الدر المنثور
جلال الدين السيوطي ج 5
[ 1 ]
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى وبهامشه القرآن الكريم مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه الجزء الخامس الناشر دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة المؤمنين مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قا نزلت بمكة سورة المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق والشافعي وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة والطحاوى وابن حبان والبيهقي في سننه عن عبد الله بن ثابت قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع * قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون) * أخرج عبد الرزاق واحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن المنذر والعقيلي والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب قال كان إذا انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى يسمع عند وجهه كدوى النحل فانزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبله فرفع يديه فقال اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمتا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا ثم قال لقد أنزلت على عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ قد أفلح المؤمنون حتى ختم العشر * وأخرج البخاري في الادب المفرد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال قلنا لعائشة كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن ثم قالت تقرأ سورة المؤمنون قد أفلح المؤمنون فقرأ حتى بلغ العشر فقالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عدى والحاكم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده وقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون * وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله قد أفلح المؤمنون قال قال كعب لم يخلق الله بيده الا ثلاثة خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون لما علمت فيها من الكرامة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال قد أفلح المؤمنون * وأخرج ابن حرير عن أبى العالية قال لما خلق الله الجنة قال قد أفلح المؤمنون وأنزل الله به قرآنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن
[ 3 ]
سعيد بن جبير في قوله قد أفلح المؤمنون يعنى سعد المصدقون بتوحيد الله * وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف انه كان يقرأ قد أفلح المؤمنون برفع أفلح * وأخرج عن عاصم انه قرأ بنصب أفلح * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله قد أفلح المؤمنون قال فازوا وسعدوا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد فاعقلى ان كنت ما تعقلى * ولقد أفلح من كان عقل * قوله تعالى (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في سننه عن محمد ابن سيرين قال نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يرفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من وجه آخر عن ابن سيرين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا يمينا وشمالا فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون فحنى رأسه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد ابن سيرين قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون يمينا وشمالا فانزل الله قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فقالوا برؤوسهم فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك في الصلاة ولم يلتفتوا يمينا وشمالا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة عن ابن سيرين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما ينظر إلى الشئ في الصلاة فرفع بصره حتى نزلت آية ان لم تكن هذه فلا أدرى ما هي الذين هم في صلاتهم خاشعون فوضع رأسه * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون فطاطا رأسه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال كانوا إذا قاموا في الصلاة اقبلوا على صلاتهم وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم وعلموا ان الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن على انه سئل عن قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال الخشوع في القلب وان تلين كنفك للمرء المسلم وان لا تلتفت في صلاتك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال خائفون ساكنون * وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن أبى بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من خشوع النفاق قالوا يا رسول الله وما خشوع النفاق قال خشوع البدن ونفاق القلب * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن أبى الدرداء قال استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل له وما خشوع النفاق قال ان ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال الخشوع في القلب هو الخوف وغض البصر في الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم الذين هم في صلاتهم خاشعون قال الخشوع في القلب وقال ساكتون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال كان خشوعهم في قلوبهم فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا لذلك الجناح وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الزهري الذين هم في صلاتهم خاشعون قال هو سكون المرء في صلاته * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآيه قال الخشوع في الصلاة السكوت فيها * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير انه كان يقوم للصلاة كانه عود وكان أبو بكر رضى الله عنه يفعل ذلك وقال مجاهد هو الخشوع في الصلاة * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق القاسم بن محمد عن أسماء بن أبى بكر عن أم رومان والدة عائشة قالت رأني أبو بكر الصديق رضى الله عنه أنميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت انصرف من صلاتي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه لا يتميل تميل اليهود فان سكون الاطراف في الصلاة من تمام الصلاة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى رجلا يعبث بحليته في صلاته فقال
[ 4 ]
لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه * وأخرج ابن سعد عن أبى قلابه قال سالت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال تضع بصرك حيث تسحد * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة انه قال في مرضه اقعدوني اقعدوني فان عندي وديعة أو دعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يلتفت أحدكم في صلاته فان كان لابد فاعلا ففي غير ما افترض الله عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول إذا صليت فان ربك امامك وانت مناجيه فلا تلتفت قال عطاء وبلغني ان الرب يقول يا ابن آدم إلى من تلتفت أنا خير لك ممن تلتفت إليه * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الدرداء قال اياكم والالتفات في الصلاة فانه لا صلاة للملتفت وإذا غلبتم على تطوع فلا تغلبوا على المكتوبة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ان الله لا يزال مقبلا على العبد مادام في صلاته ما لم يحدث أو يلتفت * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن منقد قال إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت أعرض عنه * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه ما لم يلتفت * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحكم قال ان من تمام الصلاة ان لا تعرف من عن يمينك ولا من عن شمالك * وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير بن عوف بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان ما يرفع العلم فقال له رجل من الانصار يقال له ابن لبيد يا رسول الله كيف يرفع وقد أثبت في الكتب ووعته القلوب فقال ان كنت لاحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته فقال صدق عوف الا أخبرك باول ذلك قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا * وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير عن أبى الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختاس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شئ فقال زياد بن لبيد يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فو الله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وابناءنا فقال ثكلتك أمك يا زيادان كنت لاعدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغنى عنهم فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته فقال صدق وان شئت لاحدثنك باول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلا خاشعا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والحاكم وصححه عن حذيفة قال أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرا الاسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذوا النعل بالنعل لا تخطو طريقهم ولا تخطئ بكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول احداهما ما بال الصلاة الخمس لقد ضل من كان قبلنا انما قال الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا الا ثلاثا وتقول الاخرى انما المؤمنون بالله كايمان الملائكة لا فينا كافر ولا منافق حق على الله ان يحشرهما مع الدجال * وأخرج أحمد عن أبى اليسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منكم من يصلى الصلاة كاملة ومنكم من يصلى النصف والثلث والربع حتى بلغ العشر * وأخرج ابن أبى شيمة ومسلم وابن ماجه عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين قوم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال أما يخشى أحدكم إذا رفع بصره إلى السماء ان لا يرجع إليه بصره يعنى وهو في الصلاة * قوله تعالى (والذين هم عن اللغو معرضون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين هم عن اللغو معرضون قال الباطل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله والذين هم عن اللغو قال عن المعاصي * وأخرج ابن المبارك
[ 5 ]
عن قتادة في قوله والذين هم عن اللغو معرضون قال أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن الباطل * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين هم للزكاة فاعلون يعنى الاموال والذين هم لفروجهم حافظون يعنى الفواحش الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم يعنى ولائدهم فانهم غير ملومين قال لا يلامون على جاع أزواجهم وولائدهم فمن ابتغى وراء ذلك يعنى فمن طلب الفواحش بعد الازواج والولائد طلب ما لم يحل فاولئك هم العادون يعنيا المعتدين في دينهم والذين هم لاماناتهم يعنى بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس وعهدهم قال يوفون العهد راعون قال حافظون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله الا على أزواجهم يعنى الا من امرأته أو ما ملكت أيمانهم قال أمته * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب قال كل فرج عليك حرام الا فرجين قال الله الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون يقول من تعدى الحلال أصابه الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن في قوله فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون قال الزنا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابى أبى مليكة قال سئلت عائشة عن متعة النساء فقالت بينى وبينكم كتاب الله وقرأت والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فمن ابتغى وراء ما زوجه الله أو ملكه فقد عدا * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه عن القاسم بن محمد انه سئل عن المتعة فقال انى لارى تحريمها في القرآن ثم تلا والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قال تسرت امرأة غلاما لها فذكرت لعمر رضى الله عنه فسألها ما جملك على هذا فقالت كنت أرى انه يحل لى ما يحل للرجل من ملك اليمين فاستشار عمر رضى الله عنه فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا تأولت كتاب الله على غير تأويله فقال عمر لا جرم والله لا أحلك لحر بعده أبدا كانه عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها وأمر العبد ان لا يقربها * وأخرج عبد الرزاق عن أبى بكر بن عبد الله انه سمع أباه يقول حضرت عمر بن عبد العزيز جاءته امرأة من العرب بغلام لها رومى فقالت انى استسريته فمنعني بنو عمى وانما أنا بمنزلة الرجل تكون له الوليدة فيطؤها فابى على بنو عمى فقال لها عمر أتزوجت قبله قالت نعم قال أما والله لولا منزلتك من الجهالة لرجمتك بالحجارة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة عن ابن عمر انه سئل عن امرأة أحلت جاريتها لزوجها فقال لا يحل لك ان تطأ فرجا الا فرجا ان شئت بعت وان شئت وهبت وان شئت أعتقت * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد ابن وهب قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال ان أمي كانت لها جارية وانها أحلتها لى أطوف عليها فقال لا تحل لك الا ان تشتريها أو تهبها لك * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال إذا أحلت امرأة الرجل أو ابنته أو أخته له جاريتها فليصبها وهى لها * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس انه قال هو أحل من الطعام فات ولدت فولدها للذى أحلت له وهى لسيدها الاول * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال كان يفعل يحل الرجل وليدته لغلامه وابنه وأخيه وأبيه والمرأة لزوجها ولقد بلغني ان الرجل يرسل وليدته إلى ضيفه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين قال الفرج لا يعار * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال لا يعار الفرج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال أي على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن مسروق قال ما كان في القرآن يحافظون فهو على مواقيت الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود انه قيل له ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الذين هم على صلاتهم دائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون قال ذاك على مواقيتها قالوا ما كنا نرى ذلك الا على تركها قال تركها الكفر * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال المكتوبة والذى في سال التطوع * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال على المكتوبة * قوله تعالى (أولئك هم الوارثون) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبى هريرة في قوله أولئك هم الوارثون قال يرثون مساكنهم ومساكن اخوانهم التى أعدت لهم لو أطاعوا الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن ماجه
[ 6 ]
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجفة منزله فذلك قوله أولئك هم الوارثون * وأخرج عبد بن حميد عن أنس ان الربيع بنت النضر أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابنها الحارث بن سراقة أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فقالت اخبرني عن حارثة فان كان أصاب الجنة احتسبت وصبرت وان كان لم يصب الجنة اجتهدت في الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة انها جنان في جنة وان ابنك أصاب الفردوس الاعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها * قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين قال بدء آدم خلق من طين ثم جعلناه نطفة قال ذرية آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين قال هو الطين إذا قبضت عليه خرج ماؤه من بين أصابعك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة ولقد خلقنا الانسان من سلالة قال استل استلالا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله من سلالة قال السلالة صفو الماء الرقيق الذى يكون منه الولد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله من سلالة قال من منى آدم * وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن معدان قال الانسان خلق من طين وانما تلين القلوب في الشتاء * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآيه قال استل آدم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال ان النطفة إذا اوقعت في الرحم طارت في كل شعر وظفر فتمكث أربعين يوما ثم تنحدر في الرحم فتكون علقة * وأخرج الديلمى بسندواه عن ابن عباس مرفوعا النطفة التى يخلق منها الولد ترعد لها الاعضاء والعروق كلها إذ اخرجت وقعت في الرحم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال سالنا ابن عباس عن العزل فقال اذهبوا فاسألوا الناس ثم ائتونى واخبروني فسألوا ثم اخبروه انهم قالوا انها الموؤدة الصغرى وتلا هذه الآية ولقد خلقنا الانسان من سلالة حتى فرغ منها ثم قال كيف تكون من الموؤدة حتى تمر على هذه الخلق * وأخرج عبد الرزاق عن على بن أبى طالب انه سئل عن عزل النساء فقال ذلك الوأد الخفى * وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال في العزل هي الموؤدة الخفية * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ فخلقنا المضغة عظاما * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن قتادة انه كان يقرأ فخلقنا المضغة عظما فسكونا العظام لحما * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فخلقنا المضغة عظما بغير ألف فسكونا العظم على واحده * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ثم أنشأناه خلقا آخر قال نفخ فيه الروح * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية ثم أنشاناه خلقا آخر قال جعل فيه الروح * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ثم أنشاناه خلقا آخر قال حين استوى به الشباب * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ثم أنشأناه خلقا آخر قال الانسان والشعر قيل أليس قد يولد وعلى رأسه الشعر قال فاين العانة والابط * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن صالح أبى الخليل قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله ثم أنشأناه خلقا آخر قال عمر فتبارك الله أحسن الخالقين فقال والذى نفسي بيده انها ختمت بالذى تكلمت يا عمر * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه قال قال عزيز يا رب أمرت الماء فجمد في وسط الهواء فجعلت منه سبعا وسميتها السموات ثم أمرت الماء ينفتق على التراب وأمرت التراث ابن يتميز من الماء فكان كذلك فسميت ذلك جميع الارضين وجميع الماء البحار ثم خلقت من الماء أعمى عين بصرته ومنها أصم آذان أسمعته ومنها ميت أنفس أحييته خلقت ذلك بكلمة واحدة منها ما عيشه الماء ومنها مالا صبر له على الماء خلقا مختلفا في الاجسام والالوان جنسته أجناسا وزوجته أزواجا وخلقت أصنافا والهمته الذى خلقته ثم خلقت من التراب والماء دواب الارض وماشيتها وسباعها فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع ومنهم العظم الصغير ثم وعظته بكتابك وحكمتك ثم قضيت عليه الموت لا محالة ثم أنت تعيده كما بدأته وقال عزيز اللهم بكلمتك خلقت جميع
[ 7 ]
خلقك فاتى على مشيئتك ثم زرعت في أرضك كل نبات فيها بكلمة واحدة وتراب واحد تسقى بماء واحد فجاء على مشيئتك مختلفا أكله ولونه وريحه وطعمه منه الحلو ومنه الحامض والمر والطيب ريحه والمنتن والقبيح والحسن وقال عزيز يا رب انما نحن خلقك وعمل يديك خلقت أجسادنا في أرحام أمهاتنا وصورتنا كيف تشاء بقدرتك جعلت لنا أركانا وجعلت فيها عظاما وفتقت لنا أسماعا وأبصارا ثم جعلت لنا في تلك الظلمة نورا وفي ذلك الضيق سعة وفي ذلك الفم روحا ثم هيات لنا من فضلك رزقا متفاوتا على مشيئتك لم تان في ذلك مؤنة ولم تعى منه نصبا كان عرشك على الماء والظلمة على الهواء والملائكة يحملون عرشك ويسبحون بحمدك والخلق مطيع لك خاشع من خوفك لا يرى فيه نور الا نورك ولا يسمع فيه صوت الا سمعك ثم فتحت خزانة النور وطريق الظلمة فكانا ليلا ونهارا يختلفان بامرك * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله آدم كما شاء ومما شاء فكان كذلك فتبارك الله أحسن الخالقين خلق من التراب والماء فمنه شعره ولحمه ودمه وعظامه وجسده فذلك بدء الخلق الذى خلق الله منه ابن آدم ثم جعلت فيه النفس فيها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقى ما تتقى ثم جعلت فيه الروح فبه عرف الحق من الباطل والرشد من الغى وبه حذر وتقدم واستتر وتعلم ودبر الامور كلها فمن التراب يبوسته ومن الماء رطوبته فهذا بدء الخلق الذى خلق الله منه ابن آدم كما أحب ان يكون ثم جعلت فيه من هذه الفطر الاربع أنواعا من الخلق أربعة في جسد ابن آدم فهى قوام جسده وملاكه باذن الله وهى المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم فيبوسته وحرارته من النفس ومسكنها في الدم وبرودته من قبل الروح ومسكنه في البلغم فإذا اعتدلت هذه الفطر في الجسد فكان من كل واحد ربع كان جسدا كاملا وجسما صحيحا وان كثر واحد منها على صاحبه قهرها وعلاها وأدخل عليها السقم من ناحيته وان قل عنها وأخذ عنها غلبت عليه وقهرته ومالت به وضعفت عن قوتها وعجزت عن طاقتها وأدخل عليها السقم من ناحيته فالطبيب العالم بالداء يعلم من الجسد حيث أتى سقمه أمن نقصان أم من زيادة * وأخرج ابن أبى حاتم عن على قال إذا تمت النطفة أربعة أشهر بعث إليها ملك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث فذلك قوله ثم أنشأناه خلقا آخر يعنى نفخ الروح فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ثم أنشأناه خلقا آخر يقول خرج من بطن أمه بعد ما خلق فكان من بدء خلقه الآخر ان استهل ثم كان من خلقه ان دله على ثدى أمه ثم كان من خلقه ان علم كيف يبسط رجليه إلى أن قعد إلى ان حبا إلى أن قام على رجليه إلى أن مشى إلى أن فطم تعلم كيف يشرب وياكل من الطعام إلى أن بلغ الحلم إلى أن بلغ أن يتقلب في البلاد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ثم أنشأناه خلقا آخر قال يقول بعضهم هو نبات الشعر وبعضهم يقول هو نفخ الروح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فتبارك الله أحسن الخالقين قال يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج فتبارك الله أحسن الخالقين قال عيسى بن مريم يخلق * وأخرج الطيالسي وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أنس قال قال عمر وافقت ربى في أربع قلت يا رسول الله لو صليت خلف المقام فانزل الله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فانه يدخل عليك البر والفاجر فانزل الله وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب وقلت لازواج النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن فانزلت عسى ربه ان طلقكن الآية ونزلت ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الآية إلى قوله ثم أنشاناه خلقا آخر فقلت أنا فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين * وأخرج ابن راهويه وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال أملى على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله خلقا آخر فقال معاذ بن جبل فتبارك الله أحسن الخالقين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له معاذ ما اضحك يا رسول الله قال انها ختمت فتبارك الله احسن الخالقين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الآيه قال عمر فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين * قوله تعالى (ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولقد خلقنا فوقكم
[ 8 ]
سبع طرائق قال السموات السبع * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما كنا عن الخلق غافلين قال لو كان الله مغفلا شيأ اغفل ما تسفى الرياح من هذه الآثار يعنى الخطا * قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء) الآيات * أخرج ابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل الله من الجنة إلى الارض خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهر العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحى جبريل فاستودعها الجبال وأحراها في الارض وجعلها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله وأنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض فإذا كان عند خروج ياجوج وماجوج أرسل الله جبريل فيرفع من الارض القرآن والعلم كله والحجز من ركن البيت ومقام ابراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الانهار الخمسة فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله وانا على ذهاب به لقادرون فإذا رفعت هذه الاشياء من الارض فقد أهلها خير الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن عطاف قال ان الله أنزل أربعة أنهار دجلة والفرات وسيحون وجيحون وهو الماء الذى قال الله وأنزلنا من السماء ماء بقدر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه فانشأنا لكم به جنات قال هي البساتين * قوله تعالى (وشجرة) الآية * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله من طور سينا قال هو الجبل الذى نودى منه موسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وشجرة تخرج قال هي الزيتون من طور سينا قال جبل حسن تنبت بالدهن وصبغ للآكلين قال جعل الله فيها دهن وأدما * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه من طور سينا قال المبارك تنبت بالدهن قال تثمر الزيت * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس وشجرة تخرج من طور سينا قال هي الزيتون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه وشجرة الآية قال هي شجرة الزيتون تنبت بالزيت فهو دهن يدهن به وهو صبغ للآكلين ياكله الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية العوفى رضى الله عنه قال سينا اسم الارض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الطور الجبل وسينا الحجارة وفي لفظ وسينا الشجر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى طور سينا قال جبل ذو شجر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تنبت بالدهن قال هو الزيت يؤكل ويدهن به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله تنبت بالدهن وصبغ للآكلين قال يتادمون به ويصبغون به * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ من طور سيناء بنصب السين ممدودة مهموزة الالف تنبت بنصب التاء ورفع الباء * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان يقرأ تنبت بالدهن بنصب التاء ورفع الباء * قوله تعالى (وان لكم في الانعام) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وان لكم في الانعام قال الابل والبقر والضأن والمعز ولكم فيها منافع قال ما تنتج ومنها مركب ولبن ولحم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله وعلى الفلك قال السفن * قوله تعالى (فاسلك فيها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاسلك فيها الآية يقول اجعل معك في السفينة من كل زوجين اثنين * قوله تعالى (وقل رب انزلني) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وقل رب انزلني منزلا مباركا قال لنوح حين أنزل من السفينة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ أنزلنى منزلا بنصب الميم وخفض الزاى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وقل رب انزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين قال يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم وكيف تقولون إذا نزلتم اما عند الركوب فسبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون وبسم الله مجراها ومرساهان ان ربى لغفور رحيم وعند النزول رب انزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين * قوله تعالى (ان في ذلك لآيات) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ان في ذلك لآيات وان كنا لمبتلين قال أي ابتلى الناس قبلكم
[ 9 ]
* قوله تعالى (ثم أنشانا من بعدهم قرنا) * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله قرنا قال أمة * قوله تعالى (هيهات هيهات لما توعدون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله هيهات هيهات قال بعيد بعيد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة هيهات هيهات لم توعدون قال تباعد ذلك في أنفسهم يعنى البعث بعد الموت * قوله تعالى (فجعلناهم غثاء) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فجعلناهم غثاء قال جعلوا كالشئ الميت البالى من الشجر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فجعلناهم غثاء قال هو الشئ البالى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فجعلناهم غثاء قال كالرميم الهامد الذى يحتمل السيل تمود احتملوا كذلك * قوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم أرسلنا رسلنا تترى قال يتبع بعضهم بعضا وفي لفظ قال بعضهم على اثر بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وقتادة رضى الله عنه مثله والله أعلم * قوله تعالى (وكانوا قوما عالين) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وكانوا قوما عالين قال علوا على رسلهم وعصوا رسلهم ذلك علوهم وقرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا * قوله تعالى (وجعلنا ابن مريم وأمه) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال ولدته مريم من غير أب هو له * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال عبرة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه وآويناهما قال عيسى وأمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وآويناهما قال عيسى وأمه حين أويا إلى الغوطة وما حولها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وآويناهما إلى ربوة الآية قال الربوة المستوى والمعين الماء الجارى وهو النهر الذى قال الله قد جعل ربك تحتك سريا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وآويناهما إلى ربوة قال هي المكان المرتفع من الارض وهى أحسن ما يكون فيه النبات ذات قرار ذات خصب ومعين ماء ظاهر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه إلى ربوة قال مستوية ذات قرار ومعين قال ماء جار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في الآية قال الربوة المكان المرتفع وهو البيت المقدس والمعين الماء الظاهر * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر عن قتادة رضى الله عنه وآويناهما إلى ربوة قال كنا نحدث ان الربوة بيت المقدس ذات قرار ذات ثمر كثير ومعين ماء جار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه رضى الله عنه وآويناهما إلى ربوة قال هي مصر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد وآويناهما إلى ربوة قال وليس الربى الا بمصر والماء حين يرسل يكون الربى عليها القرى لولا الربى لغرقت تلك القرى * وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم رضى الله عنه وآويناهما إلى ربوة قال هي الاسكندرية * وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد ان كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه إلى رجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيأ الا بدره عيسى إلى علمه قبل ان يعلمه اياه فعلمه أبا جاد فقال عيسى ما أبو جاد قال المعلم لا أدرى فقال عيسى كيف تعلمني ما لا تدرى فقال المعلم اذن فعلمني فقال له عيسى فقم من مجلسك فقام فجلس عيسى مجلسه فقال سلنى فقال المعلم ما أبو جاد فقال عيسى ألف آلاء الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم فكان أول من فسر أبا جاد عيسى عليه السلام وكان عيسى يرى العجائب في صباه الهاما من الله ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو اسرائيل فخافت أمه عليه فأوحى الله إليها ان تنطلق به إلى أرض مصر فذلك قوله وجعلنا ابن مريم وأمه آية فسئل ابن عباس ألا قال آيتان وهما آيتان فقال ابن عباس انما قال آية لان عيسى من آدم ولم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد فصار آية
[ 10 ]
واحدة وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال يعنى أرض مصر * وأخرج وكيع والفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وتمام الرازي في فضائل النبوة وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس في قوله إلى ربوة قال أنبئنا بانها دشق * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام في قوله وآويناهما إلى ربوة قال هي دمشق * وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن سخبرة الصحابي قال دمشق هي الربوة المباركة * وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا هذه الآية وآويناهما لى ربوة ذات قرار ومعين قال أتدرون اين هي قالوا الله ورسوله أعلم قال هي بالشام بارض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي خير مدن الشام * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن سعيد بن المسيب وآويناهما إلى ربوة قال هي دمشق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه وابن عساكر عن مرة البهزى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرملة الربوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن أبى هريرة في قوله وآويناهما إلى ربوة قال هي الرملة في فلسطين وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعا * وأخرج الطبراني وابن السكن وابن منده وأبو نعيم وابن عساكر من طرق عن الاقرع بن شفى العكى رضى الله عنه قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في مرض يعودني فقلت لا أحسب الا انى ميت من مرضى قال كلا لتبقين ولتهاجرن منها إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين فمات في خلافة عمر رضى الله عنه ودفن بالرملة * وأخرج ابن عساكر عن قتادة عن الحسن في قوله وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال هي أرض ذات أشجار وأنهار يعنى أرض دمشق وفي لفظ قال ذات ثمار وكثرة ماء هي دمشق * قوله تعالى (يا أيها الرسل) الآية * أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا واعملوا صالحا انى بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي من الحرام يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب فانى يستجاب لذلك * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس انها بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم فرد إليها رسولها انى لك هذا اللبن قالت من شاة لى فرد إليها رسولها انى لك الشاة فقالت اشتريتها من مالى فشرب منه فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت يا رسول الله بعثت اليك بلبن فرددت إلى الرسول فيه فقال لها بذلك أمرت الرسول قبلى ان لا تأكل الا طيبا ولا تعمل الا صالحا * وأخرج عبدان في الصحابة عن حفص بن أبى جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات الآية قال ذاك عيسى بن مريم ياكل من غزل أمه مرسل حفص تابعي * وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزارى مثله موقوفا عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبى ميسرة عن عمر بن شرحبيل في قوله يا أيها الرسول كلوا من الطيبات قال كان عيسى بن مريم عليه السلام ياكل من غزل أمه * وأخرج البيهقى في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبى حفص قال أسى داود عليه السلام صائما فلما كان عند افطاره أتى بشربة لبن فقال من أين لكم هذا اللبن قالوا من شاتنا قال ومن أين ثمنها قالوا يا نبى الله من أين تسال قال انا معاشر الرسل أمرنا ان ناكل من الطيبات ونعمل صالحا * وأخرج الحكيم الترمذي عن حنظله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاءني جبريل الا أمرنى بهاتين الدعوتين اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا الآية قال هذه للرسل ثم قال للناس عامة وان هذه أمتكم أمة واحدة يعنى دينكم دين واحد * قوله تعالى (فتقطعوا أمرهم) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال كتبا قال وقال الحسن تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال كتب
[ 11 ]
الله حيث فرقوها قظعا كل خرب يعنى كل قطعة وهؤلاء أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال هذا ما اختلفوا فيه من الاديان كل خرب كل قوم بما لديهم فرحون معجبون برأيهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فذرهم في غمرتهم قال في ضلالتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فذرهم في غمرتهم قال في ضلالتهم حتى حين قال الموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل فذرهم في غمرتهم حتى حين قال يوم بدر * قوله تعالى (أيحسبون انما نمدهم به) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أيحسبون قال قريش انما نمدهم به قال نعطيهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات نزيد لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون قال مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم فلا تعتبروا الناس باموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالايمان والعمل الصالح * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبى بكرة انه قرأ نسارع لهم بالخيرات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيقهى في سننه عن الحسن ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتى بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك فاخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سرافة فاخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدى سراقة بن مالك بن جعشم اعرابي من بنى مدلج ثم قال اللهم انى قد علمت ان رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا اللهم انى أعوذ بك ان يكون هذا مكرا منك بعمر ثم تلا أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن ميسرة قال أجد فيما أنزل الله على موسى أيفرح عبدى المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له منى أو يجزع عبدى المؤمن أن اقبض عنه الدنيا وهو أقرب له منى ثم تلا أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * قوله تعالى (ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن قال ان المؤمن جمع احسانا وشفقة وان المنافق جمع اساءة وأمنا ثم تلا ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون إلى قوله انهم إلى ربهم راجعون وقال المنافق انما أوتيته على علم عندي * وأخرج الفريابى وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن أبى الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قلت يا رسول الله قول الله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهو الرجل يسرق ويزنى ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله قال لا ولكن الرجل يصوم ويتصدق ويصلى وهو مع ذلك يخاف الله ان لا يتقبل منه * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن جرير وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه عن أبى هريرة قال قالت عائشة رضى الله عنها يا رسول الله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهم الذين يخطؤن ويعملون بالمعاصى وفي لفظ هو الذى يذنب الذنب وهو وجل منه قال لا ولكن هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وقلوبهم وجلة * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة قال يعملون خائفين * وأخرج الفريابى وابن جرير عن ابن عمر في قوله والذين يؤتون ما آتوا قال الزكاة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة والذين يؤتون ما آتوا قالت هم الذين يخشون الله ويطيعونه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة قال مما يخافون مما بين أيديهم من الموقف وسوء الحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة قال المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وقتادة انهما كانا يقرآن يؤتون ما آتوا قال يعملون ما عملوا من الخيرات ويعطون ما أعطوا على خوف من الله ووجل * واخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة قال كانوا يعملون
[ 12 ]
ما يعملون من أعمال البر ويخافون ان لا ينجيهم ذلك من عذاب الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبى مليكة قال قالت عائشة رضى الله عنها لان تكون هذه الآية كلما قرأ أحب إلى من حمر النعم فقال لها ابن عباس ناهى قالت الذين يؤتون ما آتوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ والذين يؤتون ما أتوا مقصور من المجئ * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الانباري معافى المصاحف والدارقطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية والذين يؤتون ما أتوا أو الذين يؤتون ما آتوا فقالت أيتهما أحب اليك قلت والذى نفسي بيده لاحداهما أحب إلى من الدنيا جميعا قالت أيهما قلت الذين يأتون ما أتوا فقالت أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون قال سبقت لهم السعادة من الله * قوله تعالى (بل قلوبهم في غمرة من هذا) أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بل قلوبهم في غمرة من هذا قال يعنى بالغمرة الكفر والشك ولهم أعمال من دون ذلك يقول أعمال سيئة دون الشرك هم لها عاملون قال لابد لهم من أن يعملوها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد بل قلوبهم في غمرة من هذا قال في عمى من هذا القرآن ولهم أعمال قال خطايا من دون ذلك هم لها عاملون قال لابد لهم من أن يعملوها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله بل قلوبهم في غمرة من هذا قال في غفلة من أعمال المؤمنين ولهم أعمال من دون ذلك قال هي شر من أعمال المؤمنين ذكر الله الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين والذين ثم قال للكافرين بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون الاعمال التى سمى الذين والذين والذين * قوله تعالى (حتى إذا أخذنا مترفيهم) الآيات * أخرج النسائي عن ابن عباس في قوله حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب الآية قال هم أهل بدر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب قال ذكر لنا انها نزلت في الذين قتل الله يوم بدر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب قال بالسيوف يوم بدر إذا هم يجأروت قال الذين بمكة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب قال بالسيف يوم بدر * وأخرج ابن ابى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله اخذنا مترفيهم قال مستكبريهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إذا هم يجارون قال يستغيثون وفي قوله فكنتم على أعقابكم تنكصون قال تدبرون وفي قوله سامرا تهجرون قال تسمرون حول البيت وتقولون هجرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله تنكصون قال تستأخرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة مستكبرين به قال بالبيت والحرم سامرا قال كان سامرهم لا يخاف مما اعطوا من الامن وكانت العرف تخاف سامرهم ويغزو بعضهم بعضا وكان أهل مكة لا يخافون ذلك بما اعطوا من الامن يهجرون قال يتكلمون بالشرك والبهتان في حرم الله وعند بيته قال وكان الحسن يقول سامرا تهجرون كتاب الله ونبى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن مستكبرين به قال بحرمى سامرا تهجرون قال القرآن وذكرى ورسولي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس مستكبرين به قال بحرم الله انه لا يظهر عليهم فيه أحد * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك مستكبرين به سامرا تهجرون قال مستكبرين بحرمى سامرا فيه مما لا ينبغى من القول * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد مستكبرين به قال بمكة بالبلد سامرا قال مجالسا تهجرون بالقول السيئ في القرآن * وأخرج عبد ابن حميد وابن أبى حاتم عن أبى صالح مستكبرين به قال بالقرآن * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل سامرا تهجرون قال كانوا يهجرون على اللهو والباطل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول
[ 13 ]
وباتوا بشعب لهم سامرا * إذا خب نيرانهم أوقدوا. * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به ويفتخرون به فانزل الله مستكبرين به سامرا تهجرون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سامرا تهجرون قال كانت قريش يستحلقون حلقا يتحدثون حول البيت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مستكبرين به سامرا تهجرون قال كان المشركون يهجرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القول في سمرهم * واخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ سامرا تهجرون بنصب التاء ورفع الجيم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه قرأ سامرا تهجرون وكانوا إذا سمروا هجروا في القول * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله سامرا تهجرون قال تهجرون الحق * وأخرج النسائي وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال انما كره المسرحين نزلت هذه الآية مستكبرين به سامرا تهجرون قال مستكبرين بالبيت تقولون نحن أهله تهجرون قال كانوا يهجرونه ولا يعمرونه * قوله تعالى (أفلم يدبروا القول) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة أفلم يدبروا القول قال إذا والله كانوا يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله أم لم يعرفوا رسولهم قال عرفوه ولكن حسدوه وفي قوله ولو اتبع الحق أهواءهم قال الحق الله عزوجل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بل أتيناهم بذكرهم قال بينا لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله بل أتيناهم بذكرهم قال هذا القرآن وفي قوله أم تسألهم أجرا يقول ام تسألهم على ما اتيناهم به جعلا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله خرجا قال اجرا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الخرج وما قبلها من القصة لكفار قريش * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ام تسألهم خرجا بغير ألف فخراج ربك بالالف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الحسن أنه قرأ أم تسألهم خراجا فخراج ربك خير * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وانك لتدعوهم إلى صراط مستقيم قال ما فيه عوج ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم لقى رجلا فقال له اسلم فتصعب له ذلك وكبر عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كنت في طريق وعروعث فلقيت رجلا تعرف وجهه وتعرف نسبه فدعاك إلى طريق واسع سهل أكنت تتبعه قال نعم قال فو الذى نفس محمد بيده انك لفى أوعر من ذلك الطريق لو كنت فيه وانى لادعوك إلى أسهل من ذلك الطريق لو دعيت إليه وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم لقى رجلا فقال له اسلم فصعده ذلك فقال له نبى الله صلى الله عليه وسلم أرأيت فتييك أحدهما ان حدث صدقك وان امنته أدى اليك والآخر ان حدث كذبك وان ائتمنته خانك قال بلى فتاى الذى إذا حدثنى صدقنى وإذا أمنته أدى إلى قال نبى الله صلى الله عليه وسلم كذا كم أنتم عند ربكم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون قال عن الحق لحائدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله عن الصراط لناكبون قال عن الحق عادلون * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر قال الجوع * قوله تعالى (ولقد أخذناهم بالعذاب) الآيتين * أخرج النسائي وابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز يعنى الوبر بالدم فانزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * واخرج ابن جرير وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن ثمامة بن أثال الحنفي لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وهو أسير فخلى سبيله لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال بلى قال فقد قتلت الآباء بالسيف والابناء بالجوع فانزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * وأخرج ابن المنذر عن
[ 14 ]
مجاهد في قوله ولقد أخذناهم بالعذاب قال بالسنة والجوع * وأخرج العسكري في المواعظ عن على بن ابن طالب رضى الله عنه في قوله فما استكانوا لربهم وما يتضرعون أي لم يتواضعوا في الدعاء ولم يخضعوا ولو خضعوا لله لاستجاب لهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال إذا أصاب الناس من قبل السلطان بلاء فانما هي نقمة فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية ولكن استقبلوها بالاستغفار واستكينوا وتضرعوا إلى الله وقرأ هذه الآية ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال قد مضى كان يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال لكفار قريش الجوع وما قبلها من القصة لهم أيضا * قوله تعالى (قل لمن الارض) الآيات * أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال في مصحف أبى بن كعب سيقولون لله كلهن بغير ألف * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عاصم الجحدرى قال في الامام مصحف عثمان بن عفان قال الذى كتب للناس لله لله كلهن بغير ألف * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن أسيد بن زيد قال في مصحف عثمان بن عثمان سيقولون لله ثلاثتهن بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن عتيق قال رأيت في مصحف الحسن لله لله بغير ألف في ثلاثة مواضع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لله بغير ألف كلهن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قل من بيده ملكوت كل شئ قال خزائن كل شئ * قوله تعالى (ادفع بالتى هي أحسن السيئة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ادفع بالتى هي أحسن السيئة يقول اعرض عن أذاهم اياك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء ادفع بالتى هي أحسن السيئة قال بالسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال نعمت والله الجرعة تتجرعها وأنت مظلوم فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أنس في قوله ادفع بالتى هي أحسن السيئة قال قول الرجل لاخيه ما ليس فيه فيقول ان كنت كاذبا فاما أسأل الله أن يغفر لك وان كنت صادقا فانا أسال الله أن يغفر لى * وأخرج البخاري في الادب عن أبى هريرة قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لى قرابة أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيؤن إلى ويجهلون على واحلم عنهم قال لئن كان كما تقول كانما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك * قوله تعالى (وقل رب) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وأعذو بك رب أن يحضرون قال يحضرون في شئ من أمرى * وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال يا رسول الله انى أجد وحشة قال إذا أخذت مضجعك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فانه لا يضرك وبالحرى أن لا يضرك * قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت) الآية * أخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال إذا وضع الكافر في قبره فيرى مقعده من النار قال رب ارجعون حتى أتوب أعمل صالحا فيقال قد عمرت ما كنت معمرا فيضيق عليه قبره فهو كالمنهوش ينام ويفزع تهوى إليه هوام الارض حياتها وعقاربها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة قالت ويل لاهل المعاصي من أهل القبور يدخل عليهم في قبورهم حيات سود حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقيان في وسطه فذلك العذاب في البرزخ الذى قال الله ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله قال رب ارجعون قال هذا حين يعاين قبل ان يذوق الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال زعموا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ان المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول إلى دار الهموم والاخران بل قدما إلى الله وأما الكافر فيقولون له نرجعك فيقول رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما
[ 15 ]
تركت * وأخرج الديلمى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر الانسان الوفاة يجمع له كل شئ يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه فعند ذلك يقول رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله لعلى أعمل صالحا فيما تركت قال لعلى أقول لا اله الا الله * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله لعلى أعمل صالحا قال أقول لا اله الا الله * قوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) * أخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن حسين في قوله ومن ورائهم برزخ قال امامهم * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال هو ما بين الموت إلى البعث * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال البرزخ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال البرزخ ما بين الدنيا والآخرة ليس مع أهل الدنيا ياكلون ويشربون ولا مع أهل الآخرة يجازون باعمالهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال البرزخ بين الدنيا والآخرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير عن قتادة قال البرزخ بقية الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ومن ورائهم برزخ قال أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة هم فيه إلى يوم يبعثون * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال البرزخ القبور * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صخر قال البرزخ المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم يبعثون * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وسمويه في فوائده عن أبى امامة انه شهد جنازة فلما دفن الميت قال هذا برزخ إلى يوم يبعثون * وأخرج هناد عن أبى محلم قال قيل للشعبى مات فلان قال ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة هو في البرزخ * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ومن ورائهم برزخ قال ما بعد الموت * قوله تعالى (فإذا نفخ في الصور) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال حين ينفخ في الصور فلا يبقى حى الا الله عزوجل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال في النفخة الاولى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآيه قال ليس أحد من الناس يسأل أحدا بنسبه ولا بقرابته شيأ * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال لا يسال أحد يومئذ بنسب شيأ ولا ينمى إليه برحم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يستاءلون وقوله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فقال انها مواقف فاما الموقف الذى لا أنساب بينهم ولا يتساءلون عند الصعقة الاولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من وجه آخر عن ابن عباس انه سئل عن الآيتين فقال اما قوله ولا يتساءلون فهذا في النفخة الاولى حين لا يبقى على الارض شئ وأما قوله فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون فانهم لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن مسعود قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين وفي لفظ يؤخذ بيد العبد أو الامة يوم القيامة على رؤس الاولين والآخرين ثم ينادى مناد الا ان هذا فلان بن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه وفي لفظ من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه فيفرح والله المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وان كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يستاءلون * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ليس شئ أبغض إلى الانسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدور له عليه شئ ثم قرأ يوم يفر المرء من أخيه الآية * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الانساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري * وأخرج البزار والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سيبى ونسبي * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسب وصهر
[ 16 ]
ينقطع يوم القيامة الا نسبي وصهري * قوله تعالى (تلفح وجوههم النار) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس تلفح وجوههم النار قال تنقح * وأخرج ابن مردويه والضياء في صفة النار عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار قال تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعصابهم * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم الا القته على العرقوب * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود في قوله تلفح وجوههم النار قال لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على عظم الا القته على أعقابهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى الهذيل مثله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبى الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخى شفته السفلى حتى تضرب سرته * وأخرج ابن أبى شيبة عن مغيث بن سمى قال إذا جئ بالرجل إلى النار قيل انتظر حتى نتحفك فيؤتى بكاس من سم الافاعى والاوساد إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعظم على حدة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله وهم فيها كالحون قال كلوح الرأس النضيج بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كالحون قال عابسون * قوله تعالى (قالوا ربنا غلبت) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا قال شقوتهم التى كتبت عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه كان يقرأ غلبت علينا شقاوتنا * وأخرج عبد بن حميد عن اسحق قال في قراءة عبد الله شقاوتنا * قوله تعالى (قال اخسؤا فيها ولا تكلمون) * أخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يفنى من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذى غصة فيذكرون انهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم وإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيدعون خزنة جهنم ان ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فيقولون أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال فيقولون ادعوا مالكا فيدعون مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك فيجيبهم انكم ماكثون فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيجيبهم اخسؤا فيها ولا تكلمون فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه البيهقى في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال ان أهل جهنم ينادون مالكا يا مالك ليقض علينا ربك فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم يجيبهم انكم ماكثون ثم ينادون ربهم ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيذرهم مثلى الدنيا لا يجيبهم ثم يجيبهم اخسؤا فيها ولا تكلمون قال فايئس القوم بعدها وما هو الا الزفير والشهيق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب قال لاهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربعة فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا يقولون ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فيجيبهم الله ذلكم بانه إذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير ثم يقولون ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون فيجيبهم الله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ثم يقولون ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل فيجيبهم الله أو لم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال
[ 17 ]
ثم يقولون ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل فيجيبهم الله أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ثم يقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيجيبهم الله اخسؤا فيها ولا تكلمون فلا يتكلمون بعدها أبدا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال بلغنا أن أهل النار نادوا خزنه جهنم أن ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فلم يجيبوهم ما شاء الله فلما أجابوهم بعد حين قالوا لهم ادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال ثم نادوا يا مالك لخازن النار ليقض علينا ربك فسكت عنهم مالك مقدار أربعين سنة ثم أجابهم فقال انكم ماكثون ثم نادى الاشقياء ربهم فقالوا ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فسكت عنهم مثلى مقدار الدنيا ثم أجابهم بعد ذلك اخسؤا فيها ولا تكلمون * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال تكلموا قبل ذلك وخاصموا فلما كان آخر ذلك قال اخسؤا فيها ولا تكلمون قال منعوا الكلام آخر ما عليهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن زياد بن سعد الخراساني في قوله اخسؤا فيها ولا تكلمون قال فتنطبق عليهم فلا يسمع منها الا مثل طنين الطست * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله اخسؤا قال اصغروا * وأخرج ابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس اخسؤا فيها ولا تكلمون قال هذا قول الرب عزوجل حين انقطع كلامهم منه * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة النار عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله إذا قال لاهل النار اخسؤا فيها ولا تكلمون عادت وجوههم قطعة لحم ليس فيها أفواه ولا مناخير تردد النفس في أجوافهم * وأخرج هناد عن ابن مسعود قال ليس بعد الآية خروج اخسؤا فيها ولا تكلمون * قوله تعالى (فاتخذتموهم سخريا) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله فاتخذتموهم سخريا قال هما مختلفان سخريا وسخريا يقول الله ليتخذ بعضهم سخريا قال يسخرونهم والآخرون الذين يستهزؤن سخريا * قوله تعالى (قال كم لبثتم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال لاهل الجنة كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتى ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول يا أهل النار كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم نارى وسخطي امكثوا فيها خالدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فاسأل العادين قال الحساب * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فاسأل العادين قال الملائكة * قوله تعالى (أفحسبتم) الآية * أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن السنى في عمل يوم وليلة وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ في اذن مصاب أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا قرأت في أذنه فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال * وأخرج ابن السنى وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند حسن من طريق محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون فقرأناها فغنمنا وسلمنا والله أعلم * قوله تعالى (ومن يدع مع الله) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لا برهان له قال لا بينة له * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لا برهان له قال لا بينة له * وأخرج ابن جرير عن مجاهد لا برهان له قال لا حجة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ انه لا يفلح الكافرون بكسر الالف في انه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ انه لا يفلح الكافرون بنصب الالف في انه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون قال ذاك حساب الكافر عند الله انه لا يفلح * قوله تعالى (وقل رب اغفر وارحم) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن أبى حاتم وابن حبان والبيهقي عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه أنه قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم انى ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب
[ 18 ]
الا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم * (سورة النور مدنية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت سورة النور بالمدينة * وأخرج عن ابن الزبير مثله * وأخرج الحاكم والبيهقي في شعب الايمان وابن مردويه عن عائشة مرفوعا لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعنى النساء وعلموهن الغزل وسورة النور * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال كتب الينا عمر بن الخطاب ان تعلموا سورة النساء والاحزاب والنور * وأخرج الحاكم عن أبى وائل قال حججت أنا وصاحب لى وابن عباس على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا الترك لاسملت * قوله تعالى (سورة أنزلناها وفرضناها) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله سورة أنزلناها وفرضناها قال بيناها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وفرضناها قال وفسرناها الامر بالحلال والنهى عن الحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وفرضناها قال فرض الله فيها فرائضه وأحل حلاله وحرم حرامه وحد حدوده وأمر بطاعته ونهى عن معصيته * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه قرأ وفرضناها خفيفة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وأنزلنا فيها آيات بينات قال الحلال والحرام والحدود * قوله تعالى (الزانية والزانى) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قال في الحد أن يقام عليهم ولا يعطل أما انه ليس بشدة الجلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ولا تأخذكم بهما رأفة قال في اقامة الحد * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ولا تأخذكم بهما رأفة قال في تعطيل الحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن حدير قال قلت لابي مجلز ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قال انا لنرجم الرجل أو يجلد أو يقطع قال ليس كذاك انما هو إذا رفع للسلطان فليس له أن يدعهم رحمة لهم حتى يقيم عليهم الحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن ولا تأخذكم بهما رأفة قال الجلد الشديد * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم وعامر ولا تأخذكم بهما رأفة قالا شدة الجلد في الزنا ويعطى كل عضو منه حقه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن شعبة قال قلت لحماد الزانى يضرب ضربا شديدا قال نعم ويخلع عنه ثيابه قال الله ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قلت له انما ذلك في الحكم قال في الحكم والجلد * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمرو بن شعيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضى الله ورسوله ان شهد أربعة على بكرين جلدا كما قال الله مائة جلدة وغربا سنة غير الارض التى كانا بها وتغريبهما سنتى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر ان جارية لابن عمر زنت فضرب رجليها وظهرها فقلت ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله فقال ان الله لم يامرني ان أقتلها ولا أن أجلد رأسها وقد أوجعت حيث ضربت * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابى برزة الاسلمي انه أتى بامة لبعض أهله قد زنت وعنده نفر نحو عشرة فامر بها فاجلست في ناحية ثم أمر بثوب فطرح عليها ثم اعطى السوط رجلا فقال اجلد خمسين جلدة ليس باليسير ولا بالخضفة فقام فجلدها وجعل يفرق عليها الضرب ثم قرأ وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين * * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال الطائفة الرجل فما فوقه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال الطائفة عشرة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال الطائفة واحد إلى الالف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال امر الله أن يشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ليكون ذلك عبرة وموعظة ونكالا لهم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال ليحضر رجلان فصاعدا * وأخرج ابن جرير عن الزهري قال الطائفة الثلاثة
[ 19 ]
فصاعدا * واخرج عن ابن زيد في الآية قال الطائفة أربعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن نصر بن علقمة في قوله وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال ليس ذلك للفضيحة انما ذاك ليدعوا لله لهما بالتوبة والرحمة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشيباني قال قلت لابن أبى أوفى رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت بعدما أنزلت سورة النور أو قبلها قال لا أدرى * قوله تعالى (الزانى لا ينكح) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو داود في ناسخه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الزانى لا ينكح الا زانية قال لبس هذا بالنكاح ولكن الجماع لا يزنى بها حين يزنى الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين يعنى الزنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال لما قدم المهاجرون المدينة قدموها وهم بجهد الا قليل منهم والمدينة غالية السعر شديدة الجهد وفي السوق زوان متعالنات من أهل الكتاب واما الانصار منهن امية وليدة عبد الله بن أبى ونسيكة بنت أمية لرجل من الانصار في بغايا من ولائد الانصار قد رفعت كل امرأة منهن علامة على بابها ليعرف انها زانية وكن من أخصب أهل المدينة وأكثره خيرا فرغب أناس من مهاجري المسلمين فيما يكتسبن للذى هم فيه من الجهد فاشار بعضهم على بعض لو تزوجنا بعض هؤلاء الزوانى فنصيب من فضول أطعماتهن فقال بعضهم نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوه فقالوا يا رسول الله قد شق علينا الجهد ولا نجد ما نأكل وفي السوق بغايا نساء أهل الكتاب وولائدهن وولائد الانصار يكتسبن لانفسهن فيصلح لنا ان نتزوج منهن فنصيب من فضول ما يكتسبن فإذا وجدنا عنهن غنى تركناهن فانزل الله الزانى لا ينكح الآية فحرم على المؤمنين ان يتزوجوا الزوانى المسافحات العالنات زناهن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فكانت منهن امرأة جميلة تدعى أم مهزول فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج احداهن فتنفق عليه من كسبها فنهى الله ان يتزوجهن أحد من المسلمين * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن يسار في قوله الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فنهى الله المسلمين عن نكاحهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء قال كانت بغايا في الجاهلية بغايا آل فلان وبغايا آل فلان فقال الله الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك فاحكم الله ذلك من أمر الجاهلية بالاسلام قيل له أعن ابن عباس قال نعم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة قال رجال كانوا يريدون الزنا بنساء زوان بغايا متعالنات كن كذلك في الجاهلية قيل لهم هذا حرام فاراد وانكاحهن فحرم الله عليهم نكاحهن * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان في بدء الاسلام قوم يزنون قالوا أفلا نتزوج النساء التى كنا نفجر بهن فانزل الله الزانى لا ينكح الا زانية الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك الزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك قال انما عنى بذلك الزنا ولم يعن به التزويج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة قال لا يزنى حين يزنى الا بزانية مثله أو مشركة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمة مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في هذه الآية قال الزانى من أهل القبلة لا يزنى الا بزانية مثله من أهل القبلة أو مشركة من غير أهل القبلة والزانية من أهل القبلة لا تزني الا بزان مثلها من أهل القبلة أو مشرك من غير أهل القبلة وحرم الزنا على المؤمنين * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال لما حرم الله الزنا فكان زوان عندهن جمال ومال فقال الناس حين حرم الزنا لتطلقن فلتزوجهن فانزل الله في ذلك الزانى لا ينكح الا زانية الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه وأبو داود في ناسخه عن عبد الله بن عمر قال كانت امرأة يقال لها أم مهزول وكانت تسافح الرجل وتشرط ان تنفق عليه فاراد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها فانزل الله لزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن
[ 20 ]
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد يحمل الاسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة وكانت امرأة يقال لها عناق وكانت صديقة له وأنه وجد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة فجاءت عناق فابصرت سواد ظل تحت الحائط فلما انتهت إلى عرفتني فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليله قلت يا عناق حرم الله الزنا قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت فجاؤا حتى قاموا على رأسي فبالوا وظل بولهم على رأسي ونحاهم الله عنى ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته حتى قدمت المدينة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فامسك فلم يرد على شيأ حتى نزلت الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلا تنكحها * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمر وفي قوله الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كان نساء معلومات فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج المرأة منهن لتنفق عليه فنهاهم الله عن ذلك * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه وابن جرير والبيهقي عن ابن عباس أنها نزلت في بغايا معلنات كن في الجاهلية وكن زوان مشركان فحرم الله نكاحهن على المؤمنين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق سعيد مولى ابن عباس قال كنت مع ابن عباس فأتاه رجل فقال انى كنت أتبع امرأة فاصبت منها ما حرم الله على وقد رزقني الله منها توبة فاردت أن أتزوجها فقال الناس الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة فقال ابن عباس ليس هذا موضع هذه الآية انما كن نساء بغايا متعالنات يجعلن على أبوابهن رايات يأتيهن الناس يعرفن بذلك فانزل الله هذه الآية تزوجها فما كان فيها من اثم فعلى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم والبيهقي عن سعيد بن جبير قال كن نساء بغايا في الجاهلية كان الرجل ينكح المرأة في الاسلام فيصيب منها فحرم ذلك في الاسلام فانزل الله الزانية لا ينكحها الا زان الآية * وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن عدى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكح الزانى المحدود الا مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الحسن الزانى لا ينكح الا زانية قال المحدود لا يتزوج الا محدودة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر عن على ان رجلا تزوج امرأة ثم انه زنى فاقيم عليه الحد فجاؤا به إلى على ففرق بينه وبين زوجته وقال له لا تتزوج الا مجلودة مثلك * وأخرج أحمد والنسائي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث * وأخرج ابن ماجه عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد ان يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وأبو عبيد معا في التاريخ وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن سعيد بن المسيب في هذه الآية الزانى لا ينكح الا زانية قال يرون ان هذه الآية التى بعدها نسختها وأنكحوا الايامى منكم فهن من أيامى المسلمين * قوله تعالى (والذين يرمون المحصنات) * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم يعنى الحكام إذا رفع إليهم جلدوا القاذف ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا يعنى بعد الجلد مادام حيا وأولئك هم الفاسقون العاصون فيما قالوه من الكذب * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عباس والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء الآية ثم استثنى فقال الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فتاب الله عليهم من الفسوق وأما الشهادة فلا تجوز * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس والذين يرمون المصحنات إلى رحيم فانزل الله الجلد والتوبة تقبل والشهادة ترد * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال لابي بكرة ان تبت قبلت شهادتك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم الا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا قال توبتهم اكذابهم أنفسهم فان كذبوا أنفسهم قبلت شهادتهم * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال في سورة النور والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم واستثنى من ذلك فقال والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم
[ 21 ]
شهداء الا أنفسهم الآية فإذا حلفا فرق بينهما وان لم يحلفا أقيم الحد الجلد أو الرجم * وأخرج ابن المنذر وابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ثم قال الا الذين تابوا قال فمن تاب وأصلح فشهادته في كتاب الله تقبل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة وقال لهم توبوا تقبل شهادتكم فتاب رجلان ولم يتب أبو بكرة فكان لا تقبل شهادته وكان أبو بكرة أخا زياد لامه فلما كان من أمر زياد ما كان حلف أبو بكرة ان لا يكلمه أبدا فلم يكلمه حتى مات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء في الآية قال إذا تاب القاذف وأكذب نفسه قبلت شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى والزهرى وطاوس ومسروق قالوا إذا تاب القاذف قبلت شهادته وتوبته ان يكذب نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب والحسن قالا القاذف إذا تاب فتوبته فيما بينه وبين الله ولا تجوز شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن مكحول في القاذف إذا تاب لم تقبل شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين قال القاذف إذا تاب فانما توبته فيما بينه وبين الله فاما شهادته فلا تجوز أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال لا شهادة له * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال توبته فيما بينه وبين ربه من العذاب العظيم ولا تقبل شهادته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا قال كان الحسن يقول لا تقبل شهادة القاذف أبدا توبته فيما بينه وبين الله * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال كل صاحب حد تجوز شهادته الا القاذف فان توبته فيما بينه وبين ربه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم قال لا تقبل للقاذف شهادة توبته بينه وبين ربه * وأخرج عبد بن حميد عن عيسى بن عاصم قال كان أبو بكرة إذا جاءه رجل يشهده قال أشهد غيرى فان المسلمين قد فسقوني * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال شهدت عمر بن الخطاب حين جلد قذفة المغيرة ابن شعبة منهم أبو بكرة وماتع وشبل ثم دعا أبا بكرة فقال ان تكذب نفسك تجز شهادتك فابى أن يكذب نفسه ولم يكن عمر يجيز شهادتهما حتى هلكا فذلك قوله الا الذين تابوا وتوبتهم اكذابهم أنفسهم * وأخرج عبد الرزاق عن عمرو بن شعيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى الله ورسوله أن لا تقبل شهادة ثلاثة ولا اثنين ولا واحد على الزنا ويجلدون ثمانين ثمانين ولا تقبل لهم شهادة أبدا حتى يتبين للمسلمين منهم توبة نصوح واصلاح * وأخرج عبد بن حميد عن جعفر بن برقان قال سالت ميمون بن مهران عن هذه الآية والذين يرمون المحصنات إلى قوله الا الذين تابوا فجعل الله فيها توبته وقال في آية أخرى ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم فقال أما الاولى فعسى أن تكون قارفت وأما الاخرى فهى التى لم تقارف شيأ من ذلك * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال لما كان زمن العهد الذى كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهله مكة جعلت المرأة تخرج من أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة في طلب الاسلام فقال المشركون انما انطلقت في طلب الرجال فانزل الله والذين يرمون المحصنات إلى آخر الآية * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال الزنا أشد من القذف والقذف أشد من الشرب * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال جلد الزانى أشد من جلد الفرية والخمر وجلد الفرية والخمر فوق الحد والله تعالى أعلم * قوله تعالى (والذين يرمون أزواجهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عاصم بن عدى قال لما نزلت والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء الآية قلت يا رسول الله إلى أن ياتي الرجل باربعة شهداء قد خرج الرجل فلم ألبث الا أياما فإذا ابن عم لى معه امرأته ومعها ابن وهى تقول منك وهو يقول ليس منى فنزلت آية اللعان قال عاصم فانا أول من تكلم وأول من ابتلى به * وأخرج أحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء الآية قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم فقالوا يا رسول الله لا تلمه فانه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط الا
[ 22 ]
بكرا وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد يا رسول الله انى لا علم انها حق وانها من الله ولكني تعجبت انى لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لى ان أهيجه ولا أحركه حتى آتى باربعة شهداء فو الله لا آتى بهم حتى يقضى حاجته قال فما لبثوا الا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فدخل على امرأته فوجد عندها رجلا فرأى بعينه وسمع باذنيه فلم يهجه حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى جئت أهلى عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعينى وسمعت باذنى فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد به واجتمعت الانصار فقالوا قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية وأبطل شهادته في المسلمين فقال هلال والله انى لارجو أن يجعل الله لى منها مخرجا فقال يا رسول الله انى قد أرى ما اشتد عليك مما جئت به والله يعلم انى لصادق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يامر بضربه إذ نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى وكان إذا نزل عليه الوحى عرفوا ذلك في تربد جلده فامسكوا عنه حتى فرغ من الوحى فنزلت والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم الآية فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى فقال ابشر يا هلال قد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلال قد كنت أرجو ذلك من ربى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسلوا إليها فجاءت فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا فقال هلال والله يا رسول الله لقد صدقت عليها فقالت كذب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعنوا بينهما فقيل لهلال اشهد فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين فلما كان في الخامسة قيل لهلال فان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وان هذه الموجبة التى توجب عليك العذاب فقال والله لا يعذبنى الله عليها كما لم يجلدني عليها فشهد في الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم قيل لها اشهدي فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين فلما كان في الخامسة قيل لها اتقى الله فان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وان هذه الموجبة التى توجب عليك العذاب فتلكات ساعة فقالت والله لا أفضح قومي فشهدت في الخامسة أن غضب الله عليها ان كان من الصادقين ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقضى انه لا يدعى لاب ولا يرمى ولدها من أجل الشهادات الخمس وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس لها قوت ولا سكنى ولا عدة من أجل انهما تفرقا من غير طلاق ولا متوفى عنها * وأخرج البخاري والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس ان هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حد في ظهرك فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البينة والا حد في ظهرك فقال هلال والذى بعثك بالحق انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهرى من الحد فنزل جبريل فانزل الله عليه والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ ان كان من الصادقين فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فارسل اليهما فجاء هلال يشهد والنبى صلى الله عليه وسلم يقول الله يعلم ان أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا انها موجبة فتلكات ونكصت حتى ظننا انها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أكحل العينين سابغ الاليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ما مضى من كتاب الله لكان لى ولها شان * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرمى امرأته برجل فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يردده حتى أنزل الله والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم حتى فرغ من الآيتين فارسل اليهما فدعاهما فقال ان الله قد أنزل فيكما فدعا الرجل فقرأ عليه فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين ثم أمر به فامسك على فيه فوعظه فقال له كل شئ أهون عليك من لعنة الله ثم أرسله فقال لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم دعا بها فقرأ عليها فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ثم أمر بها فامسك على فيها فوعظها وقال ويحك كل شئ أهون عليك من غضب الله ثم أرسلت فقالت غضب الله عليها ان كان من الصادقين * وأخرج البخاري ومسلم وابن مروديه من طريق
[ 23 ]
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان امرأتي زنت وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه منكس في الارض ثم رفع رأسه فقال قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فائت بها فجاءت فقال قم فاشهد أربع شهادات فقام فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين فقال له ويلك أو ويحك انها موجبة فشهد الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم قامت امرأته فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ثم قال ويلك أو ويحك انها موجبة فشهدت الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم قال له اذهب فلا سبيل لك عليها فقال يا رسول الله مالى قال لا مال لك ان كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وان كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك منها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سألت عن المتلاعنين أيفرق بينهما فقال سبحان الله نعم ان أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان قال يا رسول الله أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشة فان تكلم تكلم بامر عظيم وان سكت سكت على مثل ذلك فسكت فلم يجبه فلما كان بعد ذلك أتاه فقال ان الذى سألتك عنه قد ابتليت به فانزل الله هذه الآية في سورة النور والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فبدأ بالرجل فوعظه وذكره وأخبره ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال والذى بعثك بالحق ما كذبتك ثم ثنى بالمرأة فوعطها وذكرها وأخبرها ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت والذى بعثك بالحق انه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر قال كنا جلوسا عشية الجمعة في المسجد فجاء رجل من الانصار فقال أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان سكت سكت على غيظ والله لئن أصبحت صالحا سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا رسول الله أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان سكت سكت على غيظ اللهم احكم فنزلت آية اللعان فكان ذلك الرجل أول من ابتلى به * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدى فقال سل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل فلقيه عويمر فقال ما صنعت فقال انك لم تاتنى بخير سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب المسائل فقال والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاسألنه فاتاه فوجده قد أنزل عليه فدعا بهما فلاعن بينهما قال عويمر ان انطلق ابها يا رسول الله لقد كذبت عليها قفارقها فبل ان يخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة المتلاعنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الاليتين فلا أراه الا قد صدق وان جاءت به أحمر كأنه وحرة فلا أراه الا كاذبا فجاءت به على النعت المكروه * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس قال لاول لعان كان في الاسلام ان شريك بن سحماء رماه هلال بن أمية بامرأته فرفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة شهود والا فحد في ظهرك فقال يا رسول الله ان الله ليعلم انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهرى من الجلد فانزل الله آية اللعان والذين يرمون أزواجهم إلى آخر الآية فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشهد بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا فشهد بذلك أربع شهادات بالله ثم قال له في الخامسة لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا ففعل ثم دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قومي فاشهدي بالله انه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا فشهدت بذلك أربع شهادات ثم قال لها في الخامسة وغضب الله عليك ان كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا قال فلما كان في الرابعة أو الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا انها ستعترف ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت على القول ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال انظروا فان جاءت به جعدا أخمش الساقين فهو لشريك بن سحماء
[ 24 ]
وان جاءت به أبيض سبطا قصير العينين فهو لهلال بن أمية فجاءت به آدم جعدا أخمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لى ولها شأن * وأخرج النسائي وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رجلا من الانصار من بنى زريق قذف امرأته فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فرد ذلك عليه أربع مرات فانزل الله آية الملاعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين السائل قد نزل من الله أمر عظيم فابى الرجل الا ان يلاعنها وأبت الا تدرأ عن نفسها العذاب فتلاعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تجئ به أصفر أخمش مفتول العظام فهو للملاعن واما تجئ به أسود كالجمل الاورق فهو لغيره فجاءت به أسود كالجمل الاورق فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله لعصبة أمه وقال لولا الآيات التى مضت لكان فيه كذا وكذا * وأخمرج البزار عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به قال كنت والله فاعلا به شرا قال فانت يا عمر قال كنت والله قاتله فنزلت والذين يرمون أزواجهم الآية قلت رجال اسناده ثقات الا ان البزار كان يحدث من حفظه فيخطئ وقد أخرجه ابن مردويه والديلمي من هذا الطريق وزاد بعد قوله كنت قاتله قال فانت يا سهيل بن بيضاء قال كنت أقول لعن الله الابعد فهو خبيث ولعن الله البعدى فهى خبيثة ولعن الله أول الثلاثة أخبر بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأولت القرآن يا ابن بيضاء والذين يرمون أزواجهم وهذا أصح من قول البزار فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن نفيع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر أرأيت لو وجدت مع أهلك رجلا كيف كنت صانعا قال إذا لقتلته ثم قال لعمر فقال مثل ذلك فتتابع القوم على قول أبى بكر وعمر ثم قال لسهيل بن البيضاء قال كنت أقول لعنك الله فانت خبيثة ولعنك الله فانت خبيث ولعن الله أول الثلاثة منا يخرج هذا الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأولت القرآن يا ابن البيضاء لو قتله قتل به ولو قذفه جلد ولو قذفها لاعنها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين يرمون أزواجهم قال هو الرجل يرمى زوجته بالزنا ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم يعنى ليس للرجل شهداء غيره ان امرأته قد زنت فرفع ذلك إلى الحكام فشهادة أحدهم يعنى الزوج يقوم بعد الصلاة في المسجد فيحلف أربع شهادات بالله ويقول أشهد بالله الذى لا اله الا هو أن فلانة يعنى امرأته زانية والخامسة ان لعنة الله عليه يعنى على نفسه ان كان من الكاذبين في قوله ويدرأ يدفع الحكام عن المرأة العذاب يعنى الحد ان تشهد أربع شهادات بالله انه يعنى زوجها لمن الكاذبين فتقوم المرأة مقام زوجها فتقول أربع مرات أشهد بالله الذى لا اله الا هو انى لست بزانية وان زوجي لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها يعنى على نفسها ان كان زوجها من الصادقين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين قال فان هي اعترفت رجمت وان هي أبت يدرأ عنها العذاب قال عذاب الدنيا ان تشهد أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم يفرق بينهما وتعتد عدة المطلقة * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب قال لا يجتمع المتلاعنان أبدا * وأخرج عبد الرزاق عن على وابن مسعود مثله * وأخرج عبد الرزاق عن الشعبى قال اللعان أعظم من الرجم * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال وجبت اللعنة على أكذبهما * وأخرج البزار عن جابر قال ما نزلت آية التلاعن الا لكثرة السؤال * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أبى هريرة قال لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة انى لو رأيت اهلي ومعها رجل انتظر حتى آتى باربعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال والذى بعثك بالحق لو رأيته لعاجلته بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار اسمعوا ما يقول سيدكم ان سعد الغيور وأنا أغير منه والله أغير منى * وأخرج ابن ماجه وابن حبان والحاكم وابن مردويه عن أبى هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم ما ليس منهم فليست من الله في شئ ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤس الاولين والآخرين * قوله تعالى (ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة
[ 25 ]
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر اقرع بين أزواجه فايتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب وانا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل فدنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شانى أقبلت إلى رحلى فإذا عقد لى من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدى وحبسني ابتغاؤه واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بى فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيرى الذى كنت اركب وهم يحسبون أنى فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم انما تأكل المرأة العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الحمل فساروا فوجدت عقدى بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فيممت منزلي الذى كنت به فظننت انهم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عينى فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمى ثم الذكوانى من وراء الجيش فادلج فاصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رأني وكان يرانى قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهى بجلبابى والله ما كلمني كلمة واحدة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بى الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ان نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في من هلك وكان الذى تولى الافك عبد الله بن أبى ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهر أو الناس يفيضون في قول أصحاب الافك لا أشعر بشئ من ذلك وهو يريبنى في وجعى أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذى كنت أرى منه حين أشتكى انما يدخل على فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف فذاك الذى يريبنى ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معى أم مسطح قبل المناصع وهى متبرزنا وكنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل وذلك قببل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الاول في التبرز قبل الغائط فكنا نتاذى بالكنف ان نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وام مسطح فاقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتى قد أشرعنا من ثيابنا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت اتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعى ما قال قلت وما قال فاخبرتني بقول أهل الافك فازددت مرضا على مرضى فلما رجعت إلى بيتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم فقلت أتاذن لى ان آتى أبوى قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت فاذن لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت لابوى فقلت لامى يا امتاه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر الا اكثرن عليها فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لى دمع ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت أبكى ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن أبى طالب واسامة بن زيد حين استلبث الوحى يستامرهما في فراق أهله فاما اسامة فاشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذى يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من لود فقال يا رسول الله أهلك ولا نعلم الا خيرا وأما على بن أبى طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وان تسال الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت شيأ يريبك قالت بريرة لا والذى بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبى فقال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل لمغنى أذاه في أهل بيتى فو الله ما علمت على أهلى الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلى الا معى فقام سعد بن معاذ الانصاري فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه ان كان من الاوس ضربت عنقه وان كان من اخواننا من بنى الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله ما تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال اسعد بن عبادة كذبت لنقنلنه فانك منافق تجادل عن المنافقين فتئاور الحيان الاوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا
[ 26 ]
وسكت فبكيت يومى ذلك فلا يرقا لى دمع ولا أكتحل بنوم فاصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقا لى دمع وأبواي يظنان ان البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا ابكى فاستأذنت على امرأة من الانصار فاذنت لها فجلست تبكى معي فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشئ فتشهد حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فانه بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبى إليه فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة فقلت لابي أحب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لامى أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن انى والله لقد علمت انكم سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم انى بريئة والله يعلم انى بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بامر والله يعلم أنى منه بريئة لتصدقني والله لا أجد لى ولكم مثلا الا قول أبى يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا حينئذ أعلم انى بريئة وان الله مبرئى ببرأتي ولكن والله ما كنت أظن ان الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأنى في نفسي كان أحقر من ان يتكلم الله في بامر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله بها قالت فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فاخذه ما كان ياخذه من البرحاء عند الوحى حتى انه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذى أنزل عليه فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سرى عنه وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها ان قال ابشرى يا عائشة اما الله فقد برأك فقالت أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد الا الله الذى أنزل برأتي وأنزل الله ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في برأتي قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح بن اناثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيا أبدا بعد الذى قال لعائشة ما قال فانزل الله ولا ياتل أولو الفضل منكم والسعة يؤتوا أولى القربى والمساكين إلى قوله رحيم قال ابو بكر والله انى أحب ان يغفر الله لى فرجع إلى مسطح النفقة التى كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال زينب ابنة جحش عن أمرى فقال يا زينب ماذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمى سمعي وبصرى ما علمت الا خيرا قالت وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الافك * وأخرج البخاري والترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت لما ذكر من شانى الذى ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أشيروا على في أناس أنبوا أهلى وأيم الله ما علمت على أهلى من سوء وأنبوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا يدخل بيتى قط الا وأنا حاضر ولا غبت في سفر الا غاب معى فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لى يا رسول الله ان تضرب أعناقهم وقام رجل من بنى الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أما والله لو كانوا من الاوس ما أحببت ان تضرب أعناقهم حتى كاد ان يكون بين الاوس والخزرج شر في المسجد وما علمت فلما كان مساه ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتى ومعى أم مسطح فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت أي أم تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها أي أم تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقالت والله لم أسبه الا فيك فقلت في أي شانى فقرت لى الحديث فقلت وقد كان هذا قالت نعم والله فرجعت إلى بيتى كان الذى خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى بيت أبى فارسل معى الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية فاخبرتها أو ذكرت لها الحديث وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ منى فقالت يا بنية خففي عليك الشان فانه والله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر الا حسدنها وقيل فيها قلت وقد علم به أبى قالت نعم قلت ورسول
[ 27 ]
الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم فاستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لامى ما شانها قالت بلغها الذى ذكر من شانها ففاضت عيناه فقال أقسمت عليك أي بنية الا رجعت إلى بيتك فرجعت ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتى فسال عنى خادمي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا الا انها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها وانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله ما علمت عليها لا ما يعلم الصائع على تبر الذهب الاحمر فبلغ إلى ذلك الرجل الذى قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط قالت فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يمينى وشمالي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة ان كنت قارفت سوأ أو ظلمت فتوبى إلى الله فان الله يقبل التوبة عن عباده قالت وقد جاءت امرأة من الانصار فهى جالسة بالباب فقلت ألا تستحى من هذه المرأة ان تذكر شيا فوعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبى فقلت أجبه قال ماذا أقول فالتقت إلى أمي فقلت أجيبيه قالت أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت أما بعد فو الله لئن قلت لكم انى لم أفعل والله يشهد انى لصادقة ما ذاك بنافعى عندكم وقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم وان قلت انى فعلت والله يعلم انى لم أفعل لتقولن قد باءت به على نفسها وانى والله لا أجد لى ولكم مثلا والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه الا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته فسكتنا فرفع عنه وانى لاتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول ابشرى يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت وقد كنت أشد مما كنت غضبا فقال لى أبواي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولكن أحمد الله الذى أنزل برأتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه وكانت عائشة تقول أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل الا خيرا وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذى تكلم فيها مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبى وهو الذى كان يستوشيه ويجمعه وهو الذى كان تولى كبرء منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر ان لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا فانزل الله ولا ياتل أولو الفضل منكم إلى آخر الآية يعنى أبا بكر والسعة ان يؤتوا أولى القربى والمساكين يعنى مسطحا إلى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم قال أبو بكر بلى والله انا نحب ان يغفر الله لنا وعاد له كما كان يصنع * وأخرج أحمد والبخاري وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه عن أم رومان قالت بينا أنا عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة فقالت فعل الله بابنها وفعل فقالت عائشة ولم قالت انه كان فيمن حدث الحديث قالت عائشة وأى حديث قالت كذا وكذا قلت وقد بلغ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قلت وأبا بكر قلت نعم فخرت عائشة مغشيا عليها فما أفاقت الا وعليها حمى بنافض فقمت فزبرتها وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما شان هذه قلت يا رسول الله أخذتها حمى بنافض قال فلعله من حديث تحدث به قالت واستوت عائشة قاعدة فقالت والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن اعتذرت اليكم لا تعذروني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله عذرها فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر فدخل فقال يا عائشة ان الله قد انزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فقال لها ابو بكر أتقولين هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قالت وكان فيمن حدث الحديث رجل كان يعوله ابو بكر فحلف ابو بكر ان لا يصله فانزل الله ولا ياتل اولوا الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية قال ابو بكر بلى فومله * وأخرج البزار وابن مردويه بسند حسن عن ابى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فاصاب عائشة القرعة في غزوة بنى المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت في طلبها وكان مسطح يتيما لابي بكر وفي عياله فلما رجعت عائشة لم تر العسكر وكان صفوان بن المعطل السلمى يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والاداوة فبحمله فنظر فإذا عائشة فغطى وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا وقالوا فيه قال ثم ذكر الحديث حتى انتهى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ فيقوم على الباب فيقول كيف تيكم حتى جاء يوما فقال ابشرى يا عائشة قد انزل الله عذرك فقالت
[ 28 ]
بحمد الله لا يحمدك وأنزل في ذلك عشر آيات ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم فحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطمعا وحنة وحسان * وأخرج ابن مردويه بسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر جاء ببعض نسائه وسافر بعائشة وكان لها هودج وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة فباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه فلم يعلموا الا انها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الانصار يقال له صفوان بن معطل وكان لا يقرب النساء فتقرب منها ومعه بعير له فلما رآها وكان قد عرفها وهى صغيرة قال أم المؤمنين ولوى وجهه وحملها ثم أخذ بخطام الجمل وأقبل يقوده حتى لحق الناس والنبى صلى الله عليه وسلم قد نزل وفقد عائشة فاكثروا القول وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى اعتزلها واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره فقال يا رسول الله دعها لعل الله ان يحدث أمره فيها فقال على بن أبى طالب النساء كثير وخرجت عائشة ليلة تمشى في نساء فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح قالت عائشة بئس ما قلت فقالت انك لا تدرى ما يقول فاخبرتها فسقطت عائشة مغشيا عليها ثم أنزل الله ان الذين جاؤا بالافك الآيات وكان أبو بكر يعطى مسطحا ويصله ويبره فحلف أبو بكر لا يعطيه فنزل ولا ياتل أولوا الفضل منكم الآية فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ياتيها ويبشرها فجاء أبو بكر فاخبرها بعذرها وما أنزل الله فيها فقالت بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد صاحبك * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسنده عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ثلاثا فمن أصابته القرعة خرج بها معه فلما غزا بنى المصطلق اقرع بينهن فاصابت عائشة وأم سلمة فخرج بهما معه فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فانا خوا بعيرها ليصلحوا رحلها وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أبركوا ابلهم قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلح رحل أم سلمة أقضى حاجتى قال فنزلت من الهودج ولم يعلموا بنزولي فاتيت خربة فانقطعت قلادتي فاحتسبت في جمعها ونظامها وبعث القوم ابلهم ومضوا وظنوا انى في الهودج فخرجت ولم ار احدا فاتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي ان القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبى فقمت على بعض الطريق فربى صفوان بن المعطل وكان سال النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعله على الساقة فجعله وكان إذا رحل الناس قام يصلى ثم اتبعهم فما سقط منهم من شئ حمله حتى ياتي به اصحابه قالت عائشة فلما مر بى ظن انى رجل فقال يا نومان قم فان الناس قد مضوا فقلت انى لست رجلا انا عائشة قال انا لله وانا إليه راجعون ثم اناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عنى فقال يا امه قومي فاركبى فإذا ركبت فآذنينى قالت فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث جمله فاخذ بخطام الجمل قال عمر فما كلمها كلاما حتى اتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن ابى ابن سلول للناس فجر بها ورب الكعبة وأعانه على ذلك حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة وشاع ذلك في العسكر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة وأشاع عبد الله بن أبى هذا الحديث في المدينة واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معى السطل وفيه ماء فوقع السطل منها فقالت تعس مسطح قالت لها عائشة سبحان الله تسبين رجلا من أهل بدر وهو ابنك قالت لها ام مسطح انه سال بك السيل وانت لا تدرين واخبرتها بالخبر قالت فلما اخبرتني اخذتني الحمى بنافض مما كان ولم اجد المذهب قالت عائشة وقد كنت ارى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة ولم ادر من أي شئ هو فلما حدثتني ام مسطح علمت ان جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذاك فلما دخل على قلت اتاذن لى ان اذهب إلى اهلي قال اذهبي فخرجت عائشة حتى اتت اباها فقال لها مالك قلت اخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته قال لها أبو بكر فاخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته واويك انا والله لا آويك حتى يامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يؤويها فقال لها ابو بكر والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد اعزنا الله بالاسلام فبكت عائشة وامها ام رومان وابو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم اهل الدار وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد
[ 29 ]
الله واثنى عليه فقال ايها الناس من يعذرني ممن يؤديى فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه وقال يا رسول الله انا اعذرك منه ان يكن من الاوس اتيتك برأسه وان يكن من الخزرج امرتنا بامرك فيه فقام سعد بن عبادة فقال كذبت والله ما تقدر على قتله انما طلبتنا بذحول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية فقال هذا يال الاوس وقال هذا يال الخزرج فاضطربوا بالنعال والحجارة فتلاطموا فقام أسيد بن حضير فقال فيم الكلام هذا رسول الله يامرنا بامره فنفعله عن رغم أنف من رغم ونزل جبريل وهو على المنبر فلما سرى عنه تلا عليهم ما نزل به جبريل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى آخر الآيات فصاح الناس رضينا بمال أنزل الله وقام بعضهم إلى بعض وتلازموا وتصايحوا فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر وأبطأ الوحى في عائشة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى على بن أبى طالب واسامة بن زيد وبريرة وكان إذا أراد أن يستشير في أمر أهله لم يعد عليا واسامة بن زيد بعد موت أبيه زيد فقال لعلى ما تقول في عائشة فقد أهمنى ما قال الناس قال يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها وقال لاسامة ما تقول أنت قال سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فقال لبريرة ما تقولين يا بريرة قالت والله يا رسول الله ما علمت على أهلك الا خيرا الا انها امرأة نؤم تنام حتى تجئ الداجن فتأكل عجينها وان كان شئ من هدا ليخبرنك الله فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبى بكر فدخل عليها فقال يا عائشة ان كنت فعلت هذا الامر فقولي لى حتى أستغفر الله فقالت والله لا أستغفر الله منه أبدا ان كنت قد فعلته فلا غفر الله لى وما أجد مثلى ومثلكم الا مثل أبى يوسف اذهب اسم يعقوب من الاسف قال انما أشكو ابثى وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمها إذ نزل جبريل بالوحى فاخذت النبي صلى الله عليه وسلم نعسة فسرى وهو يتبسم فقال يا عائشة ان الله قد أنزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فتلا عليها سورة النور إلى الموضع الذى انتهى إليه عذرها وبراءتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي إلى البيت فقامت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله من البراءة لعائشة وبعث إلى عبد الله بن أبى فجئ به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين وبعث إلى حسان ومسطح وحمنة فضربوا ضربا وجيعا ووجئ في رقابهم قال ابن عمر انما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبى حدين لانه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدان فبعث أبو بكر إلى مسطح لاوصلتك بدرهم أبدا ولا عطفت عليك بخير أبدا ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله ونزل القرآن ولا يأتل أولو الفضل منكم إلى آخر الآية فقال أبو بكر أما إذ نزل القرآن يامرني فيك لاضاعفن لك وكانت امرأة عبد الله بن أبى منافقة معه فنزل القرآن الخبيثات يعنى امرأة عبد الله للخبيثين يعنى عبد الله والخبيثون للخبيثات عبد الله وامرأته والطيبات يعنى عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم للطيبين يعنى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى اليسر الانصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة قد أنزل الله عذرك قالت بحمد الله لا بحمدك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبى فضربه حدين وبعث إلى مسطح وحمنة فضربهم * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم يريد ان الذين جاؤا بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم يريد خير الرسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين وخير لابي بكر وأم عائشة وصفوان بن المعطل لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذى تولى كبره منهم يريد اشاعته منهم يريد عبد الله بن أبى ابن سلول له عذاب عظيم يريد في الدنيا جلده رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الآخرة مصيره إلى النار لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار فيها بريرة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خيرا وقالوا هذا كذب عظيم لولا جاؤا عليه باربعة شهداء لكانوا هم والذين شهدوا كاذبين فإذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون يريد الكذب بعينه ولولا فضل الله عليكم ورحمته يريد ولولا ما من الله به عليكم وستركم هذا بهتان عظيم يريد البهتان الافتراء مثل قوله في مريم بهتانا عظيما يعظكم الله أن تعود والمثله يريد مسطحا وخمنة وحسان ويبين الله لكم الايات التى أنزلها في عائشة والبراءة لها والله عليم بما في قلوبكم من
[ 30 ]
الندامة فيما خضتم به حكيم في القذف ثمانين جلدة ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة يريد بعد هذا في الذين آمنوا يريد المحصنين والمحصنات من المصدقين لهم عذاب أليم وجيع في الدنيا يريد الحد وفى الآخرة العذاب في النار والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما دخلتم فيه وما فيه من شدة العذاب وأنتم لا تعلمون شدة سخط الله على من فعل هذا ولولا فضل الله عليكم يريد لولا ما تفضل الله به عليكم ورحمته يريد مسطحا وحمنة وحسان وان الله رؤف رحيم يريد من الرحمة رؤف بكم حيث ندمتم ورجعتم إلى الحق يا أيها الذين آمنوا يريد صدقوا بتوحيد الله لا تتبعوا خطوات الشيطان يريد الزلات فانه يامر بالفحشاء والمنكر يريد بالفحشاء عصيان الله والمنكر كل ما يكره الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته يريد ما تفضل الله به عليكم ورحمكم ما زكى منكم من أحد أبدا يريد ما قبل توبة أحد منكم أبدا ولكن الله يزكى من يشاء فقد شئت أن يتوب عليكم والله سميع عليم يريد سميع لقولكم عليم بما في أنفسكم من الندامة ولا ياتل يريد ولا يحلف أولو الفضل منكم والسعة يريد ولا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح ان يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل وجعلت عندك السعة والمعرفة بالله فسخطت يا أبا بكر على مسطح فله قرابة وله هجرة ومسكنة ومشاهد رضيتها منه يوم بدر ألا تحبون يا أبا بكر أن يغفر الله لكم يريد فاغفر لمسطح والله غفور رحيم يريد فانى غفور لمن أخطأ رحيم باوليائى ان الذين يرمون المحصنات بريد العفائف الغافلات المؤمنات يريد المصدقات بتوحيد الله وبرسله وقد قال حسان بن ثابت في عائشة حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت عائشة لكنك لست كذلك لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يقول أخرجهم من الايمان مثل قوله في سورة الاحزاب للمنافقين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا والذى تولى كبره يريد كبر القذف واشاعته عبد الله بن أبى الملعون يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يريد ان الله ختم على ألسنتهم فشهدت الجوارح وتكلمت على أهلها بذلك وذلك انهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين فختم الله على ألسنتهم فتكلمت الجوارح بما عملوا ثم شهدت ألسنتهم عليهم بعد ذلك يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق يريد يجازيهم باعمالهم بالحق كما يجازى أولياءه بالثواب كذلك يجازى أعداءه بالعقاب كقوله في الحمد مالك يوم الدين يريد قوم الجزاء ويعلمون يريد يوم القيامة ان الله والحق المبين وذلك ان عبد الله بن أبى كان يشك في الدنيا وكان رأس المنافقين فذلك قوله يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلم ابن سلول ان الله هو الحق المبين يريد انقطع الشك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين الخبيثات للخبيثين يريد امثال عبد الله بن أبى ومن شك في الله ويقذف مثل سيدة نساء العالمين والطيبات للطيبين عائشة طيبها الله لرسوله أتى بها جبريل في سرقة من حرير قبل ان تصور في رحم أمها فقال له عائشة بنت أبى بكر زوجتك في الدنيا وزوجتك في الجنة عوضا من خديجة وذلك عند موتها بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربها عيناه والطيبون للطيبات يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبه الله لنفسه وجعله سيد ولد آدم والطيبات يريد عائشة أولئك مبرؤن مما يقولون يريد برأها الله من كذب عبد الله بن أبى لهم مغفرة يريد عصمة في الدنيا ومغفرة في الآخرة ورزق كريم يريد الجنة وثواب عظيم * وأخرج ابن ابى حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير ان الذين جاؤا بالافك الكذب عصبة منكم يعنى عبد الله بن أبى المنافق وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش لا تحسبوه شرا لكم يقول لعائشة وصفوان لا تحسبوا الذى قيل لكم من الكذب ب شرا لكم بل هو خير لكم لانكم تؤجرون على ذلك لكل امرئ منهم يعنى ممن خاض في أمر عائشة ما اكتسب من الاثم على قدر ما خاض فيه من أمرها والذى تولى كبره يعنى حظه منهم يعنى القذفة وهو ابن أبى رأس المنافقين وهو الذى قال ما برئت منه وما برئ منها له عذاب عظيم وفي هذه الآية عبرة عظيمة لجميع المسلمين إذا كانت فيهم خطيئة فمن أعان عليها بفعل أو كلام أو عرض لها أو أعجبه ذلك أو رضى فهو في تلك الخطيئة على قدر ما كان منه وإذا كان خطيئة بين المسلمين فمن شهد وكره فهو مثل الغائب ومن غاب ورضى فهو مثل شاهد لولا ادسمعتوه قذف عائشة وصفوان ظن المؤمنون والمؤمنات لان منهم حمنة بنت جحش هلا كذبتم به بانفسهم خيرا هلا ظن بعضهم ببعض خيرا انهم لم يزنوا وقالوا هذا افك مبين الا قالوا هذا القذف
[ 31 ]
كذب بين لولا جاؤا عليه يعنى على القذف باربعة شهداء فإذ لم ياتوا بالشهداء فاولئك يعنى الذين قذفوا عائشة عند الله هم الكاذبون في قولهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة من تأخير العقوبة لمسكم فيما أفضتم فيه يعنى فيما قلتم من القذف عذاب عظيم إذ تلقونه بالسنتكم وذلك حين خاضوا في أمر عائشة فقال بعضهم سمعت فلانا يقول كذا وكذا وقال بعضهم بل كان كذا وكذا فقال تلقونه بالسنتكم يقول يرويه بعضكم عن بعض وتقولون بافواهكم يعنى بالسنتكم من قذفها ما ليس لكم به علم يعنى من غير ان تعلموا ان الذى قلتم من القذف حق وتحسبونه هينا تحسبون ان القذف ذنب هين وهو عند الله عظيم يعنى من الزور لولا إذ سمعتموه يعنى القذف قلتم ما يكون يعنى ألا قلتم ما يكون ما ينبغى لنا ان نتكلم بهذا ولم تره أعيننا سبحانك هذا بهتان عظيم يعنى ألا قلتم هذا كذب عظيم مثل ما قال سعد بن معاذ الانصاري وذلك ان سعدا لما سمع قول من قال في أمر عائشة قال سبحانك هذا بهتان عظيم والبهتان الذى يبهت فيقول ما لم يكن يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا يعنى القذف ان كنتم مؤمنين يعنى مصدقين ويبين الله لكم الآيات يعنى ما ذكر من المواعظ ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة تفشو ويظهر الزنا لهم عذاب أليم في الدنيا بالحد وفي الآخرة عذاب النار ولولا فضل الله الآية لعاقبكم بما قلتم لعائشة وان الله رؤف رحيم حين عفا عنكم فلم يعاقبكم ومن يتبع خطوات الشيطان يعنى تزيينه فانه يامر بالفحشاء يعنى بالمعاصى والمنكر مالا يعرف مثل ما قيل لعائشة ولولا فضل الله عليكم ورحمة يعنى نعمته ما زكا ما صلح ولكن الله يزكى يصلح من يشاء فلما أنزل الله عذر عائشة وبرأها وكذب الذين قذفوها حلف أبو بكر ان لا يصل مسطح بن اثاثة بشئ أبدا لانه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف وكان مسطح من المهاجرين الاولين وكان ابن خالة أبى بكر وكان يتيما في حجره فقيرا فلما حلف أبو بكر ان لا يصله نزلت في أبى بكر ولا ياتل أي ولا يحلف أولو الفضل منكم يعنى في الغنى أبا بكر الصديق والسعة يعنى في الرزق أن يؤتوا أولى القربى يعنى مسطح ان اثاثة قرابة أبى بكر وابن خالته والمساكين يعنى ان مسطحا كان فقيرا والمهاجرين في سبيل الله يعنى ان مسطحا كان من المهاجرين وليعفوا وليصفحوا يعنى ليتجاوزوا عن مسطح ألا تحبون ان يغفر الله لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر أما تحب أن يغفر الله لك قال بلى يا رسول الله قال فاعف واصفح فقال أبو بكر قد عفوت وصفحت لا أمنعه معروفا بعد اليوم ان الذين يرمون المحصنات يعنى يقذفون بالزنا الحافظات لفروجهن العفائف الغافلات يعنى عن الفواحش يعنى عائشة المؤمنات يعنى الصادقات لعنوا يعنى جلدوا في الدنيا والآخرة يعذبون بالنار يعنى عبد الله بن أبى لانه منافق له عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم يعنى من قذف عائشة يوم القيامة يومئذ يعنى في الآخرة يوفيهم الله دينهم الحق حسابهم العدل لا يظلمهم ويعلمون ان الله هو الحق المبين يعنى العدل المبين الخبيثات يعنى السيئ من الكلام قذف عائشة للخبيثين من الرجال والنساء يعنى الذين قذفوها والخبيثون يعنى من الرجال والنساء للخبيثات يعنى السيئ من الكلام لانه يليق بهم الكلام السيئ والطيبات يعنى الحسن من الكلام للطيبين من الرجال والنساء يعنى الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيرا والطيبون من الرجال والنساء للطيبات للحسن من الكلام لانه يليق بهم الكلام الحسن أولئك يعنى الطيبين من الرجال والنساء مبرؤن مما يقولون هم برآء من الكلام السيئ لهم مغفرة يعنى لذنوبهم ورزق كريم يعنى حسنا في الجنة فلما أنزل الله عذر عائشة ضمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وهى من أزواجه في الجنة * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أنزل الله عذرى وكادت الامة تهلك في سببي فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج الملك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي اذهب إلى ابنتك فاخبرها ان الله قد أنزل عذرها من السماء قالت فأتاني أبى وهو يعدو يكاد أن يعثر فقال ابشرى يا بنية بابى وأمى فان الله قد أنزل عذرك قلت بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد صاحبك الذى أرسلك ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول ذراعي فقلت بيده هكذا فاخذ أبو بكر النعل ليعلوني بهما فمنعته أمي فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقسمت لا تفعل * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت والله ما كنت أرجو أن ينزل في كتاب الله ولا أطمع فيه ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا فيذهب ما في نفسه
[ 32 ]
وقد سأل الجارية الحبشية فقالت والله لعائشة أطيب من طيب الذهب ولكنها ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها والله لئن كان ما يقول الناس حقا ليخبرنك الله فعجب الناس من فقهها * وأخرج الطبراني عن الحكم ابن عتيبة قال لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة فقال يا عائشة ما يقول الناس فقالت لا أعتذر من شئ قالوه حتى ينزل عذرى من السماء فانزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور ثم قرأ حتى بلغ الخبيثات للخبيثين * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال نزلت ثمان عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة وببراءتها * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة قالت لما رميت بما رميت به هممت ان آتى قليبا فاطرح نفسي فيه * وأخرج البزار بسند صحيح عن عائشة انه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رأسها فقالت الا عذرتني فقال أي سماء تظلنى وأى أرض تقلني ان قلت مالا أعلم * وأخرج أحد عن عائشة قالت لما نزل عذرى من السماء جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني بذلك فقلت بحمد الله لا بحمدك * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت لما نزل عذرى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدين * وأخرج ابن جرير عن محمد ابن عبد الله بن جحش قال تفاخرت عائشة وزينب فقالت زينب أنا التى نزل تزويجي وقالت عائشة وأنا التى نزل عذرى في كتابه حين حملني ابن المعطل فقالت لها زينب يا عائشة ما قلت حين ركبتيها قالت قلت حسبى الله ونعم الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن عباس انه دخل على عائشة قبل موتها وهى مغلوبة فقال كيف تجدينك قالت بخير ان اتقيت قال فانت بخير زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت خلال في تسع لم تكن لاحد الا ما آتى الله مريم جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني وأنا ابنة سبع سنين وأهديت إليه وأنا ابنة تسع وتزوجني بكر أو كان ياتيه الوحى وأنا وهو في لحاف واحد وكنت من أحب الناس إليه ونزل في آيات من القرآن كادت الامة تهلك فيها ورأيت جبريل ولم يره احد من نسائه غيرى وقبض في بيتى لم يله أحد غير الملك الا أنا * وأخرج ابن سعد عن عائشة قالت فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ما هن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيرى ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيرى وأنزل الله برأتي من السماء وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فانها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو من اناء واحد ولم يكن يصنع ذلك باحد من نسائه غيرى وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك باحد من نسائه غيرى وكان ينزل عليه الوحى وهو معى ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيرى وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحرى ومات في الليلة التى كان يدور على فيها ودفن في بيتى * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن مجاهد في قوله ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم قال أصحاب عائشة عبد الله بن أبى ابن سلول ومسطح وحسان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الذين افتروا على عائشة حسان ومسطح وحمنة بنت جحش و عبد الله بن أبى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عروة أن عبد الملك بن مروان كتب إليه يسأله عن الذين جاؤا بالافك فكتب إليه انه لم يسم منهم الاحسان ومسطح وحمنة بنت جحش في آخرين لا علم لى بهم * قوله تعالى (والذى تولى كبره) الآية * أخرج البخاري وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال الذى تولى كبره منهم على فقلت لا حدثنى سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عتبة بن مسعود كلهم سمع عائشة تقول الذى تولى كبره عبد الله بن أبى قال فقال لى فما كان جرمه قلت حدثنى شيخان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنهما سمعا عائشة تقول كان مسيئا في أمرى وقال يعقوب بن شبة في مسنده حدثنا الحسن بن على الحلواني ثنا الشافعي ثنا عمى قال دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال له يا سليمان الذى تولى كبره من هو قال عبد الله بن أبى قال كذبت هو على قال أمير المؤمنين أعلم بما يقول فدخل
[ 33 ]
الزهري فقال يا ابن شهاب من الذى تولى كبره فقال له ابن أبى قال كذبت هو على قال أنا أكذب لا أبالك لو نادى مناد من السماء ان الله أحل الكذب ما كذبت حدثنى عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة ان الذى تولى كبره عبد الله بن أبى * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن مسروق قال دخل حسان بن ثابت على عائشة رضى الله تعالى عنها فشبب وقال حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرئى من لحوم الغوافل قالت لكنك لست كذلك قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله والذى تولى كبره منهم لهم عذاب عظيم فقالت وأى عذاب أشد من العمى ولفظ ابن مردويه أو ليس في عذاب قد كف بصره * وأخرج ابن جرير من طريق الشعبى عن عائشة أنها قالت ما سمعت بشئ أحسن من شعر حسان وما تمثلت به الا رجوت له الجنة قوله لابي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم هجوت محمدا وأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء فان أبى ووالده وعرضى * لعرض محمد منكم وقاء أتشتمه ولست له بكفء * فشركما لخير كما الفداء لساني صارم لا عيب فيه * وبحري لا تكدره الدلاء فقيل يا أم المؤمنين أليس هذا لغوا قالت لا انما اللغو ما قيل عند النساء قيل أليس الله يقول والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم قالت أليس قد أصابه عذاب أليم أليس قد أصيب بصره وكسع بالسيف وتعنى الضربة التى ضربها اياه صفوان بن المعطل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله * وأخرج محمد بن سعد عن محمد بن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول لا تؤذوا حسان فانه كان ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال الله والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم وقد عمى والله قادر أن يجعل ذلك العذاب العظيم عماه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك والذى تولى كبره منهم يقول الذى بدأ بذلك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني عن مجاهد والذى تولى كبره قال عبد الله بن أبى ابن سلول يذيعه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن الذى تولى كبره رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من قريش والآخر من الانصار عبد الله بن أبى ابن سلول ولم يكن شر قط الا وله قادة ورؤساء في شرهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقى له الوسادة وتقول لا تقولوا لحسان الا خيرا فانه كان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم وقد عمى والعمى عذاب عظيم والله قادر على ان يجعله ذلك ويغفر لحسان ويدخله الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن مسروق قال في قراءة عبد الله والذى تولى كبره منهم له عذاب أليم * قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن بعض الانصار ان امرأة أبى أيوب قالت له حين قال أهل الافك ما قالوا ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت انت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك وأطيب انما هذا كذب وافك باطل فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الافك ثم قال ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين أي كما قال أبو أيوب وصاحبته * وأخرج الواحدى وابن عساكر والحاكم عن أفلح مولى أبى أيوب ان أم أيوب قالت ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك فلما نزل القرآن وذكر أهل الافك قال الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنن والمؤمنات * قوله تعالى (إذ تلقونه بالسنتكم) * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطرانى عن مجاهد انه قرأ إذ تلقونه بالسنتكم قال يرويه بعضكم عن بعض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة إذ تلقونه بالسنتكم قال يرويه بعضكم عن بعض * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن أبى مليكة قال
[ 34 ]
كانت عائشة تقرأ إذ تقلونه بالسنتكم وتقول انما هو ولق القول والولق الكذب قال ابن أبى مليكة هي أعلم به من غيرها لان ذلك نزل فيها * قوله تعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) * أخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في النار أبعد ما بين السماء والارض * وأخرج الطبراني عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة * قوله تعالى (ولولا إذ سمعتموه قلتم) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو أيوب الانصاري حين أخبرته امرأته قالت يا أبا أيوب ألا تسمع ما يتحدث الناس فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فانزل الله ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير ان سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال سبحانك هذا بهتان عظيم * وأخرج ابن أخى سمى في فوائده عن سعيد بن المسيب قال كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيأ من ذلك قالا سبحانك هذا بهتان عظيم زيد بن حارثة وأبو أيوب * قوله تعالى (يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا) * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه يعظكم الله ان تعودا لمثله أبدا قال يحرج الله عليكم * وأخرج الفريابى والطبراني عن مجاهد في قوله يعظكم الله قال ينهاكم * قوله تعالى (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن مجاهد ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال تظهر يحدث عن شأن عائشة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال يحبون ان يظهر الزنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن معدان قال من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه فهو من الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال من أشاع الفاحشة فعليه النكال وان كان صادقا * وأخرج البخاري في الادب والبيهقي في الشعب عن على بن أبى طالب قال العامل الفاحشة والذى يشيع بها في الاثم سواء * وأخرج البخاري في الادب عن شبل بن عون قال كان يقال من سمع بفاحشة فافشاها فهو فيها كالذى آبداها * وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فانه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته * قوله تعالى (ما زكا منكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما زكا منكم قال ما اهتدى أحد من الخلائق لشئ من الخير * قوله تعالى (ولا يأتل أولو الفضل) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا يأتل أولو الفضل يقول لا تقسموا ان لا تنفقوا على أحد * وأخرج ابن المنذر عن عائشة رضى الله عنها قالت كان مسطح بن اناثة ممن تولى كبره من أهل الافك وكان قريبا لابي بكر وكان في عياله فحلف أبو بكر رضى الله عنه ان لا ينيله خيرا أبدا فانزل الله ولا ياتل أولو الفضل منكم والسعة الآية قالت فاعاده أبو بكر إلى عياله وقال لا أحلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا تحللتها وأتيت الذى هو خير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية قال نزلت هذه الآية في رجل من قريش يقال له مسطح كان بينه وبين أبى بكر قرابة وكان يتيما في حجره وكان ممن أذاع على عائشة ما أذاع فلما أنزل الله براءتها وعذرها تالى أبو بكر لا يرزؤه خيرا فانزل الله هذه الآية فذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فتلاها عليه فقال ألا تجب ان يغفر الله لك قال بلى قال فاعف عنه وتجاوز فقال أبو بكر لا جرم والله لا أمنعه معروفا كنت أوليه قبل اليوم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال كان ذو قرابة لابي بكر ممن كثر على عائشة فحلف أبو بكر لا يصله بشئ وقد كان يصله قبل ذلك فلما نزلت هذه الآية ولا ياتل أولو الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية فصار أبو بكر يضعف له بعد ذلك بعدما نزلت هذه الآية ضعفى ما كان يعطيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال حلف أبو بكر لا ينفع مسطح بن اناثة ولا يصله وكان بينه وبين أبى بكر قرابة من قبل النساء فاقبل إلى أبى بكر يعتذر فقال مسطح جعلني الله فداءك والله الذى أنزل على محمد ما قذفتها وما تكلمت بشئ مما قيل لها أي خالي وكان أبو بكر خاله قال أبو بكر ولكن قد
[ 35 ]
ضحكت وأعجبك الذى قيل فيها قال لعله يكون قد كان بعض ذلك فانزل الله في شأنه ولا ياتل أولو الفضل الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن محمد بن سيرين قال حلف أبو بكر في يتيمين كانا في حجره كانا فيمن خاض في أمر عائشة أحدهما مسطح بن أثاثة قد شهد بدرا فحلف لا يصلهما ولا يصيبا منه خيرا فنزلت هذه الآية ولا ياتل أولو الفضل منكم والسعة الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولا ياتل أولو الفضل منكم والسعة الآية قال كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رموا عائشة بالقبيح وأفشوا ذلك وتكلموا فيها فاقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر ان لا يتصدقوا على رجل تكلم بشئ من هذا ولا يصلوه قال لا يقسم أولو الفضل منكم والسعة ان يصلوا أرحامهم وان يعطوهم من أموالهم كالذى كانوا يفعلون قبل ذلك فامر الله ان يغفر لهم وان يعفو عنهم * وأخرج ابن المنذر عن أبى سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض مال من صدقة قط تصدقوا ولا عفا رجل عن مظلمة الا زاده الله عزا فاعفوا يعزكم الله ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس الا فتح الله له باب فقر الا ان العفة خير * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا في ذم الغضب والخرائطي في مكارم الاخلاق والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى وائل قال رأيت عبد الله أتاه رجل برجل نشوان فاقام عليه الحد ثم قال للرجل الذى جاء به ما أنت منه قال عمه قال ما أحسنت الادب ولا سترته وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم الآية ثم قال عبد الله انى لاذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجل فلما أمر به لتقطع يده كاتما سف وجهه رمادا فقيل يا رسول الله كان هذا شق عليك قال لا ينبغى ان تكونوا للشيطان عونا على أخيكم فانه لا ينبغى للحاكم إذا انتهى إليه حد الا أن يقيمه وان الله عفو يحب العفو ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا ألا أتحبون ان يغفر الله لكم * قوله تعالى (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال نزلت في عائشة خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن خصيف قال قلت لسعيد بن جبير أنما أشد الزنا أم القذف قال الزنا قلت ان الله يقول ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال انما أنزل هذا في شان عائشة خاصة * وأخرج الطبراني عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في عائشة خاصة ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال انما عنى بهذا نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى الجوزاء ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هذه لامهات المؤمنين خاصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سلمة بن نبيط ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس انه قرأ سورة النور ففسرها فلما أتى على هذه الآية ان الذين يرمون المحصنات الغافلات قال هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ثم قرأ والذين يرمون المحصنات ثم لم باتوا باربعة شهداء إلى قوله الا الذين تابوا الآية ولم يجعل لمن قذف امرأة من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ثم تلا هذه الآية لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم فهم بعض القوم ان يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحسن ما فسر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت رميت بما رميت به وأنا غافلة فبلغني بعد ذلك قبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي جالس إذ أوحى إليه وهو جالس ثم استوى فمسح على وجهه وقال يا عائشة ابشرى فقلت بحمد الله لا بحمدك فقرأ ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات حتى بلغ أولئك مبرؤن مما يقولون * قوله تعالى (يوم تشهد عليهم ألسنتهم) الآية * أخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقال أهلك وعشيرتك فيقول كذبوا فيقال احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم السنتهم وأيديهم ثم يدخلهم النار
[ 36 ]
* وأخرج ابن مردويه عن أبى ايوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته فما ينطق لسانها ولسانه ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تغتاله أو توليه أو كلمة نحوها ويداه ورجلاه يشهدون عليه بما كان يوا بها ثم يدعى الرجل وخوله فمثل ذلك * وأخرج احمد وابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام وان أول ما يبين عن احدكم فرجه وكفه * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما ينطق من ابن آدم يوم القيامة فخذه * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما يستنطق من ابن آدم جوارحه في محاقير عمله فيقول وعزتك يا رب ان عندي المضرات العظام * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن مردويه عن أبى امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى لاعلم آخر رجل من أمتى يجوز الصراط رجل يتلوى على الصراط كالغلام حين يضربه أبوه تزل يده مرة فتصيبها النار وتزل رجله مرة فتصيبها النار فتقول له الملائكة ارأيت ان بعثك الله من مقامك هذا فمشيت سويا أتخبرنا بكل عمل عملته فيقول أي وعزته لا أكتمكم من عملي شيأ فيقولون له قم فامش سويا فيقوم فيمشي حتى يجاوز الصراط فيقولون له اخبرنا باعمالك التى عملت فيقول في نفسه ان أخبرتهم بما عملت ردوني إلى مكاني فيقول لا وعزته ما عملت ذنبا قط فيقولون ان لنا عليك بينة فيلتفت يمينا وشمالا هل يرى من الآدميين ممن كان يشهد في الدنيا احدا فلا يراه فيقول هاتوا بينتكم فيختم الله على فيه فتنطق يداه ورجلاه وجلده بعمله فيقول أي وعزتك لقد عملتها وان عندي العظائم المضرات فيقول اذهب فقد غفرتها لك * وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول عظم يتكلم من الانسان بعد ان يختم على فيه فحذه من جانبه الايسر * قوله تعالى (يومئذ يوفيهم الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق قال حسابهم وكل شئ في القرآن الدين فهو الحساب * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن قتادة يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي اعمالهم الحق لحقهم وأهل الباطل لباطلهم ويعلمون ان الله هو الحق المبين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه قرأها الحق بالرفع * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم * قوله تعالى (الخبيثات) الآية * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الخبيثات قال من الكلام للخبيثين قال من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن مجاهد في قوله الخبيثات قال من الكلام للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام اولئك مبرؤن مما يقولون قال من كان طيبا فهو مبرأ من كل قول خبيث لقوله يغفر الله له ومن كان خبيثا فهو مبرأ من كل قول صالح يقوله يرده الله عليه لا يقبله منه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والطبراني عن قتادة في قوله الخبيثات قال من القول والعمل للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والعمل والطيبات من القول والعمل للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول والعمل لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم هو الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن الخبيثات قال من الكلام للخبيثين قال من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام وهؤلاء مبرؤن مما يقال لهم من السوء يعنى عائشة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير عن الضحاك وابراهيم مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء الخبيثات قال من القول للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والطيبات من القول للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول ألا ترى انك تسمع بالكلمة الخبيثة من الرجل الصالح فتقول غفر الله لفلان ما هذا من خلقه ولا من شيمه ولا مما يقول قال الله أولئك مبرؤن مما يقولون ان يكون ذلك
[ 37 ]
من ؟ بتيمهم ولا من أخلاقهم ولكن الزلل قد يكون * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى الجزار قال جاء أسير بن جابر إلى عبد الله فقال قد سمعت الوليد بن عقبة اليوم تكلم بكلام اعجبني فقال عبد الله ان الرجل المؤمن يكون في فيه الكلمة غير طيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها فيسمعها رجل عنده مثلها فيضمها إليها وان الرجل الفاجر تكون في قلبه الكلمة الطيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها فيسمعها الرجل الذى عنده مثلها فيضمها إليها ثم قرأ عبد الله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن زيد في قوله الخبيثات للخبيثين الآية قال نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك وكان عبد الله بن أبى هو الخبيث فكان هو أولى بان تكون له الخبيثة ويكون لها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا وكان أولى ان تكون له الطيبة وكانت عائشة الطيبة فكانت أولى أن يكون لها الطيب وفي قوله أولئك مبرؤن مما يقولون قال ههنا برئت عائشة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت لقد نزل عذرى من السماء ولقد خلقت طيبة وعند طيب ولقد وعدت مغفرة وأجرا عظيما * وأخرج الطبراني عن ذكوان حاجب عائشة قال دخل ابن عباس على عائشة فقال ابشرى ما بينك وبين أن تلقى محمدا والاحبة الا أن تخرج الروح من الجسد كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله ولم يكن يحب رسول الله الا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الايواء فانزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا وكان ذلك بسببك وما أنزل الله لهذه الامة من الرخصة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الامين فاصبح وليس مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه الا هي تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار قالت دعني منك يا ابن عباس فو الذى نفسي بيده لوددت انى كنت نسيا منسيا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إذا كان يوم القيامة حد الله الذين قذفوا عائشة ثمانين ثمانين على رؤس الخلائق فيستوهب ربى المهاجرين منهم فاستأمرك يا عائشة فسمعت عائشة الكلام وهى في البيت فبكت ثم قالت والذى بعثك بالحق نبيا لسرورك أحب إلى من سروري فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال انها ابنة أبيها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام * وأخرج الحاكم عن الزهري قال لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكانت عائشة أوسعهم علما * وأخرج الحاكم عن عروة قال ما رأيت أحدا اعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة رضى الله عنها * وأخرج الحاكم عن موسى بن طلحة قال ما رأيت احدا أقصح من عائشة رضى الله عنها * وأخرج أحمد في الزهد والحاكم عن الاحنف قال سمعت خطبة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والخطباء هلم جرا فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من في عائشة رضى الله عنها * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم عن مسروق انه سئل أكانت عائشة تحسن الفرائض فقال لقد رأيت الاكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض * وأخرج الحاكم عن عطاء قال كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مسلم البطين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة زوجتى في الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة قالت خلال في سبع لم تكن في أحد من الناس الا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا لكى أفتخر على صواحبي قيل وما هن قالت نزل الملك بصورتي وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت إليه وأنا نبت تسع سنين وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس وأتاه الوحى وأنا واياه في لحاف واحد وكنت من أحب الناس إليه ونزل في آيات من القرآن كادت الامة تهلك فيهن ورأيت جبريل لم يره أحد من نسائه غيرى وقبض لم يله أحد غير الملك وأنا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ان جبريل يقرأ عليك السلام قالت عائشة وعليه السلام ورحمة الله وبركاته * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من طريق أبى بكر محمد بن عمر البغدادي الحنبلى عن أبيه ثنا محمد بن الحسن الكارانى حدثنى ابراهيم الخرجى قال ضاق بى شئ من أمور الدنيا فدعوت بدعوات يقال لها دعاه الفرج فقلت وما هي فقال حدثنى أبو عبد الله أحمد
[ 38 ]
ابن محمد بن حنبل حدثنى سفيان بن عيينة ثنا محمد بن واصل الانصاري عن أبيه عن جده عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كنت جالسا عند أم المؤمنين عائشة لاقر عينيها بالبراءة وهى تبكى فقالت والله لقد هجرني القريب والبعيد حتى هجرتني الهرة وما عرض على طعام ولا شراب فكنت أرقد وأنا جائعة طامئة فرأيت في منامي فتى فقال لى مالك فقلت حزينة مما ذكر الناس فقال ادعى بهذه يفرج عنك فقلت وما هي فقال قولى يا سابغ النعم ودافع النقم ويا فارج الغمم ويا كاشف الظلم يا أعدل من حكم يا حسيب من ظلم يا ولى من ظلم يا أول بلا بداية ويا آخر بلا نهاية يا من له اسم بلا كنية اللهم اجعل لى من أمرى فرجا ومخرجا قالت فانتبهت وأنا ريانة شبعانة وقد أنزل الله منه فرجى قال ابن النجار خبر غريب * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) الآيات * أخرج الفريابى وابن جرير من طريق عدى بن ثابت عن رجل من الانصار قال قالت امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم انى أكون في بيتى على الحالة التى لا أحب أن يرانى عليها أحد لا ولا ولا والد فيأتيني الآتى فيدخل على فكيف أصنع ولفظ ابن جرير وانه لا يزال يدخل على رجل من أهلى وأنا على تلك الحال فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم الآية * وأخرج الفريابى وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها قال أخطأ الكاتب انما هي حتى تستأذنوا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن ابراهيم قال في مصحف عبد الله حتى تسلموا على أهلها وتستاذنوا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال هي في قراءة أبى حتى تسلموا وتستاذنوا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حتى تستانسوا قال حتى تستأذنوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاستئناس الاستئذان * وأخرج ابن أبى شيبة والحكيم الترمذي وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى أيوب قال قلت يا رسول الله أرأيت قول الله حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها هذا التسليم قد عرفناه فما الاستئناس قال يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت * وأخرج الطبراني عن أبى أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاستئناس أن تدعو الخادم حتى يستانس أهل البيت الذين يسلم عليهم * وأخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حتى تستأنسوا قال تنحنحوا وتنحموا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في الادب وأبو داود والبيهقي في سننه من طريق ربعي قال حدثنا رجل من بنى عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقيل له قل السلام عليكم أأدخل * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن سعد الثقفى ان رجلا استاذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامة له يقال لها روضة قومي إلى هذا فعلميه فانه لا يحسن يستاذن فقولي له يقول السلام عليكم أدخل * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري في الادب وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في شعب الايمان من طريق كلدة ان صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلياى وصقانيس والنبى صلى الله عليه وسلم باعلى الوادي قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم أستأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم أأدخل * وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر في التمهيد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام على رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر * وأخرج ابن وهب في كتاب المجالس وابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم قال ارسلني ابى إلى ابن عمر فجئته فقلت أألج فقال ادخل فلما دخلت قال مرحبا يا ابن أخى لا تقل أألج ولكن قل السلام عليكم فإذا قالوا وعليك فقل أأدخل فان قالوا ادخل فادخل * وأخرج ابن أبى حاتم عن أم ايا ؟ ن قالت كنت في أربع نسوة نستأذن على عائشة فقلت ندخل فقالت لا فقالت واحدة السلام عليكم أندخل قالت ادخلوا ثم قالت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا
[ 39 ]
وتسلموا على أهلها * وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام قبل الكلام * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب عن أبى هريرة فيمن يستاذن قبل أن يسلم قال لا يؤذن له حتى يبدأ بالسلام * وأخرج البخاري في الادب عن أبى هريرة قال إذا دخل ولم يقل السلام عليكم فقل لا حتى تأتى بالمفتاح * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عبيدة قال كان عبد الله إذا دخل الدار استانس تكلم ورفع صوته * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن مسعود قال عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم واخواتكم * وأخرج البخاري في الادب وأبو داود عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل البصر فلا اذن له * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فقد عصى الله ولا اذن له * وأخرج الطبراني عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يشهد أنى رسول الله فلا يدخل على أهل بيت حتى يستأنس ويسلم فإذا نظر في قعر البيت فقد دخل * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والبيهقي في شعب الايمان عن هذيل قال جاء سعد فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فقام على الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هكذا عنك فانما الاستئذان من النظر * وأخرج البخاري في الادب وأبو داود عن عبد الله بن بشر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الايمن أو الايسر ويقول السلام عليكم السلام عليكم وذلك ان الدور لم يكن عليها يومئذ ستور * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن سهل بن سعد قال اطلع رجل من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مدرى يحك بها رأسه فقال لو أعلم انك تنظر لطعنت بها في عينك انما جعل الاستئذان من أجل البصر وفي لفظ انما جعل الله الاذن من أجل البصر * وأخرج الطبراني عن سعد بن عبادة قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقمت مقابل الباب فاستاذنت فاشار إلى أن تباعد وقال هل الاستئذان الا من أجل النظر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله حتى تستأنسوا قال هو الاستئذان قال وكان يقال الاستئذان ثلاث فمن لم يؤذن له فيهن فليرجع اما الاولى فيسمع الحى وأما الثانية فيأخذوا حذرهم واما الثالثة فان شاؤا أذنوا وان شاؤا ردوه * وأخرج مالك والبخاري ومسلم وابو داود عن أبى سعيد الخدرى قال كنت جالسا في مجلس من مجالس الانصار فجاء أبو موسى فزعا فقلنا له ما افزعك قال أمرنى عمر أن آتيه فاتيته فاستاذنت ثلاثا فلم يؤذن لى فرجعت فقال ما منعك أن تأتيني قلت قد جئت فاستاذنت ثلاثا فلم يؤذن لى وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قال لتأتينى على هذا بالبينة فقالوا لا يقوم الا أصغر القوم فقام أبو سعيد معه فشهد له فقال عمر لابي موسى انى لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم يعنى بيوتا ليست لكم حتى تستأنسوا وتسلموا فيها تقديم يعنى حتى تسنموا ثم تستأذنوا والسلام قبل الاستئذان ذلكم يعنى الاستئذان والتسليم خير لكم يعنى أفضل من أن تدخلوا من غير اذن ان لا تأثموا وياخذ أهل البيت حذرهم لعلكم تذكرون فان لم تجدوا فيها احدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم يعنى في الدخول وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا يعنى لا تقعدوا ولا تقوموا على أبواب الناس هو أزكى لكم يعنى الرجوع خير لكم من القيام والقعود على أبوابهم والله بما تعملون عليم يعنى بما يكون عليم ليس عليكم جناح يعنى لا حرج عليكم ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة يعنى ليس بها ساكن وهى الخانات التى على طرق الناس للمسافر لا جناح عليكم أن تدخلوها بغير استئذان ولا تسليم فيها متاع لكم يعنى منافع من البرد والحر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فان لم تجدوا فيها أحدا يقول ان لم يكن لكم فيها متاع فلا تدخلوها الا باذن وفي قوله ليس عليكم جناح الآية قال كانوا يضعون بطريق المدينة اقتابا وامتعات في بيوت ليس فيها أحد فاحلت لهم أن يدخلوها بغير اذن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بيوتا غير مسكونة قال هي البيوت التى منزلها السفر لا يسكنها أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن الحنفية في قوله بيوتا
[ 40 ]
غير مسكونة قال هي هذه الخانات التى في الطرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء في قوله فيها متاع لكم قال الخلاء والبول وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله بيوتا غير مسكونة قال هي البيوت الخربة لقضاء الحاجة * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم النخعي مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله فيها متاع لكم يعنى الخانات ينتفع بها من المطر والحر والبرد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله بيوتا غير مسكونة قال هي البيوت التى ينزلها الناس في أسفارهم لا أحد فيها وفي قوله فيها متاع لكم قال بلغة ومنفعة * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه عن أنس قال قال رجل من المهاجرين لقد طلبت عمرى كله هذه الآية فما أدركتها ان استاذن على بعض اخواني فيقول لى ارجع فارجع وأنا مغتبط لقوله تعالى وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان الرجل في الجاهلية إذا لقى صاحبه لا يسلم عليه يقول حييت صباحا وحييت مساء وكان ذلك تحية القوم بينهم وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يتتحم ويقول قد دخلت فيشق ذلك على الرجل ولعله يكون مع أهله فغير الله ذلك كله في ستر وعفة فقال لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم الآية فلما نزلت آية التسليم في البيوت والاستئذان فقال أبو بكر يا رسول الله فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام وبيت المقدس ولهم بيوت معلومة على الطريق فكيف يستأذنون ويسلمون وليس فيهم سكان فرخص الله في ذلك فانزل الله ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة بغير اذن * وأخرج البخاري في الادب وأبو داود في الناسخ وابن جرير عن ابن عباس قال يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ففسح واستثنى من ذلك فقال ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم * قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا) الآية * أخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب قال مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه فوسوس لهما الشيطان انه لم ينظر أحدهما إلى الآخر الا اعجابا به فبينا الرجل يمشى إلى جنب حائط ينظر إليها إذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال والله لا اغسل الدم حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه أمرى فاتاه فقص عليه قصته فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا عقوبة ذنبك وأنزل الله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الآية أي عما لا يحل لهم ويحفظوا فروجهم أي عما لا يحل لهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم قال من شهواتهم عما يكره الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم يعنى أبصارهم فمن هنا صلة في الكلام يعنى يحفظوا أبصارهم عما لا يحل لهم النظر إليه ويحفظوا فروجهم عن الفواحش ذلك أزكى لهم يعنى غض البصر وحفظ الفرج * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن أبى العالية قال كل آية يذكر فيها حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الآية في النور ويحفظوا فروجهم ويحفظن فروجهن فهو ان يراها أحد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما ناتى منها وما نذر قال احفظ عورتك الا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت يا نبى الله إذا كان القوم بعضهم في بعض قال ان استطعت ان لا يراها أحد فلا يرينها قلت إذا كان أحدنا خاليا قال الله أحق ان يستحى منه من الناس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن العلاء بن زياد قال كان يقال لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة فان النظر يجعل شبقا في القلب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل على عينيه وقلبه وذكره وهو من المرأة على ثلاثة على عينها وقلبها وعجزها * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن جرير البجلى قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة فأمرني ان أصرف بصرى * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والبيهقي في سننه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى لا تتبع النظرة النظرة فان لك الاولى وليست لك الآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه من حديث على مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجلسوا في
[ 41 ]
المجالس فان كتم لابد فاعلين فردوا السلام وغضوا لابصار واهدوا السبيل وأعينوا على الحمولة * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها فقال ان أبيتم فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهى عن المنكر * وأخرج أبو القاسم البغوي في معجمه والطبراني عن أبى امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اكفلوا إلى بست أكنل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا ئتمن فلا يخن وإذا وعد فلا يخلف غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم * وأخرج أحمد والحكيم في نوادر الاصول والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصره الا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق وزنا الاذنين الاستماع وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين الخطو والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة سهم من سهام ابليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه ايمانا يجد حلاوته في قلبه * وأخرج ابن أبى الدنيا والديلمي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عين باكية يوم القيامة الا عينا غضت عن محارم الله وعينا سهرت في سبيل الله وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله * قوله تعالى (وقل للمؤمنات) لآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال بلغنا والله أعلم ان جابر بن عبد الله الانصاري حدث ان أسماء بنت مرشد كانت في نخل لها في بنى حارثة فجعل النساء يدخلن عليها غير مؤتزرات فيبد وما في أرجلهن يعنى الخلاخل ويبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء ما أقبح هذا فانزل الله في ذلك وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن الآية * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ولا يبدين زينتهن قال الزينة السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة الا ما ظهر منها قال الثياب والجلباب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الزينة زينتان زينة ظاهرة وزينة باطنة لا يراها الا الزوج فاما الزينة الظاهرة فالثياب وأما الزينة الباطنه فالكحل والسوار والخاتم ولفظ ابن جرير فالظاهرة منها الثياب وما يخفى فالخلخالان والقرطان والسواران * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي في سننه عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة استعطرت فخرجت فمرت على قوم فيجدوا ريحها فهى زانية * وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الكحل والخاتم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الكحل والخاتم والقرط والقلادة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال هو خضاب الكف والخاتم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال وجهها وكفاها والخاتم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال رقعة الوجه وباطن الكف * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها انها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت القلب والفتخ وضمت طرف كمها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمة في قوله الا ما ظهر منها قال الوجه وثغرة النحر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله الا ما ظهر منها قال الوجه والكف * وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله الا ما ظهر منها قال الكفات والوجه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال المسكتان والخاتم والكحل قال قتادة وبلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تخرج يدها الا إلى ههنا ويقبض نصف الذراع * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن المسور بن مخرمة في قوله الا ما ظهر منها قال القلبين يعنى السوار
[ 42 ]
والخاتم والكحل * وأخرج سفيد وابن جرير عن ابن جريج قال قال ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الخاتم والمسكة قال ابن جريج وقالت عائشة رضى الله عنها القلب والفتخة قالت عائشة دخلت على ابنة أخى لامى عبد الله بن الطفيل مزينة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض فقالت عائشة رضى الله عنها انها ابنة أخى وجارية فقال إذا عركت المرأة لم يحل لها ان تظهر الا وجهها والا ما دون هذا وقبض على ذراع نفسه فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي والبيهقي في سننه عن أم سلمة انها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت بينا نحن عنده أقبل ابن أبى مكتوم فدخل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا عنه فقالت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن عائشة ان أسماء بنت أبى بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فاعرض عنها وقال يا أسماء ان المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها لا هذا وأشار إلى وجهه وكفه * وأخرج أبو داود في مراسيله عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الجارية إذا حاضت لم يصلح ان يرى منها الا وجهها ويداها إلى المفصل والله أعلم * قوله تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت رحم الله نساء المهاجرات الاول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن أخذ النساء ازرهن فثققنها من قبل الحواشى فاختمرن بها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكتف مروطهن فاختمرن به * وأخرج الحاكم وصححه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهى تختمر فقال لية لاليتين * وأخرج أبو داود وابن أبى حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة ان نساء قريش لفظي وانى والله ما رأيت أفضل من نساء الانصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا ايمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور وليضربن بخمرهن على جيوبهن انقلب رجالهن اليهن يتلون عليهن ما أنزل اليهن فيها ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته وعلى ذى قرابته فما منهن امرأة الا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وايمانا بما أنزل الله في كتابه فاصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح معتجرات كأن على رؤسهن الغربان * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة ان امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها فاخذته عائشة فشقته ثم قالت ألا تعلمين ما أنزل الله في سورة النور فدعت لها بخمار فكستها اياه * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير وليضربن وليشددن بخمرهن على جيوبهن يعنى النحر والصدر فلا يرى منه شئ * وأخرج أبو داود في الناسخ عن ابن عباس قال في سورة النور ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وقال يدنين عليهن من جلابيبهن ثم استثنى فقال والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن الآية والمتبرجات اللائى يخرجن غير نحورهن * قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها والزينة الظاهرة الوجه وكحل العينين وخضاب الكف والخاتم فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها ثم قال ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن الآية والزينة التى تبديها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فاما خلخالها ومعضدها ونحرها وشعرها فانها لا تبديه الا لزوجها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ولا يبدين زينتهن يعنى ولا يضعن الجلباب وهو القناع من فوق الخمار الا لبعولتهن أو آبائهن الآية قال فهو محرم وكذلك العم والخال أو نسائهن يعنى نساء المؤمنات أو ما ملكت أيمانهن يعنى عبد المرأة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الشعبى وعكرمة في هذه الآية ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن حتى فرغ منها قال لم يذكر العم والخال لانهما ينعتان لابنائهما فلا تضع خمارها عند العم والخال * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس أو نسائهن قال من المسلمات لا تبديه ليهودية ولا لنصرانية وهو النجر والقرط والوشاح وما حوله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي
[ 43 ]
في سننه عن مجاهد قال لا تضع المسلمة خمارها أي لا تكون قابلة عند مشركة ولا تقبلها لان الله تعالى يقول أو نسائهن فلسن من نسائهن * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في سننه وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كتب إلى أبى عبيدة أما بعد فانه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فانه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها الا أهل ملتها * قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهن) * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أو ما ملكت أيمانهن يعنى عبد المرأة لا يحل لها أن تضع جلبابها عند عبد زوجها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قالا لا باس أن يرى العبد شعر سيدته * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال تضع المرأة الجلباب عند المملوك * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال انه ليس عليك بأس انما هو أبوك وغلامك * وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان لاحداكن مكاتب وكان له ما يؤدى فلتحتجب منه * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضى الله عنه قال كان العبيد يدخلون على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أو ما ملكت أيمانهن قال في القراءة الاولى الذين لم يبلغوا الحلم مما ملكت أيمانكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن طاوس ومجاهد قال لا ينظر المملوك لشعر سيدته قالا وفي بعض القراءة أو ما ملكت أيمانكم الذين لم يبلغوا الحلم * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء أنه سئل هل يرى غلام المرأة رأسها وقدمها قال ما أحب ذلك الا أن يكون غلاما يسرا فاما رجل ذو لحية فلا * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال لا تغرنكم هذه الآية أو ما ملكت أيمانهن انما عنى بها الاماء ولم يعن بها العبيد * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال تستتر المرأة من غلامها * قوله تعالى (أو التابعين غير أولى الاربة من الرجال) * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير أولى الاربة من الرجال قال هو الذى لا يستحى منه النساء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير أولى الاربة قال هذا الرجال يتبع القوم وهو مغفل في عقله لا يكترث للنساء ولا يشتهى النساء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير أولى الاربة من الرجال قال كان الرجل يتبع الرجل في الزمان الاول لا يغار عليه ولا ترهب المرأة ان تضع خمارها عنده وهو الاحمق الذى لا حاجة له في النساء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن طاوس غير أولى الاربة قال هو الاحمق الذى ليس له في النساء أرب ولا حاجة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والمنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد غير أولى الاربة قال هو الابله الذى لا يعرف أمر النساء * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس غير أولى الاربة قال هو المخنث الذى لا يقوم زبه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير غير أولى الاربة من الرجال قال هو الشيخ الكبير الذى لا يطيق النساء * وأخرج عبد بن حميد غير أولى الاربة هو العنين * وأخرج ابن المنذر عن الكلبى غير أولى الاربة قال هو الخصى والعنين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عكرمة قال هو الذى لا يقوم زبه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن سعيد ابن جبير قال هو المعتوه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الشعبى قال هو الذى لم يبلغ أربه ان يطلع على عورات النساء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولى الاربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت باربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن عليكم فحجبوه * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هيت وانما كن يعددنه من غير أولى الاربة من الرجال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو ينعت امرأة يقول انها إذا أقبلت أقبلت باربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أسمع هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم فاخرجه فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم * قوله تعالى (أو الطفل الذين لم
[ 44 ]
يظهروا على عورات النساء) * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قال هم الذين لا يدرون ما النساء من الصغر قبل الحلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قال الغلام الذى لا يحتلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال كل شئ من المرأة عورة حتى ظفرها والله أعلم * قوله تعالى (ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) * أخرج ابن جرير عن حضرمى ان امرأة اتخذت معرنين من فضة واتخذت جزعا فمرت على القوم فضربت برجلها فوقع الخلخال على الجزع فصوت فانزل الله ولا يضربن بارجلهن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا يضربن بارجلهن وهو ان تقرع الخلخال بالآخر عند الرجال أو تكون على رجليها خلاخل فتحركهن عند الرجال فنهى الله عن ذلك لانه من عمل الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولا يضربن بارجلهن قال كانت المرأة تضرب برجلها ليسمع قعقعة الخلخال فيها فنهى عن ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن قال الخلخال نهى ان تضرب برجلها ليسمع صوت الخلخال * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة قال كن نساء الجاهلية يلبسن الخلاخيل الصم فانزل الله هذه الآية ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك قال كانت المرأة تمر على المجلس في رجلها الخرز فإذا جاوزت المجلس ضربت برجلها فنزلت ولا يضربن بارجلهن الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال ان المرأة كانت يكون في رجلها الخلخال فيه الجلاجل فإذا دخل عليها غريب تحرك رجلها عمدا ليسمع صوت الخلخال فقال ولا يضربن يعنى لا يحركن أرجلهن ليعلم ما يخفين يعنى ليعلم الغريب إذا دخل عليها ما تخفى من زينتها * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن مسعود ليعلم ما يخفين من زينتهن قال الخلخال * وأخرج الترمذي عن ميمونة بنت سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها * قوله تعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) * أخرج أحمد والبخاري في الادب ومسلم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن الاغر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله جميعا فانى أتوب إليه كل يوم مائة مرة * وأخرج أحمد عن حذيفة قال كان في لساني ذرب لى أهلى فلم أعده إلى غيره فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال أين انت من الاستغفار يا حذيفة انى لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة وأتوب إليه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبى رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل كم للمؤمنين من ستر قال هي أكثر من ان يحصى ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة هتك منها سترا فإذا تاب رجع إليه ذلك الستر وتسعة معه وإذا لم يتب هتك عنه منها ستر واحد حتى إذا لم يبق عليه منها شئ قال الله تعالى لمن يشاء من ملائكته ان بنى آدم يعيرون ولا يغفرون فخفوه باجنحتكم فيفعلون به ذلك فان تاب رجعت إليه الاستار كلها وإذا لم يتب عجبت منه الملائكة فيقول الله لهم اسلموه فيسلموه حتى لا يستر منه عورة * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله ابن مغفل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس انه سئل عن الرجل يزنى بالمرأة ثم يتزوجها فقال أوله سفاح وآخره نكاح وتوبتهما إلى جميعا أحب من توبتهما إلى متفرقين ان الله يقول توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون * قوله تعالى (وأنكحوا الايامى منكم) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة وأنكحوا الايامى منكم قال قد أمركم الله كما تسمعون ان تنكحوهن فانه أغض لابصارهم واحفظ لفروجهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن انه قال وانكحوا الصالحين من عبيدكم وامائكم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكحوا الصالحين والصالحات فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وانكحوا
[ 45 ]
الايامى منكم الآية قال أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه وأمرهم ان يتزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى فقال ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر الصديق قال أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قال ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما وعده فقال ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة معا في المصنف عن عمر بن الخطاب قال ابتغوا الغنى في الباءة وفي لفظ اطلبوا الفضل في الباءة وتلا ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال التمسوا الغنى في النكاح بقول الله ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج الديلمى عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الرزق بالنكاح * وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي من طريق عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحوا النساء فانهن ياتينكم بالمال وأخرجه ابن أبى شيبة وأبو داود في مراسيله عن عروة مرفوعا مرسلا * وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الاداء والغازي في سبيل الله * وأخرج الخطيب في تاريخه عن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الفاقة فأمره ان يتزوج * قوله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا قال هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهى فان كانت له امرأة فليذهب إليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والارض حتى يغنيه الله من فضله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى روق وليستعفف يقول عما حرم الله عليهم حتى يرزقهم الله * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا الآية قال ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه * قوله تعالى (والذين يبتغون الكتاب) أخرج ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح عن أبيه قال كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتاب فابى فنزلت والذين يبتغون الكتاب الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير والذين يبتغون الكتاب يعنى الذين يطلبون المكاتبة من المملوكين * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله فكاتبوهم قال هذا تعليم ورخصة وليست بعزيمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عامر الشعبى فكاتبوهم قال ان شاء كاتب وان شاء لم يكاتب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس بن مالك قال سألني سيرين المكاتبة فابيت عليه فاتى عمر بن الخطاب فاقبل على بالدرة وقال كاتبه وتلا فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا فكاتبته * وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي في سننه عن يحيى بن أبى كثير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا قال ان علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال المال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج البيهقى عن ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال أمانة ووفاء * وأخرج البيهقى عن ابن عباس في قوله فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ان علمت ان مكاتبك يقضيك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما قوله فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا الخير المال أم الصلاح أم كل ذلك قال ما أراه الا المال كقوله كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الخير المال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبيدة السلمانى ان علمتم فيهم خيرا قال ان علمتم عندهم أمانة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وابراهيم وأبى صالح مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن نافع قال كان ابن عمر يكره ان يكاتب عبده إذا لم يكن له حرفة ويقول يطعمنى من أوساخ الناس * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن مجاهد وطاوس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال مالا وأمانة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال ان علمتم
[ 46 ]
لهم حيلة ولا تلقوا مؤنتهم على المسلمين وآتوهم من مال الله الذى آتاكم يعنى ضعوا عنهم من مكاتبتهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والرويانى في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة وآتوهم من مال الله قال حث الناس عليه ان يعطوه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وآتوهم من مال الله قال حث الناس عليه مولى وغيره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال يترك للمكاتب طائفة من كتابته * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس في وآتوهم من مال الله أمر الله المؤمنين ان يعينوا في الرقاب قال على بن أبى طالب أمر الله السيد أن يدع للمكاتب الربع من ثمنه وهذا تعليم من الله ليس بفريضة ولكن فيه أجر * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي من طريق أبى عبد الرحمن السلمى ان على بن أبى طالب قال في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال مالا وآتوهم من مال الله الذى أتاكم قال يترك للمكاتب الربع * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والديلمي وابن المنذر والبيهقي وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن حبيب عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وآتوهم من مال الله الذى آتاكم قال يترك للمكاتب الربع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال يترك له العشر من كتابته * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم والبيهقي عن عمر انه كاتب عبدا له يكنى ابا أمية فجاء بنجمه حين حل قال يا أبا أمية اذهب فاستعن به في مكاتبتك قال يا أمير المؤمنين لو تركت حين يكون من آخر نجم قال أخاف ان لا ادرك ذلك ثم قرأ وآتوهم من مال الله الذى آتاكم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان ابن عمر إذا كان له مكاتب لم يضع عنه شيأ من أول نجومه مخافة ان يعجز فترجع إليه صدقته ولكنه إذا كان في آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن اسلم وآتوهم من مال الله قال ذلك على الولاة يعطوهم من الزكاة يقول الله وفي الرقاب * قوله تعالى (ولا تكرهوا فتياتكم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة ومسلم وسعيد بن منصور والبزار والدارقطني وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق أبى سفيان عن جابر بن عبد الله قال كان عبد الله بن أبى يقول لجارية له اذهبي فابغينا شيأ وكانت كارهة فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم هكذا كان يقرؤها * وأخرج مسلم من هذا الطريق عن جابر ان جارية لعبدالله بن أبى يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يريدهما على الزنا فشكيا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم الآية * وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر قال كانت مسيكة لبعض الانصار فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ان سيدى يكرهنى على البغاء فنزلت ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج البزار وابن مردويه عن أنس قال كانت جارية لعبدالله بن أبى يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما جاء الاسلام نزلت ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب في قوله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال كان أهل الجاهلية يبغين اماؤهم فنهوا عن ذلك في الاسلام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانوا في الجاهلية يكرهون اماءهم على الزنا ياخذون أجورهم فنزلت الآية * وأخرج الطيالسي والبزار وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس ان جارية لعبدالله بن أبى كانت تزني في الجاهلية فولدت له أولادا من الزنا فلما حرم الله الزنا قال لها مالك لا تزنين قالت لا والله لا أزنى أبدا فضربها فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة ان عبد الله بن أبى كانت له أمتان مسيكة ومعاذة وكان يكرههما على الزنا فقالت احداهما ان كان خيرا فقد استكثرت منه وان كان غير ذلك فانه ينبغى ان أدعه فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبى مالك في قوله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال نزلت في عبد الله بن أبى وكانت له جارية تكسب عليه فاسلمت وحسن اسلامها فارادها ان تفعل كما كانت تفعل فابت عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال كان لعبدالله بن أبى جارية تدعى معاذة فكان إذا
[ 47 ]
نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها ارادة الثواب منه والكرامة له فاقبلت الجارية إلى أبى بكر فشكت ذلك إليه فذكره أبو بكر للنبى صلى الله عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد الله بن أبى من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا فنزلت الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الزهري ان رجلا من قريش أسر يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبى أسيرا وكانت لعبدالله بن أبى جارية يقال لها معاذة وكان القرشى الاسير يريدها على نفسها وكانت مسلمة فكانت تمتنع منه لاسلامها وكان عبد الله بن أبى يكرهها على ذلك ويضربها رجاء ان تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده فانزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق مالك عن ابن شهاب ان عمر بن ثابت أخا بنى الحرث بن الخزرج حدثه ان هذه الآية في سورة النور ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبى ابن سلول وذلك أن عباس بن عبد المطلب كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبى يضربها على أن تمكن عباسا من نفسها رجاء ان تحمل منه فيأخذ ولده فداء فكانت تابى عليه وقال ذلك الغرض الذى كان ابن أبى يبتغى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال كانوا يامرون ولائدهم ان يباغوا فكن يفعلن ذلك ويصبن فيأتين بكسبهن قال وكان لعبدالله ابن أبى جارية فكانت تباغى وكرهت ذلك وحلفت ان لا تفعله فاكرهها فانزل الله الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال بلغنا والله أعلم ان هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما احداهما اسمها مسيكة وكانت للانصاري والاخرى أميمة ام مسيكة لعبدالله بن أبى وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة فاتت مسيكة وامها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له فانزل الله في ذلك ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء يعنى الزنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال لا تكرهوا اماءكم على الزنا فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم واثمهن على من يكرههن * وأخرج ابن أبى شيبة عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه قال كسب الحجام خبيث ومهر البغى خبيث * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى جحيفة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال في قراءة ابن مسعود فان الله من بعد اكراههن لهن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ان أردن تحصنا أي عفة واسلاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير لتبتغوا عرض الحياة الدنيا يعنى كسبهن وأولادهن من الزنا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم قال لهن وليست لهم * قوله تعالى (ولقد أنزلنا اليكم آيات) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ولقد أنزلنا اليكم آيات مبينات يعنى ما فرض عليهم في هذه السورة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم * قوله تعالى (الله نور السموات والارض) * أخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد في الليل يدعو اللهم لك الحمد أنت رب السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السموات والارض ومن فيهن أنت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت واليك أنبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت انت الهى لا اله الا أنت * وأخرج ابو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة الفداة وفي دبر الصلاة اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد بأنك انت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد ان محمدا عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد ان العباد كلهم اخوة اللهم ربنا ورب كل شئ اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والاكرام اسمع واستجب الله أكبر الله أكبر الله نور السموات والارض الله أكبر الله أكبر حسبى الله ونعم الوكيل الله أكبر الله أكبر * وأخرج الطبراني عن سعيد ابن جبير قال كان ابن عباس يقول اللهم انى أسالك بنور وجهك الذى أشرقت له السموات والارض ان تجعلني في
[ 48 ]
حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الله نور السموات والارض يدبر الامر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما * وأخرج الفريابى عن ابن عباس في قوله الله نور السموات والارض مثل نوره الذى أعطاء المؤمن كمشكاة مثل الكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية في سفح جبل لا تصيبها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور مثل الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة قال أعمال الكفار إذا جاؤا رأوها مثل السراب إذا أتاه الرجل قد احتاج إلى الماء فاتاه فلم يجد شيأ فذلك مثل عمل الكافر يرى ان له ثوابا وليس له ثواب أو كظلمات في بحر لجى إلى قوله لم يكد يراها فذلك مثل قلب الكافر ظلمة فوق ظلمة * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري في المصاحف عن الشعبى قال في قراءة أبى بن كعب مثل نور المؤمن كمشكاة * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله الله نور السموات والارض يقول مثل نور من آمن بالله كمشكاة قال وهى النقرة يعنى الكوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس مثل نوره قال هي خطأ من الكاتب هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال مثل نور المؤمن كمشكاة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق على عن ابن عباس الله نور السموات والارض قال هادى أهل السموات وأهل الارض مثل نوره مثل هداه في قلب المؤمن كمشكاة يقول موضع الفتيلة يقول كما يكاد الزيت الصافى يضئ قبل أن تمسه النار إذا مسته النار ازداد ضوأ على ضوئه كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن ياتيه العلم فإذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبى العالية قال هي في قراءة أبى بن كعب مثل نور من آمن به أو قال مثل من آمن به * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى بن كعب الله نور السموات والارض مثل نوره قال هو المؤمن الذى جعل الايمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال الله نور السموات والارض فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال مثل نور من آمن به فكان ابى بن كعب يقرؤها مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره كمشكاة قال فصدر المؤمن المشكاة فيها مصباح والمصباح النور وهو القرآن والايمان الذى جعل في صدره في زجاجة والزجاجة قلبه كأنها كوكب درى فقلبه مما استنار فيه القرآن والايمان كانه كوكب درى يقول كوكب مضئ توقد من شجرة مباركة والشجرة المباركة أصل المبارك الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له زيتونه لا شرقية ولا غربية قال فمثله كمثل شجرة التف بها الشجر فهى خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصله شئ من الفتن وقد ابتلى بها فثبته الله فيها فهو بين اربع خلال ان قال صدق وان حكم عدل وان اعطى شكر وان ابتلى صبر فهو في سائر الناس كالرجل الحى يمشى بين قبور الاموات نور على نور فهو يتقلب في خمسة من النور فكلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور يوم القيام إلى الجنة ثم ضرب مثل الكافر فقال والذين كفروا أعمالهم كسراب الآية قال وكذلك الكافر يجئ يوم القيامة وهو يحسب ان له عند الله خيرا فلا يجده ويدخله الله النار قال وضرب مثلا آخر للكافر فقال أو كظلمات في بحر لجى الآية فهو يتقلب في خمس من الظلم فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومخرجه ظلمة ومدخله ظلمة ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار فكذلك ميت الاحياء يمشى في الناس لا يدرى ماذا له وماذا عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان اليهود قالوا لمحمد كيف يخلص نور الله من دون السماء فضرب الله مثل ذلك لنوره فقال الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة والمشكاة كوة البيت فيها مصباح وهو السراج يكون في الزجاجة وهو مثل ضربه الله لطاعته فسمى طاعته نورا ثم سماها أنواعا شتى لا شرقية ولا غربية قال هي وسط الشجر لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت وذلك لوجود الزيت يكاد زيتها يضئ يقول بغير نار نور على نور يعنى بذلك ايمان العبد وعمله يهدى الله لنوره من يشاء هو مثل المؤمن * وأخرج الطبراني وابن عدى وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله كمشكاة فيها مصباح قال المشكاة
[ 49 ]
جوف محمد صلى الله عليه وسلم والزجاجة قلبه والمصباح النور الذى في قلبه توقد من شجرة مباركة الشجرة ابراهيم زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية ثم قرأ ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن شمر بن عطية قال جاء ابن عباس رضى الله عنهما إلى كعب الاحبار فقال حدثنى عن قول الله الله نور السموات والارض مثل نوره قال مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال المشكاة الكوة ضربها مثلا لفمه فيها مصباح والمصباح قلبه في زجاجة والزجاجة صدره كأنها كوكب درى شبه صدر محمد صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدرى ثم رجع إلى المصباح إلى قلبه فقال توقد من شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضئ قال يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم انه نبى كما يكاد ذلك الزيت انه يضئ ولو لم تمسسه نار * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما الله نور السموات والارض قال الله هادى أهل السموات والارض مثل نوره يا محمد في قلبك كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك وشبه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدرى الذى لا يخبو توقد من شجرة مباركة زيتونة تأخذ دينك عن ابراهيم عليه السلام وهى الزيتونة لا شرقية ولا غربية ليس بنصراني فيصلى نحو المشرق ولا يهودى فيصلى نحو المغرب يكاد زيتها يضئ فيقول يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى إليه بالنور الذى جعل الله في قلبه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير مثل نوره قال محمد صلى الله عليه وسلم يكاد زيتها يضئ قال يكاد من رأى محمدا صلى الله عليه وسلم بعلم انه رسول الله وان لم يتكلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه الله نور السموات والارض مثل نوره قال مثل نور المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه مثل نوره قال مثل هذا القرآن في القلب كمشكاة قال ككوة * وأخرج ابن جرير عن أنس رضى الله عنه قال ان الهى يقول ان نوري هداى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله كمشكاة قال هي موضع الفتيلة من القنديل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما كمشكاة قال ككوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضى الله عنه قال المشكاة الكوة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال المشكاة بلسان الحبشة الكوة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال المشكاة الكوة بلغة الحبشة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد ابن عياض كمشكاة قال ككوة بلسان الحبشة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير كمشكاة قال الكوة التى ليست بنافذة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك قال المشكاة الكوة التى ليس لها منفذ والمصباح السراج * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه مثل نوره قال مثل نور الله في قلب المؤمن كمشكاة قال الكوة كأنها كوكب درى قال منير يضئ زيتونة لا شرقية ولا غربية قال لا يفى عليها ظل شرقي ولا غربي كنا نتحدث انها صاحبة الشمس وهو أصفى الزيت واطيبه وأعذبه هذا مثل ضربه الله للقرآن أي قد جاءكم من الله نور وهدى متظاهر ان المؤمن يسمع كتاب الله فوعاه وحفظه وانتفع بما فيه وعمل به فهذا مثل المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه كمشكاة قال الصفر الذى في جوف القنديل فيها مصباح قال السراج في زجاجة قال القنديل لا شرقية ولا غربية قال هي الشمس من حين تطلع إلى أن تغرب ليس لها ظل وذلك أضوأ لزيتها وأحسن له وانور له نور على نور قال النار على الزيت جاورته * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك كأنها كوكب درى قال يعنى الزهرة ضرب الله مثل المؤمن مثل ذلك النور يقول قلبه نور وجوفه نور ويمشى في نور * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه كوكب درى قال ضخم * وأخرج ابن مردويه عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله زيتونة لا شرقية ولا غربية قال قلب ابراهيم لا يهودى ولا نصراني * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا شرقية ولا غربية قال شجرة لا يظلها كهف ولا جبل ولا يواريها شئ وهو أجود لزيتها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضى الله عنه ومحمد بن سيرين مثله * وأخرج ابن
[ 50 ]
أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا شرقية ولا غربية قال ليست شرقية ليس فيها غرب ولا غربية ليس فيها شرق ولكنها شرقية غربية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله لا شرقية ولا غربية قال هي في وسط الشجر لا تصيبها الشمس في شرق ولا غرب وهى من وجوه الشجر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك ومحمد بن كعب مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال لو كانت هذه الشجرة في الارض لكانت شرقية أو غربية ولكنه مثل ضربه الله لنوره * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما توقد من شجرة مباركة قال رجل صالح لا شرقية ولا غربية قال لا يهودى ولا نصراني * وأخرج عبد بن حميد في مسنده والترمذي وابن ماجه عن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ائتدموا بالزيت وادهنوا به فانه يخرج من شجرة مباركة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبى اسيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة * وأخرج البيهقى في الشعب عن عائشة رضى الله عنها انها ذكر عندها الزيت فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامر ان يؤكل ويدهن ويستعط به ويقول انه من شجرة مباركة * وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال ضفت عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليلة فاطعمني كسورا من رأس بعير بارد وأطعمنا زيتا وقال هذا الزيت المبارك الذى قال الله لنبيه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يكاد زيتها يضئ يقول من شدة النور * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الضوء اشراق الزيت * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه نور على نور قال نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضآ وكذلك نور القرآن ونور الايمان * وأخرج ابن مردويه عن أبى العالية نور على نور قال أتى نور الله تعالى على نور محمد * قوله تعالى (في بيوت أذن الله ان ترفع) الآية * أخراج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في بيوت أذن الله ان ترفع قال هي المساجد تكرم ونهى عن اللغو فيها ويذكر فيها اسمه يتلى فيها كتابه يسبح يصلى له فيها بالغد وصلاة الغداة والآصال صلاة العصر وهما أول ما فرض الله من الصلاة وأحب ان يذكرهما ويذكرهما عباده * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادى مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت تئجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول اين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم * واخرج عبد بن حميد عن قتادة في بيوت أذن الله ان ترفع قال هي المساجد اذن الله في بنيانها ورفعها وأمر بعمارتها وبطهورها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في بيوت أذن الله ان ترفع قال في مساجد ان تبنى وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله اذن الله أن ترفع يقول ان تعظم بذكره يسبح يصلى له فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في بيوت أذن الله أن ترفع قال هي بيوت النبي * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في بيوت أذن الله ان ترفع قال انما هي أربع مساجد لم يبنهن الا نبى الكعبة بناها ابراهيم واسمعيل وبيت المقدس بناه داود وسليمان ومسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء أسس على التقوى بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية في بيوت أذن الله ان ترفع فقام إليه رجل فقال أي بيوت هذه يا رسول الله قال بيوت الانبياء فقام إليه أبو بكر فقال يا رسول الله هذا البيت منها لبيت على وفاطمة قال نعم من أفاضلها * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن ابن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول من دعا إلى الجمل الاحمر في المسجد فقال لاوجدته ثلاثا انما بنيت هذه المساجد للذى بنيت له وقال ابو سنان الشيباني في قوله في بيوت أذن الله ان ترفع قال تعظم * وأخرج أحمد أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناه المساجد في الدور وان تنظف وتطيب * وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرنا ان نصنع المساجد في دورنا وان نصلح صنعتها
[ 51 ]
ونطهرها * وأخرج ابن أبى شيبة وابو يعلى عن ابن عمر ان عمر كان يجمر المسجد في كل جمعة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التفل في المسجد خطيئة وكفارته أن يواريه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني عن ابى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة ودفنه حسنة * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه * وأخرج البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه * وأخرج البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث النخامة يوم القيامة في القبلة وهى في وجه صاحبها * وأخرج الطبراني عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بزق في قبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال من صلى فبزق تجاه القبلة جاءت البزقة يوم القيامة في وجهه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال إذا بزق في القبلة جاءت أحمى ما تكون يوم القيامة حتى تقع بين عينيه * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال ان المسجد لينزوي من المخاط أو النخامة كما تنزوي الجلدة من النار * وأخرج ابن أبى شيبة عن العباس بن عبد الرحمن الهاشمي قال أول ما خلقت المساجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المسجد نخامة فحكها ثم أمر بخلوق فلطخ مكانها قال فخلق الناس المساجد * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في قبلة المسجد نخامة فقام إليها فحكها بيده ثم دعا بخلوق فقال الشعبى هو سنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن يعقوب بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبع غبار المسجد بجريدة * وأخرج ابن ابى شيبة عن زيد بن أسلم قال كان المسجد يرش ويقم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر * وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد عن رجل من الانصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها * وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصال لا ينبغين في المسجد لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولا يقبض فيه بقوس ولا يتخذ سوقا * وأخرج ابن ماجه عن واثلة بن الاسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم صيبانكم ومجانينكم وشراركم وبيعكم وخصوماتكم واقاقة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وبخروها في الجمع * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ امر أحدكم بالنبل في المسجد فليمسك على نصولها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد وعن تناشد الاشعار ولفظ ابن أبى شيبة عن انشاد الضوال * وأخرج الطبراني عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من وأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا له فض الله فاك ثلاث مرات ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا لاوجدتها ثلاث مرات ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك * وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسل السيوف ولا تنثر النبل في المساجد ولا يحلف بالله في المساجد ولا تمنع القائلة في المساجد مقيما ولا ضيفا ولا تبنى التصاوير ولا تزين بالقوارير فانما بنيت بالامانة وشرفت بالكرامة * وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقام الحدود في المساجد * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس انه قال لرجل أخرج حصاقمن المسجد ردها والا خاصمتك يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال ان الحصاة إذا خرجت من المسجد تناشد صاحبها * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال إذ اخرجت الحصاة من المسجد صاحت أو سبحت وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير قال الحصاة تسب وتلعن من يخرجها من المسجد * وأخرج ابن أبى شيبة عن سليمان بن يسار قال الحصاة إذا خرجت من المسجد تصيح حتى ترد إلى موضعها * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن ماجه عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول اللهم اغفر لى ذنوبي وافتح لى ابواب رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لى ذنوبي وافتح لى أبواب فضلك * وأخرج ابن أبى
[ 52 ]
شيبة عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطوا المساجد حقها قيل وما حقها قال ركعتان قبل ان تجلس * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال من أشراط الساعة ان تتخذ المساجد طرقا والله أعلم * قوله تعالى (يسبح له فيها بالغدو والآصال) * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يسبح بنصب الباء * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال ان صلاة الضحى لفى القرآن وما يغوص عليها الاغواص في قوله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * قوله تعالى (رجال) * أخرج أحمد عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير مساجد النساء قعر بيوتهن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت قلت يا رسول الله تمنعنا أزواجنا ان نصلى معك ونحب الصلاة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في الجماعة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ما صلت امرأة قط صلاة أفضل من صلاة تصليها في بيتها الا ان تصلى عند المسجد الحرام الا عجوز في منقلبها يعنى حقبها * قوله تعالى (لا تلهيهم تجارة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم الذين يضربون في الارض يبتغون من فضل الله * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم الذين يضربون في الارض يبتغون من فضل الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال كانوا رجالا يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة القوا ما بايديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال اما والله لقد كانوا تجارا فلم تكن تجارتهم ولا بيعهم يلهيهم عن ذكر الله * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في الآية قال ضرب الله هذا المثل قوله مثل نوره كمشكاة لاولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وكانوا اتجر الناس وابيعه ولكن لم تكن تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال عن شهود الصلاة المكتوبة * وأخرج الفريابى عن عطاء مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر انه كان في السوق فاقيمت الصلاة فاغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر فيهم نزلت رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود انه رأى ناسا من اهل السوق سمعوا الاذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة فقال هؤلاء الذين قال الله لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم في أسواقهم يبيعون ويشترون فإذا جاء وقت الصلاة لم يلههم البيع والشراء عن الصلاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار قال تتقلب في الجوف ولا تقدر تخرج حتى تقع في الخنجرة فهو قوله إذا لقلوب لدى الحناجر كاظمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن اسلم في قوله يخافون يوما قال يوم القيامة * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد عن ابى الدرداء قال ما أحب ان ابايع على هذا الدرج وأربح كل يوم ثلثمائة دينار وأشهد الصلاة في الجماعة اما انا لا ازعم ان ذلك ليس بحلال ولكننى احب أن أكون من الذين قال الله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج هناد بن السرى في الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفدهم البصر فيقوم مناد فينادى أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادى أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب فيعود فينادى أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي
[ 53 ]
في شعب الايمان عن عقبة بن عامر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادى مناد سيعلم أهل الموقف لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة إلى آخر الآية ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان عن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عزوجل سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال أهل الذكر في المساجد * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم ينادى مناد سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم ينادى أيضا فيقول سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الحمادون الله على كل حال فيقومون وهم كثير ثم تكون التبعة والحساب على من بقى * قوله تعالى (والذين كفروا أعمالهم كسراب) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين كفروا أعمالهم كسراب الآية قال هو مثل ضربه الله لرجل عطش فاشتد عطشه فرأى سرابا فحسبه ماء فظن انه قدر عليه حتى أتى فلما أتاه لم يجده شيا وقبض عند ذلك يقول الكافر كذلك ان عمله يغنى عنه أو نافعه شيا ولا يكون على شئ حتى ياتيه الموت فاتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيا ولم ينفعه الا كما يقع العطشان المشتد إلى السراب أو كظلمات في بحر لجى قال يعنى بالظلمات الاعمال وبالبحر اللجى قلب الانسان يغشاه موج يعنى بذلك الغشاوة التى على القلب والسمع والبصر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كسراب بقيعة يقول أرض مستوية * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كسراب بقيعة قال بقاع من الارض والسراب عمل الكافر حتى إذا جاءه لم يجده شيا واتيانه اياه موته وفراقه الدنيا وجد الله عنده ووجد الله عند فراقه الدنيا فوفاه حسابه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة كسراب بقيعة قال بقيعة من الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق السدى عن أبيه عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال ان الكفار يبعثون يوم القيامة وردا عطاشا فيقولون أين الماء فيمثل لهم السراب فيحسبونه ماء فينطلقون إليه فيجدون الله عنده فيوفيهم حسابهم والله سريع الحساب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة أو كظلمات في بحر لجى قال اللجى العميق القعر يغشاه موج من فوقه موج الآية قال هذا مثل عمل الكافر في ضلالات ليس له مخرج ولا منفذ أعمى فيها لا يبصر * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال إذا أخرج يده لم يكد يراها قال أما رأيت الرجل يقول والله ما رأيتها وما كدت ان أراها * وأخرج ابن المنذر عن أبى امامة انه قال أيها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيآت ويوشك ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنقلون إلى مواطن يوم القيامة وانكم لفى بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطى شيا وهو المثل الذى ضربه الله في كتابه أو كظلمات في بحر لجى إلى قوله فماله من نور فلا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الاعمى ببصر البصير * قوله تعالى (ألم تر ان الله يسبح) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله ألم تر ان الله يسبح له إلى قوله كل قد علم صلاته وتسبيحه قال الصلاة للانسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله والطير صافات قال بسط أجنحتهن * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والطير صافات قال صافات باجنحتها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مسعر في قوله والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه قال قد سمى لها صلاة ولم يذكر ركوعا ولا سجودا * قوله تعالى (ألم تر ان الله يزجى سحابا)
[ 54 ]
الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فترى الودق قال المطر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله فترى الودق قال القطر * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بجيلة عن أبيه قال الودق البرق وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله من خلاله قال السحاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه قرأها من خلله بفتح الخاء من غير ألف * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال لو ان الجليد ينزل من السماء الرابعة لم يمر بشئ الا هلكه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يكاد سنا برقه يقول ضوء برقه * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله يكاد سنا برقه قال السنا الضوء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث وهو يقول يدعو إلى الحق لا يبغى به بدلا * يجلو بضوء سناه داحى الظلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة يكاد سنا برقه قال لمعان البرق * وأخرج ابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب ان كعبا سأل عبد الله بن عمر وعن البرق قال هو ما يسبق من البرد وقرأ جبال فيها من برد يكاد سنا برقه يذهب بالابصار * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يقلب الله الليل والنهار قال ياتي بالليل ويذهب بالنهار وياتى بالنهار ويذهب بالليل * قوله تعالى (والله خلق كل دابة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد والله خلق كل دابة من ماء قال النطفة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مغفل انه قرأ والله خالق كل دابة من ماء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال كل شئ يمشى على أربع الا الانسان والله أعلم * قوله تعالى (ويقولون آمنا بالله) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين قال أناس من المنافقين أظهروا الايمان والطاعة وهم في ذلك يصدون عن سبيل الله وطاعته وجهاد مع رسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال ان الرجل كان يكون بينه وبين الرجل خصومة أو منازعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا دعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق اذعن وعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم سيقضى له بالحق وإذا أراد أن يظلم فدعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض وقال انطلق إلى فلان فانزل الله وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إلى قوله هم الظالمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بينه وبين أخيه شئ فدعاه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له * وأخرج الطبراني عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعى إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لو أمرتنا أن نخرج من أموالنا لخرجنا فانزل الله وأقسموا بالله جهد أيمانهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن امرتهم ليخرجن قال ذلك في شأن الجهاد قل لا تقسموا قال يامرهم ان لا يحلفوا على شئ طاعة معروفة قال يامرهم ان يكون منهم طاعة معروفة للنبى صلى الله عليه وسلم من غير ان يقسموا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد طاعة معروفة يقول قد عرفت طاعتكم أي انكم تكذبون به * قوله تعالى (قل أطيعوا الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فانما عليه ما حمل فيبلغ ما أرسل به اليكم وعليكم ما حملتم قال ان تطيعوه وتعملوا بما أمركم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الزبير عن جابر أنه سئل ان كان على امام فاجر فلقيت معه أهل ضلالة أقاتل أم لا ليس بى حبه ولا مظاهرة قال قاتل أهل الضلالة اينما وجدتهم وعلى الامام ما حمل وعليك ما حملت * وأخرج البخاري في تاريخه عن واثل أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم ان كان علينا أمراء يعملون بغير طاعة الله تعالى فقال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والترمذي وابن جرير في تهذيبه وابن مردويه عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال قدم يزيد بن سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت ان كان علينا امراء ياخذوا منا الحق ولا يعطونا فقال انما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم * وأخرج ابن جرير وابن قانع والطبراني عن علقمة بن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجهنى قال قلت يا رسول الله أرأيت ان كان علينا امراء من بعدك ياخذونا بالحق الذى علينا ويمتعونا الحق الذى جعله الله لنا
[ 55 ]
نقاتلهم ونبغضهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم * قوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله وعد الله الذين آمنوا منكم الآية قال فينا نزلت ونحن في خوف شديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة نحوا من عشر سنين يدعون إلى الله وحده وعبادته وحده لا شريك له سراوهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى أمروا بالهجرة إلى المدينة فقدموا المدينة فامرهم الله بالقتال وكانوا بها خائفين يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح فغيروا بذلك ما شاء الله ثم ان رجلا من أصحابه قال يا رسول الله أبدا الدهر نحن خائفون هكذا أما ياتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن 7 تغيروا الا قليلا حتى يجلس الرجل منكم في الملا العظيم مجتبيا ليست فيهم جديدة فانزل الله وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض إلى آخر الآية فاظهر الله نبيه على جزيرة العرب فأمنوا ووضعوا السلاح ثم ان الله قبض نبيه فكانوا كذلك آمنين في امارة أبى بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا وكفروا النعمة فادخل الله عليهم الخوف الذى كان رفع عنهم واتخذوا الحجر والشرط وغيروا فغير ما بهم * وأخرج ابن المنذر والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبى بن كعب قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الانصار رمتهم العرب عن قوس واحدة فكانوا لا يبيتون الا في السلاح ولا يصبحون الا فيه فقالوا أترون انا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف الا الله فنزلت وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات الآية * وأخرج أحمد وابن مردويه واللفظ له والبيهقي في الدلائل عن أبى بن كعب قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات الآية قال بشر هذه الامة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الارض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من تصيب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ليستخلفنهم بالياء في الارض كما استخلف برفع التاء وكسر اللام وليمكنن بالياء مثقلة وليبدلنهم مخففة بالياء * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض قال أهل بيت ههنا وأشار بيده إلى القبلة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وليمكنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم قال هو الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس يعبدونني لا يشركون بى شيأ قال لا يخافون أحدا غيرى * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد يعبدونني لا يشركون بى شيا قال لا يخافون أحدا غيرى ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون قال العاصون * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية ومن كفر بعد ذلك قال كفر بهذه النعمة ليس الكفر بالله * وأخرج ابن مردويه عن أبى الشعثاء قال كنت جالسا مع حذيفة وابن مسعود فقال حذيفة ذهب النفاق انما كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما هو اليوم الكفر بعد الايمان فضحك ابن مسعود ثم قال بم تقول قال بهذه الآية وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض قال سابقين في الارض والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليستاذنكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ابن حيان قال بلغنا أن رجلا من الانصار وامرأته أسماء بنت مرشدة صنعا للنبى صلى الله عليه وسلم طعاما فقالت أسماء يا رسول الله ما أقبح هذا انه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد كل منهما بغير اذن فانزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم من العبيد والاماء والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال من أحراركم من الرجال والنساء * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في هذه الآية قال كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبهم ان يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة فامرهم الله ان يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات الا باذن * وأخرج ابن مردويه عن ثعلبة القرظى عن عبد الله بن سويد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العورات الثلاث فقال إذا أنا وضعت ثيابي بعد الظهيرة لم يلج على أحد من الخدم من الذين لم يبلغوا الحلم ولا أحد من الاجراء الا باذن وإذا وضعت ثيابي
[ 56 ]
بعد صلاة العشاء ومن قبل صلاة الصبح * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في الادب عن ثعلبة بن أبى مالك القرظى أنه ركب إلى عبد الله بن سويد أخى بنى حارثة بن الحارث يسأله عن العورات الثلاث وكان يعمل بهن فقال ما تريد قال أريد أن أعمل بهن فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلى بلغ الحلم الا باذنى الا أن أدعوه فذلك اذنه ولا إذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى تصلى الصلاة ولا إذا صليت العشاء الآخرة ووضعت ثيابي حتى أنام قال فتلك العورات الثلاث * وأخرج ابن سعد عن سويد بن النعمان أنه سئل عن العورات الثلاث فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلى الا أن أدعوه فذلك اذنه وإذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى يصلى الصبح وإذا صليت العشاء وضعت ثيابي فتلك العورات الثلاث * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال آية لم يؤمن بها أكثر الناس آية الاذن وانى لآمر جاريتي هذه لجارية قصيرة قائمة على رأسه ان تستأذن على * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال هذه الآية تهاون الناس بها يا أيها الذين آمنوا ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم وما نسخت قط * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى في قوله ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم قال ليست منسوخة قيل فان الناس لا يعملون بها قال الله المستعان * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال يمكت الناس في الساعات الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن يا أيها الذين آمنوا ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية والآية التى في سورة النساء وإذا حضر القسمة الآية والآية التى في الحجرات ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله ليستأنكم الذين ملكت أيمانكم الآية قال إذا خلا الرجل باهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبى الا باذنه حتى يصلى الغداة وإذا خلا باهله عند الظهر فمثل ذلك ورخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير اذن وهو قوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن فاما من بلغ الحلم فانه لا يدخل على الرجل وأهله الا باذنه على كل حال وهو قوله وإذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استاذن الذين من قبلهم * وأخرج أبو داود ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس ان رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التى أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس ان الله ستير يحب الستر وكان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجا الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله فامرهم الله ان يستاذنوا في تلك العورات التى سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور وبسط الله عليهم في الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس ان ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذى أمروا به * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر في قوله ليستاذنكم الذين ملكت ايمانكم قال هو على الذكور دون الاناث * وأخرج الفريابى عن ابن عمر في قوله ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح ب ؟ دهن طوافون عليكم قال هو للاناث دون الذكور ان يدخلوا بغير اذن * وأخرج ابن مردويه عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليستاذنكم الذين ملكت ايمانكم الآية قال نزلت في النساء ان يستأذن علينا ؟ ؟ ؟ خرج الحاكم وصححه عن على بن أبى طالب في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال النساء فان الرجال يستاذنون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى عبد الرحمن السلمى في هذه الآية قال هي في النساء خاصة الرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار * وأخرج الفريابى عن موسى بن أبى عائشة قالت سألت الشعبى عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم أمنسوخة هي قال لا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال أبناؤكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله طوافون عليكم قال يعنى بالطوافين الدخول والخروج غدوة وعشية بغير اذن وفي قوله إذا بلغ الاطفال يعنى الصغار منكم الحلم يعنى من الاحرار من ولد الرجل وأقاربه فليستأذنوا كما استاذن الذين من قبلهم يعنى كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله كما استأذن الذين من قبلهم قال كما استأذن الذين بلغوا الحلم من
[ 57 ]
قبلهم الذين أمروا بالاستئذان على كل حال * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب قال ليستأذن الرجل على أمه فانما نزلت وإذا بلغ الاطفال منكم الحلم في ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والبيهقي في السنن عن ابن مسعود ان رجلا سأله استأذن على أمي فقال نعم ما على كل أحيانها تحب ان تراها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب عن جابر قال ليستأذن الرجل على ولده وأمه وان كانت عجزوا وأخيه وأخته وأبيه * وأخرج سعيد بن منصور البخاري في الادب وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عطاء أنه سأل ابن عباس استاذن على أختى قال نعم قلت انها في حجري وانى أنفق عليها وانها معى في البيت استأذن عليها قال نعم ان الله يقول ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم الآية فلم يؤمر هؤلاء بالاذن الا في هؤلاء العورات الثلاث قال وإذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم فالاذن واجب على خلق الله أجمعين * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم استأذن على أمي قال نعم أتحب ان تراها عريانة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في السنن عن عطاء بن يسار ان رجلا قال يا رسول الله استاذن على أمي قال نعم قال انى معها في البيت قال استأذن عليها قال انى خادمها أفاستأذن عليها كلما دخلت قال أفتحب ان تراها عريانة قال لا قال فاستأذن عليها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب والبيهقي عن حذيفة انه سئل أيستأذن الرجل على والدته قال نعم ان تفعل رأيت منها ما تكره * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين في قوله والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال كانوا يعلمونا إذا جاء أحدنا أن نقول السلام عليكم أيدخل فلان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم قال الله تعالى ومن بعد صلاة العشاء وانما العتمة عتمة الابل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم العشاء فانما هي في كتاب الله العشاء وانما يعتم بحلاب الابل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ثلاث عورات بالنصب * قوله تعالى (والقواعد من النساء) الآية * أخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن فنسخ واستثنى من ذلك القواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله والقواعد من النساء قال هي المرأة لا جناح عليها ان تجلس في بيتها بدرع وخمار وتضع عنها الجلباب ما لم تتبرج لما يكره الله وهو قوله فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف والبيهقي في السنن عن ابن عباس انه كان يقرأ ان يضعن ثيابهن ويقول هي الجلباب * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في السنن عن ابن مسعود في قوله فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن قال الجلباب والرداء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عمر في الآية قال تضع الجلباب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن الحسن والقواعد من النساء يقول المرأة إذا قعدت عن النكاح * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير والقواعد من النساء يعنى المرأة الكبيرة التى لا تحيض من الكبر اللاتى لا يرجون نكاحا يعنى تزويجا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله اللاتى لا يرجون نكاحا قال لا يردنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال أخبرني مسلم مولى امرأة حذيفة بن اليمان انه خضب رأس مولاته فدخلت عليها فسألتها فقالت نعم يا بنى انى من القواعد اللاتى لا يرجون نكاحا وقد قال الله في ذلك ما سمعت * وأخرج ابن المنذر عن ميمون بن مهران قال في مصحف أبى بن كعب ومصحف ابن مسعود فليس عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود وابن عباس انهما كانا يقرآن فليس عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة انها سئلت عن الخضاب والصباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق فقالت يا معشر النساء قصتكن كلها واحدة أحل الله لكن الزينة غير متبرجات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وان يستعففن خير لهن قال يلبسن جلابيبهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في السنن عن عاصم
[ 58 ]
الاحول قال دخلت على حفصة بنت سيرين وقد ألقت عليها ثيابها فقلت أليس يقول الله والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن قالت اقرأ ما بعده وان يستعففن خير لهن هو ثياب الجلباب * قوله تعالى (ليس على الاعمى حرج) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قالت الانصار ما بالمدينة مال أعز من الطعام كانوا يتحرجون ان ياكلوا مع الاعمى يقولون انه لا يبصر موضع الطعام وكانوا يتحرجون الاكل مع الاعرج يقولون الصحيح يسبقه إلى المكان ولا يستطيع ان يزاحم ويتحرجون الاكل مع المريض يقولون لا يستطيع ان ياكل مثل الصحيح وكانوا يتحرجون ان ياكلوا في بيوت أقربائهم فنزلت ليس على الاعمى حرج يعنى في الاكل مع الاعمى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقسم قال كانوا يكرهون ان ياكلوا مع الاعمى والاعرج والمريض لانهم لا ينالون كما ينال الصحيح فنزلت ليس على الاعمى حرج الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابراهيم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن مجاهد قال كان الرجل يذهب بالاعمى أو الاعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بنت أخيه أو بنت أخته أو بنت عمه أو بنت عمته أو بنت خاله أو بنت خالته فكان الزمنى يتحرجون من ذلك يقولون انما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم * وأخرج البزار وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن النجار عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى أمنائهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما احتجتم إليه فكانوا يقولون انه لا يحل لنا ان ناكل انهم أذنوا لنا من غير طيب أنفسهم وانما نحن أمناء فانزل الله ولا على أنفسكم ان تأكلوا إلى قوله أو ما ملكتم مفاتحه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله ابن عبد الله وابن المسيب انه كان رجال من أهل العلم يحدثون انما أنزلت هذه الآية في أمناء المسلمين كانوا يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله فيعطون مفاتيحهم ضمناءهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا فيقول الذين استودعوهم المفاتيح والله ما يحل لنا مما في بيوتهم شئ وان أحلوه لنا حتى يرجعوا الينا وانها لامانة ائتمنا عليها فلم يزالوا على ذلك حتى أنزل الله هذه الآية فطابت أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال المسلمون ان الله قد نهانا ان ناكل أموالنا بيننا بالباطل والطعام هو من أفضل الاموال فلا يحل لاحد منا ان ياكل من عند أحد فكف الناس عن ذلك فانزل الله ليس على الاعمى حرج إلى قوله أو ما ملكتم مفاتحة وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته والذى رخص الله ان ياكل من ذلك الطعام والتمر وشرب اللبن وكانوا أيضا يتحرجون ان ياكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو اشتاتا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه قال كان أهل المدينة قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لان الاعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفى الطعام كما يستوفى الصحيح والاعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم * وأخرج الثعلبي عن ابن عباس قال خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف على أهله خالد بن زيد فحرج ان ياكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن جرير والبيهقي عن الزهري انه سئل عن قوله ليس على الاعمى حرج الآية ما بال الاعمى والاعرج والمريض ذكروا هنا فقال أخبرنا عبيد الله بن عبد الله ان المسلمين كانوا إذا غزوا أقاموا وصاتهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم يقولون قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك يقولون لا ندخلها وهم غيب فانزلت هذه الآية رخصة لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال هذا الحى من بنى كنانة بن خزيمة يرى أحدهم ان عليه مخزاة ان ياكل وحده في الجاهلية حتى ان كان الرجل يسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشار به فانزل الله ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو أشتاتا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة وأبى صالح قالا كانت الانصار
[ 59 ]
إذا نزل بهم الضيف لا ياكلون معه حتى ياكل معهم الضيف فنزلت رخصة لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أو صديقكم قال إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته ثم أكلت من طعامه بغير اذنه لم يكن بذلك باس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله أو صديقكم قال هذا شئ قد انقطع انما كان هذا في أوله ولم يكن لهم أبواب وكانت الستور مرخاة فربما دخل الرجل البيت وليس فيه أحد فربما وجد الطعام وهو جائع فسوغ له الله ان ياكله قال وذهب ذلك اليوم البيوت فيها أهلها فإذا خرجوا أغلقوا فقد ذهب ذلك * قوله تعالى (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم يقول إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أهلها تحية من عند الله وهو السلام لانه اسم الله وهو تحية أهل الجنة * وأخرج البخاري في الادب وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة قال أبو الزبير ما رأيتة الا أوجبه * وأخرج الحاكم عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها وإذا طعمتم فاذكروا اسم الله وإذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لاصحابه لا مبيت لكم ولا عناء وإذا لم يسلم أحدكم ولم يسم يقول الشيطان لاصحابه أدركتم المبيت والعشاء * وأخرج البخاري في الادب عن جابر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء فإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وان لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء * وأخرج البيهقى في الشعب وضعفه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يقول السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات لله سلام عليكم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عطاء قال إذا دخلت على أهلك فقل السلام عليكم تحية من عند الله مباركة طيبة فإذا لم يكن فيه أحد فقل السلام علينا من ربنا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ماهان في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال يقول السلام علينا من ربنا * وأخرج الطبراني عن أبى البخترى قال جاء الاشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلى إلى سلمان فقالا جئناك من عند أخيك أبى الدرداء قال فاين هديته التى أرسلها معكما قالا ما أرسل معنا بهدية قال اتقيا الله واديا الامانة ما جاءني أحد من عنده الا جاء معه بهدية قالا والله ما بعث معنا شيا الا انه قال اقرؤه منى السلام قال فاى هدية كنت أريد منكما غير هذه وأى هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة * وأخرج الطبراني عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه * وأخرج ابن عدى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم على حجرته ليدخل فليسم الله فانه يرجع قرينه من الشيطان الذى معه ولا يدخل فإذا دخلتم فسلموا فانه يخرج ساكنه منهم وإذا وضع الطعام فسموا فانكم تدحرون الخبيث ابليس عن أرزاقكم ولا يشرككم فيها وإذا ارتحلتم دابة فسموا الله حين تضعون أول حلس فان كل دابة معتقدة وانكم إذا سميتم حططتموه عن ظهرها وان نسيتم ذلك شرككم في مراكبكم ولا تبيتوا منديل الغمر معكم في البيت فانه بيت الشيطان ومضجعه ولا تتركوا العمامة ممسية إذا جمعت في جانب الحجرة فانها مقعد الشيطان ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة ولا تفترشوا الزبالا التى تفضى إلى ظهور الدواب ولا تييتوا على سطح ليس بمحجور وإذا سمعتم نباح الكلاب أو نهيق الحمار فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فانهما لا يريان الشيطان الا نبح الكلب ونهق الحمار * وأخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للاسلام سلام ضياء وعلامات كمنار الطريق فرأسها وجماعها شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وتمام الوضوء والحكم بكتاب الله وسنة نبيه وطاعة ولاة الامر وتسليمكم على أنفسكم وتسليمكم إذا دخلتم بيوتكم وتسليمكم على بنى آدم إذا لقيتموهم * وأخرج البزار وابن عدى والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بخمس خصال قال أسبغ
[ 60 ]
الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيك من أمتى تكثر حسناتك وإذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فانها صلاة الاوابين قبلك يا انس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في أبى مالك قال إذا دخلت بيتا فيه ناس من المسلمين فسلم عليهم وان لم يكن فيه أحد أو كان فيه ناس من المشركين فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب عن ابن عمر قال إذا دخل البيت غير المسكون أو المسجد فليقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد أو بيت غيرك فقل بسم الله والحمد لله السلام علينا من ربنا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي عن قتادة في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك وإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانه كان يؤمر بذلك وحدثنا ان الملائكة ترد عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فسلموا على أنفسكم قال ليسلم بعضكم على بعض كقوله ولا تقتلوا أنفسكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله فسلموا على أنفسكم قال إذا دخل المسلم على المسلم سلم عليه مثل قوله ولا تقتلوا أنفسكم انما هو لا تقتل أخاك المسلم وقوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم قال يقتل بعضكم بعضا قريظة والنضير وقوله جعل لكم من أنفسكم أزواجا كيف يكون زوج الانسان من نفسه انما هي جعل لكم أزواجا من بنى آدم ولم يجعل من الابل والبقر وكل شئ في القرآن على هذا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله فسلموا على أنفسكم قال بعضكم على بعض * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ما أخذت التشهد الا من كتاب الله سمعت الله يقول فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة فالتشهد في الصلاة التحيات المباركات الطيبات لله * وأخرج سعيد بن منصور عن ثابت بن عبيد قال أتيت ابن عمر قبل الغداة وهو جالس في المسجد فقال لى ألا سلمت حين جئت فانها تحية من عند الله مباركة * قوله تعالى (انما المؤمنون) الآية * أخرج ابن اسحق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظى قالا لما أقبلت قريش عام الاحزاب نزلوا بمجمع الاسيال من بئر رومة بالمدينة قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان حتى نزلوا بتغمين إلى جانب أحد وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وضرب الخندق على المدينة وعمل فيه وعمل المسلمون فيه وابطا رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التى لابد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع فانزل الله في أولئك المؤمنين انما المؤمنون الذى آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع إلى قوله والله بكل شئ عليم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه قال ذلك في الغزو والجمعة واذن الامام يوم الجمعة يشير بيده * وأخرج الفريابى عن مكحول في قوله وإذا كانوا معه على أمر جامع قال إذا جمعهم لامر حزبهم من الحرب ونحوه لم يذهبوا حتى يستأذنوه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال هي في الجهاد والجمعة والعيدين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله على أمر جامع قال من طاعة الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن سيرين قال كان الناس يستأذنون في الجمعة ويقولون هكذا ويشيرون بثلاث أصابع فلما كان زياد كثر عليه فاغتم فقال من أمسك على اذنه فهو اذنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مكحول في الآية قال يعمل بها الآن في الجمعة والزحف * وأخرج سعيد بن منصور عن اسمعيل بن عياش قال رأيت عمرو بن قيس السكوني يخطب الناس يوم الجمعة
[ 61 ]
فقام إليه أبوالمدله ليحصبى في شئ وجده في بطنه فاشار إليه عمرو بيده أي انصرف فسألت عمرا وأبا المدله فقال هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون * قوله تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال كانوا يقولون يا محمد يا أبا القاسم فنهاهم الله عن ذلك اعظاما لنبيه صلى الله عليه وسلم فقالوا يا بنى الله يا رسول الله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يعنى كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وعظموه وقولوا له يا رسول الله ويا نبى الله * وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يريد ولا تصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ولكن كما قال الله في الحجرات ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال أمرهم الله ان يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال أمر الله ان يهاب نبيه وان يبجل وان يعظم وان يفخم ويشرف * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال لا تقولوا يا محمد ولكن قولوا يا رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والحسن مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم الآية يقول دعوة الرسول عليكم موجبة فاحذروها * وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبى في الآية قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم على بعض * قوله تعالى (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة ويعنى بالحديث الخطبة فيلوذون ببعض الصحابة حتى يخرجوا من المسجد وكان لا يصلح للرجل ان يخرج من المسجد الا باذن من النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بعدما ياخذ في الخطبة وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار باصبعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيأذن له من غير ان يتكلم الرجل لان الرجل منهم كان إذا تكلم والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب بطلت جمعته * وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال كان لا يخرج أحد لرعاف أو احداث حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه باصبعه التى تلى الابهام فيأذن له النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بيده وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فانزل الله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال يتسللون عن نبى الله وعن كتابه وعن ذكره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لو إذا قال خلافا * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال يتسللون من الصف في القتال فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة قال ان يطبع على قلوبهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن بن صالح قال انى لخائف على من ترك المسح على الخفين ان يكون داخلا في هذه الآية فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن يحيى بن أبى كثير قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يقاتلوا ناحية من خيبر فانصرف الرجال عنهم وبقى رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى عليه فقال أبعد ما نهينا عن القتال فقالوا نعم فتركه ولم يصل عليه * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ في أمر القبر ولما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا الا رجل مقو فخرج رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فامر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ان ينادى في الناس لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ولا يدخل الجنة عاص * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو لا يقاتل أحد منك فعمد رجل منهم ورمى العدو وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبى صلى الله عليه وسلم استشهد فلان فقال أبعد ما نهيت عن القتال قالوا نعم قال لا يدخل
[ 62 ]
الجنة عاص * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الآية قال كان لا يستأذنه إذا غزا لا المنافقون فكان لا يحل لاحد ان يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتخلف بعده إذا غزا ولا تنطلق سرية الا باذنه ولم يجعل الله للنبى صلى الله عليه وسلم ان ياذن لاحد حتى نزلت الآية انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع يقول أمر طاعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه الآية فجعل الاذن إليه ياذن لمن يشاء فكان إذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس لامر يامرهم وينهاهم صبر المؤمنون في مجالسهم وأحبوا ما أحدث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يوحى إليه وبما أحبوا وكرهوا فإذا كان شئ مما يكره المنافقون خرجوا يتسللون يلوذ الرجل بالرجل يستتر لكى لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى ان الله تعالى يبصر الذين يتسللون منكم لو إذا * قوله تعالى (ألا ان لله ما في السموات والارض) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله قد يعلم ما أنتم عليه الآية قال ما كان قوم قط على أمر ولا على حال الا كانوا بعين الله والا كان عليهم شاهد من الله * وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية يعنى خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول والله بكل شئ بصير والله أعلم * (سورة الفرقان مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة الفرقان بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت بمكة سورة الفرقان * وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم وابن جرير وابن حبان والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهشام اقرأ فقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ان هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ سورة الفرقان فاسقط آية فلما سلم قال هل في القوم أبى فقال أبى ها أنا يا رسول الله فقال ألم أسقط آية قال بلى قال فلم لم تفتحها على قال حسبتها آية نسخت قال لا ولكني أسقطتها والله تعالى أعلم * قوله تعالى (تبارك الذى نزل الفرقان) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال تبارك تفاعل من البركة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تبارك الذى نزل الفرقان على عبده قال هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق والباطل ليكون للعالمين نذيرا قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذيرا من الله لينذ الناس باس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم وخلق كل شئ فقدره تقديرا قال بين لكل شئ من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم واتخذوا من دونه آلهة قال هي هذه الاوثان التى تعبد من دون الله لا يخلقون شيا وهم يخلقون وهو الله الخالق الرازق وهذه الاوثان تخلق ولا تخلق شيأ ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعنى بعثا وقال الذين كفروا ان هذا هذا قول مشركي العرب الاافك هو الكذب افتراه وأعانه عليه أي على حديثه هذا وأمره قوم آخرون فقد جاؤا فقد أتوا ظلما وزورا أساطير الاولين قال كذب الاولين وأحاديثهم وقالوا ما لهذا الرسول قال عجب الكفار من ذلك ان يكون رسول ياكل الطعام ويمشى في الاسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة ياكل منها قال الله يرد عليهم تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك يقول خيرا مما قال الكفار من الكنز والجنة جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا قال وانه والله من دخل الجنة ليصيبن
[ 63 ]
قصورا لا تبلى ولا تهدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كل شئ في القرآن افك فهو كذب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وأعانه عليه قوم آخرون قال يهود فقد جاؤا ظلما وزورا قال كذبا * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البخترى والاسود بن المطلب وزمعة بن الاسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيه بن الحجاج اجتمعوا فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وحاصموه حتى تعذر وامنه فبعثوا إليه ان أشرف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمد انا بعثنا اليك لنعذر منك فان كنت انما جئت بهذا لحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وان كنت تطلب الشرف فنحن نسودك وان كنت تريد ملكا ملكناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالى مما تقولون ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثنى اليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم قالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا شيا مما عرضنا عليك 7 قالوا فإذا لم تفعل هذا فسل لنفسك وسل ربك ان يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله ان يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغى فانك تقوم بالاسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذى يسأل ربه هذا وما بعثت اليكم بهذا ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا فانزل الله في قولهم ذلك وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام إلى قوله وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت ان أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال الظالمون ان تتبعون قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أنظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا يخرجهم من الامثال التى ضربوا لك وفي قوله تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى قال حوائط ويجعل لك قصورا قال بيوتا مبنية مشيدة كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان * وأخرج الواحدى وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشى في الاسواق حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال ان ربك يقرئك السلام ويقول وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلالا فقال هذه مفاتيح خزائن الدينا فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل إلى الارض ان تواضع فقال يا رضوان لا حاجة لى فيها فنودى أن ارفع بصرك فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الانبياء وعرفهم وإذا منازله فوق منازل الانبياء فقال رضيت ويرون ان هذه الآية أنزلها رضوان تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك الآية * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم ان شئت أعطيناك خزائن الارض ومفاتيحها ما لم يعط نبى قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيا وان شئت جمعتها لك في الآخرة قال اجمعها إلى في الآخرة فانزل الله تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال هذا ملك تدلى من السماء إلى الارض ما نزل إلى الارض قط قبلها استأذن ربه في زيارتك فاذن له فلم يلبث ان جاء فقال السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام قال ان الله يخيرك ان شئت ان يعطيك من خزائن كل شئ ومفاتيح كل شئ لم يعط 7 هنا بياض بالاصل (*)
[ 64 ]
أحدا قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيا فقال لا بل يجمعهما لى في الآخرة جميعا فنزلت تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك * قوله تعالى (إذا رأتهم من مكان بعيد) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله إذا رأتهم من مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق مكحول عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدا من بين عينى جهنم قالوا يا رسول الله وهل لجهنم من عين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد فهل تراهم الا بعينين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقل على ما لم أقل أو ادعى إلى غير والديه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ بين عينى جهنم مقعدا قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال ان العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد الا خاف وان الرجل من أهل النار ما بين شحمة أذنيه وبين منكبيه مسيرة سبعين سنة وان فيها لاودية من قيح تكال ثم تصب في فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير في قوله سمعوا لها تغيظا وزفيرا قال ان جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الا ترعد فرائصه حتى ان ابراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه ويقول يا رب لا أسألك اليوم الا نفسي * وأخرج ابن وهب في الاهوال عن العطاف بن خالد قال يؤتى بجهنم يومئذ ياكل بعضها بعضا يقودها سبعون ألف ملك فإذا رأت الناس فذلك قوله إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا زفرت زفرة لا يبقى نبى ولا صديق الا برك لركبتيه ويقول يا رب نفسي نفسي ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتى أمتى * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مغيث بن سمى قال ما خلق الله من شئ الا وهو يسمع زفير جهنم غدوة وعشية الا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب * وأخرج آدم بن أبى اياس في تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا رأتهم من مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لاتت على كل بر وفاجر سمعوا لها تغيظا وزفيرا تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع الا بدرت ثم تزفر الثانية فتنقطع القلوب من أماكنها وتبلغ القلوب الحناجر * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن كعب قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد ونزلت الملائكة صفوفا فيقول الله لجبريل ائت بجهنم فيأتى بها تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق ثم تزفر زفرة ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الا جثى لركبتيه ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهل العقول فيفزع كل امرئ إلى عمله حتى ان ابراهيم عليه السلام يقول بخلتى لا أسألك الا نفسي ويقول موسى بمناجاتي لا أسألك الا نفسي ويقول عيسى بما أكرمتني لا أسألك الا نفسي لا أسألك مريم التى ولدتني ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول أمتى أمتى لا أسألك اليوم نفسي فيجيبه الجليل جل جلاله ألا ان أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فوعزتي لاقرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدى الله تعالى ينتظرون ما يؤمرون * قوله تعالى (وإذا القوا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن أبى أسيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين قال والذى نفسي بيده انهم ليستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط * واخرج ابن أبى حاتم من طرق عن قتادة عن أبى أيوب عن عبد الله بن عمر إذا ألقوا منها مكانا ضيقا قال مثل الزج في الرمح * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عبد الله كان يقول ان جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج على الرمح * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله مقرنين قال مكتفين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضخاك دعوا هنالك ثبورا قال دعوا بالهلاك فقالوا واهلاكاه واهكتاه فقيل لهم لا تدعوا اليوم بهلاك واحد ولكن ادعوا بهلاك كثير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يكسى حلة من النار ابليس فيضعها على حاجبيه
[ 65 ]
ويسحبها من خلفه وذريته من بعده وهو ينادى يا ثبوراه ويقولون يا ثبورهم حتى يقف على النار فيقول يا ثبوراه ويقولون واثبورهم فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة دعوا هنالك ثبورا قال ويلا وهلاكا * قوله تعالى (قل أذ لك خير) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله كانت لهم جزاء أي من الله ومصيرا أي منزلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء بن يسار قال قال كعب الاحبار من مات وهو يشرب الخمر لم يشربها في الآخرة وان دخل الجنة قال عطاء فقلت له فان الله تعالى يقول لهم فيها ما يشاؤن قال كعب انه ينساها فلا يذكرها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كان على ربك وعدا مسؤلا يقول سلوا الذى وعدتكم تنجزوه * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن هلال عن محمد بن كعب القرظى في قوله كان على ربك وعدا مسؤلا قال ان الملائكة تسأل لهم ذلك في قولهم وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم قال سعيد وسمعت أبا حازم يقول إذا كان يوم القيامة قال المؤمنون ربنا عملنا لك بالذى أمرتنا فانجز لنا ما وعدتنا فذلك قوله وعدا مسؤلا * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيتين * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم أضللتم عبادي قال عيسى وعزيز والملائكة * وأخرج الحاكم وابن مردويه بسند ضيف عن عبد الله بن غنم قال سألت معاذ بن جبل عن قول الله ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء أو نتخذ فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ان نتخذ بنصب النون فسألته عن الم غلبت الروم أو غلبت قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلبت الروم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الضحاك قال قرأ رجل عند علقمة ما كان ينبغى لنا ان نتخذ من دونك برفع النون ونصب الخاء فقال علقمة ان نتخذ بنصب النون وخفض الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير انه كان يقرؤها ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك برفع النون ونصب الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء قال هذا قول الآلهة ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا قال البور الفاسد وانه ما نسى الذكر قوم قط الا باروا وفسدوا * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله قوما بورا قال هلكى * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل قوما بورا قال هلكى بلغة عمان وهم من اليمن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول فلا تكفروا ما قد صنعنا اليكم * وكافوا به فالكفر بور لصانعه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال البور بكلام عمان * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بورا قال قاسين لا خير فيهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قوما بورا قال هالكين فقد كذبوكم بما تقولون يقول الله للذين كانوا يعبدون عيسى وعزيز أو الملائكة حين قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم فقد كذبوكم بما تقولون عيسى وعزيرا والملائكة حين يكذبون المشركين بقولهم فما يستطيعون صرفا ولا نصرا قال المشركون لا يستطيعون صرف العذاب ولا نصر أنفسهم * قوله تعالى (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا) * أخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه قال قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها نزلت من السماء ما سمعت كتابا أكثر تكريرا فيه الظلم معاتبة عليه من القرآن وذلك ان الله علم أن فتنة هذه الامة تكون في الظلم وأما الاخر فان أكثر معاتبته اياهم في الشرك وعبادة الاوثان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله ومن يظلم منكم قال هو الشرك * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ومن يظلم منكم قال يشرك * قوله تعالى (وما أرسلنا قبلك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق يقول ان الرسل قبل محمد كانوا بهذه المنزلة يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال بلاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن الحسن وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال يقول الفقير لو شاء الله لجعلني غنيا مثل فلان ويقول السقيم لو شاء الله لجعلني صحيحا مثل فلان ويقول الاعمى لو شاء الله لجعلني بصيرا مثل فلان
[ 66 ]
وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة وجعلنا بعضكم لبضع فتنة قال هو التفاضل في الدنيا والقدرة والقهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال يمسك على هذا ويوسع على هذا فيقول لم يعطنى ربى ما أعطى فلانا ويبتلي بالوجع فيقول لم يجعلني ربى صحيحا مثل فلان في أشباه ذلك من البلاء ليعلم من يصبر ممن يجزع وكان ربك بصيرا بمن يصبرون من يجزع * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو شاء الله لجلعكم أغنياء كلكم لا فقير فيكم ولو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم لا غنى فيكم ولكن ابتلى بعضكم ببعض * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن رفاعة بن رافع الزرقى قال قال رجل يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا أقوام مسلمين يصلون صلاتنا ويصومون صومنا نضربهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توزن ذنوبهم وعقوبتكم اياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم قال أفرأيت سبنا اياهم قال يوزن ذنبهم واذاكم اياهم فان كان اذاكم أكثر أعطوا منكم قال الرجل ما أسمع عدوا أقرب إلى منهم فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا فقال الرجل أرأيت يا رسول الله ولدى أضر بهم قال انك لا تتهم في ولدك فلا تطيب نفسا تشبع ويجوع ولا تكتسي ويعرو * قوله تعالى (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال هذا قول كفار قريش لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا فيخبرنا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير في قوله وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال لا يسألون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة لولا أنزل علينا الملائكة أي تراهم عيانا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وعتوا عتوا كبيرا قال شدة الكفر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال العتو في كتاب الله التجبر * قوله تعالى (يوم يرون الملائكة) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يوم يرون الملائكة قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية في قوله لا بشرى يومئذ للمجرمين قال إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة بشرونا قالوا حجرا محجورا حراما محرما ان نتلقاكم بالبشرى * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ويقولون حجرا محجورا قال عوذا معاذا الملائكة تقوله وفي لفظ قال حراما محرما أن تكون البشرى اليوم الا للمؤمنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ويقولون حجرا محجورا قال تقول الملائكة حراما محرما على الكفار البشرى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ويقولون حجرا محجورا قال تقول الملائكة حراما محرما على الكفار البشرى حين رأيتمونا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى ويقولون حجرا محجورا قال حراما محرما أن نبشركم بما نبشر به المتقين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن وقتادة في قوله ويقولون حجرا محجورا قال هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزلت به شدة قال حجرا محجورا حراما محرما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كانت المرأة إذا رأت الشئ تكرهه تقول حجر من هذا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها ان السماء انشقت فهى يومئذ واهية والملك على ارجائها على سعة كل شئ 7 تشقق فهى من السماء فذلك قوله يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا حراما محرما أيها المجرمون ان تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا * قوله تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وقدمنا إلى ما عملوا من عمل قال قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب في قوله هباء منثورا قال الهباء شعاع الشمس الذى يخرج من الكوة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال الهباء ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شئ فجعل الله أعمالهم كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الهباء الذى يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيأ
[ 67 ]
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله هباء منثورا قال الماء المهراق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله هباء منثورا قال الشعاع في كوة أحدهم لو ذهبت تقبض عليه لم تستطع * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله هباء منثورا قال شعاع الشمس من الكوة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة هباء منثورا قال شعاع الشمس الذى في الكوة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك وعامر في الهباء المنثور شعاع الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك هباء منثورا قال الغبار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة هباء منثورا قال هو ما تذروه الرياح من حطام هذا الشجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن معلى بن عبيدة قال الهباء الرماد * وأخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبى حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى إذا جئ بهم جعل الله تعالى أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار قال سالم بابى وامى يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم قال كانوا يصلون ويصومون ويأخذون سنة من الليل ولكن كانوا إذا عرض عليهم شئ من الحرام وثبوا عليه فادحض الله تعالى أعمالهم * قوله تعالى (أصحاب الجنة يومئذ خير) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا قال أحسن منزلا وخير مأوى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأحسن مقيلا قال مصيرا * وأخرج ابن جرير وان أبى حاتم عن ابن عباس في قوله خير مستقرا وأحسن مقيلا قال في الغرف من الجنة وكان حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة وذلك الحساب اليسير وذلك مثل قوله فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء ثم قرأ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا وقرأ ثم ان مقيلهم لالى الجحيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال انما هي صخوة فيقبل أولياء الله على الاسرة مع الحور العين ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن ابراهيم النخعي قال كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فذلك قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن الصواف قال بلغني أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس وانهم ليقيلون في رياض الجنة حين يفرغ الناس من الحساب وذلك قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا أي مأوى ومنزلا قال قتادة حدث صفوان ابن محرز قال انه ليجاء يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكا في الدنيا فيحاسب فإذا عبد لم يعمل خيرا فيؤمر به إلى النار والآخر كان صاحب كساء في الدنيا فيحاسب فيقول يا رب ما أعطيتني من شئ فتحاسبني به فيقول صدق عبدى فارسلوه فيؤمر به إلى الجنة ثم يتركان ما شاء الله ثم يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الحممة السوداء فيقال له كيف وجدت مقيلك فيقول شر مقيل فيقال له عد ثم يدعى صاحب الجنة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال له كيف وجدت مقيلك فيقول رب خير مقيل فيقال عد * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال انى لاعرف الساعة التى يدخل فيها أهل الجنة الجنة وأهل النار النار الساعة التى يكون فيها ارتفاع الضحى الاكبر إذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة فينصرف أهل النار إلى النار وأما أهل الجنة فينطلق بهم إلى الجنة فكانت قيلولتهم في الجنة وأطعموا كبد الحوت فاشبعهم كلهم فذلك قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج ابن عساكر عن عكرمة أنه سئل عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أم من الآخرة فقال صدر ذلك اليوم من الدنيا وآخره من الآخرة * قوله تعالى (ويوم تشقق السماء بالغمام) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في الاهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه قرأ ويوم تشقق السماء بالغمام وتزل الملائكة تنزيلا قال يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد الجن والانس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الارض من الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالجن
[ 68 ]
والانس وجميع الخلق فيقول أهل الارض أفيكم ربنا فيقولون لا ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ثم ينزل أهل السماء الثالثة فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ثم ينزل أهل السماء الرابعة وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والاولى وأهل الارض ينزل أهل السماء الخامسة وهم أكثر ممن تقدم ثم أهل السماء السادسة كذلك ثم أهل السماء السابعة وهم أكثر من أهل السموات وأهل الارض ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع والانس والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القناوهم حملة العرش لهم رجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله تعالى ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك خمسمائة عام * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو قطع السماء إذا انشقت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو الذى قال في ظلل من الغمام الذى ياتي الله فيه يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية يقول تشقق عن الغمام الذى ياتي الله فيه غمام زعموا في الجنة * قوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه) * أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان أبا معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان لابي معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش صبا أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته ما فعل محمد مما كان عليه فقالت أشد مما كان أمرا فقال ما فعل خليلي أبو معيط فقالت صبا فبات بليله سوء فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال مالك لا ترد على تحيتي فقال كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال أوقد فعلتها قريش قال نعم قال فما يبرئ صدورهم ان أنا فعلت قال تأتيه في مجلسه وتبزق في وجهه وتشتمه باخبث ما تعلمه من الشتم ففعل فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم ان مسح وجهه من البزاق ثم التفت إليه فقال ان وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه اخرج معنا قال قد وعدني هذا الرجل ان وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحل به جمله في جدد من الارض فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا في سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال تقتلني من بين هؤلاء قال نعم بما بزقت في وجهى فانزل الله في أبى معيط ويوم بعض الظام على يديه إلى قوله وكان الشيطان للانسان خذولا * وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان عقبة بن أبى معيط لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا إليه أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال ما أنا بالذى آكل من طعامك حتى تشهد أن لا اله الا الله وأنى رسول الله فقال أطعم يا ابن أخى قال ما أنا بالذى افعل حتى تقول فشهد بذلك وطعم من طعامه فبلغ ذلك أبى بن خلف فاتاه فقال أصبوت يا عقبة وكان خليله فقال لا والله ما صبوت ولكن دخل على رجل فابى أن يطعم من طعامي الا ان أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتى قبل ان يطعم فشهدت له فطعم فقال ما أنا بالذى أرضى عنك حتى ناتيه فتبزق في وجهه ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألقاك خارجا من مكة الا علوت رأسك بالسيف فاسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الاسارى يومئذ غيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال كان أبى بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم فزجره عقبة بن أبى معيط فنزل ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الانسان خذولا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال ان عقبة بن أبى معيط وأبى بن خلف الجمحى التقيا فقال عقبة بن أبى معيط لابي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبى قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الاسلام
[ 69 ]
فلما سمع بذلك عقبة قال لا أرضى عنك حتى تأتى محمدا فتتفل في وجهه وتشتمه وتكذبه قال فلم يسلطه الله على ذلك فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبى معيط في الاسارى فامر به النبي صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب أن يقتله فقال عقبة يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل قال نعم قال بم قال بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله فقام إليه على بن أبى طالب فضرب عنقه وأما أبى بن خلف فقال والله لاقتلن محمدا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل أنا أقتله ان شاء الله فافزعه ذلك فوقعت في نفسه لانهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا الا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين فجعل يلتمس غقلة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه فيحول رجل من المسلمين بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينه فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه خلوا عنه فاخذ الحربة فرماه بها فوقعت في ترقوته فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخار كما يخور الثور فاتى أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا ما هذا فو الله ما بك الاخدش فقال والله لو لم يصبنى الا بريقه لقتلني اليس قد قال أنا أقتله والله لو كان الذى بى باهل ذى المجاز لقتلهم قال فما لبث الا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار وأنزل الله فيه ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الشيطان للانسان خذولا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن سابط قال صنع أبى بن خلف طعاما ثم أتى مجلسا فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قوموا فقاموا غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أقوم حتى تشهد أن لا اله الا الله وأنى رسول الله فتشهد فقام النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عقبة بن أبى معيط فقال قلت كذا وكذا قال انما أردت لطعامنا فذلك قوله ويوم يعض الظالم على يديه * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال عقبة بن أبى معيط دعا مجلسا فيه النبي صلى الله عليه وسلم لطعام فابى النبي صلى الله عليه وسلم ان ياكل وقال لا آكل حتى تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فلقيه أمية بن خلف فقال أقد صبوت فقال ان أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعاما فابى ان ياكل حتى قلت ذلك فقلته وليس من نفسي * وأخرج ابن أبى حاتم عن هشام في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال ياكل كفيه ندامة حتى يبلغ منكبه لا يجد مسها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال ياكل يده ثم تنبت * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى عمران الجونى في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال بلغني انه يعضه حتى يكسر العظم ثم يعود * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب قال نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبى معيط ويوم يعض الظالم على يديه قال هذا عقبة لم أتخذ فلانا خليلا قال أمية وكان عقبة خدنا لامية فبلغ أمية أن عقبة يريد الاسلام فاتاه وقال وجهى من وجهك حرام ان أسلمت أن أكلمك أبدا ففعل فنزلت هذه الآية فيهما وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك في قوله لم أتخذ فلانا خليلا قال عقبة بن أبى معيط وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف يا ليتنى لم اتخذ عقبة بن أبى معيط خليلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله ويوم يعض الظالم على يديه الآية قال نزلت في عقبة بن أبى معيط وأبى بن خلف دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعاما للناس فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعامه قال لا حتى تسلم فاسلم فاكل وبلغ الخبر أبى بن خلف فاتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا ياكل قال فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه فرجع فنزلت الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ويوم يعض الظالم على يديه قال أبى بن خلف وعقبة بن أبى معيط وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل آخر من قريش وكان له صديقا فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله فيهما ما تسمعون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد يا ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وكان الشيطان للانسان خذولا قال خذله يوم القيامة وتبرأ منه وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا هذا قول نبيكم يشتكى قومه إلى ربه قال الله يعزى نبيه
[ 70 ]
وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين يقول ان الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله اتخذوا هذا القرآن مهجورا قال يهجرون فيه بالقول السيئ يقولون هذا سحر * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي في قوله اتخذوا هذا القرآن مهجورا قالوا فيه هجيرا غير الحق ألم تر الريض إذا هذى قيل هجر أي قال غير الحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين قال لم يبعث نبى قط الا كان المجرمون له أعداء ولم يبعث نبى قط الا كان بعض المجرمين أشد عليه من بعض * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين قال كان عدو النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهل وعدو موسى قارون وكل قارون ابن عم موسى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين قال يوطن محمد صلى الله عليه وسلم انه جاعل له عدوا من المجرمين كما جعل لمن قبله * قوله تعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال قال المشركون ان كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه الا ينزل عليه القرآن جملة واحدة ينزل عليه الآية والآيتين والسورة فانزل الله على نبيه جواب ما قالوا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة إلى وأضل سبيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة يقولون كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال بيناه تبيينا ولا ياتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا قال أحسن تفصيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله كذلك لنثبت به فؤادك قال كان الله ينزل عليه الآية فإذا علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت آية أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلبه ويثبت به فؤادك ولا ياتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا يقول احسن تفصيلا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله كذلك لنثبت قال لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك ورتلناه ترتيلا قال رسلناه ترسيلا يقول شيا بعد شئ ولا ياتونك بمثل يقول لو أنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سالوك لم يكن عندك ما تجيب ولكنا نمسك عليك فإذا سالوك أجبت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قالت قريش ما للقرآن لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة قال الله في كتابه وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال قليلا قليلا كيما لا يجيؤك بمثل الا جئناك بما ينقض عليهم فانزلنا عليك تنزيلا قليلا قليلا كما جاؤا بشئ جئناهم بما هو أحسن منه تفسيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ورتلناه ترتيلا قال كان ينزل عليه الآية والآيتان والآيات كان ينزل عليه جوابا لهم إذا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ أنزل الله جوابا لهم وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما تكلموا به وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال كان ينزل عليه القرآن جوابا لقولهم ليعلم ان الله هو يجيب القوم عما يقولون ولا ياتونك بمثل الا جئناك بالحق قال لا ياتيك الكفار الا جئناك بما ترد به ما جاؤك به من الامثال التى جاؤا بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي ورتلناه ترتيلا يقول أنزل متفرقا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ورتلناه ترتيلا قال فصلناه تفصيلا * وأخرج ابن ابى حاتم عن عطاء في قوله وأحسن تفسيرا قال تفصيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وأحسن تفسيرا قال بيانا * قوله تعالى (الذين يحشرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله أولئك شر مكانا يقول من اهل الجنة وأضل سبيلا قال طريقا * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا قال عونا وعضدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فدمرناهم تدميرا قال أهلكناهم بالعذاب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وعادا وثمودا ينون ثمود * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الرس
[ 71 ]
قرية من ثمود * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الرس بئر باذربيجان * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله وأصحاب الرس قال قوم شعيب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وأصحاب الرس قال حدثنا ان أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة وآبار كانوا عليها * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد قال الرس بئر كان عليها قوم يقال لهم أصحاب الرس * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة قال أصحاب الرس رسوا نبيهم في بئر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس انه سال كعبا عن أصحاب الرس قال صاحب البئر الذى قال يا قوم اتبعوا المرسلين فرسه قومه في بئر بالاحجار * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الرس بئر قتل به صاحب يس * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي وابن عساكر عن جعفر بن محمد بن على ان امرأتين سالتاه هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله قال نعم هن اللواتى كن على عهد تبع وهن صواحب الرس وكل نهر وبئر رس قال يقطع لهن جلباب من نار ودرع من نار ونطاق من نار وتاج من نار وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار قال جعفر علموا هذا نساءكم * وأخرج ابن أبى الدنيا عن واثلة بن الاسقع رفعه قال سحاق النساء زنا بينهن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراكبة والمركوبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ان أصحاب الايكة وأصحاب الرس كانتا أمتين فبعث الله اليهما نبيا واحدا شعيبا وعذبهما الله بعذابين * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الاسود وذلك ان الله تعالى بعث نبيا إلى أهل قريته فلم يؤمن به من أهلها أحد الا ذلك الاسود ثم ان أهل القرية عدوا على النبي فحفروا له بئرا فالقوه فيها ثم أطبقوا عليه بحجر ضخم فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره ثم ياتي بحطبه فيبيعه فيشترى به طعاما وشرابا ثم ياتي به إلى تلك البئر فيرفع تلك الصخرة فيعينه الله عليها فيدلى طعامه وشرابه ثم يردها كما كانت كذلك ما شاء الله أن يكون ثم انه ذهب يوما يحتطب كما كان يصنع فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها فلما أراد أن يحتملها وجد سنة فاضطجع فنام فضرب على أذنه سبع سنين نائما ثم انه هب فتمطى فتحول لشقه الآخر فاضطجع فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى ثم انه هب فاحتمل حزمته ولا يحسب الا أنه نام ساعة من نهار فجاء إلى القرية فباع حزمته ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها التى كانت فيه فالتمسه فلم يجده وقد كان بدا لقومه فيه بداء فاستخرجوه فامنوا به وصدقوه وكان النبي يسالهم عن ذلك الاسود ما فعل فيقولون له ما ندرى حتى قبض ذلك النبي فاهب الله الاسود من نومته بعد ذلك ان ذلك الاسود لاول من يدخل الجنة * قوله تعالى (وقرونا بين ذلك كثيرا) * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد عدنان بن أدد بن زيد بن البراء واعراق الثرى قالت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا لا يعلمهم الا الله قالت واعراق النرى اسمعيل وزيد وهميسع وبرانيت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وقرونا بين ذلك كثيرا قال كان يقال ان القرن سبعون سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زرارة بن أوفى قال القرن مائة وعشرون عاما قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن كان آخره العام الذى مات فيه يزيد بن معاوية * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون وبين نوح وابراهيم عشرة قرون قال أبو سلمة القرن مائة سنة * وأخرج الحاكم وابن مردويه عن عبد الله بن بسر قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال هذا الغلام يعيش قرنا فعاش مائة سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق محمد بن القاسم الحمصى عن عبد الله بسر المازنى قال وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسي وقال سيعيش هذا الغلام قرنا قلت يا رسول الله كم القرن قال مائة سنة قال محمد بن القاسم مازلنا نعد له حتى تمت مائة سنة ثم مات * وأخرج ابن مردويه عن أبى الهيثم بن دهر الاسلمي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم القرن خمسون سنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
[ 72 ]
وسلم أمتى خمس قرون القرن أربعون سنة * وأخرج ابن المنذر عن حماد بن ابراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن أربعون سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال القرن ستون سنة * وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك ثم يقول كذب النسابون قال الله تعالى وقرونا بين ذلك كثيرا * قوله تعالى (وكلا ضربنا له الامثال) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وكلا ضربنا له الامثال وكلا تبرنا تتبيرا قال كل قد أعذر الله إليه وبين له ثم انتقم منه ولقد أتوا على القرية التى أمطرت مطر السوء قال قرية لوط بل كانوا لا يرجون نشورا قال بعثا ولا حسابا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وكلا تبرنا تتبيرا قال تبر الله كلا بالعذاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال تبرنا بالنبطية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتمن عن ابن عباس في قوله ولقد أتوا على القرية قال هي سدوم قرية قوم لوط التى أمطرت مطر السوء قال الحجارة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء ولقد أتوا على القرية قال قرية لوط * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن ولقد أتوا على القرية قال هو بين الشام والمدينة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله لا يرجون نشورا قال بعثا وفي قوله لولا ان صبرنا عليها قال ثبتنا * قوله تعالى (أرأيت من اتخذ الهه هواه) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أرأيت من اتخذ الهه هواه قال كان الرجل يعبد الحجر الابيض زمانا من الدهر في الجاهلية فإذا وجد حجرا أحسن منه رمى به وعبد الآخر فانزل الله الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبى رجاء العطاردي قال كانوا في الجاهلية ياكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر فإذا وجدوا ما هو أحسن منه رموا به وعبدوا الآخر فإذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى أيها الناس ان الهكم قد ضل فالتمسوه فانزل الله هذه الآية أرأيت من اتخذ الهه هواه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أرأيت من اتخذ الهه هواه قال ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن أرأيت من اتخذ الهه هواه قال لا يهوى شيأ الا تبعه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة أرأيت من اتخذ الهه هواه قال كلما هوى شيأ ركبه وكلما اشتهى شيأ أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه قيل له في أهل القبلة شرك فقال نعم المنافق مشرك ان المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله وان المنافق عند هواه ثم تلا هذه الآية أرأيت من اتخذ الهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا * وأخرج الطبراني عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ظل السماء من اله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أم تحسب ان أكثرهم يسمعون الآية قال مثل الذين كفروا كمثل البعير والحمار والشاة ان قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير انه يسمع صوتك كذلك الكافر ان أمرته بخير أو نهيته عن شرأ ووعظته لم يعقل ما تقول غير انه يسمع صوتك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله بل هم أضل سبيلا قال أخطأ للسبيل * قوله تعالى (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) الآيتين * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال بعد الفجر قبل ان تطلع الشمس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل الآية قال ألم تر انك إذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا ثم بعث الله عليه الشمس دليلا فقبض الله الظل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال دائما ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يقول طلوع الشمس ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا قال سريعا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال ظل الغداة قبل طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال لا تصيبه الشمس ولا يزول ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قال تحويه ثم قبضناه الينا فاحوينا الشمس اياه قبضا يسيرا قال خفيفا * وأخرج عبد ابن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال مده من المشرق إلى المغرب فيما بين طلوع
[ 73 ]
الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال تركه كما هو ظلا ممدودا ما بين المشرق والمغرب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أيوب بن موسى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال الارض كلها ظل ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا قال قليلا قليلا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم التميمي والضحاك وأبى مالك الغفاري في قوله كيف مد الظل قالوا الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قالوا على الظل ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا يعنى ما تقبض الشمس من الظل * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية كيف مد الظل قال من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى جعلنا الشمس عليه دليلا قال يتبعه فيقبضه حيث كان * قوله تعالى (وجعل النهار نشورا) * أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس قال ان النهار اثنتا عشرة ساعة فاول الساعة بين طلوع الفجر إلى ان ترى شعاع الشمس ثم الساعة الثانية إذا رأيت شعاع الشمس إلى ان يضئ الاشراق عند ذلك لم يبق من قرونها شئ وصفا لونها فإذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رمحين فذلك أول الضحى وذلك أول ساعة من ساعات الضحى ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين ثم الساعة السادسة حين نصف النهار فإذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر وهى التى قال الله أقم الصلاة لدلوك الشمس ثم من بعد ذلك العشى ساعتين ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهى الآصال ثم من بعد ذلك ساعتين إلى الليل * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجعل النهار نشورا قال ينشر فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة وجعل النهار نشورا قال لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم * قوله تعالى (وهو الذى أرسل الرياح بشيرا بين يدى رحمته) * أخرج عبد بن حميد عن عطاء انه قرأ وهو الذى أرسل الرياح على الجمع بشرا بالباء ورفع الباء بنون فيهما خفيفة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مسروق انه قرأ الرياح نشرا بالنون ونصف النون منونة مخففة * قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) * أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله وأنزلنا من السماء ماء طهورا قال لا ينجسه شئ * وأخرج ابن المندر وابن أبى حاتم والدارقطني عن سعيد بن المسيب قال أنزل الله الماء طهورا لا ينجسه شئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الماء لا بنجسه شئ يطهر ولا يطهره شئ فان الله قال وأنزلنا من المساء ماء طهورا * وأخرج الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهى بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال ان الماء طهور لا ينجسه شئ * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن القاسم بن أبى بزة قال سأل رجل عبد الله بن الزبير عن طين المطر قال سألتنى عن طهورين جميعا قال الله تعالى وأنزلنا من السماء ماء طهورا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لى الارض مسجدا وطهورا * قوله تعالى (ولقد صرفناه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ولقد صرفناه بينهم يعنى المطر تسقى هذه الارض وتمنع هذه ليذكرو فابى أكثر الناس الا كفورا قال عكرمة قال ابن عباس قولهم مطرنا بالانواء فانزل الله في الواقعة وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج عن مجاهد ولقد صرفناه بينهم قال المطر ينزله في الارض ولا ينزله في أخرى فابى أكثر الناس الا كفورا قولهم مطرنا بنوء كذا وبنوء كذا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولقد صرفناه بينهم ليذكروا قال ان الله قسم هذا الرزق بين عباده وصرفه بينهم قال وذكر لنا ان ابن عباس كان يقول ما كان عام قط أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه بين عباده قال قتادة فترزقه الارض وتحرمه الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ما من عام باقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء ثم قرأ هذه الآية ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الآية * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن مسعود مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر مولى غفرة قال كان جبريل في موضع الجنائز فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل انى أحب أن أعلم أمر السحاب فقال جبريل هذا ملك السحاب فسأله فقال تأتينا صكاك مختتمة اسقوا بلاد كذا وكذا قطرة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ولقد صرفناه
[ 74 ]
بينهم قال القرآن ألا ترى إلى قوله ولو شئنا لبعثنا في كل قريه نذيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وجاهدهم به قال بالقرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وجاهدهم به جهادا كبيرا قال هو قوله واغلظ عليهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذى مرج البحرين) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس وهو الذى مرج البحرين الآية يعنى خلع أحدهما على الآخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وهو الذى مرج البحرين قال أفاض أحدهما في الآخر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله مرج البحرين قال بحر في السماء وبحر في الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء في قوله فرات قال العذب وفي قوله أجاج قال الاجاج المالح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وهذا ملح أجاج قال المر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال هما بحران فتوضأ بايهما شئت ثم تلا هذه الآية هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وجعل بينهما برزخا قال هو اليبس * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله برزخا قال هو اليبس * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجعل بينهما برزخا قال محبسا لا يختلط البحر العذب بالبحر الملح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجعل بينهما برزخا قال التخوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله وجعل بينهما برزخا قال حجازا لا يختلط العذب بالملح ولا يختلط بحر الروم وفارس وبحر الروم ملح قال ابن جريج فلم أجد بحرا عذبا الا الانهار العذاب فان دجله تقع في البحر فلا تمور فيه يجعل فيه بينهما مثل الخيط الابيض فإذا رجعت لم يرجع في طريقها من البحر شئ والنيل زعموا ينصب في البحر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى في قوله وجعل بينهما برزخا قال حاجزا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وحجرا محجورا يقول حجر أحدهما عن الآخر بامره وقضائه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وحجرا محجورا قال ان الله حجر الملح عن العذب والعذب عن الملح أن يختلط بلطفه وقدرته * قوله تعالى (وهو الذى خلق من الماء بشرا) * أخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال سئل عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن نسب وصهر فقال ما أراكم الا قد عرفتم النسب فاما الصهر فالاختان والصحابة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله فجعله نسبا وصهرا قال النسب الرضاع والصهر الختونة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فجعله نسبا وصهرا قال ذكر الله الصهر مع النسب وحرم أربع عشرة امرأة سبعا من النسب وسبعا من الصهر فاستوى تحريم الله في النسب والصهر * قوله تعالى (وكان الكافر على ربه ظهيرا) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا يعنى أبا الحكم الذى سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل ابن هشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى في قوله وكان الكافر على ربه قال أبو جهل * وأخرج ابن المنذر عن عطية في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا قال هو أبو جهل * وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وكان الكافر على ربه ظهيرا قال معينا للشيطان على معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والضحاك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وكان الكافر على ربه ظهيرا قال عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة وكان الكافر على ربه ظهيرا قال معينا للشيطان على عداوة ربه * قوله تعالى (وما أرسلناك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما أرسلناك الا مبشرا ونذيرا قال مبشرا بالجنة ونذيرا من النار وفي قوله الا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا قال بطاعته * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قل ما أسألكم عليه من أجر قال قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر يقول عرض من عرض الدنيا * قوله تعالى (وتوكل على الحى الذى لا يموت) الآيات * أخرج ابن أبى الدنيا في التوكل والبيهقي في شعب
[ 75 ]
الايمان عن عتبة بن أبى ثبيت قال مكتوب في التوراة لا تتوكل على ابن آدم فان ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل على الحى الذى لا يموت * قوله تعالى (فاسأل به خبيرا) * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فاسأل به خبيرا قال ما أخبرتك من شئ فهو ما أخبرتك به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن شمر بن عطية في قوله الرحمن فاسال به خبيرا قال هذا القرآن خبير به * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء في قوله وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال قالوا ما نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة فانزل الله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن حسين الجحفى في قوله قالوا ما الرحمن قال جوابها الرحمن علم القرآن * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابراهيم قال قرأ الاسود نسجد لما تأمرنا فسجد فيها قال وقرأها يحيى أنسجد لما تأمرنا * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان قال قرأ ابراهيم في الفرقان أنسجد لما يامرنا بالياء وقرأ سليمان كذلك * قوله تعالى (تبارك الذى جعل في السماء بروجا) الآية * أخرج الخطيب في كتاب النجوم عن ابن عباس في قوله تبارك الذى جعل في السماء بروجا قال هي هذه الاثنا عشر برجا أولها الحمل ثم الثور ثم الجوزاء ثم السرطان ثم الاسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب ثم القوس ثم الجدى ثم الدلو ثم الحوت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة تبارك الذى جعل في السماء بروجا قال قصورا على أبواب السماء فيها الحرس * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن يحيى بن رافع جعل في السماء بروجا قال قصورا في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية جعل في السماء بروجا قال القصور ثم تأول هذه الآية ولو كنتم في بروج مشيدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله جعل في السماء بروجا قال البروج النجوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله جعل في السماء بروجا قال النجوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى صالح جعل في السماء بروجا قال النجوم الكبار * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة تبارك الذى جعل في السماء بروجا هي النجوم وقال عكرمة ان أهل السماء يرون نور مساجد الدنيا كما يرون أهل الدنيا نجوم السماء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة وجعل فيها سراجا قال هي الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وجعل فيها سراجا بكسر السين على معنى الواحد * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنه كان يقرأ سراجا * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي أنه كان يقرأ وجعل فيها سرجا وقمرا منيرا * قوله تعالى (وهو الذى جعل الليل) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة قال أبيض واسود * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله جعل الليل والنهار خلفة قال هذا يخلف هذا وهذا يخلف هذا لمن أراد ان يذكر قال يذكر نعمة ربه عليه فيهما أو أراد شكور قال شكور نعمة ربه عليه فيهما * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد جعل الليل والنهار خلفة قال يختلفان هذا اسود وهذا أبيض وان المؤمن قد ينسى بالليل ويذكر بالنهار وينسى بالنهار ويذكر بالليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس جعل الليل والنهار خلفة يقول من فاته شئ من الليل ان يعمله أدركه بالنهار ومن فاته شئ من النهار ان يعمله أدركه بالليل * وأخرج الطيالسي وابن أبى حاتم عن الحسن أن عمر أطال صلاة الضحى فقيل له صنعت اليوم شيأ لم تكن تصنعه فقال انه بقى على من وردى شئ وأحببت ان أتمه أو قال اقضيه وتلا هذه الآية وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير جعل الليل والنهار خلفة يقول جعل الليل خلفا من النهار والنهار خلفا من الليل لمن فرط في عمل أن يقضيه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن جعل الليل والنهار خلفة قال ان لم يستطع عمل الليل عمله بالنهار وان لم يستطع عمل النهار عمله بالليل فهذا خلفة لهذا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله جعل الليل والنهار خلفة قال من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب ومن عجز بالنهار كان له في الليل مستعتب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أن سلمان جاءه رجل فقال لا أستطيع قيام الليل قال ان كنت لا تستطيع قيام الليل فلا تعجز بالنهار قال قتادة ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفس محمد بيده ان في كل ليلة ساعة لا يوافقها رجل مسلم يصلى فيها يسال الله فيها
[ 76 ]
خيرا الا أعطاء اياه قال قتادة فأروا الله من أعمالكم خيرا في هذا الليل والنهار فانهما مطيتان تحملان الناس إلى آجالهم تقربان كل بعيد وتبليان كل جديد وتجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لمن أراد أن يذكر مشددة * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي أنه كان يقرأ لمن أراد أن يذكر * قوله تعالى (وعباد الرحمن) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وعباد الرحمن قال هم المؤمنون الذين يمشون على الارض هونا قال بالطاعة والعفاف والتواضع * وأخرج ابن حاتم عن ابن عباس في قوله يمشون على الارض هونا قال علماء حكماء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله هونا قال بالسريانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عمران الجونى في قوله هونا قال حلماء بالسريانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران في قوله هونا قال حلماء بالسريانية * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا قال بالوقار والسكينة وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال سدادا من القول * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله يمشون على الارض هونا قال لا يشتدون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبى هريرة وابن النجار عن ابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة المشى تذهب بهاء المؤمن * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن الفضيل بن عياض في قوله الذين يمشون على الارض هونا قال بالسكينة والوقار وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال ان جهل عليه حلم وان أسئ إليه أحسن وان حرم أعطى وان قطع وصل * وأخرج الآمدي في شرح ديوان الاعشى بسنده عن عمر بن الخطاب انه رأى غلاما يتبختر في مشيته فقال ان البخترة مشية تكره الا في سبيل الله وقد مدح الله أقواما فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا فاقصد في مشيتك * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في وقوله الذين يمشون على الارض هونا قال تواضعا لله لعظمته وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال كانوا لا يجهلون على أهل الجهل * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن على الباقر قال سلاح اللئام قبيح الكلام * وأخرج أحمد عن النعمان بن مقرن المزني ان رجلا سب رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل المسبوب يقول عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان ملكا بينكما يذب عنك كما شتمك هذا قال له بل أنت وأنت أحق به وإذا قلت له عليك السلام قال لا بل لك أنت أحق به * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وإذا خاطبهم الجاهلون قال السفهاء قالوا سلاما يعنى ردوا معروفا والذين يببتون لربهم سجدا وقياما يعنى يصلون بالليل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن يمشون على الارض هونا الآية قال يمشون حلماء متواضعين لا يجهلون على أحد وان جهل عليهم جاهل لم يجهلوا هذا نهارهم إذا انتشروا في الناس والذين بيبتون لربهم سجدا وقياما قال هذا ليلهم إذا خلوا بينهم وبين ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كان يقال ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلما وصاحب الناس بالذى تحب ان يصاحبوك به تكن عدلا واياك وكثرة الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب انه قد كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون شديدا ويا ملون بعيدا فاين هم أصبح جمعهم بورا وأصبح عملهم غرورا واصبحت مساكنهم قبورا ابن آدم انك مرتهن بعملك وأنت على أجلك معروض على ربك فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت ياتيك من الخير يا ابن آدم طا الارض بقدمك فانها عن قليل قبرك انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك يا ابن آدم خالط الناس وزايلهم خالطهم ببدنك وزايلهم بقلبك وعملك يا ابن آدم أتحب أن تذكر بحسناتك وتكره ان تذكر بسيأتك وتبغض على الظن 7 وتقيم على اليقين وكان يقال ان المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها وافضاء 7 بعينها خشعت لذلك قلوبهم وأبدانهم وأبصارهم كنت والله إذا رأيتهم رأيت قوما كأنهم رأى عين والله ما كانوا باهل جدل وباطل ولكن جاءهم من الله أمر فصدقوا به فنعتهم الله في القرآن أحسن نعت فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا قال الحسن والهون
[ 77 ]
في كلام العرب اللين والسكينة والوقار وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال حلماء لا يجهلون وان جهل عليهم حلموا يصاحبون عباد الله نهارهم مما تسمعون ثم ذكر ليلهم خير ليل قال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ينتصبون لله على أقدامهم ويفترشون وجوههم سجدا لربهم تجرى دموعهم على خدودهم خوفا من ربهم قال الحسن لامر ما سهر ليلهم ولامر ما خشع نهارهم والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما قال كل شئ يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام انما الغرام اللازم له ما دامت السموات والارض قال صدق القوم والله الذى لا اله الا هو فعلوا ولم يتمنوا فاياكم وهذه الامانى يرحمكم الله فان الله لم يعط عبدا بالمنية خيرا في الدنيا والآخرة قط وكان يقول يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ان عذابها كان غراما قال الدائم * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله ان عذابها كان غراما قال ملازما شديدا كلزوم الغريم الغريم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول بشر بن أبى حازم ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما * وأخرج ابن الانباري عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله كان غراما ما الغرام قال المولع قال فيه الشاعر وما أكلة ان نلتها بغنيمة * ولا جوعة ان جعتها يغرام * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان عذابها كان غراما قال قد علموا ان كل غريم يفارق غريمه الا غريم جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال هم المؤمنون لا يسرفون فيقعوا في معصية الله ولا يقترون فيمنعون حقوق الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ولم يقتروا بنصب الياء ورفع التاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال الاسراف النفقة في معصية الله والاقتار الامساك عن حق الله قال وان الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله قال في المنفق يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا قال قولوا صدقا عدلا وقال للمؤمنين قل للمؤمنين يغصوا من أبصارهم عمالا يحل لهم وقال في الاستماع الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأحسنه طاعة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب في قوله لم يسرفوا ولم يقتروا قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى حبيب والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال اولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا ياكلون طعاما يريدون به نعيما ولا يلبسون ثوما يريدون به جمالا كانت قلوبهم على قلب واحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش في قوله بين ذلك قواما قال عدلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عمر مولى غفرة قال القوام أن لا تنفق من غير حق ولا تمسك من حق هو عليك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه وكان بين ذلك قواما قال الشطر من أموالهم * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال العلم خير من العمل والحسنة بين السيئتين يعنى إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير الامور أوساطها * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله لم يسرفوا ولم يقتروا ان عمر بن الخطاب قال كفى سرفا أن الرجل لا يشتهى شيأ الا اشتراه فاكله * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فقه الرجل رفقه في معيشته * قوله تعالى (والذين لا يدعون) الآية * أخرج الفريابى وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قالت أن تزانى حليلة جارك فانزل الله تصديق ذلك والذين لا يدعون مع الله لها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قد قتلوا فاكثروا وزنوا ثم
[ 78 ]
أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذى تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية ونزلت قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البخاري وابن المنذر من طريق القاسم بن أبى بزة أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت عليه ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق فقال سعيد قرأتها على ابن عباس كما قرأتها على فقال هذه مكية نسختها آية مدنية التى في سورة النساء * وأخرج ابن المبارك عن شفى الاصبحي قال ان في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه وان في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوى أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قال تعالى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى وان في جهنم واديا يدعى أثاما فية حيات وعقارب في فقار احداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهم مثل البغلة الموكفة وان في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاعمال أفضل قال الصلوات لمواقيتهن قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادنى وسألته أي الذنب أعظم عند الله قال الشرك بالله قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك أن يطعم معك فما لبثنا الا يسيرا حتى أنزل الله والذين لا يدعون الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون الآية * وأخرج ابن مردويه عن عون بن عبد الله قال سألت الاسود بن يزيد هل كان ابن مسعود يفضل عملا على عمل قال نعم سالت ابن مسعود قال سألتنى عما سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الاعمال أحبها إلى الله وأقربها من الله قال الصلاة لوقتها قلت ثم ماذا على اثر ذلك قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا على اثر ذلك قال الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادنى قلت فاى الاعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك وان تقتل ولدك ان ياكل معك وان تزانى حليلة جارك ثم قرأ والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ان الله ينهاك ان تعبد المخلوق وتذر الخالق وينهاك ان تقتل ولدك وتغذو كلبك وينهاك ان تزني بحليلة جارك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله يلق أثاما قال واد في جهنم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد يلق اثاما قال واد في جهنم من قيح ودم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة قال اثام أودية في جهنم فيها الزناة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة يلق اثاما قال نكالا وكنا نحدث أنه واد في جهنم وذكر لنا ان لقمان كان يقول يا بنى اياك والزنا فان أوله مخافة وآخره ندامة * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفى الاصبحي قال ان في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب في فقار احداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة * وأخرج ابن الانباري عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله يلق أثاما ما الاثام قال الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل وروينا الاسنة من صداء * ولاقت حمير منا أثاما * وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن يفعل ذلك يلق أثاما * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ يضاعف بالرفع له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه بنصب الياء ورفع اللام * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ويخلد فيه يعنى في العذاب مهانا يعنى يهان فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية اشتد ذلك على المسلمين فقالوا ما منا أحد الا أشرك وقتل وزنى فانزل الله يا عبادي الذين أسرفوا الآية يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك ثم نزلت بعده الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فابدلهم الله بالكفر الاسلام وبالمعصية الطاعة وبالانكار المعرفة وبالجهالة العلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال نزلت آية من تبارك بالمدينة في شأن قاتل حمزة وحشى وأصحابه كانوا يقولون انا لنعرف الاسلام وفضله فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الاوثان وقتلنا أصحاب محمد وشربنا الخمور ونكحنا المشركات فانزل الله فيهم والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية ثم أنزلت توبتهم الا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك
[ 79 ]
يبدل الله سيئاتهم حسنات فابدلهم الله بقتال المسلمين قتال المشركين ونكاح المشركات نكاح المؤمنات وبعبادة الاوثان عبادة الله * وأخرج عبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن هذه الآية والذين لا يدعون مع الله الها آخر لآية قال هؤلاء كانوا في الجاهلية فاشركوا وقتلوا وزنوا فقالوا لن يغفر الله لنا فانزل الله الا من تاب الآية قال كانت التوبة والايمان والعمل الصالح وكان الشرك والقتل والزنا كانت ثلاث مكان ثلاث * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك قال لما نزلت والذين لا يدعون مع الله الها آخر قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كنا أشركنا في الجاهلية وقتلنا فنزلت الا من تاب الآية * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قرأنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنين والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ثم نزلت الا من تاب وآمن فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرح بشئ قط فرحه بها وفرحه بانا فتحنا لك فتحا مبينا * وأخرج أبو داود في تاريخه عن ابن عباس والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ثم استثنى الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى هريرة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة ثم انصرفت فإذا امرأة عند بابى فقالت جئتك أسالك عن عمل عملته هل ترى لى منه توبة قلت وما هو قالت زنيت وولد لى وقتلته قلت لا ولا كرامة فقامت وهى تقول واحسرتاه أيخلق هذا الجسد للنار فلما صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح من تلك الليلة قصصت عليه أمر المرأة قال ما قلت لها قال قلت لا ولا كرامة قال بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية والذين لا يدعون مع الله الها آخر إلى قوله الا من تاب الآية قال أبو هريرة فخرجت فما بقيت دار بالمدينة ولا خطة الا وقفت عليها فقلت ان كان فيكم المرأة التى جاءت أبا هريرة فلتأت ولتبشر فلما انصرفت من العشى إذا هي عند بابى فقلت ابشرى انى ذكرت للنبى صلى الله عليه وسلم ما قلت لى وما قلت لك فقال بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية وقرأتها عليها فخرت ساجدة وقالت أحمد الله الذى جعل لى توبة ومخرجا أشهد أن هذه الجارية لجارية معها وابن لها حران لوجه الله وانى قد تبت مما عملت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال هم المؤمنون كانوا من قبل ايمانهم على السيئات فرغب الله بهم عن ذلك فحولهم إلى الحسنات فابدلهم مكان السيئات الحسنات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله الا من تاب قال من ذنبه وآمن قال بربه وعمل صالحا قال فيما بينه وبين ربه فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال انما التبديل طاعة الله بعد عصيانه وذكر الله بعد نسيانه والخير تعمله بعد الشر * وأخرج عبد حميد وابن أبى حاتم عن الحسن فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال التبديل في الدنيا يبدل الله بالعمل السيئ العمل الصالح وبالشرك اخلاصا وبالفجور عفافا ونحو ذلك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد يبدل الله سيئاتهم حسنات قال الايمان بعد الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن مكحول يبدل الله سيئاتهم حسنات قال إذا تابوا جعل الله ما عملوا من سيئاتهم حسنات * وأخرج عبد بن حميد عن على بن الحسين يبدل الله سيئاتهم حسنات قال في الآخرة وقال الحسن في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وعن أبى عثمان النهدي قال ان المؤمن يعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيأته فإذا قرأ تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيأته قد بدلت حسنات فعند ذلك يقول هاؤم اقرؤا كتابيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سلمان قال يعطى رجل يوم القيامة صحيفة فيقرأ اعلاها فإذا سيأته فإذا كاد يسوء ظنه نظر في أسفلها فإذا حسناته ثم ينظر في أعلاها فإذا هي قد بدلت حسنات * وأخرج أحمد وهناد ومسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه فيعرض عليه صغارها وينحى عنه كبارها فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وهو مقر ليس ينكر وهو مشفق من الكبار ان تجئ فيقال اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة * وأخرج ابن ابى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليآتين ناس يوم القيامة ودوا انهم استكثروا من السيآت قيل
[ 80 ]
ومن هم يا رسول الله قال الذين بدل الله سيأتهم حسنات * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون فاولئك يبدل الله سيأتهم حسنات قال حتى يتمنى العبد ان سيأته كانت أكثر مما هي * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية انه قيل له ان اناسا يزعمون انهم يتمنون ان يستكثروا من الذنوب قال ولم ذاك قال يتأولون هذه الآية يبدل الله سيأتهم حسنات فقال أبو العالية وكان إذا أخبر بما لا يعلم قال آمنت بما أنزل الله من كتاب ثم تلا هذه الآية يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه أمدا بعيدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مكحول قال جاء شيخ كبير فقال يا رسول الله رجل غدر وفجر فلم يدع حاجة ولا داجة الا اقتطعها بيمينه ولو قسمت خطيئته بين أهل الارض لاوبقتهم فهل له من توبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت قال نعم قال فان الله غافر لك ومبدل سيأتك حسنات قال يا رسول الله وغدراتى وفجراتى قال وغدراتك وفجراتك * وأخرج الطبراني عن سلمة بن كهيل قال جاء شاب فقال يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة الا عملها ولا خطيئة الا ركبها ولا أشرف له سهم فما فوقه الا اقتطعه بيمينه ومن لو قسمت خطاياه على أهل المدينة لغمرتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أأسلمت قال أما أنا فاشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال اذهب فقد بدل الله سيأتك حسنات قال يا رسول الله وغدراتى وفجراتى قال وغدراتك وفجراتك ثلاثا فولى الشاب وهو يقول الله أكبر * وأخرج البغوي وابن قانع والطبراني عن أبى طويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فذكر نحوه * وأخرج ابن مردويه عن أبى موسى قال التبديل يوم القيامة إذا وقف العبد بين يدى الله والكتاب بين يديه ينظر في السيآت والحسنات فيقول قد غفرت لك ويسجد بين يديه فيقول قد بدلت فيسجد فيقول قد بدلت فيسجد فيقول الخلائق طوبى لهذا العبد الذى لم يعمل سيئة قط * وأخرج الطبراني عن أبى مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان اعطني صحيفتك فيعطيه اياها فما وجد في صحيفته من حسنة محا بها عشر سيأت من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات فإذا أراد أحدكم ان ينام فليكبر ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا وثلاثين تحميدة ويسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة فتلك مائة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول في قوله يبدل الله سيأتهم حسنات قال يجعل مكان السيآت الحسنات قال فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد * قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والذين لا يشهدون الزور قال ان الزور كان صنما بالمدينة يلعبون حوله كل سبعة أيام وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا به مروا كراما لا ينظرون إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك والذين لا يشهدون الزور قال الشرك * وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله والذين لا يشهدون الزور قال أعياد المشركين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والذين لا يشهدون الزور قال الكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه والذين لا يشهدون الزور الآية قال لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم ولا يمالؤنهم فيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن قيس الملائى والذين لا يشهدون الزور قال مجالس السوء * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة والذين لا يشهدون الزور قال لعب كان في الجاهلية * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن محمد بن الحنفية والذين لا يشهدون الزور قال الغناء واللهو * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجحاف والذين لا يشهدون الزور قال الغناء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن والذين لا يشهدون الزور قال الغناء والنياحة * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد والذين لا يشهدون الزور قال مجالس الغناء وإذا مروا باللغو مروا كراما قال إذا أوذو اصفحوا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى في قوله وإذا مروا باللغو مروا كراما قال يعرضون عنهم لا يكلمونهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ابن أبى حاتم عن السدى وإذا مروا باللغو مروا كراما قال هي مكية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن ابراهيم بن ميسرة رضى الله عنه قال بلغني ان ابن مسعود مر معرضا ولم يقف فقال النبي صلى الله
[ 81 ]
عليه وسلم لقد أصبح ابن مسعود أو أمسنى كريما ثم تلا ابراهيم وإذا مروا باللغو مروا كراما * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك وإذا مروا باللغو مروا كراما قال لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله إذا مروا باللغو قال اللغو كله المعاصي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وإذا مروا باللغو مروا كراما قال كانوا إذا أتوا على ذكر النكاح كفوا عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا قال لم يصموا عن الحق ولم يعموا عنه هم قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتاب الله * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه لم يخروا عليها صما وعميانا قال كم من قارئ يقرؤها بلسانه يخر عليها أصم أعمى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال يعنون من يعمل بالطاعة فتقربه أعيننا في الدنيا والآخرة واجعلنا للمتقين اماما قال أئمة هدى يهتدى بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة لانه قال لاهل السعادة وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا ولاهل الشقاوة وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار * وأخرج عبد ابن حميد عن عكرمة رضى الله عنه والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالا ولكن أرادوا ان يكونوا مطيعين * وأخرج ابن المبارك في البر والصلة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة قال لا والله بل في الدنيا قيل وما هي قال هي ان يرى الرجل المسلم من زوجته من ذريته من أخيه من حميمه طاعة الله ولا والله ما شئ أحب إلى المرء المسلم من ان يرى ولدا أو والدا أو حميما أو أخا مطيعا لله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال يحسنون عبادتك ولا يجرون عليها الجرائر واجعلنا للمتقين اماما قال اجعلنا مؤتمين بهم مقتدين بهم * وأخرج أحمد والبخاري في الادب المفرد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن المقداد بن الاسود قال لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبيا من الانبياء في قومه من جاهلية ما يرون ان دينا أفضل من عبادة الاوثان فجاء بفرقان فزق به بين الحق والباطل وفرق به بين الوالد وولده حتى ان كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه بالايمان ويعلم انه ان هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم ان حبيبه في النار انها للتى قال الله والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم انه قرأ هب لنا من أزواجنا وذريتنا واحدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة واجعلنا للمتقين اماما يقول قادة في الخير ودعاة وهداة يؤتم بهم في الخير * وأخرج الفريابى عن أبى صالح في قوله واجعلنا للمتقين اماما قال أئمة يقتدى بهدانا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (أولئك يجزون الغرفة) الآيتين * أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أولئك يجزون الغرفة قال هي من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها قصم ولا وهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله أولئك يجزون الغرفة قال الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبى جعفر في قوله أولئك يجزون الغرفة بما صبروا قال على الفقر في دار الدنيا * وأخرج زاهر بن طاهر الشحامى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لغرفا ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها قال يدخلونها أشباه الطير قيل يا رسول الله لمن هي قال لاهل الاسقام والاوجاع والبلوى * وأخرج أحمد عن أبى مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير أولئك يعنى
[ 82 ]
الذين في هؤلاء الآيات يجزون الغرفة يعنى في الآخرة الغرفة الجنة بما صبروا على أمر ربهم ويلقون فيها يعنى تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام خالدين فيها لا يموتون حسنت مستقرا يعنى مستقرهم في الجنه ومقاما يعنى مقام أهل الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عاصم قال لقى ابن سيرين رجل فقال حياك الله فقال ان أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أولئك يجزون الغرفة واحدة بما صبروا ويلقون خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم * قوله تعالى (قل ما يعبا بكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قل ما بعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم يقول لولا ايمانكم فاخبر الله انه لا حاجة له بهم إذ لو يخلقهم مؤمنين ولو كانت له بهم حاجة لحبب إليهم الايمان كما حببه إلى المؤمنين فسوف يكون لزاما قال موتا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قل ما يعبا بكم ربى قال ما يفعل لولا دعاؤكم قال لولا دعاؤه اياكم لتعبدوه وتطيعوه * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ في العظمة عن الوليد بن أبى الوليد قال بلغني ان تفسير هذه الآية قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم أي ما خلقتكم لى بكم حاجة الا ان تسألوني فاغفر لكم وتسألوني فاعطيكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الزبير انه قرأ في صلاة الصبح الفرقان فلما أتى على هذه الآية قرأ فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس انه قرأ فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله فسوف يكون لزاما قال موتا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فسوف يكون لزاما قال قال أبى بن كعب هو القتل يوم بدر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال اللزام هو القتل الذى أصابهم يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود قال قد مضى اللزام كان يوم بدر قتلوا سبعين وأسروا سبعين * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال كنا نحدث ان اللزام يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فسوف يكون لزاما قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فسوف يكون لزاما قال ذاك يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال مضى خمس آيات وبقى خمس منها انشقاق القمر وقد رأيناه ومضى الدخان ومضت البطشة الكبرى ومضى اليوم العقيم ومضى اللزام والله أعلم * (سورة الشعراء مكية) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة طسم الشعراء بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة الشعراء بمكة * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال سورة الشعراء نزلت بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخرها * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معدى كرب قال أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء قال ليست معى ولكن عليكم ممن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بابى عبد الله خباب بن الارت * قوله تعالى (طسم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال اسم من أسماء القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله طسم قال الطاء من ذى الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن * قوله تعالى (لعلك باخع نفسك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لعلك باخع نفسك قال لعلك قاتل نفسك ان لا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوى أحدهم عنقه إلى معصية الله وما ياتيهم من ذكر من الرحمن محدث الآية يقول ما ياتيهم من شئ من كتاب الله الا أعرضوا عنه فسياتيهم يعنى يوم القيامة أنياء ما استهزؤا به من كتاب الله وفي قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال حسن * وأخرج
[ 83 ]
الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال العنق الجماعة من الناس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل يخبرنا المخبر ان عمرا * امام القوم من عنق مخيل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال ذليلين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الخاضع الذليل * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال من نبات الارض مما ياكل الناس والانعام * وأخرج الفريابى وعبد بن حيمد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى كما أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال الناس من نبات الارض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال كل شئ في الشعراء من قوله عزيز رحيم فهو ما هلك ممن مضى من الامم يقول عزيز حين انتقم من أعدائه رحيم بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه * قوله تعالى (واذ نادى ربك موسى) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه واذ نادى ربك موسى قال حين نودى من جانب الطور الايمن * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولهم على ذنب قال قتل النفس التى قتل فيهم وفي قوله وفعلت فعلتك التى فعلت قال قتل النفس أيضا وفي قوله فعلتها إذا وأنا من الضالين قال من الجاهلين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولهم على ذنب قال قتل النفس وفي قوله ألم نربك فينا وليدا قال التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا وفعلت فعلتك التى فعلت قال قتلت النفس التى قتلت وأنت من الكافرين قال فتبرأ من ذلك نبى الله قال فعلتها إذا وانا من الضالين قال من الجاهلين قال وهى في بعض القراءة اذن وأنا من الجاهلين فانما هو شئ جهله ولم يتعمده * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين قال من فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وتلك نعمة ثمنها على ان عبدت بنى اسرائيل قال قهرتهم واستعملتهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين قال للنعمة ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله قال فعلتها إذا وأنا من الضالين قال من الجاهلين * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود فعلتها اذن وانا من الجاهلين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فوهب لى حكما قال النبوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وتلك نعمة تمنها على قال يقول موسى لفرعون أتمن على يا فرعون بان اتخذت بنى اسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله ان كنتم تعقلون قال فلم يزده الا رغما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين يقول مبين له خلق حية ونزع يده يقول واخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للناظرين ينظر إليها ويراها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال أقبل موسى باهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا ياكلون منها 7 الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه سال عنه أمه فاخبرته انه ضيف فدعاه فاكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت قال أنا موسى فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى يا هرون انطلق بى إلى فرعون فان الله قد أرسلنا إليه قال هرون سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت أنشدكما بالله ان لا تذهبا إلى فرعون فيقتلكما فابيا فانطلقا إليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون من هذا الذى يضرب ببابى هذه الساعة فاشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى انا رسول رب العالمين ففزع البواب فاتى فرعون فاخبره فقال ان ههنا انسانا مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين فقال أدخله فدخل فقال انه رسول رب العالمين قال فرعون
[ 84 ]
وما رب العالمين قال ربنا الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال ان كنت جئت بآية فائت بها ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الاسفل في الارض والاعلى على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فاحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح يا موسى خذها وأنا أو من بك وارسل معك بنى اسرائيل فاخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم ان هذين لساحران يريدان ان يخرجاكم من أرضكم بسحرهما فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى أرأيت ان غلبتك غدا أتؤمن بى وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر لآتين غدا بسحر لا يغلبه شئ فو الله لئن غلبتني لاومنن بك ولاشهدن انك حق وفرعون ينظر اليهما * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وقيل للناس هل أنتم مجتمعون قال كانوا بالاسكندرية قال ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال وهزموا وسلم فرعون وهمت به فقال خذها يا موسى وكان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الارض شيا فاحدث يومئذ تحته وكان ارساله الحية في القبة الخضراء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون قال فوجدوا الله أعز منه * وأخرج ابن أبى حاتم عن بشر بن منصور قال بلغني انه لما تكلم ببعض هذا وقالوا بعزة فرعون قالت الملائكة قصمه ورب الكعبة فقال الله تالون على قد أمهلته اربعين عاما * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله لا ضير قال يقولون لا يضرنا الذى تقول وان صنعت بنا وصلبتنا انا إلى ربنا منقلبون يقول انا إلى ربنا راجعون وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله ان كنا أول المؤمنين قال كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها * قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى ان أسر بعبادي) الآيات * أخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال ثم ان الله أمر موسى ان يخرج ببنى اسرائيل فقال أسر بعبادي ليلا فامر موسى بنى اسرائيل أن يخرجوا وأمرهم أن يستعيروا الحلى من القبط وأمر ان لا ينادى أحد منهم صاحبه وان يسرجوا في بيوتهم حتى الصبح وان من خرج منهم امام بابه يكب من دم حتى يعلم انه قد خرج وان الله قد أخرج كل ولد زنا في القبط من بنى اسرائيل إلى بنى اسرائيل وأخرج كل ولد زنا في بنى اسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم ثم خرج موسى ببنى اسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين الفا لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية وتبعهم فرعون على مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله فارسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون فكان موسى على ساقة بنى اسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى آين امرت قال البحر فاراد أن يقتحم فمنعه موسى فنظرت بنو اسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا يا موسى انا لمدركون قال موسى كلا ان معى ربى سيهدين يقول سيكفين فتقدم هرون فضرب البحر فابى البحر أن ينفتح وقال من هذا الجبار الذى يضربني حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يقول كالجبل العظيم فدخلت بنو اسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط قد قتل أصحابنا فلما رأى ذلك موسى صلى الله عليه وسلم دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لى حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحتم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم اولهم ان يخرج ودخل آخرهم أمر الله البحر أن ياخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال ذكر لنا أن بنى اسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل وعشرين ألفا فصاعدا واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون
[ 85 ]
قال ستمائة ألف وسبعون الفا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى عبيدة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال كانوا ستمائة ألف * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لشرذمة قال قطعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه لشرذمة قال الفريد من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثنى عشر سبطا فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب عليه السلام * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال هم يومئذ ستمائة ألف ولا يحصى عدد أصحاب فرعون * وأخرج ابن مردويه بسندواه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فرعون عدوا لله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائدا مع كل قائد سبعون ألفا وكان موسى مع سبعين ألفا حين عبروا البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أوحى الله إلى موسى أن اجمع بنى اسرائيل كل أربعة أبيات من بنى اسرائيل في بيت ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها على كل باب فانى سامر الملائكة ان لا تدخل بيتا على بابه دم وسامر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم ثم اخبزوا خبز فطيرا فانه أسرع لكم ثم سر حتى تأتى البحر ثم قف حتى ياتيك أمرى فلما ان أصبح فرعون قال هذا عمل موسى وقومه قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأهلينا * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال ان الله أمر موسى أن يسير ببنى اسرائيل وقد كان موسى وعد بنى اسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ فلما سار موسى ببنى اسرائيل أذن فرعون في الناس ان هؤلاء لشرذمة قليلون * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بنى اسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل دهم سوى ألوان الخيل وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدى القوم ويقول ليس القوم باحق بالطريق منكم وفرعون على فرس أدهم حصان وجبريل على فرس أنثى فاتبعها فرس فرعون وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول الحقوا أصحابكم حتى دخل آخرهم وأراد اولهم أن يخرجوا فاطبق عليهم البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن ميمون قال لما أراد موسى أن يخرج ببنى اسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فاتوهم فلم يصح في تلك الليلة الديك فخرج موسى ببنى اسرائيل وغدا فرعون فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتى بها فامر بها أن تذبح ثم قال لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس فاجتمعوا إليه فاتبعهم فلما انتهى موسى إلى البحر قال له وصيه يا نبى الله أين امرت قال ههنا في البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة الف ليس فيهم أحد الا على بهيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها وكانت جريدته مائة ألف حصان * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب الاحبار قال اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انسانا ذكرهم وأنثاهم فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة الف ونيف وخرج فرعون على اثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف ادهم سوى ألوان الخيل وحالت الريح الشمال وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة الا ضمه فقال القوم يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف ان صنعنا ما صنعنا فاين الملجأ قال البحر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه قرأ وانا لجميع حاذرون قال مؤدون مقرون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الاسود بن يزيد انه كان يقرؤها وانا لجميع حاذرون قال مؤدون مقرون * وأخرج عبد بن حميد عن الاسود انه كان يقرؤها وانا لجميع حاذرون يقول رادون مستعدون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ وانا لجميع حاذرون يقول ما دون في السلاح * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال قرأ عبيد وانا لجميع حاذرون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك وانا لجميع حاذرون يعنى شاكى السلاح * وأخرج عبد بن حميد
[ 86 ]
عن ابن مسعود وانا لجميع حاذرون قال مؤدون مقوون في السلاح والكراع * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم انه كان يقرؤها وانا لجميع حاذوون * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وانا لجميع حاذرون ما الحاذرون قال التامون السلاح قال فيه النجاشي لعمر ابى أتانى حيث أمسى * لقد تاذت به أبناء بكر خفيفة في كناب حاذرات * يقودهم أبو شبل هزبر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم قال كانوا في ذلك في الدنيا فاخرجهم الله من ذلك وأورثها بنى اسرائيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ومقام كريم قال المنابر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فاتبعوهم مشرقين قال اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس قال أصحاب موسى انا لمدركون قال موسى وكان أعلمهم بالله كلا ان معى ربى سيهدين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فاتبعوهم مشرقين مهموزة مقطوعة الالف * واخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة قوله فاتبعوهم مشرقين قال خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا وأظلمت الارض فقال أصحابه ان يوسف كان أخبرنا انا سننجى من فرعون وأخذ علينا العهد لنحرجن بعظامه معنا فحرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا سالها على قبره فاخرجته له بحكمها فكان حكمها ان قالت له احملني فاخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسنه عن موسى وأصحابه حتى برزوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن عبد الله القسرى ان مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال يا نبى الله أين أمرت قال امامك قال وهل امامى الا البحر قال والله ما كذبت ولا كذبت ثم سار ساعة فقال مثل ذلك فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله كلا ان معى ربى سيهدين * قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كالطود قال كالجبل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كالطود قال كالجبل * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال الطود الجبل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وازلفنا ثم الآخرين قال هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أعلمك الكلمات التى قالهن موسى حين انفلق البحر قلت بلى قال قل اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله قال ابن مسعود فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ان موسى لما انتهى إلى البحر قال يا من كان قبل كل شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد كل شئ اجعل لنا مخرجا فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر * وأخرج ابن أبى حاتم عن قيس بن عباد قال لما انتهى موسى ببنى اسرائيل إلى البحر قالت بنو اسرائيل لموسى أين ما وعدتنا هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا فقال موسى للبحر انفرق أبا خالد فقال لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودى أن اضرب بعصاك البحر * وأخرج أبو العباس محمد بن اسحق السراح في تاريخه وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال كتب صاحب الروم إلى معاوية يساله عن أفضل الكلام ما هو والثانى والثالث والرابع وعن أكرم الخلق على الله وأكرم الانبياء على الله وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم وعن قبر سار بصاحبه وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال أخزاه الله وما علمي ما ههنا فقيل له اكتب إلى ابن عباس فسله فكتب إليه يساله فكتب إليه ابن عباس ان أفضل الكلام لا اله الا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل الا بها والتى تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله والتى تليها الحمد لله كلمة الشكر والتى تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود وأكرم الخلق على الله آدم عليه
[ 87 ]
السلام وأكرم اماء الله مريم وأما الاربعة التى لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذى فدى به اسمعيل وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا وأما القبر الذى سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة فباب السماء وأما القوس فانها أمان لاهل الارض من الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذى طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذى انفرج من البحر لبنى اسرائيل فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا الا رجل من أهل بيت النبوة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف ومعه عصا فضحك فرعون فالقى عصاه فانطلقت نحوه كأنها عنق بختى فيها أمثال الرماح تهتز فجعل فرعون يتاخر وهو على سريره فقال فرعون خذها واسلم فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا فامر موسى ان يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق مه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض وأقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر فلما رآه هابه وهو على حصان له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بنى اسرائيل وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم فغرق فرعون باصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أوحى الله إلى موسى أن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون فاسرى موسى ببنى اسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الانات وكان موسى في ستمائة ألف فلما عاينهم فرعون قال ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون وانا لجميع حذرون فاسرى موسى ببنى اسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا يا موسى أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعدما جئتنا هذا البحر امامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمر معه قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر وأوحى إلى البحر ان اسمع لموسى وأطع إذا ضربك فثاب البحر له أفكل يعنى رعدة لا يدرى من أي جوانبه يضرب فقال يوشع لموسى بماذا أمرت قال أمرت ان أضرب البحر قال فاضربه فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق ياخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض ما لنا لا نرى أصحابنا فقالوا لموسى ان أصحابنا لا نراهم قال سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا لن نؤمن حتى نراهم قال موسى اللهم أعنى على أخلاقكم السيئة فأوحى الله إليه ان قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى خرجوا من البحر فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان اقتحم خلفها وقيل لموسى اترك البحر رهوا قال طرقا على حاله ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فاغرقوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه ان موسى حين أسرى ببنى اسرائيل بلغ فرعون فامر بشاة فذبحت ثم قال لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلى ستمائة ألف من القبط فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له انفرق فقال له البحر لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لاحد من ولد آدم ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبى الله بهؤلاء قال ما أمرت الا بهذا الوجه فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال اين أمرت يا نبى الله قال ما أمرت الا بهذا الوجه قال ما كذبت ولا كذبت فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق يترأون فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فاغرقهم * وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن أبى موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان موسى لما أراد ان يسير ببنى اسرائيل أضل الطريق فقال لبنى اسرائيل
[ 88 ]
ما هذا فقال له علماء بنى اسرائيل ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى أيكم يدرى اين قبره فقالوا ما يعلم أحد مكان قبره الا عجوز لبنى اسرائيل فارسل إليها موسى فقال دلينا على قبر يوسف فقالت لا والله حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت ان أكون معك في الجنة فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له اعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت احفروا فحفروا فاستخزجوا قبر يوسف فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أسرى موسى ببنى اسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق ان يبصروه وقيل لموسى لن تعبر الا ومعك عظام يوسف قال واين موضعها قالوا بنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت موسى قال موسى قالت ما وراءك قال أمرت ان أحمل عظام يوسف قالت ما كنتم لتعبروا الا وأنا معكم قال دليني على عظام يوسف قالت لا أفعل الا ان تعطيني ما سألتك قال فلك ما سالت قالت خذ بيدى فاخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطئ النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت انا دفناه من ذلك الجانب فاخصب ذلك الجانب وأجدب ذا الجانب فحولناه إلى هذا الجانب فاخصب هذا الجانب وأجدب ذاك فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناه في وسط النيل فاخصب الجانبان جميعا فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فالحقها بالعسكر وقال لها سلى ما شئت قالت فانى أسالك ان أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنة ويرد على بصرى وشبابي حتى أكون شابة كما كنت قال فلك ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبى من بعدى فقولوا له يخرج عظامي من هذه القرية فلما كان من أمر موسى ما كان يوم فرعون فمر بالقرية التى فيها قبر يوسف فسال عن قبره فلم يجد أحدا يخبره فقيل له ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف فجاءها موسى عليه السلام فقال لها تدليني على قبر يوسف فقالت لا أفعل حتى تعطيني ما اشترط عليك فأوحى الله إلى موسى ان اعطها شرطها قال لها وما تريدين قالت أكون زوجتك في الجنة فاعطاها فدلته على قبره فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذى على يمينه الحمل يحمل على اليمين قال صدقت هو على الشمال وانما فعلت ذلك كرامة ليوسف * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر قال فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم موسى انما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آشى بن يعقوب انا رأيت عمى يوسف حين دفن فما تجعل لى ان دللتك عليه قال حكمك فدلته عليه فاخذ عظام يوسف ثم قال احتكمي قالت أكون معك حيث كنت في الجنة * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى أن اسر بعبادي وكان بنو اسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا ان لنا عيدا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف فذلك قول فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قوله فاتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون فدعا موسى ربه ففشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له اضرب بعصاك البحر ففعل فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يعنى الجبل فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا انا نخاف ان توحل فيه الخيل فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذى عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه ان موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله واترك البحر رهوا يعنى كما هو فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر وكان فرعون يومئذ على حصان فاقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة
[ 89 ]
ففرقوا في الناس وتقدم جبريل فسار بين يدى فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس الحقوا الملك حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم التقى البحر عليهم فغرقوا فسمع بنو اسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا ما هذا قال موسى غرق فرعون وأصحابه فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل * وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال كان جبريل بين الناس بين بنى اسرائيل وبين آل فرعون فيقول رويدكم ليلحقكم آخركم فقالت بنو اسرائيل ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا وقال آل فرعون ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا فلما انتهى موسى وبنو اسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون يا نبى الله أين أمرت هذا البحر امامك وقد غشينا آل فرعون فقال أمرت بالبحر فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار فجعل موسى لا يدرى كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر ان أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصاه فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فدخل بنو اسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بنى اسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء * وأخرج الخطيب في المنفق والمفترق عن أبى الدرداء قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه ويعجب من بنى اسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم جاؤا موسى فقالوا قد حضرنا العدو فمادا أمرت قال ان أنزل ههنا فاما ان يفتح لى ربى ويهزمهم واما ان يفرق لى هذا البحر فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال هذا من سلطان ربى فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم * قوله تعالى (واتل عليهم نبأ ابراهيم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فنظل لها عاكفين قال عابدين قال هل يسمعونكم إذ تدعون يقول هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله إذ يسمعونكم قال هل يسمعون أصواتكم * قوله تعالى (الذى خلقني فهو يهدين) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أطمع أن يغفر لى خطيئتي يوم الدين قال قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة انها أختى حين أراد فرعون من الفراعنة أن ياخذها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وألحقني بالصالحين يعنى باهل الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واجعل لى لسان صدق في الآخرين قال يؤمن بابراهيم كل ملة * وأخرج ابن أبى الدنيا في الذكر وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج بسم الله الذى خلقني فهو يهدين هداه الله للصواب ولفظ ابن مردويه لصواب الاعمال والذى هو يطعمنى ويسقين أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة وإذا مرضت فهو يشفين شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذى يميتني ثم يحيين أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتي يوم الدين غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من زبد البحر رب هب لى حكما وألحقني بالصالحين وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقى واجعل لى لسان صدق في الآخرين كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم جعل الله له القصور والمنازل في الجنة وكان الحسن يزيد فيه واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت يا رسول الله ان ابن جدعان كان يقرى الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل أينفعه ذلك قال لا انه لم يقل يوما قط رب اغفر لى خطيئتي يوم الدين * قوله تعالى (واغفر لابي) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله واغفر لابي قال امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولا تخزني يوم يبعثون قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى
[ 90 ]
يقطعه النار ويرجو أن يدخله الجنة فيناديه مناد انه لا يدخل الجنة مشرك فيقول رب ابى ووعدت ان لا تخزيني قال فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في صورة ضبعان فإذا رآه كذلك تبرأ منه وقال لست بابى قال فكنا نرى أنه يعنى ابراهيم وما سمى به يومئذ * وأخرج البخاري والنسائي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى ابراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر فترة وغبرة فيقول له ابراهيم ألم اقل لك لا تعصيني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول ابراهيم رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون فاى خزى أخزى من أبى الابعد فيقول الله انى حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا ابراهيم ما تحت رجليك فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار * وأخرج أحمد عن رجل من بنى كنانة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة * قوله تعالى (الا من أتى الله بقلب سليم) * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال شهادة أن لا اله الا الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال كان يقال سليم من الشرك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال من الشرك ليس فيه شك في الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عون قال ذكروا الحجاج عند ابن سيرين فقال غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت وما هو قال ان كان لقى الله بقلب سليم فقد أصاب الذنوب خير منه قلت وما القلب السليم قال ان يعلم انه لا اله الا الله * قوله تعالى (وأزلفت الجنة) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وأزلفت الجنة للمتقين قال قربت لاهلها * وأخرج ابن أبى شيبة عن نبيح ابن امرأة كعب قال تزلف الجنة ثم تزخرف ثم ينظر إليها من خلق الله من مسلم أو يهودى أو نصراني الا رجلان رجلا قتل مؤمنا متعمدا أو رجلا قتل معاهدا متعمدا * قوله تعالى (فكبكبوا فيها) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فكبكبوا فيها قال جمعوا فيها هم والغاوون قال مشركو العرب والآلهة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد فكبكبوا قال رموا * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن السدى فكبكبوا فيها قال في النار هم قال الآلهة والغاوون قال مشركو قريش وجنود ابليس قال ذرية ابليس ومن ولد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والغاوون قال الشياطين * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا فيقولون رب أنت تعلم انا اياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط عبادي حق على ان لا أكلكم اليوم إلى أحد غيرى فقد عفوت عنكم ورضيت عنكم فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين قال الله فكبكبوا فيها هم والغاوون قال ابن عباس ادخروا فيها إلى آخر الدهر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتى ستحشر يوم القيامة فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها فيميزون على حدة فيسيل عندهم سيل من دم ثم يقول لهم الداعي اعيدوا هذه الدماء في أجسادها فيقولون كيف نعيدها في أجسادها فيقول احشروهم إلى النار فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال ان القوم قد كانوا يهللون فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار هم والغاوون وجنود ابليس أجمعون * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبى امامة ان عائشة قالت يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم في ثلاث مواطن عند الميزان وعند النور والظلمة وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت يا رسول الله وما الصراط قال طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى والملائكة صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون سلم سلم وأفئدتهم هواء فمن شاء الله
[ 91 ]
سلمه ومن شاء كبكبه في النار * قوله تعالى (وما أضلنا الا المجرمون) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وما أضلنا الا المجرمون يقول الاولون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة وما أضلنا الا المجرمون قال ابليس وابن آدم القاتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج فمالنا من شافعين قال من أهل السماء ولا صديق حميم قال من أهل الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد ولا صديق حميم قال شفيق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلو ان لنا كرة قال رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين قال حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء والله أعلم * قوله تعالى (كذبت قوم نوح المرسلين) * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس قالوا أنؤمن لك قالوا أنصدقك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله واتبعك الارذلون قال الحواكون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله واتبعك الارذلون قال سفلة الناس وأراذلهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة واتبعك الارذلون قال الحواكون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ان حسابهم الا على ربى قال هو أعلم بما في أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لتكونن من المرجومين قال بالحجارة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن لتكونن من المرجومين قال بالشتيمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فافتح بينى وبينهم فتجا قال اقض بينى وبينهم قضاء * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح مثله * وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل الفلك المشجون قال السفينة الموقورة الممتلئة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبيد بن الابرص شحنا أرضهم بالخيل حتى * تركناهم أذل من الصراط * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال تدرون ما المشحون قلنا لا قال هو الموقر * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله الفلك المشحون قال الممتلئ * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الفلك المشحون قال المملوء المفروغ منه تحميلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الفلك المشحون قال المحمل * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الفلك المشحون كنا نحدث انه الموقر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد حميد وابن المنذر عن الشعبى في الفلك المشحون قال المثقل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح في الفلك المشحون قال سفينة نوح * قوله تعالى (كذبت عاد المرسلين) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال طريق آية قال علما تعبثون قال تلعبون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال شرف * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أتبنون بكل ريع قال طريق * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صخر قال الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أتبنون بكل ريع قال بكل فج بين جبلين آية قال بنيانا وتتخذون مصانع قال بروج الحمام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله تعبثون قال تلعبون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وتتخذون مصانع قال قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وتتخذون مصانع قال ماخذ للماء قال وكان في بعض القراءة وتتخذون مصانع كانكم خالدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لعلكم تخلدون قال كانكم تخلدون * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وإذا بطشتم بطشتم جبارين قال بالسوط والسيف * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بطشتم جبارين قال أقوياء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا الا خلق الاولين قال دين الاولين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا الا خلق الاولين قال أساطير الاولين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة
[ 92 ]
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ ان هذا الا خلق الاولين يقول شئ اختلقوه وفي لفظ يقول اختلاف الاولين * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ان هذا الا خلق الاولين قال كذبهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن علقمة ان هذا الا خلق الاولين قال اختلاقهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان هذا الا خلق الاولين مرفوعة الخاء مثقلة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان هذا الا خلق الاولين قال قالوا هكذا خلقت الاولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب وما نحن بمعذبين أي انما نحن مثل الاولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث * قوله تعالى (كذبت ثمود) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ونخل طلعها هضيم قال معشب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل طلعها هضيم قال منضم بعضه إلى بعض قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس دار لبيضاء العوارض طفلة * مهضومة الكشحين ريا المعصم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن يزيد بن أبى زياد ونخل طلعها هضيم قال هو الرطب وفي لفظ قال المذنب الذى قد رطب بعضه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة طلعها هضيم قال لين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن طلعها هضيم قال الرخو * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال الهضيم إذا بلغ البسر في عذوقه فعظم فذلك الهضم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد طلعها هضيم قال يتهشم تهشما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد طلعها هضيم قال الطلعة إذا مسستها تناثرت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن طلعها هضيم قال ليس فيه نوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة قال الهضيم الرطب اللين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وتنحتون بكسر الحاء الجبال بيوتا فارهين بالالف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين قال حاذقين * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله فرهين قال حاذقين بنحتها * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة فرهين قال حاذقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين قال أشرين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فرهين قال شرهين * وأخرج عبد بن حميد عن عطية في قوله فارهين قال متحبرين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد في قوله فارهين قال يتجبرون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فرهين قال معجبين بصنعكم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا تطيعوا أمر المسرفين قال هم المشركون وفي قوله انما أنت من المسحرين قال هم الساحرون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انما أنت من المسحرين قال المسحورين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس في قوله انما أنت من المسحرين قال من المخلوقين ثم أنشد قول لبيد بن ربيعة ان تسألينا فيم نحن فاننا * عصافير من هذا الانام المسحر * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن أبى صالح ومجاهد في قوله من المسحرين قالا من المخدوعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انما أنت من المسحرين مثقلة وقال المسحر السوقة الذى ليس بملك * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان صالحا بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ثم انه لما مات كفر قومه ورجعوا عن الاسلام فاحيا الله لهم صالحا وبعثه إليهم فقال أنا صالح فقالوا قد مات صالح ان كنت صالحا فائت بآية ان كنت من الصادقين فبعث الله الناقة فعقروها وكفروا فاهلكوا وعاقرها رجل نساج يقال له قدار بن سالف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال كانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله فإذا كان يوم شربهم كان لانفسهم
[ 93 ]
ومواشيهم وأرضهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاؤا * قوله تعالى (كذبت قوم لوط المرسلين) الآيات * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال تركتم اقبال النساء إلى ادبار الرجال وادبار النساء * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال ما أصلح لكم يعنى القبل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يقول ترك اقبال النساء إلى أدبار الرجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بل أنتم قوم عادون قال متعدون * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال في قراءة عبد الله وواعدناه أن نؤمنه أجمعين الا عجوزا في الغابرين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة الا عجوزا في الغابرين قال هي امرأة لوط غبرت في عذاب * وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله في الغابرين قال في الباقين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبيد بن الابرض ذهبوا وخلفني المخلف فيهم * فكأنني في الغابرين غريب * قوله تعالى (كذب أصحاب الايكة المرسلين) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليكة قال الايكة * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله كذب أصحاب الايكة المرسلين قال كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين وقد أهلكوا فيما ياتون وكان أصحاب الايكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين فقال لهم شعيب انى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسالكم على ما أدعوكم عليه أجرا في العاجل في أموالكم ان أجرى الا على رب العالمين واتقوا الذى خلقكم والجبلة يعنى وخلق الجبلة الاولين يعنى القرون الاولين الذين أهلكوا بالمعاصى ولا تهلكوا مثلهم قالوا انما أنت من المسحرين يعنى من المخلوقين وما أنت الا بشر مثلنا وان نظك لمن الكاذبين فاسقط علينا كسفا من السماء يعنى قطعا من السماء فاخذهم عذاب يوم الظلة أرسل الله عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤسهم فتغشتهم حتى تقلقلت فيها جماجمهم وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم ثم انشأت لهم ظلة كالسحابة السوداء فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها حتى إذا كانوا تحتها جميعا أطبقت عليهم فهلكوا ونجى الله شعيبا والذين آمنوا معه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والجبلة الاولين قال الخلق الاولين * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والجبلة الاولين قال الخليقة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فاسقط علينا كسفا من السماء قال قطعا من السماء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال ان أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما جرجوا منها أصابهم فزع شديد ففرقوا ان يدخلوا البيوت ان تسقط عليهم فارسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا ابرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال أصحاب الايكة أصحاب شجروهم قوم شعيب وأصحاب الرس أصحاب آباروهم قوم شعيب * وأخرج ابن المنذر عن السدى قال بعث الله شعيبا إلى أصحاب الايكة والايكة غيضة فكذبوه فاخذهم عذاب يوم الظلة قال فنج الله عليهم بابا من أبواب جهنم فغشيهم من حرما لم يطيقوه فتبردوا بالماء وبما قدروا عليه فبينما هم كذلك إذ رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة فلما وجدوا بردها ساروا لنحو الظلة فاتوها يتبردون بها فخرجوا من كل شئ كانوا فيه فلما تكاملوا تحتها طبقت عليهم بالعذاب فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح فجعلوا يدعو بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم نارا فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
[ 94 ]
وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة فقال بعث الله عليهم وهدة وحرا شديدا فاخذ بانفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فاخذ بانفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا فذلك قوله عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينقعهم منه شئ فبعث الله عليهم سحابة فلحقوا إليها يلتمسون الروح في ظلها فجعلها الله عليهم عذابا فاحرقتهم بعثت عليهم نارا فاضطرمت فاكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا ورفعت لهم سحابة فانطلقوا إليها فلما استظلوا بها أرسلت إليهم فلم ينفلت منهم أحد * وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال كان ينهاهم عن قطع الدراهم فاخذهم عذاب يوم الظلة حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة قال ظلل من العذاب اتاهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة فكذبه * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة 7 قال أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم فانشئت لهم سحابة فاتوها فصيح بهم فيها والله أعلم * قوله تعالى (وانه لتنزيل رب العالمين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وانه لتنزيل رب العالمين قال هذا القرآن نزل به الروح الامين قال جبريل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نزل به الروح الامين قال الروح جبريل رأيت له ستمائة جناح من لؤلو قد نشرها فهم مثل ريش الطواويس * وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الاوان الروح الامين نفت في روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وان ابطا عليها * وأخرج ابن ابى شيبة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها لناس انه ليس من شئ يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار الا قد أمرتكم به وانه ليس شئ يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة الا قد نهيتكم عنه وان الروح الامين نفث في روعى انه ليس من نفس تموت حتى تستوفى رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوه بمعاصي الله فانه لا ينال ما عند الله الا بطاعته * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بلسان عربي مبين قال بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس والبيهقي في شعب الايمان عن بريدة في قوله بلسان عربي مبين قال بلسان جرهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن بريدة مثله * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على قوم من يهود من بنى قريظة لبعض حوائجهم فوجدوهم يقرؤن التوراة فقال القرشيون ماذا نلقى ممن يقرأ توراتكم هذه لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه فقال اليهود نحن من أولئك برآء أولئك يكذبون على التوراة وما أنزل الله في الكتب انما أرادوا عرض الدنيا فقال القرشيون فإذا لقيتموهم فسودوا وجوهم وقال المنافقون ما يعلمه الا بشر مثله وأنزل الله وانه لتنزيل رب العالمين إلى قوله وانه لقى زبر الاولين يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ونعته وأمره * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد وانه لفى زبر الاولين يقول في الكتب التى أنزلها على الاولين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وانه لفى زبر الاولين قال كتب الاولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى اسرائيل قال يعنى بذلك اليهود والنصارى كانوا يعلمون أنهم يجدون محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل انه رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أولم يكن لهم آية بالياء * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بنى اسرائيل قال عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان عبد الله بن سلام من علماء بنى اسرائيل وكان من خيارهم فآمن
[ 95 ]
بكتاب محمد فقال لهم الله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بنى اسرائيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مبشر بن عبيد القرشى في قوله أولم يكن لهم آية يقول أولم يكن لهم القرآن آية * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية العوفى في قوله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بنى اسرائيل قال كانوا خمسة أسد واسيد وابن يامين وثعلبة وعبد الله بن سلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال يقول لو نزلنا هذا القرآن على بعض الاعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه لا يفهمونه ولا يدرون ما هو * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر الناس به لانهم لا يعرفون العجمية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال الفرس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله كذلك سلكناه قال الشرك جعلناه في قلوب المجرمين * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى جهضم قال رؤى النبي صلى الله عليه وسلم كانه متحير فسألوه عن ذلك فقال ولم ورأيت عدوى يلون أمر أمتى من بعدى فنزلت افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون فطابت نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان لا يدع ان يقول في خطبته كل جمعة انما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى ياتي أمر الله وهم على ذلك لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجعلتها ولا يبقى فيها شئ ثم يتلو أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون قال الرسل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون قال ما أهلك الله من قرية الا من بعدما جاءتهم الرسل والحجة والبيان من الله ولله الحجة على خلقه ذكرى قال تذكرة لهم وموعظة وحجة لله وما كنا ظالمين يقول ما كنا لنعذبهم الا من بعد البينة والحجة والعذر حتى نرسل الرسل وننزل الكتب وفي قوله وما تنزلت به الشياطين يعنى القرآن وما ينبغى لهم أن ينزلوا به وما يستطيعون يقول لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه انهم عن السمع لمعزولون قال عن سمع السماء * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد في قوله وما تنزلت به الشياطين قال زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد فاخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تستطيعه وما ينبغى لهم ان ينزلوا بهذا وهو محجور عليهم * قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الاقربين) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا وعم وخص فقال يا معشر قريش أنقذوا انفسكم من النار فانى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى كعب بن لؤى أنقذوا انفسكم من النار فانى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى قصى أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا املك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فانى لا أملك لك ضرا ولا نفعا الا ان لكم رحما وسابلها ببلالها * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة ابنة محمد يا صفية ابنة عبد المطلب يا بنى عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيا سلونى من مالى ما شئتم * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عروة مرسلا مثله * وأخرج مسدد ومسلم والنسائي وابن جرير والبغوى في معجمه والباوردي والطحاوى وأبو عوانة وابن قانع والطبراني وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن قبيصة بن مخارق وزفير بن عمر وقالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربوة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم قال يا بنى عبد مناف انى نذير لكم انما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشى أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف يا صباحاه يا صباحاه أتيتم أتيتم * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن أبى موسى الاشعري قال لما نزلت
[ 96 ]
وأنذر عشيرتك الاقربين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه في اذنيه ورفع صوته وقال يا بنى عبد مناف يا صباحاه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين بكى رسول الله صلى الله عيه وسلم ثم جمع أهله فقال يا بنى عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار يا بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ثم التفت إلى فاطمة فقال يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فانى لا غنى عنكم من الله شيأ غير ان لكم رحما سابلها ببلالها * وأخرج ابن مردويه عن البراء قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الاقربين صعد النبي صلى الله عليه وسلم ربوة من جبل فنادى يا صباحاه فاجتمعوا فحذرهم وانذرهم ثم قال لا أملك لكم من الله شيأ يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فانى لا أملك لك من الله شيأ * وأخرج ابن مردويه عن الزبير بن العوام قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين صالح على أبى قبيس يا آل عبد مناف انى نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال وانذر عشيرتك الاقربين يعنى قومي * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين جعل يدعوهم قبائل قبائل * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردويه وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد على الصفا فنادى يا صباحاه فقالوا من هذا الذى يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء ابو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا قال فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت تبت يدا أبى لهب وتب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وأنذر عشيرتك الاقربين قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم نادى على الصفا بافخاذ عشيرته فخذا فخذا يدعوهم إلى الله فقال في ذلك المشركون لقد بات هذا الرجل يهوت منذ الليلة قال وقال الحسن رضى الله عنه جمع نبى الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته قبل موته فقال الا ان لى عملي ولكم عملكم الا انى لا أغنى عنكم من الله شيا الا ان أوليائي منكم المتقون ألا لا اعرفنكم يوم القيامة تأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم وياتى الناس يحملون الآخرة يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد اعملا فانى لا أغنى عنكما من الله شيا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بنى هاشم ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا أغنى عنكم من الله شيأ اياكم ان ياتي الناس يحملون الآخرة وتاتون أنتم تحملون الدنيا وانكم تردون على الحوض ذات الشمال وذات اليمين فيقول القائل منكم يا رسول الله أنا فلان بن فلان فاعرف الحسب وانكر الوصف فاياكم ان ياتي أحدكم يوم القيامة وهو يحمل على ظهره فرسا ذات جمعمة أو بعيرا له رغاء أو شاة لها ثغاء أو يحمل قشعا من أدم فيختلجون من دوني ويقال لى انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فاطيبوا نفسا واياكم ان ترجعوا القهقرى من بعدى قال عكرمة رضى الله عنه انما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول حيث انزل الله عليه وأنذر عشيرتك الاقربين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى امامة رضى الله عنه قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى هاشم فاجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فاجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فقال يا بنى هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوها بانفسكم من الله فانى لا أملك لكم من الله شيأ ثم أقبل على أهل بيته فقال يا عائشة بنت أبى بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فانى لا أملك لكم من الله شيأ ولا أغنى فبكت عائشة رضى الله عنها وقالت وهل يكون ذلك يوم لا تغنى عنا شيأ قال نعم في ثلاثة مواطن يقول الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الآيتين فعند ذلك لا أغنى عنكم من الله شيأ ولا أملك لكم من الله شيأ وعند النور من شاء الله أتم له نوره ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها فلا املك لكم من الله شيأ ولا أغنى عنكم من الله شيأ وعند الصراط من شاء الله سلمه ومن شاء أجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت عائشة قد علمنا
[ 97 ]
الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه اليسرى فترجح احداهما وتخف الاخرى وقد علمنا النور والظلمة فما الصراط قال طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليها وهو مثل حد الموسى والملائكة حفافه يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون رب سلم سلم وافئدتهم هواء فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه فيها * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طرق عن على رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الاقربين دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا على ان الله أمرنى أن انذر عشيرتي الاقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت انى مهما أبادئهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاء جبريل فقال يا محمد انك ان لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لى صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسا من لبن ثم اجمع لى بنى عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ففعلت ما أمرنى به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذى صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم بضعة من اللحم فشقها باسنانه ثم ألقاها في نواحى الصحفة ثم قال كلوا بسم الله فاكل القوم حتى تهلوا عنه ما ترى الا آثار أصابعهم والله ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم يا على فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا وايم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد قال يا على ان هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل ان أكلمهم فعد لنا بمثل الذى صنعت بالامس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لى ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالامس فاكلوا وشربوا حتى نهلوا ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بنى عبد المطلب انى والله ما اعلم احدا في العرب جاء قومه بافضل مما جئنكم به انى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى الله ان أدعوكم إليه فايكم يوازرني على أمرى هذا فقلت وأنا أحدثهم سنا انه أنا فقام القوم يضحكون * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا منهم العشرة ياكلون المسنة ويشربون العس وامر عليا برجل شاة صنعها لهم ثم قربها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ منها بضعة فاكل منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فاكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منها جرعة فناولهم فقال اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا عن آخرهم فقطع كلامهم رجل فقال لهم ما سحركم مثل هذا الرجل فاسكت النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم بدرهم بالكلام فقال يا بنى عبد المطلب انى انا النذير اليكم من الله والبشير قد جئتكم بما لم يجئ به احد جئتكم بالدنيا والآخرة فاسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وانذر عشيرتك الاقربين قال امر الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن ينذر قومه ويبدأ باهل بيته وفصيلته قال وكذب به قومك وهو الحق * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة أنه كان يقرأ وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر والديلمي عن عبد الواحد الدمشقي قال رأيت ابا الدرداء يحدث الناس ويفتيهم وولده واهل بيته جلوس في جانب الدار يتحدثون فقيل له يا أبا الدرداء ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس لاهين فقال انى سمعت نبى الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ازهد الناس في الانبياء واشدهم عليهم الاقربون وذلك فيما انزل الله وانذر عشيرتك الاقربين إلى آخر الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أزهد الناس في العالم اهله حتى يفارقهم وانه يشفع في اهله وجيرانه فإذا مات خلا عنهم من مردة الشياطين اكثر من عدد ربيعة ومضر قد كانوا مشتغلين به فاكثروا التعوذ بالله منهم * وأخرج ابن عساكر عن محمد بن جحادة ان كعبا لقى أبا مسلم الخولانى فقال كيف كرامتك على قومك قال انى عليهم لكريم قال انى أجد في التوراة غير ما تقول قال وما هو قال وجدت في التوراة انه لم يكن حكيم في قوم الا كان ازهدهم فيه قومه ثم
[ 98 ]
الاقرب فالاقرب وان كان في حسبه شئ عيروه به وان كان عمل برهة من دهره ذنبا عيروه به * وأخرج البيهقى في الدلائل عن كعب انه قال لابي مسلم كيف تجد قومك لك قال مكرمين مطيعين قال ما صدقتني التوراة اذن ما كان رجل حكيم في قوم الا بغوا عليه وحسدوه * قوله تعالى (واخفض جناحك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت وانذر عشيرتك الاقربين بدأ باهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فانزل الله واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله واخفض جناحك لمن اتبعك يقول ذلك لهم وفي قوله فان عصوك فقل انى برئ مما تعملون وقال أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم * قوله تعالى (الذى يراك حيت تقوم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الذى يراك حين تقوم قال للصلاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك الذى يراك حين تقوم قال من فراشك أو من مجلسك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد الذى يراك حين تقوم قال أينما كنت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير الذى يراك حين تقوم قال في صلاتك وتقلبك في الساجدين قال كما كانت تقلب الانبياء قبلك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله الذى يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذى يراك حين تقوم قال يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك وتقلبك في الساجدين قال قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذى يراك حين تقوم قال يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك وتقلبك في الساجدين قال في الصلاة يراك وحدك ويراك في الجميع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وتقلبك في الساجدين قال في المصلين * وأخرج الفريابى عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس الذى يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يقول قيامك وركوعك وسجودك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال يراك وأنت مع الساجدين تقوم وتقعد معهم * وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رأى من خلفه كما يرى من بين يديه * وأخرج مالك وسعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ترون قبلتى ههنا فو الله ما يخفى على خشوعكم ولا ركوعكم وانى لاراكم من وراء ظهرى * وأخرج ابن أبى عمر العدنى في مسنده والبزار وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال من نبى إلى نبى حتى أخرجت نبيا * وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد وتقلبك في الساجدين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله وتقلبك في الساجدين قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الانبياء حتى ولدته أمه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بابى أنت وأمى أين كنت وآدم في الجنة فتبسم حتى بدت نواجذه ثم قال انى كنت في صلبه وهبط إلى الارض وأنا في صلبه وركبت السفينة في صلب ابى نوح وقذفت في النار في صلب ابى ابراهيم لم يلتق ابواى قطا على سفاح لم يزل الله ينقلني من الاصلاب الطيبة إلى الارحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي وبالاسلام هداني وبين في التوراة والانجيل ذكرى وبين كل شئ من صفتي في شرق الارض وغربها وعلمني كتابه ورقى بى في سمائه وشق لى من أسمائه فذو العرش محمود وانا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر وأنا أول شافع وأول مشفع ثم أخرجنى في خير قرون امتى وأمتى الحمادون يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر * قوله تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين) الايات * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن وهب قال كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له ان المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال ابن الزبير صدق ثم تلا هل أنبئكم على من
[ 99 ]
تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله على كل أفاك أثيم قال كذاب من الناس يلقون السمع قال ما سمعه الشيطان ألقاه على كل أفاك كذاب من الناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تنزل على كل أفاك أثيم قال الافاك الكذاب وهم الكهنة تسترق الجن السمع ثم ياتون به إلى اوليائهم من الانس وفي قوله يلقون السمع وأكثرهم كاذبون قال كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس فأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا وأما ما خلطوا به من الكذب فيكون كذبا * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن عائشة قالت سال أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال انهم ليسوا بشئ فقالوا يا رسول الله انهم يحدثوننا احيانا بالشئ يكون حقا قال تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنى فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة * وأخرج البخاري وابن المنذر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تحدث في العنان والعنان والغمام بالامر في الارض فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة * قوله تعالى (والشعراء) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم احدهما من الانصار والآخر من قوم آخرين وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فانزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات * وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس فانزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن وابى حاتم وابن عساكر عن عروة قال لما نزلت والشعراء إلى قوله مالا يفعلون قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد علم الله أنى منهم فانزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله ينقلبون * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى حسن سالم البراد قال لما نزلت والشعراء الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا فانزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم * وأخرج عبد ابن حميد والحاكم عن أبى الحسن مولى بنى نوفل أن عبد بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ والشعراء يتبعهم الغاوون حتى بلغ الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال أنتم وذكروا الله كثيرا قال أنتم وانتصروا من بعدما ظلموا قال أنتم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال الكفار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم الكفار يتبعون ضلال الجن والانس في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون وأنهم يقولون مالا يفعلون أكثر ولهم مكذبون ثم استثنى منهم فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا في كلامهم وانتصروا من بعدما ظلموا قال ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس والشعراء قال المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم يتبعهم الغاوون غواة الجن في كل واد يهيمون في كل فن من الكلام ياخذون ثم استثنى فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعنى حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء لمشركين * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم الرواة * وأخرج البخاري في الادب وأبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال والشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا قال أبو بكر وعمر وعلى وعبد الله بن رواحة * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن مردويه عن كعب بن مالك أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل فكيف ترى فيه فقال ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذى نفسي بيده لكانما بوجههم مثل نضج النبل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى سعيد قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد
[ 100 ]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا * وأخرج الديلمى عن ابن مسعود مرفوعا الشعراء الذين يموتون في الاسلام يامرهم الله ان يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لازواجهن في الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكمة قال وأتاه قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت فقالوا انا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا فقرؤا والشعراء إلى قوله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال أنتم هم وذكروا الله كثيرا قال أنتم هم وانتصروا من بعدما ظلموا قال أنتم هم * وأخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله والشعراء يتبعهم الغاوون قال كان الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون قال هم عصاة الجن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة والشعراء يتبعهم الغاوون قال الشياطين ألم تر انهم في كل واد يهيمون قال يمدحون قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل * وأخرج الفريابى وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد والشعراء يتبعهم الغاوون قال الشياطين ألم تر انهم في كل واد يهيمون قال في كل فن يفتنون الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية قال عبد الله بن رواحة وأصحابه * وأخرج عبد بن حميد وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعدما ظلموا قال في بعض القراءة وانتصروا بمثل ما ظلموا قال نزلت هذه الآية في رهط من الانصار هاجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وسيعلم الذين ظلموا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية قال نزلت في عبد الله بن رواحة وفي شعراء الانصار * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أهج المشركين فان جبريل معك * وأخرج ابن سعد عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله ان أبا سفيان بن الحرث بن عبد المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال يا رسول الله ائذن لى فيه قال أنت الذى تقول ثبت الله قال نعم يا رسول الله قلت ثبت الله ما أعطاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا قال وأنت يفعل الله بك مثل ذلك ثم وثب كعب فقال يا رسول الله ائذن لى فيه فقال أنت الذى تقول همت قال نعم يا رسول الله قلت همت سخينة ان تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب قال أما ان الله لم ينس لك ذلك ثم قام حسان الحسام فقال يا رسول الله ائذن لى فيه وأخرج لسانا له اسود فقال يا رسول الله ائذن لى فيه فقال اذهب إلى أبى بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم واهجهم وجبريل معك * وأخرج ابن سعد عن ابن بريدة ان جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا * وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبى هريرة قال مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فنظر إليه فقال قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك فسكت ثم التفت حسان إلى أبى هريرة فقال أشندك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم أيده بروح القدس قال نعم * وأخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهم في سفر أين حسان بن ثابت فقال لبيك يا رسول الله وسعديك قال أحد فجعل ينشده ويصغى إليه حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا أشد عليهم من وقع النبل * وأخرج ابن عساكر عن حسن بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن رواحة ما الشعر قال شئ يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا * وأخرج ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقول الشعر إذا أردت ان تقول كانه يتعجب لذاك قلت انظر في ذاك ثم أقول قال فعليك بالمشركين * وأخرج ابن سعد عن جابر
[ 101 ]
ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمى اعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة أنا وقال كعب بن مالك أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تحسن الشعر وقال حسان بن ثابت أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهجهم فان روح القدس سيعينك * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نضر القوم سلاحهم أنفسهم فالسنتهم أحق فقام رجل فقال يا رسول الله أنا قال لست هناك فجلس فقام آخر فقال يا رسول الله أنا فقال بيده معنى اجلس فقام حسان فقال يا رسول الله ما يسرنى به مقولا بين صنعاء وبصرى وانك ما سببت قوما قط بشئ هو أشد عليهم من شئ يعرفونه فمر بى إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني فامر به إلى أبى بكر * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار قريش أبو سفيان بن الحرث وعمرو بن العاص وابن الزبعرى قال قائل لعلى أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال على ان أذن لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت فقال الرجل يا رسول الله ائذن لعلى كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال ليس هناك ثم قال للانصار ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بالسنتهم فقال حسان بن ثابت أنا لها يا رسول الله وأخذ بطرف لسانه فقال والله ما يسرنى بهم مقولا بين بصرى وصنعاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تهجوهم وثامنهم فقال انى أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين فكان يهجوهم ثلاثة من الانصار يجيبونهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والايام والماثر ويعيرونهم بالمناقب وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم انه ليس فيهم شئ شرا من الكفر وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة فلما أسلموا وفقهوا الاسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة * وأخرج ابن أبى شيبة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكما * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ان من الشعر حكما * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشعر حكما وان من البيان سحرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن فضالة ابن عبيد في قوله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال هؤلاء الذين يخربون البيت * وأخرج أحمد عن أبى امامة بن سهل حنيف قال سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول أتركوا الحبشة ما تركوكم فانه لا يستخرج كنزا لكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يبايع رجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت الا أهله فإذا استحلوه فلا تسال عن هلكة العرب ثم تجئ الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده ابدا وهم الذين يستخرجون كنزه * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فانه لا يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال من آخر أمر الكعبة ان الحبشة يغزون البيت فيتوجه المسلمون نحوهم فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى الا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقى عجاج من الناس * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرب الكعبة ذو لسويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبى شيبة عن على ابن أبى طالب قال كانى أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال كانى به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة قالت كتب أبى في وصيته سطرين بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبى قعافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ويتقى الفارج ويصدق الكاذب انى استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فان يعدل فذلك ظنى به ورجائي فيه وان يجر ويبدل فلا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن رباح قال كان صفوان بن مجرز إذا قرأ هذه الآية بكى وسيعلم الذين صلموا أي منقلب ينقلبون
[ 102 ]
* (سورة النمل مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال انزلت سورة النمل بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (طس) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله طس قال هو اسم الله الاعظم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله طس قال هو اسم من اسماء القرآن وفي قوله الذين لا يؤمنون بالآخرة قال لا يقرون بها ولا يؤمنون بها فهم يعمهون قال في ضلاتهم وفي قوله وانك لتلقى القرآن يقول تأخذ القرآن من لدن من عند حكيم عليم * قوله تعالى (إذ قال موسى لاهله) الآية * أخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل بشهاب قبس قال شعلة من نار يقتبسون منه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول طرفة هم عرانى فبت أدفعه * دون سهادي كشعلة القبس * قوله تعالى (فلما جاءها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فلما جاءها نودى أن بورك من في النار يعنى تبارك وتعالى نفسه كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها يعنى الملائكة * وأخرج ابن حرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وابن مردويه عنه عن ابن عباس نودى أن بورك من في النار ومن حولها يقول بوركت بالنار ناداه الله وهو في النور * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال كانت تلك النار نورا ان بورك من في النار ومن حول النار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس أن بورك من في النار قال بوركت النار * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال في مصحف أبى بن كعب بوركت النار ومن حولها أما النار فيزعمون انها نور رب العالمين ومن حولها الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه كان يقرأ أن بوركت النار * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية قال النار نور الرحمن ومن حولها موسى والملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله بورك قال قدس * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق أبى عبيدة عن أبى موسى الاشعري قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو رفع الحجاب لاحرقت سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره ثم قرأ أبو عبيدة أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * قوله تعالى (وألق عصاك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما رآها تهتز كأنها جان قال حين تحولت حية تسعى * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولم يعقب يا موسى قال لم يرجع وفي قوله الا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء قال ثم تاب من بعد ظلمه واساءته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولى مدبرا قال فارا ولم يعقب قال لم يلتفت وفي قوله لا يخاف لدى قال عندي وفي قوله الا من ظلم قال ان الله لم يجز ظالما ثم عاد الله بعائدته وبرحمته فقال ثم بدل حسنا بعد سوء أي فعمل عملا صالحا بعد عمل سئ عمله فانى غفور رحيم * وأخرج ابن المنذر عن ميمون قال ان الله قال لموسى انه لا يخاف لدى المرسلون الا من ظلم وليس للظالم عندي أمان حتى يتوب * وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم انه قرأ الا من ظلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كانت على موسى جبة لا تبلغ مرفقيه فقال له ادخل يدك في حبيبك فادخلها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مقسم قال انما قيل ادخل يدك في جيبك لانه لم يكن لها كم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد قال كانت عليه مدرعة إلى بعض يده ولو كان لها كم أمره أن يدخل يده في كمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وأدخل يدك في جيبك قال جيب القميص وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وأدخل يدك في جيبك قال في جيب قميصك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير برص في تسع آيات قال يقول هاتات الآيتان يد موسى وعصاه في تسع آيات وكان ابن
[ 103 ]
عباس رضى الله عنهما يقول التسع آيات موس وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين في بواديهم ومواشيهم ونقص من الثمرات في أمصارهم وفي قوله فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قال بينة وجحدوا بها قال كذبت القوم بآيات الله بعدما استيقنتها أنفسهم انها حق والجحود لا يكون الا من بعد المعرفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ظلما وعلوا قال تعظما واستكبارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا قال تكبروا وقد استيقنتها أنفسهم وهذا من التقديم والتاخير * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ظلما وعليا وقرأ عاصم وعلوا برفع العين واللام * قوله تعالى (ولقد آتينا داود وسليمان علما) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان داود أعطى ثلاثا سخرت له الجبال يسبحن معه والين له الحديد وعلم منطق الطير وأعطى سليمان منطق الطير وسخرت له الجن وكان ذلك مما ورث عنه ولم تسخر له الجيال ولم يلن له الحديد * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب ان الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها الا كان حمده أفضل من نعمته ان كنت لا تعرف ذلك في كتاب الله المنزل قال الله عزوجل ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وأى نعمة أفضل مما أوتى داود وسليمان * قوله تعالى (وورث سليمان داود) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وورث سليمان داود قال ورثة نبوته وملكه وعلمه * قوله تعالى (وقال يا أيها الناس) * أخرج ابن أبى حاتم عن الاوزاعي قال الناس عندنا أهل العلم * قوله تعالى (علمنا منطق الطير) * أخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن مسعود قال كنت عند عمر بن الخطاب فدخل علينا كعب الحبر فقال يا أمير المومنين الا أخبرك باغرب شئ قرأت في كتب الانبياء ان هامة جاءت إلى سليمان فقالت السلام عليك يا نبى الله فقال وعليك السلام يا هام أخبريني كيف لا تأكلين الزرع فقالت يا نبى الله لان آدم عصى ربه في سببه لذلك لا آكله قال فكيف لا تشربين الماء قالت يا نبى الله لان الله أغرق بالماء قوم نوح من أجل ذلك تركت شربه قال فكيف تركت العمران وأسكنت الخراب قالت لان الخراب ميراث الله وأنا أسكن في ميراث الله وقد ذكر الله ذلك في كتابه فقال وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها إلى قوله وكنا نحن الوارثين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم عن أبى الصديق الناجى قال خرج سليمان بن داود يستسقى بالناس فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهى تقول اللهم انا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فاما ان تسقينا واما ان تهلكنا فقال سليمان للناس ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم * قوله تعالى (وأوتينا من كل شئ) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء قال كان داود يقضى بين البهائم يوما وبين الناس يوما فجاءت بقرة فوضعت قرنها في حلقة الباب ثم تنغمت كما تنغم الوالدة على ولدها وقالت كنت شابة كانوا ينتجونى ويستعملوني ثم انى كبرت فارادوا أن يذبحوني فقال داود أحسنوا إليها ولا تذبحوها ثم قرأ علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ * وأخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال أعظى سليمان ملك مشارق الارض ومغاربها فملك سليمان سبعمائة سنة وستة أشهر مالك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والدواب والطير والسباع وأعطى كل شئ ومنطق كل شئ وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة حتى إذا أراد الله ان يقبضه إليه أوحى إليه ان استودع علم الله وحكمته أخاه وولد داود كانوا أربعمائة وثمانين رجلا أنبياء بلا رسالة قال الذهبي هذا باطل * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان كان عسكره مائة فرسخ خمسة وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة صريحة وسبعمائة سرية وأمر الريح العاصف فرفعته فامر الريح فسارت به فأوحى الله إليه انى زدتك في ملكان ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فاخبرتك * وأخرج عبد الله ابن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال مر سليمان بن داود وهو في ملكه قد حملته الريح على رجل حراث من بنى اسرائيل فلما رآه قال سبحان الله لقد أوتى آل داود ملكا فحملتها الريح فوضعتها في أذنه فقال ائتونى بالرجل فاتى به فقال ماذا قلت فاخبره فقال سليمان انى خشيت عليك الفتنة لثواب سبحان الله عند الله يوم القيامة أعظم مما أوتى آل داود فقال الحراث أذهب الله همك كما أذهبت همى قال وكان سليمان رجلا أبيض
[ 104 ]
جسيما أشقر غزاء لا يسمع بملك الا أتاه فقاتله فدوخه يامر الشياطين فيجعلون له دارا من قوارير فيحمل ما يريد من آلة الحرب فيها ثم يامر العاصف فتحمله من الارض ثم يامر الرخاء فتقدمه حيث شاء * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن كثير قال قال سليمان بن داود لبنى اسرائيل ألا أريكم بعض ملكى اليوم قالوا بلى يا نبى الله قال يا ريح ارفعينا فرفعتهم الريح فجعلتهم بين السماء والارض ثم قال يا طير أظلينا فاظلتهم الطير باجنحتها لا يرون الشمس قال با بنى اسرائيل أي ملك ترون قالوا نرى ملكا عظيما قال قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير خير من ملكى هذا ومن الدنيا وما فيها يا بنى اسرائيل من خشى الله في السر والعلانية وقصد في الغنى والفقر وعدل في الغضب والرضا وذكر الله على كل حال فقد أعطى مثل ما أعطيت * قوله تعالى (وحشر لسليمان جنوده) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير كان يوضع لسليمان عليه السلام ثلثمائة ألف كرسى فيجلس مؤمنو الانس مما يليه ومؤمنو الجن من ورائهم ثم يامر الطير فتظله ثم يامر الريح فتحمله فيمرون على السنبلة فلا يحركونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال يدفعون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال جعل على كل صنف منهم وزعة ترد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما تصنع الملوك * وأخرج الطبراني والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أو ما سمعت قول الشاعر وزعت رعيلها باقب نهد * إذا ما القوم شدوا بعد خمس * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وأبى رزين في قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فهم يوزعون قال يرد أولهم على آخرهم * قوله تعالى (حتى إذا أتوا على وادى النمل) * اخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله حتى إذا أتوا على وادى النمل قال ذكر لنا انه واد بارض الشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى قال النملة التى فقه سليمان كلامها كانت من الطير ذات جناحين ولولا ذلك لم يعرف سليمان ما تقول * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال النمل من الطير * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن نوف قال كان النمل في زمن سليمان بن داود أمثال الذباب وفي لفظ مثل الذباب * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم قال كان النمل في زمان سليمان أمثال الذباب * وأخرج ابن المنذر عن وهب ابن منبه قال أمر الله الريح قال لا يتكلم أحد من الخلائق بشئ في الارض بينهم الا حملته فوضعته في اذن سليمان فبذلك سمع كلام النملة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن التبسم في الصلاة فقرأ هذه الآية فتبسم ضاحكا من قولها وقال لا أعلم التبسم الا ضحكا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أوزعني قال ألهمنى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين قال مع الانبياء والمؤمنين * قوله تعالى (وتفقد الطير) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير قال ان سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء وكان الهدهد يدل سليمان على الماء فاردا أن يسأله عنه ففقده وقيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب ويضع له الصبى الحبالة فيغيبها فيصيده فقال إذا جاء القضاء ذهب البصر * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى حاتم عن يوسف بن ماهك انه حدث ان نافع بن الازرق صاحب الازارقة كان ياتي عبد الله بن عباس فإذا أفتى ابن عباس يرى هو انه ليس بمستقيم يقول قف من أين افتيت بكذا وكذا ومن أين كان فيقول ابن عباس رضى الله عنهما أو مات من كذا وكذا حتى ذكر يوما الهدهد فقال يعرف بعد مسافة الماء في الارض فقال له ابن الازرق قف قف يا ابن العباس كيف تزعم أن الهدهد يرى مسافة الماء من تحت الارض وهو ينصب له الفخ فيذر عليه التراب فيصطاد فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيأ ان البصر ينفع ما لم
[ 105 ]
يات القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر فقال ابن الازرق لا أجادلك بعدها في شئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه قال كان سليمان إذا أراد أن ينزل منزلا دعا الهدهد ليخبره عن الماء فكان إذا قال ههنا شققت الشياطين الصخور فجرت العيون من قبل أن يضربوا أبنيتهم فاراد ان ينزل منزلا فتفقد الطير فلم يره فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال ذكر لنا ان سليمان أراد ان ياخذ مفازة فدعا بالهدهد وكان سيد الهداهد ليعلم مسافة الماء وكان قد اعطى من البصر بذلك شيأ لم يعطه شئ من الطير لقد ذكر لنا انه كان يبصر الماء في الارض كما يبصر أحدكم الخيال من وراء الزجاجة * وأخرج ابن ابى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال اسم هدهد سليمان عنبر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لاعذبنه عذابا شديدا قال نتف ريشه * وأخرج الفريابى وابن جرير وعبد ابن حميد عن مجاهد رضى الله عنه لاعذبنه عذابا شديدا قال نتف ريشه كله * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال نتف ريشة والقاؤه للنمل في الشمس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن يزيد بن رومان قال ان عذابه الذى كان يعذب به الطير نتف ريش جناحه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو ليأتيني بسلطان مبين قال خبر الحق الصدق البين * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله أو ليأتيني بسلطان مبين قال بعذر بين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال قال ابن عباس كل سلطان في القرآن حجة ونزع الآية التى في سورة سليمان أو ليأتيني بسلطان قال واى سلطان كان للهدهد * واخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال انما دفع الله عن الهدهد ببره والدته * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة قال انما صرف الله عذاب سليمان عن الهدهد لانه كان بارا بوالديه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أحطت بما لم تحط به قال اطلعت على ما لم تطلع عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وجئتك من سبا بنبأ يقين قال خبر حق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجئتك من سبأ قال سبأ بارض اليمن يقال لها مارب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال بنبأ يقين قال بخبر حق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن لهيعة قال يقولون ان مارب مدينة بلقيس لم يكن بينها وبين بيت المقدس الا ميل فلما غضب الله عليها بعدها وهى اليوم باليمن وهى التى ذكر الله في القرآن لقد كان لسبأ في مساكنهم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال بعث إلى سبأ اثنا عشر نبيا منهم تبع * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه قرأ من سبا بنبا يقين قال بجعله أرضا * وأخرج ابن أبى جاتم عن قتادة انه قرأ من سبا بنبأ قال يجعله رجلا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انى وجدت امرأة تملكهم قال كان اسمها بلقيس بنت أبى شبرة وكانت هلباء شعراء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله انى وجدت امرأة تملكهم قال هي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ابى حاتم عن قتادة قال بلغني انها امرأة تسمى بلقيس بنت شراحيل أحد ابويها من الجن مؤخر احدى قدميها مثل حافر الدابة وكانت في بيت مملكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد قال هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان وأمها فارعة الجنية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جريح قال بلقيس بنت أبى شرح وأمها بلقته * وأخرج ابن مردويه عن سفيان الثوري مثله * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال كانت ملكة سبأ اسمها ليلى وسبا مدينة باليمن وبلقيس حميرية * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ في العظمة وابن مردويه وابن عساكر عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى أبوى بلقيس كان جنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن قتادة قال ذكر لنا ان ملك سبا كانت امرأة باليمن كانت في بيت مملكة يقال لها بلقيس بنت شراحيل هلك أهل بيتها فملكها قومها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال صاحبة سبا كانت أمها جنية * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن عثمان بن حاضر قال كانت أم بلقيس امرأة
[ 106 ]
من الجن يقال لها بلقمة بنت شبصان * وأخرج ابن عساكر عن الحسن انه سئل عن ملكة سبا فقال ان أحد أبويها جنى فقال الجن لا يتوالدون أي ان المرأة من الانس لا تلد من الجن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان لصاحبة سليمان اثنا عشر الف قيل تحت كل قيل مائة ألف * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال لما قال انى وجدت امرأة تملكهم أنكر سليمان أن يكون لاحد على الارض سلطان غيره * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وأوتيت من كل شئ قال من كل شئ في أرضها * وأخرج ابن ابى حاتم عن سفيان في قوله وأوتيت من كل شئ قال من انواع الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ولها عرش عظيم قال سرير كريم من ذهب وقوائمه من جوهر ولؤلؤ حسن الصنعة غالى الثمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله ولها عرش عظيم قال سرير من ذهب وصفحتاه مرمول بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا في عرض أربعين ذراعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن رومان في قوله وجدتها وقومها يسجدون للشمس قال كانت لها كوة في بيتها إذا طلعت الشمس نظرت إليها فسجدت لها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يخرج الخبء قال يعلم كل خفية في السماء والارض * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يخرج الخبء قال الغيب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله يخرج الخبء قال السر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله يخرج الخبء قال الماء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن حكيم بن جابر في قوله يخرج الخبء قال المطر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال خبء السموات والارض ما جعل من الارزاق والقطر من السماء والنبات من الارض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين قال لم يصدقه ولم يكذبه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله اذهب بكتابي هذا قال كتب معه بكتاب فقال اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ثم تول عنهم يقول كن قريبا منهم فانظر ماذا يرجعون فانطلق بالكتاب حتى إذا توسط عرشها ألقى الكتاب إليها فقرأه عليها فإذا فيه انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال كانت صاحبة سبا إذا رقدت غلقت الابواب وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها فلما غلقت الابواب وآوت إلى فراشها جاءها الهدهد حتى دخل من كوة بيتها فقذف الصحيفة على بطنها بين فخذيها فاخذت الصحيفة فقرأتها فقالت يا أيها الملا انى ألقى إلى كتاب كريم تقول حسن ما فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس انى ألقى إلى كتاب كريم قال مختوم * وأخرج ابن ابى حاتم عن زهير بن محمد في قوله كتاب كريم قال تريد مختوم وكذلك الملوك تختم كتبها لا تجيز بينها كتابا الا بخاتم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم قال لم يزد زعموا 7 على هذا الكتاب على ما قص الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن رومان قال كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان بن داود إلى بلقيس بنت ذى شرح وقومها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ان سليمان بن داود كتب إلى ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبا السلام على من اتبع الهدى اما بعد فلا تعلوا على وأتوني مسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال لم يكن في كتاب سليمان إلى صاحبة سبا الا ما تقرؤن في القرآن انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلوا على يقول لا تخالفوا على وأتوني مسلمين قال وكذلك كانت الانبياء تكتب جميلا يطلبون ولا يكثرون * واخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم من طريق سفيان بن منصور قال كان يقال كان سليمان بن داود أبلغ الناس في كتاب وأقله كلاما ثم قرأ انه من سليمان الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى قال كان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فكتب النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كتب باسمك اللهم حتى نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله ثم نزلت ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن ثم أنزلت الآية التى في طسى انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بسم الله
[ 107 ]
الرحمن الرحيم * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحرث العكلى قال قال لى الشعبى كيف كان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم اليكم قلت باسمك اللهم فقال ذاك الكتاب الاول كتب النبي صلى الله عليه وسلم باسمك اللهم فجرت بذلك ما شاء الله ان تجرى ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله فجرت بذلك ما شاء الله ان تجرى ثم نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن فجرت بذلك ما شاء الله أن تجرى ثم نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتب باسمك اللهم حتى نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال لم يكن الناس يكتبون الا باسمك اللهم حتى نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج أبو داود في مراسيله عن أبى مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب باسمك اللهم فلما نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم كتب بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشى أما بعد فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيأ ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون فلما أتى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقرأه قال ان هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم * قوله تعالى (قالت يا أيها الملا) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قالت يا أيها الملا أفتوني في أمرى قال جمعت رؤس مملكتها فشاورتهم في أمرها فاجتمع رأيهم ورأيها على أن يغزوه فسارت حتى إذا كانت قريبة قالت أرسل إليه بهدية فان قبلها فهو ملك أقاتله وان ردها تابعته فهو نبى فلما دنت رسلها من سليمان علم خبرهم فامر الشياطين فهيؤا له ألف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها قصور ذهب قالوا ما يصنع هذا بهديتنا وقصوره ذهب وفضة فلما دخلوا بهديتها قال أتهدونني بمال ثم قال سليمان أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين فقال كاتب سليمان ارفع بصرك فرفع بصره فلما رجع إليه طرفه إذا هو بسريرها قال نكروا لها عرشها فنزع عنه فصوصه ومرافقه وما كان عليه من شئ فقيل لها أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأمر الشياطين فجعلوا لها صرحا من قوارير ممردا وجعل فيها تماثيل السمك فقيل لها ادخلي الصرح فكشفت عن ساقيها فإذا فيها الشعر فعند ذلك أمر بصنعة النورة فقيل لها انه صرح ممرد من قوارير قالت رب انى ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله أفتوني في أمرى تقول أشيروا على برأيكم ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون تريد حتى تشيروا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال كان تحت يدى ملكة سبأ اثنا عشر ألف قبول تحت يدى كل قيول مائة ألف مقاتل وهم الذين قالوا نحن أولو قوة وأولو باس شديد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال ذكر لنا انه كان أولو مشورتها ثلاثمائة واثنى عشر رجلا كل رجلا منهم على عشرة آلاف من الرجال * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان الملوك إذ دخلوا قرية أفسدوها قال إذا أخذوها عنوة أخربوها * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله وجعلوا أعزة أهلها أذلة قال بالسيف * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قالت بلقيس ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة قال يقول الرب تبارك وتعالى وكذلك يفعلون * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانى مرسلة إليهم بهدية قال أرسلت بلبنة من ذهب فلما قدموا إذا حيطان المدينة من ذهب فذلك قوله أتمدونني بمال الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال قالت انى باعثة إليهم بهدية فمصانعتهم بها عن ملكى ان كانوا أهل دنيا فبعثت إليهم بلبنة من ذهب في حرير وديباج فبلغ ذلك سليمان فامر بلبنة من ذهب فصنعت ثم قذفت تحت أرجل الدواب على طريقهم تبول عليها وثروت فلما جاء رسلها واللبنة تحت أرجل الدواب صغر في أعينهم الذى جاؤا به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ثابت البنانى قال أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج فلما بلغ ذلك سليمان أمر الجن فموهوا له الآجر بالذهب ثم أمر به فالقى في الطريق فلما جاؤا ورأوه ملقى في الطريق وفي كل مكان قالوا جئنا
[ 108 ]
نحمل شيا نراه ههنا ملقى ما يلتفت إليه فصغر في أعينهم ما جاؤا به * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وانى مرسلة إليهم بهدية قال جوار لباسهن لباس الغلمان وغلمان لباسهن لباس الجوارى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال أرسلت بثمانين من وصيف ووصيفة وحلقت رؤسهم كلهم وقالت ان عرف الغلمان من الجوارى فهو بنى وان لم يعرف الغلمان من الجوارى فليس بنبى فدعا بوضوء فقال توضؤا فجعل الغلام ياخذ من مرفقيه إلى كفيه وجعلت الجارية تأخذ من كفها إلى مرفقها فقال هؤلاء جوار وهؤلاء غلمان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال كانت هدية بلقيس لسليمان مائتي فرس على كل فرس غلام وجارية الغلمان والجوارى على هيئة واحدة لا يعرف الجوارى من الغلمان ولا الغلمان من الجوارى على كل فرس لون ليس على الآخر وكانت أول هديتهم عند سليمان وآخرها عندها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال الهدية وصفان ووصائف ولبنة من ذهب * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت الهدية جواهر * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال ان الهدية لما جاءت سليمان بين الغلمان والجوارى امتحنهم بالوضوء فغسل الغلمان ظهور السواعد قبل بطونها وغسلت الجوارى بطون السواعد قبل ظهورها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال قالت ان هو قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه دون ملككم وان لم يقبل الهدية فهو نبى لا طاقة لكم بقتاله فبعثت إليه بهدية غلمان في هيئة الجوارى وحليهم وجوار في هيئة الغلمان ولباسهم وبعثت إليه بلبنات من ذهب وبخرزة مثقوبة مختلفة وبعثت إليه بقدح وبعثت إليه تعلمه فلما جاء سليمان الهدية أمر الشياطين فموهو البن المدينة وحيطانها ذهبا وفضة فلما رأى ذلك رسلها قالوا أين نذهب باللبنات في أرض هؤلاء وحيطانهم ذهب وفضة فحبسوا اللبنات وأدخلوا عليه ما سوى ذلك وقالوا أخرج لنا الغلمان من الجوارى فامرهم فتوضؤا وأخرج الغلمان من الجوارى اما الجارية فافرغت على يدها وأما الغلام فاغترف وقالوا ادخل لنا في هذه الخرزة خيطا فدعا بالدساس فربط فيه خيطا فادخله فيها فجال فيها واضطرب حتى خرج من الجانب الآخر وقالوا املا لنا هذا القدح بماء ليس من الارض ولا من السماء فامر بالخيل فاجريت حتى إذا ازبدت مسح عرقها فجعله فيه حتى ملاه فلما رجعت رسلها فاخبروها ان سليمان رد الهدية وفدت إليه وأمرت بعرشها فجعل في سبعة أبيات وغلقت عليها فاخذت المفاتيح فلما بلغ سليمان ما صنعت بعرشها قال يا أيها الملا أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد قال قال للهدهد ارجع إليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها يعنى من الانس والجن * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله لا قبل لهم بها قال لا طاقة لهم بها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال لما بلغ سليمان انها جاءته وكان قذ ذكر له عرشها فاعجبه وكان عرشها من ذهب وقوائمه من لؤلؤ وجوهر وكان مستترا بالديباج والحرير وكان عليه سبعة مغاليق فكره ان ياخذه بعد اسلامهم وقد علم نبى الله سليمان ان القوم متى ما يسلموا تحرم أموالهم مع دمائهم فاحب أن يؤتى به قبل أن يكون ذلك من أمرهم فقال أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أيكم ياتيني بعرشها قال سرير في أريكة * وأخرج ابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله قبل أن ياتوني مسلمين قال طائعين * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قال عفريت من الجن قال مارد قبل أن تقوم من مقامك قال من مقعدك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله قال عفريت قال عظيم كانه جبل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال كان اسم العفريت كوزن * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن رومان قال اسمه كوزى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قال عفريت من الجن قال هو صخر الجنى وانى عليه لقوى قال على حمله أمين قال على ما استودع فيه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قبل أن تقوم من مقامك قال من مجلسك * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله قبل أن تقوم من مقامك قال من مجلسك
[ 109 ]
الذى تجلس فيه للقضاء وكان سليمان إذا جلس للقضاء لم يقم حتى تزول الشمس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانى عليه لقوى أمين قال على جوهره * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال انى أريد أعجل من هذا قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك قال فخرج العرش من نفق من الارض * وأخرج عبد بن حميد عن حماد بن سلمة قال قرأت في مصحف أبى بن كعب وانى عليه لقوى أمين قال أريد أعجل من ذلك وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قال الذى عنده علم من الكتاب قال آصف كاتب سليمان * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن رومان قال هو آصف بن برخيا وكان صديقا يعلم الاسم الاعظم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال كان اسمه أسطوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن لهيعة قال هو الخضر * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد قال هو رجل من الانس يقال له ذو النور * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال هو آصف بن برخيا بن مشعيا بن منكيل واسم أمه باطورا من بنى اسرائيل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الذى عنده علم من الكتاب قال كان اسمه تمليخا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قال الذى عنده علم من الكتاب قال الاسم الاعظم الذى إذا دعى به أجاب وهو يا ذا الجلال والاكرام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قال الذى عنده علم من الكتاب قال كان رجلا من بنى اسرائيل يعلم اسم الله الاعظم الذى إذا دعى به أجاب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قبل أن يرتد اليك طرفك قال ادامة النظر حتى يرتد اليك الطرف خاسئا * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال في قراءة ابن مسعود قال الذى عنده علم من الكتاب أنا ظنر في كتاب ربى ثم آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك قال فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش في نفق تحت الارض حتى خرج إليهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله قبل أن يرتد اليك طرفك قال قال لسليمان انظر إلى السماء قال فما اطرق حتى جاءه به فوضعه بين يديه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الزهري قال دعاء الذى عنده علم من الكتاب يا الهنا واله كل شئ الها واحدا لا اله الا أنت ائتنى بعرشها قال فمثل له بين يديه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس قال لم يجر عرش صاحبة سبا بين الارض والسماء ولكن انشقت به الارض فجرى تحت الارض حت ظهر بين يدى سليمان * وأخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سابط قال دعا باسمه الاعظم فدخل السرير فصار له نفق في الارض حتى نبع بين يدى سليمان * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد قال دعا باسم من أسماء الله فإذا عرشها يحمل بين عينيه ولا يدرى ذلك الاسم قد خفى ذلك الاسم على سليمان وقد اعظم ما أعطى * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك قال كان رجلا من بنى اسرائيل يعلم اسم الله الاعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به اعطى وارتداد الطرف ان يرى ببصره حيث بلغ ثم يرد طرفه فدعاه فلما را مستقرا عنده جزع وقال رجل غيرى أقدر على ما عند الله منى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر إذا أتيت بالعرش أم أكفر إذا رأيت من هو أدنى منى في الدنيا أعلم منى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قال نكروا لها عرشها قال زيد فيه ونقص لننظر أتهتدى قال لننظر إلى عقلها فوجدت ثابتة العقل * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قال نكروا لها عرشها قال تنكيره أن يجعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره ويزاد فيه أو ينقص منه فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كانه هو شبهته به وكانت قد تركته خلفها فوجدته امامها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال لما دخلت وقد غير عرشها فجعل كل شئ من حليته أو فرشه في غير موضعه ليلبسوا عليها قيل أهكذا عرشك فرهبت ان تقول نعم هو فيقولون ما هكذا كان حليته ولا كسوته ورهبت ان تقول ليس هو فيقال لها بل هو هو ولكنا غيرناه فقالت كانه هو * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله وأوتينا العلم من قبلها قال
[ 110 ]
سليمان يقوله أوتينا معرفة الله وتوحيده * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وأوتينا العلم من قبلها قال سليمان يقوله وفي قوله وصدها ما كانت تعبد من دون الله قال كفرها بقضاء الله غير الوثن ان تهتدى للحق في قوله قيل لها ادخلي الصرح بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير وكانت بلقيس عليها شعر قدماها حافر كحافر الحمار وكانت أمها جنية * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابى صالح قال كان الصرح من زجاج وجعل فيه تماثيل السمك فلما رأته وقيل لها ادخلي الصرح فكشفت عن ساقيها وظنت انه ماء قال والممرد الطويل * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى قال كان قد نعت لها خلقها فاحب أن ينظر إلى ساقيها فقيل لها ادخلي الصرح فلما رأته ظنت انه ماء فكشفت عن ساقيها فنظر إلى ساقيها انه عليها شعر كثير فوقعت من عينيه وكرهها فقالت له الشياطين نحن نصنع لك شيأ يذهب به فصنعوا له نورة من اصداف فطلوها فذهب الشعر ونكحها سليمان عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قالت رب انى ظلمت نفسي قال ظنت انه ماء وان سليمان أراد قتلها فقالت أراد قتلى والله على ذلك لاقتحمن فيه فلما رأته انه قوارير عرفت انها ظلمت سليمان بما ظنت فذلك قولها ظلمت نفسي وانما كانت هذه المكيدة من سليمان عليه السلام لها ان الجن تراجعوا فيما بينهم فقالوا قد كنتم تصيبون من سليمان غرة فان نكح هذه المرأة اجتمعت فطنة الوحى والجن فلن تصيبوا له غرة فقدموا إليه فقالوا ان النصيحة لك علينا حق انما قدماها حافر حمار فذلك حين ألبس البركة قوارير وأرسل إلى نساء من نساء بنى اسرائيل ينظرنها إذا كشفت عن ساقيها ما قدماها فإذا هي أحسن الناس ساقا من ساق شعراء وإذا قدماها هما قدم انسان فبشرن سليمان وكره الشعر فامر الجن فجعلت النورة فذلك أول ما كانت النورة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان سليمان بن داود عليه السلام إذا أراد سفرا قعد على سريره ووضعت الكراسي يمينا وشمالا فيؤذن للانس عليه ثم أذن للجن عليه بعد الانس ثم أذن للشياطين بعد الجن ثم أرسل إلى الطير فتظلهم وأمر الريح فحملتهم وهو على سريره والناس على الكراسي والطير تظلهم والريح تسير بهم غدوها شهر ورواحها شهر رخاء حيث أراد ليس بالعاصف ولا باللين وسطا بين ذلك وكان سليمان يختار من كل طير طيرا فيجعله رأس تلك الطير فإذا أراد ان يسائل تلك الطير عن شئ سال رأسها فبينما سليمان يسير إذ نزل مفازة فقال كم بعد الماء ههنا فسال الانس فقالوا لا ندرى فسال الشياطين فقالوا لا ندرى فغضب سليمان وقال لا أبرح حتى أعلم كم بعد مسافة الماء ههنا فقالت له الشياطين يا رسول الله لا تغضب فان يك شئ يعلم فالهدهد يعلمه فقال سليمان على بالهدهد فلم يوجد فغضب سليمان وقال لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين يقول بعذر مبين غيبه عن مسيرى هذا قال ومر الهدهد على قصر بلقيس فرأى لها بستانا خلف قصرها فمال إلى الخضرة فوقع فيه فإذا هو بهدهد في البستان فقال له هدهد سليمان أين أنت عن سليمان وما تصنع ههنا فقال له هدهد بلقيس ومن سليمان فقال بعث الله رجلا يقال له سليمان رسولا وسخر له الجن والانس والريح والطير فقال له هدهد بلقيس أي شئ تقول قال أقول لك ما تسمع قال ان هذا لعجب وأعجب من ذلك ان كثرة هؤلاء القوم تملكهم امرأة وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم جعلوا الشكر لله أن يسجدوا للشمس من دون الله قال وذكر لهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير فقالوا تواعدك رسول الله وأخبروه بما قال وكان عذاب سليمان للطير ان ينتفه ثم يشمسه فلا يطير أبدا ويصير مع هوام الارض أو يذبحه فلا يكون له نسل أبدا قال الهدهد وما استثنى نبى الله قالوا بلى قال أو ليأتيني بعذر مبين فلما أتى سليمان قال وما غيبتك عن مسيرى قال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبا بنبأ يقين انى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم قال بل اعتللت سننظر أصدقت ام كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم وكتب بسم الله الرحم الرحيم إلى بلقيس أن لا تعلوا على وائتوني مسلمين فلما ألقى الهدهد الكتاب إليها ألقى في روعها انه كتاب كريم وانه من سليمان وأن لا تعلوا على وائتوني مسلمين قالوا نحن أولوا قوة قالت ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وانى مرسلة إليهم بهدية فلما جاءت الهدية سليمان قال أتمدونني بمال ارجع إليهم فلما رجع
[ 111 ]
إليها رسلها خرجت فزعة فاقبل معها ألف قيل مع كل قيل مائة ألف قال وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدأ بشئ حتى يكون هو الذى يسأل عنه فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه قال ما هذا قالوا بلقيس يا رسول الله قال وقد نزلت منا بهذا المكان قال ابن عباس وكان بين سليمان وبين ملكة سبا ومن معها حين نظر إلى الغبار كما بين الكوفة والحيرة قال فاقبل على جنوده فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين قال وبين سليمان وبين عرشها حين نظر إلى الغبار مسيرة شهرين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك قال وكان لسليمان مجلس يجلس فيه للناس كما تجلس الامراء ثم يقوم قال سليمان أريد اعجل من ذلك قال الذى عنده علم من الكتاب أنا انظر في كتاب ربى ثم آتيك قبل ان يرتد اليك طرفك فنظر إليه سليمان فلما قطع كلامه رد سليمان بصره فنبع عرشها من تحت قدم سليمان من تحت كرسى كان يضع عليه رجله ثم يصعد إلى السرير فلما رأى سليمان عرشها مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر إذا أتانى به قبل أن يرتد إلى طرف أم اكفر إذ جعل من هو تحت يدى أقدر على المجئ منى ثم قال نكروا لها عرشها فلما جائت تقدمت إلى سليمان قيل لها أهكذا عرشك فقالت كانه هو ثم قالت يا سليمان انى أريد ان أسألك عن شئ فاخبرني به قال سلى قالت أخبرني عن ماء رواء لا من الارض ولا من السماء قال وكان إذا جاء سليمان شئ لا يعلمه يسأل الانس عنه فان كان عند الانس منه علم والا سأل الجن فان لم يكن عند الجن علم سال الشياطين فقالت له الشياطين ما أهون هذا يا رسول الله مر بالخيل فتجرى ثم لتملا الآنية من عرقها فقال لها سليمان عرق الخيل قالت صدقت قالت فاخبرني عن لون الرب قال ابن عبس فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا فقامت عنه وتفرقت عنه جنوده وجاءه الرسول فقال يا سليمان يقول لك ربك ما شأنك قال يا رب أنت اعلم بما قالت قال فان الله يامرك أن تعود إلى سريرك فتقعد عليه ونرسل إليها وإلى من حضرها من جنودها وترسل إلى جميع جنودك الذين حضروك فيدخلوا عليك فتسألها وتسالهم عما سألتك عنه قال ففعل سليمان ذلك فلما دخلوا عليه جميعا قال لها عم سألتيني قالت سألتك عن ماء رواء لا من الارض ولا من السماء قال قلت لك عرق الخيل قالت صدقت قال وعن أي شئ سألتيني قالت ما سألتك عن شئ الا عن هذا قال لها سليمان فلاى شئ خررت عن سريري قالت كان ذلك لشئ لا أدرى ما هو فسال جنودها فقالوا مثل قولها فسال جنوده من الانس والجن والطير وكل شئ كان حضره من جنوده فقالوا ما سألتك يا رسول الله عن شئ الا عن ماء وراء قال وقد كان قال له الرسول يقول الله لك ارجع ثمة إلى مكانك فانى قد كفيتكهم فقال سليمان للشياطين ابنو إلى صرحا تدخل على فيه بلقيس فرجع الشياطين بعضهم إلى بعض فقالوا لسليمان رسول الله قد سخر الله ما سخر وبلقيس ملكة سبا ينكحها فتلد له غلاما فلا ننفك له من العبودية أبدا قال وكانت امرأة شعراء الساقين فقالت الشياطين ابنو له بنيانا كانه الماء يرى ذلك منها فلا يتزوجها فبنوا له صرحا من قوارير فجعلوا له طوابيق من قوارير وجعلوا في باطن الطوابيق كل شئ يكون من الدواب في البحر من السمك وغيره ثم اطبقوه ثم قالوا لسليمان ادخل الصرح فالقى كرسيا في أقصى الصرح فلما دخله أتى الكرسي فصعد عليه ثم قال أدخلوا على بلقيس فقيل لها ادخلي الصرح فلما ذهبت تدخله فرأت صورة السمك وما يكون في الماء من الدواب حسبته لجة فكشفت عن ساقيها لتدخل وكان شعر ساقها ملتويا على ساقيها فلما رآه سليمان ناداها وصرف وجهه عنها انه صرح ممرد من قوارير فالقت ثوبها وقالت رب انى ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين فدعا سليمان الانس فقال ما أقبح هذا ما يذهب هذا قالوا يا رسول الله الموسى فقال الموسى تقطع ساقى المرأة ثم دعا الشياطين فقال مثل ذلك فتلكؤا عليه ثم جعلوا له النورة قال ابن عباس فانه لاول يوم رؤيت فيه النورة قال واستنكحها سليمان عليه السلام قال ابن أبى حاتم قال أبو بكر بن أبى شيبة ما أحسنه من حديث * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن شداد قال كان سليمان عليه السلام إذا أراد ان يسير وضع كرسيه فيأتى من أراد من الانس والجن ثم يامر الريح فتحملهم ثم يامر الطير فتظلهم فبينا هو يسير إذ عطشوا فقال ما ترون بعد الماء قالوا لا ندرى فتفقد الهدهد وكان له منه منزلة ليس بها اطير غيره فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لاعذبنه عذابا شديدا
[ 112 ]
وكان عذابه إذا عذب الطير نتفه ثم يجففه في الشمس أو لاذبحنه أو لياتينى بسلطان مبين يعنى بعذر بين فلما جاء الهدهد استقبلته الطير فقالت له قد أوعدك سليمان فقال لهم هل استثنى فقالوا له نعم قد قال الا أن يجئ بعذر بين فجاء بخبر صاحبة سبا فكتب معه إليها بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وائتوني مسلمين فاقبلت بلقيس فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان أيكم باتينى بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك فقال سليمان أريد أعجل من ذلك فقال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فاتى بالعرش في نفق في الارض يعنى سرب في الارض قال سليمان غيروه فلما جاءت قيل لها أهكذا عرشك فاستنكرت السرعة ورأت العرش فقالت كانه هو قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة ماء وكشفت عن ساقيها فإذا هي امرأة شعراء فقال سليمان ما يذهب هذا فقال بعض الجن أنا أذهبه وصنعت له النورة وكان أول ما صنعت النورة وكان اسمها بلقيس * وأخرج ابن عسارك عن عكرمة قال لما تزوج سليمان بلقيس قال ما مستنى حديدة قط فقال للشياطين انظروا أي شئ يذهب بالشعر غير الحديد فوضعوا له النورة فكان أول من وضعها شياطين سليمان * وأخرج البخاري في تاريخه والعقيلي عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من صنعت له الحمامات سليمان * وأخرج الطبراني وابن عدى في الكامل والبيهقي في الشعب عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من دخل الحمام سليمان فلما وجد حره أوء من عذاب الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال لما قدمت ملكة سبأ على سليمان رأت حطبا جزلا فقالت لغلام سليمان هل يعرف مولاك كم وزن هذا الدخان فقال أنا أعلم فكيف مولاى قالت فكم وزنه فقال الغلام يوزن الحطب ثم يحرق ثم يوزن الرماد فما نقص فهو دخانه * واخرج البيهقى في الزهد عن الاوزاعي قال كسر برج من أبراج تدمر فاصبوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدمجة كان أعطافها طى الطوامير عليها عمامة طولها ثمانون ذراعا مكتوب على طرف العمامة بالذهب بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبا زوجة سليمان بن داود ملكت الدنيا كافرة ومؤمنة ما لم يملكه أحد قبلى ولا يملكه أحد بعدى صار مصيري إلى الموت فاقصروا يا طلاب الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن سلمة بن عبد الله بن ربعى قال لما أسلمت بلقيس تزوجها سليمان وأمهرها باعلبك * قوله تعالى (ولقد أرسلنا إلى ثمود) الآيات * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فإذا هم فريقان يختصمون قال مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه وقولهم ليس بمرسل وفي قوله لم تستعجلون بالسيئة قال العذاب قبل الحسنة قال الرحمة وفي قوله قالوا اطيرنا بك قال تشاء منا وفي قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال من قوم صالح وفي قوله تقاسموا بالله قال تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فإذا هم فريقان يختصمون قال ان القوم بين مصدق ومكذب مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه في ذلك كانت خصومة القوم قالوا اطيرنا بك قال قالوا ما أصبنا من شر فانما هو من قبلك ومن قبل من معك قال طائركم عند الله يقول علم أعمالكم عند الله بل أنتم قوم تفتنون قال تبتلون بطاعة الله ومعصيته وكان في المدينة تسعة رهط قال من قوم صالح قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله قال توافقوا على ان ياخذوه ليلا فيقتلوه قال ذكر لنا انهم بينما هم معانيق إلى صالح يعنى مسرعين ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فاخمدتهم ثم لنقولن لوليه يعنون رهط صالح ومكروا مكرا قال مكرهم الذى مكروا بصالح ومكرنا مكرا قال مكر الله الذى مكر بهم رماهم بصخرة فاهمدتهم فانظر كيف كان مكرهم قال شر والله كان عاقبة مكرهم أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله طائركم قال مصائبكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال كان أسماؤهم زعمي وزعيم وهرمى وهريم وداب وهو اب ورياب وسيطع وقدار بن سالف عاقر النافة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال وهم الذين عقروا الناقة وقالوا حين عقروها تبيتن صالحا وأهله فنقتلهم ثم نقول لاولياء صالح ما شهدنا من هذا شيأ وما لنا به علم فدمرهم الله أجمعين * وأخرج عبد الرزاق
[ 113 ]
وعبد بن حميد عن عطاء بن أبى رباح وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلخون قال كانوا يقرضون الدراهم والله أعلم * قوله تعالى (قل الحمد لله) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سفيان الثوري في قوله وسلام على عباده الذين اصطفى قال نزلت في أصحاب محمد خاصة * واخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان إذ قرأ آلله خير أما يشركون قال بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم * قوله تعالى (أم من خلق) الآيات * أخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى حدائق قال البساتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول بلاد سقاها الله أما سهولها * فقضب ودر مغدق وحدائق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله حدائق قال النخل الحسان ذات بهجة قال ذات نضارة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله حدائق قال البساتين تخللها الحيطان ذات بهجة قال ذات حسن * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله حدائق ذات بهجة قال البهجة الفقاع يعنى النوار مما ياكل الناس والانعام * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أاله مع الله أي ليس مع الله اله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل هم قوم يعدلون قال يشركون * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد بل هم قوم يعدلون الآلهة التى عبدوها عدلوها بالله ليس لله عدل ولا ندولا اتخذ صاحبة ولا ولدا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وجعل لها رواسي قال رواسيها جبالها وجعل بين البحرين حاجزا قال حاجزا من الله لا يبغى أحدهما على صاحبه * قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) * أخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن رجل من بلجهم قال قلت يا رسول الله الام تدعو قال أدعو إلى الله وحده الذى ان نزل بك ضر فدعوته كشف عنك والذى ان ضللت بارض قفر فدعوته رد عليك والذى ان أصابك سنة فدعوته أنزل لك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير في قوله ويكشف السوء قال الضر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سحيم بن نوفل قال بينما نحن عند عبد الله إذ جاءت وليدة إلى سيدها فقالت ما يحبسك وقد لفع فلان مهرك بعينه فتركه يدور في الدار كانه في فلك قم فابتغ راقيا فقال عبد الله لا تبتغ راقيا وانفث في منخره الايمن أربعا وفي الايسر ثلاثا وقل لا باس اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر الا أنت قال فذهب ثم رجع الينا فقال فعلت ما أمرتنى فما جئت حتى راث وبال وأكل * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه لان الله تعالى يقول امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض فالخلافة من الله عزوجل فان كان خيرا فهو يذهب به وان كان شرا فهو يؤخذ به عليك أنت بالطاعة فيما أمر الله تعالى به * وأخرج البغوي في معجمه عن اياد بن لقيط قال قال جعدة بن هبيرة لجلسائه انى قد علمت ما لم تعلموا وأدركت ما لم تدركوا انه سيجئ بعد هذا يعنى معاوية أمراء ليس من رجاله ولا من ضربائه ولبس فيهم أصغر أو أبتر حتى تقوم الساعة هذا السلطان سلطان الله جعله وليس أنتم تجعلونه الا وان للراعي على الرعية حقا وللرعية على الراعى حقا فادوا إليهم حقهم فان ظلموكم فكلوهم إلى الله فانكم واياهم تختصمون يوم القيامة وان الخصم لصاحبه الذى أدى إليه الحق الذى عليه في الدنيا ثم قرأ فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين حتى بلغ والوزن يومئذ القسط هكذا قرأ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ويجعلكم خلفاء الارض قال خلفا بعد خلف * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ويجعلكم خلفاء الارض قال خلفا لمن قبلكم من الامم * وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن جريج أمن يهديكم في ظلمات البر قال ضلال الطريق والبحر قال ضلاله طرقه وموجه وما يكون فيه * قوله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله) * أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي
[ 114 ]
في الاسماء والصفات عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت وما هن قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلى على ألم يقل الله ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى فقالت أنا أول هذه الامة سال عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل لم أره على صورته التى خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الارض قالت أولم تسمع الله عزوجل يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير أولم تسمع الله يقول وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا إلى قوله على حكيم ومن زعم أن محمدا كتم شيأ من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله جل ذكره يقول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك إلى قوله والله يعصمك من الناس قالت ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله * قوله تعالى (بل ادارك علمهم) الآيات * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس بل ادارك علمهم في الآخرة قال حين لم ينفع العلم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ بل ادرك علمهم في الآخرة قال لم يدرك علمهم قال أبو عبيد يعنى أنه قرأها بالاستفهام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس بل ادرك علمهم في الآخرة يقول غاب علمهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بل ادرك علمهم في الآخرة قال ام ادرك علمهم أم هم قوم طاغون بل هم قوم طاغون * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ بل ادارك علمهم مثقلة مكسورة اللام على معنى تدارك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل ادارك علمهم في الآخرة قال تتابع علمهم في الآخرة بسفههم وجهلهم بل هم منها عمون قال عموا عن الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ بل ادرك علمهم في الآخرة قال اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة وفي قوله فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين قال كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والامم التى عذب الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب لكم * وأخرج عبد حميد عن قتادة عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب منكم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد عسى أن يكون ردف لكم قال عجل لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ردف لكم قال أزف لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ردف لكم بعض الذى تستعجلون قال من العذاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون قال يعلم ما عملوا بالليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ليعلم ما تكن صدورهم قال السر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب يقول ما من شئ في السماء والارض سرا وعلانية الا يعلمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد وما من غائبة الآية يقول ما من قوله ولا عملي في السماء والارض الا وهو عنده في كتاب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والارض * قوله تعالى (ان هذا القرآن يقص) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان هذا القرآن يقص على بنى اسرائيل يعنى اليهود والنصارى أكثر الذى هم فيه يختلفون يقول هذا القرآن يبين لهم الذى اختلفوا فيه * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن على قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان امتك ستفتتن من بعدك فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها فقال كتاب الله العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر فحكم به عصمه الله هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بنيكم وهو الفصل ليس بالهزل * قوله تعالى (انك لا تسمع الموتى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انك لا تسمع الموتى قال هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع به ولا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يقول لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع ولا
[ 115 ]
ينتفع بما يستمع والله أعلم * قوله تعالى (وإذا وقع القول عليهم) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب الامر بالمعروف وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قال إذا لم يامروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قال ذاك حين لا يامرون بمعروف ولا ينهون عن منكر * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قال إذا تركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وجب السخط عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وإذا وقع القول عليهم قال إذا وجب القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قال وهى في بعض القراءة تحدثهم تقول لهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن حفصة بنت سيرين قالت سألت أبا العالية عن قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ما وقوع القول عليهم فقال أوحى إلى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن قالت فكانما كشف عن وجهى شيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال أكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن قبل ان يرفع قيل وكيف يرفع ما في صدور الرجال قال يسرى عليهم ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون قول لا اله الا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم فذلك حين يقع القول عليهم * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله وقع القول عليهم قال حق عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله دابة من الارض تكلمهم قال تحدثهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس تكلمهم قال كلامها تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى داود نفيع الاعمى قال سالت ابن عباس عن قوله أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أو تكلمهم قال كل ذلك والله يفعل تكلم المؤمن وتكلم الكافر تجرحه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ دابة من الارض تكلمهم مشددة من الكلام أن الناس بنصب الالف * وأخرج نعيم بن حماد وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الوعد الذى قال الله أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قال ليس ذلك حديثا ولا كلاما ولكنه سمة تسم من أمرها الله به فيكون خروجها من الصفا ليلة منى فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض ولا يخرج خارج حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك ونجا من نجا كان أول خطوة تضعها بانطاكية * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال الدابة زغباء ذات وبر وريش * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الدابة ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى قال ان دابة الارض ذات وبر تناغى السماء * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها قال فرأى منظرا فظيعا فقال رب ردها فردها * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الاناء الواحد فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم قالوا كيف ذاك قال ان الدابة تخرج وهى ذامة للناس تمسح كل انسان على مسجده فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء فتفشو في وجهه حتى يبيض لها وجهه وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه حتى انهم ليتبايعون في أسواقهم فيقولون كيف تبيع هذا يا مؤمن وكيف تبيع هذا يا كافر فما يرد بعضهم على بعض * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال تخرج الدابة باجياد مما يلى الصفا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد من طريق سماك عن ابراهيم قال تخرج الدابة من مكة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة فتاتي الرجل وهو يصلى فتقول طول ما شئت أن تطول فو الله لاخطمنك * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة يوم تخرج
[ 116 ]
وهى ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء فيسود وجهه فيتبايعون في الاسواق بعد ذلك بم تبيع هذا يا مؤمن وبم تبيع هذا يا كافر ثم يخرج الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وكافر * وأخرج أحمد وسمويه وابن مردويه عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشترى الرجل الدابة فيقال ممن اشتريت فيقال من الرجل المخطم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الارض ولها ثلاث خرجات فاول خرجة منها بارض البادية والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها ولها عنق مشرف يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ولها وجه كوجه انسان ومنقار كمنقار الطير ذات وير وزغب معها عصا موسى وخاتم سليمان بن داود تنادى باعلى صوتها ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل يا رسول الله وما بعد قال هنات وهنات ثم خصب وريف حتى الساعة * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد أراه رفعه قال تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة فبينما هم قعود بربو الارض فبينما هم كذلك إذ تصدعت قال ابن عيينة تخرج حين يسرى الامام من جمع وانما جعل سابق 7 بالحاج ليخبر الناس ان الدابة لم تخرج * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه قال ألا أريكم المكان الذى قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دابة الارض تخرج منه فضرب بعصاه قبل الشق الذى في الصفا * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدى الساعة الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها * وأخر ابن أبى شيبة عن عائشة قالت الدابة تخرج من أجياد * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال حذيفة يا رسول الله من أين تخرج قال من أعظم المساجد حرمة على الله بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الارض من تحتهم تحرك القنديل وتشق الصفا مما يلى المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب درى وتكتب بين عينيه مؤمن وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء كافر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرو انه قال وهو يومئذ بمكة لو شئت لاخذت سيتي هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي التى تخرج منه دابة الارض وانها تخرج وهى آية للناس تلقى المؤمن قتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه وتسم الكافر واكية فيسود لها وجهه وهى دابة ذات زغب وريش فتقول ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * وأخرج سعيد بن منصور ونعيم ابن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس ان دابة الارض تخرج من بعض أودية تهامة ذات زغب وريش لها أربع قوائم فتنكت بين عينى المؤمن نكتة يبيض لها وجهه وتنكت بين عينى الكافر نكتة يسود بها وجهه * وأخرج أحمد والطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الارض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالخاتم وتخطم أنف الكافر بالعصا حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خرجة باقصى اليمن فيتشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية يعنى مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم الا وهى ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس عنها شتى وبقيت عصابة من المؤمنين ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرى وولت في الارض
[ 117 ]
لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول بافلان الآن تصلى فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم ينطلق ويشترك الناس في الاموال ويصطحيون في الامصار يعرف المؤمن من الكافر حتى ان المؤمن ليقول يا كافر اقضنى حقى وحتى ان الكافر ليقول يا مؤمن اقضنى حقى * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الشعب جياد مرتين أو ثلاثا قالوا وبم ذاك يا رسول الله قال تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الارض من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها يعد قال وهى دابة ذات وبر وقوائم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن ماجه وابن مردويه عن بريدة قال ذهب بى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا شبر في شبر * وأخرج ابن أبى حاتم عن النزال بن سبرة قال قيل لعلى بن أبى طالب ان ناسا يزعمون أنك دابة الارض فقال والله ان لدابة الارض ريشا وزغبا ومالى ريش ولا زغب وان لها لحافرا ومالى من حافر وانها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى فتحملهم بين نحرها وذنبها فلا يبقى منافق الا خطمته وتمسح المؤمن فيصبحون وهم بشر من الدجال * وأخرج ابن أبى شيبة والخطيب في تالى التلخيص عن ابن عرم قال لتخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى قال فلذلك جاء سائق الحاج بخبر سلامة الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال ان الدابة فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الصفا كجرى الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد تستقبل المشرق فتصرخ صرخة ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة منفذة ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل ثم ماذا قال لا أعلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس الدابة مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها وفيها من كل أمة سيما وسيماها من هذه الامة انها تتكلم بلسان عربي مبين تكلمهم بكلامها * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى الزبير انه وصف الدابة فقال رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن ايل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرنها خاصرة هرة وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعا تخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان ولا يبقى مؤمن الا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر الا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه حتى ان الناس يتبايعون في الاسواق بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر * وأخرج ابن أبى حاتم عن صدقة بن مزيد قال تجئ الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلى في المسجد فتكتب بين عينيه كذاب * وأخرج ابن ابى شيبة عن حذيفة قال تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها رجال ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم فتاتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول ما يجمعكم عند عدو الله فيبتدرون فتسم المؤم حتى ان الرجلين ليتبايعون فيقول هذا خذ يا مؤمن ويقول هذا خذ يا كافر * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن عن عمرو بن العاص قال تخرج الدابة من شعب بالاجياد رأسها نمس السحاب وما خرجت رجلها من الارض تأتى الرجل وهو يصلى فتقول ما الصلاة من حاجتك ما هذا الا تعوذ أو رياء فتخطمه * وأخرج نعيم عن وهب بن منبه قال أول الآيات الروم ثم الدجال والثالثة ياجوج وماجوج والرابعة عيسى والخامسة الدخان والسادسة الدابة * قوله تعالى (ويوم نحشر من كل أمة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال زمرة وفي قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله يوزعون قال يسافون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ووقع القول قال وجب القول والقول الغضب وفي قوله والنهار مبصرا قال منيرا والله أعلم * قوله
[ 118 ]
تعالى (ويوم ينفخ في الصور) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبى هريرة في قوله ففزع من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله قال هم الشهداء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عاصم انه قرأ وكل آتوه داخرين ممدودة مرفوعة التاء على معنى فاعلوه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن مسعود انه قرأ وكل أتوه داخرين خفيفة بنصب التاء على معنى جاؤه يعنى بلا مد * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النمل وكل أتوه داخرين على معنى جاؤه * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله داخرين قال صاغرين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الداخر الصاغر الراهب لان المرء إذا فزع انما همته الهرب من الامر الذى فزع منه فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجا * قوله تعالى (وترى الجبال) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وترى الجبال تحسبها جامدة قال قائمة صنع الله الذى اتقن كل شئ قال احكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة وترى الجبال تحسبها جامدة قال ثابتة في أصولها لا تتحرك وهى تمر مر السحاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله صنع الله الذى اتقن كل شئ يقول أحسن كل شئ خلقه وأونقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة صنع الله الذى أتقن كل شئ قال أحسن كل شئ * وأخرج الفريابى وعبد بن وابن جرير عن مجاهد الذى اتقن كل شئ قال أوثق كل شئ * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن الذى أتقن كل شئ قال ألم تر إلى كل دابة كيف تبقى على نفسها * قوله تعالى (من جاء بالحسنة) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من جاء بالحسنة فله خير منها قال هي لا اله الا الله ومن جاء يالسيئة فكبت وجوههم في النار قال هي الشرك * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين قال من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون قال من لقى الله لا يشرك به شيأ دخل الجنة ومن لقى الله يشرك به دخل النار * وأخرج الحاكم في الكنى عن صفوان بن عسال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدى الرب فيقول الله للايمان انطلق أنت وأهلك إلى الجنة ويقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاء بالحسنة فله خير منها يعنى قول لا اله الا الله ومن جاء بالسيئة يعنى الشرك فكبت وجوههم في النار * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ الاخلاص والشرك يوم القيامة فيجثوان بين يدى الرب فيقول الرب للاخلاص انطلق أنت وأهلك إلى الجنة ثم يقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار ثم تلا هذه الآية من جاء بالحسنة بشهادة ان لا اله الا الله فله خير منها يعنى بالخير الجنة ومن جاء بالسيئة بالشرك فكبت وجوههم في النار * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله من جاء بالحسنة فله خير منها يعنى بها شهادة ان لا اله الا الله ومن جاء بالسيئة يعنى بها الشرك يقال هذه تنجي وهذه تردى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن مسعود من جاء بالحسنة قال بلا اله الا الله ومن جاء بالسيئة قال بالشرك * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبى قال كان حذيفة جالسا في حلقة فقال ما تقولون في هذه الآية من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت في النار وجوههم فقالوا نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها فاخذ كفا من حصى يضرب به الارض وقال تبا لكم وكان حديدا وقال من جاء بلا اله الا الله وجبت له الجنة ومن جاء بالشرك وجبت له النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس من جاء بالحسنة قال بلا اله الا الله فله خير منها قال فمنها وصل إلى الخير ومن جاء بالسيئة قال الشرك * وأخرج الفريابى وبعد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من جاء بالحسنة قال لا اله الا الله ومن جاء بالسيئة قال الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وابراهيم وأبى صالح وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة ومجاهد مثله * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس فله خير منها قال ثواب * وأخرج
[ 119 ]
عبد بن حميد عن عكرمة من جاء بالحسنة قال شهادة ان لا اله الا الله فله خير منها قال يعطى به الجنة * وأخرج عبد ابن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثمن الجنة لا اله الا الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن زرعة بن ابراهيم من جاء بالحسنة قال لا اله الا الله فله خير منها قال لا اله الا الله خير ليس شئ أخير من لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وهم من فزع يومئذ آمنون ينون فزع وينصب يومئذ * قوله تعالى (انما أمرت) الايات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أن اعبد رب هذه البلدة قال مكة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال زعم الناس انها مكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال هي منى * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال في خوف ابن مسعود وأن اتل القرآن على الامر وفي حرف أبى بن كعب واتل عليهم القرآن * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن مجاهد سيريكم آياته فتعرفونها قال في أنفسكم وفي الاسماء وفي الارض وفي الرزق * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان في القرآن وما الله بغافل عما تعملون بالتاء وما كان وما ربك بغافل عما يعملون بالياء * (سورة القصص مكية) * * أخرج النحاس وابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة القصص بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة القصص بمكة * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن معدى كرب قال أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه ان يقرأ علينا طسم المائتين فقال ما هي معى ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الارث فاتيت خباب من الارت فقلت كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ طسم أو طس فقال كل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ * قوله تعالى (نتلو عليك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال كان من شأن فرعون انه رأى رؤيا في منامه ان نارا أقبلت من بيت المقدس حتى إذا اشتملت على بيوت مصر احرقت القبط وتركت بنى اسرائيل دعا السحرة والكهنة والعافة والزجرة وهم العافة الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا له يخرج من هذا البلد الذى جاء بنو اسرائيل منه يعنون بيت المقدس رجل يكون على وجهه هلاك مصر فامر بنى اسرائيل ان لا يولد لهم ولد الا ذبحوه ولا يولد لهم جارية الا تركت وقال للقبط انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فادخلوهم واجعلوا بنى اسرائيل يلون تلك الاعمال القذرة فجعلوا بنى اسرائيل في أعمال غلمانهم وادخلوا غلمانهم فذلك حين يقول الله ان فرعون علا في الارض يقول تجبر في الارض وجعل أهلها شيعا يعنى بنى اسرائيل يستضعف طائفة منهم حين جعلهم في الاعمال القذرة وجعل لا يولد لبنى اسرائيل مولود الا ذبح فلا يكبر صغير وقذف الله في مشيخة بنى اسرائيل الموت فاسرع فيهم فدخل رؤس القبط على فرعون فكلموه فقالوا ان هولاء القوم قد وقع فيهم الموت فيوشك ان يقع العمل على غلماننا تذبح أبناءهم فلا يبلغ الصغار فيعينون الكبار فلو انك كنت تبقى من أولادهم فامر ان يذبحوا سنة ويتركوا سنة فلما كان في السنة التى لا يذبحون فيها ولد هرون عليه السلام فترك فلما كان في السنة التى يذبحون فيها حملت أم موسى بموسى عليه الصلاة والسلام فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه فلما وضعته أرضعته ثم دعت له نجار أو جعلت له تابوتا وجعلت مفتاح التابوت من داخل وجعلته فيه وألقته في اليم بين احجار عند بيت فرعون فخرجن جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن فوجدن التابوت فادخلنه إلى آسية وظنن ان فيه مالا فلما تحرك الغلام رأته آسية صبيا فلما نظرته آسية وقعت عليه رحمتها وأحبته فلما أخبرت به فرعون أراد ان يذبحه فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لها وقال انى أخاف ان يكون هذا من بنى اسرائيل وان يكون هذا الذى على يديه هلاكنا فبينما هي ترقصه وتلعب به إذ ناولته فرعون وقالت خذه قرة عين لى ولك قال فرعون هو قرة عين لك قال عبد الله بن عباس ولو قال هو قرة عين لى إذ الآمن به ولكنه أبى فلما أخذه إليه أخذ موسى عليه السلام بلحيته فنتفها فقال فرعون على بالذباحين هو ذا قالت آسية لا تقتله عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا انما هو صبى لا يعقل وانما صنع هذا من صباه أنا أضع له حليا من الياقوت وأضع له جمرا فان
[ 120 ]
أخذ الياقوت فهو يعقل اذبحه وان أخذ الحمر فانما هو صبى فاخرجت له ياقوتا ووضعت له طستا من جمر فجاء جبريل عليه السلام فطرح في يديه جمرة فطرحها موسى عليه السلام في فيه فاحرقت لسانه فارادوا له المرضعات فلم ياخذ من أحد من النساء وجعلن النساء يطلبن ذلك لينزلن عند فرعون في الرضاع فابى ان ياخذ فجاءت أخته فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصجون فاخذوها فقالوا انك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله فقالت ما أعرفه ولكن انما هم للملك ناصحون فلما جاءته أمه أخذ منها وكادت تقول هو ابني فعصمها الله فذلك قوله ان كادت لتبدى به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين قال قد كانت من المؤمنين ولكن بقول انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين قال السدى وانما سمى موسى لانهم وجدوه في ماء وشجر والماء بالنبطية مو والشجر سى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله نتلو عليك من نبا موسى وفرعون يقول في هذا القرآن نبؤهم ان فرعون علا في الارض أي بغى في الارض وجعل أهلها شيعا أي فرقا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجعل أهلها شيعا قال فرق بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وجعل أهلها شيعا قال يتعبد طائفة ويقتل طائفة ويستحيى طائفة * قوله تعالى (انه كان من المفسدين) * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال لقد ذكر لنا انه كان يامر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضه إلى بعض ثم يؤتى بحبالي من بنى اسرائيل فيوقفن عليه فيجزأ قدامهن حتى ان المرأة منهم لتضع بولدها فيقع بين رجليها فتظل تطؤه وتتقى به حد القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها حتى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم قيل له أفنيت الناس وقطعت النسل وانما هم خولك وعمالك فتأمر ان يقتلوا الغلمان عاما ويستحبوا عاما فولد هرون عليه السلام في السنة التى يستحيى فيها الغلمان وولد موسى عليه السلام في السنة التى فيها يقتلون وكان هرون عليه السلام أكبر منه بسنة فلما أراد الله بموسى عليه السلام ما أرادوا ستنقاذ بنى اسرائيل مما هم فيه من البلاء أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها أن ارضعيه * قوله تعالى (ونريد ان نمن) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض قال يوسف وولده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض قال هم بنو اسرائيل ونجعلهم أئمة أي هم ولاة الامر ونجعلهم الوارثين أي يرثون الارض بعد فرعون وقومه ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال ما كان القوم حذروه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ونجعلهم الوارثين قال يرثون الارض بعد آل فرعون وفي قوله ونرى فرعون الآية قال كان حاز يحزى لفرعون فقال انه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم وكان فرعون يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم حذر القول الحازى فذلك قوله ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال قال عمر رضى الله عنه انى استعملت عمالا لقول الله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض * قوله تعالى (وأوحينا إلى أم موسى) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأوحينا إلى أم موسى يقول ألهمناها الذى صنعت بموسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأوحينا إلى أم موسى قال قذف في نفسها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه قال وحى جاءها عن الله قذف في قلبها وليس بوحى نبوة فإذا خفت عليه فالقيه في اليم قال فجعلته في تابوت فقذفته في التنجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عبد الرحمن الحبلى قال ان الله أوحى إلى أم موسى حين وضعت أن ارضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم فلما خافت عليه جعلته في التابوت وجعلت المفتاح مع التابوت وطرحته في البحر وخرجت امرأة فرعون إلى البحر وابنة لفرعون برصاء فرأوا سواد في البحر فاخرج التابوت إليهم فبدرت ابنة فرعون وهى برصاء إلى التابوت فوجدت موسى في التابوت وهو مولود فاخذته فبرأت من برصها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش رضى الله عنه
[ 121 ]
قال قال ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فإذا خفت عليه قال ان يسمع جيرانك صوته * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه قال جعلته في بستان فكانت تأتيه في كل يوم مرة فترضعه وتاتيه في كل ليلة فترضعه فيكفيه ذلك فإذا خفت عليه قال إذا بلغ أربعة أشهر وصاح وابتغى من الرضاع أكثر من ذلك فذلك قوله فإذا خفت عليه فالقيه في اليم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ولا تخافى قال لا تخافى عليه البحر ولا تحزني يقول ولا تحزني لفراقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا قال في دينهم وحزنا قال لما ياتيهم به * قوله تعالى (وقالت امرأة فرعون) الآية * أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال قالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك لا تقتلوه قال فرعون قرة عين لك أما لى فلا قال محمد بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال فرعون قرة عين لى ولك لكان لهما جميعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك تعنى بذلك موسى عليه السلام عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا قال ألقيت عليه رحمتها حين ابصرته وهم لا يشعرون ان هلاكهم على يديه وفي زمانه * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وهم لا يشعرون قال آل فرعون انه عدو لهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وهم لا يشعرون قال ما يصيبهم من عاقبة أمره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال لا يشعرون ان هلاكهم على يديه والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال فرغ من ذكر كل شئ من أمر الدنيا الا من ذكر موسى * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال خاليا من كل شئ غير ذكر موسى عليه السلام وفي قوله ان كادت لتبدى به قال تقول يا ابناه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال من كل شئ غيرهم موسى عليه السلام * وأخرج الفريابى عن عكرمة رضى الله عنه وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال من كل شئ من أمر الدنيا والآخرة الا من هم موسى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال من كل شئ الا من ذكر موسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن مغيث بن سمى أو عن أبى عبيدة في قوله ان كادت لتبدى به أي لتنبئ انه ابنها من شدة وجدها لولا ان ربطنا على قلبها قال ربط الله على قلبها بالايمان * قوله تعالى (وقالت لاخته قصيه) * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقالت لاخته قصيه أي اتبعى أثره فبصرت به عن جنب قال عن جانب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقالت لاخته قصيه أي اتبعى أثره كيف يصنع به فبصرت به عن جنب قال عن بعد وهم لا يشعرون قال آل فرعون انه عدو لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقالت لاخته قصيه قال قصى اثره فبصرت به عن جنب يقول بصرت به وهى مجانبة لهم وهم لا يشعرون انها أخته قال جعلت تنظر إليه وكانها لا تريده * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال اسم أخت موسى يواخيد وأمه يحانذ * وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبى رواد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضى الله عنها اما علمت ان الله قد زوجنى معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة فرعون قالت وقد فعل الله ذلك يا رسول الله قال نعم قالت بالرفاء والبنين * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شعرت ان الله زوجنى مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وامرأة فرعون فقلت هنيأ لك يا رسول الله * قوله تعالى (وحرمنا عليه المراضع) الآيتين * أخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وحرمنا عليه المراضع من قبل قال لا يؤتى بمرضع فيقبلها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وحرمنا عليه المراضع من قبل قال لا يقبل ثدى امرأة حتى يرجع إلى أمه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
[ 122 ]
جريج رضى الله عنه قال حين قالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون قالوا قد عرفتيه فقالت انما أردت الملك هم للملك ناصحون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وحرمنا عليه المراضع قال جعل لا يؤتى بامرأة الا لم ياخذ ثديها وفي قوله ولتعلم ان وعد الله حق قال وعدها انه راده إليها وجاء له من المرسلين ففعل الله بها ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه قال كان فرعون يعطى أم موسى على رضاع موسى كل يوم دينارا * وأخرج أبو داود في المراسيل عن جبير بن نفير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذين يغزون من أمتى ويأخذون الجعل يعنى يتقوون على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها * قوله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والمحاملى في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال أربعين سنة * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المعمرين من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده واستوى قال الاشد ما بين الثمانى عشرة إلى الثلاثين والاستواء ما بين الثلاثين إلى الاربعين فإذا زاد على الاربعين أخذ في النقصان * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولما بلغ أشده قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال أربعين سنة آتيناه حكما وعلما قال الحكم الفقه والعقل والعلم قال النبوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى قبيصة رضى الله عنه في الآية قال يعنى بالاستواء خروج لحيته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ولما بلغ أشد قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال أربعين سنة * قوله تعالى (ودخل المدينة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ان فرعون ركب مركبا وليس عنده موسى فلما جاء موسى عليه السلام قيل له ان فرعون قد ركب فركب في أثره فادركه المقيل بأرض يقال لها منف فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها وليس في طرقها أحد وهى التى يقول الله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ودخل المدينة على حين غفلة قال نصف النهار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ودخل المدينة على حين غفلة قال نصف النهار والناس قائلون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال دخلها عند القائلة بالظهيرة والناس نائمون وذلك أغفل ما يكون الناس * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حين غفلة قال ما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله على حين غفلة قال ما بين المغرب والعشاء عن أناس وقال آخرون نصف النهار وقال ابن عباس أحدهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته قال اسرائيلي وهذا من عدوه قال قبطى فاستغاثه الذى من شيعته الاسرائيلي على الذى من عدوه القبطى فوكزه موسى فقضى عليه قال فمات قال فكبر ذلك على موسى عليه الصلاة والسلام * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاستغاثه الذى من شيعته قال من قومه من بنى اسرائيل وكان فرعون من فارس من اصطخر فوكزه موسى قال بجمع كفه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فوكزه موسى قال بعصاه ولم يتعمد قتله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال الذى وكزه موسى كان خبازا لفرعون * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضى الله عنه قال قال الله عزوجل بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه النفس التى وكزت فقتلت اعترفت لى ساعة من ليل أو نهار بانى لها خالق أو رازق لاذقتك فيها طعم العذاب ولكني عفوت عنك في أمرها انها لم تعترف لى ساعة من ليل أو نهار انى لها خالق أو رازق * قوله تعالى (قال رب انى ظلمت نفسي) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله انى ظلمت نفسي قال بلغني أنه من أجل أنه لا ينبغي لنبى أن يقتل حتى يؤمر فقتله ولم يؤمر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله
[ 123 ]
عنه في قوله قال رب انى ظلمت نفسي قال عرف نبى الله عليه السلام من أين المخرج فاراد المخرج فلم يلق ذنبه على ربه قال بعض الناس أي من جهة المقدور * قوله تعالى (قال رب بما أنعمت على) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال معينا للمجرمين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال لن أعين بعدها ظالما على فجره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبيد الله بن الوليد الوصافى رضى الله عنه أنه سأل عطاء بن أبى رباح عن أخ له كاتب ليس يلى من أمور السلطان شيأ الا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج فان ترك قلمه صار عليه دين واحتاج وان اخذ به كان له فيه غنى قال يكتب لمن قال لخالد بن عبد الله القسرى قال ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين فلا يهتم بشئ وليرم بقلمه فان الله سيأتيه برزق * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى حنظلة جابر بن حنظلة الكاتب الضبى قال قال رجل لعامر يا أبا عمرو انى رجل كاتب أكتب ما يدخل وما يخرج آخذ ورقا استغنى به أنا وعيالي قال فلعلك تكتب في دم يسفك قال لا قال فلعلك تكتب في مال يؤخذ قال لا قال فلعلك تكتب في دار تهدم قال لا قال أسمعت بما قال موسى عليه الصلاة والسلام رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال أبلغت إلى يا أيا عمرو الله لا أخطلهم بقلم أبدا قال والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا * وأخرج الحاكم عن أبى بردة رضى الله عنه قال صليت إلى جنب ابن عمر رضى الله عنهما العصر فسمعته يقول في ركوعه رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سلمة بن نبيط رضى الله غنه قال بعث عبد الرحمن ابن مسلم إلى الضحاك فقال اذهب بعطاء أهل بخارى فاعطهم فقال اعفنى فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه فقال له بعض أصحابه ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيا فقال لا أحب أن أعين الظلمة على شئ من أمرهم * قوله تعالى (فاصبح في المدينة) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فاصبح في المدينة خائفا قال خائفا أن يؤخذ * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يترقب قال يتلفت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يترقب قال يتوحش * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فإذا الذى استنصره بالامس يستصرخه قال هو صاحب موسى الذى استنصره بالامس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة قال الذى استنصره هو الذى استصرخه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه فإذا الذى استنصره بالامس يستصرخه قال الاستصراخ الاستغاثة قال والاستنصار والاستصراخ واحد قال موسى انك لغوى مبين فاقبل عليه موسى عليه السلام فظن الرجل أنه يريد قتله فقال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس قال قبطى قريب منهما يسمعهما فافشى عليهما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما أن أراد أن يبطش قال ظن الذى من شيعته انما يريده فذلك قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس أنه لم يظهر على قتله أحد غيره فسمع قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس عدوهما فاخبر عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى قال من قتل رجلين فهو جبار ثم تلا هذه الآية أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا أن تكون جبارا في الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال لا يكون الرجل جبارا حتى يقتل نفسين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عمران الجونى قال آية الجبابرة القتل بغير حق والله أعلم * قوله تعالى (وجاء رجل) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال كان اسم الذى قال لموسى ان الملا ياتمرون بك شمعون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يعمل ليس بالسيد اسمه حزقيل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال ذهب القبطى فافشى عليه أن موسى هو الذى قتل الرجل فطلبه فرعون وقال خذوه فانه الذى قتل صاحبنا وقال الذين يطلبونه اطلبوه في ثنيات الطريق فان موسى غلام لا يهتدى للطريق وأخذ موسى عليه السلام في ثنيات الطريق وقد جاء الرجل
[ 124 ]
فاخبره أن الملا ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين فلما أخذ في ثنيات الطريق جاء ملك على فرس بيده عنزة فلما رآه موسى عليه السلام سجد له من الفرق فقال لا تسجد لى ولكن اتبعنى فتبعه وهداه نحو مدين فانطلق الملك حتى انتهى به إلى مدين فلما أتى الشيخ وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين فامر احدى ابنتيه أن تأتيه بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعه اياها ملك في صورة رجل فدفعها إليه فدخلت الجارية فاخذت العصا فاتته بها فلما رآها الشيخ قال لابنته ائتيه بغيرها فالقتها وأخذت تريد غيرها فلا يقع في يدها الا هي وجعل يرددها وكل ذلك لا يخرج في يديها غيرها فلما رأى ذلك عهد إليه فاخرجها معه فرعى بها ثم ان الشيخ ندم وقال كانت وديعة فخرج يتلقى موسى عليه السلام فلما رآه قال أعطني العصا فقال موسى عليه السلام هي عصاي فابى أن يعطيه فاختصما فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فأتاهما ملك يمشى فقضى بينهما فقال ضعوها في الارض فمن حملها فهى له فعالجها الشيخ فلم يطقها وأخذها موسى عليه السلام بيده فرفعها فتركها له الشيخ فرعى له عشر سنين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال هو مؤمن آل فرعون جاء يسعى وفي قوله فخرج منها خائفا يترقب قال أن ياخذه الطلب * قوله تعالى (ولما توجه تلقاء مدين) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ولما توجه تلقاء مدين قال عرضت لموسى عليه السلام أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك فقال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل فاخذ طريق مدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله تلقاء مدين قال مدين ماء كان عليه شعيب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنمذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل قال قصد السبيل الطريق إلى مدين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل قال الطريق المستقيم قال فالتقى والله يومئذ خير أهل الارض شعيب وموسى بن عمران * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب بن علقمة رضى الله عنه قال ان موسى عليه السلام لما خرج هاربا من فرعون قال رب أوصني قال أوصيك لا تعدل بى شيأ أبدا الا اخترتني عليه فانى لا أرحم ولا ازكى من لم يكن كذلك قال وبماذا يا رب قال بامك فانها حملتك وهنا على وهن قال ثم بماذا يا رب قال ان أوليتك شيأ من أمر عبادي فلا تعيهم اليك في حوائجهم فانك انما تعيى روحي فانى مبصر ومسمع ومشهد * قوله تعالى (ولما ورد ماء مدين) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خرج موسى عليه السلام خائفا جائعا ليس معه زاد حتى انتهى إلى ماء مدين وعليه امة من الناس يسقون وامرأتان جالستان بشياههما فسألهما ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير قال فهل قربكما ماء قالتا لا الا بئر عليها صخرة قد غطبت بها لا يطيقها نفر قال فانطلقا فاريانيها فانطلقتا معه فقال بالصخرة بيده فنحاها ثم استقى لهما سجلا واحدا فسقى الغنم ثم أعاد الصخرة إلى مكانها ثم تولى إلى الظل فقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير فسمعتا ما قال فرجعتا إلى أبيهما فاستنكر سرعة مجيئهما فسألهما فاخبرتاه فقال لاحداهما انطلقي فادعيه فاتته فقالت ان أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فمشت بين يديه فقال لها امشى خلفي فانى امرؤ من عنصر ابراهيم لا يحل لى أن أنظر منك ما حرم الله على وارشديني الطريق فلما جاءه وقص عليه القصص قالت احداهما يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الامين قال لها أبوها ما رأيت من قوته وأمانته فاخبرته بالامر الذى كان قالت أما قوته فانه قلب الحجر وحده وكان لا يقلبه الا النفر وأما أمانته فانه قال امشى خلفي وارشديني الطريق لانى امرؤ من عنصر ابراهيم عليه السلام لا يحل لى منك ما حرمه الله تعالى قيل لابن عباس رضى الله عنهما أي الاجلين قضى موسى عليه السلام قال أبرهما وأوفاهما * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال ان موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها الا عشرة رجال فإذا هو بامرأتين
[ 125 ]
قال ما خطبكما فحدثتاه فاتى الصخرة فرفعها وحده ثم استقى فلم يستق الا دلوا واحدا حتى رويت الغنم فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه وتولى موسى عليه السلام إلى الظل فقال ربى انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال فجاءته احداهما تمشى على استحياء واضعة ثوبها على وجهها ليست بسلفع من الناس خراجة ولاجة قالت ان أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها موسى عليه السلام فقال لها امشى خلفي وانعتى لى الطريق فانى أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك فلما انتهى إلى أبيها قص عليه فقالت احداهما يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الامين قال يا بنية ما علمك بامانته وقوته قالت أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه الا عشرة رجال وأما أمانته فقال امشى خلفي وانعتى لى الطريق فانى أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لى جسدك فزاد ذلك رغبه فيه فقال انى أريد ان أنكحك احدى ابنتى هاتين إلى قوله ستجدني ان شاء الله من الصالحين أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت قال موسى عليه السلام ذلك بينى وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان على قال نعم قال الله على ما تقول وكيل فزوجه وأقام معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه وما يحتاج إليه وزوجه صفورا وأختها شرفا وهما التى كانتا تذودان * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولما ورد ماء مدين قال ورد الماء حيث ورد وانه لتتراءى خضرة البقل من بطنه من الهزال * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين وبينه وبينها ثمان ليال ولم يكن له طعام الا ورق الشجر وخرج إليها حافيا فما وصل حتى وقع خف قدمه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ولما ورد ماء مدين قال كان مسيره خمسة وثلاثين يوما * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أمة من الناس يسقون قال أناسا وفي قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال من طعام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ووجد من دونهم امرأتين قال أسماؤهما ليا وصفور اولهما أربع اخوات صغار يسقين الغنم في الصحاف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تذودان قال تحبسان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله تذودان قال تحبسان غنمهما حتى يفرغ الناس وتخلو لهما البئر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء قال تنتظران ان تسقيا من فضول ما في حياضهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ حتى يصدر الرعاء برفع الياء وكسر الراء في الرعاء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لقد قال موسى عليه السلام رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير وهو أكرم خلقه عليه ولقد افتقر إلى شق تمرة ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال سأل فلقا من الخبز يشد بها صلبه من الجوع * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما هرب موسى عليه السلام من فرعون أصابه جوع كانت ترى أمعاؤه من ظاهر الثياب قال رب انى أنزلت إلى من خير فقير * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سقى موسى للجاريتين ثم تولى إلى الظل فقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال انه يومئذ فقير إلى كف من تمر * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال شبعه يومئذ * وأخرج الفريابى وأحمد عن مجاهد قال ما سأل الا طعاما ياكله * وأخرج الفريابى وأحمد عن ابراهيم التميمي رضى الله عنه انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال ما كان معه رغيف ولا درهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن أبى الهذيل عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه في قوله تمشى على استحياء قال جاءت مستترة بكم درعها على وجهها وأخرجه ابن المنذر عن ابن أبى الهذيل موقوفا عليه * وأخرج أحمد عن مطرف بن الشخير رضى الله عنه قال أما والله لو كان عند نبى الله شئ ما تبع 7 مذقتها ولكن حمله على ذلك الجهد * وأخرج ابن عساكر عن أبى حازم قال لما دخل موسى عليه السلام على شعيب عليه السلام إذا هو بالعشاء فقال له شعيب عليه السلام كل قال موسى عليه السلام أعوذ بالله قال ولم ألست بجائع قال بلى ولكن
[ 126 ]
أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبتغى شيأ من عمل الآخرة بملء الارض ذهبا قال لا والله ولكنها عادتي وعادة آبائى نقرى الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى عليه السلام فاكل وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك بن أنس رضى الله عنه انه بلغه ان شعيبا عليه السلام هو الذى قص عليه السلام القصص * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال يقول ناس انه شعيب وليس بشعيب ولكن سيد الماء يومئذ * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى عبيدة قال كان صاحب موسى عليه السلام أثرون ابن أخى شعيب عليه السلام * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنه قال كان اسم ختن موسى يثربى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الذى استأجر موسى عليه السلام يثرب صاحب مدين * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضى الله عنهما ان كان يكره الكنية بابى مرة وكانت كنية فرعون وكانت صاحبة موسى صغيرا بنت يثرون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله القوى قال قوته فتح لهما عن بئر حجرا على فيها فسقى لهما الامين قال غض بصره عنهما حين سقى لهما * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنهما قال لما قالت صاحبة موسى يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الامين قال وما رأيت من قوته قالت جاء إلى البئر وعليه صخرة لا يقلها كذا وكذا فرفعها قال وما رأيت من أمانته قال كنت أمشى امامه فجعلني خلفه * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله انى أريد ان أنكحت احدى ابنتى هاتين قال بلغني انه نكح الكبيرة التى دعته واسمها صفورا وأبوها ابن أخى شعيب واسمه رعاويل وقد أخبرني من أصدق ان اسمه في الكتاب يثرون كاهن مدين والكاهن حبر * وأخرج ابن المنذر عن نوف الشامي قال ولدت المرأة لموسى عليه السلام غلاما فسماه جرثمة * وأخرج ابن ماجه والبزار وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن عقبة بن المنذر السلمى رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ طس حتى بلغ قصة موسى عليه السلام قال ان موسى أجر نفسه ثمانى سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه فلما وفى الاجل قيل يا رسول الله أي الاجلين قضى موسى قال أبرهما وأوفاهما فلما أراد فراق شعيب أمر امرأته ان تسأل أباها ان يعطيها من غنمه ما يعيشون به فاعطاه ما ولدت من غنمه قالب لون من ذلك العام وكانت غنمه سوداء حسنا فانطلق موسى إلى عصاه فسماها من طرفها ثم وضعها في أدنى الحوض ثم أوردها فسقاها ووقف موسى بازاء الحوض فلم يصدر منها شاة الا ضرب جنبها شاة شاة قال فانمت وأثلثت ووضعت كلها قوالب الوان الا شاة أو شاتين ليس فيها فشوش ولا ضبوب ولا غزور ولا ثفول ولا كمشة تفوت الكف قال النبي صلى الله عليه وسلم فلو افتتحتم الشام وجدتم بقايا تلك الغنم وهى السامرية قال ابن لهيعة الفشوش التى تفش بلبنها واسعة الشخب والضبوب الطويلة الضرع مجترة والغزور الضيقة الشخب والثفول التى ليس لها ضرع الا كهيئة حلمتين والكمشة الصغيرة الضرع لا يدركه الكف * وأخرج ابن جرير عن أنس رضى الله عنه قال لما دعا موسى عليه السلام صاحبه إلى الاجل الذى كان بينهما قال له صاحبه كل شاة ولدت على لونها فلك لونها فعمد فرفع خيالا على الماء فلما رأت الخيال فزعت فجالت جولة فولدت كلهن بلقاء الا شاة واحدة فذهب بالوانهن ذلك العام * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل أي الاجلين قضى موسى فقال قضى أكثرهما وأطيبهما ان رسول الله إذا قال فعل * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل أي الاجلين قضى موسى قال أتمهما وأكملهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن يوسف بن سرح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الاجلين قضى موسى فسأل جبريل فقال لا علم لى فسأل جبريل ملكا فوقه فقال لا علم لى فسال ذلك الملك ربه فقال الرب عزوجل أبرهما واتقاهما وأزكاهما * وأخرج ابن مردويه من طريق على بن عاصم عن أبى هريرة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رجلا سأله أي الاجلين قضى موسى فقال لا أدرى حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أدرى حتى أسأل جبريل فقال لا أدرى
[ 127 ]
حتى أسأل ميكائيل فسأل ميكائيل فقال لا أدرى حتى أسال الرفيع فسأل الرفيع فقال لا أدرى حتى أسال اسرافيل فسأل اسرافيل فقال لا أدرى حتى أسأل ذا العزة فنادى اسرافيل بصوته الاشد يا ذا العزة أي الاجلين قضى موسى قال أتم الاجلين وأطيبهما عشر سنين قال على بن عاصم فكان أبو هروان إذا حدث بهذا الحديث يقول حدثنى أبو سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن الرفيع عن اسرافيل عن ذى العزة تبارك وتعالى ان موسى قضى أتم الاجلين وأطيبه عشر سنين * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاجلين قضى موسى قال أوفاهما * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى جبريل يا محمد ان سألك اليهود أي الاجلين قضى موسى فقل أوفاهما وان سألوك أيهما تزوج فقل الصغرى منهما * وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئلت أي الاجلين قضى موسى فقل خيرهما وأبرهما وإذا سئلت أي المرأتين تزوجل فقل الصغرى منهما وهى التى جائت فقالت يا أبت استأجره ان خير من استاجرت القوى الامين فقال ما رأيت من قوته قالت أخذ حجرا ثقيلا فالقاه على البئر قال وما الذى رأيت من أمانته قالت قال لى امشى خلفي ولا تمشى امامى * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاجلين قضى موسى قال أبعدهما وأطيبهما * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى ذر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الاجلين قضى موسى قال أبرهما وأوفاهما قال وان سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاجلين قضى موسى قال سوف أسأل جبريل فسأله قال سوف أسأل ميكائيل فسأله قال سوف أسأل اسرافيل فسأله فقال سوف اسأل الرب فسأله فقال أبرهما وأوفاهما * وأخرج ابن مردويه عن مقسم قال لقيت الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما فقلت له أي الاجلين قضى موسى الاول والآخر قال الآخر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله والله على ما نقول وكيل قال على قول موسى وختنه * قوله تعالى (فلما قضى موسى الاجل) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلما قضى موسى الاجل قال عشر سنين ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق السدى قال عبد الله بن عباس لما قضى موسى الاجل سار باهله فضل عن الطريق وكان في الشتاء ورفعت له نار فلما رآها ظن انها نار وكانت من نور الله فقال لاهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر فان لم أجد خبرا آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون من البرد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله آنس قال أحس وفي قوله انى آنست نارا قال أحسست * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لعلى آتيكم منها بخبر قال لعلى أجد من يدلني على الطريق وكاتوا قد ضلوا الطريق * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله جذوة قال شهاب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله جذرة قال أصل شجرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جذوة قال أصل شجرة في طرفها نار * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الجذوة عود من محطب فيه النار * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ أو جذوة بنصب الجيم * وأخرج أبو عبيد وابن مردويه وابن عساكر عن أبى المليح قال أتيت ميمون بن مهران لاودعه عند خروجي في تجارة فقال لا تيأس ان تصيب في وجهك هذا في أمر دينك أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك فان صاحبة سبأ خرجت وليس شئ أحب إليها من ملكها فاخرجها الله إلى ما هو خير من ذلك فهداها إلى الاسلام وان موسى عليه السلام خرج يريد ان يقتبس لاهله نارا فاخرجه الله إلى ما هو خير من ذلك كلمه الله تعالى * وأخرج الخطيب عن عائشة رضى الله عنها قالت كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة * قوله تعالى (فلما أتاها)
[ 128 ]
الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله نودى من شاطئ الوادي الايمن قال كان النداء من السماء الدنيا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من شاطئ الوادي الايمن قال الايمن عن يمين موسى عليه السلام عند الطور * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح في الآية قال كان النداء من أيمن الشجرة والنداء من السماء وذلك في التقديم والتأخير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال نودى عن يمين الشجرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله من الشجرة قال أخبرت انها عوسجة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الكلبى من الشجرة قال شجرة العوسج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ذكرت لى الشجرة التى أوى إليها موسى عليه السلام فسرت إليها يومى وليلتي حتى صبحتها فإذا هي سمرة خضراء ترف فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فاهوى إليها بعيرى وهو جائع فاخذ منها ملء فيه فلاكه فلم يستطع أن يسيغه فلفظه فصليت على النبي وسلمت ثم انصرفت * وأخرج ابن أبى حاتم عن نوف البكالى ان موسى عليه السلام لما نودى من شاطئ الوادي الايمن قال ومن أنت الذى تنادى قال أنا ربك الاعلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر الثقفى قال أتى موسى عليه السلام الشجرة ليلا وهى خضراء والنار تتردد فيها فذهب يتناول النار فمالت عنه فذعر وفزع فنودى من شاطئ الوادي الايمن قال عن يمين الشجرة فاستأنس بالصوت فقال أين أنت أين أنت قيل الصوت انا فوقك قال ربى قال نعم * قوله تعالى (وان ألق عصاك) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ولى مدبرا من الرهب قال هذا من تقديم القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واضمم اليك جناحك قال يدك * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واضمم اليك جناحك قال كفه تحت عضد من الرهب قال من الفرق فذانك برهانان قال العصا واليد وفي قوله رد أفال عونا وفي قوله ونجعل لكما سلطانا قال الحجة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولم يعقب قال لم يلتفت من الفرق وفي قوله اسلك يدك في جبيك قال في جيب قميصك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير برص واضمم اليك جناحك من الرهب قال من الرعب فذانك برهانان قال آيتان من ربك فارسله معى رد أقال عونا لى * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه أنه قرأ من الرهب مخففة مرفوعة الراء وقرأ فذلك مخففة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن كثير وقيس انهما كانا يقرآن فذانك برهانان مثقلة النون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله رد أيصدقني كى يصدقني * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن وهب نبأنا نافع بن أبى نعيم قال سالت مسلم بن جندب رضى الله عنه في قوله رد أيصدقني قال الردء الزيادة أما سمعت قول الشاعر واسمر خطى كان كعوبه * نوى القصب قد اردى ذراعا على عشر * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله سنشد عضدك باخيك قال العضد المعين الناصر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قوله النابغة في ذمة من أبى قابوس منقذة * للخائفين ومن ليست له عضد * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كان موسى عليه السلام قد ملئ قلبه رعبا من فرعون فكان إذا رآه قال اللهم أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره ففرغ الله تعالى ما كان في قلب موسى وجعله في قلب فرعون فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن الضحاك رضى الله عنه قال دعاء موسى حين توجه إلى فرعون ودعاء النبي عليه السلام يوم حنين ودعاء كل مكروب كنت وتكون وأنت حى لا تموت تنام العيون وتكدر النجوم وأنت حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حى يا قيوم * قوله تعالى (وقال فرعون يا أيها الملا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما قال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من اله غيرى قال جبريل عليه السلام يا رب طفى عبدك فائذن لى في هلكة قال يا جبريل هو عبدى ولن يسبقنى له اجل قد اجلته حتى
[ 129 ]
يجئ ذلك الاجل فلما قال أنا ربكم الاعلى قال يا جبريل قد سكنت روعتك بغى عبدى وقد جاء أوان هلكه * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان قالهما فرعون ما علمت لكم من اله غيرى وقوله أنا ربكم الاعلى قال كان بينهما أربعون عاما فاخذه الله نكال الآخرة والاولى * قوله تعالى (فاوقد لى يا هامان) الآية أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر قال حدثنا أسد عن خالد بن عبد الله عن محدث حدثه قال كان هامان نبطيا وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فاوقد لى يا هامان على الطين قال على المدر يكون لبنا مطبوخا وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال بلغني ان فرعون أول من طبخ الآجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان فرعون أول من طبخ الآجر وصنع له الصرح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال فرعون أول من صنع الآجر وبنى به * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله فاوقد لى يا هامان على الطين قال أوقد على الطين حتى يكون آجرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال لما بنوا له الصرح ارتقى فوقه فامر بنشابة فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهى متلطخة دما فقال قتلت اله موسى * قوله تعالى (فاخذناه وجنوده) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فنبذناهم في اليم قال في البحر بحر يقال له ساف من وراء مصر غرقهم الله فيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار قال جعلهم الله أئمة يدعون إلى المعاصي * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة لعنة أخرى ثم استقبل فقال هم من المقبوحين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة قال لعنوا في الدنيا والآخرة هو كقوله واتبعناهم في الدنيا لعنة ويوم القيامة * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب) الآية * أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة على وجه الارض غير القرية التى مسخت قردة ألم تر إلى قوله تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب من بعدما أهلكنا القرون الاولى وأخرجه البزار وابن جرير وابن أبى حاتم من وجه آخر عن أبى سعيد موقوفا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بصائر للناس قال بينة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال البصائر الهدى بصائر ما في قلوبهم لذنوبهم * قوله تعالى (وما كنت بجانب الغربي) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما كنت بجانب الغربي قال جانب غربي الجبل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وما كنت ثاويا قال الثاوى المقيم * قوله تعالى (وما كنت بجانب الطور) الآية * أخرج الفريابى والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه في قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني واستجبت لكم قبل أن تدعوني وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن أبى هريرة مرفوعا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رب العزة نادى يا أمة محمد ان رحمتى سبقت غضبى ثم أنزلت هذه الآية في سورة موسى وفرعون وما كنت بجانب الطور إذ نادينا * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وأبو نصر السجزى في الابانة والديلمي عن عمرو بن عبسة قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك ما كان النداء وما كانت الرحمة قال كتاب كتبه الله قبل أن يخلق خلقه بالفى عام ثم وضعه على عرشه ثم نادى يا أمة محمد سبقت رحمتى غضبى أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفرونى فمن لقيني منكم يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبدى ورسولي صادقا أدخلته الجنة * وأخرج الحلى في الديباج عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا مثله * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شغله ذكرى من مسئلتي أعطيته قبل أن يسالنى وذلك في قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد ما دعوتمونا استجبنا لكم ولا سألتمونا لا أعطيناكم * وأخرج ابن مردويه عن ابن
[ 130 ]
عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قرب الله موسى طور سينا نجيا قال أي رب هل أحد أكرم عليك منى قربتني نجيا وكلمتني تكليما قال نعم محمد أكرم على منكم قال فان كان محمد أكرم عليك منى فهل أمة محمد اكرم من بنى اسرائيل فلقت لهم البحر وأنجيتهم من فرعون وعمله وأطعمتهم المن والسلوى قال نعم أمة محمد أكرم على من بنى اسرائيل قال الهى أرنيهم قال انك لن تراهم وان شئت أسمعتك صوتهم قال نعم الهى فنادى ربنا أمة محمد أجيبوا ربكم فأجابوا وهم في أصلاب آباثهم وأرحام امهاتهم إلى يوم القيامة فقالوا لبيك أنت ربنا حقا ونحن عبيدك حقا قال صدقتم وأنا ربكم وأنتم عبيدى حقا قد غفرت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني فمن لقيني منكم بشهادة أن لا اله الا الله دخل الجنة قال ابن عباس رضى الله عنهما فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أراد أن يمن عليه بما اعطاه وبما أعطى امته فقال يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نصر السجزى في الابانة عن مقاتل وما كنت بجانب الطور الآية يقول وما كنت أنت يا محمد بجانب الطور إذ نادينا أمتك وهم في أصلاب آبائهم ان يؤمنوا بك إذا بعثت * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال إذ نادينا موسى ولكن رحمة من ربك أي مما قصصنا عليك * قوله تعالى (ولولا أن تصيبهم) الآيات * أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهالك في الفترة يقول رب لم ياتنى كتاب ولا رسول ثم قرأ هذه الآية ربنا لولا أرسلت الينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى أولم يكفروا بما اوتى موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون قال هم أهل الكتاب يقول بالكتابين التوراة والفرقان فقال الله قل فائتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما أتبعه ان كنتم صادقين * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وبن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه لولا أوتى مثل ما أوتى موسى قال يهود تأمر قريشا ان تسال محمدا مثل ما أوتى موسى من قبل يقول الله لمحمد قل لقريش يقولون لهم أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا قال قول يهود لموسى وهارون وقالوا انا بكل كافرون قال يهود تكفر أيضا بما أوتى محمد * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قال من قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني عن ابن الزبير رضى الله عنه انه كان يقرأ قالوا ساحران تظاهرا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ قالوا ساحران تظاهرا قال موسى وهارون * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ ساحران تظاهرا بالالف قال يعنى موسى ومحمدا عليهما السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه انه كان يقرأ سحران تظاهرا قال هما كتابان * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه قالوا ساحران تظاهرا يقول التوراة والفرقان * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قالوا ساحران تظاهرا قال التوراة والفرقان حين صدق كل واحد منهما صاحبه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عاصم الجحدرى انه كان يقرأ سحران تظاهرا يقول كتابان التوراة والفرقان ألا تراه يقول فائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال لو كان يريد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما اتبعه انما أراد الكتابين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى رزين رضى الله عنه انه كان يقرؤها سحران تظاهرا يقول كتابان التوراة والانجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قالوا سحران تظاهرا قال ذلك اعداء الله اليهود للانجيل والقرآن قال ومن قرأها ساحران يقول محمد وعيسى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبى أمية قال سمعت عكرمة يقول سحران فذكرت ذلك لمجاهد فقال كذب العبد قرأتها على ابن عباس ساحران فلم يعب على * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد قال سالت ابن عباس رضى الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكئ على يدى عكرمة فقالت أسحران تظاهرا أم ساحران فقلت ذلك مرارا فقال عكرمة ساحران تظاهرا اذهب أيها
[ 131 ]
الرجل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه وقالوا انا بكل كافرون يقول بالتوراة والقرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد وقالوا انا بكل كافرون قال الذى جاء به موسى والذى جاء به عيسى * قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو القاسم البغوي في معجمه والباوردي وابن قانع الثلاثة في معاجم الصحابة والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن رفاعة القرظى رضى الله عنه قال نزلت ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا في عشرة رهط انا أحدهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ولقد وصلنا لهم قال لقريش القول * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه ولقد وصلنا لهم القول قال بينا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ولقد وصلنا لهم القول قال وصل الله لهم القول في هذا القرآن يخبرهم كيف يصنع بمن مضى وكيف صنعوا وكيف هو صانع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى رفاعة رضى الله عنه قال خرج عشرة رهط من أهل الكتاب منهم أبو رفاعة إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا فاوذوا فنزلت الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر عن على بن رفاعة رضى الله عنه قال كان أبى من الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب وكانوا عشرة فلما جاؤا جعل الناس يستهزؤن بهم ويضحكون منهم فانزل الله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا الآية * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه الذين آتيناهم الكتاب إلى قوله لا نبتغى الجاهلين قال في مسلمة أهل الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال كنا نحدث انها أنزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق ياخذون بها وينتهون إليها حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وصبرهم على ذلك قال وذكر لنا ان منهم سلمان وعبد الله بن سلام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال يعنى من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب * وأخرج ابن مردويه عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال تداولتني الموالى حتى وقعت بيثرت فلم يكن في الارض قوم أحب إلى من النصارى ولا دين أحب إلى من النصرانية لما رأيت من اجتهادهم فبينا أنا كذلك إذ قالوا قد بعث في العرب نبى ثم قالوا قدم المدينة فاتيته فجعلت أسأله عن النصارى قال لا خير في النصارى ولا أحب النصار قال فاخبرته ان صاحبي قال لو أدركته فأمرني ان أقع النار لوقعتها قال وكنت قد استهترت بحب النصارى فحدثت نفسي بالهرب وقد جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فأتاني آت فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت اذهب حتى أجئ وأنا أحدث نفسي بالهرب قال لى لن افارقك حتى أذهب بك إليه فانطلقت به فلما رأني قال يا سلمان قد أنزل الله عذرك الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وأخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال انا رجل من أهل رام هرمز كنا قوما مجوسا فاتانا رجل نصراني من أهل الجزيرة فنزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب في الفارسية وكان لا يزال غلام معى في الكتاب يجئ مضروبا يبكى قد ضربه أبواه فقلت له يوما ما يبكيك قال يضربني أبواي قلت ولم يضربانك قال آتى صاحب هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني وأنت لو أتيته سمعت منه حديثا عجيبا قلت فاذهب بى معك فاتيناه فحدثنا عن بدء الخلق وعن بدء مغلق السموات والارض وعن الجنة والنار فحدثنا باحاديث عجب وكنت أختلف إليه معه ففطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيؤن معنا فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا يا هذا انك قد جاورتنا فلم نر من جوارك الا الحسن وانناى غلماننا يختلفون اليك ونحن نخاف ان تفسدهم علينا أخرج عنا قال نعم فقال لذلك الغلام الذى كان ياتيه اخرج معى قال لا أستطيع ذلك قد علمت شدة أبوى على قلت لكننى أخرج معك وكنت يتيما لا أب لى فخرجت معه فاخذنا جبل رام هرمز فجعلنا نمشي ونتوكل وناكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لى صاحبي يا سلمان ان ههنا قوما عباد الارض وأنا أحب ان ألقاهم فجئنا إليهم يوم الاحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا به وقالوا أين كان غيبتك قال كنت في اخوان لى من قبل
[ 132 ]
فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لى صاحبي قم يا سلمان انطلق قلت لا دعني مع هؤلاء قال انك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصومون الاحد إلى الاحد ولا ينامون هذا الليل فإذا فيهم مرجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى أمسينا فجعلوا يذهبون واحدا واحدا إلى غاره الذى يكون فيه فلما أمسينا قال ذاك الذى من أبناء الملوك هذا الغلام ما تصنعونه ليأخذه رجل منكم فقالوا خذه أنت فقال لى قم يا سلمان فذهب بى حتى أتى غاره الذى يكون فيه فقال لى يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني ولم ينظر إلى فاخذني الغم تلك السبعة الايام لا يكلمني أحد حتى كان الاحد فانصرف إلى فذهبت إلى مكانهم الذى كانوا يجتمعون وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا فيسلم بعضهم على بعض ثم لا يلتقون إلى مثله فرجعت إلى منزلنا فقال لى مثل ما قال لى أول مرة هذا خبز وهذا ادم فكل منه إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلى ولم يكلمني إلى الاحد الآخر فاخذني غم حدثت نفسي بالفرار فقلت اصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الاحد رجعنا إليهم فافطروا واجتمعوا فقال لهم انى أريد بيت المقدس فقالوا له وما تريد إلى ذاك قال لاعهد به قالوا انا نخاف ان يحدث بك حدث فيليك غيرنا وكنا نحب ان نليك قال لا عهد به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت نسافر ونلقى الناس فيذهب عنى الغم الذى كنت أجد فخرجت أنا وهو وكان يصوم من الاحد إلى الاحد ويصلى الليل كله ويمشى بالنهار فإذا نزلنا قام يصلى فلم يزل ذاك دأبه حتى نزلنا بين المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسال الناس فقال اعطني فقال ما معى شئ فدخلنا بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوابه واستبشروا به فقال لهم غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بى فاطعموني خبزا ولحما ودخل في الصلاة فلم ينصرف إلى حتى كان يوم الاحد الآخر ثم انصرف فقال لى يا سلمان انى أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فايقظني فبلغ الظل الذى قال فلم أوقظه رحمة له مما رأيت من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا فقال يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فايقظني قلت بلى ولكن انما منعنى رحمة لك لما رأيت من دأبك قال ويحك يا سلمان انى أكره ان يفوتنى شئ من الدهر لم أعمل فيه لله خيرا ثم قال لى يا سلمان اعلم ان أفضل ديننا اليوم النصرانية قلت ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية كلمة ألقيت على لساني قال نعم يوشك ان يبعث نبى يا كل الهدية ولا ياكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت وان أمرنى ان أدع النصرانية قال نعم فانه نبى الله لا يامر الا بالحق ولا يقول الا حقا والله لو أدركته ثم أمرنى ان أقع في النار لوقعتها ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له دخلت فلم تعطنى وهذا تخرج فاعطني فالتفت فلم يرحو له أحدا قال فاعطني يدك فاخذ بيده فقال قم باذن الله فقام صحيحا سويا فتوجه نحو أهله فاتبعته بصرى تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي فاسرع المشى وتبعته فتلقاني رفقة من كلب اعراب فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الانصار فجعلني في حائط له من نخل كفنت وفيه ومن ثم تعلمت الخوص أشترى خوصا بدرهم فاعمله فابيعه بدرهمين فارد درهما إلى الخوص واستنفق درهما أحب ان آكل من عمل يدى فبلغنا ونحن بالمدينة ان رجلا خرج بمكة يزعم ان الله أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث فهاجر الينا وقدم علينا فقلت والله لاجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال ما هذه أصدقة ام هدية قلت بل صدقة فقال لاصحابه كلوا بسم الله وأمسك ولم يأكل فمكثت أياما ثم اشتريت لحما أيضا بدرهم فاصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه فقال ما هذه صدقة أم هدية فقلت بل هدية فقال لاصحابه كلوا بسم الله وأكل معهم قلت هذا والله ياكل الهدية ولا ياكل الصدقة فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فاسلمت فقلت له ذات يوم يا رسول الله أي قوم النصارى قال لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم قلت في نفسي أنا والله أحبهم قال وذاك حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تخرج وسرية تدخل والسيف يقطر قلت يحدث بى الآن انى أحبهم فيبعث إلى فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال يا سلمان أجب رسول الله قلت هذا والله الذى كنت أحذر قلت نعم اذهب حتى ألحقك قال لا والله
[ 133 ]
حتى تجئ وأنا أحدث نفسي ان لو ذهب فافر فانطلق بى حتى انتهيت إليه فلما رأني تبسم وقال لى يا سلمان ابشر فقد فرج الله عنك ثم تلا على هؤلاء الآيات الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله لا نبتغى الجاهلين قلت يا رسول الله والذى بعثك بالحق سمعته يقول لو أدركته فأمرني ان أقع في النار لوقعتها انه نبى لا يقول الا حقا ولا يامر الا بالحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال نزلت في عبد الله بن سلام لما أسلم احب ان يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعظمته في اليهود ومنزلته فيهم وقد ستر بينه وبينهم سترا فكلمهم ودعاهم فابوا فقال أخبروني عن عبد الله بن سلام كيف هو فيكم قالوا ذاك سيدنا وأعلمنا قال أرأيتم ان آمن بى وصدقني أتؤمنون بى وتصدقوني قالوا لا يفعل ذاك هو أفقه فينا من أن يدع دينه ويتبعك قال أرأيتم ان فعل قالوا لا يفعل قال أرأيتم ان فعل قالوا إذا نفعل قال أخرج يا عبد الله بن سلام فخرج فقال أبسط يدك أشهد أن لا اله الا الله وانك رسول الله فبايعه فوقعوا به وشتموه وقالوا والله ما فينا أحدا قل علما منه ولا أجهل بكتاب الله منه قال ألم تثنوا عليه آنفا قالوا انا استحينا أن تقول اغتبتم صاحبكم من خلفه فجعلوا يشتمونه فقام إليه أمين بن يامين فقال أشهد ان عبد الله بن سلام صادق فابسط يدك فبايعه فانزل الله فيهم الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين يعنى ابراهيم واسمعيل وموسى وعيسى وتلك الامم كانوا على دين محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا قال هؤلاء قوم كانوا في زمان الفترة متمسكين بالاسلام مقيمين عليه صابرين على ما اوذوا حتى أدرك رجال منهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه قال لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي أنزلهم واحسن إليهم فلما ارادوا ان يرجعوا قال من آمن من أهل مملكته ائذن لنا فلنصحب هؤلاء في البحر وناتى هذا النبي فنحدث به عهدا فانطلقوا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا وخيبر ولم يصب أحد منهم فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ائذن لنا فلنات أرضنا فان لنا أموالا فنجئ بها فننفقها على المهاجرين فانا نرى بهم جهدا فاذن لهم فانطلقوا فجاؤا باموالهم فانفقوها على المهاجرين فانزلت فيهم الآية أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال ان قوما من المشركين أسلموا فكانوا يؤذونهم فنزلت هذه الآية فيهم أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا * وأخرج عبد ابن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه الآية قال أناس من أهل الكتاب أسلموا فكان أناس من اليهود إذا مروا عليهم سبوهم فانزل الله هذه الآية فيهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين قال لا يجاورون أهل الجهل والباطل في باطلهم أتاهم من الله ما وقذهم عن ذلك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بالكتاب الاول والكتاب الآخر ورجل كانت له أمة فادبها وأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده * وأخرج أحمد والطبراني عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين * قوله تعالى (انك لا تهدى من أحببت) الآية * أخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عماه قل لا اله الا الله أشهد لك بها عند الله يوم القيامة فقال لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله عليها الا جزعه من الموت لاقررت بها عينك فانزل الله عليه انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن ابن المسيب نحوه وتقدم في سورة براءة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انك لا تهدى من أحببت قال نزلت هذه الآية في أبى طالب * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن
[ 134 ]
حميد وأبو داود في القدر والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبى سعيد بن رافع قال قلت لابن عمر انك لا تهدى من أحببت أفى أبى طالب نزلت قال نعم * وأخرج ابن عساكر عن أبى سعيد بن رافع قال سألت ابن عمر رضى الله عنهما انك لا تهدى من أببت أفى أبى جهل وأبى طالب قال نعم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انك لا تهدى من أحببت قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي طالب قل كلمة الاخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة قال يا ابن أخى ملة الاشياخ وهو أعلم بالمهتدين قال ممن قدر الهدى والضلالة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه انك لا نهدى من أحببت قال ذكر لنا انها نزلت في أبى طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمس منه عند موته أن يقول لا اله الا الله كيما تحل له الشفاعة فابى عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه انك لا تهدى من أحببت يعنى أبا طالب ولكن الله يهدى من يشاء قال العباس * وأخرج أبو سهل السرى بن سهل الجند يسابورى في الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء قال نزلت في ابى طالب ألح عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم فابى فانزل الله انك لا تهدى من أحببت أي لا تقدر تلزمه الهدى وهو كاره له انما أنت نذير ولكن الله يهدى من يشاء للايمان * وأخرج أيضا من طريق عبد القدوس عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله انك لا تهدى من أحببت قال نزلت في أبى طالب عنه موته والنبى صلى الله عليه وسلم عند رأسه وهو يقول يا عم قل لا اله الا الله أشفع لك بها يوم القيامة قال أبو طالب لا يعيرنى نساء قريش بعدى انى جزعت عند موتى فانزل الله انك لا تهدى من أحببت يعنى لا تقدر ان تلزمه الهدى وهو يهوى الشرك ولا تقدر تدخله الاسلام كرها حتى يهواه ولكن الله يهدى من يشاء ان يقهره على الهدى كرها لفعل وليس بفاعل حتى يكون ذلك منمه فاخبر الله بقدرته وهو كقوله لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين فاخبر بقدرته ن أن لا يعجزه شئ * وأخرج العقيلى وابن عدى وابن مردويه والديلمي وابن عساكر وابن النجار عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت داعيا ومبلغا وليس إلى من الهدى شئ وخلق ابليس مزينا وليس إليه من الضلاله شئ * قوله تعالى (وقالوا ان نتبع الهدى) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان ناسا من قريش قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ان نتبعك يتخطفنا الناس فانزل الله تعالى وقالوا ان نتبع الهدى معك الآية * وأخرج النسائي وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الحارث بن عامر بن نوفل الذى قال ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أولم نمكن لهم حرما آمنا قال كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاؤا فإذا خرج أحدهم قال انا من أهل الحرم لم يعرض له احد وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم قتل وسلب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله أولم نمكن لهم حرما آمنا قال أولم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزون فيه ولا يخافون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله نتخطف قال كان بعضهم يغير على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يجبى إليه ثمرات كل شئ قال ثمرات الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا قال في أوائلها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا قال أم القرى مكة بعث الله إليهم رسولا محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما كنا مهلكي القرى الا وأهلها ظالمون قال قال الله لم نهلك قرية بايمان ولكنه أهلك القرى بظلم إذا ظلم أهلها ولو كانت مكة آمنوا لم يهلكوا مع من هلك ولكنهم كذبوا وظلموا فبذلك هلكوا * قوله تعالى (أفمن وعدناه وعدا حسنا) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبى جهل * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله افمن وعدناه
[ 135 ]
الآية قال نزلت في حمزة وأبى جهل * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال حمزة بن عبد المطلب كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال أبو جهل بن هشام * وأخرج عبد ابن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال هو المؤمن سمع كتاب الله فصدق به وآمن بما وعد فيه من الخير الجنة كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال هو الكافر ليس كالمؤمن ثم هو يوم القيامة من المحضرين قال من المحضرين في عذاب الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن مسروق رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيها * وأخرج الفريابى وابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من المحضرين قال أهل النار أحضروها * وأخرج البخاري في تاريخه عن عطاء بن السائب قال كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد فقدم قدمة فلم يلقه فقالت له امرأته ان أخاك قرأ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه قالت فشغل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال من استطاع منكم ان يضع كنزه حيث لا ياكله السوس فليفعل * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب رضى الله عنه قال مكتوب في التوراة ابن آدم ضع كنزك عندي فلا غرق ولا حرق أدفعه اليك أفقر ما تكون إليه يوم القيامة * وأخرج مسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عزوجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول رب كيف أعودك وانت رب العالمين فيقول أما علمت ان عبدى فلانا مرض فلم تعده أما علمت انك لوعدته لوجدتني عنده ويقول يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى فيقول أي رب كيف أسقيك وانت رب العالمين فيقول تبارك وتعالى اما علمت ان عبدى فلانا استسقاك فلم تسقه أما علمت انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي قال ويقول يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول أي رب وكيف أطعمك وانت رب العالمين فيقول أما علمت ان عبدى فلانا استطعمك لم تطعمه أما انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال يحشر الناس يوم القيامة أجوع وما كانوا وأعطش ما كانوا وأعرى ما كانوا فمن أطعم لله عزوجل أطعمه الله ومن كسا لله عزوجل كساه الله ومن سقى لله عزوجل سقاه الله ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه أقدر * قوله تعالى (ويوم يناديهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون قال هؤلاء بنو آدم قال الذين حق عليهم القول قال هم الجن ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم الآية وقيل لبنى آدم ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستحيبوا لهم ولم يردوا عليهم خيرا * قوله تعالى (ويوم يناديهم) الآيتين * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد والنسائي والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد الا سيخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول يا ابن آدم ما غرك بى يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فعميت عليهم الانباء قال الحجج يومئذ فهم لا يتساءلون قال بالانساب * قوله تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ارطاه قال ذكرت لابي عون الحمصى شيأ من قول القدر فقال ما تقرؤن كتاب الله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة * وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامر كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم انى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا أقدر وتعلم لا أعلم وانت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لى في دينى ومعاشي وعاقبة أمرى وعاجل أمرى وآجله فاقدره لى ويسره لى وان كنت تعلم أن هذا الامر شر لى في دينى ومعاشي وعاقبة أمرى وعاجل أمرى وآجله فاصرفه عنى واصرفني عنه واقدر لى الخير حيث كان ورضني به ويسمى حاجته باسمها * قوله تعالى (قل أرأيتم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان جعل الله عليكم
[ 136 ]
الليل سرمدا قال دائما * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سرمدا قال دائما لا ينقطع * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله سرمدا إلى يوم القيامة قال دائما من اله غير الله ياتيكم بضياء قال بنهار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه قال في الليل ولتبتغوا من فضله قال في النهار * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ونزعنا من كل أمة شهيدا قال رسولا فقلنا هاتوا برهانكم قال هاتوا حجتكم بما كنتم تعبدون وتقولون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ونزعنا من كل أمة شهيدا قال شهيدها نبيها ليشهد عليها انه قد بلغ رسالات ربه فقلنا هاتوا برهانكم قال بينتكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وضل عنهم في القيامة ما كانوا يفترون يكذبون في الدنيا * قوله تعالى (ان قارون) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن قارون كان من قوم موسى قال كان ابن عمه وكان يبتغى العلم حتى جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده فقال له موسى عليه السلام ان الله أمرنى أن آخذ الزكاة فابى فقال ان موسى عليه السلام يريد أن ياكل أموالكم جاءكم بالصلاة وجاءكم باشياء فاحتملتموها فتحملوه أن تعطوه اموالكم قالوا لا نحتمل فما ترى فقال لهم أرى أن ارسل إلى بغى من بغايا بنى اسرائيل فترسلها إليه فترميه بانه أرادها على نفسها فارسلوا إليها فقالوا لها نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك قالت نعم فجاء قارون إلى موسى عليه السلام قال اجمع بنى اسرائيل فاخبرهم بما أمرك ربك قال نعم فجمعهم فقالوا له بم أمرك ربك قال أمرنى أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيأ وأن تصلوا الرحم وكذا وكذا وقد أمرنى في الزانى إذا زنى وقد أحصن أن يرجم قالوا وان كنت أنت قال نعم قالوا فانك قد زنيت قال أنا فارسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا ما تشهدين على موسى فقال لها موسى عليه السلام أنشدك بالله الا ما صدقت قالت أما إذ نشدتني بالله فانهم دعوني وجعلوا لى جعلا على أن أقذفك بنفسى وأنا أشهد برى عوأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكى فأوحى الله إليه ما يبكيك قد سلطناك على الارض فمرها فتطيعك فرفع رأسه فقال خذيهم فاخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون يا موسى يا موسى فقال خذيهم فاخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون يا موسى يا موسى فقال خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى سألك عبادي وتضرعوا اليك فلم تجبهم وعزتي لو أنهم دعوني لاجبتهم قال ابن عباس وذلك قوله تعالى فخسفنا به وبداره الارض خسف به إلى الارض السفلى * وأخرج الفريابى عن ابراهيم رضى الله عنه قال كان قارون ابن عم موسى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان قارون كان من قوم موسى قال كان ابن عمه أخى أبيه قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث وموسى بن عرمرم بن فاهث أو قاهث وعرمرم بالعربية عمران * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال كان قارون ابن عم موسى أخى أبيه وكان قطع البحر مع بنى اسرائيل وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فاهلكه الله ببغيه وانما بغى لكثرة ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فبغى عليهم قال فعلا عليهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب رضى الله عنه في قوله ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم قال زاد عليهم في طول ثيابه شبرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله وآتيناه من الكنوز قال أصاب كنزا من كنوز يوسف * وأخرج ابن أبى حاتم عن الوليد بن زوران رضى الله عنه في قوله وآتيناه من الكنوز قال كان قارون يعلم الكيماء * وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أرض دار قارون من فضة وأساسها من ذهب * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن خيثمة رضى الله عنه قال وجدت في الانجيل أن مفاتيح خزائن قارون كانت وقرستين بغلا غرا محجلة ما يزيد منها مفتاح على أصبع لكل مفتاح كنز * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن خيثمة رضى الله عنه قال كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح على خزانة على حدة فإذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن
[ 137 ]
مجاهد رضى الله عنه في الآية قال كانت المفاتيح من جلود لابل * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لتنوء بالعصبة يقول لا يرفعها العصبة من الرجال أولى القوة * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله عن قوله لتنوء بالعصبة قال لتثقل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول تمشى فتثقلها عجيزتها * مشى الضعيف ينوء بالوسق * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال العصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر وأولو القوة خمسة عشر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى قال العصبة ما بين الخمس عشرة إلى الاربعين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال العصبة أربعون رجلا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال كنا نحدث أن العصبة أربعون رجلا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال كنا نحدث أن العصبة ما فوق العشرة إلى الاربعين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح مولى ام هانئ قال العصبة سبعون رجلا قال وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله إذ قال له قومه لا تفرح قال هم المؤمنون منهم قالوا يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال المرحين الاشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم * وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب كل قلب حزين * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان وقال هذا متن منكر عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فان معالجة جسد خا وموعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال الفرح هنا البغى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال ان الله لا يحب الفرح بطر أو ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة قال تصدق وقرب لله تعالى وصل الرحم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال المرحين وفي قوله وابتغ فيما آتاك الله الدر الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا يقول لا تترك أن تعمل لله في الدنيا * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أن تعمل فيها لآخرتك * واخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال العلم بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذى يثاب عليه في الآخرة * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ولا تنس نصيبك قال قدم الفضل وأمسك ما يبلغك وفي لفظ قال امسك قوت سنة وتصدق بما بقى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك فان لك فيه غنى وكفاية * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضى الله عنه في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال ليس هو عرض من عرض الدنيا ولكن هو نصيبك عمرك ان تقدم فيه لآخرتك وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قال انما أوتيته على عم عندي يقول على خير عندي وعلم عندي * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله انما أوتيته على علم عندي يقول علم الله أنى أهل لذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون قال المشركون لا يسالون عن ذنوبهم ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون قال كقوله يعرف المجرمون بسيماهم سود الوجوه زرق العيون الملائكة لا تسال عنهم قد عرفتهم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج على براذين بيض
[ 138 ]
عليها سرج من أرجوان وعليها ثياب معصفرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في ثوبين أحمرين * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الزبير رضى الله عنه قال خرج قارون على قومه في ثوبين أحمرين بغير عصفر كالقرمز * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في ثياب حمر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في ثياب صفر وحمر * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد ابن أسلم رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج في سبعين ألفا عليهم العصفرات وكان ذلك أول يوم في الارض رؤيت المعصفرات فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في حشمه ذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة آلاف دابة عليهم ثياب حمر منها ألف بغلة بيضاء وعلى دوابهم قطائف الارجوان * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج على بغلة شهباء عليها الارجوان وعليها ثلاثمائة جارية على بغال شهب عليهن ثياب حمر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج في جوار بيض على سروج من ذهب على قطف أرجوان وهن على بغال بيض عليهن ثياب حمر وحلى ذهب * وأخرج ابن مردويه عن أوس بن أوس الثقفى عن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج على قومه في زينته قال في أربعة آلاف بغل يعنى عليه البزيون * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبدة بن أبى لبابة رضى الله عنه قال أول من صبغ بالسواد قارون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال الذين يريدون الحياة الدنيا قال أناس من أهل التوحيد قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون وفي قوله ولا يلقاها الا الصابرون يعنى لا يلقى ثواب الله والصواب من القول * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله انه لذو حظ عظيم قال ذ وجد * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الحرث رضى الله عنه وهو ابن نوفل الهاشمي قال بلغنا أن قارون أوتى من الكنوز والمال حتى جعل باب داره من ذهب وجعل داره كلها من صفائح الذهب وكان الملا من بنى اسرائيل يغدون إليه ويروحون يطعمهم الطعام ويتحدثون عنده وكان مؤذيا لموسى عليه الصلاة والسلام فلم تدعه القسوة والهوى حتى أرسل إلى امرأة من بنى اسرائيل مذكورة بالجمال كانت تذكر بريبة فقال لها هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملا من اسرائيل عندي فتقولين يا قارون ألا تنهى موسى عنى فقالت بلى فلما جاء أصحابه واجتمعوا عنده دعا بها فقامت على رؤسهم فقلب الله قلبها ورزقها التوبة فقالت ما أجد اليوم توبة أفضل من ان أكذب عدو الله وأبرئ رسول الله عليه السلام فقالت ان قارون بعث إلى فقال هل لك ان أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على ان تاتنى والملا من بنى اسرائيل عندي وتقولين يا قارون ألا تنهى موسى عنى فانى لم أجد اليوم توبة أفضل من ان أكذب عدو الله وأبرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكس قارون رأسه وعرف ان قد هلك وفشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى عليه السلام وكان موسى عليه السلام شديد الغضب فلما بلغه توضأ ثم صلى وسجد وبكى وقال يا رب عدوك قارون كان لى مؤذيا فذكر اشياء ثم لم يتناه حتى أراد فضيحتي يا رب سلطني عليه فأوحى الله إليه ان مر الارض بما شئت تطعك فجاء موسى إلى قارون فلما رآه قارون عرف الغضب في وجهه فقال يا موسى ارحمنى فقال موسى عليه السلام يا أرض خذيهم فاضطربت داره وخسف به وباصحابه حتى تغيبت أقدامهم وساخت دارهم على قدر ذلك فقال قارون يا موسى ارحمنى فقال يا أرض خذيهم فاضطربت داره وخسف به وباصحابه إلى ركبهم وساخت داره على قدر ذلك وجعل يقول يا موسى ارحمنى ويقول موسى يا أرض خذيهم فاضطربت داره وخسف به وباصحابه إلى سرتهم وساخت داره على قدر ذلك وجعل يقول يا موسى ارحمنى فقال موسى يا أرض خذيهم فخسف به وبداره وباصحابه فلما خسف به قيل له يا موسى ما أفظلك أما وعزتي لو اياى دعا لرحمته وقال أبوعمران الجونى فقيل لموسى لا أعبد الارض بعدك أحدا * وأخرج الفريابى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فخسفنا به وبداره الارض قال خسف به إلى الارض السفلى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق قتادة عن أبى ميمون عن سمرة بن جندب قال يخسف بقارون وقومه في كل يوم
[ 139 ]
قدر قامة فلا يبلغ الارض السفلى إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ذكرنا انه يخسف به كل يوم قامة وانه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ان الله أمر الارض ان تطيعه ساعة * وأخرج عبد بن حميد عن مالك بن دينار رضى الله عنه ان قارون يخسف به كل يوم قامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال لما خسف بقارون فهو يذهب وموسى قريب منه قال يا موسى ادع ربك يرحمنى فلم يجبه موسى حتى ذهب فأوحى الله إليه استغاث بك فلم تغثه وعزتي وجلالى لو قال يا رب لرحمته * وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله القارى عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين انه بلغه ان الله عزوجل أمر الارض ان تطيع موسى عليه السالم في قارون فلما لقيه موسى قال للارض أطيعيني فاخذته إلى الركبتين ثم قال أطيعيني فوارته في جوفها فأوحى الله إليه يا موسى ما أشد قلبك وعزتي وجلالى لو بى استغاث لاغثته قال رب غضبا لك فعلت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين قال ما كانت عنده منعة يمتنع بها من الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ويكان الله يقول أولا يعلم ان الله يبسط الرزق وفي قوله ويكانه لا يفلح الكافرون يقول أولا يعلم انه لا يفلح الكافرون والله أعلم * قوله تعالى (تلك الدار الآخرة) الآية * أخرج المحاملى والديلمي في مسند الفردوس عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا قال التجبر في الارض والاخذ بغير الحق * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مسلم البطين رضى الله عنه في قوله للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا قال العلو التكبر في الارض بغير الحق والفساد الاخذ بغير الحق * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله لا يريدون علوا في الارض قال بغيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله للذين لا يريدون علوا في الارض قال تعظما وتجبرا ولا فسادا قال بالمعاصى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله تلك الدار الآخرة الآية قال نجعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الارض قال التكبر وطلب الشرف والمنزلة عند سلاطينها وملوكها ولا فسادا قال لا يعملون بمعاصي الله ولا يأخذون المال بغير حقه والعاقبة للمتقين قال الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله لا يريدون علوا في الارض قال الشرف والعز عند ذوى سلطانهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى معاوية الاسود في قوله لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا قال لم ينازعوا أهلها في عزها ولا يجزعوا من ذلها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ان الرجل ليحب ان يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل صاحبه فيدخل في هذه الآية تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه كان يمشى في الاسواق وحده وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن ويقرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ويقول نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما نحوه * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الارض فقال اشهد أنك لا تبغى علوا في الارض ولا فسادا فاسلم * قوله تعالى (ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فانزل الله ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد إلى مكة * وأخرج ابن مردويه عن على بن الحسين بن واقد رضى الله عنه قال كل القرآن مكى أو مدنى غير قوله ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فانها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجرا إلى المدينة فلا هي مكية ولا مدنية وكل آية نزلت على رسول
[ 140 ]
الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهى مكية نزلت بمكة أو بغيرها من البلدان وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فانها مدنية نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لرادك إلى معاد قال إلى مكة زاد ابن مردويه كما أخرجك منها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال إلى مولدك إلى مكة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما لرادك إلى معاد قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وأبو يعلى وابن جرير عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما لرادك إلى معاد قال إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال يحييك يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال ان له معادا يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة * وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لرادك إلى معاد قال الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن المنذر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال معاده الجنة وفي لفظ معاده آخرته * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما لرادك إلى معاد قال إلى معدنك من الجنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال لرادك إلى الجنة ثم سائلك عن القرآن * وأخرج الفريابى عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله لرادك إلى معاد قال إلى الجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لرادك إلى معاد قال هذه مما كان يكتم ابن عباس رضى الله عنهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن نعيم القارى رضى الله عنه لرادك إلى معاد قال إلى بيت المقدس * قوله تعالى (كل شئ هالك الا وجهه) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال لما نزلت كل من عليها فان قالت الملائكة هلك أهل الارض فلما نزلت كل نفس ذائقة الموت قالت الملائكة هلك كل نفس فلما نزلت كل شئ هالك الا وجهه قالت الملائكة هلك أهل السماء وأهل الارض * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما كل نفس ذائقة الموت قال لما نزلت قيل يا رسول الله فما بال الملائكة فنزلت كل شئ ئ هالك الا وجهه فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والانس وسائر عالم الله وبريته من الطير والوحش والسباع والانعام وكل ذى روح انه هالك ميت * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه كل شئ هالك الا وجهه يعنى الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الارض وجميع الحيوان ثم تهلك السماء والارض بعد ذلك ولا تهلك الجنة والنار وما فيهما ولا العرش ولا الكرسي * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما كل شئ هالك الا وجهه الا ما يريد به وجهه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه كل شئ هالك الا وجهه قال الا ما أريد به وجهه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن سفيان قال كل شئ هالك الا وجهه قال الا ما أريد به وجهه من الاعمال الصالحة * وخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التفكر عن ابن عمر رضى الله عنهما انه كان إذا أراد ان يتعاهد قلبه ياتي الخربة يقف على بابها فينادى بصوت حزين أين أهلك ثم يرجع إلى نفسه فيقول كل شئ هالك الا وجهه * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضى الله عنه قال لما مات موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام جالت الملائكة عليهم السلام في السموات يقولون مات موسى عليه السلام فاى نفس لا تموت * (سورة العنكبوت مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة العنكبوت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال نزلت سورة العنكبوت
[ 141 ]
بمكة * وأخرج الدارقطني في السنن عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة الاولى بالعنكبوت أو الروم وفي الثانية بيس * قوله تعالى (ألم أحسب الناس) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه في قوله ألم أحسب الناس أن يتركوا الآية قال أنزلت في أناس بمكة قد أقروا بالاسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لما نزلت آية الهجرة انه لا يقبل منكم اقرار ولا اسلام حتى تهاجروا قال فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فردوهم فنزلت فيهم هذه الآية فكتبوا إليهم انه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا نخرج فان اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فانزل الله فيهم ثم ان ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ألم أحسب الناس الآية قال نزلت في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم اخوانهم بما نزل فيهم من القرآن فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال نزلت هذه الآيات في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهؤلاء الآيات العشر مدنيات وسائرها مكى * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال نزلت في عمار بن ياسر يعذب في الله أحسب الناس أن يتركوا الآية * وأخرج ابن المنذر عن بان جريج قال سمعت ابن عمير وغيره يقولون كان أبو جهل لعنه الله يعذب عمار بن ياسر وأمه ويجعل على عمار درعا من حديد في اليوم الصائف وطعن في حيا أمه برمح ففى ذلك نزلت أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وهم لا يفتنون قال لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال يبتلون ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا قال ليعلم الصادق من الكاذب والطائع من العاصى وقد كان يقال ان المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار وكان يقال ان مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف ياخذه الاعمى ويراه البصير * وأخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه انه كان يقرأ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين قال يعلمهم الناس * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كان الله يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ثم يقبضه الله إليه فتقول الامة من بعده أو من شاء الله منهم انا على منهاج النبي وسبيله فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أول من أظهر اسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وسمية أم عمار وعمار وصهيب وبلال والمقداد فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبى طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فاخذهم المشركون فالبسوهم ادراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم أحد الا وقد أتاهم على ما أرادوا الا بلالا رضى الله عنه فانه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فاخذوه فاعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد والله تعالى أعلم * قوله تعالى (أم حسب الذين يعملون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه أم حسب الذى يعملون السيآت قال الشرك * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان يسبقونا قال ان يعجزونا * قوله تعالى (من كان يرجو لقاء الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه من كان يرجو لقاء الله قال من كان يخشى البعث في الآخرة * قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال قالت أمي لا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر بمحمد
[ 142 ]
فامتنعت من الطعام والشراب حتى جعلوا يسجرون فاها بالعصا فنزلت هذه الآية ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعمها الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال أنزلت في سعد بن مالك رضى الله عنه لما هاجر قالت امه والله لا يظلنى ظل حتى يرجع فانزل الله في ذلك أن يحسن اليهما ولا يطيعهما في الشرك * قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآيتين * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال أناس يؤمنون بالسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو أموالهم فتنوا فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا فلحقهم أبو سفيان فرد بعضهم إلى مكة فعذبهم فافتتنوا فانزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله فإذا أوذى في الله الآية قال إذا أصابه بلاء في الله عدل بعذاب الله عذاب الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتنه الناس الآية قال يرتد عن دين الله إذا أوذى في الله * وأخرج احمد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجه وأبو يعلى وابن حبان وأبو نعيم والبيهقي في شعب الايمان والضياء عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف احد ولقد أتت على ثالثة ومالى ولبلال طعام يأكله ذو كبد الا ما يوارى ابط بلال * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الكفر والشرك مخافة من يؤذيهم وجعلوا اذى الناس في الدنيا كعذاب الله * واخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ومن الناس من يقول آمنا بالله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهذه الآيات العشر مدنية * قوله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا) الآيتين * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم قال قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم قالوا لا نبعث نحن ولا أنتم فاتبعونا فان كان عليكم شئ فعلينا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك وقال الذين كفروا هم القادة من الكفار للذين آمنوا لمن آمن من الاتباع اتبعوا سبيلنا ديننا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وما هم بحاملين قال بفاعلين وليحملن أثقالهم قال أوزارهم واثقالا مع أثقالهم قال أوزار من أضلوا * واخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن الحنفية رضى الله عنه قال كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون يقولون انه يحرم الخمر ويحرم الزنا ويحرم ما كانت تصنع العرب فارجعوا فنحن نحمل أو زاركم فنزلت هذه الآية وليحملن أثقالهم واثقالا مع اثقالهم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم قال هي مثل التى في النحل ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وليحملن أثقالهم واثقالا مع اثقالهم قال حملهم ذنوب انفسهم وذنوب من اطاعهم ولا يخفف ذلك عمن اطاعهم من العذاب شيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل اجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من اجورهم شيأ وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيأ قال عون وكان الحسن رضى الله عنه مما يقرأ عليها وليحملن اثقالهم واثقالا مع أثقالهم إلى آخر الاآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظلم فان الله يقول يوم القيامة وعزتي لا يجيزني اليوم ظلم ثم ينادى مناد فيقول أين فلان بن فلان فيؤتى
[ 143 ]
فيتبعه من الحسنات امثال الجبال فيشخص الناس إليها أبصارهم ثم يقوم بين يدى الرحمن ثم يامر المنادى ينادى من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان فهلم فيقومون حتى يجتمعوا قياما بين يدى الرحمن فيقول الرحمن اقضوا عن عبدى فيقولون كيف نقضى عنه فيقول خذوا لهم من حسناته فلا يزالون ياخذون منها حتى لا تبقى منها حسنة وقد بقى من أصحاب الظلامات فيقول اقضوا عن عبدى فيقولون لم يبق له حسنة فيقول خذوا من سيأتهم فاحملوها عليه ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية وليحملن أثقالهم واثقالا مع اثقالهم * وأخرج احمد عن حذيفة رضى الله عنه قال سال رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامسك القوم ثم ان رجلا اعطاه فاعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن اجور من تبعهم غير منقص من اجورهم شيا ومن أسن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أبى هريرة وأبى الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيروا سبق المفردون قيل يا رسول الله ومن المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا * قوله تعالى (ولقد ارسلنا نوحا) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بعث الله نوحا وهو ابن أربعين سنة ولبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث الفا وسبعمائة سنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال قال لى ابن عمر رضى الله عنهما كم لبث نوح عليه السلام في قومه قلت الف سنة الا خمسين عاما قال فان من كان قبلكم كانوا أطول أعمارا ثم لم يزل الناس ينقصون في الاخلاق والآجال والاحلام والاجسام إلى يومهم هذا * وأخرج ابن جرير عن عون بن أبى شداد رضى الله تعالى عنه قال ان الله أرسل نوحا عليه السلام إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب ذم الدنيا عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام فقال يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها قال كرجل دخل بيتا له بابان فوقف وسط الباب هنيهة ثم خرج من الباب الآخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاخذهم الطوفان قال الماء الذى أرسل عليهم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه قال الطوفان الغرق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فانجيناه واصحاب السفينة قال نوح وبنوه ونساء بنيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجعلناها آية للعالمين قال أبقاها الله آية فهى على الجودى والله أعلم * قوله تعالى (وابراهيم إذ قال لقومه) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انما تعبدون من دون الله أوثانا قال أصناما وتخلقون افكا قال تصنعون أصناما * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله وتخلقون افكا قال تنحتون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وتخلقون افكا قال تصنعون كذبا * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده قال يبعثه وفي قوله فانظروا كيف بدأ الخلق قال خلق السموات والارض ثم الله ينشئ النشاة الآخرة قال البعث بعد الموت وفي قوله فما كان جواب قومه قال قوم ابراهيم وفي قوله فانجاه الله من النار قال قال كعب ما أحرقت النار منه الا وثاقه وفي قوله قال انما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا قال اتخذوها لثوابها في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا قال صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة الا خلة المتقين وفي قوله فآمن له لوط قال فصدقه لوط وقال انى مهاجر إلى ربى قال هاجرا جميعا من كونى وهى من سواد الكوفة إلى الشام وفي قوله وآتيناه اجره في الدنيا قال عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل الا يرضى ابراهيم يتولاه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن
[ 144 ]
أبى النجود رضى الله عنه انه قرأ وتخلقون افكا خفيفتين وقرأ اوثانا مودة منصوبة منونة بينكم نصب * وأخرج ابن ابى شيبة عن جبلة بن سحيم قال سالت ابن عمر رضى الله عنهما عن صلاة الريض على العود قال لا آمركم ان تتخذوا من دون الله أوثانا ان استطعت ان تصلى قائما والا فقاعدا والا فمضطجعا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله النشاة الآخرة قال هي الحياة بعد الموت وهو النشور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فآمن له لوط قال صدق لوط ابراهيم عليهما السلام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال هو ابراهيم عليه السلام القائل انى مهاجر إلى ربى * واخرج ابن أبى حاتم عن كعب رضى الله عنه في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال إلى حران * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج مثله * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال إلى الشام كان مهاجره * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيهاجر خيار أهل الارض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر ابراهيم عليه السلام * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة باهله عثمان بن عفان فقال النبي صلى الله عليه وسلم صحبهما الله ان عثمان لاول من هاجر إلى الله باهله بعد لوط * وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قالت هاجر عثمان إلى الحبشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه أول من هاجر بعد ابراهيم ولوط * وأخرج ابن عساكر والطبراني والحاكم في الكنى عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أول من هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى ابراهيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ووهبنا له اسحق ويعقوب قال هما ولدا ابراهيم وفي قوله وآتيناه أجره في الدنيا قال ان الله رضى أهل الاديان بدينه فليس من أهل دين الا وهم يتولون ابراهيم ويرضون به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وآتيناه أجره في الدنيا قال الثناء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما وآتيناه اجره في الدنيا قال الولد الصالح والثناء * قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنهما في قوله وتقطعون السبيل قال الطريق إذا مر بهم المسافر وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال مجلسكم * وأخرج الفريابى وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والشاشى في مسنده والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنها قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى وتاتون في ناديكم المنكر قال كانوا يجلسون بالطريق فيخذفون ابن السبيل ويسخرون منهم * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وهو قول الله وتاتون في ناديكم المنكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال الخذف فقال رجل ومالى قلت هكذا فاخذ ابن عمر كفا من حصباء فضرب به وجهه وقال في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بالمعاريض * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال الخذف * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه وتاتون في ناديكم المنكر قال كانوا يخذفون الناس * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخرائطي في مساوى الاخلاق عن مجاهد في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وتاتون في ناديكم المنكر قال كانوا يعملون الفاحشة في مجالسهم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال الضراط * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه انه سئل عن قول الله وتاتون في ناديكم المنكر
[ 145 ]
ماذا كان المنكر الذى كانوا ياتون قال كانوا يتضارطون في مجالسهم يضرط بعضهم على بعض والنادى هو المجلس * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وتاتون في ناديكم المنكر قال الصفير ولعب الحمام والجلاهق وحل ازرار القباء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها قال لا يلقى المؤمن الا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله الا امرأته كانت من الغابرين قال من الباقين في عذاب الله وفي قوله ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا قال ساء بقومه ظنا يتخوفهم على اضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم وفي قوله انا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء قال عذابا من السماء وفي قوله ولقد تركنا منها آية بينة قال هي الحجارة التى أمطرت عليهم أبقاها الله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولقد تركنا منها آية بينة قال عبرة * قوله تعالى (وإلى مدين أخاهم شعيبا) الآيات * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فاخذتهم الرجفة قال الصيحة وفي قوله وكانوا مستبصرين قال في الضلالة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فاصبحوا في دارهم جاثمين قال ميتين وفي قوله وكانوا مستبصرين قال معجبين بضلالتهم وفي قوله فمنهم من أرسلنا عليه صاحبا قال هم قوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة قال قوم صالح وقوم شعيب ومنهم من خسفنا به الارض قال قارون ومنهم من أغرقنا قال قوم نوح وفرعون وقومه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله أرسلنا عليه حاصبا قال حجارة * قوه تعالى (مثل الذين اتخذوا من دون الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت قال هذا مثل ضربه الله للمشرك انه لن يغنى عنه الهه شيا من ضعفه وقلة اجزائه مثل ضعف بيت العنكبوت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء قال ذاك مثل ضربه الله لمن عبد غيره ان مثله كمثل بيت العنكبوت * وأخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن مرثد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العنكبوت شيطان مسخها الله فمن وجدها فليقتلها * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن ميسرة قال العنكبوت شيطان * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال نسجت العنكبوت مرتين مرة على داود عليه السلام والثانية على النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الخطيب عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت أنا وأبو بكر الغار فاجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب فلا تقتلوهن * قوله تعالى (وتلك الامثال نضربها للناس) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن مرة قال ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها الا أحزنتنى لانى سمعت الله تعالى يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون * قوله تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر يقول في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال الصلاة فيها ثلاث خلال الاخلاص والخشية وذكر الله فكل صلاة ليس فيها من هذه الخلال فليست بصلاة فالاخلاص يامره بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله القرآن يامره وينهاه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضى الله عنه انه كان يقرؤها ان الصلاة تامر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فقال من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله الا بعدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له وفي لفظ لم يزدد بها من الله الا بعدا * وأخرج الخطيب
[ 146 ]
في رواة مالك عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تأمره بالمعروف وتنهه عن المنكر لم تزده صلاته من الله الا بعدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لم يطع الصلاة وطاعة الصلاة ان تنهى عن الفحشاء والمنكر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قيل له ان فلانا يطيل الصلاة قال ان الصلاة لا تنفع الا من أطاعها ثم قرأ ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قال من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد من الله الا بعدا * وأخرج أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان فلانا يصلى بالليل فإذا أصبح سرق قال انه سينهاه ما تقول * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال يا ابن آدم انما الصلاة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر فان لم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فانك لست تصلى * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله الا بعدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى عون الانصاري في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الآية قال إذا كنت في صلاة فانت في معروف وقد حجزتك الصلاة عن الفحشاء والمنكر والذى أنت فيه من ذكر الله أكبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حماد بن أبى سليمان رضى الله عنه في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال مادمت فيها * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر رضى الله عنهما ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال القرآن الذى يقرأ في المساجد * قوله تعالى (ولذكر الله أكبر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولذكر الله أكبر قال ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم اياه * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن ربيعة قال سألني ابن عباس رضى الله عنهما عن قوله الله ولذكر الله أكبر فقلت ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير قال لا ذكر الله اياكم أكبر من ذكركم اياه ثم قرأ اذكروني اذكركم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه ولذكر الله أكبر قال ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لله * وأخرج ابن السنى وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولذكر الله أكبر قال ذكر الله اياكم أكبر من ذكركم اياه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن عطية رضى الله عنه في قوله ولذكر الله أكبر قال هو قوله فاذكروني أذكركم فذكر الله اياكم أكبر من ذكركم اياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ولذكر الله أكبر قال لذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة وغيرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ولذكر الله أكبر يقول لذكر الله اياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم اياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن جابر قال سألت أبا قرة عن قوله ولذكر الله أكبر قال ذكر الله أكبر من ذكركم اياه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولذكر الله عندما حرمه وذكر الله اياكم أعظم من ذكركم اياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى مالك رضى الله عنه ولذكر الله أكبر قال ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولذكر الله أكبر قال لا شئ أكبر من ذكر الله * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ما عمل آدمى عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع لان الله تعالى يقول في كتابه ولذكر الله أكبر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن عنترة قال قلت لابن عباس رضى الله عنهما أي العمل أفضل قال ذكر الله أكبر وما قعد قوم في بيت من بيوت الله يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم الا أظلتهم الملائكة باجنحتها وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يفيضوا في
[ 147 ]
حديث غيره وما سلك رجل طريقا يلتمس فيه العلم الا سهل الله له طريقا إلى الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وانما ها في درجاتكم وخير من ان تلقوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم وخير من اعطاء الدنانير والدراهم قالوا وما هو يا أبا الدرداء قال ذكر الله ولذكر الله أكبر * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن أم الدرداء رضى الله عنها قالت ولذكر الله أكبر وان صليت فهو من ذكر الله وان صمت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل من ذلك تسبيح الله * وأخرج ابن جرير عن سلمان رضى الله عنه انه سئل أي العمل أفضل قال أما تقرأ القرآن ولذكر الله أكبر لا شئ أفضل من ذكر الله والله أعلم * قوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب) الآيتين * أخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال الذين قالوا مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير ونحن أغنياء أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم وهم أهل الكتاب وفي قوله وقولوا آمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم قال لمن يقول هذا منهم يعنى من لم يقل مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هي أحسن قال ان قالوا شرا فقولوا خيرا الا الذين ظلموا منهم فانتصروا منهم * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال لا تقاتلوا الا من قاتل ولم يعط الجزية ومن أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم الا حسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هي أحسن قال بلا اله الا الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان ابن حسين في الآية قال التى هي أحسن قولوا آمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون فهذه مجالدتهم بالتى هي أحسن * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن قتادة ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هي أحسن قال نهى عن مجادلتهم في هذه الآية ثم نسخ ذلك فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية ولا مجادلة أشد من السيف * وأخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال كانت اليهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسبحون كأنهم يعجبون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد والبيهقي في سننه عن أبى نملة الانصاري رضى الله عنه ان رجلا من اليهود قال لجنازة أنا أشهد انها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فان كان حقا لم تكذبوهم وان كان باطلا لم تصدقوهم * وأخرج البيهقى في سننه وفي الشعب والديلمي وأبو نصر السجزى في الابانة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فانهم ان يهدوكم وقد ضلوا اما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له الا أن يتبعني * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا أنفسهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا لتكذبوا بحق وتصدقوا بباطل فان كنتم سائليهم لامحلة فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه * قوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان أهل
[ 148 ]
الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يخط بيمينه ولا يقرأ كتابا فنزلت وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون قريش * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والاسمعيلى في معجمه عن ابن عباس في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا يكتب كان أميا وفي قوله بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال كان الله أنزل شأن محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والانجيل لاهل العلم وعلمه لهم وجعله لهم آية فقال لهم ان آية نبوته أن يخرج حين يخرج لا يعلم كتابا ولا يخطه بيمينه وهى الآيات البينات التى قال الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ كتابا قبله ولا يخطه بيمينه وكان أميا لا يكتب وفي قوله آيات بينات قال النبي آية بينة في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب قال وقال الحسن القرآن آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم يعنى المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب وكذلك جعل نعته في التوراة والانجيل أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وهى الآية البينة وهى قوله وما يجحد باياتنا الا الظالمون قال يعنى صفته التى وصف لاهل الكتاب يعرفونه بالصفة * وأخرج البيهقى في سننه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب الآية قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا يكتب * قوله تعالى (أولم يكفهم) الآية * أخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن يحيى بن جعدة رضى الله عنه قال جاء ناس من المسلمين بكتب قد كتبوها فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بقوم حمقا أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم فنزلت أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الآية * وأخرج الاسمعيلى في معجمه وابن مردويه من طريق يحيى ابن جعدة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان أحمق الحمق وأضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى نبى غير نبيهم وإلى أمة غير أمتهم ثم أنزل الله أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري أن حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرؤه عليه والنبى صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال والذى نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن الضريس والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن ثابت بن الحرث الانصاري قال دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه سولم تغيرا شديدا لم أر مثله قط فقال عبد الله بن الحارث لعمر رضى الله عنهما أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضى الله عنه رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم انا حظكم من النبيين وأنتم حظى من الامم * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن أبى قلابة ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر برجل يقرأ كتابا فاستمعه ساعة فاستحسنه فقال للرجل اكتب لى من هذا الكتاب قال نعم فاشترى أديما فهيأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه عليه وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون فضرب رجل من الانصار بيده الكتاب وقال ثكلتك أمك يا ابن الخطاب أما ترى ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك انما بعثت فاتحا وخاتما وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لى الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوكون * واخرج البيهقى وضعفه عن عمر بن الخطاب قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعلم التوراة فقال لا تتعلمها وآمن بها وتعلموا ما أنزل اليكم وآمنوا به * وأخرج ابن الضريس عن الحسن ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال يا رسول الله ان أهل الكتاب يحدثونا باحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا ان نكتبها فقال يا ابن
[ 149 ]
الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوتكت اليهود والنصارى أما والذى نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولكني أعطيت جوامع الكلم واختصر لى الحديث اختصارا * وأخرج ابن عسارك عن ابن أبى مليكة قال أهدى عبد الله بن عامر بن كرز إلى عائشة رضى الله عنها هديه فظنت أنه عبد الله بن عمرو وفردتها وقالت يتتبع الكتب وقد قال الله أولم يكفهم انا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فقيل لها انه عبد الله بن عارم فقبلتها * قوله تعالى (ويستعجلونك بالعذاب) الآيات * أخرج ابن جرير عن قتادة ويستعجلونك بالعذاب قال قال ناس من جهلة هذه الامة اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون قال يوم بدر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان جهنم لمحيطة بالكافرين قال جهنم هو هذا البحر الاخضر تنتثر الكواكب فيه ويكون فيه الشمس والقمر ثم تستوقد ثم يكون هو جهنم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وان جهنم لمحيطة قال البحر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يوم يغشاهم العذاب قال النار * قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة) * أخرج الفريابى وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة قال إذا عمل في الارض بالمعاصى فاخرجوا منها * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ان أرضى واسعة قال من أمر بمعصية فليهرب * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة فاياى فاعبدون قال فهاجروا وجاهدوا * وأخرج ابن أبى الدنيا في العزلة وابن جرير عن عطاء في الآية قال إذا أمرتم بالمعاصى فاذهبوا فان أرضى واسعة * وأخرج أحمد عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما ما أصبت خيرا فاقم * وأخرج الطبراني والقضاعي والشيرازي في الالقاب والخطيب وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتغنموا * قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) الآية * أخرج ابن مردويه عن على ابن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون قلت يا رب أيموت الخلائق كلهم 7 وتبقى الانبياء فنزلت كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون * قوله تعالى (وكأين من دابة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر رضى الله عنهما قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لى يا ابن عمر مالك لا تأكل قلت لا أشتهيه يا رسول الله قال لكنى أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربى فاعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبؤن رزق سنتهم ويضعف اليقين قال فو الله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يأمرنى بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات الا وانى لا أكنز دينارا ولا درهما ولا أدخر رزقا لغد * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وكأين من دابة لا تحمل رزقها قال الطير والبهائم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن الاقمر في قوله وكأين من دابة لا تحمل رزقها قال لا تدخر شيأ لغد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى مجلز في الآية قال من الدواب من لا يستطيع أن يدخر لغد يوفق رزقه كل يوم حتى يموت * وأخرج ابن جرير عن قتادة فانى يؤفكون قال يعدلون * قوله تعالى (وان الدار الآخرة لهى الحيوان) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان الدار الآخرة لهى الحيوان قال باقية * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لهى الحيوان قال الحياة الدائمة * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبى جعفر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عجبا كل العجب للمصدق بدار الحيوان وهو يسعى لدار الغرور * قوله تعالى (فإذا ركبوا) الآيتين * أخرج عبد حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فإذا ركبوا في الفلك الآية قال الخلق كلهم
[ 150 ]
يقرون لله انه ربهم ثم يشركون بعد ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فتمتعوا فسوف تعلمون قال ما كان في الدنيا فسوف ترونه وما كان في الآخرة فسيبدولكم * قوله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا الآية قال قد كان لهم في ذلك آية ان الناس يغزون ويتخطفون وهم آمنون أفبالباطل يؤمنون أي بالشرك وبنعمة الله يكفرون أي يجحدون * وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما انهم قالوا يا محمد ما يمنعنا ان ندخل في دينك الا مخافة ان يتخطفنا الناس لقلتنا والعرب أكثر منا فمتى بلغهم انا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس فانزل الله أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا الآية * (سورة الروم مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الروم بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد بسند حسن عن رجل من الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ فيها سورة الروم * وأخرج البزار عن الاغر المزني رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح بسورة الروم * وأخرج عبد الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وأحمد وابن قانع من طريق عبد الملك بن عمير عن أبى روح رضى الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ سورة الروم فتردد فيها فلما انصرف قال انما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور من شهد الصلاة فليحسن الطهور * قوله تعالى (الم غلبت الروم) * أخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الم غلبت الروم قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم لانهم أصحاب أوثان وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس لانهم أصحاب كتاب فذكروه لابي بكر رضى الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما انهم سيغلبون فذكره أبو بكر رضى الله عنه لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فان ظهرنا كان لنا كذا وكذا وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل بينهم أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا جعلته أراه قال دون العشر فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله الم غلبت الروم فغلبت ثم غلبت بعد يقول الله لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال سفيان سمعت انهم قد ظهروا عليهم يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كان فارس ظاهرين على الروم وكان المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس لانهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم فلما نزلت الم غلبت الروم في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قالوا يا أبا بكر ان صاحبك يقول ان الروم تظهر على فارس في بضع سنين قال صدق قالوا هم لك إلى ان نقامرك فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين فمضى السبع سنين ولم يكن شئ ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين وذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال ما بضع سنين عندكم قالوا دون العشر قال اذهب فزايدهم وازدد سنتين في الاجل قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح المؤمنون بذلك وأنزل الله الم غلبت الروم إلى قوله وعد الله لا يخلف الله وعده * وأخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عسارك عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال لما أنزلت الم غلبت الروم الآية قال المشركون لابي بكر رضى الله عنه ألا ترى إلى ما يقول صاحبك يزعم ان الروم تغلب فارس قال صدق صاحبي قالوا هل لك ان نخاطرك فجعل بينه وبينهم أجلا فحل الاجل قبل ان يبلغ الروم فارس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فساءه وكرهه وقال لابي بكر ما دعاك إلى هذا قال تصديقا لله ورسوله فقال تعرض لهم وأعظم الخطر واجعله إلى بضع سنين فأتاهم أبو بكر رضى الله عنه فقال هل لكم في العود فان العود أحمد قالوا نعم ثم لم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارس وربطوا
[ 151 ]
خيولهم بالمدائن وبنو الرومية فقمر أبو بكر فجاء به أبو بكر يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السحت تصدق به * وأخرج الترمذي وصححه والدارقطني في الافراد والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الايمان عن يسار بن مكرم السلمى قال لما نزلت الم غلبت الروم الآية كانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين الروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لانهم واياهم أهل كتاب وفي ذلك يقول الله ويومئذ يفرح المؤمنون بصنر الله وكانت قريش تحب ظهور فارس لانهم واياهم ليسوا أهل كتاب ولا ايمان ببعث فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر رضى الله عنه يصيح في نواحى مكة الم غلبت الروم في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين فقال ناس من قريش لابي بكر ذاك بيننا وبينكم يزعم صاحبك ان الروم ستغلب فارس في بعض سنين أفلا نراهنك على ذاك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر رضى الله عنه والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لابي بكر لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهى إليه قال فسموا بينهم ست سنين فمضت الست قبل ان يظهروا فاخذ المشركون رهن أبى بكر رضى الله عنه فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبى بكر رضى الله عنه بتسميته ست سنين قال لان الله قال في بضع سنين فاسلم عند ذلك ناس كثير * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر رضى الله عنه لما نزلت الم غلبت الروم ألا يغالب البضع دون العشر * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدالئل وابن عسارك عن ابن شهاب رضى الله عنه قال بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة يقولون الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذى أنزل على نبيكم فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم فانزل الله الم غلبت الروم قال ابن شهاب فاخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال انه لما نزلت هاتان الآيتان قامر أبو بكر بعض المشركين قبل أن يحرم القمار على شئ ان لم تغلب الروم فارس في بضع سنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فعلت فكل ما دون العشر بضع فكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب * وأخرج الترمذي وحسنه وانب جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد قال لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فاعجب ذلك المؤمنين فنزلت الم غلبت الروم قرأها بالنصب إلى قوله يفرح المؤمنون بنصر الله قال ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس قال الترمذي هكذا قرأ غلبت * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق عطية العوفى عن ابن عباس في قوله الم غلبت الروم قال قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت الروم بعد ذلك والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مشركي العرب والتقى الروم مع فارس فنصر الله النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على العجم قال عطية وسالت أبا سعيد الخدرى عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشركى العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا على مشكرى العرب ونصر أهل الكتاب على المجوس ففرحنا بنصر الله ايانا على المشركين وفرحنا بنصر أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن قتادة الم غلبت الروم في أدنى الارض قال غلبتهم أهل فارس على أدنى أرض الشام وهم من بعد غلبهم سيغلبون قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق المسلمون ربهم وعرفوا أن الروم ستظهر على أهل فارس فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص وأجلوا بينهم خمس سنين فولى قمار المسلمين أبو بكر وولى قمار المشركين أبى بن خلف وذلك قبل أن ينهى عن القمار فجاء الاجل ولم تظهر الروم على فارس فسال المشركون قمارهم فذكر ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبى صلى الله عليه وسلم فقال ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلا دون العشر فان البضع ما بين الثلاث إلى العشر فزايدوهم وما دوهم في الاجل فاظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الاول فكان ذلك مرجعهم من الحديبية وكان مما شد الله به الاسلام فهو قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي عن الزبير الكلابي قال رأيت غلبة فارس
[ 152 ]
الروم ثم رأيت غلبة لروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم على الشام والعراق كل ذلك في خمس عشرة سنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال سيجئ أقوام يقرؤن غلبت الروم وانما هي غلبت * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن غنم قال سالت معاذ بن جبل رضى الله عنه عن قول الله الم غلبت الروم أو غلبت فقال اقر أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الم غلبت الروم * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الم غلبت الروم قال غلبتهم فارس ثم غلبت الروم فارس وفي قوله في أدنى الارض قال في طرف الارض الشام * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البضع ما بين السبع إلى العشرة * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن نيار بن مكرم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البضع ما بين الثلاث إلى التسع * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق ابراهيم بن سعد عن أبى الحويرث رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البضع سنين ما بين خمس إلى سبع * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال البضع سبع سنين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه الم غلبت الروم إلى قوله أكثر الناس لا يعلمون قال ذكر غلبة فارس اياهم وادالة الروم على فارس وفرح المؤمنون بنصر الله أهل الكتاب على فارس من أهل الاوثان * وأخرج ابن جرير عن عكرمة أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الارض قال وأدنى الارض يومئذ اذرعات بها التقوا فهزمت الروم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة فشق ذلك عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان يظهر الاميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح الكفار بمكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب وقد ظهر اخواننا من أهل فارس على اخوانكم من أهل الكتاب وانكم ان قاتلتمونا لنظهرن عليكم فانزل الله الم غلبت الروم الآيات فخرج أبو بكر رضى الله عنه إلى الكفار فقال فرحتم بظهور اخوانكم على اخواننا فلا تفرحوا ولا يقرن الله عينكم فو الله لتظرهن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فقام إليه أبى بن خلف فقال كذبت فقال له أبو بكر رضى الله عنه أنت أكذب يا عدو الله قال انا حبك عشر قلائص منى وعشر قلائص منك فان ظهرت الروم على فارس غرمت وان ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين فجاء أبو بكر رضى الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال ما هكذا ذكرت انما البضع من الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر وماده في الاجل فخرج أبو بكر رضى الله عنه فلقى أبيا فقال لعلك ندمت قال لا قال تعال أزايدك في الخطر وأمادك في الاجل فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين قال قد فعلت * وأخرج ابن جرير عن سليط قال سمعت ابن عمر رضى الله عنهما يقرأ الم غلبت الروم قيل له يا أبا عبد الرحمن على أي شئ غلبوا قال على ريف الشام * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج لله الامر من قبل دولة فارس على الروم ومن بعد دولة الروم على فارس * قوله تعالى (يعلمون ظاهرا) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعنى معايشهم متى يغرسون ومتى يزرعون ومتى يحصدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعرفون عمران الدنيا وهم في أمر الآخرة جهال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال يعلمون تجارتها وحرفتها وبيعها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال معايشهم وما يصلحهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال ليبلغ من حذق أحدهم بامر دنياه انه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن يصلى * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر وفي قوله كانوا هم أشد منهم قوة قال كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأثاروا الارض قال حرثوا الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وأثاروا الارض يقول جنانها وأنهارها وزروعها وعمروها أكثر مما عمروها يقول
[ 153 ]
عاشوا فيها أكثر من عيشكم فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى قال الذين كفروا جزاؤهم العذاب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال السوأى الاساءة جزاء المسيئين * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يبلس قال ييأس * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يبلس قال يكتثب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال الابلاس الفضيحة * قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون قال فرقة لا اجتماع بعدها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله يومئذ يتفرقون قال هؤلاء في عليين وهؤلاء في أسفل سافلين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله في روضة يعنى بساتين الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله في روضة يحبرون قال في جنة يكرمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يحبرون قال يكرمون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يحبرون قال ينعمون * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في تاريخه عن يحيى بن أبى كثير في روضة يحبرون قال لذة السماع في الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن أبى كثير في قوله يحبرون قيل يا رسول الله ما الحبر قال اللذة والسماع * وأخرج ابن عساكر عن الاوزاعي في قوله في روضة يحبرون قال هو السماع إذا أراد اهل الجنة ان يطربوا أوحى الله إلى رياح يقال لها الهفافة فدخلت في آجام قصب اللؤلؤ الرطب فحركته فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة فإذا طربت لم يبق في الجنة شجرة الا وردت * وأخرج ابن ابى شيبة وهناد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه انه سئل هل في الجنة سماع فقال ان فيها لشجرة يقال لها القيض لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي والاصبهاني في الترغيب عن محمد بن المنكدر قال إذا كان يوم القيامة ينادى مناد أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم عن اللهو ومزامير الشيطان أسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدى وثنائي وأعلموهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج الدينورى في المجالسة عن مجاهد رضى الله عنه قال ينادى منادى يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أصواتهم واسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان فيحملهم الله في رياض الجنة من مسك فيقول للملائكة اسمعوا عبادي تحميدى وتمجيدى وأخبروهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج الديلمى عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة قال الله أين الذين كانوا ينزهون اسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم فيميزون في كتب المسك والعنبر ثم يقول للملائكة أسمعوهم من تسبيحي وتحميدى وتهليلى قال فيسبحون باصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط * وأخرج ابن أبى الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهى بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرم تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سابط قال ان في الجنة لشجرة لم يخلق الله من صوت حسن الا وهو في جرمها يلذذهم وينعمهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله انى رجل حبب إلى الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن فقال أي والذى نفسي بيده ان الله يوحى إلى شجرة في الجنة ان أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة قيل ومن الروحانيون يا رسول الله قال قراء أهل الجنة * وأخرج
[ 154 ]
الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن أبى سعيد الحارثى رضى الله عنه قال ان في الجنة آجاما من قصب من ذهب حملها اللولؤ إذا اشتهى أهل الجنة صوتا بعث الله ريحا على تلك الآجام فاتتهم بكل صوت حسن يشتهونه والله أعلم * قوله تعالى (فسبحان الله حين تمسون) الآية * أخرج الفريابى وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أدنى ما يكون من الحين بكرة وعشيا ثم قرأ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أبى رزين رضى الله عنه قال جاء نافع بن الازرق إلى ابن عباس رضى الله عنهما فقال هل تجد الصلوات الخمس في القرآن قال نعم فقرأ فسبحان الله حين تمسون صلاة المغرب وحين تصبحون صلاة الصبح وعشيا صلاة العصر وحين نظهرون صلاة الظهر وقرأ ومن بعد صلاة العشاء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جمعت هذه الآية مواقيت الصلوة فسبحان الله حين تمسون قال المغرب والعشاء وحين تصبحون الفجر وعشيا العصر وحين تظهرون الظهر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد مثله * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن السنى في عمل يوم وليلة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس رضصى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم لم سمى الله ابراهيم خليله الذى وفى لانه كان يقول كلما أصبح وأمسى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون * وأخرج أبو داود والطبراني وابن السنى وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحيى الارض بعد موتها وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسى أدرك ما فاته من ليلته * وأخرج ابن مردويه والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين أصبح سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيقا من النار * وأخرج ابن ماجه في تفسيره وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال عمر رضى الله عنه أما الحمد فقد عرفناه فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضا وأما لا اله الا الله فقد عرفناها فقد عبدت الآلهة من دون الله وأما الله أكبر فقد يكبر المصلى وأما سبحان الله فما هو فقال رجل من القوم الله أعلم فقال عمر رضى الله عنه قد شقى عمر ان لم يكن يعلم ان الله يعلم فقال على رضى الله عنه يا أمير المؤمنين اسم ممنوع ان ينتحله أحد من الخلائق واليه يفزع الخلق واحب ان يقال له فقال هو كذاك * وأخرج أحمد والحاكم والضياء عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر مثل ذلك ومن قال لا اله الا الله مثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة * وأخرج ابن عساكر عن الحسن البصري رضى الله عنه قال من قرأ الآيات فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى آخرها لم يفته شئ في يوم وليلته وأدرك ما فاته من يومه وليلته * قوله تعالى (ومن آياته أن خلقكم) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ومن آياته قال كل شئ في القرآن آيات بذلك تعرفون الله انكم لن تروه فتعرفونه على رؤية ولكن تعرفونه بآياته وخلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومن آياته أن خلقكم من تراب قال خلق آدم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون يعنى ذريته ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا قال حواء خلقها الله من ضلع من أضلاع آدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وجعل بينكم مودة قال الجماع ورحمة قال الولد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ومن آياته ان تقوم السماء والارض بامره قال قامتا بامره بغير عمد ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذا أنتم تخرجون قال دعاهم من السماء فخرجوا من الارض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله إذا أنتم تخرجون قال من قبوركم * وأخرج ابن أبى حاتم
[ 155 ]
عن الازهر بن عبد الله الجزارى قال يقرأ على المصاب إذا أخذ ومن آياته ان تقوم السماء والارض بامره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذا أنتم تخرجون وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كل له قانتون يقول مطيعون يعنى الحياة والنشور والموت وهم عاصون له فيما سوى ذلك من العبادة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذى يبدأ الخلق) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن عكرمة قال تعجب الكفار من احياء الله الموتى فنزلت وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه قال اعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه * وأخرج آدم بن أبى اياس والفريابي وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله وهو أهون عليه قال الاعادة أهون عليه من البداءة والبداءة عليه هين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهو أهون عليه قال أيسر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال في عقولكم اعادة شئ إلى شئ كان أهون من ابتدائه إلى شئ لم يكن * وأخرج ابن الانباري عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهو أهون عليه قال الاعادة أهون على المخلوق لانه يقول له يوم القيامة كن فيكون وابتداء الخلقة من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال كل عليه هين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وله المثل الاعلى يقول ليس كمثله شئ * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وله المثل الاعلى قال شهادة ان لا اله الا الله وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وله المثل الاعلى قال مثله انه لا اله الا هو ولا معبود غيره * قوله تعالى (ضرب لكم مثلا) الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان يلبى أهل الشرك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك فانزل الله هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هل لكم مما ملكت أيمانكم لآية قل هي في الآلهة وفيه يقول تخافونهم ان يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ضرب لكم الآية قال هذا مثل ضربه الله لمن عدل به شيأ من خلقه يقول أكان أحد منكم مشاركا مملوكه في ماله ونفسه وفراشه وزوجته فكذلك لا يرضى الله تعالى ان يعدل به أحد من خلقه * قوله تعالى (فاقم وجهك) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فطرة الله التى فطر الناس عليها قال الدين الاسلام لا تبديل لخلق الله قال لدين الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله فطرة الله التى فطر الناس عليها قال الاسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فطرة الله التى فطر الناس عليها قال دين الله الذى فطر خلقه عليه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن مكحول رضى الله عنه ان الفطرة معرفة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا تبديل لخلق الله قال دين الله ذلك الدين القيم قال القضاء القيم * وأخرج ابن مردويه عن حماد بن عمر الصفار قال سألت قتادة رضى الله عنه عن قوله فطرة الله التى فطر الناس عليها فقال حدثنى أنس ابن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرة الله التى فطر الناس عليها قال دين الله * وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان عمر رضى الله عنه قال له ما قوام هذه الامة قال ثلاث وهى المنجيات الاخلاص وهى الفطرة التى فطر الناس عليها والصلاة وهى الملة والطاعة وهى العصمة فقال عمر رضى الله عنه صدقت * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه لا تبديل لخلق الله قال لدين الله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة وقتادة والضحاك وابراهيم وابن زيد مثله * وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على الفطرة فابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة رضى الله عنه اقرؤا ان شئتم فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم * وأخرج مالك وأبو داود وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على
[ 156 ]
الفطرة فابواه يهودانه وينصرانه كما تنتج الابل من بهيمة جمعاء هل تحسن من جدعاء قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وأحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن الاسود بن سريع رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية لى خيبر فقاتلوا المشركين فانتهى بهم القتل إلى الذرية فلما جاؤا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على قتل الذرية قالوا يا رسول الله انما كانوا أولاد المشركين قال وهل خياركم الا أولاد المشركين والذى نفسي بيده ما من نسمة تولد الا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها * قوله تعالى (منيبين إليه) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله منيبين إليه قال تائبين إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة من الذين فرقوا دينهم قال هم اليهود والنصارى وفي قوله أم أنزلنا عليهم سلطانا قال يامرهم بذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون يقول ام أنزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل قال الضيف ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المضعفون قال هذا الذى يقبله الله ويضاعفه لهم عشر أمثالها وأكثر من ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما آتيتم من ربا الآية قال الربا رباآن ربا لا باس به وربا لا يصلح فاما الربا الذى لا باس به فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها أو اضعافها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما وما آتيتم من ربا الآية قال هو ما يعطى الناس بعضهم بعضا يعطى الرجل الرجل العطية يريد أن يعطى أكثر منها * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله قال هي الهدايا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس قال يعطى ماله يبتغى أفضل منه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله قال ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا فليس فيها أجر * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وما آتيتم من ربا الآية قال هو الربا الحلال أن تهدى تريد أكثر منه وليس له أجر ولا وزر ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقال ولا تمنن تستكثر * وأخرج البيهقى في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه وما آتيتم من ربا الآية قال الرجل يعطى الشئ ليكافئه به ويزداد عليه فلا يربو عند الله والآخر الذى يعطى الشئ لوجه الله ولا يريد من صاحبه جزاء ولا مكافأة فذلك الذى يضعف عند الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما آتيتم من زكاة قال هي الصدقة * قوله تعالى (ظهر الفساد) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال البر البرية التى ليس عندها نهر والبحر مكان من المدائن والقرى على شط نهر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس لآية قال نقصان البركة باعمال العباد كى يتوبوا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ظهر الفساد في البر والبحر قال قحوط المطر قيل له قحوط المطر لن يضر البحر قال إذا قل المطر قل الغوص * وأخرج ابن المنذر عن عطية رضى الله عنه في الآية انه قيل له هذا البر والبحر أي فساد فيه قال إذا قل المطر قل الغوص * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن رفيع رضى الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال انقطاع المطر قيل فالبحر قال إذا لم يمطر عميت دواب البحر * وأخرج الفريابى عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال البر الفيا في التى ليس فيها شئ والبحر القرى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه انه سئل عن قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال البر قد عرفناه فما بال البحر قال ان العرب تسمى الامصار البحر * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه
[ 157 ]
ظهر الفساد في البر والبحر قال فساد البر قتل ابن آدم أخاه والبحر أخذ الملك السفن غصبا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ظهر الفساد في البر والبحر قال هذا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال البر كل قرية نائية عن البحر مثل مكة والمدينة والبحر كل قرية على البحر مثل كوفة والبصرة والشام وفي قوله بما كسبت أيدى الناس قال بما عملوا من المعاصي * واخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في الآية قال البحر الجزائر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لعلهم يرجعون قال عن الذنوب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس قال أفسدهم الله بذنوبهم في بر الارض وبحرها باعمالهم الخبيثة لعلهم يرجعون قال يرجع من بعدهم * قوله تعالى (فاقم وجهك للدين) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاقم وجهك للدين القيم قال الاسلام من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله قال يوم القيامة يومئذ يصدعون قال فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يومئذ يصدعون قال يتفرقون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله يومئذ يصدعون يومئذ يتفرقون وقرأ فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فاولئك في العذاب محضرون قال هذا حين يصدعون يتفرقون إلى الجنة والنار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في عذا القبر عن مجاهد في قوله فلانفسهم يمهدون قال يسوون المضاجع في القبر * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات قال بالمطر وليذيقكم من رحمته قال المطر ولتجرى الفلك بامره قال السفن في البحار ولتبتغوا من فضله قال التجارة في السفن * قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم تلا وكان حقا علينا نصر المؤمنين * قوله تعالى (الله الذى يرسل الرياح) الآيات * أخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدى رضى الله عنه قال يرسل الله الريح فتأتى بالسحاب من بين الخافقين طرف السماء حين يلتقيان فتخرجه ثم تنشره فيبسطه في السماء كيف يشاء فيسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فتمر به السحاب فتدر كما تدر الناقة وثجاج مثل العزالى غير أنه متفرق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فيبسطه في السماء قال يجمعه ويجعله كسفا قال قطعا * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيجعله كسفا قال قطعا يجعل بعضها فوق بعض فترى الودق قال المطر يخرج من خلاله قال من بينه * وأخرج الفريابى عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فترى الودق قال القطر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فيجعله كسفا قال سماء دون سماء وفي قوله لمبلسين قال لقنطين * قوله تعالى (انك لا تسمع الموتى) الآية * أخرج مسلم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر أياما حتى جيفوا ثم أتاهم فقام يناديهم فقال يا أمية بن خلف يا أبا جهل بن هشام يا عتبة بن ربيعة هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فسمع عمر رضى الله عنه صوته فجاء فقال يا رسول الله تناديهم بعد ثلاث وهل يسمعون يقول الله انك لا تسمع الموتى فقال والذى نفسي بيده ما أنتم باسمع منهم ولكنهم لا يطيقون أن يجيبوا * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم قال انهم الآن يسمعون ما اقول فذكر لعائشة رضى الله عنها فقالت انما قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم الآن ليعلمون أن الذى كنت أقول
[ 158 ]
لهم هو الحق ثم قرأت انك لا تسمع الموتى حتى قرأت الآية * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من طريق قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبى طلحة رضى الله عنهما ان نبى الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر باربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث امر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا ما ترى ينطلق الا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركى فجعل يناديهم باسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم انكم أطعتم الله ورسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال عمر رضى الله عنه يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهم لاسمع لما أقول منكم قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لاهل بدر انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * قوله تعالى (الله الذى خلقكم من ضعف) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني والشيرازي في الالقاب والدارقطني في الافراد وابن عدى والحاكم وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والخطيب في تالى التلخيص عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم الله الذى خلقكم من ضعف فقال من ضعف يا بنى * وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الله الذى خلقكم من ضعف بالضم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذا الحرف في الروم خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الله الذى خلقكم من ضعف قال من نطفة ثم جعل من بعد قوة ضعفا قال الهرم وشيبة قال الشمط * قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة قال يعنون في الدنيا استقل القوم أجل الدنيا لما عاينوا الآخرة كذلك كانوا يؤفكون قال كذلك كانوا يكذبون في الدنيا وقال الذين أوتوا العلم الآية قال هذا من تقاديم الكلام وتاويلها وقال الذين اوتوا الايمان والعلم في كتاب الله لقد لبثتم لى يوم البعث * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث قال لبثوا في علم الله في البرزخ إلى يوم القيامة لا يعلم متى علم وقت الساعة الا الله وفي ذلك أنزل الله وأجل مسمى عنده * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن على رضى الله عنه أن رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال ولقد أوحى اليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين فاجابه على رضى الله عنه وهو في الصلاة فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يقونون * (سورة لقمان عليه السلام) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت سورة لقمان بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سورة لقمان نزلت بمكة سوى ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ولو ان ما في الارض من شجرة أقلام إلى تمام الآيات الثلاث * وأخرج النسائي وابن ماجه عن البراء رضى الله عنه قال كنا نصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ونسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات * قوله تعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) الآية * أخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث يعنى باطل الحديث وهو النضر بن الحارث بن علقمة اشترى أحاديث العجم وصنيعهم في دهرهم وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام ويكذب بالقرآن فاعرض عنه فلم يؤمن به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال شراؤه استحبابه وبحسب المرء من الضلالة ان يختار حديث الباطل على حديث الحق وفي قوله ويتخذها هزوا قال يستهزئ بها ويكذبها * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن
[ 159 ]
المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويتخذها هزوا قال سبيل الله يتخذ السبيل هزوا * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال باطل الحديث وهو الغناء ونحوه ليضل عن سبيل الله قال قراءة القرآن وذكر الله نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال أنزلت في النضر بن الحارث اشترى قينة فكان لا يسمع باحد يريد الاسلام الا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وان تقاتل بين يديه فنزلت * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبى الدنيا في ذلم الملاهي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبى امامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ ومن الناس من يشترى لهو الحديث * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وأشاهه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو شراء المغنية * وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال الجوارى الضاربات * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى الصهباء قال سألت عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه عن قوله تعالى ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو والله الغناء * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن جرير عن شعيب بن يسار قال سألت عكرمة رضى الله عنه عن لهو الحديث قال هو الغناء * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وكل لعب لهو * وأخرج ابن أبى الدنيا من طريق حبيب بن أبى ثابت عن ابراهيم رضى الله عنه ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وقال مجاهد رضى الله عنه هو لهو الحديث * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني رضى الله عنه ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال الغناء والباطل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث في الغناء والمزامير * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع والذكر ينبت الايمان في القلب كما ينبت الماء الزرع * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابراهيم رضى الله عنه قال كانوا يقولون الغناء ينبت النفاق في القلب * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال إذا ركب الرجل الدابة ولم يسم ردفه شيطان فقال تغنه فان كان لا يحسن قال له تمنه * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن مردويه عن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رفع أحد صوته بغناء الا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان باعقابهما على صدره حتى يمسك * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن الشعبى عن القاسم بن محمد رضى الله عنه أنه سئل عن الغناء فقال أنهاك عنه وأكرهه لك قال السائل احرام هو قال انظر يا ابن أخى إذا ميز الله الحق من الباطل في أيهما يجعل الغناء * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن الشعبى قال لعن المغنى والمغنى له * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن فضيل بن عياض قال الغناء رقية الزنا * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبى عثمان الليثى قال قال يزيد بن الوليد الناقص يا بنى أمية اياكم والغناء فانه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة وانه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر فان كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فان الغناء
[ 160 ]
داعية الزنا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى جعفر الاموى عمر بن عبد الله قال كتب عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه إلى مؤدب ولده من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى سهل مولاه أما بعد فانى اخترتك على علم منى لتاديب ولدى وصرفتهم اليك عن غيرك من موالى وذوى الخاصة بى فخذهم بالجفاء فهو أمكن لاقدامهم وترك الصحبة فان عادتها تكسب الغفلة وكثرة الضحك فان كثرته تميت القلب وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التى بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فانه بلغني عن الثقات من حملة العلم ان حضور المعازف واستماع الاغانى واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقى ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذوى الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه وهو حين يفارقها لا يعتقد مما سمعت أذناه على شئ ينتفع به وليفتتح كل غلام منهم بجزئه من القرآن يثبت في قراءته فإذا فرغ منه تناول قوسه وكنانته وخرج إلى الغرض حافيا فرمى سبعة ارشاق ثم انصرف إلى القائلة فان ابن مسعود رضى الله عنه كان يقول يا بنى قيلوا فان الشياطين لا تقيل والسلام * وأخرج ابن أبى الدنيا عن رافع بن حفص المدنى قال أربع لا ينظر الله اليهن يوم القيامة الساحرة والنائحة والمغنية والمرأة مع المرأة وقال من أدرك ذلك الزمان فاولى به طول الحزن * وأخرج ابن أبى الدنيا عن على بن الحسين رضى الله عنه قال ما قدست أمة فيها البر بط * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خش وجوه وشق جيوب وزنة شيطان * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن رضى الله عنه تعالى عنه قال صوتان ملعونان مزمار عند نغمة وزنة عند مصيبة * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أخبث الكسب كسب الزمارة * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن نافع قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر رضى الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق فلم يزل يقول يا نافع أتسمع قلت لا فاخرج أصبعيه من أذنيه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث انما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل * وأخرج الحاكم في الكنى عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث في الغناء والباطل والمزامير * وأخرج آدم وابن جرير والبيهقي في سننه عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو اشتراؤه المغنى والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليه وإلى مثله من الباطل * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو رجل يشترى جارية تغنيه ليلا أو نهارا * قوله تعالى (وإذا نتلى عليه آياتنا) * أخرج ابن أبى الدنيا عن قتادة رضى الله عنه وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا قال مكذبا بها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وقرا قال ثقلا * قوله تعالى (لهم جنات النعيم) * أخرج ابن أبى حاتم عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال جنات النعيم بين جنات الفروس وبين جنات عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة قيل ومن يسكنها قال الذين هموا بالمعاصى فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين انثنت أصلابهم في خشيتي * قوله تعالى (هذا خلق الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله هذا خلق الله أي ما ذكر من خلق السموات والارض وما بث فيهما من الدواب وما أنبت من كل زوج قارونى ماذا خلق الذين من دونه يعنى الاصنام والله أعلم * قوله تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما كان لقمان قالوا الله ورسوله أعلم قال كان حبشيا * وأخرج ابن أبى شيبة في الزهد وأحمد وابن أبى الدنيا في كتاب المملوكين وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال قلت لجابر بن عبد الله رضى الله عنهما ما انتهى اليكم من شان لقمان عليه السلام قال كان قصيرا أفطس من النوبة * وأخرج الطبراني وابن حبان في الضعفاء وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال
[ 161 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فان ثلاثة منهم سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشى وبلال المؤذن قال الطبراني أراد الحبشة * وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات السودان أربعة لقمان الحبشى والنجاشى وبلال ومهجع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه ان لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر ذا مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن ابن حرملة قال جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضى الله عنه يسأله فقال له سعيد رضى الله عنه لا تحزن من أجل انك أسود فانه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان لقمان عليه السلام عبدا أسود * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا لبنى اسرائيل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضى الله تعالى عنه ان لقمان عليه السلام كان خياطا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده وان أول ما رؤى من حكمته انه بينما هو مع مولاه إذ دخل المخرج فاطال فيه الجلوس فناداه لقمان ان طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد ويكون منه الباسور ويصعد الحر إلى الرأس فاجلس هوينا واخرج فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال وسكر مولاه فخاطر قوما على ان يشرب ماء بحيرة فلما أفاق عرف ما وقع منه فدعا لقمان فقال لمثل هذا كنت أخبؤك فقال اجمعهم فلما اجتمعوا قال على أي شئ خاطرتموه قالوا على ان يشرب ماء هذه البحيرة قال فان لها مواد فاحبسوا موادها عنها قالوا كيف نستطيع ان نحبس موادها قال وكيف يستطيع ان يشربها ولها مواد * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال يعنى العقل والفهم والفطنة من غير نبوة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى مسلم الخولانى رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان كان عبدا كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فاحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة نودى بالخلافة قبل داود عليه السلام فقيل له يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق قال لقمان ان أجبرني ربى عزوجل قبلت فانى أعلم انه ان فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني وان خيرنى ربى قبلت العافية ولم أسأل البلاء فقالت الملائكة يا لقمان لم قال لان الحاكم باشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل أو يعان فان أصاب فبالحرى ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من ان يكون شريفا ضائعا ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا بصير إلى ملك الآخرة فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ثم نودى داود عليه السلام بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فاهوى في الخطيئة فصفح الله عنه وتجاوز وكان لقمان يوازره بعلمه وحكمته فقال داود عليه السلام طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية وأوتى داود الخلافة فابتلى بالذنب والفتنة * وأخرج الفريابى وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال العقل والفقه والاصابة في القول في غير نبوة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال الفقه في الاسلام ولم يكن نبيا ولم يوح إليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه قال خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوة فاختار الحكمة على النبوة فاتاه جبريل عليه السلام وهو نائم فذر عليه الحكمة فاصبح ينطق بها فقيل له كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك فقال لو انه أرسل إلى بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه ولكنت أرجو ان أقوم بها ولكنه خيرنى فخفت ان أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله تعالى عنه انه سئل أكان لقمان عليه السلام نبيا قال لا لم يوح إليه وكان رجلا صالحا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن عكرمة
[ 162 ]
رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام نبيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ليث رضى الله تعالى عنه كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا * وأخرج الطبراني والرامهرمزى في الامثال بسند ضعيف عن أبى امامة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فان الله يحيى القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الارض الميتة بوابل المطر * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء رضى الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال ما أوتى ما أوتى عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق ولا يتنحنح ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك وكان لا يعيد منطقا نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها اياه وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان وياتى الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتى ما أوتى * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير عن عمر بن قيس رضى الله عنه قال مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال ألست عبد بنى فلان قال بلى قال ألست الذى كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال بلى قال فما الذى بلغ بك ما أرى قال تقوى الله وصدق الحديث واداء الامانة وطول السكوت عما لا يعنينى * وأخرج أحمد في لزهد عن محمد بن جحادة رضى الله عنه مثله * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لقمان الحكيم كان يقول ان الله إذا استودع شيأ حفظه * وأخرج ابن أبى الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشى قال ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرراته فمات * وأخرج ابن أبى الدنيا عن حفص بن عمر الكندى قال وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة فنفذ الخردل فقال يا بنى لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر فتفطر ابنه * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى اياك والتقنع فانها مخوفة بالليل مذلة بالنهار * وأخرج العسكري في الامثال والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أنس ان لقمان عليه السلام كان عبد الداود وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد ان يسأله وتمنعه حكمته أن يساله فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال نعم درع الحرب هذه فقال لقمان الصمت من الحكمة وقليل فاعله كنت أردت ان أسالك فسكت حتى كفيتني * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن عون بن عبد الله رضى الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته فقال يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وانما لى قلب واحد قال ا ؟ ومن كذا له قلبان قلب يرجو به وقلب يخاف به * وأخرج البيهقى عن سليمان التيمى رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى أكثر من قول رب اغفر لى فان لله ساعة لا يرد فيها سائل * وأخرج البيهقى والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضى الله عنه قال بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى حملت الحجارة والحديد والحمل الثقيل فلم أحمل شيا أثقل من جار السوء يا بنى انى قد ذقت المر كله فلم أذق شيأ أمر من الفقر * وأخرج ابن أبى الدنيا في اليقين عن الحسن رضى الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ان العمل لا يستطاع الا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله يا بنى إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره ان الدنيا مفارقة متروكة * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى اتخذ تقوى الله تجارة ياتك الربح من غير بضاعة * وأخرج ابن أبى الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته الا جعلت في الضمير منك ؟ ؟ ؟ ذلك خير لك قال أما هذا فلا أقدر أعطيكها دون ان أعلم ما قلت كما قلت قال يا بنى فان الله قد بعث نبيا هلم حتى تأتيه فصدقه قال اذهب يا أبت فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى
[ 163 ]
تلقتهما مفازة فاخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد واستبطا حماريهما فنزلا فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان امامه فإذا هم بسواد ودخان فقال في نفسه السواد الشجر والدخان العمران والناس فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم في الطريق فخر مغشيا عليه فوثب إليه لقمان عليه السلام فضمه إلى صدره واستخرج العظم باسنانه ثم نظر ليه فذرفت عيناه فقال يا أبت أنت تبكى وأنت تقول هذا خير لى كيف يكون هذا خيرا لى وقد نفد الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فان ذهبت وتركتني على حالى ذهبت بهم وغم ما بقيت وان أقمت معى متنا جميعا فقال يا بنى أما بكائى فرقة الوالدين وأما ما قلت كيف يكون هذا خيرا لى فلعل ما صرف عنك أعظم ما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ثم نظر لقمان امامه فلم ير ذلك الدخان والسواد وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا فتوارى عنه ثم صاح به أنت لقمان قال نعم قال أنت الحكيم قال كذلك فقال ما قال لك ابنك قال يا عبد الله من أنت اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال أنا جبريل أمرنى ربى بخسف هذه المدينة ومن فيها فاخبرت انكما تريدانها فدعوت ربى ان يحبسكما عنها بما شاء فحبسكما بما ابتلى به ابنك ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائما ومسح يده على الذى كان فيه الطعام فامتلا طعاما وعلى الذى كان فيه الماء فامتلا ماء ثم حملهما وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير فإذا هما في الدار الذى خرجا بعد أيام وليال * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن رباح اللخمى انه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه وقال انها ان تلك الآية أخذ حبة من خردل فاتى بها إلى اليرموك فالقاها في عرضه ثم مكث ما شاء الله ثم ذكرها وبسط يده فاقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن مالك رضى الله عنه قال بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه ليس غنى كصحة ولا نعيم كطيب نفس * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن وهب ابن منبه رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه من كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه ونقل الصخور من مواضعها أيسر من افهام من لا يفهم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضى الله تعالى عنه ان لقمان قال لابنه يا بنى حملت الجندل والحديد وكل شئ ثقيل فلم أحمل شيأ هو أثقل من جار السوء وذقت المر فلم أذق شيأ هو أمر من الفقر يا بنى لا ترسل رسولك جاهلا فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك يا بنى اياك والكذب فانه شهى كلحم العصفور عما قليل يقلى صاحبه يا بنى احضر الجنائز ولا تحضر العرس فان الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا يا بنى لا تأكل شبعا على شبع فانك ان تلقه للكلب خير من أن تأكله يا بنى لا تكن حلوا فتبلغ ولا مرا فتلفظ * وأخرج البيهقى عن الحسن رضى الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى لا تكونن أعجز من هذا الديك الذى يصوت بالاسحار وأنت نائم على فراشك * وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا تؤخر التوبة فان الموت ياتي بغتة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال قيل للقمان عليه السلام ما حكمتك قال لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنينى * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى عثمان الجعدى رجل من أهل البصرة قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضى الله تعالى عنه ان لقمان عليه السلام قال لا تنكح أمة غيرك فتورث بنيك حزنا طويلا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضى الله عنه قال كان لقمان عليه السلام يقول لابنه يا بنى اتق الله ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن جرير عن خالد الربعي رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده اذبح لى شاة فذبح له شاة فقال له ائتنى يا طيب ضغتين فيها فاتاه باللسان والقلب فقال أما كان شئ أطيب من هذين قال لا فسكت عنه ما سكت ثم قال له اذبح لى شاة فذبح له شاة فقال له ألق أخبثها مصفتين فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بان تأتى باطيبها مضغتين فاتيتنى باللسان والقلب وأمرتك أن تلقى
[ 164 ]
أخبثها مضغتين فالقيت اللسان والقلب فقال انه ليس شئ باطيب منهما إذا طابا ولا باخبث منهما إذا خبثا * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام ألا ان يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم الا ماهيا الله له * وأخرج عبد الله عن سفيان رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى ما ندمت على الصمت قط وان كان الكلام من فضة اكن السكوت من ذهب * وأخرج أحمد عن قتادة رضى الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى اعتزل الشر كيما يعتزلك فان الشر للشر خلق * وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة يعنى حكمة لقمان عليه السلام يا بنى اياك والرغب كل الرغب فان الرغب كل الرغب 7 ينفذ القرب من القرب ويترك الحلم مثل 7 الرطب يا بنى اياك وشدة الغضب فان شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه يا بنى اختر المجالس على عينك فإذا رأيت المجلس يذكر الله عزوجل فيه فاجلس معهم فانك ان تلك عالما ينفعك علمك وان تك غبيا يعلموك وان يطلع الله عزوجل إليهم برحمة تصبك معهم يا بنى لا تجلس في المجلس الذى لا يذكر فيه الله فانك ان تك عالما لا ينفعك علمك وان تك عيبا يزيدوك عيا وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم ويا بنى لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين فان له عند الله قاتلا لا يموت * وأخرج عبد الله في زوائده عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه لا ياكل طعامك الا الاتقياء وشاور في أمرك العلماء * وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة يعنى حكمة لقمان لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسيطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون وقال مكتوب في الحكمة كما تزرعون تحصدون وقال مكتوب في الحكمة أحب خليلك وخليل أبيك * وأخرج أحمد عن أبى قلابة رضى الله عنه قال قيل للقمان عليه السلام أي الناس أصبر قال صبر لا معه أذى قيل فاى الناس أعلم قال من ازداد من علم الناس إلى علمه قيل فاى الناس خير قال الغنى قيل الغنى من المال قال لا ولكن الغنى إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس * وأخرج أحمد عن سفيان رضى الله عنه قال قيل للقمان عليه السلام أي الناس شر قال الذى لا يبالى ان يراه الناس مسيئا * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال وجدت في بعض الحكمة يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس ووجدت في الحكمة لا خير لك في ان تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت فان مثل ذلك مثل رجل احتطب حطبا فحمل خرمة فذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى * وأخرج احمد عن محمد مبن جحادة رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام ياتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم * وأخرج أحمد عن سفيان رضى الله عنه عمن أخبره ان لقمان عليه السلام قال لابنه أي بنى ان الدنيا بحر عميق وقد غرق فيها ناس كثير فاجعل سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الايمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك ان تنجو ولا أراك ناجيا * وأخرج عبد الله في زوائد عن عوف بن عبد الله رضى الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى انى حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيأ أثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر * واخرج احمد عن شرحبيل بن مسلم رضى الله عنه ان لقمان قال أقصر من اللجاجة ولا انطق فيما لا يعنينى ولا أكون مضحاكا من غير عجب ولا مشاء إلى غير أرب * وأخرج أحمد عن أبى الجلد رضى الله عنه قال قرأت في الحكمة من كان له من نفسه واعظ كان له من الله حافظ ومن انصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا والذل في طاعة الله اقرب من التعزز بالمعصية * وأخرج احمد عن عبد الله بن دينار رضى الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه يا بنى كن كمن يا يبتغى محمدة لناس ولا يكسب ذمهم فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة * وأخرج أحمد عن ابن أبى يحيى رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان لابنه أي بنى ان الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك * وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال قال لقمان عليه السلام لابنة يا بنى جالس الصالحين من عباد الله فانك تصيب بمجالستهم خيرا ولعله ان يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم يا بنى لا تجالس الاشرار فانك لا يصيبك من مجالستهم خير ولعله ان يكون في آخر ذلك ان تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم * وأخرج أحمد عن ابن ابى نجيح رضى الله
[ 165 ]
عنه قال قال لقمان عليه السلام الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضى الله عنه أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله * وأخرج أحمد عن عون رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السالم لابنه يا بنى إذا انتهيت إلى نادى قوم فارمهم بسهم الاسلام ثم اجلس في ناحيتهم فان أفاضوا في ذكر الله فاجلس معهم وان أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضى الله تعالى عنه ان لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال ما فعل أبى قال مات قال الحمد لله ملكت أمرى قال ما فعلت أمي قال ماتت قال ذهب همى قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال جدد فراشي قال ما فعلت أختى قال ماتت قال سترت عورتى قال ما فعل أخى قال مات قال انقطع ظهرى * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكى رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله ليحيى القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيى الارض الميتة بوابل السماء * وأخرج عن عبد الله بن قيس رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى امتنع مما يخرج من فيك فانك ما سكت سالم وانما ينبغى لك من القول ما ينفعك * وأخرج أحمد عن محمد ابن واسع رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم * وأخرج أحمد عن بكر المزني رضى الله عنه قال قال لقمان عليه السلام ضرب الوالد لولده كالماء للزرع * وأخرج القالى في أماليه عن العتبى قال بلغني ان لقمان عليه السلام كان يقول ثلاثة لا يعرفون الا في ثلاثة مواطن الحليم عند الغضب والشجاع عند الحرب وأخوك عند حاجتك إليه * وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضى الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى إذا أردت ان تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك فان أنصفك عند غضبه والا فاحذره * وأخرج الدارقطني عن مالك بن أنس رضى الله عنه قال بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الاخرى فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد وأخرج ابن المبارك عن ابن ابى مليكة رضى الله عنه ان لقمان عليه السلام كان يقول اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين إذا ذكرتك لم يعينونى وإذا نسيتك لم يذكروني وإذا أمرت لم يطيعوني وان صمت احزنوني * وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى عود لسانك أن يقول اللهم اغفر لى فان لله ساعة لا يرد فيها الدعاء * وأخرج الخطيب عن الحسن رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى اياك والدين فانه ذل النهار هم الليل * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى ياتي خصمه قال يقول لعله ان ياتي وقد نزع أربعة أعين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضى الله عنه قال قال الله عزوجل يا ابن آدم خلقتك وتعبد غير وتدعوا لى وتفر منى وتذكرني وتنساني هذا اظلم ظلم في الارض ثم يتلو الحسن ان الشرك لظلم عظيم * قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه) * أخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن أبى عثمان النهدي قال ان سعد بن أبى وقاص قال نزلت في هذه الآية وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا كنت رجلا برا بامى فلما أسلمت قالت يا سعد وما هذا الذى أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أولا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بى فيقال يا قاتل امه قلت يا امه لا تفعلي فانى لا أدع دينى هذا لشئ فمكثت يوما وليلة لا تأكل فاصبحت قد جهدت فمكثت يوما آخر وليلة قد اشتد جهدها فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى هذا لشئ فان شئت فكلى وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن عساكر عن سعد قال نزلت في أربع آيات الانفال وصاحبهما في الدنيا معروفا والوصية والخمر * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة قال نزلت هذه الآية في سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه وان جاهداك على ان تشرك بى الآية * وأخرج ابن سعد عن سعد بن أبى وقاص رضى الله تعالى عنه قال جئت من الرمى فإذا الناس مجتمعون على امى حمنة بنت سفيان ابن أمية بن عبد شمس وعلى أخى عامر حين اسلم فقلت ما شأن الناس فقالوا هذه أمك قد أخذت أخاك عامرا
[ 166 ]
تعطى الله عهدا أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى يدع الصباوة فاقبل سعد رضى الله عنه حتى تخلص إليها فقال على يا أمه فاحلفي قالت لم قال لان تستظلى في ظل ولا تأكلي طعاما ولا تشربي شرابا حتى ترى مقعدك من النار فقالت انما أحلف على ابني البر فانزل الله وان جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا في آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهنا على وهن قال شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في قوله وهنا على وهن قال ضعفا على ضعف * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وهنا على وهن قال مشقة وهو الولد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وهنا على وهن قال الولد على وهن قال الوالدة وضعفها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله وصاحبهما في الدنيا معروفا قال تعودهما إذا مرضا وتتبعهما إذا ماتا وتواسيهما مما أعطاك الله واتبع سبيل من أناب لى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله واتبع سبيل من أناب إلى قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انها ان تك مثقال حبة من خردل قال من خير أو شر فتكن في صخرة قال في جبل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الارض على نون والنون على بحر والبحر على صخرة خضراء فخضرة الماء من تلك الصخرة قال والصخرة على قرن ثور وذلك الثور على الثرى ولا يعلم ما تحت الثرى الا الله فذلك قول الله له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى فجميع ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن فإذا كان يوم القيامة لم يبق شئ من خلقه قال ان الملك اليوم فيهتز ما في السموات والاض فيجيب هو نفسه فيقول لله الواحد القهار * وأخرج الفريابى وابن جرير عن أبى مالك رضى الله عنه يات بها الله قال يعلمها الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الله لطيف قال باستخراجها خبير قال بمستقرها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وأمر بالمعروف يعنى بالتوحيد وانه عن المنكر يعنى عن الشرك واصبر على ما اصابك في أمرهما يقول إذا امرت بمعروف أو نهيت عن منكر وأصابك في ذلك أذى وشدة فاصبر عليه ان ذلك يعنى هذا الصبر على الاذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر من عم الامور يعنى من حق الامور التى أمر الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله واصبر على ما اصابك من الاذى في ذلك ان ذلك من عزم الامور يقول مما عزم الله عليه من الامور مما أمر الله به من الامور * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالى التلخيص عن أبى جعفر الخطمى رضى الله عنه ان جده عمير بن حبيب وكانت له صحبة أوصى بنيه قال يا بنى اياكم ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء انه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن لا يقر بقليل ما ياتي به السفيه يقر بالكثير ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب وإذا أراد أحدكم ان يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فيوطن نفسه على الصبر على الاذى وليثق بالثواب من الله ومن يثق بالثواب من الله لا يجد مس الاذى * وأخرج الطبراني وابن عدى وابن مردوديه عن أبى ايوب الانصاري رضى الله عنه ان سول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله ولا تصعر خدك للناس قال لى الشدق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تصعر خدك للناس يقول لا تتكبر فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تصعر خدك للناس قال هو الذى إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال الصدود والاعراض بالوجه عن الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس يقول لا تعرض وجهك عن فقراء الناس تكبرا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال ليكن الفقير والغنى عندك في العلم سواء وقد عوتب النبي صلى الله عليه وسلم عبس وتولى * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله
[ 167 ]
واقصد في مشيك قال تواضع * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن يزيد ابن أبى حبيب رضى الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال يعنى السرعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله واقصد في مشيك يقول لا تختال واغضض من صوتك قال اخفض من صوتك عن الملا ان أنكر الاصوات قال أقبح الاصوات لصوت الحمير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال نهاه عن الخيلاء واغضض من صوتك قال أمره بالاقتصاد في صوته ان أنكر الاصوات قال أقبح الاصوات لصوت الحمير قال أوله زفير وآخره شهيق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان أنكر الاصوات لصوت الحمير قال أنكرها على السمع * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان الثوري رضى الله عنه قال صياح كل شئ تسبيحه الا الحمار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن ريد رضى الله عنه قال لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله الله للحمير * قوله تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) * أخرج البيهقى في شعب الايمان عن عطاء رضى الله عنه قال سألت ابن عباس رضى الله عنهما عن قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال هذه من كنوز على قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما الظاهرة فما سوى من خلقك وأما الباطنة فما ستر من عورتك ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي والديلمي وابن النجار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال أما الظاهرة فالاسلام وما سوى من خلقك وما أسبغ عليك من رزقه وأما الباطنة فما ستر من مساوى عملك يا ابن عباس ان الله تعالى يقول ثلاث جعلتهن للمؤمن صلاة المؤمنين عليه من بعده وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه وسترت عليه من مساوى عمله فلم أفضحه بشئ منها ولو أبديتها النبذه أهله فمن سواهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأسبع عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال النعمة الظاهرة الاسلام والنعمة الباطنة كل ما ستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قرأ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال هلى لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان يقرؤها وأسبغ عليكم نعمه قال لو كانت نعمة كانت نعمة دون نعمة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأسبغ عليكم نعمه قال لا اله الا الله ظاهرة قال على اللسان وباطنة قال في القلب * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي عن مقاتل رضى الله عنه في قوله نعمه ظاهرة قال الاسلام وباطنة قال ستره عليكم العاصى * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال أما الظاهرة فالاسلام والقرآن وأما الباطنة فما ستر من العيوب * قوله تعالى (ولو ان ما في الارض من شجرة أقلام) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ان أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يا محمد أرأيت قولك وما أوتيتم من العلم الا قليلا ايانا تريد أم قومك فقال كلا فقالوا ألست تتلو فيما جاءك انا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال انها في علم الله قليل فانزل الله في ذلك ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال اجتمعت اليهود في بيت فارسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان ائتنا فحاء فدخل عليهم فسألوه عن الرجم فقال اخبروني باعلمكم فاشاروا إلى ابن صوريا الاعور قال أنت أعلمهم قال انهم يزعمون ذاك قال فنشدتك بالمواثيق التى أخذت عليكم وبالتوراة التى أنزلت على موسى ما تجدون في التوراة قال لولا انك نشدتني بما نشدتني به ما أخبرتك أجد فيها الرجم قال فقضى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا صدقت يا محمد عندنا التوراة فيها حكم الله فكانوا قبل ذلك لا يظفرون من النبي صلى الله عليه وسلم بشئ قال فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وما أوتيتم من العلم الا قليلا فاجتمعوا في ذلك البيت فقال رئيسهم يا معشر اليهود لقد ظفرتم بمحمد فارسلوا إليه فجاء فدخل عليهم فقالوا يا محمد ألست أنت أخبرتنا أنه أنزل عليك وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم تخبرنا أنه
[ 168 ]
أنزل عليك وما أوتيتم من العلم الا قليلا فهذا مختلف فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم قليلا ولا كثيرا قال ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن ما في الارض من شجرة اقلام وجميع خلق الله كتاب وهذا البحر يمد فيه سبعة أبحر مثله فمات هؤلاء الكتاب كلهم وكسرت هذه الاقلام كلها ويبست هذه البحور الثمانية وكلام الله كما هو لا ينقص ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شئ من حكم الله وذلك في حكم الله قليل فارسل النبي صلى الله عليه وسلم فاتوه فقرأ عليهم هذه الآية قال فرجعوا مخصومين بشر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول فقال رجل يا محمد تزعم انك أوتيت الحكمة وأوتيت القرآن وأوتينا التوراة فانزل الله ولو ان ما في الارض من جرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله وفيه يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم من العلم فهو كثير لكم لقولكم قليل عندي * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه قال سال أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فانزل الله يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقالوا تزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا وقد أوتينا التوراة وهى الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا فنزلت ولو أن ما في الارض من شجرة افلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو نصر السجزى في الابانة عن قتادة رضى الله عنه قال قال المشركون انما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزلت ولو أن ما في الارض من شجرة اقلام يقول لو كان شجر الارض اقلاما ومع البحر سبعة أبحر مداد التكسرت الاقلام ونفد ماء البحور قبل ان تنفد عجائب ربى وحكمته وعلمه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال قال حيى بن اخطب يا محمد تزعم انك أوتيت الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وتزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا فكيف يجتمع هاتان فنزلت هذه الآية ولو أن ما في الارض من شجرة اقلام ونزلت التى في الكهف قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى الآية * وأخرج عبد الرزاق وأبو نصر السجزى في الابانة عن أبى الجوزاء رضى الله عنه في قوله ولو أن ما في الارض من شحرة أقلام يقول لو كان كل شجرة في الارض أقلاما والبحار مداد النفد الماء وتكسرت الاقلام قبل ان تنفد كلمات ربى * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ والبحر يمده رفع * قوله تعالى (ما خلقكم ولا بعثكم) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة قال يقول له كن فيكون القليل والكثير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة يقول انما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها وفي قوله ألم تر أن الله يولج الليل في النهار قال نقصان الليل زيادة النهار ويولج النهار في الليل نقصان النهار زيادة في الليل كل يجرى إلى أجل مسمى لذلك كله وقت واحد معلوم لا يعدوه ولا يقصر دونه وفي قوله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور قال ان أحب عباد الله إليه الصبار الشكور الذى إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وفي قوله وإذا غشيهم موج كالظلل قال كالسحاب وفي قوله وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال عذار بذمته كفور بربه * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فمنهم مقتصد فان في القول وهو كافر وما يجحد بآياتنا الا كل ختار قال غدار كفور قال كافر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ختار قال جحاد * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله كل ختار كفور قال الجبار الغدار الظلوم الغشورم الكفور الذى يغطى النعمة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول لقد علمت واستيقنت ذات نفسها * بان لا تخاف الدهر صرمى ولاخترى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله كل ختار قال الذى يغدر بعهده كفور قال بربه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور قال هو الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج
[ 169 ]
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال ان تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة * قوله تعالى (ان الله عنده علم الساعة) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال جاء رجل من أهل البادية فقال ان امرأتي حبلى فاخبرني ما تلد وبلادنا مجدبة فاخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فاخبرني متى اموت فانزل الله ان الله عنده علم الساعة الآية * أخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ان رجلا يقال له الوراث من بنى مازن بن حفصة بن قيس غيلان جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد متى قيام الساعة وقد اجدبت بلادنا فمتى تخصب وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا كسب وقد علمت باى أرض ولدت فبأى أرض أموت فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله ان الله عنده علم الساعة الآية قال خمس من الغيب استأثر بهن الله فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ان الله عنده علم الساعة فلا يدرى أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة ولا في أي شهر أليلا أم نهارا وينزل الغيث فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أليلا أم نهارا ويعلم ما في الارحام فلا يعلم أحد ما في الارحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود ولا تدرى نفس ماذا تكسب غدا أخيرا أم شرا وما تدرى نفس باى أرض تموت ليس أحد من الناس يدرى أن مضجعه من الارض أفى بحر أم بر في سهل أم في جبل * وأخرج الفريابى والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمرم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله لا يعلم ما في غد الا الله ولامتى تقوم الساعة الا الله ولا يعلم ما في الارحام الا الله ولا متى ينزل الغيث الا الله وما تدرى نفس باى أرض تموت الا الله * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن أبى حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسؤل عنها باعلم من السائل ولكن سأحدثكم باشراطها إذا ولدت الامة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رؤس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها خمس من الغيب لا يعلمهن الا الله ثم تلا ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث إلى آخر الآية * وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والرويانى والضياء بسند صحيح عن بريدة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس لا يعلمهن الا الله ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن جرير من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه مثله * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة رضى الله تعالى عنه ان أعراببا وقف على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر على ناقة له عشراء فقال يا محمد ما في بطن ناقتي هذه فقال له رجل من الانصار دع عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلم إلى حتى أخبرك وقعت أنت عليها وفي بطنها ولد منك فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ان الله يحب كل حى كريم متكره وببغض كل لئيم ستفحش ثم أقبل على الاعرابي فقال خمس لا يعلمهن الا الله ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الاكوع رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس فقال من أنت قال أنا رسول الله قال متى الساعة قال غيب وما يلم الغيب الا الله قال ما في بطن فرسى قال غيب وما يعلم الغيب الا الله قال فمتى تمطر قال غيب وما يعلم الغيب الا الله * وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شئ الا الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أوتى نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شئ غير الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لم يعم على نبيكم صلى الله عليه وسلم الا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية في آخر لقمان إلى آخر السورة * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الآدب عن ربعى بن حراش رضى الله عنه قال حدثنى رجل من بنى عامر انه قال يا رسول الله هل بقى من العلم شئ لا تعلمه فقال لقد علمني الله خيرا وان من العلم ما لا يعلمه الا الله الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن ماجه عن الربيع
[ 170 ]
بنت معود رضى الله تعالى عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصبيحة عرسي وعندي جاريتان تغنيان وتقولان وفينا نبى يعلم ما في غد فقال أما هذا فلا تقولاه لا يعلم ما في غد الا الله * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى غرة الهذلى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله قبض عبد بارض جعل له إليها حاجة فلم بنته حتى يقدمها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تدرى نفس باى أرض تموت * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن مطر بن عكامس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الله لرجل أن يموت بارض جعل له إليها حاجة * وأخرج أحمد عن عامر أو أبى عامر أو أبى مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته فحسبه رجلا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله ما الاسلام قال أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال نعم ثم قال ما الايمان قال أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزن والقدر خيره وشره قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال نعم ثم قال ما الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فهو يراك قال فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت قال نعم قال فمتى الساعة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله خمس لا يعلمها الا الله ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى أرض تموت ان الله عليم خبير * (سورة السجدة مكية) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت الم السجدة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله * وأخرج النحاس عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات أفمن كان مؤمنا إلى تمام الآيات الثلاث * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة الم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بالم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان * وأخرج البيهقى في سننه من حديث ابن مسعود مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسجد فظننا انه قرأ الم تنزيل السجدة * وأخرج أبو يعلى عن البراء رضى الله عنه قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر فظننا انه قرأ تنزيل السجدة * وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد وعبد بن حميد والدارمى والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى قرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك * وأخرج ابن نصر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة قرأ في الركعتين الاولتين قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وفي الركعتين الاخيرتين تبارك الذى بيده الملك والم تنزيل السجدة كتبت له كاربع ركعات من ليلة القدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ تبارك الذى بيده الملك والم تنزيل السجدة بين المغرب والعشاء الآخرة فكانما قام ليلة القدر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى اله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة الم تنزيل السجدة ويس واقتربت الساعة وتبارك الذى بيده الملك كن له نورا وحرزا من الشيطان ورفع في الدرجات إلى يوم القيامة * وأخرج ابن الضريس عن المسيب بن رافع رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الم تنزيل تجئ لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه * وأخرج الدارمي عن خالد بن معدان رضى الله عنه قال اقرؤا المنجية وهى الم تنزيل فانه بلغني ان رجلا كان يقرؤها ما هوى شيا غيرها
[ 171 ]
وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت رب اغفر له فانه كان يكثر قراءتى فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة * وأخر الدارمي عن خالد بن معدان رضى الله تعالى عنه قال ان الم تنزيل تحادل عن صاحبها في القبر تقول اللهم ان كنت من كتابك فشفعني فيه وان لم أكن من كتابك فامحنى منه وانها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر وفي تبارك مثله فكان خالد رضى الله عنه لا يبيت حتى يقرأ بهما * وأخرج الدارمي وابن الضريس عن كعب رضى الله عنه قال من قرأ في ليلة الم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة * وأخرج الدارمي والترمذي وابن مردويه عن طاوس رضى الله عنه قال الم تنزيل وتبارك الذى بيده الملك تفضلان على كل سورة في القرآن بستين حسنة * وأخرج ابن مردويه عن طاوس رضى الله تعالى يعنه انه كان يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك في صلاة العشاء وصلاة الفجر كل يوم وليلة في السفر والحضر ويقول من قرأهما كتب له بكل آية سبعون حسنة فضلا عن سائر القرآن ومحيت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة * وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبى كثير قال كان طاوس رضى الله تعالى عنه لا ينام حتى قرأ هاتين السورتين تنزيل وتبارك وكان يقول كل آية منها تشفع ستين آية يعنى تعدل ستين آية * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق من طريق حاتم بن محمد عن طاوس رضى الله عنه قال ما على الارض رجل يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك في ليلة الا كتب الله له مثل أجر ليلة القدر قال حاتم رضى الله عنه فذكرت ذلك لعطاء رضى الله عنه فقال صدق طاوس والله ما تركتهن منذ سمعت بهن الا أن أكون مريضا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه قال عزائم سجود القرآن الم تنزيل السجدة وحم تنزيل السجدة والنجم واقرأ باسم ربك الذى خلق * وأخرج أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه قال حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الاولتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة تنزيل السجدة * وأخرج عبد الرزاق عن أبى العالية رضى الله تعالى عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رمقوه في الظهر فجزر واقراءته في الركعة الاولى من الظهر تنزيل السجدة * قوله تعالى (الم تنزيل) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله تعالى عنه في قوله لتنذر قوما مقال قريش ما اتاهم من نذير من قبلك قال لم ياتهم ولا آباءهم لم يات العرب رسول من الله عزوجل * قوله تعالى (يدبر الامر) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله يدبر الامر قال ينحدر الامر من السماء إلى الارض ويصعد من الارض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة في السير خمسمائة حين ينزل وخمسمائة حين يعرج * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله يدبر الامر الآية قال ينزل الامر من السماء الدنيا إلى الارض العليا ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يدبر الامر قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله يدبر الامر الآية قال تعرج الملائكة وتهبط في يوم مقداره ألف سنة * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال من الايام الستة التى خلق الله فيها السموات والارض * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبى مليكة رضى الله تعالى عنه قال دخلت على ابن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال فيروز يا أبا عباس قوله يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فكأن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما اتهمه فقال ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال انما سألتك لتخبرنى فقال ابن عباس رضى الله عنهما هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره ان أقول في كتاب الله مالا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب رضى الله عنه فسأله عنها انسان فلم يخبر ولم يدر فقلت الا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس قال بلى
[ 172 ]
فاخبرته فقال للسائل هذا ابن عباس رضى الله عنهما أبى ان يقول فيها وهو أعلم منى * واخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كان مقداره ألف سنة قال لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضى بين العباد فينزل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ولو كان إلى غيره لم يفرغ من ذلك خمسين ألف سنة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه في يوم كان مقداره ألف سنة يعنى بذلك نزول الامر من السماء إلى الارض ومن الارض إلى السماء في يوم مواحد وذلك مقدار ألف سنة لان ما بين السماء إلى الارض مسيرة خمسمائة عام * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله تعالى عنه في الآية يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة مما تعدون ومن أيامكم من أيام الدنيا بخمسمائة نزوله وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة * واخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ثم يعرج إليه في يوم من أيامكم هذه ومسيرة ما بين السماء والارض خمسمائة عام * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه ألف سنة مما تعدون قال من أيام الدنيا والله أعلم * قوله تعالى (الذى أحسن كل شئ خلقه) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرؤها الذى احسن كل شئ خلقه قال أما رأيت القردة ليست بحسنة ولكنه احكم خلقها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أحسن كل شئ خلقه قال اما ان لست القردة لبست بحسنة ولكنه أحكم خلقها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أحسن كل شئ خلقه قال صورته * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أحسن كل شئ خلقه فجعل الكلب في خلقه حسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله احسن كل شئ خلقه قال أحسن بخلق كل شئ القبيح والحسن والحيات والعقارب وكل شئ مما خلق وغيره لا يحسن شيأ من ذلك * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أحسن كل شئ خلقه قال اتقن لم يركب الانسان في صورة الحمار ولا الحمار في صورة الانسان * وأخرج الطبراني عن أبى امامة رضى الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري في حلة قد أسبل فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بناحية ثوبه فقال يا رسول الله انى أخمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بن زرارة ان الله أحسن كل شئ خلقه يا عمرو بن زرارة ان الله لا يحب المسبلين * وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد رضى الله عنه قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل ازاره فقال له ارفع ازارك فقال يا رسول الله انى أحنف تصصك ركبتاي قال ارفع ازارك كل خلق الله حسن * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وبدأ خلق الانسان من طين قال آدم ثم جعل نسله قال ولده من سلالة من بنى آدم من ماء مهين قال ضعيف نطفة الرجل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جعل نسله قال ذريته من سلالة هي الماء ثم سواه يعنى ذريته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله من سلالة قال ماء يسل من الانسان من ماء مهين قال ضعيف * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله تعالى عنه في قوله أئذا ضللنا قال هلكنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج عن عطاء بن أبى رباح انه سمع ابن عباس رضى الله عنهما يقول أئذا ظللنا في الارض أئنا لفى خلق جيديد كيف نعاد وترجع كما كنا وأخبرت ان الذى قال أئذا ضللنا أبى بن خلف * قوله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت) لآية * أخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن نفسين اتفق موتهما في طرقة عين واحد في المشرق وواحد في المغرب كيف قدرة ملك الموت عليهما قال ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهواء والبحور الا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها شاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله ملك الموت واحد والزحفان يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط والهلاك فقال ان الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدى أحدكم فهل يفوته منها شئ * وأخرج ابن جرير عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن
[ 173 ]
عباس رضى الله عنه قال ملك الموت الذى يتوفى الانفس كلها وقد سلط على ما في الارض كما سلط أحدكم على ما في راحته معه ملائكة من ملائكة الرحمة وملائكة من ملائكة العذاب فإذا توفى نفسا طيبة دفعها إلى ملائكة الرحمة وإذا توفى نفسا خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت عن ابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهما قالا لما اتخذ الله ابراهيم خليلا سال ملك الموت ربه ان ياذن له فيبشر ابراهيم عليه السلام بذلك فاذن له فاتاه فقال له ابراهيم عليه السلام يا ملك الموت أرنى كيف تقبض أنفسا الكفار قال يا ابراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال فاعرض ابراهيم ثم نظر إليه فإذا برحل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده الا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشى على ابراهيم عليه السالم ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الاولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن الا صورتك لكفاه فارنى كيف تقبص أرواح المؤمنين قال أعرض فاعرض ثم التفت فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه في ثياب بيض فقال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة الا صورتك هذه لكان يكفيه * وأخرج الطبراني وأبو نعيم وابن منده كلاهما في الصحابة عن الخزرج سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الانصار فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن فقال ملك الموت عليه السلام طب نفسا وقر عينا واعلم بانى بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد انى لاقبض روح ابن آدم فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعى روحه فقلت ما هذا الصارخ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره وما لنا في قبضه من ذنب فان ترضوا بما صنع الله تؤجروا وان تسخطوا تاثموا وتؤزروا وان لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر فالحذر وما من أهل بيت شعر ولا مدر بر ولا فاجر سهل ولا جبل الا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى أنا لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بانفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو ياذن بقبضها * وأخرج ابن أبى الدنيا وأبو الشيخ في العظمة عن أشعث بن شعيب رضى الله عنه قال سأل ابراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان في وجهه وعين في قفاه فقال يا ملك الموت ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووضع الوباء بارض والتقى الزحفان كيف تصنع قال أدعو الارواح باذن الله فتكون بين أصبعي هاتين * وأخرج ابن أبى الدنيا وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن شهر بن حوشب رضى الله تعالى عنه قال ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذى فيه آجال بنى آدم بين يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فإذا أتى على أجل عبد قال اقبضوا هذا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن خيثمة رضى الله تعالى عنه قال اتى ملك الموت عليه السلام سليمان ابن داود عليه السلام وكان له صديقا فقال له سليمان عليه السلام مالك تأتى أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا قال لا أعلم بما أقبض منها انما أكون تحت العرش فيلقى إلى صكاك فيها أسماء * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابن جريج رضى الله عنه قال بلغنا أنه يقال لملك الموت اقبض فلانا في وقت كذا في يوم كذا * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال ما من أهل بيت الا يتصفحهم ملك الموت عليه السلام في كل يوم خمس مرات هل منهم أحد أمر بقبضه * وأخرج جويبر عن الضحاك رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال وكل ملك الموت عليه السلام بقبض أرواح الآدميين فهو الذى يلى قبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك والملائكة عليهم السلام يموتون في الصعقة الاولى وان ملك الموت يلى قبض أرواحهم تم يموت فاما الشهداء في البحر فان الله يلى قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه * وأخرج ابن ماجه عن أبى امامة رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه سولم يقول ان الله وكل ملك الموت عليه السلام بقبض الارواح الا شهداء البحر فانه يتولى قبض أرواحهم * وأخرج ابن أبى الدنيا والمروزي في الجنائز وأبو الشيخ عن أبى الشعتاء جابر بن زيد رضى الله عنه أن ملك الموت كان يقبض الارواح بغير وجع فسبه الناس ولعنوه فشكا إلى ربه فوضع الله الاوجاع ونسى ملك الموت * وأخرج أبو نعيم في الحلية
[ 174 ]
عن الاعمش رضى الله عنه قال كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس فيأتي للرجل فيقول اقض حاجتك فانى أريد ان أقبض روحك فشكا فانزل الداء وجعل الموت خفية * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خطوة ملك الموت عليه السلام ما بين المشرق والمغرب * وأخرج بن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى جعفر محمد بن على رضى الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الانصار يعوده فإذا ملك الموت عليه السلام عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن فقال ابشر يا محمد فانى بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد انى لاقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فاقوم في جانب من الدار فاقول والله مالى من ذنب وان لى لعودة وعودة الحذر الحذر وما خلق الله من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر الا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات حتى انى لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بانفسهم والهل يا محمد انى لا أقدر أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذى يامر بقبضه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قل يتوفاكم ملك الموت قال ملك الموت يتوفاكم وله أعوان من الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قل يتوفاكم ملك الموت قال حويت له الارض فجعلت له مثل طست يتناول منها حيث يشاء * قوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون) الايات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا قال أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع وفي قوله ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها قال لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله أنزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذ بر يقول يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وأبغض الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لمن كذب رسلي وعصى أمرى لاملان جهنم منهم أجمعين ويقول يا آدم انى لا أدخل أحدا من ذريتك النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار الا من قد علمت في سابق علمي انى لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه لم يراجع ولم يعتب ويقول له يا آدم قد جعلتك اليوم حكما بينى وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع اليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا أدخل النار اليوم منهم الا ظالما * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا قال تركتم أن تعملوا للقاء يومكم هذا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الضحاك رضى الله عنه فذوقوا بما نسيتم الآية قال اليوم نترككم في النار كما تزكتم أمرى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انا نسيناكم قال تركناكم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عسا رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية في شان الصلوات الخمس انما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا أي أتوها وسبحوا أي صلبوا بامر ربهم وهم لا يستكبرون عن اتيان الصلوات في الجماعات * قوله تعالى (تتجافى جنوبهم) الآية * أخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التى تدعى العتمة * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء * وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال نزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العشاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس رضى الله عنه قال كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن أبى سلمة رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العتمة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم راقد اقبل العشاء ولاستحدثا بعدها فان هذه الآية نزلت في ذلك تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال نزلت فينا معاشر الانصار كنا نصلى المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلى العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فينا تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية * وأخرج ابن
[ 175 ]
مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال هم الذين لا ينامون قبل العشاء فاثنى عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال أنزلت في صلاة العشاء الآخرة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينامون حتى يصلوها * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانوا ينتظرون ما بين المغرب والعشاء يصلون * وأخرج عبد الله بن أحمد بن جنبل في زوائد الزهد وابن عدى وابن مردويه عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال سالت أنس بن مالك رضى الله عنه عن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الاولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عثاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم * وأخرج البزار وابن مردويه عن بلال رضى الله عنه قال كنا نجلس في المجالس وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في سننه عن ابن المنكدر وأبى حازم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قالا هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الاوابين * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضى الله عنه قال كان ناس من الانصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال قيام العبد من الليل * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم موصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبى الله اخبرني بعمل يدخلنى الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سالت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيأ وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون ثم قال ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله فقلت بلى يا نبى الله فاخذ بلسانه فقال كف عنك هذا فقلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد ألسنتهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله اخبرني بعمل أهل الجنة قال قد سالت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيأ وتؤدى الصلاة المكتوبة ولا أدرى ذكر الزكاة أم لا وان شئت أنبأتك برأس هذا الامر وعموده وذروة سنامه رأسه الاسلام من أسلم سلم وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والصيام جنة والصدقة تمحو الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانت لا تمر عليهم ليلة الا أخذوا منها بحظ * وأخرج الفريابى ووابن أبى شيبة ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال يقومون فيصلون بالليل * وأخرج ابن نصر وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال قيام الليل * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق أبى عبد الله الجدلي عن عبادة بن الصامت عن كعب رضى الله عنه قال إذا حشر الناس نادى مناد هذا يوم الفصل أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أين الذين يذركون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ثم يخرج عنق من النار فيقول أمرت بثلاث بمن جعل مع الله الها آخر وبكل جبار عنيد وبكل معتد لانا أعرف بالرجل من الوالد
[ 176 ]
بولده والمولود بوالده ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة فيحبسون فيقولون تحسبونا ما كان لنا أموال ولا كنا أمراء * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال هم قوم لا يزالون يذكرون الله اما في الصلاة واما قياما واما قعودا واما إذا استيقظوا من منامهم هم قوم ملا يزالون يذكرون الله تعالى * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ربيعة الجرشى رضى الله عنه قال بجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد فيكونون ما شاء الله أن يكونوا فينادى مناد سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيقومون وفيهم قلة ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود فينادى سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم أكثر من الاولين ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود وينادى سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم أكثر من الاولين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما تتجافى جنوبهم عن المضاجع يقول تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله ما في الصلاة واما في قيام أو قعود أو على جنوبهم فهم لا يزالون يذكرون الله * قوله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم) * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن أبى هريرة رضى الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة ثم قال ومن دونهما جنتان لم يعلم الخلق ما فيهما وهى التى قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ياتيهم فيها كل يوم تحفة * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال انه لمكتوب في التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلم ملك مقرب ولا نبى مرسل وانه لفى القرآن فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد وهناد كلاهما في الزهد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن الانباري عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة رضى الله عنه اقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى حاتم عن عامر بن عبد الواحد رضى الله عنه قال بلغني ان الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت فتقول أنا مزيد فيمكث معها سبعين سنة ويلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت فتقول أنا الذى قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر رضى الله عنه قال ان الرجل من أهل الجنة ليجئ فيشرف عليه النساء فيقلن يا فلان بن فلان ما انت حين خرجت من عندنا باولى بك منا فيقول من أنتن فيقلن نحن من اللاتى قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم وذلك قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن ابى حاتم عن كعب قال سأصف لكم منزل الرجل من أهل الجنة كان يطلب في الدنيا حلالا وياكل حلالا حتى لقى الله على ذلك فانه يعطى يوم القيامة قصرا من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف غرفة وأسفل الغرف سبعون ألف بيت في كل بيت سقفه صفائح الذهب والفضة ليس بموصول ولولا ان الله سخر له النظر إليه لذهب بصره من نوره عرض الحائط اثنا عشر ميلا وطوله في السماء سبعون ميلا في كل بيت سبعون ألف باب يدخل عليه
[ 177 ]
في كل بيت من كل باب سبعون ألف خادم لا يراهم من في هذا البيت ولا من في هذا البيت فإذا خرج في قصره صار في ملكه مثل عمر الدنيا يسير في ملكه عن يمينه وعن يساره ومن ورائه وأزواجه معه وليس معه ذكر غيره ومن بين يديه ملائكة قد سخروا له بينه وبين أزواجه ستر وبين يديه ستر ووصفاء ووصائف قد أفهموا ما يشتهى وما يشتهى أزواجه ولا يموت هو ولا أزواجه ولا خدامه أبدا نعيمهم يزداد كل يوم من غير ان يبلى الاول وقرة عين لا تنقطع أبدا لا يدخل عليه فيه روعة أبدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفسي بيده لو أن آخر أهل الجنة رجلا أضاف آدم فمن دونه ووضع لهم طعاما وشرابا حتى يخرجوا من عنده لا ينقصه ذلك مما أعطاه الله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم والطبراني وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق أبى صخر عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآيتين قال أبو صخر فذكرته للقرظى فقال انهم أخفوا عملا وأخفى الله لهم ثوابا فقدموا على الله فقرت تلك الاعين * وأخرج ابن جرير عن أبى اليمان الهذلى قال الجنة مائة درجة أولها درجة فضة وأرضها فضة وآنيتها فضة وترابها المسك والثانية ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك والثالثة لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها المسك وسبع وتسعون بعد ذلك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتلا هذه الآية فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية * وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الحكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الامين قال يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة قال فدخلت على يزدان فحدث بمثل هذا فقلت فان ذهبت الحسنة قال أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيأتهم الآية قلت أفرأيت قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال هو العبد يعمل سرا أسره إلى الله لم يعلم به الناس فاسر الله له يوم القيامة قرة أعين * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار برحمته بعد ان يحترقوا يرتاح لهم الرب انهم كانوا لا يشركون بالله شيأ فينبذون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى إذا رجعت الارواح إلى أجسادها قالوا ربنا كالذى أخرجتنا من النار ورجعت الارواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار فيصرف وجوههم عن النار ويضرب لهم شجرة ذات ظل وفئ فيقولون ربنا كالذى أخرجتنا من النار فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة فينقلهم إليها فيرون أبواب الجنة فيقولون ربنا كالذى أخرجتنا من النار فانقلنا إلى أبواب الجنة فيفعل فإذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات قال وقرأ أبو هريرة رضى الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قالوا ربنا كالذى أخرجتنا من النار فادخلنا لجنة قال فيدخلون الجنة ثم يقال لهم تمنوا فيقولون يا رب اعطنا حتى إذا قالوا يا ربنا حسبنا قال هذا لكم وعشرة أمثاله * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والترمذي وابن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن المغيرة ابن شعبة رضى الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام سأل ربه فقال رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجئ بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل فيقول كيف ادخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى ان يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد رضيت فيقال له فان لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول أي رب رضيت فيقال له فان لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى عليه السلام أي رب فاى أهل الجنة ارفع منزله قال اياها أردت وساحدثك عنهم انى غرست كرامتهم بيدى وختمت عليها فلا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا) الآيات * أخرج أبو الفرج الاصبهاني في كتاب الاغانى والواحدي وابن عدى وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق
[ 178 ]
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال الوليد بن عقبة لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا واملا للكتيبة منك فقال له على رضى الله عنه اسكت فانما أنت فاسق فنزلت أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون يعنى بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبى معيط * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت بالمدينة في على بن أبى طالب والوليد بن عقبة بن أبى معيط قال كان بين الوليد وبين على كلام فقال الوليد بن عقبة أنا ابسط منك لسانا واحد منك سنانا وارد منك للكتيبة فقال على رضى الله عنه اسكت فانك فاسق فانزل الله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون الآيات كلها * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى رضى الله عنه في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال نزلت في على بن أبى طالب رضى الله عنه والوليد بن عقبة * وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رى الله عنهما في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا قال اما المؤمن فعلى بن أبى طالب رضى الله عنه وأما الفاسق فعقبة بن أبى معيط وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة وفي قوله وأما الذين فسقوا قال هم الذين أشركوا وفي قوله كنتم به تكذبون قال هم يكذبون كما ترون * قوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الادنى) الآية * أخرج الفريابى وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال يوم بدر دون العذاب الاكبر قال يوم القيامة لعلهم يرجعون قال لعل من بقى منهم يرجع * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال سنون اصابتهم لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج مسلم وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وأبو عوانة في صحيحه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى بن كعب رضى الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال مصائب الدنيا واللزوم والبطشة والدخان * وأخرج ابن مردويه عن أبى ادريس الخولانى رضى الله عنه قال سألت عبادة بن الصامت رضى الله عنه عن قول الله ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال هي الصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت يا رسول الله فما هي لنا قال زكاة وطهور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال مصائب الدنيا وأسقامها وبلاياها يبتلى الله بها العباد كى يتوبوا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابراهيم رضى الله عنه ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال أشياء يصابون بها في الدنيا لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال الحدود لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ولنذيقنهم ن العذاب الادنى قال عذاب الدنيا وعذاب القبر * وأخرج الفريابى وابن جرير عن مجاهد في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال القتل والجوع لقريش في الدنيا والعذاب الاكبر يوم القيامة في الآخرة وأخرج هناد عن أبى عبيدة في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال عذاب القبر * قوله تعالى (ومن أظلم ممن ذكر) الآية * أخرج ابن منيع وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن معاذ بن جبل رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من فعلهن فقد أجرم من عقد لواء في غير حق أو عق والديه أو مشى مع ظالم لينصره فقد أجرم يقول الله عزوجل انا من المجرمين منتقمون * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب) الآية * أخرج عبد ابن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق قتادة عن أبى العالية عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بى موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوأة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط
[ 179 ]
الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله اياه قال فلا تكن في مرية من لقائه فكان قتادة يفسرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقى موسى وجعلناه هدى لبنى اسرائيل قال جعل الله موسى هدى لبنى اسرائيل * وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا تكن في مرية من لقائه من لقاء موسى ربه وجعلناه هدى لبنى اسرائيل قال جعل موسى هدى لبنى اسرائيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله فلا تكن في مرية من لقائه قال من لقاء موسى قيل أو لقى موسى قال نعم ألا ترى إلى قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فلا تكن في مرية من لقائه قال من أن تلقى موسى * وأخرج الحاكم عن مالك أنه تلا وجعلنا منهم آية يهدون بامرنا لما صبروا فقال حدثنى الزهري ان عطاء بن يزيد حدثه عن أبى هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما رزق عبد خيرا له وأوسع من الصبر * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجعلنا منهم أئمة قال رؤساء في الخير سوى الانبياء يهدون بامرنا لما صبروا قال على ترك الدنيا والله أعلم * قوله تعالى (أولم يروا انا نسوق الماء) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أولم يروا انا نسوق الماء إلى الارض الجرز قال الجرز لتى لا تمطر الا قطرا لا يغنى عنها شيأ الا ما ياتيها من السيول * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إلى الارض الجرز قال أرض باليمن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله إلى الارض الجرز قال هي التى لا تنبت هن أبين ونحوها من الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة إلى الارض الجرز قال السماط * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى إلى الارض الجرز قال إلى الارض الميتة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن إلى الارض الجرز قال قرى فيما بين اليمن والشام * وأخرج أبو بكر وابن حبان في كتاب الغرر عن الربيع بن سبرة قال الامثال أقرب إلى العقول من المعاني ألم تسمع إلى قوله أولم يروا انا نسوق الماء إلى الارض الجرز ألم تر ألم يروا * قوله تعالى (ويقولون متى هذا الفتح) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال قال الصحابة ان لنا يوما يوشك ان نستريح فيه ونتنعم فيه فقال المشركون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين فنزلت * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قال يوم بدر فتح النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينفع الذين كفروا ايمانهم بعد الموت * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قل يوم الفتح قال يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قل يوم الفتح قال يوم القضاء وفي قوله وانتظر انهم منتظرون قال يوم القيامة * (سورة الاحزاب) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة الاحزاب بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد ابن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف والدارقطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن زر قال قال لى أبى بن كعب كيف تقرأ سورة الاحزاب أو كم تعدها قلت ثلاثا وسبعين آية فقال أبى قد رأيتها وانها لتعادل سورة البقرة أو أكثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فرفع منها ما رفع * وأخرج عبد الرزاق عن الثوري قال بلغنا ان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤن القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال أمر عمر ابن الخطاب مناديا فنادى ان الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا أيها الناس لا تجز عن من آية الرجم فانها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدهما وانه سيجئ قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم * وأخرج مالك والبخاري ومسلم وابن الضريس عن ابن عباس ان عمر قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد أيها الناس
[ 180 ]
ان الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فاخشى ان يطول بالناس زمان فيقول قائل لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله * وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول الا وان ناسا يقولون ما بال الرجم وفي كتاب الله الجلد وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون ويتكلم منكلمون ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت * وأخرج النسائي وأبو يعلى عن كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد ما تقرأ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال مروان الا كتبتها في المصحف قال ذكرنا ذلك وفينا عمر بن الخطاب فقال اشفيكم من ذلك قلنا فكيف قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انبئنى آية الرجم قال لا أستطيع الآن * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال قال لى عمر بن الخطاب كم تعدون سورة الاحزاب قلت ثنتين أو ثلاثا وسبعين قال ان كانت لتقارب سورة البقرة وان كان فيها لآية الرجم * وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال كانت سورة الاحزاب مثل سورة البقرة أو اطول وكان فيها آية الرجم * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب ان عمر قال اياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وان يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فلولا ان يقول الناس أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف لقد قرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال سعيد فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن * وأخرج ابن الضريس عن أبى امامة بن سهل بن حنيف ان خالته أخبرته قالت لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا فاجموهما البتة بما قضيا من اللذة * وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم اكتمها يا رسول الله قال لا أستطيع ذلك * وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم ان عمر بن الخطاب خطب الناس فقال لا تشكوا في الرجم فانه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ولقد هممت ان أكتب في المصحف فسال أبى بن كعب عن آية الرجم فقال أبى ألست أتيتني وانا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت أتستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر * وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال قرأت سورة الاحزاب على النبي صلى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها * وأخرج ابو عبيد في الفضائل وابن الانباري وابن مردويه عن عائشة قالت كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها الا على ما هو الآن * قوله تعالى (يا أيها النبي اتق الله) الآية * أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال ان أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ان يرجع عن قوله على أن يعطوه شطر أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فانزل الله يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ولا تطع الكافرين أبى بن خلف والمنافقين أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبى ابن سلول والجد بن قيس * قوله تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين) الآية * أخرج احمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترى ان له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا كان رجل يدعى ذا القلبين فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين فانزل الله هذا في شأنه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن قال كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبين كان يقول لى نفس تأمرني ونفس تنهانى فانزل الله فيه ما تسمعون * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال ان رجلا من بنى فهر قال ان في جوفى قلبين اعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى انها نزلت في رجل من
[ 181 ]
قريش من بنى جمح يقال له جميل بن معمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمه فسمها المنافقون فاكثروا فقالوا ان له قلبين ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إلى قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك * قوله تعالى (وما جعل أزواجكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال كان الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمي فقال الله وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهم أمهاتكم وكان يقال زيد بن محمد فقال الله وما جعل أدعياءكم أبناءكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم أي ما جعلها أمك وإذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها الكفارة وما جعل أدعياءكم أبناءكم يقول ما جعل دعيك ابنك يقول ان ادعى رجل رجلا فليس بابنه ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم قال نزلت في زيد بن حارثة رضى الله عنه * قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت زيد بن حارثة بن شراحيل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لامرأة من الانصار كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ان سالما كان يدعى لابي حذيفة رضى الله عنه وان الله قد أنزل في كتابه ادعوهم لآبائهم وكان يدخل على وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارضعي سالما تحرمي عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان من أمر زيد بن حارثة رضى الله عنه أنه كان في أخواله بنى معن من بنى ثعل من طيئ فاصيب في غلمة من طيئ فقدم به سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فاوصته عمته خديجة رضى الله عنها أن يبتاع لها غلاما ظريفا عربيا ان قدر عليه فلما جاء وجد زيدا يباع فيها فاعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها انى قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فانه قد أعجبني فلما رأته خديجة اعجبها فاخذته فتزؤجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندها فاعجب النبي صلى الله عليه وسلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت هو لك فان أردت عتقه فالولاء لى فابى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال فشب عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم انه خرج في ابل لابي طالب إلى الشام فمر بارض قومه فعرفه عمه فقام إليه فقال من أنت يا غلام قال غلام من أهل مكة قال من أنفسهم قال لا قال فحر أنت أم مملوك قال بل مملوك قال لمن قال لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له أعربي أنت أم عجمى قال بل عربي قال ممن أهلك قال من كلب قال من أي كلب قال من بنى عبدود قال ويحك ابن من أنت قال ابن حارثة بن شراحيل قال وأين أصبت قال في أخوالى قال ومن أخوالك قال طى قال ما اسم أمك قال سعدى فالتزمه وقال ابن حارثة ودعا أباه وقال يا حارثة هذا ابنك فاتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال كيف صنع مولاك اليك قال يؤثرنى على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع الا ما شئت فركب معه أبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حارثة يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العانى وتطعمون الاسير ابني عبدك فامنن علينا وأحسن الينا في فدائه فانك ابن سيد قومه فانا
[ 182 ]
سنرفع لك في الفداء ما أحببت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيكم خيرا من ذلك قالوا وما هو قال أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا زيد اتعرف هؤلاء قال نعم هذا أبى وعمى وأخى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا من قد عرفته فان اخترتهم فاذهب معهم وان اخترتني فانا من تعلم فقال زيد ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت منى بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال ما أنا بمفارق هذا الرجل فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه عليه قال أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثنى وأرثه فطابت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل زيد في الجاهلية يدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم فدعى زيد بن حارثة وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضى الله عنه قال حدثنى عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا كان عامر بن ربيعة يقال له عامر بن الخطاب واليه كان ينسب فانزل الله فيه وفي زيد بن حارثة وسالم مولى أبى حذيفة والمقداد بن عمرو ادعوهم لآبائهم الآية * وأخرج ابن جرير عن أبى بكرة رضى الله عنه أنه قال قال الله أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فانا ممن لا يعلم أبوه وأنا من اخوانكم في الدين * وأخرج ابن جرير عن قتادة أدعوهم لآبائهم هو أفسط عند الله أعدل عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فإذا لم تعلم من أبوه فانما هو أخوك في الدين ومولاك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم قال ان لم تعرف أباه فاخوك في الدين ومولاك مولى فلان * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في الآية يقول ان لم تعملوا لهم آباء تدعوهم إليهم فانسبوهم اخوانكم في الدين إذ تقول عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الاسماء وان يدعى إلى اسم مولاه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم يقول أخوك في الدين ومولاك مولى بنى فلان * وأخرج ابن أبى حاتم عن سالم بن أبى الجعد قال لما نزلت ادعوهم لآبائهم لم يعرفوا لسالم أنا ولكن مولى أبى حذيفة انما كان حليفا لهم * واخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وليس عليكم جناح فيما أخطاتم به قال هذا من قبل النهى في هذا وغيره ولكن ما تعمدت قلوبكم بعد ما أمرتم وبعد النهى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به الآية قال لو دعوت رجلا لغير أبيه وانت ترى انه أبوه لم يكن عليك باس ولكن ما أردت به العمد * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله ما أخشى عليك الخطأ ولكن أخشى عليك العمد * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد * قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * أخرج البخاري وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن الا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فايما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فانا مولاه * وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان المؤمن إذا توفى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى به النبي صلى الله عليه سولم سال هل عليه دين فان قالوا نعم قال هل ترك وفاء لدينه فان قالوا نعم صلى عليه وان قالوا لا قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فالى ومن ترك مالا فللوارث * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه فايما رجل مات وترك دينا فالى ومن ترك مالا فهو لورثته * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة رضى الله عنه قال غزوت مع على اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه * قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم قال يعظم بذلك حقهن
[ 183 ]
* وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم يقول أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن ان ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ان طلق ولا بعد موته هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه * وأخرج ابن سعد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة ان امرأة قالت لها يا أمه فقالت أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم * وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت أنا أم الرجال منكم والنساء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور واسحق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال يا غلام حكها فقال هذا مصحف أبى فذهب إليه فسأله فقال انه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالاسواق * وأخرج الفريابى وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ هذه لآية النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه انه قرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال كان في الحرف الاول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال في القراءة الاولى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم * قوله تعالى (وأولو الارحام) لآية * أخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين قال لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة والاعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيا فانزل الله هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال توصون لحلفائكم الذين والى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والانصار * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن على بن الحنفية رضى الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال نزلت هذه الآية في جواز وصية السلم لليهودي والنصراني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الا ن تفعلوا إلى أوليائكم قال القرابة من أهل الشرك معروفا قال وصية ولا ميراث لهم كان ذلك في الكتاب مسطورا قال وفي بعض القراءة كان ذلك عند الله ممكتوبا أن لا يرث المشرك المؤمن * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والحسن رضى الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قالا الا ان يكون لك ذو قرابة على دينك فتوصي له بالشئ وهو وليك في النسب وليس وليك في الدين * قوله تعالى (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) الآيتين * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم قال في ظهر آدم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا قال أغلظ مما أخذه من الناس ليسأل الصادقين عن صدقهم قال المبلغين من الرسل المؤدين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم الآية قال أخذ الله على النبيين خصوصا ان يصدق بعضهم بعضا وان يتبع بعضهم بعضا * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبى مريم الغساني رضى الله عنه ان اعرابيا قال يا رسول الله ما أول نبوتك قال أخذ الله منى الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ودعوة أبى ابراهيم قال وابعث فيهم رسولا منهم وبشارة المسيح بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها انه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام * واخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبى العالية رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فاخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الاخرى وكلتا يدى الرحمن يمين فاما أصحاب اليمين فاستجابوا إليه فقالوا لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم يا رب لم خلطت بيننا فان لهم أعمالا من دون ذلك هم لها عاملون قال ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ثم ردهم في صلب آدم عليه السلم فاهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها فقال قائل فما العمل إذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل كل
[ 184 ]
قول لمنزلتهم فقال ابن الخطاب رضى الله عنه اذن نجتهد يا رسول الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد رضى الله عنه قال قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم متى استنبئت قال وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق * وأخرج البزار والطبراني في الاوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * واخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال بين خلق آدم ونفخ الروح فيه * وأخرج أبو نعيم عن الصنابحى قال قال عمر رضى الله عنه متى جعلت نبيا قال وآدم منجدل في الطين * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى الجدعاء رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضى الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والطين * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال بدئ بى في الخير وكنت آخرهم في البعث * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كنت أول الانبياء في الخلق وآخرهم في البعث * وأخرج ابن أبى عاصم والضياء في المختارة عن أبى بن كعب واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم نوح ثم الاول فالاول * وأخرج الحسن بن سفيان وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والديلمي وابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم الآية قال كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدئ به قبلهم * وأخرج البزار عن أبى هريرة رضى الله عنه قال خيار ولد آدم خمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما ميثاقهم عهدهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم قال انما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم * وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من عالم الا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يدفع عنه مساوى عمله لمحاسن عمله الا انه لا يوحى إليه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) الآيات * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طرق عن حذيفة قال لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعود وأبو سفيان ومن معه من الاحزاب فوقنا وقريظة اليهود أسفل نخافهم على ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحا منها أصوات ريحها أمثال الصواعق وهى ظلمة ما يرى أحد منا أصبعه فجعل المنافقون يسأذنون النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم الا أذن له يتسللون ونحن ثلثمائة أو نحو ذلك إذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى مر على وما على جنة من العدو ولا من البرد الامرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال من هذا قلت حذيفة فتقاصرت إلى الارض فقلت بلى يا رسول الله كراهية أقوم فقال قم فقمت فقال انه كان في القوم خبر فاتني بخبر القوم قال وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال فو الله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوف الا خرج من جوفى فما أجد منه شيا فلما وليت قال يا حذيفة لا تحدث في القوم شيا حتى تأتيني فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد وإذا برجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول الرحيل الرحيل ثم دخل العسكر فإذا في الناس رجال من بنى عامر يقولون الرحيل الرحيل يا آل عامر لا مقام لكم وإذا
[ 185 ]
الرحيل في عسكرهم ما يجاوز عسكرهم شبرا فو الله انى لاسمع صوت الحجارة في رحالهم ومن بينهم الريح يضربهم بها ثم خرجت نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتصفت في الطريق أو نحو ذلك إذا أنا بنحو من عشرين فارسا متعممين فقالوا اخبر صاحبك ان الله كفاه القوم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتمل في شملة يصلى وكان إذا خربه أمر صلى فاخبرته خبر القوم أنى تركتهم يرتحلون فانزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود الآية * وأخرج الفريابى وابن عساكر عن ابراهيم التيمى عن أبيه قال قال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحملته ولفعلت فقال حذيفة لقد رأيتنى ليلة الاحزاب ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل في ليلة باردة ما قبله ولا بعده برد كان أشد منه فحانت منى التفاتة فقال ألا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم جعله الله معى يوم القيامة قال فما قام منا انسان قال فسكتوا ثم عاد فسكتوا ثم قال يا أبا بكر ثم قال استغفر الله رسوله ثم قال ان شئت ذهبت فقال يا عمر فقال استغفر الله رسوله ثم قال يا حذيفة فقلت لبيك فقمت حتى أتيت وان جنبى ليضربان من البرد فمسح رأسي ووجهى ثم قال ائت هؤلا القوم حتى تأتينا بخبرهم ولا تحدث حدثا حتى ترجع ثم قال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته حتى يرجع قال فلان يكون أرسلها كان أحب إلى من الدنيا وما فيها قال فانطلقت فاخذت أمشى نحوهم كانى أمشى في حمام قال فوجدتهم قد أرسل الله عليهم ريحا فقطعت أطنابهم وأبنيتهم وذهبت بخيولهم ولم تدع شيأ الا أهلكته قال وأبو سفيان قاعد يصطلى عند نار له قال فنظرت إليه فاخذت سهما فوضعته في كبد قوسى قال وكان حذيفة راميا فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدثن حدثا حتى ترجع قال فرددت سهمي في كنانثى قال فقال رجل من القوم الا فيكم عين للقوم فاخذ كل بيد جليسه فاخذت بيد جليسى فقلت من أنت قال سبحان الله أما تعرفني أنا فلان بن فلان فإذا رجل من هوازن فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته الخبر فلما أخبرته ضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل وذهب عنى الدفاء قال فادنانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا منى عند رجليه وألقى على طرف ثوبه فان كنت لالزق بطني وصدري ببطن قدميه فلما أصبحوا هزم الله الاحزاب وهو قوله فارسلنا عليهم ريحا وجنود الم تروها * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود قال كان يوم أبى سفيان يوم لاحزاب * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقول فقد بلغت القلوب الحناجر قال نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله بالريح * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن مجاهد إذ جاءتكم جنود قال الاحزاب عيينة بن بدر وأبو سفيان وقريظة فارسلنا عليهم ريحا قال يعنى ريح الصبا أرسلت على الاحزاب يوم الخندق حتى كفات قدورهم على أفواهها ونزعت فساطيطهم حتى اظعنتهم وجنودا لم تروها يعنى الملائكة قال ولم تقاتل الملائكة يومئذ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما كانت ليلة الاحزاب جاءت الشمال إلى الجنوب قالت انطلقي فانصري الله ورسوله فقالت الجنوب ان الحرة لا تسرى بالليل فغضب الله عليها وجعلها عقيما فارسل الله عليهم الصبا فاطفأت نيرانهم وقطعت أطنابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور فذلك قوله فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور * وأخرج الحاكم وصححه عن النعمان بن مقرن قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس ونهب الرياح * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم الاآية قالت كان ذلك يوم الخندق * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو
[ 186 ]
نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الاحزاب فخرجت لنا من الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتى المدينة حتى لكان مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون ثم ضربها الثانية فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثالثة فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها وكبر وكبر المسلمون فسألناه فقال أضاء لى في الاولى قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب فاخبرني جبريل أن أمتى ظاهرة عليها وأضاء لى في الثانية قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتى ظاهرة عليها وأضاء لى في الثالث قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتى ظاهرة عليها فابشروا بالنصر فاستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعد صادق بان وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الاحزاب فقال المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما وقال المنافقون الا تعجبون يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل يخبر انه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وانكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون ان تبرزوا وأنزل القرآن واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا * وأخرج ابن اسحق وابن مردويه عن ابن عباس قال أنزل الله في شأن الخندق وذكر نعمه عليهم وكفايته اياهم عدوهم بعد سواء الظن ومقالة من تكلم من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ربحا وجنودا لم تروها وكانت الجنود التى أتت المسلمين أسد وغطفان وسليما وكانت الجنود التى بعث الله عليهم من الريح الملائكة فقال إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم فكان الذين جاؤهم من فوقهم بنى قريظة والذين جاؤهم من أسفل منهم قريشا واسدا وغطفان فقال هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يقول معتب بن قشير ومن كان معه على رأيه واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستاذن فريق منهم النبي يقول أوس بن قيظى ومن كان معه على مثل رأيه ولو دخلت عليهم من اقطارها إلى واذن لا تمتعون الا قليلا ثم ذكر يقين أهل الايمان حين أتاهم الاحزاب فحصروهم وظاهرهم بنو قريظة فاشتد عليهم البلاء فقال ولما رأى المؤمنون الاحزاب إلى ان الله كان غفورا رحيما قال وذكر الله هزيمة المشركين وكفايته المؤمنين فقال ورد الله الذين كفروا بغيظهم الآية * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظى قالا قال معتب بن قشير كان محمدا يرى ان ياكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يامن ان يذهب إلى الغائط وقال أوس بن قيظى في ملا من قومه من بنى حارثة ان بيوتنا عورة وهى خارجة من الدينة ئذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبناءنا وذرارينا فانزل الله على رسوله حين فرغ منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكر نعمته عليهم وكفايته اياهم بعد سوء الظن منهم ومقالة من قال من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها فاكنت الجنود قريشا وغطفان وبنى قريظة وكانت الجنود التى أرسل عليهم مع الريح الملائكة إذ جاؤكم من فوقكم بنو قريظة ومن أسفل منكم قريش وغطفان إلى قوله ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يقول معتب بن قشير وأصحابه واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب يقول أوس بن قيظى ومن كان معه على ذلك من قومه * وأخرج ابن أبى شيبة عن البراء بن عازب قال لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحفر الخندق عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه وقال بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله انى لابصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله انى لابصر قصور المدائن البيض ثم ضرب الثالثة فقال بسم الله فقطع بقية الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله انى لابصر أبواب صنعاء * وأخرج ابن مردويه عن
[ 187 ]
ابن عباس في قوله إذ جاؤكم من فوقكم قال عيينة بن حصن ومن أسفل منكم قال أبو سفيان بن حرب * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم رمن أسفل منكم قال كان ذلك يوم الخندق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم قال نزلت هذه الآية يوم الاحزاب وقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا فخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل أبو سفيان بقريش ومن معه من الناس حتى نزلوا 7 بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عيينة بن حصن أخو بنى بدر بغطفان ومن تبعه حتى نزلوا بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتبت اليهود أبا سفيان فظاهروه فبعث الله عليهم الرعب ولريح فذكر انهم كانوا كلما بنوا بناء قطع الله أطنابه وكلما ربطوا دابة قطع الله رباطها وكلما أوقدوا نارا أطفاها الله حتى لقد ذكر لنا ان سيد كل حى يقول يا بنى فلان هلم إلى حتى إذا اجتمعوا عنده قال النجاة النجاة أتيتم لما بعث الله عليهم الرعب * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله إذ جاؤكم من فوقكم قال عيينة بن حصن في أهل نجد ومن أسفل منكم قال أبو سفيان بن حرب في أهل تهامة ومواجهتهم قريظة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله واذ زاغت الابصار قال شخصت الابصار * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وبلغت القلوب الحناجر قال شخصت من مكانها فلولا انه ضاق الحلقوم عنها أن تخرج لخرجت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله وبلغت القلوب الحناجر قال فزعها ولفظ ابن أبى شيبة قال ان القلوب لو تحركت أو زالت خرجت نفسه ولكن انما هو الفزع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وتظنون بالله الظنون قال ظنون مختلفة ظن المنافقون ان محمدا وأصحابه يستاصلون وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله ورسوله حق انه سيظهر على الدين كله * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وتظنون بالله الظنون قال هم المنافقون يظنون بالله ظنونا مختلفة وفي قوله هنالك ابتلى المؤمنون قال محصوا وفي قوله واذ يقول المنافقون تكلموا بما في أنفسهم من النفاق وتكلم المؤمنون بالحق والايمان قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخندق وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين جهد شديد فمكثوا ثلاثا لا يجدون طعاما حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرا من الجوع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال قال المنافقون يوم الاحزاب حين رأوا الاحزاب قد اكتنفوهم من كل جانب فكانوا في شك وريبة من أمر الله قالوا ان محمدا كان يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا ههنا حتى ما يستطيع يبرز أحدنا لحاجته فانزل الله واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق واجتمعت قريش وكنانة وغطفان فاستأجرهم أبو سفيان بلطپمة قريش فاقبلوا حتى نزلوا بفنائه فنزلت قريش أسفل الوادي ونزلت غطفان عن يمين ذلك وطليحة الاسدي في بنى أسد يسار ذلك وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم تحصن بالمدينة وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق فبينما هو يضرب فيه بمعوله إذ وقع المعول في صفا فطارت منه كهيئة الشهاب من النار في السماء وضرب الثاني فخرج مثل ذلك فرأى ذلك سلمان رضى الله عنه فقال يا رسول الله قد رأيت خرج من كل ضربة كهيئة الشهاب فسطع إلى السماء فقال قد رأيت ذلك فقال نعم يا رسول الله قال تفتح لكم أبواب المدائن وقصور الروم ومدائن اليمن ففشا ذلك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به فقال رجل من الانصار يدعى قشير ابن معتب أيعدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم وأحدنا لا يستطيع أن يقضى حاجته الا قتل هذا والله الغرور فانزل الله تعالى في هذا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا * قوله تعالى (واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب) الآية * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واذ قالت طائفة منهم قال من المنافقين * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن المبارك عن هارون بن موسى قال أمرت رجلا فسال الحسن رضى الله عنه لا مقام لكم أو لا مقام
[ 188 ]
لكم قال كلتاهما عربية قال ابن المبارك رضى الله عنه المقام المنزل حيث هو قائم والمقام الاقامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا مقام لكم قال لا مقاتل لكم ههنا ففروا ودعوا هذا الرجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لا مقام لكن فارجعوا فروا ودعوا محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك واحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهى المدينة تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة هي طابة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدعونها يثرب فانها طيبة يعنى المدينة ومن قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات هي طيبة هي طيبة هي طيبة * قوله تعالى (ويستأذن فريق) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال إلى المدينة عن قتال ابى سفيان ويستأذن فريق منهم النبي قال جاءه رجلان من الانصار من بنى حارثة أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس والآخر يدعى أوس بن قيظى فقالا يا رسول الله ان بيوتنا عورة يعنون انها ذليلة الحيطان وهى في أقصى المدينة ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويستأذن فريق منهم النبي قال هم بنو حارثة قالوا بيوتنا مخليفة نخشى عليها السرق * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال ان الذين قالوا بيوتنا عورة يوم الخندق بنو حارثة بن الحارث * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان بيوتنا عورة نخاف عليها السرق * قوله تعالى (ولو دخلت عليهم من أقطارها) الآيات * أخرج البيهقى في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها قال لاعطوها يعنى ادخال بنى حارثة أهل الشام على المدينة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم معن الحسن رضى الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها قال من نواحيها ثم سئلوا الفتنة لآتوها قال لودعوا إلى الشرك لاجابوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها قال من أطرافها ثم سئلوا الفتنة يعنى الشرك * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها أي لو دخل عليهم من نواحى المدينة ثم سئلوا الفتنة قال الشرك لآتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا يقول لاعطوه طيبة به أنفسهم وما تلبثوا به الا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل قال كان ناس غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله سبحانه أهل بدر من الفضيلة والكرامة قالوا لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن فساق الله إليهم ذلك حتى كان في ناحية المدينة فصنعوا ما قص الله عليكم وفي قوله قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم الآية قال لن تزدادوا على آجالكم التى أجلكم الله وذلك قليل وانما الدنيا كلها قليل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الربيع بن خثيم رضى الله عنه في قوله وإذا لا تمتعون الا قليلا قال ما بينهم وبين الاجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم الآية قال هذا يوم الاحزاب انصرف رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف قال هلم إلى لقد بلغ بك وبصاحبك والذى يحلف به لا يستقى لها محمد أبدا قال كذبت والذى يحلف به وكان أخاه من أبيه وأمه والله لاخبرن النبي صلى الله عليه وسلم بامرك وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا ياتون البأس الا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون لاخوانهم ما محمد وأصحابه الا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل
[ 189 ]
فانه هالك والقائلين لاخوانهم أي من المؤمنين هلم الينا أي دعوا محمدا وأصحابه فانه هالك ومقتول ولا ياتون البأس الا قليلا قال لا يحضرون القتال الا كارهين وان حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين * قوله تعالى (أشحة عليكم) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أشحة عليكم بالخير المنافقون * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله أشحة عليكم قال في الغنائم إذا أصابها المسلمون شاحوهم عليها قالوا بالسنتهم لستم باحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك قال إذا حضروا القتال والعدو رأيتهم ينظرون اليك أجبن قوم وأخذله للحق تدور أعينهم قال من الخوف * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله تدور أعينهم قال فرقا من الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سلقوكم قال استقبلوكم * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل سلقوكم بالسنة حداد قال الطعن باللسان قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول فيهم الخصب والسماحة والنج * - دة فيهم والخاطب المسلاق * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فإذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد قال أما عند الغنيمة فاشح قوم وأسواؤه مقاسمة أعطونا أعطونا اتا قد شهدنا معكم وأما عند البأس فاجبن قوم وأخذله للحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله أشحة على الخير قال على المال * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وكان ذلك على الله يسيرا يعنى هينا والله أعلم * قوله تعالى (يحسبون الاحزاب) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يحسبون الاحزاب لم يذهبوا قال يحسبونهم قريبا لم يبعدوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله يحسبون الاحزاب لم يذهبوا قال كانوا يتحدثون بمجئ أبى سفيان وأصحابه وانما سموا الاحزاب لانهم حزبوا من قبائل الاعراب على النبي صلى الله عليه وسلم وان يات الاحزاب قال أبو سفيان وأصحابه يودوا لو أنهم بادون في الاعراب يقول يود المنافقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان يات الاحزاب قال أبو سفيان وأصحابه يودوا لو أنهم بادون يقول يود المنافقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان يات الاحزاب يودوا لو أنهم بادون في الاعراب قال هم المنافقون بناحية المدينة كانا يتحدثون بنبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون اما هلكوا بعد ولم يعلموا بذهاب الاحزاب قد سرهم ان جاءهم الاحزاب انهم بادون في الاعراب مخافة القتال * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يسألون عن أنبائكم قال عن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا * وأخرج ابن الانباري في المصاحف والخطيب في تالى التلخيص عن أسد بن يزيد ان في مصحف عثمان بن عفان رضى الله عنه يسلون عن أنبائكم السؤال بغير ألف * قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة قال مواساة عند القتال * وأخرج ابن مردويه والخطيب في رواة مالك وابن عساكر وابن النجار عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة قال في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن سعيد بن يسار قال كنت مع ابن عمر رضى الله عنهما في طريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فاوترت فقال ابن عمر رضى الله عنه أليس لك في رسول الله اسوة حسنة قلت بلى قال فانه كان يوتر على البعير * وأخرج ابن ماجه وابن ابى حاتم عن حفص بن عاصم رضى الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمر رضى الله عنهما رأيتك في السفر لا تصلى قبل الصلاة ولا بعدها فقال يا ابن أخى صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فلم أره يصلى قبل الصلاة ولا بعدها ويقول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما انه سئل عن رجل معتمر طاف
[ 190 ]
بالبيت أيقع على امرأته قبل ان يطوف بالصفا والمروة فقال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين وسعى بين الصفا والمروة ثم قرأ لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه ان رجلا أتى ابن عباس رضى الله عنهما فقال انى تذرت أن أنحر نفسي فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وفديناه بذبح عظيم فأمره بكبش * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما انه أهل وقال ان حيل بينى وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه ثم تلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضى الله عنه قال هم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان ينهى عن الحبرة من صباغ البول فقال له رجل أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها قال عمر رضى الله عنه بلى قال الرجل ألم يقل الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فتركها عمر * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما ان عمر رضى الله عنه أكب على الركن فقال انى لاعلم انك حجر ولو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولاقبلتك لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج أحمد وابو يعلى عن يعلى بن أمية رضى الله عنه قال طفت مع عمر رضى الله عنه فلما كنت عند الركن الذى يلى الباب مما يلى الحجر أخذت بيده ليستلم فقال ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال فهل رأيته يستلمه قلت لا قال ما بعد عنك فان لك في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم عن أبيه قال صلى ابن عمر رضى الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر فرأى بعضهم يسبح فقال ابن عمر رضى الله عنهما لو كنت مسبحا لاتممت الصلاة حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع أبى بكر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عمر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عثمان رضى الله عنه فكان لا يسبح بالنهار ثم قال ابن عمر رضى الله عنه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * قوله تعالى (ولما رأى المؤمنون الاحزاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما ولما رأى المؤمنون الاحزاب إلى آخر الآية قال ان الله تعالى قال لهم في سورة البقرة حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الاحزاب في الخندق قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله فتأول المؤمنون ذلك فلم يزدهم الا ايمانا أو تسليما * وأخرج جويبر عن الضحاك رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت هذه الآية قبل 7 تحول أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية وصدق الله ورسوله فيما أخبرا به من الوحى قبل ان يكون * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضى الله عنه قال انزل الله في سورة البقرة أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية فلما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله يعنى قوله أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما قال ما زادهم البلاء الا ايمانا بالرب وتسليما للقضاء * قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبى داود في المصاحف والبغوى وابن مردويه والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال لما نسخنا المصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الاحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم أجدها مع أحد الا مع خزيمة بن ثابت الانصاري الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فالحقتها في سورتها في المصحف * وأخرج البخاري وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضى الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر رضى الله عنه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه * وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي والبغوى في معجمه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أنس رضى الله عنه
[ 191 ]
قال غاب عمى أنس بن النضر عن بذر فشق عليه وقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه لئن أرانى الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع فشهد يوم أحد فاستقبله سعد بن معاذ رضى الله عنه فقال يا أبا عمر وإلى أين قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا يرون انها نزلت فيه وفي أصحابه * وأخرج الحاكم وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضى الله عنه ان عمه غاب عن قتال بدر فقال غبت عن أول قتال قاتله النبي صلى الله عليه وسلم المشركين لئن أشهدني الله تعالى قتالا للمشركين ليرين الله كيف أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المشركون فقال اللهم انى ابرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركون واعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعنى أصحابه ثم تقدم فلقيه سعد رضى الله عنه فقال يا أخى ما فعلت فانا معك فلم أستطع ان أصنع ما صنع فوجد فيه بضعا وثمانين من ضربه بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر * وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير رضى الله عنه وهو مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية ثم قال أشهد ان هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فائتوهم وزوروهم فو الذى نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة الا ردوا عليه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبى ذر رضى الله عنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب بن عمير رضى الله عنه مقتولا على طريقه فقرأ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية * وأخرج ابن مردويه من طريق خباب رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى عاصم والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن طلحة رضى الله عنه ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لاعرابي جاهل سله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترؤن على مسئلته يوقرونه ويهابونه فسأله الاعرابي فاعرض عنه ثم ساله فاعرض عنه ثم انى انطلقت من باب المسجد فقال أين السائل عمن قضى نحبه قال الاعرابي أنا قال هذا ممن قضى نحبه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والظبرانى وابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قرأ هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية كلها فقام إليه رجل فقال يا رسول الله من هؤلاء فاقبلت فقال أيها السائل هذا منهم * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن معاوية رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طلحة ممن قضى نحبه * وأخرج الحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت دخل طلحة رضى الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا طلحة أنت ممن قضى نحبه * وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى وابن المنذر وأبو نعيم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن ينظر إلى رجل يمشى على الارض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة * وأخرج ابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها قالت دخل طلحة بن عبيد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا طلحة أنت ممن قضى نحبه * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انهم قالوا حدثنا عن طلحة قال ذاك امرؤ نزل فيه آية من كتاب الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر طلحة ممن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل * وأخرج سعيد بن منصور وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس انه كان يقرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وآخرون ما بدلوا تبديلا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فمنهم من قضى نحبه قال الموت على ما عاهدوا الله عليه ومنهم من ينتظر على ذلك * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق سأله عن قوله قضى نحبه قال أجله الذى قدر له قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد رضى الله عنه
[ 192 ]
ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فمنهم من قضى نحبه قال عهده ومنهم من ينتظر يوما فيه جهاد فيقضى نحبه يعنى عهده بقتال أو صدق في لقاء * وأخرج أحمد والبخاري وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب الآن نغزوهم ولا يغزونا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كان بعد العشاء بهك كفينا ذلك فانزل الله وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فاقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف فان خفتم فرجالا أو ركبانا * وأخرج الحاكم وصححه عن عيسى بن طلحة قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهى تقول لامها أسماء أنا خير منك وأبى خير من أبيك فجعلت أسماء تشتمها وتقول أنت خير منى فقالت عائشة رضى الله عنها ألا أقضين بينكما قالت بلى قالت فان أبا بكر رضى الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أنت عتيق من النار قالت فمن يومئذ سمى عتيقا ثم دخل طلحة رضى الله عنه فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن اللهف عن أبيه رضى الله عنه في قوله فمنهم من قضى نحبه قال نذره وقال الشاعر قضت ومن يثرب نحبها فاستمرت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله فمنهم من قضى نحبه قال مات على ما هو عليه من التصديق والايمان ومنهم من ينتظر ذلك وما بدلوا تبديلا ولم يغيروا كما غير المنافقون * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه على الصدق والوفاء ومنهم من ينتظر من نفسه الصدق والوفاء وما بدلوا تبديلا يقول ما شكوا ولا ترددوا في دينهم ولا استبدلوا به غيره ويعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم قال يميتهم على نفاقهم فيوجب لهم العذاب أو يتوب عليهم قال يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم تائبون من النفاق فيغفر لهم * قوله تعالى (ورد الله الذين كفروا) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ورد الله الذى كفروا بغيظهم قال الاحزاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله ورد الله الذين كفروا بغيظهم قال أبو سفيان وأصحابه لم ينالوا خيرا قال لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفرا وكفى الله المؤمنين القتال انهزموا بالريح من غير قتال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وكفى الله المؤمنين القتال قال بالجنود من عنده والريح التى بعث عليهم وكان الله قويا في أمره عزيزا في نقمته * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال لما كان يوم الاحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انى أنشدك عهدك ووعدك اللهم انك ان تشأ لا تعبد فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الاشجعى وكان يامنه الفريقان جميعا فخذل بين الناس فانطلق الاحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله وكفى الله المؤمنين القتال * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال لما كان يوم الاحزاب ردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يحمى أعراض المسلمين قال كعب رضى الله عنه أنا يا رسول الله وقال عبد الله بن رواحة رضى الله عنه أنا يا رسول الله فقال انك تحسن الشعر فقال حسان أنا يا رسول الله فقال نعم اهجهم أنت فانه سيعينك عليهم روح القدس * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلى بن أبى طالب * قوله تعالى (وأنزل الذين ظاهروهم) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب قال قريظة من صياصيهم قال قصورهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من
[ 193 ]
صياصيهم قال حصونهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب قال هم بنو قريضة ظاهروا أبا سفيان وراسلوه ونكثوا العهد الذى بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد غسلت شقه إذ أتاه جبريل عليه السلام فقال عفا الله عنك ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بنى قريظة فانى قد قطعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم وناداهم يا اخوة القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف فرجوا أن تأخذه فيهم مودة فأومأ إليهم أبو لبابة فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحزنوا الله والرسول الآية فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وان عقارهم للمهاجرين دون الانصار فقال قومه وعشيرته آثر المهاجرين بالاعقار علينا فقال انكم كنتم ذوى اعقار وان المهاجرين كانوا لا أعقار لهم فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر وقال مضى فيكم بحكم الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقذف في قلوبهم الرعب قال بصنيع جبريل عليه السلام فريقا تقتلون قال الذين ضربت أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل فقتلوا حتى أتوا على آخرهم وتأسرون فريقا قال الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم قال قريظة والنضير أهل الكتاب وأرضا لم تطؤها قال خيبر فتحت بعد قريظة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأرضا لم تطؤها قال كنا نحدث أنها مكة وقال الحسن رضى الله عنه هي أرض الروم وفارس وما فتح عليهم * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وأرضا لم تطؤها قال هو ما ظهر عليها المسلمون إلى يوم القيامة * وأخرج البيهقى في الدلائل عن عروة رضى الله عنه وأرضا لم تطؤها قال يزعمون أنها خيبر ولا أحسبها الا كل أرض فتحها الله على المسلمين أو هو فاتحها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ومن تبعه من كنانة وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان وطليحة ومن تبعه من بنى أسد وأبو الاعور ومن تبعه من بنى سليم وقريظة كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك وظاهروا المشركين فانزل الله فيهم وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم فاتى جبريل عليه السلام ومعه الريح فقال حين سرى جبريل عليه السلام ألا أبشروا ثلاثا فارسل الله عليهم فهتكت القباب وكفأت القدور ودفنت الرجال وقطعت الاوتاد فانطلقوا لا يلوى أحد على أحد فانزل الله إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن مرويه عن عائشة رضى الله عنها قالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم فاصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال اللهم لا تمتنى حتى تقر عينى من قريظة وبعث الله الريح على المشركين وكفى الله المؤمنين القتال ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد رضى الله عنه في المسجد قالت فجاء جبريل عليه السلام وان على ثناياه نقع الغبار فقال أو قد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد اخرج إلى بنى قريظة فقاتلهم فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم فقيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فاتى به على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم فقال انى أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله * وأخرج البيهقى عن موسى بن عقبة رضى الله عنه قال أنزل الله في قصة الخندق وبنى قريظة تسعا وعشرين آية فاتحتها يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها النبي قل
[ 194 ]
لازواجك) * أخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر قال أقبل أبو بكر رضى الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جلوس والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فلم يؤذن له ثم أذن لابي بكر وعمر رضى الله عنهما فدخلا والنبى صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر رضى الله عنه لاكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله يضحك فقال عمر رضى الله عنه يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتنى النفقة آنفا فوجات عنقها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدانا جذه وقال هن حولي يسألننى النفقة فقام أبو بكر رضى الله عنه إلى عائشة رضى الله عنها ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقلن نساؤه والله لا نسال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة رضى الله عنها فقال انى ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلى فيه حتى تستامرى أبويك قالت ما هو فتلا عليها يا أيها النبي قل لازواجك الآية قالت عائشة رضى الله عنها أفيك استامر أبوى بل اختار الله ورسوله وأسالك أن لا تذكر إلى امرأة من نسائك ما اخترت فقال ان الله لم يبعثنى متعنتا وانما بعثنى معلما مبشرا لا تسألني امرأة منهن عما اخترت الا أخبرتها * وأخرج ابن سعد عن أبى سلمة الحضرمي قال جلست مع أبى سعيد الخدرى وجابر بن عبد الله رضى الله عنهما وهما يتحدثان وقد ذهب بصر جابر رضى الله عنه فجاء رجل فجلس ثم قال يا أبا عبد الله أرسلني اليك عروة بن الزبير أسالك فيم هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقال جابر رضى الله عنه تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة لم يخرج إلى الصلاة فاخذنا ما تقدم وما تأخر فاجتمعنا ببابه يسمع كلامنا ويعلم مكاننا فاطلنا الوقوف فلم ياذن لنا ولم يخرج الينا فقلنا قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانكم ولو أراد أن ياذن لكم لاذن فتفرقوا لا تؤذوه فتفرقوا غير عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتنحنح ويتكلم ويستاذن حتى أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر رضى الله عنه فدخلت عليه وهو واضع يده على خده أعرف به الكآبة فقلت له أي نبى الله بابى أنت وأمى يا رسول الله ما الذى را بك وما الذى لقى الناس بعدك من فقدهم لرؤيتك فقال يا عمر سألتني الاماء ما ليس عندي يعنى نساء فذاك الذى بلغ بى ما ترى فقلت يا نبى الله قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها منها بالارض لانها سألتني ما ليس عندي وأنت يا رسول الله على موعد من ربك وهو جاعل بعد العسر يسرا قال فلم أزل أكلمه حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحلل عنه بعض ذلك فخرجت فلقيت أبا بكر الصديق رضى الله عنه فحدثته الحديث فدخل أبو بكر عن عائشة رضى الله عنها فقال قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر عنكن شيا فلا تساليه ما لا يجد انظري حاجتك فاطلبيها إلى وانطلق عمر رضى الله عنه إلى حفصة فذكر لها مثل ذلك ثم اتبعا أمهات المؤمنين فجعلا يذكران لهن مثل ذلك فانزل الله تعالى في ذلك يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا يعنى متعة الطلاق ويعنى بتسريحهن تطليقهن طلاقا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بعائشة رضى الله عنها فقال ان الله قد أمرنى ان أخيركن بين أن تخترن الله ورسوله والدار الآخرة وبين أن تخترن الدنيا وزنيتها وقد بدأت بك وأنا أخيرك قالت وهل بدأت باحد قبلى منهن قال لا قالت فانى أختار الله ورسوله والدار الآخرة فاكتم على ولا تخبر بذاك نساءك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أخبرهن به فاخبرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة فكان خياره بين الدنيا والآخرة اتخترن الآخرة أو الدنيا قال وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فاخترن أن لا يتزوجن بعده ثم قال يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يعنى الزنا يضاعف لها العذاب ضعفين يعنى في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله يعنى تطيع الله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين مضاعفا لها في الآخرة واعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى في قلبه مرض يقول فجور وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن يقول لا تخرجن من بيوتكن ولا تبرجن يعنى القاء
[ 195 ]
القناع فعل الجاهلية الاولى ثم قال جابر رضى الله عنه ألم يكن الحديث هكذا قال بلى * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت فبد أبى فقال انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستامرى أبويك وقد علم أن أبوى لم يكونا يامرانى بفراقه فقال ان الله قال يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى تمام الآيتين فقلت له ففى أي هذا استامر أبوى فانى أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت * وأخرج ابن سعد عن عمرو ابن سعيد عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بدأ بعائشة رضى الله عنها قال ان الله خيرك فقالت اخترت الله ورسوله ثم خير حفصة رضى الله عنها فقلن جميعا اخترنا الله ورسوله غير العامرية اختارت قومها فكانت بعد تقول أنا الشقية وكانت تلقط البعر وتبيعه وتستاذن على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول أنا الشقية * وأخرج ابن سعد عن أبى جعفر رضى الله عنه قال قال نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نساء أغلى مهورا منا فغار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن * وأخرج ابن سعد عن أبى صالح قال اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعا غير العامرية كانت ذاهبة العقل حتى ماتت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا فدخل على صبيحة تسعة وعشرين فقلت يا رسول الله ألم تكن حلفت لتهجرنا شهرا قال ان الشهر هكذا وهكذا وهكذا وضرب بيده جميعا وخنس يقبض أصبعا في الثالثة ثم قال يا عائشة انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تعجلى حتى تستشيرى أبويك وخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة سنى قلت وما ذاك يا رسول الله قال انى أمرت ان أخيركن ثم تلا هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى قوله أجرا عظيما قالت فيم استشير أبوى يا رسول الله بل أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وسمع نساؤه فتواثرن عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه بين الدنيا والآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة والحسن رضى الله عنهما قالا أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والناس قال الحسن رضى الله عنه في شئ كن أردنه من الدنيا وقال قتادة رضى الله عنه في غيرة كانت غارتها عائشة رضى الله عنها وكان تجته يومئذ تسع نسوة خمس من قريش عائشة وحفصة وأم حبيبة بنت أبى سفيان وسودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبى أمية وكانت تحته صفية بنت حيى الخيبرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الاسدية وجويرية بنت الحارث من بنى المصطلق وبدأ بعائشة رضى الله عنها فلما اختارت ورسوله والدار الآخرة رؤى الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابعن كلهن على ذلك فلما خيرهن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة شكرهن الله تعالى على ذلك ان قال لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن فقصره الله تعالى عليهن وهن التسع اللاتى اخترن الله ورسوله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لازواجك الآية قال أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخير نساءه في هذه الآية فلم تختر واحدة منهن نفسها غير الحميرية * وأخرج البيهقى في السنن عن مقاتل بن سليمان رضى الله عنه في قوله يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يعنى العصيان للنبى صلى الله عليه وسلم يضعف لها العذاب ضعفين في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا يقول وكان عذابها عند الله هينا ومن يقنت يعنى من يطع منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان مكان كل حسنة تكتب عشرين حسنة واعتدنا لها رزقا كريما يعنى حسنا وهى الجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال عذاب الدنيا وعذاب الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال يجعل عذابهن ضعفين ويجعل على من قذفهن
[ 196 ]
الحد ضعفين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع عن أنس رضى الله عنه في قوله يا نساء النبي الآيتين قال ان الحجة على الانبياء أشد منها على الاتباع في الخطيئة وان الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم فان الحجة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن فقال ان من عصى منكن فانه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر نساء المؤمنين ومن عمل صالحا فان الاجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا قال يقول من يطع الله منكن وتعمل صالحا لله ورسوله بطاعته * وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضى الله عنه في قوله ومن يقنت منكن لله ورسوله يعنى تطيع الله ورسوله وتعمل صالحا تصوم وتصلى * وأخرج الطبراني عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يؤتون أجرهم مرتين منهم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن ابى حاتم عن جعفر بن محمد رضى الله عنه يجرى أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب * قوله تعالى (يا نساء النبي لستن كاحد من النساء) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لستن كاحد من النساء قال كاحد من نساء هذه الامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا نساء النبي لستن كاحد الآية يقول أنتن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه تنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الوحى الذى ياتيه من السماء وأنتن أحق بالتقوى من سائر النساء فلا تخضعن بالقول يعنى الرفث من الكلام أمرهن أن لا يرفثن بالكلام فيطمع الذى في قلبه مرض يعنى الزنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا تخضعن بالقول قال مقاربة الرجل في القول حتى يطمع الذى في قلبه مرض * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فلا تخضعن بالقول قال لا ترفثن بالقول * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا تخضعن بالقول يقول لا ترخصن بالقول ولا تخضعن بالكلام * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله فيطمع الذى في قلبه مرض قال شهوة الزنا * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله فيطمع الذى في قلبه مرض قال الفجور والزنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول حافظ للفرج راض بالتقى * ليس ممن قلبه فيه مرض * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن على رضى الله عنه قال المرض مرضان فمرض زنا ومرض نفاق * وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضى الله عنه في قوله فيطمع الذى في قلبه مرض يعنى الزنا وقلن قولا معروفا يعنى كلاما ظاهرا ليس فيه طمع لاحد * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله وقلن قولا معروفا يعنى كلاما ليس فيه طمع لاحد * قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين قال نبئت انه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها مالك لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل اخواتك فقالت قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتى فو الله لا أخرج من بيتى حتى أموت قال فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن سعد وعبد الله ابن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق رضى الله عنه قال كانت عائشة رضى الله عنها إذا قرأت وقرن في بيوتكن بكت حتى تبل خمارها * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر قال فكان كلهن يحجن الا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد ان سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أم نائلة رضى الله عنها قالت جاء أبوبرزة فلم يجد أم ولده في البيت وقالوا ذهبت إلى المسجد فلما جاءت صاح بها فقال ان الله نهى النساء ان يخرجن وأمرهن يقرن في بيوتهن ولا يتبعن جنازة ولا ياتين مسجدا ولا يشهدن جمعة * وأخرج الترمذي والبزار عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهى في قعر بيتها * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال احبسوا النساء في البيوت فان النساء عورة وان المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها
[ 197 ]
الشيطان وقال لها انك لا تمرين باحد الا أعجب بك * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر رضى الله عنه قال استعينوا على النساء بالعرى ان احداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها الخروج * وأخرج البزار عن أنس رضى الله عنه قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله فقال من قعدت منكن في بيتها فانها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله * قوله تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت الجاهلية الاولى فيما بين نوح وادريس عليهما السلام وكانت ألف سنة وان بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبال فكان رجال الجبال صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة وان ابليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه فكان يخدمه واتخذ ابليس شبابة مثل الذى يزمر فيه الرعاء فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حوله فاننا بوهم يسمعون إليه واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة فتتبرج النساء للرجال وتتبرج الرجال لهن وان رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فاتى أصحابه فاخبرهم بذلك فتحولوا اليهن فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى * وأخرج ابن جرير عن الحكم رضى الله عنه ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى قال كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه فانزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه سأله فقال أرأيت قول الله تعالى لازواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى هل كانت الجاهلية غير واحدة فقال ابن عباس رضى الله عنهما ما سمعت باولى الا ولها آخرة فقال له عمر رضى الله عنه فانبئنى من كتاب الله ما يصدق ذلك قال ان الله يقول وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة فقال عمر رضى الله عنه من أمرنا ان نجاهد قال بنى مخزوم وعبد شمس * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى قال تكون جاهلية أخرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة رضى الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت الجاهلية الاولى كانت على عهد ابراهيم عليه السلام * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضى الله عنه قال الجاهلية الاولى التى ولد فيها ابراهيم عليه السلام والجاهلية الآخرة التى ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الجاهلية الاولى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال الجاهلية الاولى بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كانت المرأة تخرج فتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية الاولى * وأخرج البيهقى في سننه عن أبى أذينة الصدفى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر النساء المتبرجات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن الا مثل الغراب الاعصم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يقول إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية فيها تكسير وتفتج فنهاهن الله عن ذلك * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن أبى نجيح رضى الله عنه في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى قال التبختر * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله ولا تبرجن الآية قال التبرج انها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده فيوارى قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قال لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى قالت امرأة يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فاسعديها ثم تعالى فبايعيني * قوله تعالى
[ 198 ]
(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقال عكرمة رضى الله عنه من شاء باهلته انها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه في قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال ليس بالذى تذهبون إليه انما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن عروة رضى الله عنه انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال يعنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نزلت في بيت عائشة رضى الله عنها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بينهما على منامة له عليه كساء خيبرى فجاءت فاطمة رضى الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعى زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم ياكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلة ازاره فغشاهم اياها ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة رضى الله عنها فادخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال انك إلى خير مرتين * وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضى الله عنها قالت جاءت فاطمة رضى الله عنها إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك قالت هو في البيت قال اذهبي فادعيه وابنيك فجاءت تقودا بنيها كل واحد منهما في يد وعلى رضى الله عنه يمشى في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسهما في حجره وجلس على رضى الله عنه عن يمينه وجلست فاطمة رضى الله عنها عن يساره قالت أم سلمة رضى الله عنها فاخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت * وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضى الله عنها ائتنى بزوجك وابنيه فجاءت بهم فالقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال اللهم ان هؤلاء أهل محمد وفي لفظ آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد قالت أم سلمة رضى الله عنها فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدى وقال انك على خير * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلى وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم وأنا على باب البيت قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال انك إلى خير انك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضى الله عنها فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلى فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة رضى الله عنها فانا معهم يا نبى الله قال أنت على مكانك وانك على خير * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضى الله عنها قالت في بيتى نزلت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وفي البيت فاطمة وعلى والحسن والحسين فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت هذه الآية في خمسة في وفي على وفاطمة وحسن وحسين انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر
[ 199 ]
اسود فجاء الحسن والحسين رضى الله عنهما فادخلهما معه ثم جاء على فادخله معه ثم قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن جرير والحام وابن مردويه عن سعد قال نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلى وأهل بيتى * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلى حتى دخل فادنى عليا وفاطمة فاجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضى الله عنها إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول الصلاة يا أهل البيت الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله في أهل بيتى فقيل لزيد رضى الله عنه ومن أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فانا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون فانا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم وانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فانا وأهل بيتى مطهرون من الذنوب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصهم برحمته قال وحدث الضحاك بن مزاحم رضى الله عنه ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما دخل على رضى الله عنه بفاطمة رضى الله عنها جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا انا حرب لما حاربتم أنا سلم لم سالمتم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبى الحمراء رضى الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة الا أتى إلى باب على رضى الله عنه فوضع يده على جنبتى الباب ثم قال الصلاة الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر ياتي كل يوم باب على بن أبى طالب رضى الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات * وأخرج الطبراني عن أبى الحمراء رضى الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتي باب على وفاطمة ستة أشهر فيقول انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * قوله تعالى (واذكرن) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال القرآن والسنة عتب عليهن بذلك * وأخرج ابن سعد عن أبى امامة بن سهل رضى الله عنه في قوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند بيوت
[ 200 ]
أزواجه النوافل بالليل والنهار * قوله تعالى (ان المسلمين والمسلمات) الآية * أخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضى الله عنها قالت قلت للنبى صلى الله عليه وسلم ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فلم ير عنى منه ذات يوم الا نداؤه على المنبر وهو يقول يا أيها الناس ان الله يقول ان المسلمين والمسلمات إلى آخر الآية * وأخرج الفريابى وابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضى الله عنها انها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم مالى أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن فانزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن أم عمارة الانصارية رضى الله عنها انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شئ الا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ فنزلت هذه الآية ان المسلمين والمسلمات * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت النساء يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات فنزل ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلن قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشئ أما فينا ما يذكر فانزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن سعد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضى الله عنه قال لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء لو كان فينا خير لذكرن فانزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضى الله عنه قال قال النساء للرجال أسلمنا كما أسلمتم وفعلنا كما فعلنم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين فلما هاجروا سموا المؤمنين فانزل الله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات شهر رمضان والحافظين فروجهم والحافظات يعنى من النساء والذاكرين الله كثيرا والذاكرات يعنى ذكر الله وذكر نعمه أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ان المسلمين والمسلمات يعنى المخلصين لله من الرجال والمخلصات من النساء والمؤمنين والمؤمنات يعنى المصدقين والمصدقات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات يعنى الصادقين في ايمانهم والصابرين والصابرات يعنى على أمر الله والخاشعين يعنى المتواضعين لله في الصلاة من لا يعرف من عن يمينه ولا من عن يساره ولا يلتفت من الخشوع لله والخاشعات يعنى المتواضعات من النساء والصائمين والصائمات قال من صام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من أهل هذه الآية والحافظين فروجهم والحافظات قال يعنى فروجهم عن الفواحش ثم أخبر بثوابهم فقال أعد الله لهم مغفرة يعنى لذنوبهم وأجرا عظيما يعنى جزاء وافرا في الجنة * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا ايقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا * قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الاسدية فخطبها قالت لست بناكحته قال بلى فانكحيه قالت يا رسول الله أو امر في نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قالت قد رضيته لى يا رسول الله منكحا قال نعم قالت اذن لا أعصى رسول الله قد أنكحته نفسي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة فانزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة الآية كلها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
[ 201 ]
وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن قتادة رضى الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد رضى الله عنه فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فانزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية فرضيت وسلمت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قال زينب بنت جحش وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضى الله عنها انى أريد أن أزوجك زيد بن حارثة فانى قد رضيته لك قالت يا رسول الله لكنى لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم اكن لافعل فنزلت هذه الآية وما كان لمؤمن يعنى زيدا ولا مؤمنة يعنى زينب إذا قضى الله ورسوله أمرا يعنى النكاح في هذا الموضع ان تكون لهم الخيرة من أمرهم يقول ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا قالت قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالت انما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن طاوس أنه سأل ابن عباس رضى الله عنهما عن ركعتين بعد العصر فنهاه وقال ابن عباس رضى الله عنهما وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم * قوله تعالى (واذ تقول للذى أنعم الله عليه) * أخرج البزار وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسامة بن زيد رضى الله عنه قال جاء العباس وعلى بن أبى طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب اليك قال أحب أهلى إلى فاطمة قالا ما نسألك عن فاطمة قال فاسامة بن زيد الذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه قال على رضى الله عنه ثم من يا رسول الله قال ثم أنت ثم العباس فقال العباس رضى الله عنه يا رسول الله جعلت عمك آخرا قال ان عليا سبقك بالهجرة * وأخرج عبد ابن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان هذه الآية وتخفى في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضى الله عنه قال جاء زيد ابن حارثة رضى الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت وتخفى في نفسك ما الله مبديه قال أنس رضى الله عنه فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيأ لكتم هذه الآية فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ذبح شاة فلما قضى زيد منها وطرا زوجناها فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها على فانطلق قال فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت يا زينب أبشرى أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيا حتى أوامر ربى فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير اذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقى رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقولن يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدرى أنا أخبرته ان القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت ادخل معه فالقى الستر بينى وبينه فنزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الآية * وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد ابن يحيى بن حيان رضى الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد انما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجئ لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم إليه
[ 202 ]
زينب بنت جحش زوجته فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل فابى ان يدخل فاعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشئ لا يكاد يفهم منه الا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضى الله عنه إلى منزله فاخبرته امرأته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله فقال زيد رضى الله عنه الا قلت له ان يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه فابى قال فسمعت شيا قالت سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضى الله عنه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بلغني انك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فافارقها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول امسك عليك زوجك ففارقها زيد واعتزلها وانقضت عدتها فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضى الله عنها إذ أخذته غشية فسرى عنه وهو يتبسم ويقول من يذهب إلى زينب فيبشرها ان الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه امسك عليك زوجك القصة كلها قالت عائشة رضى الله عنها فاخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم الامور وأشرفها زوجها الله من السماء وقلت هي تفخر علينا بهذا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتما شيا من الوحى لكتم هذه الآية واذ تقول للذى أنعم الله عليه يعنى بالاسلام وأنعمت عليه بالعتق امسك عليك زوجك إلى قوله وكان أمر الله مفعولا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا تزوج حليلة ابنه فانزل الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير فلبث حتى صار رجلا يقال له زيد بن محمد فانزل الله ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله يعنى أعدل عند الله * وأخرج الحاكم عن الشعبى رضى الله عنه قال كانت زينب رضى الله عنها تقول للنبى صلى الله عليه وسلم أنا أعظم نسائك عليك حقا انا خيرهن منكحا وأكرمهن سترا وأقربهن رحما زوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان جبريل عليه السلام هو السفير بذلك وأنا بنت عمتك ليس لك من نسائك قريبة غيرى * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه قال كانت زينب تقول للنبى صلى الله عليه وسلم انى لادل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن ان جدى وجدك واحد وانى أنكحنيك الله من السماء وان السفير لجبريل عليه السلام * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أم سلمة رضى الله عنها عن زينب رضى الله عنها قالت انى والله ما أنا كاحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم انهن زوجن بالمهور وزوجهن الاولياء وزوجني الله ورسوله وأنزل في الكتاب يقرؤه المسلمون لا يغير ولا يبدل واذ تقول للذين أنعم الله عليه الآية * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها قالت يرحم اله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذى لا يبلغه شريف ان الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن * واخرج ابن سعد عن عصام الاحول ان رجلا من بنى أسد فاخر رجلا فقال الاسدي هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سموات يعنى زينب بنت جحش * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن قتادة رضى الله عنه في قوله واذ تقول للذى أنعم الله عليه قال زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالاسلام وأنعمت عليه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك واتق الله يا زيد بن حارثة قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله ان زينب قد اشتد على لسانها وأنا أريد ان أطلقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله وأمسك عليك زوجك قال والنبى صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس ان أمره بطلاقها فانزل الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه قال كان يخفى في نفسه وذاته طلاقها قال قال الحسن رضى الله عنه ما انزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ولو كان كاتما شيا من الوحى لكتمها وتخشى الناس قال خشى النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس فلما قضى زيد منها وطرا قال طلقها زيد زوجناكها فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول أما أنتن زوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش لكى
[ 203 ]
لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهن إذا قضوا منهن وطرا قال إذا طلقوهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبتى زيد بن حارثة رضى الله عنه ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول كما هوى داود النبي عليه السلام المرأة التى نظر إليها فهويها فتزوجها فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فتزوج زينب كما كان سنة الله في داود أن يزوجه تلك المرأة وكان أمر الله قدرا مقدورا في أمر زينب * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن على بن زيد بن جدعان قال قال لى على بن الحسين ما يقول الحسن رضى الله عنه في قوله وتخفى في نفسك ما الله مبديه فقلت له فقال لا ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم ان زينب رضى الله عنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها فلما أتاه زيد يشكو إليه قال اتق الله وامسك عليك زوجك فقال قد أخبرتك أنى مزوجكها وتخفى في نفسك ما الله مبديه * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في قوله ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل قال يعنى يتزوج من النساء ما شاء هذا فريضة وكان من كان من الانبياء عليهم السلام هذا سنتهم قد كان لسليمان عليه السلام ألف امرأة وكان لداود عليه السلام مائة امرأة * وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله سنة الله في الذين خلوا من قبل قال داود والمرأة التى نكح وزوجها واسمها اليسعية فذلك سنة الله في محمد وزينب وكان أمر الله قدرا مقدورا كذلك من سنته في داود والمرأة والنبى صلى الله عليه وسلم وزينب * وأخرج البيهقى في سننه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال لا نكاح الا بولي وشهود ومهر الا ما كان للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الاسدي قال حدثنى مذكور مولى زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فارسلت إليه أخى يشاوره في ذلك قال فاين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قال من قال زيد بن حارثة فغضبت وقالت تزوج بنت عمتك مولاك ثم أتتنى فاخبرتني بذلك فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فانزل الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم فارسلت إليه زوجنى من شئت فزوجني منه فاخذته بلساني فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اذن طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدني لم أشعر الا والنبى صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال الله المزوج وجبريل الشاهد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله واذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت الآية قال بلغنا أن هذه الآية انزلت في زينب بنت جحش رضى الله عنها وكانت امها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضى الله عنه فكرهت ذلك تم انها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها اياه ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد انها من أزواجه فكان يستحى أن يامر زيد بن حارثة بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمسك عليه زوجه وان يتقى الله وكان يخشى الناس ان يعيبوا عليه ان يقولوا تزوج امرأة ابنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلى امرأته خديجة فاتخذه ولدا فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم أراد ان يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فانزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم الآية فقيل لها ان شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالت بل الله ورسوله فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها فمكثت ما شاء الله أن تمكث ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهى بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة رضى الله عنه فانزل الله واذ تقول للذى أنعم الله عليه يعنى زيدا بالاسلام وأنعمت عليه يا محمد بالعتق أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه قفال عكرمة رضى الله عنه فكان الناس يقولون من شدة ما يرون من حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد رضى الله عنه انه ابنه فاراد الله أمرا قال الله فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها يا محمد لكى لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج
[ 204 ]
أدعيائهم وأنزل الله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فلما طلقها زيد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا لو كان زيدا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال تفاخرت زينب وعائشة رضى الله عنهما فقالت زينب رضى الله عنها أنا الذى نزل تزويجي من السماء وقالت عائشة رضى الله عنها أنا الذى نزل عذرى من السماء في كتابه حين حملني ابن المعطل على الراحلة فقالت لها زينب رضى الله عنها ما قلت حين ركبتيها قالت قلت حسبى الله ونعم الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت في زيد بن حارثة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن على بن الحسين رضى الله عنه في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله قال نزلت في زيد بن حارثة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت في زيد رضى الله عنه أي انه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور وانه لابو القاسم وابراهيم والطيب والمطهر * وأخرج الترمذي عن الشعبى في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولكن رسول الله وخاتم النبيين قال آخر نبى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وخاتم النبيين قال ختم الله النبيين بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان آخر من بعث * وأخرج أحمد ومسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلى ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فاتمها الا لنة واحدة فجئت أنا فاتممت تلك اللبنة * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلى ومثل الانبياء كمثل رجل ابتنى دارا فاكملها وأحسنها الا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر إليها قال ما أحسنها الا موضع اللبنة فانا موضع اللبنة فختم بى الانبياء * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلى ومثل الانبياء من قبلى كمثل رجل بنى دارا بناء فاحسنه وأجمله الا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة فانا اللبنة وأنا خاتم النبيين * وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبى بن كعب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلى في النبيين كمثل رجل بنى دارا فاحسنها وأكملها وأجملها وترك فيها موضع لبنة لم يضعها فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون لو تم موضع هذه اللبنة فانا في النبيين موضع تلك اللبنة * وأخرج ابن مردويه عن ثوبان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيكون في أمتى كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبى وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدى * وأخرج أحد عن حذيفة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أمتى كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وانى خاتم النبيين لا نبى بعدى * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة رضى الله عنها قالت قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبى بعده * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى رضى الله عنه قال قال رجل عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الانبياء لا نبى بعده فقال المغيرة حسبك إذا قلت خاتم الانبياء فانا كنا نحدث ان عيسى عليه السلام خارج فان هو خرج فقد كان قبله وبعده * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن أبى عبد الرحمن السلمى قال كنت اقرئ الحسن والحسين فمر بى على بن أبى طالب رضى الله عنه وانا اقرئهما فقال لى اقرئهما وخاتم النبيين بفتح التاء والله الموفق * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا يقول لا يفرض على عباده فريضة الا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهى إليه ولم يعذر أحدا في تركه الا مغلوبا على عقله فقال اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته قال الله تعالى هو الذى يصلى عليكم وملائكته * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله اذكروا الله
[ 205 ]
ذكرا كثيرا قال باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال وسبحوه بكرة وأصيلا يقول صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى * وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله ومن الغازى في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا * وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا قال أكثرهم لله ذكرا قال فاى الصائمين أعظم أجرا قال أكثرهم لله ذكرا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضى الله عنهما يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين حمدان قال يا معاذ أين السابقون قلت مضى ناس قال اين السابقون الذين يستهترون بذكر الله من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله * وأخرج الطبراني عن أم أنس رضى الله عنها انها قالت يا رسول الله اوصني قال اهجري المعاصي فانها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فانها أفضل الجهاد وأكثري من ذكر الله فانك لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة ذكره * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكئر ذكر الله فقد برئ من الايمان * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكتر واذكر الله حتى يقولوا مجنون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله حتى يقول المنافقون انكم مراؤن * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى الجوزاء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون انكم مراؤن * قوله تعالى (وسبحوه بكرة وأصيلا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وسبحوه بكرة وأصيلا قال صلاة الصبح وصلاة العصر * وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما * وأخرج أحمد عن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلى من ان أعتق رقبتين أو أكثر من ولد اسمعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من ان اعتق أربع رقاب من ولد اسمعيل * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم ان يعمل الله ألف حسنة حين يصبح يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة فانها ألف حسنة فانه لن يعمل ان شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا * وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقول سبحان الله وبحمده انهما القريبتان * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة أو شجرة في الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن حبان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر * وأخرج ابن أبى شيبة عن هلال بن يسار رضى الله عنه قال كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبد الله الا أدلك على خير من ذلك تقولين الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعد رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 206 ]
فقال لنا يعجز أحدكم ان يكسب في اليوم ألف حسنة فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة * قوله تعالى (هو الذى يصلى علكيم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي قال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا الا أشركنا فيه فنزلت هو الذى يصلى عليكم وملائكته * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضى الله عنه قال جاء رجل إلى أبى امامة فقال انى رأيت في منامي ان الملائكة تصلى عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله هو الذى يصلى عليكم وملائكته قال صلاة الله ثناؤه وصلاة الملائكة عليهم السلام الدعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله هو الذى يصلى عليكم وملائكته قال الله يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه انه سئل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم قال أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الانبياء فقال هو الذى يصلى عليكم وملائكته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله هو الذى يصلى عليكم قال ان بنى اسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلى ربك فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام فأوحى الله إليه أخبرهم انى أصلى وأن صلاتي ان رحمتى سبقت غضبى * وأخرج ابن أبى شيبة عن مصعب بن سعد رضى الله عنه قال إذا قال العبد سبحان الله قالت الملائكة وبحمده وإذا قال سبحان الله وبحمده صلوا عليه * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضى الله عنه في الآية قال قال بنو اسرائيل يا موسى سل لنا ربك هل يصلى فتعاظم عليه ذلك فقال يا موسى ما يسألك قومك فاخبره قال نعم أخبرهم انى أصلى وان صلاتي ان رحمتى سبقت غضبى ولولا ذلك لهلكوا * وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبى رباح رضى الله عنه في قوله هو الذى يصلى عليكم وملائكته قال صلاته على عباده سبوح قدوس تغلب رحمتى غضبى * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لجبريل عليه السلام هل يصلى ربك قال نعم قلت وما صلاته قال سبوح قدوس سبقت رحمتى غضبى * قوله تعالى (تحيتهم يوم يلقونه سلام) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام تحية أهل الجنة السلام وأعد لهم أجرا كريما أي الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى الدنيا في ذكر الموت وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن البراء بن عازب رضى الله عنه في قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام قال يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه الا سلم عليه * وأخرج المروزى في الجنائز وابن أبى الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال ربك يقرئك السلام * قوله تعالى (يا أيها النبي أنا أرسلناك) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونيذرا وقد كان أمر عليا ومعاذا ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تسعرا فانه قد أنزل على يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا قال شاهدا على أمتك ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا اله الا الله باذنه وسراجا منيرا بالقرآن * وأخرج أحمد والبخاري وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين أنت عبدى ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تخبزى بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتصفح * وأخرج الحاكم وصححه
[ 207 ]
والبيهقي عن العرباض بن سارية رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى عبد الله وخاتم النبيين وأبى منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبى ابراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التى رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور الشام ثم تلا يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى قومه منيرا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا لما نزلت ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالوا يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فانزل الله وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا قال الفضل الكبير الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال اجتمع عتبة وشيبة وأبو جهل وغيرهم فقالوا أسقط السماء علينا كسفا أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك إلى انما بعثت اليكم داعيا ومبشرا ونذيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا قال على أمتك بالبلاغ ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى الله إلى شهادة أن لا اله الا الله باذنه قال بامره وسراجا منيرا قال كتاب الله يدعوهم إليه وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا وهى الجنة ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم قال اصبر على أذاهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ودع أذاهم قال اعرض عنهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إذا نكحتم المؤمنات الآية قال هذا في الرجل يتزوج المرأة ثم يطلقها من قبل ان يمسها فإذا طلقها واحدة بانت منه لا عدة عليها تتزوج من شاءت ثم قال فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يقول ان كان سمى لها صداقا فليس لها الا النصف وان لم يكن سمى لها صداقا متعها على قدر عسره ويسره وهو السراح الجميل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال التى نكحت ولم يبن بها ولم يفرض لها فليس لها صداق وليس عليها عدة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن الآية قال هي منسوخة نسختها الآية التى في البقرة فنصف ما فرضتم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات إلى قوله فمتعوهن قال هي منسوخة نسختها الآية التى في البقرة وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم فصار لها نصف الصداق ولا متاع لها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه وأبى العالية رضى الله عنه قالا ليست بمنسوخة لها نصف الصداق ولها المتاع * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال لكل مطلقة متاع دخل أو لم يدخل بها فرض لها أو لم يفرض لها * وأخرج عبد بن حميد عن حسين بن ثابت رضى الله عنه قال جاء رجل إلى على بن حسين فسأله عن رجل قال ان تزوجت فلانة فهى طالق قال ليس بشئ بدأ الله بالنكاح قبل الطلاق فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال سئل ابن عباس رضى الله عنهما عن رجل يقول ان تزوجت فلانة فهى طالق قال ليس بشئ انما الطلاق لمن يملك قال ابن مسعود رضى الله عنه كان يقول إذا وقت وقتا فهو كما قال قال رحم الله أبا عبد الرحمن لو كان كما قال لقال الله يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم النساء ثم نكحتموهن ولكن انما قال إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج رضى الله عنه قال بلغ ابن عباس رضى الله عنهما ان ابن مسعود يقول ان طلق ما لم ينكح فهو جائز فقال ابن عباس رضى الله عنهما أخطا في هذا ان الله تعالى يقول إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن ولم يقل إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه من طريق طاوس عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه تلا يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن قال فلا يكون طلاق حتى يكون نكاح * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال إذا قال كل امرأة أتزوجها فهى طالق أو ان تزوجت فلانة فهى طالق فليس بشئ انما الطلاق لمن يملك من أجل أن الله يقول إذا نكحتم المؤمنات طلقتموهن * وأخرج البيهقى في السنن من
[ 208 ]
طريق عكرمة رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما قالها ابن مسعود وان يكن قالها فزلة من عالم في الرجل يقول ان تزوجت فلانة فهى طالق قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ولم يقل إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن * وأخرج الحاكم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا طلاق الا بعد نكاح ولا عتق الا بعد ملك * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طلاق فيما لا تملك ولا بيع فيما لا تملك ولا وفاء نذر فيما لا تملك ولا نذر الا فيما ابتغى وجه الله تعالى ومن خلف على معصية فلا يمين له ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طلاق فيما لا تملك ولا عتق فيما لا تملك * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه عن المسور بن مخرمة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك * قوله تعالى (يا أيها النبي أنا أحللنا لك) الآية * أخرج ابن سعد وابن راهويه وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنها قالت خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني فانزل الله يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك إلى قوله هاجرن معك قالت فلم أكن أحل له لانى لم أهاجر معه كنت من الطلقاء * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من وجه آخر عن أم هانئ رضى الله عنها قالت نزلت في هذه الآية وبنات عماتك اللاتى هاجرن معك فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني فنهى عن إذ لم أهاجر * وأخرج ابن سعد عن أبى صالح مولى أم هانئ قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ بنت أبى طالب فقالت يا رسول الله انى موتمة وبنى صغار فلما أدرك بنوها عرضت عليه نفسها فقال الآن فلا ان الله تعالى أنزل على يا أيها النبي أنا أحللنا لك أزواجك إلى هاجرن معك ولم تكن من المهاجرات * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها النبي أنا أحللنا لك أزواجك إلى قوله خاصة لك من دون المؤمنين قال فحرم الله عليه سوى ذلك من النساء وكان قبل ذلك ينكح في أي النساء شاء لم يحرم ذلك عليه وكان نساؤه يجدن من ذلك وجدا شديدا ان ينكح في أي النساء أحب فلما أنزل الله عليه انى قد حرمت عليك من النساء سوى ما قصصت عليك أعجب ذلك نساء * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انا أحللنا لك أزواجك قال هن أزواجه الاول اللاتى كن قبل ان تنزل هذه الآية في قوله اللاتى آتيت أجورهن قال صدقاتهن وما ملكت يمينك قال هي الاماء التى أفاء الله عليه * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه في الآية قال رخص له في بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته اللاتى هاجرن معه ان يتزوج منهن ولا يتزوج من غيرهن ورخص له في امرأة مؤمنة ان رهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان وهبت نفسها للنبى قال بغير صداق أحل له ذلك ولم يكن ذلك احل له الا خالصة لك من دون المؤمنين قال خاصة للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن عائشة رضى الله عنها قالت التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والبيهقي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عروة رضى الله عنه ان خولة بنت حكيم بن الاقوص كانت من اللاتى وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وامرأة مؤمنة الآية قال نزلت في أم شريك الدوسية * وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدوسى ان أم شريك غزبة بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة رضى الله عنها ما في امرأة حين وهبت نفسها لرجل خير قالت أم شريك رضى الله عنها فانا تلك فسماها الله تعالى مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة رضى الله عنها ان الله يسارع لك في هواك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب وعمر بن الحكم وعبد الله بن عبيدة قالوا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة ست من قريش خديجة
[ 209 ]
وعائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وثلاث من بنى عامر بن صعصعة وامرأتين من بنى هلال ميمونة بنت الحرث وهى التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وزينب أم المساكين وهى التى اختارت الدنيا وامرأة من بنى الحارث وهى التى استعاذت منه وزينب بنت جحش الاسدية والسبيتين صفية بنت حيى وجويرية بنت الحارث الخزاعية * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن على بن الحسين رضى الله عنه في قوله وامرأة مؤمنة هي أم شريك الازدية لتى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى عون ان ليلى بنت الحطيم وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء أنفسهن فلم نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الشعبى انها امرأة من الانصار وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وهى ممن أرجا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال لا تحل الهبة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الزهري وابراهيم النخعي رضى الله عنهما في قوله خالصة لك من دون المؤمنين قالا لا تحل الهبة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس رضى الله عنه قال لا يحل لاحد ان يهب ابنته بغير مهر الا للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة عن مكحول والزهرى قالا لا تحل الموهوبة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن شهاب رضى الله عنه قال لا يحل لرجل ان يهب ابنته بغير صداق قد جعل الله ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة دون المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه في امرأة وهبت نفسها لرجل قال لا يصلح الا بالصداق لم يكن ذلك لا للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبى الله هل لك في حاجة فقالت ابنة أنس ما كان أقل حياءها فقال هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عروة رضى الله عنه قال كنا نتحدث ان أم شريك رضى الله عنها كانت ممن وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة * واخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى قال هي ميمونة بنت الحرث * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال وهبت ميمونة بنت الحرث نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك وعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له فصمت فقال رجل يا رسول الله زوجنيها ان لم يكن لك بها حاجة قال ما عندك تعطيها قال ما عندي الا ازارى قال ان أعطيتها ازارك جلست لا ازار لك فالتمس شيا قال ما أجد شيا فقال التمس ولو خاتما من حديد فلم يجد فقال هي معك من القرآن شئ قال نعم سورة كذا وسورة كذا السور سماها فقال قد زوجناكها بما معك من القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان وهبت نفسها للنبى قال فعلت ولم يفعل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله خالصة لك من دون المؤمنين قال لا تحل الموهوبة لغيرك ولو ان امرأة وهبت نفسها لرجل لم تحل له حتى يعطيها شيا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله خالصة لك من دون المؤمنين يقول ليس لامرأة أن تهب نفسها لرجل بغير ولى ولا مهر الا للنبى الله صلى الله عليه وسلم كانت خاصة له صلى الله عليه وسلم من دون الناس يزعمون أنها نزلت في ميمونة بنت الحارث هي التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قد علما ما فرضنا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم الآية قال فرض الله ان لا تنكح امرأة الا بولي وصداق وشهداء ولا ينكح الرجل الا أربعا
[ 210 ]
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال لا يجاوز الرجل أربع نسوة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال فرض عليهم أنه لا نكاح الا بولي وشاهدين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال فرض عليهم أن لا نكاح الا بولي وشاهدين ومهر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله لكيلا يكون عليك حرج قال جعله الله تعالى في حل من ذلك وكان نبى الله صلى الله عليه وسلم يقسم * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى أنه قيل له ان أبا موسى نهى حين فتح تستر أن لا توطأ الحبالى ولا يشارك المشركون في أولادهم فان الماء يزيد في الولد أشئ قاله برأيه أو شئ رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع أو حائل حتى تستبرأ * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من وطئ حبلى * وأخرج ابن أبى شيبة والدارقطني وأبو داود وابن منيع والبغوى والباوردي وابن قانع والبيهقي والضياء عن أبى مورق مولى تجيب قال غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري نحو المغرب ففتحنا قرية يقال لها جربة فقام فينا خطيبا فقال انى لا أقول لكم الا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا يوم خيبر قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخرة فلا يسقين ماء زرع غيره * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال لما فتح تستر أصاب أبو موسى سبايا فكتب إليه عمر رضى الله عنه أن لا يقع أحد على امرأة حبلى حتى تضع ولا تشاركوا المشركين في أولادهم فان الماء تمام الولد * وأخرج ابن أبى شيبة عن على رضى الهل عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع والحائل حتى تستبرأ بحيضة * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا ينادى في غزوة غزاها لا يطأ الرجل حاملا حتى تضع ولا حائلا حتى تحيض * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى أمامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر ان لا توطا الحبالى حتى يضعن * قوله تعالى (ترجى من تشاء) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس ترجى من تشاء يقول تؤخر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ترجى من تشاء منهن قال أمهات المؤمنين وتؤوى يعنى نساء النبي صلى الله عليه وسلم ويعنى بالارجاء يقول من شئت خليت سبيله منهن ويعنى بالايواء يقول من أحببت أمسكت منهن وقوله ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقرأ عينهن ولا يجزن ويرضين بما آتيتهن كلهن يعنى بذلك النساء اللاتى أحلهن الله له من بنات العم والعمة والخال والخالة وقوله اللاتى هاجرن معك يقول ان مات من نسائك التى عندك أحد أو خليت سبيلها فقد أحللت لك مكان من مات من نساءك اللاتى كن عندك أو خليت سبيلها فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتى أحللت لك ولا يصلح لك ان تزاد على عدة نسائك اللاتى عندك شيأ * وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال كان للنبى صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشينا ان يطلقهن فقلن يا رسول الله اقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت ولا تطلقنا فانزل الله ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء إلى آخر الآية قال وكان المؤويات خمسة عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب وأم حبيبة والمرجآت أربعة جويرية وميمونة وسودة وصفية * وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فارجأها فيمن أرجا من نسائه * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه يقسم بينهن كيف شاء وذلك قول الله ذلك أدنى أن تقرأ عينهن إذا علمن ان ذلك من الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه ان يقسم بينهن كيف تشاء فلذلك قال الله ذلك أدنى أن تقرأ عينهن إذا علمن ان ذلك من الله * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى ان امرأة من الانصار وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وكانت فيمن أرجئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة لم يكن لرجل ان يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير عن الحسن وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت كنت
[ 211 ]
أغار من اللاتى وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول كيف تهب نفسها فلما أنزل الله ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قلت ما أرى ربك الا يسارع في هواك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها انها كانت تقول أما تستحى المرأة أن تهب نفسها للرجل فانزل الله في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء فقالت عائشة رضى الله عنها أرى ربك يسارع في هواك * وأخرج ابن سعد عن عائشة رضى الله عنها قالت لما نزلت ترجى من تشاء منهن قلت ان الله يسارع لك فيما تريد * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبى رضى الله عنه قال كن نساء وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ببعض وارجا بعضهن فلم يقربن حتى توفى ولم ينكحن بعده منهن أم شريك فذلك قوله ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى زيد رضى الله عنه قال هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه فلما رأين ذلك أتينه فقلن لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فانزل الله ترجى من تشاء منهن نسوة يقول تعزل من تشاء فارجأ منهن وآوى نسوة وكان ممن أرجئ ميمونة وجويرية وأم حبيبة وصفية وسودة وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء وكان ممن آوى عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء * وأخرج ابن أبى حاتم عن بان شهاب رضى الله عنه في قوله ترجى من تشاء قال هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه لكى يكون ذلك أقر لاعينهن وأرضى في عيشتهن ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيأ ولا عزله بعد ان خيرهن فاخترنه * وأخرج ابن سعد عن ثعلبة بن مالك رضى الله عنه قال هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق بعض نسائه فجعلنه في حل فنزلت ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء * وأخرج الفريابى وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ترجى من تشاء منهن قال تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق وتؤوى اليك من تشاء قال ترده ليك ومن ابتغيت ممن عزلت أن تؤويه اليك ان شئت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ترجى قال تؤخر * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق كان يعتزل * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد ان أنزلت هذه الآية ترجى من تشاء منهن فقلت لها ما كنت تقولين قالت كنت أقول له ان كان ذاك إلى فانى لا أريد ان أوثر عليك أحدا * قوله تعالى (لا تحل لك النساء من بعد) * أخرج الفريابى والدارمى وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن زياد رضى الله عنه قال قلت لابي رضى الله عنه أرأيت لو أن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم متن اما يحل له أن يتزوج قال وما يمنعه من ذلك قلت قوله لا تحل لك النساء من بعد فقال انما أحل له ضربا من النساء ووصف له صفة فقال يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك إلى قوله وامرأة مؤمنة ثم قال لا تحل لك النساء من بعد هذه الصفة * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء الا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك فاحل له الفتيات المؤمنات وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى وحرم كل ذات دين الا الاسلام وقال يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك إلى قوله خالصة لك من دون المؤمنين وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال كان عكرمة رضى الله عنه يقول لا تحل لك النساء من بعد هؤلاء التى سمى الله تعالى له الا بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك * وأخرج الفريابى وأبو داود وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه لا تحل لك النساء من بعدما بينت لك من هذه الاصناف بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك
[ 212 ]
وبنات خالاتك وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى فاحل له من هذه الاصناف ان ينكح ما شاء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه لا تحل لك النساء من بعد يهوديات ولا نصرانيات لا ينبغى ان يكن أمهات المؤمنين الا ما ملكت يمينك قال هي اليهوديات والنصرانيات لا باس أن يشتريها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله لا تحل لك النساء من بعد قال يهودية ولا نصرانية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس لا تحل لك النساء من بعد الآية قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعد نسائه الاول شيا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج قال حبسه الله عليهن كما حبسهن عليه * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضى الله عنه قال لما خيرهن الله فاخترن الله ورسوله قصره عليهن فقال لا تحل لك النساء من بعد * وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه اخترن الله ورسوله فانزل الله لا تحل لك النساء من بعد هؤلاء التسع التى اخترنك فقد حرم عليك تزويج غيرهن * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم عن أم سلمة رضى الله عنها قالت لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم وذلك قول الله ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وبان مردويه والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة رضى الله عنها قالت لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم لقوله ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن سعد عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في قوله لا تحل لك النساء من بعد قال حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه فلم يتزوج بعدهن * وأخرج ابن سعد عن سلميان بن يسار رضى الله عنه قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية وبعث في العامريات ووهبت له أم شريك رضى الله عنها نفسها قالت أزواجه لئن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الغرائب ماله فينا من حاجة فانزل الله تعالى حبس النبي صلى الله عليه وسلم على أزواجه وأحل له من بنات العم والعمة والخال والخالة ممن هاجر ما شاء وحرم عليه ما سوى ذلك الا ما ملكت اليمين غير المرأة المؤمنة التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وهى أم شريك * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى ذر رضى الله عنه لا تحل لك النساء من بعد قال من المشركات الا ما سبيت فملكته يمينك * قوله تعالى (ولا أن تبدل بهن من أزواج) * أخرج البزار وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان البدل في الجاهلية ان يقول الرجل تنزل لى عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي فانزل الله ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن قال فدخل عيينة بن حصن الفزارى على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بلا اذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الاستئذان قال يا رسول الله ما استاذنت على رجل من الانصار منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عائشة أم المؤمنين قال أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال يا عيينة ان الله رحم ذلك فلما ان خرج قالت عائشة رضى الله عنها من هذا قال أحمق مطاع وانه على ما ترين لسيد في قومه * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل الآخر وله امرأة جميلة تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال ذلك لو طلقهن لم يحل له ان يستبدل وقد كان ينكح بعدما نزلت هذه الآية ما شاء قال ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد أم حبيبة رضى الله عنها بنت أبى سفيان وجويرية بنت الحارث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على بن زيد عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال قصره الله على نسائه التسع اللاتى مات عنهن قال على فاخبرت على بن الحسين رضى الله عنه فقال لو شاء تزوج غيرهن ولفظ عبد بن حميد فقال بل كان له
[ 213 ]
أيضا ان يتزوج غيرهن * وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت هذه الآية ولا ان تبدل بهن من أزواج قال كان يومئذ يتزوج ما شاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وكان الله على كل شئ رقيبا أي حفيظا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) * أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فانزل الله آية الحجاب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أنس رضى الله عنه قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضى الله عنها دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيا للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقت فجئت فاخبرت النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فالقى الحجاب بينى وبينه فانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق فقضى حاجته فرجع وقد خرجوا فدخل وقد أرخى بينى وبينه سترا فذكرته لابي طلحة فقال لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شئ فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضى الله عنه قال كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير اذن فجئت يوما لادخل فقال على مكانك يا بنى انه قد حدث بعدك أمر لا تدخل علينا الا باذن * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فاطال الجلوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كى يتبعه ويقوم فلم يفعل فدخل عمر رضى الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الرجل المقعد فقال لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قمت مرارا كى يتبعني فلم يفعل فقال عمر رضى الله عنه لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن فانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية فارسل إلى عمر رضى الله عنه فاخبره بذلك * وأخرج النسائي وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة رضى الله عنها قالت كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قعب فمر عمر فدعاه فاكل فاصابت أصبعه أصبعي فقال عمر أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال نزل حجاب رسول الله في عمر أكل مع النبي طعاما فاصاب يده بعض أيدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم فامر بالحجاب * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال ما بقى أحد أعلم بالحجاب منى ولقد سألني أبى بن كعب رضى الله عنه فقلت نزل في زينب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلى قوله غير ناظرين اناه قال غير متحينين طعامه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا قال كان هذا في بيت أم سلمة رضى الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل ويستحى منهم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب قال بلغنا انهم أمروا بالحجاب عند ذلك لا جناح عليهن في آبائهن قال فرخص لهن ان لا يحتجبن من هؤلاء * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال كانوا يجيئون فيدخلون بيت النبي صلى الله عليه فيجلسون فيتحدثون ليدرك الطعام فانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين اناه ليدرك الطعام ولا مستأنسين لحديث ولا تجلسوا فتحدثوا * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله غير ناظرين اناه قال الانا النضيج يعنى إذا أدرك الطعام قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ينعم ذاك الانا الغبيط كما * ينعم غرب المحالة الجمل * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فاصابت يد رجل
[ 214 ]
منهم يد عائشة رضى الله عنها فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن جرير عن عائشة رضى الله عنها ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع وهو صعيدا فيح وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول للنبى صلى الله عليه وسلم احجب نساءك فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فخرجت سودة رضى الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالى عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر رضى الله عنه بصوته الاعلى قد عرفناك يا سودة حرصا على ان ينزل الحجاب فانزل الله تعالى الحجاب قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله غير ناظرين اناه قال غير متحينين نضجه ولا مستأنسين لحديث بعد ان تأكلوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله اتاه قال تضبحه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سليمان بن أرقم رضى الله عنه في قوله ولا مستأنسين لحديث قال نزلت في الثقلاء * وأخرج الخطيب عن أنس رضى الله عنه قال كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء ان يجئ شئ فنزلت فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وإذا سالتموهن متاعا قال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وإذا سالتموهن متاعا قال حاجة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال فضل الناس عمر بن الخطاب رضى الله عنه باربع بذكره الاسارى يوم بدر أمر بقتلهم فانزل الله لولا كتاب من الله سبق الآية وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ان يحتجبن فقالت له زينب رضى الله عنها وانك لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحى ينزل في بيوتنا فانزل الله وإذا سالتموهن متاعا الآية وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أيد الاسلام بعمر وبرأيه في أبى بكر كان أول الناس بايعه * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فاخذوا المجالس فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام مستحيا منهم فعوتبوا في ذلك فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج ابن سعد عن أنس رضى الله عنه قال نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضى الله عنها وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة * وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذى القعدة سنة خمس من الهجرة * قوله تعالى (وما كان لكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية قال نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان ذكروا أنها عائشة رضى الله عنها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رجل لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لاتزوجن عائشة فانزل الله وما كان لكم أن تؤذا رسول الله الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا يقول ان توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده فكان ذلك يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال بلغنا ان طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال قال طلحة بن عبيد الله لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضى الله عنها فنزلت وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية * وأخرج ابن سعد عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لانه قال إذا توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضى الله عنها * وأخرج البيهقى في السنن عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة أو أم سلمة فانزل الله وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكلمها وهو ابن عمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال يا رسول الله انها ابنة عمى والله
[ 215 ]
ما قلت لها منكرا ولا قالت لى قال النبي صلى الله عليه وسلم قد عرفت ذلك انه ليس احد أغير من الله وانه ليس أحد أغير منى فمضى ثم قال يمنعنى من كلام ابنة عمى لاتزوجنها من بعده فانزل الله هذه الآية فاعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة ابعرة في سبيل الله وحج ماشيا من كلمته * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضى الله عنها قالت خطبني على رضى الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضى الله عنها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ان اسماء متزوجة عليا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان لها ان تؤذى الله ورسوله * وأخرج البيهقى في السنن عن حذيفة رضى الله عنه أنه قال لامرأته ان سرك أن تكوني زوجتى في الجنة فلا تتزوجى بعدى فان المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لانهن أزواجه في الجنة * وأخرج ابن سعد عن أبى امامة بن سهل بن حنيف في قوله ان تبدوا شيأ أو تخفوه قال ان تتكلموا به فتقولون نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو تخفوا ذلك في أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن شهاب رضى الله عنه قال بلغنا أن العالية بنت ظبيان طلقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم نساؤه على الناس فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله ان تبدوا شيأ قال مما يكرهه النبي صلى الله عليه وسلم أو تخفوه في أنفسكم فان الله كان بكل شئ عليما يقول فان الله يعلمه * قوله تعالى (لا جناح عليهن في آبائهن) الآية * اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا جناح عليهن في آبائهن حتى بلغ ولا نسائهن قال أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله نسائهن يعنى نساء المسلمات أو ما ملكت ايمانهن من المماليك والاماء ورخص لهن أن يروهن بعدما ضرب عليهن الحجاب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا جناح عليهن في آبائهن ومن ذكر معهن أن يروهن يعنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن الزهري رضى الله عنه أنه قيل له من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذى رحم محرم من نسب أو رضاع قيل فسائر الناس قال كن يحتجبن منه حتى انهن ليكلمنه من وراء حجاب وربما كان سترا واحدا الا المملوكين والمكاتبين فانهن كن لا يحتجبن منهم * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأبو داود في ناسخه عن أبى جعفر محمد بن على ان الحسن والحسين رضى الله عنهما كانا لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضى الله عنهما ان رؤيتهما لهن لحل * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضى الله عنه قال بلغ ابن عباس رضى الله عنهما ان عائشة رضى الله عنها احتجبت من الحسن رضى الله عنه فقال ان رؤيته لها لتحل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله لا جناح عليهن الآية قال لم يذكر العم والخال لانهما ينعتانها لابنائهما * قوله تعالى (ان الله وملائكته) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما يصلون يتبركون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه قال صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه الدعاء له * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان بنى اسرائيل قالوا لموسى عليه السلام هل يصلى ربك فناداه ربه يا موسى سالوك هل يصلى ربه فقل نعم أنا أصلى وملائكتي على أنبيائي ورسلي فانزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله وملائكته الآية قال لما نزلت جعل الناس يهنؤنه بهذه الآية وقال أبى بن كعب ما أنزل فيك خيرا الا خلطنا به معك الا هذه الآية فنزلت وبشر المؤمنين الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال صلاة الله على النبي هي مغفرته ان الله لا يصلى ولكن يغفر وأما صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فهى الاستغفار * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قلنا يا رسول الله قد علمنا
[ 216 ]
السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قالوا للهم صل عليه محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال خطبنا بفارس فقال ان الله وملائكته الآية قال انبأني من سمع ابن عباس رضى الله عنهما يقول هكذا انزل فقالوا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وارحم محمدا وآل محمد كما رحمت آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم رضى الله عنه في قوله ان الله وملائكته الآية قالوا يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال قولوا للهم صلى على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبى كثير بن أبى مسعود الانصاري رضى الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على ابراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل ابراهيم * وأخرج عبد الرزاق من طريق أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محدم وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الاوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي وأزواجه وذريته وأهل بيته كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن عدى عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الاوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وأزواجه وذريته وأمهات المؤمنين كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن النجار في تاريخه عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم واطلق وجهه واجلسه إلى جنبه فلما قضى الرجل حاجته نهض فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الارض قلت ولم ذاك قال انه كلما أصبح صلى على عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت وما ذاك قال يقول اللهم صل على محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك وصل على محمد النبي كما ينبغى لنا أن نصلى عليه وصل على محمد النبي كما أمرتنا أن نصلى عليه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن أبى عاصم والهيتم بن كليب الشاشى وابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله قال قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه قال أتى رجل لنبى صلى الله عليه وسلم فقال سمعت الله يقول ان الله وملائكته يصلون على النبي فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية قمت إليه فقلت السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري
[ 217 ]
والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبى مسعود الانصاري رضى الله عنه أن بشير بن سعد قال يا رسول الله أمرنا الله أن نصلى عليك فكيف نصلى عليك فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم * وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن أبى حميد الساعدي رضى الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلى عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن على قال قلت يا رسول الله كيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال إذا قال الرجل في الصلاة ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية فليصل عليه * وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبى مسعود عقبة بن عمر وان رجلا قال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلى عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا أنتم صليتم على فقولوا اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد النبي الامي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يتشهد الرجل ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو لنفسه * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فانها له زكاة * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له * وأخرج البخاري في الادب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان جبريل عليه السلام جاءني فقال من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفع له عشر درجات * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في الادب عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيأت * وأخرج البخاري في الادب ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا * وأخرج البخاري في الادب عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فلما رقى الدرجة الاولى قال آمين ثم رقى الثانية فقال آمين ثم رقى الثالثة فقال آمين فقالوا يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبريل فقال شقى عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين ثم قال شقى عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ثم قال شقى عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين * وأخرج البخاري في الادب عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر
[ 218 ]
فقال آمين آمين آمين قيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال قال جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدها لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف رجل دخل عليه رمضان فلم يغفر له فقلت آمين رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد بن أبى خارجة رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك فقال صلوا على واجتهدوا ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان رهطا من الانصار قالوا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم فقال فتى من الانصار يا رسول الله من آل محمد قال كل مؤمن * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن بريدة رضى الله عنه قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تعرضون على باسمائكم ومسماكم فاحسنوا الصلاة على * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبى طلحة رضى الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مسرورا فقلت يا رسول الله ما أدرى متى رأيتك أحسن بشرا وأطيب نفسا من اليوم قال وما يمنعنى وجبريل خرج من عندي الساعة فبشرني ان لكل عبد صلى على صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيأت ويرفع له بها عشر درجات ويعرض على كما قالها ويرد عليه بمثل ما دعا * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال أخبرني يعقوب بن زيد التيمى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى آت من ربى فقال لا يصلى عليك عبد صلاة الا صلى الله عليه عشرا فقال رجل يا رسول الله الا أجعل نصف دعائي لك قال ان شئت قال ألا أجعل كل دعائي لك قال اذن يكفيك الله هي الدنيا والآخرة * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن الحسن بن على رضى الله عنه قال قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله ان الله وملائكته يصلون على النبي قال ان هذا لمن المكتوم ولولا انكم سالتموني عنه ما أخبرتكم ان الله وكل بى ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلى على الا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلى على الا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله وملائكته لذينك الملكين آمين * وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة * وأخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصلى على * وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس رضى الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة رضى الله عنه قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسى الصلاة على اخطأ طريق الجنة * وأخرج الترمذي وحسنه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم الا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الا قاموا عن أنتن جيفة * وأخرج النسائي وابن أبى عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوى في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجلس قوم مجلسا لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم الا كان عليهم حسرة وان دخلوا الجنة لما يرون من الثواب * وأخرج البيهقى في الشعب عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سولم أتانى جبريل فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلى عليك * وأخرج القاضى اسمعيل عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله
[ 219 ]
صلى الله عليه وسلم كفى به شحا أن يذكرنى قوم فلا يصلون على * وأخرج الاصبهاني في الترغيب والديلمي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم على في دار الدنيا صلاة انه قد كان في الله وملائكته كفاية ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه * وأخرج الخطيب في تاريخه والاصبهاني عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء البارد والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب وحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الانفس أو قال من ضرب السيف في سبيل الله * وأخرج ابن عدى عن ابن عمر رضى الله عنهما وأبى هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على صلى الله عليكم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي عن أبى طلحة الانصاري رضى الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيبا يرى في وجهك البشر قال أتانى آت من ربى فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيأت ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها وفي لفظ فقال أتانى الملك فقال يا محمد أما يرضيك ان ربك يقول انه لا يصلى عليك أحد من أمتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك الا سلمت عليه عشرا قال بلى * وأخرج البيهقى في شعب الايمان وابن عساكر وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقربكم منى يوم القيامة في كل موطن أكثركم على صلاة في الدنيا من صلى على يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني بمن صلى على باسمه ونسبه إلى عشرة فاثبته عندي في صحيفة بيضاء * وأخرج البيهقى في الشعب والخطيب وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على عند قبري سمعته ومن صلى على نائيا كفى أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فانها معروضة على * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والطبراني والحاكم في الكنى عن عامر بن ربيعة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة صلى الله عليه فاكثروا أو أقلوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى وارفع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والاولى كما آتيت ابراهيم وموسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قالوا فعلمنا قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وامام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك امام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة اللهم اجعل في المصطفين محبته وفي المقربين مودته وفي عليين ذكره وداره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الشيرازي في الالقاب عن زيد بن وهب قال قال ابن مسعود رضى الله عنه يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة ان تصلى على النبي ألف مرة تقول اللهم صل على النبي الامي * وأخرج عبد الرزاق والقاضى اسمعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول
[ 220 ]
الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثنى * وأخرج ابن أبى شيبة والقاضى اسمعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا تصلح الصلاة على أحد الا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن حميدة قالت أوصت لنا عائشة رضى الله عنها بمتاعها فكان في مصحفها ان الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصفون الصفوف الاول * قوله تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الذين يوذون الله ورسوله الآية قال نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حيى رضى الله عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت في عبد الله بن أبى وناس معه قذفوا عائشة رضى الله عنها فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يعذرني في رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فنزلت * وأخرج الحاكم عن ابن أبى مليكة قال جاء رجل من أهل الشام فسب عليا رضى الله عنه عند ابن عباس رضى الله عنهما فحصبه ابن عباس رضى الله عنهما وقال يا عدو الله آذيت رسول الله ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة قال آذوا الله فيما يدعون معه وآذوا رسول الله قالوا انه ساحر مجنون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ان الذين يؤذون الله ورسوله قال أصحاب التصاوير * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروى عن ربه عزوجل شتمنى ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبنى فاما شتمه اياى فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الاحد الصمد وأما تكذيبه اياى فقوله لن يعيدني كما بدأنى قال قتادة ان كعبا رضى الله عنه كان يقول تخرج يوم القيامة عنق من النار فيوقل يا أيها الناس انى وكلت منكم بثلاث بكل عزيز كريم وبكل جبار عنيد وبمن دعا مع الله الها آخر فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الارض فتنطوى عليهم فندخل النار فتخرج عنق أخرى فتقول يا أيها الناس انى وكلت منكم بثلاثة بمن كذاب الله وكذب على الله وآذى الله فاما من كذاب الله فمن زعم ان الله لا يبعثه بعد الموت وأما من كذب على الله فمن زعم ان الله يتخذ ولدا وأما من آذى الله فالذين يصورون ولا يحيون فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الارض فتنطوى عليهم فتدخل النار * قوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج الفريابى وابن سعد في الطبقات وابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات قال يقعون بغير ما اكتسبوا يقول بغير ما عملوا فقد احتملوا بهتانا قال اثما * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال يلقى الجرب على أهل النار فيحكون حتى تبدو العظام فيقولون ربنا بم أصابنا هذا فيقال باذاكم المسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال اياكم وأذى المؤمنين فان الله يحوطهم ويغضب لهم وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فافزعه ذلك حتى ذهب إلى أبى ابن كعب رضى الله عنه فدخل عليه فقال يا أبا المنذر انى قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت منى كل موقع والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات والله انى لاعاقبهم وأضربهم فقال له انك لست منهم انما أنت معلم * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال انى لابغض فلانا فقيل للرجل ما شان عمر رضى الله عنه يبغضك فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال يا عمر أفتقت في الاسلام فتقا قال لا قال فجنيت جناية قال لا قال أحدثت حدثا قال لا قال فعلام تبغضني وقد قال الله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا فقد آذيتنى فلا غفرها الله لك فقال عمر رضى الله عنه صدق والله ما فتق فتقا ولا ولا فاغفرها لى فلم يزل به حتى غفرها له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضى الله عنهما والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات إلى قوله واثما مبينا قال فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الاجر * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن بسر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا ذو حسد ولا نميمة ولا
[ 221 ]
خيانة ولا اهانة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه أي الربا أربى عند الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرأ والذين يوذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية * قوله تعالى (يا أيها النبي قل لازواجك) الآية * أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها قالت خرجت سودة رضى الله عنها بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر رضى الله عنه فقال يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفات راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت يا رسول الله انى خرجت لبعض حاجتى فقال لى عمر رضى الله عنه كذا وكذا فأوحى إليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك قال كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالاماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين فامر بذلك حتى عرفوا من الاماء * وأخرج ابن جرير عن أبى صالح رضى الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك الآية يعنى بالجلباب حتى تعرف الامة من الحرة * وأخرج ابن سعد عن محمد ابن كعب القرظى رضى الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فإذا قيل له قال كنت أحسبها أمة فامرهن الله تعالى ان يخالفن زى الاماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها الا احدى عينيها ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في هذه الآية قال أمر الله نساء المؤمنات إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضى الله عنها قالت لما نزلت هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الانصار كان على رؤسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى قلابة رضى الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول انما القناع للحرائر لكيلا يؤذين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أنس رضى الله عنه قال رأى عمر رضى الله عنه جارية مقنعة فضربها بدرته وقال القى القناع لا تشبهين بالحرائر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت رحم الله نساء الانصر لما نزلت يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين الآية شققن مروطهن فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كانما على رؤسهن الغربان * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضى الله عنه انه قيل له الامة تزوج فتخمر قال يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فنهى الله الاماء ان يتشبهن بالحرائر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال سألت عبيدة رضى الله عنه عن هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الايسر مما يلى العين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن إذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر ان يتشبهن بالاماء * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى في الآية قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان ذعارا من ذعار
[ 222 ]
اهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهن من جلابيبهن وأدنى الجلباب ان تقنع وتشده على جبينها * وأخرج ابن سعد عن الحسن رضى الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى فامرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام ياتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يسدان عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب الا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال تدنى الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيهن قال هو الرداء * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المندر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق باذى من قول ولا ريبة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال سألت عبيدة السلمانى رضى الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج احدى عيينه * قوله تعالى (لئن لم ينته المنافقون) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال ان أناسا من المنافقين أرادوا ان يظهروا نفقاهم فنزلت فيهم لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم لنحرشنك بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال الارجاف الكذب الذى كان يذيعه أهل النفاق ويقولون قد أتاكم عدد وعدة وذكر لنا ان المنافقين أرادوا ان يظهروا ما في قلوبهم من النافق فاوعدهم الله بهذه الآية لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض إلى قوله لنغرينك بهم أي لنحملنك عليهم ولنحرشنك بهم فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا أي بالمدينة ملعونين قال على كل حال أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا قال إذا هم اظهروا النفاق سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول هكذا سنة الله فيهم إذا اظهروا النفاق * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال يعنى المنافقين باعيانهم والذين في قلوبهم مرض شك يعنى المنافقين أيضا * وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضى الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال عرف المنافقين باعيانهم والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة هم المنافقون جميعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضى الله عنه في الآية قال نزلت في بعض أمور النساء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال سالت عكرمة رضى الله عنه عن قول الله لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله والذين في قلوبهم مرض قال كانوا مؤمنين وكان في أنفسهم ان يزنوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال كان النفاق على ثلاثة وجوه نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبى ابن سلول ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس فكان هؤلاء وجوها وجوه الانصار فكانوا يستحبون أن ياتوا الزنا
[ 223 ]
يصونون بذلك أنفسهم والذين في قلوبهم مرض قال الزنا ان وجدوه وعملوه وان لم يجدوه لم يبتغوه ونفاق يكابرون النساء مكابرة وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء لنغرينك بهم يقول لنعلمنك بهم ثم قال ملعنونين ثم فصله في الآية اينما ثقفوا يعملون هذا العمل مكابرة النساء أخذوا وقتلوا تقتيلا قال السدى رضى الله عنه هذا حكم في القرآن ليس يعمل به لو ان رجلا أو أكثر من ذلك اقتصوا أثرا مرأة فغلبوها على نفسها ففجروا بها كان الحكم فيها غير الجلد والرجم ان يؤخذوا فتضرب أعناقهم سنة الله في الذين خلوا من قبل كذلك كان يفعل بمن مضى من الامم ولن تجد لسنة الله تبديلا قال فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل فليس على قاتله دية لانه مكابر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لنغرينك بهم قال لنسلطنك عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالى التلخيص عن محمد بن سيرين رضى الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون الآية قال لا أعلم أغرى بهم حتى مات * وأخرج ابن الانباري عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله لنغرينك بهم قال لنولعنك قال الحارث بن حلزة لا تخلنا على غرائك انا * قلما قد رشى بنا الاعداء * قوله تعالى (وما يدريك) أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه قال كل شئ في القرآن وما يدريك فلم يخبر به وما كان ما أدراك فقد أخبره * قوله تعالى (وقالوا ربنا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ربنا انا أطعنا سادتنا وكبراءنا أي رؤسنا في الشر والشرك ربنا آتهم ضعفين من العذاب يعنى بذلك جهنم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله سادتنا وكبراءنا قال منهم أبو جهل بن هشام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) الآية * أخرج عبد الرزاق واحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستير الابرى من جلده شئ استحياء منه فاذاه من أذاه من بنى اسرائيل وقالوا ما يستتر هذا الستر الا من عيب بجلده اما برص واما أدرة واما آفة وان الله أراد ان يبرئه مما قالوا وان موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه لياخذها وان الحجر عدا بثوبه فاخذ موسى عليه السلام عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى الا ملا من بنى اسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وابرأه مما يقولون وقام الحجر فاخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فو الله ان بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو اربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا * وأخرج البزار وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه عن انس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان موسى رجلا حييا وانه أتى الماء ليغتسل فوضع ثيابه على صخرة وكان لا يكاد تبدو عورته فقالت بنو اسرائيل ان موسى عليه السلام آدر به آفة يعنون انه لا يضع ثيابه فاحتملت الصخرة ثيابه حتى صارت بحذاء مجالس بنى اسرائيل فنظروا إلى موسى عليه السلام كاحسن الرجال فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها * وأخرج احمد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى ابن عمران كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يلق ثوبه حتى يوارى عورته في الماء * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا تكونوا كالذين آذوا موسى قال قال له قومه انه آدر فخرج ذات يوم يغتسل فوضع ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثيابه فخرج موسى عليه السلام يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بنى اسرائيل فرأوه وليس بآدر فذلك قوله فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها * وأخرج ابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله لا تكونوا كالذين آذو موسى قال صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون عليه السلام فقالت بنو اسرائيل لموسى عليه السلام انت قتلته كان أشد حبا لنا منك وآلين فآذوه من ذلك فامر الله الملائكة عليهم السلام فحملنه فمروا به على مجالس بنى
[ 224 ]
اسرائيل وتكلمت الملائكة عليهم السلام بموته فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه ولم يعرف قبره الا الرخم وان الله جعله أصم أبكم * وأخرج الحاكم وصححه من طريق السدى رضى الله عنه عن أبى مالك عن ابن عباس رضى الله عنهما وعن مرة عن ابن مسعود رضى الله عنه وناس من الصحابة ان الله أوحى إلى موسى عليه السلام انى متوف هرون فائت به جبل كذا وكذا فانطلقا نحو الجبل فإذا هم بشجرة وبيت فيه سرير عليه فرش وريح طيب فلما نظر هرون عليه السلام إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال يا موسى انى أحب ان أنام على هذا السرير قال نم عليه قال نم معى فلما ناما أخذ هرون عليه السلام الموت فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت تلك الشجرة ورفع السرير إلى السماء فلما رجع موسى عليه السلام إلى بنى اسرائيل قالوا قتل هرون عليه السلام وحسده حب بنى اسرائيل له وكان هرون عليه السلام أكف عنهم وألين لهم وكان موسى عليه السلام فيه بعض الغلظة عليهم فلما بلغه ذلك قال ويحكم انه كان أخى أفتروني أقتله فلما أكثروا عليه قام يصلى ركعتين ثم دعا الله فنزلت الملائكة بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء والارض فصدقوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا نبيكم كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا قال لا تؤذوا محمدا كما آذى قوم موسى موسى * واخرج البخاري ومسلم وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل ان هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه ثم قال رحمة الله على موسى لقد أوذى باكثر من هذا فصبر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وكان عند الله وجيها قال مستجاب الدعوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سنان عمن حدثه في قوله وكان عند الله وجيها قال ما سأل موسى عليه السلام ربه شيأ قط الا أعطاه اياه الا النظر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ثم قال على مكانكم اثبتوا ثم أتى الرجال فقال ان الله أمرنى أن آمركم ان تتقوا الله وان تقولوا قولا سديدا ثم أتى النساء فقال ان الله أمرنى ان آمركن ان تتقين الله وان تقلن قولا سديدا * وأخرج أحمد في الزهد وأبو داود في المراسيل عن عروة رضى الله عنه قال أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التقوى عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر الا سمعته يقول يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج سمويه في فوائده عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس أو علمهم لا يدع هذه الآية أن يتلوها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا إلى قوله فقد فاز فوزا عظيما * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سهل ابن سعد الساعدي رضى الله عنه قال ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر قط الا تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله قولا سديدا قال قولا عدلا حقا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب أمين على ما استودع الله قلبه * فان قال قولا كان فيه مسددا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله وقولوا قولا سديدا قال صدقا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قولا سديدا قال عدلا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قولا سديدا قال سدادا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وقولوا قولا سديدا قال قولوا لا اله الا الله * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقولوا قولا سديدا قال قولوا لا اله الا الله * قوله تعالى (انا عرضنا الامانة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انا عرضنا الامانة الآية قال الامانة الفرائض عرضها الله على السموات والارض والجبال أن أدوها أثابهم وان ضيعوها
[ 225 ]
عذبهم فكرهوا ذلك واشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله ان لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله وحملها الانسان كان ظلوما جهولا يعنى غرا بامر الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله انا عرضنا الامانة على السموات والارض قال الامانة ما أمروا به ونهوا عنه وفي قوله وحملها الانسان قال آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم قال ان الله عرض الامانة على السماء الدنيا فابت ثم التى تليها حتى فرغ منها ثم الارضين ثم الجبال ثم عرضها على آدم عليه السلام فقال نعم بين أذنى وعاتقي قال الله فثلاث آمرك بهن فانهن لك عون انى جعلت لك بصرا وجعلت لك شفرتين فغضهما عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك لسانا بين لحيين فكفه عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك فرجا واريته فلا تكشفه إلى ما حرمت عليك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري عن ابن جريج رضى الله عنه في الآية قال بلغني ان الله تعالى لما خلق السموات والارض والجبال قال انى فارض فريضة وخالق جنة ونارا وثوابا لمن أطاعنى وعقابا لمن عصاني فقالت السماء خلقتني فسخرت في الشمس والقمر والنجوم والسحاب والريح والغيوب فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغى ثوابا ولا عقابا وقالت الارض خلقتني وسخرتني فجرت في الانهار فاخرجت من الثمار وخلقتني لما شئت فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغى ثوابا ولا عقابا وقالت الجبال خلقتني رواسي الارض فانا على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغى ثوابا ولا عقابا فلما خلق الله آدم عرض عليه فحمله انه كان ظلوما ظلمه نفسه في خطيئته جهولا بعاقبة ما تحمل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال لما خلق الله السموات والارض والجبال عرض الامانة عليهن فلم يقبلوها فلما خلق آدم عليه السلام عرضها عليه قال يا رب وما هي قال هي ان أحسنت أجرتك وان أسأت عذبتك قال فقد تحملت يا رب قال فما كان بين أن تحملها إلى ان أخرج الا قدر ما بين الظهر والعصر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انا عرضنا الامانة قال عرضت على آدم عليه السلام فقيل خذها بما فيها فان أطعت غفرت لك وان عصيت عذبتك قال قبلتها بما فيها فما كان الا قدر ما بين الظهر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الذنب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن أشوع في الآية قال عرض عليهن العمل وجعل لهن الثواب فضججن إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن فقلن ربنا لا طاقة لنا بالعمل ولا نريد الثواب * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الاوزاعي ان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه عرض العمل على محمد بن كعب فابى فقال له عمر رضى الله عنه أتعصى فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تعالى حين عرض الامانة على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وأشفقن منها هل كان ذلك منها معصية قال لا فتركه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الله قال لآدم عليه السالم انى عرضت الامانة على السموات والارض والجبال فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها قال أي رب وما فيها قال ان حملتها أجرت وان ضيعتها عذبت قال قد حملتها بما فيها قال فما عبر في الجنة الا قدر ما بين الاولى والعصر حتى أخرجه ابليس من الجنة قيل للضحاك وما الامانة قال هي الفرائض وحق على كل مؤمن ان لا يغش مؤمنا ولا معاهدا في شئ قليل ولا كثير فمن فعل فقد خان أمانتة ومن انتقص من الفرائض شيأ فقد خان أمانثه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال قال يعنى به الدين والفرائض والحدود فابين ان يحملنها وأشفقن منها قيل لهن ان تحملنها وتؤدين حقها فقلنا لا نطيق ذلك وحملها الانسان قيل له أتحملها قال نعم قيل أتؤدى حقها فقال أطيق ذلك قال الله انه كان ظلوما جهولا أي ظلوما بها جهولا عن حقها ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات قال هذان اللذان خاناها ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات قال هذان اللذان أدياها وكان الله عفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انا عرضنا الامانة قال الفرائض * وأخرج الفريابى عن الضحاك رضى الله عنه في قوله انا عرضنا الامانة قال الدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضى الله عنه قال قال رسول الله
[ 226 ]
صلى الله عليه وسلم الامانة ثلاث الصلاة والصيام والغسل من الجنابة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال من الامانة ان ائتمنت المرأة على فرجها * وأخرج ابن أبى الدنيا في الورع والحكيم والترمذي عن عبد الله بن عمرو قال أول ما خلق الله من الانسان فرجه ثم قال هذه أمانتى عندك فلا تضيعها الا في حقها فالفرج أمانة والسمع أمانة والبصر أمانة * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو رضى الله عنه قال من تضييع الامانة النظر في الحجرات والدور * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ومن الامانة الا ومن الخيانة ان يحدث الرجل أخاه بالحديث فيقول اكتم عنى فيفشيه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها * وأخرج الطبراني وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وأبو يعلى والبيهقي والضياء عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهى أمانة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله ليعذب الله المنافقين الآية قال هما اللذان ظلماها واللذان خاثاها المنافق والمشرك * وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن الحكم ابن عمير وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الامانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الانبياء فارسلوا به فمنهم رسول الله ومنهم نبى ومنهم نبى رسول الله ونزل القرآن وهو كلام الله ونزلت العربية والعجمية فعلموا أمر القرآن وعلموا أمر السنن بالسنتهم ولن يدع الله شيأ من أمره مما ياتون ومما يجتنبون وهى الحج عليهم الا بينت لهم فليس أهل لسان الا وهم يعرفون الحسن من القبيح ثم الامانة أول شئ يرفع ويبقى أثرها في جذر قلوب الناس ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم ويبقى الكتب لعالم يعلمه وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها حتى وصل إلى وإلى أمتى فلا يهلك على الله الا هالك ولا يغفله الا تارك والحذر أيها الناس واياكم والوسواس الخناس فانما يبلوكم أيكم أحسن عملا والله أعلم * (سورة سبأ) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدائل عن ابن عباس رضى الله عنه قال نزلت سورة سبأ بمكة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال سورة سبأ مكية * قوله تعالى (الحمد لله) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وهو الحكيم الخبير قال حكم في أمره خبير بخلقه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله يعلم ما يلج في الارض قال من المطر وما يخرج منها قال من النبات وما ينزل من السماء قال الملائكة وما يعرج فيها قال الملائكة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قل بلى وربى لتأتينكم عالم الغيب قال يقول بلى وربى عالم الغيب لتأتينكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أولئك لهم مغفرة ورزق كريم قال مغفرة لذنوبهم ورزق كريم في الجنة والذين سعوا في آياتنا معاجزين قال أي لا يعجزون وفي قوله أولئك لهم عذاب من رجز أليم قال الرجز هو العذاب والاليم الموجع وفي قوله ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل اليك من ربك هو الحق قال أصحاب محمد * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ويرى الذين أوتوا العلم قال الذين أوتوا الحكمة من قبل قال يعنى المؤمنين من أهل الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم قال قال ذلك مشركو قريش إذا مزقتم كل ممزق يقول إذا أكلتكم الارض وصرتم عظاما ورفاتا وتقطعتكم السباع والطير انكم لفى خلق جديد انكم ستحيون وتبعثون قالوا ذلك تكذيبا به افترى على الله كذبا أم به جنة قال قالوا اما أن يكون يكذب على الله واما أن يكون مجنونا أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والارض قال انك ان نظرت عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رأيت السماء والارض ان نشأ نخسف بهم الارض كما خسفنا بمن كان قبلهم أو نسقط عليهم كسفا من السماء أي قطعا من السماء ان يشأ يعذب بسمائه فعل وان يشأ
[ 227 ]
يعذب بارضه فعل وكل خلقه له جند قال قتادة رضى الله عنه وكان الحسن رضى الله عنه يقول ان الزبد لمن جنود الله ان في ذلك لآية لكل عبد منيب قال قتادة تائب مقبل على الله عزوجل * قوله تعالى (ولقد آتينا داود) الآية * أخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أوبى معه قال سبحي معه * وأخرج ابن جرير عن أبى ميسرة رضى الله عنه أوبى معه قال سبحي معه بلسان الحبشة * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه أوبى معه قال سبحي * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأبى عبد الرحمن مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا جبال أوبى معه قال سبحي مع داود عليه السلام إذا سبح * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله يا جبال أوبى معه والطير أيضا يعنى يسبح معه الطير * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب رضى الله عنه قال أمر الله الجبال والطير أن تسبح مع داود عليه السلام إذا سبح * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه انه قرأ الطير بالنصب بجملة قال سخرنا له الطير * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وألنا له الحديد قال كالعجين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وألنا له الحديد قال لين الله له الحديد فكان يسرده حلقا بيده يعمل به كما يعمل بالطين من غير ان يدخله النار ولا يضربه بمطرقة وكان داود عليه السلام أول من صنعها وانما كانت قبل ذلك صفائح من حديد يتحصنون بها من عدوهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وألنا له الحديد فيصير في يده مثل العجين فيصنع منه الدروع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقدر في السرد قال حلق الحديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقدر في السرد قال السرد المسامير التى في الحلق * وأخرج عبد الرزاق والحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقدر في السرد قال لا تدق المسامير وتوسع الحلق فتسلسل ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتنقصم واجعله قدرا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وقدر في السرد قال قدر المسامير والحلق لا تدق المسمار فيسلسل ولا تحلها فينقصم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم عن ابن شوذب رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يرفع في كل يوم درعا فيبيعها بستة آلاف درهم ألفين له ولاهله وأربعة آلاف يطعم بها بنى اسرائيل الخبز الحوارى * قوله تعالى (ولسليمان الريح) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ ولسليمان الريح برفع الحاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال تغدو مسيرة شهر وتروح مسيرة شهر في يوم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الريح مسيرها شهران في يوم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال ان سليمان عليه السلام لما شغلته الخيل فاتته صلاة العصر غضب لله فعقر الخيل فابدله الله مكانها خيرا منها وأسرع الريح تجرى بامره كيف شاء فكان غدوها شهرا ورواحها شهرا وكان يغدو من ايليا فيقيل بقريرا ويروح من قريرا فيبيت بكابل * وأخرج الخطيب في رواية مالك عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يركب الريح من اصطخر فيتغدى ببيت المقدس ثم يعود فيتعشى باصطخر * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن رضى الله عنه في قوله غدوها شهر ورواحها شهر قال كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل باصطخر ثم يروح من اصطخر فيقيل بقلعة خراسان * وأخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأسلنا له عين القطر قال النحاس * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وأسلنا له عين القطر أعطاه الله عينا من صفر تسيل كما يسيل الماء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر فالقى في مراجل من حديد * قدور القطر ليس من البرام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وأسلنا له عين القطر قال عين النحاس
[ 228 ]
كانت باليمن وان ما يصنع الناس اليوم مما أخرج الله لسليمان عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وأسلنا له عين القطر قال أسال الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل إلى أين قال لا أدرى * واخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضى الله عنهما قال القطر النحاس لم يقدر عليها أحد بعد سليمان عليه السلام وانما يعمل الناس بعد فيما كان أعطى سليمان * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه عين القطر الصفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ليس كل الجن سخر له كما تسمعون ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا قال يعدل عما يامره سليمان عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد ومن يزغ منهم عن أمرنا قال من الجن * قوله تعالى (يعملون له ما يشاء من محاريب) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل قال من شبه ورخام * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من محاريب قال بنيان دون القصور وتماثيل قال من نحاس وجفان قال صحاف كالجوابى قال الجفنة مثل الجوبة من الارض وقدور راسيات قال عظام * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية رضى الله عنه في الآية قال المحاريب القصور والتماثيل الصور وجفان كالجوابى قال كالجوبة من الارض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله من محاريب قال قصور ومساجد وتماثيل قال من رخام وشبه وجفان كالجوابى كالحياض وقدور راسيات قال ثابتات لا يزلن عن مكانهن كن يرين بارض اليمن * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتماثيل قال اتخذ سليمان عليه السالم تماثيل من نحاس فقال يا رب انفخ فيها الروح فانها أقوى على الخدمة فنفخ الله فيها الروح فكانت تخدمه وكان اسفيديار من بقاياهم فقيل لداود عليه السلام اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور * وأخرج ابن جرير وابن أبى شيبة وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله من محاريب قال المساجد وتماثيل قال الصور وجفان كالجوابى قال كحياض الابل العظام وقدور راسيات قال قدور عظام كانوا ينحتونها من الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجفان كالجوابى قال كالجوبة من الارض وقدور راسيات قال أثا فيها منها * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وجفان كالجوابى قال كالحياض الواسعة تسع الجفنة الجزور قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة بن العبد وهو يقول كالجوابى لا هي مترعة * لقرى الاضياف أو للمحتضر (وقال أيضا) يجبر المجروب فينا ماله * بقباب وجفان وخدم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه وجفان كالجوابى قال كالحياض وقدور راسيات قال القدور العظام التى لا تحول من مكانها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وقدور راسيات قال عظام تفرغ افراغا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله اعملوا آل داود شكرا قال اعملوا شكر الله على ما أنعم به عليكم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن شهاب في قوله اعملوا آل داود شكرا قال قولوا الحمد لله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال بلغنا داود عليه السلام جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده فلم تكن تأتى ساعة من الليل والنهار الا وانسان قائم من آل داود يصلى فعمتهم هذه الآية اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال قال داود لسليمان عليهما السلام قد ذكر الله الشكر فاكفني قيام النهار اكفك قيام الليل قال لا أستطيع قال فاكفني صلاة النهار فكفاه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال الشكر تقوى الله والعمل بطاعته
[ 229 ]
* وأخرج ابن أبى حاتم عن الفضيل رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة منك قال الآن شكرتني حين علمت أن النعم منى * وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن المغيرة بن عتبة قال داود عليه السلام يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك منى فأوحى الله إليه نعم الضفدع وأنزل الله تعالى على داود عليه السالم اعملوا آل داود شكرا فقال داود عليه السلام يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذى تنعم على ثم ترزقني على النعمة الشكر فالنعمة منك والشكر منك فكيف أطيق شكرك قال يا داود الآن عرفتني حق معرفتي * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى حاتم في كتاب الشكر والبيهقي في شعب الايمان عن أبى الجلد رضى الله عنه قال قرأت في مسألة داود عليه السلام انه قال أي رب كيف لى ان أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك الا بنعمتك قال فاتاه الوحى ان يا داود أليس تعلم ان الذى بك من النعم منى قال بلى يا رب قال فانى أرضى بذلك منك شكرا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن الحسن رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى لو أن لكل شعرة منى لسانين يسبحانك الليل والنهار والدهر كله ما قضيت حق نعمة واحدة من نعمك على * وأخرج ابن المنذر عن السدى رضى الله عنه في قوله اعملوا آل داود شكرا قال لم ينفك منهم مصل * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لما قيل لهم اعملوا آل داود شكرا لم يات على القوم ساعة الا ومنهم ميصلى * وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه الآية اعملوا آل داود شكرا قال ثلاث من أوتيهن فقد أوتى ما أوتى آل داود قيل وما هن يا رسول الله قال العدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وذكر الله في السر والعلانية وأخرجه ابن مردويه من طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضى الله عنها مرفوعا به وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا به وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبى ذر رضى الله عنه مرفوعا به وقال خشية الله في السر والعلانية والله أعلم * قوله تعالى (وقليل من عبادي الشكور) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقليل من عبادي الشكور يقول قليل من عبادي الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه قال قال رجل عند عمر رضى الله عنه اللهم اجعلني من القليل فقال عمر رضى الله عنه ما هذا الدعاء الذى تدعو به قال انى سمعت الله يقول وقليل من عبادي الشكور فانا أدعو الله ان يجعلني من ذلك القليل فقال عمر رضى الله عنه كل الناس أعلم من عمر * قوله تعالى (فلما قضينا عليه الموت) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر ويدخل طعامه وشرابه فادخله في المرة التى مات فيها وكان بدء ذلك انه لم يكن يوما يصبح فيه الا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسألها ما اسمك فتقول الشجرة اسمى كذا وكذا فيقول لها لاى شئ نبت فتقول نبت لكذا وكذا فيأمر بها فتقطع فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت نبتت دواء قالت نبت دواء لكذا وكذا فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها لاى شئ نبت قالت نبت لخراب هذا المسجد فقال سليمان عليه السلام ما كان الله ليخربه وأنا حى أنت الذى على وجهك هلاكى وخراب بيت المقدس فنزعها فغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلى متكئا على عصا فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك وهم يعملون له مخافة ان يخرج فيعاقبهم وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه وكان الشيطان المريد الذى يريد ان يخلع يقول ألست جليدا ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان الا احترق فمر ولم يسمع صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع صوته ثم عاد فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فاخبر الناس ان سليمان قد مات ففتحوا عنه فاخرجوه فوجدوا منساته وهى العصا بلسان الحبشة قد أكلتها الارضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الارضة على العصا فاكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك
[ 230 ]
فوجدوه قد مات منذ سنة وهى في قراءة ابن مسعود فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا فايقن الناس عند ذلك ان الجن كانوا يكذبون لو انهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام ولما لبثوا في العذاب سنة يعملون له ثم ان الشياطين قالوا للارضة لو كنت تأكلين الطعام أتيناك باطيب الطعام ولو كنت تشربين أتيناك باطيب الشراب ولكننا ننقل اليك الطين والماء فهم ينقلون إليها حيث كانت الم تر إلى الطين الذى يكون في جوف الخشب فهو مما ياتيها الشياطين شكرا لها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس دابة الارض تأكل منسأته عصاه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لبث سليمان عليه السلام على عصاه حولا بعدما مات ثم خر على رأس الحول فاخذت الانس عصا مثل عصاه ودابة مثل دابته فارسلوها عليها فاكلتها في سنة وكان ابن عباس يقرأ فلما خر تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سنة قال سفيان وفي قراءة ابن مسعود وهم يدأبون له حولا * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن السنى في الطب النبوى وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان سليمان عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا وكذا فان كانت لغرس غرست وان كانت لدواء نبتت فصلى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه فقال لها ما اسمك قالت الخرنوب قال لاى شئ أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام اللهم عم عن الجن موتى حتى يعلم الانس ان الجن لا يعلمون الغيب فاخذ عصا فتوكا عليها وقبضه الله وهو متكئ فمكث حينا ميتا والجن تعمل فاكلتها الارضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين وكان ابن عباس يقرؤها كذلك فشكرت الجن الارضة فاينما كانت ياتونها بالماء وأخرجه البزار والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس موقوفا * وأخرج الديلمى عن زيد بن أرقم مرفوعا يقول الله انى تفضلت على عبادي بثلاث ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزتها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه وأسليت الحزين ولو لا ذلك لذهب التسلى * وأخرج عبد ابن حميد عن قتادة قال كانت الجن تخبر الانس انهم يعلمون من الغيب أشياء وانهم يعلمون ما في غد فابتلوا بموت سليمان عليه الصلاة والسلام فمات فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته وهم مسخرون تلك السنة ويعملون دائبين فلما خر تبينت الجن وفي بعض القراءة فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وقد لبثوا يدأبون ويعملون له حولا بعد موته * وأخرج عبد بن حميد من طريق قيس بن سعد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت الانس تقول في زمن سليمان عليه السلام ان الجن تعلم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام مكث قائما على عصاه ميتا حولا والجن تعمل بقيامه فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين كان ابن عباس رضى الله عنهما كذلك يقرؤها قال قيس بن سعد رضى الله عنه وهى قراءة أبى بن كعب رضى الله عنه كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال قال سليمان عليه السلام لملك الموت إذا أمرت بى فاعلمني فاتاه فقال يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس عليه باب فقام يصلى فاتكأ على عصاه فدخل عليه ملك الموت عليه السلام فقبض روحه وهو متكئ على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من الموت قال والجن تعمل بين يديه وينظرون يحسبون انه حى فبعث الله دابة الارض دابة تأكل العيدان يقال لها القادح فدخلت فيها فاكلتها حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت ذلك الجن انفضوا وذهبوا فذلك قوله ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسألته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال لما رد الله الخاتم إليه لم يصل صلاة الصبح يوما الا نظر وراءه فإذا هو بشجرة خضراء تهتز فيقول يا شجرة أما ياكلنك جن ولا انس ولا طير ولا هوام ولا بهائم فتقول انى لم أجعل رزقا لشئ ولكن دواء من كذا ودواء من كذا فقام الانس والجن يقطعونها ويجعلونها في الدواء فصلى الصبح ذات يوم والتفت فإذا هو بشجرة وراءه قال ما أنت يا شجرة قالت أنا الخرنوبة قال والله ما الخرنوبة الا خراب بيت المقدس والله لا يخرب ما كنت حيا ولكني أموت فدعا بحنوط
[ 231 ]
فتحنط وتكفن ثم جلس على كرسيه ثم جميع كفيه على طرف عصاه ثم جعلها تحت ذقنه ومات فمكث الجن سنة يحسبون أنه حى وكانت لا ترفع أبصارها إليه وبعث الله الارضة فاكلت طرف العصا فخر منكبا على وجهه فعلمت الجن أنه قد مات فذلك قوله تبينت الجن ولقد كانت الجن تعلم أنها لا تعلم الغيب ولكن في القراءة الاولى تبينت الانس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بلغت نصف العصا فتركها في النصف الباقي فاكلتها في حول فقالوا مات عام أول * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال مكث سليمان بن داود عليه السلام حولا على عصاه متكئا حتى أكلتها الارضة فخر * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا دابة الارض تأكل منسأته قال عصاه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال الارضة أكلت عصاه حتى خر * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه تأكل منسأته قال العصا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه أنه سئل عن المنسأة قال هي العصا وأنشد فيها شعرا قاله عبد المطلب أمن أجل حبل لا أبالك صدته * بمنسأة قد جر حبلك أحبلا * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه قال المنسأة العصا بلسان الحبشة * قوله تعالى (لقد كان لسبأ) الآية * اخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن فروة بن مسيك المرادى رضى الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فاذن لى في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده أرسل في أثرى فردني فقال ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث اليك وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل يا رسول الله وما سبأ أرض أم امرأة قال ليس بارض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيا من منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فاما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالازد والاشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والطبراني وابن أبى حاتم وابن عدى والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم عن سبا أرجل هو أو امرأة أم أرض فقال بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة فاما اليمانيون فمذحج وكندة والازد والاشعريون وأنمار وخمير وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان * وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ لقد كان لسبا في مساكنهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه أنه قرأ لقد كان لسبا بالخفض منونة مهموزة في مساكنهم على الجماع بالالف * وأخرج الفريابى عن يحيى بن وثاب أنه كان يقرؤها لقد كان لسبا في مساكنهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال كان لسبا جنتان بين جبلين فكانت المرأة تمر ومكتلها على رأسها فتمشى بين جبلين فتمتلئ فاكهة وما مسته بيدها فلما طغوا بعث الله عليهم دابة يقال لها الجرذ فنقب عليهم فغرقهم فما بقى منهم الا أثل وشئ من سدر قليل * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله لقد كان لسبا في مساكنهم الآية قال لم يكن يرى في قريتهم بعوضة قط ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية وان الركب لياتون في ثيابهم القمل والدواب فما هو الا أن ينظروا إلى بيوتها فتموت تلك الدواب وان كان الانسان ليدخل الجنتين فيمسك القفة على رأسه ويخرج حين يخرج وقد امتلات تلك القفة من أنواع الفاكهة ولم يتناول منها شيأ بيده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بلدة طيبة ورب غفور قال هذه البلد طيبة وربكم غفور لذنوبكم وفي قوله فاعرضوا قال بطر القوم أمر الله وكفروا نعمته * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال كان أهل سبا أعطوا ما لم يعطه أحد من أهل زمانهم فكانت المرأة تخرج على رأسها المكتل فتريد حاجتها فلا تبلغ مكانها الذى تريد حتى يمتلئ مكتلها من أنواع الفاكهة فاجمعوا ذلك فكذبوا رسلهم وقد كان السيل ياتيهم من مسيرة عشرة أيام حتى يستقر في واديهم فيجمع الماء من تلك السيول والجبال في ذلك الوادي وكانوا قد حفروه بمسناة وهم يسمون المسناة العرم وكانوا يفتحون إذا شاؤا
[ 232 ]
من ذلك الماء فيسقون جنانهم إذا شاؤا ويسدون إذا شاؤا فلما غضب الله عليهم وأذن في هلاكهم ودخل رجل إلى جنته وهو عمرو بن عامر فيما بلغنا وكان كاهنا فنظر إلى جرذة تنقل أولادها من بطن الوادي إلى أعلى الجبل فقال ما نقلت هذه أولادها من ههنا الا وقد حضر أهل هذه البلاد عذاب ويقدر أنها خرقت ذلك العرم فنقبت نقبا فسال ذلك النقب ماء إلى جنته فامر عمرو بن عامر بذلك النقب فسد فاصبح وقد انفجر باعظم ما كان فامر به أيضا فسد ثم انفجر باعظم ما كان فلما رأى ذلك دعا ابن أخيه فقال إذا أنا جلست العشية في نادى قومي فائتني فقل علام تحبس على مالى فانى سأقول ليس لك عندي مال ولا ترك أبوك شيأ وانك لكاذب فإذا أنا كذبتك فكذبني واردد على مثل ما قلت لك فإذا فعلت ذلك فانى ساشتمك فاشتمنى فإذا أنت شتمتني لطمتك فإذا أنا لطمتك فقم فالطمني قال ما كنت لاستقبلك بذلك يا عم قال بلى فافعل فانى أريد بها صلاحك وصلاح أهل بيتك فقال الفتى نعم حيث عرف هوى عمه فجاء فقال ما أمر به حتى لطمه فتناوله الفتى فلطمه فقال الشيخ يا معشر بنى فلان ألطم فيكم لا سكنت في بلد لطمنى فيه فلان أبدا من يبتاع منى فلما عرف القوم منه الجد أعطوه فنظر إلى أفضلهم عطية فاوجب له البيع فدعا بالمال فنقده وتحمل هو وبنوه من ليلته فتفرقوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال كان في سبأ كهنة وكانت الشياطين يسترقون السمع فاخبروا الكهنة بشئ من أخبار السماء وكان فيهم رجل كاهن شريف كثير المال وانه أخبر ان زوال أمرهم قد دنا وان العذاب قد أظلهم فلم يدر كيف يصنع لانه كان له مال كثير من عقر فقال لرجل من بنيه وهو أعزهم اخوالا إذا كان غدا وامرأتك بامر فلا تفعله فإذا نهرتك فانتهرني فإذا تناولتك فالطمني قال يا أبت لا تفعل ان هذا أمر عظيم وأمر شديد قال يا بنى قد حدث أمر لابد منه فلم يزل حتى هيأه على ذلك فلما أصبحوا واجتمع الناس قال يا بنى افعل كذا وكذا فابى فانتهره أبوه فاجابه فلم يزل ذلك بينهما حتى تناوله أبوه فوثب على أبيه فلطمه فقال ابني يلطمني على بالشفرة قالوا وما تصنع بالشفرة قال اذبحه قالوا تذبح ابنك الطمه واصنع ما بدا لك فابى الا ان يذبحه فارسلوا إلى اخواله فاعلموهم بذلك فجاء اخواله فقالوا خذ منا ما بدا لك فابى الا ان يذبحه قالوا فلتموتن قبل ان تدعوه قال فإذا كان الحديث هكذا فانى لا أريد ان أقيم ببلد يحال بينى وبين ابني فيه اشتروا منى دورى اشتروا منى أرضى فلم يزل حتى باع دوره وأرضه وعقاره فلما صار الثمن في يده وأحرزه قال أي قوم ان العذاب قد أظلكم وزوال أمركم قد دنا فمن أراد منكم دارا جديد أو جملا شديدا وسفرا فليلحق بعمان ومن أراد منكم الخمر والخمير والعصير فليلحق ببصرى ومن أراد منكم الراسخان في الوحل المطعمات في المحل المقيمات في الضحل فليلحق بيثرب ذات نخل فاطاعه قوم فخرج أهل عمان إلى عمان وخرجت غسان إلى بصرى وخرجت الاوس والخزوج وبنو كعب بن عمرو إلى ثرب فلما كانوا ببطن نخل قال بنو كعب هذا مكان صالح لا نبتغى به بدلا فاقاموا فلذلك سموا خزاعة لانهم انخزعوا عن أصحابهم وأقبلت الاوس والخزرج حتى نزلوا بيثرب * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله لقد كان لسبأ الآيات قال كان لهم مجلس مشيد بالمرمر فأتاهم ناس من النصارى فقالوا أشكروا الله الذى أعطاكم هذا قالوا ومن أعطاناه انما كان لآبائنا فورثناه فسمع ذلك ذو يزن فعرف انه سيكون لكلمتهم تلك خبر فقال لابنه كلامك على حرام ان لم تات غدا وأنا في مجلس قومي فتصك وجهى ففعل ذلك فقال لا أقيم بارض فعل هذا ابني بى فيها الا من يبتاع منى مالى فابتدره الناس فابتاعوه فبعث الله جرذا أعمى يقال له الخلد من جرذان عمى فلم يزل يحفر السد حتى خرقه فانهدم وذهب الماء بالجنتين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم وكان لهم سد كانوا قد بنوه بنيانا أبدا وهو الذى كان يرد عنهم السيل إذا جاء أن يغشى أموالهم وكان فيما يزعمون في علمهم من كهانتهم انه انما يخرب سدهم ذلك فارة فلم يتركوا فرجة بين حجرين الا ربطوا عندها هرة فلما جاء زمانه وما أراد الله بهم من التفريق أقبلت فيما يذكرون فارة حمراء إلى هرة من تلك الهرر فساورنها حتى استأخرت عنها الهرة فدخلت في الفرجة التى كانت عندها فتغلغلت بالسد فحفرت فيه حتى رققته للسيل وهم لا يدرون فلما ان جاء السيل وجد عللا فدخل فيه حتى قلع السد وفاض على الاموال فاحتملها فلم يبق منها الا ما ذكر عن الله تبارك وتعالى
[ 233 ]
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال كانت أودية اليمن تسيل إلى وادى سبا وهو واد بين جبلين فعمد أهل سبأ فسدوا ما بين الجبلين بالقير والحجارة وتركوا ما شاؤا لجناتهم فعاشوا بذلك زمانا من الدهر ثم انهم عتوا وعملوا بالمعاصى فبعث الله على ذلك السد جرذا فنقبه عليهم فغرق الله مساكنهم وجناتهم وبدلهم بمكان جنتيهم جنتين خمط والخمط الاراك واثل الاثل القصير من الشجر الذى يصنعون منه الاقداح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سيل العرم قال الشديد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عمرو بن شرحبيل رضى الله عنه سيل العرم قال المنساة بلحن اليمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سل العرم قال العرم بالحبشة وهى المنسأة التى يجتمع فيها الماء ثم ينشق * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قال العرم اسم الوادي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما سيل العرم قال واد كان باليمن كان يسيل إلى مكة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه قال وادى سبا يدعى العرم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سيل العرم السد ماء أحمر أرسله الله في السد فشقه وهدمه وحفر الوادي عن الجنتين فارتفعا وغار عنهما الماء فيبستا ولم يكن الماء الاحمر من السد كان شيا أرسله الله عليهم وفي قوله أكل خمط قال الخمط الاراك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أكل خمط قال الاراك واثل قال الطرفاء * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله أكل خمط قال الاراك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول ما معول فود تراعى بعينها * أغن غضيض الطرف من خلل الخمط * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضى الله عنه في قوله واثل قال الاثل شجر لا ياكلها شئ وانما هي حطب * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في الآية قال الخمط الاراك والاثل النضار والسدر النبق * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لقد كان لسبأ في مساكنهم آية قال قوم أعطاهم الله نعمة وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته قال الله فاعرضوا قال ترك القوم أمر الله فارسلنا عليهم سيل العرم ذكر لنا العرم وادى سبا كانت تجتمع إليه مسايل من أودية شتى فعمدوا فسدوا ما بين الجبلين بالقير والحجارة وجعلوا عليه أبوابا وكانوا ياخذون من مائه ما احتاجوا إليه ويسدون عنهم ما لم يعبؤا به أمن مائه فلما تركوا أمر الله بعث الله عليهم جرذا فنقبه من أسفله فاتسع حتى غرق الله به حروثهم وخرب به راضيهم عقوبة باعمالهم قال الله فبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط والخمط الاراك وأكل بربرة وأثل وشئ من سدر قليل بينما شجر القوم من خير الشجر إذ صيرة الله من شر الشجر عقوبة باعمالهم قال الله ذلك جزيناهم بما كفروا وهل يجازى الا الكفور ان الله إذا أراد بعبد كرامة أو خيرا تقبل حسناته وإذا أراد بعبد هوانا أمسك عليه بذنبه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال الخمط هو الاراك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبى مالك مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وهل يجازى الا الكفور قال تلك المناقشة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طاوس وهل يجازى الا الكفور قال هو المناقشة في الحساب ومن نوقش الحساب عذب وهو الكافر لا يغفر له * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وهل يجازى قال هل يعاقب الا الكفور * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى حيوة وكان من أصحاب على قال جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في المعيشة والمنغص في اللذة قيل وما المنغص قال لا يصادف لذة حلال الا جاءه من ينغصه اياها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد القرى التى باركنا فيها قال الشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قال هي الشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة قال كان فيما بين اليمن إلى الشام قرى متواصلة والقرى التى باركنا فيها الشام كان الرجل يغدو فيقبل في
[ 234 ]
القرية ثم يروح فيبيت في القرية الاخرى وكانت المرأة تخرج وزنبيلها على رأسها فما تبلغ حتى يمتلئ من كل الثمار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن أبى مليكة في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة قال كانت قراهم متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وثمرهم متدل فبطروا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وقدرنا فيها السير قال دانينا فيها السير * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله وجعلنا بينهم يعنى بين مساكنهم وبين القرى التى باركنا فيها يعنى الارض المقدسة قرى فيما بين منازلهم والارض المقدسة ظاهرة يعنى عامرة مخصبة وقدرنا فيها السير يعنى فيما بين مساكنهم وبين أرض الشام سيروا فيها يعنى إذا ظعنوا من منازلهم إلى أرض الشام من الارض المقدسة * وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله ظاهرة قال قرى بالشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله سيروا فيها ليالى وأياما آمنين قال لا يخافون جوعا ولا ظمأ انما يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية أهل جنة ونهر حتى ذكر لنا أن المرأة كانت تضع مكتلها على رأسها فيمتلئ قبل أن ترجع إلى أهلها وكان الرجل يسافر لا يحمل معه زادا فبطروا النعمة فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا فمزقوا كل ممزق وجعلوا أحاديث * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا قال قالوا يا ليت هذه القرى يبعد بعضها عن بعض فنسير على نجائبنا * وأخرج ابن ابى حاتم عن يحيى بن يعمر رضى الله عنه انه قرأ قالوا ربنا بعد بين أسفارنا مثقلة قال لم يدعوا على أنفسهم ولكن شكوا ما أصابهم * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى رضى الله عنه انه قرأ قالوا ربنا بعد بين أسفارنا مثقلة على معنى فعل * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن أبى الحسن رضى الله عنه انه قرأ بعد بين أسفارنا بنصب الباء ورفع العين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ ربنا بالنصب باعد بنصب الباء وكسر العين على الدعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه في قوله ومزقناهم كل ممزق قال أما غسان فلحقوا بالشام وأما الانصار فلحقوا بيثرب وأما خزاعة فلحقوا بتهامة وأما الازد فلحقوا بعمان فمزقهم الله كل ممزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال مطرف في قوله ان في ذلك لآيات نعم العبد الصبار الشكور الذى إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر * وأخرج عن الشعبى رضى الله عنه في قوله لكل صبار شكور قال صبار في الكريهة شكور عند الحسنة * واخرج ابن أبى الدنيا وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن عامر رضى الله عنه قال الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ان الله قال يا عيسى بن مريم انى باعث بعدك أمة ان أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وان أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في شعب الايمان والدارمى وابن حبان عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن أمر المؤمن كله خير ان أصابته سراء شكر كان خيرا وان أصابته ضراء صبر كان خيرا * وأخرج أحمد والبيهقي عن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت للمؤمن ان أعطى قال الحمد لله فشكر وان ابتلى قال الحمد لله فصبر فالمؤمن من يؤجر على كل حال حتى اللقمة يرفعها إلى فيه * وأخرج البيهقى في الشعب وأبو نعيم عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظر في الدين إلى من هو فوقه وفي الدنيا إلى من هو تحته كتبه الله صابرا وشاكرا ومن نظر في الدين إلى من هو تحته ونظر في الدنيا إلى من هو فوقه لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد صدق عليهم ابليس ظنه قال ابليس ان آدم خلق من تراب ومن طين ومن حما ممسنون خلقا ضعيفا وانى خلقت من نار والنار تحرق كل شئ لاحتنكن ذريته الا قليلا قال فصدق ظنه عليهم فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال هم المؤمنون كلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرؤها
[ 235 ]
ولقد صدق عليهم ابليس ظنه مشددة قال ظن بهم ظنا فصدقه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاده رضى الله عنه في قوله ولقد صدق عليهم ابليس ظنه قال على الناس الا من أطاع ربه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولقد صدق عليهم ابليس ظنه ظن بهم فوافق ظنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال لما أهبط آدم عليه السلام من الجنة ومعه حواء عليها السلام هبط ابليس فرحا بما أصاب منهما وقال إذا أصبت من الابوين ما أصبت فالذرية أضعف وكان ذلك ظنا من ابليس عند ذلك فقال لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح أغره وأمنيه وأخدعه فقال الله تعالى وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ولا يدعوني الا أجبته ولا يسالنى الا أعطيته ولا يستغفرني الا غفرت له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما كان له عليهم من سلطان قال والله ما ضربهم بعصا ولا سيف ولا سوط وما أكرههم على شئ وما كان الا غرورا وأمانى دعاهم إليها فأجابوه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الا لنعلم الآية قال انما كان بلاء ليعلم الله الكافر من المؤمن * قوله تعالى (قل ادعوا الذين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ومالهم فيهما من شرك يقول ما لله من شريك في السموات ولا في الارض وماله منهم قال من الذين دعوا من دونه من ظهير يقول من عون بشئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وماله منهم من ظهير يقول من عون من الملائكة * قوله تعالى (ولا تنفع الشفاعة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فزع عن قلوبهم قال خلى * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أوحى الجبار إلى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحى فسمعت الملائكة عليهم السلام صوت الجبار يتكلم بالوحى فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله فقالوا الحق وعلموا أن الله تعالى لا يقول الا حقا قال ابن عباس رضى الله عنهما وصوت الوحى كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوا خروا سجدا فلما رفعوا رؤسهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان إذا نزل الوحى كان صوته كوقع الحديد على الصفوان فيصعق أهل السماء حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالت الرسل عليهم السلام الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ينزل الامر إلى السماء الدنيا له وقع كوقعة السلسة على الصخرة فيفزع له جميع أهل السموات فيقولون ماذا قال ربكم ثم يرجعون إلى أنفسهم فيقولون الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق معمر عن الزهري عن على بن حسين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من أصحابه فرمى بنجم فاستنار قال ما كنتم تقولون إذا كان هذا في الجاهلية قالوا كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم قال فانها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى امرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماء سماء حتى ينتهى الخبر إلى هذه السماء وتخطف الجن السمع فيرمون فما جاؤا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفونه ويزيدون فيه قال معمر قلت للزهري أكان يرمى بها في الجاهلية قال نعم قال أرأيت وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا قال غلظت وشدد أمرها حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان يفزعهم ذلك فإذا فزع من قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الذى قال الحق وهو العلى الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر وصف سفيان بيده وفرج بين أصابعه نصبها بعضها فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى
[ 236 ]
من تحته ثم يليقها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التى سمعت من السماء * وأخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد الله أن يوحى بامر تكلم بالوحى فإذا تكلم بالوحى أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله تعالى فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما أراد فيمضى به جبريل عليه السلام على الملائكة عليهم السلام كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول قال الحق وهو العلى الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام فينتهى جبريل عليه السلام بالوحى حيث أمره الله من السماء والارض * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فرغ من قلوبهم يعنى بالراء والغين المعجمة * واخرج البيهقى وابن أبى شيبة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله عزوجل حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كان لكل قبيل من الجن مقعد في السماء يستمعون منمه الوحى وكان إذا نزل الوحى سمع له صوت كامرار السلسلة على الصفوان فلا ينزل على أهل سماء الا صعقوا حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وان كان مما يكون في الارض من أمر الغيب أو موت أو شئ مما يكون في الارض تكلموا به فقالوا يكون كذا وكذا فسمعته الشياطين فنزلوا به على أوليائهم يقولون يكون العام كذا ويكون كذا فيسمعه الجن فيخبرون الكهنة به والكهنة تخبر به الناس يقولون يكون كذا وكذا فيجدونه كذلك فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه سولم دحروا بالنجوم فقالت العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك هلك من في السماء فجعل صاحب الابل ينحر كل يوم بعيرا وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة وصاحب الغنم شاة حتى أسرعوا في اموالهم فقالت ثقيف وكانت أعقل العرب أيها الناس أمسكوا عليكم أموالكم فانه لم يمت من في السماء وان هذا ليس بانتشار ألستم ترون معالمكم من النجوم كما هي والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار قال فقال ابليس لقد حدث اليوم في الارض حدث فائتوني من تربة كل أرض فاتوه بها فجعل يشمها فلما شم تربة مكة قال من ههنا جاء الحديث منتشرا فنقبوا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث * واخرج أبو داود والبيهقي في الاسماء والصفات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم الله بالوحى سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى ياتيهم جبريل عليه السلام فإذا جاءهم جبريل عليه السلام فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فيقولون الحق الحق * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا تكلم الله بالوحى سمع أهل السموات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى ياتيهم جبريل عليه السلام فإذا اتاهم جبريل عليه السلام فزع عن قلوبهم قالوا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فينادون الحق الحق * وأخرج ابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزل جبريل بالوحى على رسول الله فزع اهل السموات لانحطاطه وسمعوا صوت الوحى كاشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فكلما مر باهل سماء فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل بماذا أمرت فيقول نور العزة العظيم كلام الله بلسان عربي * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال يوحى الله إلى جبريل عليه السلام فنفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن يكون شئ من أمر الساعة فإذا خلى عن قلوبهم وعلموا ان ذلك ليس من أمر الساعة قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل عليه السلام وزعم ان اسرافيل عليه السلام يحمل العرش وان قدمه في الارض السابعة والالواح بين عينيه فإذا أراد والعرش أمرا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم فإذا قاموا قالوا ماذا قال ربكم قال من شاء الله الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة والكلبي
[ 237 ]
رضى الله عنهما في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قالا لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم فنزل الوحى مثل صوت الحديد فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا إذا جلى عن قلوبهم ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم في الآية قال زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الارض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك وتعالى فانحدر واسمع لهم صوت شديد فيحسب الذين أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة فيخرون سجدا وهكذا كلما مروا عليهم فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال إذا قضى الله تبارك وتعالى أمرا رجفت السموات والارض والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا حسبت الجن أن أمرا يقضى فاسترقت فلما قضى الامر رفعت الملائكة رؤسهم وهى هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا جميعا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن الانباري عن الحسن رضى الله عنه أنه كان يقرأ حتى إذا فزع عن قلوبهم ثم يفسره حتى إذا انجلى عن قلوبهم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق آخر عن الحسن رضى الله عنه أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم قال ما فيها من الشك والتكذيب وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قال فزع الشيطان عن قلبوهم ففارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير قال وهذا في بنى آدم عند الموت أقروا حين لا ينفعهم الاقرار * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كشف الغطاء عنها يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم والضحاك أنهما كانا يقرآن حتى إذا فزع عن قلوبهم يقولون جلى عن قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم أو فرغ عن قلوبهم قال إذا فزع عن قلوبهم قال فان الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ حتى إذا فزع عن قلوبهم بالعين مثقلة الزاى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى رجاء أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم * قوله تعالى (قل من يرزقكم) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال قل من يرزقكم من السموات والارض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قال انا نحن لعلى هدى وانكم لفى ضلال مبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وانا أو اياكم الآية قال قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين والله ما نحن وأنتم على أمر واحد ان أحد الفريقين مهتد وفي قوله قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا أي يقضى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الفتاح قال القاضى * قوله تعالى (وما أرسلناك الا كافة للناس) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما أرسلناك الا كافة للناس قال إلى الناس جميعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله كافة للناس قال للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما أرسلناك الا كافة للناس قال أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فاكرمهم على الله أطوعهم له * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى بعثت إلى الناس كافة إلى كل أبيض وأحمر وأطعمت أمتى المغنم لم يطعم أمة قبل أمتى ونصرت بالرعب بين يدى من مسيرة شهر وجعلت لى الارض مسجدا وطهورا واعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى بعثت إلى الناس كافة الاحمر والاسود وانما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب يرعب منى عدوى على مسيرة شهر وأطعمت المغنم وجعلت لى الارض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي إلى يوم القيامة وهى ان شاء الله نائلة من لا يشرك بالله شيأ * قوله تعالى (وقال الذين كفروا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن قال هذا قول مشركي العرب كفروا بالقرآن ولا بالذى
[ 238 ]
بين يديه من الكتب والانبياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولا بالذى بين يديه قال التوراة والانجيل وفي قوله يقول الذين استضعفوا قال هم الاتباع للذين استكبروا قال هم القادة وفي قوله بل مكر الليل والنهار يقول غركم اختلاف الليل والنهار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بما في الليل والنهار * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بالليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بما في الليل والنهار يا أيها العظماء والرؤساء حتى أزلتمونا عن عبادة الله تعالى * قوله تعالى (وجعلنا الاغلال في أعناق الذين كفروا) * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال ما في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة الا اسم صاحبها عليها مكتوب فحدث به أبو سليمان الدارانى رضى الله عنه فبكى ثم قال فكيف به لو جمع هذا كله عليه فجعل القيد في رجليه والغل في يديه والسلسلة في عنقه ثم أدخل الدار وأدخل المغار * قوله تعالى (وما أرسلنا في قرية) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقى الآخر فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما فعل فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش الا رذالة الناس ومساكينهم فترك تجارته واتى صاحبه فقال له دلنى عليه وكان يقرأ الكتب فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الام تدعو قال إلى كذا وكذا قال أشهد أنك رسول الله قال ما علمك بذلك قال انه لم يبعث نبى الا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم فنزلت هذه الآيات وما أرسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها لآيات فارسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل تصديق ما قلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الا قال مترفوها قال هم جبابرتهم ورؤسهم وأشرافهم وقادتهم في الشر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله الا قال مترفوها قال جبابرتها * قوله تعالى (وما أموالكم ولا أولادكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله عندنا زلفى قال قربى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال لا تعتبروا الناس بكثرة المال والولد وان الكافر يعطى المال وربما حبسه عن المؤمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن طاوس أنه كان يقول اللهم ارزقني الايمان والعمل وجنبني المال والولد فانى سمعت فيما أوحيت وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى * وأخرج أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم * قوله تعالى (فاولئك لهم جزاء الضعف) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا قال بالواحد عشرا وفي سبيل الله بالواحد سبعمائة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب رضى الله عنه قال إذا كان المؤمن عنيا تقيا آتاه الله أجره مرتين وتلا هذه الآية وما أموالكم إلى قوله فاولئك لهم جزاء الضعف قال تضعيف الحسنة * قوله تعالى (وهم في الغرفات آمنون) * أخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها قالوا لمن هي قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام * قوله تعالى (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) * أخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه أنه سئل عن قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه النفقة في سبيل الله قال لا ولكن نفقة الرجل على نفسه وأهله فالله يخلفه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب المفرد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال في غير اسراف ولا تقتير * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقتم على أهليكم في غير اسراف ولا تقتير فهو في سبيل الله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن سعد بن جبير رضى الله عنه في قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال من غير اسراف ولا تقتير * وأخرج الفريابى وعبد
[ 239 ]
ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال إذا كان لاحدكم شئ فليقتصد ولا يتاول هذه الآية وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه فان الرزق مقسوم يقول لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال ما كان من خلف فهو منه وربما أنفق الانسان ماله كله في الخير ولم يخلف حتى يموت ومثلها وما من دابة في الارض الا على الله رزقها يقول ما آتاها من مرزق فمنه وربما لم يرزقها حتى تموت * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنا الا نفقة في بنيان أو معصية * وأخرج ابن عدى في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقى به عرضه كتب له به صدقة وكل نفقة انفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن الانفقة في معصية أو بنيان قيل بان المنكدر وما أراد بما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة قال ما اعطى الشاعر وذا اللسان المتقى * وأخرج أبو يعلى وابن ابى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق قال الله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عزوجل أنفق يا ابن آدم أنفق عليك * وأخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ثم قال اقرؤا مواضع الخلف فانى سمعت الله يقول وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه إذا لم تنفقوا كيف يخلف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المعونة تنزل من السماء على قدر المؤنة * وأخرج الحكيم الترمذي عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال جئت حتى جلست بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بطرف عمامتى من ورائي ثم قال يا زبير انى رسول الله اليك خاصة وإلى الناس عامة أتدرون ماذا قال ربكم قلت الله ورسوله أعلم قال قال ربكم حين استوى على عرشه فنظر خلقه عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدى فلا تتعبوا فيما تكفلت لكم فاطلبوا منى أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم قال الله تبارك وتعالى أنفق انفق عليك وأوسع أوسع عليك ولا تضيق أضيق عليك ولا تصر فاصر عليك ولا تخزن فاخزن عليك ان باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات متواصل إلى العرش لا يغلق ليلا ولا نهارا ينزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته وعطيته وصدقته ونفقته فمن أكثر أكثر له ومن أقل اقل له ومن أمسك امسك عليه يا زبير فكل واطعم ولا توك فيوكى عليك ولا تحص فيحصى عليك ولا تقتر فيقتر عليك ولا تعسر فيعسر عليك يا زبير ان الله يحب الانفاق ويبغض الاقتار وان السخاء من اليقين والبخل من الشك فلا يدخل النار من أيقن ولا يدخل الجنة من شك يا زبير ان الله يحب السخاوة ولو بفلق تمرة والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حية يا زبير ان الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل واليقين النافذ عند مجئ الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات والورع الصادق عند الحرام والخبيثات يا زبير عظم الاخوان وجلل الابرار ووقر الاخيار وصل الجار ولا تماش الفجار من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إلى ووصيتي اليك * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيات * أخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم نقول للملائكة أهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قال استفهام كقوله لعيسى عليه السلام أأنت قلت للناس الآية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بل كانوا يعبدون الجن قال الشياطين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وما آتيناهم من كتب يدرسونها قال لم يكن عندهم كتاب يدرسونه فيعلمون ان ما جئت به حق ام باطل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما آتيناهم من كتب يدرسونها أي يقرؤنها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير وقال وان من أمة الا خلا فيها نذير ولا ينقض هذا هذا ولكن كلما ذهب نبى فمن بعده في نذارته حتى يخرج النبي الآخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وما بلغوا
[ 240 ]
معشار ما آتيناهم يقول من القدرة في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وكذب الذين من قبلهم قال القرون الاولى وما بلغوا أي الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم معشار ما آتيناهم من القوة والاجلال والدنيا والاموال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وكذب الذين من قبلهم قال كذب الذين قبل هؤلاء وما بلغوا معشار ما آتيناهم قال يخبركم أنه اعطى القوم ما لم يعطكم من القوة وغير ذلك فكيف كان نكير يقول فقد أهلك الله أولئك وهم أقول وأخلد * قوله تعالى (قل انما أعظكم) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قل انما أعظكم بواحدة قال بطاعة الله أن تقوموا لله مثنى وفرادى قال واحدا واثنين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قل انما أعظكم بواحدة قال بلا اله الا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله قل انما أعظكم بواحدة قال لا اله الا الله وفي قوله ان تقوموا لله قال ليس بالقيام على الارجل كقوله كونوا قوامين بالقسط * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في الآية قال يقوم الرجل من الرجل أو وحده فيتفكر ما بصاحبكم من جنة يقول انه ليس بمجنون * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامه رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أعطيت ثلاثا لم يعطهن نبى قبلى ولافخر أحلت لى الغنائم ولم تحل لمن كان قبلى كانوا يجمعون غنائمهم فيحرقونها وبعثت إلى كل أحمر واسود وكان كل نبى يبعث إلى قومه وجعلت لى الارض مسجدا وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلى فيها حيث أدركتني الصلاة قال الله تعالى ان تقوموا لله مثنى وفرادى وأعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدى * قوله تعالى (قل ما سألتكم من أجر) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قل ما حالتكم من أجر أي من جعل فهو لكم يقول لم أسالكم على الاسلام جعلا وفي قوله قل ان ربى يقذف بالحق وما يبدئ الباطل قال الشيطان لا يبدئ ولا يعيد إذا هلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله يقذف بالحق قال ينزل بالوحى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جاء الحق قال جاء القرآن وما يبدئ الباطل وما يعيد قال ما يخلق ابليس شيا ولا يبعثه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن سعد رضى الله عنه قل ان ضللت فانما أضل على نفسي قال أو خذ بخيانتي * قوله تعالى (ولو ترى إذ فزعوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا قال في الدنيا عند الموت حين عاينوا الملائكة ورأوا باس الله وانى لهم التناوش من مكان بعيد قال لا سبيل لهم إلى لايمان كقوله فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده وقد كفروا به من قبل قال قد كانوا يدعون إليه وهم في دعة ورخاء فلم يؤمنوا به ويقذفون بالغيب يرجمون بالظن يقولون انه لا جنة ولا نار ولا بعث وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال اشتهوا طاعة الله لو انهم عملوا بها فحيل بينهم وبين ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا قال يوم القيامة فلا فوت قالم يفوتوا ربك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ولو ترى إذ فزعوا قال في القبور من الصيحة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ولو تزى إذ فزعوا الآية قال هذا يوم بدر حين ضربت أعناقهم فعاينوا العذاب فلم يستطيعوا فرارا من العذاب ولا رجوعا إلى التوبة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هو يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هم قتلى المشركين من أهل بدر نزلت فيهم هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب قال هو جيش السفياني قال من أين أخذ قال من تحت أقدامهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية رضى الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا الآية قال قوم خسف بهم أخذوا من تحت أقدامهم * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث ناس إلى المدينة حتى إذا كانوا ببيداء بعث الله عليهم جبريل عليه السلام فضربهم
[ 241 ]
برجله ضربة فيخسف الله بهم فذلك قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هم الجيش الذين يخسف بهم بالبيداء يبقى منهم رجل يخبر الناس بما لقى أصحابه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى معقل رضى الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال أخذوا فلم يفوتوا * وأخرج أحمد عن نفيرة امرأة القعقاع بن أبى حدرد رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم بجيش قد خسف به فقد أظلت الساعة * وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن حفصة أم المؤمنين رضى الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف أوساطهم فينادى أولهم آخرهم فيخسف بهم خسفا فلا ينجو الا الشريد الذى يخبر عنهم * وأخرج أحمد عن حفصة رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ياتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيرجع من كان امامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم قلت يا رسول الله فكيف بمن كان مستكرها قال يصيبهم كلهم ذلك ثم يبعث الله كل امرئ على نيته * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن صفية أم المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهى الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء خسف باولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قلت يا رسول الله أرأيت المكره قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم 3 * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن أم سلمة رضى الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعوذ عائذ بالحرم فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الارض خسف بهم قلت يا رسول الله فكيف بمن يخرج كارها قال يخسف به معهم ولكنه يبعث على نيته يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الرجل من أمتى بين الركن والمقام كعدة أهل بدر فباتيه عصب العراق وابدال الشام فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله قال وكان يقال ان الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقا لا والذى نفسي بيده لتباعن نساؤهم على درج دمشق حتى ترد المرأة من كسر بساقها * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنتهى البعوث عن غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم * وأخرج الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذى القعدة تحارب القبائل وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتى فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الارض خسف بهم فلا ينجو منهم الا المخبر عنهم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحذركم سبع فتن فتنة تقبل من المدينة وفتنة بمكة وفتنة من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن الشام وهى السفياني فقال ابن مسعود رضى الله عنه منكم من يدرك أولها ومن هذه الامة ومن يدرك آخرها قال الوليد بن عياش رضى الله عنه فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير وفتنة مكة فتنة ابن الزبير وفتنة الشام من قبل بنى أمية وفتنة المشرق من قبل هؤلاء * قوله تعالى (وقالوا آمنا به) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقالوا آمنا به قال بالله وانى لهم التناوش قال التناول كذلك من مكان بعيد قال ما كان بين الآخرة والدنيا وقد كفروا به من قبل قال 3 هنا بياض بالاصل (*)
[ 242 ]
كفروا بالله في الدنيا ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قال في الدنيا قولهم هو ساحر بل هو كاهن بل هو شاعر بل هو كذاب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وانى لهم التناوش الرد من مكان بعيد قال من الآخرة إلى الدنيا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما وانى لهم التناوش قال كيف لهم الرد من مكان بعيد قال يسالون الرد وليس حين رد * وأخرج ابن المنذر عن التيمى قال أتيت ابن عباس قلت ما التناوش قال تناول الشئ وليس بحين ذاك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وانى لهم التناوش قال التوبة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ التناوش ممدودة مهموزة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويقذفون بالغيب قال يرجمون بالظن انهم كانوا في الدنيا يكذبون بالآخرة ويقولون لا بعث ولا جنة ولا نار * قوله تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال حيل بينهم وبين الايمان * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال من مال أو ولد أو زهرة أو أهل كما فعل باشياعهم من قبل قال كما فعل بالكفار من قبلهم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن السدى رضى الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال التوبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال كان رجل من بنى اسرائيل فاتحا أي الله فتح له مالا فورثه ابن له تافه أي فاسد فكان يعمل في مال أبيه بمعاصي الله فلما رأى ذلك اخوان أبيه أتوا الفتى فعذلوه ولاموه فضجر الفتى فباع عقاره بصامت ثم رحل فاتى عينا تجاهه فسرح فيها ماله وابتنى قصرا فبينما هو ذات يوم جالس إذ شملت عليه ريح بامرأة من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقالت من أنت يا عبد الله قال أنا امرؤ من بنى اسرائيل قالت فلك هذا القصر وهذا المال قال نعم قالت فهل لك من زوجة قال لا قالت فكيف يهنيك العيش ولا زوجة لك قال قد كان ذاك فهل لك من بعل قالت لا قال فهل لك ان أتزوجك قالت انى امرأة منك على مسيرة ميل فإذا كان غد فتزود زاد يوم وائتنى لو ان رأيت في طريقك هولا قال نعم قالت انه لا باس عليك فلا يهولنك فلما كان من الغد تزود زاد يوم وانطلق إلى قصر فقرع بابه فخرج إليه شاب من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقال من أنت يا عبد الله قال أنا الاسرائيلي قال فما حاجتك قال دعتني صاحبة هذا القصر إلى نفسها قال صدقت فهل رأيت في طريقك هولا قال نعم ولولا انها أخبرتني ان لا باس على لهالنى الذى رأيت أقبلت حتى إذا انفرج بى السبيل إذا أنا بكلبة فاتحة فاها ففزعت فوثبت فإذا أنا من ورائها وإذا جروها ينحر على صدرها قال لست تدرك هذا هذا يكون في آخر الزمان يقاعد الغلام المشيخة فيغلبهم على مجلسهم وياسرهم حديثهم ثم أقبلت حتى إذا انفرج بى السبيل وإذا بمائة اعنز حفل وإذا فيها جدى يمصها فإذا أتى عليها فظن انه لم يترك شيأ فتح فاه يلتمس الزيادة قال لست تدرك هذا هذا يكون في آخر الزمان ملك يجمع صامت الناس كلهم حتى إذا ظن انه لم يترك شيأ فتح فاه يلتمس الزيادة قال ثم أقبلت حتذ إذا انفرج بى السبيل إذا أنا بشجرة فاعجبني غصن من شجرة منها ناضر فاردت قطعه فنادتني شجرة أخرى يا عبد الله منى فخذ حتى نادانى الشجر يا عبد الله منا فخذ قال لست تدرك هذا هذا يكن في آخر الزمان يقل الرجال ويكثر النساء حتى ان الرجل ليخطب المرأة فتدعوه العشرة والعشرون إلى أنفسهن قال ثم أقبلت حتى انفرج بى السبيل فإذا أنا برجل قائم على عين يغرف لكل انسان من الماء فإذا تصدعوا عنه صب الماء في جرته فلم تعلق جرته من الماء بشئ قال لست تدرك هذا هذا يكون في آخر الزمان القاضى يعلم الناس العلم ثم يخالفهم إلى معاصي الله ثم أقبلت حتى إذا انفرج بى السبيل إذا أنا برجل يميح على قليب كلما أخرج دلوه صبه في الحوض فانساب الماء راجعا إلى القليب قال هذا رجل رد الله عليه صالح عمله فلم يقبله ثم أقبلت حتى إذا انفرج بى السبيل إذا أنا برجل يبذر بذرا فيستحصد فإذا حنطة طيبة قال هذا رجل قبل الله صالح عمله وأزكاه له قال ثم أقبلت حتى إذا انفرج بى السبيل إذا أنا بعنز وإذا قوم قد أخذوا بقوائمها
[ 243 ]
وإذا رجل آخذ بقرنيها وإذا رجل آخذ بذنبها وإذا رجل قد ركبها وإذا رجل يحلبها فقال أما العنز فهى الدنيا والذين أخذوا بقوائمها فهم يتساقطون من عليتها وأما الذى قد أخذ بقرنيها فهو يعالج من عيشها ضيقا وأما الذى قد أخذ بذنبها فقد أدبرت عنه وأما الذى ركبها فقد تركها وأما الذى يتحلبها فبخ بخ ذهب ذاك بها قال ثم أقبت حتى إذا انفرج بى السبيل إذا أنا برجل مستلق على قفاه فقال يا عبد الله أدن منى فخذ بيدى واقعدني فو الله ما قعدت منذ خلقني الله فاخذت بيده فقام يسعى حتى ما أراه فقال له الفتى هذا عمرك فقد وأنا ملك الموت وأنا المرأة التى أتيتك أمرنى الله بقبض روحك في هذا المكان ثم أصيرك إلى جهنم قال ففيه نزلت هذه الآية وحيل بينهم وبين ما يشتهون * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات بسند ضعيف من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا تهتكوا سترا فانه كان رجل في بنى اسرائيل وكانت له امرأة وكانت إذا قدمت إليه الطعام ثم قامت على رأسه ثم تقول هتك الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فبعث إليها يوما بسمكة ثم قامت على رأسه فقالت هتك الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة ثم قال لها أعيدي مقالتك فعادت فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة فعل ذلك ثلاث مرات كل ذلك تقهقه السمكة وتضطرب حتى تسقط من الخوان فاتى عالم بنى اسرائيل فاخبره فقال انطلق فاذكر ربك وكل طعامك واخسا الشيطان عنك فقال له اخف الناس انطلق إلى ابنه فانه أعلم منه فانطلق فاخبره فقال ائتنى بكل من في دارك ممن لم تر عورته فاتاه فنظر في وجوههم ثم قال اكشف عن هذه الحبشية فكشف عنها فإذا مثل ذراع البكر فقال من هذا أتيت فمات أبو الفتى العالم وهتك بهتكه ذلك الستر واحتاج إليه الناس فاتاه بنو اسرائيل فقالوا ويحك انت كنت أعلمناه وأميننا فلما ان أكثروا عليه هرب منهم إلى ان بلغ إلى أقصى موضع بنى اسرائيل من أرض البلقاء فاتيح له امرأة جميلة تستفتيه فقال لها هل لك ان تمكنيني من نفسك واهب لك مائة دينار قالت أو خير من ذلك تجئ إلى أهلى وتتزوجني وأكون لك حلالا أبدا قال فاين منزلك فوصفت له فطابت عليه تلك الليلة فمضى فإذا هو بكلبة تنبج في بطنها جراؤها قال ما أعجب هذا قيل له امضه لا تكونن مكلفا فسوف ياتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يحمل حجارة كلما ثقلت عليه وسقطت منمه زاد عليها فقال له انت لا تستطيع تحمل هذا تزيد عليه قال امض لا تكونن مكلفا سوف ياتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يستقى من بئر ويصبه في حوض إلى جنب البئر وفي الحوض ثقب فالماء يرجع إلى البئر قال له لو سددت الحجر استمسك لك الماء قال امض لا تكونن مكلفا سوف ياتيك خبر هذا فمضى فإذا هو بظبية ورجل راكب عليها وآخر يحلبها وآخر يمسك بقرنيها وآخرون يمسكون بقوائمها قال ما أعجب هذا قال امض لا تكونن مكلفا سوف ياتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يبذر بذرا فلا يقع على الارض حتى ينبت ثم مضى فإذا هو برجل معه منجل يحصد ما بلغ وما لم يبلغ قال له لو حصدت ما بلغ وتركت ما لم يبلغ قال له امض لا تكونن مكلفا سوف ياتيك خبر هذا فمضى فإذا هو بالقصر الذى وعدته وإذا دونه نهر وإذا رجل جالس على سرير فقال له كيف الطريق إلى هذا القصر ولقد رأيت في ليلتى أعاجيب قال ما هي فذكر الكلبة قال ياتي على الناس زمان يثب الصغير على الكبير والوضيع على الشريف والسفيه على الحليم وذكر له الذى يحمل الحجارة قال ياتي على الناس زمان يكون عند الرجل الامانة فلا يقدر يؤديها ويزيد عليها وذكر له الذى يستقى قال ياتي على الناس زمان يتزوج الرجل المرأة لا يتزوجها لدين ولا حسب ولا جمال انما يريد مالها وتكون لا تلد فيكون كل شئ منه يرجع فيها وذكر له الظبية قال هي الدنيا أما الراكب عليها فالملك وأما الذى يحلبها فهو أطيب الناس عيشا وأما الذى يمسك بقرنيها فمن أيبس الناس عيشا وأما الذى يمسك بذنبها فالذي لا ياتيه رزقه الا قوتا والذين يمسكون بقوائمها فسفلة الناس وذكر له البذر قال ياتي على الناس زمان لا يدرى متى يتزوج الرجل ومتى يولد المولود ومتى قد بلغ وذكر له الذى بحصد قال ذاك ملك الموت يحصد الصغير والكبير وأنا هو بعثي الله اليك لاقبض روحك على اسوأ أحوالك * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم رضى الله عنه قال ما قرأت هذه الآية الا ذكرت برد الشراب وحيل بينهم وبين ما يشتهون * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنه انه شرب ماء باردا فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون
[ 244 ]
فعرفت ان أهل النار لا يشتهون الا الماء البارد وقد قال الله أفيضوا علينا من الماء * قوله تعالى (انهم كانوا في شك مريب) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انهم كانا في شك مريب قال اياكم والشك والريبة فانه من مات على شك بعث عليه ومن مات على يقين بعث عليه والله أعلم * (سورة فاطر) * * أخرج ابن الضريس والبخاري وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت سورة فاطر بمكة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال سورة الملائكة مكية * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى مليكة قال كنت أقوم بسورة الملائكة في ركعة * قوله تعالى (الحمد لله فاطر السموات) الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنت لا أدرى ما فاطر السموات والارض حتى أتانى اعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها قال ابتدأتها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاطر السموات والارض قال بديع السموات والارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال كل شئ في القرآن فاطر السموات والارض فهو خالق السموات والارض * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله جاعل الملائكة رسلا قال إلى العباد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاطر السموات والارض قال خلق السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع قال بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاثة أجنحة وبعضهم له أربعة أجنحة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله أولى أجنحة مثنى قال للملائكة الاجنحة من اثنين إلى ثلاثة إلى اثنى عشر وفي ذلك وتر الثلاثة الاجنحة والخمسة والذين على الموازين فطران وأصحاب الموازين أجنحتهم عشرة عشرة وأجنحة الملائكة زغبة ولجبريل ستة أجنحة جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وجناحان على عينيه وجناحان منهم من يقول على ظهره ومنهم من يقول متسرولا بهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله يزيد في الخلق ما يشاء يزيد في أجنحتهم وخلقهم ما يشاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس يزيد في الخلق ما يشاء قال الصوت الحسن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري رضى الله عنه في قوله يزيد في الخلق ما يشاء قال حسن الصوت * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن حذيفة انه سمع أبا التياح يؤذن فقال من يرد الله ان يجعل رزقه في صوته فعل * وأخرج البيهقى عن قتادة رضى الله عنه في قوله يزيد في الخلق ما يشاء قال الملاحة في العينين * قوله تعالى (ما يفتح الله للناس) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يفتح الله للناس الآية قال ما يفتح الله للناس من باب توبة فلا مرسل له من بعده وهم لا يتوبون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده يقول ليس لك من الامر شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة أي من خير فلا ممسك لها قال فلا يستطيع أحد حبسها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال المطر * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن وهب قال سمعت مالكا يحدث ان أبا هريرة رضى الله عنه كان إذا أصبح في الليلة التى يمطرون فيها وتحدث مع أصحابه قال مطرنا الليلة بنوء الفتح ثم يتلوها يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها * وأخرج ابن المنذر عن عامر بن عبد قيس رضى الله عنه قال أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالى ما أصبح عليه وأمسى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله وسيجعل الله بعد عسر يسرا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كان عروة يقول في ركوب المحمل هي والله رحمة فتحت للناس ثم يقول ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يزرقكم من السماء والارض قال الرزق من السماء المطر ومن الارض النبات * قوله تعالى (يا أيها الناس) الآيات * أخرج
[ 245 ]
عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال الغرة في الحياة الدنيا ان يغتر بها وتشغله عن الآخرة ان يمهد لها ويعمل لها كقول العبد إذا أقضى إلى الآخرة يا ليتنى قدمت لحياتي والغرة بالله أن يكون العبد في معصية الله ويتمنى على الله المغفرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا قال عادوه فانه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أن يعاديه بطاعة الله وفي قوله انما يدعو حزبه قال أولياء ليكونوا من أصحاب السعير أيو ليسوقهم إلى النار فهذه عداوته * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله انما يدعو حزبه الآية قال يدعو حزبه إلى معاصي الله وأصحاب معاصي الله أصحاب السعير وهؤلاء حزبه من الانس الا تراه يقول أولئك حزب الشيطان قال والحزب ولاية الذين يتولاهم ويتولونه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لهم مغفرة وأجر كبير قال كل شئ في القرآن لهم مغفرة وأجر كبير ورزق كريم فهو الجنة * قوله تعالى (أمن زين له سوء عمله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى قلابة أنه سئل عن هذه الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا أهم عمالنا هؤلاء الذين يصنعون قال ليس هم ان هؤلاء ليس أحدهم ياتي شيا مما لا يحل له الا قد عرف ان ذلك حرام عليه ان أتى الزنا فهو حرام أو قتل النفس فهو حرام انما أولئك أهل الملل اليهود والنصارى والمجوس وأظن الخوارج منهم لان الخارجي يخرج بسيفه على جميع أهل البصرة وقد عرف أنه ليس ينال حاجته منهم وانهم سوف يقتلونه ولولا انه من دينه ما فعل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة والحسن في قوله أفمن زين له سوء عمله قال الشيطان زين لهم والله الضلالات فلا تذهب نفسك عليهم حسرات أي لا تحزن عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا قال هذا المشرك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات كقوله لعلك باخع نفسك * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك رضى الله عنه قال أنزلت هذه الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بابى جهل بن هشام فهدى الله عمر رضى الله عنه وأضل أبا جهل ففيهما أنزلت * قوله تعالى (كذلك النشور) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور قال أحيا الله هذه الارض الميتة بهذا الماء كذلك يبعث الناس يوم القيامة * وأخرج وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال يقوم ملك بالصور بين السماء الارض فينفخ فيه فلا يبقى خلق لله في السموات والارض الا من شاء الله الايات ثم يرسل الله من تحت العرش منيا كمنى الرجال فتنبت أجسامهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الارض من الثرى ثم قرأ عبد الله رضى الله عنه الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فاحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور ويكون بين النفختين ما شاء الله ثم يقوم ملك فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى رزين العقيلى رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى قال اما مررت بارض مجدبة ثم مررت بها مخصبة تهتز خضراء قال بلى قال كذلك يحيى الله الموتى وكذلك النشور * قوله تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من كان يريد العزة قال بعبادة الاوثان فلله العزة جميعا قال فليتعزز بطاعة الله * قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن مسعود قال إذا حدثناكم بحديث اتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله ان العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه ثم يصعد بهن إلى السماء فلا يمر بهن على جمع من الملائكة الا استغفر والقائلهن حتى يجئ بهن وجه الرحمن ثم قرأ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى هريرة رضى الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب قال ذكر الله والعمل الصالح يرفعه قال أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله
[ 246 ]
ذكر الله فصعد به إلى الله ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه وكلامه على عمله وكان عمله أولى به * وأخرج آدم ابن أبى اياس والبغوى والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد رضى الله عنه إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال هو الذى يرفع الكلام الطيب * وأخرج الفريابى عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب رضى الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب قال القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن مطر رضى الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب قال الدعاء * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله ويعرض القول على العمل فان وافقه رفع والا رد * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن شهر بن حوشب في الآية قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب * وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال ان الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها فما يزال الشيطان يمنيه فيها ويزين له حتى ما يرى شيأ دون الجنة فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها فان كانت خالصة لله فامضوها وان كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم ولا شئ لكم فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا فانه قال تبارك وتعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله والعمل الصالح يرفعه قال لا يقبل قول الا بعمل وقال الحسن بالعمل قبل الله * وأخرج ابن المبارك عن قتادة رضى الله عنه والعمل الصالح يرفعه قال يرفع الله العمل الصالح لصاحبه * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن رضى الله عنه قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتخلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل ذلك لان الله قال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل أتقطع المرأة والكلب والحمار الصلاة فقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فما يقطع هذا ولكنه مكروه * قوله تعالى (والذين يمكرون السيات) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله والذين يمكرون السيآت قال هم أصحاب الرياء وفي قوله ومكر أولئك هو يبور قال الرياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين يمكرون السيات قال الذين يعملون الرياء * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن شهر بن حوشب في قوله والذين يمكرون السيات قال يراؤن ومكر أولئك هو يبور قال هم أصحاب الرياء لا يصعد عملهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله والذين يمكرون السيآت قال هم المشركون ومكر أولئك هو يبور قال بار فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به وضرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والذين يمكرون السيآت قال يعملون السيآت ومكر أولئك هو يبور قال يفسد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومكر أولئك هو يبور قال يهلك فليس له ثواب في الآخرة * قوله تعالى (والله خلقكم من تراب) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والله خلقكم من تراب يعنى خلق آدم من تراب ثم نطفة يعنى ذريته ثم جعلكم أزواجا يعنى زوج بعضكم بعضا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ثم جعلكم أزواجا قال ذكرانا واناثا * قوله تعالى (وما يعمر من معمر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما يعمر من معمر الآية يقول ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة الا وهو بالغ ما قدرت له من العمر وقد قضيت له ذلك فانما ينتهى له الكتاب الذى قدرت له لا يزاد عليه وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر ولكن ينتهى إلى الكتاب الذى كتب له فذلك قوله ولا ينقص من عمره الا في كتاب يقول كل ذلك في كتاب عنده * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره
[ 247 ]
يقول لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد لهذا عمر ولهذا عمر هو أنقص من عمره كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ما من يوم يعمر في الدنيا الا ينقص من أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ليس يوم يسلبه من عمره الا في كتاب كل يوم في نقصان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب قال مكتوب في أول الصحيفة عمره كذا وكذا ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره * وأخرج ابن أبى حاتم عن حسان بن عطية في قوله ولا ينقص من عمره قال كل ما ذهب من يوم وليلة فهو نقصان من عمره * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر الا كتب الله له أجله في بطن أمه ولا ينقص من عمره يوم تضعه أمه بالغا ما بلغ يقول لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد لذا عمر ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغا ما بلغ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال ألا ترى الناس يعيش الانسان مائة سنة وآخر يموت حين يولد فهو هذا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال ليس من مخلوق الا كتب الله له عمره جملة فكل يوم يمر به أو ليلة يكتب نقص من عمر فلان كذا وكذا حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب فعمره جميعا في كتاب ونقصانه في كتاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء بن أبى مسلم الخراساني في الآية قال لا يذهب من عمر انسان يوم ولا شهر ولا ساعة الا ذلك مكتوب محفوظ معلوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال أما العمر فمن بلغ ستين سنة وأما الذى ينقص من عمره فالذي يموت قبل ان يبلغ ستين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر قال في بطن امه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله ولا ينقص من عمره قال ما لفظت الارحام من الاولاد من غير تمام * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم باربعين أو بخمسة وأربعين ليلة فيقول أي رب أشقى أم سعيد ذكر أم انثى فيقول الله ويكتبان ثم يكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته ثم تنطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم أمتعنى بزوجي النبي صلى الله عليه وسلم وبابى أبى سفيان وباخى معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة ولن يعجل شيأ قبل حله أو يؤخر شيأ عن حله ولو كنت سالت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في بنى اسرائيل اخوان ملكان على مدينتين وكان أحدهما بارا برحمه عادلا على رعيته وكان الآخر عاقا برحمه جائرا على رعيته وكان في عصرهما نبى فأوحى الله إلى ذلك النبي انه قد بقى من عمر هذا البار ثلاث سنين وبقى من عمر هذا العاق ثلاثون سنة فاخبر النبي رعية هذا ورعية هذا فاحزن ذلك رعية العادل وأحزن ذلك رعية الجائر ففرقوا بين الامهات والاطفال وتركوا الطعام والشراب وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ويزيل عنهم الجائر فاقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النبي ان أخبر عبادي نى قد رحمتهم وأجبت دعاءهم فجعلت ما بقى من عمر هذا البار لذلك الجائر وما بقى من عمر الجائر لهذا البار فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث سنين وبقى العادل فيهم ثلاثين سنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير * قوله تعالى (وما يستوى البحران) * أخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبى جعفر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال الحمد لله الذى جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما يستوى اليجران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج قال الاجاج المر ومن كل تأكلون لحما طريا أي منهما جميعا وتسخرجون حلية تلبسونها هذا اللؤلؤ وترى الفلك فيه مواخر قال السفن مقبلة ومدبرة تجرى بريح واحدة
[ 248 ]
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل قال نقصان الليل في زيادة النهار ونقصان النهار في زيادة الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى قال أجل معلوم وحد لا يتعداه ولا يقصر دونه ذلكم الله ربكم يقول هو الذى سخر لكم هذا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى حاتم عن سنان بن سلمة انه سال ابن عباس عن ماء البحر فقال بحران لا يضرك من أيهما توضأت ماء البحر وماء الفرات * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومن كل تأكلون لحما طريا قال السمك وتستخرجون حلية تلبسونها قال اللؤلؤ من البحر الاجاج * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ما يملكون من قطمير قال القطمير القشر وفي لفظ الجلد الذى يكون على ظهر النواة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله من قطمير قال الجلدة البيضاء التى على النواة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبى الصلت وهو يقول لم أنل منهم بسطا ولا زبدا * ولا فوفة ولا قطميرا * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال القطمير الذى بين النواة والتمرة القشر الابيض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قطمير قال لفافه النواة كسحاة البصلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله من قطمير قال رأس التمرة يعنى القمع * قوله تعالى (ان تدعوهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم أي ما قبلوا ذلك منكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم قال لا يضرون ولا يقرون به ولا ينبئك مثل خبير والله هو الخبير انه سيكون هذا من أمرهم يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم قال هي الآلهة لا تسمع دعاء من دعاها وعبدها من دون الله تعالى ولو سمعوا ما استجابوا لكم قال ولو سمعت الآلهة دعاءكم ما استجابوا لكم بشئ من الخير ويوم القيامة يكفرون بشرككم قال بعبادتكم اياهم * قوله تعالى (ولا تزر وازرة) الآية * أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن الاحوص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع الا لا يجنى جان الا على نفسه لا يجنى والد على ولده ولا مولود على والده * وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبى رمثة قال انطلقت مع أبى نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال لابي ابنك هذا قال أي ورب الكعبة قال أما انه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخرساني في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها قال ان تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذى قرابة لا يحمل عنها من خطاياها شئ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ يكون عليه وزر لا يجد أحدا يحمل عنه من وزره شيأ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ كنحو لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال ان الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني وان الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة فيقول له يا مؤمن ان لى عندك يدا قد عرفت كيف كنت في الدنيا وقد احتجت اليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة وهو في النار وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول يا بنى أي والد كنت لك فيثنى خيرا فيقول يا بنى انى احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى فيقول له ولده يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيأ أتخوف مثل الذى تخوفت فلا أستطيع ان أعطيك شيأ ثم يتعلق بزوجته فيقول يا فلانة أي زوج كنت لك فتثنى خيرا فيقول لها فانى أطلب اليك حسنة واحدة تهبيها لى لعلى أنجو مما ترين قالت ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيأ أتخوف مثل الذى تخوفت يقول الله وان تدع مثقلة إلى حملها الآية ويقول الله يوما لا يجزى والد عن ولده ويوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها أي إلى ذنوبها لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى قال قرابة قريبة
[ 249 ]
لا يحمل من ذنوبه شيا ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيا انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب يخشون النار والحساب في قوله ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه أي من عمل عملا صالحا فانما يعمل لنفسه وفي قوله وما يستوى الآية قال خلق فضل بعضه على بعض فاما المؤمن فعبد حى الاثر حى البصر حى النية حى العمل والكافر عبد ميت الاثر ميت البصر ميت القلب ميت العمل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وما يستوى الاعمى والبصير الآية قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوى هذا وهذا كذلك لا يستوى الكافر والمؤمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وما يستوى الاعمى والبصير قال الكافر والمؤمن ولا الظلمات قال الكفر ولا النور قال الايمان ولا الظلل قال الجنة ولا الحرور قال النار وما يستوى الاحياء ولا الاموات قال المؤمن والكافر ان الله يسمع من يشاء قال يهدى من يشاء * وأخرج أبو سهل السرى ابن سهل الجند يسابورى الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول هل وجدتم ما وعد ربكم حقا يا فلان بن فلان ألم تكفر بربك ألم تكذب نبيك ألم تقطع رحمك فقالوا يا رسول الله ايسمعون ما تقول قال ما أنتم باسمع منهم لما أقول فانزل الله انك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور ومثل ضربه الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما أنت بمسمع من في القبور فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع وفي قوله وان من أمة الا خلا فيها نذير يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله وفي قوله وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم قال يعزى نبيه جاءتهم رسلهم بالبينات والزبر والكتاب ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير قال شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار * قوله تعالى (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الم تر ان الله أنزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها قال أحمر وأصفر ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها أي جبال حمر وغرابيب سود والغرابيب السود يعنى لونه كما اختلفت ألوان هذه الجبال وألوان الناس والدواب والانعام كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء قال كان يقال كفى بالرهبة علما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثمرات مختلفا ألوانها قال الابيض والاحمر والاسود وفي قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق بيض يعنى الالوان * وأخرج البزار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصبغ ربك قال نعم صبغا لا ينقض احمر واصفر وابيض * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله جدد قال طرائق طريقة بيضاء وطريقة خضراء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول قد غادر السبع في صفحاتها جددا * كأنها طرق لاحت على أكم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق بيض وغرابيب سود قال جبال سود * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الغربيب الاسود الشديد السواد * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله مختلفا ألوانها منها الاحمر والابيض والاخضر والاسود وكذلك ألوان الناس منهم الاحمر والاسود والابيض وكذلك والدواب والانعام * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله ومن الجبال جدد قال طرائق تكون في الجبل بيض وحمر فتلك الجدد وغرابيب سود قال جبال سود ومن الناس والدواب والانعام الآية قال كذلك اختلاف الناس والدواب والانعام كاختلاف الجبال ثم قال انما يخشى الله من عباده العلماء فلا فضل لما قبلها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق مختلفة كذلك اختلاف ما ذكر من اختلاف ألوان الناس والدواب والانعام كذلك كما اختلفت هذه الانعام تختلف الناس في خشية الله كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال الخشية والايمان والطاعة والتشتت في الالوان * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انما يخشى الله من عباده العلماء قال العلماء بالله
[ 250 ]
الذين يخافونه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء قال الذين يعلمون ان الله على كل شئ قدير * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عدى عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ليس العلم من كثرة الحديث ولكن العلم من الخشية * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير قال العالم من خشى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن صالح أبى الخليل رضى الله عنه في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء قال أعلمهم الله أشدهم له خشية * واخرج ابن أبى حاتم من طريق سفيان عن أبى حيان التيمى عن رجل قال كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله وعالم بامر الله وعالم بالله ليس بعالم بامر الله وعالم بامر الله ليس بعالم بالله فالعالم بالله وبامر الله الذى يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض والعالم بالله ليس بعالم بامر الله الذى يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض والعالم بامر الله ليس بعالم بالله الذى يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عدى عن مالك بن أنس رضى الله عنه قال ان العلم ليس بكثرة الرواية انما العلم نور يقذفه الله في القلب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال الايمان من خشى الله بالغيب ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما أسخط الله ثم تلا انما يخشى الله من عباده العلماء * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كفى بخشية الله علما وكفى باغترار المرء جهلا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الفقيه من يخاف الله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن العباس العمى قال بلغني ان داود عليه السلام قال سبحانك تعاليت فوق عرشك وجعلت خشيتك على من في السموات والارض فاقرب خلقك اليك أشدهم لك خشية وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يطع أمرك * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي والحاكم عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فنلك حجة الله على خلقه * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال بحسب المرء من العلم أن يخشى الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ينبغى لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغى لحامل القرآن أن لا يكون صخابا ولا صياحا ولا حديدا * وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال أقبلت مع عكرمة أقود ابن عباس رضى الله عنهما بعدما ذهب بصره حتى دخل المسجد الحرام فإذا قوم يمترون في حلقة لهم عند باب بنى شيبة فقال أمل بى إلى حلقة المراء فانطلقت به حتى أتاهم فسلم عليهم فارادوه على الجلوس فابى عليهم وقال انتسبوا إلى أعرفكم فانتسبوا إليه فقال أما علمتم أن لله عبادا أسكتتهم خشيته من غير عى ولا بكم انهم لهم الفصحاء النطقاء النبلاء العلماء بايام الله غير انهم إذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم من ذلك وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم حتى إذا استقاموا من ذلك سارعوا إلى الله بالاعمال الزاكية فاين أنتم منهم ثم تولى عنهم فلم ير بعد ذلك رجلان * وأخرج الخطيب فيه أيضا عن سعيد بن المسيب قال اوضع عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس ثمانى عشرة كلمة حكم كلها قال ما عاقبت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه وضع امر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا أنت تجد لها في الخير محملا ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به من كتم سره كانت الخيرة في يده وعليك باخوان الصدق تعش في أكنافهم فانهم زينة في الرخاء عدة في البلاء وعليك بالصدق وان قتلك ولا تعرض فيما لا يعنى ولا تسال عما لم يكن فان فيما كان شغلا عما لم يكن ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك ولا تهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله ولا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم واعتزل عدوك واحذر صديقك الا الامين ولا أمين الا من خشى الله وتخشع عند القبور وذل عند الطاعة واستعصم عند المعصية واستشر الذين يخشون الله فان الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء * وأخرج عبد بن حميد
[ 251 ]
عن مكحول قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العالم والعابد فقال فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما يخشى الله من عباده لعلماء ثم قال ان الله وملائكته وأهل السماء وأهل لارض والنون في البحر ليصلون على معلمي الخير * قوله تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله) الآيات * أخرج عبد الغنى بن سعيد الثقفى في تفسيره عن ابن عباس أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى نزلت فيه ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة لآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يرجون تجارة لن تبور قال الجنة لن تبور لا تبيد ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله قال هو كقوله ولدينا مزيد انه غفور قال لذنوبهم شكور لحسناتهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يرجون تجارة لن تبور قال لن تهلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة الآية قال كان مطرف بن عبد الله يقول هذه آية القراء * قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب انزل فظالمهم مغفور له ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة * وأخرج الفريابى وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فاما الذين سبقوا فاولئك يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فاولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فاولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلقاهم الله برحمة فهم الذين يقولون الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال البيهقى ان أكثر الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا * وأخرج الطيالسي وعبد ابن حميد وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط والحاكم وابن مردويه عن عقبة بن صهبان قلت لعائشة أرأيت قول الله ثم أورثنا الكتاب الآية قالت أما السابق فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة وأما المقتصد فمن اتبع أمرهم فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا وكل في الجنة * وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث عن اسامة بن زيد رضى الله عنه فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من هذه الامة وكلهم في الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتى ثلاثة أثلاث فثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وثلث يمحصون ويكسفون ثم تأتى الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون لا اله الا الله وحده فيقول الله ادخلوهم الجنة بقولهم لا اله الا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب وهى التى قال الله وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وتصديقا في التى ذكر الملائكة قال الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فجعلهم ثلاثة أنواع فمنهم ظالم لنفسه فهذا الذى يكسف ويمحص ومنهم مقتصد وهو الذى يحاسب حسابا يسيرا ومنهم سابق بالخيرات فهو الذى يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب باذن الله يدخلونها جميعا لم يفرق بينهم يحلون فيها من أساور من ذهب إلى قوله لغوب * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال هذه الآية ثلاثة أثلاث يوم القيامة ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث يحبسون بذنوب عظام الا انهم لم يشركوا فيقول الرب ادخلوا هؤلاء في سعة رحمتى ثم قرأ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي
[ 252 ]
في البعث عن عمر بن الخطاب انه كان إذا نزع بهذه الآية قال الا ان سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له * وأخرج العقيلى وابن لال وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سابقنا سابق ومتقصدنا ناج وظالمنا مغفور له وقرأ عمر فمنهم ظالم لنفسه الآية * وأخرج ابن النجار عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان انه نزع بهذه الآية قال ان سابقنا أهل جهاد الا وان مقتصدنا ناج أهل حضرنا الا وان ظالمنا أهل بدوثا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله فمنهم ظالم لنفسه قال أشهد على الله انه يدخلهم الجنة جميعا * وأخرج الفريابى وابن مردويه عن البراء قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال كلهم ناج وهى هذه الامة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب الآية قال هي مثل الذين في الواقعة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون صنفان ناجيان وصنف هالك * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله فمنهم ظالم لنفسه الآية قال الظالم لنفسه هو الكافر والمقتصد أصحاب اليمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن كعب الاحبار أنه تلا هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إلى قوله لغوب قال دخلوها ورب الكعبة وفي لفظ قال كلهم في الجنة ألا ترى على أثره والذين كفروا لهم نار جهنم فهؤلاء أهل النار فذكر ذلك للحسن فقال أبت ذلك عليهم الواقعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجنة فقال مسورون بالذهب والفضة مكللة بالدر وعليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة وعليهم تاج كتاج الملوك جرد مرد مكحلون * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يبعث الله الناس على ثلاثة أصناف وذلك في قول الله فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا والظالم لنفسه يدخل الجنة برحمة الله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب قال جعل الله أهل الايمان على ثلاثة منازل كقوله أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون فهم على هذا المثال * وأخرج ابن مردويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فمنهم ظالم لنفسه قال الكافر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فمنهم ظالم لنفسه قال هذا المنافق ومنهم مقتصد قال هذا صاحب اليمين ومنهم سابق بالخيرات قال هذا المقرب قال قتادة كان الناس ثلاث منازل عند الموت وثلاث منازل في الدنيا وثلاث منازل في الآخرة فاما الدنيا فكانوا مؤمن ومنافق ومشرك وأما عند الموت فان الله قال فاما ان كان من المقربين الآية واما ان كان من أصحاب اليمين الآية واما ان كان من المكذبين الضالين وأما الآخرة فكانوا أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن فمنهم ظالم لنفسه قال هو المنافق سقط والمقتصد والسابق بالخيرات في الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي عن عبيد بن عمير في الآية قال كلهم صالح * وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبى الخليل قال قال كعب يلومني أحبار بنى اسرائيل انى دخلت في أمة فرقهم الله ثم جمعهم مثم أدخلهم الجنة ثم تلا هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا حتى بلغ جنات عدن يدخلونها قال قال فادخلهم الله الجنة جميعا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال العلماء ثلاثة منهم عالم لنفسه ولغيره فذلك أفضلهم وخيرهم ومنهم عالم لنفسه محسن ومنهم عالم لا لنفسه ولا لغيره فذلك شرهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مسلم الخولانى قال قرأت في كتاب الله ان هذه الامة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف منهم يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبهم الله حسابا يسيرا ويدخلون الجنة وصنف يوقفون ويؤخذ
[ 253 ]
منهم ما شاء الله ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه * وأخرج عبد بن حميد عن كعب في قوله جنات عدن يدخلونها قال دخلوها ورب الكعبة فاخبر الحسن بذلك فقال أبت والله ذلك عليهم الواقعة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الحارث ان ابن عباس سال كعبا عن قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية قال نجوا كلهم ثم قال تحاكت مناكبهم ورب الكعبة ثم أعطوا الفضل باعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن الحنفية قال أعطيت هذه الامة ثلاثا لم يعطها أمة كانت قبلها منهم ظالم لنفسه مغفور له ومنهم مقتصد في الجنان ومنهم مسابق بالمكان الاعلى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه قال هم أصحاب المشأمة ومنهم مقتصد قال هم أصحاب الميمنة ومنهم سابق بالخيرات باذن الله قال هم السابقون من الناس كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ذلك هو الفضل الكبير قال ذاك من نعمة الله * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا فقال ان عليهم التيجان ان أدنى لؤلوة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أهل الجنة حين دخلوا الجنة وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال هم قوم كانوا في الدنيا يخافون الله ويجتهدون له في العبادة سرا وعلانية وفي قلوبهم حزن ومن ذنوب قد سلفت منهم فهم خائفون ان لا يتقبل منهم هذا الاجتهاد من الذنوب التى سلفت فعندها قالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور غفر لنا العظيم وشكر لنا القليل من أعمالنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال حزن النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله الذى أذهب عنا الحزن قال ما كانوا يعملون * وأخرج الحاكم وأبو نعيم وابن مردويه عن صهيب رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهاجرون هم السابقون المدلون على ربهم والذى نفس محمد بيده انهم ليأتون يوم القيامة على عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فتقول لهم الخزنة من أنتم فيقولون نحن المهاجرون فتقول لهم الخزنة هل حوسبتم فيجثون على ركبهم ويرفعون أيديهم إلى السماء فيقولون أي رب أبهذه نحاسب قد خرجنا وتركنا الاهل والمال والولد فيمثل الله لهم أجنحة من ذهب مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إلى قوله ولا يمسنا فيها لغوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن شمر بن عطية رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دخلوا الجنة قالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال حزنهم هو الحزن * وأخرج ابن أبى حاتم عن شمر بن عطية رضى الله عنه في قوله الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال الجوع * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه في قوله الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال طلب الخبز في الدنيا فلا نهتم له كاهتمامنا له في الدنيا طلب الغداء والعشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه قال ينبغى لمن يحزن ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن وينبغى لمن يشفق ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن شمر بن عطية رضى الله عنه في قوله الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قال حزن الطعان ان ربنا لغفور شكور قال غفر لهم الذنوب التى عملوها وشكر لهم الخير الذى دلهم عليه فعملوا به فانا بهم عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى رافع رضى الله عنه قال ياتي يوم القيامة العبد بدواوين ثلاثة بديوان فيه النعم وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه حسناته فيقال لاصغر نعمة عليه قومي فاستوفى ثمنك من حسناته فتقوم فتستوهب تلك النعمة حسناته كلها وتبقى بقية النعم عليه وذنوبه كاملة فمن ثم يقول العبد إذا أدخله الله الجنة ان ربنا لغفور شكور * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان ربنا لغفور شكور يقول غفور لذنوبهم
[ 254 ]
شكور لحسناتهم الذى أحلنا دار المقامة من فضله قال أقاموا فلا يتحولون ولا يحولون لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال قد كان القوم ينصبون في الدنيا في طاعة الله وهم قوم جهدهم الله قليلا ثم أراحهم كثيرا فهنيا لهم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ان النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم قال لا ان النوم شريك الموت وليس في الجنة موت قال يا رسول الله فما راحتهم فاعظم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزلت لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه لا يمسنا فيها نصب أي وجع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لغوب قال اعياء * قوله تعالى (وهم يصطرخون فيها) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وهم يصطرخون فيها قال يستغيثون فيها * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال ستين سنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة قيل اين ابناء الستين وهو العمر الذى قال الله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعذر الله إلى امرئ أخر عمره حتى بلغ ستين سنة * وأخرج عبد بن حميد والطبراني والرويانى في الامثال والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه في الآية قال العمر الذى عمرهم الله به ستون سنة * وأخرج الرامهرمزى في الامثال عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمره الله ستين سنة أعذر إليه في العمر يريد أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر * وأخرج الترمذي وابن المنذر والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتى ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال العمر ستون سنة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال هوست وأربعون سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال أربعين سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال اعملوا ان طول العمر حجة فنعوذ بالله ان نعير بطول العمر قال نزلت وان فيهم لابن تمان عشرة سنة وفي قوله وجاءكم النذير قال احتج عليهم بالعمر والرسل * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وجاءكم النذير قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وجاءكم النذير قال محمد صلى الله عليه وسلم وقرأ هذا نذير من النذر الاولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وجاءكم النذير قال الشيب * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما وجاءكم النذير قال الشيب * قوله تعالى (هو الذى جعلكم خلائف في الارض) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله هو الذى جعلكم خلائف في الارض قال أمة بعد أمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله هو الذى جعلكم خلائف في الارض قال أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن وفي قوله أرونى ماذا خلقوا من الارض قال لا شئ والله خلقوا منها وفي قوله أم لهم شرك في السموات قال لا والله ما لهم فيهما من شرك أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه يقول أم آتيناهم كتابا فهو يامرهم ان لا يشركوا بى * قوله تعالى (ان الله يمسك السموات والارض) الآية * أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات والخطيب في تاريخه عن أبى هريرة رضى
[ 255 ]
الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله عزوجل فارسل الله ملكا إليه فارقه ثلاثا واعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره ان يتحفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه يلتقيان ثم يستيقظ فيحبس احداهما عن الاخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان قال ضرب الله له مثلا ان الله تبارك وتعالى لو كان ينام ما كان يمسك السماء ولا الارض * وأخرج ابن ابى حاتم عن خرشة بن الحر رضى الله عنه قال حدثنى عبد الله بن سلام ان موسى عليه السلام قال يا جبريل هل ينام ربك فقال جبريل يا رب ان عبدك موسى يسالك هل تنام فقال الله يا جبريل قل له فليأخذ بيده قارورتين وليقم على الجبل من أول الليل حتى يصبح فقام على الجبل وأخذ قارورتين فصبر فلما كان آخر الليل غلبته عيناه فسقطتا فانكسرتا فقال يا جبريل انكسرت القارورتان فقال الله يا جبريل قل لعبدي انى لو نمت لزالت السموات والارض * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عكرمة قال أسر موسى عليه السلام إلى الملائكة هل ينام رب العزة قال فسهر موسى أربعة أيام ولياليهن ثم قام على المنبر يخطب ورفع إليه قارورتين في كل يد قارورة وأرسل الله عليه النعاس وهو يخطب إذا أدنى يده من الاخرى وهو يضرب القارورة على الاخرى ففزع ورد يده ثم خطب ثم أدنى يده فضرب بها على الاخرى ففزع ثم قال لا اله الا الله الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم قال عكرمة السنة التى يضرب برأسه وهو جالس والنوم الذى يرقد * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن سعيد بن أبى بردة عن أبيه رضى الله عنه ان موسى عليه السلام قال له قومه أينام ربك قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين فأوحى الله إلى موسى ان خذ قارورتين فاملاهما ماء ففعل فنعس فنام فسقطتا من يده فانكسرتا فأوحى الله إلى موسى انى أمسك السموات والارض ان تزولا ولو نمت لزالتا قال البيهقى رضى الله عنه هذا أشبه ان يكون هو المحفوظ * وأخرج الطبراني في كتاب السنة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ان بنى اسرائيل قالوا لموسى عليه السلام هل ينام ربنا الخ * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو عليك فقل الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الذى لا اله الا هو الممسك السموات السبع ان يقعن على الارض الا باذنه من شر عبدك فلان وجنوده واتباعه وأشياعه من الجن والانس اللهم كن لى جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث مرات * وأخرج ابن السنى في عمل يوم وليلة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه ابتدره ملكه وشيطانه يقول شيطانه اختم بشر ويقول الملك اختم يخير فان ذكر الله ووحده طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه وان هو انتبه من منامه وابتدره ملكه وشيطانه يقول له الشيطان افتح بشر ويقول الملك افتح بخير فان هو قال الحمد لله الذى رد إلى نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها الحمد لله الذى يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا وقال الحمد لله الذى يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم قال فان خرج من فراشه فمات كان شهيدا وان قام يصلى صلى * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق أبى مالك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الارض على حوت والسلسلة على أذن الحوت في يد الله تعالى فذلك قوله ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا قال من مكانهما * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان كعبا كان يقول ان السماء تدور على نصب مثل نصب الرحا فقال حذيفة بن اليمان كذب كعب ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن شقيق قال قيل لابن مسعود ان كعبا يقول ان السماء تدور في قطبة مثل قطبة الرحا في عمود على منكب ملك فقال كذب كعب ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا وكفى بها زوالا تدور * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى هلال أنه بلغه ان قريشا كانت تقول ان الله بعث منا نبيا ما كانت أمة من الامم أطوع لخالقها ولا أسمع لنبيها ولا أشد تمسكا بكتابها منا فانزل الله لو ان عندنا ذكرا من الاولين ولو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من احدى الامم وكانت اليهود
[ 256 ]
تستفتح به على الانصار فيقولون انا نجد نبيا يخرج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فلما جاءهم نذير قال هو محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم الا نفورا استكبارا في الارض ومكرا لسيئ وهو الشرك ولا يحيق المكر السئ الا باهله أي الشرك فهل ينظرون الا سنة الاولين قال عقوبة الاولين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم قال قريش ليكونن أهدى من احدى الامم قال أهل الكتاب وفي قوله تعالى ومكر السيئ قال الشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب قال ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به من مكر أو بغى أو نكث ثم قرأ ولا يحيق المكر السليئ الا باهله يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم ومن نكث فانما ينكث على نفسه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سفيان عن أبى زكريا الكوفى عن رجل حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والمكر السيئ فانه لا يحيق المكر السيئ لا باهله ولهم من الله طالب * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فهل ينظرون الا سنة الاولين قال هل ينظرون الا ان يصيبهم من العذاب مثل ما أصاب الاولين من العذاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وما كان الله ليعجزه قال لن يفوته * قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس) الآية * أخرج الفريابى وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال ان كان الجعل ليعذب في حجره من ذنب ابن آدم ثم قرأ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة والله أعلم * (سورة يس عليه السلام) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة يس بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة يس بمكة * وأخرج الدارمي والترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ قلبا وقلب القلب يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات * وأخرج البزار عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس * وأخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني في الاوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له تلك الليلة * وأخرج ابن حبان عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له * وأخرج الدارمي عن الحسن قال من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له وقال بلغني انها تعدل القرآن كله * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ومحمد بن نصر وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يس قلب القرآن لا يقرؤها عبد يريد الله والدار الآخرة الا غفر له ما تقدم من ذنبه قاقرؤها على موتاكم * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن حسان بن عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سورة يس تدعى في التوراة المعمة تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة وتكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة وتدفع عنه أهاويل الدنيا والآخرة وتدعى المدافعة القاضية تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضى له كل حاجة من قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة ونزعت عنه كل غل وداء قال البيهقى تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الجدعانى عن سليمان بن رفاع الجندي وهو منكر * وأخرج الخطيب من حديث أنس مثله * وأخرج الخطيب عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سورة يس عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله ومن قرأها عدلت له عشرين حجة ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين وألف نور وألف بركة وألف رحمة وألف رزق ونزعت منه كل غل وداء * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبى عثمان النهدي قال أبوبرزة من قرأ يس مرة فكانما قرأ القرآن عشر مرات وقال أبو سعيد من قرأ يس مرة فكانما قرأ القرآن مرتين قال أبوبرزة تحدث أنت بما سمعت وأحدث أنا بما سمعت * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لوددت انها في قلب كل انسان من أمتى يعنى يس * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
[ 257 ]
عليه وسلم من داوم على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيدا * وأخرج الدارمي عن عطاء بن أبى رباح قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ يس في صدرا انهار قضيت حوائجه * وأخرج الدارمي عن ابن عباس قال من قرأ يس حين يصبح أعطى يسر يومه حتى يمسى ومن قرأها في صدر ليله أعطى يسر ليله حتى يصبح * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يقرأ عنده يس الا هون الله عليه * وأخرج أبو الشيخ في فضائل القرآن والديلمي من حديث أبى ذر مثله * وأخرج ابن سعد وأحمد في مسنده عن صفوان بن عمرو قال كانت المشيخة يقولون إذا قرئت يس عند الميت خفف عنه بها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى قلابة قال من قرأ يس غفر له ومن قرأها عند طعام خاف قلته كفاه ومن قرأها عند ميت هون عليه ومن قرأها عند امرأة عسر عليها ولدها يسر عليها ومن قرأها فكانما قرأ القرآن احدى عشرة مرة ولكل شئ قلب وقلب القرآن يس قال البيهقى هكذا نقل الينا عن أبى قلابة وهو من كبار التابعين ولا يقول ذلك ان صح عنه الا بلاغا * وأخرج الحاكم والبيهقي عن أبى جعفر محمد بن على قال من وجد في قلبه قسوة فليكتب يس والقرآن الحكيم في جام من زعفران ثم يشربه * وأخرج سعيد بن منصور من طريق سماك بن حرب عن رجل من أهل المدينة عمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة فقرأ بقاف والقرآن المجيد ويس والقرآن الحكيم * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس فكانما قرأ القرآن عشر مرات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ قلب وقلب القرآن يس ومن قرأ يس فكانما قرأ القرآن عشر مرات * وأخرج ابن مردويه من حديث أبى هريرة وأنس مثله * وأخرج ابن سعد عن عمار بن ياسر انه كان يقرأ كل يوم جمعة على المنبر يس * وأخرج محمد بن عثمان وابن أبى شيبة في تاريخه والطبراني وابن عساكر عن خريم بن فاتك قال خرجت في طلب ابل لى وكنا إذا نزلنا بواد نقول نعوذ بعزيز هذا الوادي فتوسدت ناقة وقلت أعوذ بعزيز هذا الوادي فإذا هاتف يهتف بى ويقول ويحك عذ بالله ذى الجلال * منزل الحرام والحلا ووحد الله ولا تبالي * ما كيد ذا الجن من الاهوال إذ يذكر الله على الاميال * وفي سهول الارض والجبال وصار كيد الجن في سفال * الا التقى وصالح الاعمال فقلت له أيها القائل ما تقول * أرشد عندك أم تضليل فقال هذا رسول الله ذا الخيرات * جاء بياسين وحاميمات وسور بعد مفصلات * يامر بالصلاة والزكاة ويزجر الاقوام عن هنات * فذاك في الانام منكرات فقلت له من أنت قال ملك من ملوك الجن بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن نجد قلت أما كان لى من يؤدى ابلى هذه إلى أهلى لآتيه حتى أسلم قال فانا أؤديها فركبت بعيرا منها ثم تقدمت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فلما رأني قال ما فعل الرجل الذى ضمن لك أن يؤدى ابلك أما انه قد أداها سالمة * وأخرج الطبراني في الاوسط عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بيس * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبى بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة فقرأ عندهما يس غفر الله له بعدد كل حرف منها * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة وحسنه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله يدعى صاحبها الشريف عند الله يشفع صاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر وهى سورة يس * وأخرج الترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال على بن أبى طالب يا رسول الله ان القرآن ينفلت من صدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا اعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته قال نعم بابى أنت وأمى قال صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب ويس وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل
[ 258 ]
السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه وصل على النبيين واستغفر للمؤمنين ثم قل اللهم ارحمنى بترك المعاصي أبدا ما أبقيتنى وارحمني مالا أتكلف مالا يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى وأسألك أن تنور بالكتاب بصرى وتطلق به لساني وتفرج به عن قلبى وتشرح به صدري وتستعمل به بدنى وتقويني على ذلك وتعينني عليه فانه لا يعيننى على الخير غيرك ولا يوفق له الا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه باذن الله وما أخطأ مؤمنا قط فاتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبع جمع فاخبره بحفظه القرآن والحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم أبا حسن * قوله تعالى (يس والقرآن الحكيم) الآيات * أخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال يس محمد صلى الله عليه وسلم وفي لفظ قال يا محمد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله يس قال يا محمد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله يس قال يا انسان * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعكرمة والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يس قال يا انسان بالحبشية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أشهب قال سالت مالك بن أنس أينبغي لاحد أن يتسمى بيس فقال ما أراه ينبغى لقوله يس والقرآن الحكيم يقول هذا اسمى تسميت به * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله الله يس والقرآن الحكيم قال يقسم الله بما يشاء ثم نزع بهذه الآية سلام على آل ياسين كانه يرى انه سلم على رسوله * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن أبى كثير في قوله يس والقرآن الحكيم قال يقسم بالف عالم انك لمن المرسلين * وأخرج ابن مردويه عن كعب الاحبار في قوله يس قال هذا قسم أقسم به ربك قال يا محمد انك لمن المرسلين قبل أن اخلق الخلق بالفى عام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين قال اقسم كما تسمعون انه لمن المرسلين على صراط مستقيم أي على الاسلام تنزيل العزيز لرحيم قال هو القرآن لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال قريش لم يات العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم ياتهم ولا آباءهم رسول قبله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال بعضهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ما أنذر الناس من قبلهم وقال بعضهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي هذه الامة لم ياتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لقد حق القول على أكثرهم قال سبق في علمه * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فيجهر بالقراءة حتى تاذى به ناس من قريش حتى قاموا لياخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا هم لا يبصرون فجاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ننشدك الله والرحم يا محمد ولم يكن بطن من بطون قريش الا وللنبى صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت يس والقرآن الحكيم إلى قوله أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال فلم يؤمن من ذلك النفر أحد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا لافعلن ولافعلن فنزلت انا جعلنا في أعناقهم أغلالا إلى قوله لا يبصرون فكانوا يقولون هذا محمد فيقول أين هو أين هو لا يبصره * وأخرج البيهقى في الدلائل من طريق السدى الصغير عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا قال كفار قريش غطاء فاغشيناهم يقول ألبسنا أبصارهم فهم لا يبصرون النبي صلى الله عليه وسلم فيؤذونه وذلك ان ناسا من بنى مخزوم تواطئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلى يسمعون قراءته فارسلوا إليه الوليد ليقتله فانطلق حتى أتى المكان الذى يصلى فيه فجعل يسمع قراءته ولا يراه فانصرف إليهم فاعلمهم ذلك فاتوه فلما انتهوا إلى المكان الذى يصلى فيه سمعوا قراءته فيذهبون إليه فيسمعون أيضا من خلفهم فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا فذلك قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سد الآية * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظى قال اجتمع قريش وفيهم أبو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه ان محمدا يزعم انكم ان بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم وبعثتم
[ 259 ]
من بعد موتكم فجعلت لكم نار تحرقون فيها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من تراب في يده قال نعم أقول ذلك وأنت أحدهم وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هذه الآيات يس والقرآن الحكيم إلى قوله فاغشيناهم فهم لا يبصرون حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات فلم يبق رجل الا وضع على رأسه ترابا فوضع كل رجل منهم يده على رأسه وإذا عليه تراب فقالوا لقد كان صدقنا الذى حدثنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاغلال ما بين الصدر إلى الذقن فهم مقمحون كما تقمح الدابة باللجام * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ انا جعلنا في أعناقهم أغلالا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مقمحون قال مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله مقمحون قال المقمح الشامخ بانفه المنكس برأسه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ونحن على جوانبها قعود * نغض الطرف كالابل القماح * وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق عن الضحاك رضى الله عنه في قوله انا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال البخل أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله فهم لا يبصرون * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال في بعض القراآت انا جعلنا في أيمانهم أغلالا فهى إلى الاذقان فهم مقمحون قال مغلولون عن كل خير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد فهم مقمحون قال رافعو رؤسهم وأيديهم موضوعة على أفواههم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا برفع السين فيهما فاغشيناهم بالغين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجه ليؤذوه فشق ذلك عليه فاتاه جبريل بسورة يس وأمره بالخروج عليهم فاخذ كفا من تراب وخرج وهو يقرؤها ويذر التراب على رؤسهم فما رأوه حتى جاز فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب وجاء بعضهم فقال ما يجلسكم قالوا ننتظر محمدا فقال لقد رأيته داخلا المسجد قالوا قوموا فقد سحركم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال اجتمعت قريش فبعثوا عتبة بن ربيعة فقالوا ائت هذا الرجل فقل له ان قومك يقولون انك جئت بامر عظيم ولم يكن عليه آباؤنا ولا يتبعك عليه أحلامنا وانك انما صنعت هذا انك ذو حاجة فان كنت تريد المال فان قومك سيجمعون لك ويعطونك فدع ما تريد وعليك بما كان عليه آباؤك فانطلق إليه عتبة فقال له الذى أمره فلما فرغ من قوله وسكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم فقرأ عليه من أولها حتى بلغ فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فرجع عتبة فاخبرهم الخبر فقال لقد كلمني بكلام ما هو بشعر ولا بسحر وانه لكلام عجيب ما هو بكلام الناس فوقعوا به وقالوا نذهب إليه باجمعنا فلما أرادوا ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمدهم حتى قام على رؤسهم وقال بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم حتى بلغ جعلنا في أعناقهم أغلالا فضرب الله بايديهم على أعناقهم فجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاخذ ترابا فجعله على رؤسهم ثم انصرف عنهم ولا يدرون ما صنع بهم فعجبوا وقالوا ما رأينا أحدا قط أسحر منه أنظروا ما صنع بنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال ائتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا عليه فجاؤا يريدون ذلك فجعل الله من بين أيديهم سدا قال ظلمة ومن خلفهم سدا قال ظلمة فاغشيناهم فهم لا يبصرون قال فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال كان ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم لبعض لو قد رأيت محمدا لفعلت به كذا وكذا فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حلقة في المسجد فوقف عليهم فقرأ يس والقرآن الحكيم حتى بلغ لا يبصرون ثم أخذ ترابا فجعل يذره على رؤسهم فما يرفع إليه رجل طرفه ولا يتكلم كلمة ثم جاوز النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينفضون التراب عن رؤسهم ولحاهم والله ما سمعنا والله ما أبصرنا والله ما عقلنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال عن الحق فهم يترددون فاغشيناهم
[ 260 ]
فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال جعل هذا السد بينهم وبين الاسلام والايمان فلم يخلصوا إليه وقرأ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون من منعه الله لا يستطيع * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم النخعي وأنه كان يقرأ من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا بنصب السين * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ فاغشيناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انما تنذر من اتبع الذكر قال اتباع الذكر اتباع القرآن وخشى الرحمن بالغيب قال خشى عذاب الله وناره فبشره بمغفرة وأجر كريم قال الجنة * قوله تعالى (انا نحن نحيى الموتى) الآية * أخرج عبد الرزاق والترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى سعيد الخدرى قال كان ينو سلمة في ناحية من المدينة فارادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فانزل الله انا نحن نحيى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه يكتب آثاركم ثم قرأ عليهم الآية فتركوا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه انا نحن نحيى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم قال الخطا * وأخرج الفريابى وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت الانصار منازلهم بعيدة من المسجد فارادوا أن ينتقلوا قريبا من المسجد فنزلت ونكتب ما قدموا وآثارهم فقالوا بل نمكث مكاننا * وأخرج مسلم وابن جرير وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال ان بنى سلمة أرادوا أن يبيعوا ديارهم ويتحولوا قريبا من المسجد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة دياركم تكتب آثاركم * وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد وابن مردويه عن أنس قال أراد بنو سلمة أن يبيعوا دورهم ويتحولوا قريب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكره أن تعرى المدينة فقال يا بنى سلمة أما تحبون أن تكتب آثاركم إلى المسجد قالوا بلى فاقاموا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس رضى الله عنه في قوله ونكتب ما قدموا وآثارهم قال هذا في الخطو يوم الجمعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابن مردويه عن أبى بن كعب قال كان رجل ما يعلم من أهل المدينة ممن يصلى القبلة أبعد منزلا منه من المسجد فكان يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء والظلمات فقال والله ما يسرنى أن منزلي بلصق المسجد فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال يا رسول الله كيما يكتب أثرى وخطاى ورجوعي إلى أهلى واقبالي وادباري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاك الله ذلك كله وأعطاك ما احتسبت أجمع * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج أحدكم من منزله إلى منزل رجل يكتب له حسنة ويحط عنه سيئة * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال ما خطا رجل خطوة الا كتب الله له حسنة أو سيئة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الابعد فالابعد من المسجد أعظم أجرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ونكتب ما قدموا قال أعمالهم وآثارهم قال خطاهم بارجلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال لو كان مغفلا شيأ من أثر ابن آدم لاغفل هذا الاثر التى تعفها الرياح ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله حتى أحصى هذا الاثر فيما هو في طاعة الله أو معصيته فمن استطاع منكم ان يكتب أثره في طاعة الله فليفعل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله نكتب ما قدموا وآثارهم قال ما سنوا من سنة فعملوا بها من بعد موتهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله نكتب ما قدموا قال ما قدموا من خير وآثارهم قال ما أورثوا من الضلالة * وأخرج ابن أبى حاتم عن جرير بن عبد الله البجلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من أجورهم شئ ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شئ ثم تلا هذه الآية ونكتب ما قدموا وآثارهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس في فضائل القرآن وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وكل شئ أحصيناه في امام مبين قال أم
[ 261 ]
الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وكل شئ أحصيناه في امام مبين قال كل شئ في امام عند الله محفوظ يعنى في كتاب * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم رضى الله عنه وكل شئ أحصيناه في امام مبين قال كتاب * قوله تعالى (واضرب لهم مثلا) الآيات * أخرج الفريابى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واضرب لهم مثلا اصحاب القرية قال هي انطاكية * وأخرج ابن أبى حاتم عن بريدة أصحاب القرية قال انطاكية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون قال انطاكية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون قال ذكر لنا انها قرية من قرى الروم بعث عيسى بن مرى إليها رجلين فكذبوهما * وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة سنة م ولم يكن بينهما وانه أرسل بينهما ألف نبى من بنى اسرائيل ثم من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبى صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث والذى عزز به شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التى ليس فيها رسول الله أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أذ أرسلنا إليهم اثنين قال بلغني ان عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية وهى انطاكية رجلين من الحواريين واتبعهم بثالث * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث قال لكى تكون عليهم الحجة أشد فاتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال اسم الرسولين اللذين قالا إذ أرسلنا إليهم اثنين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فعززنا بثالث مخففة * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين الآية قال اسم الثالث الذى عزز به شمعون بن يوحنا والثالث بولص فزعموا ان الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو يكتم ايمانه فقال يا قوم اتبعوا المرسلين فلما رأوه أعلن بايمانه فقال انى آمنت بربكم فاسمعون وكان نجارا ألقوه في بئر وهى الرس وهم أصحاب الرس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قالوا انا تطيرنا بكم قال يقولون ان أصابنا شر فانما هو من أجلكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم بالحجارة قالوا طائركم معكم أي أعمالكم معكم أئن ذكرتم يقول أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لنرجمنكم قال لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله طائركم معكم أئن ذكرتم يقول ما كتب عليكم واقع بكم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله طائركم معكم قال شؤمكم معكم * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأها أئن ذكرتم بالخفض وقرأها زر بن حبيش أن ذكرتم بالنصب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال هو حبيب النجار * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن أبى مجلز قال كان اسم صاحب يس حبيب بن مرى * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال اسم صاحب يس حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين رسلهم عيسى إلى أهل انطاكية فجاءهم فقال اتسألون اجرا فقالوا لا فقال لقومه يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون حتى بلغ فاسمعون قال فرجموه بالحجارة فجعل يقول رب اهد قومي فانهم لا يعلمون بما غفر لى ربى حتى بلغ ان كانت الا صيحة واحدة قال فما نوظروا بعد قتلهم اياه حتى أخذتهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن الحكم في قوله وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال بلغنا أنه كان قصارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجاء من أقصى المدينة رجل كان حراثا * وأخرج ابن أبى شيبة
[ 262 ]
وابن المنذر عن كعب ان ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال انكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخذوا خدودا في الارض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في يس إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فغززنا بثالث وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الانبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على ايمانه فاقبل على قومه فقال يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله لفى ضلال مبين ثم أقبل على الرسل فقال انى آمنت بربكم فاسمعون ليشهدهم على ايمانه فاخذ فقذف في النار فقال الله تعالى ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لى ربى وجعلني من المكرمين * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال لما قال صاحب يس يا قوم اتبعوا المرسلين خنقوه ليموت فالتفت إلى الانبياء فقال انى آمنت بربكم فاسمعون أي فاشهدوا لى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قيل ادخل الجنة قال وجبت له الجنة قال يا ليت قومي يعلمون قال هذا حين رأى الثواب * وأخرج ابن جرر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله وما أنزلنا على قومه الآية قال ما استعنت عليهم جندا من السماء ولا من الارض * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن سيرين قال في قراءة ابن مسعود ان كانت الا رتقة واحدة وفي قراءتنا ان كانت الا صيحة واحدة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فإذا هم خامدون قال ميتون * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب * وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشى عن رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق خير أهل الارض الا أن يكون نبى والا مؤمن آل ياسين والا مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن عدى وابن عساكر ثلاثة ما كفروا بالله قط مؤمن آل ياسين وعلى بن أبى طالب وآسية امرأة فرعون * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل ياسين وعلى بن أبى طالب * وأخرج أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمي عن أبى ليل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حبيب البحار مؤمن آل ياسين الذى قال يا قوم اتبعوا المرسلين وحزفيل مؤمن آل فرعون الذى قال أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وعلى بن أبى طالب وهو أفضلهم * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن عروة قال قدم عروة بن مسعود الثقفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن ليرجع إلى قومه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قاتلوك قال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فرجع إليهم فدعاهم إلى الاسلام فعصوه وأسمعوه من الاذى فلما طلع الفجر قام على غرفة فاذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتله مثل عروة مثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه * وأخرج ابن مردويه من حديث ابن شعبة موصولا نحوه * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن مقسم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف فدعاهم إلى الاسلام فرماه رجل بسهم فقتله فقال ما أشبهه بصاحب يس * وأخرج ابن أبى شيبة عن عامر الشعبى قال شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته قال دحية الكلبى يشبه جبريل وعروة بن مسعود الثقفى يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال * قوله تعالى (يا حسرة على العباد) الاآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يا حسرة على العباد يقول يا ويلا للعباد * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس انه قال يا حسرة على العباد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد يا حسرة على العباد قال كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يا حسرة على العباد يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى وقال وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على أنفسها ما ياتيهم من رسول * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يا حسرة على العباد قال الندامة على العباد الذين ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن يقول الندامة عليهم إلى
[ 263 ]
يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يا حسرة على العباد قال يا حسرة لهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في حرف أبى بن كعب يا حسرة العباد ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن * قوله تعالى (ألم يروا) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون قال عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا كل لما جميع لدينا محضرون قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق هارون عن الاعرج وأبى عمرو في قوله انهم إليهم لا يرجعون قالا ليس في مدة اختلاف هذا من رجوع الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى اسحق قال قيل لابن عباس ان ناسا يزعمون ان عليا مبعوث قبل يوم القيامة فسكت ساعة ثم قال بئس القوم نحن ان كنا أنكحنا نساءه واقتسمنا ميراثه ما تقرؤن ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * قوله تعالى (وما عملته أيديهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن عباس انه قرأ وما عملته أيديهم قال وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم يعنى الفرات ودجلة ونهر بلخ وأشباهها أفلا يشكرون لهذا والله أعلم * قوله تعالى (سبحان الذين خلق الازواج) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله سبحان الذى خلق الازواج كلها قال الاصناف كلها الملائكة زوج والانس زوج والجن زوج وما تنبت الارض زوج وكل صنف من الطير زوج ثم فسر فقال مما تنبت الارض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون الروح لا يعلمه الملائكة ولا خلق الله لم يطلع على الروح أحد وقوله ومما لا يعلمون لا يعلم الملائكة ولا غيرها * قوله تعالى (وآية لهم الليل) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهار قال يخرج أحدهما من الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهار قال كقوله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل * قوله تعالى (والشمس تجرى) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدرى أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبى ذر قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى ذر قال دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدرى أين تذهب هذه قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد بين يدى ربها فتستاذن في الرجوع فياذن لها وكانها قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ثم قرأ وذلك مستقر لها قال وذلك قراءة عبد الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمر في الآية قال مستقرها ان تطلع فتردها ذنوب بنى آدم فإذا غربت سلمت وسجدت واستاذنت فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت وسجدت فلا يؤذن لها فتقول ان السير بعيد وانى لم يؤذن لى لا أبلغ فتحبس ما شاء الله ان تحبس ثم يقال اطلعي من حيث غربت قال فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا ايمانها * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الانباري في المصاحف وأحمد عن ابن عباس انه كان يقرأ والشمس تجرى لمستقر لها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وقال لو أن الشمس تجرى مجرى واحدا من أهل الارض فيخشى منها ولكنها تحلق في الصيف وتعترض في الشتاء فلو انها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف لا تضجهم الحر ولو انها طلعت مطلعها في الصيف لقطعهم البرد وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى راشد رضى الله عنه في قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال موضع سجودها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن قتادة رضى الله عنه في قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال لوقتها ولاجل لا تعدوه * قوله تعالى (والقمر قدرناه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله والقمر قدرناه منازل الآية قال قدره الله منازل فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة فشبهه بذلك * وأخرج
[ 264 ]
الخطيب في كتاب النجوم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم قال في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في كل شهر أربعة عشر منها شامية وأربعة عشر منها يمانية فاولها السرطين والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك وهو آخر الشامية والعقرب والزبانين والاكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الاخبية ومقدم الدلو ومؤخر الدلو والحوت وهو آخر اليمانية فإذا سار هذه الثمانية وعشرين منزلا عاد كالعرجون القديم كما كان في أول الشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كالعرجون القديم يعنى أصل العذق القديم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال عرجون النخل اليابس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال هو عذق النخلة اليابس المنحني * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال كعذق النخلة إذا قدم فانحنى * وأخرج ابن المنذر عن الحسين بن الوليد قال أعتق رجل كل غلام له عتيق قديم فسئل يعقوب فقال من كان لسنة فهو حر قال الله حتى عاد كالعرجون القديم وكان لسنة * قوله تعالى (لا الشمس ينبغى لها) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر قال لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغى لهما ذلك ولا الليل سابق النهار قال يتطالبان حثيثين يسلخ أحدهما من الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله لا الشمس ينبغى لها أن تدكر القمر قال ذاك ليلة الهلال * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن 3 في قوله لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لكل واحد منهما سلطان للقمر سلطان بالليل وللشمس سلطان بالنهار فلا ينبغى للشمس أن تطلع بالليل وقوله ولا الليل سابق النهار يقول لا ينبغى إذا كان ليل أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ولا الليل سابق النهار قال لا يذهب الليل من ههنا حتى يجئ النهار من ههنا وأومأ بيده إلى المشرق * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا الليل سابق النهار قال في قضاء الله وعلمه ان لا يفوت الليل النهار حتى يدركه فتذهب ظلمته وفي قضاء الله وعلمه ان لا يفوت النهار الليل حتى يدركه فيذهب بضوئه * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لا يدرك هذا ضوء هذا ولا هذا ضوء هذا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال لا يسبق هذا ضوء هذا ولا هذا ضوء هذا * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال لا يعلو هذا ضوء هذا ولا هذا على هذا * قوله تعالى (وآية لهم انا حملنا ذريتهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله وآية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون قال سفينة نوح عليه السلام حمل فيها من كل زوجين اثنين وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال السفن التى في البحور والانهار التى يركب الناس فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح في قوله حملنا ذريتهم في الفلك المشحون قال سفينة نوح وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال هذه السفن مثل خشبها وصنعتها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال يعنى السفن الصغار وقال الحسن رضى الله عنه هي الابل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون يعنى الابل خلقها الله تعالى كما رأيت فهى سفن البر يحملون عليها ويركبونها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر 3 بياض بالاصل (*)
[ 265 ]
وابن أبى حاتم عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال الابل * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال الانعام وفي قوله وان نشا نغرقهم فلا صريخ لهم قال لا مغيث لهم يستغيثون به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه فلا صريخ لهم قال لا مغيث لهم وفي قوله ومتاعا إلى حين قال إلى الموت وفي قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم قال من الوقائع التى قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التى أصابت عادا وثمودا والامم وما خلفكم قال من أمر الساعة وفي قوله وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله الآية قال نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليهم وعيرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم قال ما مضى وما بقى من الذنوب * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله أنطعم من لو يشاء الله أطعمه قال اليهود تقوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن اسمعيل عن أبى خالد رضى الله عنه في قوله أنطعم من لو يشاء الله أطعمه قال يهود تقوله * قوله تعالى (ما ينظرون الا صيحة واحدة) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تهيج الساعة بالناس والرجل يسقى ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون قال اعجلوا عن ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال هذا مبتدأ يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وهم يخصمون قال يتكلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى ان الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهى التى قال الله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه في هذه الآية قال تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون ويذرعون الثياب ويحلبون اللقاح وفي حوائجهم فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون * وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال ان الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب والرجل يحلب الناقة ثم قرأ فلا يستطيعون توصية الآية * وأخرج سعيد ابن منصور والبخاري ومسلم وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يبقى فيه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله تأخذهم وهم يخصمون قال تذرهم في أسواقهم وطرقهم فلا يستطيعون توصية قال لا يوصى بعضهم إلى بعض والله أعلم * قوله تعالى (ونفخ في الصور) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ونفخ في الصور فإذا هم من الاجداث قال النفخة الاخيرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما فإذا هم من الاجداث يعنى من القبور إلى ربهم ينسلون قال يخرجون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله عن قوله من الاجداث قال القبور قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة حينا يقولون إذ مروا على جدثى * أرشده يا رب من غاز وقدر شدا قال أخبرني عن قوله إلى ربهم ينسلون قال النسل المشى الخبب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بن جعدة وهو يقول
[ 266 ]
عملان الذنب أمشى فاريا * يرد الليل عليه فنسل * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن على رضى الله عنه انه قرأ يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا * وأخرج ابن الانباري عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال ينامون نومة قبل البعث فيجدون لذلك راحة فيقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى بن كعب رضى الله عنه في قوله من بعثنا من مرقدنا قال ينامون قبل البعث نومة * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة فإذا صيح باهل القبور يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال يقول المشركون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال أولها للكفار وآخرها للمسلمين قال الكفار يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا وقال المسلمون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه في الآية قال كانوا يرون ان العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين فلما كانت النفخة الثانية قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا * وأخرج ابن أبى حاتم رضى الله عنه في الآية قال ينامون قبل البعث نومة فإذا بعثوا قال الكفار يا ولينا من بعثنا من مرقدنا قال فتجيبهم الملائكة هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فإذا هم جميع لدنيا محضرون قال عند الحساب * قوله تعالى (ان أصحاب الجنة) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال يعجبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في شغل فاكهون قال في اقتضاض الابكار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال شغلهم اقتضاض العذارى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وقتادة مثله * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ان المؤمن كلما أراد زوجة وجدها عذراء * وأخرج البزار والطبراني في الصغير وأبو الشيخ في العظمة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا * وأخرج المقدسي في صفة الجنة عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سئل أنطؤ في الجنة قال نعم والذى نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في شغل فاكهون قال ضرب الاوتار قال أبو حاتم هذا خطا من السمع انما هو اقتضاض الابكار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأزواجهم قال حلائلهم * قوله تعالى (ولهم ما يدعون) * أخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة بسند جيد عن أبى امامة رضى الله عنه قال ان الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجئ إليه الابربق فيقع في بده فيشرب فيعود إلى مكانه * قوله تعالى (سلام قولا من رب رحيم) * أخرج ابن ماجه وابن أبى الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن أبى حاتم والآجري في الرؤية وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة وذلك قول الله سلام قولا من رب رحيم قال فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتوا إلى شئ من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سلام قولا من رب رحيم قال فان الله هو يسلم عليهم * وأخرج ابن جرير
[ 267 ]
عن البراء رضى الله عنه في قوله سلام قولا من رب رحيم قال يسلم عليهم عند الموت * وأخرج ابن جرير وأبو نصر السجزى في الابانة عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في قوله سلام قولا من رب رحيم قال ياتيهم تبارك وتعالى في درجاتهم فيسلم عليهم فيردون عليه السلام فيقول سلونى فيقولون ما نسألك وعزتك وجلالك لو انك قسمت علينا رزق الثقلين الجن والانس لاطعمناهم ولاسقيناهم ولالبسناهم ولاخدمناهم ولا ينقصنا ذلك شيأ فيقول ان لدى مزيدا فيقول ذلك باهل كل درجة حتى ينتهى ثم ياتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة * قوله تعالى (وامتازوا اليوم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس على تل رفيع ثم نادى مناد امتازوا اليوم أيها المجرمون * وأخرج ابن أبى حاتم عن رواد بن الجراح رضى الله عنه في الآية قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد ان ميزوا المسلمين من المجرمين الا صاحب الاهواء يعنى يترك صاحب الهوى مع المجرمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية وامتازوا اليوم أيها المجرمون فرق وبكى وقال ما سمع الناس قط بنعت أشد منه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وامتازوا اليوم أيها المجرمون قال عزلوا عن كل خير * قوله تعالى (ألم أعهد اليكم) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ألم أعهد اليكم يقول ألم أنهكم * وأخرج ابن المنذر عن مكحول رضى الله عنه في قوله ألا تعبدوا الشيطان قال انما عبادته طاعته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله جبلا كثيرا قال خلقا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ جبلا كثيرا بكسر الجيم مثقلة اللام أفلم يكونوا يعقلون بالياء * وأخرج عبد بن حميد عن هذيل رضى الله عنه انه قرأ جبلا كثيرا مخففة * وأخرج الحاكم عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ولقد أضل منكم جبلا مخففة * قوله تعالى (اليوم نختم على أفواههم) * أخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن أبى الدنيا في التوبة واللفظ له وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس رضى الله عنه في قوله اليوم نختم على أفواههم قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه قال أتدرون مم ضحكت قلنا لا يا رسول الله قال من مخاطبة لعبد ربه فيقول يا رب ألم تجرنى من الظلم فيقول بلى فيقول انى لا أجبز على الا شاهدا منى فيقول كفى بنفسك عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقي فتنطق باعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعد الكن وسحقا فعنكن كنت أنا ضل * وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أبى سعيد وأبى هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى العبد ربه فيقول الله أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والابل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى أي رب فيقول أفظننت انك ملاقي فيقول لا فيقول فانى أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول مثل ذلك ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت ويثنى بخير ما استطاع فيقول ألا نبعث شاهدنا عليك فيفكر في نفسه من الذى يشهد على فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان ذلك يعذر من نفسه وذلك بسخط الله عليه * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أول عظم من الانسان يتكلم يوم يختم على الافواه فخذه من الرجل الشمال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه ليعترف فيقول أي رب عملت عملت فيغفر الله له ذنوبه ويستر منها قال فما على الارض خليقة يرى من تلك الذنوب شيأ وتبدو حسناته فود ان الناس كلهم يرونها ويدعى الكافر والمنافق للحساب فيعرض ربه عليه عمله فيجحد ويقول أي رب وعزتك لقد كتب على هذا الملك ما لم أعمل فيقول له الملك أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا فيقول لا وعزتك أي رب ما عملته فإذا فعل ذلك ختم على فيه فانى أحسب أول ما ينطق منه لفخذه اليمنى ثم تلا اليوم نختم على أفواههم الآية * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي في الاسماء والصفات عن بسرة وكانت من المهاجرات قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن
[ 268 ]
واعقدن بالانامل فانهن مسؤلات ومستنطقات * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه قال يقال للرجل يوم القيامة عملت كذا وكذا فيقول ما عملته فيختم على فيه وتنطق جوارحه فيقول لجوارحه أبعدكن الله ما خاصمت الا فيكن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أسماء بن عبيد رضى الله عنه قال يؤتى بابن آدم يوم القيامة ومعه جبل من صحف لكل ساعة صحيفة فيقول الفاجر وعزتك لقد كتبوا على ما لم أعمل فعند ذلك يختم على أفواههم ويؤذن لجوارحهم في الكلام فيكون أول ما يتكلم من جوارح ابن آدم فخذه اليسرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله نختم على أفواههم قال فلا يتكلمون * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال كانت خصومات وكلام وكان هذا آخره ان ختم على أفواههم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال أول ما ينطق من الانسان فخذه اليمنى * قوله تعالى (ولو نشاء) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولو نشاء لطمسنا على أعينهم قال أعميناهم وأضللناهم عن الهدى فانى يبصرون فكيف يهتدون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاستبقوا الصراط قال الطريق فانى يبصرون وقد طمسنا على أعينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولو نشاء لمسخناهم قال أهلكناهم على مكانتهم قال في مساكنهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله ولو نشاء لمسخناهم يقول لجعلناهم حجارة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ولو نشاء لطمسنا الآية قال لو شاء الله لتركهم عميا يترددون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم قال لو نشاء لجعلناهم كسحا لا يقومون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون قال فلم يستطيعوا أن يتقدموا ولا يتأخروا * قوله (ومن نعمره) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن نعمره ننكسه في الخلق قال هو الهرم يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ومن نعمره ننكسه في الخلق قال نرده إلى أرذل العمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان في قوله ومن نعمره ننكسه قال ثمانين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومن نعمره يقول من نمد له في العمر ننكسه في الخلق كيلا يعلم من بعد علم شيأ يعنى الهرم * قوله تعالى (وما علمناه الشعر) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وما علمناه الشعر قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما علمناه الشعر وما ينبغى له قال محمد صلى الله عليه وسلم عصمه الله من ذلك ان هو الا ذكر قال هذا القرآن لينذر من كان حيا قال حى القلب حى البصر ويحق القول على الكافرين باعمالهم أعمال السوء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال بلغني انه قيل لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشئ من الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه غير انه كان يتمثل ببيت أخى بنى قيس يجعل آخره أوله وأوله آخره ويقول وياتيك من لم تزود بالاخبار فقال له أبو بكر رضى لله عنه ليس هكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى والله ما أنا بشاعر ولا ينبغى لى * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عيه وسلم إذا استراب الخبر تمثل ببيت طرفة وياتيك بالاخبار من لم تزود * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الاشعار وياتيك بالاخبار من لم تزود * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم والمرزباني في معجم الشعراء عن الحسن رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت * كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا * فقال أبو بكر رضى الله عنه أشهد أنك رسول الله ما علمك الشعر وما ينبغى لك * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبى الزناد رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن مرداس أرأيت قولك أصبح نهبى ونهب العبيد بين الاقرع وعبينة فقال أبو بكر رضى الله عنه بابى أنت وأمى يا رسول الله ما أنت بشاعر ولا راويه ولا ينبغى لك انما قال بين عيينة والاقرع * وأخرج البيهقى
[ 269 ]
في سننه بسند فيه من يجهل حاله عن عائشة رضى الله عنها قالت ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط الا بيتا واحدا يقال بما نهوى يكن فلقا * يقال لشئ كان الا يحقق قالت عائشة رضى الله عنها فقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعرا * وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن ابن عمرو رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أبالى ما أتيت ان أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لينذر من كان حيا قال عاقلا * وأخرج ابن أبى شيبة عن نوفل بن عقرب قال سألت عائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه * قوله تعالى (أولم يروا) الآيات * أخرج ابن حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله مما عملت أيدينا قال من صنعتنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فهم لها مالكون قال ضابطون وذللناها لهم فمنها ركوبهم يركبونها ويسافرون عليها ومنها ياكلون لحومها ولهم فيها منافع قال يلبسون أصوافها ومشارب يشربون البانها أفلا يشكرون * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عروة رضى الله عنه قال في مصحف عائشة رضى الله عنها فمنها ركوبتهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون رضى الله عنه قال في حرف أبى بن كعب رضى الله عنها فمنها ركوبتهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن هارون رضى الله عنه قال قراءة الحسن والاعرج وأبى عمرو والعامة فمنها ركوبهم يعنى ركوبتهم حمولتهم * وأخرج ابن أبى الدنيا عن قتادة رضى الله عنه في قوله واتخذوا من دون الله آلهة قال هي الاصنام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لعلهم ينصرون قال يمنعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله لا يستطيعون نصرهم قال لا تستطيع الآلهة نصرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا يستطيعون نصرهم قال نصر الآلهة ولا تستطيع الآلهة نصرهم وهم لهم جند محضرون قال المشركون يغضبون للآلهة في الدنيا وهى لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم سوأ انما هي أصنام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وهم لهم جند محضرون قال هم لهم جند في الدنيا وهم محضرون في النار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وهم لهم جند محضرون قال محضرون لآلهتهم التى يعبدون يدفعون عنهم ويمنعونهم * قوله تعالى (أولم ير الانسان) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والاسمعيلى في معجمه والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد أيحيى الله هذا بعدما أرى قال نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات من آخر يس أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء عبد الله بن أبى وفي يده عطم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكسره بيده ثم قال يا محمد كيف يبعثه الله وهو رميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله هذا ويميتك ثم يدخلك جهنم قال الله قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء أبى بن خلف وفي يده عظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكسره بيده ثم قال يا محمد كيف يبعثه الله وهو رميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله هذا ويميتك ثم يدخلك جهنم قال الله قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء أبى بن خلف الجمحمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم نخر فقال أتعدنا يا محمد إذا بليت عظامنا فكانت رميما ان الله باعثنا خلقا جديدا ثم جعل يفت العظم ويذره في الريح فيقول يا محمد من يحيى هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يميتك الله ثم يحييك ويجعلك في جهنم ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب لنا مثلا ونسى خلقه الآيتين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث عن أبى مالك قال جاء أبى بن
[ 270 ]
خلف بعظم نخرة فجعل يفته بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحيى العظام وهى رميم فانزل الله أولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين إلى قوله وهو بكل شئ عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية في أبى جهل بن هشام جاء بعظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذراه فقال من يحيى العظام وهى رميم فقال الله يا محمد مقل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا قال أبى بن خلف جاء بعظم فقال يا محمد أتعدنا انا إذا متنا فكنا مثل هذا العظم البالى في يده ففته وقال من يحيينا إذا كنا مثل هذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا الآية قال نزلت في أبى بن خلف جاء بعظم نخر فجعل يذره في الريح فقال أنى يحيى الله هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم يحيى الله هذا ويدخلك النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله أولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة قال نزلت في أبى بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عظم قد دثر فجعل يفته بين أصابعه ويقول يا محمد أنت الذى تحدث ان هذا سحيا بعدما قد بلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ليميتن الاخر ثم ليحيينه ثم ليدخلنه النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال جاء أبى بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم حائل فقال يا محمد أنى يحيى الله هذا فانزل الله وضرب لنا مثلا ونسى خلقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقها قبل أن تكون أعجب من احيائها وقد كانت * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة بن لزبير رضى الله عنه قال لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ان الناس يحاسبون باعمالهم ومبعوثون يوم القيامة أنكروا ذلك انكارا شديدا فعمد أبى بن خلف إلى عظم حائل قد نخر ففته ثم ذراه في الريح ثم قال يا محمد إذا بليت عظامنا انا لمبعوثون خلقا جديدا فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من استقباله اياه بالتكذيب والاذى في وجهه وجدا شديدا فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قل يحييها الذى أنشاها أول مرة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا يقول الذى أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه وفي قوله أو ليس الذى خلق السموات والارض بقادر الآية قال هذا مثل قوله انما أمره إذا أراد شيأ أن يقول له كن فيكون قال ليس من كلام العرب أهون ولا أخف من ذلك فامر الله كذلك * (سورة الصافات مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الصافات بمكة * وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات * وأخرج ابن أبى داود في فضائل القرآن وابن النجار في تاريخه عن نهشل بن سعيد الوردانى عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سال الله أعطاه سؤله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفى في الطيور يات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم أهل حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة حمزة ومحرش ومشرح وأبصعة وأختهم العمردة وفيهم الاشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا أبيت اللعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست ملكا أنا محمد بن عبد الله قالوا نسميك باسمك قال لكن الله سمانى وأنا أبو القاسم قالوا يا أبا القاسم انا قد خبأنا لك خبيأ فما هو إذ كانوا خبؤا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرادة في حمية سمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله انما يفعل هذا بالكاهن وان الكاهن والكهانة والتكهن في النار فقالوا يا رسول الله كيف نعلم أنك رسول الله فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال هذا يشهد أنى رسول الله فسبح الحصى في يده قالوا نشهد انك رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله بعثنى بالحق وأنزل على كتابا لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد اثقل في الميران من الجبل العظيم وفي الليلة الظلماء مثل نور الشهاب قالوا فاسمعنا منه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصافات صفا حتى
[ 271 ]
بلغ رب المشارق تم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روعه فما يتحرك منه شئ ودموعه تجرى على لحيته فقالوا انا نراك تبكى أفمن مخافة من أرسلك تبكى قال ان خشيتي منه أبكتني بعثنى على صراط مستقيم في مثل حد السيف ان زغت عنه هلكت ثم تلا ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك إلى آخر الآية * قوله تعالى (والصافات صفا) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضى الله عنه والصافات صفا قال الملائكة فالزاجرات زجرا قال الملائكة فالتاليات ذكوا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضى الله عنه مثله * وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضى الله عنه قال كان يقال في الصافات والمرسلات والنازعات هي الملائكة * وأخر ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال الملائكة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله والصافات صفا قال هم الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله فالزاجرات زجرا قال ما زجر الله عنه في القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله فالتاليات ذكرا قال الملائكة يجيؤن بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والصافات صفا قال الملائكة صفوف في السماء فالزاجرات زجرا قال ما زجر الله عنه في القرآن فالتاليات ذكرا قال ما يتلى في القرآن من أخبار الامم السالفة ان الهكم لواحد قال وقع القسم على هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله رب المشارق قال المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا والمغارب ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا والمغارب مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق وتغرب في مغرب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ورب المشارق قال عدد أيام السنة كل يوم مطلع ومغرب * قوله تعالى (انا زينا السماء الدنيا) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يقرأ بزينة الكواكب منونة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى بكر بن عياش قال قال عاصم رضى الله عنه من قرأها بزينة الكواكب مضافا ولم ينون فلم يجعلها زينة للسماء وانما جعل الزينة للكواكب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وحفظا قال جعلناها حفظا من كل شيطان ما رد لا يسمعون لى الملا الاعلى قال منعوا بها يعنى بالنجوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ لا يسمعون إلى الملا الاعلى مخففة وقال انهم كانوا يتسمعون ولكن لا يسمعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله لا يسمعون إلى الملا الاعلى قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويقذفون من كل جانب قال يرمون من كل مكان دحورا قال مطرودين اولهم عذاب واصب قال دائم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ويقذفون من كل جانب دحورا قال قذفا بالشهب ولهم عذاب واصب قال دائم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله عذاب واصب قال دائم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله الا من خطف الخطفة يقول الا من استرق السمع من أصوات الملائكة فاتبعه شهاب يعنى الكواكب * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إذا رمى الشهاب لم يخط من رمى به وتلا فاتبعه شهاب ثاقب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاتبعه شهاب ثاقب قال ان الجنى يجئ فيسترق فإذا سرق السمع فرمى بالشهاب قال للذى يليه كان كذا وكذا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن يزيد الرقاشى في قوله شهاب ثاقب قال يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر فذكر ذلك لابي مجلز رضى الله عنه فقال ليس ذاك ولكن ثقوبه ضوءه * وأخرج عبد بن حميد
[ 272 ]
وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله شهاب ثاقب قال ضوءه إذا نقض فاصاب الشيطان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الثاقب المتوقد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله ثاقب قالا مضئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال الثاقب المحرق * قوله تعالى (فاستفتهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أهم أشد خلقا أم خلقنا قال السموات والارض والجبال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم من خلقنا قال أم من عددنا عليك من خلق السموات والارض قال الله تعالى لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه أنه قرأ أهم أشد خلقا أم من عددنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله أم من خلقنا قال من الاموات والملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله من طين لازب قال ملتصق * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله قال له أخبرني عن قوله من طين لازب قال الملتزق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت النابغة وهو يقول فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من طين لازب قال اللزب الجيد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضى الله عنه من طين لازب قال لازج * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من طين لازب قال اللازب والحمأ والطين واحد كان أوله ترابا ثم صار حمأ منتنا ثم صار طينا لازبا فخلق الله منه آدم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال اللازب الذى يلزق بعضه إلى بعض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال اللازب الذى يلزق باليد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله طين لازب قال لازم منتن * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مسعود رضى الله عنه أنه كان يقرأ بل عجبت ويسخرون بالرفع * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق الاعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضى الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية بل عجبت ويستخرون بالنصب ويقول ان الله لا يعجب من الشئ انما يعجب من لا يعلم قال الاعمش فذكرت ذلك لابراهيم النخعي رضى الله عنه فقال ان شريحا كان معجبا برأيه وعبد الله بن مسعود رضى الله عنه كان أعلم منه كان يقرؤها بل عجبت * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قرأ بل عجبت * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بل عجبت ويسخرون قال عجبت من كتاب الله ووحيه ويسخرون بما جئت به * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله بل عجبت قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبت بالقرآن حين أنزل ويسخر منه ضلال بنى آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بل عجبت قال عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة ويسخرون يعنى أهل مكة وإذا ذكروا لا يذكرون أي لا ينتفعون ولا يبصرون وإذا رأوا آية يستسخرون أي يسخرون منه ويستهزؤن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يسخرون قال يستهزؤن وفي قوله فانما هي زجرة قال صيحة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فانما هي زجرة واحدة قال نفخة واحدة وهى النفخة لآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله هذا يوم الدين قال يدين الله فيه العباد باعمالهم هذا يوم الفصل يعنى يوم القيامة * قوله تعالى (احشروا الذين ظلموا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال تقول الملائكة للزبانية احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وابن منيع في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
[ 273 ]
والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أمثالهم الذين هم مثلهم يجئ أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر أزواج في الجنة وأزواج في النار * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أشباههم وفي لفظ نظراءهم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضى الله عنهما مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أزواجهم في لاعمال وقرأ وكنتم أزواجا ثلاثة الآية فأصحاب الميمنة زوج وأصحاب المشامة زوج والسابقون زوج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أمثالهم القتلة مع القتل والزناة مع الزناة وأكلة الربا مع أكلة الرابا * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أشباههم من الكفار مع الكفار وما كانوا يعبدون من دون الله قال الاصنام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاهدوهم إلى صراط الجحيم قال سوقوهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاهدوهم قال دلوهم إلى صراط الجحيم قال طريق النار * قوله تعالى (وقفوهم انهم مسؤلون) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقفوهم مانهم مسؤلون قال احبسوهم انهم محاسبون * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من داع دعا إلى شئ الا كان موقوفا يوم القيامة لازما به لا يفارقه وان دعا رجل رجلا ثم قرأ وقفوهم انهم مسؤلون * وأخرج ابن المنذر عن عطية رضى الله عنه في قوله وقفوهم انهم مسؤلون قال يقفون يوم القيامة حتى يسئلوا عن أعمالهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عثمان بن زائدة رضى الله عنه قال كان يقال ان أول ما يسال عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه * قوله تعالى (مالكم لا تناصرون) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مالكم لا تناصرون قال لا تمانعون منابل هم اليوم مستسلمون مسخرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون أقبل بعضهم يلوم بعضا قال الضعفاء الذين استكبروا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين تقهروننا بالقدرة 7 عليكم قالوا بل لم تكونوا مؤمنين في علم الله وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين مشركين في علم الله فحق علينا قول ربنا فوجب علينا قضاء ربنا لانا كنا أذلاء وكنتم أعزة فانهم يومئذ قال كلهم في العذاب مشتركون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله مالكم لا تناصرون قال لا يدفع بعضكم بعضا بل هم اليوم مستسلمون في عذاب لله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال الانس على الجن قالت الانس للجن انكم تأتوننا عن اليمين قال من قبل الخير أفتنهونا عنه قالت الجن للانس بل لم تكونوا مؤمنين فحق علينا قول ربنا قال هذا قول الجن فاغويناكم انا كنا غاوين هذا قول الشياطين لضلال بنى آدم ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم بل جاء بالحق وصدق المرسلين أي صدق من كان قبله من المرسلين انكم لذائقو العذاب الاليم وما تجزون الا ما كنتم تعملون الا عباد الله المخلصين قال هذه ثنية الله أولئك لهم رزق معلوم قال الجنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله كنتم تأتوننا عن اليمين قال كانوا ياتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله تأتوننا عن اليمين قال عن الحق الكفار تقوله للشياطين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله لم تكونوا مؤمنين قال لو كنتم مؤمنين منعتم منا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فاغويناكم قال الشياطين تقول أغويناكم في الدنيا انا كنا غاوين فانهم يومئذ ومن أغووا في الدنيا في العذاب مشتركون * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
[ 274 ]
رضى الله عنهما انهم كانوا إذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون قال كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون ويتولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون لا يعقل قال فحكى الله صدقه فقال بل جاء بالحق وصدق المرسلين * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله فقد عصم منى ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله وأنزل الله في كتابه وذكر قوما استكبروا فقال انهم كانوا إذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون وقال إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وهى لا اله الا الله محمد رسول الله استكبر عنها المشركون يوم الحديبية يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة * وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضى الله عنه أنه قيل له أليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ليس من مفتاح الا وله اسنان فمن جاء باسنانه فتح له ومن لا لم يفتح له * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضى الله عنه أنه كان يقرأ الا عباد الله المخلصين * وأخرج ابن جرير عن السدى رى الله عنه في قوله أولئك لهم رزق معلوم قال في الجنة * قوله تعالى (يطاف عليهم) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه قال كل كاس ذكره الله في القرآن انما عنى به الخمر * وأخرج عبد الرزاق ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بكاس من معين قال كاس من خمر لم تعصر والمعين هي الجارية لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون قال لا تذهب عقولهم ولا تصدع رؤسهم ولا توجع بطونهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه بكاس من معين هو الجارى * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله بيضاء قال في قراءة عبد الله صفراء * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يطاف عليهم بكاس من معين قال الخمر لا فيها غول قال ليس فيها صداع ولا هم عنها ينزفون قال لا تذهب عقولهم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال في الخمر أربع خصال السكر والصداع والقئ والبول فنزه الله خمر الجنة عنها لا فيها غول لا تغول عقولهم من السكر ولا هم عنها ينزفون لا يقيؤن عنها كما يقئ صاحب خمر الدنيا عنها والقئ مستكره * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله لا فيها غول قال ليس فيها نتن ولا كراهية كخمر الدنيا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت امرأ القيس وهو يقول رب كاس شربت لا غول فيها * وسقيت النديم منها مزاجا قال أخبرني عن قوله ولا هم عنها ينزفون قال لا يسكرون قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة رضى الله عنه وهو يقول ثم لا ينزفون عنها ولكن * يذهب الهم عنهم والغليل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما لا فيها غول قال هي الخمر ليس فيها وجع بطن * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا فيها غول قال وجع بطن ولا هم عنها ينزفون قال لا تذهب عقولهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله بكاس من معين قال المعين الخمر لا فيها غول قال وجع بطن ولا هم عنها ينزفون لا مكروه فيها ولا أذى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وعندهم قاصرات الطرف يقول عن غير أزواجهن كانهن بيض مكنون قال اللؤلؤ المكنون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وعندهم قاصرات الطرف يقول عن غير أزواجهن قال قصرت طرفهن على أزواجهن عين قال حسان العيون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله عين قال العين العظام الاعين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كانهن بيض مكنون قال بياض البيضة ينزع عنها فوقها وغشاوها الذى يكون في العرف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى
[ 275 ]
الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال كانهن بطن البيض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال بياض البيض حين ينزع قشره * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال هو السخاء الذى يكون بين قشرته العليا ولباب البيضة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال البيض في عشه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وعندهم قاصرات الطرف قال قصرت طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم كانهن بيض مكنون قال البيض الذى لم تلوثه الايدى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال محصون لم تمرته الايدى * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله كانهن بيض مكنون قال البيض الذى يكنه الريش مثل بيض النعام الذى أكنه الريش من الريح فهو أبيض إلى الصفرة فكانت تترقرق فذلك المكنون * قوله تعالى (فاقبل بعضهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال أهل الجنة * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انى كان لى قرين قال شيطان * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال كان رجلان شريكين وكان لهما ثمانية آلاف دينار فاقسماها فعمد أحدهما فاشترى بالف دينار أرضا فقال صاحبه اللهم ان فلانا اشترى بالف دينار أرضا وانى أشترى منك بالف دينار أرضا في الجنة فتصدق بالف دينار ثم ابتنى صاحبه دارا بالف دينار فقال هذا اللهم ان فلانا ابتنى دارا بالف دينار وانى أشترى منك دارا في الجنة بالف دينار فتصدق بالف دينار ثم تزوج صاحبه امرأة فانفق عليها ألف دينار فقال اللهم ان فلانا تزوج امرأة فانفق عليها ألف دينار وانى أخطب اليك من نساء الجنة بالف دينار فتصدق بالف دينار ثم اشترى خدما ومتاعا بالف دينار وانى أشترى منك خدما ومتاعا في الجنة بالف دينار فتصدق بالف دينار ثم أصابته حاجة شديدة فقال لو أتيت صاحبي هذا لعله ينالني منه معروف فجلس على طريقه فمر به في حشمه وأهله فقام إليه الآخرة فنظر فعرفه فقال فلان فقال نعم فقال ما شأنك فقال أصابتني بعدك حاجة فاتيتك لتصيبني بخير قال فما فعل المال فقد اقتسمناه مالا واحدا فاخذت شطره وأنا شطره فقال اشتريت دارا بالف دينار ففعلت أنا كذلك وفعلت أنا كذلك فقص عليه القصة فقال انك لمن المصدقين بهذا اذهب فو الله لا أعطيك شيأ فرده فقضى لهما أن توفيا فنزلت فيهما فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون حتى بلغ أئنا لمدينون قال لمحاسبون * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن فرات بن ثعلبة البهرانى رضى الله عنه في قوله انى كان لى قرين قال ذكر لى أن رجلين كانا شريكين فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار فكان أحدهما ليس له حرفة والآخر له حرفة فقال انه ليس لك حرفة فما أرانى الا مفارقك ومقاسمك فقاسمه ثم فارقه ثم ان أحد الرجلين اشترى دارا كانت لملك بالف دينار فدعا صاحبه ثم قال كيف ترى هذه الدار ابتعتها بالف دينار فقال ما أحسنها فلما خرج قال اللهم ان صاحبي قد ابتاع هذه الدار وانى أسالك دارا من الجنة فتصدق بالف دينار ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم تزوج امرأة بالف دينار فدعاه وصنع له طعاما فلما أتاه قال انى تزوجت هذه المرأة بالف دينار قال ما أحسن هذا فلما خرج قال اللهم ان صاحبي تزوج امرأة بالف دينار وانى أسالك امرأة من الحور العين فتصدق بالف دينار ثم انه مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اشترى بستانين بالفى دينار ثم دعاه فاراه وقال انى قد ابتعت هذه البستانين بالفى دينار فقال ما أحسن هذا فلما خرج قال يا رب ان صاحبي قد ابتاع بستانين بالفى دينار وانى أسالك بستانين في الجنة فتصدق بالفى دينار ثم ان الملك أتاهما فتوهاهما فانطلق بهذا المتصدق فادخله دارا تعجبه فإذا امرأة يضئ ما تحتها من حسنها ثم أدخله البستانين وشيأ الله به عليم فقال عند ذلك ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا وكذا قال فانه ذلك ولك هذا المنزل والبستانان والمرأة فقال انه كان لى قرين يقول أئنك لمن المصدقين قيل له فانه في الجحيم قال فهل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم فقال عند ذلك تالله ان كدت لتردين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال كانا شريكين في بنى اسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر فافترقا على ستة آلاف دينار كل واحد منهما ثلاثة آلاف
[ 276 ]
دينار ثم افترقا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت في مالك أضربت به شيأ اتجرت به في شى قال له المؤمن لا فما صنعت أنت قال اشتريت به نخلا وأرضا وثمارا وأنهارا بالف دينار فقال له المؤمن أو فعلت قال نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل فصلى ما شاء الله أن يصلى فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يدين ثم قال اللهم ان فلانا يعنى شريكه الكافر اشترى أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا بالف دينار ثم يموت ويتركها غدا اللهم وانى اشترى منك بهذه الالف دينار أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا في الجنة ثم أصبح فقسمها للمساكين ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت أضربت به في شئ اتجرت به قال لا قال فما صنعت أنت قال كانت ضيعتي قد اشتد على مؤنتها فاشتريت رقيقا بالف دينار يقومون لى ويعملون لى فيها فقال المؤمن أو فعلت قال نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلى فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال اللهم ان فلانا اشترى رقيقا من رقيق الدنيا بالف دينار يموت غدا فيتركهم أو يموتون فيتركونه اللهم وانى أشترى منك بهذه الالف دينار رقيقا في الجنة ثم أصبح فقسمها بين المساكين ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت في مالك أضربت به في شئ اتجرت به في شئ قال لا فما صنعت أنت قال كان أمرى كله قد تم الا شيأ واحدا فلانة مات عنها زوجها فاصدقتها ألف دينار فجاءتني بها وبمثلها معها فقال له المؤمن أو فعلت قال له نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلى فلما نصرف أخذ الالف دينار الباقية فوضعها بين يديه وقال اللهم ان فلانا تزوج زوجة من أزواج الدنيا بالف دينار ويموت عنها فيتركها أو تموت فتتركه اللهم وانى أخطب اليك بهذه الالف دينار حوراء عيناء في الجنة ثم أصبح فقسمها بين المساكين فبقى المؤمن ليس عنده شئ فلبس قميصا من قطن وكساء من صوف ثم جعل يعمل ويحفر بقوته فقال رجل يا عبد الله أتؤاجر نفسك مشاهرة شهرا بشهر تقوم على دواب لى قال نعم فكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه فإذا رأى منها دابة ضامرة أخذ برأسه فوجأ عنقه ثم يقول له سرقت شعير هذه البارحة فلما رأى المؤمن الشدة قال لآتين شريكي الكافر فلاعملن في أرضه يطعمنى هذه الكسرة يوما بيوم ويكسيني هذين الثوبين إذا بليا فانطلق يريده فانتهى إلى بابه وهو ممس فإذا قصر في السماء وإذا حوله البوابون فقال لهم استاذنوا لى صاحب هذا القصر فانكم ان فعلتم ذلك سره فقالوا له انطلق فان كنت صادقا فنم في ناحية فإذا أصبحت فتعرض له فانطلق المؤمن فالقى نصف كسائه تحته ونصفه فوقه ثم نام فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له فخرج شريكه وهو راكب فلما رآه عرفه فوقف فسلم عليه وصافحه ثم قال له ألم تأخذه من المال مثل ما أخذت فاين مالك قال لا تسألني عنه قال فما جاء بك قال جئت أعمل في أرضك هذه تطعمني هذه الكسرة يوما بيوم وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا قال لا ترى منى خيرا حتى تخبرني ما صنعت في مالك قال أقرضته من الملئ الوفى قال من قال الله ربى وهو مصافحه فانتزع يده ثم قال أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون وتركه فلما رآه المؤمن لا يلوى عليه رجع وتركه يعيش المؤمن في شدة من الزمان ويعيش الكافر في رخاء من الزمان فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله المؤمن الجنة يمر فإذا هو بارض ونخل وأنهار وثمار فيقول لمن هذا فيقال هذا لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يمر فإذا هو برقيق لا يحصى عددهم فيقول لمن هذا فيقال هؤلاء لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عيناء فيقول لمن هذه فيقال هذه لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يذكر شريكه الكافر فيقول انى كان لى قرين يقول ائنك لمن المصدقين فالجنة عالية والنار هاوية فيريه الله شريكه في وسط الجحيم من بين أهل النار فإذا رآه عرفه المؤمن فيقول تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين أفمن نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما قدمت عليه قال فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من الشدة فلا يذكر أشد عليه من الموت * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أئنا لمدينون قال لمحاسبون * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله
[ 277 ]
هل أنتم مطلعون يقول مطلعون إليه حتى أنظر إليه في النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سواء الجحيم قال وسط الجحيم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله في سواء الجحيم قال وسط الجحيم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر رماهم بسهم فاستوى في سوائها * وكان قبولا للهوى والطوارق * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال لقد رأيت جماجم القوم تغلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان كعب الاحبار رضى الله عنه قال في الجنة كوى فإذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار اطلع فازداد شكرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله هل أنتم مطلعون قال سأل ربه ان يطلعه فاطلع فرآه في سواء الجحيم يقول في وسطها فرأى جماجمهم تغلى فقال فلان فلولا ان الله عرفه اياه لما عرفه لقد تغير خبره وسبره فعند ذلك قال تالله ان كدب لتردين يقول لتهلكني لو أطعتك ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين قال في النار أفما نحن بميتين إلى قوله الفوز العظيم قال هذا قول أهل الجنة يقول الله لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال عملوا ان كل نعيم بعد الموت يقطعه فقالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين قيل لا قالوا ان هذا لهو الفوز العظيم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يقول الله تعالى لاهل الجنة كلوا واشربوا هنيأ بما كنتم تعملون قال قول الله هنيأ أي لا تموتون فيها فعندها قالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يدى فرأى جنازة فاسرع المشى حتى أتى القبر ثم جثا على ركبتيه فجعل يبكى حتى بل الثرى ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون * قوله تعالى (أذ لك خير نزلا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل يزعم صاحبكم هذا ان في النار شجرة والنار تأكل الشجر وانا والله ما نعلم الزقوم الا التمر والزبد فتزقموا فانزل الله حين عجبوا ان يكون في النار شجر انها شجرة تخرج في أصل الجحيم أي غذيت بالنار ومنها خلقت طلعها كانه رؤس الشياطين قال يشبهها بذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انا جعلناها فتنة للظالمين قال قول أبى جهل انما الزقوم التمر والزبد أتزقمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله عنه في قوله طلعها كانه رؤس الشياطين قال شعور الشياطين قائمة إلى السماء * وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه قال بلغنا ان ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشة لا نهشت منه مثلها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى لك فاولى ثم أولى لك فاولى فسمع أبو جهل فقال من توعد يا محمد قال اياك فقال بم توعدنى فقال أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل أليس أنا العزيز الكريم فانزل الله ان شجرة الزقوم طعام الاثيم إلى قوله ذق انك أنت العزيز الكريم فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فاخرج إليهم زبدا وتمرا فقال تزقموا من هذا فو الله ما يتوعدكم محمد الا بهذا فانزل الله انها شجرة تخرج في أصل الجحيم إلى قوله ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم فقال في الشوب انها تختلط باللبن فتشوبه بها فان لهم على ما ياكلون لشوبا من حميم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لو ان قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الارض لافسدت على الناس معايشهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم ان لهم عليها لشوبا قال لمزجا * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم قال يختلط الحميم والفساق قال له وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
[ 278 ]
تلك المكارم لاقعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لشوبا من حميم قال يخلط طعامهم ويشاب بالحميم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء أهل الجنة وأهل النار وقرأ ثم ان مقيلهم لالى الجحيم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال في قراءة ابن مسعود رضى الله عنه ثم ان مقيلهم لالى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم ان لهم عليها الشوبا من حميم قال مزجا ثم ان مرجعهم لالى الجحيم قال فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم وتلا هذه الآية يطوفون بينها وبين حميم آن * قوله تعالى (انهم ألفوا آباءهم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انهم ألفوا آباءهم قال وجدوا آباءهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله انهم ألفوا آباءهم قال وجدوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون أي مسرعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انهم ألفوا آباءهم ضالين قال جاهلين فهم على آثارهم يهرعون قال كهيئة الهرولة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فانظر كيف كان عاقبة المنذرين قال كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والامم التى عذب الله * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله الا عباد الله المخلصين قال الذين استخلصهم الله سبحانه وتعالى * قوله تعالى (ولقد نادانا نوح) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون قال أجابه الله تعالى * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى في بيتى فمر بهذه الآية ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون قال صدقت ربنا انت أقرب من دعى وأقرب من يعطى فنعم المدعى ونعم المعطى ونعم المسؤل ونعم المولى انت ربنا ونعم النصير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ونجيناه وأهله من الكرب العظيم قال من غرق الطوفان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وجعلنا ذريته هم الباقين قال فالناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام وتركنا عليه في الآخرين قال أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا ذريتهم هم الباقين يقول لم يبق الا ذرية نوح عليه السلام وتركنا عليه في الآخرين يقول يذكر بخير * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سمرة بن جندب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وجعلنا ذريته هم الباقين قال سام وحام ويافث * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن سمرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والخطيب في تالى التلخيص عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد نوح ثلاثة سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم وولد يافث يأجوج وماجوج والترك الصقالبة ولا خير فيهم وأما ولد حام القبط والبربر والسودان * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وجعلنا ذريتهم هم الباقين قال ولد نوح ثلاثة فسام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه أن نوحا عليه السلام اغتسل فرأى ابنه ينظر إليه فقال تنظر اإلى وأنا أغتسل حار الله لونك فاسود فهو أبو السودان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وتركنا عليه في الآخرين قال لسان صدق للانبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه وتركنا عليه في الآخرين قال هو السلام كما قال سلام على نوح العالمين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضى الله عنه وتركنا عليه في الآخرين قال الثناء الحسن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان من شيعته قال من أهل ذريته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن
[ 279 ]
مجاهد رضى الله عنه في قوله وان من شيعته لابراهيم قال من شيعة نوح ابراهيم على منهاجه وسننه إذ جاء ربه بقلب سليم قال ليس فيه شك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان من شيعته لابراهيم قال على دينه إذ جاء ربه بقلب سليم من الشرك أنفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله فنظر نظرة في النجوم قال رأى نجما طالعا فقال انى سقيم قال 7 كايديني في النجوم قال كلمة من كلام العرب يقول الله عز دينه وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فنظر نظرة في النجوم قال كلمة من كلام العرب يقول إذا تفكر نظر في النجوم وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فنظر نظرة في النجوم قال في السماء فقال انى سقيم قال مطعون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انى سقيم قال مريض * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه في قوله انى سقيم قال مطعون * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله انى سقيم قال مطعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه في قوله انى سقيم قال طعين وكانوا يفرون من المطعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه قال أرسل إليه ملكهم فقال ان غدا عيدنا فاخرج قال فنظر إلى نجم فقال ان ذا النجم لم يطلع قط الا طلع بسقم لى فتولوا عنه مدبرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فتولوا عنه مدبرين قال فنكصوا عنه منطلقين فراغ قال فمال إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون يستنطقهم 7 منطلقين مالكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين أي فاقبل عليهن فكسرهن فاقبلوا إليه يزفون قال يسعون قال أتعبدون ما تنحتون من الاصنام والله خلقكم وما تعملون قال خلقكم وخلق ما تعملون بايديكم فارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين قال فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم وقال انى ذاهب إلى ربى قال ذاهب بعمله وقلبه ونيته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال خرج قوم ابراهيم عليه السلام إلى عيد لهم وأرادوا ابراهيم عليه السلام على الخروج فاضطجع على ظهره وقال انى سقيم لا أستطيع الخروج وجعل ينظر إلى السماء فلما خرجوا أقبل على آلهتهم فكسرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاقبلوا إليه يزفون قال يجرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه فاقبلوا إليه يزفون قال ينسلون والزفيف النسلان * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يزفون قال يسعون * وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد والحاكم والبيهقي في الاسماء والصفات عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله صانع كل صانع وصنعته وتلا عند ذلك والله خلقكم وما تعملون * وأخرج ابن جرير عن السدى قال قالوا ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم قال فحبسوه في بيت وجمعوا له حطبا حتى ان كانت المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لاجمعن حطبا لابراهيم فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب حتى ان كانت الطير لتمر بها فتحترق من شدة وهجها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع ابراهيم عليه السلام رأسه إلى السماء فقالت السماء والارض والجبال والملائكة ابراهيم يحرق فيك فقال أنا أعلم به وان دعاكم فاغيثوه وقال ابراهيم عليه السلام حين رفع رأسه إلى السماء اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الارض ليس في الارض واحد يعبدك غيرى حسبى الله ونعم الوكيل فناداها يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقال انى ذاهب إلى ربى سيهدين قال حين هاجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله رب هب لى من الصالحين قال ولد صالحا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فبشرناه بغلام حليم قال بولادة اسحق عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه فبشرناه بغلام حليم قال بشر باسحق قال ولم يثن الله بالحلم على أحد الا على ابراهيم واسحق عليهما السلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال هو اسمعيل عليه السلام قال وبشره الله بنبوة اسحق بعد ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق الزهري عن القاسم رضى الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال قال ابن عباس رضى الله
[ 280 ]
عنهما هو اسحق عليه السلام وكان ذلك بمنى وقال كعب رضى الله عنه هو اسحق عليه السلام وكان ذلك ببيت المقدس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال اسمعيل عليه السلام * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه فبشرناه بغلام حليم قال هو اسحق عليه السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير رضى الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال هو اسحق عليه السلام * قوله تعالى (فلما بلغ معه السعي) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بلغ معه السعي قال العمل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله فلما بلغ معه السعي قال أدرك معه العمل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه فلما بلغ معه السعي قال لما مشى فاسر في نفسه حزنا في قراءة عبد الله قال بابنى انى أرى في المنام انى أذبحك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فلما بلغ معه السعي قال لما شب حتى أدرك سعيه سعى ابراهيم في العمل فلما أسلما قال سلما ما أمرا به وتله للجبين قال وضع وجهه للارض فقال لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهى عسى أن ترحمني فلا تجهز على أربط يدى إلى رقبتي ثم ضع وجهى للارض ففعل فلما أدخل يده ليذبحه نودى أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فامسك يده ورفع رأسه فرأى الكبش ينحط إليه حتى وقع عليه فذبحه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أراد ابراهيم عليه السلام أن يذبح اسحق قال لابيه إذا ذبحتني فاعتزل لا أضطرب فينتضح عليك دمى فشده فلما أخذ الشفرة وأراد أن يذبحه نودى من خلفه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان جبريل ذهب بابراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع فساخ فلما أراد ابراهيم أن يذبح اسحق عليهما السلام قال لابيه يا أبت أوثقني لاضطرب فينتضح عليك دمى إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فاراد أن يذبحه نودى من خلفه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما وان من شيعته لابراهيم قال من شيعة نوح على منهاجه وسننه بلغ معه السعي شب حتى بلغ سعيه سعى ابراهيم في العمل فلما أسلما سلما ما أمرا به وتله وضع وجهه للارض فقال لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز على وان أجزع فانكص فامتنع منك ولكن أربط يدى إلى رقبتي ثم ضع وجهى إلى الارض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودى أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فامسك يده فذلك قوله وفديناه بذبح عظيم بكبش عظيم متقبل وزعم ابن عباس رضى الله عنهما أن الذبيح اسمعيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا الانبياء وحى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال رؤيا الانبياء وحى ثم تلا هذه الآية انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال رؤيا الانبياء عليهم السلام حتى إذا رأوا شيا فعلوه * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أمر ابراهيم عليه السلام بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه ابراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة لعقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ثم تله للجبين وعلى اسمعيل عليه السلام قميص أبيض فقال يا أبت ليس لى ثوب تكفني فيه غيره فاخلعه حتى تكفني فيه فعالجه ليخلعه فنودى من خلفه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت فإذا كبش أبيض أعين أقرن فذبحه * وأخرج ابن جرير والحاكم من طريق عطاء بن أبى رباح رضى الله عنه قال المفدى اسمعيل وزعمت اليهود انه اسحق وكذبت اليهود * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه من طريق الشعبى عن ابن عباس
[ 281 ]
رضى الله عنهما قال الذبيح اسمعيل عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق مجاهد ويوسف بن ماهك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الذبيح اسمعيل عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق يوسف بن مهران وأبى الطفيل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الذبيح اسمعيل عليه السلام وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير قالا الذى أراد ابراهيم عليه السلام ذبحه اسمعيل عليه السلام * وأخرج ابن جرير عن الشعبى ومجاهد والحسن ويوسف بن مهران ومحمد بن كعب القرظى مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله وفديناه بذبح عظيم قال اسمعيل ذبح عنه ابراهيم الكبش * وأخرج ابن جرير والآمدي في مغازبه والخلعى في فوائده والحاكم وابن مردويه بسنده ضعيف عن عبد الله بن سعيد الصنايجى قال حضرنا مجلس معاوية ابن أبى سفيان فتذاكر القوم اسمعيل واسحق أيهما الذبيح فقال معاوية سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه اعرابي فقال يا رسول الله خلفت الكلا يابسا والماء عابسا هلك العيال وضاع المال فعد على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه فقال القوم من الذبيحان يا أمير المؤمنين قال ان عبد المطلب لما حفر زمزم نذر لله ان سهل حفرها أن ينحر بعض ولده فلما فرغ أسهم بينهم وكانوا عشرة فخرج السهم على عبد الله فاراد ذبحه فمنعه أخواله من بنى مخزوم وقالوا أرض ربك وافد ابنك ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح واسمعيل الثاني * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال ان الذى أمر الله ابراهيم بذبحه من ابنيه اسمعيل وانا لنجد ذلك في كتاب الله وذلك ان الله يقول حين فرغ من قصة المذبوح وبشرناه باسحق وقال فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب بابن وابن ابن فلم يكن يامر بذبح اسحق وله فيه موعود بما وعده وما الذى أمر بذبحه الا اسمعيل * وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال سألت خوات بن جبير رضى الله عنه عن ذبيح الله قال اسمعيل عليه السلام لما بلغ سبع سنين رأى ابراهيم عليه السلام في النوم في منزله بالشام ان يذبحه فركب إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه فاخذ بيديه ومضى به لما أمر به وجاء الشيطان في صورة رجل يعرفه 7 فذبح طرفي حلقه فإذا هو نحر في نحاس فشحذ الشفرة مرتين أو ثلاثا بالحجر ولا تحز قال ابراهيم ان هذا الامر من الله فرفع رأسه فإذا هو بوعل واقف بين يديه فقال ابراهيم قم يا بنى قد نزل فداؤك فذبحه هناك بمنى * وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي من طريق عطاء بن يسار رضى الله عنه عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال الذبيح اسمعيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والحسن رضى الله عنهما قال الذبيح اسمعيل * وأخرج عبد ابن حميد من طريق الفرزدق الشاعر قال رأيت أبا هريرة رضى الله عنه يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول ان الذى أمر بذبحه اسمعيل * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن محمد بن كعب رضى الله عنه ان عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه أرسل إلى رجل كان يهوديا فاسلم وحسن اسلامه وكان من علمائهم فسأله أي ابني ابراهيم أمر بذبحه فقال اسمعيل والله يا أمير المؤمنين وان اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب * وأخرج البزار وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نبى الله داود يا رب أسمع الناس يقولون رب ابراهيم واسحق ويعقوب فاجعلني رابعا قال ان ابراهيم ألقى في النار فصبر من أجلى وأن اسحق جاد لى بنفسه وان يعقوب غاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال قال موسى عليه السلام يا رب يقولون يا رب ابراهيم واسحق ويعوب لاى شئ يقولون ذلك قال لان ابراهيم لم يعدل بى شيأ الا اختارني عليه وان اسحق جاد لى بنفسه فهو على ما سواه أجود وأما يعقوب فما ابتليت ببلاء لا ازداد بى حسن الظن * وأخرج الديلمى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان داود سال ربه مسالة فقال اجعلني مثل ابراهيم واسحق ويعقوب فأوحى الله إليه انى ابتليت ابراهيم بالنار فصبر وابتليت اسحق بالذبح فصبر وابتليت يعقوب فصبر * وأخرج الدارقطني في الافراد والديلمي عن ابن مسعود رضى الله عنه 7 بياض بالاصل (*)
[ 282 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذبيح اسحق * وأخرج ابن مردويه عن بهار وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسحق ذبيح * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن أبى الاحوص قال فاخر أسماء بن خارجة عند ابن مسعود فقال أنا ابن الاشياخ الكرام فقال ابن مسعود رضى الله عنه ذاك يوسف بن يعقوب بن اسحق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال يوسف بن يعقوب بن اسحق ذبيح الله * وأخرج ابن ابى حاتم والطبراني في الاوسط بسند ضعيف عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خيرنى بين أن يغفر لنصف أمتى أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لامتي ولولا الذى سبقني إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي ان الله لما فرج عن اسحق كرب الذبح قيل له يا أبا اسحق سل تعطه قال أما والله لا تعجلها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيأ قد أحسن فاغفر له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن كعب رضى الله عنه أنه قال لابي هريرة ألا أخبرك عن اسحق قال بلى قال أرى ابراهيم أن يذبح اسحق قال الشيطان والله لئن لم أفتن عند هذه آل ابراهيم لا أفتن أحدا منهم أبدا فتمثل الشيطان رجلا يعرفونه فاقبل حتى خرج ابراهيم باسحق ليذبحه دخل على سارة فقال أين أصبح ابراهيم غاديا باسحق قالت لبعض حاجته قال لا والله قالت فلم غدا قال ليذبحه قالت لم يكن ليذبح ابنه قال بلى والله قالت سارة فلم يذبحه قال زعم ان ربه أمره بذلك قالت قد أحسن أن يطيع ربه ان كان أمره بذلك فخرج الشيطان فادرك اسحق وهو يمشى على أثر أبيه قال أين أصبح أبوك غاديا قال لبعض حاجته قال لا والله بل غدا بك ليذبحك قال ما كان أبى ليذبحني قال بلى قال لم قال زعم ان الله أمره بذلك قال اسحق فو الله لئن أمره ليطيعنه فتركه الشيطان وأسرع إلى ابراهيم فقال أين أصبحت غاديا بابنك قال لبعض حاجتى قال لا والله ما غدوت به الا لتذبحه قال ولم أذبحه قال زعمت ان الله أمرك بذلك فقال والله لئن كان الله أمرنى لافعلن قال فتركه ويئس أن يطاع فلما أخذ ابراهيم اسحق ليذبحه وسلم اسحق عافاه الله وفداه بذبح عظيم فقال قم أي بنى فان الله قد عافاك فأوحى الله إلى اسحق انى قد اعطيتك دعوة استجيب لك فيها قال فانى أدعوك ان تستجيب لى أيما عبد لقيك من الاولين والآخرين لا يشرك بك شيأ فادخله الجنة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر عن على رضى الله عنه قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال الذبيح اسحق * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما رأى ابراهيم عليه السلام في المنام ذبح اسحق سار به من منزله إلى المنحر بمنى مسيرة شهر في غداة واحدة فلما صرف عنه الذبح وأمر بذبح الكبش ذبحه ثم راح به وراحا إلى منزله في عشية واحدة مسيرة شهر طويت له الاودية والجبال * وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال أرى ابراهيم عليه السلام في المنام ان يذبح اسحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مسروق رضى الله عنه قال الذبيح اسحق * وأخرج ابن عساكر عن نوح بن حبيب قال سمعت الشافعي يقول كلاما ما سمعت قط أحسن منه سمعته يقول قال خليل الله ابراهيم لولده في وقت ما قص عليه ما رأى ماذا ترى أي ماذا تشير به ليستخرج بهذه اللفظة منه ذكر التفويض والصبر والتسليم والانقياد لامر الله الا لمواراته لدفع أمر الله تعالى يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين قال الشافعي رضى لله عنه والتفويض هو الصبر والتسليم هو الصبر والانقياد هو ملاك الصبر فجمع له الذبيح جميع ما ابتغاه بهذه اللفظة اليسيرة * وأخرج الخطيب في تالى التلخيص عن فضيل بن عياض قال أضجعه ووضع الشفرة فاقلب جبريل الشفرة فقال يا أبت شدني فانى أخاف ان ينتضح عليك من دمى ثم قال يا أبت حلنى فانى أخاف أن تشهد على الملائكة انى جزعت من أمر الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال أتى ابراهيم في النوم فقيل له أوف
[ 283 ]
بندرك الذى نذرت ان الله رزقك غلاما من سارة ان تذبحه فقال يا اسحق انطلق نقرب قربانا إلى الله فاخذ سكينا وحبلا ثم انطلق به حتى إذا ذهب به بين الجبال قال الغلام يا أبت أين قربانك قال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين قال له اسحق يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عنى ثيابك حتى لا ينضح عليها من دمى شئ فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقى ليكون أهون للموت على فإذا أتيت سارة فاقرأ عليها السلام منى فاقبل عليه ابراهيم بقلبه وهو يبكى واسحق يبكى ثم انه جر السكين على حلقه فلم تنحر وضرب الله على حلق اسحق صفيحة من نحاس فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز من قفاه وذلك قول الله فلما أسلما يقول سلما الله لامر وتله للجبين فنودى يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا باسحق فالتفت فإذا هو بكبش فاخذه وحل عن ابنه واكب عليه يقبله وجعل يقول اليوم يا بنى وهبت لى * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال ان الله لما أمر ابراهيم بذبح ابنه قال له يا بنى خذ الشفرة فقال الشيطان هذا أوان أصيب حاجتى من آل ابراهيم فلقى ابراهيم متشبها بصديق له فقال له يا ابراهيم أين تعمد قال لحاجة قال والله ما تذهب الا لتذبح ابنك من أجل رؤيا رأيتها والرؤيا تخطئ وتصيب وليس في رؤيا رأيتها ما تذهب اسحق فلما رأى أنه لم يستفد من ابراهيم شيا لقى اسحق فقال أين تعمد يا اسحق قال لحاجة ابراهيم قال ابراهيم انما يذهب بك ليذبحك فقال اسحق وما شأنه يذبحني وهل رأيت أحدا يذبح ابنه قال يذبحك لله قال فان يذبحني لله أصبر والله لذلك أهل فلما رأى أنه لم يستفد من اسحق شيا جاء إلى سارة فقال اين يذهب اسحق قالت ذهب مع ابراهيم لحاجته فقال انما ذهب به ليذبحه فقالت وهل رأيت أحدا بذبح ابنه قال يذبحه لله قالت فان ذبحه لله فان ابراهيم واسحق لله والله ذلك أهل فلما رأى انه لم يستفد منهما شيأ أتى الجمرة فانتفخ حتى سد الوادي ومع ابراهيم الملك فقال الملك أرم يا ابراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل حصاة فافرج له عن الطريق تم انطلق حتى أتى الجمرة الثانية فانتفخ حتى سد الوادي فقال له الملك ارم يا ابراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فافرج له عن الطريق ثم انطلق حتى أتى الجمرة الثالث فانتفخ حتى سد الوادي عليه فقال له الملك ارم يا ابراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل حصاة فافرج له عن الطريق حتى أتى المنحر * وأخرج البيهقى في شعب الايمان من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انما سميت تروية وعرفة لان ابراهيم عليه السلام أتاه الوحى في منامه ان يذبح ابنه فرأى في نفسه أمن الله هذا أم من الشيطان فاصبح صائما فلما كان ليلة عرفة أتاه الوحى فعرف انه الحق من ربه فسميت عرفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلما اسلما قال أسلم هذا نفسه لله وأسلم هذا ابنه لله وتله أي كبه لفيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله فلما أسلما قال انفقا على أمر واحد وتله للجبين قال أكبه للجبين * وأخرج ابن جرير وابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتله للجبين قال أكبه على وجهه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وتله للجبين قال صرعه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال لما أراد ابراهيم ان يذبح ابنه قال يا أبتاه خذ بنا صيتى واجلس بين كتفي حتى لا أوذيك إذا مسنى حر السكين ففعل فانقلبت السكين قال مالك يا أبتاه قال انقلبت السكين قال فاطعن بها طعنا قال فتثنت قال مالك يا أبتاه قال تثنت فعرف الصدق ففداه الله بذبح عظيم وهو اسحق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وتله للجبين قال ساجدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح رضى الله عنه قال لما ان وضع السكين على حلقه انقلبت صارت نحاسا * وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر قال لما أراد ابراهيم ان يذبح ابنه اسحق ترك أمه سارة في مسجد الخيف وذهب باسحق معه فلما بلغ حيث أراد ان يذبحه قال ابراهيم لمن كان معه استأخروا منى وأخذ بيد ابنه اسحق فعزله فقال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال له اسحق يا أبت ربى أمرك قال ابراهيم نعم يا اسحق قال اسحق افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين فلما أسلما لامر الله وتله قال اسحق لابيه يا أبت أوثقني لاطيش بك نودى يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وهبط عليه الكبش من ثبير وقد قيل انه ارتعى في الجنة أربعين سنة فلما كشف عن اسحق دعا ربه ورغب إليه وحمده وأوحى إليه ان ادع فان دعاءك
[ 284 ]
مستجاب فقال اللهم من خرج من الدنيا لا يشرك بك شيأ فادخله الجنة قال ابن خاضر ان ابراهيم كان قال لربه يا رب أي ولدى اذبح فأوحى الرب إليه أحبهما اليك * واخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ان داود قال يا رب ان الناس يقولون رب ابراهيم واسحق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا فأوحى الله إليه ان تلك بلية لم تصل اليك بعد ان ابراهيم لم يعدل بى شيا الا اختارني ووفى بجميع ما أمرته وان اسحق جاد لى بنفسه وان يعقوب أخذت خاصته غيبته عنه طول الدهر فلم ييأس من روحي * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال خرج ابراهيم عليه السلام بابنه اسمعيل واسحق عليهما السلام فتمثل له الشيطان في صورة رجل فقال له أين تذهب فقال ابراهيم عليه السلام مالك ولذلك اذهب في حاجتى قال فانك تزعم انك تذهب بابنك فتذبحه قال والله ان كان الله أمرنى بذلك انى لحقيق ان أطيع ربى ثم ذهب لى ابنه وهو وراءه يمشى فقال له أين تذهب قال اذهب مع أبى فقال ان أباك يزعم ان الله أمره بذبحك فقال له مثل ما قال ابراهيم ثم انطلق ابراهيم عليه السلام حتى إذا كانوا على جبل قال لابنه يا بنى انى أرى في المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ويا أبت أوثقني رباطا لا ينتضح عليك من دمى فقام إليه ابراهيم بالشفرة فبرك عليه فجعل ما بين لبته إلى منحره نحاسا لا تحيك فيه الشفرة ثم ان ابراهيم التفت وراء فإذا هو بالكبش فقال له أي بنى قم فان الله فداك فذبح ابراهيم الكبش وترك ابنه ثم ان ابراهيم عليه السلام قال يا بنى ان الله قد أعطاك بصبرك اليوم فسل ما شئت تعطى قال فانى أسأل الله ان لا يلقاه له عبد مؤمن به يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الا غفر له وأدخله الجنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن على رضى الله عنه في قوله وفديناه بذبح عظيم قال كبش أبيض أعين أقرن قد ربط بسمرة في أصل ثبير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفديناه بذبح عظيم قال كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفا * وأخرج البخاري في تاريخه عن على بن أبى طالب قال هبط الكبش الذى فدى ابن ابراهيم من هذه الخيبة على يسار الجمرة الوسطى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الصخرة التى بمنى باصل ثبير هي التى ذبح عليها ابراهيم عليه السلام فدى ابنه اسحق هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء هو الكبش الذى قربه ابن آدم فتقبل منه وكان مخزونا في الجنة حتى فدى به اسحق عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبيهقي في سننه عن امرأة من بنى سليم قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة فسألت عثمان لما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم قال قال انى كنت رأيت قرنى الكبش حين دخلت الكعبة فنسيت ان آمرك ان تخمرهما فخمرهما فانه لا ينبغى ان يكون في البيت شئ يشغل المصلين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال فدى الله اسمعيل عليه السلام بكبشين املحين أقرنين أعينين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وفديناه بذبح عظيم قال بكبش متقبل * وأخرج البغوي عن عطاء بن السائب رضى الله عنه قال كنت قاعدا بالمنحر مع رجل من قريش فحدثني القرشى قال حدثنى أبى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الكبش الذى نزل على ابراهيم في هذا المكان * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفديناه بذبح عظيم قال خرج عليه كبش من الجنة وقد رعاها قبل ذلك أربعين خريفا فارسل ابراهيم عليه السلام ابنه واتبع الكبش فاخرجه إلى الجمرة الاولى فرماه بسبع حصيات فافلته عنده فجاء الجمرة الوسطى فاخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ثم أفلته عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فاخرجه عندها ثم أخذه فاتى به المنحر من منى فذبحه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال كان اسم كبش ابراهيم حرير * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال له رجل نذرت لانحرن نفسي فقال ابن عباس رضى الله عنهما لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ثم تلا وفديناه بذبح عظيم فأمره بكبش فذبحه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال من نذر ان يذبح نفسه فليذبح كبشا ثم تلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة * وأخرج الديلمى عن ابن عباس رضى الله عنهما رفعه لما فدى الله اسحق من الذبح أتاه
[ 285 ]
جبريل عليه السلام فقال يا اسحق انه لم يصبر أحد من الاولين والآخرين 7 يشهد أن لا اله الا الله فاغفر له سبقني أخى اسحق عليه السالم إلى الدعوة * قوله تعالى (وبشرناه باسحق) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين قال انما بشر به نبيا حين فداه الله من الذبح ولم تكن البشارة بالنبوة حين مولده * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وبشرناه باسحق قال بشرى نبوة بشر به مرتين حين ولد وحين نبى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال قلت لابن المسيب وفديناه بذبح عظيم هو اسحق قال معاذ الله ولكنه اسمعيل عليه السلام فثوب بصبره اسحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وبشرناه باسحق نبيا قال بشر به بعد ذلك نبيا بعدما كان هذا من أمره لما جاد لله بنفسه وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين أي مؤمن وكافر وفي قوله ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم أي من آل فرعون وآتيناهما الكتاب المستبين قال التوراة وهديناهما الصراط المستقيم قال الاسلام وتركنا عليهما في الآخرين قال أبقى الله عليهما الثناء الحسن في الآخرين * قوله تعالى (وان الياس لمن المرسلين) * أخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان الياس لمن المرسلين الآيات قال انما سمى بعلبك لعبادتهم البعل وكان موضعهم البدء فسمى بعلبك وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وان الياس قال ان الله تعالى بعث الياس إلى بعلبك وكانوا قوما يعبدون الاصنام وكانت ملوك بنى اسرائيل متفرقة على العامة كل ملك على ناحية ياكلها وكان الملك الذى كان الياس معه يقوم له أمره ويقتدى برأيه وهو على هدى من بين أصحابه حتى وقع إليهم قومن من عبدة الاصنام فقالوا له ما يدعوك الا إلى الضلالة والباطل وجعلوا يقولون له أعبد هذه الاوثان التى تعبد الملوك وهم على ما نحن عليه ياكون ويشربون وهم في ملكهم يتقلبون وما تنقص دنياهم من ربهم الذى تزعم انه باطل ومالنا عليهم من فضل فاسترجع الياس فقام شعر رأسه وجلده فخرج عليه الياس قال الحسن رضى الله عنه وان الذى زين لذلك الملك امرأته وكانت قبله تحت ملك جبار وكان من الكنعانيين في طول وجسم وحسن فمات زوجها فاتخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب وجعلت له حدقتين من ياقوتتين وتوجته بتاج مكلل والجوهر ثم أقعدته على سرير تدخل عليه فتدخنه وتطيبه وتسجد له ثم تخرج عنه فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذى كان الياس معه وكانت فاجرة قد قهرت زوجها ووضعت البعل في ذلك البيت وجعلت سبعين سادنا فعبدوا البعل فدعاهم الياس إلى الله فلم يردهم ذلك الا بعدا فقال الياس اللهم انى بنى اسرائيل قد أبوا الا الكفر بك وعبادة غيرك فغير ما بهم من نعمتك فأوحى الله إليه انى قد جعلت أرزاقهم بيدك فقال اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين فامسك الله عنهم القطر وأرسل إلى الملك فتاه اليسع فقال قل له ان الياس يقول لك انك اخترت عبادة البعل على عبادة الله واتبعت هوى امرأتك فاستعد للعذاب والبلاء فانطلق اليسع فبلغ رسالته للملك فعصمه الله تعالى من شر الملك وأمسك الله عنهم القطر حتى هلكت الماشية والدواب وجهد الناس جهدا شديدا وخرج الياس إلى ذروة جبل فكان الله ياتيه برزقه وفجر له عينا معينا لشرابه وطهوره حتى أصاب الناس الجهد فارسل الملك إلى السبعين فقال لهم سلوا البعل أن يفرج ما بنا فاخرجوا أصنامهم فقربوا لها الذبائح وعطفوا عليها وجعلوا يدعون حتى طال ذلك بهم فقال لهم الملك ان اله الياس كان أسرع اجابة من هؤلاء فبعثوا في طلب اليسا فاتى فقال أتحبون ان يفرج عنكم قالوا نعم قال فاخرجوا أوثانكم فدعا الياس عليه السلام ربه ان يفرج عنهم فارتفعت سحابة مثل الترس وهم ينظرون ثم أرسل الله عليهم المطر فاغاثهم فتابوا ورجعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن ابن مسعود قال الياس هو ادريس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال كان يقال ان الياس هو ادريس عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن كعب رضى الله عنه قال أربعة أنبياء اليوم أحياء اثنان في الدنيا الياس والخضر واثنان في السماء عيسى وادريس * وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب رضى الله عنه قال الخضر عليه السلام من وفد فارس 7 هكذا بالاصول ولعل فيه سقطا (*)
[ 286 ]
والياس عليه السلام من بنى اسرائيل يلتقيان كل عام بالموسم * وأخرج ابن عساكر عن وهب رضى الله عنه قال دعا الياس عليه السلام ربه ان يريحه من قومه فقيل له انظر يوم كذا وكذا فإذا هو بشئ قد أقبل على صورة فرس فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار فاركبها فجعل يتوقع ذلك اليوم فإذا هو بشئ قد أقبل على صورة فرس لونه كلون الناس حتى وقف بين يديه فوثب عليه فانطلق به فكان آخر العهد به فكساه الله الريش وكساه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار في الملائكة عليهم السلام * وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه قال الياس عليه السلام موكل بالفيافى والخضر عليه السلام بالجبال وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الاولى وانهما يجتمعان كل عالم بالموسم * وأخرج الحاكم عن كعب رضى الله عنه قال كان الياس عليه السلام صاحب جبال وبريه يخلو فيها يعبد ربه عزوجل وكان ضخم الرأس خميص البطن دقيق الساقين في صدره شامة حمراء وانما رفعه الله تعالى إلى أرض الشام لم يصعد به إلى السماء وهو الذى سماه الله ذا النون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر هو الياس * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل وضعفه عن أنس رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحوة المغفورة المثاب لها فاشرفت على الوادي فإذا طوله ثلثمائة ذراع وأكثر فقال من أنت قلت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين هو قلت هو ذا يسمع كلامك قال فاته وأقره منى السلام وقل له أخوك الياس يقرئك السلام فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان فقال له يا رسول الله انى انما آكل في كل سنة يوما وهذا يوم فطرى فكل أنت وأنا فنزلت عليها مائدة من السماء وخبز وحوت وكرفس فاكلا وأطعماني وصليا العصر ثم ودعني وودعه ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء قال الحكم هذا حديث صحيح الاسناد وقال الذهبي بل هو موضوع قبح الله من وضعه قال وما كنت أحسب ولا أجوز ان الجهل يبلغ بالحاكم إلى ان يصحح هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أتدعون بعلا قال صنما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه أتدعون بعلا قال ربا * وأخرج ابن أبى حاتم وابراهيم الحربى في غريب الحديث عن ابن عباس رضى الله عنهما انه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال من بعل هذه فدعاه فقال ممن أنت قال من أهل اليمن فقال هي لغة أتدعون بعلا أي ربا * وأخرج ابن الانباري عن مجاهد رضى الله عنه اسنام بناقة رجل من حمير فقال له أنت صاحبها قال أنا بعلها فقال ابن عباس أتدعون بعلا أتدعون ربا ممن أنت قال من حمير * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه قال مر رجل يقول من يعرف البقرة فقال رجل أنا بعلها فقال له ابن عباس رضى الله عنهما تزعم انك زوج البقرة قال الرجل أما سمعت قول الله أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين قال تدعون بعلا وأنا ربكم فقال له ابن عباس رضى الله عنهما صدقت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أتدعون بعلا قال ربا بلغة ازدشنوأة * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله أتدعون بعلا قال صنما لهم كانوا يعبدونه في بعلبك وهى وراء دمشق فكان بها البعل الذى يعبدونه * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله أتدعون بعلا قال ربا باليمانية يقول الرجل للرجل من بعل الثوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قيس بن سعد قال سال رجل ابن عباس رضى الله عنه عن قوله أتدعون بعلا فسكت عنه ابن عباس رضى الله عنهما ثم سأله فسكت عنه فسمع رجلا ينشد ضالة فسمع آخر بقول أنا بعلها فقال ابن عباس أين السائل اسمع ما يقول السائل أنا بعلها أنا ربها أتدعون بعلا أتدعون ربا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله سلام على الياسين قال هو الياس * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك أنه قرأ سلام على ادراسين وقال هو مثل الياس مثل عيسى والمسيح ومحمد وأحمد واسرائيل ويعقوب * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سلام على آل ياسين قال نحن آل محمد آل ياسين * قوله تعالى (وان لوطا) الايات * أخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه الا عجوزا في الغايرين يقول الا أمرأته تخلفت فمسخت حجرا وكانت تسمى هيشفع * وأخرج ابن جرير
[ 287 ]
وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله الا عجوزا في الغايرين قال الهالكين وانكم لتمرون عليهم قال في أسفاركم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل قال نعم صباحا ومساء من أخذ من المدينة إلى الشام أخذ على سدوم قرية قوم لوط وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل قال تمرون عليهم مصبحين قال على قرية قوم لوط أفلا تعقلون قال أفلا تتفكرون أن يصيبكم ما أصابهم * قوله تعالى (وان يونس) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس في قوله وان يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون قال قيل ليونس عليه السلام ان قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا فلما كان يومئذ خرج يونس عليه السلام ففقده قومه فخرجوا وخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شئ ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والناقة والبقرة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس عليه السلام مغاضبا فركب في البحر في سفينة مع أناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة ما يمنعنا أن نسير الا أن فيكم رجلا مشؤما قال فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا ما كنا لنفعل بك هذا ثم اقترعوا أيضا فخرجت القرعة عليه ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت قال طاوس بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة فبكى يونس عليه السلام حزنا عليها فأوحى الله إليه أتبكى على هلاك شجرة ولا تبكى على هلاك مائة ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه انى مرسل عليهم العذاب في يوم كذاو كذا فاخرج من بين أظهرهم فاعلم قومه الذى وعد الله من عذابه اياهم فقالوا ارمقوه فان هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة التى وعدوا العذاب في صبيحتها ادلج فرآه القوم فحذوا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فاقالهم وانتظر يونس عليه الخبر عن القرية وأهلها حتى مر مار فقال ما فعل أهل القرية قال فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الارض ثم فرقوا بين كل ذان ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخرج عنهم العذاب فقال يونس عليه السلام عند ذلك لا أرجع إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن الحارث قال لما خرج يونس عليه السلام مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجرى فقال أصحاب السفينة ما هذا الا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم لبعض تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فالقوه في الماء فافترعوا فوقعت القرعة عن يونس عليه السلام ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال هو أنا فخرج فطرح نفسه في الماء فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه فاخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بامر 7 بكذا وكذا وكذا حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الارض فذلك حين نادى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى يونس عليه السلام نفسه في البحر التقمه الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الارض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الارض فنادى في الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاقبلت الدعوة تحوم حول العرش فقالت الملائكة يا ربنا انا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة قال وتدرون ماذاكم قالوا لا يا ربنا قال ذاك عبدى يونس قالوا الذى كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال نعم قالوا يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء قال بلى فامر الحوت فلفظه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان لفظه حين لفظه في أصل يقطينة وهى الدباء فلقظه وهو كهيئة الصبى وكان يستظل بظلها وهيأ الله له أرواة من
[ 288 ]
الوحش فكانت تروح عليه بكرة وعشية فتفشخ رجليها فيشرب من لبنها حتى بنت لحمه * وأخرج ابن اسحق والبزار وابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله حبس يونس عليه السلام في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحما ولا تكسر له عظما فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت ان هذا تسبيح دواب الارض فسبح وهو في بطن الحوت فسمع الملائكة عليهم السلام تسبيحه فقالوا ربنا انا نسمع صوتا ضعيفا بارض غربة قال ذاك عبدى يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر قالوا العبد الصالح الذى كان يصعد اليك منه في كل يوم عمل صالح قال نعم فشفعوا له عند ذلك فأمره فقذفه في الساحل كما قال الله وهو سقيم * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان يونس عليه السلام كان وعد قومه العذاب وأخبرهم انه ياتيهم إلى ثلاثة أيام فتفرقوا بين كل والدة وولدها ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه فكف الله عنهم العذاب وغدا يونس عليه السلام ينتظر العذاب فلم ير شيأ وكان من كذب ولم يكن له بينة قتل فانطلق مغاضبا حتى أتى قوما في سفينة فحملوه وعرفوه فلما دخل السفينة ركدت والسفن تسير يمينا وشمالا فقال ما بال سفينتك قالوا ما ندرى قال ولكني أدرى ان فيها عبدا أبق من ربه وانها والله لا تسير حتى تلقوه قالوا ما أنت والله يا نبى الله فلا نلقيك فقال لهم يوسن عليه السلام اقترعوا فمن قرع فليقع فاقترعوا فقرعهم يونس عليه السلام ثلاث مرار فوقع وقد وكل به الحوت فلما وقع ابتلعه فاهوى به إلى قرار الارض فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين قال ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة لليل قال فنبذ بالعراء هو سقيم قال كهيئته الفرخ الممعوط الذى ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين فكان يستظل بها ويصيب منها فيبست فبكى عليها حين يبست فأوحى الله إليه أتبكى على شجرة ان يبست ولا تبكى على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنما فقال ممن أنت يا غلام قال من قوم يونس قال فإذا رجعت إليهم فاقرئهم السلام وأخبرهم انك لقيت يونس فقال له الغلام ان تكن يونس فقد تعلم انه من كذب ولم يكن له بينة قتل فمن يشهد لى قال تشهد لك هذه الشجرة وهذه البقعة فقال الغلام ليونس مرهما فقال لهما يونس عليه السلام إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له قالتا نعم فرجع الغلام إلى قومه وكان له اخوة فكان في منعة فاتى الملك فقال انى لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام فامر به الملك أن يقتل فقال ان له بينة فارسل معه فانتهوا إلى الشجرة والبقعة فقال لهما الغلام نشدتكما بالله هل أشهدكما يونس قالتا نعم فرجع القوم مذعورين يقولون تشهد لك الشجرة والارض فاتوا الملك فحدوثه بما رأوا فتناول الملك يد الغلام فاجلسه في مجلسه وقال أنت أحق بهذا المكان منى وأقام لهم أمرهم ذلك الغلام أربعين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه رضى الله عنه قال ان يونس بن متى كان عبدا صالحا وكان في خلقه ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة ولها أثقال لا يحملها الا قليل تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل فقذفها من يده وخرج هازبا منها يقول الله لنبيه فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تكن كصاحب الحوت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فساهم فكان من المدحضين قال من المسهومين قال اقترع فكان من المدحضين قال من المسهومين * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضى الله عنه فساهم فكان من المدحضين قال احتبست السفينة فعلم القوم انها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا فقرع يونس عليه اللام فرمى بنفسه فالتقمه الحوت وهو مليم أي مسئ فيما صنع فلولا انه كان من المسبحين قال كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة ان العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع وجد متكأ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون يقول لصارت له قبرا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن وهب بن منبه رضى الله عنه انه جلس هو وطاوس ونحوهم من أهل ذلك الزمان فذكروا أي أمر الله أسرع فقال بعضهم قول الله تعالى كلمح البصر وقال بعضهم السرير حين اتى به سليمان فقال ابن منبه أسرع أمر الله ان يونس على
[ 289 ]
حافة السفينة إذا أوحى الله تعالى إلى نون في نيل مصر فما خر من حافتها الا في جوفه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال التقمه حوت يقال له نجم فجرى به في بحر الروم ثم النيل ثم فارس ثم في دجلة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهو مليم مسئ * وأخرج ابن الانباري والطستي عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وهو مليم قال المليم المسئ والمذنب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبى الصلت وهو يقول يرئ من الآفات ليس لها باه * - ل ولكن المسئ هو المليم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وهو مليم قال مذنب * وأخرج أحمد في الزهد عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال لولا انه حلاله عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال وفي الحكمة ان العمل الصالح يرفع صاحبه * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال من المصلين قبل أن يدخل بطن الحوت * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال ما كان الاصلاة أحدثها في بطن الحوت فذكر ذلك لقتادة رضى الله عنه فقال لا انما كان يعمل في الرخاء * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فلولا انه كان من المسبحين قال من المصلين * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه فلولا انه كان من المسبحين قال العابدين الله قبل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن أبى الحسن رضى الله عنه فلولا انه كان من المسبحين قال لو لا انه كان له سلف من عبادة وتسبيح تداركه الله به حين أصابه ما أصابه نعمه في بطن الحوت أربعين من بين يوم وليلة ثم أخرجه وتاب عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه فلولا انه كان من المسبحين قال نعلم والله ان التضرع في الرخاء استعداد لنزول البلاء ويجد صاحبه متكأ إذا نزل به وان سالف السيئة تلحق صاحبها وان قدمت * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك رضى الله عنه قال اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة فان يونس عليه السلام كان عبدا صالحا ذاكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وان فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال كان يكثر الصلاة في الرخاء فلما حصل في بطن الحوت ظن انه الموت فحرك رجليه فإذا هي تتحرك فسجد وقال يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يسجد فيه أحد * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن الشعبى قال التقمه الحوت ضحى ولفظه عشية ما بات في بطنه * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مكث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما * وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن جريج قال بقى يونس في بطن الحوت أربعين يوما * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى مالك رضى الله عنه قال لبث يونس عليه اللسام في بطن الحوت أربعين يوما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لبث يونس في بطن الحوت سبعة أيام فطاف به البحار كلها ثم نبذه على شاطئ دجلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال التقمه حوت يقال له نجم وانه لبث ثلاثا في جوفه وفي قوله فلولا انه كان من المسبحين قال كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا للبث في بطنه قال لصار له بطن الحوت قبرا إلى يوم يبعثون قال إلى يوم القيامة وفي قوله فنبذناه بالعراء قال شط دجلة ونينوى على شط دجلة مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما فنبذناه بالعراء قال ألقيناه بالساحل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن شهر بن حوشب رضى الله عنه قال انطلق يونس عليه السلام مغضبا فركب مع قوم في سفينة فوقفت السفينة لم تسر فساهمهم فتدلى في البحر
[ 290 ]
فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودى الحوت انا لم نجعل يونس لك رزقا انما جعلناك له حرزا ومسجدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت الهى من البيوت أخرجتني ومن رؤس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف منى عملا صالحا تروح به عنى قالت الملائكة عليهم السلام ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب ذاك عبدى يونس قال الله فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله بالعراء وهو سقيم وأنبت عليه شجرة من يقطين قال واليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله ثم ان الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن حميد بن هلال قال كان يونس عليه السلام يدعو قومه فيابون عليه فإذا خلا دعا الله لهم بالخير وقد بعثوا عليه عينا فلما أعيوه دعا الله عليهم فأتاهم عينهم فقال ما كنتم صانعين فاصنعوا فقد أتاكم العذاب فقد دعا عليكم فانطلق ولا يشك أنه سيأتيهم العذاب فخرجوا قد ولهوا البهائم عن أولادها فخرجوا ثائبين فرحمهم الله تعالى وجاء يونس عليه السلام ينظر باى شئ أهلكها فإذا الارض مسودة منهم بدون عذاب وذاك حين ذهب مغاضبا فركب مع قوم في سفينة فجعلت السفينة لا تنفذ ولا ترجع فقال بعضهم لبعض ماذا الا لذنب بعضكم فاقترعوا أيكم لمقيه في الماء ونخلى وجهنا فاقترعوا فبقى سهم يونس عليه السلام في الشمال فقالوا لا نفتدي من أصحابنا بنبى الله فقال يونس عليه السلام ما يراد غيرى فاقذفوني ولا تنكسوني ولكن صبوني على رجلى صبا ففعلوا وجاء الحوت شاحبا فاه فالتقمه فاتبعه حوت أكبر من ذلك ليلتقمهما فسبقه فكان يونس في بطن الحوت حتى رق العظم وذهب اللحم والبشر والشعر وكان سقيما فدعا بما دعا به فنبذ بالعراء وهو سقيم فانبت الله عليه شجرة من يقطين فكان فيها غداه حتى اشتد العظم ونبت اللحم والشعر والبشر فعاد كما كان فبعث الله عليها ريحا فيبست فبكى عليها فأوحى الله إليه يا يونس أتبكى على شجرة جعل الله لك فيها غذاء ولا تبكى على قومك أن يهلكوا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما بعث الله يونس عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى الله وعبادته وأن يتركوا ما هم في أتاهم فدعاهم فابوا عليه فرجع إلى ربه فقال رب ان قومي قد أبوا على وكذبوني قال فارجع إليهم فان هم آمنوا وصدقوا والا فاخبرهم ان العذاب مصبحهم غدوة فأتاهم فدعاهم فابوا عليه قال فان العذاب مصبحكم غدوة ثم تولى عنهم فقال القوم بعضهم لبعض والله ما جربنا عليه من كذب منذ كان فينا فانظروا صاحبكم فان بات فيكم لليلة ولم يخرج من قريتكم ولم يبت فيها فاعلموا أن العذاب مصبحكم حتى إذا كان في جوف الليل أخذ مخلاة فجعل فيها طعيما له ثم خرج فلما رأوه فرقوا بين كل والدة وولدها من بهيمة أو انسان ثم عجوا إلى الله مؤمنين ومصدقين بيونس عليه السلام وبما جاء به فلما رأى الله ذلك منهم بعد ما كان قد غشيهم العاذب كما يغشى القبر بالثوب كشفه عنهم ومكث ينظر ما أصابهم من العذاب فلما أصبح رأى القوم يخرجون لهم يصبهم شئ من العذاب قال لا والله لا آتيهم وقد جربوا على كذبه فخرج فذهب مغاضبا لربه فوجد قوما يركبون في سفينة فركب معهم فلما نجحت بهم السفينة تكفت ووقفت فقال القوم ان فيكم لرجلا عظيم الذنب فاستهموا لا تغرقوا جميعا فاستهم القوم فسهمهم يونس عليه السلام قال القوم لا نلقى فيه نبى الله اختلطت سهامكم فاعيدوها فاسهموا فسهمهم يونس فلما رأى يونس عليه السلام ذلك قال للقوم فالقوني لا تغرقوا جميعا فالقوه فوكل الله تعالى به حوتا فالتقمه لا يكسر له عظما ولا ياكل له لحما فهبط به الحوت إلى أسفل البحر فلما جنه الليل نادى من ظلمات ثلاث ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأوحى الله إلى الحوت أن ألقيه في البر فارتفع الحوت فالقاه في البر لا شعر له ولا جلد ولا ظفر فلما طلعت عليه الشمس أذاه حرها فدعا الله فانبتت عليه شجرة من يقطين وهى الدباء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما ألقى يونس عليه السلام في بطن الحوت طاف في البحور كلها سبعة أيام ثم انتهى به إلى شط دجلة فقذفه على شط دجلة فانبت الله عليه شجرة من يقطين قال من نبات البرية
[ 291 ]
فارسله إلى مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون بسبعين ألفا وقد كان أظلهم العذاب ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم ثم عجوا إلى الله فصرف عنهم العذاب ومطرت السماء دما * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن وهب قال أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه قالله فلولا أنه كان من المسبحين قال من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام نومة فانبت الله عليه شجرة من يقطين وهى الدباء فاظلته فبلغت في يومها فرآها قد أظلته ورأى خضرتها فاعجبته ثم نام نومة فاستيقظ فإذا هي قد يبست فجعل يحزن عليها فقيل أنت الذى لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها وأنا الذى خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك * وأخرج ابن جرير من طريق ابن قسيط انه سمع أبا هريرة رضى الله عنه يقول طرح بالعراء فانبت الله عليه يقطينة فقلنا يا أبا هريرة ما اليقطينة قال شجرة الدباء هيا الله تعالى له أروية وحشية تأكل من خشاس الارض فتفشخ عليه فتروبه من لبنها على عشية وبكرة حتى نبت وقال ابن أبى الصلت قبل الاسلام في ذلك بيتا من شعر فانبت يقطينا عليه برحمة * من الله لولا الله ألقى ضاحيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأنبتنا علية شجرة من يقطين قال القرع * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله شجرة من يقطين قال القرع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال كنا نحدث انها الدباء هذا القرع الذى رأيتم أنبتها الله عليه ياكل منها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شجرة من يقطين قال القرع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله شجرة من يقطين قالا هي الدباء * وأخرج الديلمى عن الحسن بن على رفعه كلوا اليقطين فلو علم الله عزوجل شجرة أخف منها لانبتها على يونس عليه السلام وإذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء فانه يزيد في الدماغ وفي العقل * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه قال أنبت الله شجرة من يقطين وكان لا يتناول منها ورقة فيأخذها الا أروته لبنا أو قال يشرب منها ما شاء حتى نبت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال غير ذات أصل من الدباء أو غيره من شجرة فليس لها ساق * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال كل شئ نبت ثم يموت من عامه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما بال البطيخ من القرع هو كل شئ يذهب على وجه الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كل شجرة لا ساق لها فهى من اليقطين والذى يكون على وجه الارض من البطيخ والقثاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه سئل عن اليقطين أهو القرع قال لا ولكنها شجرة سماها الله اليقطين أظلته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأرسلنا قبل ان يلتقمه الحوت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن وقتادة في قوله وأرسلناه قالا بعثه الله تعالى قبل ان يصيبه ما أصابه أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انما كانت رسالة يونس عليه السلام بعدما نبذه الحوت ثم تلا فنبذناه بالعراء إلى قوله وأرسلناه إلى مائة ألف * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون عشرين ألفا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو يزيدون قال يزيدون ثلاثين ألفا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو يزيدون قال يزيدون بضعة وثلاثين ألفا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إلى مائة ألف أو يزيدون قال كانوا مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير في قوله مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون بسبعين ألفا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن نوف
[ 292 ]
في قوله مائة ألف أو يزيدون قال كانت زيادنهم سبعين ألفا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فآمنوا فمتعناهم إلى حين قال الموت * قوله تعالى (فاستفتهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاستفتهم قال فسلهم يعنى مشركي قريش ألربك البنات ولهم البنون قال لانهم قالوا لله البنات ولهم البنون وقالوا ان الملائكة اناث فقال أم خلقنا الملائكة اناثا وهم شاهدون كذلك الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون اصطفى البنات على البنين فكيف يجعل لكم البنين ولنفسه البنات مالكم كيف تحكمون ان هذا لحكم جائر أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين أي عذر مبين فائتوا بكتابكم أي بعذركم ان كنتم صادقين وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى انه هو وابليس اخوان * وأخرج آدم بن أبى اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال قال كفار قريش الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق فمن أمهاتهم فقالوا بنات سروات الجن فقال الله ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون يقول انها ستحضر الحساب قال والجنة الملائكة * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش سليم وخزاعة وجهينة وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال قالوا صاهر إلى كرام الجن الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه وجعلوا بينه وبين الجنة نسيا قال قالوا الملائكة بنات الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية رضى الله عنه في قوله وجعلوا بينه وبين الجنة نسيا قال قالوا صاهر إلى كرام الجن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه قال الجنة الملائكة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه قال انهم سموا الجن كأنهم كانوا على الجنات والملائكة كلهم أجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون قال في النار سبحان الله عما يصفون قال عما يكذبون الا عباد الله المخلصين قال هذه ثنيا الله من الجن والانس * قوله تعالى (فانكم وما تعبدون) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما فانكم يا معشر المشركين وما تعبدون يعنى الآلهة ما أنتم عليه بفاتنين بمضلين الا من هو صال الجحيم يقول الا من سبق في علمي انه سيصلى الجحيم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم واللالكائى في السنة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما أنتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم يقول لا تضلون أنتم ولا أضل منكم الا من قضيت عليه انه صال الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ما أنتم عليه بفاتنين قال بمضلين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه ما أنتم عليه بفاتنين قال بمضلين الا من هو صال الجحيم الا من قدر له ان يصلى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم التيمى وعمر بن عبد العزيز والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال لا يفتنون الا من يصلى الجحيم ولا يفتنون المؤمن ولا يسلطون عليه * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الاسماء والصفات عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال لو أراد الله لا يعصى ما خلق ابليس ثم قرأ ما أنتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال يا بنى ابليس انكم لن تقدروا ان تفتنوا أحدا من عبادي الا من سيصلى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال لا يفتنون الا من هو صال الجحيم * قوله تعالى (وما منا الا له مقام) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما منا الا له مقام معلوم قال الملائكة وانا لنحن الصافون قال الملائكة وانا لنحن المسبحون قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال ذاك قول جبريل عليه السلام * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وما منا الا له مقام معلوم مقال الملائكة ما في السماء موضع الا عليه ملك اما ساجد أو قائم حتى تقوم الساعة * وأخرج محمد بن نصر المروزى في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماء موضع قدم الا عليه ملك
[ 293 ]
ساجد أو قائم وذلك قول الملائكة عليهم السلام وما منا الا له معقام معلوم وانا لنحن الصافون * وأخرج محمد بن نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه اطت السماء وحق لها ان تئط ليس منها موضع قدم الا عليه ملك راكع أو ساجد ثم قرأ وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان من السموات لسماء ما فيها موضع شبر الا عليه جهبة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا ثم قرأ وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون قال اطت السماء وما تلام ان تئط ان في السماء لسماء ما فيها موضع شبر الا عليه جبهة مالك أو قدماه * وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجه وابن مردويه عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون ان السماء اطت وحق لها ان تئط ما فيها موضع أربع أصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله * وأخرج ابن مردويه عن حكيم ابن خرام رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تسمعون ما أسمع قلنا يا رسول الله ما تسمع قال اسمع اطيط السماء وما تلام ان تئط ما فيها موضع قدم الا وفيه ملك راكع أو ساجد * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا حتى نزلت وما منا الا له مقام معلوم فتقدم الرجال وتاخر النساء * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن مالك رضى الله عنه قال كان الناس يصلون متبددين فانزل الله وانا لنحن الصافون فامرهم أن يصفوا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه قال حدثت انهم كانوا لا يصفون حتى نزلت وانا لنحن الصافون * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن الوليد بن عبد الله بن أبى مغيث رضى الله عنه قال كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت وانا لنحن الصافون * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضى الله عنه قال كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فأتاه جبريل عليه السلام فقال وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون فقام جبريل عليه السام بين يديه ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صف النساء من خلفه والنساء خلف الرجال فصلى بهم الظهر أربعا حتى إذا كان عند العصر قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها ثم جاءه حين غربت الشمس فصلى بهم ثلاثا يقرأ في الركعتين الاولتين يجهر فيهما ولم يسمع في الثالثة حتى إذا كان عند العشاء وغاب الشفق جاء جبريل عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين حتى إذا أصبح ليلته أتاه فصلى ركعتين يجهر فيهما ويطول القراءة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال استووا تقدم يا فلان تأخر يا فلان أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدى الملائكة ثم يتلو وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قال يقيمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف * وأخرج مسلم عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الارض مسجدا وجعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا فانى أراكم من ورائي قال أنس رضى الله عنه لقد ريت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه * وأخرج ابن أبى شيبة عن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الصفوف كما تقوم القداح فابصر يوما صدر رجل خارجا من الصف فقال لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف قيل يا رسول الله وما أولاد الحذف قال ضأن سود يكون بارض اليمن * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس رضى الله عنه قال قال
[ 294 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا صفوفكم فان من حسن الصلاة اقامة الصف * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم فاقيموا صفوفكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج فانى أراكم من وراء ظهرى * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سووا صفوفكم واحسنوا ركوعكم وسجودكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه قال استووا تستو قلوبكم وتراصوا ترحموا * وأخرج محمد بن نصر عن أبى صالح رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية ان ربكم يعلم انك تقوم أدنى من ثلثى الليل إلى قوله علم ان لن تحصوه قال جبريل عليه السلام أشق ذلك عليكم قال نعم قال وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وانا لنحن الصافون قال صفوف في السماء وانا لنحن المسبحون أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم من العبادة * قوله تعالى (وان كانوا ليقولون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لو ان عندنا ذكرا من الاولين الآيات قال لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الاولين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب فسوف يعلمون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وان كانوا ليقولون الآية قال قالت هذه الامة ذلك قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم قول أهل الشرك من أهل مكة فلما جاءهم ذكر الاولين وعلم الآخرين كفروا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان كانوا ليقولون الآية قال قالت هذه الامة ذلك قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به فسوف يعلمون وفي قوله ولقد سبقت كلمتنا الآية قال كانت الانبياء تقتل وهم منصورون والمؤمنون يقتلون وهم منصورون نصروا بالحجج في الدنيا والآخرة ولم يقتل نبى قط ولا قوم يدعون إلى الحق من المؤمنين فتذهب تلك الامة والقرن حتى يبعث الله قرنا ينتصر بهم منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فتول عنهم حتى حين قال إلى الموت وأبصرهم فسوف يبصرون قال ابصروا حين لم ينفعهم البصر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فتول عنهم حتى حين قال يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فتول عنهم حتى حين قال يوم بدر وفي قوله فإذا نزل بساحتهم قال بدارهم فساء صباح المنذرين قال بئسما يصبحون * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا يا محمد أرنا العذاب الذى تخوفنا به عجله لنا فنزلت أفبعذابنا يستعجلون * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحى فلما نظروا إليه قالوا محمد والخميس فقال الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فاصبنا حمرا خارجة من القرية فطبخناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله ينهاكم عن الحمر الاهلية فانها رجس من عمل الشيطان * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وتول عنهم حتى حين قال قيل له أعرض عنهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله وأبصر فسوف يبصرون قال يقول يوم القيامة ما صنعوا من أمر الله وكفرهم بالله ورسوله وكتابه قال أبصرو أبصرهم واحد * قوله تعالى (سبحان ربك) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله سبحان ربك رب العزة قال يسبح نفسه إذ كذب عليه وقيل عليه البهتان عما يصفون قال عما يكذبون وسلام على المرسلين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم على فسلموا على المرسلين فانما أنا رسول من المرسلين * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى العوام عن قتادة عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم على فسلموا على المرسلين فانما أنا رسول من المرسلين قال أبو العوام رضى الله عنه كان قتادة يذكر هذا الحديث
[ 295 ]
إذا تلا هذه الآية سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وأخرج ابن سعد وابن مردويه من طريق سعيد عن قتادة عن أنس عن أبى طلحة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم على المرسلين فسلموا على فانما أنا بشر من المرسلين * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنا نعرف انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن مردويه عن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان إذا أراد أن يسلم من صلاته قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج الدارقطني في الافراد عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج الخطيب عن أبى سعيد الخدرى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد ان يسلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال دبر كل صلاة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ثلاث مرات فقد اكتال بالمكيال الاوفى من الاجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الاوفى من الاجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج البغوي في تفسيره من وجه آخر متصل عن على موقوفا * وأخرج حميد بن زنجويه في ترغيبه من طريق الاصبغ بن نباتة عن على بن أبى طالب قال من سره أن يكتال بالمكيال الاوفى فليقر هذه الآية ثلاث مرات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * (سورة ص مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة ص بمكة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا ان ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول فلو بعثت إليه فنهيته فبعث إليه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبى طالب قدر مجلس فخشى أبو جهل ان جلس إلى أبى طالب ان يكون أرق عليه فوثب فجلس في ذلك المجلس فلم يحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب أي ابن أخى ما بال قومك يشكونك يزعمون انك تشتم آلهتهم وتقول وتقول قال وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عم انى اريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدى إليهم بها العجم الجزية ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا قالوا فما هي قال لا اله الا الله فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهو يقولون أجعل الآلهة الها واحد ان هذا الشئ عجاب فنزل فيهم ص والقرآن ذى الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق إلى قوله بل لما يذقوا عذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ان ناسا من قريش اجتمعوا فيهم أبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل الاسود بن المطلب بن عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش فقال بعضهم لبعض انطلقوا بنا إلى أبى طالب نكلمه فيه فلينصفنا منه فليكف عن شتم آلهتنا وندعه والهه الذى يعبد فاننا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون منا شئ فتعيرنا العرب يقولون تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه فبعثوا رجلا منهم يسمى المطلب فاستاذن لهم على أبى طالب فقال هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم يستاذنون عليك قال أدخلهم فلما دخلوا عليه قالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا فانصفنا من ابن أخيك فمره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه والهه فبعث إليه أبو طالب فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخى هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم قد سالوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك والهك فقال أي عم أولا ادعوهم إلى ما هو خير لهم منها قال والام تدعوهم قال أدعوهم إلى أن يتكلموا
[ 296 ]
بكلمة يدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم فقال أبو جهل من بين القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها قال تقول لا اله الا الله فنفروا وقالوا سلنا غير هذه قال لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدى ما سألتكم غيرها فغضبوا وقاموا من عنده غضابا وقالوا والله لنشتمنك والهك الذى يامرك بهذا وانطلق الملا منهم أن امشوا إلى قوله اختلاق * قوله تعالى (ص والقرآن ذى الذكر) الآيتين * أخرج عبد بن حميد عن أبى صالح قال سئل جابر بن عبد الله وابن عباس رضى الله عنهما عن ص فقالا ما ندرى ما هو * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله ص قال حادث القرآن * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله انه كان يقرأ ص والقرآن بخفض الدال وكان يجعلها من المصاداة يقول عارض القرآن قال عبد الوهاب أعرضه على عملك فانظر أين عملك من القرآن * وأخرج ابن مردويه عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ص يقول انى أنا الله الصادق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ص قال صدق الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ص محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ص والقرآن ذى الذكر قال نزلت في مجالسهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ص والقرآن ذى الذكر قال ذى الشرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن قتادة بل الذين كفروا في عزة قال ههنا وقع القسم في عزة وشقاق قال في حمية وفراق * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله بل الذين كفروا في عزة وشقاق قال معازين وشقاق قال عاصين وفي قوله فنادوا ولات حين مناص قال ما هذا بحين فرار * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن التميمي قال سألت ابن عباس رضى الله عنه عن قول الله فنادوا ولات حين مناص قال ليس بحين تزور ولا فرار * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنه أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله ولات حين قال ليس بحين فرار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى هو يقول تذكرت ليلى لات حين تذكر * وقد تبت عنها والمناص بعيد * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما فنادوا ولات حين مناص قال نادوا والنداء حين لا ينفعهم وأنشد تذكرت * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق أبى ظبيان عن ابن عباس ولات حين مناص قال لا حين فرار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على بن طلحة عن ابن عباس رضى الله عنهما ولات حين مناص قال لبس بحين مغاث * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ولات حين مناص ليس بحين جزع * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ولات حين مناص قال وليس حين نداء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى في قوله ولات حين مناص قال نادوا بالتوحيد والعقاب حين مضت الدنيا عنهم فاستناصوا التوبة حين زالت الدنيا عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فنادوا ولات حين مناص قال نادى القوم على غير حين نداء وأرادوا التوبة حين عاينوا عذاب الله فلم ينفعهم ولم يقبل منهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ولات حين مناص قال ليس حين انقلاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه ولات حين مناص قال إذا أراد السرياني أن يقول وليس يقول ولات * قوله تعالى (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وعجبوا أن جاءهم منذر منهم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم فقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشئ عجاب قال عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده وقالوا انه لا يسع حاجتنا جميعا اله واحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مجلز قال قال رجل يوم بدر ما هم الا النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هم الملا وتلا وانطلق الملا منهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وانطلق الملا منهم الآية قال نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبى طالب يكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وانطلق الملا منهم قال أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا قال هو عقبة بن أبى معيط وفي قوله ما سمعنا
[ 297 ]
بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية قالوا لو كان هذا القرآن حقا لاخبرتنا به النصارى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال ملة عيسى عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة أي في ديننا هذا ولا في زماننا هذا ان هذا الا اختلاق قال قالوا ان هذا الا شئ يخلقه وفي قوله أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب قال لا والله ما عندهم منها شئ ولكن الله يختص برحمته من يشاء أم لهم ملك السموات الارض وما بينهما فليرتقوا في الاسباب قال في السماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فليرتقوا في الاسباب قال في السماء * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال الاسباب أدق من الشعر وأحد من الحديد وهو بكل مكان غير انه لا يرى * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فليرتقوا في الاسباب قال طرق السماء أبوابها وفي قوله وجند ما هنالك قال قريش من الاحزاب قال القرون الماضية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب قال وعده الله وهو بمكة انه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر وفي قوله وفرعون ذوا الاوتاد قال كانت له أوتاد وارسان وملاعب يلعب له عليها وفي قوله ان كل الا كذب الرسل فحق عقاب قال هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب وما ينظر هؤلاء يعنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم الا صيحة واحدة يعنى الساعة مالها من فواق يعنى مالها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد وقالوا ربنا عجل لنا قطنا أي نصيبنا حظنا من العذاب قبل يوم القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مالها من فواق قال رجوع وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال عذابنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مالها من فواق قال من رجعة وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال سألوا الله أن يعجل لهم * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى عجل لنا قطنا قال القط الجزاء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول ولا الملك النعمان يوم لقيته * بنعمة يعطينى القطوط ويطلق * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله عجل لنا قطنا قال عقوبتنا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله عجل لنا قطنا قال كنابنا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه عجل لنا قطنا قال حظنا * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه في قوله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال هو النضر بن الحرث ابن علقمة بن كلدة أخو بنى عبد الدار وهو الذى قال سال سائل بعذاب واقع قال سال بعذاب هو واقع به فكان الذى سال ان قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم قال عطاء رضى الله عنه لقد نزلت فيه بضع عشرة آية من كتاب الله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الزبير بن عدى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عجل لنا قطنا قال نصيبنا من الجنة * قوله تعالى (وذكر عبدنا داود ذا الايد) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله داود ذا الايد قال القوة في العمل في طاعة الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله ذا الايد قال القوة العبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله واذكر عبدنا داود ذا الايد قال أعطى قوة في العبادة وفقها في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ذا الايد قال القوة في العبادة والبصر في الهدى * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه السلام وحدث عنه قال كان أعبد البشر * وأخرج الديلمى عن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لاحد أن يقول انى أعبد من داود * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضى الله عنه قال كان داود عليه
[ 298 ]
السلام يطيل الصلاة من الليل فيركع الركعة ثم يرفع رأسه فينظر إلى أديم السماء ثم يقول اليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها * وأخرج أحمد عن الحسن رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى أي رزق أطيب قال ثمرة يدك يا داود * وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها إلى السوق فيبيعها ثم ياكل بثمنها * وأخرج أحمد عن سعيد بن أبى هلال رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحى القيوم الذى لا تأخذك سنة ولا نوم * قوله تعالى (انه أواب) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاواب المسبح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال الاواب المسبح * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضى الله عنه قال الاواب المسبح بلغة الحبشية * وأخرج الديلمى عن مجاهد رضى الله عنه قال سألت ابن عمر رضى الله عنه عن الاواب فقال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه أواب قال منيب راجع عن الذنوب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال الاواب التائب الراجع * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه انه أواب قال كان مطيعا لربه كثير الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الاواب الموقن * قوله تعالى (انا سخرنا الجبال معه) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه انا سخرنا الجبال معه يسجن قال يسجن معه إذا سبح بالعشى والاشراق قال إذا أشرقت الشمس * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل بالعشى والاشراق قال إذا أشرقت الشمس وجبت الصلاة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول لم ينم ليلة التمام لكى يص * - بح حتى اضاءة الاشراق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني أن ابن عباس قال لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شئ حتى قرأت هذه الآية سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والاشراق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال كان ابن عباس رضى الله عنهما لا يصلى الضحى ويقول أين هي في القرآن حتى قال بعد هي قول الله يسبحن بالعشى والاشراق هي الاشراق فصلاها ابن عباس رضى الله عنهما بعد * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لقد أتى على زمان وما أدرى ما وجه هذه لآية يسجن بالعشى والاشراق قال رأيت الناس يصلون الضحى * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنت أمر بهذه الآية يسبحن بالعشى والاشراق فما أدرى ما هي حتى حدثتني أم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنها ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم فتح مكة صلاة الضحى ثمان ركعات فقال ابن عباس رضى الله عنهما قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة لقول الله تعالى يسبحن بالعشى والاشراق * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحارث قال دخلت على أم هانئ رضى الله عنها فحدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى فخرجت فلقيت ابن عباس رضى الله عنهما فقلت انطلق إلى أم هانئ فدخلنا عليها فقلت حدثنى ابن عمك عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الضحى فحدثته فقال تأول هذه الآية صلاة الاشراق وهى صلاة الضحى * وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن سعيد عن أم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد علاه الغبار فامر بقصعة فانى أنظر إلى أثر العجين فسكبت فيها بامر بثوب فيما بينى وبينه فاستتر فقام فاقاض عليه الماء ثم قام فصلى الضحى ثمان ركعات قال مجاهد فحدثت ابن عباس رضى الله عنهما بهذا الحديث فقال هي صلاة الاشراق * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحرث رضى الله عنه قال سالت عن صلاة الضحى في امارة عثمان بن عفان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون فلم أجد أحدا أثبت لى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أم هانئ قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها مرة واحدة ثمان ركعات يوم الفتح في ثوب واحد مخالفا بين طرفيه لم أره صلاها قبلها ولا بعدها فذكرت ذلك لابن عباس رضى الله عنهما فقال انى كنت لامر على هذه الآية يسبحن بالعشى والاشراق
[ 299 ]
فاقول أي صلاة صلاة الاشراق فهذه صلاة الاشراق * وأخرج ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس رضى الله عنهما كان لا يصلى الضحى حتى أدخلناه على أم هانئ فقلنا لها أخبرى ابن عباس رضى الله عنهما بما أخبرتنا به فقالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتى فصلى صلاة الضحى ثمان ركعات فخرج ابن عباس رضى الله عنهما وهو يقول لقد قرأت ما بين اللوحين فما عرفت صلاة الاشراق الا الساعة يسبحن بالعشى والاشراق * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضى الله عنهما قال طلبت صلاة الضحى في القرآن فوجدتها بالعشى والاشراق * وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه والطبراني في الاوسط عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على صلاة الضحى الا أواب هي صلاة الاوابين * وأخرج الاصبهاني في الترغيب عن أنس رضى الله عنه قال أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أنس صل صلاة الضحى فانها صلاة الاوابين * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والطبراني عن زيد بن أرقم رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباء وهم يصلون الضحى وفي لفظ وهم يصلون بعد طلوع لشمس فقال صلاة الاوابين إذا رمضت الفصال * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على سبحة الضحى الا أواب * وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ثنتى عشرة ركعة بنى الله له في الجنة قصرا من ذهب * وأخرج أبو نعيم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صل صلاة الضحى فانها صلاة الاوابين * وأخرج حميد بن زنجويه في فضائل الاعمال والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى من الضحى ركعتين حرمه الله على النار ان تلفحه أو تطعمه * وأخرج حميد بن زنجويه والطبراني والبيهقي عن عتيبة بن عبد الله السلمى وأبى امامة لباهلي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم ثبت فيه حتى يسبح تسبيحة الضحى كان له كاجر حاج أو معتمر قالم له حجته وعمرته * وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول الا خيرا غفر له خطاياه وان كانت أكثر من زبد البحر * وأخرج الطبراني عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين ومن صلى ستا كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتب من القانتين ومن صلى ثنتى عشرة بنى الله له بيتا في الجنة * وأخرج حميد بن زنجويه والبزار والبيهقي عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وان صليتها أربعا كنت من المحسنين وان صليتها ستا كتبت من القانتين وان صليتها ثمانيا كتبت من الفائزين وان صليتها عشرا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب وان صليتها ثنتى عشرة بنى الله لك بيتا في الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وأحمد وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حافظ على سيحة الضحى غفر له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر * قوله تعالى (والطير محشورة) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه والطير محشورة قال مسخرة له كل له أواب قال مطيع وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة أي السنة وفصل الخطاب قال البينة على الطالب واليمين على المطلوب * وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن مجاهد رضى الله عنه وشددنا ملكه قال كان أشد ملوك أهل الدنيا لله سلطانا وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب قال ما قال من شئ أنفذه وعدله في الحكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ادعى رجل من بنى اسرائيل عند داود عليه السلام 7 الرجل على ذلك فجحده فسأل الآخر البينة فلم تكن بينة فقال لهما داود عليه السلام قوما حتى أنظر في أمركما فقاما من عنده فاتى داود عليه السلام في منامه فقيل له أقتل الرجل الذى استعدى فقال ان هذه رؤيا ولست أعجل حتى أثبت فاتى الليلة الثانية في منامه فقيل له أقتل الرجل فلم يفعل ثم أتى الليلة الثالثة فقيل له أقتل الرجل أو تأتيك العقوبة من الله تعالى فارسل داود عليه السلام إلى الرجل فقال ان الله
[ 300 ]
أمرنى ان أقتلك فقال تقتلني بغير بينة ولا تثبت قال نعم والله لانفذن أمر الله فيك فقال له الرجل لا تعجل على حتى أخبرك انى والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذك أخذت فامر به داود عليه السلام فقتل فاشتدت هيبته في بنى اسرائيل وشدد به ملكه فهو قول الله تعالى وشددنا ملكه * وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدى رضى الله عنه في قوله وشددنا ملكه قال كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف وفي قوله وآتيناه الحكمة قال النبوة وفصل الخطاب قال علم القضاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وآتيناه الحكمة قال أعطى الفهم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وآتيناه الحكمة قال الصواب وفصل الخطاب قال الايمان والشهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وفصل الخطاب قال اصابة القضاء وفهمه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى عبد الرحمن رضى الله عنه وفصل الخطاب قال فصل القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه وفصل الخطاب قال الفهم في القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن شريح رضى الله عنه وفصل الخطاب قال الشهود والايمان * وأخرج البيهقى عن أبى عبد الرحمن السلمى رضى الله عنه ان داود عليه السلام أمر بالقضاء فقطع به فأوحى الله تعالى إليه ان استحلفهم باسمى وسلهم البينات قال فذلك فصل الخطاب * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن قتادة رضى الله عنه وفصل الخطاب قال البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه في قوله وفصل الخطاب قال هو قول الرجل أما بعد * وأخرج ابن أبى حاتم والديلمي عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال أول من قال أما بعد داود عليه السلام وهو فصل الخطاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبى رضى الله عن انه سمع زياد بن أبى سفيان رضى الله عنه يقول فصل الخطاب الذى أوتى داود عليه السلام أما بعد * قوله تعالى (وهل أتاك نبأ الخصم) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ان داود عليه السلام حدث نفسه ان ابتلى ان يعتصم فقيل له انك ستبتلى وستعلم اليوم الذى تبتلى فيه فخذ حذرك فقيل له هذا اليوم الذى تبتلى فيه فاخذ الزبور ودخل المحراب وأغلق باب المحراب وأدخل الزبور في حجره وأقعد منصفا على الباب وقال لا تأذن لاحد على اليوم فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كاحسن ما يكون للطير فيه من كل لون فجعل يدرج بين يديه فدنا منه فامكن ان ياخذه فتناوله بيهد ليأخذه فطار فوقع على كوة المحراب فدنا منه ليأخذه فطار فاشرف عليه لينظر اين وقع فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها أجمع بشعرها وكان زوجها غازيا في سبيل الله فكتب داود عليه السلام إلى رأس الغزاة انظر فاجعله في حملة التابوت اما ان يفتح عليهم واما أن يقتلوا فقدمه في حملة التابوت فقتل فلما انقضت عدتها خطبها داود عليه السلام فاشترطت عليه ان ولدت غلاما ان يكون الخليفة من بعده وأشهدت عليه خمسا من بنى اسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا فاشعر بنفسه انه كتب حتى ولدت سليمان عليه الصلاة والسلام وشب فتسور عليه الملكان المحراب فكان شأنهما ما قص الله تعالى في كتاب وخرداود عليه السلام ساجدا فغفر الله له وتاب عليه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما أصابه القدر الا من عجب عجب بنفسه وذلك انه قال يا رب ما من ساعة من ليل ونهار الا وعابد من بنى اسرائيل يعبدك يصلى لك أو يسبح أو يكبر وذكر أشياء فكره الله ذلك فقال يا داود ان ذلك لم يكن الا بى فلولا عوني ما قويت عليه وجلالى لاكلك إلى نفسك يوما قال يا رب فاخبرني به فاصابته الفتنة ذلك اليوم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن أبى حاتم بسند ضعيف عن أنس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان داود عليه السلام حين نظر إلى المرأة قطع على بنى اسرائيل وأوصى صاحب الجيش فقال إذا حضر العدو تضرب فلانا بين يدى التابوت وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدى التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم معه الجيش فقتل وتزوج المرأة ونزل المكان على داود عليه السلام فسجد فمكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه فاكلت الارض جبينه وهو
[ 301 ]
يقول في سجوده رب زل داود زلة أبعد مما بين المشرق والمغرب ربن ان لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنوبه جعلت ذنبه حديثا في المخلوق من بعده فجاء جبريل عليه السلام من بعد أربعين ليلة فقال يا داود ان الله قد غفر لك وقد عرفت ان الله عدل لا يميل فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال يا رب دمى الذى عند داود قال جبريل ما سالت ربك عن ذلك فان شئت لافعلن فقال نعم ففرح جبريل وسجد داود عليه السلام فمكث ما شاء الله ثم نزل فقال قد سألت الله يا داود عن الذى أرسلتني فيه فقال قل لداود ان الله يجمعكما يوم القيامة فيقول هب لى دمك الذى عند داود فيقول هو لك يا رب فيقول فان لك في الجنة ما شئت وما اشتهيت عوضا * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة وانما كانت خطيئته انه لما أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها فتاه الخصمان فتسورا في المحراب فلما أبصرهما قام اليهما فقال أخرجا عنى ما جاء بكما إلى فقال انما نكلمك بكلام يسير ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة وأنا لى نعجة واحدة وهو يريد ان ياخذها منى فقال داود عليه السلام والله أنا أحق أن ينشر منه من لدن هذه إلى هذه يعنى من أنفه إلى صدره فقال رجل هذا داود فعله فعرف داود عليه السلام انما عنى بذلك وعرف ذنبه فخر ساجدا لله عزوجل أربعين يوما وأربعين ليلة وكانت خطيئته مكتوبة في يده ينظر إليها لكى لا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه فنودى أجائع فتطعم أم عار فتكسى أم مظلوم فتنصر قال فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر ذنبه فعند ذلك غفر له فإذا كان يوم القيامة قال له ربه كن امامى فيقول أي رب ذنبي ذنبي فيقول الله كن خلفي فيقول له خذ بقدمى فيأخذ بقدمه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب قال ان داود عليه السلام قال يا رب قد أعطيت ابراهيم واسحق ويعقوب من الذكر مالو وددت انك أعطيتني مثله قال الله عزوجل انى ابتليتهم بما لم ابتلك به فان شئت ابتليتك بمثل ما ابتليتهم به وأعطيتك كما أعطيتهم قال نعم قال له فاعمل حتى أرى بلاءك فكان ما شاء الله ان يكون وطال ذلك عليه فكاد ان ينساه فبينما هو في محرابه إذ وقعت عليه حمامة فاراد ان ياخذها فطارت على كوة المحراب فذهب ليأخذها فطارت فاطلع من الكوة فرأى امرأة تغتسل فنزل من المحراب فذهب ليأخذها فارسل إليها فجاءته فسألها عن زوجها وعن شانها فاخبرته ان زوجها غائب فكتب إلى أمير تلك السرية ان يؤمره على السرايا ليهلك زوجها ففعل فكان يصاب أصحابه وينجو وربما نصروا وان الله عزوجل لما رأى الذى وقع فيه داود عليه السلام أراد ان ينفذ أمره فبينما داود عليه السلام ذات يوم في محرابه إذ تسور عليه الملكان من قبل وجهه فلما رآهما وهو يقرأ فزع وسكت وقال لقد استضعفت في ملكى حتى ان الناس يتسورون على محرابي فقالا له لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض ولم يكن لنا بد من أن ناتيك فاسمع منا فقال احدهما ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال اكفلنيها يريد أن يتم مائة ويتركنى ليس لى شئ وعزنى في الخطاب قال ان دعوت ودعا كان أكثر منى وان بطشت وبطش كان أشد منى فذلك قوله وعزنى في الخطاب قال له داود عليه السلام أنت كنت أحوج إلى نعجتك منه لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه إلى قوله وقليل ما هم ونسى نفسه صلى الله عليه وسلم فنظر الملكان أحدهما إلى الآخر حين قال فتبسم أحدهما إلى الآخر فرآه داود عليه السلام فظن انما فتن فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب أربعين ليلة حتى نبتت الخضرة من دموع عينيه ثم شدد الله ملكه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه ان داود عليه السلام جزأ الدهر أربعة أجزاء يوما لنسائه ويوما للعبادة ويوما للقضاء بين بنى اسرائيل ويوما لبنى اسرائيل ذكروا فقالوا هل ياتي على الانسان يوم لا يصيب فيه ذنبا فاضمر داود عليه السلام في نفسه انه سيطيق ذلك فلما كان في يوم عبادته غلق أبوابه وأمر أن لا يدخل عليه أحد وأكب على التوراة فبينما هو يقرؤها إذ حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن قد وقعت بين يديه فاهوى إليها لياخذها فطارت فوقعت غير بعيد من غير مرتبتها فما زال يتبعها حتى أشرف على امرأة تغتسل فاعجبه حسنها وخلقها فما رأت ظله في الارض جللت نفسها بشعرها فزاد ذلك أيضا بها اعجابا وكان قد بعث زوجها على بعض بعوثه فكتب إليه أن يسير إلى مكان كذا وكذا مكان إذا سار إليه قتل ولم يرجع ففعل فاصيب فخطبها داود عليه السلام فتزوجها فبينما هو في
[ 302 ]
المحراب إذ تسور الملكان عليه وكان الخصمان انما ياتونه من باب المحراب ففزع منهم حين تسوروا المحراب فقالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط أي لا تمل واهدنا إلى سواء الصراط أي أعدله وخيره ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة يعنى تسعا وتسعين امرأة لداود وللرجل نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى في الخطاب أي قهرني وظلمني قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب قال سجد أربعين ليلة حتى أوحى الله إليه انى قد غفرت لك قال رب كيف تغفر لى وأنت حكم عدل لا تظلم أحدا قال انى أقضيك له ثم استوهبه دمك ثم أثيبه من الجنة حتى يرضى قال الآن طابت نفسي وعلمت ان قد غفرت لى قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه في قوله وهل أتاك نبا الخصم فجلسا فقال لهما قضاء فقال أحدهما إلى الآخر أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى في الخطاب فعجب داود عليه السلام وقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فاغلظ له أحدهما وارتفع فعرف داود انما ذلك بذنبه فسجد فكان أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه الا إلى الصلاة الفريضة حتى يبست وقرحت جبهته وقرحت كفاه وركبتاه فاتاه ملك فقال يا داود انى رسول ربك اليك وانه يقول لك ارفع رأسك فقد غفرت لك فقال يا رب كيف وأنت حكم عدل كيف تغفر لى ظلامة الرجل فترك ما شاء الله ثم أتاه ملك آخر فقال يا داود انى رسول ربك اليك وانه يقول لك انك تأتيني يوم القيامة وابن صوريا تختصمان إلى فاقضى له عليك ثم أسالها اياه فيهبها لى ثم أعطيه من الجنة حتى يرضى * وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدى قال ان داود عليه السلام قد قسم الدهر ثلاثة أيام يوما يقضى فيه بين الناس ويوما يخلو فيه لعبادة ربه ويوما يخلو فيه بنسائه وكان له تسع وتسعون امرأة وكان فيما يقرأ من الكتب قال يا رب أرى الخير قد ذهب به آبائى الذين كانوا قبلى فاعطني مثل ما أعطيتهم وافعل بى مثل ما فعلت بهم فأوحى الله إليه ان آباءك قد ابتلوا ببلايا لم تبتل بها ابتلى ابراهيم بذبح ولده وابتلى اسحق بذهاب بصره وابتلى يعقوب بحزنه على يوسف وانك لم تبتل بشئ من ذلك قال رب ابتلنى بما ابتليتهم به واعطني مثل ما أعطيتهم فأوحى الله إليه انك مبتلى فاحترس فمكث بعد ذلك ما شاء الله تعالى أن يمكث إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلى فمد يده ليأخذ فتنحى فتبعه فتباعد حتى وقع في كوة فذهب لياخذ فطار من الكوة فنظر أين يقع فبعث في أثره فابصر امرأة تغتسل على سطح لها فرأى امرأة من أجمل الناس خلقا فحانت منها التفاتة فابصرتة فالتفت بشعرها فاستترت به فزاده ذلك فيها رغبة فسال عنها فاخبر أن لها زوجا غائبا بمسلحة كذا وكذا فبعث إلى صاحب المسلحة يامره أن يبعث إلى عدو كذا وكذا فبعثه ففتح له أيضا فكتب إلى داود عليه السلام بذلك فكتب إليه أن ابعثه إلى عدو كذا وكذا فبعثه فقتل في المرة الثالثة وتزوج امرأته فلما دخلت عليه لم يلبث الا يسيرا حتى بعث الله له ملكين في صورة انسيين فطلبا أن يدخلا عليه فتسورا عليه المحراب فما شعر وهو يصلى إذ هما بين يديه جالسين ففزع منهما فقالا لا تخف انما نحن خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط يقول لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط إلى عدل القضاء فقال قصا على قصتكما فقال أحدهما ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة قال الآخر وانا أريد أن آخذها فاكمل بها نعاجي مائة قال وهو كاره قال إذا لا ندعك وذاك قال يا أخى أنت على ذلك بقادر قال فان ذهبت تروم ذلك ضربنا منك هذا وهذا يعنى طرف الانف والجبهة قال يا داود أنت أحق أن يضرب منك هذا وهذا حيث لك تسع وتسعون امرأة ولم يكن لا وريا الا امرأة واحدة فلم تزل تعرضه للقتل حتى قتلته وتزوجت امرأته فنظر فلم ير شيأ فعرف ما قد وقع فيه وما قد ابتلى به فخر ساجدا فبكى فمكث يبكى أربعين يوما لا يرفع رأسه الا لحاجة ثم يقع ساجدا يبكى ثم يدعو حتى نبت العشب من دموع عينيه فأوحى الله إليه بعد أربعين يوما يا داود ارفع رأسك قد غفر لك قال يا رب كيف أعلم انك قد غفرت لى وأنت حكم عدل لا تحيف في القضاء إذا جاء يوم القيامة أخذ رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما في يقول يا رب سل هذا فيم قتلني فأوحى الله إليه إذا كان ذلك دعوت أوريا فاستوهبك منه فيهبك لى فاثيبه بذلك الجنة قال رب الآن علمت انك غفرت لى فما استطاع
[ 303 ]
ان يملا عينيه من السماء حياء من ربه حتى قبض صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه نحوه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله إذ تسوروا المحراب قال المسجد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبى الاحوص قال دخل الخصمان على داود عليه السلام وكل واحد منهما آخذ برأس صاحبه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ففزع منهم قال كان الخصوم يدخلون من الباب ففزع من تسورهما * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ولا تشطط أي لا تمل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ان هذا أخى قال على دينى * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما زاد داود عليه السلام على ان قال أكفلنيها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فقال أكفلنيها قال فما زاد داود عليه السلام على ان قال تحول لى عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما زاد داود عليه السلام على ان قال انزل لى عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله أكفلنيها قال أعطنيها طلقها لى أنكها وخل سيبلها وعزنى في الخطاب قال قهرني ذلك العز الكلام والخطاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله أكفلنيها قال أعطنيها وعزنى في الخطاب قال إذا تكلم كان أبلغ منى وإذا دعا كان أكثر قال أحد الملكين ما جزاؤه قال يضرب ههنا وههنا وههنا ووضع يده على جبهته ثم على أنفه ثم تحت الانف قال ترى ذلك جزاءه فلم يزل يرد ذلك عليه حتى علم انه ملك وخرج الملك فخر داود ساجدا قال ذكر انه لم يرع رأسه أربعين صباحا يبكى حتى أعشب الدموع ما حول رأسه حتى إذا مضى أربعون صباحا زفر زفرة هاج ما حول رأسه من ذلك العشب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقليل ما هم يقول قليل الذين هم فيه وفي قوله انما فتناه قال اختبرناه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وظن داود قال علم داود * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وظن داود انما فتناه قال ظن انما ابتلى بذلك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال انما كان فتنة داود عليه السلام النظر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وخر راكعا قال ساجدا * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضى الله عنه قال سجد داود نبى الله أربعين يوما وأربعين ليلة لا يرفع رأسه حتى رقا دمعه ويبس وكان من آخر دعائه وهو ساجد ان قال يا رب رزقتني العافية فسألتك البلاء فلما ابتليتنى لم أصبر فان تعذبني فانا أهل ذاك وان تغفر لى فانت أهل ذاك قال وإذا جبريل عليه السلام قائم على رأسه قال يا داود ان الله قد غفر لك فارفع رأسك فلم يلتفت إليه وناجى ربه وهو ساجد فقال يا رب كيف تغفر لى وأنت الحكم العدل قال إذا كان يوم القيامة دفعتك إلى أوريا ثم استوهبك منه فيهبك لى وأثيبه الجنة قال يا رب الآن علمت انك قد غفرت لى فذهب يرفع رأسه فإذا هو يابس لا يستطيع فمسحه جبريل عليه السلام ببعض ريشه فانبسط فأوحى الله تعالى إليه بعد ذلك يا داود قد أحللت لك امرأة أوريا فتزوجها فولدت له سليمان عليه الصلاة والسلام لم تلد قبله ولا بعده قال كعب رضى الله عنه فو الله لقد كان داود بعد ذلك يظل صائما اليوم الحار فيقرب الشراب إلى فيه فيذكر خطيئته فينزل دمعه في الشراب حتى يفيضه ثم يرده ولا يشربه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن يونس ابن خباب رضى الله عنه ان داود عليه السلام بكى أربعين ليلة حتى نبت العشب حوله من دموعه ثم قال يا رب قرح الجبين ورقا الدمع وخطيئتي على كما هي فنودى أن يا داود أجائع فتطعم أم ظمآن فتسقى أم مظلوم فتنصر فنحب نحبة هاج ما هنالك من الخضرة فغفر له عند ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عبيد بن عمير الليثى رضى الله عنه ان داود عليه السلام سجد حتى نبت ما حوله خضرا من دموعه فأوحى الله إليه أن يا داود سجدت أتريد أن أزيدك في ملكك وولدك وعمرك فقال يا رب أبهذا ترد على اريد أن تغفر لى * وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن الاوزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عينى داود كالقربتين ينطفان ماء ولقد خددت الدموع في وجهه خديد الماء في الارض * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد من طريق عطاء ابن السائب عن أبى عبد الله الجدلي قال ما رفع داود عليه السلام رأسه إلى السماء بعد الخطيئة حتى مات * وأخرج
[ 304 ]
ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد عن صفوان بن محرز قال كان لداود عليه السلام يوم يتأوه فيه يقول أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله قيل لا أوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوحى الله إلى داود عليه السلام ارفع رأسك فقد غفرت لك فقال يا رب كيف تكون هذه المغفرة وأنت قضاء بالحق ولست بظلام للعبيد ورجل ظلمته غصبته قتلته فأوحى الله تعالى إليه بلى يا داود انكما تجتمعان عندي فاقضى له عليك فإذا برز الحق عليك أستوهبك منه فوهبك لى وأرضيته من قبلى وأدخلته الجنة فرفع داود رأسه وطابت نفسه وقال نعم يا رب هكذا تكون المغفرة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير عن مجاهد قال لما أصاب داود الخطيئة خر ساجدا أربعين ليلة حتى نبت من دموع عينيه من البقل ما غطى رأسه ثم نادى رب قرح الجبين وجمدت العين وداود لم يرجع إليه في خطيئته شئ فنودى أجائع فتطعم أم مريض فتشفى أم مظلوم فتنصر فنحب نحبا هاج منه نبت الوادي كله فعند ذلك غفر له وكان يؤتى بالاناء فيشرب فيذكر خطيئته فينتحب فتكاد مفاصله تزول بعضها من بعض فما يشرب بعض الاناء حتى يمتلئ من دموعه وكان يقال دمعة داود عليه السلام تعدل دمعة الخلائق ودمعة آدم عليه السلام تعدل دمعة داود ودمعة الخلائق فيجئ يوم القيامة مكتوبة بكفه يقرؤها يقول ذنبي ذنبي فيقول رب قدمنى فيتقدم فلايا من ويتاخر فلايا من حتى يقول تبارك وتعالى خذ بقدمى * وأخرج أحمد في الزهد عن علقمة بن يزيد قال لو عدل بكاء أهل الارض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الارض ببكاء آدم عليه السلام محين اهبط إلى الارض ما عدله * وأخرج أحمد عن اسمعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر أن داود عليه السلام كان يعاتب في كثره البكاء فيقول ذروني أبكى قبل يوم البكاء قبل تحريق العظام واشتعال اللحى وقبل ان يؤمر بى ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون * وأخرج احمد والحكيم الترمذي وابن جرير عن عطاء الخراساني ان داود عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكيلا ينساها وكان إذا رآها اضطربت يداه * وأخرج عن مجاهد قال يحشر داود عليه السلام وخطيئته منقوشة في كفه * وأخرج أحمد عن عثمان بن أبى العاتكة قال كان من دعاء داود عليه السلام سبحانك الهى إذا ذكرت خطيئتي ضاقت على الارض برحبها وإذا ذكرت رحمتك ارتدت إلى روحي سبحانك الهى فكلهم 7 عليل بذنبى * وأخرج أحمد عن ثابت قال اتخذ داود عليه السلام سبع حشايا من سعد وحشاهن من الرماد ثم بكى حتى أنفذها دموعا ولم يشرب شرابا الا مزجه بدموع عينيه * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال بكى داود عليه السلام حتى خددت الدموع في وجهه واعتزل النساء وبكى حتى رعش * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال إذا خرج داود عليه السلام من قبره فرأى الارض نارا وضع يده على رأسه وقال خطيئتي اليوم موبقتي * وأخرج عن عبد الرحمن بن جبير ان داود عليه السلام كان يقول اللهم ما كتبت في هذا اليوم من مصيبة فخلصني منها ثلاث مرات وما أنزلت في هذا اليوم من خير فائتني منه نصيبا ثلاث مرات وإذا أمسى قال مثل ذلك فلم ير بعد ذلك مكروها * وأخرج أحمد عن معمر ان داود عليه السلام لما أصاب الذنب قال رب كنت أبغض الخطائين فانا ليوم أحب أن تغفر لهم * وأخرج عبد الله ابنه والحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن سعيد بن أبى هلال ان داود عليه السلام كان يعوده الناس وما يظنون الا انه مريض وما به الا شدة الفرق من الله سبحانه وتعالى * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال كان داود عليه السلام إذا أفطر استقبل القبلة وقال اللهم خلصني من كل مصيبة نزلت من السماء ثلاثا وإذا طلع حاجب الشمس قال اللهم اجعل لى سهما في كل حسنة نزلت الليلة من السماء إلى الارض ثلاثا * قوله تعالى (وخر راكعا وأناب) * أخرج أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه قال في السجود في ص ليس من عزائن السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها * وأخرج النسائي وابن مردويه بسند جيد عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال سجدها داود ونسجدها شكرا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري عن العوام قال سالت مجاهدا عن سجدة ص فقال سالت ابن عباس من أين سجدت فقال أو ما تقرأ من ذريته داود وسليمان إلى قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فكان داود ممن أمر
[ 305 ]
نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدى به فسجد بها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسجد في ص حتى نزلت أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فسجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الترمذي وابن ماجه والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كانى أصلى عند شجرة وكأني قرأت سورة السجدة فسجدت فرأيت الشجرة سجدت بسجودي وكأني أسمعها وهى تقول اللهم اكتب لى بها عندك ذكرا وضع عنى بها وزرا واجعلها إلى عندك ذخرا وأعظم بها أجرا وتقبل منى كما تقبلت من عبدك داود قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم السجدة فسمعته يقول في سجوده كما أخبر الرجل عن قول الشجرة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص * وأخرج ابن مردويه عن السائب بن يزيد قال صليت خلف عمر الفجر فقرأ بنا سورة ص فسجد فيها فلما قضى الصلاة قال له رجل يا أمير المؤمنين ومن عزائم السجود هذه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص * وأخرج الدارمي وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى سعيد الخدرى قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان آخر يوم قرأها فلما بلغ السجدة تهيا الناس للسجود فقال انما هي توبة نبى ولكني رأيتكم تهيأتم للسجود فنزل فسجد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة ص وهو على المنبر فلما أتى على السجدة قرأها ثم نزل فسجد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير ان عمر بن الخطاب كان يسجد في ص * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال في ص سجدة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن مسعود انه كان لا يسجد في ص ويقول انما هي توبة نبى ذكرت * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية قال كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في ص وبعضهم لا يسجد فاى ذلك شئت فافعل * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابى مريم قال لما قدم عمر الشام أتى محراب داود عليه السلام فصلى فيه فقرأ سورة ص فلما انتهى إلى السجدة سجد * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى سعيد انه رأى رؤيا انه يكتب ص فلما انتهى إلى التى يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شئ بحضرته انقلب ساجدا فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد * وأخرج أبو يعلى عن أبى سعيد قال رأيت فيما يرى النائم كأنى تحت شجرة وكان الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها اللهم اغفر لى بها اللهم حط عنى بها وزرا واحدث لى بها شكرا وتقبلها منى كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال سجدت أنت يا أبا سعيد فقلت لا فقال أنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص ثم أتى على السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها * وأخرج الطبراني والخطيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السجدة التى في ص سجدها داود توبة ونحن نسجدها شكرا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وهو يقرأ ص فسجد فيها * قوله تعالى (وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) * أخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مالك ابن دينار في قوله وان عندنا لزلفى وحسن مآب قال مقام داود م عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش ثم يقول الرب جل وعلا يا داود مجدنى اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذى كنت تمجدني به في الدنيا فيقول يا رب كيف وقد سلبته فيقول انى راده عليك اليوم فيندفع بصوت يستفز نعيم أهل الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب أنه قال وان له عندنا لزلفى أول الكائن يوم القيامة داود وابنه عليهما السلام * وأخرج عبد بن حميد عن السدى بن يحيى قال حدثنى أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب ان الناس يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد فينادى المنادى داود فيسقى على رؤس العالمين فهو الذى ذكر الله وان له عندنا
[ 306 ]
لزلفى وحسن مآب * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر يوم القيامة فعظم شانه وشدته قال ويقول الرحمن لداود عليه السلام مر بين يدى فيقول داود يا رب أخاف ان تدحضي خطيئتي فيقول خذ بقدمى فيأخذ بقدمه عزوجل فيمر قال فتلك الزلفى التى قال الله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير رضى الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال يدنو حتى يضع يده عليه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فغفرنا له ذلك الذنب وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال حسن المنقلب * وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضى الله عنه قال يبعث داود عليه السلام يوم القيامة وخطيئته في كفه فإذا رآها يوم القيامة لم يجد منها مخرجا الا ان يلجا لى رحمة الله تعالى ثم يرى فيقلق فيقال له ههنا فذلك قوله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * قوله تعالى (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض) الآية * أخرج الثعلبي من طريق العوام بن حوشب قال حدثنى رجل من قومي شهد عمر رضى الله عنه انه سأل طلحة والزبير وكعبا وسلمان ما الخليفة من الملك قال طلحة والزبير ما ندرى فقال سلمان رضى الله عنه الخليفة الذى يعدل في الرعية ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله ويقضى بكتاب الله تعالى فقال كعب ما كنت أحسب أحدا يعرف الخليفة من الملك غيرى * وأخرج ابن سعد من طريق مردان عن سليمان رضى الله عنه ان عمر رضى الله عنه قال له أنا ملك أم خليفة فقال له سلمان رضى الله عنه الخليفة الذى يعدل ان أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فانت ملك غير خليفة فاستعبر عمر رضى الله عنه * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى العرجاء قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه والله ما أدرى أخليفة انا أم ملك قال قائل يا أمير المؤمنين ان بينهما فرقا قال ما هو قال الخليفة لا ياخذ الا حقا ولا يضعه الا في حق وأنت الحمد لله كذلك والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطى هذا * وأخرج ابن سعد عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال ان الامارة ما ائتمرتها وان الملك ما غلب عليه بالسيف * وأخرج الثعلبي عن معاوية رضى الله عنه انه كان يقول إذا جلس على المنبر يا أيها الناس ان الخلافة ليست بجمع المال ولكن الخلافة العمل بالحق والحكم بالعدل وأخذ الناس بامر الله * وأخرج الحكيم الترمذي عن سالم مولى أبى جعفر قال خرجنا مع أبى جعفر أمير المؤمنين إلى بيت المقدس فلما دخل وشق بعث إلى الاوزاعي فاتاه فقال يا أمير المؤمنين حدثنى حسان بن عطية عن جدك ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله قال إذا ارتفع اليك الخصمان فكان لك في أحدهما هوى فلا تشته في نفسك الحق له فيفلح على صاحبه فامحو اسمك من نبوتى لا تكون خليفتي ولا كرامة يا أمير المؤمنين حدثنا حسان بن عطية عن جدك قال من كره الحق فقد كره الله لان الحق هو الله يا أمير المؤمنين حدثنى حسان بن عطية عن جدك في قوله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قال الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك فكيف ما جنته الايدى * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله فاحكم بين الناس بالحق يعنى بالعدل والانصاف ولا تتبع الهوى يقول ولا تؤثر هواك في قضائك بينهم على الحق والعدل فتزوغ عن الحق فيضلك عن سبيل الله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب قال هذا من التقديم والتاخير يقول لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى السليل رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يدخل المسجد فينظر أغمض حلقة من بنى اسرائيل فيجلس إليهم ثم يقول مسكينا بين ظهرانى مساكين * وأخرج أحمد عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان ابنا لداود مات فاشتد عليه جزعه فقيل ما كان يعدل عندك قال كان أحب إلى من ملء الارض ذهبا فقيل له ان الاجر على قدر ذلك * وأخرج عبد الله في زوائده والحكيم الترمذي عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كان من دعاء داود عليه السلام سبحان مستخرج الشكر بالعطاء ومستخرج الدعاء بالبلاء * وأخرج عبد الله عن الاوزاعي رضى الله عنه قال أوحى الله إلى داود عليه السلام الا أعلمك علمين إذا عملتهما ألقيت وجوه الناس اليك وبلغت بهما رضاى قال بلى يا رب قال احتجز فيما بينى وبينك بالورع وخالط الناس باخلاقهم * واخرج أحمد عن يزيد ابن منصور رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام الا ذاكر لله فاذكر معه الا مذكر فاذكر معه * وأخرج أحمد
[ 307 ]
عن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها إلى السوق فيبيعها فيأكل بثمنها * وأخرج أحمد عن سعيد بن أبى هلال رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول اللهم نامت العيون وغارت التجوم وأنت الحى القيوم الذى لا تأخذك سنة ولا نوم * وأخرج أحمد عن عثمان الشحام أبى سلمة قال حدثنى شيخ من أهل البصرة كان له فضل وكان له سن قال بلغني ان داود عليه السلام سال ربه قال يا رب كيف لى ان أمشى لك في الارض بنصح واعمل لك فيها بنصح قال يا داود تحب من يحبنى من أحمر وأبيض ولا تزال شفتاك رطبتين من ذكرى واجتنب فراش الغيبة قال رب كيف لى ان تحببني في أهل الدنيا البر والفاجر قال يا داود تصانع أهل الدنيا لدنياهم وتحب أهل الآخرة لآخرتهم وتختار اليك دينك بينى وبينك فانك إذا فعلت ذلك لا يضرك من ضل إذا اهتديت قال رب فارنى أضيافك من خلقك من هم قال نقى الكفين نقى القلب يمشى تماما ويقول صوابا * وأخرج الخطيب في تاريخه عن يحيى بن أبى كثير رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام لابنه سليمان عليه السلام أتدرى ما جهد البلاء قال شراء الخبز من السوق والانتقال من منزل إلى منزل * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام اللهم اجعل حبك أحب إلى من نفسي وسمعي وبصرى وأهلي ومن الماء البارد * وأخرج أحمد عن وهب رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام رب أي عبادك أحب اليك قال مؤمن حسن الصورة قال فاى عبادك أبغض اليك قال كافر حسن الصورة شكر هذا وكفر هذا قال يا رب فاى عبادك أبغض اليك قال عبد استخارنى في أمر فخرت له فلم يرض به * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن أبى مليكة رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى لا تجعل لى أهل سوء فاكون رجل سوء * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن قال بلغني أنه كان من دعاء داود عليه السلام اللهم لا تفقرني فانسى ولا تغننى فاطغى * وأخرج أحمد عن الحسن رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى أي رزق أطيب قال ثمرة يدك يا داود * وأخرج أحمد عن أبى الجلد رضى الله عنه ان الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود انذر عبادي الصديقين لا يعجبن بانفسهم ولا يتكلن على أعمالهم فانه ليس أحد من عبادي أنصبه للحساب وأقيم عليه عدل الا عذبته من غير ان أظلمه وبشر الخاطئين أنه لا يتعاظم ذنب ان أغفره وأتجاوز عنه * وأخرج أحمد عن أبى الجلد رضى الله عنه ان داود عليه السلام أمر مناديا فنادى الصلاة جامعة فخرج الناس وهم يرون أنه سيكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء فلما رقى مكانه قال اللهم اغفر لنا وانصرف فاستقبل آخر الناس أوائلهم قالوا مالكم قالوا ان النبي انما دعا بدعوة واحدة فأوحى الله تعالى إليه ان أبلغ قومك عنى فانهم قد استقلوا دعاءك انى من أغفر له أصلح أمر آخرته ودنياه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام اصبر الناس على البلاء وأحملهم وأكظمهم للغيظ * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب كيف أسعى لك في الارض بالنصيحة قال تكثر ذكرى وتحب من أحبنى من أبيض وأسود وتحكم للناس كما تحكم لنفسك وتجتنب فراش الغيبة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عبد الله الجدلي رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يقول اللهم انى أعوذ بك من جار عينه ترابى وقلبه يرعانى ان رأى خيرا دفنه وان رأى شرا أشاعه * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن أبى سعيد رضى الله عنه قال كان من دعاء داود عليه السلام اللهم انى أعوذ بك من الجار السوء * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن بريدة رضى الله عنه ان داود عليه السلام كان يقول اللهم انى أعوذ بك من عمل يخزينى وهم يردينى وفقر ينسيني وغنى يطغينى * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عبد الله بن الحارث رضى الله عنه قال أوحى الله إلى داود عليه السلام أحببت عبادي وحببنى إلى عبادي قال يا رب هذا أحبك وأحب عبادك فكيف أحببك إلى عبادك قال تذكرني عندهم فانهم لا يذكرون منى الا الحسن * وأخرج أحمد عن أبى الجعد رضى الله عنه قال بلغنا ان داود عليه السلام قال الهى ما جزاء من عزى حزيبا لا يريد به الا وجهك قال جزاؤه ان ألبسه لباس التقوى قال الهى ما جزاء من شيع جنازة لا يريد بها الا وجهك قال جزاؤه أن تشيعه ملائكتي إذا مات وان أصلى على روحه في الارواح قال الهى ما جزاء من أسند يتيما أو أرملة لا يريد بها الا وجهك قال جزاءه ان أظله تحت ظل عرشى يوم لا ظل الا ظلى
[ 308 ]
قال الهى ما جزاء من فاضت عينا من خشيتك قال جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الاكبر وان أقى وجهه فيح جهنم * وأخرج أحمد عن أبى الجلد رضى الله عنه قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال الهى ما جزاء من يعزى الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان أكسوه رداء من أردية الايمان أستره به من النار وأدخله الجنة قال الهى فما جزاء من شيع الجنازة ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان تشيعه الملائكة يوم يموت إلى قبره وان أصلى على روحه في الارواح قال الهى فما جزاء من أسند اليتيم والارملة ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان أظله في ظل عرش يوم لا ظل الا ظلى قال الهى فما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه قال جزاؤه ان أحرم وجهه على النار وان أؤمنه يوم الفزع الاكبر * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام لسليمان كن لليتيم كالاب الرحيم واعلم انك كما تزرع تحصد واعلم ان خطيئة 7 القوم كالمسئ عند رأس الميت واعلم ان المرأة الصالحة لاهلها كالملك المتوج بانتاج المخوص بالذهب واعلم ان المرأة السوء لاهلها كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل وما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى وان وعدت صاحبك فانجز ما وعدته فانك ان لا تفعل تورث بينك وبينه عداوة ونعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك وإذا نسيت لم يذكرك * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن الحسن رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يقول اللهم لا مرض يفنينى ولا صحة تنسينى ولكن بين ذلك * وأخرج عبد الله بن زيد بن رفيع قال نظر داود عليه السلام مبخلا يهوى بين السماء ولارض فقال يا رب هذا قال هذه لعنتي أدخلها بيت كل ظلام * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن أبزى رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام نعم العون اليسار على الدين * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب طال عمرى وكبر سنى وضعف ركني فأوحى الله إليه يا داود طوبى لمن طال عمره وحسن عمله * وأخرج الخطيب من طريق الاوزاعي عن عبد الله بن عامر رضى الله عنه قال اعطى داود عليه السلام من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى ان كان الطير والوحش حوله حتى تموت عطشا وجوعا وان الانهار لتقف والله أعلم * قوله تعالى (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض) * أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض قال الذين آمنوا على وحمزة وعبيدة بن الحارث والمفسدين في الارض عتبة وشيبة والوليد وهم الذين تبارزوا يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله كالفجار قال لعمري ما استووا لقد تفرق القوم في الدنيا عند الموت * قوله تعالى (أم نجعل المتقين كالفجار) * أخرج أبو يعلى عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم كما انه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا تنال الفجار منازل الابرار * قوله تعالى (كتاب أنزلناه اليك مبارك) * أخرج سعيد بن منصور عن الحسين رضى الله عنه في قوله ليدبروا آياته اتباعه بعمله * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه أولو الالباب قال أولو العقول من الناس * قوله تعالى (ووهبنا لداود سليمان) * أخرج ابن أبى حاتم عن مكحول قال لما وهب الله لداود سليمان قال له يا ينى ما أحسن قال سكينة الله والايمان قال فما أقبح قال كفر بعد ايمان قال فما أحلى قال روح الله بين عباده قال فما أبرد قال عفو الله عن الناس وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود عليه السلام فانت نبى * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام انى سائل ابنك عن سبع كلم فان اخبرك فورثه العلم والنبوة فقال له داود عليه السلام ان الله أوحى إلى أن اسألك عن سبع كلم فان اخبرتني ورثتك العلم والنبوة قال سلنى عما شئت قال اخبرني ما أحلى من العسل وما ابرد من الثلج وما الين شيا من الخز وما لا يرى أثره في الماء ومالا يرى اثره في الصفاء وما لا يرى أثره في السماء ومن يسمن في الخصب والجدب قال أما ما احلى من العسل فروح الله للمتحابين في الله واما ما ابرد من الثلج فكلام الله إذا قرع أفئدة اولياء الله وأما ما الين شيا من الخز فحكمة الله تعالى إذا أنشدها اولياء الله بينهم وأما ما لا يرى أثره في الماء فالفلك تمر فلا يرى أثرها وأما ما لا يرى أثره في الصفاء فالنملة تمر على الحجر فلا يرى اثرها واما ما لا يرى اثره في السماء فالطير يطير ولا يرى اثره في السماء
[ 309 ]
واما من يسمن في الجندب والخصب فهو المؤمن إذا اعطاه الله شكر وإذا ابتلاه صبر فقلبه أجرد أزهر قال انظر إلى ابنك فاسأله عن أربع عشرة كلمة فان اخبرك فورثه العلم والنبوة فسأله فقال مالى من ذى علم فقال داود لسليمان عليه السلام اخبرني يا بنى أين موضع العقل منك قال الدماغ قال أين موضع الحياء منك قال العينان قال أين موضع الباطل منك قال الاذنان قال أين باب الخطايا منك قال اللسان قال أين الطريق منك قال المنخران قال أين موضع الادب والبيان منك قال الكلوتان قال أين باب الفظاظة والغلظة منك قال الكبد قال أين بيت الريح منك قال الرئة قال أين باب الفرح منك قال الطحال قال أين باب الكسب منك قال اليدان قال أين باب النصب منك قال الرجلان قال أين باب الشهوة منك قال الفرج قال أين باب الذرية منك قال الصلب قال أين باب العلم والفهم والحكمة منك قال القلب إذا صلح القلب صلح ذلك كله وإذا فسد القلب فسد ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب قال كان مطيعا الله كثير الصلاة إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد قال يعنى الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها قال انى احببت حب الخير أي المال عن ذكر ربى عن صلاة العصر حتى توارت بالحجاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه الصافنات الجياد قال الخيل خيل خلقت على ما شاء * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الصافنات قال صفون الفرس رفع احدى يديه حتى يكون على أطراف الحافر وفي قوله الجياد قال السراع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن وقتادة رضى الله عنهما في قوله الصافنات الجياد قال الخيل إذا صفن قيامها 7 عقرها تطلع أعناقها وسوقها وفي قوله أحببت حب الخير عن ذكر ربى قال الخير المال والخيل من ذلك فقوله شغلته عن الصلاة قال لا والله لا تشغلني عن عبادة الله تعالى جرها عليك فكشف عراقيبها وضرب أعناقها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عوف رضى الله عنه قال بلغني ان الخيل التى عقر سليمان عليه السلام كانت خيلا ذات أجنحة أخرجت له من البحر لم تكن لاحد قبله ولا بعده * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حب الخير قال المال وفي قوله ردوها على قال الخيل فطفق مسحا قال عقرا بالسيف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن على رضى الله عنه قال الصلاة التى فرط فيها سليمان عليه السلام صلاة العصر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن كعب رضى الله عنه في قوله حتى توارت بالحجاب قال حجاب من ياقوت أخضر محيط بالخلائق فمنه اخضرت السماء التى يقال لها السماء الخضراء واخضر البحر من السماء فمن ثم يقال البحر الاخضر * وأخرج أبوداد عن عائشة رضى الله عنها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فجئت فكشفت ناحية الستر عن بنات لعب لعائشة فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتى ورأى بينهن فرسا لها جناحان من رقاع فقال ما هذا الذى أرى وسطهن قالت فرس له جناحان قال وما هذا الذى عليه فقلت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت ان لسليمان عليه السلام خيلا لها أجنحة فضحك حتى رؤيت نواجذه * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه في قوله إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد قال كانت عشرين ألف فرس ذات أجنحة فعقرها * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله حتى توارث بالحجاب قال توارت من وراء قرية خضرة السماء منها * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان سليمان عليه السلام لا يكلم اعظاما له فلقد فاتته صلاة العصر وما استطاع أحد ان يكلمه * وأخر ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عن ذكر ربى يقول من ذكر ربى فطفق مسحا يقول جعل يمسح اعراف الخيل وعراقيبها * وأخرج الطبراني في الاوسط والاسمعيلى في معجمه وابن مردويه بسند حسن عن أبى بن كعب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فطفق مسحا بالسوق والاعناق قال قطع سوقها وأعناقها بالسيف * قوله تعالى (ولقد فتنا سليمان) الآية * أخرج الفريابى والحكيم الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان الذى كان على كرسيه يقضى بين الناس أربعين يوما وكان لسليمان عليه السلام امرأة يقال لها جرادة وكان بين
[ 310 ]
بعض أهلها وبين قوم خصومة فقضى بينهم بالحق الا انه ود ان الحق كان لاهلها فأوحى الله تعالى إليه انه سيصيبك بلاء فكان لا يدرى ياتيه من السماء أم من الارض * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم بسند قوى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أراد سليمان عليه السلام ان يدخل الخلاء فاعطى الجرادة خاتمه وكانت جرادة امرأة وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتى خاتمي فاعطته فلما لبسه دانت له الجن ولانس والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتى خاتمي فقالت قد أعطيته سليمان قال انا سليمان قالت كذبت لست سليمان فجعل لا ياتي أحدا يقول انا سليمان لا كذبه حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك عرف انه من أمر الله عزوجل وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تعالى أن يرد على سليمان عليه السلام سلطانه ألقى في قلوب الناس انكار ذلك الشيطان فارسلوا إلى نساء سليمان عليه السلام فقالوا لهن أيكون من سليمان شئ قلنا نعم انه ياتينا ونحن حيض وما كان ياتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان انه قد فظن له ظن ان أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر ومكر فدفنوها تحت كرسى سليمان ثم أثاروها وقرؤها على الناس قالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فاكفر الناس سليمان فلم يزلوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فاخذته وكان سليمان عليه السالم يعمل على شط البحر بالاجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التى في بطنها الخاتم فدعا سليمان عليه السلام فقال تحمل لى هذه السمك ثم اثطلق إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك السمكة التى في بطنها الخاتم فاخذها سليمان عليه السلام فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فاخذه فلبسه فلما لبسه دانت له الانس والجن والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فارسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاؤا فنقبوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقط فوثب فجعل لا يثبت في مكان من البيت الا أن دار معه الرصاص فاخذوه وأوثقوه وجاؤا به إلى سليمان عليه السلام فامر به فنقر له في رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا يعنى الشيطان الذى كان تسلط عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أربع آيات من كتاب الله أدر ما هي حتى سالت عنهن كعب الاحبار رضى الله عنه قوله قوم تبع في القرآن ولم يذكر تبع فقال ان تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه قوم من أهل الكتاب وكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعهم فقال أهل الكتاب لتبع انهم يكذبون علينا فقال تبع ان كنتم صادقين فقربوا قربانا فايكم كان أفضل أكلت النار قربانه فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فاكلت قربان أهل الكتاب فاتبعهم تبع فاسلم فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره قال ابن عباس رضى الله عنه وسألته عن قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال الشيطان أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذى فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتوها فاكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال صخر الجنى مثل على كرسيه على صورته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال أمر سليمان عليه السلام ببناء بيت المقدس فقيل له ابنه ولا يسمع فيه صوت حديد فطلب ذلك فلم يقدر عليه فقيل له ان شيطانا يقال له صخر شبه المارد فطلبه وكانت عين في البحر يردها في كل سبعة أيام مرة فنزح ماءها وجعل فيها خمرا فجاء يوم وروده فإذا هو بالخمر فقال انك لشراب طيب تصيب من الحليم وتزيد من الجاهل جهلا ثم جفل حتى عطش عطشا شديدا ثم أتاها فشربها حتى غلب على عقله فاوتى بالخاتم فختم بين كتفيه فذل وكان ملكه في خاتمه فاتى به سليمان فقال انا قد أمرنا ببناء هذا البيت فقيل لنا لا تسمعن فيه صوت حديد فاتى ببيض الهدهد فجعل عليه زجاجة فجاء الهدهد فدار حولها فجعل يرى بيضه ولا يقدر عليه فذهب فجاء بالماس فوضعها عليه فقطعها حتى أفضى إلى بيضه فاخذوا لماس فجعلوا يقطعون به الحجارة وكان سليمان عليه السلام إذا أرد أن يدخل الخلاء أو الحمام لم يدخل بخاتمه
[ 311 ]
في الضر سبعين عاما فكان في البلاء سبع سنين ودعا فجاء جبريل عليه السلام يوما فاخذ بيده ثم قال قم فقام فنحاه عن مكانه وقال اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فركض برجله فنبعت عين فقال اغتسل فاغتسل منها ثم جاء أيضا فقال اركض برجلك فنبعت عين أخرى فقال له اشرب منها وهو قوله اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب والبسه الله تعالى حلة من الجنة فتنحى أيوب فجلس في ناحية وجاءت امرأته فلم تعرفه فقال يا عبد الله أين المبتلى الذى كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب وجعلت تكلمه ساعة فقال ويحك انا أيوب قد رد الله على جسدي ورد الله عليه ماله وولده عيانا ومثلهم معهم وأمطر عليهم جرادا من ذهب فجعل ياخذ الجراد بيده ثم يجعله في ثوبه وينشر كساءه فيجعل فيه فأوحى الله إليه يا أيوب أما شبعت قال يا رب من ذا الذى يشبع من فضلك ورحمتك * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان ابليس قعد على الطريق فاتخذ تابوتا يداوى الناس فقالت امرأة أيوب يا عبد الله ان ههنا مبتلى من أمره كذا وكذا فهل لك ان تداويه قال نعم بشرط ان أنا شفيته ان يقول أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غيره فاتت أيوب عليه السلام فذكرت ذلك له فقال ويحك ذاك الشيطان لله على ان شفاني الله تعالى ان أجلدك مائة جلدة فلما شفاه الله تعالى أمره أن يأخذ ضغثا فاخذ عذقا فيه مائة شمراخ فضرب بها ضربة واحدة * وأخرج ابن أبى حاتم قال الشيطان الذى مس أيوب يقال له مسوط فقالت امرأة أيوب ادع الله يشفيك فجعل لا يدعو حتى مر به نفر من بنى اسرائيل فقال بعضهم لبعض ما أصابه ما أصابه الا بذنب عظيم أصابه فعند ذلك قال رب انى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله اركض برجلك هذا الماء مغتسل بارد وشراب قال ركض رجله اليمنى فنبعت عين وضرب بيده اليمنى خلف ظهره فنبعت عين فشرب من احداهما واغتسل من الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال ضرب برجله أرضا يقال لها الحمامة فإذا عينان ينبعان فشرب من احداهما واغتسل من الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضى الله عنه ان نبى الله أيوب عليه السلام لما اشتد به البلاء اما دعا واما عرض بالدعاء فأوحى الله تعالى إليه أن اركض برجلك فنبعت عين فاغتسل منها فذهب ما به ثم مشى أربعين ذراعا ثم ضرب برجله فنبعت عين فشرب منها * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضى الله عنه قال ان نبى الله أيوب عليه السلام لما أصابه الذى أصابه قال ابليس يا رب ما يبالى أيوب ان تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله وسلطانه سلطني على جسده قال اذهب فقد سلطتك على جسده واياك يا خبيث ونفسه قال فنفخ فيه نفخة سقط لحمه فلما أعياه صرخ صرخة اجتمعت إليه جنوده قالوا يا سيدنا ما أغضبك فقال لا أغضب انى أخرجت آدم من الجنة وان ولده هذا الضعيف قد غلبنى فقالوا يا سيدنا ما فعلت امرأته فقال حية فقال أما هي فقد كفيك أمرها فقال له فان أطلقتها فقد أصبت والا 7 فاعطه فجاء إليها فاستبرأها فاتت أيوب فقالت له يا أيوب إلى متى هذا البلاء كلمة واحدة ثم استغفر ربك فيغفر لك فقال لها فعلتها أنت أيضا ثم قال لها أما والله لئن الله تعالى عافاني لاجلدنك مائة جلدة فقال رب انى مسنى الشيطان بنصب وعذاب فاتاه جبريل عليه السلام فقال اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فرجع إليه حسنه وشبابه ثم جلس على تل من التراب فجاءته امرأته بطعامه فلم تر له أثرا فقالت لايوب عليه السلام وهو على التل يا عبد الله هل رأيت مبتلى كان ههنا فقال لها ان رأيته تعرفينه فقالت له لعلك أنت هو قال نعم فأوحى الله إليه ان خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث قال والضغث ان يأخذ الحزمة من السياط فيضرب بها الضربة الواحدة * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن جبير رضى الله عنه قال ابتلى أيوب عليه السلام بماله وولده وجسده وطرح في المزبلة فجعلت امرأته تخرج فتكتسب عليه ما تطعمه فحسده الشيطان بذلك فكان يأتي أصحاب الخير والغنى الذى كانوا يتصدقون عليها فيقول اطردوا هذه المرأة التى تغشاكم فانها تعالج صاحبها وتلمسه بيدها فالناس يتقذرون طعامكم من أجلها أنها تأتيكم وتغشاكم فجعلوا لا يدنونها منهم ويقولون تباعدي عنا ونحن نطعمك ولا تقربينا فاخبرت بذلك أيوب عليه السلام فحمد الله تعالى على ذلك وكان يلقاها إذا خرجت كالمتحزن بما لقى أيوب فيقول لج لصاحبك وأبى الا ما أبى الله ولو تكلم بكلمة واحدة تكشف عنه كل ضر ولرجع
[ 312 ]
اسرائيل أمر الشيطان فقال بعضهم لبعض هل تنكرون من أمر ملككم ما ننكر عليه قالوا نعم قال اما لقد هلكتم أنتم العامة واما قد هلك ملككم فقالوا والله ان عندكم من هذا الخبر نساؤه معكم فاسألوهن فان كن أنكرن ما أنكرنا فقد ابتلينا فسألوهن فقلن أي والله لقد أنكرنا فلما انقضت مدته انطلق سليمان عليه السلام حتى أتى ساحل البحر فوجد صيادين يصيدون السمك فصادوا سمكا كثيرا غلبهم بعضه فالقوه فأتاهم سليمان عليه السلام فاستطعمهم فاعطوه تلك الحيتان قال لا بل أطعموني من هذا فابوا فقال أطعموني فانى سليمان فوثب إليه بعضهم بالعصا فضربه غضبا لسليمان فاتى إلى تلك الحيتان التى ألقوا فاخذ منها حوتين فانطلق بهما إلى البحر فغسلهما فشق بطن أحدهما فإذا فيه الخاتم فاخذه فجعله في يده ؟ عاد في ملكه فجاءه الصيادون يبيعون إليه فقال لهم لقد كنت استطعمتكم فلم تطعمونى فلم أظلمكم إذا هنتموني ولم أحمدكم إذا أكرمتموني * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان سليمان عليه السلام إذا دخل الخلاء أعطى خاتمه أحب نسائه إليه فإذا هو قد خرج وقد وضع له وضوءه فدفع خاتمه إلى امرأته فلبث ما شاء الله وخرج عليها شيطان في صورة سليمان فدفعت الخاتم إليه فضاق ذرعا به فالقاه في البحر فالتقمته سمكة فخرج سليمان عليه السلام على امرأته فسألها الخاتم فقالت قد دفعته اليك فعلم سليمان عليه السلام انه قد ابتلى فخرج وترك ملكه ولزم البحر فجعل يجوع فاتى يوما على صيادين قد صادوا سمكا بالامس فنبذوه وصادوا يومهم سمكا فهو بين أيديهم فقام عليهم سليمان عليه السلام فقال اطعموني بارك الله فيكم فانى ابن سبيل فلم يلتفتوا إليه ثم عاد فقال لهم مثل ذلك فرفع رجل منهم رأسه إليه فقال ائت ذلك السمك فخذ منه سمكة فاتاه سليمان عليه السلام فاخذ منه أدنى سمكة فلما أخذها إذا فيها ريح فاتى بها البحر فغسلها وشق بطنها فإذا هو بخاتمه فحمد الله وأخذه فتختم به ونطق كل شئ كان حوله من جنوده وفزع الصيادون لذلك فقاموا إليه وحيل بينهم ولم يصلوا إليه ورد الله إليه ملكه * وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي من طريق على بن زيد عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه ان سليمان بن داود عليه السلام احتجب عن الناس ثلاثة أيام فأوحى الله إليه أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام فلم تنظر في أمور العباد ولم تنصف مظلوما من ظالم وكان ملكه في خاتمه وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه فجاء الشيطان فاخذه فاقبل الناس على الشيطان فقال سليمان يا أيها الناس أنا سليمان نبى الله فدفعوه فساح أربعين يوما فاتى أهل سفينة فاعطوه حوتا فشقها فإذا هو بالخاتم فيها فتختم به ثم جاء فاخذ بناصيته فقال عند ذلك رب هب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى قال وكان أول من أنكره نساؤه فقال بعضهم لبعض أتنكرون منه شيأ قلن نعم وكان ياتيهن وهن حيض فقال على فذكرت ذلك للحسن فقال ما كان الله يسلطه على نسائه * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن رافع رضى الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن فتنة سليمان عليه السلام قال انه كان في قومه رجل كعمر بن الخطاب في أمتى فلما أنكر حال الجان الذى كان مكانه أرسل إلى أفاضل نسائه فقال هل تكرن من صاحبكن شيا فقلن نعم كان لا ياتينا حيضا وهذا ياتينا حيضا فاشتمل على سيفه ليقتله فرد الله على سليمان ملكه فاقبل فوجده في مكانه فاخبره بما يريد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا قال الجسد الشيطان الذى كان دفع سليمان عليه السلام إليه خاتمه فقذفه في البحر وكان ملك سليمان عليه السلام في خاتمه وكان اسم الجنى صخرا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وألقينا على كرسيه جسدا قال الجسد الشيطان الذى اكن دفع إليه سليمان خاتمه شيطانا يقال له آصف * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله وألقينا على كرسيه جسدا قال الشيطان حين جلس على كرسيه أربعين يوما كان لسيلمان عليه السلام مائة امرأة وكانت امرأة منهن يقال لها جرادة وهى آثر نسائه عنده وآمنهن وكان إذا أجنب أو أتى حاجة نزع خاتمه ولم ياتمن عليه أحدا من الناس غيرها فجاءته يوما من الايام فقالت ان أخى بينه وبين فلان خصومة وأنا أحب ان تقضى له إذا جاءك فقال نعم ولم يفعل وابتلى فاعطاها خاتمه ودخل المخرج فخرج الشيطان في صورته فقال هات الخاتم فاعطته فجاء حتى جلس على مجلس سليمان وخرج سليمان عليه السلام بعد فسألها تعطيه خاتمه فقالت ألم تأخذه قبل
[ 313 ]
قال لا قال وخرج مكانه تائها ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يوما فانكر الناس أحكامه فاجتمع قراء بنى اسرائيل وعلماؤهم فجاؤا حتى دخلوا على نسائه فقالوا انا قد أنكرنا هذا وأقبلوا يمشون حتى أتوه فاحد قوابه ثم نشروا فقرؤا التوراة فطار من بين أيديهم حتى وقع على شرفه والخاتم معه ثم طار حتى ذهب إلى البحر فوقع الخاتم منه في البحر فابتلعه حوت من حيتان البحر وأقبل سليمان في حالته التى كان فيها حتى انتهى إلى صياد من صيادي البحر وهو جائع فاستطعمه من صيدهم فاعطاه سمكتين فقام إلى شط البحر فشق بطونهما فوجد خاتمه في بطن احداهما فاخذه فلبسه فرد الله عليه بهاءه وملكه فارسل إلى الشيطان فجئ به فامر به فجعل في صندوق من حديد ثم أطبق عليه وأقفل عليه بقفل وختم عليه بخاتمه ثم أمر به فالقى في البحر فهو فيه حتى تقوم الساعة وكان اسمه حبقيق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ثم أناب قال دخل سليمان على امرأة تبيع السمك فاشترى منه سمكة فشق بطنها فوجد خاتمه فجعل لا يمر على شجرة ولا على شئ الا سجد له حتى أتى ملكه وأهله فذلك قوله ثم أناب يقول ثم رجع * قوله تعالى (قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى انك أنت الوهاب) * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد في مسنده والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن سلمة بن الاكوع رضى الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الا استفتحه بسبحان ربى الاعلى الوهاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى يقول لا أسلبه كما سلبته * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى قال لا تسلبنيه كما سلبتنيه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض لى الشيطان في مصلاى الليلة كانه هركم هذا فاردت ان أحبسه حتى أصبح فذكرت دعوة أخى سليمان رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى فتركته * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عفريتا جعل يتلفت على البارحة ليقطع على صلاتي وان الله تعالى امكنني منه فلقد هممت ان أربطه إلى سارية من سوارى المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخى سليمان رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى فرده الله خاسئا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا قائم أصلى اعترض الشيطان فاخذت حلقه فخنقته حتى انى لاجد برد لسانه على ابهامى فيرحم الله سليمان لولا دعوته لاصبح مربوطا تنظرون إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت لصلاة الصبح فلقينى شيطان في السدة سدة المسجد فزحمنى حتى انى لاجد مس شعره فاستمكنت منه فخنقته حتى انى لاجد برد لسانه على يدى فلولا دعوة أخى سليمان عليه السلام لاصبح مقتولا تنظرون إليه * وأخرج أحمد عن أبى سعيد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلى صلاة الصبح فقرأ فالبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال لو رأيتموني وابليس فاهويت بيدى فمازلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الابهام والتى تليها ولولا دعوة أخى سليمان لاصبح مربوط بسارية من سوارى المسجد فتلاعب به صبيان المدينة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على الشيطان فتناولته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدى فقال أوجعتني أوجعتني ولولا ما دعا به سليمان لاصبح مناطا إلى اسطوانة من أساطين المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة * وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان أراد ان يمر بين يدى فخنقته حنى وجدت برد لسانه على يدى وأيم الله لولا ما سبق إليه أخى سليمان لربطته إلى سارية من سوارى المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة * وأخرج الحاكم في المستدرك عن عمر بن على بن حسين قال مشيت مع عمى وأخى جعفر فقلت زعموا ان سليمان عليه السلام سال ربه ان يهبه ملكا قال حدثنى أبى عن أبيه عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يعمر ملك في أمة نبى مضى قبله ما بلغ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم من العمر في أمته * وأخرج عبد بن حميد
[ 314 ]
عن وهب بن منبه رضى الله عنه انه ذكر من ملك سليمان وتعظيم ملكه انه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان وكان يذبح على غدائه كل يوم سبعين ثورا سوى الكباش والطير والصيد فقيل لوهب أكان يسع هذا ماله قال كان إذا ملك الملك على بنى اسرائيل اشترط عليهم انهم رقيقه وان أموالهم له ما شاء أخذ منها وما شاء ترك * وأخرج عبد بن حميد عن أبى خالد البجلى رضى الله عنه قال بلغني ان سليمان عليه السلام ركب يوما في موكبه فوضع سريره فقعد عليه وألقيت كراسي يمينا وشمالا فقعد الناس عليها يلونه والجن وراءهم ومردة الجن والشياطين وراء الجن فارسل إلى الطير فاظلته باجنحتها وقال للريح احملينا يريد بعض مسيره فاحتملته الريح وهو على سريره والناس على كراسيهم يحدثهم ويحدثونه لا يرتفع كرسى ولا يتضع والطير تظلهم وكان موكب سليمان يسمع من مكان بعيد ورجل من بنى اسرائيل آخد مسحاته في زرع له قائما يهيئه إذ سمع الصوت فقال ان هذا الصوت ما هو الا لموكب سليمان وجنوده فحان من سليمان النفاتة وهو على سريره فإذا هو برجل يشتد يبادر الطريق فقال عليه السلام في نفسه ان هذا الرجل ملهوف أو طالب حاجة فقال للريح حين وقفت به قفى فوقفت به وبجنوده حتى انتهى إليه الرجل وهو منبهر فتركه سليمان حتى ذهب بهره ثم أقبل عليه فقال ألك حاجة وقد وقف عليه الخلق فقال الحاجة جاءت بى إلى هذا المكان يا رسول الله انى رأيت الله أعطاك ملكا لم يعطه أحدا قبلك ولا أراه يعطيه أحدا بعدك فكيف تجد ما مضى من ملكك هذه الساعة قال أخبرك عن ذاك انى كنت نائما فرأيت رؤيا ثم تنبهت فعبرتها قال ليس الا ذاك قال فاخبرني كيف تجد ما بقى من ملكك الساعة قال تسألني عن شئ لم أره قال فانما هي هذه الساعة ثم انصرف عنه موليا فجلس سليمان عليه السلام ينظر في قفاه ويتفكر فيما قاله ثم قال للريح امضى بنا فمضت به قال الله رخاء حيث أصابه قال الرخاء التى ليست بالعاصف ولا باللينة وسطا قال الله تعالى غدوها شهر ورواحها شهر ليست بالعاصف التى تؤذيه ولا باللينة التى تشق عليه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن سليمان بن عامر الشيباني رضى الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم سليمان وما اعطاه الله تعالى من ملكه فلم يكن يرفع طرفه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله تعالى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رفع سليمان عليه السلام طرفه إلى السماء تخشعا حيث اعطاه الله تعالى ما أعطاه * وأخرج أحمد في الزهد عن عطاء رضى الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يعمل الخوص بيده وياكل خبز الشعير ويطعم بنى اسرائيل الحوارى * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن المنذر وابن عساكر عن صالح بن سمار رضى الله عنه قال بلغني انه لما مات داود عليه السلام أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه الصلاة والسلام سلنى حاجتك قال أسالك ان تجعل قلبى يخشاك كما كان قلب أمي وان تجعل قلبى يحبك كما كان قلب أبى فقال أرسلت إلى عبدى أسأله حاجته فكانت حاجته ان أجعل قلبه يخشانى وان أجعل قلبه يحبنى لاهبن له ملكا لا ينبغى لاحد من بعده قال الله تعالى فسخرنا له الريح تجرى بامره رخاء حيث أصاب والتى بعدها مما أعطاه وفى الآخرة لا حساب عليه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فسخرنا له الريح الآية قال لم يكن في ملكه يوم دعا الريح والشياطين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال لما عقر سليمان عليه السلام الخيل أبدله الله خيرا منها وأمر الريح تجرى بامره كيف يشاء رخاء قال ليست بالعاصف ولا باللينة بين ذلك وأخرج ابن المنذر عن الحسن وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تجرى بامره رخاء قال مطيعة له حيث أصاب قال حيث أراد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله رخاء حيث أصاب قال حيث شاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله رخاء قال لينة حيث أصاب قال حيث أرادوا الشياطين كل بناء قال يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وغواص قال يستخرجون له الحلى من البحر وآخرين مقرنين في الاصفاد قال مردة الشياطين في الاغلال * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله رخاء قال الطيبة والشياطين كل بناء وغواص قال يغوص للحلية وبناء بنوا لسليمان قصرا على الماء فقال اهدموه من غير أن تمسه الايدى فرموه بالفادقات حتى وضعوه فبقيت لنا منفعته بعدهم فكان من عمل الجن وبقيت لنا منفعة السياط كان يضرب
[ 315 ]
الجن بالخسب فيكسر أيديها وأرجلها فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا قال نعم فدلوه على السياط والتمويه أمر الجن فموهب على 7 ثم أمر به فالقى على الاساطين تحت قوائم خيل بلقيس والقارورة لما أخرج الاعور شيطان البحر حيث أراد بناء بيت المقدس قال الاعور ابتغو إلى بيضة هدهد ثم قال اجعلوا عليها قارورة فجاء الهدهد فجعل يرى بيضته وهو لا يقدر عليها ويطيف بها فانطلق بجاء بماسة مثل هذه فوضعها على القارورة فانشقت فانشق بيت المقدس بتلك الماسة والقذافة وكان في البحر كنز فدلوا عليه سليمان عليه السلام وزعموا ان سليمان عليه السلام يدخل الجنة بعد الانبياء باربعين سنة لما أعطى من الملك في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله هذا اعطاؤنا قال كل هذا اعطاه اياه بعد رد الخاتم * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فامنن يقول اعتق من الجن من شئت وامسك منهم من شئت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله هذا عطاؤنا الآية قال الحسن الملك الذى أعطيناك فاعط ما شئت وامنع ما شئت فليس لك تبعة ولا حساب عليك في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب قال بغير حرج ان شئت أمسكت وان شئت أعطيت * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال أعطيت أو امسكت فليس عليك فيه حساب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال ما من نعمة أنعم الله على عبد الا وقد ساله فيها الشكر الا سليمان بن داود عليه السلام قال الله لسليمان عليه السلام فامنن أو أمسك بغير حساب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال ان الله اعطى سليمان عليه السلام ملكا هنيئا فقال الله هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب قال ان أعطى أجر وان لم يعط لم يكن عليه تبعة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب أي حسن مصير * وأخرج ابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال الزلفى القرب وحسن ماب قال المرجع * قوله تعالى (واذكر عبدنا أيوب) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه انى مسنى الشيطان بنصب وعذاب قال ذهاب الاهل والمال والضر الذى أصابه في جسده قال ابتلى سبع سنين وأشهرا فالقى على كناسة بنى اسرائيل تختلف الدواب في جسده ففرج الله عنه وأعظم له الاجر واحسن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله بنصب وعذاب قال بنصب الضر في الجسد وعذاب قال في المال * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى حاتم وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الشيطان عرج إلى السماء قال يا رب سلطني على أيوب عليه السلام قال الله قد سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده فنزل فجمع جنوده فقال لهم قد سلطت على أيوب عليه السلام فارونى سلطانكم فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق فارسل طائفة منهم إلى زرعة وطائفة إلى أهله وطائفة إلى بقره وطائفة إلى غنمه وقال انه لا يعتصم منكم الا بالمعروف فاتوه بالمصائب بعضها على بعض فجاء صاحب الزرع فقال يا أيوب الم تر إلى ربك أرسل على زرعك عدوا فذهب به وجاء صاحب الابل فقال يا أيوب الم تلى إلى ربك أرسل على ابلك عدوا فذهب بها ثم جاءه صاحب البقر فقال الم تر إلى ربك ارسل على بقرك عدوا فذهب بها وتفرد هو ببنيه جمعهم في بيت أكبرهم فبينما هم ياكلون ويشربون إذ هبت ريح فاخذت باركان البيت فالقته عليهم فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام فقال يا أيوب الم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم ياكلون ويشربون إذ هبت ريح فاخذت باركان البيت فالقته عليهم فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم فقال له أيوب انت الشيطان ثم قال له أنا اليوم كيوم ولدتني أمي فقام فحلق رأسه وقام يصلى فرن ابليس رنة سمع بها أهل السماء واهل الارض ثم خرج إلى السماء فقال أي رب انه قد اعتصم فسلطني عليه فانى لا أستطيعه الا بسلطانك قال قد سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه فنزل فنفخ تحت قدمه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة وألقى على الرماد حتى بدا حجاب قلبه فكانت امرأته تسعى إليه حتى قالت له أما ترى يا أيوب قد نزل بى والله من الجهد والفاقة ما ان بعت قرونى برغيف فاطعمك فادع الله أن يشفيك ويريحك قال ويحك كنا في النعيم سبعين عاما فاصبري حتى نكون 7 بياض بالاصل (*)
[ 316 ]
فانطلق يوما إلى الحمام وذلك الشيطان صخر معه فدخل الحمام وأعطى الشيطان خاتمه فالقاه في البحر فالتقمته سمكة ونزع ملك سليمان عليه السلام منه وألقى على الشيطان شبه سليمان فجاء فقعد على كرسيه وسلط على ملك سليمان كله غير نسائه فجعل يقضى بينهم أربعين يوما حتى وجد سليمان عليه السلام خاتمه في بطن السمكة فاقبل فجعل لا يستقبله جنى ولا طير الا سجد له حتى انتهى إليهم وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان صخر ثم أناب قال ناب ثم أقبل يعنى سليمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وألقينا على كرسيه جسدا قال شيطانا يقال له آصف فقال له سليمان كيف تفتنون الناس قال أرنى خاتمك أخبرك فلما أعطاه اياه نبذه آصف في البحر فساح سليمان عليه السلام وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه ومنعه الله تعالى نساء سليمان عليه السلام فلم يقربهن ولا يقربنه وأنكرنه وأنكر الناس أمر سليمان عليه السلام وكان سليمان عليه السلام يستطعم فيقول أتعرفوني أسنا سليمان فيكذبوه حتى أعطته امرأته يوما حوتا وطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرجع إليه ملكه وفر الشيطان فدخل البحر نارا * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لسليمان ولد فقال للشيطان تواريه من الموت قالوا نذهب به إلى المشرق فقال يصل إليه الموت قالوا فالى المغرب قال يصل إليه قالوا إلى البحار قال يصل إليه الموت قال نضعه بين السماء والارض ونزل عليه ملك الموت فقال انى أمرت بقبض نسمة طلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الارض فلم أصبها فبينا أنا صاعد أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتى وقع على كرسى سليمان فهو قول الله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب وقال ابن سعد رضى الله عنه أخبرنا الواقدي حدثنا معشر عن المقبرى ان سليمان بن داود عليه السلام قال لاطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائى فتأتى كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة امرأة فلم تحمل امرأة الا امرأة واحدة حملت بشق انسان قال ولم يكن شئ أحب إلى سليمان من تلك الشقة قال وكان أولاده يموتون فجاء ملك الموت في صورة رجل فقال له سليمان عليه السلام ان استطعت أن تؤخر ابني هذا ثمانية أيام إذا جاءه أجله فقال لا ولكن أخبرك قبل موته بثلاثة أيام قال لمن عنده من الجن أيكم يخبا لى ابني هذا قال أحدهم أنا أخبؤه لك في المشرق قال ممن تخبؤه قال من ملك الموت قال يبصره قال آخر أنا أخبؤه لك بين قرينين لا يريان قال سليمان عليه السلام ان كان شئ فهذا فلما جاء أجله نظر ملك الموت في الارض فلم يره في مشرقها ولا في معربها ولا شئ من البحار ورآه بين قرينين فجاءه فاخذه فقبض روحه على كرسى سليمان فذلك قوله ولقد فتنا سليمان وهو قول الله وألقينا على كرسيه جسدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال بينما سليمان بن داود جالسا على شاطئ البحر وهو يعبث بخاتمه إذ سقط منه في البحر وكان ملكه في خاتمه فانطلق وخلف شيطانا في أهله فاتى عجوزا فاوى إليها فقالت له العجوز ان شئت ان تنطلق فتطلب وأكفيك عمل البيت وان شئت ان تكفيني عمل البيت وانطلق فالتمس قال فانطلق يلتمس فاتى قوما يصيدون السمك فلجس إليهم فنبذوا سمكات فانطلق بهن حتى أتى العجوز فاخذت تصلحه فشقت بطن سمكة فإذا فيها الخاتم فاخذته وقالت لسليمان عليه السلام ما هذا فاخذه سليمان عليه السلام فلبسه فاقبات إليه الشياطين والانس والجن والطير والوحش وهرب الشيطان الذى خلف في أهله فاتى جزيرة في البحر فبعث إليه الشياطين فقالوا لا نقدر عليه انه يرد عينا في جزيرة في البحر في سبعة أيام يوما ولا نقدر عليه حتى يسكر قال فصب له في تلك العين خمرا فاقبل فشرب فسكر فاروه الخاتم فقال سمعا وطاعة فاوثقه سليمان عليه السلام ثم بعث به إلى جبل فذكروا انه جبل الدخان فالدخان الذى يرون من نفسه والماء الذى يخرج من الجبل بوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان دخل سليمان عليه السالم الحمام فوضع خاتمه عند امرأة من أوثق نسائه في نفسه فأتاها الشيطان فتمثل لها على صورة سليمان عليه السلام فاخذ الخاتم منها فلما خرج سليمان عليه السلام أتاها فقال لها هاتى الخاتم فقالت قد دفعته اليك قال ما فعلت فهرب سليمان عليه السلام وجلس الشيطان على ملكه وانطلق سليمان عليه السلام هاربا في الارض يتتبع ورق الشجر خمسين ليلة فانكر بنو
[ 317 ]
إليه ماله وولده فتجئ فتخبر أيوب فيقول لها لقيك عدو الله فلقنك هذا الكلام لئن أقامنى الله من مرضى لاجلدنك مائة فلذلك قال الله تعالى وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث يعنى بالضعث القبضة من الكبائس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما وخذ بيدك ضغثا قال الضغث القبضة من المرعى الطيب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وخذ بيدك ضغثا قال حزمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وخذ بيدك ضغثا قال عود فيه تسعة وتسعون عودا والاصل تمام المائة وذلك ان امرأته قال لها الشيطان قولى لزوجك يقول كذا وكذا فقالت له فحلف ان يضربها مائة فضربها تلك الضربة فكانت تحلة ليمينه وتخفيفا عن امرأته * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه أن بلغه ان أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته مائة في ان جاءته في زيادة على ما كانت تأتى به من الخبز الذى كانت تعمل عليه وخشى ان تكون قارفت من الخيانة فلما رحمه الله وكشف عنه الضر علم براءة امرأته مما اتهمها به فقال الله عزوجل وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث فاخذ ضغثا من ثمام وهو مائة عود فضرب به كما أمره الله تعالى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق ابن أبى نجيح عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وخذ بيدك ضغثا قال هي لايوب عليه السلام خاصة وقال عطاء هي للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه وخذ بيدك ضغثا قال جماعة من الشجر وكانت لايوب عليه السلام خاصة وهى لنا عامة * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وخذ بيدك ضغثا الآية وذلك انه أمره ان ياخذ ضغثا فيه مائة طاق من عيدان القت فيضرب به امرأته لليمين التى كان يحلف عليها قال ولا يجوز ذلك لاحد بعد أيوب الا الانبياء عليهم السلام * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبى امامة بن سهل بن حنيف قال حملت وليدة في بنى ساعدة من زنا فقيل لها ممن حملك قالت من فلان المقعد فسئل المقعد فقال صدقت فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا له عثكولا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة واحدة ففعلوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني وابن عساكر من طريق أبى امامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن عبادة رضى الله عنه قال كان في أبياتنا انسان ضعيف مجدع فلم يرع أهل الدار الا وهو على أمة من اماء أهل الدار يعبث بها وكان مسلما فرفع سعد رضى الله عنه شانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اضربوه حده فقالوا يا رسول الله انه أضعف من ذلك ان ضربناه مائة قتلناه فال فخذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه ضربة واحدة وخلوا سبيله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان رضى الله عنه ان رجلا أصاب فاحشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض على شفا موت فاخبر أهله بما صنع فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقنو فيه مائة شمراخ فضربه ضربة واحدة * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بشيخ قد ظهرت عروقه قد زنى بامرأة فضربه بضغث فيه مائة شمراخ ضربة واحدة * قوله تعالى (انا وجدناه صابرا نعم العبد) الآية * أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أيوب عليه السلام رأس الصابرين يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن العاصى رضى الله عنه قال نودى أيوب عليه السلام يا أيوب لولا أفرغت مكان كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج ابن عساكر عن ليث بن أبى سليم رضى الله عنه قال قيل لايوب عليه السلام لا تعجب بصبرك فلولا انى أعطيت موضع كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما ان امرأة أيوب قالت يا أيوب انك رجل مجاب الدعوة فادع الله ان يشفيك فقال ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فدعينا نكون في البلاء سبع سنين * وأخرج ابن عساكر عن وهب ابن منبه رضى الله عنه قال زوجة أيوب عليه السلام رحمة رضى الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن الحسن رضى الله عنه قال كان أيوب عليه السلام كلما أصابه مصيبة قال اللهم أنت أخذت وأنت أعطيت مهما تبقى نفسك أحمدك على حسن بلائك * قوله تعالى (واذكر عبادنا ابراهيم) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى
[ 318 ]
حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ واذكر عبدنا ابراهيم ويقول انما ذكر ابراهيم ثم ذكر بعده ولده * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ واذكر عبادنا على الجمع ابراهيم واسحق ويعقوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولى الايدى قال القوة في العبادة والابصار قال البصر في أمر الله * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه أولى الايدى والابصار قال اما اليد فهو القوة في العمل وأما الابصار فالبصر ما هم فيه من أمر دينهم * وأخرج عبد بن حيمد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه أولى الابدي قال القوة في أمر الله والابصار قال العقل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه أولى الايدى والابصار قال أولى القوة في العبادة ونصرا في الدين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال اخلصوا بذلك وبذكرهم دار يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال بذكر الآخرة وليس لهم هم ولا ذكر غيرها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه انا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال لهذه أخلصهم الله تعالى كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال بفضل أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير ذكرى الدار قال عقبى الدار * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ واليسع خفيفة وعن الاعمش انه قرأ اليسع مشددة * قوله تعالى (هذا ذكر وان للمتقين لحسن مآب) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله جنات عدن مفتحة لهم الابواب قال يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يقال لها انفتحي وانغلقى تكلمي فتفهم وتتكلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله وعندهم قاصرات الطرف أتراب قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن أتراب قال سن واحد * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله أتراب قال أمثال * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان هذا لرزقنا ماله من نفاد أي من انقطاع هذا فليذوقوه حميم وغساق قال كنا نحدث ان الغساق ما يسيل من بين جلده ولحمه وآخر من شكله أزواج قال من نحوه أزواج من العذاب * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد عن أبى رزين قال الغساق ما يسيل من صديدهم * وأخرج هناد عن عطية في قوله وغساق قال الذى يسيل من جلودهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وغساق قال الزمهرير وآخر من شكله قال نحوه أزواج قال ألوان من العذاب * وأخرج هناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال الغساق الذى لا يستطيعون أن يذوقوه من شدة برده * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن بريدة قال الغساق المنتن وهو بالطخاوية * وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ان دلوا من غساق يهراق في الدنيا لانتن أهل الدنيا * وأخرج ابن جرير عن كعب قال غساق عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غيرها فليستنقع * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله وآخر من شكله أزواج قال الزمهرير * وأخرج عبد بن حميد عن مرة قال ذكروا الزمهزير فقال وعبد الله وآخر من شكله أزواج فقالوا لعبد الله ان للزمهرير بردا فقرأ هذه الآية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله وآخر من شكله أزواج قال ألوان من العذاب * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ذكر الله العذاب فذكر السلاسل والاغلال وما يكون في الدنيا ثم قال وآخر من شكله أزواج قال آخر لم ير في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ واخر من شكله برفع الالف ونصب الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وآخر من شكله ممدوده منصوبة الالف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله هذا فوج مقتحم معكم إلى قوله فبئس القرار قال هؤلاء الاتباع يقولونه للرؤس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله فزده عذابا ضعفا في النار
[ 319 ]
قال أفاعى وحيات * قوله تعالى (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار قال ذلك قول أبى جهل بن هشام في النار مالى لا أرى بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا وفلانا اتخذناهم سخريا وليسوا كذلك أم زاغت عنهم الابصار أم هم في النار ولا نراهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ما لنا لا نرى رجلا كنا نعدهم من الاشرار الآية قال عبد الله بن مسعود ومن معه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شمر بن عطية وقالوا ما لنا لا نرى رجالا الآية قال أبو جهل في النار أين خباب أين أصيب أين بلال أين عمار * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار قال فقدوا أهل الجنة اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار قال أم هما معنا في النار ولا نراهم زاغت أبصارنا عنهم فلم ترهم حين أدخلوا النار * قوله تعالى (قل انما أنا منذر وما من اله الا الله) الآيتين * أخرج النسائي ومحمد بن نصر والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال لا اله الا الله الواحد القهار رب السموات والارض وما بينهما العزيز الغفار * قوله تعالى (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزى في الابانة عن مجاهد في قوله قل هو نبأ عظيم قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد في الابانة ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير عن قتادة قل هو نبا عظيم قال انكم تراجعون نبأ عظيما فاعقلوه عن الله ما كان لى من علم بالملا الاعلى إذ يختصمون قال هم الملائكة عليهم السلام كانت خصومتهم في شان آدم عليه السلام إذ قال ربك للملائكة انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء إلى قوله انى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ففى هذا اختصم الملا الاعلى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما كان لى من علم بالملا الاعلى قال الملائكة حين شووروا في خلق آدم عليه السلام فاختصموا فيه قالوا أتجعل في الارض خليفة * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما كان لى من علم بالملا الاعلى إذ يختصمون قال هي الخصومة في شان آدم أتجعل فيها من يفسد فيها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون فيم يختصم الملا الاعلى قالوا الله ورسوله أعلم قال يختصمون في الكفارات الثلاث اسباغ الوضوء في المكروهات والمشى على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد ابن حميد والترمذي وحسنه ومحمد بن نصر رضى الله عنه في كتاب الصلاة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى ربى الليلة في أحسن صورة أحسبه قال في المنام قال يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى قلت لا فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديى أو في نحرى فعلمت ما في السموات وما في الارض ثم قال يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى قلت نعم في الكفارات والمكث في المسجد بعد الصلوات والمشى على الاقدام إلى الجماعات واسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير وكان من خطيئة كيوم ولدته أمه وقل يا محمد إذا صليت اللهم انى أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون قال والدرجات افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الترمذي وصححه ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم دعا بسوطه فقال على مصافكم كما أنتم ثم انفتل الينا ثم قال أما انى أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة انى قمت الليلة فقمت وصليت ما قدر لى ونعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربى قال فيم يختصم الملا الاعلى قلت لا أدرى فوضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديى فتجلى لى كل شئ وعرفته فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملا الاعلى قلت في الدرجات والكفارات فقال ما الدرجات فقلت اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام قال صدقت فما
[ 320 ]
الكفارات قلت اسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الاقدام إلى الجماعات قال صدقت قل يا محمد اللهم انى أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لى وترحمني وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون اللهم انى أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك قال النبي صلى الله عليه وسلم تعلموهن وادرسوهن فانهن حق * وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجلى لى في أحسن صورة فسألني فيم يختصم الملائكة قلت يا رب مالى به علم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديى فما سألني عن شئ الا علمته قلت في الدرجات والكفارات واطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربى في أحسن صورة قال يا محمد فقلت لبيك ربى وسعديك ثلاث مرات قال هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى قلت لا فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديى ففهمت الذى سألني عنه فقلت نعم يا رب يختصمون في الدرجات والكفارات قلت الدرجات اسباغ الوضوء بالسبرات والمشى على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة والكفارات اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الالقاب وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال أصبحنا يوما فاتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرنا فقال أتانى ربى البارحة في منامي في أحسن صورة فوضع يده بين ثدى وبين كتفي فوجدت بردهن بين ثديى فعلمني كل شئ قال يا محمد قلت لبيك رب وسعديك قال هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى قلت نعم يا رب في الكفارات والدرجات قال فما الكفارات قلت افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة والناس نيام قال فما الدرجات قلت اسباغ الوضوء في المكروهات والمشى على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن نصر والطبراني وابن مردويه عن أبى امامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتانى ربى في أحسن صورة فقال يا محمد فقلت لبيك وسعديك قال فيم يختصم الملا الاعلى قلت لا أدرى فوضع يده بين ثديى فعلمت في منامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة فقال فيم يختصم الملا الاعلى فقلت في الدرجات والكفارات فاما الدرجات فاسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال صدقت من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وأما الكفاات فاطعام الطعام وافشاء السلام وطيب الكلام والصلاة والناس نيام ثم قال اللهم انى أسألك فعل الحسنات وترك السيآت وحب المساكين ومغفرة وان تتوب على وإذا أردت في قوم فتنة فنجني غير مفتون * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم يختصم الملا الاعلى قال في الدرجات والكفارات فاما الدرجات فاطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وأما الكفارات فاسباغ الوضوء في السيرات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اسرى بى إلى السماء السابعة قال يا محمد فيم يختصم الملا الاعلى فذكر الحديث * وأخرج الطبراني في السنة والخطيب عن أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما كان ليلة أسرى بى رأيت ربى عزوجل في أحسن صورة فقال يا محمد فيم يختصم الملا الاعلى قلت في الكفارات والدرجات قال وما الكفارات قلت اسباغ الوضوء في السبرات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال فما الدرجات قلت اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام ثم قال قل قلت فما أقول قال قل اللهم انى أسالك عملا بالحسنات وترك المنكرات وإذا أردت بقوم فتنة وانا فيهم فاقبضني اليك غير مفتون * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في السنة عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي رضى الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال له قائل ما رأيناك أسفر وجها منك الغداة قال ومالى لا أكون كذلك وقد رأيت ربى عزوجل في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملا الاعلى يا محمد فقلت في الكفارات قال وما هن قلت المشى على الاقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد لانتظار الصلوات ووضع
[ 321 ]
الوضوء أماكنه في المكان قال وفيم قلت في الدرجات قال وما هن قال اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام ثم قال يا محمد قل اللهم انى أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين فو الذى نفسي بيده انهن حق * وأخرج ابن نصر والطبراني في السنة عن ثوبان رضى الله عنه قال خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال ان ربى عزوجل أتانى الليلة في أحسن صورة فقال لى يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى فقلت لا أعلم يا رب قال فوضع كفيه بنى كتفي حتى وجدت أنامله في صدري فتجلى لى بين السماء والارض قلت نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات قال فما الدرجات قلت اطعام الطعام وافشاء السلام وقيام الليل والناس نيام وأما الكفارات فمشى على الاقدام إلى الجماعات واسباغ الوضوء في الكراهيات وجلوس في المساجد خلف الصلوات ثم قال يا محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع قلت اللهم انى أسالك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لى وترحمني واذ أردت في قوم فتنة فتوفنى اليك وأنا غير مفتون اللهم انى أسالك حبك وحب من أحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك * قوله تعالى (إذ قال ربك للملائكة) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما كان لى من علم بالملا الاعلى إذ يختصمون إذ قال ربك للملائكة قال هذه الخصومة * قوله تعالى (لما خلقت بيدى) * أخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات عن عبد الله بن الحارث رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ثم قال وعزتي لا يسكنها مدمن خمر ولا ديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال الذى يشير لاهله السوء * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال خلق الله أربعا بيده العرش وجنات عدن والقلم وآدم ثم قال لكل شئ كن فكان واحتجب من خلقه باربعة بنار وظلمة ونور 7 * وأخرج هناد عن ميسرة رضى الله عنه قال خلق الله أربعة بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده وخلق القلم بيده * وأخرج هناد عن ابراهيم رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال ان الله لم يخلق بيده الا ثلاثة أشياء خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الرجيم اللعين قوله الا عبادك منهم المخلصين قال المخلصين بالنصب فقلت كل شئ في القرآن هكذا نقرؤها قال نعم * قوله تعالى (قال فالحق والحق أقول) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فالحق والحق أقول قال انا الحق أقول الحق * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم رضى الله عنه قال فالحق رفع والحق نصب أقول رفع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه انه قرأها فالحق بالرفع والحق أقول نصبا قال يقول الله أنا الحق والحق أقول * قوله تعالى (قل ما أسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال قل يا محمد ما أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن مسروق رضى الله عنه قال بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول يوم تأتى السماء بدخان يكون يوم القيامة ياخذ باسماع المنافقين وأبصارهم وياخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال فقمنا حتى دخلنا على عبد الله رضى الله عنه وهو في بيته فاخبرناه وكان متكئا فاستوى قاعدا فقال أيها الناس من علم منكم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ما أسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * وأخرج الديلمى وابن عساكر عن الزبير رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لاألى من التكلف وصالحو أمتى * وأخرج أحمد وابن عدى والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن شقيق رضى الله عنه قال دخلت أنا وصاحب لى على سلمان رضى الله عنه فقرب الينا خبزا وملحا فقال لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر فبعث مطهرته فرهنها فجاء الصعتر فلما اكلنا قال صاحبي الحمدلله الذى قنعنا بما رزقنا فقال سلمان رضى الله عنه لو قنعت ما كانت مطهرتى مرهونة عند البقال * وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضى الله عنه قال نهانا
[ 322 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتكلف للضيف * وأخرج البيهقى عن سلمان رضى الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا وان نقدم ما حضر * وأخرج ابن عدى عن أبى برزة رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم باهل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال الرحماء بينهم ألا أنبئكم باهل النار قلنا بلى قال هم الآيسون القانطون الكذابون المتكلفون * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن المنذر قال آية المتكلف ثلاث تكلف فيما لا يعلم وينازل من فوقه ويتعاطى مالا ينال * وأخرج ابن سعد عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال من علم علما فليعلمه ولا يقولن ما ليس له به علم فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين * قوله تعالى (ولتعلمن نباه بعد حين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولتعلمن نباه بعد حين قال بعد الموت وقال الحسن رضى الله عنه يا ابن آدم عند الموت ياتيك الخبر اليقين * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله ولتعلمن نباه بعد حين قال بعضهم يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ولتعلمن نباه قال صدق هذا الحديث نبا ما كذبوا به بعد حين من الدنيا وهو يوم القيامة وقرأ لكل نبا مستقر قال وهو الآخرة يستقر فيها الحق ويبطل فيها الباطل * (سورة الزمر مكية) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت سورة الزمر بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت بمكة سورة الزمر سوى ثلاث آيات نزلت بالمدينة في وحشى قاتل حمزة قال يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى ثلاث آيات * قوله تعالى (تنزيل الكتاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق يعنى القرآن فا عبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص قال شهادة أن لا اله الا الله والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى قال ما نعبد هذه الآلهة الا ليشفعوا لنا عند الله تعالى * وأخرج ابن مردويه عن يزيد الرقاشى رضى الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله انا نعطى أموالنا التماس الذكر فهل لنا في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل الا من أخلص له ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ألا لله الدين الخالص * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن ابن عباس رضى الله عنهما والذين اتخذوا من دونه أولياء الآية قال أنزلت في ثلاثة أحياء عامر وكنانة وبنى سلمة كانوا يعبدون الاوثان ويقولون الملائكة بناته فقالوا انما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى قال قريش يقولون للاوثان ومن قبلهم يقولونه للملائكة ولعيسى بن مريم ولعزيز * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضى الله عنه قال كان عبد الله رضى الله عنه يقرأ والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه كان يقرؤها قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى * قوله تعالى (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يكور الليل على النهار قال يحمل الليل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل قال هو غشيان أحدهما على الآخر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل قال يغشى هذا هذا وهذا هذا * قوله تعالى (خلقكم من نفس واحدة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله خلقكم من نفس واحدة يعنى آدم وخلق منها زوجها خلقها من ضلع من أضلاعه وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما ثم أنبت الشعر أطوارا في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة فانى تصرفون قال كقوله فانى تؤفكون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج من الابل والبقر والضان والمعز وفي قوله من بعد خلق قال نطفة ثم ما يتبعها حتى يتم خلقه في ظلمات
[ 323 ]
ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله خلقا من بعد خلق قال علقمة ثم مضغة ثم عظاما في ظلمات ثلاث قال ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة * قوله تعالى (ان تكفروا فان الله غنى عنكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما ان تكفروا فان الله غنى عنكم يعنى الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فيقولون لا اله الا الله ثم قال ولا يرضى لعباده الكفر وهم عباده المخلصون الذين قال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان فالزمهم شهادة أن لا اله الا الله وجبها إليهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ولا يرضى لعباده الكفر قال لا يرضى لعباده المسلمين الكفر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال والله ما رضى الله لعبده ضلالة ولا أمره بها ولا دعا إليها ولكن رضى لكم طاعته وأمركم بها ونهاكم عن معصيته * قوله تعالى (دعا ربه منيبا إليه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله دعا ربه منيبا إليه قال أي مخلصا إليه * قوله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه تلا هذه الآية أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه الآية قال ذاك عثمان بن عفان وفي لفظ نزلت في عثمان بن عفان * وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج جويبر عن عكرمة مثله * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية في ابن مسعود وعمار وسالم مولى أبى حذيفة رضى الله عنهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يحذر الآخرة يقول يحذر عذاب الآخرة * واخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه أنه كان يقرأ أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر عذاب الآخرة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) * أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس رضى الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في الموت فقال كيف تجدك قال أرجو وأخاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن الا أعطاه الذى يرجو وأمنه الذى يخاف * قوله تعالى (وأرض الله واسعة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأرض الله واسعة قال أرضى واسعة فهاجروا واعتزلوا الاوثان * قوله تعالى (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * أخرج عبد بن حميد وابن جرر عن قتادة رضى الله عنه انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال لا والله ما هناك مكيال ولا ميران * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا ويحثه عليه حثا فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام صوت معروف قال جبريل عليه السلام يا رب عبدك فلان اقض حاجته فيقول الله تعالى دعه انى أحب أن أسمع صوته فإذا قال يا رب قال الله تعالى لبيك عبدى وسعديك وعزتي لا تدعوني بشئ الا استجبت لك ولا تسألني شيا الا أعطيتك اما أن أعجل لك ما سالت واما أن أدخر لك عندي أفضل منه واما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنصب الموازين يوم القيامة فيأتون باهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ويصب عليهم الاجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل وذلك قوله انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن على رضى الله عنه قال سمعت جدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى باهل البلاء يوم
[ 324 ]
القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الاجر صبا وقرأ انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض * قوله تعالى (قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم الآية قال هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال أهليهم من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يخسرونها فيتحسرون في النار أحياء ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال ليس أحد الا قد أعد الله تعالى له أهلا في الجنة ان أطاعه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله * قوله تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار) الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم من فوقهم ظلل قال غواش ومن تحتهم ظلل قال مهاد * وأخرج ابن أبى شيبة عن سويد بن غفلة قال إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل انسان منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه باقفال من نار فلا يعرف منه عرق الا وفيه مسمار ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل باقفال من نار ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره فذلك قوله لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل وقوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش * قوله تعالى (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها قال نزلت هاتان الايتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا اله الا الله في زيد بن عمرو بن نفيل وأبى ذر الغفاري وسلمان الفارسى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان سعيد بن زيد وأبو ذر وسلمان يتبعون في الجاهلية أحسن القول وأحسن القول والكلام لا اله الا الله قالوا بها فانزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يستمعون القول فيتبعون أحسنه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال الطاغوت الشيطان هو ههنا واحد وهى جماعة مثل قوله يا أيها الانسان ما غرك قال هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس نما هو واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه والذى اجتنبوا الطاغوت قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأنابوا إلى الله لهم البشرى قال أقبلوا إلى الله فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال أحسنه طاعة الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن الضحاك في قوله فيتبعون أحسنه قال ما أمر الله تعالى النبيين عليهم السلام من الطاعة * وأخرج سعيد بن منصور عن الكلبى في قوله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال هو الرجل الذى يقعد إلى المحدث فيذهب باحسن ما سمع * واخرج سعيد بن منصور عن عمر بن الخطاب قال لولا ثلاث يسرنى أن أكون قدمت لولا أن أضع جبيني لله وأجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر والسير في سبيل الله * وأخرج جويبر عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت لها سبعة أبواب الآية أتى رجل من الانصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لى سبعة مماليك وانى أعتقت لكل باب منها مملوكا فنزلت هذه الآية فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد قال لما نزلت فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى من مات لا يشرك بالله شيا دخل الجنة فاستقبل عمر الرسول فرده فقال يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس قدر رحمة الله لاتكلوا ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم * قوله تعالى (أفمن حق عليه كلمة العذاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم غرف من فوقها غرف قال علالى * قوله تعالى (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض قال ما أنزل الله من السماء ولكن عروق في الارض تغمره فذلك
[ 325 ]
قوله فسلكه ينابيع في الارض فمن سره أن يعود الملح عذبا فليصعد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والخرائطي في مكارم الاخلاق عن الشعبى رضى الله عنه في قوله فسلكه ينابيع في الارض أصله من السماء * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فسلكه ينابيع في الارض قال عيونا * وأخرج عبد ابن حميد عن الكلبى رضى الله عنه قال العيون والركايا مما أنزل الله من السماء فسلكه ينابيع في الارض والله أعلم * قوله تعالى (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أفمن شرح الله صدره للاسلام الآية قال ليس المشروح صدره كالقاسية قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه قالوا يا رسول الله فهل ينفرج الصدر قال نعم قالوا هل لذلك علامة قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فقلنا يا رسول الله كيف انشراح صدره قال إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا يا رسول الله فما علامة ذلك قال الانابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والتاهب للموت قبل نزول الموت * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رجلا قال يا نبى الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم له استعداد وإذا دخل النور القلب انفسح واستوسع فقالوا ما آية ذلك يا نبى الله قال الانابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت ثم أخرج عن أبى جعفر عبد الله بن المسور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد فيه أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه * قوله تعالى (فويل للقاسية قلوبهم) الآية * أخرج الترمذي وابن مردويه وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وان أبعد الناس من الله القلب القاسي * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى الجلد رضى الله عنه أن عيسى عليه السلام أوصى إلى الحواريين ان لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم وان القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم * وأخرج ابن مردويه عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم * وأخرج العقيلى والطبراني في الاسوط وابن عدى وابن السنى وأبو نعيم كلاهما في الطب والبيهقي في شعب الايمان وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يورث القسوة في القلب ثلاث خصال حب الطعام وحب النوم وحب الراحة والله أعلم * قوله تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا يا رسول الله لو حدثتنا فنزل الله نزل أحسن الحديث * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى قال القرآن كله مثانى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مثانى قال القرآن يشبه بعضه بعضا ويرد بعضه إلى بعض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما كتابا متشابها حلاله وحرامه لا يختلف شئ منه الآية تشبه الآية والحرف يشبه الحرف مثانى قال يثنى الله فيه الفرائض والحدود والقضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه كتابا متشابها قال القرآن كله مثانى قال من ثناء الله إلى عبده * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله متشابها قال يفسر بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى رجاء رضى الله عنه قال سالت الحسن رضى الله عنه عن قول الله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها قال ثنى الله فيه القضاء تكون في هذه السورة الآية وفي السورة الآية الاخرى تشبه بها * وأخرج عبد بن حميد عن أبى 7 رضى الله عنه قال سئل عكرمة رضى الله عنه عنها وأنا أسمع فقال ثنى الله فيه القضاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
[ 326 ]
المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم هذا نعت أولياء الله نعتهم الله تعالى قال تقشعر جلودهم وتبكى أعينهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله تعالى ولم ينعتهم الله تعالى بذهاب عقولهم والغشيان عليهم انما هذا في أهل البدع وانما هو من الشيطان * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الآية قال إذا سمعوا ذكر الله والوعيد اقشعروا ثم تلين جلودهم إذا سمعوا ذكر الجنة واللين يرجون رحمة الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه وابن أبى حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء رضى الله عنها كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرؤا القرآن قالت كانوا كما فعتهم الله تعالى تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم قلت فان ناسا ههنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عامر بن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال جئت أمي فقلت وجدت قوما ما رأيت خيرا منهم قط يذكرون الله تعالى فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقالت لا تقعد معهم ثم قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلوان القرآن فلا يصيبهم هذا افتراهم أخشى من أبى بكر وعمر * وأخرج ابن أبى شيبة عن قيس بن جبير رضى الله عنه قال الصعقة من الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابراهيم رضى الله عنه في الرجل يرى الضوء قال من الشيطان لو كان يرى خيرا لاوثر به أهل بدر * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابى ابن كعب رضى الله عنه قال ليس من عبد على سبيل ذكر سنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله تعالى الا كان مثله مثل شجرة يبس ورقها وهى كذلك فاصابتها ريح تحات 7 ورقها كما تحات عنها ورقها وليس من عبد على سبيل وذكر سنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله الا لم تمسه النار أبدا * قوله تعالى (أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة قال يجر على وجهه في النار وهو مثل قوله أفمن يلقى في النار خير أمن ياتي آمنا يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى فيها فاول ما تمس وجهه النار * قوله تعالى (قرآنا عربيا غير ذى عوج) الآية * أخرج الآجرى في الشريعة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قرآنا عربيا غير ذى عوج قال غير مخلوق * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قرآنا عربيا غير ذى عوج قال غير مخلوق * وأخرج ابن شاهين في السنة عن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القرآن كلام الله غير مخلوق * وأخرج ابن أبى حاتم في السنة والبيهقي في الاسماء والصفات عن الفرج بن زيد الكلاعى رضى الله عنه قال قالوا لعلى حكمت كافرا ومنافقا فقال ما حكمت مخلوقا ما حكمت الا القرآن * وأخرج البيهقى وابن عدى عن أنس بن مالك رضى الله عنه انه قال القرآن كلام الله وليس كلام الله بمخلوق * وأخرج البيهقى عن عكرمة رضى الله عنه قال صلى ابن عباس رضى الله عنهما على جنازة فلما وضع الميت في قبره قال له رجل اللهم رب القرآن اغفر له فقال له ابن عباس رضى الله عنه مه لا تقل مثل هذا منه بدا واليه يعود وفي لفظ فقال ابن عباس ثكلتك أمك ان القرآن منه * وخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال القرآن كلام الله * وأخرج البيهقى عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه قال أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون القرآن كلام الله ليس بمخلوق * وأخرج البيهقى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال سئل على بن الحسين عن القرآن فقال ليس بخالق ولا بمخلوق وهو كلام الخالق * وأخرج البيهقى عن قيس بن الربيع قال سالت جعفر بن محمد رضى الله عنه عن القرآن فقال كلام الله قلت مخلوق قال لا قلت فما تقول فيمن زعم انه مخلوق قال يقتل ولا يستناب * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قرآنا عربيا غير ذى عوج قال غير ذى سلس * قوله تعالى
[ 327 ]
(ضرب الله مثلا رجلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال الرجل يعبد آلهة شئ فهذا مثل ضربه الله تعالى لاهل الاوثان رجلا سالما يعبد الها واحدا ضرب لنفسه مثلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال هو المشرك تنازعه الشياطين لا يعرفه بعضهم لبعض ورجلا سالما لرجل قال هذا المؤمن أخلص لله الدعوة والعبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سالما لرجل قال مثل آلهة الباطل واله الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه شركاء متشاكسون يعنى الصنم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ورجلا سالما قال ليس لاحد فيه شئ * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأها ورجلا سلما لرجل بغير ألف منصوبة اللام * وأخرج ابن أبى حاتم عن مبشر بن عبيد القرشى رضى الله عنه قال قراءة عبد الله بن عمر رضى الله عنه ورجلا سالما لرجل قال خالصا لرجل فانما يعنى مستسلما لرجل * قوله تعالى (انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنه قال لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى ان هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكنابين من قبل انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا انك ميت وانهم ميتون انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فقلت لم نختصم أما نحن فلا نعبد الا الله وأما ديننا فالاسلام وأما كتابنا فالقرآن لا نغيره أبدا ولا نحرف الكتاب وأما قبلتنا فالكعبة وأما حرمنا فواحد وأما نبينا فمحمد صلى الله عليه وسلم فكيف نختصم حتى كفح بعضنا وجه بعض بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قالت نزل علينا الآية ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندرى ما تفسيرها ولفظ عبد بن حميد وما ندرى فيم نزلت قلنا ليس بيننا خصومة فما التخاصم حتى وقعت الفتنة فقلنا هذا الذى وعدنا ربنا ان نختصم فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن عساكر عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه قال أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندرى فيم نزلت قلنا ليس بيننا خصومة قالوا وما خصومتنا ونحن اخوان فلما قتل عثمان بن عفان رضى الله عنه قالوا هذه خصومة ما بيننا * وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى رضى الله عنه قال لما قرئت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قيل يا رسول الله فما الخصومة قال في الدماء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله انك ميت وانهم ميتون قال نعى لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه ونعى لكم أنفسكم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في البعث والنشور عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال لما نزلت انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلت يا رسول الله أينكر علينا ما يكون بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم لينكرن ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه قال الزبير رضى الله عنه فو الله ان الامر لشديد * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال لما أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير رضى الله عنه يا رسول الله يكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ليكرر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه قال الزبير رضى الله عنه ان الامر لشديد * وأخرج سعيد بن منصور عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض
[ 328 ]
بالسيوف قلنا نعم هو هذا * وأخرج أحمد بسند حسن عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليختصمن يوم القيامة كل شئ حتى الشاتين فيما انتطحتا * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند لا باس به عن أبى أيوب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته والله ما يتكلم لسانها ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت لزوجها وتشهد يداه ورجلاه بما كان يوليها ثم يدعى الرجل وخادمه بمثل ذلك ثم يدعى أهل الاسواق وما يوجد ثم دوانق ولا قراريط ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذى ظلم وسيآت هذا الذى ظلمه توضع عليه ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال اوردوهم إلى النار فو الله ما أدرى يدخلونها أو كما قال الله وان منكم الا واردها * وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم القيامة جاران * وأخرج البزار عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالامير الجائر فتخاصمه الرعية * وأخرج ابن منده عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يختصم الناس يوم القيامة حتى يختصم الروح مع الجسد فيقول الروح للجسد انت فعلت ويقول الجسد للروح انت أمرت وانت سولت فيبعث الله تعالى ملكا فيقضى بينهما فيقول لهما ان مثلكما كمثل رجل مقعد بصير وآخر ضرير دخلا بستانا فقال المقعد للضرير انى أرى ههنا ثمارا ولكن لا أصل إليها فقال له الضرير اركبني فتناولها فركبه فتناولها فايهما المعتدى فيقولان كلاهما فيقول لهما الملك فانكما قد حكمتما على أنفسكما يعنى ان الجسد للروح كالمطية وهو راكبه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون يقول يخاصم الصادق الكاذب والمظلوم الظالم والمهتدى الضال والضعيف المستكبر * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى الدرداء رضى الله عنه ان رجلا أبصر جنازة فقال من هذا قال أبو الدرداء رضى الله عنه هذا انت هذا انت يقول الله انك ميت وانهم ميتون * قوله تعالى (فمن أظلم ممن كذب على الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق أي بالقرآن وصدق به قال المؤمنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله والذى جاء بالصدق يعنى بلا اله الا الله وصدق به يعنى برسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك هم المتقون يعنى اتقوا الشرك * وأخرج ابن جرير والباوردي في معرفة الصحابة وابن عساكر من طريق أسيد بن صفوان وله صحبة عن على بن أبى طالب قال الذى جاء بالحق محمد صلى الله عليه وسلم وصدق به أبو بكر رضى الله عنه هكذا الرواية بالحق ولعلها قراءة لعلى رضى الله عنه * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة والذى جاء بالصدق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به قال على بن أبى طالب رضى الله عنه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله والذى جاء بالصدق قال هو جبريل عليه السلام وصدق به قال هو النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انه كان يقرأ والذى جاء بالصدق وصدقوا به قال هم أهل القرآن يجيؤن بالقرآن يوم القيامة يقولون هذا ما أعطيتمونا قد اتبعنا ما فية * قوله تعالى (أليس بالله بكاف عبده) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله أليس الله بكاف عبده قال محمد صلى الله عليه وسلم * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال قال لى رجل قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك فنزلت ويخوفونك بالذين من دونه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن جرير عن قتادة ويخوفونك بالذين من دونه قال بالآلهة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ليكسر العزى فقال سادنها وهو قيمها يا خالد انى أحذركها لا يقوم لها شئ فمشى إليها خالد بالفاس وهشم أنفها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد عن مجاهد ويخوفونك بالذين من دونه قال الاوثان والله أعلم * قوله تعالى (قل أرأيتم ما تدعون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قل أرأيتم ما تدعون من دون الله يعنى الاصنام * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ هل من كاشفات ضره مضاف لا منون كاشفات وممسكات رحمته مثلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وما أنت عليهم
[ 329 ]
بوكيل قال بحفيظ والله أعلم * قوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الانفس الآية قال نفس وروح بينهما شعاع الشمس فيتوفى الله النفس في منامه ويدع الروح في جسده وجوفه يتقلب ويعيش فان بد الله أن يقبضه قبض الروح فمات أو أخر أجله رد النفس إلى مكانها من جوفه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الاوسط وأبو الشيخ في العظمة والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الانفس حين موتها الآية قال يلتقى أرواح الاحياء وأرواح الاموات في المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله تعالى ثم يمسك الله أرواح الاموات ويرسل أرواح الاحياء إلى أجسادها إلى أجل مسمى لا يغلط بشئ من ذلك فذلك قوله أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الانفس حين موتها الآية قال كل نفس لها سبب تجرى فيه فإذا قضى عليها الموت نامت حتى ينقطع السبب والتى لم تمت تترك * وأخرج جويبر عن ابن عباس في الآية قال سبب ممدود بين السماء والارض فارواح الموتى وأرواح الاحياء إلى ذلك السبب فتعلق النفس الميتة بالنفس الحية فإذا أذن لهذه الحية بالانصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها أمسكت النفس الميتة وأرسلت الاخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن فرقد قال ما من ليلة من ليالى الدنيا الا والرب تبارك وتعالى يقبض الارواح كلها مؤمنها وكافرها فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار وهو أعلم ثم يدعو ملك الموت فيقول اقبض هذا واقبض هذا من قضى عليه الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن سليم بن عامر ان عمر بن الخطاب قال العجب من رؤيا الرجل انه يبيت فيرى الشئ لم يخطر له على بال فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيأ فقال على بن أبى طالب أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت في منامها فيمسك التى قضى عليهما الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى فالله يتوفى الانفس كلها فما رأت وهى عنده في السماء فهى الرؤيا الصادقة وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها وأخبرتها بالاباطيل فكذبت فيها فعجب عمر من قوله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى أيوب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان نازلا عليه في بيته حين أراد أن يرقد قال كلاما لم نفهمه قال فسألته عن ذلك فقال اللهم أنت تتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت في منامها فتمسك التى قضى عليها الموت وترسل الاخرى إلى أجل مسمى أنت خلقتني وأنت تتوفانى فان أنت توفيتنى فاغفر لى وان أنت أخرتني فاحفظني * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة ازاره فانه لا يدرى ما خلفه عليه ثم ليقل اللهم باسمك ربى وضعت جنبى وباسمك ارفعه ان أمسكت نفسي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى جحيفة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذى ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال انكم كنتم أمواتا فرد الله اليكم أرواحكم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي عن أبى قتادة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ليلة الوادي ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال من يكاؤنا الليلة فقلت أنا فنام ونام الناس ونمت فلم نستيقظ الا بحر الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس ان هذه الارواح عارية في أجساد العباد فيقبضها إذا شاء ويرسلها إذا شاء * وأخرج الطبراني عن أبى أمامة رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس فاقام الصلاة ثم صلى بهم ثم قال إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا فان الله سبحانه وتعالى يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت في منامها * قوله تعالى (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم اتخذوا من دون الله شفعاء قال الآلهة * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قل لله الشفاعة جميعا قال لا يشفع عنده أحد الا باذنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وإذا ذكر الله وحده اشمأزت
[ 330 ]
قال انقبضت قال هو يوم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم والنجم عند باب الكعبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال قست ونفرت قلوب هؤلاء الاربعة الذين لا يؤمنون بالآخرة أبو جهل بن هشام والوليد بن عتبة وصفوان وأبى بن خلف وإذا ذكر الذين من دونه اللات والعزى إذا هم يستبشرون * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال نفرت قلوب الكافرين من ذكر الله سبحانه وتعالى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول إذا غض النفاق لها اشمازت * وولته عشورته زبونا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله وإذا ذكر الله وحده اشمازت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال استكبرت ونفرت وإذا ذكر الذين من دونه قال الآلهة * قوله تعالى (قل اللهم فاطر السموات والارض) * أخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلفت من الحق باذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم * قوله تعالى (وإذا مس الانسان الضر دعا ربه) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم إذا خولناه نعمه منا قال أعطيناه قال انما أوتيته على علم أي على شرف أعطانيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم إذا خولناه نعمة منا قال أعطيناه وعن قتادة في قوله انما أوتيته على علم قال على خبر عندي بل هي فتنة قال بلاء * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله قد قالها الذين من قبلهم الامم الماضية والذين ظلموا من هؤلاء قال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم في مشركي أهل مكة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضى الله عنهما 3 فكتبتها بيدى ثم بعثت إلى هشام بن العاصى * وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند لين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشى بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الاسلام فارسل إليه يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثا ما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لى من رخصة فانزل الله الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيأتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقال وحشى هذا شرط شديد الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا فانزل الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقال وحشى هذا أرى بعد مشيئة فلا يدرى يغفر لى أم لا فهل غير هذا فانزل الله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قال وحشى هذا فهم فاسلم فقال الناس يا رسول الله أنا أصبنا ما أصاب وحشى قال بلى للمسلمين عامة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد قال لما أسلم وحشى أنزل الله والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق قال وحشى وأصحابه فنحن قد ارتكبنا هذا كله فانزل الله قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن وحشى قال لما كان من أمر حمزة ما كان ألقى الله خوف محمد صلى الله عليه وسلم في قلبى خرجت هاربا أكمن النهار وأسير الليل حتى صرت إلى أقاويل حمير فنزلت فيهم فاقمت حتى أتانى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني إلى الاسلام قلت وما الاسلام قال تؤمن بالله ورسوله وتترك الشرك بالله وقتل النفس التى حرم الله وشرب الخمر والزنا والفواحش كلها وتستحم من الجنابة وتصلى الخمس قال ان الله قد أنزل هذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم فقلت أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فصافحني وكناني بابى حرب * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبى هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون
[ 331 ]
فقال والذى نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ثم انصرف وبكى القوم فأوحى الله إليه يا محمد لم تقنط عبادي فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبشروا وقربوا وسددوا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب قال اتفقت أنا وعياش بن أبى ربيعة وهشام بن العاصى بن بن وائل ان نهاجرا إلى المدينة فخرجت أنا وعياش وفتن هشام فافتتن فقدم على عياش أخوه أبو جهل والحارث بن هشام فقالا ان أمك قد نذرت ان لا يظلها ظل ولا يمس رأسها غسل حتى تراك فقلت والله ان يريداك الا أن يفنناك عن دينك وخرجا به وفتنوه فافتتن قال فنزلت يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله قال عمر رضى الله عنه فكتبت إلى هشام فقدم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وذلك ان أهل مكة قالوا يزعم محمد ان من عبد الاوثان ودعا مع الله الها آخر وقتل النفس التى حرم الله لم يغفر له فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا الآلهة وقتلنا النفس ونحن أهل الشرك فانزل الله يا عبادي الذى أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وقال وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له وانما يعاتب الله أولى الالباب وانما الحلال والحرام لاهل الايمان فاياهم عاتب واياهم أمر إذا أسرف أحدهم على نفسه أن لا يقنط من رحمة الله وان يتوب ولا يضن بالتوبة على ذلك الاسراف والذنب الذى عمل وقد ذكر الله تعالى في سورة آل عمران المؤمنين حين سألوا المغفرة فقالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا فينبغي ان يعلم انهم كانوا يصيبون الامرين فامرهم بالتوبة * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في وحشى وأصحابه يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى قوله وأنتم لا تشعرون * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال نزلت هذه الآيات في عياش بن أبى ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فافتتنوا فكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا أقوام أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوه فنزلت هؤلاء الآيات وكان عمر بن الخطاب كاتبا فكتبها بيده ثم كتب بها إلى عياش والوليد وإلى أولئك النفر فاسلموا وهاجروا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب ان لى الدنيا وما فيها بهذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى آخر الآية فقال رجل يا رسول الله فمن أشرك فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ومن أشرك ثلاث مرات * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالى انه هو الغفور الرحيم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود انه مر على قاص يذكر الناس فقال يا مذكر الناس لا تقنط الناس ثم قرأ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال قال على أي آية أوسع فجعلوا يذكرون آيات من القرآن من يعمل سوأ أو يظلم نفسه لآية ونحوها فقال على رضى الله عنه ما في القرآن أوسع آية من يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قد دعا الله إلى مغفرته من زعم ان المسيح هو الله ومن زعم ان المسيح ابن الله ومن زعم ان عزيرا ابن الله ومن زعم ان الله فقير ومن زعم ان يد الله مغلولة ومن زعم ان الله ثالث ثلاثة يقول الله تعالى لهؤلاء أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ثم دعا لى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء من قال أنا ربكم الاعلى وقال ما علمت لكم من اله غيرى قال ابن عباس رضى الله عنهما من آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال ان ابليس قال يا رب زدنى قال صدورهم مساكن لكم وتجرون منهم مجرى الدم قال يا رب زدنى قال اجلب عليهم بخيلك ورحلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا فقال آدم عليه السلام يا رب قد سلطته على وانى لا أمتنع
[ 332 ]
منه الا بك فقال لا يولد لك ولد الا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء قال يا رب زدنى قال الحسنة عشرا أو ازيد والسيئة واحدة أو امحوها قال يا رب زدنى قال باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد قال يا رب زدنى قال يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم * وأخرج أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذى نفسي بيده لو أخطاتم حتى تملا خطاياكم ما بين السماء والارض ثم استغفرتم لغفر لكم والذى نفس محمد بيده لو لم تخطؤا لجاء الله بقوم يخطؤن ثم يستغفرون فيغفر لهم * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم عن أبى أيوب الانصاري رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم * وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضى الله عنهما قال أوحى الله إلى داود عليه السلام يا داود ان العبد من عبيدى لياتينى بالحسنة فاحكمه في قال داود عليه السلام وما تلك الحسنة قال كربة فرجها عن مؤمن قال داود عليه السلام اللهم حقيق على من عرفك حق معرفتك أن لا يقنط منك * وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى جبريل عليه السلام يا محمد ان الله يخاطبني يوم القيامة فيقول يا جبريل مالى أرى فلان بن فلان في صفوف أهل النار فاقول يا رب انا لم نجد له حسنة يعود عليه خيرها اليوم فيقول الله انى سمعته في دار الدنيا يقول يا حنان يا منان فأته فاسأله فيقول وهل من حنان ومنان غيرى فآخذ بيده من صفوف أهل النار فادخله في صفوف أهل الجنة * وأخرج ابن الضريس وأبو القاسم بن بشير في اماليه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ان الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى ولم يرخص لهم في معاصيه ولم يؤمنهم عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة منه إلى غيره انه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال ان للمقنطين جسرا يطأ الناس يوم القيامة على أعناقهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عائشة رضى الله عنها انها قالت الم أحدث انك تعظ الناس قال بلى قالت فاياك واهلاك الناس وتقنيطهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان رجلا كان في الامم الماضية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس رحمة الله تعالى ثم مات فقال أي رب مالى عندك قال النار قال فاين عبادتي واجتهادي فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتى وانا اقنطك اليوم من رحمتى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان ناسا أصابوا في الشرك عظاما فكانوا يخافون أن لا يغفر لهم فدعاهم الله بهذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مجلز لا حق بن حميد السدوسى قال لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا إلى آخر الآية قام نبى الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس وتلا عليهم فقام رجل فقال يا رسول الله والشرك بالله فسكت فاعاد ذلك ما شاء الله فانزل الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى قوله وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له قال عكرمة رضى الله عنه قال ابن عباس رضى الله عنهما فيها علقة وأنيبوا إلى ربكم * قوله تعالى (وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا قال اقبلوا إلى ربكم * وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن يعلى رضى الله عنه قال الانابة الدعاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت الآيات قال أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قيل ان يعملوه ولا ينبئك مثل خبير أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين يقول 7 المحلوقين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فاكون من المحسنين يقول من المهتدين فاخبر الله سبحانه وتعالى انهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى قال الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون وقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة قال ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا
[ 333 ]
بينهم وبينه أول مرة في الدنيا * وأخرج آدم بن أبى اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد رضى الله عنه في قوله على ما فرطت في جنب الله قال في ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين قال فلم يكفه أن ضيع طاعة الله تعالى حتى جعل يسخر باهل طاعة الله قال هذا قول صنف منهم أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين قال هذا قول صنف منهم آخر أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فاكون من المحسنين قال لو رجعت إلى الدنيا قال هذا قول صنف آخر يقول الله ردا لقولهم وتكذيبا لهم بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هداني فيكون عليه حسرة وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيحمد الله فيكون له شكرا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لا يذكرون الله فيه الا كان عليهم حسرة يوم القيامة وان كانوا من أهل الجنة يرون ثواب كل مجلس ذكروا الله فيه ولا يرون ثواب ذلك المجلس فيكون عليهم حسرة * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وابن مردويه عن أبى بكرة رضى الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ بلى قد جاءتك آياتى بنصب الكاف فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين بنصب التاء فيهن كلهن وينجى الله الذين اتقوا بمفازاتهم على الجماع * قوله تعالى (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في الادب والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يشربون من عصارة أهل النار طينة الخبال * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المتكبرين يوم القيامة يجعلون في توابيت من نار يطبق عليهم ويجعلون في الدرك الاسفل من النار * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن كعب رضى الله عنه قال يحشر المتكبرون يوم القيامة رجالا في صور الذر يغشاهم الذل من كل مكان يسلكون في نار الانيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالجبارين والمتكبرين رجالا في صور الذر يطؤهم الناس من هوانهم على الله حتى يقضى بين الناس ثم يذهب بهم إلى نار الانيار قيل يا رسول الله وما نار الانيار قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم قال باعمالهم * قوله تعالى (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * أخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسألنكم الناس عن كل شئ حتى يسألوكم هذا الله خالق كل شئ فمن خلق الله فان سئلتم فقولوا الله كان قبل كل شئ وهو خالق كل شئ وهو كائن بعد كل شئ والله أعلم * قوله تعالى (له مقاليد السموات والارض) الاية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له مقاليد السموات والارض قال مفاتيحها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه له مقاليد السموات قال مفاتيح بالفارسية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والحسن رضى الله عنهما له مقاليد السموات والارض مفاتيحها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال انى رأيت في غداتي هذه كأنى أتيت بالمقاليد والموازين فاما المقاليد فالمفاتيح وأما الموازين فموازينكم هذه التى تزنون بها وجئ بالموازين فوضعت ما بين السماء والارض ثم وضعت في كفة وجئ بالامة فوضعت في الكفة الاخرى فرجحت بهم ثم جئ بابى بكر فوضع في كفة فوزن بهم ثم جئ بعمر فوضع في كفة والامة في كفة فوزنهم ثم رفعت الميزان * وأخرج أبو يعلى ويوسف القاضى في سننه وأبو الحسن القطان في المطولات وابن السنى في عمل
[ 334 ]
يوم وليلة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى له مقاليد السموات والارض قال لا اله الا الله أكبر سحان الله والحمد لله أستغفر الله الذى لا اله الا هو الاول والآخر والظاهر والباطن يحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير يا عثمان من قالها كل يوم مائة مرة أعطى بها عشر خصال أما أولها فيغفر له ما تقدم من ذنبه وأما الثانية فيكتب له براءة من النار وأما الثالثة فيوكل به ملكان يحفظانه في ليله ونهاره من الآفات والعاهات وأما الرابعة فيعطى قنطارا من الاجر وأما الخامسة فيكون له أجر من أعتق مائة رقبة محررة من ولد اسمعيل وأما السادسة فيزوج من الحور العين وأما السابعة فيحرس من ابليس وجنوده وأما الثامنة فيعقد على رأسه تاج الوقار وأما التاسعة فيكون مع ابراهيم وأما العاشرة فيشفع في سبعين رجلا من أهل بيته يا عثمان ان استطعت فلا تفوتك يوما من الدهر تفز بها مع الفائزين وتسبق بها لاولين والآخرين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان عثمان بن عفان رضى الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أخبرني عن مقاليد السموات والارض فقال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة لا بالله العلى العظيم الاول والآخرة والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات وإذا أمسى أعطاه الله ست خصال أما أولهن فيحرس من ابليس وجنوده وأما الثانية فيعطى قنطارا من الاجر وأما الثالث فيتزوج من الحور العين وأما الرابعة فيغفر له ذنوبه وأما الخامسة فيكون مع ابراهيم وأما السادسة فيحضره اثنا عشر ملكا عند موته ببشرونه بالجنة ويزفونه من قبره إلى الموقف فان أصابه شئ من أهل ويل يوم القيامة قالوا له لا تخف انك من الآمنين ثم يحاسبه الله حسابا يسيرا ثم يؤمر به إلى الجنة يزفونه إلى الجنة من موقفه كما تزف العروس حتى يدخلوه الجنة باذن الله والناس في شدة الحساب * وأخرج الحارث بن أبى اسامة وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سئل عثمان بن عفان رضى الله عنه عن مقاليد السموات والارض فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم من كنوز العرش * وأخرج العقيلى والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر رضى الله عنهما ان عثمان رضى الله عنه سال النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير له مقاليد السموات والارض فقال للنبى صلى الله عليه وسلم ما سألني عنها أحد تفسيرها لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله والله أكبر وأستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله الاول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه له مقاليد السموات والارض له مفاتيح خزائن السموات والارض * قوله تعالى (قل أفغير الله تامرون أعبد أيها الجاهلون) الآيتين * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون اغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء ويطؤن عقبه فقالوا له هذا لك عندنا يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فان لم تفعل فانا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك 7 فدلوه قال حتى أنظر ما ياتيني من ربى فجاء الوحى قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة وأنزل الله عليه قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحى اليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * وأخرج البيهقى في الدلائل عن الحسن رضى الله عنه قال قال المشركون للنبى صلى الله عليه وسلم اياك وأجدادك يا محمد فانزل الله قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون إلى قوله بل الله فاعبد وكن من الشاكرين * قوله تعالى (وما قدر والله حق قدره) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الاسماء والصفات عن ابن مسعود رضى الله عنه قال جاء حبر من الاحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يحمل السموات يوم القيامة على أصبع والارضين على أصبع والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع فيقول انا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة * وأخرج أحمد
[ 335 ]
والترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مر يهودى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه وأشار بالسبابة والارضين على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه كل ذلك يشير باصابعه فانزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال تكلمت اليهود من صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه وما لم يروا فانزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال اليهود نظروا في خلق السموات والارض والملائكة فلما زاغوا أخذوا يقدرونه فانزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال لما نزلت وسع كرسيه السموات والارض قالوا يا رسول الله هذا لكرسي هكذا فكيف بالعرش فانزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله الارض يوم القيامة ويطوى السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الارض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حدثتني عائشة رضى الله عنها انها سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه قال يقول أنا الجبار أنا أنا ويمجد نفسه فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى ان قلنا ليخرن به قالوا فاين الناس يومئذ يا رسول الله قال على جسر جهنم * وأخرج البزار وابن عدى وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر وما قدروا الله حق قدره حتى بلغ عما يشركون فقال المنبر هكذا فذهب وجاء ثلاث مرات * وأخرج ابو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة جمع الله السموات السبع والارضين السبع في قبضته ثم يقول أنا الله أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذى بدأت الدنيا ولم تك شيا أنا الذى أعيدها اين الملوك أين الجبارون * وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه أنا قارئ عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة فقرأها من عند وما قدروا الله حق قدره إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكى فلم نبك فقال انى ساقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك * وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبى مالك الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوأ أبدا لو كشفت غطائي فرأني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم وقبضت السموات بيدى ثم قبضت الارضين ثم قلت أنا الملك من ذا الذى له الملك دوني ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا بها وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها ولكن عمدا غيبت عنهم ذلك لاعلم كيف يعملون وقد بينته لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن مسروق رضى الله عنه ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ليهودي إذ ذكر من عظمة ربنا فقال السموات على الخضر والارضون على البنصر والبجال على الوسطى والماء على السبابة وسائر الخلق على الابهام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق
[ 336 ]
قدره والارض جميعا قبضته * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يطوى الله السموات بما فيها من الخليقة والارضين السبع بما فيها من الخليقة يطوى كما بيمينه يكون ذلك في يده بمنزلة خردلة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه والسموات مطويات بيمينه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه قال كلهن في يمينه * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن شيبان النحوي رضى الله عنه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة قال لم يفسرها قتادة * وأخرج البيهقى عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه قال كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرى ما الكرسي قلت لا قال ما في السموات وما في الارض وما فيهن في الكرسي الا كحلقة ألقاها ملق في الارض وما الكرسي في العرش الا كحلقة ألقاها ملق في الارض وما الماء في الريح الا كحلقة ألقاها ملق في ارض فلاة وما جميع ذلك في قبضة الله عزوجل الا كحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم وذلك قوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما في السموات السبع والارضين السبع في يد الله عزوجل الا كخردلة في يد أحدكم * وأخرج ابن جرير عن عائشة رضى الله عنها قالت سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة فاين الناس يومئذ قال على الصراط * وأخرج ابن جرير عن أبى أيوب الانصاري رضى الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود فقال أرأيت إذ يقول الله عزوجل في كتابه والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه فاين الخلق عند ذلك قال هم كرتم الكتاب * قوله تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض) الآية * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رجل من اليهود بسوق المدينة والذى اصطفى موسى على البشر فرفع رجل من الانصار يده فلطمه قال أتقول هذا وفينا رسول الله فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال الله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فإذا هم قيام ينظرون فاكون أول من يرفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أرفع رأسه قبلى أو كان ممن استثنى الله عزوجل * وأخرج أبو يعلى والدارقطني في الافراد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله من الذين لم يشاء الله أن يصعقهم قال هم الشهداء مقلدون باسيافهم حول عرشه تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت أزمتها الدر برحائل السندس والاستبرق نمارها الين من الحرير مدخطاها مد أبصار الرجل يسيرون في الجنة يقولون عند طول البرهة انطلقوا بنا إلى ربنا ننظر كيف يقضى بين خلقه يضحك إليهم الهى وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبى هريرة فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله قال هم الشهداء ثنية الله تعالى * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد ابن جبير في قوله الا من شاء الله قال هم الشهداء ثنية الله متقلدى السيوف حول العرش * وأخرج الفريابى وعبد ابن حميد وأبو نصر السجزى في الابانة وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله قال جبريل وميكائيل وملك الموت واسرافيل وحملة العرش فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت من بقى وهو أعلم فيقول رب سبحانك رب تعاليت ذا الجلال والاكرام بقى جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت فيقول خذ نفس ميكائيل فيقع كالطود العظيم فيقول يا ملك الموت من بقى فيقول سبحانك رب ذا الجلال والاكرام بقى جبريل وملك الموت فيقل مت يا ملك الموت فيموت فيقول يا جبريل من بقى فيقول سبحانك يا ذا الجلال والاكرام بقى جبريل وهو من الله بالمكان الذى هو به فيقول يا جبريل ما بد من موتك فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول
[ 337 ]
سبحانك رب تبارك وتعاليت ذا الجلال والاكرام أنت الباقي وجبريل الميت الفاني وياخذ روحه في الخفقة التى يخفق فيها فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله الآية قال فكان ممن استثنى الله جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول الله وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الكريم وعبدك جبريل وملك الموت فيقول توف نفس جبريل ثم يقول وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت فيقول مت ثم ينادى أنا بدأت الخلق وأنا أعيده فاين الجبارون المتكبرون فلا يجيبه أحد ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو لله الواحد القهار ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المنذر عن جابر فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله قال استثنى موسى عليه السلام لانه كان صعق قبل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه الا من شاء الله قال هم حملة العرش * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال ما يبقى أحد الا مات وقد استثنى والله أعلم بثنياه * وأخرج أحمد ومسلم عن عمر قال قال رسول الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمتى فيمكث فيهم أربعين يوما وأربعين عاما أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كانه عروة بن مسعود الثقفى فيطلبه فيهلكه الله تعالى ثم يلبث الناس بعده سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من الايمان الا قبضته حتى لو كان أحدهم في كبد جبل لدخلت عليه ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول الا تستجيبون فيأمرهم بالاوثان فيعبدوها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد الا صغى وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد الا صعق ثم يرسل الله مطرا كانه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وقفوهم انهم مسؤلون ثم يقال اخرجوا بعث النار فيقال من كم فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذلك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين اربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا اربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون عاما قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الانسان شئ الا يبلى الا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة * وأخرج أبو داود في البعث وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن فصعق من في السموات ومن في الارض وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الاربعين مطرا فينبتون من الارض كما ينبت البقل ومن الانسان عظم لا تأكله الارض عجب ذنبه ومنه يركب جسده يوم القيامة * واخرج ابن أبى عاصم في السنة عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم تأكله الارض الا عجب الذنب ينبت ويرسل الله ماء الحياة فينبتون منه نبات الخضر حتى إذا خرجت الاجساد أرسل الله الارواح فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف ثم ينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال بين النفختين أربعون سنة الاولى يميت الله بها كل حى والاخرى يحيى الله بها كل ميت * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر وأن اعرابيا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصورة فقال قرن ينفخ فيه * وأخرج مسدد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الصور كهيئة القرن ينفخ فيه * وأخرج سعيد بن منصور واحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن حبان وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن
[ 338 ]
وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ قال المسلمون كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا * وأخرج أبو الشيخ وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعدا ينظر العرض مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه كان عينيه كوكبان دريان * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعنى اسرافيل * وأخرج ابن ماجه والبزار وابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان صاحبي الصور بايديهما قرنان يلاحظان النظر حتى يؤمران * وأخرج البزار والحاكم عن أبى سعيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح الا وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان * وأخرج احمد والحاكم عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النافخان في السماء الثانية رأس احدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا * وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الاوسط بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال كنت عند عائشة رضى الله عنها وعندها كعب رضى الله عنه فذكر اسرافيل عليه السلام فقالت عائشة اخبرني عن اسرافيل عليه السلام قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسرول به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحى كتب القلم ودرست الملائكة وملك الصور أسفل منه جاث على احدى ركبتيه وقد نصب الاخرى فالتقم الصور فحنى ظهره وطرفه إلى اسرافيل ضم جناحيه ان ينفخ في الصور * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى بكر الهذلى قال ان ملك الصور الذى وكل به احدى قدميه لفى الارض السابعة وهو جاث على ركبتيه شاخص ببصره إلى اسرافيل عليه السلام ما طرف منذ خلقه الله ينظر متى يشير إليه فينفخ في الصور * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به ثم قال كن فكان اسرافيل فأمره أن ياخذ الصور فاخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج روحا من مثقب واحد وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والارض واسرافيل عليه السلام واضع فمه على تلك الكوة ثم قال له الرب عزوجل قد وكلتك بالصور فانت للنفخة وللصيحة فدخل اسرافيل في مقدمة العرش فادخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى ولم يطرف منذ خلقه الله تعالى لينظر ما يؤمر به * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه نفخة الصور وفيه الصعقة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كانى أنفض رأسي من التراب أول خارج فالتفت فلا أرى أحد الا موسى متعلقا بالعرش فلا أدرى أممن استثنى الله أن لا تصبيه النفخة فبعث قبلى * وأخرج ابن جرير عن السدى فصعق قال مات الا من شاء الله قال جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ثم نفخ فيه أخرى قال في الصور * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عمران الجونى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث الله إلى صاحب الصور فاخذه فاهوى بيده إلى فيه فقدم رجلا وأخر رجلا حتى يؤمر فينفخ فاتقوا النفخة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن الارض قال نفخ فيه أول مرة فصاروا عظاما ورفاتا ثم نفخ فيه الثانية فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال أتانى ملك فقال يا محمد اختر نبيا ملكا أو نبيا عبدا قال فاوما إلى جبريل ان تواضع فقلت نبيا عبدا فاعطيت خصلتين ان جعلت أول من تنشق عنه الارض وأول شافع فارفع رأسي فاجد موسى آخذ بالعرش فالله أعلم أصعق لهذه الصعقة الاولى أم أفاق قبلى ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم عن أبيه قال كنت جالسا عند عكرمة فذكروا الذين يغرقون في البحر فقال عكرمة الحمد لله الذين يغرقون في البحار فلا يبقى منهم شئ الا العظام فتقلبها الامواج حتى تلقيها إلى البر فتمكث العظام حينا حتى تصير حائلة نخرة فتمر بها الابل فتأكلها ثم تسير الابل فتبعر ثم يجئ بعدهم قوم فينزلون فيأخذون ذلك البعر فيوقدونه
[ 339 ]
في تلك النار فتجئ ريح فتلقى ذلك الرماد على الارض فإذا جاءت النفخة قال الله فإذا هم قيام ينظرون فخرج أولئك وأهل القبور سواء * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن العاصى قال ينفخ في الصور النفخة الاولى من باب ايليا الشرقي أو قال الغربي والنفخة الثانية من باب آخر * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون يقول الحسن فلا ندرى أربعين سنة أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون قال أصحابه فما سألناه عن ذلك وما زاد غير انهم كانوا يرون من رأيهم انها أربعون سنة قال وذكر لنا انه يبعث في تلك الاربعين مطر يقال له مطر الحياة حتى تطيب الارض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ثم ينفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور قال الصور مع اسرافيل عليه السلام وفيه أرواح كل شئ يكون فيه ثم نفخ فيه نفخة الصعقة فإذا نفخ فيه نفخة البعث قال الله بعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده قال ودارة منها أعظم من سبع سموات ومن الارض فحلق الصور على اسرافيل وهو شاخص ببصره إلى العرش حتى يؤمر بالنفخة فينفخ في الصور * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور الآية قال الاولى من الدنيا والاخيرة من الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وعلى بن سعيد في كتاب الطاعة والعصيان وأبو يعلى وأبو الحسن القطان في المطولات وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابو موسى المدينى كلاهما في المطولات وابو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده طائفة من أصحابه ان الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السموات والارض خلق الصور فاعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى السماء فينظر متى يؤمر فينفخ فيه قلت يا رسول الله وما الصور قال القرن قلت فكيف هو قال عظيم والذى بعثنى بالحق ان عظم دارة فيه لعرض السموات والارض فينفخ فيه النفخة الاولى فيصعق من في السموات ومن في الارض ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون لرب العالمين فيأمر الله اسرافيل عليه السلام في النفخة الاولى ان يمدها ويطولها فلا يفتر وهو الذى يقول الله ما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة مالها من فواق فيسير الله الجبال فتكون سرابا وترتج الارض باهلها رجا فتكون كالسفينة الموسقة في البحر تضربها لرياح تنكفا باهلها كالقناديل المعلقة بالعرش تميلها الرياح وهى التى يقول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتى الاقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع وتولى الناس به مدبرين ينادى بعضهم بعضا فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الارض كل صدع من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانتثرت نجومها وخسف شمسها وقمرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والاموات لا يعلمون شيأ من ذلك فقلت يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول ففزع من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله قال أولئك الشهداء وانما يصل الفزع إلى الاحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون ووقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه وهو الذى يقول الله يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد فينفخ نفخة الصور فيصعق أهل السموات وأهل الارض الا من شاء الله فإذا هم خمود ثم يجئ ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات أهل السموات وأهل الارض الا من شئت فيقول وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحى الذى لا يموت وبقى حملة عرشك وبقى جبريل وميكائيل واسرافيل وبقيت أنا فيقول الله ليمت جبريل وميكائيل واسرافيل وينطق الله العرش فيقول يا رب تمت جبريل وميكائيل واسرافيل فيقول الله له اسكت فانى كتبت الموت على من كان تحت عرشى فيموتون ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات جبريل وميكائيل واسرافيل فيقول الله عزوجل وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحى الذى لا تموت وبقى حملة عرشك وبقيت أنا فيقول الله له ليمت حملة عرشى فيموتون ويامر الله العرش فيقبض الصور ثم ياتي ملك الموت الرب عزوجل فيقول يا رب مات حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحى الذى لا تموت وبقيت أنا فيقول الله له أنت
[ 340 ]
خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبق الا الله الواحد القهار الصمد الذى لم يلد ولم يولد كان آخرا كما كان أولا طوى السموات والارض كطى السنجل للكتاب ثم قال بهما فلفهما ثم قال أنا الجبار أنا الجبار ثلاث مرات ثم هتف بصوته لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد ثم يقول لنفسه الله الواحد القهار يوم تبدل الارض غير الارض والسموات فبسطها وسطحها ثم مدها مد الاديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه المبدلة من كان في بطنها كان في بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش فيأمر الله السماء أن تمطر فتمطر أربعين يوما حتى يكون الماء فوقكم اثنى عشر ذراعا ثم يامر الله الاجساد أن تنبت فتنبت نبات 7 الطوانيت كنبات البقل حتى إذا تكاملت أجسامهم وكانت كما كانت قال الله ليحى حملة العرش فيحيون ويامر الله اسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ثم يقول الله ليحى جبريل وميكائيل فيحييان ثم يدعو الله بالاراح فيؤتى بهن توهج أرواح المؤمنين نورا والاخرى ظلمة فيقبضهن الله جميعا ثم يلقيها في الصور ثم يامر اسرافيل أن ينفخ نفخة البعث فتخرج الارواح كأنها النحل قد ملات ما بين السماء والارض فيقول وعزتي وجلالى ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الارواح في الارض إلى الاجساد فتدخل في الخياشيم تم تمشى في الاجساد كما يمشى السم في اللديغ ثم تنشق الارض عنكم وأنا اول من تنشق الارض عنه فتخرجون منها سراعا إلى ربكم تنسلون مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة غلفا غرلا فبينما نحن وقوف إذ سمعنا حسا من السماء شديدا فينزل أهل سماء الدنيا بمثلى من في الارض من الجن والانس حتى إذا دنوا من الارض أشرقت الارض بنورهم ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلى من نزل من الملائكة ومثلى من فيها من الجن والانس حتى إذا دنوا من الارض أشرقت الارض بنورهم وأخذوا مصافهم ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثلى من نزل من الملائكة ومثلى من فيها من الجن والانس حتى إذا دنوا من الارض أشرقت الارض بنورهم وأخذوا مصافهم ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف إلى السموات السبع ثم ينزل الجبار في ظلل من الغمام والملائكة يحمل عرشيه يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة أقدامهم على تخوم الارض السفلى والارضون والسموات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم لهم زجل بالتسبيح فيقولون سبحان ذى العزة والجبروت سبحان ذى الملك والملكوت سبحان الحى الذى لا يموت سبحان الذى يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربنا الاعلى الذى يميت الخلائق ولا يموت فيضع عرشه حيث يشاء من الارض ثم يهتف بصوته فيقول يا معشر الجن والانس انى قد أنصت لكم منذ يوم خلقكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم وأبصر أعمالكم فانصتو إلى فانما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ثم يامر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ثم يقول ألم أعهد اليكم يا بنى آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عبدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم إلى قوله وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيميز بين الناس وتجثو الامم قال وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ويقفون موقفا واحدا مقدار سبعين عاما لا يقضى بينهم فيبكون حتى تنقطع الدموع ويدمعون دما ويعرقون عرقا إلى أن يبلغ ذلك منهم أن يلجمهم العرق وان يبلغ الاذقان منهم فيصيحون ويقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضى بيننا فيقولون ومن أحق بذلك من أبيكم آدم عليه السلام فيطلبون ذلك إليه فيابى ويقول ما أنا بصاحب ذلك ثم يستفزون الانبياء نبيا نبيا كلما جاؤا نبيا أبى عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ياتوني فانطلق حتى آتى فاخر ساجدا قال أبو هريرة رضى الله عنه وربما قال قدام العرش حتى يبعث إلى ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني فيقول لى يا محمد فاقول نعم يا رب فيقول ما شأنك وهو أعلم فاقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجع فاقف مع الناس فيقضى الله بين الخلائق فيكون أول من يقضى فيه في الدماء وياتى كل من قتل في سبيل الله يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون يا ربنا قتلنا فلان وفلان فيقول الله وهو أعلم أقتلتم فيقولون يا ربنا قتلنا لتكون العزة لك فيقول الله لهم صدقتم فيجعل لوجوههم نورا مثل نور الشمس ثم توصلهم الملائكة إلى الجنة وياتى من كان قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون يا ربنا قتلنا فلان وفلان فيقول لم
[ 341 ]
وهو أعلم فيقولون لتكون العزة لك فيقول الله تعستم ثم ما يبقى نفس قتلها الا قتل بها ولا مظلمة ظلمها الا أخذ وكان في مشيئة الله تعالى ان شاء عذبه وان شاء رحمه ثم يقضى الله بين من بقى من خلقه حتى لا يبقى مظلمة لاحد عند أحد الا أخذها الله تعالى للمظلوم من الظالم حتى انه ليكلف يومئذ شائب اللبن للبيع الذى كان يشوب اللبن بالماء ثم يبيعه فيكلف أن يخلص اللبن من الماء فإذا فرغ الله من ذلك نادى نداء أسمع الخلائق كلهم الا ليلحق كل قوم باآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيأ الا مثلث له آلهة بين يديه ويجعل يومئذ من الملائكة على صورة عزيز ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى فيتبع هذا اليهود وهذا النصارى ثم يعود بهم آلهتهم إلى النار فهى التى قال الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون فإذا لم يبق الا المؤمنون وفيهم المنافقون فيقال لهم يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا اله الا الله وما كنا نعبد غيره فيقال لهم الثانية والثالثة فيقولون مثل ذلك فيقول أنا ربكم فهل بينكم وبين ربكم آية تعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق ويريهم الله ما شاء من الآية أن يريهم فيعرفون أنه ربهم فبخرون له سجدا لوجوههم ويخر كل منافق على قفاه يجعل الله أصلابهم كصياصي البقر ثم ياذن الله لهم فيرفعون رؤسهم ويضرب الصراط بين ظهرانى جهنم كدقة الشعر وكحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف العين وكلمح البرق وكمر الريح وكجياد الخيل وكجياد الركاب وكجياد الرجال فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوش على وجهه في جهنم فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة فدخلوها فو الذى بعثنى بالحق ما أنتم في الدنيا باعرف بازواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بازواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة فدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله في الجنة واثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشا الله لعبادتهما في الدنيا فيدخل على الاولى منهن في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ على سبعون زوجا من سندس واستبرق ثم انه يضع يده بين كتفيها فينظر إلى يدها من صدرها ومن وراء ثيابها ولحمها وجلدها وانه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في الياقوتة كبدها له مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا ياتيها مرة الا وجدها عذراء لا يفتران ولا يالمان فبينما هو كذلك إذ نودى فيقال له انا قد عرفنا انك لا تمل ولا تمل وان لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت له والله ما أرى في الجنة شيأ أحسن منك ولا شيأ في الجنة أحب إلى منك قال وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق من خلق الله أوبقتهم أعمالهم فمنهم ممن تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار في جسده كله الا وجهه حرم الله صورهم على النار فينادون في النار فيقولون من يشفع لنا إلى ربنا حتى يخرجنا من النار فيقولون ومن أحق بذلك من أبيكم آدم فينطلق المؤمنون إلى آدم فيقولون خلقك الله بيده ونفخ فيك من ورحه وكلمك فيذكر آدم ذنبه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فانه أول رسل الله فيأتون نوحا عليه السلام ويذكرون ذلك إليه فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بابراهيم فان الله اتخذه خليلا فيؤتى ابراهيم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بموسى فان الله قربه نجيبا وكلمه وأنزل عليه التوراة فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا ويقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام فيؤتى عيسى بن مريم عليه السلام فيطلب ذلك إليه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني ولد عند ربى ثلاث شفاعات وعدنيهن فانطلق حتى آتى باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاستفتح فيفتح لى فاخر ساجدا فياذن لى من خمده وتمجيده بشئ ما أذن به لاحد من خلقه ثم يقول ارفع رأسك يا محمد اشفع تشفع وسل تعطه فإذا رفعت رأسي قال لى وهو أعلم ما شأنك فاقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني فاقول يا رب من وقع في النار من أمتى فيقول الله أخرجوا من عرفتم صورته فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم ياذن الله بالشفاعة فلا يبقى نبى ولا شهيد الا شفع فيقول الله أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار من خير فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل خيرا قط ولا يبقى أحد له شفاعة الا شفع حتى ان ابليس ليتطاول في النار لما يرى من رحمة الله رجاء ان يشفع له ثم يقول الله بقيت وأنا أرحم
[ 342 ]
الراحمين فيقبض قبضة فيخرج منها مالا يحصيه غيره فينبتهم على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل فما يلى الشمس أخضر وما يلى الظل أصفر فينبتون كالدر مكتوب في رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن لم يعملوا لله خيرا قط يقول مع التوحيد فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب في رقابهم ثم يقولون يا ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحوه عنهم * قوله تعالى (وأشرقت الارض بنور ربها) الآية * أخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه وأشرقت الارض قال أضاءت ووضع الكتاب قال الحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه وأشرقت الارض بنور ربها قال فما يتضارون في نوره الا كما يتضارون في اليوم الصحو الذى لا دخن فيه وجئ بالنبيين والشهداء قال الذين استشهدوا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال النبيون الرسل والشهداء الذين يشهدون بالبلاغ ليس فيهم طعان ولا لعان * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال يشهدون بتبليغ الرسالة وتكذيب الامم اياهم * قوله تعالى (وسبق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان جهنم إذا سيق إليها أهلها تلفحهم بعنق منها لفحة لم تدع لحما على عظم الا ألقته على العرقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قال باعمالهم أعمال السوء والله أعلم * قوله تعالى (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) * أخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على صورة أشد كوكب درى في السماء اضاءة * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في البعث والضياء في المختارة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى احداهما فشربوا منها فذهب ما في بطونهم من أذى أو قذى وباس ثم عمدوا إلى الاخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كانما دهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان يطوفون بهم كما يطيف أهل الدنيا بالحميم فيقولون ابشر بما أعد الله لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول قد جاء فلان باسمه الذى يدعى به في الدنيا فتقول انت رأيته فيقول أنا رأيته فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر شيا من أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا ان الله تعالى قدر انه لا ألم لذهب ببصره ثم طاطا برأسه فنظر إلى أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة فنظر إلى تلك النعمة ثم اتكأ على أريكة من أريكته ثم قال الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الآية ثم ينادى مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وفتحت أبوابها) * أخرج البخاري ومسلم والطبراني عن سهل بن سعد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله الا الصائمون * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعى من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد فقال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله فهل يدعى أحد منها كلها قال نعم وارجو أن تكون منهم * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه * وأخرج
[ 343 ]
بن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال للجنة ثمانية أبواب باب للمصلين وباب للصائمين وباب للحاجين وباب للمعتمرين وباب للمجاهدين وباب للذاكرين وباب للشاكرين * وأخرج أحمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل عمل أهل من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل * وأخرج البزار عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دعى الانسان باكبر عمله فإذا كانت الصلاة أفضل دعى بها وان كان صيامه أفضل دعى به وان كان الجهاد أفضل دعى به فقال أبو بكر رضى الله عنه أثم أحد يدعى بعملين قال نعم أنت * وأخرج الطبراني في الاوسط والخطيب في المتفق والمفترق عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى منادى أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله * وأخرج أحمد عن معاوية بن حيدة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعون عاما ولياتين عليهن يوم وانه لكظيظ * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذى نفسي بيده لما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى * وأخرج ابن أبى شيبة عن عتبة بن غزوان رضى الله عنه انه خطب فقال ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لمسيرة أربعين عاما وليأتين على أبواب الجنة يوم وليس منها باب الا وهو كظيظ * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب رضى الله عنه قال ما بين مصراعي الجنة أربعون خريفا للراكب المجد ولياتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى حرب بن أبى الاسود الديلى قال ان الرجل ليوقف على باب الجنة مائة عام بالذنب عمله وانه ليرى أزواجه وخدمه * وأخرج أحمد والبزار عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة شهادة ان لا اله الا الله * وأخرج الطيالسي والدارمى عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والدارمى ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يسبغ الوضوء ثم يقول أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الا فتحت له من الجنة ثمانية أبواب من ايها شاء دخل * وأخرج النسائي والحاكم وابن حبان عن أبى هريرة وأبى سعيد رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصلى الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع الا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة * وأخرج أحمد وابن جرير والبيهقي عن عتبة بن عبد الله السلمى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث الا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل * وأخرج الطبراني في الاوسط عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له بنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان فعالهن فتحت له بواب الجنة * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند حسن عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة اتقت ربها وحفظت فرجها فتحت لها له ثمانية أبواب الجنة فقيل لها ادخلي من حيث شئت * وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتى أربعين حديثا ينفعهم الله بها قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت * قوله تعالى (سلام عليكم طبتم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سلام عليكم طبتم قال كنتم طيبين بطاعة الله * قوله تعالى (أو قالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأورثنا الارض قال أرض الجنة * وأخرج هناد عن أبى العالية رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ننبوأ من الجنة حيث نشاء قال الله انتهت مشيئتهم إلى ما أعطوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض الجنة قال هي بيضاء نقية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال أرض الجنة رخام من فضة * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه وترى الملائكة حافين من حول العرش قال مديرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وترى الملائكة حافين من حول العرش قال محدقين به * وأخرج
[ 344 ]
ابن عساكر عن كعب رضى الله عنه قال جبل الخليل والطور والجودى يكون كان واحد منهم يوم القيامة لؤلؤة بيضاء تضئ ما بين السماء والارض يعنى يرجعن إلى بيت المقدس حتى يجعلن في زواياه ويضع عليها كرسيه حتى يقضى بين أهل الجنة والنار والملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين قال افتتح أول الخلق بالحمد وختم بالحمد فتح بقوله الحمد لله الذى خلق السموات والارض وختم بقوله وقيل الحمد لله رب العالمين * وأخرج عبد بن حميد عن وهب رضى الله عنه قال من أراد أن يعرف قضاء الله في خلقه فليقرأ آخر سورة الزمر * (سورة غافر مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزلت الحواميم السبع بمكة * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه قال أخبرني مسروق رضى الله عنه أنها أنزلت بمكة * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال نزلت الحواميم جميعا بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت حم المؤمن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال نزلت سورة المؤمن بمكة * وأخرج ابن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله أعطاني السبع مكان التوراة وأعطاني الراآت إلى الطواسين مكان الانجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبى قبلى * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان لكل شئ لبابا وان لباب القرآن الحواميم * وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الحواميم ديباج القرآن * وأخرج أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا وقعت في الحواميم وقعت في روضات أتأنق فيهن * وأخرج محمد بن نصر وحميد بن زنجويه من وجه آخر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لاهله منزلا فمر باثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال عجبت من الغيث الاول فهذا أعجب وأعجب فقيل له ان مثل الغيب الاول كمثل عظم القرآن وان مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحواميم ديباج القرآن * وأخرج الديلمى وابن مردويه عن سمرة بن جندب رضى الله عنه مرفوعا الحواميم روضة من رياض الجنة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الخليل بن مرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع تجئ كل حم منها تقف على باب من هذه الابواب تقول اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بى ويقرؤني * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر عن سعد بن ابراهيم قال كن الحواميم يسمين العرائس * وأخرج أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر والحاكم عن أبى الدرداء رضى الله عنه أنه بنى مسجدا فقيل له ما هذا فقال لآل حم * وأخرج الترمذي والبزار ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم إلى واليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى ومن قرأهما حين يمسى حفظ بهما حتى يصبح * قوله تعالى (حم) أخرج ابن الضريس عن اسحق بن عبد الله رضى الله عنه قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شجرة ثمرا وان ثمرات القرآن ذوات حم من روضات مخصبات معشبات متجاورات فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له ومن قرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذى بيده الملك في يوم وليلة فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ إذا زلزلت الارض زلزالها فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عشر مرات نبى الله له قصرا في الجنة فقال أبو بكر رضى الله عنه اذن نستكثر من القصور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا طيب
[ 345 ]
ومن قرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لم يبق شئ من البشر الا قال أي رب أعذه من شرى ومن قرأ أم القرآن فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ الهاكم التكاثر فكأنما قرأ ألف آية * وأخرج ابن مردويه عن أبى أمامة رضى الله عنه قال حم اسم من أسماء الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأبو عبيد وابن سعد وابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه عن المهلب بن أبى صفرة رضى الله عنه قال حدثنى من سمع النبي صلى الله عليه وسلم ان ملتم الليلة حم لا ينصرون * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي والحاكم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكم تلقون عدوكم غدا فليكن شعاركم حم لا ينصرون * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس رضى الله عنه قال انهزم المسلمون بخيبر فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب حفنها في وجوههم وقال حم لا ينصرون فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعن برمح * وأخرج البغوي والطبراني عن شيبة بن عثمان رضى الله عنه قال لما كان يوم خيبر تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصى ينفح في وجوههم وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون * وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الاصم رضى الله عنه ان رجلا كان ذا باس وكان من أهل الشام وان عمر فقده فسال عنه فقيل له في الشراب فدعا عمر رضى الله عنه كاتبه فقال له اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليكم فانى أحمد اليكم الله الذى لا اله الا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا اله الا هو إليه المصير ثم دعا وأمن من عنده فدعوا له أن يقبل الله عليه بقلبه وان يتوب الله عليه فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرؤها ويقول غافر الذنب قد وعدني أن يغفر لى وقابل التوب شديد العقاب قد حذرني الله عقابه ذى الطول والطول الكثير الخير إليه المصير فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى ثم نزع فاحسن النزع فلما بلغ عمر رضى الله عنه أمره قال هكذا فافعلوا إذا رأيتم أخا لكم في زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال كان شاب بالمدينة صاحب عبادة وكان عمر رضى الله عنه يحبه فانطلق إلى مصر فانفسد فجعل لا يمتنع من شر فقدم على عمر رضى الله عنه بعض أهله فسأله حتى ساله عن الشاب فقال لا تسألني عنه قال لم قال لانه قد فسد وخلع فكتب إليه عمر رضى الله عنه من عمر إلى فلان حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا اله الا هو إليه المصير فجعل يقرؤها على نفسه فاقبل بخير * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضى الله عنه في قوله غافر الذنب وقابل التوب قال غافر الذنب لمن لم يتب وقابل التوب لمن تاب * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن أبى اسحق السبيعى قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال يا أمير المؤمنين ان قتلت فهل لى من متوبة فقرأ عليه حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب وقال اعمل ولا تياس * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما ذى الطول السعة والغنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ذى الطول قال ذى الغنى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ذى الطول قال ذى النعم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ذى الطول قال ذى المن * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله غافر الذنب وقابل التوب الآية قال غافر الذنب لمن يقول لا اله الا الله قابل التوب لمن يقول لا اله الا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا اله الا الله ذى الطول ذى الغنى لا اله الا هو كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه إليه المصير مصير من يقول لا اله الا هو فيدخله الجنة ومصير من لا يقول لا اله الا هو فيدخله النار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال كنت مع مصعب بن الزبير رضى الله عنه في سواد الكوفة فدخلت حائطا أصلى ركعتين فافتتحت حم المؤمن حتى بلغت لا اله الا هو إليه المصير فإذا خلفي رجل على بغلة شهباء عليه مقطنات يمنية فقال إذا قلت قابل التوب فقل يا قابل التوب اقبل توبتي وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني ولفظ ابن أبى شيبة اعف عنى وإذا قلت ذى الطول فقل يا ذا الطول طل على بخير قال فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطمات يمنية قالوا ما رأينا أحدا كانوا يقولون انه الياس * قوله تعالى (ما يجادل في آيات الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله
[ 346 ]
عنه في قوله ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا نزلت في الحرث بن قيس السلمى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جدالا في القرآن كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مراء في القرآن كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى جهم رضى الله عنه قال اختلف رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في آية فقال أحدهما تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر أنا تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال أنزل القرآن على سبعة أحرف واياكم والمراء فيه فان المراء كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جدال في القرآن كفر * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال اقبالهم وادبارهم وتقلبهم في أسفارهم وفي قوله والاحزاب من بعدهم قال من بعد قوم نوح عاد وثمود وتلك القرون كانوا أحزابا على الكفار وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه فيقتلوه وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا قال حق عليهم العذاب باعمالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال فسادهم فيها وكفرهم فاخذتهم فكيف كان عقاب قال والله شديد العقاب * قوله تعالى (وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق) * أخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعان باطلا ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله * قوله تعالى (الذين يحملون العرش) الآية * أخرج أبو يعلى وابن مردويه بسند صحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لى أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الارض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون * وأخرج أبو داود وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات بسند صحيح عن جابر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أذن لى أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حبان بن عطية رضى الله عنه قال حملة العرش ثمانية أقدامهم مثقبة في الارض السابعة ورؤسهم قد جاوزت السماء السابعة وقرونهم مثل طولهم عليها العرش * وأخرج أبو الشيخ عن ذاذان رضى الله عنه قال حملة العرش أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن هرون بن رباب رضى الله عنه قال حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم يقول أربعة منهم سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك وأربعة منهم يقولون سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك * وأخرج أبو الشيخ وبان أبى حاتم من طريق أبى قبيل انه سمع عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يقول حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينيه مسيرة خمسمائة عام * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال حملة العرش الذى يحملونه لكل ملك منهم أربعة وجوه وأربعة أجنحة جناحان على وجهه ينظر إلى العرش فيصعق وجناحان يطير بهما أقدامهم في الثرى والعرش على أكتافهم لكل واحد منهم وجه ثور ووجه أسد ووجه انسان ووجه نسر ليس لهم كلام الا أن يقولوا قدوس الله القوى ملات عظمته السموات والارض * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال حملة العرش أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدوا باربعة آخرين ملك منهم في صورة انسان يشفع لبنى آدم في أرزاقهم وملك منهم في صورة نسر يشفع للطير في أرزاقهم وملك منهم في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقهم وملك في صورة أسد يشفع للسباع في أرزاقهم فلما حملوا العرش وقعوا على ركبهم من عظمة الله فلقنو الاحول ولا قوة الا بالله فاستووا قياما على أرجلهم * وأخرج أبو الشيخ عن مكحول رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في حملة العرش أربعة أملاك ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم وملك على صورة سيد السباع وهو الاسد وملك على صورة سيد الانعام وهو الثور فما زال غضبان مذيوم العجل إلى ساعتي هذه وملك على صورة سيد الطير وهو النسر * وأخرج ابن مردويه عن أم سعد رضى الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول العرش على ملك من لؤلؤة على صورة ديك رجلاه في تخوم الارض وجناحاه في الشرق وعنقه تحت العرش * وأخرج عبد بن
[ 347 ]
حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال حملة العرش كلهم على صورة قيل يا عكرمة وما صور فامال خده قليلا * وأخرج عبد ابن حميد عن ميسرة رضى الله عنه قال لا تستطيع الملائكة الذين يحملون العرش أن ينظروا إلى ما فوقهم من شعاع النور * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حملة العرش ما بين منكب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام وذكر ان خطوة تلك الملك ما بين المشرق والمغرب * وأخرج عبد بن حميد عن ميسرة رضى الله عنه قال حملة العرش أرجلهم في الارض السفلى ورؤسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة وأهل السماء السابعة أشد خوفا من أهل السماء التى تليها وأهل السماء التى تليها أشد خوفا من التى تليها * وأخرج البيهقى عن عروة رضى الله عنه قال حملة العرش منهم من صورته صورة الانسان ومنهم من صورته صورة النسر ومنهم من صورته صورة الثور ومنهم من صورته صورة الاسد * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى أمامة رضى الله عنه قال ان الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال ما جمعكم قالوا اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته فقال لن تدركوا التفكر في عظمته ألا أخبركم ببعض عظمة ربكم قيل بلى يا رسول الله قال ان ملكا من حملة العرش يقال له اسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الارض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة في مثله من خليفة ربكم تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال في بعض القراءة الذين يحملون العرش فالذين حوله الملائكة يسبحون بحمد ربهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ويستغفرون للذين آمنوا قال مطرف بن عبد الله بن الشخير وجدنا أنصح عباد الله لعباده الملائكة عليهم السلام ووجدنا أغش عباد الله لعباده الشياطين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال في بعض القراءة الذين يحملون العرش في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال طاعتك وفي قوله وأدخلهم جنات عدن قال ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال يا كعب ما عدن قال قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله وقهم السيآت قال العذاب * قوله تعالى (ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال إذا كان يوم القيامة فرأوا ما صاروا إليه مقتوا أنفسهم فقيل لهم لمقت الله اياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مقتوا أنفسهم لما دخل المؤمنون الجنة وأدخلوا النار فاكلوا أنا ملهم من المقت قال ينادون في النار لمقت الله اياكم في الدنيا إذ تدعون لى الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم الآية يقول لمقت الله أهل الضلالة حين يعرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وأبوا أن يقبلوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن زر الهمداني رضى الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال هذا شئ يقال لهم يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم فيقال لهم لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم الآن حين علمتم انكم من أصحاب النار * قوله تعالى (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال هي مثل التى في البقرة كنتم أمواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ثم أخرجهم فاحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم بعد الموت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال كنتم أمواتا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة ثم أخياكم فهذه حياة ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما ميتتان وحياتان فهو كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
[ 348 ]
* وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك رضى الله عنه قال كانوا أمواتا فاحياهم الله تعالى فاماتهم ثم يحييهم الله تعالى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فاحياهم الله تعالى في الدنيا ثم أماتهم الموتة التى لابد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما حياتان وموتتان فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فهل إلى كرة إلى الدنيا من سبيل * قوله تعالى (فادعوا الله مخلصين له الدين) * أخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر الصلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ولا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون * قوله تعالى (يلقى الروح من أمره على من يشاه من عباده) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يلقى الروح من أمره قال الوحى والرحمة لينذر يوم التلاق قال يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الارض والخالق وخلقه يوم هم بارزون ولا يسترهم جبل ولا شئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يوم التلاق ويوم الآزفة ونحو هذا من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذره عباده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه يوم هم بارزن لا يخفى على الله منهم شئ قال واليوم لا يخفى على الله منهم شئ ولكنهم برزوا لله يوم القيامة لا يستترون بجبل ولا مدر * قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * أخرج عبد بن حميد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ينادى مناد بين يدى الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الاحياء والاموات وينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * وأخرج ابن أبى الدنيا في البعث والديلمي عن أبى سعيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد بين الصيحة يا أيها الناس أتتكم الساعة ومد بها صوته يسمعه الاحياء والاموات وينزل الله إلى السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * قوله تعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) الآية * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن جابر رضى الله عنه قال بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في القصاص فاتيت بعيرا فشددت عليه رحلى ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت مصر فاتيت عبد الله بن أنيس فقلت له حديث بلغني عنك في القصاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد حفاة عراة غرلا قلنا ما هما قال ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك انا الديان لا ينبغى لاحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لاحد من أهل النار ان يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منها حتى اللطمة قلنا كيف وان ناتى الله غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الذنوب ثلاثة فذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب لا يترك منه شئ فالذنب الذى يغفر العبد يذنب الذنب فيستغفر الله فيغفر له وأما الذنب الذى لا يغفر فالشرك وأما الذنب الذى لا يترك منه شئ فمظلمة الرجل أخاه ثم قرأ ابن عباس رضى الله عنهما اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب يؤخذ للشاة الجماء من ذات القرون بفضل نطحها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يجمع الله الخلق يوم القيامة بصعيد واحد بارض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله عليها قط ولم يخط فيها فاول ما يتكلم ان ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب فاول ما يبدؤن به من الخصومات الدماء فيؤتى بالقاتل والمقتول فيقول سل عبدك هذا فيم قتلتنى فيقول نعم فان قال قتلته لتكون العزة لله فانها له وان قال قتلته لتكون العزة لفلان فانها ليست له ويبوء باثمه فيقتله ومن كان قتل بالغين ما بلغوا ويذوقوا الموت كما ذاقوه في الدنيا * وأخرج الخطيب في تاريخه بسندواه عن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم حفاة عراة غرلا فقالت عائشة رضى الله عنها واسوأتاه ينظر بعضا إلى بعض فضرب على منكبها وقال يا بنت أبى قحافة شغل الناس يومئذ عن النظر وسموا بابصارهم إلى السماء موقوفون أربعين سنة لا ياكلون ولا يشربون ولا يتكلمون سامين أبصارهم إلى
[ 349 ]
السماء يلجمهم العرل فمنهم من بلغ العرق قدميه ومنهم من بلغ ساقيه ومنهم من بلغ فخذيه وبطنه ومنهم من يلجمه العرق يم يرحم بعد ذلك على العباد فيأمر الملائكة المقربين فيحملون عرش الرب عزوجل حتى يوضع في أرض بيضاء كأنها الفضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة وذلك أول يوم نظرت عين إلى الله تعالى ثم تقوم الملائكة حافين من محول العرش ثم ينادى مناد فينادى بصوت يسمع الثقلين الجن والانس يستمع الناس لذلك الصوت ثم يخرج لرجل من الموقف فيعرف الناس كلهم ثم يعرق باخذ حسناته فتخرج معه فيخرج بشئ لم ير الناس مثله كثرة ويعرف الناس تلك الحسنات فإذا وقف بين يدى رب العالمين قال أين أصحاب المظالم فيقول له الرحمن تعالى أظلمت فلان بن فلان في يوم كذا وكذا فيقول نعم يا رب وذلك يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فإذا فرغ من ذلك فيؤخذ من حسناته فيدفع إلى من ظلمه وذلك يوم لا دينار ولا درهم الا أخذ من الحسنات وترك من السيئات فإذا لم يبق حسنة قال من بقى يا ربنا ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا قيل لا تعجلوا فيؤخذ من سيأتهم عليه فإذا لم يبق أحد يطلبه قيل له ارجع إلى أمك الهاوية فانه لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب ولا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا صديق ولا شهيد الا ظن انه لم ينج لما رأى من شدة الحساب * قوله تعالى (وانذرهم يوم الآزفة) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وانذرهم يوم الآزفة قال الساعة إذ القلوب لدى الحناجر قال وقعت في حناجرهم من المخافة فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وانذرهم يوم الآزفة قال يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه إذ القلوب لدى الحناجر قال إذا عاين أهل النار النار حتى تبلغ حناجرهم فلا تخرج فيموتون ولا ترجع إلى أماكنها من أجوافهم وفي قوله كاظمين قال باكين * قوله تعالى (يعلم خائنة الاعين) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور قال الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم انه يغض بصره عنها وإذا غفلوا لحظ إليها وإذا نظروا غض بصره عنها وقد اطلع الله من قلبه انه ود انه ينظر إلى عورتها * وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يعلم خائنة الاعين قال نظرت إليها لتريد الخيانة أم لا وما تخفى الصدور قال إذا قدرت عليها أتزني بها أم لا الا أخبركم والله يقضى بالحق قادر على ان يجزى بالحسنة الحسنة بالسيئة السيئة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضى الله عنه يعلم خائنة الاعين قال يعلم همزه واضمامه بعينيه فيما لا يحب الله تعالى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه يعلم خائنة الاعين قال نظر العين إلى ما نهى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الجوزاء رضى الله عنه يعلم خائنة الاعين قال كان الرجل يدخل على القوم في البيت وفي البيت امرأة فيرفع رأسه فيلحظ إليها ثم ينكس * وأخرج أبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد رضى الله عنه قال لما كان يوم فنح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين باستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبى سرح فاختبأ عند عثمان بن عفان رضى الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به فقال يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يابى يبايعه ثم بايعه ثم أقبل على أصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رأني كففت يدى عن بيعته فيقتله فقالوا ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أو مأت الينا بعينك قال انه لا ينبغى لنبى ان يكون له خائنة الاعين * وأخرج الخطيب في تاريخه والحكيم الترمذي عن أم معبد رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم طهر قلبى من النفاق وعملى من الرياء ولساني من الكذب وعينى من الخيانة فانك تعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله والله يقضى بالحق قال قادر على ان يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقدرون على ان يقضوا بالحق * قوله تعالى (أو لم يسيروا في الارض) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وما كان لهم من الله من واق قال من واق يقيهم ولا ينفعهم
[ 350 ]
* قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا الآية قال هذا بعد القتل الاول ولفظ عبد بن حميد هذا قتل غير القتل الاول الذى كان * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وقال فرعون ذروني أقتل موسى قال أنظر من يمنعه منى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه انى أخاف ان يبدل دينكم وان يظهر في الارض الفساد قال ان يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه انى أخاف ان يبدل دينكم أي أمركم الذى أنتم عليه وان يظهر في الارض الفساد والفساد عنده ان يعمل بطاعة الله ان الله لا يهدى من هو مسرف كذاب قال المشرك أسرف على نفسه بالشرك * قوله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم يكن في آل فرعون مؤمن غيره وغير امرأة فرعون وغير المؤمن الذى أنذر موسى عليه السلام الذى قال ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك قال ابن المنذر أخبرت ان اسمه حزقيل * وأخرج عبد بن حميد عن أبى اسحق رضى الله عنه قال كان اسم الرجل الذى آمن من آل فرعون حبيب * وأخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه من طريق عروة رضى الله عنه قال قلت لعبدالله بن عمرو بن العاصى رضى الله عنه أخبرني باشد شئ صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبى معيط فاخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقبل أبو بكر رضى الله عنه فاخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أتقتلون رجلان ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم * وأخرج ابن أبى شيبة والحكيم الترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عمرو بن العاصى رضى الله عنه قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيا كان أشد من ان طاف بالبيت ضحى فلقوه حين فرغ فاخذوا بمجامع ردائه وقالوا أنت الذى تنهانا عما كان يعبد آباؤنا قال انا ذاك فقام أبو بكر رضى الله عنه قالتزمه من ورائه ثم قال أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم ان الله لا يهدى من هو سرف كذاب رافعا صوته بذلك وعيناه يسحان حتى أرسلوه * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غشى عليه فقام أبو بكر رضى الله عنه فجعل ينادى ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله قالوا من هذا قال هذا ابن أبى قحافة * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه من حديث أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما نحوه * وأخرج البزار وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن على رضى الله عنه انه قال أيها الناس اخبروني باشجع الناس قالوا انت قال لا قالوا فمن قال أبو بكر رضى الله عنه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش هذا يحثه وهذا يبلبله وهم يقولون انت الذى جعلت الآلهة الها واحدا قال فو الله ما دنا منا أحد الا أبو بكر رضى الله عنه يضرب هذا ويجاهد هذا وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله ثم رفع على رضى الله عنه بردة كانت عليه فبكى حتى أخضلت لحيته ثم قال أنشدكم بالله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر رضى الله عنه خير من مؤمن آل فرعون ذاك رجل يكتم ايمانه وهذا رجل أعلن ايمانه * قوله تعالى (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس مثل دأب مثل حال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه مثل دأب قوم نوح قال هم الاحزاب قوم نوح وعاد وثمود * قوله تعالى (ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد) * أخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت باهلها فتكون الملائكة على حافتها حتى يامرهم الرب فينزلون فيحيطون بالارض ومن بهائم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك الاعلى ليسرى جهنم فإذا رآها أهل الارض هربوا فلا ياتون قطرا من أقطار الارض الا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذى كانوا
[ 351 ]
فيه فذلك قوله يوم التناد يعنى بتشديد الدال يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم وذلك قوله وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم وقوله يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان وقوله وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها يعنى ما تشقق فيها فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصوت فاقبلوا إلى الحساب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله يوم التناد قال ينادى كل قوم باعمالهم فينادى أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار يوم تولون مدبرين إلى النار مالكم من الله من عاصم أي من ناصر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد قال ينادى أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال وينادى أهل النار أهل الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه يوم تولون مدبرين قال قادرين غير معجزين * قوله تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قال رؤيا يوسف عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال بغير برهان * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن عند الله وما رآه المؤمنون سيأ فهو سيئ عند الله وكان الاعمش رضى الله عنه يتاول بعده كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم رضى الله عنه كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر مضاف لا ينون في قلب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا قال كان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه لعلى أبلغ الاسباب قال الابواب أسباب أي ابواب السموات وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصدعن السبيل قال فعل ذلك به وزين له سوء عمله وما كيد فرعون الا في تباب أي في ضلال وخسار * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يا هامان ابن لى صرحا قال اوقد على الطين حتى يكون الآجر * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح رضى الله عن في قوله أسباب السموات قال طرق السموات * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا في تباب قال خسران * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في تباب قال في خسار * وأخرج عبد حميد عن عاصم رضى الله عنه أنه قرأ وصدوا عن السبيل برفع الصاد * قوله تعالى (يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحياة الدنيا متاع وليس من متاعها شئ خيرا من المرأة الصالحة التى إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه وان الآخرة هي دار القرار استقرت الجنة باهلها واستقرت النار باهلها من عمل سيئة قال الشرك فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا أي خيرا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ فاولئك يدخلون الجنة بنصب الياء * قوله تعالى (ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة) الآية * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة قال إلى الايمان وفي قوله لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا قال الوثن ليس بشئ وان المسرفين السفاكين الدماء بغير حقها هم أصحاب النار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة قال لا يضر ولا ينفع وان المسرفين هم أصحاب النار قال 7 جميع أصحابنا ان المسرفين هم أصحاب النار * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله فوقاه الله سيأت ما مكروا قال كان قبطيا من قوم فرعون فنجا مع موسى وبنى اسرائيل حين نجوا * قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد عن هذيل بن شرحبيل رضى الله عنه قال ان أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر وأولاد المسلمين الذين لا يبلغوا الحنث في أجواف عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح * وأخرج عبد بن حميد
[ 352 ]
عن الضحاك رضى الله عنه أنه سئل عن أرواح الشهداء قال تجعل أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة وتاوى بالليل إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش فتاوى فيها قيل فارواح الكفار قال توجد أرواحهم فتجعل في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار ثم قرأ هذه الآية النار يعرضون عليها غدوا وعشيا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاؤا وان أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت وان أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو على جهنم تروح فذلك عرضها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه النار يعرضون عليها غدوا وعشيا قال صباحا ومساء يقال لهم هذه منازلكم فانظروا إليها توبيخا ونقمة وصغارا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يعرضون عليها غدوا وعشيا قال ما كانت الدنيا تعرض أرواحهم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه كان له صرختان في كل يوم غدوة وعشية كان يقول أول النهار ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار فلا يسمع أحد صوته الا استعاذ بالله من النار * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير عن الاوزاعي رضى الله عنه انه سال رجل فقال يا أبا عمر وانا نرى طيرا أسود تخرج من البحر فوجا فوجا لا يعلم عددها الا الله تعالى فإذا كان العشاء عاد مثلها بيضا قال وفطنتم لذلك قالوا نعم قال تلك في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فترجع وكورها وقد أحرقت رياشها وصارت سوداء فينبت عليها ريش أبيض وتتناثر السود ثم تعرض على النار ثم ترجع إلى وكورها فذلك دأبهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قال الله ادخلوا آل فرعون أشد العذاب * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الغداة والعشي ان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وان كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة زاد ابن مردويه النار يعرضون عليها غدوا وعشيا * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحسن محسن مسلم أو كافر الا أثابه الله قلنا يا رسول الله ما اثابة الكافر قال المال والولد والصحة وأشباه ذلك قلنا وما اثابته في الآخرة قال عذابا دون العذاب وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قراءة مقطوعة الالف * قوله تعالى (انا لننصر رسلنا) * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبى الدنيا في ذم الغيبة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه نار جهنم ثم تلا انا لننصر رسلنا الآية * وأخرج ابن مردويه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله انا لننصر رسلنا الآية قال ذلك في الحجة يفتح الله حجتهم في الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في هذه الآية قال لم يبعث الله رسولا إلى قوم فيقتلونه أو قوما من المؤمنين فيدعون إلى الحق فيقتلون فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله إليهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا وهم منصورون فيها * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويوم يقوم الا شهاد قال هم الملائكة * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان رضى الله عنه قال سألت الاعمش عن قوله ويوم يقوم الاشهاد قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال الاشهاد ملائكة الله وأنبياؤه والمؤمنون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه قال الاشهاد أربعة الملائكة الذين يحصون أعمالنا وقرأ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد والنبيون شهداء على أممهم وقرأ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وأمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على الامم وقرأ لتكونوا شهداء على الناس والاجساد والجلود وقرأ وقالوا لجلودهم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار قال صل لربك بالعشى والابكار قال الصلوات المكتوبات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
[ 353 ]
عن قتادة رضى الله عنه في قوله بالعشى والابكار قال صلاة الفجر والعصر * قوله تعالى (ان الذين يجادلون في آيات الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم بسند صحيح عن أبى العالية رضى الله عنه قال ان اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره فعظموا أمره وقالوا يصنع كذا فانزل الله ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ان في صدورهم الاكبر ما هم ببالغيه قال لا يبلغ الذى يقول فاستعذ بالله فامر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فثنة الدجال لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس الدجال * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب الاحبار رضى الله عنه في قوله ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس قال زعموا أن اليهود قالوا يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى ركبتيه والسحاب دون رأسه ياخذ الطير بين السماء والارض معه جبل خبز ونهر فنزلت لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان في صدورهم الاكبر قال عظمة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انما حملهم على التكذيب الزيغ الذى في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وما يستوى الاعمى والبصير قال الاعمى الكافر والبصير المؤمن والذين آمنوا وعملوا الصحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون قال هم في بغيهم بعد * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبى الا حذره قومه ولاخبرنكم عنه بشئ ما أخبره نبى قبلى فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله ليس باعور * وأخرج ابن عدى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبى الا وقد حذر أمته الدجال هو أعور بين عينيه طفرة مكتوب عليه كافر معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة وجنته نار * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبى قبلى الا وقد وصف الدجال لامته ولاصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلى انه أعور وان الله عزوجل ليس باعور * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن أبى عبيدة بن الجراح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه لم يكن نبى الا قد أنذر قومه الدجال وأنا أنذركموه فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعله سيدركه بعض من رأني وسمع كلامي قالوا يا رسول الله كيف قلوبنا يومئذ قال مثلها اليوم أو خير * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد في مسنده والحاكم عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى خاتم ألف نبى أو أكثر ما بعث نبى الا وقد حذر أمته وانى قد بين لى من أمره ما لم يتبين لاحد وانه أعور وان ربكم ليس باعور وعينه اليمنى جاحظة كأنها في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب درى معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجرى فيها الماء ومعه صورة النار سوداء تدخن يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعث نبى الا أنذر أمته الاعور الكذاب الا انه أعور وان ربكم ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر * وأخرج يعقوب بن سفيان عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبى الا وقد حذر امته الدجال وانى أحذركم أمره انه أعور وان ربكم عزوجل ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار * وأخرج ابن أبى شيبة والبزار وابن مردويه عن جابر عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لخاتم ألف نبى أو أكثر وانه ليس منهم نبى الا وقد أنذر قومه الدجال وانه قد تبين لى ما لم يتبين لاحد منهم وانه أعور وان ربكم ليس باعور * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فاثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال انى انذركموه وما من نبى الا قد أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكن سبأ قول لكم فيه قولا لم يقله نبى لقومه تعلمون أنه أعور وان الله ليس باعور * وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمر قال كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فاطنب في ذكره قال ما بعث الله من نبى الا قد أنذر أمته لقد أنذر نوح امته والنبيون من بعده
[ 354 ]
الا ما خفى عليكم من شانه فلا يخفين عليكم ان ربكم ليس باعور قالها ثلاثا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدجال أعور العين عليها طفرة مكتوب بين عينيه كافر * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدجال أعور جعد حجان أحمر كان رأسه غصن شجرة أشبه الناس بعبد العزى فاما هلك الهلك فانه اعور وان ربكم ليس باعور * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانا أعلم بما مع الدجال معه نهران يجريان أحدهما رأى العين نار تتالجج فمن أدرك ذلك فليات النار الذى يراه فليغمض عينيه ثم يطاطئ رأسه يشرب قانه بارد وان الدجال ممسوح العين عليها طفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه نبى قط انه أعور وانه يجئ معه بمثل الجنة والنار فالذي يقول هي الجنة هي النار وانى أنذركم به كما أنذر نوح قومه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع منكم بخروج الدجال فليناعنه ما استطاع فان الرجل ياتيه وهو يحسب انه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات * وأخرج ابن أبى شيبة عن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال ما كان أحد يسال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر منى قال وما تسألني عنه قلت ان الناس يقولون ان معه الطعام والشراب قال هو أهون على الله من ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شرفتنة المسيح الدجال * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجا من ثلاث فقد نجا قالها ثلاث مرات قالوا ما ذاك يا رسول الله قال داء والدجال وقتل خليفة يصطبر بالحق يعطيه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الاسواق * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العلاء بن الشخير رضى الله عنه ان نوحا عليه السلام ومن بعده من الانبياء عليهم السلام كانوا يتعوذون من فتنة الدجال * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة رضى الله عنه قال لا يخرج الدجال حتى يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ فقال له رجل لم قال من شدة البلاء والشر * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة رضى الله عنه قال حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه وما خروجه باضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الارض وما علم أحدهم أدناهم وأقصاهم الاسواء * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى وائل رضى الله عنه قال أكثر اتباع الدجال اليهود وأولاد الامهات * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال كان بمقدمة الاعور الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم عن هشام بن عامر رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجه عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كان وجوههم المجان المطرقة * وأخرج أحمد عن أبى بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال احدى عينيه كأنها زجاجة خضراء * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوخ العين اليسرى عريض النحر فيه دمامة كانه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان * وأخرج ابن أبى شيبة عن سفينة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبى الا حذر الدجال أمته أعور العين اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة بين عينيه كافر معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فجنته نار وناره جنة ومعه ملكان يشبهان نبيين من الانبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فيقول 7 من الناس الا صاحبه فيقول صاحبه صدقت فيسمعه الناس فيحسبون ما صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى ياتي الشام فينزل عيسى فيقتله الله عند عقبة أفيق * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى بكرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث أبو الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور أضر شئ وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه ثم
[ 355 ]
نعت أبويه فقال أبوه رجل طوال ضرب اللحم طويل الانف كان أنفه مهار وأمه امرأة فرغانية عظيمة الثديين وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الدجال يطوى الارض كلها الا مكة والمدينة فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتى سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة رضى الله عنه قال لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال يهبط الدجال من كور كرمان معه ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ينتعلون كان وجوههم مجان مطرقة * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق حوط العبدى عن عبد الله رضى الله عنه قال ان أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا * وأخرج ابن أبى شيبة عن جنادة ابن أمية الدرى رضى الله عنه قال دخلت أنا وصاحب لى على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره وان كان عندك مصدقا قال نعم قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال فانه لم يكن نبى الا انذره أمته وانه فيكم أيتها الامة وانه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى وانه معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار وان معه نهر ماء وجبل خبز وانه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها لا يسلط على غيرها وانه يمطر السماء وينبت الارض وانه يلبث في الارض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل وانه لا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس ومسجد الطور وما عليكم من الاشياء فان الله ليس باعور مرتين * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الاعور الدجال ممسوخ العين اليسرى كأنها عين أبى يحيى لشيخ من الانصار وانه متى يخرج فانه يزعم انه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشئ من عمل له سلف وانه سيظهر على الارض كلها الا الحرم وبيت المقدس فهزمه الله وجنوده حتى ان حرم الحائط أو أصل الشجرة ينادى يا مؤمن هذا كافر يستتر بى فتعال فاقتله ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم فتتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها شيا ذكرا وحتى تزول جبار عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض وأشار بيده إلى الموت * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ويتناول السحاب ويسبق الشمس إلى مغربها وفي جبهته قرن منه الحيات وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يخرج الدجال فيمكث في الارض أربعين صباحا يبلغ منها كل منهل اليوم منها كالجمعة والجمعة كالشهر والشهر كالسنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبيد بن عمير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبن الدجال قوم يقولون انا لنصحبه وانا لنعلم انه كذاب ولكنا انما نصحبه لناكل من الطعام ونرعى من الشجر وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم * وأخرج الطبراني عن أشعث بن أبى الشعثاء عن أبيه قال ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فقال لا تكثروا ذكره فان الامر إذا قضى في السماء كان أسرع لنزوله إلى الارض ان يظهر على السنة الناس * قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الادب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء تلو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي قال عن دعائي سيدخلون جهنم داخرين هل تدرون ما عبادة الله قلنا الله ورسوله أعلم قال هو اخلاص الله مما سواه * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الدعاء هو العبادة وقرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ادعوني أستجب لكم قال اعبدوني * وأخرج ابن جرير عن
[ 356 ]
السدى رضى الله عنه في قوله سيدخلون جهنم داخرين قال صاغرين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء الاستغفار * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وأحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع الله يغضب عليه * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ رضى الله عنه قال لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله على عبد بالدعاء فليدع فان الله يستجيب له * وأخرج الحكيم الترمذي وابن عدى في نوادر الاصول عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يحب الملحين في الدعاء * وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال نجد فيما أنزل الله تعالى في بعض الكتب ان الله تعالى يقول أنزل البلاء استخرج به الدعاء * وأخرج ابن المنذر عن أنس ابن مالك رضى الله عنه في قوله أدعوني أستجب لكم قال قال ربكم عبدى انك ما دعوتني ورجوتني فانى ساغفر لك على ما كان فيك ولو لقيتني بقراب الارض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالى * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أفضل العبادة الدعاء وقرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ادعوني استجب لكم الآية قال اعملوا وابشروا فانه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كعب رضى الله عنه انه تلا هذه الآية فقال ما أعطى أحد من الامم ما أعطيت هذه الامة الا بنى الرجل المجتبى يقال له سل تعطه * وأخرج البخاري في الادب عن عائشة رضى الله عنها قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل فقال دعاء المراء لنفسه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن كعب رضى الله عنه قال قال الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني أليس يعلمون انى أبغض البخيل فكيف أكون بخيلا يا موسى لا تخف منى بخلا أن تسألني عظيما ولا تستحى أن تسألني صغيرا طلب إلى الدقة واطلب إلى العلف لشاتك يا موسى أما علمت انى خلقت الخردلة فما فوقها وانى لم أخلق شيأ الا وقد علمت ان الخلق يحتاجون إليه فمن يسالنى مسألة وهو يعلم انى قادر أعطى وأمنع أعطيته مسئلته مع المغفرة فان حمدني حين أعطيته وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين وأيما عبد لم يسألنى مسالة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب * وأخرج الحكيم الترمذي عن مالك بن أنس رضى الله عنه قال قال عروة بن الزبير رضى الله عنه انى لا سأل الله تعالى حوائجى في صلاتي حتى أسأله الملح لاهلي * وأخرج الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضى الله عنه قال سمعت محمد بن المنكدر رضى الله عنه يدعو يقول اللهم قو ذكرى فان فيه منفعة لاهلي * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال تعبد رجل سبعين سنة فكان يقول في دعائه رب اجزني بعملي فادخل الجنة فمكث فيها سبعين عاما فلما وفت قيل له اخرج قد استوفيت عملك أي شئ كان في الدنيا أوثق في نفسه فلم يجد شيأ أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه فاقبل يقول في دعائه رب سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل العثرات فاقل اليوم عثرتي فترك في الجنة * قوله تعالى (الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) الآيات * أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى بن مريم عليه السلام قال يا معشر الحواريين الصلاة جامعة فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون وغارت العيون واصفرت الالوان فسار بهم عيسى عليه السلام إلى فلاة من الارض فقام على رأس جرثومة فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال يا معشر الحواريين اسمعوا ما أقول لكم انى لاجد في كتاب الله المنزل الذى أنزل الله في الانجيل أشياء معلومة فاعملوا بها قالوا يا روح الله وما هي قال خلق الليل لثلاثة خصال وخلق النهار لسبع خصال فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التى أتبعتها في نهارك وتستغفر لذنبك الذى كسبته في النهار ثم لا تعود فيه وتقنت فيه قنوت الصابرين فثلث ثنام وثلث تقوم
[ 357 ]
وثلث تتضرع إلى ربك فهذا ما خلق له الليل وخلق النهار لتؤدى فيه الصلاة المفروضة التى عنها تسئل وبها تحاسب وبر والديك وأن تضرب في الارض تبتغى المعيشة معيشة يومك وأن تعود فيه وليا لله تعالى كيما يتعهدكم الله برحمته وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم وان تأمروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الايمان وقوام الدين وأن تجاهدوا في سبيل الله وتراحموا ابراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقندر * قوله تعالى (هو الحى لا اله الا هو) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال من قال لا اله الا الله فليقل على أترها الحمد لله رب العالمين وذلك قوله فادعوا الله مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه كان يستحب إذا قال لا اله الله يتبعها الحمد لله رب العالمين ثم يقرأ هذه الآية هو الحى لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين والله أعلم * قوله تعالى (قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك فانزل الله تعالى قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربى وأمرت أن أسلم لرب العالمين * قوله تعالى (هو الذى خلقكم من تراب) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال يثغر الغلام لسبع ويحتلم لاربعة عشر وينتهى طوله لاحدى وعشرين وينتهى عقله لثمان وعشرين ويبلغ أشده لثلاث وثلاثين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه ومنكم من يتوفى من قبل قال من قبل أن يكون شيخا ولتبلغوا أجلا مسمى الشيخ والشاب ولعلكم تعقلون عن ربكم انه يحبيكم كما أماتكم وهذه لاهل مكة كانوا يكذبون بالبعث * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه أنى يصرفون قال أنى يكذبون وهم يعقلون * قوله تعالى (إذ الاغلال في أعناقهم) الآية * أخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون فقال لو ان رصاصة مثل هذه وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الارض وهى مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الارض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قال قعرها * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن يعلى بن منبه رضى الله عنه رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينشئ الله سحابة لاهل النار سوداء مظلمة يقال لها ولاهل النار أي شئ تطلبون فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا في أعناقهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يلتهب عليهم * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ والسلاسل يسبحون في الحميم * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وهو يصلى في شهر رمضان يردد هذه الآية فسوف يعلمون إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة النار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يسحبون في الحميم فيسلخ كل شئ عليهم من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه حتى ان لحمه قدر طوله ستون ذراعا ثم يكسى جلدا آخر ثم يسجر في الحميم فيسلخ كل شئ عليهم من جلد ولحم وعرق * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يسجرون قال توقد بهم النار وفي قوله تمرحون قال تبطرون وتاشرون * قوله تعالى (ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن ياتي بآية الا باذن الله فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون) * أخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ومنهم من لم نقصص عليك قال بعث الله عبدا حبشيا نبيا فهو ممن لم يقصص على محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (الله الذى جعل لكم الانعام) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال أسفاركم لحاجتكم ما كانت وفي قوله وآثارا في الارض قال المشى
[ 358 ]
فيها بارجلهم وفي قوله فرحوا بما عندهم من العم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن قال ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال من بلد إلى بلد وفي قوله سنت الله التى قد خلت في عباده قال سنته انهم كانوا إذا رأوا باسنا آمنوا فلم ينفعهم ايمانهم عند ذلك * (سورة فصلت مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت حم السجدة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال اجتمع قريش يوما فقالوا انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذى قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه فقالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالو أنت يا أبا الوليد فاتاه فقال يا محمد أنت خير أم عبد الله أنت خير أم عبد المطلب فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان كنت تزعم ان هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التى عبت وان كنت تزعم انك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك أما والله ما رأينا سلحة قط اشام على قومه منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم ان في قريش ساحرا وان في قريش كاهنا والله ما ننتظر الا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف يا أيها الرجل ان كان انما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا وان كان نما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغت قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون حتى بلغ فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فقال عتبة حسبك ما عندك غير هذا قال لا فرجع إلى قريش فقالوا ما وراءك قال ما تركت شيأ أرى انكم تكلمون به الا كلمته قالوا هل أجابك قال والذى نصبها بنية ما فهمت شيأ مما قال غير انه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قالوا ويلك يكلمك الرجل بالعربية وما تدرى ما قال قال لا والله ما فهمت شيأ مما قال غير ذكل الصاعقة * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال حدثت ان عتبة بن ربيعة وكان أشد قريش حلما قال ذات يوم وهو جالس في نادى قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد يا معشر قريش الا أقوم إلى هذا فاكلمه فاعرض عليه أمورا لعله ان يقبل منها بعضه ويكف عنا قالوا بلى يا أبا الوليد فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك حتى إذا فرغ عتبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال نعم قال فاسمع منى قال افعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون فلما سمعها عتبة انصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها ثم قال سمعت يا أبا الوليد قال سمعت قال أنت وذاك فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك يا أبا الوليد قال والله انى قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لقوله الذى سمعت نبا * وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عمر رضى الله عنهما قال لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة حم تنزيل من الرحمن الرحيم أتى أصحابه فقال يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده فو الله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت مثله قط وما دريت ما أرد عليه * واخرج البيهقى في الدلائل عن ابن شهاب رضى الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير فنزل في بنى غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له أسعد بن زرارة اسمع من قوله فان سمعت منكرا فاردده يا هذا وان سمعت حقا فاجب إليه فقال ماذا تقول
[ 359 ]
فقرأ مصعب حم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لقوم يعقلون قال سعد بن معاذ رضى الله عنه ما أسمع الا ما أعرف فرجع وقد هداه الله * وأخرج البيهقى في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال أبو جهل والملا من قريش قد انتشر علينا أمر محمد صلى الله عليه وسلم فلو التمستم رجلا عالما بالسحر والكهانة والشعر فقال عتبة علمت من ذلك علما وما يخفى على ان كان كذلك فاتاه فلما أتاه قال له يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب فلم يجبه قال فيه تشتم آلهتنا وتظل آباءنا فان كنت انما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت وان كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش وان كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغنى به أنت وعقبك من بعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا فقرأ حتى بلغ فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فامسك عتبة على فيه وناشده الرحم ان يكف عنه ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم فقال أبو جهل يا معشر قريش ما نرى عتبة الا قد صبا إلى محمد وأعجبه طعامه وما ذاك الا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه فاتوه فقال أبو جهل والله يا عتبة ما حسبنا الا انك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره فان كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد فغضب واقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا وقال لقد علمتم انى أكثر قريش مالا ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابني بشئ والله ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة قرأ بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا حتى بلغ أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فامسكت بفيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم ان محمدا إذا قال سيا لم يكذب فخفت ان ينزل بكم العذاب * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضى الله عنهما ان قريشا اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فقال لهم عتبة بن ربيعة دعوني حتى أقوم إلى محمد فاكلمه فانى عسى ان أكون ارفق به منكم فقام عتبة حتى جلس إليه فقال يا ابن أخى انك أوسطنا بيتا وأفضلنا مكانا وقد أدخلت في قومك ما لم يدخل رجل على قومه قبلك فان كنت تطلب بهذا الحديث مالا فدلك لك على قومك ان تجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا وان كنت تريد شرفا فنحن مشرفوك حتى لا يكون أحد من قومك فوقك ولا نقطع الامور دونك وان كان هذا عن لم يصيبك لا تقدر على النزوع عنه بذلنا لك خزائننا في طلب الطلب لذلك منه وان كنت تريد ملكا ملكناك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال نعم فقرأ رسول الله