبار فقال الشيخ صدقت كان أبوك سيدنا وأفضلنا دع هذا الرجل لا أنازعك بعده أحدا فتركه فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بارض
[ 272 ]
مجنة فليقل أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما يلج في الارض وما يخررج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن فتن الليل ومن طوارق النهار الا طارقا يطرف بخير فانزل الله في ذلك وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم برهقا قال أبو نصر غريب جدا لم نكتبه الا من هذا الوجه * وأخرج الخرائطي في كتاب الهواتف عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ان رجلا من بنى تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء اسلامه قال انى لاسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبنى النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومى فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت رجلا في منامي بيده حربة يريد ان يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيا فإذا ناقتي ترعد ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذى رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ ايها شئت فداء لناقة جارى الانسى فقام الفتى فاخذ منها ثورا عظيما وانصرف ثم التفت إلى الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الاودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ باحد من الجن فقد بطل أمرها فقلت له ومن محمد هذا قال نبى عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين قلت فاين مسكنه قال يثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين برق الصبح وجددت السير حتى أتيت المدينة فرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديثي قبل ان اذكر له منه شيا ودعانى إلى الاسلام فاسلمت قال سعيد بن جبير رضى الله عنه وكنا نرى انه هو الذى أنزل الله فيه وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كان رجال من الانس يبيت أحدهم في الجاهلية بالوادي فيقول أعوذ بعزيز هذا الوادي فزادوهم رهقا قال اثما * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كان أحدهم إذا نزل الوادي يقول أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه ليلته أو يومه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كانوا يقولون إذ هبطوا واديا نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا قال زادوا الكفار طغيانا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا نعوذ بعزيز هذا المكان فزادوهم رهقا يقول خطيئة واثما * وأخرج عبد ابن حميد عن ابراهيم وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال كان القوم إذا نزلوا واديا قالوا نعوذ بسيد أهل هذا الوادي فقالوا نحن لا نملك لنا ولا لكم ضرا ولا نفعا وهؤلاء يخافونا فاحتووا عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال كانوا يقولون فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك رهقا أي خوفا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ان ناسا في الجاهلية كانوا إذا أتوا واديا للجن نادى منادى الانس إلى خيار الجن أن احبسوا عنا سفهاءكم فلم يفنهم ما وعظوا به فزادوهم رهقا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا نعذو بسيد هذا الوادي من شر ما فيه فلا يكونون بشئ أشد ولعا منهم بهم فذلك قوله فزادوهم رهقا * وأخرج ابن مردويه من طريق معاوية بن قرة عن أبيه قال ذهبت لاسلم حين بعث الله محمدا مع رجلين أو ثلاثة في الاسلام فاتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا الناس براعى القرية الذى يرعى لهم أغنامهم فقال لا أرعى لكم أغنامكم قالوا لم قال يجئ الذئب كل ليلة ياخذ شاة وصنمكم هذا راقد لا يضر ولا ينفع ولا يقر ولا ينكر فذهبوا وانا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعى يشتد يقول البشرى البشرى قد جئ بالذئب وهو مقموط بين يدى الصنم بغير قماط فذهبوا وذهبت معهم فقتلوه وسجدوا له وقالوا هكذا فاصنع فدخلت على محمد صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فقال لعب بهم الشيطان * قوله تعالى (وانا لمسنا السماء) الآيات * أخرج عبد بن حميد في قوله وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا
[ 273 ]
شديدا وشهبا قال كانت الجن تسمع سمع السماء فلما بعث الله محمدا حرست السماء ومنعوا ذلك فتفقدت الجن ذلك من أنفسها قال وذكر لنا ان أشراف الجن كانوا بنصيبين من أرض الموصل فطلبوا ذلك وصوبوا النظر حتى سقطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى باصحابه عامدا إلى عكاظ * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد وعبد ابن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة عن ابن عباس قال كان الشياطين لهم مقاعد في السماء يستمعون فيها الوحى فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا فاما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوا فيكون باطلا فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لابليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم ابليس ما هذا الامر الا لامر حدث في الارض فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلى بين جبلى نخلة فاتوه فاخبروه فقال هذا الحدث الذى حدث في الارض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان للجن مقاعد في السماء يستمعون الوحى فبينما هم كذلك إذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم فدحرت الشياطين من السماء ورموا بالكواكب فجعل لا يصعد أحد منهم الا احترق وفزع أهل الارض لما رأوا من الكواكب ولم يكن قبل ذلك وقال ابليس حدث في الارض حدث فاتى من كل أرض بتربة فشمها فقال لتربة تهامة هنا حدث الحدث فصرف إليه نفرا من الجن فهم الذين استمعوا القرآن * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء شديدا ورجمت الشياطين فانكروا ذلك فقالوا لا ندرى أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا فقال ابليس لقد حدث في الارض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال تغرقوا في الارض فاخبروني ما هذا الحدث الذى حدث في السماء وكان أول بعث بعث ركب من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى بلغوا الوادي وادى نخلة فوجدوا نبى الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة الغداة ولم يكن نبى الله صلى الله عليه وسلم علم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن فلما قضى يقول لما فرغ من الصلاة ولوا إلى قومهم منذرين يقول مؤمنين * وأخرج الواقدي وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عمرو قال لما كان اليوم الذى تنبا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين من السماء ورموا بالشهب * وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن أبى بن كعب قال لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبا رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بها * وأخرج البيهقى في الدلائل عن الزهري قال ان الله حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم انقطعت الكهنة فلا كهانة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع قال حرست به السماء حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم لكيلا يسترق السمع فانكرت الجن ذلك فكان كل من استمع منهم قذف * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت الجن قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون من السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا ان يستمعوا فجاؤا إلى قومهم يقولون للذين لم يستمعوا فقالوا انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وهم الملائكة وشهبا وهى الكواكب وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا يقول نجما قد أرصد له يرمى به قال فلما رموا بالنجم قالوا لقومهم انا لا ندرى أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يجد له شهابا قال من النجوم رصدا قال من الملائكة وفي قوله وانا لا ندرى أشر أريد بمن في الارض قالوا لا ندرى لم بعث هذا النبي لان يؤمنوا به ويتبعوه فيرشدوا أو لان يكفروا به ويكذبوه فيهلكوا كما هلك من قبلهم من الامم والله أعلم * قوله تعالى (وانا منا الصالحون ومنادون ذلك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانا منا الصالحون ومنادون ذلك يقول منا المسلم ومنا المشرك كنا طرائق قددا قال اهواء شتى * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله تعالى طرائق قددا قال المنقطعة في كل وجه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول ولقد قلت وزيد حاسر * يوم ولت خيل زيد قددا
[ 274 ]
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله كنا طرائق قددا قال اهواء مختلفة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله كنا طرائق قدفا قال مسلمين وكافرين * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدى في قوله كنا طرائق قددا يعنى الجن هم مثلكم قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وانا ظننا أن لن نعجز الله في الارض الآية قالوا لن نمتنع منه في الارض ولا هربا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال لا يخاف نقصا من حسناته ولا رهقا ولا ان يحمل عليه ذنب غيره * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ومنا القاسطون قال العادلون عن الحق * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومنا القاسطون قال هم الظالمون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ومنا القاسطون قال هم الجائرون وفي قوله وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا قال لو آمنوا كلهم لاسقيناهم لاوسعنا لهم من الدنيا * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس وأن لو استقاموا على الطريقة قال أقاموا ما أمروا به لاسقيناهم ماء غدقا قال معينا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم الآية قال يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لاكثر الله لهم من الاموال حتى يغتنوا بها ثم يقول الحسن والله ان كان أصحاب محمد لكذلك كانوا سامعين لله مطيعين له فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر فتنوا بها فوثبوا بامامهم فقتلوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان لو استقاموا على الطريقة قال طريقة الاسلام لاسقيناهم ماء غدقا قال لاعطيناهم مالا كثيرا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله ماء غدقا قال كثيرا جاريا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول تدنى كراديس ملتفا حدائقها * كالنبت جادت به أنهارها غدقا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السرى قال قال عمرو ان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا قال لاعطيناهم مالا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك لاسقيناهم ماء غدقا قال كثيرا والماء المال * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ماء غدقا قال عيشا رغدا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لنقتنهم فيه قال لنبتليهم به وفي قوله ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا قال مشقة من العذاب يصعد فيها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لنفتنهم فيه قال لنبتليهم حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم وفي قوله عذابا صعدا قال مشقة من العذاب * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله يسلكه عذابا صعدا قال جبلا في جهنم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله عذابا صعدا قال صعودا من عذاب الله لا راحة فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله عذابا صعدا قال صعودا من عذاب الله لا راحة فيه * وأخرج هناد عن مجاهد وعكرمة في قوله عذابا صعدا قال مشقة من العذاب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يسلكه بالياء * قوله تعالى (وأن المساجد لله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأنا المساجد لله قال لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الارض مسجد الا المسجد الحرام ومسجد ايليا بيت المقدس * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش قال قالت الجن يا رسول الله ائذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك فانزل الله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا يقول صلوا لا تخالطوا الناس * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت الجن للنبى صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن ناتى المسجد ونحن ناؤن عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناؤن عنك فنزلت وأن المساجد لله الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأن المساجد لله الآية قال ان اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بربهم فامرهم أن يوحدوه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا قال كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخلص الدعوة لله إذا دخل المسجد * قوله تعالى (وأنه لما قام عبد الله) الآيات * أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى نواحى مكة فخط لى خطا وقال تحدثن
[ 275 ]
شيا حتى آتيك ثم قال لا يهولنك شئ تراه فتقدم شيا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط وكانوا كما قال الله تعالى كادوا يكونون عليه لبدا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأنه لما قام عبد الله كادوا يكونون عليه لبدا قال لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو القرآن ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن * وأخرج ابن أبى حاتم عن الزبير بن العوام مثله * وأخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن جرير وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال لما أتى الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى باصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجدوه فعجبوا من طواعية أصحابه له فقالوا لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه أي يدعو إليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال لما قام نبى الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الانس والجن على هذا الامر ليطفؤه فابى الله الا أن يصنره ويظهره على من ناواه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وانه لما قام عبد الله يدعوه قال لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا اله الا الله ويدعو لناس إلى ربهم كادت العرب تلبد عليه جميعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كادوا يكونون عليه لبدا قال أعوانا * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر عن أبى عاصم انه قرأ يكونون عليه لبدا بكسر اللام ونصب الباء وفي لا أقسم بهذا البلد ما لا لبدا برفع اللام ونصب الباء وفسرها أبو بكر فقال لبدا كثيرا ولبدا بعضها على بعض * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ قل انما أدعو ربى بغير ألف * وأخرج ابن جرير عن حضرمى قال ذكر لنا ان جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال انما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره فانزل الله قل انى لن يجيرني من الله أحد الآية * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط على خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيدهم يقال له ورد ان الا أرجلهم عنك يا رسول الله قال انى لن يجيرني من الله أحد * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله ولن أجد من دونه ملتحدا قال ملجأ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ولن أجد من دونه ملتحدا قال ملجأ ولا نصيرا الا بلاغا من الله ورسالاته قال هذا الذى بملك بلاغا من الله ورسالاته وفي قوله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول قال فانه إذا ارتضى الرسول اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول قال اعلم الله الرسل من الغيب الوحى وأظهرهم عليه فيما أوحى إليهم من غيبه ما يحكم الله فانه لا يعلم ذلك غيره * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من ارتضى من رسول فانه يسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا قال هي معقبات من الملائكة يحفظونه من الشيطان حتى يبين الذى أرسل إليهم به وذلك حين يقول أهل الشرك قد أبلغوا رسالات ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله الا من ارتضى من رسول قال جبريل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ما أنزل الله على نبيه آية من القرآن الا ومعها أربعة من الاملاك يحفظونها حتى يؤدونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا يعنى الملائكة الاربعة ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من ارتضى من رسول قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يلقى الشيطان في أمنيته يدنون منه فلما ألقى الشيطان في أمنيته أمرهم أن يتنحوا عنه قليلا ليعلم ان الوحى إذا نزل نزل من عند الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ليعلم محمد أن قد أبلغوا رسالات ربهم قال وما جاء جبريل الا ومعه أربعة من الملائكة حفظة * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم النخعي في قوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
[ 276 ]
قال الملائكة يحفظونه من الجن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك من مزاحم في قوله الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحى بعث معه نفر من الملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه ان يتشبه الشيطان على صورة الملك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله الا من ارتضى من رسول قال يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه وفي قوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال من الملائكة وفي قوله ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم قال ليعلم نبى الله أن الرسل قد بلغت عن الله وان الله حفظها ودفع عنها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ليعلم قال ليعلم ذلك من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم * (سورة المزمل عليه السلام) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت يا أيها المزمل بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة المزمل بمكة الا آيتين ان ربك يعلم انك تقوم أدنى * وأخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر فحزرت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها المزمل) الآيات * اخرج البزار والطبراني في الاوسط وابو نعيم في الدلائل عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فاتاه جبريل فقال يا أيها المزمل يا أيها المدثر * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في سننه عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة أنيئينى عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة يا أيها المزمل قلت بلى قالت فان الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثنى عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عائشة قالت نزل القرآن يا أيها المزمل قم الليل الا قليل حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرجمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال سالت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت هو قيامه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له قم الليل الا قليلا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم ومحمد ابن نصر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن أبى عبد الرحمن السلمى قال لما نزلت يا أيها المزمل قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت فاقرؤا ما تيسر منه فاستراح الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير قال لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا مكث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فانزل الله بعد عشر سنين ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله فاقيموا الصلاة فخفف الله عنهم بعد عشر سنين * وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل قم الليل الا قليلا نصفه الآية التى فيها علم ان لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر منه وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك ان الانسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله أقوم قيلا يقول هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله ان لك في النهار سبحا طويلا يقول فراغا طويلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي في قوله يا أيها
[ 277 ]
المزمل قال نزلت وهو في قطيفة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله يا أيها المزمل قال زملت هذا الامر فقم به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن نصر عن عكرمة في قوله يا أيها المزمل قال زملت هذا الامر فقم به وفي قوله يا أيها المدثر قال دثرت هذا الامر فقم به * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله يا أيها المزمل قال النبي صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن قتادة في قوله يا أيها المزمل قال هو الذى تزمل بثيابه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله يا أيها المزمل قال النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابى عن ابن عباس في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال بينه تبيينا * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كانت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها * وأخرج الديلمى بسندواه عن ابن عباس مرفوعا إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه تبيينا لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا لشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن نصر والبيهقي في سننه عن ابراهيم قال قرأ علقمة على عبد الله فقال رتله فانه يزين القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال ترسل فيه ترسيلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر عن قتادة في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال بلغنا ان عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المد * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال بينه تبيينا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال اقرأه قراءة بينة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال بعضه على أثر بعض * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال فسره تفسيرا * وأخرج العسكري في المواعظ عن على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله ورتل القرآن ترتيلا قال بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا لشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن أبى مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم انها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت انكم لا تستطيعونها فقيل لها أخبرينا بها فقرأت قراءة ترسلت فيها * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحسن قراءة قال الذى إذا سمعته يقرأ رأيت انه يخشى الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يقرأ آية ويبكى ويرددها فقال ألم تسمعوا إلى قول الله ورتل القرآن ترتيلا هذا الترتيل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن الضريس عن أبى هريرة أو أبى سعيد قال يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن الضريس عن مجاهد قال القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول يا رب جعلتني في جوفه فاسهرت ليله ومنعته من كثير من شهواته ولكل عامل من عمله عمالة فيقال له ابسط يدك فيملا من رضوان فلا يسخط عليه بعده ثم يقال له أقرأ وارقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك بن قيس قال يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فانه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكنتفاه فقالا له اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن الضريس عن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذى أظماتك في الهواجر وأسهرت ليلك وان كل تاجر من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة قال فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال لهم باخذ ولدكما القرآن ثم يقال له اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها فهو في صعود مادام يقرأ هذا كان أو ترتيلا * قوله تعالى (انا سنلقي عليك قولا ثقيلا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
[ 278 ]
المنذر وابن نصر عن قتادة في قوله انا سنلقي عليك قولا ثقيلا قال يثقل من الله فرائضه وحدوده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن نصر عن الحسن في قوله قولا ثقيلا قال العمل به * وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الحسن في قوله قولا ثقيلا قال ثقيل في الميزان يوم القيامة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر والحاكم وصححه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحى إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحول حتى يسرى عنه وتلت انا سنلقي عليك قولا ثقيلا * وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحى فقال اسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلى الا ظننت ان نفسي تقبض * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحى إليه لم يستطع أحد منا يرفع إليه طرفه حتى ينقضى الوحى * قوله تعالى (ان ناشئة الليل هي أشد وطأ) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ان ناشئة الليل قام قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا نشا * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن أبى مليكة قال سالت ابن عباس وابن الزبير عن ناشئة الليل قالا قيام الليل * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال ناشئة الليل أوله * وأخرج ابن المنذر وابن الضريس عن ابن عباس قال الليل كله ناشئة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ان ناشئة الليل قال هي بالحبشية قيام الليل * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك ان ناشئة الليل قال قيام الليل بلسان الحبشة * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبى ميسرة قال هو بلسان الحبشة نشا قام * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن ابن أبى مليكة قال سئل ان عباس عن قوله ناشئة الليل قال أي الليل قمت فقد أنشأت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان ناشئة الليل قال كل شئ بعد العشاء الآخرة ناشئة * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في سننه عن الحسن قال كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبى مجلز ان ناشئة الليل قال ما كان بعد العشاء الآخرة إلى لصبح فهو ناشئة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن نصر عن مجاهد ان ناشئة الليل قال أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن نصر والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك في قوله ان ناشئة الليل قال ما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن نصر والبيهقي عن على بن حسين قال ناشئة الليل قيام ما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن المنذر عن حسين بن على انه رؤى يصلى فيما بين المغرب والعشاء فقيل له في ذلك فقال انها من الناشئة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ناشئة الليل مهموزة الياء هي أشد وطأ بنصب الواو وجزم الطاء يعنى المواطاة * وأخرج أبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الانباري في المصاحف عن أنس بن مالك انه قرأ هذه الاآية ان ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل انا نقرؤها وأقوم قيلا فقال ان أصوب وأقوم واهيأ وأشباه هذا واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن مجاهد هي أشد وطأ قال أشد مواطاة لك في القول وأقوم قيلا قال افرغ لقلبك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد أشد وطا قال أن توطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا وأقوم قيلا قال اثبت للقراءة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر عن قتادة أشد وطا قال اثبت في الخير وأقوم قيلا قال أجرأ على القراءة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأقوم قيلا قال أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله ان لك في النهار سبحا طويلا قال فراغا وفي قوله تبتل إليه تبتيلا قال أخلص لله اخلاصا * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم في الكنى عن ابن عباس في قوله ان لك في النهار سبحا طويلا قال السبح الفراغ للحاجة والنوم * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن مجاهد في قوله سبحا طويلا قال فراغا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك والربيع مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن قتادة سبحا طويلا قال فراغا طويلا وتبتل إليه تبتيلا قال اخلص له الدعوة والعبادة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد وتبتل إليه تبتيلا قال اخلص له المسألة والدعاء اخلاصا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وتبتل إليه تبتيلا قال اخلص له اخلاصا * وأخرج
[ 279 ]
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ رب المشرق والمغرب بخفض رب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رب المشرق والمغرب قال وجه الليل ووجه النهار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله واهجرهم هجرا جميلا قال اصفح وقل سلام قال هذا قبل السيف والله أعلم * قوله تعالى (وذرنى والمكذبين) الآيات * أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت لما نزلت وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا لم يكن الا قليل حتى كانت وقعة بدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وذرنى والمكذبين أولى النعمة قال بلغنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ان فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنايئهم باربعين عاما ويحشر أغنياؤهم جثاة على ركبهم ويقال لهم انكم كنتم ملوك أهل الدنيا وحكامهم فكيف عملتم فيما أعطيتكم وفي قوله ومهلهم قليلا قال إلى السيف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا قال ان لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله ان لدينا أنكالا قال قيودا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود ان لدينا أنكالا قال قيودا * وأخرج أحمد في الزهد وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان لدينا أنكالا قال قيودا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن حماد وطاوس مثله * وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن الحسن قال الانكال قيود من النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سليمان التميمي ان لدينا أنكالا قال قيودا والله ثقالا لا تفك أبدا ثم بكى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عمران الجونى قال قيودا والله لا تحل عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في صفة النار وعبد الله في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله وطعاما ذا غصة قال له شوك وياخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وطعاما ذا غصة قال شجرة الزقوم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج أحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد ومحمد بن نصر عن حمران ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما فلما بلغ أليما صعق * وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد في الزهد وابن أبى الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن أبى داود في الشريعة وابن عدى في الكامل والبيهقي في شعب الايمان من طريق حمران ابن أعين عن أبى حرب بن أبى الاسود ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ ان لدينا أنكالا وجحيما فصعق * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله كثيبا مهيلا قال المهيل الذى إذا أخذت منه شيا تبعك آخره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كثيبا مهيلا قال الرمل السائل وفي قوله أخذا وبيلا قال شديدا * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله أخذا وبيلا قال أخذا شديدا ليس له ملجا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر حزى الحياة وخزى الممات * وكلا أراه طعاما وبيلا * قوله تعالى (فكيف تتقون) الايات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا قال تتقون ذلك اليوم ان كفرتم قال لا والله ما اتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن فكيف تتقون ان كفرتم يوما قال باى صلاة تتقون باى صيام تتقون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله يوما يجعل الولدان شيبا قال ينادى مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله يوما يجعل الولدان شيبا قال إذا كان يوم القيامة فان ربنا يدعو آدم فيقول يا آدم اخرج بعث النار فيقول أي رب لا علم لى الا ما علمتني فيقول الله اخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقا مقرنين زرقا 7 كالحين فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد * وأخرج والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما يجعل الولدان شيبا قال ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار قال من كم يا رب قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين وينجو واحد فاشتد ذلك على المسلمين فقال حين أبصر ذلك في وجوههم ان بنى آدم كثير وان ياجوح وماجوج من
[ 280 ]
ولد آدم وانه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله السماء منفطر به قال مثقلة بيوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة السماء منفطر به قال مثقلة به * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله السماء منفطر قال ممتلئة به بلسان الحبشة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس السماء منفطر به قال مثقلة موقرة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس منفطر به قال يعنى تشقق السماء * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله منفطر به قال منصدع من خوف يوم القيامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر طباهن حتى أعرض الليل دونها * افاطير وسمى رواء جدورها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد السماء منفطر به قال مثقلة بالله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة السماء منفطر به قال مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله ان ربك يعلم انك تقوم الآية قال أدنى من ثلثى الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير علم ان لن تحصوه قال لن تطيقوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فاقرؤا ما تيسر منه قال أرخص عليهم في القيام علم ان لن تحصوه قال ان لن تحصوا قيام الليل فتاب عليكم قال ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال علم أن سيكون منكم مرضى إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن قتادة قال فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل التخفيف في آخرها فقال علم أن سيكون منكم مرضى إلى قوله فاقرؤا ما تيسر منه فنسخ ما كان قبلها فقال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما نزلت على النبي يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا قام رسول الله وقام المسلمون معه حولا كاملا حتى تورمت أقدامهم فانزل الله بعد الحول ان ربك يعلم إلى قوله ما تيسر منه قال الحسن فالحمد لله الذى جعله تطوعا بعد فريضة ولابد من قيام الليل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يا أيها المزمل قم الليل الآية قال لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فاقرؤا ما تيسر منه قال مائة آية * وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبى حازم قال صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال ان الله يقول فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبى سعيد قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال ما من حال ياتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلى من أن ياتيني وأنا بين شعبتى رحلى التمس من فضل الله ثم تلا هذه الآية وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جالب يجلب طعاما إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه الا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله * (سورة المدثر عليه السلام) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة المدثر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الانباري في المصاحف قال سالت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال يا أيها المدثر قلت يقولون اقرأ باسم ربك الذى خلق فقال أبو سلمة سالت جابر بن عبد الله عن ذلك قلت له مثل ما قلت قال جابر لا أحدثك الا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يمينى فلم أر شيا ونظرت عن شمالى فلم أر شيا ونظرت خلفي
[ 281 ]
فلم أر شيا فرفعت رأسي فإذا الملك الذى جاءني بحراء جالس على كرسى بين السماء والارض فجئثت منه رعبا فرجعت فقلت دثروني فدثروني فنزلت يا أيها المدثر قم فانذر إلى قوله والرجز فاهجر * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قال ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم ساحر وقال بعضهم ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ليس بكاهن وقال بعضهم شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم سحر يؤثر فاجتمع رأيهم على أنه سحر يؤثر فبلع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج وقنع رأسه وتدثر فانزل الله يا أيها المدثر إلى قوله ولربك فاصبر * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما يا أيها المدثر قال دثرت هذا الامر فقم به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه يا أيها المدثر قال كان متدثرا في قطيف يعنى شملة صغيرة الخمل وثيابك فطهر قال من الاثم والرجز فاهجر قال الاثم ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيا لتعطى أكثر منه ولربك فاصبر قال إذا أعطيت عطية فاعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذى يثيبك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه يا أيها المدثر قال المتدثر في ثيابه قم فانذر قال انذر عذاب ربك ووقائعه في الامم وشده نقمته إذا انتقم وثيابك فطهر يقول طهرها من المعاصي وهى كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهد قالوا ان فلانا لدنس الثياب وإذا وفى وأصلح قالوا ان فلانا لطاهر الثياب والرجز فاهجر قال هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين فامر الله نبيه محمدا ان يجهرهما ويجانبهما ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيا لمثابة الدنيا ولا لمجازاة الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك رضى الله عنه وربك فكبر قال عظم وثيابك فطهر قال عنى نفسه والرجز فاهجر قال الشيطان والاوثان * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قلنا يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة فانزل الله وربك فكبر فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نفتتح الصلاة بالتكبير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما يا أيها المدثر قال النائم وثيابك فطهر قال لا تكن ثيابك التى تلبس من مكسب باطل والرجز فاهجر قال الاصنام ولا تمنن تستكثر قال لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها * واخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما وثيابك فطهر قال من الاثم قال وهى في كلام العرب نقى الثياب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وثيابك فطهر قال من الغدر لا تكن غدارا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في الوقف والابتداء وابن مردويه عن عكرمة ان ابن عباس سئل عن قوله وثيابك فطهر قال لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ثم قال ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة انى بحمد الله لاثوب فاجر * لبست ولا من غدرة أتقنع * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كان الرجل في الجاهلية ذا كان غدرا قالوا فلان دنس الثياب * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى رزين وثيابك فطهر قال عملك أصلحه كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا فلان طاهر الثياب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وثيابك فطهر قال وعملك فاصلح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وثيابك فطهر قال لست بكاهن ولا ساحر فاعرض عنا والرجز فاهجر قال الاوثان ولا تمنن تستكثر قال لا تعطه مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب ولربك فاصبر قال على ما أوذيت * وأخرج عبد ابن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه وثيابك فطهر قال عنى نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وثيابك فطهر قال ليس ثيابه الذى يلبس * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وثيابك فطهر قال خلقك فحسن * وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله وثيابك فطهر انه ألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلا شاة * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجز فاهجر بالكسر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه
[ 282 ]
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والرجز فاهجر برفع الراء وقال هي الاوثان * وأخرج ابن المنذر عن حماد رضى الله عنه قال قرأت في مصحف أبى ولا تمنن ان تستكثر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ولا تمنن تستكثر يقول لا تعط شيا لتعطى أكثر منه وانما نزل هذا في النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيا لتعطى أكثر منه وهى للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة والناس موسع عليهم * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما ولا تمنن تستكثر قال لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ولا تمنن تستكثر قال لا تعظم عملك في عينك ان تستكثر من الخير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ولا تمنن تستكثر قال لا تقل قد دعوتهم فلم يقبل منى عد فادعهم ولربك فاصبر على ذلك * قوله تعالى (فإذا نقر في الناقور) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فإذا نقر في الناقور قال الصور يوم عسير قال شديد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فإذا نقر في الناقور قال فإذا نفخ في الصور * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه وأبى مالك وعامر مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الناقور الصور شئ كهيئة البوق * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت فإذا نقر في الناقور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر قالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا * وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال أمنا زرارة بن أوفى فقرأ المدثر فلما بلغ فإذا نقر في الناقور خر ميتا فكنت فيمن حمله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فذلك يومئذ يوم عسير قال ثم بين على من مشقته وعسره فقال على الكافرين غير يسير * قوله تعالى (ذرنى ومن خلقت) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة ذرنى ومن خلقت وحيدا قال هو الوليد بن المغيرة أخرجه الله من بطن أمه وحيدا لا مال له ولا ولد فرزقه الله المال والولد والثروة والنماء كلا انه كان لآياتنا عنيدا قال كفورا بايات الله جحودا بها انه فكر وقدر قال ذكر لنا انه قال لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر وان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه ليعلو وما يعلى وما أشك انه سحر فانزل الله فيه فقتل كيف قدر إلى قوله وبسر قال كلح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ذرنى ومن خلقت وحيدا قال الوليد بن المغيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ذرنى ومن خلقت وحيدا قال نزلت في الوليد بن المغيرة وحيدا قال خلقته وحده لا مال له ولا ولد وجلت له مالا ممدودا قال ألف دينار وبنين قال كانوا عشرة شهودا قال لا يغيبون ومهدت له تمهيدا قال بسطت له من المال والولد ثم يطمع أن أزيد كلا قال فما زال يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك انه كان لآياتنا عنيدا قال معاندا عنها مجانبا لها سأرهقه صعودا قال مشقة من العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك ذرنى ومن خلقت وحيدا قال الوليد بن المغيرة وبنين شهودا قال كانوا ثلاثة عشر ثم يطمع أن أزيد كلا قال فلم يولد له بعد يومئذ ولم يزدد له من المال الا ما كان انه كان لآياتنا عنيدا قال مشاقا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ذرنى ومن خلقت وحيدا الآيات قال هو الوليد بن المغيرة بن هشام المخزومى وكان له ثلاثة عشر ولدا كلهم رب بيت فلما نزلت انه كان لاياتنا عنيدا لم يزل في ادبار من الدنيا في نفسه وماله وولده حتى أخرجه من الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وجعلت له مالا ممدودا قال ألف دينار * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان وجعلت له مالا ممدودا قال ألف ألف * وأخرج ابن جريرر وابن أبى حاتم وابن مردويه والدينوري في المجالسة عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه سئل عن قوله وجعلت له مالا ممدودا قال غلة شهر بشهر * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن سالم في قوله وجعلت له مالا ممدودا قال الارض * وأخرج هناد عن أبى سعيد الخدرى في قوله سارهقه صعودا قال هو جبل في النار يكلفون أن يصعدوا فيه فكلما وضعوا أيديهم عليه ذابت فإذا رفعوها عادت كما كانت * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل
[ 283 ]
فاتاه فقال يا عم ان قومك يريدون ان يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فانك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال قد علمت قريش انى من أكثرها مالا قال فقيل فيه قولا يبلغ قومك انك منكر أو انك كاره له قال وماذا أقول فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر منى ولا برجزه ولا بقصيده منى ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذى يقول شيا من هذا ووالله ان لقوله الذى يقول حلاوة وان عليه لطلاوة وانه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته قال لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أكفر ففكر فلما فكر قال هذا سحر يؤثر ياثره عن غيره فنزلت ذرنى ومن خلقت وحيدا وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحليلة وعبد الرزاق وابن المنذر عن عكرمة مرسلا * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عباس قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جمع الوليد بن المغيرة قريشا فقال ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم هو شاعر وقال بعضهم هو كاهن فقال الوليد سمعت قول الشاعر وسمعت قول الكهنة فما هو مثله قالوا فما تقول أنت قال فنظر ساعة ثم فكر وقدر فقنل كيف قدر إلى قوله سحر يؤثر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال دخل الوليد بن المغيرة على أبى بكر فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال يا عجبا لما يقول ابن أبى كبشة فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون وان قوله لمن كلام الله فلما سمع النفر من قريش ائتمروا وقالوا والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش فلما سمع بذلك أبو جهل قال والله أنا أكفيكم شانه فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة فقال ألست أكثرهم مالا وولدا فقال له أبو جهل يتحدثون انك انما تدخل على ابن أبى قحافة لتصيب من طعامه فقال الوليد تحدث بهذا عشيرتي فو الله لا أقرب ابن أبى قحافة ولا عمر ولا ابن أبى كبشة وما قوله الا سحر يؤثر فانزل الله ذرنى ومن خلقت وحيدا إلى قوله لا تبقى ولا تذر * وأخرج ابن جرير وهناد ابن السرى في الزهد وعبد بن حميد عن ابن عباس عنيدا قال جحودا * وأخرج أحمد وابن المنذر والترمذي وابن أبى الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصعود جبل في النار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ثم يهوى وهو كذلك فيه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن أبى سعيد قال ان صعودا صخرة في جهنم إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت فإذا رفعوها عادت واقتحامها فك رقبة أو اطعام في يوم ذى مسغبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال صعود صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله سارهقه صعودا قال جبل في النار * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله صعودا قال جبلا في جهنم * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك سارهقه صعودا قال صخرة ملساء في جهنم يكلفون الصعود عليها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد سارهقه صعودا قال مشقة من العذاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله عبس وبسر قال قبض ما بين عينيه وكلح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى رزين ان هذا الا سحر يؤثر قال ياثره عن غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال سقر أسفل الجحيم نار فيها شجرة الزقوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا تبقى ولا تذر قال لا تحيى ولا تميت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس لا تبقى إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيا وإذا بدلوا جلدا جديدا لم تذر ان تبادرهم سبيل العذاب الاول * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك لا تبقى ولا تذر تأكله كله فإذا تبدى خلقه لم تذره حتى تقوم عليه * وأخرج ابن المنذر عن ابن بريدة لا تبقى ولا تذر قال تأكل اللحم والعظم والعرق والمخ ولا تذره على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لواحة للبشر قال حراقة للجلد * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس لواحة للبشر قال تلوح الجلد فتحرقه فيتغير لونه فيصير أسود من الليل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى رزين لواحة للبشر قال تلوح جلده حتى تدعه أشد سوادا من الليل * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس لواحة محرقة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء ان رهطا من اليهود سالوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فقال الله ورسوله أعلم فجاء فاخبر النبي صلى الله
[ 284 ]
عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ عليها تسعة عشر * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن جابر قال قال ناس من اليهود لاناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال لما نزلت عليها تسعة عشر قال رجل من قريش يدعى أبا الاشدين يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الايمن عشرة وبمنكبي الايسر التسعة فانزل الله وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما سمع أبو جهل عليها تسعة عشر قال لقريش ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبى كبشة يخبركم ان خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى نبيه أن ياتي أبا جهل فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له أولى لك فاولى ثم أولى لك فاولى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله عليها تسعة عشر قال ذكر لنا ان أبا جهل حين أنزلت هذه الاية قال يا معشر قريش ما يستطيع كل عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزنة النار وأتم الدهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق الازرق بن قيس عن رجل من بنى تميم قال كنا عند أبى العوام فقرأ هذه الآية عليها تسعة عشر فقال ما تقولون أتسعة عشر ملكا أو تسعة عشر ألفا قلت لا بل تسعة عشر ملكا فقال ومن أين علمت ذلك قلنا لان الله يقول وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا قال صدقت هم تسعة عشر ملكا بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوى بها في جهنم سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله عليها تسعة عشر قال جعلوا فتنة قال قال أبوالاشدين الجمحى لا يبلغون رتوتى حتى أجهضهم عن جهنم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا قال قال أبوالاشدين خلوا بينى وبين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم قال وحدثت ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف خزان جهنم فقال كان أعينهم البرق وكان أفواههم الصياصى يجرون أشفارهم لهم مثل قوة الثقلين يقبل أحدهم بالامة من الناس يسوقهم على رقبته جبل حتى يرمى بهم في النار فيرمى بالجبل عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ليستيقن الذين أوتوا الكتاب انهم يجدون عدتهم في كتابهم تسعة عشر ويزداد الذين آمنوا ايمانا فيؤمنوا بما في كتابهم من عدتهم فيزدادوا بذلك ايمانا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله ليستيقن الذين أوتوا الكتاب قال يستقين أهل الكتاب حين وافق عدد خزنة النار ما في كتابهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليستيقن الذين أوتوا الكتاب قال يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا ايمانا قال صدق القرآن الكتب التى خلت قبله التوراة والانجيل ان خزنة جهنم تسعة عشر وليقول الذين في قلوبهم مرض قال الذين في قلوبهم النفاق والله أعلم * قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وما يعلم جنود ربك الا هو قال من كثرتهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير انه سأل عبد الله بن عمرو بن العاصى أي الخلق أعظم قال الملائكة قال من ماذا خلقت قال من نور الذراعين والصدر قال فبسط الذراعين فقال كونوا ألفى ألفين قيل لابن جريج ما ألفى ألفين قال ما لا يجصى كثرته * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة الاسراء قال فصعدن أنا وجبريل إلى السماء الدنيا فإذا أنا بملك يقال له اسمعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم جنده مائة ألف وتلا هذه الآية وما يعلم جنود ربك الا هو * قوله تعالى (وما هي الا ذكرى للبشر) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد وما هي الا ذكرى للبشر قال النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة مثله * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة عن ابن عباس انه قرأ والليل إذا دير فجعل الالف مع إذا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن الزبير انه كان يقرأ والليل إذا دبر * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن سعيد بن جبير انه قرأها دبر مثل قراءة ابن عباس * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن انه قرأها إذ بغير ألف أدبر بالف * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال انها
[ 285 ]
في حرف أبى وابن مسعود إذا أدبر يعنى بالفين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس والليل إذا أدبر قال دبوره ظلامه * وأخرج مسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال سألت ابن عباس عن قوله والليل إذ أدبر فسكت عنى حتى إذا كان من آخر الليل وسمع الاذان الاول نادانى يا مجاهد هذا حين دبر الليل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والصبح إذا أسفر قال إذا أضاء انها لاحدى الكبر قال النار * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انها لاحدى الكبر قال النار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى رزين انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر قال هي جهنم * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الامل عن حذيفة قال ما من صباح ولا مساء الا ومناد ينادى يا أيها الناس الرحيل الرحيل وان تصديق ذلك في كتاب الله انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم قال الموت أو يتاخر قال الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر قال من شاء اتبع طاعة الله ومن شاء تأخر عنها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لمن شاء منكم أن يتقدم قال في طاعة الله أو يتأخر قال في معصية الله * قوله تعالى (كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كل نفس بما كسبت رهينة قال ماخوذة بعملها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين قال علق الناس كلهم الا أصحاب اليمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين قال لا يحاسبون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله الا أصحاب اليمين قال هم المسلمون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن على بن أبى طالب في قوله الا أصحاب اليمين قال هم أطفال المسلمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عمر في قوله الا أصحاب اليمين قال هم أطفال المسلمين * قوله تعالى (في جنات يتساءلون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى داود وابن الانباري معا في المصاحف وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عمرو بن دينار قال سمعت عبد الله بن الزبير يقرأ في جنات يتساءلون عن المجرمين يا فلان ما سلككم في سقر قال عمرو وأخبرني لقيط قال سمعت ابن الزبير قال سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن ابن مسعود انه قرأ يا أيها الكفار ما سلككم في سقر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وكنا نخوض مع الخائضين قال يقولون كلما غوى غاو غوينا معه وفي قوله فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال تعلموا ان الله يشفع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ان في أمتى رجلا ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بنى تميم وقال الحسن أكثر من ربيعة ومضر قال وكنا نحدث ان الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس حتى أتانا اليقين قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال لا تنالهم شفاعة من يشفع * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجن بشفاعتي من أهل الايمان من النار حتى لا يبقى فيها أحد الا أهل هذه الآية ما سلككم في سقر إلى قوله شفاعة الشافعين * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ميمون ان كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب فقال له عمر حدثنى إلى ما تنتهى شفاعة محمد يوم القيامة فقال كعب قد أخبرك الله في القرآن ان الله يقول ما سلككم في سقر إلى قوله اليقين قال كعب فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط ويطعم مسكينا قط ومن لم يؤمن ببعث قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بادنى أهل النار منزلة يوم القيامة فيقول الله له تفتدي بملء الارض ذهبا وفضة فيقول نعم ان قدرت عليه فيقول كذبت قد كنت أسالك ما هو أيسر عليك من أن تسألني فاعطيك وتستغفرني فاغفر لك وتدعوني فاستجيب لك فلم تخفني ساعة قط من ليل ونهار ولم ترج ما عندي قط ولم تخش عقابي ساعة قط وليس وراءه أحد الا وهو شر منه فيقال له ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين إلى قوله حتى أتانا اليقين يقول الله فما تنفعهم شفاعة الشافعين * وأخرج ابن مردويه عن صهيب الفقير قال كنا
[ 286 ]
بمكة ومعى طلق بن حبيب وكنا نرى رأى الخوارج فبلغنا ان جابر بن عبد الله يقول في الشفاعة فاتيناه فقلنا له بلغنا عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه فنظر في وجوهنا فقال من أهل العراق أنتم قلنا نعم فتبسم وقال وأين تجدون في كتاب الله قلت حيث يقول ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته ويريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وأشباه هذا من القرآن فقال أنتم أعلم بكتاب لله أم أنا قلنا بل أنت أعلم به منا قال فو الله لقد شهدت تنزيل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين ولقد سمعت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة التى تذكر فيها المدثر ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين الآية الا ترون انها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيأ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله خلق خلقا ولم يستعن على ذلك ولم يشاور فيه أحدا فادخل من شاء الجنة برحمته وأدخل من شاء النار ثم ان الله تحنن على الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار فنضح فلم يصب الا من شاء ولم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيا فاخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم رجع إلى ربه فامده بماء ونور ثم دخل فنضح فلم يصب الا من شاء الله ثم لم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيا فاخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فادخلهم الله الجنة برحمته وشفاعة الشافعين * وأخرج البيهقى في البعث عن ابن مسعود قال يعذب الله قوما من أهل الايمان ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى الا من ذكر الله ما سلككم في سقر إلى قوله شفاعة الشافعين * قوله تعالى (فما لهم عن التذكرة معرضين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فما لهم عن التذكرة معرضين قال عن القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ كأنهم حمر مثقلة مستنفرة بخفض الفاء * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الحسن وأبى رجاء انهما قرآ مستنفرة يعنى بنصب الفاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن أبى موسى الاشعري في قوله فرت من قسورة قال هم الرماة رجال القنص * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال القسورة الرجال الرماة رجال القنص * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى جمرة قال قلت لابن عباس قال القسورة الاسد فقال ما أعلمه بلغة أحد من العرب الا سدهم عصبة الرجال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قال وحشية فرت من رماتها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير فرت من قسورة قال القناص * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فرت من قسورة قال القناص الرماة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك قال القسورة الرماة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبى رباح مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال القسورة النبل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس من قسورة قال من حبال الصيادين * وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس من قسورة قال هو ركز الناس يعنى أصواتهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من قسورة قال هم بلسان العرب الاسد وبلسان الحبشة قسورة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى هريرة في قوله فرت من قسورة قال الاسد * قوله تعالى (بل يريد) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن السدى عن أبى صالح قال قالوا ان كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار فنزلت بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم ان سرك ان نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يامرنا باتباعك وفي قوله كلابل لا يخافون الآخرة قال ذلك الذى أضحك بالقوم وأفسدهم انهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله كلا انها تذكرة قال هذا القرآن وفي قوله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال ان ربنا محقوق ان تتقى محارمه وهو أهل ان يغفر الذنوب الكثيرة لعباده * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى
[ 287 ]
الله عنه ؟ ؟ لا بل لا يخافون الآخرة قال هذا الذى فضحهم * وأخرج أحمد والدارمى والترمذي والنسائي وابن ماجه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عدى والحاكم وصححه وابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية هو أهل التقوى وأهل المغفرة فقال قد قال ربكم أنا أهل ان اتقى فمن لم يجعل معى الها فانا أهل ان أغفر له * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن دينار قال سمعت أبا هريرة رضى الله عنه وابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم يقولون سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال يقول الله أنا أهل أن اتقى فلا يجعل معى شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معى شريك فانا أهل ان أغفر ما سوى ذلك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله أنا أكرم وأعظم عفوا من ان استر على عبد لى في الدنيا ثم افضحه بعد ان سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انى لاجدنى استحيى من عبدى يرفع يديه إلى ثم أردهما قالت الملائكة الهنا ليس لذلك باهل قال الله لكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم انى قد غفرت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الله انى لاستحيى من عبدى وأمتى يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار * (سورة القيامة مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة القيامة وفي لفظ نزلت لا أقسم بيوم القيامة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة لا أقسم بمكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال حدثنا أن عمر بن الخطاب قال من سال عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة والله أعلم * قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله لا أقسم بيوم القيامة يقول أقسم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال سالت ابن عباس عن قوله لا اقسم بيوم القيامة قال يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت ولا اقسم بالنفس اللوامة قال من النفس الملومة قلت أيحسب الانسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نستوي بنانه قال لو شاء لجعله خفا أو حافرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة لا أقسم بيوم القيامة قال يقسم الله بما شاء من خلقه ولا اقسم بالنفس اللوامة الفاجرة قال يقسم بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بالنفس اللوامة قال المذمومة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس بالنفس اللوامة قال التى تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس بالنفس اللوامة قال تندم على ما فات وتلوم عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد بالنفس اللوامة قال تندم على ما فات وتلوم عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن ولا أقسم بالنفس اللوامة قال ان المؤمن لا ؟ راه الا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت باكلتى ما أردت بحديثي نفسي ولا أراه الا يعاتبها وان الفاجر يمضى قد مالا يغاتب نفسه * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس بلى قادرين على ان نسوي بنانه قال نجعلها كفاليس فيه أصابع * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس بلى قادرين على أن نسوي بنانه قال لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار ولكن جعله الله خلقا سويا حسنا جميلا تقبض به وتبسط به يا ابن آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد عن أن نسوي بنانه قال يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة على أن نسوي بنانه قال ان شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحضاك على أن نسوي بنانه قال يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيأ * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة على ان نسوي بنانه قال ان شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك على أن نسوي بنانه قال على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية بلى قادرين على أن نسوي بنانه فقال ان الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا سافرا فهو ياكل بيديه فيتقى بها وسائر الدواب انما يتقى الارض بفمه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمضى قدما * وأخرج
[ 288 ]
ابن أبى حاتم وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال هو الكافر يكذب بالحساب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه يعنى الامل يقول اعمل ثم أتوب * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الامل والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يقدم الذنب ويؤخر التوبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمضى امامه راكبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمشى قدما في معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة بل يريد الانسان ليفجر امامه قال لا تلقى ابن آدم الا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما الا من عصم الله وفي قوله يسأل أيان يوم القيامة يقول متى يوم القيامة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يقول سوف أتوب يسال أيان يوم القيامة قال يقول متى يوم القيامة قال فبين له إذا برق البصر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فإذا برق البصر يعنى الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه فإذا برق البصر يعنى الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا برق البصر قال شخص البصر وخسف القمر يقول ذهب ضوءه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فإذا برق البصر قال عند الموت وخسف القمر وجمع الشمس والقمر قال كورا يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجمع الشمس والقمر قال كورا يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن يسار في قوله وجمع الشمس والقمر قال يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن خالد قال قرأها ابن عباس أين المفر بنصب الميم وكسر الفاء قال وقرأها يحيى بن وثاب أين المفر بنصب الميم والفاء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب الاهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله لا وزر قال لا حصن ولا ملجأ وفي لفظ لا حرز وفي لفظ لا جبل * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله لا وزر قال الوزر الملجأ قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول لعمرك ما ان له صخرة * لعمرك ما ان له من وزر * وأخرج عبد بن حميد وابن ابى الدنيا في الاهوال وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله لا وزر قال لا حصن * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعطية وأبى قلابة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله كلا لا وزر قال كانت العرب إذا نزل بهم الامر الشديد قالوا الوزر الوزير فلما أن جاء الله بالاسلام قال كلا لا وزر قال لا جبل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه الوزر الوزير أي اقصد الجبل فتحصن به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله لا وزر قال لا جبل * وأخرج عبد بن حميد عن ابى قلابة لا وزر قال لا غار لا ملجأ * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك لا ورز قال لا جبل محرزة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله لا وزر قال لا وزر يعنى الجبل بلغة حمير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مطرف لا وزر قال لا جبل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لا وزر قال لا جبل ولا حرز ولا ملجا ولا منجأ لى ربك يومئذ المستقر قال المنتهى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم قال من طاعة الله وأخر قال وما ضيع من حق الله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وابرهيم ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال باول عمله وآخره * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال بما قدم من الذنوب والشر والخطايا وما أخر من الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر بما قدم من عمله وما أخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح في قوله ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها
[ 289 ]
بعده علما علمه صدقة أمر بها * واخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر يقول بها قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله ينبا الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش وأشرق وإذا رأى سيئة غض وقطب * وأخرج ابن أبى الدنيا عن مجاهد قال بلغنا ان نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره * قوله تعالى (بل الانسان على نفسه بصيرة) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس في قوله بل الانسان على نفسه بصيرة قال الانسان شهيد على نفسه وحده ولو ألقى معاذيره قال ولو اعتذر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله بل الانسان على نفسه بصيرة قال شاهد عليها بعملها ولو ألقى معاذيره قال لو اعتذر يومئذ بباطل لم يقبل الله ذلك منه يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره قال لو جادل عنها هو بصير عليها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ولو ألقى معاذيره قال حجته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن جبير قال قلت لعكرمة بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره فسكت وكان يستاك فقلت ان الحسن قال يا ابن آدم عملك أحق بك قال صدقت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل الانسان على نفسه بصيرة قال إذا شئت رأيته بصيرا بعيون الناس غافلا عن عيبه قال وكان يقال في الانجيل مكتوب يا ابن آدم أتبصر القداة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في عينك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس بل الانسان على نفسه بصيرة قال سمعه وبصره ويده ورجليه وجوارحه ولو ألقى معاذيره قال ولو تجرد من ثيابه * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ولو ألقى معاذيره قال ستوره بلغة أهل اليمن * قوله تعالى (لا تحرك به لسانك) الآيات * أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة ان يتفلت منه يريد ان يحفظه فانزل الله لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه قال يقول ان علينا ان نجمعه في صدرك ثم تقرؤه فإذا قرأناه يقول إذا أنزلناه عليك فاتبع قرآنه فاستمع له وأنصت ثم ان علينا بيانه بينه بلسانك وفي لفظ علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأ كما وعده الله عزوجل * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية لا تحرك به لسانك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه فقال الله لا تحرك به لسانك ان علينا جمعه ان نجمعه لك وقرآنه ان تقرأه فلا تنسى فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه يقول إذا يتلى عليك فاتبع ما فيه ثم ان علينا بيانه يقول حلاله وحرامه فذلك بيانه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فإذا قرأناه قال بيناه فاتبع قرآنه يقول اعمل به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا تحرك به لسانك قال كان يستذكر القرآن مخافة النسيان فقيل له كفيناكه يا محمد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان نبى الله صلى الله عليه وسلم يحرك لسانه بالقرآن مخافة النسيان فانزل الله ما تسمع ان علينا جمعه وقرآنه يقول ان علينا حفظه وتاليفه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه ثم ان علينا بيانه قال بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * قوله تعالى (كلا بل تحبون العاجلة) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ كلا بل تحبون العاجلة بالتاء وتذرون الآخرة بالتاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة قال اختار أكثر الناس العاجلة الا من رحم الله وعصم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله كلا بل يحبون العاجلة
[ 290 ]
قال عملت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة * قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال ناعمة * وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائى في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال يعنى حسنها إلى ربها ناظرة قال نظرت إلى الخالق * وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظى في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم واللالكائى عن مجاهد وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح وجوه يومئذ ناضرة قال بهجة لما هي فيه من النعمة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وجوه يومئذ ناضرة قال النضارة لبياض والصفاء إلى ربها ناظرة قال ناظرة إلى وجه الله * وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائى والبيهقي عن عكرمة وجوه يومئذ ناضرة قال ناضرة من النعيم إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الله نظرا * وأخرج الدار قطني والآجري واللالكائى والبيهقي عن الحسن في الآية قال النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره * وأخرج ابن جرير عن الحسن وجوه يومئذ ناضرة يقول حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الخالق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة إلى ربها ناظرة قال انظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه ان لو جعل نورا أعين جميع خلق الله من الانس والجن والدواب وكل شئ خلق الله فجعل نورا عينهم في عينى عبد من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون سترا ما قدر على ان ينظر إلى الشمس والشمس جزء من سبعين جزأ من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزأ من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزأ من نور الستر قال عكرمة انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه ان نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى وجه ربها * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائى في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أدنى أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة قال البياض والصفاء إلى ربها ناظرة قال تنظر كل يوم في وجه الله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدار قطني في الرؤية والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضاربون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فانكم ترونه يوم القيامة كذلك يحب مع الله الناس فيقول من كان يعبد شيا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التى يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى ياتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التى يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكون أول من يجيزو دعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفيه كلاليب مثل شوك السعدان غير انه لا يعلم قدر عظمها الا الله فتخطف الناس باعمالهم منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد ان لا اله الا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بآثار السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول يا رب قد قشبنى ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهى عن النار فلا يزال يدعو الله فيقول لعلى ان أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسالك غيره فيصرف وجهه عن النار ثم يقول بعد ذلك يا رب قربنى إلى باب الجنة فيقول أليس قد زعمت لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك
[ 291 ]
فلا يزل يدعو فيقول لعلى ان أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسالك غيره فيعطى الله من عهود ومواثيق أن لا يساله غيره فيقربه إلى باب الجنة فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول رب ادخلني الجنة فيقول أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله عزوجل فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها فإذا دخل فيها قيل له تمن من كذا فيتمنى ثم يقال له تمن من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الامانى فيقول هذا لك ومثله معه قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة قال وأبو سعيد الخدرى جالس مع أبى هريرة لا يغير عليه شيأ من حديثه حتى انتهى إلى قوله هذا لك ومثله معه قال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة حفظت ومثله معه * وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبى هريرة قال سال الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هل ؟ رى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فو الذى نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عزوجل كما لا تضارون في رؤيتهما فيلقى العبد فيقول يا عبدى ألم أكرمك ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والابل وأتركك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والابل وأتركك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب قال أفظننت انك ملاقي قال لا يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني قال ثم يلقى الثالث فيقول ما أنت فيقول أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت ويثنى بخير ما استطاع فيقال له الا نبعث عليك شاهدا فيفكر في نفسه من الذى يشهد على قال فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه وذلك الذى يسخط الله عليه ثم ينادى مناد الا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أولياء الشيطان الشيطان واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا عزوجل وهو ربنا فيقول علام هؤلاء قيام فيقولون نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو آتينا ومئيبنا وهذا مقامنا فيقول الله عزوجل أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال قال أبو بكر يا رسول الله ان ذلك العبد لا توى عليه يدع بابا ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبيه وقال ولذي نفسي بيده انى لارجو أن تكون منهم * وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عزوجل إلى المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول هل تعرفون ربكم عزوجل فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فيقول لهم الثانية هل تعرفون ربكم فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فيتجلى لهم عزوجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا * وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبى هريرة قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا قال هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه وترون القمر في ليلة لا غيم فيها قلنا نعم قال فانكم سترون ربكم عزوجل حتى ان أحدكم ليحاضر ربه محاضرة فيقول عبدى هل تعرف ذنب كذا وكذا فيقول ألم تغفر لى فيقول بمغفرتي صرت إلى هذا * وأخرج الدارقطني عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ترون الله عزوجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لابي بكر خاصة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيه سحاب قلنا لا يا رسول الله قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤيته يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية أحمدهما * واخرج عبد بن حميد والدارقطني وابن مردويه عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الامم يوم القيامة بصعيد واحد فإذا أراد الله
[ 292 ]
عزوجل ان يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم ياتينا ربنا عزوجل ونحن على مكان رفيع فيقول من أنتم فيقولون نحن المسلمون فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا عزوجل فيقول وهل تعرفونه ان رأيتموه فيقولون نعم فيقول كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون نعرفه انه لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا ثم يقول أبشروا يا معشر المسلمين فانه ليس منكم أحد الا جعلت له مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا * وأخرج ابن عساكر عن أبى موسى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنظرون وقد ذهب الناس فيقولون ان لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره قال وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال لهم وكيف تعرفونه ولم تروه قالوا انه لا شبيه له قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصى البقر يريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قول الله عزوجل يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ويقول الله عزوجل عبادي ارفعوا رؤسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في النار * وأخرج الدارقطني عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد لا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر * وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال ليخلون الله عزوجل بكم يوم القيامة واحدا واحدا في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا وأشار إلى شئ قريب * وأخرج الدارقطني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عزوجل * وأخرج أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبى الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يسال عن الورود فقال نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الامم باوثانها وما كانت تعبد الاول فالاول ثم ياتينا ربنا بعد ذلك فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا فيقول أنا ربكم فيقولون حتى تنظر اليك فيتجلى لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه ويعطى كل انسان منهم نورا * وأخرج الدارقطني عن جابر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجلى لنا ربنا عزوجل ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقول ارفعوا رؤسكم فليس هذا بيوم عبادة * وأخرج الدارقطني عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لابي بكر الصديق خاصة * وأخرج الدارقطني والخطيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه هذه الآية وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال والله ما نسخها منذ أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون ويحلون ويرفع الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم عزوجل وذلك قوله عزوجل لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * وأخرج الدارقطني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عزوجل فاحد ؟ هم عهدا بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر * وأخرج الدارقطني عن أنس قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال أتانى جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل ما هذا قال هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيدا ولامتك من بعدك قلت يا جبريل فما هذه النكتة السوداء قال هذه الساعة وهى تقوم في يوم الجمعة وهو سيد ايام الدنيا ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد قلت يا جبريل ولم تدعونه يوم المزيد قال لان الله عزوجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسى إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور ثم ياذن لاهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا أطمأنوا فيه جلوسا بعثث الله عزوجل عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الابيض في وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مرد مكعلون ابناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله عزوجل فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو حازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بينى وبين عبادي وزوارى فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجودا فيناديهم عزوجل بصوت ارفعوا رؤسكم فانما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء سلونى ما شئتم فانا ربكم الذى صدقتكم وعدى
[ 293 ]
وأتممت عليكم نعمتي فهذا محل كرامتي فسلوني ما شئتم فيقولون ربنا وأى خير لم تفعله بنا الست الذى أعنتنا على سكرات الموت وآنست منا الوحشة في ظلمات القبور وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور ألست أقلتنا عثراتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبت على جسر جهنم أقدامنا ألست الذى أدنيتنا في جوارك وأسمعتنا من لذاذة منطقك وتجليت لنا بنورك فاى خير لم تفعله بنا فيعود عزوجل فيناديهم بصوته فيقول أنا ربكم الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتي فسلوني فيقولون نسألك رضاك فيقول رضاى عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم وأدنيت منى جواركم واسمعتكم لذاذة منطقى وتجليت لكم بنورى فهذا محل كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهى مسألتهم ثم يقول عزوجل سلونى فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ثم يقول عزوجل سلونى فيقولون رضينا ربنا وسلمنا فيزيدهم من مزيد فضله وكرامته ويزيد زهرة الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر ويكون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة قال أنس فقلت بابى وأمى يا رسول الله وما مقدار تفرقهم قال كقدر الجمعة إلى الجمعة قال يحمل عرش ربنا العليون معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لاهل الغرفات فيعودون إلى غرفهم وهم غرفتان زمردتان خضراوان وليسوا إلى شئ أشوق منهم إلى يوم الجمعة لينظروا إلى ربهم وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته قال أنس سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بينى وبينه أحد * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والحاكم عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم قال فخرجت أنا وصاحبى حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال أيها الناس الا انى قد خبات لكم صوتي منذ أربعة أيام لاسمعكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله الاثم لعله ان يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال الا انى مسؤل هل بلغت الا اسمعوا تعيشوا الا اجلسوا الا جلسوا قال فجلس الناس وقمت أنا وصاحبى حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلنا يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم انى الفتى فقال ضن ربك عزوجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها الا الله وأشار بيده قلت وما هن قال علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم ما في الغد ما أنت طاعم غدا ولا تعلمه وعلم يوم الغيم يشرف عليكم إذا قنطتم مشفقين فيظل يضحك قد علم ان 7 غيركم إلى قريب قال لقيط قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم الساعة قلت يا رسول الله علمنا منا يعلم الناس وما يعلم صاحبي فانا في قبيل لا يصدقون تصديقنا من أحاد من مذحج التى قربوا علينا وخثعم التى توالينا وعشيرتنا التى نحن منها قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر الهك ما تدع على ظهرها من شئ الا مات والملائكة الذين مع ربك عزوجل فاصبح ربك عزوجل يطوف في البلاد وقد خلت عليه البلاد فارسل ربك السماء بمهضب من عند العرش ولعمر الهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت الا شقت الارض عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوى جالسا يقول ربك مهيم لما كان فيه يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثا باهله فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعدما تمزقنا الرباح والبلى والسباع قال أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الارض أشرفت عليها وهى مذرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عنك الا أياما حتى أشرفت عليها وهى سرية واحدة ولعمر الهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء وعلى أن يجمعهم من نبات الارض فيخرجون من الاصواء أو من مصارعهم فينظرون إليه وينظر إليهم قلت يا رسول الله وكيف ونحن ملء الارض وهو شخص واحد ينظر الينا وننظر إليه قال أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة وتريانهما لا تضارون في رؤيتهما ولعمر الهك لهو أقدر على ان يراكم وترونه أو ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما قلت يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه قال تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك بيده غرفة من ماء فينضح قبلكم بها فلعمر الهك ما يخطى وجه أحد منه قطرة فاما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة البيضاء وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الاسود ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيظل أحدكم يقول حس يقول ربك أو أنه فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة
[ 294 ]
قط رأيتها ولعمر الهك ما يبسط واحد منكم يده الا وقع عليها قرح بطهره من 7 الطرف والبول والاذى ريحيس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحدا قلت يا رسول الله فيما تبصر قال بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الارض قلت يا رسول الله فما يجزى من حسناتنا وسيآتنا قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها الا أن يعفو ربك قلت يا رسول الله ما الجنة وما النار قال لعمر الهك اما للنار فسبعة أبواب ما منهن باب الا يسير الراكب فيها سبعين عاما قلت يا رسول الله فعلام نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر الهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله ولنا فيها أزواج قال الصالحات للصالحين تلذونهم بمثل لذاتكم في الدنيا ويتلذذن بكم غير ان لا توالد قال لقيط فقلت أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه قلت يا رسول الله علام أبايعك فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال على اقام الصلاة وايتاء الزكاة وزيال الشرك وان لا تشرك بالله شيأ غيره قلت وان لنا ما بين المشرق والمغرب فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن انى مشترط شيا لا يعطينه قلت نحل منها حيث شئنا ولا يجنى على امرئ الا نفسه فبسط يده وقال ذلك لك تحله حيث شئت ولا يجنى عليك الا نفسك قال فانصرفنا وقال لنا ان هذين لعمر الهك من أتقى الناس في الدنيا والآخرة فقال له كعب من هم يا رسول الله قال بنو المنتقف أهل ذلك فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله هل لاحد فيما مضى من خير في جاهليتهم قال قال رجل من عرض قريش والله ان أباك المنتقف لفى النار قال فلكانه وقع من بين جلدى ووجهى مما قال لابي على رؤس الناس فهممت ان أقول وأبوك يا رسول الله ثم قلت يا رسول الله وأهلك قال وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي مشرك فقل أرسلني اليك محمد فابشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار قلت يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون الا أياه وقد كانوا يحسبون انهم مصلحون قال ذلك بما قال بان الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود وابن ماجه عن أبى رزين قال قلت يا رسول الله أكلنا يرى ربه يوم القيامة مخليا به قال نعم قلت ما آية ذلك قال أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به قلت بلى قال فالله أعظم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال أول من ينظر إلى الله تبارك وتعالى الاعمى * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن موسى بن صالح بن الصباح رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة يؤتى ياهل ولاية الله فيقومون بين يديه ثلاثة أصناف فيؤتى برجل من الصنف الاول فيقول عبدى لماذا عملت فيقول يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها ونعيمها وما أعددت لاهل طاعتك فيها فاسهرت ليلى وأظمأت نهاري شوقا إليها فيقول عبدى انما عملت للجنة فادخلها ومن فضلى عليك ان أعتقك من النار فيدخلها هو ومن معه ثم يؤتى بالصنف الثاني فيقول عبدى لما عملت فيقول يا رب خلقت نارا وخلقت أغلالها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لاعدائك ولاهل معصيتك فيها فاسهرت ليلى وأظما ؟ نهاري خوفا منها فيقول عبدى انما عملت خوفا من النار فانى أعتقتك من النار ومن فضلى عليك أدخلتك جنتي فيدخل هو ومن معه الجنة ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث فيقول عبدى لماذا عملت فيقول ربى حبا لك وشوقا اليك وعزتك لقد أسهرت ليلى وأظمأت نهاري شوقا اليك وحبا لك فيقول الله عبدى انما عملت شوقا إلى وحبا لى فيتجلى له الرب فيقول ها أنا ذا أنظر إلى ثم يقول فضلى عليك ان أعتقك من النار وأبيحك جنتي وأزيرك ملائكتي وأسلم عليك بنفسى فيدخل هو ومن معه الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي والبيهقي في الاعمال والصفات عن عمار بن ياسر رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء لدعوات اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احينى ما علمت الحياة خير إلى وتوفنى إذا كانت الوفاة خير إلى اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحكم في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين
[ 295 ]
* وأخرج البيهقى عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره ان يتعاهده ويتعاهد به أهله كل يوم قال حين تصبح لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك واليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدى ذلك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن لا حول ولا قوة الا بك انك على كل شئ قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت انت وليى في الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقني بالصالحين أسالك اللهم الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة أعوذ بك ان أظلم أو أظلم أو اعتدى أو يعتدى على أو أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره اللهم فاطر السموات ولارض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والاكرام فانى أعهد اليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا انى أشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والساعة آتية لا ريب فيها وانت تبعث من في القبور وأشهد انك ان تكلني إلى نفسي تكلني إلى وهن وعورة وذنب وخطيئة وانى لا أثق الا برحمتك فاغفر لى ذنبي كله انه لا يغفر الذنوب الا أنت وتب على انك أنت التواب الرحيم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنتظر الثواب من ربها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله إلى ربها ناظرة قال تنتظر منه الثواب * قوله تعالى (ووجوه يومئذ باسرة) * اخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله ووجوه يومئذ باسرة قال كالحة قاطبة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الازرق وهو يقول صبحنا تميما غداة النسا * ؟ شهباء ملمومة باسرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وجوه يومئذ باسرة قال كالحة تظن ان يفعل بها فاقرة قال ان يفعل بها شر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ووجوه يومئذ باسرة قال كاشرة تظن ان يفعل بها فاقرة قال داهية * قوله تعالى (كلا إذا بلغت التراقي) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله إذا بلغت التراقي قال الحلقوم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وقيل من راق قال من طبيب شاف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى قلابة رضى الله عنه وقيل من راق قال التمسوا الاطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيا وظن انه الفراق قال استيقن انه الفراق والتفت الساق بالساق قال ماتت سافاه فلم تحملاه وقد كان عليهما جوالا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه وقيل من راق قال هو الطبيب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما وقيل من راق قال من راق يرقى * واخرج ابن جرير عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقيل من راق قيل تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب والتفت الساق بالساق قال التفت عليه الدنيا والآخرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى العالية في قوله وقيل من راق قال يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ايهم يرقى به * وأخرج ابن جرير عن أبى الجوزاء رضى الله عنه في قوله وقيل من راق قال قالت الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ وأيقن انه الفراق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما والتفت الساق بالساق يقول آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة فتلقى الشدة بالشدة الا من رحم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والتفت الساق بالساق قال التف أمر الدنيا بامر الآخرة عند الموت * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والتفت الساق بالساق قال لفت ساق الآخرة بساق الدنيا وذكر قول الشاعر * وقامت الحرب بنا على ساق * وأخرج
[ 296 ]
عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه والتفت الساق بالساق قال بلاء ببلاء * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه والتفت الساق بالساق قال اجتمع فيه الحياة والموت * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه والتفت الساق بالساق قال تلف ساقاه عند الموت للنزع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والتفت الساق بالساق قال التفت ساقاه عند الموت * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه والتفت الساق بالساق قال اما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه والتفت الساق بالساق قال الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه انه سئل عن قوله والتفت الساق بالساق قال هما ساقاه إذا التفتا في الاكفان * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله إلى ربك يومئذ المساق قال في الآخرة * قوله تعالى (فلا صدق ولا صلى) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلا صدق قال بكتاب الله ولا صلى ولكن كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله ثم ذهب إلى أهله يتمطى قال يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته ذكر لنا ان نبى الله أخذ بمجامع ثوبه فقال أولى لك فاولى ثم أولى لك فاولى وعيدا على وعيد فقال ما تستطيع أنت ولا ربك لى شيأ وانى لاعز من مشى بين جبليها وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ان لكل أمة فرعونا وان فرعون هذه الامة أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم ذهب إلى أهله يتمطى قال يتبختر وهو أبو جهل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يتمطى قال يختال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سالت ابن عباس عن قول الله أولى لك فاولى أشئ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي جهل من قبل نفسه أم أمره الله به قال بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان يترك سدا قال هملا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان يترك سدا قال باطلا لا يؤمر ولا ينهى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ان يترك سدا قال ان يهمل وفي قوله أليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها سبحانه وبلى * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري في المصاحف عن صالح أبى الخليل قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية أليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان ربى وبلى * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى قال سبحانك اللهم وبلى * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبى امامة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته فكان يكثر من قراءة لا أقسم بيوم القيامة فإذا قال أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى سمعته يقول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن موسى بن أبى عائشة قال كان رجل يصلى فوق بيته فكان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى قال سبحانك فبلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله باحكم الحاكمين فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبلغ فباى حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأت لا أقسم بيوم القيامة فبلغت أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فقل بلى * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس قال إذا قرأت سبح اسم ربك الاعلى فقل سبحان ربى الاعلى وإذا قرأت أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فقل سبحانك وبلى * (سورة الانسان مكية) *
[ 297 ]
* أخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة الانسان بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال أنزلت بمكة سورة هل أتى على الانسان * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الانسان بالمدينة * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر قال جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل واستفهم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالالوان والصور والنبوة أفرأيت ان آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به انى لكائن معك في الجنة قال نعم والذى نفسي بيده انه ليرى بياض الاسود في الجنة من مسيرة ألف عام ثم قال من قال لا اله الا الله كان له عهد عند الله ومن قال سبحان لله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ونزلت عليه هذه السورة هل أتى على الانسان حين من الدهر إلى قوله ملكا كبيرا فقال الحبشى وان عينى لترى ما ترى عيناك في الجنة قال نعم فاشتكى حتى فاضت نفسه قال ابن عمر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده * وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال حدثنى الثقة ان رجلا أسود كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التسبيح والتهليل فقال له عمر بن الخطاب مه أكثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مه يا عمر وأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتى على الانسان حين من الدهر حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الاسود زفرة خرجت نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم مات شوقا إلى الجنة * وأخرج ابن وهب عن ابن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة هل أتى على الانسان حين من الدهر وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود فلما بلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج نفس صاحبكم الشوق إلى الجنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ذر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتى على الانسان حين من الدهر حتى ختمها ثم قال انى أرى ما لا ترون واسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع الا ملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجارون * قوله تعالى (هل أتى على الانسان حين من الدهر الآية) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله هل أتى على الانسان حين من الدهر قال الانسان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيأ مذكورا قال انما خلق الانسان ههنا حديثا ما يعلم من خليقة الله خليقة كانت بعد الا هذا الانسان * وأخرج ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه سمع رجلا يقرأ هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيأ مذكورا فقال عمر ليتها تمت * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود انه سمع رجلا يتلو هذه الآية هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيأ مذكورا فقال ابن مسعود يا ليتها تمت فعوتب في قوله هذا فاخذ عودا من الاوض فقال يا ليتنى كنت مثل هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله هل أتى على الانسان حين من الدهر قال ان آدم آخر ما خلق من الخلق * واخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله هل أتى على الانسان قال كل انسان * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ان من الحين حينا لا يدرك قال الله هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيأ مذكورا والله ما يدرى كم أتى عليه حتى خلقه الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه تلا هذه الآية هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيأ مذكورا قال أي وعزتك يا رب فجعلته سميعا بصيرا وحيا وميتا * قوله تعالى (انا خلقنا الانسان) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود قال إذا جئناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب الله ان النطفة تكون في الرحم أربعين ثم تكون علقة أربعين ثم تكون مضغة أربعين فإذا أراد الله أن يخلق الخلق نزل الملك فيقول له اكتب فيقول ماذا أكتب فيقول اكتب شقيا أو سعيدا ذكرا أو أنثى وما رزقه وأثره وأجله فيوحى الله بما يشاء ويكتب الملك ثم قرأ عبد الله انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه ثم قال عبد الله أمشاجها عروقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله أمشاج قال العروق * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال من ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه
[ 298 ]
ببعض * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله من نطفة أمشاج قال اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا ذؤيب وهو يقول كان الريش والفوقين منه * خلال النصل خالطه مشيج * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مشج ماء الرجل بماء المرأة فصار خلقا * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال الامشاج ذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في الآية قال خلق من نطفة مشجت بدم وذلك الدم الحيض إذا حملت ارتفع الحيض * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال مختلفة الالوان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد من نطفة أمشاج قال ألوان نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وحمراء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الامشاج الذى يخرج على أثر البول كقطع الاوتار ومنه يكون الولد * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم قال الامشاج العروق التى في النطفة * وأخرج الفريابى عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال ألوان الخلق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه قال طورا نطفة وطورا علقة وطورا مضغة وطورا عظما ثم كسونا العظام لحما وذلك أشد ما يكون إذا كسى اللحم ثم أنشاناه خلقا آخر قال أنبت له الشعر فتبارك الله أحسن الخالقين فانباه الله مم خلقه وأنباه انما بين ذلك ليبتليه بذلك ليعلم كيف شكره ومعرفته لحقه فبين الله له ما أحل له وما حرم عليه ثم قال انا هديناه السبيل اما شاكر النعم الله واما كفورا بها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال الامشاج منه العظام والعصب والعروق من الرجل واللحم والدم والشعر من المرأة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله أمشاج قال الظفر والعظم والعصب من الرجل واللحم والشعر من المرأة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة انا هديناه السبيل قال السبيل الهدى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انا هديناه السبيل قال الشقاوة والسعادة * وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفى انا هديناه السبيل قال الخير والشر * وأخرج أحمد وابن المنذر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه اما شاكرا واما كفورا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ان الابرار يشربون من كاس) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا قال تمزج به عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال يقودونها حيث شاؤا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا قال قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال يستفيد ماؤهم يفجرونها حيث شاؤا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة كان مزاجها قال طعمها يفجرونها تفجيرا قال الانهار يجرونها حيث شاؤا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن اسحق قال في قراءة عبد الله كاسا صفرا كان مزاجها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن شوذب في قوله يفجرونها تفجيرا قال معهم قضبان ذهب يفجرون بها تتبع قضبانهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة يوفون بالنذر قال كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله الابرار لذلك فقال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا قال استطاروا لله شر ذلك اليوم حتى ملا السموات والارض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوفون بالنذر قال إذا نذروا في حق الله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يوفون بالنذر قال كل نذر في سكر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطبراني عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى نذرت أن أنحر نفسي فشغل النبي صلى الله عليه وسلم فذهب الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذى جعل في أمتى من يوفى بالنذر ويخاف يوما كان شره مستطيرا أهد مائة ناقة * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال لما صدر النبي صلى الله عليه وسلم بالاسارى عن بدر أنفق سبعة من المهاجرين على اسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعلى والزبير
[ 299 ]
وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح فقالت الانصار قتلناهم في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة فانزل الله فيهم تسع عشرة آية ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا إلى قوله عينا فيها تسمى سلسبيلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كان شره مستطيرا قال فاشيا * قوله تعالى (ويطعمون الطعام) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله ويطعمون الطعام على حبه قال وهم يشتهونه وأسيرا قال هو المسجون انما نطعكم لوجه الله الآية قال لم يقل القوم ذلك حين أطعموهم ولكن علم الله من قلوبهم فاثنى عليهم به ليرغب فيه راغب * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن قال كان الاسارى مشركين يوم نزلت هذه الآية ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال لقد أمر الله بالاسارى ان يحسن إليهم وانهم يومئذ لمشركون فو الله لاخوك المسلم أعظم عليك حرمة وحقا * وأخرج أبو عبيد في غريب الحديث والبيهقي في شعب الايمان في قوله وأسيرا قال لم يكن الاسير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من المشركين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ياسر أهل الاسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا ياسرونهم في الفداء فنزلت فيهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالاصلاح لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأسيرا قال هو المشرك * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وأسيرا قال ما أسرت العرب من الهند وغيرهم فإذا حبسوا فعليكم أن تطعموهم وتسقوهم حتى يقتلوا أو يفدوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى رزين قال كنت مع شقيق بن سلمة فمر عليه أسارى من المشركين فأمرني أن أتصدق عليهم ثم تلا هذه الآية يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير وعطاء ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قالا من أهل القبلة وغيرهم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله مسكينا قال فقيرا ويتيما قال لا أب له وأسيرا قال المملوك والمسجون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ويطعمون الطعام على حبه الآية قال نزلت هذه الآية في على بن أبى طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن أم الاسود سرية الربيع بن خيثم قالت كان الربيع يعجبه السكر ياكله فإذا جاء السائل ناوله فقلت ما يصنع بالسكر الخبز له خير قال انى سمعت الله يقول ويطعمون الطعام على حبه * قوله تعالى (انا نخاف من ربنا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يوما عبوسا قال ضيقا قمطريرا قال طويلا * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوما عبوسا قمطريرا قال يقبض ما بين الابصار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله يوما عبوسا قمطريرا قال الذى ينقبض وجهه من شدة الوجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول ولا يوم الحسار وكان يوما * عبوسا في الشدائد قمطريرا قال أخبرني عن قوله ولا زمهريرا قال كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول برهوهة الخلق مثل العتيق * لم تر شمسا ولا زمهريرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة يوما عبوسا قمطريرا قال يوما تقبض فيه الحياة من شدته * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوما قال يوم القيامة عبوسا قال العابس الشفتين قمطريرا قال تقبض الوجوه بالسوء وفي لفظ انقباض ما بين عينيه ووجهه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ولقاهم نضرة وسرورا قال نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن ولقاهم نضرة قال في الوجوه وسرورا قال في الصدور والقلوب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولقاهم نضرة وسرورا قال نضرة في وجوههم
[ 300 ]
وسرورا في قلوبهم وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا قال الصبر صبران صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله متكئين فيها على الارائك قال كنا نحدث انها الحجال على السر ولا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال علم الله تبارك وتعالى ان شدة الحر تؤذى وان شدة البرد تؤذى فوقاهم الله عذابهما جميعا قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم حدث ان جهنم اشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد من زمهريرها * وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن الزهري في قوله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال حدثنى أبو سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب اكل بعضى بعضا فنفسنى فجعل لها في كل عام نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة البرد الذى تجدون من زمهرير جهنم وشدة الحر الذى تجدون من حر جهنم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه من طرق عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضى بعضا فجعل لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدونه في الصيف من الحر من سمومها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا زمهريرا قال بردا مقطعا * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال الزمهرير هو البرد الشديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال الزمهرير انما هو لون من العذاب ان الله تعالى قال لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن أبى سعيد الخدرى أو أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال إذا كان يوم حار ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الارض فإذا قال العبد لا اله الا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم قال الله عزوجل لجهنم ان عبدا من عبيدى استجار بى منك وانى أشهدك انى قد أجرته وإذا كان يوم شديد البرد ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الارض فإذا قال العبد لا اله الا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم ان عبدا من عبيدى استجارني من زمهريرك وانى أشهدك انى قد أجرته فقالوا وما زمهرير جهنم قال كعب بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال الجنة سجسج لا فر فيها ولا حر * قوله تعالى (ودانية عليهم) الآيات * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله ودانية عليهم ظلالها قال قريبة وذللت قطوفها تذليلا قال ان أهل الجنة ياكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاؤا وفي لفظ قال ذللت لهم فيناولون منها كيف شاؤا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وذللت قطوفها تذليلا قال ان قعدوا نالوها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وذللت قطوفها تذليلا قال أدنيت منهم يتناولونها وهم متكئون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وذللت قطوفها تذليلا قال أدنيت منهم يتناولونها ان قام ارتفعت بقدره وان قعد تدلت حتى ينالها وان اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود قال يقول غلمان أهل الجنة من أين نقطف لك من أين نسقيك * وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال أرض الجنة ورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وورق وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والورق والثمار بين ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه وذللت قطوفها تذليلا وفي لفظ ان قام ارتفعت بقدره وان قعد تدلت حتى ينالها وان اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ويطاف عليهم بآنية من فضة الآية قال صفاء القوارير في بياض الفضة قدروها تقديرا قال قدرت على قدر رأى القوم * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى انه كان يقرأ قدرها برفع القاف * وأخرج عن الحسن انه قرأها بنصف القاف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق العوفى عن ابن عباس قال آنية من فضة وصفاؤها كصفاء القوارير قد روها تقديرا قال قدرت للكف * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس قال لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء ؟ ن ورائها ولكن قوارير الجنة بياض الفضة
[ 301 ]
في صفاء القوارير * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ليس في الجنة شئ الا قد أعطيتم في الدنيا شبهه الا قوارير من فضة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال لو اجتمع أهل الدنيا على أن يعملوا اناء من فضة يرى ما فيه من خلفه كما يرى في القوارير ما قدروا عليه * وأخرج الفريابى من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله قدروها تقديرا قال أتوا بها على قدرهم لا يفضلون شيأ ولا يشتهون بعدها شيأ * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد عن مجاهد قال الآنية الاقداح والاكواب الكوكبات وتقديرها انها ليست بالملاى التى تفيض ولا ناقصة بقدر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قدروها تقديرا قال قدرتها السقاة * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى في قوله قوارير من فضة قال صفاؤها صفاء القوارير وهى من فضة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة كان مزاجها زنجيلا قال يمزج لهم بالزنجبيل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد كان مزاجها زنجبيلا قال ياثر لهم ما كانوا يشربون في الدنيا فيجيئ إليهم بذلك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش أحداهما التى ذكر الله يفجرونها تفجيرا والاخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق احداهما التى ذكر الله سلسبيلا والاخرى التسنيم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله عينا فيها تسمى سلبيلا قال حديدة الجرية * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك عينا فيها تسمى سلسبيلا قال عين الخمرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد تسمى سلسبيلا قال تجرى سلسلة السبيل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة عينا فيها تسمى سلسبيلا قال سلسلة فيها يصرفونها حيث شاؤا وفي قوله حسبتهم لؤلؤا منثورا قال من حسنهم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال بينا المؤمن على فراشه إذا بصر شيأ يسير نحوه فجعل يقول لؤلؤ فإذا ولدان مخلدون كما وصفهم الله وهى الآية إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولهم خروجا إذا خرجوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا انصتوا وأنا مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح بيدى ولواء الحمد بيدى وآدم ومن دونه تحت لوائى ولافخر يطوف عليهم ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور * وأخرج ابن المبارك وهناد وعبد بن حميد والبيهقي في البعث عن ابن عمرو رضى الله عنه قال ان أدنى أهل الجنة منزلا من يسعى عليه ألف خادم كل واحد على عمل ليس عليه صاحبه * وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما انه ذكر ركب أهل الجنة ثم تلا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا قال هو استئذان الملائكة لا تدخل عليهم الا باذن * وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله ملكا كبيرا قال بلغنا انه استئذان الملائكة عليهم * وأخرج ابن وهب عن الحسن البصري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أدنى أهل الجنة منزلة الذى يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين على خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد قد أثر في جنبه فبكى عمر فقال ما يبكيك فقال ذكرت كسرى وملكه وقيصر وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول الله على حصير من جريد فقال أما ترضى ان لهم الدنيا ولنا الآخرة فانزل الله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى الجوزاء انه كان يقرأ عليهم ثياب سندس خضر قال علت الخضرة أكثر ثياب أهلها الخضرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله شرابا طهورا قال ما ذكر الله من الاشربة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شرابا طهورا قال ما ذكر الله من الاشربة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبى قلابة رضى الله عنه وسقاهم ربهم شرابا طهورا قال إذا أكلوا أو شربوا ما شاء الله من الطعام والشراب دعوا الشراب الطهور فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء بريح مسك يفيض من جلودهم ويضمر لدت بطونهم
[ 302 ]
* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم التيمى في هذه الآية وسقاهم ربهم شرابا طهورا قال عرق يفيض من اعراضهم مثل ريح المسك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم التيمى قال بلغني انه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل من أهل الدنيا وأكلهم ونهمتهم فإذا أكل سقى شرابا طهورا يخرج من جلده رشحا كرشح المسك ثم تعود شهوته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وكان سعيكم مشكورا فقال لقد شكر الله سعيا قليلا * قوله تعالى (فاصبر لحكم ربك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولا تطع منهم آثما أو كفورا قال حدثنا انها نزلت في عدو الله أبى جهل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه انه بلغه ان أبا جهل قال لما فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة وهو يومئذ بمكة لئن رأيت محمدا يصلى لاطأن على عنقه فانزل الله في ذلك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله آثما أو كفورا قال كان أبو جهل يقول لئن رأيت محمدا يصلى لاطأن على رقبته فنهاه ان يطيعه وفي قوله يوما ثقيلا قال عسرا شديدا * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشددنا أسرهم قال خلقهم * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه وشددنا أسرهم قال هي المفاصل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع وشددنا أسرهم قال مفاصلهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وشددنا أسرهم قال خلقهم وفي قوله ان هذه تذكرة قال هذه السورة تذكرة والله أعلم * قوله تعالى (وما تشاؤن الا أن يشاء الله) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله القدرية وقد فعل لعن الله القدرية وقد فعل لعن الله القدرية وقد فعل ما قالوا كما قال الله ولا قالوا كما قالت الملائكة ولا قالوا كما قالت الانبياء ولا قالوا كما قالت أهل الجنة ولا قالوا كما قالت أهل النار ولا قالوا كما قال الشيطان قال الله وما تشاؤن الا أن يشاء الله وقالت الملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا وقالت الانبياء في قصة نوح ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم وقالت أهل الجنة وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وقالت أهل النار ربنا غلبت علينا شقوتنا وقال الشيطان رب بما أغويتني * وأخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن سالم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب كل ما هو آت قريب لابعد لما ياتي ولا يعجل الله لعجلة أحد ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا ما شاء الله كان ولو كره الناس لا مباعد لما قرب الله ولا مقرب لما باعد الله لا يكون سئ الا باذن الله * (سورة والمرسلات مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة المرسلات بمكة * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه سورة والمرسلات عرفا فانه يتلوها وانى لالقاها من فيه وان فاه لرطب بها إذ وثبت عليه حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها فذهبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقيت شركم كما وقيتم شرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال نزلت والمرسلات عرفا نحو ليلة الحية قالوا وما ليلة الحية قال خرجت حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فتغييب في حجر فقال دعوها فان الله وقاها شركم كما وقاكم شرها * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه والمرسلات فاخذتها من فيه وان فاه لرطب بها فلا أدرى بايها ختم فبأى حديث بعده يؤمنون أو وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان أم الفضل سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا بنى لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة انها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب * وأخرج الطبراني في الاوسط عن عبد العزيز أبى سكين قال أتيت أنس بن مالك فقلت اخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله
[ 303 ]
عليه وسلم فصلى بنا الظهر وقرأ قراءة همسا بالمرسلات والنازعات وعم يتساءلون ونحوها من السور * قوله تعالى (والمرسلات عرفا) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه والمرسلات عرفا قال هي الملائكة أرسلت بالمعروف * وأخرج ابن جرير من طريق مسروق عن ابن مسعود رضى الله عنه والمرسلات عرفا قال الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر ونعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهى اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق أبى العبيدين انه سأل ابن مسعود والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح فالفارقات فرقا قال حسبك * وأخرج ابن راهويه وابن المنذر وعبد بن حميد والبيهقي في العشب والحاكم وصححه عن خالد ابن عرعرة رضى الله عنه قال قام رجل إلى على فقال ما العاصفات عصفا قال الرياح * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح فالفارقات فرقا قال الملائكة فالملقيات ذكرا قال الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما والمرسلات عرفا قال الملائكة فالفارقات فرقا قال الملائكة فرقت بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا قال الملائكة بالتنزيل * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والمرسلات عرفا قال هي الريح فالعاصفات عصفا قال هي الريح فالفارقات فرقا يعنى القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا هي الملائكة تلقى الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بنى آدم عذرا أو نذرا قال عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا قال الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مسروق والمرسلات عرفا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة وابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه والمرسلات عرفا قال هي الرسل ترسل بالعروف فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال المطر فالفارقات فرقا قال الرسل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن أبى صالح والمرسلات عرفا قال الملائكة يجيئون بالاعارف فالعاصفات عصفا قال الريح العواصف والناشرات نشرا قال الملائكة ينشرون الكتب فالفارقات فرقا قال الملائكة يفرقون بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا قال الملائكة يجيؤن بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء والحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن بالتفخيم قال عمار بن عبد الملك كهيئته عذرا ونذرا والصدفين وألا له الخلق والامر وأشباه هذا في القرآن * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك فإذا النجوم طمست قال تطمس فيذهب نورها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي في قوله وإذا الرسل أقتت قال وعدت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أقتت قال أجلت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس أقتت قال جمعت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ليوم الفصل قال يوم يفصل الله فيه بين الناس باعمالهم إلى الجنة وإلى النار وما أدراك ما يوم الفصل قال يعظهم بذلك ويل يومئذ للمكذبين قال ويل لهم والله ويلا طويلا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال ويل واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين والله أعلم * قوله تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألم نخلقكم من ماء مهين يعنى بالمهين الضعيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله من ماء مهين قال ضعيف في قرار مكين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فقدرنا فنعم القادرون قال فملكنا فنعم المالكون * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فقدرنا فنعم القادرون قال فخلقنا فنعم
[ 304 ]
المالكون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس كفاتا قال كنا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ألم نجعل الارض كفاتا قال تكفتهم أمواتا وتكف إذا هم أحياء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن مسعود أنه أخذ قملة فدفنها في المسجد ثم قرأ ألم نجعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد كفاتا قال تكفت الميت ولا يرى منه شئ وقوله أحياء الرجل في بيته لا يرى من عمله شئ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رواسي جبالا شامخات مشرفات فراتا عذبا بشرر كالقصر قال كالقصر العظيم جمالات صفر قال قطع النحاس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ظل ذى ثلاث شعب دخان جهنم * وأخرج عبد الرزاق عن الكلبى في قوله ظل ذى ثلاث شعب قال هو كقوله نارا أحاط بهم سرادقها والسرادق الدخان دخان النار فأحاط بهم سرادقها ثم تفرق فكان ثلاث شعب شعبة ههنا وشعبة ههنا وشعبة ههنا * وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس يسأل عن قوله انها ترمى بشرر كالقصر قال كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر قال وسمعته يسأل عن قوله تعالى جمالات صفر قال حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كاوساط الرجال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها كالقصر بفتح القاف والصاد قال قصر النخل يعنى الاعناق وكان يقرأ جمالات بضم الجيم * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس كالقصر قال كجدور الشجر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت العرب تقول في الجاهلية اقصروا لنا الحطب فيقطع على قدر الذراع والذراعين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط عن ابن مسعود في قوله ترمى بشرر كالقصر قال انها ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كالقصر قال هو القصر كأنه جمالات صفر قال الابل * وأخرج ابن الانباري في كتاب الاضداد عن الحسن في قوله كأنه جمالات صفر قال الصفر السود وفي قوله جمالات صفر قال هو الجسر وفي لفظ قال الجبال وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله كالقصر قال مثل قصر النخلة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز الابل الصفر قال ابن جرير وسط كل شئ جوزة * وأخرج ابن جرير عن هارون قال قرأها الحسن القصر بجزم الصاد وقال هو الجزل من الخشب * وأخرج ابن جرير عن الحسن كانه جمالات صفر قال كالنوق السود * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس كانه جمالات صفر يقول قطع النحاس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله كالقصر قال خرم الشجر وقطع النخل كانه جمالات صفر قال جبال الجسور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة كالقصر قال أصول الشجر وأصول النخل كانه جمالات صفر قال كانه نوق سود * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه كان يقرأ كالقصر قال كقطعة النخلة الجادرة كانه جمالات صفر قال القلوص * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الصامت قال قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون قال ان يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون وفي حال ينطقون وفي حال يعتذرون لا أحدثكم الا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة حجاب من نور وحجاب من ظلمة وحجاب من ماء لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ولا تسمع نفس ذلك القول الا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون * وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال سال نافع بن الازرق ابن عباس عن قوله تعالى هذا يوم لا ينطقون ولا تسمع الا همسا وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وهاؤم اقرؤا كتابيه فما هذا قال ويحك هل سألت عن هذا أحدا قبلى قال لا قال انك لو كنت سالت هلكت أليس قال الله تعالى وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون قال بلى قال وان لكل مقدار يوم من الايام لونا من الالوان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه سئل عن
[ 305 ]
قوله يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال الا أخبركم باشد مما تسألون عنه قال ابن عباس وذكر لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان فوربك لنسالنهم أجمعين وهذا يوم لا ينطقون قال ابن عباس انها ايام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء فمنها يوم لا ينطقون ومنها يوم عبوسا قمطريرا * وأخرج عبد بن حميد عن ابى الضحى أن نافع بن الازرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله هذا يوم لا ينطقون وقوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقوله والله ربنا ما كنا مشركين وقوله ولا يكتمون لله حديثا قال ويحك يا ابن الازرق انه يوم طويل وفيه مواقف تأتى عليهم ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواهم ويامر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا قال وذلك قوله ولا يكتمون لله حديثا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى عبد الله الجدلي قال أتيت بيت المقدس فإذا عبادة ابن الصامت وعبد الله بن عمر وكعب الاحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عبادة إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله هذا يوم لا ينطقون هذا يوم الفصل جمعناكم والاولين فان كان لكم كيد فكيدون اليوم لا ينجو منى جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو انا نجد في الكتاب انه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معتقا حتى إذا كان بين ظهرانى الناس قال يا أيها الناس انى بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الاخ باخيه لا يغنيهم منى وزر ولا تخفيهم منى خافية الذى يجعل مع الله الها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد قال فينطوى عليهم فيقدفهم في النار قبل الحساب باربعين اما قال يوما راما عاما قال ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة قفوا للحساب فيقولون والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال فيقول الله صدق عبادي انا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة فيدخلون الجنة قبل الحساب باربعين اما قال يوما واما عاما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله كلوا واشربوا هنيأ أي لا موت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله كلوا وتمتعوا قليلا قال عنى بذلك أهل الكفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون قال نزلت في ثقيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وإذا قيل لهم اركعو قال صلوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وإذا قيل لهم اركعوا قال عليكم باحسان الركوع فان الصلاة من الله بمكان قال وذكر لنا ان حذيفة رأى رجلا يصلى ولا يركع كأنه بعير نافر قال لو مات هذا ما مات على شئ من سنة الاسلام قال وحدثنا ان ابن مسعود رأى رجلا يصلى ولا يركع وآخر يجر ازاره فضحك قالوا ما يضحك يا ابن مسعود قال أضحكني رجلان أحدهما لا ينظر الله إليه والآخر لا يقبل الله صلاته * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون يقول يدعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل انهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا والله أعلم * (سورة عم يتساءلون مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة عم يتساءلون بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت عم يتساءلون بمكة * وأخرج البيهقى في سننه عن عبد العزيز بن قيس قال سألت أنسا عن مقدار صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فامر أحد بنيه فصلى بنا الظهر والعصر فقرأ بنا الرسلات وعم يتساءلون * قوله تعالى (عم يتساءلون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت عم يتساءلون عن النبا العظيم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يتساءلون عن النبأ العظيم قال القرآن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله عم يتساءلون عن النبا العظيم قال القرآن وفي قوله الذى هم فيه مختلفون قال مصدق به ومكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة عم يتساءلون عن النبا العظيم الذى هم فيه مختلفون قال هو البعث بعد الموت صار الناس فيه رجلين مصدق ومكذب فاما الموت فاقروا به كلهم لمعاينتهم اياه واختلفوا في البعث بعد الموت * واخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله كلا
[ 306 ]
سيعلمون ثم كلا سيعلمون قال وعيد بعد وعيد * وأخرج ابن جرير عن الضحاك كلا سيعلمون الكفار ثم كلا سيعلمون المؤمنون وكذلك كان يقرؤها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ألم نجعل الارض مهادا قال فرشت لكم والجبال أوتادا قبال أوتدت بها لكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ألم نجعل الارض مهادا إلى قوله معاشا قال نعم من الله يعددها عليك يا ابن آدم لتعمل لاداء شكرها * وأخرج والحاكم وصححه عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يخلق الخلق أرسل لريح فنسفت الماء حتى أبدت عن حشفة وهى التى تحت الكعبة ثم مد الارض حتى بلغت ما شاء الله من الطول والعرض وكانت هكذا تميد وقال بيده وهكذا وهكذا فجعل الله الجبال رواسي أوتادا فكان أبو قبيس من أول جبل وضع في الارض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال ان الارض أول ما خلقت خلقت من عند بيت المقدس وضعت طينة فقيل لها اذهبي هكذا وهكذا وهكذا وخلقت على صخرة والصخرة على حوت والحوت على الماء فاصبحت وهى تميع فقالت الملائكة يا رب من يسكن هذه فاصبحت الجبال فيها أوتادا فقالت الملائكة يا رب أخلقت خلقا هو أشد من هذه قال الحديد قالوا فخلقت خلقا هو أشد من الحديد قال النار قالوا فخقت خلقا هو أشد من النار قال الماء قالوا فخلقت خلقا هو أشد من الماء قال الريح قالوا فخلقت خلقا هو أشد من الريح قال البناء قالوا فخلقت خلقا هو أشد من البناء قال آدم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وخلقناكم أزواجا قال اثنين اثنين وفي قوله وجعلنا النهار معاشا قال يبتغون من فضل الله وفي قوله وجعلنا سراجا وهاجا قال يتلالا وأنزلنا من المعصرات قال الريح ماء ثجاجا قال منصبا ينصب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والخرائطي في مكارم الاخلاق عن قتادة وجعلنا سراجا وهاجا قال الوهاج المنير وأنزلنا من المعصرات قال من السماء وبعضهم يقول من الريح ماء ثجاجا قال الثجاج المنصب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وجعلنا سراجا وهاجا قال مضيئا وأنزلنا من المعصرات قال السحاب ماء ثجاجا قال منصبا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله سراجا وهاجا قال يتلالا * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله وأنزلنا من المعصرات قال السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول النابغة تجرى بها الارواح من بين شمال * وبين صباها المعصرات الدوامس قال اخبرني عن قوله ثجاجا قال الثجاج الكثير الذى ينبت منه الزرع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا ذؤيب يقول سقى أم عمر وكل آخر ليلة * غمائم سود ماؤهن ثجيج * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن ابى حاتم والخرائطي من طرق عن ابن عباس وأنزلنا من المعصرات قال الرياح ماء ثجاجا قال منصبا * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والخرائطي والبيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا قال يبعث الله سحابا فتحمل الماء من السماء فتمر به السحاب فتدر كما تدر اللقحة والثجاج ينزل من السماء أمثال العزالى فتصرفه الرياح فينزل متفرقا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة وأنزلنا من المعصرات قال السحاب ماء ثجاجا قال صبا أو قال كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس وأنزلنا من المعصرات قال من السماء ماء ثجاجا قال منصبا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة في مصحف الفضل بن عباس وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن قتادة قال في قراءة ابن عباس وأنزلنا من المعصرات بالرياح * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن مجاهد وأنزلنا من المعصرات الريح ولذلك كان يقرؤها بالمعصرات ثجاجا منصبا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وجنات ألفافا قال مجتمعة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن مجاهد في قوله وجنات ألفافا قال ملتفة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجنات ألفافا قال ملتفة بعضها إلى بعض * وأخرج
[ 307 ]
عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وجنات ألفافا قال الزرع إذا كان بعضه إلى بعض جنات * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وجنات ألفافا يقول جنات التفت بعضها ببعض * قوله تعالى (ان يوم الفصل كان ميقاتا) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان يوم الفصل كان ميقاتا قال هو يوم عظمة الله وهو يوم يفصل فيه بين الاولين والآخرين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا قال زمرا زمرا * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب ان معاذ جبل قال يا رسول الله ما قول الله يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا فقال يا معاذ سالت عن أمر عظيم ثم أرسل عينيه ثم قال عشرة أصناف قد ميزهم الله من جماعة المسلمين وبدل صورهم فبعضهم على صورة لقردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكبين أرجلهم فوق ووجوههم أسفل يسحبون عليها وبعضهم عمى يترددون وبعضهم صم بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهى مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعابا يقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم أشد نتنا من الجيف وبعضهم يلبسون جبابا سابغات من قطران لازقة بجلودهم فاما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس وأما الذين على صورة الخنازير فاكلة السحت والمنكوسون على وجوههم فاكلة الربا والعمى من يجور في الحكم والصم البكم المعجبون باعمالهم والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقضاة من الذين يخالف قولهم أعمالهم والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله وحق الفقراء من أموالهم والذين يلبسون الجباب فاهل الكبر والخيلاء والفخر * قوله تعالى (وفتحت السماء) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وفتحت خفيفة * وأخرج ابن المنذر عن أبى الجوزاء في قوله ان جهنم كانت مرصادا قال صارت * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ان جهنم كانت مرصادا قال لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار * وأخرج ابن جرير عن سفيان ان جهنم كانت مرصادا قال عليها ثلاث قناطر لا يدخل الجنه أحد حتى يجتاز النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان جهنم كانت مرصادا قال تعلموا انه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار وقال في آية أخرى وان منكم الا واردها للطاغين مآبا قال ماوى ومنزلا لابثين فيها أحقابا قال الاحقاب مالا انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر قال وذكر لنا ان الحقب ثمانون سنة من سنى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس لابثين فيها أحقابا قال سنين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لابثين فيها أحقابا قال ليس لها أجل كلما مضى حقب دخلنا في الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال الحقب الواحد سبعون سنة كل يوم منها ألف سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع لابثين فيها أحقابا قال لا يدرى أحدكم تلك الاحقاب الا ان الحقب الواحد ثمانون سنة السنة ثلاثمائة وستون يوما اليوم الواحد مقدار ألف سنة والحقب الواحد ثمانية عشر ألف سنة * وأخرج ابن جرير عن بشير بن كعب في قوله لابثين فيها أحقابا قال بلغني ان الحقب ثلاثمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف سنة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سالم بن أبى الجعد قال سال على بن أبى طالب هلالا الهجرى ما تجدون الحقب في كتاب الله قال نجده ثمانين سنة كل سنة منها اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة * وأخرج البزار عن أبى هريرة رفعه لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة * وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة والسنة ثلثمائة وستون يوما واليوم كالف سنة مما تعدون * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا * وأخرج ابن عمر العدنى في مسنده وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى امامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابثين فيها أحقابا قال الحقب ألف شهر والشهر
[ 308 ]
ثلاثون يوما والسنة اثنا عشر شهر والشهر ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون فالحقب ثمانون ألف سنة * وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم ألف سنة مما تعدون قال ابن عمر فلا يتكلن أحد على انه يخرج من النار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الحقب ثمانون سنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو في قوله لابثين فيها أحقابا قال الحقب الواحد ثمانون سنة * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقب أربعون سنة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لابثين فيها أحقابا بالالف * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون انه قرأ لبثين فيها حقابا بغير ألف * وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله لابثين فيها أحقابا وقوله الا ما شاء ربك انهما في أهل الجنة والتوحيد من أهل القبلة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب لان الله يقول لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا قال فاستثنى من الشراب الحميم ومن البارد الغساق وهو الزمهرير * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس الا حميما وغساقا قال الحميم الحار الذى يحرق والغساق الزمهرير البارد * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد الا حميما وغساقا قال لا يستطيعونه من برده * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما قال قد انتهى حره وغساقا قال لقد انتهى برده وان الرجل إذ أدنى الاناء من فيه سقط فروة وجهه حتى يبقى عظاما تقعقع * وأخرج ابن المنذر عن مرة لا يذوقون فيها بردا قال نوما 7 الممتلئة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله جزاء وفاقا قال وافق أعمالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة جزاء وفاقا قال جزاء وافق أعمال القوم أعمال السوء * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله جزاء وفاقا يقول وافق الجزاء العمل انهم كانوا لا يرجون حسابا قال لا يخافونه وفي لفظ لا يبالون فيصدقون بالبعث * وأخرج ابن المنذر عن سعيد ابن جبير في قوله انهم كانوا لا يرجون حسابا قال لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال ما نزلت على أهل النار آية قط أشد منها فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فهم في مزيد من عذاب الله أبدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن الحسن بن دينار قال سألت أبا برزة الاسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار فقال قول الله فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا * وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال سئل أبوبرزة الاسلمي عن أشد آية في القرآن فقال قول الله فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال فهو مقدار ساعة بساعة ويوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة أشد عذابا حتى لو ان رجلا من أهل النار أخرج من المشرق لمات أهل المغرب ولو أخرج من المغرب مات أهل المشرق من نتن ريحه قال أبوبرزة شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاها فقال هلك القوم بمعاصيهم ربهم وغضب عليهم فابى إذ غضب عليهم الا أن ينتقم منهم * قوله تعالى (ان للمتقين مفازا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان للمتقين مفازا قال فازوا بان نجوا من النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان للمتقين مفازا قال مفازا من النار إلى الجنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ان للمتقين مفازا قال منتزها وكواعب قال نواهد أترابا قال مستويات وكأسا دهاقا قال ممتلئا * وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله حدائق وأعنابا قال الحدائق البساتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول بلاد سقاها الله ما سهو لها * فقضب ودر مغدق وحدائق قال أخبرني عن قوله كأسا دهاقا قال الكاس الخمر والدها الملآن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
[ 309 ]
أتانا عامر يرجو قرانا * فاترعنا له كأسا دهاقا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله كواعب قال العذارى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن مجاهد في قوله كواعب قال نواهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله وكأسا دهاقا قال هي الممتلئة المترعة المتتابعة وربما سمعت العباس يقول يا غلام اسقنا وادهق لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وكأسا دهاقا قال ملاى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وقتادة ومجاهد والضحاك والحسن مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وكأسا دهاقا قال يتبع بعضها بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وكأسا دهاقا قال المتتابعة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والضحاك مثله * وأخرج هناد عن عطية في قوله وكأسا دهاقا قال ملاى متتابعة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى هريرة وكأسا دهاقا قال دمادم قال المؤلف فارسي بمعنى متتابعة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله وكأسا دهاقا قال متتابعة صافية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا كان فيها خمر فهى كاس وإذا لم يكن فيها خمر فليس بكاس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا قال باطلا ولا ماثما وفي قوله عطاء حسابا قال كثيرا وفي قوله لا يملكون منه خطابا قال كلاما * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله جزاء من ربك قال عطاء منه حسابا قال لما عملوا وفي قوله لا يملكون منه خطابا قال كلاما * قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم رؤس وأيد وأرجل ثم قرأ يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال هؤلاء جند وهؤلاء جند * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد قال الروح خلق على صورة بنى آدم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد قال الروح ياكلون ولهم أيد وأرجل ورؤس وليسوا بملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى صالح في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال الروح خلق كالناس وليسوا بالناس لهم أيد وأرجل * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الشعبى في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال هما سماطا رب العالمين يوم القيامة سماط من الروح وسماط من الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن بريدة قال ما يبلغ الجن والانس والملائكة والشياطين عشر الروح ولقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلم الروح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال الروح أعظم خلقا من الملائكة ولا ينزل ملك الا ومعه روح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يوم يقوم الروح قال هو ملك من أعظم الملائكة خلقا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال الروح في السماء السابعة وهو أعظم من السموات والجبال ومن الملائكة يسبح كل يوم اثنى عشر ألف تسبيحة يخلق الله من كل تسبيحة ملكا من الملائكة يجئ يوم القيامة صفا وحده * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال الروح حاجب الله يقوم بين يدى الله يوم القيامة وهو أعظم الملائكة لو فتح فاه لوسع جميع الملائكة والخلق إليه ينظرون فمن مخافته لا يرفعون طرفهم إلى من فوقه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مقاتل بن حبان قال الروح أشرف الملائكة أقربهم من الرب وهو صاحب الوحى * وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال الروح ملك من الملائكة له عشرة آلاف جناح ما بين كل جناحين منها ما بين المشرق والمغرب له ألف وجه لكل وجه ألف لسان وشفتان وعينان يسبح الله تعالى * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله يوم يقوم الروح قال جبريل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال ان جبريل يوم القيامة لقائم بن يدى الجبار ترعد فرائصه فرقا من
[ 310 ]
عذاب الله يقول سبحانك لا اله الا أنت ما عبدناك حق عبادتك ان ما بين منكبيه كما بين المشرق إلى المغرب أما سمعت قول الله يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يوم يقوم الروح قال يعنى حين تقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل ان ترد الارواح إلى الاجساد * قوله تعالى (لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله وقال صوابا قال شهادة أن لا اله الا الله * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وقال صوابا قال شهادة أن لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وقال صوابا قال حقا في الدنيا وعمل به * وأخرج البيهقى في شعب الايمان وضعفه عن جابر بن عبد الله قال قال العباس بن عبد المطلب يا رسول الله ما الجمال قال صواب القول بالحق قال فما الكمال قال حسن الفعال بالصدق والله أعلم * قوله تعالى (ذلك اليوم الحق) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا قال سبيلا * قوله تعالى (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله يوم ينظر المرء قال المؤمن * وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه قرأ هذه الآية يوم ينظر المرء ما قدمت يداه قال هو المؤمن العامل بطاعة الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن أبى هريرة قال يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شئ فيبلغ من عدل الله ان ياخذ للجماء من القرناء ثم يقول كونى ترابا فذلك حين يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج الدينورى في المجالسة عن يحيى بن جعدة قال ان أول خلق الله يحاسب يوم القيامة الدواب والهوام حتى يقضى بينها حتى لا يذهب شئ بظلامته ثم يجعلها ترابا ثم يبعث الثقلين الجن والانس فيحاسبهم فيومئذ يتمنى الكافر يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال تقاد المنقورة من الناقرة والمركوضة من الراكضة والجلحاء من ذات القرون والناس ينظرون ثم يقول كونى ترابا لا جنة ولا نار فذلك حين يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد وابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب عن أبى الزناد قال إذا قضى بين الناس وأمر باهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل لسائر الامم ولمؤمني الجن عودوا ترابا فيعودوا ترابا فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم قد عادوا ترابا يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال إذا حوسبت البهائم ثم صيرها الله ترابا فعند ذلك قال الكافر يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد عن ليث ابن أبى سليم قال الجن يعودون ترابا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ليث بن أبى سليم قال ثواب الجن أن يجاروا من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا * (سورة النازعات مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة النازعات بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن على في قوله والنازعات غرقا قال هي الملائكة تنزع أرواح الكفار والناشطات نشطا هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الاظفار والجلد حتى تخرجها والسابحات سبحا هي الملائكة تسبح بارواح المؤمنين بين السماء والارض فالسابقات سبقا هي الملائكة يسبق بعضها بعضا بارواح المؤمنين إلى الله فالمدبرات أمرا قال هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله والنازعات غرقا قال هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار * وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس والنازعات غرقا والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله والنازعات غرقا قال هي أرواح الكفار لما عاينت ملك الموت فيخبرها بسخط الله غرقت فينشطها انتشاطا من العصب واللحم والسابحات سبحا أرواح المؤمنين لما عاينت ملك الموت قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان ورب غير غضبان سبحت سباحة الغائص في الماء فرحا وشوقا إلى الجنة فالسابقات سبقا قال تمشى إلى كرامة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله والنازعات غرقا والناشطات نشطا قال هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود في صوف فكان خروجه شديدا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا قال هاتان للمؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن
[ 311 ]
السدى في قوله والنازعات غرقا قال النفش حين تغرق في الصدور والناشطات نشطا قال الملائكة حين تنشط الروح من الاصابع والقدمين والسابحات سبحا حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله والنازعات غرقا قال الملائكة الذين يلون أنفس الكفار إلى قوله والسابحات سبحا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح والنازعات غرقا قال الملائكة ينزعون نفس الانسان والناشطات نشطا قال الملائكة ينشطون نفس الانسان والسابحات سبحا قال الملائكة حين ينزلون من السماء إلى الارض فالسابقات سبقا قال الملائكة فالمدبرات أمرا قال الملائكة يدبرون ما أمروا به * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد والنازعات غرقا والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والنازعات غرقا قال هو الكافر والناشطات نشطا قال هي النجوم والسابحات سبحا قال هي النجوم والسابقات سبقا قال هي النجوم فالمدبرات أمرا قال هي الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء والنازعات غرقا قال القسى والناشطات نشطا قال الاوهاق فالسابقات سبقا قال الخيل * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار قال الله والناشطات نشطا أتدرى ما هو قلت يا نبى الله ما هو قال كلاب في النار تنشط العظم واللحم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله والسابحات سبحا قال هي النجوم كلها * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب ان ابن الكوا سأله عن المدبرات أمرا قال الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الرحمن بن سابط قال يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت واسرافيل فاما جبريل فموكل بالرياح والجنود وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات وأما ملك الموت فموكل بقبض الارواح وأما اسرافيل فهو ينزل عليهم بالامر * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت من طريق أبى المتوكل الناجى عن ابن عباس في قوله فالمدبرات أمرا قال ملائكة يكونون مع ملك الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من يؤمن على الدعاء ومنهم من يستغفر للميت حتى يصلى عليه ويدلى في حفرته * قوله تعالى (يوم ترجف الراجفة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يوم ترجف الراجفة قال النفخة الاولى تتبعها الرادفة قال النفخة الثانية قلوب يومئذ واجفة قال خائفة أئنا لمردودون في الحافرة قال الحياة * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في البعث عن مجاهد في قوله يوم ترجف الراجفة قال ترجف الارض والجبال وهى الزلزلة تتبعها الرادفة قال دكتا دكة واحدة وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف الراجفة رجفا وتزلزل باهلها وهى التى يقول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة يقول مثل السفينة في البحر تكفأ باهلها مثل القنديل المعلق بارجائه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح يوم ترجف الراجفة قال النفخة الاولى تتبعها الرادفة قال النفخة الثانية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال هما الصيحتان أما الاولى فتميت كل شئ باذن الله وأما الاخرى فتحيى كل شئ باذن الله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه سئل عن قول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال هما النفختان أما الاولى فتميت الاحياء وأما الثانية فتحيى الموتى ثم تلا هذه الآية ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله قلوب يومئذ واجفة قال وجلة متحركة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قلوب يومئذ واجفة قال خائفة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قلوب يومئذ واجفة قال وجلة وفي قوله أئنا لمردودون في الحافرة قال الارض نبعث خلقا جديدا أئذا كنا عظاما نخرة قال مدقوقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
[ 312 ]
في قوله قلوب يومئذ واجفة قال وجفت مما عاينت يومئذ أبصارها خاشعة قال ذليلة يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أئنا لمبعوثون خلقا جديدا إذا متنا تكذيبا بالبعث أئذا كنا عظاما نخرة قال بالية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أئنا لمردودون في الحافرة قال خلقا جديدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك أئنا لمردودون في الحافرة قال الحياة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاما نخرة قال لما نزلت هذه الآية قال كفار قريش لئن حيينا بعد الموت لنحشرن فنزلت تلك إذا كرة خاسرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عمر بن الخطاب انه كان يقرأ أئذا كنا عظاما ناخرة بالف * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يقرأ ناخرة بالالف * وأخرج الطبراني عن ابن عمر انه كان يقرأ هذا الحرف أئذا كنا عظاما ناخرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال سمعت ابن الزبير يقرؤها عظاما ناخرة فذكرت ذلك لابن عباس فقال أو ليس كذلك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ التى في النازعات ناخرة بالالف وقال بالية * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب القرظى وعكرمة وابراهيم النخعي انهم كانوا يقرؤن ناخرة بالالف * وأخرج الفراء عن ابن الزبير انه قال على المنبر ما بال صبيان يقرؤن نخرة انما هي ناخرة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك عظاما ناخرة قال بالية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال الناخرة العظم يبلى فتدخل الريح فيه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قالوا تلك إذا كرة خاسرة قال ان خلقنا خلقا جديدا لنرجعن إلى الخسران وفي قوله فانما هي زجرة واحدة قال صيحة فإذا هم بالساهرة قال المكان المستوى من الارض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله قالوا تلك إذا كرة خاسرة قال رجعة خاسرة قال فلما تباعد البعث في أنفس القوم قال الله انما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة قال فإذا هم على ظهر الارض بعد ان كانوا في جوفها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال كانوا في بطن الارض ثم صاروا على ظهرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشعبى مثله * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الانباري في الوقف والابتداء وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة انه سئل عن قوله فإذا هم بالساهرة قال الارض كلها ساهرة وقال ابن عباس قال أمية بن أبى الصلت * وفيها لحم ساهرة وبحر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة فإذا هم بالساهرة قال الساهرة وجه الارض وفي لفظ قال الارض كلها ساهرة ألا ترى الشاعر يقول * صيد بحر وصيد ساهرة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الشعبى فإذا هم بالساهرة قال إذا هم بالارض ثم تمثل ببيت أمية بن أبى الصلت وفيها لحم ساهرة وبحر * وما فاهوا به أبدا مقيم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير فإذا هم بالساهرة قال بالارض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فإذا هم بالساهرة قال بالارض كانوا باسفلها فاخرجوا إلى أعلاها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله بالساهرة قال تسمى الارض ساهرة بنى فلان * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سهل بن سعد الساعدي فإذا هم بالساهرة قال أرض بيضاء عفراء كالخبزة من النقى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال الساهرة جبل إلى جنب بيت المقدس * وأخرج ابن المنذر عن قتادة فإذا هم بالساهرة قال في جهنم * قوله تعالى (هل أتاك حديث موسى) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله اذهب إلى فرعون انه طغى قال عصى وفي قوله فاراه الآية الكبرى قال عصاه ويده وفي قوله ثم أدبر يسعى قال يعمل بالفساد وفي قوله فاخذه الله نكال الآخرة والاولى قال الاولى ما علمت لكم من اله غيرى والآخرة قوله انا ربكم الاعلى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله فاراه الآية الكبرى قال عصاه ويده وفي قوله فاخذه الله نكال الآخرة والاولى قال أصابته عقوبة الدنيا والآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن صخر بن جويرية قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال اذهب إلى فرعون انه طغى إلى قوله وأهديك إلى ربك فتخشى ولن يفعله فقال موسى يا رب كيف اذهب إليه وقد علمت انه لا يفعل فأوحى الله إليه ان امض لما أمرت به فان في السماء اثنى عشر ألف ملك يطلبون علم القدر فلم يبلغوه ولم
[ 313 ]
يدركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله هل لك إلى أن تزكى قال هل لك إلى أن تقول لا اله الا الله * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله هل لك إلى ان تزكى قال إلى ان تقول لا اله الا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله هل لك ان تزكى قال إلى ان تخلص وفي قوله ثم أدبر يسعى قال ليس بالشد يعمل بالعساد والمعاصي * وأخرج ابن المنذر عن الربيع في قوله ثم أدبر يسعى قال أدبر عن الحق وسعى يجمع * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال قال موسى يا فرعون هل لك في ان أعطيك شبابك لا تهرم وملكك لا ينزع منك وترد اليك لذة المناكح والمشارب والركوب وإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بى فوقعت في نفسه هذه الكلمات وهى اللينات قال كما أنت حتى ياتي هامان فلما جاء هامان أخبره فعجزه هامان وقال تصير تعبد إذ كنت ربا تعبد فذلك حين خرج عليهم فقال لقومه وجمعهم أنا ربكم الاعلى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فاخذه الله نكال الآخرة والاولى قال بقوله أنا ربكم الاعلى والاولى قوله ما علمت * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى فاخذه الله نكال الآخره والاولى قال هما كلمتاه الاولى ما علمت لكم من اله غيرى والاخرى أنا ربكم الاعلى وكان بينهما أربعون سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمرو قال بين كلمتيه أربعون سنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن خيثمة قال كان بين قول فرعون ما علمت لكم من اله غيرى وقوله أنا ربكم الاعلى أربعون سنة * قوله تعالى (أأنتم أشد خلقا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله رفع سمكها قال بناها وأغطش ليلها قال أظلم ليلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله رفع سمكها قال رفع بنيانها بغير عمد وأغطش ليلها قال أظلم ليلها وأخرج ضحاها قال ابرزه والارض بعد ذلك مع ذلك دحاها قال بسطها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله رفع سمكها قال رفع بنيانها وأغطش ليلها قال أظلم ليلها وأخرج ضحاها قال نور ضوئها والارض بعد ذلك دحاها قال بسطها والجبال أرساها قال أثبتها بها ان تميد باهلها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وأغطش ليلها قال العشاء وأخرج ضحاها قال الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وأغطش ليلها قال أظلم ليلها وأخرج ضحاها قال أخرج نهارها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس والارض بعد ذلك دحاها قال مع ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان رجلا قال له آيتان في كتاب الله تخالف احداهما الاخرى فقال انما أتيت من قبل رأيك اقرأ قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الله الارض في يومين حتى بلغ ثم استوى إلى السماء وهى دخان وقوله والارض بعد ذلك دحاها قال خلق الارض قبل أن يخلق السماء ثم خلق السماء ثم دحى الارض بعدما خلق السماء وانما قوله دحاها بسطها * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم النخعي والارض بعد ذلك دحاها قال دحيت من مكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أخرج منها ماءها قال فجر منها الانهار ومرعاها قال ما خلق الله من نبات أو شئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في دحاها قال دحيها ان أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الانهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والاآكام وما بينهما في يومين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله متاعا لكم قال منفعة * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال بلغني ان الارض دحيت دحيا من تحت الكعبة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن على قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما قضى صلاته رفع رأسه فقال تبارك رافعها ومدبرها ثم رمى ببصره إلى الارض فقال تبارك داحيها وخالقها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فإذا جاءت الطامة الكبرى قال الطامة من اسماء يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن القاسم بن الوليد الهمداني في قوله فإذا جاءت الطامة الكبرى قال إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عمرو ابن قيس الكندى فإذا جاءت الطامة الكبرى قال إذا قيل اذهبوا به إلى النار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وبرزت الجحيم لمن يرى قال لمن ينظر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فإذا جاءت الطامة قال إذا دفعوا إلى مالك خازن النار وفي قوله فاما من طغى قال عصى وفي قوله يسالونك
[ 314 ]
عن الساعة أيان مرساها قال حينها فيم أنت من ذكراها قال الساعة * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت فيم أنت من ذكراها * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال ان مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا متى تقوم الساعة استهزاء منهم فنزلت يسالونك عن الساعة أيان مرساها يعنى متى مجيئها فيم أنت من ذكراها ما أنت من علمها يا محمد إلى ربك منتهاها يعنى منتهى علمها انما أنت منذر من يخشاها يعنى من يخشى القيامة كأنهم يوم يرونها يعنى يرون القيامة لم يلبثوا في الدنيا ولم ينعموا بشئ من نعيمها الا عشية ما بين الظهر إلى غروب الشمس أو ضحاها ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال عن الساعة حتى أنزل عليه فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها فلم يسأل عنها وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عروة مرسلا * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها فكف عنها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كانت الاعراب إذا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث انسان فيهم فيقول ان يعش هذا قرنا فامت عليكم ساعتكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يدخل الجنة من يرجوها وانما يجتنب النار من يخشاها وانما يرحم الله من يرحم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله إلى ربك منتهاها قال علمها وفي قوله الا عشية قال من الدنيا أو ضحاها قال العشية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله كأنهم يوم يرونها الآية قال تدق الدنيا في أنفس القوم حين عاينوا أمر الآخرة * (سورة عبس مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة عبس بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن الضريس عن أبى وائل ان وفد بنى أسد أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أنتم فقالوا نحن بنو الزينة احلاس الخيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم بنور شدة فقال الحضرمي بن عامر والله لا تكون كبنى المحوسلة وهم بنو عبد الله بن غطفان كان يقال لهم بنو عبد العزى ابن غطفان فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي هل تقرأ من القرآن شيأ قال نعم فقال اقرأه فقرأ من عبس وتولى ما شاء الله ان يقرأ ثم قال وهو الذى من على الحبلى فاخرج منها نسمة تسعى بين شراسيف وحشا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزد فيها فانها كافية * وأخرج ابن النجار عن أنس قال استأذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النبي صلى الله عليه وسلم فاذن له فتحدثا طويلا ثم قال له يا علاء تحسن من القرآن شيأ قال نعم ثم قرأ عليه عبس حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد في آخرها من عنده وهو الذى أخرج من الحبلى نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم يا علاء انته فقد انتهت السورة والله أعلم * قوله تعالى (عبس وتولى) * أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت أنزلت سورة عبس وتولى في ابن أم مكتوم الاعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول يا رسول الله ارشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول أترى بما أقول باسا فيقول لا ففى هذا أنزلت * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس في ناس من وجوه قريش منهم أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة فيقول لهم أليس حسنا ان جئت بكذا وكذا فيقولون بلى والله فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله فاعرض عنه فانزل الله أما من استغنى فانت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلهى يعنى ابن أم مكتوم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى عن أنس قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبى بن خلف فاعرض عنه فانزل الله عبس وتولى أن جاءه الاعمى فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه * وأخرج ابن
[ 315 ]
جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجى عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وأبا جهل بن هشام وكان يتصدى لهم كثيرا ويحرص ان يؤمنوا فاقبل إليه رجل اعمى يقال له عبد الله بن أم مكتوم يمشى وهو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن قال يا رسول الله علمني مما علمك الله فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه وأقبل على الآخرين فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله ببعض بصره ثم خفق برأسه ثم أنزل الله عبس وتولى أن جاءه الاعمى فلما نزل فيه ما نزل أكرمه نبى الله وكلمه يقول له ما حاجتك هل تريد من شئ * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك في قوله عبس وتولى قال جاءه عبد الله بن أم مكتوم فعبس في وجهه وتولى وكان يتصدى لامية بن خلف فقال الله أما من استغنى فانت له تصدى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحكم قال ما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية متصديا لغنى ولا معرضا عن فقير * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيأ من الوحى كتم هذا عن نفسه * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى امامة قال أقبل ابن أم مكتوم الاعمى وهو الذى نزل فيه عبس وتولى أن جاءه الاعمى فقال يا رسول الله كما ترى قد كبرت سنى ورق عظمي وذهب بصرى ولى قائد لا يلائمنى قياده اياى فهل تجد لى من رخصة اصلى الصلوات الخمس في بيتى قال هل تسمع المؤذن قال نعم قال ما أجد لك من رخصة * وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عجرة ان الاعمى الذى أنزل الله فيه عبس وتولى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أسمع النداء ولعلى لا أجد قائدا فقال إذا سمعت النداء فاجب داعى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أن جاءه الاعمى قال رجل من بنى فهر اسمه عبد الله بن أم مكتوم أما من استغنى عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن الضحاك في قوله عبس وتولى قال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى رجلا من أشراف قريش فدعاه إلى الاسلام فاتاه عبد الله بن أم مكتوم فجعل يسأله عن أشياء من أمر الاسلام فعبس في وجهه فعاتبه الله في ذلك فما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه في شعب الايمان عن مسروق قال دخلت على عائشة وعندها رجلا مكفوف تقطع له الاترج وتطعمه اياه بالعسل فقلت من هذا يا أم المؤمنين فقالت هذا ابن أم مكتوم الذى عاتب الله فيه نبيه صلى الله عليه وسلم قالت أتى نبى الله صلى الله عليه وسلم وعنده عتبة وشيبة فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فنزلت عبس وتولى أن جاءه الاعمى ابن أم مكتوم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مستخليا بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله وهو يرجو ان يسلم إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الاعمى فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كره مجيئه وقال في نفسه يقول هذا القرشى انما اتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس فنزل الوحى عبس وتولى إلى آخر الآية * قوله تعالى (كلا انها تذكرة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة قال هي عند الله بايدى سفرة قال هي القرآن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة بايدى سفرة قال كتبة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه بايدى سفرة كرام بررة قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد قال السفرة الكتبة من الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله بايدى سفرة قال كتبة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبى رباح مثله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس سفرة قال بالنبطية القراء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كرام بررة قال الملائكة * واخرج أحمد والائمة الستة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذى يقرؤه وهو عليه شاق له أجران والله أعلم * قوله تعالى (قتل الانسان) الآيات أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله قتل الانسان ما أكفره قال نزلت في عتبة بن أبى لهب حين قال كفرت برب النجم إذا هوى فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاخذه الاسد بطريق الشام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال ما كان في القرآن قتل الانسان انما عنى به الكافر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ما أكفره قال ما أشد كفره
[ 316 ]
وفي قوله فقدره قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم كذا ثم كذا ثم كذا انتهى خلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله خلقه فقدره قال قدره في رحم أمه كيف شاء وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ثم السبيل يسره يعنى بذلك خروجه من بطن أمه يسره له * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ثم السبيل يسره قال خروجه من الرحم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ثم السبيل يسره قال خروجه من بطن أمه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح ثم السبيل يسره قال خروجه من الرحم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ثم السبيل يسره قال هو كقوله انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا الشقاء والسعادة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظى قال قرأت في التوراة أو قال في مصحف ابراهيم فوجدت فيها يقول الله يا ابن آدم ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيأ وجعلتك بشرا سويا وخلقتك من سلالة من طين ثم جعلتك نطفة في قرار مكين ثم خلقت النطقة علقة فخلقت العلقة مضغة فخلقت المضغة عظاما فكسوت العظام لحما ثم أنشأناك خلقا آخر يا ابن آدم هل يقدر على ذلك غيرى ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتمرض بك ولا تتاذى ثم أوحيت إلى الامعاء ان اتسعى وإلى الجوارح ان تفرقي فاتسعت الامعاء من بعد ضيقها وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالارحام ان يخرج من بطن أمك فاستخلصتك على ريشة من جناحه فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدرلك لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة وفي قلب أبيك التحنن فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك ابن آدم أنا فعلت ذلك بك لا لشئ استأهلته به منى أو لحاجة استعنت على قضائها ابن آدم فلما قطع سنك وطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها فلما ان عرفت أنى ربك عصيتني فالآن إذ عصيتني فادعني فانى قريب مجيب وادعنى فانى غفور رحيم * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لما يقض ما أمره قال لا يقضى أحد أبدا كل ما افترض عليه * قوله تعالى (فلينظر الانسان) الآية * أخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير في قوله فلينظر الانسان إلى طعامه قال إلى مدخله ومخرجه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التواضع من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس فلينظر الانسان إلى طعامه قال إلى خرئه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فلينظر الانسان إلى طعامه قال ملك يثنى رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى قلابة قال مكتوب في التوراة يا ابن آدم انظر إلى ما بخلت به إلى ما صار * وأخرج ابن المنذر عن بشير بن كعب انه كان يقول لاصحابه إذا فرغ من حديثه انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيجئ فيقف على مزبلة فيقول انظروا إلى عسلهم وإلى سمنهم وإلى بطهم وإلى دجاجهم إلى ما صار * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أنا صبنا الماء صبا قال المطر ثم شققنا الارض شقا عن النبات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس وقضبا قال الفصفصة يعنى القت وحدائق غلبا قال طوال وفاكهة وأبا قال الثمار الرطبة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحدائق كل ملتف والغلب ما غلظ والاب ما أنبت الارض مما ياكله الدواب ولا ياكله الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد وحدائق غلبا قال ملتفة وفاكهة وهو ما أكل الناس وأبا ما أكلت الانعام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال الغب الكرام من النخل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة غلبا قال غلاظا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس وحدائق غلبا قال شجر في الجنة يستظلل به لا يحمل منه شيأ * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الاب الحشيش للبهائم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال الاب الكلا والمرعى * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق سأله عن قوله وأبا قال الاب ما يعتلف منه الدواب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ؟ رى به الاب واليقطين مختلطا * على الشريعة يجرى تحتها العذب
[ 317 ]
* وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد عن ابراهيم التيمى قال سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن قوله وأبا فقال أي سماء تظلنى واى أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعبد حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والخطيب والحاكم وصححه عن أنس أن عمر قرأ على المنبر فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا إلى قوله وأبا قال كل هذا قد عرفناه فما الاب ثم رفض عصا كانت في يده فقال هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك ان لا ندرى ما الاب اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه * وأخرج ابن المنذر عن السدى قال الحدائق البساتين والعنب ما غلظ من الشجر والاب العشب متاعا لكم ولانعامكم قال الفاكهة لكم والعشب لانعامكم * وأخرج عبد بن حميد وقضبا قال الفصافص وحدائق غلبا النخل الكرام وفاكهة لكم وأبا لانعامكم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ غلبا مشقة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الفاكهة التى ياكلها بنو آدم والاب المرعى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الفاكهة ما تأكل الناس وأبا ما تأكل الدواب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال ما طاب واحلولى فلكم والاب لانعامكم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وأبا قال الكلا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى رزين وفاكهة وأبا قال النبات * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك قال الاب الكلا * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الاب هو التبن * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال كل شئ ينبت على الارض فهو الاب * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن يزيد أن رجلا سأل عمر عن قوله وأبا فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري في المصاحف عن أنس قال قرأ عمر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكة قد عرفناها فما الاب ثم قال نهينا عن التكلف * وأخرج ابن مردويه عن أبى وائل أن عمر سئل عن قوله وأبا ما الاب ثم قال ما كلفنا هذا أو ما أمرنا بهذا * قوله تعالى (فإذا جاءت الصاخة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس قال الصاخة من أسماء يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحشرون حفاة عراة غزلا فقالت زوجته أينظر بعضنا إلى عورة بعض فقال يا فلانة لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن سودة بنت زمعة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان قلت يا رسول الله وأسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض قال شغل الناس عن ذلك وتلا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس يوم القيامة مشاة حفاة غرلا قيل يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء فقال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنية * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند صحيح عن أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة قلت يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض فقال شغل الناس قلت ما شغلهم قال نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله فكيف بالعورات قال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال ان أول من يفر يوم القيامة من أبيه ابراهيم وأول من يفر من أمه ابراهيم وأول من يفر من ابنه نوح وأول من يفر من أخيه هابيل وأول من يفر من صاحبته نوح ولوط وتلا هذه الآية يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه فيرون ان هذه الآية نزلت فيهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن قتادة قال ليس شئ أشد على الانسان يوم القيامة من ان يرى من يعرفه مخافة ان يكون يطلبه بمظلمة ثم قرأ يوم يفر المرء من أخيه الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله مسفرة قال مشرقة وفي قوله ترهقها فترة قال تغشاها شدة وذلة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس قترة قال سواد الوجوه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم فهو قوله وجوه يومئذ عليها غبرة * (سورة التكوير مكية) *
[ 318 ]
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة إذا الشمس كورت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعن عائشة مثله * وأخرج أحمد والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر إلى يوم القيامة كانه رأى عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف ومسلم وابن ماجه والبيهقي في سننه عن عمرو بن حوشب ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر والليل إذا عسعس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس في قوله إذا الشمس كورت قال أظلمت وإذا النجوم انكدرت قال تغيرت وإذا الموؤدة سئلت يقول سالت * وأخرج ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما إذا الشمس كورت قال أغورت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا الشمس كورت قال أغورت وإذا النجوم انكدرت قال تناثرت وإذا الجبال سيرت قال ذهبت وإذا العشار عشار الابل عطلت لا راعى لها وإذا البحار سجرت قال أوقدت وإذا النفوس زوجت قال الامثال للناس جمع بينهم وإذا السماء كشطت قال اجتبذت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير إذا الشمس كورت قال هي بالفارسية كور * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله كورت قال غورت قال يعقوب وهى بالفارسية كور يهود * وأخرج ابن أبى حاتم والديلمي عن أبى مريم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله إذا الشمس كورت قال كورت في جهنم وإذا النجوم انكدرت قال انكدرت في جهنم وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم الا ما كان من عيسى بن مريم وأمه ولو رضيا ان يعبدا لدخلاها * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاهوال وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا الشمس كورت قال يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله ريحا دبورا فتنفخه حتى يرجع نارا * وأخرج البخاري عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشمس والقمر مكوران يوم القيامة زاد البزار في مسنده في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه قال ست آيات من هذه السورة في الدنيا والناس ينظرون إليه وست في الآخرة إذا الشمس كورت إلى وإذا البحار سجرت هذه في الدنيا والناس ينظرون إليه وإذا النفوس زوجت واذ الجنة أزلفت هذه في الآخرة * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاهوال وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى بن كعب قال ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الارض فتحركت واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الانس والانس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحش فماجوا بعضهم في بعض وإذا الوحوش حشرت قال اختلطت وإذا العشار عطلت أهملها أهلها وإذا البحار سجرت قال الجن والانس نحن ناتيكم بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هي نار تاجج فبينما هم كذلك إذ انصدعت الارض صدعة واحدة إلى الارض السابعة وإلى السماء السابعة فبينما هم كذلك إذ جاءتهم ريح فاماتتهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح رضى الله عنه إذا الشمس كورت قال نكست * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه إذا الشمس كورت قال اضمحلت * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه إذا الشمس كورت قال ذهب ضوءها وإذا النجوم انكدرت قال تساقطت وإذا الوحوش حشرت قال حشرها موتها وإذا البحار سجرت قال ذهب ماؤها غار ماؤها قال سجرت وفجرت سواء وإذا النفوس زوجت قال زوجت الارواح الاجساد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه إذا الشمس كورت قال ذهب ضوءها فلا ضوء لها وإذا النجوم انكدرت قال تساقطت وتهافتت وإذا العشار عطلت قال سيبها أهلوها أتاهم ما شغلهم عنها فلم تصر ولم تحلب ولم يكن في الدنيا مال أعجب إليهم منها وإذا الوحوش حشرت قال ان هذه الخلائق موافية يوم القيامة فيقضى الله فيها ما يشاء وإذا البحار سجرت قال ذهب ماؤها ولم يبق منها قطرة وإذا النفوس زوجت قال الحق كل انسان بشيعته اليهودي باليهودى والنصراني بالنصراني وإذا الموؤدة سئلت قال هي في بعض القراءة سألت باى ذنب قتلت قال لا بذنب وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته ويغدو كلبه فعاب الله ذلك عليهم وإذا الصحف نشرت قال صحيفتك
[ 319 ]
يا ابن آدم يملى ما فيها ثم تطوى ثن تنشر عليك يوم القيامة فينظر الرجل ما يملى في صحيفته وإذا الجحيم سعرت قال أوقدت وإذا الجنة أزلفت قال قربت علمت نفس ما أحضرت من عمل قال قال عمر رضى الله عنه إلى ههنا آخر الحديث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وإذا العشار عطلت قال هي الابل وإذا الوحوش حشرت قال حشرها موتها وإذا النفوس زوجت قال ترجع الارواح إلى أجسادها وإذا الموؤدة سئلت قال أطفال المشركين قال ابن عباس الموؤدة هي المدفونة كانت المرأة في الجاهلية إذا هي حملت فكان أوان ولادها حفرت حفرة فتمخضت على رأس تلك الحفرة فان ولدت جارية رمت بها في تلك الحفرة وان ولدت غلاما حبسته قال ابن عباس رضى الله عنهما فمن زعم انهم في النار فقد كذب بل هم في الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن خيثم في قوله إذا الشمس كورت قال رمى بها وإذا النجوم انكدرت قال تناثرت وإذا الجبال سيرت قال سارت وإذا العشار عطلت لم تحلب ولم تصر وتخلى منها أهلها وإذا الوحوش حشرت قال أتى عليها أمر الله وإذا البحار سجرت قال فاضت وإذا النفوس زوحت قال كل رجل مع صاحب عمله وإذا الموؤدة سئلت قال كانت العرب من أفعل الناس لذلك وإذا الجحيم سعرت أوقدت وإذا الجنة أزلفت قربت إلى ههنا انتهى الحديث فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وإذا الوحوش حشرت قال حشر إليها ثم موتها وحشر كل شئ الموت غير الجن والانس فانهما يوقفان يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وإذا الوحوش حشرت قال يحشر كل شئ حتى ان الذباب ليحشر * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق سأله عن قوله وإذا البحار سجرت قال اختلط ماؤها بماء الارض قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهير بن أبى سلمى يقول لقد نازعتم حسبا قديما * وقد سجرت بحارهم بحارى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه وإذا البحار سجرت قال فتحت وسيرت * وأخرج البيهقى في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وإذا البحار سجرت قال تسجر حتى تصير نارا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن والضحاك رضى الله عنه وإذا البحار سجرت قال غار ماؤها فذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شمر بن عطية رضى الله عنه في قوله وإذا البحار سجرت قال تسجر كما يسجر التنور * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وأبو نعيم في الحلية عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه سئل عن قوله وإذا النفوس زوجت قال يقرن بين الرجل الصالح مع الصالح في الجنة ويقرن بين الرجل السوء مع السوء في النار فذلك تزويج الانفس * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه في قوله وإذا النفوس زوجت قال هو الرجل يزوج نظيره من أهل النار يوم القيامة ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وإذا النفوس زوجت قال هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار * وأخرج ابن منيع عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وإذا النفوس زوجت قال تزويجها ان يؤلف كل قوم إلى شبههم وقال احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يسيل واد من أصل العرش من ماء فيما بين الصيحتين ومقدار ما بينهما أربعون عاما فينبت منه كل خلق بلى من الانسان أو طير أو دابة ولو مر عليهم مار قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على وجه الارض قد نبتوا ثم ترسل الارواح فتزوج الاجساد فذلك قول الله وإذا النفوس زوجت * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله وإذا النفوس زوجت قال زوج الروح للجسد * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى وإذا النفوس زوجت قال زوج الروح من الجسد وأعيدت الارواح في الاجساد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبى قال زوج المؤمنون الحور العين والكفار الشياطين * وأخرج الفراء عن عكرمة في
[ 320 ]
قوله وإذا النفوس زوجت قال يقرن الرجل في الجنة بقرينه الصالح في الدنيا ويقرن الرجل الذى كان يعمل السوء في الدنيا بقرينه الذى كان يعينه في النار * وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن سلمة ابن زيد الجعفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوئيد والموؤدة في النار الا أن تدرك الاسلام فيعفو الله عنها * وأخرج سعيد بن منصور وعهد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى الصحى مسلم بن صبيح انه قرأ وإذا الموؤة سألت قال طلبت قاتلها بدمائها * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني وابن مردويه عن خدامة بنت وهب قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ذاك الوأد الخفى وهو الموؤة سئلت * وأخرج الطبراني عن صعصعة بن ناجية المجاشعى وهو جد الفرزدق قال قلت يا رسول الله انى عملت أعمالا في الجاهلية فهل لى فيها ما أجر قال وما عملت قال أحييت ثلثمائة وستين موؤدة اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لى في ذلك من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لك أجره إذ من الله عليك بالاسلام * وأخرج البزار والحاكم في الكنى والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب في قوله وإذا الموؤدة سئلت قال جاء قيس بن عاصم التميمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى وأدت ثمان بنات لى في الجاهلية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعتق عن كل واحدة رقبة قال انى صاحب ابل قال فاهد عن كل واحدة بدنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وإذا الصحف نشرت قال إذا مات الانسان طويت صحيفته ثم تنشر يوم القيامة فيحاسب بما فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال لما نزلت إذا الشمس كورت قال عمر لما بلغ علمت نفس ما أحضرت قال لهذا أجرى الحديث * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طرق عن على في قوله فلا أقسم بالخنس قال هي الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الاصبغ بن نباتة عن على في قوله فلا أقسم بالخنس قال خمسة أنجم زحل وعطارد والمشترى وبهرام والزهرة ليس في الكواكب شئ يقطع المجرة غيرها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الخنس نجوم تجرى يقطعن المجرة كما يقطع الفرس * وأخرج ابن مردويه والخطيب في كتاب النجوم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله فلا أقسم بالخنس الجوارى الكنس قال هي النجوم السبعة زحل وبهرام وعطارد والمشترى والزهرة والشمس والقمر خنوسها رجوعها وكنوسها تغيبها بالنهار * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود في قوله بالخنس الجوارى الكنس قال هي بقر الوحش * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس الجوارى الكنس قال البقر تكنس إلى الظل * وأخرج ابن المنذر من طريق خصيف عن ابن عباس الجوارى الكنس قال هي الوحش تكنس لانفسها في أصول الشجر تتوارى فيه * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله الخنس قال الظباء * وأخرج عبد بن حميد وابن راهويه والبيهقي في البعث عن على الجوارى الكنس قال هي الكواكب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فلا أقسم بالخنس الجوارى الكنس قال هي النجوم تبدو بالليل وتخفى بالنهار تكنس * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله بالخنس الجوارى الكنس قال النجوم تخنس بالنهار * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال سأل ابراهيم مجاهدا عن قول الله فلا أقسم بالخنس الجوارى الكنس قال لا أدرى قال ابراهيم ولم لا تدرى قال انكم تقولون عن على انها النجوم فقال كذبوا فقال مجاهد هي بقر الوحش والخنس الجوارى حجرتها فقال ابراهيم هو كما قلت * وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال الخنس الجوارى الكنس هي النجوم الدرارى التى تجرى تستقبل المشرق * وأخرج عبد بن حميد عن أبى ميسرة قال الجوارى الكنس بقر الوحش * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد الجوارى الكنس قال هي الظباء إذا كنست كوانسها * وأخرج عبد بن حميد عن جابر بن زيد الجوارى الكنس قال هي الظباء ألم ترها إذا كانت في الظل كيف تكنس باعناقها ومدت نظرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن الجوارى الكنس قال البقر
[ 321 ]
* وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكنى عن العدبس قال كنا عند عمر بن الخطاب فاتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الجوارى الكنس فطعن عمر مخصرة معه في عمامة الرجل فالقاها عن رأسه فقال عمر أحرورى والذى نفس عمر ابن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا لانحيت الغمل عن رأسك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله والليل إذا عسعس قال إذا أدبر والصبح إذا تنفس قال إذا بدا النهار حسين طلوع الفجر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة والليل إذا عسعس قال إذا أدبر والصبح إذا تنفس قال إذا تنفس قال إذا أضاء وأقبل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والليل إذا عسعس قال إذا أظلم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والليل إذا عسعس قال اقباله ويقال ادباره * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس ان نافع بن الارزق سأله عن قوله والليل إذا عسعس قال اقبال سواده قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول النابغة كأنما خدما قالوا وما وعدوا * ال تضمنه من 7 عسس * وأخرج الطحاوي والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن على انه خرج حين طلع الفجر فقال نعم ساعة الوتر هذه تلا والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله انه لقول رسول كريم قال جبريل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة انه لقول رسول كريم قال هو جبريل وفي قوله ولقد رآه بالافق المبين قال كنا نحدث انه الافق الذى يجئ منه النهار وفي لفظ انه الافق من حيث تطلع الشمس * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذى قوة عند ذى العرش مكين ثم أمين فما كانت قوتك وما كانت أماتتك قال أما قوتي فانى بعثت إلى مدائن لوط وهى أربع مدائن وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذرارى فحملتهم من الارض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هويت بهم فقتلتهم وأما أمانتى فلم أومر بشئ فعدوته إلى غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ليلة الاسراء اكشف عن النار فكشف عنها فنظر إليها فذلك قوله مطاع ثم أمين على الوحى وما صاحبكم بمجنون محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن أبى صالح في قوله مطاع ثم أمين قال أمين على سبعين حجابا يدخلها بغير اذن وما صاحبكم بمجنون قال محمد صلى الله عليه وسلم وفي قوله ولقد رآه بالافق المبين قال كنا نحدث انه الافق الذى يجئ عمنه النهار وفي لفظ ان الافق من حيث تطلع الشمس * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود ولقد رآه بالافق المبين قال جبريل في رفرف أخضر قد سد الافق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود ولقد رآه بالافق المبين قال رأى جبريل له ستمائة جناح قد سد الافق * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولقد رآه بالافق المبين قال انما عنى جبريل ان محمدا رآه في صورته عند سدرة المنتهى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ولقد رآه بالافق المبين قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو رأى جبريل بالافق والافق الصبح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ولقد رآه بالافق المبين قال السماء السابعة * وأخرج الدارقطني في الافراد والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب بظنين بالظاء * وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن الزبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب بظنين وفي لفظ بضنين بالضاد * وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال كان أبى يقرؤها وما هو على الغيب بظنين فقيل له في ذلك فقال قالت عائشة ان الكتاب يخطؤن في المصاحف * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن الزبير انه كان يقرأ بظنين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ بضنين وقال ببخيل * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال زعموا انها في المصاحف وفي مصحف عثمان بضنين * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مجاهد وهرون قال في حرف أبى بن كعب بضنين يعنى بالضاد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد وما هو على الغيب بضنين يقول ما كان يضن عليكم بما يعلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
[ 322 ]
وما هو على الغيب بضنين قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يضن بما أنزل الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وما هو على الغيب بضنين قال كان هذا القرآن غيبا أعطاه الله تعالى محمدا فبذله وعلمه ودعا إليه وما ضن به * وأخرج ابن المنذر عن الزهري وما هو على الغيب بضنين قال لا يضن بما أوحى إليه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود انه قرأها وما هو على الغيب بظنين قال ما هو على القرآن بمنهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وما هو على الغيب بظنين قال ليس بمتهم على ما جاء به وليس بضنين على ما أوتى به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي قال الظنين المتهم والضنين البخيل * وأخرج عبد بن حميد عن زر قال الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم وفي قراءتكم بضنين ببخيل * وأخرج عبد بن حميد عن زر قال الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد لمن شاء منكم أن يستقيم قال ان يتبع الحق * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة قال لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قالوا الامر الينا ان شئنا وان شئنا لم نستقم فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبوا يا محمد وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد والبيهقي في الاسماء والصفات عن وهب بن منبه قال قرأت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء وجدت في كلها ان من أضاف إلى نفسه شيأ من المشيئة فقد كفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سليمان بن موسى قال لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل جعل الامر الينا ان شئنا استقمنا وان شئنا لم نستقم فانزل الله وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن القاسم بن مخيمرة قال لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل أرى الامر الينا فنزلت وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين * (سورة الانفطار مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت إذا السماء انفطرت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج النسائي عن جابر قال معاذ فصلى العشاء فطول فقال النبي صلى الله عليه وسلم افتان أنت يا معاذ أين أنت عن سبح اسم ربك الاعلى والضحى وإذا السماء انفطرت * قوله تعالى (إذا السماء انفطرت) الآيات * أخرج ابن المنذر عن السدى إذا السماء انفطرت قال انشقت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا البحار فجرت قال بعضها في بعض وإذا القبور بعثرت قال بحثت * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن خيثم وإذا البحار فجرت قال فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وإذا القبور بعثرت أخرج ما فيها من الموتى * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله علمت نفس ما قدمت وأخرت قال ما قدمت من خير وأخرت من سنة صالحة يعمل بها بعده فان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيأ أو سنة سيئة يعمل بها بعده فان عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيأ * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الاآية قال ما قدمت من عمل خير أو شر وما أخرت من سنة يعمل بها من بعده * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من استن خيرا فاستن به فله اجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم وتلا حذيفة علمت نفس ما قدمت وأخرت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله علمت نفس ما قدمت وأخرت قال ما أدت إلى الله مما أمرها به وما ضيعت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ما قدمت من خير وما أخرت من حق الله تعالى لم تعمل به * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ما قدمت من خير وما أخرت ما حدث به نفسه لم يعمل به * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ما قدمت من خير وما أخرت ما أمرت أن تعمل فتركت * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ما قدمت بين أيديها وما أخرت وراءها من سنة يعمل بها من بعدها * قوله تعالى (يا أيها الانسان ما غرك) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم
[ 323 ]
وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه قرأ هذه الآية يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم فقال غره والله جهله * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة يا أيها الانسان ما غرك قال أبى بن خلف * وأخرج عبد بن حميد عن صالح بن مسمار قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ثم قال جهله * وأخرج ابن أبى شيبة عن ربيع بن خثيم ما غرك قال الجهل * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق سعيد بن المسيب عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فسواك فعدلك مثقل * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن على بن رباح عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما ولد لك قال يا رسول الله ما عسى أن يولد لى اما غلام واما جارية قال فمن يشبه قال يا رسول الله ما عسى أن يشبه أباه واما أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندها مه لا تقولن هذا ان النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور أما قرأت هذه الاآية في كتاب الله في أي صورة ما شاء ركبك من نسلك ما بينك وبين آدم * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه بسند جيد والبيهقي في الاسماء والصفات عن مالك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان اليوم السابع أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ في أي صورة ما شاء ركبك * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة ان رجلا من الانصار ولدت له امرأته غلاما أسود فاخذ بيد امرأته فاتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والذى بعثك بالحق لقد تزوجني بكرا وما أقعدت مقعده أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت ان لك تسعة وتسعين عرقا وله مثل ذلك فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق الا يسأل الله ان يجعل الشبه له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في أي صورة ما شاء ركبك قال اما قبيحا واما حسنا وشبه أب أو أم أو خال أو عم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والرامهرمزى في الامثال عن أبى صالح في أي صورة ما شاء ركبك قال ان شاء حمارا وان شاء خنزيرا وان شاء فرسا وان شاء انسانا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله في أي صورة ما شاء ركبك قال ان شاء قردا وان شاء صورة خنزير والله تعالى أعلم * قوله تعالى (كلا بل تكذبون بالدين) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله كلا بل تكذبون بالدين قال بالحساب وان عليكم لحافظين كراما كاتبين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل وحافظين في النهار يحفظان عمله ويكتبان أثره * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم الا عند احدى ثلاث حاجات الغائط والجنابة والغسل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة فرأى رجلا يغتسل بفلاة من الارض فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فاتقوا الله وأكرموا الكرام الكاتبين الذين معكم ليس يفارقونكم الا عند احدى منزلتين حيث يكون الرجل على خلائه أو يكون مع أهله لانهم كرام كما سماهم الله فيستتر أحدكم عند ذلك بجرم حائط أو بعيره فانهم لا ينظرون إليه * وأخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من حافظين يرفعان إلى الله ما خفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة وآخرها استغفارا الا قال الله قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة * قوله تعالى (وما أدراك ما يوم الدين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وما أدراك ما يوم الدين قال تعظيم يوم القيامة يوم بدان الناس فيه باعمالهم وفي قوله والامر يومئذ لله قال ليس ثم أحد يقضى شيأ ولا يصنع شيأ غير رب العالمين * (سورة المطففين) * * أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة المطففين بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال آخر ما أنزل بمكة سورة المطففين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال أول ما نزل بالمدينة ويل للمطففين * وأخرج النسائي وابن ماجه وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله
[ 324 ]
عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فانزل الله ويل للمطففين فاحسنوا الكيل بعد ذلك * وأخرج ابن سعد والبزار والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن غرفطة على المدينة لما خرج إلى خيبر فقرأ ويل للمطففين فقلت هلك فلان له صاع يعطى به وصاع ياخذ به * وأخرج الحاكم عن ابن عمر انه قرأ ويل للمطففين فبكى وقال هو الرجل يستاجر الرجل أو الكيال وهو يعلم أنه يحيف في كيله فوزره عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد الا سلط الله عليهم عدوهم ولا طففوا الكيل الا منعوا النبات وأخذوا بالسنين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن سلمان قال انما الصلاة مكيال فمن أوفى أوفى له ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله في المطففين * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه قال تركك المكافأة تطفيف قال الله ويل للمطففين * قوله تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين) * أخرج مالك وهناد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يوم يقوم الناس لرب العالمين قال كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر اليكم * وأخرج عن ابن مسعود إذا حشر الناس قاموا أربعين عاما * وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن أبى بزة قال حدثنى من سمع ان عمر قرأ ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلى الشمس من الغروب حتى تغرب * وأخرج الطبراني عن ابن عمر وانه قال يا رسول الله كم قيام الناس بين يدى رب العالمين يوم القيامة قال ألف سنة لا يؤذن لهم * وأخرج ابن المنذر عن كعب في الآية قال يقومون ثلثمائة عام لا يؤذن لهم بالقعود فاما المؤمن فيهون عليه كالصلاة المكتوبة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال يقومون مقدار ثلثمائة سنة ويخفف الله ذلك اليوم ويقصره على المؤمن كمقدار نصف يوم أو كصلاة مكتوبة * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة يقوم الناس على أقدامهم يوم القيامة ثلثمائة سنة ويهون ذلك اليوم على المؤمن كقدر الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار ثلثمائة سنة من أيام الدنيا لا ياتيهم خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بامر قال بشير المستعان بالله يا رسول الله قال إذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من شر يوم القيامة ومن شر الحساب * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رجلا كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم مقعد يقال له بسير ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا فرآه شاحبا فقال ما غير لونك يا بشير قال اشتريت بعيرا فشرد على فكنت في طلبه ولم أشترط فيه شرطا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان البعير الشرود يرد منه انما غير لونك غير هذا قال لا قال فكيف بيوم يكون مقداره خمسين ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين * قوله تعالى (كلا ان كتاب الفجار لفى سجين) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق شمر بن عطية ان ابن عباس رضى الله عنهما سال كعب الاحبار عن قوله كلا ان كتاب الفجار لفى سجين قال ان روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء ان تقبلها فيهبط بها إلى الارض فتابى الارض ان تقبلها فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى السجين وهو خد ابليس فيخرج لها من تحت خد ابليس كتابا فيختم ويوضع تحت خد ابليس لهلاكه للحساب فذلك قوله تعالى وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم وقوله ان كتاب الابرار لفى عليين قال ان روح المؤمن إذا عرج بها إلى السماء فتنفتح لها أبواب السماء وتلقاه الملائكة بالبشرى حتى ينتهى بها إلى العرش وتعرج الملائكة فيخرج لها من تحت العرش رق فيرقم ويختم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة ويشهد الملائكة المقربون فذلك قوله وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه في الآية قال قد رقم الله على الفجار ما هم عاملون في سجين فهو أسفل
[ 325 ]
والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ورقم على الابرار ما هم عاملون في عليين وهم فوق فهم منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم اعن ابن عباس رضى الله عنهما قال سجين أسفل الارضين * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الفلق جب في جهنم مغطى وأما سجين فمفتوح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كلا ان كتاب الفجار لفى سجين قال عملهم في الارض السابعة لا يصعد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كلا ان كتاب الفجار لفى سجين قال تحت الارض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والمحاملى في أماليه عن مجاهد رضى الله عنه قال سجين صخرة تحت الارض السابعة في جهنم تقلب فيجعل كتاب الفجار تحتها * وأخرج عبد بن حميد عن فرقد كلا ان كتاب الفجار لفى سجين قال تحت الارض السفلى * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن قتادة كلا ان كتاب الفجار لفى سجين قال هو أسفل الارض السابعة كتاب مرقوم قال مكتوب قال قتادة ذكر لنا ان عبد الله بن عمرو كان يقول الارض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم السوء * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سجين الارض السابعة السفلى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال الارض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء * وأخرج ابن المبارك عن ابن جريج قال بلغني ان سجين الارض السفلى وفي قوله مرقوم قال مكتوب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كتاب مرقوم قال رقم لهم بشر * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة لفى سجين قال لفى خسار * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حدثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملك يرفع العمل للعبد يرى ان في يديه منه سرورا حتى ينتهى إلى الميقات الذى وصفه الله له فيضع العمل فيه فيناديه الجبار من فوقه ارم بما معك في سجين وسجين الارض السابعة فيقول الملك ما رفعت اليك الا حقا فيقول صدقت ارم بما معك في سجين * وأخرج عبد بن حميد وابن ماجه والطبراني والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت ان لقيت ابني فاقرئه منى السلام فقال لها غفر الله لك يا أم بشر نحن أسفل من ذلك فقالت أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان نسمة المؤمن تسرح في الجنة حيث شاءت وان نسمة الكافر في سجين قال بلى فهو ذلك * وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال التقى سلمان وعبد الله بن سلام فقال احدهما لصاحبه ان مت قبلى فالقني فاخبرني بما صنع ربك بك وان أنا مت قبلك لقيتك فاخبرتك فقال عبد الله كيف يكون هذا قال نعم ان أرواح المؤمنين تكون في برزخ من الارض تذهب حيث شاءت ونفس الكافر في سجين والله أعلم * قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم) الآية * أخرج أحمد وعبد بن حميد والحاكم والترمذي وصححاه والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن حبان وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وان عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذى ذكر الله في القرآن كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج ابن أبى حاتم عن بعض الصحابة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قتل مؤمنا اسود سدس قلبه وان قتل اثنين اسود ثلث قلبه وان قتل ثلاثة رين على قلبه فلم يبال ما قتل فذلك قوله بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج الفريابى والبيهقي عن حذيفة رضى الله عنه قال القلب هكذا مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض منه حتى يختم عليه فيسمع الخير فلا يجد له مساغا 7 يجمع فإذا اجمع طبع عليه فإذا سمع خيرا دخل في أذنيه حتى ياتي القلب فلا يجد فيه مدخلا فذلك قوله بل ران على قلوبهم الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال كانوا يرون ان القلب مثل الكف وذكر مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم التميمي رضى الله عنه في قوله كلا بل ران على قلوبهم قال إذا عمل الرجل الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ثم يعمل الذنب بعد ذلك فينكت في ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ نكتة سوداء ثم كذلك حتى يسود عليه فإذا ارتاح العبد قال بيسر له عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم ييسر له عمل صالح أيضا فيذهب من السواد بعضه ثم ييسر له أيضا عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم
[ 326 ]
كذلك حتى يذهب السوء كله * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لن تنفكوا بخير ما استغنى أهل بدوكم عن أهل حضركم وليسوقنهم السنون والسنات حتى يكونوا معكم في الديار ولا تمتنعوا منهم لكثرة من يسير عليكم منهم قال يقولون طالبا جعنا وشبعتم وطالما شقينا ونعمتم فواسونا اليوم ولتستعبن بكم الارض حتى يغيط أهل حضركم أهل بدوكم ولتميلن بكم الارض ميلة يهلك منا من هلك ويبقى من بقى حتى تعتق الرقاب ثم تهدأ بكم الارض بعد ذلك حتى يندم المعتقون ثم تميل بكم الارض ميلة أخرى فيهلك فيها من هلك ويبقى من بقى يقولون ربنا نعتق ربنا نعتق فيكذبهم الله كذبتم كذبتم أنا أعتق قال وليبتلين أخريات هذه الامة بالرجف فان تابوا تاب الله عليهم وان عادوا عاد الله عليهم الرجف والقذف والخذف والمسخ والخسف والصواعق فإذا قيل هلك الناس هلك الناس هلك الناس فقد هلكوا ولن يعذب الله أمة حتى تعذر قالوا وما عذرها قال يعترفون بالذنوب ولا يتوبون ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها كما تطمئن الشجرة بما فيها حتى لا يستطيع محسن يزداد احسانا ولا يستطيع مسئ استعتابا قال الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال اعمال السوء ذنب على ذنب حتى مات قلبه واسود * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال أثبتت على قلبه الخطايا حتى غيرته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ران قال طبع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الران الطابع * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في الآية كانوا يرون ان الرين هو الطبع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه كانوا يرون ان القلب مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يختم عليه ويسمع الخير فلا يجد له مساغا * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه قال الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الاقفال والاقفال أشد ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال يعمل الذنب فيحيط بالقلب فكلما عمل ارتفعت حتى يغشى القلب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال الذنب على الذنب ثم الذنب على الذنب حتى يغمر القلب فيموت * وأخرج عبد بن حميد من طريق خليد بن الحكم عن أبى الخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع خصال تفسد القلب مجاراة الاحمق فان جاريته كنت مثله وان سكت عنه سلمت منه وكثرة الذنوب مفسدة القلوب وقد قال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والخلوة بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ومجالسة الموتى قيل وما الموتى قال كل غنى قد أبطره غناه * قوله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ) الآية * أخرج عبد بن حميد عن أبى مليكة الزيادي رضى الله عنه في قوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال المنان والمختال والذى يقطع يمينه بالكذب ليأكل أموال الناس والله أعلم * قوله تعالى (كلا ان كتاب الابرار لفى عليين) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه كلا ان كتاب الابرار لفى عليين قال عليون فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى كتاب مرقوم قال رقم لهم بخير يشهده المقربون قال المقربون من ملائكة لله * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضى الله عنه قال هي قائمة العرش اليمنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال عليون السماء السابعة * وأخرج عبد بن حميد من طريق الاجلح عن الضحاك رضى الله عنه قال إذا قبض روح العبد المؤمن يعرج به إلى السماء الدنيا فينطلق معه المقربون إلى السماء الثانية قال الاجلح فقلت وما المقربون قال أقربهم إلى السماء الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى ينتهى به إلى سدرة المنتهى فقال الاجلح فقلت للضحاك ولم تسمى سدرة المنتهى قال لانه ينتهى إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها فيقولون رب عبدك فلان وهو أعلم به منهم فيبعث الله إليهم بصك مختوم يامنه من العذاب وذلك قوله كلا ان كتاب الابرار في عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لفى عليين قال الجنة وفي قوله يشهده المقربون قال كل أهل سماء * وأخرج
[ 327 ]
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يشهده المقربون قال هم مقربو أهل كل سماء إذا مر بهم عمل المؤمن شيعه مقربو كل أهل سماء حتى ينتهى العمل إلى السماء السابعة فيشهدون حتى يثبت في السماء السابعة * وأخرج ابن مردويه عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب مرقوم في عليين * وأخرج عبد بن حميد من طريق خالد بن عرعرة وأبى عجيل ان ابن عباس سال كعبا عن قوله تعالى كلا ان كتاب الابرار لفى عليين الآية قال ان المؤمن يحضره الموت ويحضره رسل ربه فلا هم يستطيعون ان يؤخروه ساعة ولا يعجلوه حتى تجئ ساعته فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه فدفعوه إلى ملائكة الرحمة فاروه ما شاء الله ان يروه من الخير ثم عرجوا بروحه إلى السماء فيشيعه من كل سماء مقربوها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيضعونه بين أيديهم ولا ينتظرون به صلاتكم عليه فيقولون اللهم هذا عبدك فلان قبضنا نفسه فيدعون له بما شاء الله أن يدعو فنحن نحب ان يشهدنا اليوم كتابه فينثر كتابه من تحت العرش فيثبتون اسمه فيه وهم شهوده فذلك قوله كتاب مرقوم يشهده المقربون وسأله عن قوله ان كتاب الفجار لفى سجين الآية قال ان العبد الكافر يحضره الموت ويحضره رسل الله فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه فدفعوه إلى ملائكة العذاب فاروه ما شاء الله ان يروه من الشر ثم هبطوا به إلى الارض السفلى وهى سجين وهى آخر سلطان ابليس فاثبتوا كتابه فيها وساله عن سدرة المنتهى فقال هي سدرة نابتة في السماء السابعة ثم علت على الخلائق إلى ما دونها وعندها جنة الماوى قال جنة الشهداء * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن يسار قال لقيت رجلا من حمير كان علامة يقرأ الكتب فقلت له الارض التى نحن عليها ما سكانها قال هي على صخرة خضراء تلك الصخرة على كف ملك ذلك الملك قائم على ظهر حوت منطو بالسموات والارض من تحت العرش قلت الارض الثانية من سكانها قال سكانها لريح العقيم لما أراد الله أن يهلك عادا أوحى إلى خزنتها أن افتحوا عليهم منها بابا قالوا يا ربنا مثل منخر الثور قال اذن تكفا الارض ومن عليها فضيق ذلك حتى جعل مثل حلقة الخاتم فبلغت ما حدث الله قلت الارض الثالثة من ساكنها قال فيها حجارة جهنم قلت الارض الرابعة من ساكنها قال فيها كبريت جهنم قلت الارض الخامسة من ساكنها قال فيها عقارب جهنم قلت الارض السادسة من ساكنها قال فيها حيات جهنم قلت الارض السابعة من ساكنها قال تلك سجين فيها ابليس موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل خلفه ورجل أمامه كان يؤذى الملائكة فاستعدت عليه فسجن هناك وله زمان يرسل فيه فإذا أرسل لم تكن فتنة الناس بأعيى عليهم من شئ * وأخرج ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة يرفعون أعمال العبد من عباد الله يستكثرونه ويزكونه حتى يبلغوا به حيث يشاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عبدى وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدى هذا لم يخلص له عمله فاجعلوه في سجين ويصعدون بعمل العبد يستقلونه ويحتقرونه حتى يبلغوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدى وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدى هذا أخلص لى عمله فاجعلوه في عليين * وأخرج ابن الضريس عن أم الدرداء قالت ان درج الجنة على عدد آى القرآن وأنه يقال لصاحب القرآن اقرأ وارقه فان كان قد قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة وان كان قد قرأ نصف القرآن كان على النصف من درج الجنة وان كان قد قرأ القرآن كان في أعلى عليين ولم يكن فوقة أحد من الصديقين والشهداء * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال ان لاهل عليين كوى يشرفون منها فإذا أشرف أحدهم أشرقت الجنة فيقول أهل الجنة قد أشرف رجل من أهل عليين * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد ابن كعب قال يرى في الجنة كهيئة البرق فيقال ما هذا قيل رجل من أهل عليين تحول من غرفة إلى غرفة * قوله تعالى (ان الابرار) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك قال عاقبته مسك قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك ومزاجه من تسنيم قال شراب من أشرف الشراب عينا في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن البعث عن مجاهد في قوله يسقون من رحيق مختوم قال الخمر ختامه مسك قال طينه مسك ومزاجه من تسنيم قال تسنيم عليهم من فوق دورهم وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الحسن يسقون
[ 328 ]
من رحيق مختوم قال هي الخمرة ومزاجه من تسنيم قال خفايا أخفاها الله لاهل الجنه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد عن سعيد بن جبير يسقون من رحيق مختوم قال الخمر ختامه مسك قال آخر طعمه مسك * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة ختامه مسك قال خلطه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مالك بن الحارث ومزاجه من تسنيم قال هي عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال التسنيم أفضل شراب أهل الجنة ألم تسمع يقال للرجل انه لفى السنام من قومه * وأخرج ابن المنذر عن على نضرة النعيم قال هي عين في الجنة يتوضؤن منها ويغتسلون فيجرى عليهم نضرة النعيم * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود مختوم قال ممزوج ختامه مسك قال طعمه وريحه * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبى حاتم وابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله يسقون من رحيق مختوم قال الرحيق الخمر والمختوم يجدون عاقبتها طعم المسك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس من رحيق مختوم قال ختم بالمسك * وأخرج الفريابى والطبراني والحكام وصححه والبيهقي عن ابن مسعود في قوله ختامه مسك قال ليس بخاتم يختم به ولكن خلطه مسك ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول خلطه من الطيب كذا وكذا * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن علقمة مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن أبى الدرداء ختامه مسك قال هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم ولو ان رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح الا وجد ريحها * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى سعيد رفعه أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق الختوم * وأخرج البيهقى عن عطاء قال التسنيم اسم العين التى تمزج بها الخمر * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس تسنيم أشرف شراب أهل الجنة وهو صرف للمقربين ويمزج لاصحاب اليمين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله ومزاجه من تسنيم قال عين في الجنة تمزج لاصحاب اليمين ويشرب بها المقربون صرفا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس انه سئل عن قوله ومزاجه من تسنيم قال هذا مما قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان قال تسنيم عين في عدن يشرب بها المقربون صرفا ويجرى تحتهم أسفل منهم إلى أصحاب اليمين فيمزج أشربتهم كلها الماء والخمر واللبن والعسل يطيب بها أشربتهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى قال تسنيم عين تثعب عليهم من فوق وهو شراب المقربين * قوله تعالى (ان الذين أجرموا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون قال في الدنيا ويقولون والله ان هؤلاء لكذبة وما هم على شئ استهزاء بهم * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى الدنيا في الصمت والبيهقي في البعث عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المستهزئين بالناس في الدنيا يرفع لاحدهم يوم القيامة باب من أبواب الجنة فيقال هلم هلم فيجئ بكربه وغمه فإذا أتاه أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال هلم هلم فيجئ بكربه وغمه فإذا أتاه أغلق دونه فما يزال كذلك حتى انه ليفتح له الباب فيقول هلم هلم فلا ياتيه من اياسه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون قال قال كعب ان بين أهل الجنة وأهل النار كوى لا يشاء الرجل من أهل الجنة ان ينظر إلى عدوه من أهل النار الا فعل * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله هل ثوب قال جوزي * (سورة الانشقاق مكية) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة إذا السماء انشقت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن أبى رافع قال صليت مع أبى هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت له فقال سجدت خلف أبى القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي
[ 329 ]
والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن أبى هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك * وأخرج البغوي في معجمه والطبراني عن صفوان بن عسال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في إذا السماء انشقت * وأخرج ابن خزيمة والرويانى في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر إذا السماء انشقت ونحوها * قوله تعالى (إذا السماء انشقت) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن على قال تنشق السماء من المجرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأذنت قال أطاعت وحقت قال حققت بالطاعة * وأخرج ابن المنذر عن السدى وأذنت لربها وحقت قال أطاعت وحق لها أن تطيع * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وأذنت لربها قال سمعت حيث كلمها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وأذنت لربها وحقت قال سمعت وأطاعت وإذا الارض مدت قال يوم القيامة وأقت ما فيها أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت عنهم * وأخرج عبد بن حميد مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وألقت ما فيها قال سوارى الذهب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن عمرو قال كان البيت قبل الارض بالفى سنة وذلك قول الله وإذا الارض مدت قال مدت من تحته مدا * وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال إذا كان يوم القيامة مدت الارض مد الاديم وحشر الله الخلائق الانس والجن والدواب والوحوش فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء بنطحتها فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها كونى ترابا فيراها الكافر فيقول يا ليتنى كنت ترابا * وأخرج الحاكم بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمد الارض يوم القيامة مد الاديم ثم لا يكون لابن آدم منها الا موضع قدميه * وأخرج أبو القاسم الختلى في الديباج عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله إذا السماء انشقت الآية قال أنا أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة فاجلس جالسا في قبري وان الارض تحركت بى فقلت لها مالك فقالت ان ربى أمرنى ان ألقى ما في جوفى وان أتخلى فاكون كما كنت اذلا شئ في فذلك قوله وألقت ما فيها وتخلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وأذنت لربها وحقت قال سمعت وأطاعت وفي قوله وألقت ما فيها وتخلت قال أخرجت أثقالها وما فيها من الكنوز والناس وفي قوله يا أيها الناس انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل له عملا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في قوله يا أيها الناس انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل إلى ربك عملا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل عملا فملاقيه قال ملاق عملك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يحاسب الا هلك فقلت أليس الله يقول فاما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ليس ذلك بالحساب ولكن ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك * وأخرج أحمد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير قال ان ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه انه من نوقش الحساب هلك * وأخرج ابن المنذر عن عائشة في قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال يعرف ذنوبه ثم يتجاوز له عنها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عائشة قالت من حوسب يوم القيامة أدخل الجنة وقالت فاما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ثم تلت يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام * وأخرج البزار والطبراني والحاكم عن أبى هريرة مرفوعا ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته تعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وينقلب إلى أهله مسرورا قال إلى أهل له في الجنة وفي قوله وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قال تخلع يده فتجعل من وراء ظهره * وأخرج ابن المنذر عن حميد بن هلال قال ذكر لنا ان الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة فيقال يا فلان هلم إلى الحساب قال حتى يقول اما يراد غيرى مما يحضر به من الحساب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس يدعو ثبور قال الويل * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك انه كان في أهله مسرورا قال في الدنيا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي
[ 330 ]
في البعث عن مجاهد في قوله وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قال تجعل شماله وراء ظهره فيأخذ بها كتابه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انه ظن ان لن يحور قال لن يبعث * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس أن لن يحور قال ان لن يرجع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أن لن يحور ان لن يرجع الينا * وأخرج الطستى في مسائله والطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله أن لن يحور قال أن لن يرجع بلغة الحبشة يقول أن لن يرجع إلى الله في الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد وما المرء الا كالشهاب وضوءه * يحور رمادا بعد إذ هو ساطع * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه ظن أن لن يحور قال ألم تسمع الحبشى إذا قيل له حر إلى أهلك أي اذهب * وأخرج ابن أبى شيبة عن العوام بن حوشب قال قلت لمجاهد الشفق قال ان الشفق من الشمس * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عمر قال الشفق الحمرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن ابن عباس والليل ما وسق قال وما دخل فيه * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والليل وما وسق قال وما جمع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة والليل وما وسق يقول ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وما وسق قال ما عمل فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس والقمر إذا اتسق قال إذا استوى * وأخرج الطستى في مسائله والطبراني وابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله والقمر إذا اتسق قال اتساقه اجتماعه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول ابن صرمة ان لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والقمر إذا اتسق قال إذا استدار * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله والليل وما وسق قال وما جمع أما سمعت قوله ان لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس والقمر إذا تسق قال ليلة ثلاث عشرة * وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن الخطاب في قوله لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال أمرا بعد أمر * وأخرج البخاري عن ابن عباس لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو عبيد في القراآت وسعيد بن منصور وابن منيع وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ لتركبن طبقا عن طبق يعنى بفتح الباء قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم حالا بعد حال * وأخرج أبو عبيد في القراآت وسعيد بن منصور وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ لتركبن طبقا عن طبق يعنى بفتح الباء قال يعنى نبيكم حالا بعد حال * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس لتركبن طبقا عن طبق قال يا محمد السماء طبقا بعد طبق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم في الكنى وابن منده في غرائب شعبة وابن مردويه والطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ لتركبن طبقا عن طبق قال لتركبن بالنصب يا محمد سماء بعد سماء * وأخرج البرار عن ابن مسعود لتركبن طبقا عن طبق يا محمد حالا بعد حال * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الشعبى لتركبن طبقا عن طبق يا محمد حال بعد حال * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن أبى حاتم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال يعنى السماء تنفطر ثم تنشق ثم تحمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود في الآية قال السماء تكون ألوانا كالمهل وتكون وردة كالدهان وتكون واهية وتشقق فتكون
[ 331 ]
حالا بعد حال * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن مكحول في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال في كل عشرين عاما تحدثون أمرا لم تكونوا عليه * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير لتركبن طبقا عن طبق قال قوم كانوا في الدنيا خسيسا أمرهم فارتفعوا في الآخرة وقوم كانوا في الدنيا أشرافا فاتضعوا في الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال حالا بعد حال بينما صاحب الدنيا في رخاء إذ صار في بلاء وبينما هو في بلاء إذ صار في رخاء * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مكحول في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال تكونون في كل عشرين سنة على حال لم تكونوا على مثلها * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية أنه قرأ لتركبن طبقا بالنصب * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عمرو بن العلاء عن مجاهد أنه قرأ لتركبن طبقا بالنصب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لتركبن بالتاء ورفع الباء على الجماع * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والله أعلم بما يوعون قال يسرون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة بما يوعون قال يكتمون وفي قوله لهم أجر غير ممنون قال غير محسوب * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله لهم أجر غير ممنون قال غير منقوص قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زهير فضل الجواد على الخيل البطاء فلا * يعطى بذلك ممنونا ولا ترفا * (سورة البروج مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت والسماء ذات البروج بمكة * وأخرج أحمد عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الاخيرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق * وأخرج أحمد عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة في المصنف وأحمد والدارمى وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في سننه عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء والطارق والسماء ذات البروج * وأخرج سعيد بن منصور عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ اقرأ بهم في العشاء بسبح اسم ربك الاعلى والليل إذا يغشى والسماء ذات البروج * قوله تعالى (والسماء ذات البروج) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال البروج قصور في السماء * وأخرج ابن المنذر عن الاعمش قال كان أصحاب عبد الله يقولون في قوله والسماء ذات البروج ذات القصور * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح في قوله ذات البروج قال النجوم العظام * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن السماء ذات البروج فقال الكواكب وسئل عن الذى جعل في السماء بروجا فقال الكواكب قيل فبروج مشيدة فقال قصور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله والسماء ذات البروج قال بروجها نجومها واليوم الموعود قال يوم القيامة وشاهد ومشهود قال يومان عظيمان عظمهما الله من أيام الدنيا كنا نحدث ان الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله والسماء ذات البروج قال حبكت بالخلق الحسن ثم حبكت بالنجوم واليوم الموعود قال يوم القيامة وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد والسماء ذات البروج قال ذات النجوم وشاهد ومشهود قال الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قول الله واليوم الموعود وشاهد ومشهود قال اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج الاكبر فيوم الجمعة جعله الله عيدا لمحمد وأمته وفضلهم بها على الخلق أجمعين وهو سيد الايام عند الله وأحب الاعمال فيه إلى الله وفيه ساعة لا يوافقها عبد قائم يصلى يسأل الله فيها خيرا الا أعطاه اياه * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن أبى الدنيا في الاصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير الا استجاب الله له ولا يستعيذ بشئ الا أعاذه الله منه * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه
[ 332 ]
والبيهقي في سننه عن أبى هريرة رفعه وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود هو الموعود يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن على قال اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه من طريق شريح بن عبيد عن أبى مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة دخره الله لنا والصلاة الوسطى صلاة العصر وأخرجه سعيد بن منصور عن شريح بن عبيد مرسلا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وأبى هريرة موقوفا مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سيد الايام يوم الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة * وأخرج ابن جرير عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا على من الصلاة يوم الجمعة فانه يوم مشهود تشهده الملائكة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن على بن أبى طالب في قوله وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن الحسن بن على أن رجلا سأله عن قوله وشاهد ومشهود قال هل سالت أحدا قبلى قال نعم سالت ابن عمرو وابن الزبير فقالا يوم الريح ويوم الجمعة فقال لا ولكن الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ انا أرسلناك شاهدا ومبشرا وجئنا بك على هؤلاء شهيدا والمشهود يوم القيامة ثم قرأ ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وأخرج الطبراني في الاوسط وعبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر من طرق عن ابن عباس واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد ومشهود قال الشاهد محمد والمشهود يوم القيامة وتلا ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس قال الشاهد الله والمشهود يوم القيامة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال الشاهد الذى يشهد على الانسان بعمله والمشهود يوم القيامة * قوله تعالى (قتل أصحاب الاخدود) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن نجى عن على بن أبى طالب قال كان نبى أصحاب الاخدود حبشيا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر من طريق الحسن عن على بن أبى طالب في قوله أصحاب الاخدود قال هم الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قتل أصحاب الاخدود قال كانوا من النبط * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قتل أصحاب الاخدود قال هم ناس من بنى اسرائيل خددوا أخدودا في الارض ثم أوقدوا فيه نارا ثم أقاموا على ذلك الاخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الاخدود شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه * وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن نفير قال كانت الاخدود زمان تبع * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قتل أصحاب الاخدود قال هم قوم خددوا في الارض ثم أوقدوا فيه نارا ثم جاؤا باهل الاسلام فقالوا اكفروا بالله واتبعوا ديننا والا ألقيناكم في هذه النار فاختاروا النار على الكفر فالقوا فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله قتل أصحاب الاخدود قال حدثنا ان على بن أبى طالب كان يقول هم أناس بمدارع اليمن اقتتل مؤمنوهم وكفارهم فظهر مؤمنوهم على كفارهم ثم أخذ بعضهم على بعض عهودا ومواثيق لا يغدر بعضهم ببعض فغدرهم الكفار فاخذوهم ثم ان رجلا من المؤمنين قال هل لكم إلى خير توقدون نارا ثم تعرضوننا عليه فمن بايعكم على دينكم فذلك الذى تشتهون ومن لا اقتحم فاسترحتم منه فاحجوا لهم نارا وعرضوهم عليها فجعلوا يقتحمونها حتى بقيت عجوز فكأنها تلكأت فقال طفل في حجرها امضى ولا تقاعسي فقص الله عليكم نبأهم وحديثهم فقال النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود قال يعنى بذلك المؤمنين وهم على ما يفعلون بالمؤمنين يعنى بذلك الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال حرقوا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال عذبوا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كان بعض الجبابرة خدا خدودا في الارض وجعل فيها النيران وعرض المؤمنين على
[ 333 ]
ذلك فمن تابعه على كفره خلى عنه ومن أبى ألقاه في النار فجعل يلقى حتى أتى على امرأة ومعها بنى لها صغير فكأنها أنفت النار فكلمها الصبى فقال يا أمه قعى في النار ولا تقاعسي فالقيت في النار والله ما كانت الا نقطة من نار حتى أفضوا إلى رحمة الله تعالى قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذكرت أصحاب الاخدود الا تعوذت بالله من جهد البلاء * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نجى قال شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله عن أصحاب الاخدود فقص عليه القصة فقال على أنا أعلم بهم منك بعث نبى من الحبشة إلى قومه ثم قرأ على ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فدعاهم فتابعه الناس فقاتلهم فقتل أصحابه واخذ فاوثق فانفلت فانس إليه رجال يقول اجتمع إليه رجال فقاتلهم فقتلوا واخذ فاوثق فخدوا اخدودا في الارض وجعلوا فيه النيران فجعلوا يعرضون الناس فمن تبع النبي رمى به فيها ومن تابعهم ترك وجاءت امرأة في آخر من جاء معها صبى لها فجزعت فقال الصبى يا أمه اطمري ولا تمارى فوقعت * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل قال ذكروا أصحاب الاخدود عند على فقال أما ان فيكم مثلهم فلا تكونن أعجز من قوم * وأخرج عبد بن حميد عن على بن أبى طالب قال كان المجوس أهل كتاب وكانوا مستمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناول منها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم وقال لها ويحك ما هذا الذى أتيت وما المخرج منه قالت المخرج منه ان تخطب الناس فتقول أيها الناس ان الله قد أحل لكم نكاح الاخوات والبنات فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته فقام خطيبا فقال يا أيها الناس ان الله أحل لكم نكاح الاخوات أو البنات فقال الناس جماعتهم معاذ الله ان نؤمن بهذا أو نقربه أو جاءنا به نبى أو نزل علينا في كتاب فرجع إلى صاحبته فقال ويحك ان الناس قد أبوا على ذلك قالت إذا أبوا عليك ذلك فابسط فيهم السوط فبسط فيهم السوط فابوا أن يقروا فرجع إليها فقال قد بسطت فيهم السوط فابوا ان يقروا قالت فجرد فيهم السيف فجرد فيهم السيف فابوا ان يقروا قالت خد لهم الاخدود ثم أوقد فيه النيران فمن تابعك فخل عنه فخد لهم اخدودا وأوقد فيه النيران وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلى عنه فانزل الله فيهم قتل أصحاب الاخدود إلى قوله ولهم عذاب الحريق * وأخرج ابن أبى شيبة عن عوف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الاخدود تعوذ بالله من جهد البلاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد ابن حميد ومسلم والنسائي والترمذي عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس فقيل لك انك يا رسول الله إذا صليت العصر همست فقال ان نبيا من الانبياء كان أعجب بامته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه ان خيرهم بين ان ينتقم منهم وبين ان يسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدت بهذا الحديث الآخر قال كان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يكهن له فقال له ذلك الكاهن انظروا إلى غلاما فهما أو قال فطنا لقنا فاعلمه علمي هذا فانى أخاف أن أموت فينقطع هذا العلم منكم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما صف فأمروه ان يحضر ذلك الكاهن وان يختلف إليه فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعته فجعل الغلام يسال الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال انما أ عبد الله فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فارسل الكاهن إلى أهل الغلام انه لا يكاد يحضرني فاخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال لك أين كنت فقل عند أهلى وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل عند الكاهن فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة يقال كانت أسدا فاخذ الغلام حجرا فقال اللهم ان كان ما يقول الراهب حقا فاسألك ان أقتل هذه الدابة وان كان ما يقوله الكاهن حقا فاسالك أن لا أقتلها ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس من قتلها فقالوا الغلام ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع أعمى فجاءه فقال له ان أنت رددت بصرى فلك كذا وكذا فقال الغلام لا أريد منك هذا ولكن أرأيت ان رجع عليك بصرك أتؤمن بالذى رده عليك قال نعم فدعا الله فرد عليه بصره فآمن الاعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فاتى بهم فقال لاقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه فامر بالراهب والرجل الذى كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة أخرى
[ 334 ]
ثم أمر بالغلام فقال انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فالقوه من رأسه فانطلقوا به إلى ذلك الجبل فلما انتهوا به إلى ذلك المكان الذى أرادوا أن يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون حتى لم يبق منهم الا الغلام ثم رجع الغلام فامر الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه فانطلق به إلى البحر فغرق الله الذين كانوا معه وأنجاه الله فقال الغلام للملك انك لا تقتلني الا ان تصلبني وترميني وتقول بسم الله رب الغلام فامر به فصلب ثم رماه وقال بسم الله رب الغلام فوضع الغلام يده على صدغه حين رمى ثم مات فقال الناس لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد فانا نؤمن برب هذا الغلام فقيل للملك أجزعت ان خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد أخدودا ثم القى فيها الحطب والنار ثم جمع الناس فقال من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار فجعل يلقيهم في تلك الاخدود فقال يقول الله قتل أصحاب الاخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد فاما الغلام فانه دفن ثم أخرج فيذكر انه أخرج في زمن عمر بن الخطاب وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن صهيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك ممن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك انى قد كبرت سنى وحضر أجلى فادفع إلى غلاما أعلمه السحر فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر وكان بين الساحر وبين الملك راهب فاتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فاعجبه نحوه وكلامه فكان إذا أتى على الساحر ضربه وقال ما حبسك فإذا أتى أهله جلس عند الراهب فيبطئ فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلى وإذا أراد أهلك ان يضربوك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى ذات يوم على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون ان يجوزوا فقال الغلام اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان أمر الراهب أحب اليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فاخبر الراهب بذلك فقال أي بنى أنت أفضل منى وانك ستبتلى فان ابتليت فلا تدل على وكان الغلام يبرئ الاكمه والابرص وسائر الادواء ويشفيهم وكان جليس الملك قد عمى فسمع به فاتاه بهدايا كثيرة فقال له اشفني ولك ما ههنا اجمع فقال ما أشفى أنا أحدا انما يشفى الله فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن فدعا له فشفاه ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك قال ربى قال أنا قال لا قال أو لك رب غيرى قال نعم فلم يزل به يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه الملك فقال أي بنى قد بلغ من سحرك ان تبرئ الاكمه والابرص وهذه الادواء قال ما أشفى أنا أحدا ما يشفى غير الله قال أنا قال لا قال وان لك ربا غيرى قال نعم ربى وربك الله فاخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فقال له ارجع عن دينك فابى فوضع المنشار في مفرقه حتى وقع شقاه على الارض وقال للغلام ارجع عن دينك فابى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال إذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه والا فدهدهوء من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعين وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فبعث به في قرقور مع نفر فقال إذا لججتم به البحر فان رجع عن دينه والا فاغرقوه فلجوا به البحر فقال الغلام للهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعين وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله ثم قال للملك انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فان أنت فعلت ما آمرك به قتلتنى والا فانك لن تستطيع قتلى قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع وتاخذ سهما من كنانتي ثم قل بسم الله رب الغلام فانك إذا فعلت ذلك قتلتنى ففعل ووضع السهم في كبد القوس ثم رماء وقال بسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك هذا من الناس كلهم فامر بافواه السكك فخدت فيها الاخدود وأضرمت فيها النيران وقال من رجع عن دينه فدعوه والا فاقحموه فيها فكانوا يتقارعون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها صغير فكأنها تقاعست ان تقع في النار فقال الصبى يا أمه اصبري فانك على الحق * قوله تعالى (ان بطش ربك لشديد) * أخرج ابن المنذر والحكام وصححه عن ابن مسعود قال قسم والسماء ذات البروج إلى قوله وشاهد ومشهود
[ 335 ]
قال هذا قسم على ان بطش ربك لشديد إلى آخرها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان بطش ربك لشديد قال ههنا القسم انه هو يبدئ ويعيد قال يبدئ الخلق ثم يعيده وهو الغفور الودود قال بود على طاعته من أطاعه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه هو يبدئ ويعيد قال يبدئ العذاب ويعيده * وأخرج أبو الشيخ عن الحسين بن واقد في قوله وهو الغفور الودود قال الغفور للمؤمنين الودود لاوليائه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الودود قال الحبيب وفي قوله ذو العرش المجيد قال الكريم * وأخرج ابن جرير عن أنس قال ان اللوح المحفوظ الذى ذكره الله في القرآن في قوله بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ في جبهة اسرافيل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في لوح محفوظ قال في أم الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله في لوح محفوظ قال أخبرت أن لوح الذكر لوح واحد فيه الذكر وان ذلك اللوح من نور وانه مسيرة ثلثمائة سنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله محفوظ قال محفوظ عند الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله في لوح محفوظ قال في صدور المؤمنين * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن بريدة في لوح محفوظ قال لوح عند الله وهو أم الكتاب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة بسند جيد عن ابن عباس قال خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق اكتب علمي في خلقي فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى الدنيا في مكارم الاخلاق والبيهقي في الشعب وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه من طريق حلال القسلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله لوحا من زبرجدة خضراء جعله تحت العرش وكتب فيه انى أنا الله لا اله الا أنا خلقت ثلثمائة وبضعة عشر خلقا من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا اله الا الله دخل الجنة * وأخرج عبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى بسند ضعيف عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدى الرحمن تبارك وتعالى للوحا فيه ثلثمائة وخمس عشرة شريعة يقول الرحمن وعزتي وجلالى لا يجيئنى عبد من عبادي لا يشرك بى شيأ فيه واحدة منكن الا أدخلته الجنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله لوحا أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني زبرجدة خضراء قلمه النور فيه يخلق وفيه يرزق وفيه يحيى وفيه يميت وفيه يعز وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم وليلة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله لوحا من درة بيضاء دفتاه من زبرجدة خضراء كتابه من نور يلحظ إليه في كل يوم ثلثمائة وستين لحظة يحيى ويميت ويخاق ويرزق ويعز ويذل ويفعل ما يشاء * (سورة الطارق مكية) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت والسماء والطارق بمكة * وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ وابن مردويه والطبراني عن خالد العدواني أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغى النصر عندهم فسمعه يقرأ والسماء والطارق حتى ختمها قال فوعيتها في الجاهلية ثم قرأتها في الاسلام * وأخرج النسائي عن جابر قال صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ أما يكفيك أن تقرأ والسماء والطارق والشمس وضحاها ونحو هذا قوله تعالى (والسماء والطارق) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسماء والطارق قال أقسم ربك بالطارق وكل شئ طرقك بالليل فهو طارق * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس والسماء والطارق فقال وما أدراك ما الطارق فقلت فلا أقسم بالخنس فقال الجوارى الكنس فقلت والمحصنات من النساء فقال الا ملكت أيمانكم فقلت ما هذا فقال ما أعلم منها الا ما تسمع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والسماء والطارق قال وما يطرق فيها ان كل نفس لما عليها حافظ قال كل نفس عليها حفظة من الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله النجم الثاقب قال النجم المضئ ان كل نفس لما عليها حافظ قال الا عليها حافظ * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج والسماء والطارق قال النجم يخفى بالنهار ويبدو بالليل ان كل نفس لما عليها حافظ قال حفظ كل نفس عمله
[ 336 ]
وأجله ورزقه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والسماء والطارق قال هو ظهور النجم بالليل يقول يطرقك بالليل النجم الثاقب قال المضئ ان كل نفس لما عليها حافظ قال ما كان نفس الا عليها حافظ قال وهم حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك فإذا توفيته يا ابن آدم قبضت إلى ربك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد النجم الثاقب قال الذى يتوهج * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال النجم الثاقب الثريا * وأخرج ابن المنذر عن خصيف النجم الثاقب قال مم يثقب من يسترق السمع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ان كل نفس لما عليها حافظ مثقلة منصوبة اللام * قوله تعالى (فلينظر الانسان) الآيات أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله فلينظر الانسان مم خلق قال هو أبوالاشدين كان يقوم على الاديم فيقول يا معشر قريش من أزالني عنه فله كذا وكذا ويقول ان محمدا يزعم ان خزنة جهنم تسعة عشر فانا أكفيكم وحدي عشرة واكفوني أنتم تسعة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال صلب الرجل وترائب المرأة لا يكون الولد الا منهما * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبزى قال الصلب من الرجل والترائب من المرأة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس يخرج من بين الصلب والترائب قال ما بين الجيد والنحر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الترائب أسفل من التراقي * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والترائب قال تريبة المرأة وهو موضع القلادة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل يخرج من بين الصلب والترائب قال الترائب موضع القلادة من المرأة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر والزعفران على ترائبها * شرفا به اللبات والنحر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال صلب الرحل وترائب المرأة اما سمعت قول الشاعر نظام 7 اللؤلؤ على ترائبها * شرفا به اللبات والنحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الترائب الصدر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وعطية وأبى عياض مثله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال الترائب أربعة أضلاع من كل جانب من أسفل الاضلاع * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الاعمش قال يخلق العظام والعصب من ماء الرجل ويخلق اللحم والدم من ماء المرأة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال يخرج من بين صلبه ونحره انه على رجعه لقادر قال ان الله على بعثه واعادته لقادر يوم تبلى السرائر قال ان هذه السرائر مختبرة فاسروا خيرا وأعلنوه فماله من قوة يمتنع بها ولا ناصر ينصره من الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انه على رجعه لقادر قال على ان يجعل الشيخ شابا والشاب شيخا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انه على رجعه لقادر قال على رجع النطفة في الاحليل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة انه على رجعه لقادر قال على أن يرجعه في صلبه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبزى قال على ان يرده نطفة في صلب أبيه * وأخرج ابن المنذر عن الحسن انه على رجعه لقادر قال على احيائه * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن خثيم يوم تبلى السرائر قال السرائر التى تخفين من الناس وهن لله بواد داووهن بدوائهن قيل وما دواؤهن قال ان تتوب ثم لا تعود * وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله تبلى السرائر قال الصوم والصلاة وغسل الجنابة * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير مثله * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن الله خلقه أربعة الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من الجنابة وهن السرائر التى قال الله يوم تبلى السرائر * قوله تعالى (والسماء ذات الرجع) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الرجع قال المطر بعد المطر والارض ذات الصدع قال صدعها عن النبات * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبى مالك وابن أبزى والربيع بن أنس مثله * وأخرج
[ 337 ]
عبد بن حميد عن مجاهد والسماء ذات الرجع قال السحاب تمطر ثم ترجع بالمطر والارض ذات الصدع قال المازم غير الاودية والجروف * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء والسماء ذات الرجع قال ترجع بالمطر كل عام والارض ذات الصدع قال تصدع بالنبات كل عام * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس والارض ذات الصدع قال صدع الاودية * وأخرج ابن منده والديلمي عن معاذ بن أنس مرفوعا والارض ذات الصدع قال تصدع باذن الله عن الاموال والنبات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والسماء ذات الرجع قال ترجع إلى العباد برزقهم كل عام لولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم والارض ذات الصدع قال تصدع عن النبات والثمار كما رأيتم انه لقول فصل قال قول حكم وما هو بالهزل قال ما هو باللعب فمهل الكافرين أمهلهم رويدا قال الرويد القليل * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل وما هو بالهزل قال القرآن ليس بالباطل واللعب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قيس بن رفاعة وهو يقول وما أدرى وسوف اخال أدرى * أهزل ذاكم أم قول جد * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير وما هو بالهزل قال وما هو باللعب * وأخرج ابن مردويه عن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتانى جبريل فقال يا محمد ان أمتك مختلفة بعدك قلت فاين المخرج يا جبريل فقال كتاب الله به يقصم كل جبار من اعتصم به نجا ومن تركه هلك قول فصل ليس بالهزل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انه لقول فصل قال حق وما هو بالهزل قال بالباطل وفي قوله أمهلهم رويدا قال قريبا * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله فمهل الكافرين أمهلهم رويدا قال أمهلهم حتى آمر بالقتال وأخرج ابن ابى شيبة والدارمى والترمذي ومحمد بن نصر وابن الانباري في المصاحف عن الحارث الاعور قال دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الاحاديث فاتيت عليا فاخبرته فقال اوقد فعلوها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انها ستكون فتنة قلت فما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبا من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذى لا تزيغ به الاهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس منه الالسن ولا يخلق من الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذى لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم * وأخرج محمد ابن نصر والطبراني عن معاذ بن جبل قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن فعظمها وشددها فقال على بن أبى طالب يا رسول الله فما المخرج منها قال كتاب الله فيه المخرج فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم من تركه من جبار يقصمه الله ومن يبتغى الهدى في غيره يضله الله وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذى لما سمعته الجن لم تتناه ان قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد هو الذى لا تختلف به الالسن ولا تخلقه كثرة الرد * (سورة سبح مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة سبح بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة سبح اسم ربك الاعلى بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة سبح اسم ربك بمكة * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبخاري عن البراء بن عازب قال أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الاعلى في سور مثلها * وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه عن على قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة سبح اسم ربك الاعلى * وأخرج أبو عبيد عن تميم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى نسيت أفضل المسبحات فقال أبى بن كعب فلعلها سبح اسم ربك الاعلى قال نعم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد
[ 338 ]
ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن النعمان بن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الاعلى وهل أتاك حديث الغاشية وان وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا * واخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه عن أبى عتبة الخولانى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بسبح اسم ربك الاعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسبح اسم ربك الاعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج أحمد وابن ماجه والطبراني عن سمرة بن جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين بسبح اسم ربك الاعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج البزار عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بسبح اسم ربك الاعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم عن جابر بن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الاعلى * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والبيهقي في سننه عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فلما سلم قال هل قرأ أحد منكم بسبح اسم ربك الاعلى فقال رجل أنا قال قد علمت ان بعضكم خالجنيها * وأخرج ابو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والدار قطني والحاكم والبيهقي عن أبى ابن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الاعلى وقل يا أيها الكافرون * وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الاولى بسبح وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين * وأخرج البزار عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الاعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج محمد بن نصر عن أنس مثله * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر بن عبد الله قال أم معاذ قوما في صلاة المغرب فمر به غلام من الانصار وهو يعمل على بعير له فاطال بهم معاذ فلما رأى ذلك الغلام ترك الصلاة وانطلق في طلب بعيره فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أفتان أنت يا معاذ ألا يقرأ أحدكم في المغرب بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها * وأخرج ابن ماجه عن جابر ان معاذ بن جبل صلى باصحابه العشاء فطول عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ بالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الاعلى والليل إذا يغشى واقرأ باسم ربك الاعلى * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قلنا يا رسول الله كيف نقول في سجودنا فانزل الله سبح اسم ربك الاعلى فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقول في سجودنا سبحان ربى الاعلى * وأخرج ابن سعد عن الكلبى قال و ؟ د حضرمى بن عامر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتقرأ شيأ من القرآن فقرأ سبح اسم ربك الاعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى امتن على الحبلى فاخرج منها نسمة تسعى بين شغاف وحشا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيدون فيها فانها شافية كافية * قوله تعالى (سبح اسم ربك الاعلى) * أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه عن عقبة بن عامر الجهنى قال لما أنزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى قال سبحان ربى الاعلى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس انه كان إذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى قال سبحان ربى الاعلى * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا قرأت سبح اسم ربك الاعلى فقل سبحان ربى الاعلى * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن الانباري في المصاحف عن على بن أبى طالب انه قرأ سبح اسم ربك الاعلى فقال سبحان ربى الاعلى وهو في الصلاة فقيل له أتزيد في القرآن قال لا انما أمرنا بشئ فقلته * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى موسى الاشعري انه قرأ في الجمعة سبح اسم ربك الاعلى فقال سبحان ربى الاعلى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عمر يقرأ سبحان اسم ربك الاعلى فقال سبحان ربى الاعلى قال وكذلك هي قراءة أبى بن كعب * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عبد
[ 339 ]
الله بن الزبير انه قرأ سبح ربك الاعلى فقال سبحان ربى الاعلى وهو في الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك انه كان يقرؤها كذلك ويقول من قرأها فليقل سبحان ربى الاعلى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال سبحان ربى الاعلى * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر انه كان إذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى قال سبحان ربى الاعلى * قوله تعالى (والذى قدر فهدى) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله والذى قدر فهدى قال هدى الانسان للشقوة والسعادة وهدى الانعام لمراتعها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابراهيم والذى أخرج المرعى قال النبات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فجعله غثاء قال هشيما أحوى قال متغيرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فجعله غثاء احوى قال الغثاء الشئ البالى واحوى قال أصفر وأخضر وأبيض ثم ييبس حتى يكون يابسا بعد خضرة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد فجعله غثاء أحوى قال غثاء لسيل وأحوى قال أسود * قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله سنقرئك فلا تنسى قال كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة ان ينسى * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بالوحى لم يفرغ جبريل من الوحى حتى يزمل من ثقل الوحى حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم باوله مخافة ان يغشى عليه فينسى فقال له جبريل لم تفعل ذلك قال مخافة ان أنسى فانزل الله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله فان النبي صلى الله عليه وسلم نسى آيات من القرآن ليس بحلال ولا حرام ثم قال له جبريل انه لم ينزل على نبى قبلك الا نسى والا رفع بعضه وذلك ان موسى أهبط الله عليه ثلاثة عشر سفرا فلما ألقى الالواح انكسرت وكانت من زمرد فذهب أربعة أسفار وبقى تسعة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يستذكر القرآن مخافة ان ينساه فقيل له كفيناك ذلك ونزلت سقرئك فلا تنسى * وأخرج الحاكم عن سعد بن أبى وقاص نحوه * واخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله يقول الا ما شئت أنا فانسيك * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيأ الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى قال الوسوسة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير انه يعلم الجهر وما يخفى قال ما أخفيت في نفسك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ونيسرك لليسرى قال للخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقى قال والله ما خشى الله عبد قط الا ذكره ولا يتنكب عبد هذا الذكر زهدا فيه وبغضا له ولاهله الاشقى بين الاشقياء * قوله تعالى (قد أفلح من تزكى) الآية * أخرج البزار وابن مردويه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قد أفلح من تزكى قال من شهد أن لا اله الا الله وخلع الانداد وشهد أنى رسول الله وذكر اسم ربه فصلى قال هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد أفلح من تزكى قال من الشرك وذكر اسم ربه قال وحد الله فصلى قال الصلوات الخمس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن عكرمة رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال من قال لا اله الا الله * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد أفلح من تزكى قال من قال لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قال قد أفلح من تزكى قال من آمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قال قد أفلح من تزكى قال من أكثر الاستغفار * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال بعمل صالح * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يامر بزكاة الفطر قبل ان يصلى صلاة العيد ويتلو هذه الآية قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وفي لفظ قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
[ 340 ]
زكاة الفطر قال قد أفلح من تزكى فقال هي زكاة الفطر * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ثم يقسم الفطرة قبل ان يغدو إلى المصلى يوم الفطر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قد أفلح من تزكى قال أعطى صدقة الفطر قبل ان يخرج إلى العيد وذكر اسم ربه فصلى قال خرج إلى العيد فصلى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال زكاة الفطر * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ان عبد الله بن عمر كان يقدم صدقة الفطر حين يغدو ثم يغدو وهو يتلو قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنه قال انما أنزلت هذه الآية في اخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج الطبراني عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى الآية قال القاء القمح قبل الصلاة يوم الفطر في المصلى * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قال نزلت في صدقة الفطر تزكى ثم تصلى * وأخرج ابن جرير عن أبى خلدة رضى الله عنه قال دخلت على أبى العالية فقال لى ذا غدوت غدا إلى العيد فمر بى قال فمررت به فقال هل طعمت شيأ قلت نعم قال فاخبرني ما فعلت زكاتك قلت قد وجهتها قال انما أردتك لهذا ثم قرأ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقال ان أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قد أفلح من تزكى قال أدى زكاة الفطر * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين رضى الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال أدى صدقة الفطر ثم خرج فصلى بعدما أدى * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه قال قدم الزكاة ما استطعت يوم الفطر ثم قرأ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قال قلت لابن عباس رضى الله عنهما أرأيت قوله قد أفلح من تزكى للفطر قال لم أسمع بذلك ولكن لزكاة كلها ثم عاودته فيها فقال لى والصدقات كلها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قد أفلح من تزكى يعنى من ماله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قد أفلح من تزكى قال من أرضى خالقه من ماله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قد أفلح من تزكى قال تزكى رجل من ماله وتزكى رجل من خلقه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن أبى الاحوص رضى الله عنه قال رحم الله امرأ تصدق ثم صلى ثم قرأ قد أفلح من تزكى الآية ولفظ ابن أبى شيبة من استطاع ان يقدم بين يدى صلاته صدقة فليفعل فان الله يقول وذكر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى الاحوص رضى الله عنه قال لو ان الذى يتصدق بالصدقة صلى ركعتين ثم قرأ قد أفلح من تزكى الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق أبى الاحوص عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا خرج أحدكم يريد الصلاة فلا عليه ان يتصدق بشئ لان الله يقول قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الاحوص رضى الله عنه قد أفلح من تزكى قال من رضخ * قوله تعالى (بل تؤثرون الحياة الدنيا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه انه كان يقرأ بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن عرفجة الثقفى قال استقرأت ابن مسعود سبح اسم ربك الاعلى فلما بلغ بل تؤثرون الحياة الدنيا ترك القراءة وأقبل على أصحابه فقال آثرنا الدنيا على الآخرة سكت القوم فقال آثرنا الدنيا لانا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل وقال بل يؤثرون بالياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة بل يؤثرون الحياة الدنيا قال اختار الناس العاجلة الا من عصم الله والآخرة خير في الخير وأبقى في البقاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة بل تؤثرون الحياة الدنيا قال يعنى هذه الامة وانكم ستؤثرون الحياة الدنيا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة
[ 341 ]
دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم ثم قالوا لا اله الا الله ردت عليها وقال الله كذبتم * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلقى الله أحد بشهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الا دخل الجنه ما لم يخلط معها غيرها رددها ثلاثا قال قائل من قاصية الناس بابى أنت وأمى يا رسول الله وما يخلط معها غيرها قال حب الدنيا وأثرة لها وجمعا لها ورضا بها وعمل الجبارين * وأخرج أحمد عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى * وأخرج أحمد عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن موسى بن يسار رضى الله عنه انه بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله جل ثناؤه لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وانه منذ خلقها لم ينظر إليها * وأخرج البيهقى عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الدنيا رأس كل خطيئة * قوله تعالى (ان هذا لفى الصحف الاولى) * أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي كلها في صحف ابراهيم وموسى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان هذا لفى الصحف الاولى قال نسخت هذه السورة من صحف ابراهيم وموسى ولفظ سعيد هذه السورة في صحف ابراهيم وموسى ولفظ ابن مردويه وهذه السورة وقوله وابراهيم الذى وفى إلى آخر السورة من صحف ابراهيم وموسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ان هذه السورة في صحف ابراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه ان هذا لفى الصحف الاولى يقول قصة هذه السورة في الصحف الاولى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه ان هذا لفى الصحف الاولى قال تتابعت كتب الله كما تسمعون ان الآخرة خير وأبقى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ان هذا لفى الصحف الاولى الآية قال في الصحف الاولى ان الآخرة خير من الدنيا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه ان هذا لفى الصحف الاولى قال هو الآيات * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه ان هذا لفى الصحف الاولى قال في كتب الله كلها * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن أبى ذر رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسين صحيفة وعلى ادريس ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عشر صحائف وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان قلت يا رسول الله فما كانت صحف ابراهيم قال أمثال كلها أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجى فيهها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه ويتفكر فيما صنع وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال فان في هذه الساعة عونا لتلك الساعات واستجماعا للقلوب وتفريغا لها وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه فان من حسب كلامه من عمله أقل الكلام الا فيما يعنيه وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن أيقن بالموت ثم يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلبها باهلها ثم يطمئن إليها ولمن أيقن بالقدر ثم ينصب ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل قلت يا رسول الله هل أنزل عليك شئ مما كان في صحف ابراهيم وموسى قال يا أبا ذر نعم قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى * وأخرج البغوي في معجمه عن عبد الرحمن ابن أبى سبرة رضى الله عنه انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فسأله عن أشياء فقال يا رسول الله كم توتر قال بثلاث ركعات تقرأ فيها بسبح اسم ربك الاعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج الطبراني عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب قال صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا المغرب فقرأ في الركعة الاولى
[ 342 ]
سبح اسم ربك الاعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون * (سورة الغاشية مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الغاشية بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج مالك ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن النعمان ابن بشير انه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة قال هل أتاك حديث الغاشية * قوله تعالى (هل أتاك حديث الغاشية) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الغاشية القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هل أتاك حديث الغاشية قال الساعة وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة قال تعمل وتنصب في النار تسقى من عين آنية قال هي التى قد طال أنيها ليس لهم طعام الا من ضريع قال الشبرق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة هل أتاك حديث الغاشية قال حديث الساعة وجوه يومئذ خاشعة قال ذليلة في النار عاملة ناصبة قال تكبرت في الدنيا عن طاعة الله فاعملها وأنصبها في النار تسقى من عين آنية قال اناء طبخها منذ خلق الله السموات والارض ليس لهم طعام الا من ضريع قال الشبرق شر الطعام وابشعه وأخبثه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وجوه يومئذ قال يعنى في الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة قال يعنى اليهود والنصارى تخشع ولا ينفعها عملها تسقى من عين آنية قال تدانى غليانه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والحاكم عن أبى عمران الجونى قال مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه براهب فوقف ونودى الراهب فقيل له هذا أمير المؤمنين فاطلع فإذا انسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا فلما رآه عمر بكى فقيل له انه نصراني فقال قد علمت ولكني رحمته ذكرت قول الله عاملة ناصبة تصلى نارا حامية فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله عاملة ناصبة قال عاملة في الدنيا بالمعاصى تنصب في النار يوم القيامة الا من ضريع قال الشبرق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تصلى نارا حامية قال حارة تسقى من عين آنية قال انتهى حرها ليس لهم طعام الا من ضريع يقول من شجر من نار * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد عن الحسن رضى الله عنه من عين آنية قال قد أنى طبخها منذ خلق الله السموات والارض * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من عين آنية قال قد بلغت اناها وحان شربها وفي قوله الا من ضريع قال الشبرق اليابس * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى من عين آنية قال انتهى حرها فليس فوقه حر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله آنية قال حاضرة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ليس لهم طعام الا من ضريع قال الشبرق اليابس * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالارض * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى الجوزاء قال الضريع السلم وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير الا من ضريع قال من حجارة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير الا من ضريع قال الزقوم * وأخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع * وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس ليس لهم طعام الا من ضريع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغنى من جوع * قوله تعالى (وجوه يومئذ ناعمة) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير انه قرأ في سورة الغاشية متكئين فيها ناعمين فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله لسعيها راضية قال رضيت عملها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا تسمع فيها
[ 343 ]
بالتاء ونصب التاء لاغية منصوبة منونة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لا يسمع فيها لاغية يقول لا تسمع أذى ولا باطلا وفي قوله فيها سرر مرفوعة قال بعضها فوق بعض ونمارق قال مجالس * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد لا تسمع فيها لاغية قال شتما * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش لا تسمع فيها لاغية قال مؤذية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه لا تسمع فيها لاغية قال لا تسمع فيها باطلا ولا ماثما وفي قوله ونمارق قال الوسائد وفي قوله مبثوثة قال مبسوطة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فيها سرر مرفوعة قال مرتفعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ونمارق قال الوسائد وزرابى قال البسط * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ونمارق قال المرافق * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه وزرابى قال البسط * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه وزرابى مبثوثة قال بعضها على بعض * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن عمار بن محمد قال صليت خلف منصور بن المعتمر فقرأ هل أتاك حديث الغاشية فقرأ فيها وزرابى مبثوثة متكئين فيها ناعمين * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن أبى الهذيل أن موسى أو غيره من الانبياء قال يا رب كيف يكون هذا منك أولياؤك في الارض خائفون يقتلون ويطلبون فلا يعطون واعداؤك ياكلون ما شاؤا ويشربون ما شاؤا ونحو هذا فقال انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط إلى أكواب موضوعة ونمارق مصفوقة وزرابى مبثوثة وإلى الحور العين وإلى الثمار وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ مكنون فقال ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ثم قال انطلقوا بعبدي هذا فانطلق به إلى النار فخرج مها عنق فصعق العبد ثم أفاق فقال ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا قال لا شئ * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال نبى من الانبياء اللهم العبد من عبيدك يعبدك ويطيعك ويجتنب سخطك تزوى عنه الدنيا وتعرض له البلاء والعبد يعبد غيرك ويعمل بمعاصيك فتعرض له الدنيا وتزوى عنه البلاء قال فأوحى الله إليه ان العباد والبلاد لى كل يسبح بحمدى فاما عبدى المؤمن فتكون له سيأت فانما أعرض له البلاء وأزوى عنه الدنيا فتكون كفارة لسيآته وأجزيه إذا لقيني وأما عبدى الكافر فتكون له الحسنات فازوى عنه البلاء وأعرض له الدنيا فيكون جزاء لحسناته وأجزيه بسيأته حين يلقانى والله أعلم * قوله تعالى (أفلا ينظرون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة فانزل الله أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وكانت الابل عيشا من عيش العرب وخولا من خولهم وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت قال تصعد إلى الجبل الصخور عامة يومك فإذا أفضت إلى أعلاه أفضت إلى عيون منفجرة وأثمار متهدلة لم تغرسه الايدى ولم تعمله الناس نعمة من الله إلى أجل وإلى الارض كيف سطحت أي بسطت يقول ان الذى خلق هذا قادر على أن يخلق في الجنة ما أراد * وأخرج عبد بن حميد عن شريح انه كان يقول لاصحابه اخرجوا بنا إلى السوق فننظر إلى الابل كيف خلقت * قوله تعالى (فذكر انما أنت مذكر) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله ثم قرأ فذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عليهم بمصيطر بالصاد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لست عليهم بمسيطر يقول بجبار فاعف عنهم واصفح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة لست عليهم بمسيطر قال بقاهر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة لست عليهم بمسيطر قال كل عبادي إلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك بمسيطر قال بمسلط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد لست عليهم بمسيطر قال جبار الا من تولى وكفر قال حسابه على الله * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس لست عليهم بمسيطر نسخ ذلك فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
[ 344 ]
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ان الينا ايابهم قال مرجعهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء مثله * وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل ان الينا ايابهم قال الاياب المرجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الابرص يقول وكل ذى غيبة يؤب * وغائب الموت لا يؤب وقال الآخر فالقت عصاها واستقربها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ان الينا ايابهم قال منقلبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم قال إلى الله الاياب وعلى الله الحساب * (سورة الفجر مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي من طرق عن ابن عباس قال نزلت والفجر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت والفجر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت أنزلت سورة والفجر بمكة * وأخرج النسائي عن جابر قال أفتان يا معاذ أين أنت من سبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والفجر والليل إذا يغشى * قوله تعالى (والفجر) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير في قوله والفجر قال قسم أقسم الله به * وأخرج ابن أبى شيبة عن ميمون بن مهران قال ان الله تعالى يقسم بما يشاء من خلقه وليس لاحد أن يقسم الا بالله * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله والفجر قال فجر النهار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله والفجر قال هو الصبح * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله والفجر قال طلوع الفجر غداة جمع * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله والفجر قال فجر يوم النحر وليس كل فجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس والفجر قال يعنى صلاة الفجر * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله والفجر قال هو المحرم أول فجر السنة * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مجاه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن النعمان قال أتى عليا رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرني بشهر أصومه بعد رمضان قال لقد سألت عن شئ ما سمعت أحدا يسأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم فانه شهر الله وفيه يوم تاب فيه قوم وتاب فيه على آخرين * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذى تصومونه قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه آل فرعون فصامه موسى شكرا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الانصار التى حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه قالت فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه اياها حتى يكون عند الافطار * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال ما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام يوم يبتغى فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء أو شهر رمضان * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ليوم على يوم فضل في الصيام الا شهر رمضان ويوم عاشوراء * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن الاسود بن يزيد قال ما رأيت أحدا ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم يوم عاشوراء من على وأبى موسى * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول
[ 345 ]
الله انه تعظمه اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا يوم التاسع فلم يات العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عدى والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما * وأخرج البيهقى عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو بعده يوم عاشوراء * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر * وأخرج البيهقى عن أبى جبلة قال كنت مع ابن شهاب في سفر فصام يوم عاشوراء فقيل له تصوم يوم عاشوراء في السفر وأنت تفطر في رمضان قال ان رمضان له عدة من أيام أخر وان عاشوراء يفوت * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى قال يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود وتتخذه عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموه أنتم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء يوم كانت تصومه الانبياء فصوموه أنتم * وأخرج البيهقى عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه طول سنته * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه من سائر سنته * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته قال البيهقى أسانيدها وان كانت ضعيفة فهى إذا ضم بعضها إلى بعض أحدثت قوة * وأخرج البيهقى عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان يقال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم * وأخرج البيهقى وضعفه عن عروة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا * قوله تعالى (وليال عشر) * أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والفجر وليال عشر والشفع والوتر قال ان العشر عشر الاضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس في قوله وليال عشر قال عشرة الاضحى وفي لفظ قال هي ليال العشر الاول من ذى الحجة * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير في قوله وليال عشر قال أول ذى الحجة إلى يوم النحر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن مسروق في قوله وليال عشر قال هي عشر الاضحى هي أفضل أيام السنة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد وليال عشر قال عشر ذى الحجة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن الضحاك بن مزاحم في قوله وليال عشر قال عشر الاضحى أقسم بهن لفضلهن على سائر الايام * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق وليال عشر قال عشر الاضحى وهى التى وعد الله موسى قوله وأتمناها بعشر * وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن عبيدالله انه دخل على ابن عمر هو وأبو سلمة بن عبد الرحمن فدعاهم ابن عمر إلى الغداء يوم عرفة فقال أبو سلمة أليس هذه الليالى العشر التى ذكر الله في القرآن فقال ابن عمر وما يدريك قال ما أشك قال بلى فاشكك * وأخرج ابن مردويه عن عطية في قوله والفجر قال هذا الذى تعرفون وليال عشر قال عشر الاضحى والشفع قال يقول وخلقناكم أزواجا والوتر قال الله قيل هل تروى هذا عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال ما من أيام فيهن العمل أحب إلى الله عزوجل أفضل من أيام العشر قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل جاهد في سبيل الله بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشئ * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد * وأخرج البيهقى عن الاوزاعي قال بلغني ان العمل في
[ 346 ]
اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها الا أن يختص امرؤ بشهادة قال الاوزاعي حدثنى بهذا الحديث رجل من بنى مخزوم عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقى من طريق هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذى الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام من أيام الدنيا العمل فيها أحب إلى الله من أن يتعبد له فيها من أيام العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة بقيام ليلة القدر * وأخرج البيهقى ععن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عزوجل من هذه الايام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير فانها أيام التهليل والتكبير وذكر الله وان صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن بضاعف بسبعمائة ضعف * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وليال عشر قال هي العشر الاواخر من رمضان * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبى عثمان قال كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الاول من المحرم والعشر الاول من ذى الحجة والعشر الاخير من رمضان * قوله تعالى (والشفع والوتر) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن عمران بن حصين والشفع والوتر قال الصلاة المكتوبة منها شفع ومنها وتر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والشفع والوتر قال ان من الصلاة شفعا وان منها وترا قال قال الحسن هو العدد منه شفع ومنه وتر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى العالية والشفع والوتر قال ذلك صلاة المغرب الشفع الركعتان والوتر الركعة الثالثة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشفع والوتر قال أقسم ربنا بالعدد كله الشفع منه والوتر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي قال الشفع الزوج والوتر الفرد * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس والشفع والوتر قال كل شئ شفع فهو اثنان والوتر واحد * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد والشفع والوتر قال الخلق كله شفع ووتر فاقسم بالخلق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس والشفع والوتر قال الله الوتر وأنتم الشفع * وأخرج الفريابى وسعيد بن جبير وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والشفع والوتر قال كل خلق الله شفع السماء والارض والبر والبحر والانس والجن والشمس والقمر ونحو هذا شفع والوتر الله وحده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والشفع والوتر قال الله الوتر وخلقه الشفع الذكر والانثى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الشفع آدم وحواء والوتر الله * وأخرج عبد بن حميد من طريق اسمعيل عن أبى صالح والشفع والوتر قال خلق الله من كل زوجين اثنين والله وتر واحد صمد قال اسمعيل فذكرت ذلك للشعبى فقال كان مسروق يقول ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال من قال في دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه الله أكبر الله أكبر عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات الطيبات المباركات ثلاثا ولا اله الا الله مثل ذلك كن له في قبره نورا وعلى الجسر نورا وعلى الصراط نورا حتى يدخل الجنة * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الشفع والوتر فقال يومان وليلة يوم عرفة ويوم النحر والوتر ليلة النحر ليلة جمع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عطاء والشفع والوتر قال هي أيام نسك عرفة والاضحى هما للشفع وليلة الاضحى هي الوتر * وأخرج ابن جرير عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشفع اليومان والوتر اليوم الثالث * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير انه سئل عن الشفع والوتر فقال الشفع قول الله فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه والوتر اليوم الثالث وفي لفظ الشفع أوسط أيام التشريق والوتر آخر أيام التشريق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس والشفع والوتر قال الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة * وأخرج عبد الرزاق
[ 347 ]
وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال عرفة وتر ويوم النحر شفع غرفة يوم التاسع والنحر يوم العاشر * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة أقسم الله بهما لفضلهما على العشر * قوله تعالى (والليل إذا يسر) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله والليل إذا يسر قال إذا ذهب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير والليل إذا يسر قال إذا سار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد والليل إذا يسر قال إذا سار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة والليل إذا يسر قال ليلة جمع * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى انه قيل له ما الليل إذا يسر قال هذه الافاضة اسريا سارى ولا تبيتن الا بجمع * قوله تعالى (هل في ذلك قسم لذى حجر) * أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود انه قرأ والفجر إلى قوله إذا يسر قال هذا قسم على ان ربك لبالمرصاد * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس في قوله قسم لذى حجر قال لذى حجا وعقل ونهى * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن لذى حجر قال لذى حلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك لذى حجر قال ستر من النار * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن السدى في قوله لذى حجر قال لذى لب قال الحارث بن ثعلبة وكيف رجائي ان أتوب وانما * يرجى من الفتيان من كان ذا حجر * قوله تعالى (ألم تر كيف) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم قال يعنى بالارم الهالك الا ترى انك تقول ارم بنو فلان ذات العماد يعنى طولهم مثل العماد * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بعاد ارم قال القديمة ذات العماد قال أهل عمود لا يقيمون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ارم قال امة ذات العماد قال كان لها جسم في السماء * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله بعماد ارم قال عاد بن ارم نسبهم إلى أبيهم الاكبر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال كنا نحدث ان ارم قبيلة من عاد كان يقال لهم ذات العماد كانوا أهل عمود التى لم يخلق مثلها في البلاد قال ذكر لنا انهم كانوا اثنى عشر ذراعا طولا في السماء * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر ارم ذات العماد فقال كان الرجل منهم ياتي إلى الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حى أراد فيهلكهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال ارم هي دمشق * وأخرج ابن جرير وعبد ابن حميد وابن عساكر عن سعيد المقبرى مثله * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مثله * وأخرج عبد بن حميد عن خالد الربعي مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى قال ارم هي الاسكندرية * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الارم هي الهلاك ألا ترى انه يقال ارم بنو فلان أي هلكوا قال ابن حجر هذا التفسير على قراءة شاذة ارم بفتحتين وتشديد الراء على انه فعل ماض وذات بفتح التاء مفعوله أي أهلك الله ذات العماد * وأخرج ابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب ارم قال رمهم رما فجعلهم رمما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك ذات العماد ذات الشدة والقوة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله جابوا الصخر بالواد قال كانوا ينحتون من الجبال بيوتا وفرعون ذى الاوتاد قال الاوتاد الجنود الذين يشيدون له أمره * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله جابوا الصخر قال نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتا قال وهل تعرف ذلك العرب قال نعم أما سمعت قول أمية وشق أبصارنا كيما نعيش بها * وجاب للسمع اصماخا وآذانا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد جابوا الصخر قال خرقوا الجبال فجعلوها بيوتا وفرعون ذى الاوتاد قال كان يتد الناس بالاوتاد فصب عليهم ربك سوط عذاب قال ما عذبوا به * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ذى الاوتاد قال وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ثم جعل على
[ 348 ]
ظهرها رحى عظيمة حتى ماتت * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وفرعون ذى الاوتاد قال كان يجعل رجلا هنا ورجلا هنا ويداهنا ويداهنا بالاوتاد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال انما سمى فرعون ذا الاوتاد لانه كان يبنى له المنابر يذبح عليها الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال كان يعذب بالاوتاد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال كان فرعون إذا أراد ان يقتل احدا ربطه باربعة أوتاد على صخرة ثم أرسل عليه صخرة من فوقه فشدخه وهو ينظر إليها قد ربط بكل يد منها قائمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وفرعون ذى الاوتاد قال ذى البناء قال وحدثنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كانت له مظال يلعب تحتها وأوتاد كانت تضرب له * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله فاكثروا فيها الفساد قال بالماصى فصب عليهم ربك سوط عذاب قال رجع عذاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كل شئ عذب الله به فهو سوط عذاب * قوله تعالى (ان ربك لبالمرصاد) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ان ربك لبالمرصاد قال يسمع ويرى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن ان ربك لبالمرصاد قال بمرصاد أعمال بنى آدم * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن مسعود في قوله والفجر قال قسم وفي قوله ان ربك لبالمرصاد من وراء الصراط جسور جسر عليه الامانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الرب عزوجل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزى في الابانة عن الضحاك قال إذا كان يوم القيامة يامر الرب بكرسيه فيوضع على النار فيستوى عليه ثم يقول أنا الملك الديان وعزتي وجلالى لا يتجاوز اليوم ذو مظلمة بظلامته ولو ضربة بيد فذلك قوله ان ربك لبالمرصاد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن سالم بن أبى الجعد في قوله ان ربك لبالمرصاد قال ان لجهنم ثلاث قناطر قنطرة فيها الامانة وقنطرة فيها الرحم وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى وهى المرصاد لا ينجو منها الا ناج فمن نجا من ذلك لم ينج من هذه * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس قال بلغني ان على جهنم ثلاث قناطر قنطرة عليها الامانة إذا مروا بها تقول يا رب هذا أمين هذا خائن وقنطرة عليها الرحم إذا مروا بها تقول يا رب هذا واصل يا رب هذا قاطع وقنطرة عليها الرب ان ربك لبالمرصاد * وأخرج ابن أبى حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعى قال ان لجهنم سبع قناطر والصراط عليهن فيحبس الخلائق عند القنطرة الاولى فيقول قفوهم انهم مسؤلون فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الامانة كيف أدوها وكيف خانوها فيهلك من هلك وينجو من نجا فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها فيهلك من هلك وينجو من نجا والرحم يومئذ متدلية إلى الهوى في جهنم تقول اللهم من وصلنى فصله ومن قطعني فاقطعه وهى التى يقول الله ان ربك لبالمرصاد * وأخرج الطبراني عن أبى امامة رفعه ان في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطه القضاء فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له ماذا عليك من الديون وتلا هذه الآية ولا يكتمون الله حديثا فيقول رب على كذا وكذا فيقال له اقض دينك فيقول مالى شئ فيقال خذوا من حسناته فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنة فيقال خذوا من سيأت من يطلبه فركبوا عليه * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن مقاتل بن سليمان قال أقسم الله ان ربك لبالمرصاد يعنى الصراط وذلك ان جسر جهنم عليها سبع قناطر على كل قنطرة ملائكة قيام وجوههم مثل الجمر وأعينهم مثل البرق يسألون الناس في أول قنطرة عن الايمان وفي الثانية يسألونهم عن الصلوات الخمس وفي الثالثة يسألونهم عن الزكاة وفي الرابعة يسألونهم عن شهر رمضان وفي الخامسة يسألونهم عن الحج وفي السادسة يسالونهم عن العمرة وفي السابعة يسألونهم عن المظالم فمن أتى بما سئل عنه كما أمر جاز على الصراط والاحبس فذلك قوله ان ربك لبالمرصاد * قوله تعالى (فاما الانسان) الاية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فاما الانسان الآية قال كلا اكذبتهما جميعا ما بالغنى أكرمك ولا بالفقر أهانك ثم أخبرهم بما يهين بل لا يكرمون اليتيم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال ظن كرامة الله في المال وهو انه في قلته وكذب انما يكرم بطاعته ويهين بمعصيته من أهان
[ 349 ]
وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد فقدر عليه رزقه قال ضيقه عليه * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون بالياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وياكلون التراث قال الميراث أكلا لما قال نصيبه ونصيب صاحبه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله أكلا لما قال سفا وفي قوله حبا جما قال شديدا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أكلا لما قال أكلا شديدا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله حبا جما قال كثيرا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن خلف ان تغفر اللهم تغفر جما * وأى عبد لك لا ألما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة بن عبد الله المزني في قوله وياكلون التراث أكلا لما قال اللم الاعتداء في الميراث ياكل ميراثه وميراث غيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وياكلون التراث قال الميراث أكلا لما قال شديدا ويحبون المال حبا جما قال شديدا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أكلا لما قال اللم اللف وفي قوله حبا جما قال الجم الكثير * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله أكلا لما قال من طيب أو خبيث وفي قوله حبا جما قال فاحشا * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله وياكلون التراث الآية قال ياكل نصيبي ونصيبك * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وياكلون التراث الآية قال كانوا لا يورثون النساء ولا يورتون الصغار * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال الاكل اللم الذى يلم كل شئ يجده لا يسال عنه ياكل الذى له والذى لصاحبه لا يدرى احلالا أم حراما * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه انه قال في قوله ويحبون المال حبا جما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا ومال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد الا وماله أحب إليه من مال وارثه قال ليس لك من مالك الا ما أكلت فافنيت أو لبست فابليت أو أعطيت فامضيت * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ كلا بل لا تكرمون اليتيم بالتاء ورفع التاء ولا تحاضون ممدود منصوبة التاء بالاف غير مهموزة وتاكلون التراث بالتاء أكلا لما مثقلة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كلا بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين وياكلون التراث أكلا لما ويحبون المال حبا جما الاربعة بالياء * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كلا بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين إلى قوله ويحبون المال بالياء كلها * قوله تعالى (كلا إذا دكت الارض) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا دكت الارض دكا دكا قال تحريكها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال تحمل الارض والجبال فيدك بعضها على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وجاء ربك والملك صفا صفا قال صفوف الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله والملك صفا صفا قال جاء أهل السموات كل سماء صفا * وأخرج ابن مردويه على أبى سعيد قال لما نزلت هذه الآية تغير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله فسأله على فقال جاء جبريل فاقرأني هذه الآية كلا إذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم فقيل وكيف يجاء بها قال يجئ بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما تفسير هذه الآية كلا إذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم قال إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك فتشرد شردة لولا ان الله حبسهما لاحرقت السموات والارض * وأخرج ابن وهب في كتاب الاهوال عن زيد ابن أسلم رضى الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناجاه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم منكس الطرف فسأله على فقال أتانى جبريل فقال لى كلا إذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ
[ 350 ]
يومئذ بجهنم وجئ بها تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام يقوده سبعون ألف ملك فبينما هم كذلك إذ شردت عليهم شردة انفلتت من أيديهم فلو لا انهم أدركوها لاحرقت من في الجمع فاخذوها * وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وجئ يومئذ بجهنم قال جئ بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يتذكر الانسان قال يريد التوبة وفي قوله يا ليتنى قدمت لحياتي يقول عملت في الدنيا لحياتي في الآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه يومئذ يتذكر الانسان إلى قوله لحياتي قال علم والله انه صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يا ليتنى قدمت لحياتي قال الآخرة * وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني عن محمد بن أبى عميرة رضى الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان عبدا جر على وجهه من يوم ولد إلى ان يموت هرما في طاعة الله إلى يوم القيامة لود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الاجر والثواب * قوله تعالى (فيومئذ) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد قال لا يعذب بعذاب الله أحد ولا يوثق وثاق الله أحد * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه وابن جرير والبغوى والحاكم وصححه وأبو نعيم عن أبى قلابة عمن أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية مالك بن الحويرث ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه وفي لفظ اقرأ اياه فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد منصوبة الذال والثاء * قوله تعالى (يا أيتها النفس) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال المؤمنة ارجعي إلى ربك يقول إلى جسدك قال نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس فقال يا رسول الله ما أحسن هذا فقال اما انه سيقال لك هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقال أبو بكر ان هذا الحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ان الملك سيقولها لك عند الموت * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول من طريق ثابت بن عجلان عن سليم بن أبى عامر رضى الله عنه قال سمعت أبا بكر الصديق يقول قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقلت ما أحسن هذا يا رسول الله فقال يا أبا بكر أما ان الملك سيقولها لك عند الموت * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يشترى بئر رومة نستعذب بها غفر الله له فاشتراها عثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل لك ان تجعلها سقاية للناس قال نعم فانزل الله في عثمان يا أيتها النفس المطمئنة الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال نزلت في عثمان بن عفان رضى الله عنه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما يا أيتها النفس المطمئنة قال هو النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن بريدة رضى الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال يعنى نفس حمزة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما يا أيتها النفس المطمئنة قال المصدقة * وأخرج سعيد بن منصور الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال التى أيقنت بان الله ربها * وأخرج ابن جرير عن أبى الشيخ الهنائى رضى الله عنه قال في قراءة أبى يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة فادخلي في عبدى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأها فادخلي في عبدى على التوحيد * وأخرج ابن
[ 351 ]
جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ارجعي إلى ربك قال ترد الارواح يوم القيامة في الاجساد * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال يسيل واد من أصل العرش فتنبت فيه كل دابة على وجه الارض ثم تطير الارواح فتؤمر ان تدخل الاجساد فهو قوله ارجعي إلى ربك راضية مرضية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ارجعي إلى ربك راضية قال بما أعطيت من الثواب مرضية عنها بعماد ؟ فادخلي في عبادي المؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة الآية قال ان الله إذا أراد قبض عبده المؤمن اطمانت النفس إليه واطمأن إليها ورضيت عن الله ورضى الله عنها أمر بقبضها فادخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله ارجعي إلى ربك قال هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل لها فادخلي في عبادي وادخلي جنتي * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل قل اللهم انى أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه يا أيتها النفس المطمئنة قال المخبتة إلى الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن يا أيتها النفس المطمئنة ما قال الله المصدقة بما قال * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة يا أيتها النفس المطمئنة قال هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله فادخلي في عبادي قال ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ارجعي إلى ربك قال إلى جسدك * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى في الآية قال ان المؤمن إذا مات رأى منزله من الجنة فيقول تبارك وتعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى جسدك الذى خرجت منه راضية ما رأيت من نوابى مرضيا عنك حتى يسألك منكر ونكير * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه فادخلي في عبادي قال مع عبادي * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه يا أيتها النفس المطمئنة الآية قال بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال مات ابن عباس رضى الله عنهما بالطائف فجاء طير لم تر عين خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي * (سورة البلد مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة لا أقسم بهذا البلد بمكة * واخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى لا أقسم بهذا البلد قال مكة وانت حل بهذا البلد يعنى بهذا النبي صلى الله عليه وسلم أحل الله له يوم دخل مكة ان يقتل من شاء ويستحيى من شاء فقتل يومئذ ابن خطل صبرا وهو آخذ باستار الكعبة فلم يحل لاحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل فيها حراما بحرمة الله فاحل الله له ما صنع باهل مكة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس لا أقسم بهذا البلد قال مكة وانت حل بهذا البلد قال انت يا محمد يحل لك ان تقاتل به وأما غيرك فلا * وأخرج ابن مردويه عن أبى برزة الاسلمي رضى الله عنه قال في نزلت هذه الآية لا أقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد خرجت فوجدت عبد الله بن خطل متعلقا باستار الكعبة فضربت عنقه بين الركن والمقام * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة أخذ أبوبرزة الاسلمي وهو سعيد بن حرب عبد الله بن خطل وهو الذى كانت قريش تسميه ذا القلبين فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فقدمه أبوبرزة فضرب عنقه وهو متعلق باستار الكعبة فانزل الله فيه لا أقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد وانما كان ذلك لانه قال لقريش أنا أعلم لكم علم محمد فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أحب ان تستكتبنى قال فاكتب فكان إذا أملى عليه من القرآن وكان الله عليما حكيما كتب وكان الله حكيما عليما وإذا أملى عليه وكان الله غفورا رحيما كتب
[ 352 ]
وكان الله رحيما غفورا ثم يقول يا رسول الله اقرأ عليك ما كتب فيقول نعم فإذا قرأ عليه وكان الله عليما حكيما أو رحيما غفور قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما هكذا أمليت عليك وان الله لكذلك انه لغفور رحيم وانه لرحيم غفور فرجع إلى قريش فقال ليس آمره بشئ كنت آخذ به فينصرف لم يؤمنه فكان أحد الاربعة الذين لم يؤمنهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لا أقسم قال لا ردا عليهم اقسم بهذا البلد * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن مجاهد لا أقسم بهذا البلد يعنى مكة وأنت حل بهذا البلد يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنت في حل مما صنعت فيه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وأنت حل بهذا البلد يقول لا تؤاخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على الناس * وأخرج عبد ابن حميد عن منصور قال سأل رجل مجاهدا عن هذه الآية لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا قال لا أدرى ثم فسرها لى فقال لا أقسم بهذا البلد الحرام وأنت حل بهذا البلد الحرام أحل الله له ساعة من النهار قيل له ما صنعت فيه من شئ فانت في حل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير لا أقسم بهذا البلد قال مكة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد قال أحلت له ساعة من نهار * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد قال أنت به غير حرج ولا اثم * وأخرج عبد بن حميد عن عطية لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد قال أحلت مكة للنبى صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ثم حرمت إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن وأنت حل بهذا البلد قال أحلها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار يوم الفتح * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وأنت حل بهذا البلد يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم يقول أنت حل بالحرم فاقتل ان شئت أودع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عطاء لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد قال ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض فهى حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لبشر الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ولا يختلى خلاها ولا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمعرف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وأنت حل بهذا البلد قال لم يكن بها أحد حلا غير النبي صلى الله عليه وسلم كان من كان بها حرام لم يحل لهم ان يقاتلوا فيها ولا يستحلوا حرمه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن شرحبيل بن سعد وأنت حل بهذا البلد قال يحرمون ان يقتلوا بها الصيد ويعضدوا بها شجرة ويستحلون اخراجك وقتلك * وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد قال أحل له ان يصنع فيه ما شاء ووالد وما ولد يعنى بالوالد آدم وما ولد ولده * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ووالد وما ولد قال الوالد الذى يلد وما ولد العاقر الذى لا يلد من الرجال والنساء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى عمران الجونى ووالد وما ولد قال ابراهيم وما ولد * وأخرج ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد قال مكة ووالد وما ولد قال آدم لقد خلقنا الانسان في كبد قال في اعتدال وانتصاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ووالد وما ولد قال آدم وما ولد لقد خلقنا الانسان قال وقع ههنا القسم في كبد قال في مشقة يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة يقول أهلكت مالا لبدا قال كثيرا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد ووالد وما ولد قال الوالد آدم وما ولد ولده لقد خلقنا الانسان في كبد قال في شدة يقول أهلكت مالا لبدا قال كثيرا أيحسب ان لم يره أحد قال لم يقدر عليه أحد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير ووالد وما ولد قال آدم وما ولد لقد خلقنا الانسان في كبد في نصف * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال في شدة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طريق عطاء عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال في شدة خلق في ولادته ونبت اسنانه 7 وسوره ومعيشته وختانه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقسم عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال خلق الله الانسان منتصبا وخلق
[ 353 ]
كل شئ يمشى على أربع * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال منتصب في بطن أمه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله لقد خلقنا الانسان في كبد قال منتصبا في بطن أمه انه قد وكل به ملك إذا نامت الام أو اضطجعت رفع رأسه لولا ذلك لغرق في الدم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله لقد خلقنا الانسان في كبد قال في اعتدال واستقامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة يا عين هلا بكيت اربداذ * قمنا وقام الخصوم في كبد * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم رضى الله عنه أحسبه عن عبد الله في كبد قال منتصبا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه لقد خلقنا الانسان في كبد قال يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة * وأخرج ابن المبارك عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية لقد خلقنا الانسان في كبد قال لا أعلم خليقة يكابد من الامر ما يكابد هذا الانسان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه لقد خلقنا الانسان في كبد قال يكابد أمور الدنيا وأمور الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في كبد قال شدة وطول * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم رضى الله عنه في كبد قال في السماء خلق آدم * وأخرج أبو يعلى والبغوى وابن مردويه عن رجل من بنى عامر رضى الله عنه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ أيحسب ان لن يقدر عليه أحدا يحسب ان لم يره أحد يعنى بفتح السين من يحسب * وأخرج ابن المنذر عن السدى رضى الله عنه أيحسب ان لن يقدر الآية قال الكافر يحسب ان لن يقدر الله عليه ولم يره * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مالا لبدا قال كثيرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله أهلكت مالا لبدا قال أنفقت مالا في الصد عن سبيل الله أيحسب ان لم يره أحد قال الاحد الله عزوجل * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله يقول أهلكت مالا لبدا قال أيمن علينا فما فضلناه أفضل ألم نجعل له عينين وكذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة ألم نجعل له عينين قال نعم من الله متظاهرة يقررنا بها كيما تشكر * وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصى عدها ولا تطيق شكرها وان مما أنعمت عليك ان جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء فانظر بعينك إلى ما أحللت لك فان رأيت ما حرمت عليك فاطبق عليهما غطاءهما وجعلت لك لسانا وجلعت له غلافا فانطق بما أمرتك وأحللت لك فان عرض لك ما حرمت عليك فاغلق عليك لسانك وجعلت لك فرجا وجعلت لك سترا فاصب بفرجك ما أحللت لك فان عرض لك ما حرمت عليك فارخ عليك سترك ابن آدم انك لا تحمل سخطى ولا تستطيع انتقامي * قوله تعالى (وهديناه النجدين) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وهديناه النجدين قال سبيل الخير والشر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وهديناه النجدين قال عرفناه سبيل الخير والشر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وهديناه النجدين قال الهدى والضلالة * وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب رضى الله عنه مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن على رضى الله عنه انه قيل له ان ناسا يقولون ان النجدين الثديين قال الخير والشر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سنان بن سعيد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب اليكم من نجد الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن رضى الله عنه في قوله وهديناه النجدين قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أيها الناس انما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب اليكم من نجد الخير * وأخرج الطبراني عن أبى امامة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس انما هما نجدان نجد خير ونجد شر فما جعل نجد الشر أحب
[ 354 ]
من نجد الخير * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهديناه النجدين قال الثديين * قوله تعالى (فلا اقتحم العقبة) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنه فلا اقتحم العقبة قال جبل في جهنم * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال العقبة النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال للناس عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى رجاء رضى الله عنه قال بلغني ان العقبة التى ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا اقتحم العقبة قال عقبة بين الجنة والنار * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه فلا اقتحم العقبة قال عقبة بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن كعب الاحبار قال العقبة سبعون درجة في جهنم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فلا اقتحم العقبة قال ألا سلك الطريق التى فيها النجاة والخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن فلا اقتحم العقبة قال جهنم وما أدراك ما العقبة قال ذكر لنا انه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة الا كانت قداءه من النار * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وما أدراك ما العقبة ثم أخبر عن اقتحامها فقال فك رقبة ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا قال أكثر ثمنا * وأخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان امامكم عقبة كؤدا لا يجوزها المثقلون فانا أريد ان أتخفف لتلك العقبة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها قالت لما نزلت فلا اقتحم العقبة قيل يا رسول الله ما عند أحدنا ما يعتق الا 7 عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء عليه فلو أمرناهن بالزنا فزنين فجئن بالاولاد فاعتقناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان امتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من ان آمر بالزنا ثم أعتق الولد * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان بلغها قول أبى هريرة رضى الله عنه علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من عتق ولد زنية فقالت عائشة رضى الله عنها يرحم الله أبا هريرة انما كان هذا ان الله لما أنزل فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة قال بعض المسلمين يا رسول الله انه ليس لنا رقبة نعتقها فانما يكون لبعضنا الخويدم التى لابد منها فنأمرهن يبغين فإذا بغين فولدن أعتقنا أولادهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من هذا * وأخرج ابن مردويه عن أبى نجيح السلمى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة فانه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه من النار * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضوا منه من النار * وأخرج أحمد عن أبى امامة قال قلت يا نبى الله أي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى الفرج بالفرج * وأخرج أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن البراء ان أعرابيا قال لرسول الله علمني عملا يدخلنى الجنة قال أعتق النسمة وفك الرقبة قال أو ليستابوا حدة قال لا ان عتق الرقبة ان تفرد بعتقها وفك الرقبة ان تعين في عتقها والمنحة الركوب والفئ على ذى الرحم فان لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فان لم تطق ذلك فكف لسانك الا من خير * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم ذى مسغبة قال مجاعة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في يوم ذى مسغبة قال مجاعة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن
[ 355 ]
مجاهد رضى الله عنه في يوم ذى مسغبة قال جوع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابراهيم رضى الله عنه في يوم ذى مسغبة قال يوم فيه الطعام عزيز * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبى رجاء العطاردي رضى الله عنه انهما قرآ أو اطعم في يوم ذا مسغبة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضى الله عنه مرفوعا من موجبات المغفرة اطعام المسلم السغبان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ذا مقربة أي ذا قرابة وفي قوله ذا متربة يعنى بعيد التربة أي غريبا من وطنه * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو مسكينا ذا متربة قال هو المطروح الذى ليس له بيت وفي لفظ الحاكم هو الترب الذى لا يقيه من التراب شئ وفي لفظ هو اللازق بالتراب من شدة الفقر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما أو مسكينا ذا متربة يقول شديد الحاجة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما أو مسكينا ذا متربة يقول مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق سأله عن قوله ذا متربة قال ذا جهد وحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر تربت يداك ثم قل نوالها * وترفعت عنك السماء سحابها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مسكينا ذا متربة قال الذى مأواه المزابل * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ذا متربة قال كنا نحدث ان المترب ذو العيال الذى لا شئ له * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك رضى الله عنه ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من اطعام مسكين * وأخرج ابن أبى حاتم عن هشام بن حسان رضى الله عنه في قوله وتواصوا بالصبر قال على ما افترض الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وتواصوا بالمرحمة يعنى بذلك رحمة الناس كلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله مؤصدة قال مغلقة الابواب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة مؤصدة قال مطبقة * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله مؤصدة قال مطبقة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر تحن إلى أجبال مكة ناقتي * ومن دوننا أبواب صنعا مؤصده * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد مؤصدة قال هي بلغة قريش أوصد الباب أغلقه * (سورة والشمس وضحاها مكية) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة والشمس وضحاها بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي عن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان يقرأ في صلاة الصبح بالليل إذا يغشى والشمس وضحاها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عقبة بن عامر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نصلى ركعتي الضحى بسورتيهما بالشمس وضحاها والضحى * وأخرج الطبراني عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين سبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها * قوله تعالى (والشمس وضحاها) * أخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله والشمس وضحاها قال ضوءها والقمر إذا تلاها قال تبعها والنهار إذا جلاها قال أضاءها والسماء وما بناها قال الله بنى السماء وما طحاها قال دحاها فالهمها فجورها وتقواها قال عرفها شقاءها وسعادتها وقد خاب من دساها قال أغواها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال يتلو النهار والارض وما طحاها يقول ما خلق الله فيها فالهمها فجورها وتقواها قال علمها الطاعة والمعصية * وأخرج
[ 356 ]
ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال تبعها * وأخرج ابن أبى حاتم عن يريد بن ذى حمامة قال إذا جاء الليل قال الرب غشى عبادي في خلقي العظيم ولليل مهابة والذى خلقه أحق أن يهاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس والارض وما طحاها قال قسمها فالهمها فجورها وتقواها قال قال بين الخير والشر * وأخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس فالهمها قال علمها فجورها وتقواها * وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين ان رجلا قال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شئ قد قضى عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون ما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال بل شئ قضى عليهم قال فلم يعملون إذا قال من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها * وأخرج الطبراني وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وقف ثم قال اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فالهمها فجورها وتقواها قال اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها قال وهو في الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ والشمس وضحاها والليل إذا يغشى فقال له أبى بن كعب يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشئ قال لا ولكني أردت ان أوقت لكم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال ضوءها والقمر إذا تلاها قال تبعها والنهار إذا جلاها قال أضاء والليل إذا يغشاها قال يغشاها الليل والسماء وما بناها قال الله بنى السماء والارض وما طحاها قال دحاها فالهمها فجورها وتقواها قال عرفها شقاءها قد أفلح من زكاها قال أصلحها وقد خاب من دساها قال أغواها كذبت ثمود بطغواها قال بمعصيتها ولا يخاف عقباها قال الله لا يخاف عقباها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال اشراقها والقمر إذا تلاها قال يتلوها والنهار إذا جلاها قال حين ينجلى ونفس وما سواها قال سوى خلقها ولم ينقص منه شيأ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة والشمس وضحاها قال هذا النهار والقمر إذا تلاها قال يتلوها صبيحة الهلال فإذا سقطت رؤى عند سقوطها والنها إذا جلاها قال إذا غشيها النهار والليل إذا يغشاها قال إذا غشيها الليل والسماء وما بناها قال وما خلقها والارض وما طحاها قال بسطها فالهمها فجورها وتقواها قال بين لها الفجور من التقوى قد أفلح قال وقع القسم ههنا من زكاها قال من عمل خيرا فزكاها بطاعة الله وقد خاب من دساها قال من اثمها وفجرها كذبت ثمود بطغواها قال بالطغيان إذا انبعث أشقاها قال أحيمر ثمود فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة الله وسقياها قال يقول الله خلوا بينها وبين قسم الله الذى قسم لها من هذا الماء فدمدم عليهم ربهم بذنبهم قال ذكر لنا انه أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم فلما اشترك القوم في عقرها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها يقول لا يخاف تبعتها * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية والقمر إذا تلاها قال إذا تبعها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة والقمر إذا تلاها قال إذا تبع الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح والارض وما طحاها قال بسطها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ونفس وما سواها قال سوى خلقها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير فالهمها قال ألزمها فجورها وتقواها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك فالهمها فجورها وتقواها قال الطاعة والمعصية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم فالهمها فجورها وتقواها قال الفاجرة ألهمها الفجور والتقية ألهمها التقوى * وأخرج ابن مردويه في قوله فالهمها فجورها وتقواها يقول بين للعباد الرشد من الغى والهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها * وأخرج
[ 357 ]
عبد بن حميد الكلبى قد أفلح من زكاها الآية قال أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها وخاب من أهلكها وأضلها * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع في الآية يقول أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح وخاب من دسى نفسه بالعمل السيئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة من دساها قال من خسرها * وأخرج حسين في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قد أفلح من زكاها يقول قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دساها يقول قد خاب من دسى الله نفسه فاضله ولا يخاف عقباها قال لا يخاف من أحد تابعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وقد خاب من دساها يعنى مكر بها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من زكاها الآية أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كذبت ثمود بطغواها قال اسم العذاب الذى جاءها الطغوى فقال كذبت ثمود بعذابها * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذى عقرها فقال إذ انبعث أشقاها قال انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبى زمعة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبغوى وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحدثك باشقى الناس قال بلى قال رجلان أحيمر ثمود الذى عقر الناقة والذى يضربك على هذا يعنى ترقوته حتى تبتل منه هذه يعنى لحيته * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن ولا يخاف عقباها قال ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ولا يخاف عقباها قال لم يخف الذى عقرها عاقبة ما صنع * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ولا يخاف عقباها قال لم يخف الذى عقرها عقباها * (سورة والليل إذا يغشى مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الليل إذا يغشى بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج البيهقى في سننه عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر بالليل إذا يغشى ونحوها * وأخرج ابن أبى حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس ان رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذى عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته فيأخذ الثمرة من أيديهم وان وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب ولقى النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة فقال له أعطني نخلتك المائلة التى فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة فقال له الرجل لقد أعطيت وان لى لنخلا كثيرا وما فيه نخل أعجب إلى ثمرة منها ثم ذهب الرجل ولقى رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب النخلة فاتى رسول الله فقال أعطني ما أعطيت الرجل ان أنا أخذتها قال نعم فذهب الرجل فلقى صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة أشعرت ان محمدا أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة فقلت لقد أعطيت ولكن يعجبنى ثمرها ولى نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلى ثمرة منها فقال له الآخر أتريد بيعها فقال لا الا ان أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى قال فكم تؤمل فيها قال أربعين نخلة فقال له الرجل لقد جئت بامر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ثم سكت عنه فقال أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له أشهد ان كنت صادقا فاشهد له باربعين نخلة بنخلته المائلة فمكث ساعة ثم قال ليس بينى وبينك بيع لم نفترق فقال له الرجل ولست باحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة فقال له أعطيك على أن تعطيني كما أريد تعطينيها على ساق فسكت عنه ثم قال هي لك على ساق قال ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان النخلة قد صارت لى فهى لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال النخلة لك ولعيالك فأنزل الله والليل إذا يغشى إلى آخر السورة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال
[ 358 ]
انى لاقول هذه السورة نزلت في السماحة والبخل والليل إذا يغشى * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس والليل إذا يغشى قال إذا أظلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير والليل إذا يغشى قال إذا أقبل فغطى كل شئ * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن علقمة انه قدم الشام فجلس إلى أبى الدرداء فقال له أبو الدرداء ممن أنت قال من أهل الكوفة قال كيف سمعت عبد الله يقرأ والليل إذا يغشى قال علقمة والذكر والانثى فقال أبو الدرداء أشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونى على انى أقروها خلق الذكر والانثى والله لا أتابعهم * وأخرج البخاري في تاريخ بغداد من طريق الضحاك عن ابن عباس انه كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت الا ثمانية عشر حرفا أخذها من قراءة عبد الله بن مسعود وقال ابن عباس ما يسرنى انى تركت هذه الحروف ولو ملئت لى الدنيا ذهبة حمراء منها حرف في البقرة من بقلها وقثائها وثومها بالثاء وفي الاعراف فلنسألن الذين أرسل إليهم قبلك من رسلنا ولنسألن المرسلين وفي براءة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا 7 مع الصادقين وفي ابراهيم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وفي الانبياء وكنا لحكمهم شاهدين وفيها وهم من كل جدث ينسلون وفي الحج ياتون من كل فج سحيق وفي الشعراء فعلتها إذا وأنا من الجاهلين وفي النمل اعبد رب هذه البلدة التى حرمها وفي الصافات فلما سلما وتله للجبين وفي الفتح وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بالتاء وفي النجم ولقد جاء من ربكم الهدى وفيها ان تتبعون الا الظن وفي الحديد لكى يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شئ وفي ن لولا أن تداركته نعمة من ربه على التأنيث وفي إذا الشمس كورت وإذا الموؤدة سألت باى ذنب قتلت وفيها وما هو على الغيب بضنين وفي الليل والذكر والانثى قال هو قسم فلا تقطعوه * وأخرج ابن جرير عن أبى اسحق قال في قراءة عبد الله والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن انه كان يقرؤها وما خلق الذكر والانثى يقول الذى خلق الذكر والانثى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ان سعيكم قال السعي العمل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال وقع القسم ههنا ان سعيكم لشئ يقول مختلف * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن ابن مسعود ان أبا بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبى بن خلف ببردة وعشر أواق فاعتقه لله فانزل الله والليل إذا يغشى ان سعيكم لشتى سعى أبى بكر وأمية وأبى إلى قوله وكذب بالحسنى قال لا اله الا الله إلى قوله فسنيسره للعسرى قال النار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله فاما من أعطى من الفضل واتقى قال اتقى ربه وصدق بالحسنى قال صدق بالخلف من الله فسنيسره لليسرى قال الخير من الله وأما من بخل واستغنى قال بخل بماله واستغنى عن ربه وكذب بالحسنى قال بالخلف من الله فسنيسره للعسرى قال للشر من الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة فاما من أعطى قال أعطى حق الله واتقى محارم الله وصدق بالحسنى قال بموعود الله على نفسه وأما من بخل قال بحق الله عليه واستغنى في نفسه عن ربه وكذب بالحسنى قال بموعود الله الذى وعد * وأخرج ابن جرير من طريق عن ابن عباس وصدق بالحسنى قال أيقن بالخف * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وصدق بالحسنى يقول صدق بلا اله الا الله وأما من نحل واستغنى يقول من أغناه الله فبخل بالزكاة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى عبد الرحمن السلمى وصدق بالحسنى قال بلا اله الا الله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وصدق بالحسنى قال بالجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم فسنيسره لليسرى قال الجنة * وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان أبو بكر يعتق على الاسلام بمكة فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه أي بنى أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو انك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك قال أي أبت انما أريد ما عند الله قال فحدثني بعض أهل بيتى ان هذه الآية نزلت فيه فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى قال أبو بكر الصديق وأما من
[ 359 ]
بخل واستغنى وكذب بالحسنى قال أبو سفيان بن حرب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه وابن جرير عن على بن أبى طالب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ فاما من أعطى واتقى إلى قوله للعسرى * وأخرج ابن جرير عن أبى عبد الرحمن السلمى قال لما نزلت هذه الآية انا كل شئ خلقناه بقدر قال رجل يا رسول الله ففيم العمل أفى شئ نستأنفه أم في شئ قد فرغ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر نيسره لليسرى ونيسره للعسرى * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله إذا تردى قال إذا تردى ودخل في النار نزلت في أبى جهل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد خطفته منية فتردى * وهو في الملك يامل التعميرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة إذا تردى قال في النار * وأخرج ابن أبى شيبة وما يغنى عنه ماله إذا تردى قال في النار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله إذا تردى قال إذا مات وفي قوله نارا تلظى قال توهج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن جرير عن قتادة في قوله ان علينا للهدى يقول على الله البيان بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * وأخرج سعيد بن منصور والفراء والبيهقي في سننه بسند صحيح عن عبيد بن عمير انه قرأ فانذرتكم نارا تتلظى بالتاءين * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة قال لتدخلن الجنة الا من يابى قالوا ومن يابى ان يدخل الجنة فقرأ الذى كذب وتولى * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبى امامة قال لا يبقى أحد من هذه الامة الا أدخله الله الجنة الا من شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فان الله تعالى يقول لا يصلاها الا الاشقى الذى كذب وتولى يقول لا يصلاها الا الاشقى الذى كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه * وأخرج أحمد والحاكم عن أبى امامة الباهلى انه سئل عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم يدخل الجنة الا من شرد على الله شردا البعير على أهله * وأخرج أحمد والبخاري عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمتى تدخل الجنة يوم القيامة الا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعنى دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار الاشقى قيل ومن الشقى قال الذى لا يعمل لله بطاعة ولا يترك لله معصية * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة ان أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عيسى وأمة بنى المؤمل وفيه نزلت وسيجنبها الاتقى إلى آخر السورة * وأخرج أحمد ومسلم وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان سراقة بن مالك قال يا رسول الله أفى أي شئ نعمل أفى شئ ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الاقلام أم في شئ نستقبل فيه العمل قال بل في شئ ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الاقلام قال سراقة ففيم العمل اذن يا رسول الله قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فاما من أعطى واتقى إلى قوله فسنيسره للعسرى * وأخرج ابن قانع وابن شاهين وعبدان كلهم في الصحابة عن بشير بن كعب الاسلمي ان سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم العمل مل قال فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير فاعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قال أبو قحافة لابي بكر أراك تعتق رقابا ضعافا فلو انك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك فقال يا أبت انما أريد وجه الله فنزلت هذه الآيات فيه فاما من أعطى واتقى إلى قوله وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن عدى وابن مردويه وابن عساكر من وجه آخر عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال نزلت هذه الآية وما لاحد عنده من نعمة تجزى
[ 360 ]
الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى في أبى بكر الصديق * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال نزلت وما لاحد عنده من نعمة تجزى في أبى بكر أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن فهيرة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وسيجنبها الاتقى قال هو أبو بكر الصديق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما لاحد عنده من نعمة تجزى يقول ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم انما عطيته لله * (سورة والضحى مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة والضحى بمكة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى الحسن البزى المقرى قال سمعت عكرمة بن سليمان يقول قرأت على اسمعيل بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم فانى قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير انه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد ان ابن عباس رضى الله عنهما أمره بذلك وأخبره ابن عباس ان أبى بن كعب أمره بذلك وأخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير والطبراني والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن جندب البجلى قال اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فاتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك الا قد تركك لم ؟ ره قربك ليلتين أو ثلاثا فانزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن جندب رضى الله عنه قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فانزل الله ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الطبراني عن جندب رضى الله عنه قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بعض بنات عمه ما أرى صاحبك الا قد قلاك فنزلت والضحى إلى وما قلى * واخرج الترمذي وصححه وابن أبى حاتم واللفظ له عن جندب قال رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في أصبعه فقال هل أنت الا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت له امرأة ما أرى شيطانك الا قد تركك فنزلت والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال لما نزلت تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى إلى وامرأته حمالة الحطب فقيل لامرأة أبى لهب ان محمدا قد هجاك فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في الملا فقالت يا محمد علام تهجوني قال انى والله ما هجوتك ما هجاك الا الله فقالت هل رأيتنى أحمل حطبا أو رأيت في جيدي حبلا من مسد ثم انطلقت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه فاتته فقالت ما أرى صاحبك الا قد ودعك وقلاك فانزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه ان خديجة قالت للنبى صلى الله عليه وسلم ما أرى ربك الا قد قلاك فانزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عرورة رضى الله عنه قال أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع